نضال أحمد من نسل "ارجع لحولك"
الموسيقي اليمني الذي رافق العمالقة
محمد اليوسفي
في بيئة فنية تزخر بالإبداع لحنا وشعرا وموسيقى ولد نضال أحمد عبد الرحمن في سبتمبر/أيلول 1964، في مدينة القلوعة بمحافظة عدن جنوب اليمن. أبوه أحمد عبد الرحمن كان يجيد التلحين والعزف على آلة العود، من ألحانه أغنية "ارجع لحولك"، وأغنية "حرام عليك ترمي الغزل"، وأغنية "وا حبيب" لفنان الوطن أيوب طارش عبسي. كما أن أخاه فتحي أحمد عبد الرحمن شاعر غنائي معروف.
نضال أحمد عبد الرحمن عازف كمان محترف، وله سيرة فنية حافلة بالإبداع والمشاركات الفنية المحلية والعربية. منذ العام 1997 استقر به المقام في دولة الإمارات، وقد رافق عشرات الفنانين والمطربين في اليمن والخليج، ولا يزال حتى يومنا هذا يطل علينا بآلة الكمان عازفا أروع المقطوعات الموسيقية والأغاني اليمنية والعربية.
يحكي نضال مراحل نشأته وتكوينه في وسط فني، وهجرته، وفقدان عدن لزخمها بعد أن كانت محطة فنية بارزة في تاريخ الموسيقى اليمنية.
البدايات
عن نشأته وبداياته مع الفن والموسيقى يتحدث الموسيقي نضال أحمد عبد الرحمن لـ"خيوط" قائلا: "بدأتُ من البيت وبحكم أن الوالد كان يعزف على آلة العود، ويغني، ويلحن، ولحن للفنان الكبير المعروف أيوب طارش عبسي أغنيتين: "ارجع لحولك"، و"حرام عليك ترمي الغزل يا رامي". وفي تلك الفترة -كما يروي لي أخي الأكبر والوالد (رحمة الله عليه)- كان أيوب بين الفينة والأخرى يأتي إلى الوالد في بداياته الفنية. وكما هو معروف أن أيوب ابتدأ مشواره الفني من عدن حيث كانت بيئة فنية زاخرة، وأيضا أخي الأكبر فتحي أحمد عبد الرحمن كان شاعرا في عدن. نشأتُ وتربيت في هذه البيئة الفنية، إلى أن دخلتُ معهد الفنون في عام 1980، ودرست آلة الكمان، إضافة إلى دراسة مواد أخرى كـ"الصلوفيج" والنظريات العربية والغربية، والهرموني، فتخرجتُ من المعهد في عام 1984 بشهادة دبلوم".
مشاركات
بعد تخرجه من معهد الفنون شارك نضال أحمد مع الكثير من الفرق الموسيقية التي كانت متواجدة في عدن حينها، وهنا يقول: "توظفت في فرقة إدارة الثقافة بمحافظة عدن بعد تخرجي من المعهد مباشرة، وشاركت في أكثر من فرقة في المحافظة، منها: فرقة النقابات، والفرقة الوترية التابعة لوزارة الداخلية، وانضممت أيضا إلى الفرقة الوترية التابعة للقوات المسلحة، والكثير من الفرق الأخرى. وفي العام 1990 طُلب مني أن أكون مدرسا في معهد الفنون الجميلة بعدن، فدرّست قرابة ست سنوات آلة الكمان، وكذلك درّست نظريات و"صلوفيج" شرقي أو عربي بمعنى أدق، وفي هذه الفترة شاركت مع العديد من الفرق".
وعن مشاركاته الفنية يتحدث نضال أنه مثّل اليمن في الكثير من المحافل، والمشاركات الخارجية والداخلية، وكان الموسيقي عبد العزيز مكرد أكثر فنان من الزملاء شارك معه خلال مشواره الفني.
كان لدى نضال فرقة اسمها "الغصون"، ومكونة كما يتحدث من ثلاث إناث، وثلاثة ذكور، بالزي الشعبي، وكان نضال مسؤول وملحن هذه الفرقة التي مثلت اليمن في عديد المهرجانات العربية والدولية.
الهجرة ومشاركة العمالقة
بعد أن كانت عدن جنوب اليمن مدينة حاضنة للفن والأدب، تلاشتْ الكثير من مقومات الثقافة، ومنها الفرق الموسيقية التي كانتْ حاضرة بشكل كبير، فاضطر الكثير من الفنانين والموسيقيين إلى مغادرة اليمن، ومنهم الموسيقي نضال أحمد الذي غادر عدن في العام 1997.
يضيف قائلًا: "سافرتُ إلى دولة الإمارات مع مجموعة من خيرة العازفين في اليمن، ومنهم عازف الكمان عبد العزيز مكرد، والفنان كمال شودري، وعازف التشلو خالد فضل برغوش، ومجموعة من فناني حضرموت. وقمنا بتشكيل فرقة موسيقية، وشاركنا في أكثر من محفل. وإلى يومنا هذا وأنا أعمل في المجال الموسيقي".
شارك نضال عشرات الفنانين في الوطن العربي. وحول أبرز الفنانين الذين رافقهم عازفًا على آلة الكمان، أجاب قائلا: "أغلب الفنانين الموجودين في الساحة عزفتُ معهم، ولعل أبرزهم: أبو بكر سالم بلفقيه، ومحمد عبده، وكاظم الساهر، وآخرون، أي معظم الفنانين الموجودين في الساحة، سواءً في الحفلات أو التسجيلات التي في الاستديوهات.
الاحتكاك الموسيقي
منذ مغادرة الموسيقي نضال أحمد أرض الوطن إلى دولة الإمارات في العام 1997، ونتيجة احتكاكه بفرق عربية كثيرة اكتسب الكثير من الخبرة والمهارة في العزف، وهنا يحدثنا قائلا:
"من العام 97 إلى الآن استفدتُ استفادةً كبيرة نتيجة احتكاكي بفرق موسيقية كثيرة: مصرية، وعراقية، وتونسية. فكلما احتك المرء بفرق موسيقية متنوعة ومن دول متعددة وبأشخاص موسيقيين بمواهب وخبرات من مختلف المستويات؛ عليه أن يعمل على الاستفادة منهم بقدر المستطاع، واكتساب معرفة وخبرات وتجارب واسعة. وأنا استفدت كثيرا من هؤلاء الناس: من قراءة النوتة إلى وكتابة النوتة. وكما تعرف للأسف أن الذين يقرؤون النوتة الموسيقية ويكتبونها في بلادنا لا يتجاوزون أصابع اليد.
الموسيقي اليمني الذي رافق العمالقة
محمد اليوسفي
في بيئة فنية تزخر بالإبداع لحنا وشعرا وموسيقى ولد نضال أحمد عبد الرحمن في سبتمبر/أيلول 1964، في مدينة القلوعة بمحافظة عدن جنوب اليمن. أبوه أحمد عبد الرحمن كان يجيد التلحين والعزف على آلة العود، من ألحانه أغنية "ارجع لحولك"، وأغنية "حرام عليك ترمي الغزل"، وأغنية "وا حبيب" لفنان الوطن أيوب طارش عبسي. كما أن أخاه فتحي أحمد عبد الرحمن شاعر غنائي معروف.
نضال أحمد عبد الرحمن عازف كمان محترف، وله سيرة فنية حافلة بالإبداع والمشاركات الفنية المحلية والعربية. منذ العام 1997 استقر به المقام في دولة الإمارات، وقد رافق عشرات الفنانين والمطربين في اليمن والخليج، ولا يزال حتى يومنا هذا يطل علينا بآلة الكمان عازفا أروع المقطوعات الموسيقية والأغاني اليمنية والعربية.
يحكي نضال مراحل نشأته وتكوينه في وسط فني، وهجرته، وفقدان عدن لزخمها بعد أن كانت محطة فنية بارزة في تاريخ الموسيقى اليمنية.
البدايات
عن نشأته وبداياته مع الفن والموسيقى يتحدث الموسيقي نضال أحمد عبد الرحمن لـ"خيوط" قائلا: "بدأتُ من البيت وبحكم أن الوالد كان يعزف على آلة العود، ويغني، ويلحن، ولحن للفنان الكبير المعروف أيوب طارش عبسي أغنيتين: "ارجع لحولك"، و"حرام عليك ترمي الغزل يا رامي". وفي تلك الفترة -كما يروي لي أخي الأكبر والوالد (رحمة الله عليه)- كان أيوب بين الفينة والأخرى يأتي إلى الوالد في بداياته الفنية. وكما هو معروف أن أيوب ابتدأ مشواره الفني من عدن حيث كانت بيئة فنية زاخرة، وأيضا أخي الأكبر فتحي أحمد عبد الرحمن كان شاعرا في عدن. نشأتُ وتربيت في هذه البيئة الفنية، إلى أن دخلتُ معهد الفنون في عام 1980، ودرست آلة الكمان، إضافة إلى دراسة مواد أخرى كـ"الصلوفيج" والنظريات العربية والغربية، والهرموني، فتخرجتُ من المعهد في عام 1984 بشهادة دبلوم".
مشاركات
بعد تخرجه من معهد الفنون شارك نضال أحمد مع الكثير من الفرق الموسيقية التي كانت متواجدة في عدن حينها، وهنا يقول: "توظفت في فرقة إدارة الثقافة بمحافظة عدن بعد تخرجي من المعهد مباشرة، وشاركت في أكثر من فرقة في المحافظة، منها: فرقة النقابات، والفرقة الوترية التابعة لوزارة الداخلية، وانضممت أيضا إلى الفرقة الوترية التابعة للقوات المسلحة، والكثير من الفرق الأخرى. وفي العام 1990 طُلب مني أن أكون مدرسا في معهد الفنون الجميلة بعدن، فدرّست قرابة ست سنوات آلة الكمان، وكذلك درّست نظريات و"صلوفيج" شرقي أو عربي بمعنى أدق، وفي هذه الفترة شاركت مع العديد من الفرق".
وعن مشاركاته الفنية يتحدث نضال أنه مثّل اليمن في الكثير من المحافل، والمشاركات الخارجية والداخلية، وكان الموسيقي عبد العزيز مكرد أكثر فنان من الزملاء شارك معه خلال مشواره الفني.
كان لدى نضال فرقة اسمها "الغصون"، ومكونة كما يتحدث من ثلاث إناث، وثلاثة ذكور، بالزي الشعبي، وكان نضال مسؤول وملحن هذه الفرقة التي مثلت اليمن في عديد المهرجانات العربية والدولية.
الهجرة ومشاركة العمالقة
بعد أن كانت عدن جنوب اليمن مدينة حاضنة للفن والأدب، تلاشتْ الكثير من مقومات الثقافة، ومنها الفرق الموسيقية التي كانتْ حاضرة بشكل كبير، فاضطر الكثير من الفنانين والموسيقيين إلى مغادرة اليمن، ومنهم الموسيقي نضال أحمد الذي غادر عدن في العام 1997.
يضيف قائلًا: "سافرتُ إلى دولة الإمارات مع مجموعة من خيرة العازفين في اليمن، ومنهم عازف الكمان عبد العزيز مكرد، والفنان كمال شودري، وعازف التشلو خالد فضل برغوش، ومجموعة من فناني حضرموت. وقمنا بتشكيل فرقة موسيقية، وشاركنا في أكثر من محفل. وإلى يومنا هذا وأنا أعمل في المجال الموسيقي".
شارك نضال عشرات الفنانين في الوطن العربي. وحول أبرز الفنانين الذين رافقهم عازفًا على آلة الكمان، أجاب قائلا: "أغلب الفنانين الموجودين في الساحة عزفتُ معهم، ولعل أبرزهم: أبو بكر سالم بلفقيه، ومحمد عبده، وكاظم الساهر، وآخرون، أي معظم الفنانين الموجودين في الساحة، سواءً في الحفلات أو التسجيلات التي في الاستديوهات.
الاحتكاك الموسيقي
منذ مغادرة الموسيقي نضال أحمد أرض الوطن إلى دولة الإمارات في العام 1997، ونتيجة احتكاكه بفرق عربية كثيرة اكتسب الكثير من الخبرة والمهارة في العزف، وهنا يحدثنا قائلا:
"من العام 97 إلى الآن استفدتُ استفادةً كبيرة نتيجة احتكاكي بفرق موسيقية كثيرة: مصرية، وعراقية، وتونسية. فكلما احتك المرء بفرق موسيقية متنوعة ومن دول متعددة وبأشخاص موسيقيين بمواهب وخبرات من مختلف المستويات؛ عليه أن يعمل على الاستفادة منهم بقدر المستطاع، واكتساب معرفة وخبرات وتجارب واسعة. وأنا استفدت كثيرا من هؤلاء الناس: من قراءة النوتة إلى وكتابة النوتة. وكما تعرف للأسف أن الذين يقرؤون النوتة الموسيقية ويكتبونها في بلادنا لا يتجاوزون أصابع اليد.
