اليمن_تاريخ_وثقافة
10.4K subscribers
141K photos
347 videos
2.16K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
أما إذا استأذنه الضيف بأخذ رسمه فيأبى، ثم يأذن بتصوير الجنود وهم زيود، فلا أظنه على طول باعه في الاجتهاد يستطيع أن يوفق بين الأمرين، على أن آلة التصوير لم تنجح في ما أباح فلم تصح وا أسفاه من صور الجيش صورة واحدة. وقد كنت فيما منع مصرًّا؛ لأني كرهت أن أعود من صنعاء، وليس لدي من طلعة الإمام الشريفة غير الذكرى والخيال. فاستعنت بالقليل مما عندي من فن التصوير، واغتنمت الفرصة ذات ليلة كنا في ديوانه، وكان هو يشتغل فدرست وجهه، ورسمت عندما عدت إلى المنزل ما حفظت منه، فكان الرسم الذي تراه صادقًا بشهادة من عرف الإمام.

العفو يا مولاي. إننا في زمن يحل الرسم فيه غالبًا محل الكلام، وله في أحوال شتى المقام الأول. فضلًا عن أن الناس — غربيين كانوا أو شرقيين — يرغبون في مشاهدة كبار السن، فإذا حرموا ذلك فلا يحرمون، بفضل الرسامين والمصورين، رؤيتهم في الكتب والمجلات.

وإن كاتبًا يتشرف بمشاهدة كبير من ملوك العرب ليقصر في واجب التصوير، كلمة ورسمًا، إذا كان لا يصفه في ديوانه. وديوان الإمام يسمى «المخيم المنصور»، وهو يشتغل فيه كل يوم كأحد كتابه، بل أكثر من جميع كتابه، ها هو جالس على الفراش الأسود فراش الملك وفراش الإدارة، في فمه «تخزينة» مضغة من القات، وعلى رأسه عرقية نسيجها أسود تتخلله خيوط صفراء، وقد نزع سيفه وبردته وعمامته كما ينزع أحد الغربيين القبعة و«الساكوه» تجردًا للعمل، كأني به أميركي كبير يفوز في كل أعماله وهو جالس إلى منضدته يملي على كاتب سره.

أجل، إن الإمام يحيى هو الملك العربي العامل بثبات ونشاط وإدارة قلما تجدها في زملائه، ديوانه بسيط، قريب من الأرض، لا رفعة ولا ترفع فيه، يجلس متربعًا وأمامه منضدة صغيرة وورق وأقلام وحبر، ويجلس إلى يمنيه كاتبه الأول القاضي عبد الله العَمْري، وإلى يمين القاضي ثلاثة من الكتاب رءوسهم فوق أيديهم، وأيديهم على ركابهم يكتبون. وقبالتهم من زملائهم ثلاثة آخرون، وفي وسط الديوان جنديان جالسان أمام الإمام، بيد أحدهما الختم الإمامي والمحبرة الحمراء يختم الرسائل والخطوط والأوامر التي تدفع إليه، وبيد الثاني رزمة من القات ينتخب منها أوراقًا يقدمها لسيده الأكبر.

يُفتح الديوان في شهر رمضان مثلًا الساعة الثامنة مساءً، فيجيء جندي ببريد اليوم، بعرائضه ورسائله وتقاريره، ويضعها أمام القاضي عبد الله موزع الأعمال ومديرها، فيفضها فضيلته، وهي كلها لفافات كالسواكير صغيرة وكبيرة، ويقرأها واحدة واحدة، ويأمر هذا الكاتب أو ذاك بالجواب على ما يستطيع البتَّ فيه دون الإمام، ثم يقدم له ما يستوجب النظر الإمامي فيأمر بما يجب في شأنها، وهو يطلع على ما يكتب في الديوان، ويعلق عليه بحرف ﻫ إثباتًا، أو بكلمة سلام، وغالبًا يؤرخه بخطه، ويدفعه إذ ذاك إلى مأمور الختم فيختمه ويرمِّله، ثم إلى من يلفه لفافة، ويكتب عليها اسم صاحبها.

