من حزاوي #حضرموت
الأم و البنات الثلاث
من ذي با حزيلك مرة ريال عرس على حمره ولدت يابت له زقره و بعدين ماتت الأم بعدين عرس على وحده ثانيه يابت له ثلاث زقرات وحده علي عين و وحده على عينين وحده على ثلاث عيون و كلهن يكرهن أختهن إلي أمها ماتت و يعذبنها و يخلينها ترعى الغنم كل يوم و حين تضوي من الرعي يعطنها النفاض حق الأكل كل يوم ، و في يوم من الأيام سرحت الزقرة بالغنم حقها و قعدت تحت الشجر و هي ترعى الغنم تبكي ظهر عليها الخضر و قال لها كنش تبكين قالت خالتي و بناتها يعذبني حتى يوم اضوي يعطيني النفاض حق الأكل فقال لها ذي شاه لش و حين بغيتي أكل قولي للشاه ذي عطيني أكل بتعطيش كل إلي بغيته بعدين عندما بغت باتظوي قالت للشاه اعطيني أكل فأعطتها اكل فكلت حتى شبعت فأختفى الأكل بعدين ضوت بالغنم حتى وصلت الدار ندرن خواتها و اعطنها النفاض حق الأكل فقالت ما بغيته فطلعن عند امهن و قالن لها قالت ما بيغت النفاض اليوم فقال امهن غدوه تسرح وحده منكن وراها و تشوفها من بعيد تأكل آه فسرحت الزقرة بالغنم ثاني يوم فسرحت وراها بنت خالتها أم العين الوحده و بعدين ياها النوم تحت الشيره أم العين الوحد و نامت فطلبت الزقرة كما طلبته أمس فكلت حتى شبعت فاختفى الأكل و ظوت بالغنم و ثارت من النوم أم العين الوحدة و ضوت وراء أختها و قالت الأم لبنتها شفتيها تأكل إيه قالت لها هو الا برود تحت الشيرة و نمت قالت لها غدوه تسرح ام الثلاث العيون وراها و في الصبح الثاني سرحت الزقرة و غنمها و سرحت وراها ام الثلاث العيون تراقبها من بعيد و قعدت تحت الشيرة فياها النوم و نامت بعينين و مفتحة عين كانت تشوف بها يام قدها بتضوي طلبت كما كل يوم قالت للشاه بغيت أكل فكلت لمان شبعت و كانت أم الثلاث العيون تشوفها فضوت تخب و قالت لأمها انها معها شاة تقول لها بغيت أكل تيب لها أكل و توكل حتى تشبع و بعدين يختفي الأكل قالت أمهن غدوه بانذبح الشاة حقها عرفت الزقرة انهن بايذبحن الشاة حقها فسرحت بالغنم حقها و قعدت تبكي تحت الشيرة حتى ياها الخضر قال لها كنش تبكين قالت له بايذبحون الشاة حقي قال خليهم يذبحونها و قولي لهم بغيت إلا الكبد حقها بس شلييها و ابحثي لها تحت الدار و دفنيها ضوت الزقرة بغنمها و ذبحوا الشاة حقها و قالت لهم بغيت ألا الكبد فأعطوها الكبد بحثت لها تحت الدار و دفنتها و بعدين يوم ثارن الصبح شرفن عند الخلفة حصلن شيره ملانه تفاح فعبر ابن السلطان و قال من تعطينا تفاحة من ذي الشيرة باخذها طلعت الأولى غززها الشوك و خرجت و قالت يام ماني ألا غززني الشوك طلعت الثانية و وقعلها كما أختها و طلعت الثالثة و وقعلها كما خواتها و قالت أمهن أني بطلع غززها الشوك بعدين يات الزقرة الي ترعى الغنم و قالت أني بطلع طلعت الشيره اختفى الشوك من الشيرة و نقرت التفاح و ندرت من الشيرة و اعطته ابن السلطان فأخذها ابن السلطان على الخيل حقه و تزوجها
الأم و البنات الثلاث
من ذي با حزيلك مرة ريال عرس على حمره ولدت يابت له زقره و بعدين ماتت الأم بعدين عرس على وحده ثانيه يابت له ثلاث زقرات وحده علي عين و وحده على عينين وحده على ثلاث عيون و كلهن يكرهن أختهن إلي أمها ماتت و يعذبنها و يخلينها ترعى الغنم كل يوم و حين تضوي من الرعي يعطنها النفاض حق الأكل كل يوم ، و في يوم من الأيام سرحت الزقرة بالغنم حقها و قعدت تحت الشجر و هي ترعى الغنم تبكي ظهر عليها الخضر و قال لها كنش تبكين قالت خالتي و بناتها يعذبني حتى يوم اضوي يعطيني النفاض حق الأكل فقال لها ذي شاه لش و حين بغيتي أكل قولي للشاه ذي عطيني أكل بتعطيش كل إلي بغيته بعدين عندما بغت باتظوي قالت للشاه اعطيني أكل فأعطتها اكل فكلت حتى شبعت فأختفى الأكل بعدين ضوت بالغنم حتى وصلت الدار ندرن خواتها و اعطنها النفاض حق الأكل فقالت ما بغيته فطلعن عند امهن و قالن لها قالت ما بيغت النفاض اليوم فقال امهن غدوه تسرح وحده منكن وراها و تشوفها من بعيد تأكل آه فسرحت الزقرة بالغنم ثاني يوم فسرحت وراها بنت خالتها أم العين الوحده و بعدين ياها النوم تحت الشيره أم العين الوحد و نامت فطلبت الزقرة كما طلبته أمس فكلت حتى شبعت فاختفى الأكل و ظوت بالغنم و ثارت من النوم أم العين الوحدة و ضوت وراء أختها و قالت الأم لبنتها شفتيها تأكل إيه قالت لها هو الا برود تحت الشيرة و نمت قالت لها غدوه تسرح ام الثلاث العيون وراها و في الصبح الثاني سرحت الزقرة و غنمها و سرحت وراها ام الثلاث العيون تراقبها من بعيد و قعدت تحت الشيرة فياها النوم و نامت بعينين و مفتحة عين كانت تشوف بها يام قدها بتضوي طلبت كما كل يوم قالت للشاه بغيت أكل فكلت لمان شبعت و كانت أم الثلاث العيون تشوفها فضوت تخب و قالت لأمها انها معها شاة تقول لها بغيت أكل تيب لها أكل و توكل حتى تشبع و بعدين يختفي الأكل قالت أمهن غدوه بانذبح الشاة حقها عرفت الزقرة انهن بايذبحن الشاة حقها فسرحت بالغنم حقها و قعدت تبكي تحت الشيرة حتى ياها الخضر قال لها كنش تبكين قالت له بايذبحون الشاة حقي قال خليهم يذبحونها و قولي لهم بغيت إلا الكبد حقها بس شلييها و ابحثي لها تحت الدار و دفنيها ضوت الزقرة بغنمها و ذبحوا الشاة حقها و قالت لهم بغيت ألا الكبد فأعطوها الكبد بحثت لها تحت الدار و دفنتها و بعدين يوم ثارن الصبح شرفن عند الخلفة حصلن شيره ملانه تفاح فعبر ابن السلطان و قال من تعطينا تفاحة من ذي الشيرة باخذها طلعت الأولى غززها الشوك و خرجت و قالت يام ماني ألا غززني الشوك طلعت الثانية و وقعلها كما أختها و طلعت الثالثة و وقعلها كما خواتها و قالت أمهن أني بطلع غززها الشوك بعدين يات الزقرة الي ترعى الغنم و قالت أني بطلع طلعت الشيره اختفى الشوك من الشيرة و نقرت التفاح و ندرت من الشيرة و اعطته ابن السلطان فأخذها ابن السلطان على الخيل حقه و تزوجها
(2)
( يا إبليس تعال شل ديك !؟ )
يا صاحبي …. قول لك ذاك اليوم قصدت عند جاري بو علي فوق الدكه بغيته يحكي لي حزية من حزايا لولين ..