وهذا الأمر يحز في النفس عندما ترى كل الفرق في الخارج لا تتعامل إلا بالنوتة الموسيقية".
غياب زخم المحطة البارزة
شكلتْ عدن محطةً فنيةً بارزةً في تاريخ الموسيقى اليمنية، وكانت واحة فنية تحتضن كل المبدعين من جميع أنحاء اليمن، حيث تأسستْ فيها عدد من الفرق الموسيقية منذ خمسينات وستينات القرن المنصرم. توجهنا للموسيقي نضال أحمد عن سبب غياب واختفاء هذه الفرق، فأجاب: "في عدن كان هناك قرابة أربع فرق موسيقية. وفي ظل وجود وزارة الثقافة والسياحة كانت الميزانية متوفرة لهذه الفرق، وكانت الفرق مزدهرة والآلات تتغير كل سنة، وكان هناك اهتمام ومساهمات مادية تمنح للمشاركين. كنا كل يوم نُجري "بروفات" ونعزف، لكن فيما بعد بدأت الفرق تتقلص وغاب الاهتمام، وبدأت السياسة تدخل في المجال الفني والموسيقي، وصار الموضوع كله سياسة، وقُطعتْ المساهمات والدعم عن الفرق. فكان أمرًا طبيعيًّا أن يغيب كل ذلك الزخم
غياب زخم المحطة البارزة
شكلتْ عدن محطةً فنيةً بارزةً في تاريخ الموسيقى اليمنية، وكانت واحة فنية تحتضن كل المبدعين من جميع أنحاء اليمن، حيث تأسستْ فيها عدد من الفرق الموسيقية منذ خمسينات وستينات القرن المنصرم. توجهنا للموسيقي نضال أحمد عن سبب غياب واختفاء هذه الفرق، فأجاب: "في عدن كان هناك قرابة أربع فرق موسيقية. وفي ظل وجود وزارة الثقافة والسياحة كانت الميزانية متوفرة لهذه الفرق، وكانت الفرق مزدهرة والآلات تتغير كل سنة، وكان هناك اهتمام ومساهمات مادية تمنح للمشاركين. كنا كل يوم نُجري "بروفات" ونعزف، لكن فيما بعد بدأت الفرق تتقلص وغاب الاهتمام، وبدأت السياسة تدخل في المجال الفني والموسيقي، وصار الموضوع كله سياسة، وقُطعتْ المساهمات والدعم عن الفرق. فكان أمرًا طبيعيًّا أن يغيب كل ذلك الزخم
مطرب:
عوض عبدالله بو مهدي المسلمي
صاحب شبوة، (1907 ــ 1975). يُعرف بـالأعمى لأنه أصيب بالجدري وهو في سن الثانية عشرة وفقد بصره. ولد عام 1907م عند بلدة (بئر علي) في طريق ارتحال أسرته إلى حضرموت فلقب لذلك بـ(عوض البير). نشأ بالشحر بحضرموت وتعلم هناك العزف على السمسمية وتغنى بأغاني مطرب حضرموت الشهير سلطان بن الشيخ علي هرهرة اليافعي. ثم رجع إلى عدن في 1928م وصادق فيها المطرب محفوظ غابة وصاحبه في حفلات الزواج كعازف إيقاع ومغني، ثم ما لبث أن صار المسلمي مطرباً مستقلاً مشهوراً. إلى جمال صوته كان المسلمي جيداً في أدائه وجاد، يتقن أداء الألوان اللحجي والصنعاني واليافعي. وقد حضرت له في صباي عدة حفلات بقريتي. من أغانيه المشهورة: (الهاشمي قال) للعراشة، (ألفين أهلاً وسهلاً) و(يا هلال الفلك) صنعاني، و(تذكر يا حياة الروح) من شعر ولحن سبيت ، (طاب يا زين السمر) شعر الأمير عبدوه عبدالكريم، (متى يا كرام الحي)، (ما يباك شعبي)(يقول يحيى عمر من كم) و(يا رب سألك بمن أركانه أربع) من شعر يحيى عمر اليافعي .. في 1984 أصدر قريبه الشاعر أحمد بومهدي كتاباً عنه: (المسلمي : حياته وفنه). توفي في 1 نوفمبر 1975 بعدن
عوض عبدالله بو مهدي المسلمي
صاحب شبوة، (1907 ــ 1975). يُعرف بـالأعمى لأنه أصيب بالجدري وهو في سن الثانية عشرة وفقد بصره. ولد عام 1907م عند بلدة (بئر علي) في طريق ارتحال أسرته إلى حضرموت فلقب لذلك بـ(عوض البير). نشأ بالشحر بحضرموت وتعلم هناك العزف على السمسمية وتغنى بأغاني مطرب حضرموت الشهير سلطان بن الشيخ علي هرهرة اليافعي. ثم رجع إلى عدن في 1928م وصادق فيها المطرب محفوظ غابة وصاحبه في حفلات الزواج كعازف إيقاع ومغني، ثم ما لبث أن صار المسلمي مطرباً مستقلاً مشهوراً. إلى جمال صوته كان المسلمي جيداً في أدائه وجاد، يتقن أداء الألوان اللحجي والصنعاني واليافعي. وقد حضرت له في صباي عدة حفلات بقريتي. من أغانيه المشهورة: (الهاشمي قال) للعراشة، (ألفين أهلاً وسهلاً) و(يا هلال الفلك) صنعاني، و(تذكر يا حياة الروح) من شعر ولحن سبيت ، (طاب يا زين السمر) شعر الأمير عبدوه عبدالكريم، (متى يا كرام الحي)، (ما يباك شعبي)(يقول يحيى عمر من كم) و(يا رب سألك بمن أركانه أربع) من شعر يحيى عمر اليافعي .. في 1984 أصدر قريبه الشاعر أحمد بومهدي كتاباً عنه: (المسلمي : حياته وفنه). توفي في 1 نوفمبر 1975 بعدن
التعاون المبكر بين تلفزيوني صنعاء وعدن .
أحمد محمود السلّامي
افتتح تلفزيون صنعاء (تلفزيون الجمهورية العربية اليمنية ) في 25 سبتمبر 1975م في عهد الرئيس الراحل المقدم إبراهيم الحمدي الذي كان بينه وبين رئيس جنوب اليمن الشهيد سالم ربيع علي (سالمين) تقارب كبير في الرؤى والمواقف نحو تحقيق وحدة شطري الوطن اليمني الكبير، وقد انعكس ذلك التقارب على مستوى العلاقة الأخوية في مجالات كثيرة أهمها الثقافة والإعلام .
شُيد تلفزيون صنعاء على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة كهدية من الشيخ زايد مع التجهيزات وحوالي 15 خبيراً متعاقداً من السودان والأردن وباكستان ومصر ، وكان الرئيس الحمدي يريد افتتاحه في بمناسبة العيد الثالث عشر لثورة 26 سبتمبر ، لكن الخبراء ابلغوه بأنهم لن يتمكنوا من ذلك بسبب عامل الوقت و أن شهر ونيف قبل المناسبة لا يكفي للقيام بمثل هذه المهمة ( يمكن كانت خطتهم إطالة مدة العقود للكسب المادي خاصة وان المشروع بتمويل إماراتي ) .
اتصل المقدم الحمدي بالرئيس سالمين وطلب منه إرسال فريق مختصين من تلفزيون عدن إلى صنعاء للتسريع بأعمال التجهيزات النهائية لافتتاح التلفزيون . أمر الرئيس سالمين وزارة الإعلام بعدن بإرسال الفريق المطلوب على وجه السرعة إلى صنعاء ، وخلال اقل من أسبوع وصل الفريق جواً إلى صنعاء وتكون من : علوي السقاف رئيس الفريق ، مهندس الإرسال التلفزيوني سعيد محفوظ ، مهندس الفيديو يونس ابوبكر بخاري ، المخرج محسن يسلم ، كبير المصورين وديع محمد عبدالله .. فور وصولهم استقبلهم مدير مشروع التلفزيون محمد طاهر الخولاني وطلبوا منه قبل اي حديث تمكينهم من المعاينة والاطلاع على التجهيزات التي قام بها فريق الخبراء الأجانب ، في اليوم التالي زاروا المشروع الذي يقع فوق تبة في منطقة الحصبة وتعرفوا عن قرب على إمكانيات التسريع بالأعمال الفنية والهندسية ، في عصر اليوم نفسه التقوا في بيت محمد طاهر الخولاني مدير المشروع بوزير الثقافة والإعلام احمد قاسم دهمش وأطلعوه على تقييمهم للموقف واستعدادهم لإنجاز المهمة قبل ميعادها ، وحتى يتمكن الفريق من العمل بالشكل
المطلوب اشترط عدم قيام الخبراء الأجانب بأي مهام في المشروع حتى يوم الافتتاح ، وافق الوزير دهمش على كل طلباتهم وفي اليوم نفسه باشروا عملهم بمعية المهندسين والفنيين المحليين من إذاعة صنعاء الذين تم تكليفهم بالعمل في المشروع ، واستطاعوا جميعاً إنجاز المهمة على أكمل وجه بكفاءة يمنية 100% ، وقبل الافتتاح الرسمي بأسبوعين بدأ تلفزيون صنعاء البث التجريبي .
في يوم الخميس 25 سبتمبر 1975م افتتَحَ الرئيس إبراهيم الحمدي التلفزيون رسمياً وكان حدثاً ثقافياً وإعلامياً كبيراً تشهده مدينة صنعاء . أول المذيعين الذين اطلوا من تلفزيون صنعاء في فترة الافتتاح وما بعدها .. هم فاتن اليوسفي ، عبدالله شمسان ، أمة العليم السوسوه ، احمد الذهباني ، على صلاح ، محمود الحاج ، عبدالله الحرازي ، مطهر تقي ، علي العصري ، عائدة الشرجبي ، عقيل الصريمي وآخرين .
كوفئ أعضاء الفريق بزيارة استطلاعية إلى مدينتي الحديدة وتعز ، وهدايا عبارة عن صندوق عنب اسود وخمسمائة ريال يمني لكل واحد .
تم تزويد التلفزيون الوليد بكثير من المواد والأغاني المحلية التي سجلت في تلفزيون عدن وفي مقدمتها أغاني الفنان احمد السنيدار و علي عبدالله السمة و محمد حمود الحارثي و أيوب طارش وغيرهم .
بعد مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977م ومقتل الرئيس سالمين في 26 يونيو 1978م ، شُلت العلاقات بين قيادتي الشطرين وتعطلت كل المشاريع المشتركة بل نشبت الحرب بينهما في فبراير / مارس 1979م .
استؤنفت العلاقات الأخوية في الشطرين في عهد الرئيس علي ناصر محمد الذي بادر بزيارة صنعاء في 13 يونيو 1980 للاتفاق على إحياء الحوار وإزالة أسباب التوتر والتنسيق في كافة المجالات وإنشاء شركة مشتركة للنقل البري والبحري ، وعلى اللقاء الدوري بين الرئيسين مرة كل أربعة أشهر . ومع هذا الانفراج تم مراجعة الخطاب الإعلامي بما يتواكب مع طبيعة المرحلة و تُبُودِلت الزيارات الرسمية والإعلامية والثقافية وكان تلفزيون عدن يبث العديد من الأخبار المتعلقة بنشاط قيادة الشطر الشمالي ، ويسجل الكثير من الأغاني للفنانين والفرق الفنية الآتية من الشطر الشمالي من الوطن .
انتكست العلاقة مرة أخرى عام 1988م ولكنها سرعان ما انفرجت على أوسع أبوابها ، و أدى ذلك إلى توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية .. قبل الإعلان الرسمي لقيام دولة الوحدة في 22مايو 1990م ومنذ نهاية مارس من العام نفسه بدأ البث التلفزيون المشترك بين تلفزيوني صنعاء وعدن خاصة نشرات الأخبار وبعض البرامج ، وصادف في 28 مارس 90م بداية شهر رمضان المبارك حيث عَرضَ تلفزيون صنعاء الجزء الأول (ثلاثين حلقة) من المسلسل الكوميدي المحلي " دحباش " بطولة الممثل الكوميدي آدم سيف والفنانة نجيبة عبدالله ، وكان تلفزيون عدن يرتبط مع تلفزيون يومياً لبث
أحمد محمود السلّامي
افتتح تلفزيون صنعاء (تلفزيون الجمهورية العربية اليمنية ) في 25 سبتمبر 1975م في عهد الرئيس الراحل المقدم إبراهيم الحمدي الذي كان بينه وبين رئيس جنوب اليمن الشهيد سالم ربيع علي (سالمين) تقارب كبير في الرؤى والمواقف نحو تحقيق وحدة شطري الوطن اليمني الكبير، وقد انعكس ذلك التقارب على مستوى العلاقة الأخوية في مجالات كثيرة أهمها الثقافة والإعلام .