الديوان الإمامي أو المخيم المنصور مفتوح دائمًا لبعض السادة يدخلونه دون استئذان فيسلمون ويجلسون ويسكتون، أما الرجل الوحيد المباح له الكلام والصياح فهو الحاجب في الباب، وكثيرًا ما كنا نسمع صوته، ولا نرى وجهه — الوجع بكبدك قلت لك الإمام مشغول ذا الحين … ناهي، ناهي … جوابك تحت الختم … البلا بروحك ظل مكانك … اسكت يا يهودي، البرص يعميك اسكت (أ) درله البندق يا آنسي … على رأسي. حسن الحرازي يا سيدي — لينتظر — هو يشتهي السفر ذا الحين لينتظر — يقول إن العامل … فيحتدم الإمام غيظًا، ويصيح مثل حاجبه وبه — ضربك الله بروحك اسكت. اخرج!

وعند الإمام يحيى أخصائيون يستشيرهم ويستعين بهم. هذا السيد أحمد الكبسي المقدم الأول، العالم بشئون العشائر وأطماع رؤسائها وطغيانهم، قد اقترب من الإمام وفي فمه «تخزينة» عامرة ليهمس كلمة في أذنه. وهذا السيد محمد زبارة أمير القصر، قصر غمدان، ومدير السكة والسجن فيه، يطالع استدعاءً طوله ذراعان ملصوقة أوراقه بعضها ببعض، وهذا «جرجي» أبو الخرطوش يعيد النظر في رسوم قنابل رسمها، ولا يستطيع صنعها في صنعاء قد جثا أمام فراش الملك ورائحة الخمر تفوح من فيه. وكم يلزمنا من هذه؟

فيجيبه الإمام: ألف.

– ومن هذه؟

– ألفان.

– ومن هذا المدفع الهاون؟

– خمسمائة فقط.

ثم يكتب الإمام الطلب بيده، ويدفعه إلى راعي الختم فيختمه ويرمله.

وهو ذا شيخ الإسلام يدخل محنيَّ الرأس فلا ينظر إلى أحد، ولا أحد ينظر إليه، فيتبوأ مجلسه في الزاوية ويأخذ كتابًا مخطوطًا يقلب في صفحاته، فلا يتبرع برأي أو يتلطف بكلمة إلا نادرًا. وهذا، قد انتصف الليل، أحد الموظفين في دائرة السلك «التلغراف» جاء برزمة من ثمار سلكه، فيفضها القاضي عبد الله، ويقدمها بعد أن يطالعها للإمام. هكذا يستمر العمل إلى ما بعد منتصف الليل والإمام ثابت فيه جالس لا يتحرك، إلا أنه يقف هنيهة من حين إلى حين فيضع القلم جانبًا، ويتناول غصنًا من القات بيده، أو يشرب جرعة من الماء، ويتلمَّظ هاتفًا: والحمد لله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
باسودان ـ ابن محمّد ـ صاحب عرف ـ ابن سالم ـ المقبور بالجويب (٣) قريبا من حورة ـ ابن الشّيخ عبد الله ـ مولى المحطّة بالشّحر ـ ابن عمر ابن الشّيخ يعقوب بن يوسف باوزير مقدّم تربة المكلّا ، السّابق ذكره.

وفي الحكاية رقم (١٦٤) [١ / ١٩٠] من «الجوهر الشّفّاف» للخطيب ما يعرف منه أنّ هذا الغيل كان موجودا من قبل سنة (٧٤٣ ه‍) ، ويتأكّد ذلك بأنّ وفاة الشّيخ

______________

(١) الغيل : الشّجر الملتفّ ، أو المكان المرتفع من الغابة الّذي يأوي إليه الأسد ، والغيل : الماء الذي يجري على وجه الأرض ، وكلاهما مقصود هنا ، وقد صار الغيل علما على بلدة غيل باوزير هذه.