قلت له : يا حبيب بو علي بغيت با سمع منك حزية من حق آل لوّل .
قال لي : يا ولدي .. آه بغيتنا قول لك معاد نحنا فاطنين شي دحقتوا نحنا و رحتوا تتاخبون قدا التلفزيونات إلي جابت لكم البلاء و لعاد بغيتوا تسمعون نحنا ..
قلت له : و يومه يا حبيب تفطن .
قال : طيب ، بغيت باتسمع حزية آل سعيد وسعيد وسعيد .
قلت له : هت بغيت باسمعها ..
قال : حزبحزيلك من ذا رجال تحته اثنين عيال (( سعيد وسعيد )) و ذاك اليوم دخل عند مرته ، قالت له يا بو فلان عادك إلا أمس دخلت عليّه ، و سكت الرجال على هذيف مرته و تما صابر و بغى بايكنيها لذاك الزقر إلى با توضع به .
و لدت الحرمة و رباه و سماه ((سعيد)) ياخنه إلا واحد من عياله و رباه بين عياله و كبره لكنه تما صابر إنه ذيك الليلة ما هو إللي دخل مرته ، و بعد كم سنين مات الرجال .
و كبروا السقل وقعوا رجال يوم كذ جاوا يشوفون الوصية حق أبوهم آه اللي خلفه لهم حصلوها مكتوب فيها (( كل أموالي لعيالي سعيد و سعيد ، و سعيد ماله شي )) ؟؟! .
استغربوا العيال هو من هوذا سعيد الثالث اللي فيهم ماله شي في التركة حق أبوه ، اللي يقول انته إللي ما لك شي ، و إللي يقول ألا أنته إللي ما لك شي ، لمان كذهم ألا با يتهادون .
و بعدين اتفقوا آخر شي أنهم يروحون عند واحد قاضي و ألا عاقل يحل لهم مشكلتهم ، و جهزوا أعمارهم و عزموا إنهم معاد يرجعون ألا لما يحصلون حل لمشكلتهم .
و راحوا يسافرون من بلاد لا بلاد ، من بلاد لا بلاد لمان آخر شي وصلوا بلاد يقولون لها بلاد ((الحكمة)) وصلوا عند دار يقولون له دار الشيبة و الأبو و الولد . قرقعوا على الدار فتح لهم واحد شيبه ، و قال لهم : تفضلوا يا عيالي آنستوا و ارحبتوا و قولوا إلى معكم ..
قالوا له : يا عمنا بغيناك تحل مشكلتنا ؟
قال : و آه مشكلتكم .
قالوا : أبونا مات و خلف لنحنا وصاه بغيناك تجيب تفسيرها يقول في وصاته (( كل أموالي لعيالي سعيد و سعيد ، و سعيد ما له شي )) و لعاد نحنا داريين هو من هوذا سعيد إللي فينا ما له شيء و كلنا نحنا أسامينا سعيد .
قال : يا عيالي ما نا ما بقدر حل مشكلتكم ذي عاد واحد اكبر مني طلعوا قد أبويه يا عيالي هو إللي با يحلها شوه قاعد في المربوعة .
طلعوا العيال ثلاثتهم لمان عند أبوه ، استغربوا شافوا الأبو أصغر من ولده عاده نشيط شباب ما شاء الله عليه ما كأنه ولده إللي كلموه لولي ذاك الشيبه أبداً .
قال لهم : آنستوا و رحبتوا و قولوا إللي معكم .
قالوا : يا عمنا بغيناك تحل مشكلتنا .
قال : و آه مشكلتكم ؟
قالوا له نفس القصة إللي قالوها عند الشيبه .
قال : يا عيالي ما بقدر حل مشكلتكم ذي عاد واحد اكبر مني طلعوا قدا أبويه هو إللي با يحلها لكم شوه قاعد في المحظرة .
طلعوا العيال ثلاثتهم لمان عند أبوه إللي في المحظره ، يوم كذ شافوه ما صدقوا أنه هوذا أبوه لحقوه عاده زقر أصغر حتى منهم هو .
قال لهم : آنستوا و رحبتوا و قولوا إللي عندكم .
قالوا : ما بنقول لك إللي جينا له ألا لمان تقول لنحنا مشكلتكم أنتم ، حاسبين أعمارنا نحنا أغرب قضية لكن قضيتكم ذي أغرب من قضيتنا الولد شيبه و الأبو شباب و الجد ولد ؟
قال :- إذا أنتوا مصرين بغيتوا با تعرفون قضيتنا ، طيب با قولكم بها ..
قالوا : يا الله هت بانسمعك .
قال : ولد ولدي إللي هو الشيبه معه حرمة الدبور و عيال الدبور و رزق الدبور ، و ولدي معه حرمة الدبور و عيال الدبور و رزق السرور و أنا معيه حرمة السرور و عيال السرور و رزق السرور .
قال لهم : آه ذحين فهمتو ليه ولد وليد شيب و ليه ولدي تما عاداه شباب و ليه أنا تميت عادنا زقر
قالوا له : ذحين فهمنا .
قال طيب : يا عيالي ذحين آه قضيتكم ذي إللي بغيتوا لها حل .
قالوا : يا عمنا درنا البلدان كلها و لا حصلنا حد يحل لنحنا مشكلتنا ، خلاص ذحين قلوبنا معلقة بك إنك تحصل لنحنا حل لذي المشكلة .
قال : طيب يا عيالي ناموا الليلة عندي و غدوة الصبح قولوا لي قضيتكم .
قالوا : يا خير .
بيتوا عنده ذاك الليلة و صبحوا ، يوم بعدين جمعهم كلهم في محضرة وحده و قال لهم : هاتوا إللي معكم يا عيالي ؟
قالوا : أبونا – الله يرحمه – مات و خلف لنحنا وصاه حق التركة حقه بس نحنا ما نحنا داريين كيف هيذي يقول في وصاته (( كل أموالي لعيالي سعيد و سعيد و سعيد ما له شيء )) هومن هوذا سعيد إللي ما له شي فينا و نحنا كلنا أسامينا سعيد ؟ قال طيب تعال يا سعيد .