شُيد تلفزيون صنعاء على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة كهدية من الشيخ زايد مع التجهيزات وحوالي 15 خبيراً متعاقداً من السودان والأردن وباكستان ومصر ، وكان الرئيس الحمدي يريد افتتاحه في بمناسبة العيد الثالث عشر لثورة 26 سبتمبر ، لكن الخبراء ابلغوه بأنهم لن يتمكنوا من ذلك بسبب عامل الوقت و أن شهر ونيف قبل المناسبة لا يكفي للقيام بمثل هذه المهمة ( يمكن كانت خطتهم إطالة مدة العقود للكسب المادي خاصة وان المشروع بتمويل إماراتي ) .
اتصل المقدم الحمدي بالرئيس سالمين وطلب منه إرسال فريق مختصين من تلفزيون عدن إلى صنعاء للتسريع بأعمال التجهيزات النهائية لافتتاح التلفزيون . أمر الرئيس سالمين وزارة الإعلام بعدن بإرسال الفريق المطلوب على وجه السرعة إلى صنعاء ، وخلال اقل من أسبوع وصل الفريق جواً إلى صنعاء وتكون من : علوي السقاف رئيس الفريق ، مهندس الإرسال التلفزيوني سعيد محفوظ ، مهندس الفيديو يونس ابوبكر بخاري ، المخرج محسن يسلم ، كبير المصورين وديع محمد عبدالله .. فور وصولهم استقبلهم مدير مشروع التلفزيون محمد طاهر الخولاني وطلبوا منه قبل اي حديث تمكينهم من المعاينة والاطلاع على التجهيزات التي قام بها فريق الخبراء الأجانب ، في اليوم التالي زاروا المشروع الذي يقع فوق تبة في منطقة الحصبة وتعرفوا عن قرب على إمكانيات التسريع بالأعمال الفنية والهندسية ، في عصر اليوم نفسه التقوا في بيت محمد طاهر الخولاني مدير المشروع بوزير الثقافة والإعلام احمد قاسم دهمش وأطلعوه على تقييمهم للموقف واستعدادهم لإنجاز المهمة قبل ميعادها ، وحتى يتمكن الفريق من العمل بالشكل
المطلوب اشترط عدم قيام الخبراء الأجانب بأي مهام في المشروع حتى يوم الافتتاح ، وافق الوزير دهمش على كل طلباتهم وفي اليوم نفسه باشروا عملهم بمعية المهندسين والفنيين المحليين من إذاعة صنعاء الذين تم تكليفهم بالعمل في المشروع ، واستطاعوا جميعاً إنجاز المهمة على أكمل وجه بكفاءة يمنية 100% ، وقبل الافتتاح الرسمي بأسبوعين بدأ تلفزيون صنعاء البث التجريبي .
في يوم الخميس 25 سبتمبر 1975م افتتَحَ الرئيس إبراهيم الحمدي التلفزيون رسمياً وكان حدثاً ثقافياً وإعلامياً كبيراً تشهده مدينة صنعاء . أول المذيعين الذين اطلوا من تلفزيون صنعاء في فترة الافتتاح وما بعدها .. هم فاتن اليوسفي ، عبدالله شمسان ، أمة العليم السوسوه ، احمد الذهباني ، على صلاح ، محمود الحاج ، عبدالله الحرازي ، مطهر تقي ، علي العصري ، عائدة الشرجبي ، عقيل الصريمي وآخرين .
كوفئ أعضاء الفريق بزيارة استطلاعية إلى مدينتي الحديدة وتعز ، وهدايا عبارة عن صندوق عنب اسود وخمسمائة ريال يمني لكل واحد .
تم تزويد التلفزيون الوليد بكثير من المواد والأغاني المحلية التي سجلت في تلفزيون عدن وفي مقدمتها أغاني الفنان احمد السنيدار و علي عبدالله السمة و محمد حمود الحارثي و أيوب طارش وغيرهم .
بعد مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977م ومقتل الرئيس سالمين في 26 يونيو 1978م ، شُلت العلاقات بين قيادتي الشطرين وتعطلت كل المشاريع المشتركة بل نشبت الحرب بينهما في فبراير / مارس 1979م .
استؤنفت العلاقات الأخوية في الشطرين في عهد الرئيس علي ناصر محمد الذي بادر بزيارة صنعاء في 13 يونيو 1980 للاتفاق على إحياء الحوار وإزالة أسباب التوتر والتنسيق في كافة المجالات وإنشاء شركة مشتركة للنقل البري والبحري ، وعلى اللقاء الدوري بين الرئيسين مرة كل أربعة أشهر . ومع هذا الانفراج تم مراجعة الخطاب الإعلامي بما يتواكب مع طبيعة المرحلة و تُبُودِلت الزيارات الرسمية والإعلامية والثقافية وكان تلفزيون عدن يبث العديد من الأخبار المتعلقة بنشاط قيادة الشطر الشمالي ، ويسجل الكثير من الأغاني للفنانين والفرق الفنية الآتية من الشطر الشمالي من الوطن .
انتكست العلاقة مرة أخرى عام 1988م ولكنها سرعان ما انفرجت على أوسع أبوابها ، و أدى ذلك إلى توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية .. قبل الإعلان الرسمي لقيام دولة الوحدة في 22مايو 1990م ومنذ نهاية مارس من العام نفسه بدأ البث التلفزيون المشترك بين تلفزيوني صنعاء وعدن خاصة نشرات الأخبار وبعض البرامج ، وصادف في 28 مارس 90م بداية شهر رمضان المبارك حيث عَرضَ تلفزيون صنعاء الجزء الأول (ثلاثين حلقة) من المسلسل الكوميدي المحلي " دحباش " بطولة الممثل الكوميدي آدم سيف والفنانة نجيبة عبدالله ، وكان تلفزيون عدن يرتبط مع تلفزيون يومياً لبث
المسلسل . وكان ذلك البث المشترك أو الارتباط يتم عبر خطي ميكروويف الأرضي Microwave ينطلق من عدن عبر جبل الضبيات في الضالع إلى جبل العروس في تعز عبر جبل سُمارة وجبل يسلح إلى أن يصل الأثير إلى صنعاء ، وبالعكس ينطلق الخط الآخر إلى تلفزيون عدن ، وقد سمي هذا المشروع بمشروع الربط الوطني للاتصالات بتمويل من الاتحاد الدولي للاتصالات وتنفيذ خبراء من دولة المجر الصديقة .
بعد قيام دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية) في 22مايو 1990م تغيّر اسم تلفزيون صنعاء إلى (القناة الأولى) ، وتلفزيون عدن إلى (القناة الثانية) ومن القناة الثانية غير اسمها إلى (قناة 22مايو) ومن ثم إلى (يمانية الفضائية) واستقر بها الحال إلى (قناة عدن الفضائية) إلى أن أوقِفت عن العمل في مايو 2015م وتحول بثها من العاصمة السعودية الرياض ، ونسخة مقلدة منها تبث من صنعاء وكذلك حال قناة اليمن الفضائية
بعد قيام دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية) في 22مايو 1990م تغيّر اسم تلفزيون صنعاء إلى (القناة الأولى) ، وتلفزيون عدن إلى (القناة الثانية) ومن القناة الثانية غير اسمها إلى (قناة 22مايو) ومن ثم إلى (يمانية الفضائية) واستقر بها الحال إلى (قناة عدن الفضائية) إلى أن أوقِفت عن العمل في مايو 2015م وتحول بثها من العاصمة السعودية الرياض ، ونسخة مقلدة منها تبث من صنعاء وكذلك حال قناة اليمن الفضائية
الموسيقار الفنان الأستاذ جميل غانم صانع الموسيقى الحديثة في اليمن
كتب: أمين درهم
هذه الليلة سيكون ضيفنا فنان درس الموسيقى واهتم بتعليم الموسيقى أكاديمياً ومازالالأعهد جميل غانم للموسيقى شاهداً على حضور هذا الفنان المتميز.. لم ياخذ حقه الكامل من الشهرة وكثير من الجيل الجديد لايعرفه.. أحببت أن أسلط الضوء عليه بشكل مختصر.. أتمنى أن ينال إعجابكم..
قام بغناء الاغنية الشهيرة (حرام عليك تقفل الشباك) بتوزيع موسيقي حديث وكورال رائع وصوته جميل أسم على مسمى.. وللعلم هذه الاغنية كتب كلماتها الشاعر محمد عبده غانم ولحنها الموسيقار محمد خليل..رجو ان تسمعوها..
وأتمنى لكم أطيب الاوقات وأسعدها..
بمناسبة مرور الذكرى الثلاثين على رحيل الموسيقار الكبير والعازف المتفرد على العود الأستاذ جميل غانم حيث رحل عن دنيانا في الاول من سبتمبر عام 1990م الموسيقار الاستاذ جميل غانم.. اسم بارز في حقل الموسيقى والتربية الموسيقية والفنون الجميلة وحياة زاخرة بالعطاءات لا زالت بصماتها ماثلة ومؤثرة في الحركة الفنية اليمنية.. فنان يستحق الاشادة والتكريم..
معرفتي بالموسيقار جميل غانم:
تعرفت عليه عن طريق ابن عمه الأستاذ فيصل علي غانـم – زميل الدراسة في مدرسة البادري، وكان عضواً بجمعية المدرسة الخيرية والتي كانت تدير مسرح المدرسة من منتصف عام 1956م وحتى أواخر عام 1959م – وفي أوائل عام 1958م استأجرت شقة في منطقة الخساف بجوار المحراق، وكنا نقيم جلساتٍ فنية في تلك الشقة، وكان نجم تلك الجلسات الفنان جميل غانـم، والذي كان يحيي هذه الحفلات، كما كان هو من يقوم بالعزف على آلة العود للفنان الصافي، والفنان اليهودي موسس حسن إبراهيم – زميل الدراسة أيضاً بالمدرسة – والأخير كان يـمتلك صوتاً جميلاً ويقلد الموسيقار فريد الأطرش.. وفي إحدى الجلسات طلبت من الفنان جميل بأن يعلمني العزف على آلة العود، وفعلاً اشتريت عوداً فاخراً لي – لا أزال أحتفظ به كتذكار لتلك الأيام الجميلة – واستمر بتعليمي السلم الموسيقي ومقدمة أغنية (أنا قلبي إليك ميال)، ووقفت عند هذا الحد حيث لم استطع التقدم بالعزف، ونصحني هو بأن أكتفي بالسمع، أما العزف والغناء فهي موهبةٌ من الله تُخلق مع الإنسان وليس تُدرَّس بالمدراس.. واستمرت صداقتي معه حتى أواخر عام 1959م بعد ذلك كل واحدٍ أخذ طريقه؛ فأنا انتقلت إلى تعز أما هو فقد استمر يطور موهبته الفنية حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الإبداع.
ولد جميل غانم في مدينة التواهي بعدن الجميلة في 5 يناير 1941م من اسرة تنتمي إلى دوحة الفنون والثقافة فوالده الميكانيكي ولا عب البلياردو عثمان احمد غانم . وعمه شقيق ابيه المهندس علي غانم كليب اول خريج على مستوى عدن في هذا المجال ووالد المذيعة فوزية علي غانم واسرة غانم كليب من الاسر العدنية الشهيرة بمدينة التواهي اما أمه فهي زينب احمد خليل ومعروف عن اسرة خليل رماده الساكنة بمدينة كريتر في عدن ولعها بالفن والادب والتقوى فعمها الاصغر الفنان مؤسس الندوة العدنية خليل محمد خليل الذي تربي على الفن على يد اخويه الاكبرين احمد محمد خليل وطه محمد خليل وكان للاسرة الفنية شرف وضع اللبنات الاولى في صرح النبوغ العبقري للفنان جميل غانم فقد احتضنته عائلة خليل الكبيرة وعلمته العزف على العود والغناء وحب الشعر والادب .ورأت فيه موهبة المبكرة تنبئ بميلاد فنان سيكون له شأن فني كبير.
دراسته في العراق:
من حسن حظه كان لصاحب المشروع الثقافي الندوة العدنية الدكتور محمد عبده غانم الذي شغل منصب مدير المعارف الدور المساعد ان هيأ للفنان جميل غانم سبل الدراسة الموسيقية والحصول على منحة دراسية عام 1963م إلى بغداد حيث كان حينها مديرا المعارف التحق في معهد الموسيقى العالي ببغداد لمدة اربع سنوات وكان متفوقا وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية وتتلمذ على اساتذة العود العراقيين الكبار وعلى رأسهم الموسيقار جميل بشير.
بعد عودة الفنان جميل غانم من العراق اسهم مبكرا في تقديم العديد من البحوث والدراسات حول الموسيقى ونشر العديد منها في صحف عربية ويمنية وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة فتاة الجزيرة الصادرة بعدن في عددها 2882بتاريخ 18يوليو1965م ف بحثاًعلمياًعن اسباب تأخر الموسيقى في اليمن.