(٢) يراد بالغيل الأسفل : الّذي داخل وادي حضرموت ؛ احترازا من الأعلى الّذي بالسّاحل ، وهو الّذي يجري الكلام عنه وعن تاريخه. وسمّي الغيل الأسفل بغيل عمر نسبة للشّيخ عمر بن محمّد باوزير ، وهو في وادي عدم بكسر العين والدال المهملتين ، ونسب أيضا لآل باسودان ؛ لأنّهم كانوا يسكنون به قبل ولادة الشّيخ عمر بن محمد باوزير الّذي هو سبط آل باسودان. كذا في «حدائق الأرواح» (٤١١) (خ).

(٣) الجويب : بقعة بحضرموت الدّاخل بالقرب من حورة في وادي العين.
الغيل (١)

هو واقع في شمال شحير ، وهو أرض واسعة ، فيها عيون ماء غزيرة جارية ، عليها نخل كثير ، وأكثر ما يزرع عليها التّبغ ، وهو أجود ما يكون ، يرسل منها إلى عدن وإلى مصر وإلى الحجاز ، يتغالى فيه أهل تلك الجهات ؛ لأنّه مضرب المثل في الجودة ، ويكون له إيراد عظيم.

و (الغيل) منسوب إلى : الشّيخ عبد الرّحيم باوزير ـ مولى الدّعامة ـ ابن عمر ـ صاحب الغيل الأسفل (٢) ، المسمّى بغيل عمر ، وغيل باسودان ـ ابن محمّد ـ صاحب عرف ـ ابن سالم ـ المقبور بالجويب (٣)
عبد الرّحيم بن عمر باوزير كانت سنة (٧٤٧ ه‍) ، وقد اختطّه قبل وفاته بزمان (١).

وأوّل من بنى بالغيل الأسفل : الشّيخ عمر بن محمّد بن سالم باوزير ، سنة (٧١٦ ه‍) ـ حسبما يأتي عند ذكره.

وكان أمر الغيل لآل باوزير. والعوابثة المذحجيّون ينتمون إليهم بالخدمة ويذبّون عنهم (٢).

وفي أوائل القرن التّاسع : استولت على بعض الأمر فرقة من العوابثة ، يقال لهم : آل عمر باعمر (٣) ، فغلبوا آل باوزير على بعض النّهي والأمر ، وكوّنوا لهم دولة ـ أو شبهها ـ داموا عليها حتّى انقرضوا بالسّلطان عوض بن عمر القعيطيّ ، على ما فصّلناه ب «الأصل» ، ونزيد هنا ما تلقّيناه بعد عن المعمّرين ومنهم : الشّيخ صالح بن محمّد بن أحمد بن همام صاحب الغيل : أنّ الذي سجنهم القعيطيّ من آل عمر باعمر مئتان ـ عبيدا وأحرارا ـ ثمّ إنّه أطلق سراح العبيد ، وبقي في سجنه مئة وخمسون كلّهم أحرار ، فتمكّنوا من الهرب بعد عامين إلّا أحدهم ؛ إذ لم يقدر على الهرب ، ووصل

______________

(١) تقول المصادر الّتي بين أيدينا : إنّ الشّيخ عبد الرّحيم بن عمر قدم إلى السّاحل سنة (٧٠٦ ه‍) ، باحثا عن المنطقة الصّالحة للإقامة له ولعقبه من بعده ، فوقع اختياره على البقعة الّتي تدعى الآن بغيل باوزير ، وقد بنى بها أوّل منزل لسكناه غربيّ مسجده الجامع المشهور ، ثمّ حفر في النّاحية الشّمالية للمسجد غير بعيد منه أشهر العيون بها ... إلخ. اه عن «صفحات من التّاريخ الحضرميّ» (١٠٩).

(٢) يذبّون : يدافعون.