شل واحد منهم و برز به في العريش ، و خلاّ اثنين من آل سعيد لوحدهم في المحظرة .
قال : يا سعيد شفك إلا إنته إللي ما لك شي في تركة أبوك ، بغيتك ذحين تروح و تشل لك سمر زين و تحرق قبر أبوك إللي ما بغا لك شي .
( يا إبليس تعال شل ديك !؟ )
يا صاحبي …. قول لك ذاك اليوم قصدت عند جاري بو علي فوق الدكه بغيته يحكي لي حزية من حزايا لولين ..
قلت له : يا حبيب بو علي بغيت با سمع منك حزية من حق آل لوّل .
قال لي : يا ولدي .. آه بغيتنا قول لك معاد نحنا فاطنين شي دحقتوا نحنا و رحتوا تتاخبون قدا التلفزيونات إلي جابت لكم البلاء و لعاد بغيتوا تسمعون نحنا ..
قلت له : و يومه يا حبيب تفطن .
قال : طيب ، بغيت باتسمع حزية آل سعيد وسعيد وسعيد .
قلت له : هت بغيت باسمعها ..
قال : حزبحزيلك من ذا رجال تحته اثنين عيال (( سعيد وسعيد )) و ذاك اليوم دخل عند مرته ، قالت له يا بو فلان عادك إلا أمس دخلت عليّه ، و سكت الرجال على هذيف مرته و تما صابر و بغى بايكنيها لذاك الزقر إلى با توضع به .
و لدت الحرمة و رباه و سماه ((سعيد)) ياخنه إلا واحد من عياله و رباه بين عياله و كبره لكنه تما صابر إنه ذيك الليلة ما هو إللي دخل مرته ، و بعد كم سنين مات الرجال .
و كبروا السقل وقعوا رجال يوم كذ جاوا يشوفون الوصية حق أبوهم آه اللي خلفه لهم حصلوها مكتوب فيها (( كل أموالي لعيالي سعيد و سعيد ، و سعيد ماله شي )) ؟؟! .
استغربوا العيال هو من هوذا سعيد الثالث اللي فيهم ماله شي في التركة حق أبوه ، اللي يقول انته إللي ما لك شي ، و إللي يقول ألا أنته إللي ما لك شي ، لمان كذهم ألا با يتهادون .
و بعدين اتفقوا آخر شي أنهم يروحون عند واحد قاضي و ألا عاقل يحل لهم مشكلتهم ، و جهزوا أعمارهم و عزموا إنهم معاد يرجعون ألا لما يحصلون حل لمشكلتهم .
و راحوا يسافرون من بلاد لا بلاد ، من بلاد لا بلاد لمان آخر شي وصلوا بلاد يقولون لها بلاد ((الحكمة)) وصلوا عند دار يقولون له دار الشيبة و الأبو و الولد . قرقعوا على الدار فتح لهم واحد شيبه ، و قال لهم : تفضلوا يا عيالي آنستوا و ارحبتوا و قولوا إلى معكم ..
قالوا له : يا عمنا بغيناك تحل مشكلتنا ؟
قال : و آه مشكلتكم .
قالوا : أبونا مات و خلف لنحنا وصاه بغيناك تجيب تفسيرها يقول في وصاته (( كل أموالي لعيالي سعيد و سعيد ، و سعيد ما له شي )) و لعاد نحنا داريين هو من هوذا سعيد إللي فينا ما له شيء و كلنا نحنا أسامينا سعيد .
قال : يا عيالي ما نا ما بقدر حل مشكلتكم ذي عاد واحد اكبر مني طلعوا قد أبويه يا عيالي هو إللي با يحلها شوه قاعد في المربوعة .
طلعوا العيال ثلاثتهم لمان عند أبوه ، استغربوا شافوا الأبو أصغر من ولده عاده نشيط شباب ما شاء الله عليه ما كأنه ولده إللي كلموه لولي ذاك الشيبه أبداً .
قال لهم : آنستوا و رحبتوا و قولوا إللي معكم .
قالوا : يا عمنا بغيناك تحل مشكلتنا .
قال : و آه مشكلتكم ؟
قالوا له نفس القصة إللي قالوها عند الشيبه .
قال : يا عيالي ما بقدر حل مشكلتكم ذي عاد واحد اكبر مني طلعوا قدا أبويه هو إللي با يحلها لكم شوه قاعد في المحظرة .
طلعوا العيال ثلاثتهم لمان عند أبوه إللي في المحظره ، يوم كذ شافوه ما صدقوا أنه هوذا أبوه لحقوه عاده زقر أصغر حتى منهم هو .
قال لهم : آنستوا و رحبتوا و قولوا إللي عندكم .
قالوا : ما بنقول لك إللي جينا له ألا لمان تقول لنحنا مشكلتكم أنتم ، حاسبين أعمارنا نحنا أغرب قضية لكن قضيتكم ذي أغرب من قضيتنا الولد شيبه و الأبو شباب و الجد ولد ؟
قال :- إذا أنتوا مصرين بغيتوا با تعرفون قضيتنا ، طيب با قولكم بها ..
قالوا : يا الله هت بانسمعك .
قال : ولد ولدي إللي هو الشيبه معه حرمة الدبور و عيال الدبور و رزق الدبور ، و ولدي معه حرمة الدبور و عيال الدبور و رزق السرور و أنا معيه حرمة السرور و عيال السرور و رزق السرور .
قال لهم : آه ذحين فهمتو ليه ولد وليد شيب و ليه ولدي تما عاداه شباب و ليه أنا تميت عادنا زقر
قالوا له : ذحين فهمنا .
قال طيب : يا عيالي ذحين آه قضيتكم ذي إللي بغيتوا لها حل .
قالوا : يا عمنا درنا البلدان كلها و لا حصلنا حد يحل لنحنا مشكلتنا ، خلاص ذحين قلوبنا معلقة بك إنك تحصل لنحنا حل لذي المشكلة .
قال : طيب يا عيالي ناموا الليلة عندي و غدوة الصبح قولوا لي قضيتكم .
قالوا : يا خير .
بيتوا عنده ذاك الليلة و صبحوا ، يوم بعدين جمعهم كلهم في محضرة وحده و قال لهم : هاتوا إللي معكم يا عيالي ؟
قالوا : أبونا – الله يرحمه – مات و خلف لنحنا وصاه حق التركة حقه بس نحنا ما نحنا داريين كيف هيذي يقول في وصاته (( كل أموالي لعيالي سعيد و سعيد و سعيد ما له شيء )) هومن هوذا سعيد إللي ما له شي فينا و نحنا كلنا أسامينا سعيد ؟ قال طيب تعال يا سعيد .
شل واحد منهم و برز به في العريش ، و خلاّ اثنين من آل سعيد لوحدهم في المحظرة .
قال : يا سعيد شفك إلا إنته إللي ما لك شي في تركة أبوك ، بغيتك ذحين تروح و تشل لك سمر زين و تحرق قبر أبوك إللي ما بغا لك شي .