علاقته بالشاعر الكبير لطفي جعفر أمان
ساعده أيضا في بدايات حياته الشاعر الرومانسي العدني لطفي جعفر أمان الذي لمس في الشاب جميل غانم موهبة اصيلة وميلا فطرياً للموسيقى .يقول الأستاذ خليل محمد خليل عن الفنان جميل غانم :لقد عاش الفنان جميل غانم حياة عجيبة جمعت بين المجد والنكد بين النشاط والاحباط .ولكن هذه شهادة حق اقولها من خلال معرفتي الطويلة به (إن الدنيا أقبلت عليه أكثر مما أدبرت وأتاحت له الفرص لإبداء موهبته وطورت أدائه وأوصلته في سلم النجاح إلى أعلى المراتب وخرج من دائرة الشهرة الضيقة أو المغلقة إلى الدوائر العربية والعالمية..
كتب: أمين درهم
هذه الليلة سيكون ضيفنا فنان درس الموسيقى واهتم بتعليم الموسيقى أكاديمياً ومازالالأعهد جميل غانم للموسيقى شاهداً على حضور هذا الفنان المتميز.. لم ياخذ حقه الكامل من الشهرة وكثير من الجيل الجديد لايعرفه.. أحببت أن أسلط الضوء عليه بشكل مختصر.. أتمنى أن ينال إعجابكم..
قام بغناء الاغنية الشهيرة (حرام عليك تقفل الشباك) بتوزيع موسيقي حديث وكورال رائع وصوته جميل أسم على مسمى.. وللعلم هذه الاغنية كتب كلماتها الشاعر محمد عبده غانم ولحنها الموسيقار محمد خليل..رجو ان تسمعوها..
وأتمنى لكم أطيب الاوقات وأسعدها..
بمناسبة مرور الذكرى الثلاثين على رحيل الموسيقار الكبير والعازف المتفرد على العود الأستاذ جميل غانم حيث رحل عن دنيانا في الاول من سبتمبر عام 1990م الموسيقار الاستاذ جميل غانم.. اسم بارز في حقل الموسيقى والتربية الموسيقية والفنون الجميلة وحياة زاخرة بالعطاءات لا زالت بصماتها ماثلة ومؤثرة في الحركة الفنية اليمنية.. فنان يستحق الاشادة والتكريم..
معرفتي بالموسيقار جميل غانم:
تعرفت عليه عن طريق ابن عمه الأستاذ فيصل علي غانـم – زميل الدراسة في مدرسة البادري، وكان عضواً بجمعية المدرسة الخيرية والتي كانت تدير مسرح المدرسة من منتصف عام 1956م وحتى أواخر عام 1959م – وفي أوائل عام 1958م استأجرت شقة في منطقة الخساف بجوار المحراق، وكنا نقيم جلساتٍ فنية في تلك الشقة، وكان نجم تلك الجلسات الفنان جميل غانـم، والذي كان يحيي هذه الحفلات، كما كان هو من يقوم بالعزف على آلة العود للفنان الصافي، والفنان اليهودي موسس حسن إبراهيم – زميل الدراسة أيضاً بالمدرسة – والأخير كان يـمتلك صوتاً جميلاً ويقلد الموسيقار فريد الأطرش.. وفي إحدى الجلسات طلبت من الفنان جميل بأن يعلمني العزف على آلة العود، وفعلاً اشتريت عوداً فاخراً لي – لا أزال أحتفظ به كتذكار لتلك الأيام الجميلة – واستمر بتعليمي السلم الموسيقي ومقدمة أغنية (أنا قلبي إليك ميال)، ووقفت عند هذا الحد حيث لم استطع التقدم بالعزف، ونصحني هو بأن أكتفي بالسمع، أما العزف والغناء فهي موهبةٌ من الله تُخلق مع الإنسان وليس تُدرَّس بالمدراس.. واستمرت صداقتي معه حتى أواخر عام 1959م بعد ذلك كل واحدٍ أخذ طريقه؛ فأنا انتقلت إلى تعز أما هو فقد استمر يطور موهبته الفنية حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الإبداع.
ولد جميل غانم في مدينة التواهي بعدن الجميلة في 5 يناير 1941م من اسرة تنتمي إلى دوحة الفنون والثقافة فوالده الميكانيكي ولا عب البلياردو عثمان احمد غانم . وعمه شقيق ابيه المهندس علي غانم كليب اول خريج على مستوى عدن في هذا المجال ووالد المذيعة فوزية علي غانم واسرة غانم كليب من الاسر العدنية الشهيرة بمدينة التواهي اما أمه فهي زينب احمد خليل ومعروف عن اسرة خليل رماده الساكنة بمدينة كريتر في عدن ولعها بالفن والادب والتقوى فعمها الاصغر الفنان مؤسس الندوة العدنية خليل محمد خليل الذي تربي على الفن على يد اخويه الاكبرين احمد محمد خليل وطه محمد خليل وكان للاسرة الفنية شرف وضع اللبنات الاولى في صرح النبوغ العبقري للفنان جميل غانم فقد احتضنته عائلة خليل الكبيرة وعلمته العزف على العود والغناء وحب الشعر والادب .ورأت فيه موهبة المبكرة تنبئ بميلاد فنان سيكون له شأن فني كبير.
دراسته في العراق:
من حسن حظه كان لصاحب المشروع الثقافي الندوة العدنية الدكتور محمد عبده غانم الذي شغل منصب مدير المعارف الدور المساعد ان هيأ للفنان جميل غانم سبل الدراسة الموسيقية والحصول على منحة دراسية عام 1963م إلى بغداد حيث كان حينها مديرا المعارف التحق في معهد الموسيقى العالي ببغداد لمدة اربع سنوات وكان متفوقا وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية وتتلمذ على اساتذة العود العراقيين الكبار وعلى رأسهم الموسيقار جميل بشير.
بعد عودة الفنان جميل غانم من العراق اسهم مبكرا في تقديم العديد من البحوث والدراسات حول الموسيقى ونشر العديد منها في صحف عربية ويمنية وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة فتاة الجزيرة الصادرة بعدن في عددها 2882بتاريخ 18يوليو1965م ف بحثاًعلمياًعن اسباب تأخر الموسيقى في اليمن.
علاقته بالشاعر الكبير لطفي جعفر أمان
ساعده أيضا في بدايات حياته الشاعر الرومانسي العدني لطفي جعفر أمان الذي لمس في الشاب جميل غانم موهبة اصيلة وميلا فطرياً للموسيقى .يقول الأستاذ خليل محمد خليل عن الفنان جميل غانم :لقد عاش الفنان جميل غانم حياة عجيبة جمعت بين المجد والنكد بين النشاط والاحباط .ولكن هذه شهادة حق اقولها من خلال معرفتي الطويلة به (إن الدنيا أقبلت عليه أكثر مما أدبرت وأتاحت له الفرص لإبداء موهبته وطورت أدائه وأوصلته في سلم النجاح إلى أعلى المراتب وخرج من دائرة الشهرة الضيقة أو المغلقة إلى الدوائر العربية والعالمية..
الحياة الأسرية:
تزوج الفنان جميل غانم 3 مرات في حياته الزوجة الاولى هي المذيعة عديلة محمد ابراهيم واستمر زواجهما سنة ونصف واثمر طفلة واحدة اسمها جميلة وهي ابنته الوحيدة…و الزوجة الثانية هدى الشميري وانفصل عنها.. ثم تزوج من الفنانة العراقية إلهام حسن ودام زواجه منها اكثر من اربع سنوات ولم تنجب له اطفال وانفصل عنها كذلك..عاش حياة عاطفية غير مستقرة بل شهدت اضطرابات عديدة .وكان له اخوة من ابيه فقد توفيت امه في صغره وتزوج اباه بزوجه ثانية عاش معها ومع اخوته منها وعددهم ثلاث فتيات وثلاثة اخوة برز منهم المبدعون مثل المخرج المسرحي المرحوم خليل غانم والمبدعات مثل التربوية وفاء غانم وكان الموسيقار جميل غانم محبا لهم ولأبيهم ..وكان يتمتع رحمه الله بمحبة جميع الاهل والاقارب والاصدقاء.
ابنته الوحيدة المذيعة التلفزيونية جميلة جميل:
جامعية درست في الجامعة الاردنية تخصص حقوق لكنها اتجهن للاعلام وعملت في قناة عدن الفضائية وتعتبر المذيعة جميلة جميل من اشهر المذيعات اليمنيات، وهي عضو نقابة الصحفيين اليمنيين وتكتل الإعلاميات اليمنيات. وحققت حضور متميز على شاشة القناة الثانية بعدن، وعبر تقديم عدد من البرامج المغايرة على مستوى الفكرة وأسلوب المعالجة، واستطاعت أن تؤكد أنها مذيعة من طراز جديد، تستند إلى موهبة أصيلة وثقافة رفيعة وجرأة خاصة وطموح لا يعرف الحدود، هذا فضلا عن أنها من أسرة إعلامية وفنية معروفة، فأمها المذيعة عديلة إبراهيم، ووالدها الفنان الموسيقار الراحل وعازف العود جميل غانم ، يُضاف إلى ذلك إلمامها الجيد باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
توفيت بظروف غامضة لانعلم عنها شيئاً.. لكن لانقول إلا رحمة الله عليها وعلى ابيها الاستاذ والمعلم..
قالوا عن الموسيقار جميل غانم:
الموسيقار خليل محمد خليل:
الفنان أنور مبارك:
كان موسيقارنا الراحل جميل غانم ذا موهبة وذكاء وعقل وتفكير ذكي ا بمواكبته التطور بموهبته المتحركة و مواكبته العصر ساعده على ذلك ثقافته الصحيحة والواسعة التي اهلته ان يكون العالم الموسيقي والتربوي القدير والاداري المحنك والعازف الماهر على آلة تخصصه الاساسية آلة العود .واللذين عايشوه في تللك الفترة من عصره الذهبي وجدوا انفسهم ليس امام مجرد مداعب اوتار بارع بل كان مدرسة بعزفه وتعامله مع العود واثبات مكانة هذه الآلة وقدراتها التعبيرية الخلاقة .
كانت تقاسم الموسيقار جميل غانم على العود غيرتقليدية وانما تستند لأسس علمية تثبت ان العود آلة قادرة على تجاوز حدود العالمية لقد ادهش الاوروبيين بعزفه في مشاركاته الخارجية حيث كان ينتقل من المقامات الشرقية الى المقامات الغربية الخالية من الربع تون بحرفية عالية ورؤية علمية تنقل المستمع من اعلى مستوى من الرقي الفكري والذهني ويدخله في روح التراث الموسيقي العربي وتراثنا اليمني الاصيل .
وخلال الرحلات الخارجية الفنية لفرقة الرقص الشعبي الوطنية في منتصف السبعينات الى دول اوروبا الشرقية ومدن الاتحاد السوفيتي سابقا كان موسيقارنا الكبير يقدم عزفه المنفرد على العود بين الفقرة والاخرى وكان الجمهور الاوروبي يعيش في متعة وذهول امام قدرات هذا المبدع وألته التي قد يكونوا سمعوا عنها لكنهم لم يعايشوها عن قرب. ورفع اسم اليمن عاليا .
قال عن نفسه عندما سأله احد المهتمين بالموسيقى فرد قائلا: جميل غانم الموسيقار الذي ارتبط بالعود وبث فيه من روحه وحاكى اوتاره بأرق ما تكون المخاطبة وأنطقه بأعذب الالحان والانغام وجعله يبوح بأشجانه ليصل بعلاقته بالعود حد التماهي والانصهار يقول عن نفسه :(إنني أعتبر الوقت الذي أعزف فيه على العود كأنني أعزف أمام استاذي وأكون من الدقة والحرص على الوصول إلى نتيجة حسنة .وأعتبر الفن حرفة ورسالة إنسانية في نفس الوقت.
جهوده الموسيقية :
لقد عمل الفنان جميل غانم على تكريس جهوده وتسخير كل خبرته العلمية الموسيقية لارساء قواعد اساسية للموسيقى اليمنية بطرق علمية مدروسة خاصة مواضيع التراث والموروث الشعبي الذي اعطاه اول اهتماماته تجسد ذلك في تكوين اول فرقة موسيقية شعبية (تخت يمني )تعزف الآلات الشعبية التقليدية المتوارثة مثل العود الصنعاني والسمسمية والمزمار والبزق والطاسة والهاجر و المراوس وجاء بعازفين لديهم الخبرة والمعرفة في التعامل مع مثل هذه الآلات مثل الفنان القدير انوراحمد قاسم على العود الصنعاني ومحمد الخزقة على البزق وناصرجعبل على المزمار وكان من ضمنها الفنان محمد العزاني وغيرهم.