(٣) آل عمر باعمر : تقول بعض الرّوايات التّاريخيّة : إنّه في منتصف القرن التّاسع الهجريّ بالتّقريب ، جاءت امرأة من قبيلة العوابثة القاطنين في قارة ابن محركه شماليّ الغيل إلى الشّيخ عبد الرّحيم باوزير ، ومعها طفل رضيع بعد أن توفي والده قبل أن تلده أمّه ، وطلبت من الشّيخ رعايته وكفالته ، فوافق ، وأسماه : عمر بن عمر ، وفقا لاسم والده المتوفّى ، ومع مرور الوقت أصبح هذا الاسم يلفظ (عمر باعمر) ، حسب اللهجة السّيبانيّة.

كبر عمر في رعاية الشّيخ عبد الرّحيم واشتدّ عوده ، فقرّر الرّحيل إلى قرية بضة بدوعن ، واستقرّ بها ، ثمّ تزوّج من إحدى كرائم الأسر هناك. فأنجبت له ولدين هما : شدّاد ، وسعيد. واستمرّ آل عمر باعمر في التّكاثر من هذين الجدّين ، وكثرت ذرّيّتهم وانتشروا حتّى حدود وادي العين ، ليعودوا بعدها إلى غيل باوزير ويستقرّوا بها ويشكّلوا قوّة سكّانيّة متميزة. عن «تاريخ الغيل» (٢٤ ـ ٢٥) ، وعن «تاريخ البكري
خمسون منهم إلى المكلّا ، فأمنوا عند النّقيب ، وسار الباقون عند صائل البحسني .. فغدر بهم ، وردّهم إلى القعيطيّ ، فأودعهم السّجن ثانيا ، حتّى لم يبق منهم إلّا سبعة أطلقهم ، ولا يزال منهم بالغيل اليوم نحو من خمسة وخمسين رجلا بعائلاتهم ، ونجع كثير منهم إلى السّومال الإيطاليّ ؛ فيه منهم في ماركة ومقدشوه نحو من ثلاث مئة وخمسين رجلا بعائلاتهم ، ولهم في ماركة مسجدان ، وفي مقدشوه مسجد.

ومنهم : الشّيخ سالم بن عبد الله بن سالم بن مساعد بن عمر باعمر ، وهو عالمهم ومدرّس مسجدهم بمقدشوه.

ومنهم في براوة من السّومال الإيطاليّ أيضا نحو مئتي رجل ، عالمهم : الشيخ محمّد بن عبد الله بن شدّاد ، وهو من أخصّ أصحاب السّيّد عليّ بن أبي بكر بن محمّد النّضيريّ وولده عيدروس الآتي ذكرهما في قارّة الصّناهجة.

ومنهم بماركة : الشيخ سعيد بن أحمد بن مساعد ، من تلاميذ الشّيخ محمّد بن عمر بن سلم ، توفّي في حدود سنة (١٣٥٣ ه‍).

ومنهم بها : الشيخ محمّد بن عبد الله بن مقداد.

ومرجع العوابث في النّسب (١) إلى عوبثان بن زاهر بن مراد بن مذحج.

وقد جرت بينهم وبين السّلطان محمّد بن عبد الله أخي بدر بوطويرق (٢) حوادث في سنة (٩١٩ ه‍) ، وقتل منهم اثنين وثلاثين ظلما (٣).

ثمّ ساكنهم في الغيل آل همام (٤) من يافع ، فغلبوهم بسطوة عشائرهم على شيء من أمر الغيل (٥).

______________

(١) للتّوسّع ينظر : «أدوار التّاريخ» (٣٧١) ، و «حضرموت» (١٥١ ـ ١٥٢). والعوابثة أقسام ؛ منهم : آل باعنس ، وآل بازور ، وآل الحيق ، وآل عمر باعمر.

(٢) السّلطان محمّد بن عبد الله بن جعفر الكثيريّ ، تولّى سنة (٩١٠ ه‍) بعد أبيه ، وتوفّي بالشّحر سنة (٩٧٥ ه‍) كما في «تاريخ الشّحر» لبافقيه (٣٨٨).