قال له : لا يا عم ما بقدر إحرق قبر أبويه حتى ما بغى يعطينا شي توه لكن ما بحرق قبره .
قال له خلاص رح عند إخوانك و لا تقول لحد منهم إننا حاكيتك بذا الهذيف .
بعدي دعى سعيد الثاني و برز به لوحده و قال له نفس الكلام إللي قاله سعيد لولي .
و رد عليه سعيد الثاني نفس الكلام قال له ما يبقدر إحرق قبر أبويه مهما كان حتى لو ما خلف و لا قسم لي شي من تركته .
قال له خلاص رح عند إخوانك و لا تقول لحد منهم شي إننا حاكيتك بذا الكلام .
و بعدين دعى سعيد الثالث وبرز به لوحده و قال له نفس الكلام إللي قاله لسعيد و سعيد .
و رد عليه سعيد الثالث آه أكيد الا أبويه ما بغى لي شي و لا يحبنا كيه باروح و بانفذ الخطة إلي أعطيتنا إيها .
عرف العم إنه ذا ما هو خوهم لكنه ما قال لسعيد و سعيد إللي سألهم أول شي ، بس قال لهم بيتوا الليلة عادكم عندي و لا حد يقول لحد بالكلام إللي قلته لكل واحد منكم ، و بيتوا العيال ثاني ليلة عند ذاك (( العم )) و صبحوا خلاص مروحين على بلادهم .
و قال لهم : يا عيالي سيروا في ذي الطريق لمان توصلون ساقية الحدي و عطاهم كل واحد مروض و قال لهم كل واحد يملي مروضه حدي و بعدين تحاذفوبه كل واحد يحذف قدا الثاني و قولوا و انتو تتاحذفون : يا إبليس تعال شل ديّك .
و سافروا العيال يوم كذ وصلوا ساقية الحدي كل واحد ملى مروضه و قاعدين يتحاذفون و يقولون يا إبليس تعالى شل ديك ، و جاء إبليس و شل ولده ، و وصلوا السعيدين دارهم و تقاسموا مال أبوهم و انقطعت الحزية في خريق الصغير ،،،
و أنا بدوري شكرت العم بو علي على الحزية الجميلة التي سمعتها منه و الي استفدت منها ما يلي :
1) من استشار ما ظله المشوار ، و بالمشورة و بالرجوع إلى أولي العقل تحل أعتى القضايا و الأمور .
2)المسكن الهادئ و الزوجة الصالحة و الرزق الطيب الحلال عوامل مؤثرة في استقرار الفرد و إبقائها حياته سعيدة .
3)الدرس الأهم في هذه القصة هم الأبناء الحقيقيين الذين من صلب الإنسان و الذين لا يستطيعون مجاراة آبائهم لأن دمه يجري في عروقهم بعكس الذي يتبناه الإنسان كما يفعل الغرب الآن المهووسين بفكرة أطفال الأنابيب الذي صلتهم لا تمتهم بآبائهم إحساسا و معنى .
4)في السكوت فائدة كما رأينا في سيناريو القصة عندما سكت الأب – في البداية – و لم يتفوه بأي كلمة على زوجته مخافة إحداث الفتن و المشاكل
قال له خلاص رح عند إخوانك و لا تقول لحد منهم إننا حاكيتك بذا الهذيف .
بعدي دعى سعيد الثاني و برز به لوحده و قال له نفس الكلام إللي قاله سعيد لولي .
و رد عليه سعيد الثاني نفس الكلام قال له ما يبقدر إحرق قبر أبويه مهما كان حتى لو ما خلف و لا قسم لي شي من تركته .
قال له خلاص رح عند إخوانك و لا تقول لحد منهم شي إننا حاكيتك بذا الكلام .
و بعدين دعى سعيد الثالث وبرز به لوحده و قال له نفس الكلام إللي قاله لسعيد و سعيد .
و رد عليه سعيد الثالث آه أكيد الا أبويه ما بغى لي شي و لا يحبنا كيه باروح و بانفذ الخطة إلي أعطيتنا إيها .
عرف العم إنه ذا ما هو خوهم لكنه ما قال لسعيد و سعيد إللي سألهم أول شي ، بس قال لهم بيتوا الليلة عادكم عندي و لا حد يقول لحد بالكلام إللي قلته لكل واحد منكم ، و بيتوا العيال ثاني ليلة عند ذاك (( العم )) و صبحوا خلاص مروحين على بلادهم .
و قال لهم : يا عيالي سيروا في ذي الطريق لمان توصلون ساقية الحدي و عطاهم كل واحد مروض و قال لهم كل واحد يملي مروضه حدي و بعدين تحاذفوبه كل واحد يحذف قدا الثاني و قولوا و انتو تتاحذفون : يا إبليس تعال شل ديّك .
و سافروا العيال يوم كذ وصلوا ساقية الحدي كل واحد ملى مروضه و قاعدين يتحاذفون و يقولون يا إبليس تعالى شل ديك ، و جاء إبليس و شل ولده ، و وصلوا السعيدين دارهم و تقاسموا مال أبوهم و انقطعت الحزية في خريق الصغير ،،،
و أنا بدوري شكرت العم بو علي على الحزية الجميلة التي سمعتها منه و الي استفدت منها ما يلي :
1) من استشار ما ظله المشوار ، و بالمشورة و بالرجوع إلى أولي العقل تحل أعتى القضايا و الأمور .
2)المسكن الهادئ و الزوجة الصالحة و الرزق الطيب الحلال عوامل مؤثرة في استقرار الفرد و إبقائها حياته سعيدة .
3)الدرس الأهم في هذه القصة هم الأبناء الحقيقيين الذين من صلب الإنسان و الذين لا يستطيعون مجاراة آبائهم لأن دمه يجري في عروقهم بعكس الذي يتبناه الإنسان كما يفعل الغرب الآن المهووسين بفكرة أطفال الأنابيب الذي صلتهم لا تمتهم بآبائهم إحساسا و معنى .
4)في السكوت فائدة كما رأينا في سيناريو القصة عندما سكت الأب – في البداية – و لم يتفوه بأي كلمة على زوجته مخافة إحداث الفتن و المشاكل
الحاج احمد الجرباني واولاده .
كل من يدخل الى صنعاء القديمه من باب اليمن لابد ان يمر من جانب محل مزدحم بالناس لبيع الشراب البارد واللذيذ
ومن اشهر بائعي شراب الشعير والعنب في مدينة صنعاء القديمه
ويمتازون بلطفهم وكرمهم واخلاقهم العاليه.
#السنيدار
كل من يدخل الى صنعاء القديمه من باب اليمن لابد ان يمر من جانب محل مزدحم بالناس لبيع الشراب البارد واللذيذ
ومن اشهر بائعي شراب الشعير والعنب في مدينة صنعاء القديمه
ويمتازون بلطفهم وكرمهم واخلاقهم العاليه.