وقد قدمت هذه الفرقة العديد من الاعمال التراثية والفلكلورية المسجلة لدى اذاعة عدن
المساهمة بتأسيس الفرقة الوترية :
ولأن الفنان جميل غانم كان من الخريجين الاكاديميين القلائل في مجال الفنون في تلك الفترة وبعد ن رزت ملكاته الموسيقية للوجود والعلن انتدب من قبل وزارة الثقافة الى وزارة الدفاع لتأسيس الفرقة الوترية للقوات المسلحة إداريا وفنيا.
تزوج الفنان جميل غانم 3 مرات في حياته الزوجة الاولى هي المذيعة عديلة محمد ابراهيم واستمر زواجهما سنة ونصف واثمر طفلة واحدة اسمها جميلة وهي ابنته الوحيدة…و الزوجة الثانية هدى الشميري وانفصل عنها.. ثم تزوج من الفنانة العراقية إلهام حسن ودام زواجه منها اكثر من اربع سنوات ولم تنجب له اطفال وانفصل عنها كذلك..عاش حياة عاطفية غير مستقرة بل شهدت اضطرابات عديدة .وكان له اخوة من ابيه فقد توفيت امه في صغره وتزوج اباه بزوجه ثانية عاش معها ومع اخوته منها وعددهم ثلاث فتيات وثلاثة اخوة برز منهم المبدعون مثل المخرج المسرحي المرحوم خليل غانم والمبدعات مثل التربوية وفاء غانم وكان الموسيقار جميل غانم محبا لهم ولأبيهم ..وكان يتمتع رحمه الله بمحبة جميع الاهل والاقارب والاصدقاء.
ابنته الوحيدة المذيعة التلفزيونية جميلة جميل:
جامعية درست في الجامعة الاردنية تخصص حقوق لكنها اتجهن للاعلام وعملت في قناة عدن الفضائية وتعتبر المذيعة جميلة جميل من اشهر المذيعات اليمنيات، وهي عضو نقابة الصحفيين اليمنيين وتكتل الإعلاميات اليمنيات. وحققت حضور متميز على شاشة القناة الثانية بعدن، وعبر تقديم عدد من البرامج المغايرة على مستوى الفكرة وأسلوب المعالجة، واستطاعت أن تؤكد أنها مذيعة من طراز جديد، تستند إلى موهبة أصيلة وثقافة رفيعة وجرأة خاصة وطموح لا يعرف الحدود، هذا فضلا عن أنها من أسرة إعلامية وفنية معروفة، فأمها المذيعة عديلة إبراهيم، ووالدها الفنان الموسيقار الراحل وعازف العود جميل غانم ، يُضاف إلى ذلك إلمامها الجيد باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
توفيت بظروف غامضة لانعلم عنها شيئاً.. لكن لانقول إلا رحمة الله عليها وعلى ابيها الاستاذ والمعلم..
قالوا عن الموسيقار جميل غانم:
الموسيقار خليل محمد خليل:
الفنان أنور مبارك:
كان موسيقارنا الراحل جميل غانم ذا موهبة وذكاء وعقل وتفكير ذكي ا بمواكبته التطور بموهبته المتحركة و مواكبته العصر ساعده على ذلك ثقافته الصحيحة والواسعة التي اهلته ان يكون العالم الموسيقي والتربوي القدير والاداري المحنك والعازف الماهر على آلة تخصصه الاساسية آلة العود .واللذين عايشوه في تللك الفترة من عصره الذهبي وجدوا انفسهم ليس امام مجرد مداعب اوتار بارع بل كان مدرسة بعزفه وتعامله مع العود واثبات مكانة هذه الآلة وقدراتها التعبيرية الخلاقة .
كانت تقاسم الموسيقار جميل غانم على العود غيرتقليدية وانما تستند لأسس علمية تثبت ان العود آلة قادرة على تجاوز حدود العالمية لقد ادهش الاوروبيين بعزفه في مشاركاته الخارجية حيث كان ينتقل من المقامات الشرقية الى المقامات الغربية الخالية من الربع تون بحرفية عالية ورؤية علمية تنقل المستمع من اعلى مستوى من الرقي الفكري والذهني ويدخله في روح التراث الموسيقي العربي وتراثنا اليمني الاصيل .
وخلال الرحلات الخارجية الفنية لفرقة الرقص الشعبي الوطنية في منتصف السبعينات الى دول اوروبا الشرقية ومدن الاتحاد السوفيتي سابقا كان موسيقارنا الكبير يقدم عزفه المنفرد على العود بين الفقرة والاخرى وكان الجمهور الاوروبي يعيش في متعة وذهول امام قدرات هذا المبدع وألته التي قد يكونوا سمعوا عنها لكنهم لم يعايشوها عن قرب. ورفع اسم اليمن عاليا .
قال عن نفسه عندما سأله احد المهتمين بالموسيقى فرد قائلا: جميل غانم الموسيقار الذي ارتبط بالعود وبث فيه من روحه وحاكى اوتاره بأرق ما تكون المخاطبة وأنطقه بأعذب الالحان والانغام وجعله يبوح بأشجانه ليصل بعلاقته بالعود حد التماهي والانصهار يقول عن نفسه :(إنني أعتبر الوقت الذي أعزف فيه على العود كأنني أعزف أمام استاذي وأكون من الدقة والحرص على الوصول إلى نتيجة حسنة .وأعتبر الفن حرفة ورسالة إنسانية في نفس الوقت.
جهوده الموسيقية :
لقد عمل الفنان جميل غانم على تكريس جهوده وتسخير كل خبرته العلمية الموسيقية لارساء قواعد اساسية للموسيقى اليمنية بطرق علمية مدروسة خاصة مواضيع التراث والموروث الشعبي الذي اعطاه اول اهتماماته تجسد ذلك في تكوين اول فرقة موسيقية شعبية (تخت يمني )تعزف الآلات الشعبية التقليدية المتوارثة مثل العود الصنعاني والسمسمية والمزمار والبزق والطاسة والهاجر و المراوس وجاء بعازفين لديهم الخبرة والمعرفة في التعامل مع مثل هذه الآلات مثل الفنان القدير انوراحمد قاسم على العود الصنعاني ومحمد الخزقة على البزق وناصرجعبل على المزمار وكان من ضمنها الفنان محمد العزاني وغيرهم.
وقد قدمت هذه الفرقة العديد من الاعمال التراثية والفلكلورية المسجلة لدى اذاعة عدن
المساهمة بتأسيس الفرقة الوترية :
ولأن الفنان جميل غانم كان من الخريجين الاكاديميين القلائل في مجال الفنون في تلك الفترة وبعد ن رزت ملكاته الموسيقية للوجود والعلن انتدب من قبل وزارة الثقافة الى وزارة الدفاع لتأسيس الفرقة الوترية للقوات المسلحة إداريا وفنيا.
والتي كانت تضم في العديد من الفنانين المبدعين منهم عندليب لحج عبد الكريم توفيق وغيره وسريعا ما ثبتت اقدامها هذه الفرقة وقدمت العديد من الاعمال الفنية وحققت شهرة واسعة .
تاسيس الفرقة الوطنية :
وبعد انتهاء عمله مع الفرقة الوترية عاد لعمله الرسمي في وزارة الثقافة في بداية عام 1972م ليواصل مشاريعه الابداعية كما يقول الفنان انور مبارك في شهادته المكتوبة بمقال لصحيفة الايام العدنية بعنوان في ذكرى الموسيقار جميل الراحل جميل غانم بتاريخ 24يناير2008م (وضع الاسس الاولى لتشكيل فرقة وطنية تضم افضل ومعظم العازفين والفنانين اللذين كانوا يمارسون نشاطهم الابداعي كهواة في فرق اهلية مختلفة ومعروفة وعملهم الاساسي موظفون في السلك المدني في دوائر حكومية مختلفة ليس لها علاقة بالفن والموسيقى و عمل الموسيقار الكبير جميل غانم جاهدا على استخراج قرار رسمي بتفريغ هؤلاء الفنانين من اعمالهم الرسمية لستة اشهر كخطوة اولى وان تكون ممارسة بروفاتهم وتدريباتهم في الفترة المسائية فقط حتى يخلق الاجواء المناسبة لنشاطهم الابداعي من جهة ومن جهة اخرى حتى يعكس شعور الاعتراف بجهود المبدع على انهم كمبدعين يستحقون ان يجمعوا انفاسهم في متسع من الوقت ويركزوا تفكيرهم ليقدموا عطاءات متطورة. ويكون لديهم من الوقت ما يسمح لهم بالتطور والاطلاع على كل مستجدات الفنون .
رحم الله الموسيقار جميل غانم الذي اهتم بالشباب وتاهيلهم موسيقياً بدلاً من السفر للخارج.. بعكس الاخرين الذين رحلوا وانشغلوا باعمالهم الموسيقية.. وتناسو ان الفن اليمني يحتاج الى توثيق ودراسة.
مهرجانات وجوائز:
الموسيقار جميل غانم.. أشتهر أسمه وبرز في المحافل الدولية والمهرجانات الموسيقية وحصد العديد من الجوائز والاوسمة والمشاركات العربية فهو عضو مؤسس في مجمع الموسيقى العربية ببغداد وعضو المجلس التنفيذي واحد اشهر عشرة عازفين للعود في الوطن العربي .
كماحصل الموسيقار جميل غانم على جائزتين كبيرتين الاولى من مسابقة اقامتها جامعة الدول العربية في بغداد عام 1975م والثانية تقديرية صدرت في باريس من اكاديمية شارلز كروس عن اسطوانته الموسومة (عود اليمن).
معهد جميل غانم:
ويؤكد المتابعون لمسيرة الموسيقار الراحل جميل غانـم أن طموحاته لم تقف عند هذا الحد؛ فقد برزت الحاجة أمامه لتأسيس صرحٍ علمي يشبه الذي كان يدرس فيه بالعراق، أملاً منه برعاية المبدعين ومواصلة رحلته باستكشاف المواهب، ولقد تلقت أفكاره قبولاً من الدولة وخاصةً من قيادة وزارة الثقافة آنذاك وعلى رأسها الوزير الأديب عبدالله باذيب( ) – رحمه الله – حيث كان توجه الدولة آنذاك ينصب في الاهتمام بالثقافة والفنون وخاصةً الموسيقى والغناء حيث شهدت عدن منذ الخمسينيات نهضةً فنيةً كبيرة، وكان لابد من مواكبة وتطوير الموسيقى اليمنية لتواكب العصر، ولن يتحقق ذلك إلا بتأسيس معهد للموسيقى يُسهم في التربية الفنية السليمة، ويرفد المجال الفني بالكوادر المؤهلة علمياً ومعرفياً.
وحقيقةً فإن إنشاء هذا المعهد يعدُّ من أهم منجزات الدولة بعد الاستقلال عام 1967م في الثقافة عموماً والفنون خصوصاً، والذي كانت نواته في البداية باسم (معهد الموسيقى) مطلع السبعينات على يد الموسيقار العدني أحمد بن أحمد قاسم بعد عودته من القاهرة، وذلك بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية، وكان الهدف هو تعليم الفرق الموسيقية القائمة آنذاك، والتي كانت تجيد العزف الموسيقي بتلقائيةٍ وبحسٍّ سـماعي، وعدم درايةٍ علمية لذلك تكفل بن قاسم أن يقوم بهذه المهمة لمحو الأمية الأبجدية الموسيقية للفرق، وتعليمهم أصول العلوم الموسيقية، وكتابة وقراءة اللغة الموسيقية أو الجملة الموسيقية، وحقق معهم نجاحٌ باهر؛ مما دفع بالحكومة بالاهتمام وإصدار قرار بقانون تأسيس (معهد الفنون الجميلة) عام 1973م لتعليم الموسيقى، ولمدة ثلاث سنوات كدراسةٍ تخصصية فقط، وكان قرار تعيين أول مدير له الموسيقار جميل غانـم الذي عاد من بغداد بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى في بغداد، وكانت هذه المرحلة الأولى ثم تلته بعد عام تأسيس (قسم الفنون التشكيلية) على يد الفنان (درويش)، والذي تخرج على يده كبار الفنانين التشكيليين في عدن ومنهم عبدالله الأمين، وفؤاد مقبل، ونبيل قائد، وعبدالله عبيد.. وغيرهم.
وفي بداية عام 1973م كانت خطوات التأسيس قد بدأت في حافون بالمعلا حيث تـمَّ استغلال مبنى (كنيسة حافون) ليصبح معهداً للفنون، وسخرت للمعهد الإمكانيات الفنية والإدارية والأساتذة المتخصصين، وتـمَّ رفد المعهد بالعديد من الآلات الموسيقية، وكان التدريس بالمعهد بنظام حرٍّ لمدة (3) سنوات بعدها يتخرَّج الدارس بدبلوم موسيقى معترف به من وزارة التربية والتعليم.. وعمل في المعهد إلى جانب الموسيقار جميل غانـم الذي شغل منصب مدير المعهد نخبةٌ من المتخصصين من أمثال: الفنان يحيى مكي، والفنان أحمد بن أحمد قاسم، والفنان أحمد بن غودل( )، وأساتذة من مصر والاتحاد السوفيتي سابقاً.