(٣) «تاريخ شنبل» (٢٥٢) ، «تاريخ الدّولة الكثيريّة» (٣١) ، وفيه أنّه قتلهم بظفار.

(٤) وهم من قبائل يافع السّفلى.

(٥) قدم آل همام في أوائل القرن الحادي عشر الهجريّ تقريبا واستقرّوا في النّاحية الشّماليّة من الغيل
وفي سنة (٩٤٣ ه‍) : ابتدأ السّلطان بدر بعمارة حصن غيل باوزير (١).

وقد أنجب الغيل كثيرا من العلماء.

وجاء في ترجمة السّيّد عليّ بن أبي بكر ، المتوفّي سنة (٨٩٥ ه‍) من «المشرع» [٢ / ٤٧٠ ـ ٤٧٥] أنّه : (رحل إلى الشّحر والغيل ، ومكث هناك أربع سنين ، يقرأ على الفقهاء : آل باهارون ، وآل باعمّار ، والفقيه محمّد بن عليّ باعديلة ، والعلّامة إبراهيم بن محمّد باهرمز ، والفقيه محمّد بن أحمد باغشير ، وعبد الله بن محمّد باغشير (٢) ، والشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن باوزير) اه

وفي «البرقة» : أنّ الشيخ العالم العامل الزّاهد الورع ، عفيف الدّين عبد الله بن عبد الرّحمن باوزير كتب الإجازة لمؤلّفها أربع مرّات.

وفي سنة (٩٠٣ ه‍) : توفّي بها الفقيه العارف بالله الشّيخ محمّد بن أحمد باجرفيل الدّوعنيّ.

وقد أورد سيّدي الأستاذ الأبرّ إجازة (٣) منه للشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بافضل التّريميّ ، عدّ فيها بعض مشايخه ؛ كالشّيخ أبي بكر العدنيّ ابن عبد الله العيدروس ، عن شيخه عبد الله بن أحمد باهراوه ، عن شيخه فضل بن عبد الله بافضل ، عن شيخه أبي بكر بن محمّد عبّاد.

ومن مشايخ باجرفيل : الشّيخ سعيد بن عبد الله بابصيل ، يروي عن أبي بكر بن عبد الله بن سالم ، عن الشّيخ محمّد بن أبي بكر عبّاد.

______________

ونصبوا بها منازلهم الّتي عرفت بحصون آل همام. وهم أوّل من قدم إلى حضرموت من قبائل يافع. «تاريخ الغيل» (٢٦).

(١) «تاريخ الطّيّب بافقيه» حوادث سنة (٩٤٣ ه‍) (ص ٢٣٨).

(٢) آل باغشير بالغين المعجمة : غير آل باقشير ، الآتي ذكرهم في بور.

(٣) وهي برمّتها في «عقد اليواقيت» (٢ / ١٢٠
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
(حرف الباء مع الألف وما إليهما)

باجش (١) : عزلة من ناحية ملحان وأعمال المحويت.

باجل : بلدة معروفة من تهامة ما بين الحديدة وجبال حراز فيها مركز قضاء باجل تبعد عن الحديدة مسافة عشر ساعات (للراجل) (نحو خمسين كيلو مترا) (٢).

مساكن باجل كثيرة فيها بيوت معمورة بالآجر تسمى مربعات والأكثر بيوت من القش تسمى عشاش. وأعمال باجل واسعة من ساحل بحر الحديدة الى سفح جبال حراز على مسافة يومين من الشرق الى الغرب وعرضها من الجنوب الى الشمال مثل النصف من ذلك يتصل بقضاء باجل من جهة الشرق جبال حراز وصعفان وبني سعد.

ومن جهة الجنوب بلاد العبسية من ناحية المراوعة وناحية برع ومن جهة الشمال بلاد الجرابح والحشابرة من بلاد الزيدية وبنو سعد من أعمال المحويت ومن جهة الغرب البحر الأحمر.