#السنيدار
ملوك العرب
الامام يحيى حميد الدين
(10)
إن صنعاء مدينة عربية صافية روحًا وشكلًا، أسواقها مثل أسواق جدة غير مرصوفة، ولكنها أوسع وأنظف. أما بيوتها العالية، وبعضها ست طبقات، فبناؤها أجمل هندسة، وأكثر إتقانًا؛ لأن الأسلوب العربي فيها لا يَشُوبه شيء أجنبي هندي أو أوروبي. وهي مبنية بالحجارة البيضاء والسوداء، وبعضها بالآجُرِّ، والبعض باللَّبِن، وبين كل طابق والآخَر زنار من الجص الأبيض المنقوش أشكالًا هندسية، وفوق كل نافذة كوَّة فيها لوحٌ من المرمر يكاد يكون كالزجاج رقيقًا شفافًا، ولكنه أمتنُ من الزجاج وأجمل. وهناك في الطابق الأخير لأكثر البيوت غرفةٌ واحدة، هي غالبًا مطلقة من جهاتها الأربع، تُشرِف على المدينة، وتُدعى المنظرة، يستخدمها الناس للاستقبال والقيلولة، فيفرشونها بالطنافس والمساند والوسائد. ومنهم مَن يستعملون الزجاج في النوافذ، فيقسِّمونه أشكالًا هندسية، ويلوِّنونه أحمر وأصفر وأخضر وأزرق، أي الأصباغ الأربعة التي يصنعونها في اليمن، فيستخرجونها من النبات.
أما الأحياء فتختلف رونقًا ونظافةً. كان رفيقي، ونحن ننتقل من حي إلى آخَر كأننا نبحث عن بيتٍ نقيم فيه، يقول: هذه الدرجة الأولى، أيْ أحسن البيوت في المدينة، وهذه الثانية، وهذه الثالثة. وأهل اليمن أو بالحري أهل صنعاء مثل سكان المدن كلها، لا ينقسمون إلى ما يتجاوز ثلاثَ طبقات. ولو كان في جوارها أو فيها من البدو لَكانت الطبقة الرابعة في المضارب خارجَ السور.
ما عرفت اليمن أثناء الحرب، ولم تعرف حتى اليوم غلاء المعيشة والأجور. إن مجرد ذكر أجرة البيت في صنعاء ليشوِّق إخواني في مصر ونيويورك إلى الإقامة فيها، وقد يحمل بعضهم على السفر حالًا إلى اليمن. هذه بيوت طبقاتها من الثلاث إلى الست، وهي من الدرجة الأولى، أيْ في أحسن حي من المدينة، وفيها المنظرات، والمرمر، والزجاج الملوَّن، وما أجرة الواحد منها غير أربعة ريالات نمساوية شهريًّا، أيْ أربعون غرشًا مصريًّا. أما في الدرجة الثانية فالأجرة ثلاثة ريالات. ويمكنك أن تستأجر بيتًا في الدرجة الثالثة ذا ثلاث طبقات، له زناران من الجصِّ، وكوات من المرمر، بريالَيْن فقط. أما المعيشة فلا تقلُّ حسنًا، ولا تزيد نفقة عن البيوت.٣٤
وهم مع ذلك يشكون؛ يشكون قلةَ المال ووقوف الأشغال، وعسر الأحوال. ومنهم مَن ينسبونها كلها إلى حكم الإمام، ومنهم إلى الله وحده، ومنهم العاقلون الذين يبرِّئون اللهَ والإمامَ من شرور هذه الأيام، وقد وصل بعضُها إلى اليمن عن طريق السياسة؛ سياسةِ الترك بالأمس، وسياسة الإنكليز اليوم. أما الإمام ففي مقاوَمته هذه الأخيرة كما قاوَم تلك يُكثِر الضرائب، ويدَّخِر الأموال، فتقل ولا غَرْو في أيدي الناس، فتسبب وقوف الأشغال، وعُسْر الأحوال، فضلًا عما يعتري اليمن دائمًا من الاضطراب والشقاق والضَّعْف، الناشئة كلها عن حروبهم الأهلية، فضلًا عن العشائر وجميعها مسلَّحة، فيندر في البلاد ذاك الغرس الطيب؛ غرس الوطنية المجردة من المصالح الذاتية. أجل، إن الناس مع الإمام اليوم ومع أعدائه غدًا، والسببُ الأول في ذلك الجهل، والسبب الأكبر هو الجهل المسلَّح.
قال المأمور دليلي: بعد أنْ حاصَر الإمام صنعاء،٣٥ وسلم الترك، غَنِمْنَا من البنادق خيرات (أيْ كثيرًا)، فكانت بندقية الموزر تُباع بريال واحد، وبعد وقعة شهارة مَن استطاع أن يجرَّ مدفعًا إلى بيته أُعطِي له. فلا عجبَ إذا كان في العشائر مَن يناهض الإمام، ويعصي جيوشَه المنظمة.
عدنا بعد الطواف في المدينة، فكان السر الذي تعاهَدنا على كتمانه قد سبقنا إلى بير العَزَب، ودخل مفسدًا حيث لا يستطيع سواه. لذلك لما رغبنا المرة الثانية في النزهة، قال السيد علي دون أن يُظهِرَ ما علمه من سرنا: الأولاد في المدينة يجتمعون عليكم ويزعجونكم.
سكتنا على علمنا أننا أسرى إلى أن يرجع الإمام. والأسير لشدةِ ما يحدق بالجدران يصبح حادَّ النظر، وتتنبَّه فيه كذلك الحواس الأخرى. فقد سمعت مرة صوتًا شبيهًا بصوت الآلة الكاتبة؛ تك تك، تك تك تك، وراحت العين تبحث لتحقِّق ظنَّ الأذن، فاكتشفت شريط السلك، أي التلغراف، وعلمت أن المركز فوقَنا في الطابق الثاني من البيت. وكان لمنزلنا باب موصد من الخارج بينه وبين البوَّابة إلى السوق حوش صغير، سمعت يومًا جلبة فيه، فاستطلعت من ثقب في الباب الخبر، فإذا هناك بعض العساكر يتنافرون. ثم جاء واحد وهو يقول: هم عرب مثلنا. وفتح الباب فاستأذنته في الخروج إلى الحوش، فأذن هاشًّا، وكان هو الدليل الأنيس. أخبرني أننا مقيمون في بيت من بيوت الإمام العديدة، وأن الحضرة الشريفة غنية جدًّا، وأنها تقية، وَرِعة، عالمة، عادلة؛ فهي تجلس للناس كلَّ يوم تحت شجرة في الحوش أو خارج البوابة في الساحة. أما المجلس الرسمي ففي الطابق الثاني من البيت.