تاسيس الفرقة الوطنية :
وبعد انتهاء عمله مع الفرقة الوترية عاد لعمله الرسمي في وزارة الثقافة في بداية عام 1972م ليواصل مشاريعه الابداعية كما يقول الفنان انور مبارك في شهادته المكتوبة بمقال لصحيفة الايام العدنية بعنوان في ذكرى الموسيقار جميل الراحل جميل غانم بتاريخ 24يناير2008م (وضع الاسس الاولى لتشكيل فرقة وطنية تضم افضل ومعظم العازفين والفنانين اللذين كانوا يمارسون نشاطهم الابداعي كهواة في فرق اهلية مختلفة ومعروفة وعملهم الاساسي موظفون في السلك المدني في دوائر حكومية مختلفة ليس لها علاقة بالفن والموسيقى و عمل الموسيقار الكبير جميل غانم جاهدا على استخراج قرار رسمي بتفريغ هؤلاء الفنانين من اعمالهم الرسمية لستة اشهر كخطوة اولى وان تكون ممارسة بروفاتهم وتدريباتهم في الفترة المسائية فقط حتى يخلق الاجواء المناسبة لنشاطهم الابداعي من جهة ومن جهة اخرى حتى يعكس شعور الاعتراف بجهود المبدع على انهم كمبدعين يستحقون ان يجمعوا انفاسهم في متسع من الوقت ويركزوا تفكيرهم ليقدموا عطاءات متطورة. ويكون لديهم من الوقت ما يسمح لهم بالتطور والاطلاع على كل مستجدات الفنون .
رحم الله الموسيقار جميل غانم الذي اهتم بالشباب وتاهيلهم موسيقياً بدلاً من السفر للخارج.. بعكس الاخرين الذين رحلوا وانشغلوا باعمالهم الموسيقية.. وتناسو ان الفن اليمني يحتاج الى توثيق ودراسة.
مهرجانات وجوائز:
الموسيقار جميل غانم.. أشتهر أسمه وبرز في المحافل الدولية والمهرجانات الموسيقية وحصد العديد من الجوائز والاوسمة والمشاركات العربية فهو عضو مؤسس في مجمع الموسيقى العربية ببغداد وعضو المجلس التنفيذي واحد اشهر عشرة عازفين للعود في الوطن العربي .
كماحصل الموسيقار جميل غانم على جائزتين كبيرتين الاولى من مسابقة اقامتها جامعة الدول العربية في بغداد عام 1975م والثانية تقديرية صدرت في باريس من اكاديمية شارلز كروس عن اسطوانته الموسومة (عود اليمن).
معهد جميل غانم:
ويؤكد المتابعون لمسيرة الموسيقار الراحل جميل غانـم أن طموحاته لم تقف عند هذا الحد؛ فقد برزت الحاجة أمامه لتأسيس صرحٍ علمي يشبه الذي كان يدرس فيه بالعراق، أملاً منه برعاية المبدعين ومواصلة رحلته باستكشاف المواهب، ولقد تلقت أفكاره قبولاً من الدولة وخاصةً من قيادة وزارة الثقافة آنذاك وعلى رأسها الوزير الأديب عبدالله باذيب( ) – رحمه الله – حيث كان توجه الدولة آنذاك ينصب في الاهتمام بالثقافة والفنون وخاصةً الموسيقى والغناء حيث شهدت عدن منذ الخمسينيات نهضةً فنيةً كبيرة، وكان لابد من مواكبة وتطوير الموسيقى اليمنية لتواكب العصر، ولن يتحقق ذلك إلا بتأسيس معهد للموسيقى يُسهم في التربية الفنية السليمة، ويرفد المجال الفني بالكوادر المؤهلة علمياً ومعرفياً.
وحقيقةً فإن إنشاء هذا المعهد يعدُّ من أهم منجزات الدولة بعد الاستقلال عام 1967م في الثقافة عموماً والفنون خصوصاً، والذي كانت نواته في البداية باسم (معهد الموسيقى) مطلع السبعينات على يد الموسيقار العدني أحمد بن أحمد قاسم بعد عودته من القاهرة، وذلك بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية، وكان الهدف هو تعليم الفرق الموسيقية القائمة آنذاك، والتي كانت تجيد العزف الموسيقي بتلقائيةٍ وبحسٍّ سـماعي، وعدم درايةٍ علمية لذلك تكفل بن قاسم أن يقوم بهذه المهمة لمحو الأمية الأبجدية الموسيقية للفرق، وتعليمهم أصول العلوم الموسيقية، وكتابة وقراءة اللغة الموسيقية أو الجملة الموسيقية، وحقق معهم نجاحٌ باهر؛ مما دفع بالحكومة بالاهتمام وإصدار قرار بقانون تأسيس (معهد الفنون الجميلة) عام 1973م لتعليم الموسيقى، ولمدة ثلاث سنوات كدراسةٍ تخصصية فقط، وكان قرار تعيين أول مدير له الموسيقار جميل غانـم الذي عاد من بغداد بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى في بغداد، وكانت هذه المرحلة الأولى ثم تلته بعد عام تأسيس (قسم الفنون التشكيلية) على يد الفنان (درويش)، والذي تخرج على يده كبار الفنانين التشكيليين في عدن ومنهم عبدالله الأمين، وفؤاد مقبل، ونبيل قائد، وعبدالله عبيد.. وغيرهم.
وفي بداية عام 1973م كانت خطوات التأسيس قد بدأت في حافون بالمعلا حيث تـمَّ استغلال مبنى (كنيسة حافون) ليصبح معهداً للفنون، وسخرت للمعهد الإمكانيات الفنية والإدارية والأساتذة المتخصصين، وتـمَّ رفد المعهد بالعديد من الآلات الموسيقية، وكان التدريس بالمعهد بنظام حرٍّ لمدة (3) سنوات بعدها يتخرَّج الدارس بدبلوم موسيقى معترف به من وزارة التربية والتعليم.. وعمل في المعهد إلى جانب الموسيقار جميل غانـم الذي شغل منصب مدير المعهد نخبةٌ من المتخصصين من أمثال: الفنان يحيى مكي، والفنان أحمد بن أحمد قاسم، والفنان أحمد بن غودل( )، وأساتذة من مصر والاتحاد السوفيتي سابقاً.
وفي عام 1976م تخرَّجت أول دفعة من الطلاب من أبرزهم: الفنان أنور مبارك، والفنان نجيب سعيد ثابت الذي أعطاه الموسيقار جميل غانـم أول لحن وهو (خصامك زاد) تقديراً لموهبته، ثم أغنية (كلام أحلى من السكر)، وأغنيتين أخريين لم تُسجل بعد ليومنا هذا.. ومن العازفين المشهورين خريجي المعهد أيضاً عازف الكمان الأول نديم عوض( )، والفنان عبدالله بافضل، والفنان عوض سليمان، والفنان خالد باوزير، والفنان عبدالحكيم حيدر أفضل عازف ناي في الجمهورية.. والمايسترو أنور عبدالخالق، والباحث الموسيقي عبدالقادر أحمد قائد( )، والمايسترو سعيد فندة، وهؤلاء الثلاثة الآخرين عمل الموسيقار جميل غانـم على ابتعاثهم للدراسة بالخارج.
وقبلها بعامين؛ أي في عام 1974م بدأت الخطوات الأولى لتشكيل فرقة الرقص الشعبي حيث بذل الفنان جميل غانـم جهداً عظيماً بالنزول لمختلف مدن وريف الجمهورية، والقيام بـمسحٍ ميداني لجميع رقصاتها الشعبية وإيقاعاتها وأزيائها وإكسسواراتها حتى يتم تصميمها وإخراجها وتقديـمها بصورةٍ علميةٍ مدروسة بدون المساس بجوهرها، واختير الراقصون والراقصات من طلبة وطالبات المدارس الثانوية، وتـمَّ تدريبهم من قبل الخبير الروسي (ألبرت)، ووضع بعض موسيقى الرقصات بـمختلف ألوانها وإيقاعاتها الموسيقي الملحن أحمد بن غودل، وعازف المزمار محمد راجح شريان.. وقدَّمت الفرقة عروضها خلال فترةٍ قصيرة، ونجحت نجاحاً منقطع النظير.. وتـميزت الفرقة بتقديـمها للرقصات الشعبية من كل مناطق اليمن ومثَّلت الوطن في كل المحافل الدولية.
وفي عام 1976م غادر أول عميد للمعهد؛ أي الموسيقار جميل غانـم منصبه، كما غادر البلاد، ليصبح الفنان أحمد صالح بن غودل العميد الثاني، وأطلق إسم «جميل غانـم» على المعهد تكريـماً له ولجهوده في إدارة المكان في سنوات انطلاقه.. بعدها بثلاث سنوات أصدرت الحكومة قراراً رسـميا تحوّلت بـموجبه الدراسة في المعهد إلى دراسةٍ نظاميةٍ تابعة لوزارة التربية والتعليم، وهو ما أدى في تلك السنة إلى افتتاح قسم الدراسة الثانوية الفنية
معرفتي بالموسيقار جميل غانم:
تعرفت عليه عن طريق ابن عمه الأستاذ فيصل علي غانـم – زميل الدراسة في مدرسة البادري، وكان عضواً بجمعية المدرسة الخيرية والتي كانت تدير مسرح المدرسة من منتصف عام 1956م وحتى أواخر عام 1959م – وفي أوائل عام 1958م استأجرت شقة في منطقة الخساف بجوار المحراق، وكنا نقيم جلساتٍ فنية في تلك الشقة، وكان نجم تلك الجلسات الفنان جميل غانـم، والذي كان يحيي هذه الحفلات، كما كان هو من يقوم بالعزف على آلة العود للفنان الصافي، والفنان اليهودي موسس حسن إبراهيم – زميل الدراسة أيضاً بالمدرسة – والأخير كان يـمتلك صوتاً جميلاً ويقلد الموسيقار فريد الأطرش.. وفي إحدى الجلسات طلبت من الفنان جميل بأن يعلمني العزف على آلة العود، وفعلاً اشتريت عوداً فاخراً لي – لا أزال أحتفظ به كتذكار لتلك الأيام الجميلة – واستمر بتعليمي السلم الموسيقي ومقدمة أغنية (أنا قلبي إليك ميال)، ووقفت عند هذا الحد حيث لم استطع التقدم بالعزف، ونصحني هو بأن أكتفي بالسمع، أما العزف والغناء فهي موهبةٌ من الله تُخلق مع الإنسان وليس تُدرَّس بالمدراس.. واستمرت صداقتي معه حتى أواخر عام 1959م بعد ذلك كل واحدٍ أخذ طريقه؛ فأنا انتقلت إلى تعز أما هو فقد استمر يطور موهبته الفنية حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الإبداع.
ولد جميل غانم في مدينة التواهي بعدن الجميلة في 5 يناير 1941م من اسرة تنتمي إلى دوحة الفنون والثقافة فوالده الميكانيكي ولا عب البلياردو عثمان احمد غانم . وعمه شقيق ابيه المهندس علي غانم كليب اول خريج على مستوى عدن في هذا المجال ووالد المذيعة فوزية علي غانم واسرة غانم كليب من الاسر العدنية الشهيرة بمدينة التواهي اما أمه فهي زينب احمد خليل ومعروف عن اسرة خليل رماده الساكنة بمدينة كريتر في عدن ولعها بالفن والادب والتقوى فعمها الاصغر الفنان مؤسس الندوة العدنية خليل محمد خليل الذي تربي على الفن على يد اخويه الاكبرين احمد محمد خليل وطه محمد خليل وكان للاسرة الفنية شرف وضع اللبنات الاولى في صرح النبوغ العبقري للفنان جميل غانم فقد احتضنته عائلة خليل الكبيرة وعلمته العزف على العود والغناء وحب الشعر والادب .ورأت فيه موهبة المبكرة تنبئ بميلاد فنان سيكون له شأن فني كبير.
دراسته في العراق:
من حسن حظه كان لصاحب المشروع الثقافي الندوة العدنية الدكتور محمد عبده غانم الذي شغل منصب مدير المعارف الدور المساعد ان هيأ للفنان جميل غانم سبل الدراسة الموسيقية والحصول على منحة دراسية عام 1963م إلى بغداد حيث كان حينها مديرا المعارف التحق في معهد الموسيقى العالي ببغداد لمدة اربع سنوات وكان متفوقا وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية وتتلمذ على اساتذة العود العراقيين الكبار وعلى رأسهم الموسيقار جميل بشير.