أما قبايل قضاء باجل فهم قبايل القحرا من بطون عك ثم من ولد الشاهد بن عك ثم من ولد ساعدة. وقبايل القحرى هم الجمادية وبنو خلف والخضارية والمجاردة وعزان والضوامرة أهل جبل الضامر.

ومن قرى القحرى الحجّيلة فيها مركز ناحية الحجيلة وهي آخر قرية

______________

(١) أفاد القاضي حسين الكهالي أنها بالحاء المهملة.

(٢) زيادة من أخي المؤلف.
مما يلي حراز. ثم البحيح ما بين باجل والحجّيلة وهي الى باجل أقرب ثم عبال ما بين البحيح والحجّيلة وفيما بين باجل والبحيح جبل الضامر وهو جبل مرتفع عن تهامة منخفض عن جبال السراة فيه قرى وحصون وفي شمالي جبل الضامر جبال دهنة ، وبجوار باجل جبل الشريف فيه قلعة بيد الحكومة ومن قرى الجمادي القوادرة والدباريش وبنو أحمد ودير زنقاح ودير سالم ودير العاقل ودير محبوب والمشاخرة وغير ذلك.

ومن قرى بني خلف القحرية ودير الشريف والمزارية والكعاللة وغير ذلك ، ومن قرى الخضارية : الزهوانية والسالمية والريسانية ودير يونس والاسماعيلية ، ومن قرى الضوامرة : الكريف والجر والدمن ودير المدني ودير الطويل والقرين وحمّان وعفيدر والبحيح ، وفي بلاد القحري أرض زراعية تزرع الذرة والسمسم والقطن على مياه الأمطار وفيها أرض رملية لا تزرع غير شجر العصل الذي يستخرج منه الحطم ولهم آبار يشربون منها.

بيت البار : من أشراف حضر موت وهم ولد علي البار بن علي بن علوي بن أحمد بن المشهور بن محمد بن عبد الله بن علوي بن أحمد بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط وهو الجامع للأشراف آل باعلوي بن علي بن علوي بن محمد بن علوي بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن الإمام جعفر الصادق.

آل باسان : من قبايل وادعة من بلاد صعدة.

باقم : بلد من بني جماعة من بلاد صعدة.

(حرف الباء مع التاء وما إليهما)

بتع : ذو بتع من ملوك حمير عن نشوان واسمه نوف بن يحضب بالضاد معجمة بن الصوار من ولده ذو بتع الأصغر زوج بلقيس قال علقمة ذو جدن :

هل لأناس مثل آثارهم 

بمأرب ذات البناء اليفع 

أو مثل صرواح وما دونها

مما بنت بلقيس أو ذو بتع 

(حرف الباء مع الجيم وما إليهما)

بجيلة : بطن من كهلان معروفة ولد امرأة اسمها بجيلة ، نسب إليها أولادها أنمار بن
اراشة بن عمرو بن الغوث أخو الأزد بن الغوث وبطن اخرى من مذحج من ولد سعد العشيرة ، وبجيلة عشيرة جرير بن عبد الله البجلي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال في نثر الدر المكنون ما لفظه : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يطلع عليكم من هذا الفج خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك فطلع جرير بن عبد الله على راحلته ومعه قومه فاسلموا وبايعوا قال جرير : بايعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : وعلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم شهر رمضان وتنصح للمسلمين وتطيع الوالي. ولو كان عبدا حبشيا قلت نعم فبايعته.

وأرسله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى هدم ذي الخلصة وعقد له لواء فقال : إني لا أثبت على الخيل فمسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على صدره وقال : اللهم اجعله هادئا ، فخرج في قومه فما أطال الغيبة حتى رجع وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هدمته قال : نعم والذي بعثك بالحق وأحرقته بالنار فتركته يسوء أهله ، فدعا لبجيلة وأحمس انتهى من تاريخ الخميس.

وفي تاريخ الذهبي كان جرير بديع الجمال مليح الصورة الى الغاية طويلا يصل الى سنام البعير وكان نعله ذراعا انتهى.