الامام يحيى حميد الدين
(10)
إن صنعاء مدينة عربية صافية روحًا وشكلًا، أسواقها مثل أسواق جدة غير مرصوفة، ولكنها أوسع وأنظف. أما بيوتها العالية، وبعضها ست طبقات، فبناؤها أجمل هندسة، وأكثر إتقانًا؛ لأن الأسلوب العربي فيها لا يَشُوبه شيء أجنبي هندي أو أوروبي. وهي مبنية بالحجارة البيضاء والسوداء، وبعضها بالآجُرِّ، والبعض باللَّبِن، وبين كل طابق والآخَر زنار من الجص الأبيض المنقوش أشكالًا هندسية، وفوق كل نافذة كوَّة فيها لوحٌ من المرمر يكاد يكون كالزجاج رقيقًا شفافًا، ولكنه أمتنُ من الزجاج وأجمل. وهناك في الطابق الأخير لأكثر البيوت غرفةٌ واحدة، هي غالبًا مطلقة من جهاتها الأربع، تُشرِف على المدينة، وتُدعى المنظرة، يستخدمها الناس للاستقبال والقيلولة، فيفرشونها بالطنافس والمساند والوسائد. ومنهم مَن يستعملون الزجاج في النوافذ، فيقسِّمونه أشكالًا هندسية، ويلوِّنونه أحمر وأصفر وأخضر وأزرق، أي الأصباغ الأربعة التي يصنعونها في اليمن، فيستخرجونها من النبات.
أما الأحياء فتختلف رونقًا ونظافةً. كان رفيقي، ونحن ننتقل من حي إلى آخَر كأننا نبحث عن بيتٍ نقيم فيه، يقول: هذه الدرجة الأولى، أيْ أحسن البيوت في المدينة، وهذه الثانية، وهذه الثالثة. وأهل اليمن أو بالحري أهل صنعاء مثل سكان المدن كلها، لا ينقسمون إلى ما يتجاوز ثلاثَ طبقات. ولو كان في جوارها أو فيها من البدو لَكانت الطبقة الرابعة في المضارب خارجَ السور.
ما عرفت اليمن أثناء الحرب، ولم تعرف حتى اليوم غلاء المعيشة والأجور. إن مجرد ذكر أجرة البيت في صنعاء ليشوِّق إخواني في مصر ونيويورك إلى الإقامة فيها، وقد يحمل بعضهم على السفر حالًا إلى اليمن. هذه بيوت طبقاتها من الثلاث إلى الست، وهي من الدرجة الأولى، أيْ في أحسن حي من المدينة، وفيها المنظرات، والمرمر، والزجاج الملوَّن، وما أجرة الواحد منها غير أربعة ريالات نمساوية شهريًّا، أيْ أربعون غرشًا مصريًّا. أما في الدرجة الثانية فالأجرة ثلاثة ريالات. ويمكنك أن تستأجر بيتًا في الدرجة الثالثة ذا ثلاث طبقات، له زناران من الجصِّ، وكوات من المرمر، بريالَيْن فقط. أما المعيشة فلا تقلُّ حسنًا، ولا تزيد نفقة عن البيوت.٣٤
وهم مع ذلك يشكون؛ يشكون قلةَ المال ووقوف الأشغال، وعسر الأحوال. ومنهم مَن ينسبونها كلها إلى حكم الإمام، ومنهم إلى الله وحده، ومنهم العاقلون الذين يبرِّئون اللهَ والإمامَ من شرور هذه الأيام، وقد وصل بعضُها إلى اليمن عن طريق السياسة؛ سياسةِ الترك بالأمس، وسياسة الإنكليز اليوم. أما الإمام ففي مقاوَمته هذه الأخيرة كما قاوَم تلك يُكثِر الضرائب، ويدَّخِر الأموال، فتقل ولا غَرْو في أيدي الناس، فتسبب وقوف الأشغال، وعُسْر الأحوال، فضلًا عما يعتري اليمن دائمًا من الاضطراب والشقاق والضَّعْف، الناشئة كلها عن حروبهم الأهلية، فضلًا عن العشائر وجميعها مسلَّحة، فيندر في البلاد ذاك الغرس الطيب؛ غرس الوطنية المجردة من المصالح الذاتية. أجل، إن الناس مع الإمام اليوم ومع أعدائه غدًا، والسببُ الأول في ذلك الجهل، والسبب الأكبر هو الجهل المسلَّح.
قال المأمور دليلي: بعد أنْ حاصَر الإمام صنعاء،٣٥ وسلم الترك، غَنِمْنَا من البنادق خيرات (أيْ كثيرًا)، فكانت بندقية الموزر تُباع بريال واحد، وبعد وقعة شهارة مَن استطاع أن يجرَّ مدفعًا إلى بيته أُعطِي له. فلا عجبَ إذا كان في العشائر مَن يناهض الإمام، ويعصي جيوشَه المنظمة.
عدنا بعد الطواف في المدينة، فكان السر الذي تعاهَدنا على كتمانه قد سبقنا إلى بير العَزَب، ودخل مفسدًا حيث لا يستطيع سواه. لذلك لما رغبنا المرة الثانية في النزهة، قال السيد علي دون أن يُظهِرَ ما علمه من سرنا: الأولاد في المدينة يجتمعون عليكم ويزعجونكم.
سكتنا على علمنا أننا أسرى إلى أن يرجع الإمام. والأسير لشدةِ ما يحدق بالجدران يصبح حادَّ النظر، وتتنبَّه فيه كذلك الحواس الأخرى. فقد سمعت مرة صوتًا شبيهًا بصوت الآلة الكاتبة؛ تك تك، تك تك تك، وراحت العين تبحث لتحقِّق ظنَّ الأذن، فاكتشفت شريط السلك، أي التلغراف، وعلمت أن المركز فوقَنا في الطابق الثاني من البيت. وكان لمنزلنا باب موصد من الخارج بينه وبين البوَّابة إلى السوق حوش صغير، سمعت يومًا جلبة فيه، فاستطلعت من ثقب في الباب الخبر، فإذا هناك بعض العساكر يتنافرون. ثم جاء واحد وهو يقول: هم عرب مثلنا. وفتح الباب فاستأذنته في الخروج إلى الحوش، فأذن هاشًّا، وكان هو الدليل الأنيس. أخبرني أننا مقيمون في بيت من بيوت الإمام العديدة، وأن الحضرة الشريفة غنية جدًّا، وأنها تقية، وَرِعة، عالمة، عادلة؛ فهي تجلس للناس كلَّ يوم تحت شجرة في الحوش أو خارج البوابة في الساحة. أما المجلس الرسمي ففي الطابق الثاني من البيت.
نحن إذن قريبون جدًّا من الحضرة الشريفة، أو أنها تعطُّفًا — وقال المفسدون تحفُّظًا — جعلتنا على مقربة من الأُذُن الإمامية والعين العلوية، ومما لا ريب فيه أن الزيود يتقون كثيرًا، ويتكتَّمون كأن هذه الخلة، وهم قريبون من المذاهب الباطنية، صلة الانتساب بينهم وبينها. زِدْ على ذلك أنهم يختلفون عن العرب بأنهم شَغِفون بالفخفخة والأبَّهة الظاهرة. ولنا في موكب الحضرة الشريفة دليلٌ وبرهان. كنت قد سمعت بالمظلة المشهورة التي تظلُّ الإمام يومَ يؤمُّ المسجدَ الجامع، فتحفُّ به السادة والعلماء، وتمشي أمامه ووراءه الجنود وهم ينشدون «الزامل»، تتقدَّمهم النوبة، وثُلة من الفرسان، والمظلة وسط الموكب كأنها القبة الزرقاء المرصَّعة بالكواكب، وقد مشى تحتها القمر المنير سُبُل الدنيا والدين.