وقبلها بعامين؛ أي في عام 1974م بدأت الخطوات الأولى لتشكيل فرقة الرقص الشعبي حيث بذل الفنان جميل غانـم جهداً عظيماً بالنزول لمختلف مدن وريف الجمهورية، والقيام بـمسحٍ ميداني لجميع رقصاتها الشعبية وإيقاعاتها وأزيائها وإكسسواراتها حتى يتم تصميمها وإخراجها وتقديـمها بصورةٍ علميةٍ مدروسة بدون المساس بجوهرها، واختير الراقصون والراقصات من طلبة وطالبات المدارس الثانوية، وتـمَّ تدريبهم من قبل الخبير الروسي (ألبرت)، ووضع بعض موسيقى الرقصات بـمختلف ألوانها وإيقاعاتها الموسيقي الملحن أحمد بن غودل، وعازف المزمار محمد راجح شريان.. وقدَّمت الفرقة عروضها خلال فترةٍ قصيرة، ونجحت نجاحاً منقطع النظير.. وتـميزت الفرقة بتقديـمها للرقصات الشعبية من كل مناطق اليمن ومثَّلت الوطن في كل المحافل الدولية.
وفي عام 1976م غادر أول عميد للمعهد؛ أي الموسيقار جميل غانـم منصبه، كما غادر البلاد، ليصبح الفنان أحمد صالح بن غودل العميد الثاني، وأطلق إسم «جميل غانـم» على المعهد تكريـماً له ولجهوده في إدارة المكان في سنوات انطلاقه.. بعدها بثلاث سنوات أصدرت الحكومة قراراً رسـميا تحوّلت بـموجبه الدراسة في المعهد إلى دراسةٍ نظاميةٍ تابعة لوزارة التربية والتعليم، وهو ما أدى في تلك السنة إلى افتتاح قسم الدراسة الثانوية الفنية
معرفتي بالموسيقار جميل غانم:
تعرفت عليه عن طريق ابن عمه الأستاذ فيصل علي غانـم – زميل الدراسة في مدرسة البادري، وكان عضواً بجمعية المدرسة الخيرية والتي كانت تدير مسرح المدرسة من منتصف عام 1956م وحتى أواخر عام 1959م – وفي أوائل عام 1958م استأجرت شقة في منطقة الخساف بجوار المحراق، وكنا نقيم جلساتٍ فنية في تلك الشقة، وكان نجم تلك الجلسات الفنان جميل غانـم، والذي كان يحيي هذه الحفلات، كما كان هو من يقوم بالعزف على آلة العود للفنان الصافي، والفنان اليهودي موسس حسن إبراهيم – زميل الدراسة أيضاً بالمدرسة – والأخير كان يـمتلك صوتاً جميلاً ويقلد الموسيقار فريد الأطرش.. وفي إحدى الجلسات طلبت من الفنان جميل بأن يعلمني العزف على آلة العود، وفعلاً اشتريت عوداً فاخراً لي – لا أزال أحتفظ به كتذكار لتلك الأيام الجميلة – واستمر بتعليمي السلم الموسيقي ومقدمة أغنية (أنا قلبي إليك ميال)، ووقفت عند هذا الحد حيث لم استطع التقدم بالعزف، ونصحني هو بأن أكتفي بالسمع، أما العزف والغناء فهي موهبةٌ من الله تُخلق مع الإنسان وليس تُدرَّس بالمدراس.. واستمرت صداقتي معه حتى أواخر عام 1959م بعد ذلك كل واحدٍ أخذ طريقه؛ فأنا انتقلت إلى تعز أما هو فقد استمر يطور موهبته الفنية حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الإبداع.
ولد جميل غانم في مدينة التواهي بعدن الجميلة في 5 يناير 1941م من اسرة تنتمي إلى دوحة الفنون والثقافة فوالده الميكانيكي ولا عب البلياردو عثمان احمد غانم . وعمه شقيق ابيه المهندس علي غانم كليب اول خريج على مستوى عدن في هذا المجال ووالد المذيعة فوزية علي غانم واسرة غانم كليب من الاسر العدنية الشهيرة بمدينة التواهي اما أمه فهي زينب احمد خليل ومعروف عن اسرة خليل رماده الساكنة بمدينة كريتر في عدن ولعها بالفن والادب والتقوى فعمها الاصغر الفنان مؤسس الندوة العدنية خليل محمد خليل الذي تربي على الفن على يد اخويه الاكبرين احمد محمد خليل وطه محمد خليل وكان للاسرة الفنية شرف وضع اللبنات الاولى في صرح النبوغ العبقري للفنان جميل غانم فقد احتضنته عائلة خليل الكبيرة وعلمته العزف على العود والغناء وحب الشعر والادب .ورأت فيه موهبة المبكرة تنبئ بميلاد فنان سيكون له شأن فني كبير.
دراسته في العراق:
من حسن حظه كان لصاحب المشروع الثقافي الندوة العدنية الدكتور محمد عبده غانم الذي شغل منصب مدير المعارف الدور المساعد ان هيأ للفنان جميل غانم سبل الدراسة الموسيقية والحصول على منحة دراسية عام 1963م إلى بغداد حيث كان حينها مديرا المعارف التحق في معهد الموسيقى العالي ببغداد لمدة اربع سنوات وكان متفوقا وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية وتتلمذ على اساتذة العود العراقيين الكبار وعلى رأسهم الموسيقار جميل بشير.
جهوده الموسيقية :
لقد عمل الفنان جميل غانم على تكريس جهوده وتسخير كل خبرته العلمية الموسيقية لارساء قواعد اساسية للموسيقى اليمنية بطرق علمية مدروسة خاصة مواضيع التراث والموروث الشعبي الذي اعطاه اول اهتماماته تجسد ذلك في تكوين اول فرقة موسيقية شعبية (تخت يمني )تعزف الآلات الشعبية التقليدية المتوارثة مثل العود الصنعاني والسمسمية والمزمار والبزق والطاسة والهاجر و المراوس وجاء بعازفين لديهم الخبرة والمعرفة في التعامل مع مثل هذه الآلات مثل الفنان القدير انوراحمد قاسم على العود الصنعاني ومحمد الخزقة على البزق وناصرجعبل على المزمار وكان من ضمنها الفنان محمد العزاني وغيرهم.
وقد قدمت هذه الفرقة العديد من الاعمال التراثية والفلكلورية المسجلة لدى اذاعة عدن
المساهمة بتأسيس الفرقة الوترية :
ولأن الفنان جميل غانم كان من الخريجين الاكاديميين القلائل في مجال الفنون في تلك الفترة وبعد ن رزت ملكاته الموسيقية للوجود والعلن انتدب من قبل وزارة الثقافة الى وزارة الدفاع لتأسيس الفرقة الوترية للقوات المسلحة إداريا وفنيا. والتي كانت تضم في العديد من الفنانين المبدعين منهم عندليب لحج عبد الكريم توفيق وغيره وسريعا ما ثبتت اقدامها هذه الفرقة وقدمت العديد من الاعمال الفنية وحققت شهرة واسعة .
تاسيس الفرقة الوطنية :
وبعد انتهاء عمله مع الفرقة الوترية عاد لعمله الرسمي في وزارة الثقافة في بداية عام 1972م ليواصل مشاريعه الابداعية كما يقول الفنان انور مبارك في شهادته المكتوبة بمقال لصحيفة الايام العدنية بعنوان في ذكرى الموسيقار جميل الراحل جميل غانم بتاريخ 24يناير2008م (وضع الاسس الاولى لتشكيل فرقة وطنية تضم افضل ومعظم العازفين والفنانين اللذين كانوا يمارسون نشاطهم الابداعي كهواة في فرق اهلية مختلفة ومعروفة وعملهم الاساسي موظفون في السلك المدني في دوائر حكومية مختلفة ليس لها علاقة بالفن والموسيقى و عمل الموسيقار الكبير جميل غانم جاهدا على استخراج قرار رسمي بتفريغ هؤلاء الفنانين من اعمالهم الرسمية لستة اشهر كخطوة اولى وان تكون ممارسة بروفاتهم وتدريباتهم في الفترة المسائية فقط حتى يخلق الاجواء المناسبة لنشاطهم الابداعي من جهة ومن جهة اخرى حتى يعكس شعور الاعتراف بجهود المبدع على انهم كمبدعين يستحقون ان يجمعوا انفاسهم في متسع من الوقت ويركزوا تفكيرهم ليقدموا عطاءات متطورة. ويكون لديهم من الوقت ما يسمح لهم بالتطور والاطلاع على كل مستجدات الفنون .
رحم الله الموسيقار جميل غانم الذي اهتم بالشباب وتاهيلهم موسيقياً بدلاً من السفر للخارج.. بعكس الاخرين الذين رحلوا وانشغلوا باعمالهم الموسيقية.. وتناسو ان الفن اليمني يحتاج الى توثيق ودراسة.
مهرجانات وجوائز:
الموسيقار جميل غانم.. أشتهر أسمه وبرز في المحافل الدولية والمهرجانات الموسيقية وحصد العديد من الجوائز والاوسمة والمشاركات العربية فهو عضو مؤسس في مجمع الموسيقى العربية ببغداد وعضو المجلس التنفيذي واحد اشهر عشرة عازفين للعود في الوطن العربي .
كماحصل الموسيقار جميل غانم على جائزتين كبيرتين الاولى من مسابقة اقامتها جامعة الدول العربية في بغداد عام 1975م والثانية تقديرية صدرت في باريس من اكاديمية شارلز كروس عن اسطوانته الموسومة (عود اليمن)
معهد جميل غانم
ويؤكد المتابعون لمسيرة الموسيقار الراحل جميل غانـم أن طموحاته لم تقف عند هذا الحد؛ فقد برزت الحاجة أمامه لتأسيس صرحٍ علمي يشبه الذي كان يدرس فيه بالعراق، أملاً منه برعاية المبدعين ومواصلة رحلته باستكشاف المواهب، ولقد تلقت أفكاره قبولاً من الدولة وخاصةً من قيادة وزارة الثقافة آنذاك وعلى رأسها الوزير الأديب عبدالله باذيب( ) – رحمه الله – حيث كان توجه الدولة آنذاك ينصب في الاهتمام بالثقافة والفنون وخاصةً الموسيقى والغناء حيث شهدت عدن منذ الخمسينيات نهضةً فنيةً كبيرة، وكان لابد من مواكبة وتطوير الموسيقى اليمنية لتواكب العصر، ولن يتحقق ذلك إلا بتأسيس معهد للموسيقى يُسهم في التربية الفنية السليمة، ويرفد المجال الفني بالكوادر المؤهلة علمياً ومعرفياً.
وحقيقةً فإن إنشاء هذا المعهد يعدُّ من أهم منجزات الدولة بعد الاستقلال عام 1967م في الثقافة عموماً والفنون خصوصاً، والذي كانت نواته في البداية باسم (معهد الموسيقى) مطلع السبعينات على يد الموسيقار العدني أحمد بن أحمد قاسم بعد عودته من القاهرة، وذلك بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية، وكان الهدف هو تعليم الفرق الموسيقية القائمة آنذاك، والتي كانت تجيد العزف الموسيقي بتلقائيةٍ وبحسٍّ سـماعي، وعدم درايةٍ علمية لذلك تكفل بن قاسم أن يقوم بهذه المهمة لمحو الأمية الأبجدية الموسيقية للفرق، وتعليمهم أصول العلوم الموسيقية، وكتابة وقراءة اللغة الموسيقية أو الجملة الموسيقية، وحقق معهم نجاحٌ باهر؛ مما دفع بالحكومة بالاهتمام وإصدار قرار بقانون تأسيس (معهد الفنون الجميلة) عام 1973م لتعليم الموسيقى، ولمدة ثلاث سنوات كدراسةٍ تخصصية فقط،
لقد عمل الفنان جميل غانم على تكريس جهوده وتسخير كل خبرته العلمية الموسيقية لارساء قواعد اساسية للموسيقى اليمنية بطرق علمية مدروسة خاصة مواضيع التراث والموروث الشعبي الذي اعطاه اول اهتماماته تجسد ذلك في تكوين اول فرقة موسيقية شعبية (تخت يمني )تعزف الآلات الشعبية التقليدية المتوارثة مثل العود الصنعاني والسمسمية والمزمار والبزق والطاسة والهاجر و المراوس وجاء بعازفين لديهم الخبرة والمعرفة في التعامل مع مثل هذه الآلات مثل الفنان القدير انوراحمد قاسم على العود الصنعاني ومحمد الخزقة على البزق وناصرجعبل على المزمار وكان من ضمنها الفنان محمد العزاني وغيرهم.
وقد قدمت هذه الفرقة العديد من الاعمال التراثية والفلكلورية المسجلة لدى اذاعة عدن
المساهمة بتأسيس الفرقة الوترية :
ولأن الفنان جميل غانم كان من الخريجين الاكاديميين القلائل في مجال الفنون في تلك الفترة وبعد ن رزت ملكاته الموسيقية للوجود والعلن انتدب من قبل وزارة الثقافة الى وزارة الدفاع لتأسيس الفرقة الوترية للقوات المسلحة إداريا وفنيا. والتي كانت تضم في العديد من الفنانين المبدعين منهم عندليب لحج عبد الكريم توفيق وغيره وسريعا ما ثبتت اقدامها هذه الفرقة وقدمت العديد من الاعمال الفنية وحققت شهرة واسعة .