ومن ذرية جرير القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن ابي عمرو أحمد بن محمد بن عثمان بن ابراهيم بن محمد بن خالد بن اسحق بن الزبرقان بن خالد بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله البجلي توفي سنة ٤١٠ ترجمه في طبقات الشافعية.

ومنهم أبو الحسن علي بن ابراهيم بن محمد بن حسين البجلي المتوفي سنة ٧٢٠ وجده محمد بن حسين أحد شيخي عواجة توفي سنة ٦٢١ ترجمهما الشرجي في طبقات الخواص ، ومنهم ابن الضريس ابو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي مصنف كتاب فضايل القرآن توفي سنة ٢٩٤.

وأبو مسعود البجلي أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي توفي سنة ٤٤٠ ترجمهما الذهبي في تذكرة الحفاظ
وقد نسب الى أحمس من بجيلة جماعة كما تقدم في حرف الهمزة.

ومن بطون بجيلة قسر عشيرة خالد القسري وعرينة وأحمر ودهن.

(حرف الباء مع الحاء وما إليهما)

بحثر : (١) قال في معجم البلدان : بلد باليمن كانت لسباء بن سليمان الخولاني سكن بها الفقيه أحمد بن مقبل الدثني صنف كتابا في شرح اللمع لأبي إسحاق سمّاه المصباح وهو من مخلاف جعفر إنتهى.

بنو بحر : بطن من خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة في بلاد صعدة ، وبنو بحر أيضا مخلاف من ناحية عتمة وبنو البحر من أشراف تهامة في المنصورية وهم من بني الأهدل ، وآل البحر من قبايل ذو محمد بن غيلان في ناحية برط.

والبحرين عزلة من مخلاف الشوافي وأعمال إب وقد مرّ.

بنو البحش : هم رتبة حصن جحلان في بلاد يريم وأصلهم من سفيان ثم من بني أسد.

بنو البحم : من مشايخ بلاد يريم.

آل بحيبح : بطن من مراد.

(حرف الباء مع الخاء المعجمة وما إليهما)

البخاري : قرية من ناحية المخادر وأعمال إب.

بنو بخيت : مخلاف من ناحية الحدا.

(حرف الباء مع الدال وما إليهما)

بنو بدّا : من قبايل الحدا ، ثم من بني بخيت ولهم مصنعة عجيبة تعرف بمصنعة بني بدّا لها طريق واحدة منحوتة في عرض الجبل.

قال في معجم البلدان : مصنعة بني بدا من حصون مشارق ذمار لبني عمران بن منصور البدائي انتهى كلام ياقوت.

وقال في القاموس وشرحه : وبدّاء ككتان منهم بدّاء بن الحارث بن معاوية من بني ثور قبيلة من كندة وفي بجيلة بدّاء بن فتيان بن ثعلبة بن

______________

(١) بحثر هي عرج.
معاوية بن زيد بن الغوث وفي مراد بدّاء بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد قاله ابن حبيب انتهى.

بدح : عزلة من بلاد ريمة وهي بفتح الباء والدال وبدح بفتح الباء وسكون الدال : عزلة من ناحية ملحان وأعمال المحويت.

بدر : بلدة من نجران وآل البدر من الأشراف من ذرية محمد بن القاسم الرسّي يسكنون غولة بلاد ولد نوار غربي حيدان من بلاد صعدة ، وبيت البدري من بيوت العلم في ثلا منهم القاضي العلّامة عبد القادر بن علي البدري تلميذ القاضي صالح بن مهدي المقبلي توفي القاضي عبد القادر سنة ١١٦٠.

وبيت البدري : قرية صغيرة في عزلة أزال من بلاد عمّار وأعمال النادرة وبدر : واد في بني جماعة من أعمال صعدة فيه مزارع لغمر من رازح ولبني جماعة وفللّة وأما بيت البدري أهل حوث فهم من بني الرصاص وسمي جدهم بالبدري لأنه ولد ليلة البدر.

بنو البدي : بلد من الشاحذية من بلاد الطويلة.