هي ذي المظلة التي طبق ذكرها الآفاق، ومعها شقيقات صغيرات مُلقاة في الزاوية في طريقنا إلى الديوان. قال رفيقي وقد قبض على أكبرها: هذه لصلاة الجمعة، وفتحها فإذا هي كالخيمة، قُطْرها ثلاث أذرع، وكلها مصنوعة من الحرير الأزرق والأبيض المزركش، وعلى أطرافها من الخرج العريض الثمين ما يندر حتى في ملابس السيدات الفخمة.
رأيت في تلك الزاوية أيضًا طبولَ الإمام العديدة حجمًا وشكلًا، بعضها مشدود على الفخار، وبعضها على النحاس، وإلى جانبها البيارق والرايات، فكان الدليل اللطيف أسرعَ بيده مني برغبتي. ففتح الراية الأولى فإذا هي خضراء مكتوب عليها بالأصفر: «وفتحنا لكم فتحًا مبينًا.» والثانية صفراء مكتوب عليها بالأخضر: «الجنة تحت ظل السيوف.» والثالثة بيضاء وعليها بالذهب آية التوحيد والشهادة.
سررتُ بخروجي إلى الحوش وبدليلي. ولا غَرْو، فقد شاهَدت الرايات والطبول، ولمستُ بيدي المظلة الشريفة، واستأنستُ بالجندي الكريم الذي نفعني بشيء من علومه، ثم دخل معي إلى البيت وجلس القرفصاء أمامي؛ فزادني علمًا بطرائف الإمام. «كان قبلك في هذا البيت فتحي بك،٣٦ وكان الإمام يزوره ليلًا وحده. سافَرَ الأسبوع الماضي وهو رجل «ناهي» أعطاني هذه «الساكوة»، واستدان مني عشرة ريالات، أعادها إليَّ عند سفره عشرين … لا أدري والله، ولكني سمعتهم يقولون إنه جاء من مصر ليصلح السلك (التلغراف).»
ولكن الجندي في اليمن، مثل قارئ الجرائد في البلاد المتمدنة، لا يعرف من الشئون السياسية غير ما يُذاع رسميًّا لإبعاده عن حقيقتها. فغدًا يحدِّث عنا فيقول: إننا جئنا من الجامعة الأميركية لنشتري الكتبَ الخطيَّة.
هي ذي المظلة التي طبق ذكرها الآفاق، ومعها شقيقات صغيرات مُلقاة في الزاوية في طريقنا إلى الديوان. قال رفيقي وقد قبض على أكبرها: هذه لصلاة الجمعة، وفتحها فإذا هي كالخيمة، قُطْرها ثلاث أذرع، وكلها مصنوعة من الحرير الأزرق والأبيض المزركش، وعلى أطرافها من الخرج العريض الثمين ما يندر حتى في ملابس السيدات الفخمة.
رأيت في تلك الزاوية أيضًا طبولَ الإمام العديدة حجمًا وشكلًا، بعضها مشدود على الفخار، وبعضها على النحاس، وإلى جانبها البيارق والرايات، فكان الدليل اللطيف أسرعَ بيده مني برغبتي. ففتح الراية الأولى فإذا هي خضراء مكتوب عليها بالأصفر: «وفتحنا لكم فتحًا مبينًا.» والثانية صفراء مكتوب عليها بالأخضر: «الجنة تحت ظل السيوف.» والثالثة بيضاء وعليها بالذهب آية التوحيد والشهادة.
سررتُ بخروجي إلى الحوش وبدليلي. ولا غَرْو، فقد شاهَدت الرايات والطبول، ولمستُ بيدي المظلة الشريفة، واستأنستُ بالجندي الكريم الذي نفعني بشيء من علومه، ثم دخل معي إلى البيت وجلس القرفصاء أمامي؛ فزادني علمًا بطرائف الإمام. «كان قبلك في هذا البيت فتحي بك،٣٦ وكان الإمام يزوره ليلًا وحده. سافَرَ الأسبوع الماضي وهو رجل «ناهي» أعطاني هذه «الساكوة»، واستدان مني عشرة ريالات، أعادها إليَّ عند سفره عشرين … لا أدري والله، ولكني سمعتهم يقولون إنه جاء من مصر ليصلح السلك (التلغراف).»
ولكن الجندي في اليمن، مثل قارئ الجرائد في البلاد المتمدنة، لا يعرف من الشئون السياسية غير ما يُذاع رسميًّا لإبعاده عن حقيقتها. فغدًا يحدِّث عنا فيقول: إننا جئنا من الجامعة الأميركية لنشتري الكتبَ الخطيَّة.
#حضرموت
______________
(١) حجر ـ بفتح فسكون ـ : واد عظيم في ساحل حضرموت ، على بعد خمسين كيلومترا غرب المكلا ، يمتد من يبعث وميفع شمالا إلى الساحل جنوبا ، بطول (٢٠٠ كم) تقريبا ، ثم يصب في البحر بالقرب من رأس الكلب ، وتوجد على امتداده قرى بها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. ويعتبر من أخصب المناطق في حضرموت وأكثرها ماء ، وفيه بعض عيون الماء الحار ، وأغلب سكانه من نوّح وحضرموت القبيلة ، وحالكة ومراشدة وخامعة ، وجماعة من العلويين.
(٢) زبيد هي : البلدة المشهورة ، صنّف في تاريخها مصنّفات ، وأجودها لابن الديبع الشّيبانيّ ، ومن أجمل ما كتب عنها : الكتاب المسمّى : «زبيد مساجدها ومدارسها العلميّة في التّاريخ» للأستاذ الفاضل عبد الرحمن عبد الله الحضرمي (١٩٣٣ ـ ١٩٩٣ م) رحمه الله ، صدر عن المركز الفرنسي للدراسات اليمنيّة بصنعاء في (٢٠٠٠ م).
(٣) الصليل : الصوت. والبيض : السيوف. والذكور : السيوف الفولاذيّة ، وسيف ذكر : يابس شديد جيّد. ويقال : إنّ هذا أكذب بيت قالته العرب ، وذلك لأنّ المعنى : قاتلناهم أشدّ القتال ، وضربناهم ضربا عنيفا .. حتّى إنّ صوت سيوفنا لو لا وجود الرّيح ليسمع من بعد عشرة أيّام ، وقبل هذا البيت قوله :
أليلتنا بذي حسم أنيري
إذا أنت انقضيت فلا تحوري
______________
(١) حجر ـ بفتح فسكون ـ : واد عظيم في ساحل حضرموت ، على بعد خمسين كيلومترا غرب المكلا ، يمتد من يبعث وميفع شمالا إلى الساحل جنوبا ، بطول (٢٠٠ كم) تقريبا ، ثم يصب في البحر بالقرب من رأس الكلب ، وتوجد على امتداده قرى بها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. ويعتبر من أخصب المناطق في حضرموت وأكثرها ماء ، وفيه بعض عيون الماء الحار ، وأغلب سكانه من نوّح وحضرموت القبيلة ، وحالكة ومراشدة وخامعة ، وجماعة من العلويين.
(٢) زبيد هي : البلدة المشهورة ، صنّف في تاريخها مصنّفات ، وأجودها لابن الديبع الشّيبانيّ ، ومن أجمل ما كتب عنها : الكتاب المسمّى : «زبيد مساجدها ومدارسها العلميّة في التّاريخ» للأستاذ الفاضل عبد الرحمن عبد الله الحضرمي (١٩٣٣ ـ ١٩٩٣ م) رحمه الله ، صدر عن المركز الفرنسي للدراسات اليمنيّة بصنعاء في (٢٠٠٠ م).
(٣) الصليل : الصوت. والبيض : السيوف. والذكور : السيوف الفولاذيّة ، وسيف ذكر : يابس شديد جيّد. ويقال : إنّ هذا أكذب بيت قالته العرب ، وذلك لأنّ المعنى : قاتلناهم أشدّ القتال ، وضربناهم ضربا عنيفا .. حتّى إنّ صوت سيوفنا لو لا وجود الرّيح ليسمع من بعد عشرة أيّام ، وقبل هذا البيت قوله :
أليلتنا بذي حسم أنيري
إذا أنت انقضيت فلا تحوري
حجر (١)
ذكر في «التّاج» و «أصله» : (حجر ذي رعين من حمير. وحجر الأزد).
قال : وباليمن موضع يقال له : حجر ، على مسافة عشرة أيّام من زبيد (٢).
وهو المذكور في قول مهلهل [من الوافر] :
ولو لا الرّيح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذّكور (٣
ذكر في «التّاج» و «أصله» : (حجر ذي رعين من حمير. وحجر الأزد).
قال : وباليمن موضع يقال له : حجر ، على مسافة عشرة أيّام من زبيد (٢).
وهو المذكور في قول مهلهل [من الوافر] :
ولو لا الرّيح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذّكور (٣
وكانت الواقعة بالذّنائب (١) ، وهي على مقربة من زبيد.
وعلّ هذه الواقعة هي التي كثرت على هلكاها الندبة ، فيما تقدّم.
ولا أدري أحجر هذه بضمّ الحاء أم بفتحها؟ ولكنّ ياقوت [٢ / ٢٢٣] يقول : (قال أبو سعد : حجر ـ بالضّمّ ـ اسم موضع باليمن ، إليه ينسب أحمد بن عليّ الهذليّ الحجريّ) ، وأطال في حجر اليمامة ، وهي غير الّتي نحن بسبيلها ، وهي عاصمة نجد ، واسمها اليوم : الرّياض ، وإليها الإشارة بقول عروة بن حزام في نونيّته المشهورة [في «الأغاني» ٢٤ / ١٢٢ من الطّويل] :
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه
وعرّاف حجر إن هما شفياني
وقول جحدر بن مالك الحنفيّ [من الوافر] :
فيا أخويّ من جشم بن سعد
أقلّا اللّوم إن لم تنفعاني
إذا جاوزتما سعفات حجر
وأودية اليمامة فانعياني
وقول النّابغة [الذّبيانيّ في «ديوانه» ٦٧ من الطّويل] :
وهم قتلوا الطّائيّ بالحجر عنوة
أخا جابر واستنكحوا أمّ جابر
وقول زهير [من الكامل] :
لمن الدّيار بقنّة الحجر
... (٢)
وأنكر أبو عمرو أن يكون المراد من هذا قصبة اليمامة ، وقال : لأنّ (أل) لا تدخلها.
ولكن قال الجوهريّ : (الحجر ـ بالفتحة ـ : قصبة اليمامة ، يذكّر ويؤنّث).
______________
فإن يك بالذّنائب طال ليلي
فقد أبكي من اللّيل القصير
فلو نبش المقابر عن كليب
فيعلم بالذّنائب أيّ زير
بيوم الشّعثمين أقرّ عينا
وكيف لقاء من تحت القبور
وإنّي قد تركت بواردات
بجيرا في دم مثل العبير
«البلدان اليمانية عند ياقوت» (ص ٢٤). والزّير : الذي يعجبه كلام النّساء ، أو : جليسهنّ.
(١) الذنائب : بلدة في أسفل جبل ملحان ، بالقرب من المهجّم.
(٢) القنّة : أعلى الجبل. والبيت ـ كما سيأتي بعد قليل ـ في «خزانة الأدب» (٩ / ٤٣٩).
وعلّ هذه الواقعة هي التي كثرت على هلكاها الندبة ، فيما تقدّم.
ولا أدري أحجر هذه بضمّ الحاء أم بفتحها؟ ولكنّ ياقوت [٢ / ٢٢٣] يقول : (قال أبو سعد : حجر ـ بالضّمّ ـ اسم موضع باليمن ، إليه ينسب أحمد بن عليّ الهذليّ الحجريّ) ، وأطال في حجر اليمامة ، وهي غير الّتي نحن بسبيلها ، وهي عاصمة نجد ، واسمها اليوم : الرّياض ، وإليها الإشارة بقول عروة بن حزام في نونيّته المشهورة [في «الأغاني» ٢٤ / ١٢٢ من الطّويل] :
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه
وعرّاف حجر إن هما شفياني
وقول جحدر بن مالك الحنفيّ [من الوافر] :
فيا أخويّ من جشم بن سعد
أقلّا اللّوم إن لم تنفعاني
إذا جاوزتما سعفات حجر
وأودية اليمامة فانعياني
وقول النّابغة [الذّبيانيّ في «ديوانه» ٦٧ من الطّويل] :
وهم قتلوا الطّائيّ بالحجر عنوة
أخا جابر واستنكحوا أمّ جابر
وقول زهير [من الكامل] :
لمن الدّيار بقنّة الحجر
... (٢)
وأنكر أبو عمرو أن يكون المراد من هذا قصبة اليمامة ، وقال : لأنّ (أل) لا تدخلها.
ولكن قال الجوهريّ : (الحجر ـ بالفتحة ـ : قصبة اليمامة ، يذكّر ويؤنّث).
______________
فإن يك بالذّنائب طال ليلي
فقد أبكي من اللّيل القصير
فلو نبش المقابر عن كليب
فيعلم بالذّنائب أيّ زير
بيوم الشّعثمين أقرّ عينا
وكيف لقاء من تحت القبور
وإنّي قد تركت بواردات
بجيرا في دم مثل العبير
«البلدان اليمانية عند ياقوت» (ص ٢٤). والزّير : الذي يعجبه كلام النّساء ، أو : جليسهنّ.
(١) الذنائب : بلدة في أسفل جبل ملحان ، بالقرب من المهجّم.
(٢) القنّة : أعلى الجبل. والبيت ـ كما سيأتي بعد قليل ـ في «خزانة الأدب» (٩ / ٤٣٩).