تاسيس الفرقة الوطنية :
وبعد انتهاء عمله مع الفرقة الوترية عاد لعمله الرسمي في وزارة الثقافة في بداية عام 1972م ليواصل مشاريعه الابداعية كما يقول الفنان انور مبارك في شهادته المكتوبة بمقال لصحيفة الايام العدنية بعنوان في ذكرى الموسيقار جميل الراحل جميل غانم بتاريخ 24يناير2008م (وضع الاسس الاولى لتشكيل فرقة وطنية تضم افضل ومعظم العازفين والفنانين اللذين كانوا يمارسون نشاطهم الابداعي كهواة في فرق اهلية مختلفة ومعروفة وعملهم الاساسي موظفون في السلك المدني في دوائر حكومية مختلفة ليس لها علاقة بالفن والموسيقى و عمل الموسيقار الكبير جميل غانم جاهدا على استخراج قرار رسمي بتفريغ هؤلاء الفنانين من اعمالهم الرسمية لستة اشهر كخطوة اولى وان تكون ممارسة بروفاتهم وتدريباتهم في الفترة المسائية فقط حتى يخلق الاجواء المناسبة لنشاطهم الابداعي من جهة ومن جهة اخرى حتى يعكس شعور الاعتراف بجهود المبدع على انهم كمبدعين يستحقون ان يجمعوا انفاسهم في متسع من الوقت ويركزوا تفكيرهم ليقدموا عطاءات متطورة. ويكون لديهم من الوقت ما يسمح لهم بالتطور والاطلاع على كل مستجدات الفنون .
رحم الله الموسيقار جميل غانم الذي اهتم بالشباب وتاهيلهم موسيقياً بدلاً من السفر للخارج.. بعكس الاخرين الذين رحلوا وانشغلوا باعمالهم الموسيقية.. وتناسو ان الفن اليمني يحتاج الى توثيق ودراسة.
مهرجانات وجوائز:
الموسيقار جميل غانم.. أشتهر أسمه وبرز في المحافل الدولية والمهرجانات الموسيقية وحصد العديد من الجوائز والاوسمة والمشاركات العربية فهو عضو مؤسس في مجمع الموسيقى العربية ببغداد وعضو المجلس التنفيذي واحد اشهر عشرة عازفين للعود في الوطن العربي .
كماحصل الموسيقار جميل غانم على جائزتين كبيرتين الاولى من مسابقة اقامتها جامعة الدول العربية في بغداد عام 1975م والثانية تقديرية صدرت في باريس من اكاديمية شارلز كروس عن اسطوانته الموسومة (عود اليمن)
معهد جميل غانم
ويؤكد المتابعون لمسيرة الموسيقار الراحل جميل غانـم أن طموحاته لم تقف عند هذا الحد؛ فقد برزت الحاجة أمامه لتأسيس صرحٍ علمي يشبه الذي كان يدرس فيه بالعراق، أملاً منه برعاية المبدعين ومواصلة رحلته باستكشاف المواهب، ولقد تلقت أفكاره قبولاً من الدولة وخاصةً من قيادة وزارة الثقافة آنذاك وعلى رأسها الوزير الأديب عبدالله باذيب( ) – رحمه الله – حيث كان توجه الدولة آنذاك ينصب في الاهتمام بالثقافة والفنون وخاصةً الموسيقى والغناء حيث شهدت عدن منذ الخمسينيات نهضةً فنيةً كبيرة، وكان لابد من مواكبة وتطوير الموسيقى اليمنية لتواكب العصر، ولن يتحقق ذلك إلا بتأسيس معهد للموسيقى يُسهم في التربية الفنية السليمة، ويرفد المجال الفني بالكوادر المؤهلة علمياً ومعرفياً.
وحقيقةً فإن إنشاء هذا المعهد يعدُّ من أهم منجزات الدولة بعد الاستقلال عام 1967م في الثقافة عموماً والفنون خصوصاً، والذي كانت نواته في البداية باسم (معهد الموسيقى) مطلع السبعينات على يد الموسيقار العدني أحمد بن أحمد قاسم بعد عودته من القاهرة، وذلك بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية، وكان الهدف هو تعليم الفرق الموسيقية القائمة آنذاك، والتي كانت تجيد العزف الموسيقي بتلقائيةٍ وبحسٍّ سـماعي، وعدم درايةٍ علمية لذلك تكفل بن قاسم أن يقوم بهذه المهمة لمحو الأمية الأبجدية الموسيقية للفرق، وتعليمهم أصول العلوم الموسيقية، وكتابة وقراءة اللغة الموسيقية أو الجملة الموسيقية، وحقق معهم نجاحٌ باهر؛ مما دفع بالحكومة بالاهتمام وإصدار قرار بقانون تأسيس (معهد الفنون الجميلة) عام 1973م لتعليم الموسيقى، ولمدة ثلاث سنوات كدراسةٍ تخصصية فقط،
وكان قرار تعيين أول مدير له الموسيقار جميل غانـم الذي عاد من بغداد بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى في بغداد، وكانت هذه المرحلة الأولى ثم تلته بعد عام تأسيس (قسم الفنون التشكيلية) على يد الفنان (درويش)، والذي تخرج على يده كبار الفنانين التشكيليين في عدن ومنهم عبدالله الأمين، وفؤاد مقبل، ونبيل قائد، وعبدالله عبيد.. وغيرهم.
وفي بداية عام 1973م كانت خطوات التأسيس قد بدأت في حافون بالمعلا حيث تـمَّ استغلال مبنى (كنيسة حافون) ليصبح معهداً للفنون، وسخرت للمعهد الإمكانيات الفنية والإدارية والأساتذة المتخصصين، وتـمَّ رفد المعهد بالعديد من الآلات الموسيقية، وكان التدريس بالمعهد بنظام حرٍّ لمدة (3) سنوات بعدها يتخرَّج الدارس بدبلوم موسيقى معترف به من وزارة التربية والتعليم.. وعمل في المعهد إلى جانب الموسيقار جميل غانـم الذي شغل منصب مدير المعهد نخبةٌ من المتخصصين من أمثال: الفنان يحيى مكي، والفنان أحمد بن أحمد قاسم، والفنان أحمد بن غودل( )، وأساتذة من مصر والاتحاد السوفيتي سابقاً.
وفي عام 1976م تخرَّجت أول دفعة من الطلاب من أبرزهم: الفنان أنور مبارك، والفنان نجيب سعيد ثابت الذي أعطاه الموسيقار جميل غانـم أول لحن وهو (خصامك زاد) تقديراً لموهبته، ثم أغنية (كلام أحلى من السكر)، وأغنيتين أخريين لم تُسجل بعد ليومنا هذا.. ومن العازفين المشهورين خريجي المعهد أيضاً عازف الكمان الأول نديم عوض( )، والفنان عبدالله بافضل، والفنان عوض سليمان، والفنان خالد باوزير، والفنان عبدالحكيم حيدر أفضل عازف ناي في الجمهورية.. والمايسترو أنور عبدالخالق، والباحث الموسيقي عبدالقادر أحمد قائد( )، والمايسترو سعيد فندة، وهؤلاء الثلاثة الآخرين عمل الموسيقار جميل غانـم على ابتعاثهم للدراسة بالخارج.
وقبلها بعامين؛ أي في عام 1974م بدأت الخطوات الأولى لتشكيل فرقة الرقص الشعبي حيث بذل الفنان جميل غانـم جهداً عظيماً بالنزول لمختلف مدن وريف الجمهورية، والقيام بـمسحٍ ميداني لجميع رقصاتها الشعبية وإيقاعاتها وأزيائها وإكسسواراتها حتى يتم تصميمها وإخراجها وتقديـمها بصورةٍ علميةٍ مدروسة بدون المساس بجوهرها، واختير الراقصون والراقصات من طلبة وطالبات المدارس الثانوية، وتـمَّ تدريبهم من قبل الخبير الروسي (ألبرت)، ووضع بعض موسيقى الرقصات بـمختلف ألوانها وإيقاعاتها الموسيقي الملحن أحمد بن غودل، وعازف المزمار محمد راجح شريان.. وقدَّمت الفرقة عروضها خلال فترةٍ قصيرة، ونجحت نجاحاً منقطع النظير.. وتـميزت الفرقة بتقديـمها للرقصات الشعبية من كل مناطق اليمن ومثَّلت الوطن في كل المحافل الدولية.
وفي عام 1976م غادر أول عميد للمعهد؛ أي الموسيقار جميل غانـم منصبه، كما غادر البلاد، ليصبح الفنان أحمد صالح بن غودل العميد الثاني، وأطلق إسم «جميل غانـم» على المعهد تكريـماً له ولجهوده في إدارة المكان في سنوات انطلاقه.. بعدها بثلاث سنوات أصدرت الحكومة قراراً رسـميا تحوّلت بـموجبه الدراسة في المعهد إلى دراسةٍ نظاميةٍ تابعة لوزارة التربية والتعليم، وهو ما أدى في تلك السنة إلى افتتاح قسم الدراسة الثانوية الفنية.
وفي بداية عام 1973م كانت خطوات التأسيس قد بدأت في حافون بالمعلا حيث تـمَّ استغلال مبنى (كنيسة حافون) ليصبح معهداً للفنون، وسخرت للمعهد الإمكانيات الفنية والإدارية والأساتذة المتخصصين، وتـمَّ رفد المعهد بالعديد من الآلات الموسيقية، وكان التدريس بالمعهد بنظام حرٍّ لمدة (3) سنوات بعدها يتخرَّج الدارس بدبلوم موسيقى معترف به من وزارة التربية والتعليم.. وعمل في المعهد إلى جانب الموسيقار جميل غانـم الذي شغل منصب مدير المعهد نخبةٌ من المتخصصين من أمثال: الفنان يحيى مكي، والفنان أحمد بن أحمد قاسم، والفنان أحمد بن غودل( )، وأساتذة من مصر والاتحاد السوفيتي سابقاً.
وفي عام 1976م تخرَّجت أول دفعة من الطلاب من أبرزهم: الفنان أنور مبارك، والفنان نجيب سعيد ثابت الذي أعطاه الموسيقار جميل غانـم أول لحن وهو (خصامك زاد) تقديراً لموهبته، ثم أغنية (كلام أحلى من السكر)، وأغنيتين أخريين لم تُسجل بعد ليومنا هذا.. ومن العازفين المشهورين خريجي المعهد أيضاً عازف الكمان الأول نديم عوض( )، والفنان عبدالله بافضل، والفنان عوض سليمان، والفنان خالد باوزير، والفنان عبدالحكيم حيدر أفضل عازف ناي في الجمهورية.. والمايسترو أنور عبدالخالق، والباحث الموسيقي عبدالقادر أحمد قائد( )، والمايسترو سعيد فندة، وهؤلاء الثلاثة الآخرين عمل الموسيقار جميل غانـم على ابتعاثهم للدراسة بالخارج.
وقبلها بعامين؛ أي في عام 1974م بدأت الخطوات الأولى لتشكيل فرقة الرقص الشعبي حيث بذل الفنان جميل غانـم جهداً عظيماً بالنزول لمختلف مدن وريف الجمهورية، والقيام بـمسحٍ ميداني لجميع رقصاتها الشعبية وإيقاعاتها وأزيائها وإكسسواراتها حتى يتم تصميمها وإخراجها وتقديـمها بصورةٍ علميةٍ مدروسة بدون المساس بجوهرها، واختير الراقصون والراقصات من طلبة وطالبات المدارس الثانوية، وتـمَّ تدريبهم من قبل الخبير الروسي (ألبرت)، ووضع بعض موسيقى الرقصات بـمختلف ألوانها وإيقاعاتها الموسيقي الملحن أحمد بن غودل، وعازف المزمار محمد راجح شريان.. وقدَّمت الفرقة عروضها خلال فترةٍ قصيرة، ونجحت نجاحاً منقطع النظير.. وتـميزت الفرقة بتقديـمها للرقصات الشعبية من كل مناطق اليمن ومثَّلت الوطن في كل المحافل الدولية.
وفي عام 1976م غادر أول عميد للمعهد؛ أي الموسيقار جميل غانـم منصبه، كما غادر البلاد، ليصبح الفنان أحمد صالح بن غودل العميد الثاني، وأطلق إسم «جميل غانـم» على المعهد تكريـماً له ولجهوده في إدارة المكان في سنوات انطلاقه.. بعدها بثلاث سنوات أصدرت الحكومة قراراً رسـميا تحوّلت بـموجبه الدراسة في المعهد إلى دراسةٍ نظاميةٍ تابعة لوزارة التربية والتعليم، وهو ما أدى في تلك السنة إلى افتتاح قسم الدراسة الثانوية الفنية.