(حرف الباء مع الراء وما إليهما)

البرابرة : من قبايل ذو محمد بن غيلان ثم من ذو زيد في برط.

بنو البراح : من مشائخ بني سيف السافل من بلاد يريم.

براش : حصن مشهور بصنعاء متصل بجبل نقم من شرقيه ، وبراش أيضا : حصن في بلاد وادعة جنوبي صعدة على بعد أربع ساعات عمّره الأمير أحمد بن عبد الله بن حمزة بن سليمان وكان يعرف قديما بجبل وتران حكاه في سيرة الإمام المهدي أحمد بن الحسين المتوفى سنة ٦٥٦ وقبره بذي بين من بلاد حاشد. وبراش أيضا حصن في غربان من بلاد حاشد. (وبراش أيضا جبل مطل على مدينة ضوران من جهة الشرق في آنس وبيت البراشي في محل عاثين من مخلاف ابن حاتم آنس) (١) وفي معجم البلدان براش بالشين معجمة : حصن باليمن في نواحي ابين لابن العليم. وبراش أيضا

______________

(١) إستدراك من أخي المؤلف القاضي عبد الله الحجري ، ومما يستدرك عليها أيضا براش حصن في الطويلة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يمنت) الواردة في النقوش ماذا تعني ؟

 اشار الباحثين في توضيحهم لبعض الامور في شأن معنى ( يمنت ) الوارده في النقوش بكثرة على صيغة ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت ) وغيرها مثل هذه الامثلة.
 اشار الباحثين في توضيحهم لبعض الامور في شأن معنى ( يمنت ) الوارده في النقوش بكثرة على صيغة ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت ) وغيرها مثل هذه الامثلة.

وقال الباحث علاء زكي ظهر بعض الاشخاص - وبعضهم يمنيين للاسف - يزعمون ان ( يمنت ) هي ( اليمن )، اي جمعوا اليمن جميعه متصلاً باسم - بمنت - وهذا خطأ فادح، إذ أن ( يمنت ) التي ترد في النقوش اليمنية القديمة ضمن القاب الملوك منذ عهد شمر يرعش كانت تعني ( الإقليم الجنوبي لمملكة حضرموت ) والتسمية كانت تشمل ايضا سكان هذا الاقليم.
وكان هذا الاقليم في العصور القديمة يطلق عليه ( ح ج ر ن ) وهو ما يعرف اليوم باسم الحجر. ويبدأ من مرسى رأس فرتك شرقا ويمتد غرباً حتى عين بامعبد.
ومما يؤكد هذا الشي ان الملك شاعرم اوتر ( ملك سبا وذي ريدان ) عندما هزم الملك الحضرمي إيل عزيلط في ذات غيل ( ذ غ ي ل م ) وهي هجر بن حميد الحالية في بيحان. بل تم اسر الملك الحضرمي والاستيلاء على القصر الملكي ونهبت العاصمة شبوة، أي ان الهزيمة كانت كاملة. ورغم هذا النصر المؤزر فان الملك شاعرم اوتر ظل يحمل اللقب الملكي العادي ( اي ملك سبا وذي ريدان ) ذلك لان قواته - ربما - لم تتمكن من السيطرة على الاقليم الجنوبي وحاضرته ميفعة.
وهناك عدة نقوش كثيرة جدا تؤكد ذلك.
هذا الشي يخلينا اقول ان المفردة ( ي م ن ت ) والتي ظهرت مع الملك شمر يهرعش عندما اضافها الى لقبه ليصبح ( ملك سبا وذي ريدان وحضرموت ويمنة ) كان يقصد به الاقليم الجنوبي الهام لمملكة حضرموت والتي كانت مدينة ميفعة مركزه الاساسي، اي ان ( ي م ن ت ) التي قابلتها في المعجم السبئي لفظة ( الجنوب ) هي اسم وليست دلالة على جهة.
بعض الادلة مأخوذة من الباحث عبدالله حسن الشيبة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM