يعتقد أنهم بلوكلو من الناطقين بلغة الأغاو وربما تأثروا باليهودية نظرا للاسماء التى أطلقوها على مناطقهم, كما يعتقد بتأثرهم بالفراعنة لوجود اّثار لمقابر هرمية الشكل فى وادى (عنسبا), وقد سميت لغة البلين نسبة اليهم (كان يطلق عليهم فى مملكة دعاموت اسم (بلينتو), ويسمى الساهو الحاليين الأحباش بهذا الاسم), ويقال أنهم هم المقصودون بتسمية (بليميز) التى وردت فى مخطوطات الملكة الفرعونية (حتشبسوت) عن الملوك الذين كانوا يحكمون دولة (بونت) التى كانت مركزا تجاريا دوليا وكان مركزها على البحر الأحمر مدينة ( عدولاى أو أدولاى والتى تعنى بلغة الساهو الماء الأبيض أو أدولا وتعنى البقر الأبيض, أنظر موقع الساهو سابق الذكر) وقد أسماها البطالمة فيما بعد باسم (عدوليس), أما المؤرخين العرب أطلقوا عليها (عدولى).
وقد ساد (عد موسى) المنطقة المحيطة بمدينة (كرن) التى يعتبر (طنفاى) و(شباخاى) من الباريا سكانها الأصليين. وقد نزل بسنحيت أخوان هم (جويناى أو جوين) و(سمرئين) من منطقة (عد تكليزان) فى حماسين, فمنحهم طنفاى وشباخاى منطقة (حلحل) أو دكا (كما يطلق عليها البلين), وكان (سمرئين) ابنا لطوقى جان (طوقى) وهو أخ ل(جمّا جان) بأعالى نهر عنسبا و(زرئى جان) الذين يقال أنهم سكان (دمبيزان) الناطقين بالتغرينية. ويعودوا بنسبهم الى (عبدالله بن جحش) الذى هاجر مسلما من مكة ثم تنصّر, ويقال انهم من منطقة (شوا) فى اثيوبيا, و(جوين) هو أخ غير شقيق ل(سمرئين) من ناحية الأم, أما أخو سمرئين من ناحية الأب فهو (أبرهم بن طوقى) والأخير كثر أبناؤه حتى سميت القبيلة باسم أبيه (طوقى), وقد ولد له أثنا عشر ابنا ومن أشهر ذريته الان: قبشا, وطفع, وتسّأن (درع وحريش), ولامزيرى (حزباى وتسّى..), وبيطروس, وأمبارك…الخ.
وقد قتل بعض العسس من (عد موسى) طوقى الذى كان فى زيارة لأبنائه سمرئين وجوين, والأخير ابن زوجته من زواج سابق ويعود أباه الى قبيلة (الأساورتا) الا أنّ ذرية (جوين) تفخر كونها فرع من البلين -عد طوقى.
وقد استنجد سمرئين وأخوه جوين بأهلهم, وقد ثأر أبناء طوقى من قتلة أبيهم بابادتهم, وذلك بالتعاون مع حلفائهم من منطقة حماسين (ومنهم دنقين, وسحرتاى, وحماسيناى, وواطاى, وسنحيتاى, وقالاى, ولاوين وغيرهم), وهؤلاء لم يكن منهم أجير ولا تابع لأحد كما يشيع ضعاف النفوس الذين يسيئون لكل القبيلة بالاساءة لجزء منها, بل كان أولئك الرجال حلفاء مؤتمنين ومحاربين أشداء, وقد سكنوا هم وأبناء ابرهم بن طوقى مع اخوانهم سمرئين وجوين. وعد طوقى هو اسم يطلق على كثير من الأقوام سابقى الذكر أعلاه: سمئين وابرهم ابنا طوقى, وجوين, ودنقين …الخ, بالاضافة الى طنفاى وقبيلة (جنقرين) وهم من بيت معلا البنى عامر, كما توجد فروع أخرى مثل حربا, ودانشيم, وحيس…الخ.
وقد ورث عد طوقى لغة البلين وعادات ورموز البلوكلو (عد موسى).
وقد عرف عن هذه القبيلة شدة البأس حيث ردّوا جيش الأمهرا الغازى بقيادة السفاح (قبّى) مهزوما عن معقلهم (حلحل), بعد أن سيطر قبّى على أرجاء كبسا وسنحيت, وكذلك قاوموا الرأس (ألولا), وذلك بفضل تكاتفهم جميعا بكل فروعهم, وبحنكتهم فى القتال. كما شاركوا فى الثورة الارترية بقادة أفذاذ فى الميدان مثل عمر ازاز وادريس حاج وابنه محمد …الخ, وبسياسيين محنكين مثل صالح اياى, ونقابيين نبهاء ومتفانين مثل بشير اسحق, سعد بخيت…الخ
أما فرع (ترقى) بن (بغوص) يعود نسبه الى الملك (زاغوى) مؤسس دولة الأغاو, وقد جاء ترقى الى المنطقة مهاجرا من (لاستا) بعد غزو (ابن الحموية) للمملكة وكان ذلك فى حوالى العام 1270م, وهم فرع من (الأغاو) وهناك خلاف على من كان الأقدم هجرة الى المنطقة حيث يقول (مكئيل قابر) فى كتابه (بلين سكان بغوص) أن ترقى هو الأسبق حيث هاجر سنة 1000م, بينما تؤكد روايات عد طوقى أنه لم يكن يقيم بالمنطقة, عندما هاجروا اليها, غير طنفاى وأخوه شباخاى وعد موسى, أما عايدة كدان فقد نقلت عن كتاب (بوليرا) ترجمة الأب اسحاق قبرى يسوس (دقي بات حزبتات ارترا) التالى: (نزل الزاول سكان سنحيت بالقرب من نهر (لابا) وقد جاءوا مع (قبرى بن ترقى) وكلاهما يتحدث لغة الأغاو). وأبناء ترقى (انظر كتاب محمد نور فايد) هم: حدى, بغداى, لمطلى, ساتيفاى, قبرو, دبرو.
أما النقد الاثنى عشر فهم أقوام متعددى المشارب قد تأثروا بفرع ترقى, كما أنّ لهم جذور متشابهة مثل (زاول علاما), و(زاول سليم), و(بينو), و(سحرتى), و(اخوارارو) والأخير نسبة الى منطقة (اخوارو) فى لاستا والتى هاجر منها أجداد الزاول , فجميعهم من قبيلة زاول المنتشرة فى أنحاء ارتريا خاصة فى المرتفعات, ويعتقدون أنهم أبناء سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام أجمعين, ( وقد مثل الزاول (جاول) الذين يعيشون مع البلين, والبت جوك, والماريتان البيضاء والسمراء, والمنسع, القاطنين بسنحيت فى اجتماع عموم قبيلة زاول الذى عقد فى اسمرا فى 1954م لأن امرأة حماسيناوية عابت على امرأة من زاول أصلها المجهول)- انظر عايدة
وقد ساد (عد موسى) المنطقة المحيطة بمدينة (كرن) التى يعتبر (طنفاى) و(شباخاى) من الباريا سكانها الأصليين. وقد نزل بسنحيت أخوان هم (جويناى أو جوين) و(سمرئين) من منطقة (عد تكليزان) فى حماسين, فمنحهم طنفاى وشباخاى منطقة (حلحل) أو دكا (كما يطلق عليها البلين), وكان (سمرئين) ابنا لطوقى جان (طوقى) وهو أخ ل(جمّا جان) بأعالى نهر عنسبا و(زرئى جان) الذين يقال أنهم سكان (دمبيزان) الناطقين بالتغرينية. ويعودوا بنسبهم الى (عبدالله بن جحش) الذى هاجر مسلما من مكة ثم تنصّر, ويقال انهم من منطقة (شوا) فى اثيوبيا, و(جوين) هو أخ غير شقيق ل(سمرئين) من ناحية الأم, أما أخو سمرئين من ناحية الأب فهو (أبرهم بن طوقى) والأخير كثر أبناؤه حتى سميت القبيلة باسم أبيه (طوقى), وقد ولد له أثنا عشر ابنا ومن أشهر ذريته الان: قبشا, وطفع, وتسّأن (درع وحريش), ولامزيرى (حزباى وتسّى..), وبيطروس, وأمبارك…الخ.
وقد قتل بعض العسس من (عد موسى) طوقى الذى كان فى زيارة لأبنائه سمرئين وجوين, والأخير ابن زوجته من زواج سابق ويعود أباه الى قبيلة (الأساورتا) الا أنّ ذرية (جوين) تفخر كونها فرع من البلين -عد طوقى.
وقد استنجد سمرئين وأخوه جوين بأهلهم, وقد ثأر أبناء طوقى من قتلة أبيهم بابادتهم, وذلك بالتعاون مع حلفائهم من منطقة حماسين (ومنهم دنقين, وسحرتاى, وحماسيناى, وواطاى, وسنحيتاى, وقالاى, ولاوين وغيرهم), وهؤلاء لم يكن منهم أجير ولا تابع لأحد كما يشيع ضعاف النفوس الذين يسيئون لكل القبيلة بالاساءة لجزء منها, بل كان أولئك الرجال حلفاء مؤتمنين ومحاربين أشداء, وقد سكنوا هم وأبناء ابرهم بن طوقى مع اخوانهم سمرئين وجوين. وعد طوقى هو اسم يطلق على كثير من الأقوام سابقى الذكر أعلاه: سمئين وابرهم ابنا طوقى, وجوين, ودنقين …الخ, بالاضافة الى طنفاى وقبيلة (جنقرين) وهم من بيت معلا البنى عامر, كما توجد فروع أخرى مثل حربا, ودانشيم, وحيس…الخ.
وقد ورث عد طوقى لغة البلين وعادات ورموز البلوكلو (عد موسى).
وقد عرف عن هذه القبيلة شدة البأس حيث ردّوا جيش الأمهرا الغازى بقيادة السفاح (قبّى) مهزوما عن معقلهم (حلحل), بعد أن سيطر قبّى على أرجاء كبسا وسنحيت, وكذلك قاوموا الرأس (ألولا), وذلك بفضل تكاتفهم جميعا بكل فروعهم, وبحنكتهم فى القتال. كما شاركوا فى الثورة الارترية بقادة أفذاذ فى الميدان مثل عمر ازاز وادريس حاج وابنه محمد …الخ, وبسياسيين محنكين مثل صالح اياى, ونقابيين نبهاء ومتفانين مثل بشير اسحق, سعد بخيت…الخ
أما فرع (ترقى) بن (بغوص) يعود نسبه الى الملك (زاغوى) مؤسس دولة الأغاو, وقد جاء ترقى الى المنطقة مهاجرا من (لاستا) بعد غزو (ابن الحموية) للمملكة وكان ذلك فى حوالى العام 1270م, وهم فرع من (الأغاو) وهناك خلاف على من كان الأقدم هجرة الى المنطقة حيث يقول (مكئيل قابر) فى كتابه (بلين سكان بغوص) أن ترقى هو الأسبق حيث هاجر سنة 1000م, بينما تؤكد روايات عد طوقى أنه لم يكن يقيم بالمنطقة, عندما هاجروا اليها, غير طنفاى وأخوه شباخاى وعد موسى, أما عايدة كدان فقد نقلت عن كتاب (بوليرا) ترجمة الأب اسحاق قبرى يسوس (دقي بات حزبتات ارترا) التالى: (نزل الزاول سكان سنحيت بالقرب من نهر (لابا) وقد جاءوا مع (قبرى بن ترقى) وكلاهما يتحدث لغة الأغاو). وأبناء ترقى (انظر كتاب محمد نور فايد) هم: حدى, بغداى, لمطلى, ساتيفاى, قبرو, دبرو.
أما النقد الاثنى عشر فهم أقوام متعددى المشارب قد تأثروا بفرع ترقى, كما أنّ لهم جذور متشابهة مثل (زاول علاما), و(زاول سليم), و(بينو), و(سحرتى), و(اخوارارو) والأخير نسبة الى منطقة (اخوارو) فى لاستا والتى هاجر منها أجداد الزاول , فجميعهم من قبيلة زاول المنتشرة فى أنحاء ارتريا خاصة فى المرتفعات, ويعتقدون أنهم أبناء سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام أجمعين, ( وقد مثل الزاول (جاول) الذين يعيشون مع البلين, والبت جوك, والماريتان البيضاء والسمراء, والمنسع, القاطنين بسنحيت فى اجتماع عموم قبيلة زاول الذى عقد فى اسمرا فى 1954م لأن امرأة حماسيناوية عابت على امرأة من زاول أصلها المجهول)- انظر عايدة
كدان(مارس 2004), وأصل زاول من (الأغاو), وكذلك (لاوين) وهم يعودوا بنسبهم الى (لاوى) أحد الأسباط اخوة يوسف بن يعقوب (اسرائيل) بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام أجمعين, وكذلك (طقر), ولقدرى, و(فاشل), و(مرير) فهم من (الأغاو) مثل (ترقى), أما (كلو) و(متو) فهم من بلو كلو.
تكوّنت بعض القبائل الارترية (وامتدادها فى دول الجوار) فى شكل تحالفات مثل:
– البنى عامر:
اربع وعشرين قبيلة أغلبها ذات أصول عربية, وأشهرها ألمدا (محمود الماضى), وبيت معلا (كامل وكميل), وأسفدا, ورقبات وغيرهم. وقد نشأت, كما سبق الاشارة, بزعامة البلو كلو وسميت تبعا لاسمهم (بنى عامر). ويتحدثون بالأساس لغة(التقرى), بالاضافة الى (البداويت), و(العربية). وكانت لهم مملكة فى بركا تتبع دولة الفونج فى سنار. وكان للقبيلة دورا يمتد داخل السودان حيث تحالفت مع المراغنة ضد المهدية والأنصار, وهم من حمى محمد عثمان الميرغنى الكبير وقاموا بتهريبه عبر ارتريا من بطش المهدية, ثم تحالفوا مع الانجليز ضد الطليان فى الحرب العالمية الثانية وشاركوا هم والبلين والماريا وأخرين فى تكوين (الأورطة الشرقية) أو جيش السودان الشرقى, الذى ساهم فى الدفاع عن مصالح السودان فى الاستقلال, ولكن عندما نال السودان استقلاله رأت الطبقة الشمالية الحاكمة أنّ تلك القوات تمثّل تهديدا لسلطتها المطلقة على السودان, فسعدت بالتحاق القوة التى كانت تمثل خطرا على مصالحها بعواتى والثورة الارترية (وكان لالتحاق تلك المجموعة المؤهلة عسكريا دورا حاسما لتمكين الثورة), وقد تلاقت مصالح الطرفين فى ذلك, ولكن لا يزال وجود البنى عامر والقبائل الأخرى الناطقة بالتقرى تؤرق تلك الطبقة وغيرهم من مكونات السودان خاصة بعض الناطقين بالبداويت, وينتظرون فرصة تاريخية أخرى لينتقل أولئك الى ارتريا والى الأبد.
– البجا:
هم عدد كبير من القبائل عرفوا فى ارتريا باسم حدارب (أتمن وبنى عامر), وفى السودان بالبجا وتضم: الهدندوة (العبابدة أو الأتمن (أبناء عثمان بن عجيب المانجلك العبدلاب), والبشاريين, والأمرأر (أبناء عمّار), والأرتيقا, والأشراف المهاجرين من جزيرة العرب ومنهم كذلك الجبرت الذين هربوا من وجه (تيدروس), والكميلاب وسنكات كناب …الخ, بالاضافة الى الحلنقة الذين هاجروا من الهضبة الحبشية, ويعد البنى عامر والحباب والماريا والحلنقة جزء من البجا فى دولة السودان, كما أضيف اليهم أخيرا عدد من القبائل الارترية تحت نظارتى البنى عامر والحباب. وقد ساكن الشكرية (وأصولهم من الألمدا) البجا فى البطانة غير أنهم ناطقين بالعربية. ومعروف اختلاطهم الاجتماعى بالبنى عامر خاصة فى ارتريا. ودورهم فى السودان مشهود, فمنهم على سبيل المثال القائد عثمان دقنة أعظم قادة المهدية الذى هزم الانجليز وكسر ما كان يعرف (بالمربع الحربى) بجيش شبه بدائى فى معركتين كبيرتين وفى حالة نادرة. وهو من قبيلة (الهدندوة) التى تحالفت مع المهدية ضد الانجليز وكذلك فعلت (الحباب), عكس (البشاريين) و(الامرأر) و(البنى عامر) الذين حالفوا الانجليز.
–الحباب:
وهم هبتيس, وتكليس, وتماريام, وأبوهم مفلس قد هاجر من حماسين الى رورا حباب, ويعتقد أنّ المنطقة كان يسكنها أقوام يحملون هذا الاسم وهم قبيلة من شبه الجزيرة العربية, ودفعهم المهاجرون غربا وجنوبا ويعتقد أنهم ساهموا فى انشاء دولة الفونج فى سنار. ويساكنهم أقوام كثر مثل زين وسيهو وسب لعاليت وكلهم من الأساورتا. والحباب قبيلة حدودية لعبت دورا مؤثرا فى ارتريا والسودان. والحدث الرمزى لهذا المصير المشترك هو انتساب محمد سعيد ناود للحزب الشيوعى السودانى, وقيامه بتأسيس (حركة تحرير ارتريا) فى الوقت عينه. تحالف الحباب مع الثورة المهدية دون أن يحدث ذلك أى صدام مع البنى عامر المتحالفين مع الختمية.
– الماريا:
وهم من ذرية الصحابى معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه وأباه,وينقسموا الى الماريتان: قيح وطلام. واخوانهم قبائل المنسع وقبيلتا طروعا وحدو أو حزو الناطقتان بالساهو والفونج مؤسسى دولة سنار. ولهم وجود كبير فى السودان كما فى ارتريا, ولهم قرية باسمهم فى ريف (كسلا).
– المنسع :
هاجروا من حماسين وهم كما سبق ذكره من ذرية معاوية بن أبى سفيان. غير أنه يساكنهم أقوام كثر منهم: قبيلتى (سرمعى) و(زين) من (الأساورتا) والأخير هو أخو لقبيلة (جوين) من البلين سابقى الذكر, ويساكنهم كذلك تكليس, وزاول وبعض أهل المرتفعات الاخرين, والدوبعات, والعقّر, وبعض فروع البنى عامر كالألمدا…الخ
– البلين: سبق ذكرهم.
– بيت جووك:
تعود أصولهم لحماسين اضافة الى أصول أخرى كالحدارب, والمنسع, والأساورتا (مثل عد عنجا من جوين, وأل عشكراى), وعد شيخ محمود, والكلو مثل (زاقر) وغيرهم,….الخ.
– العفر:
وهم من أقدم القبائل فى المنطقة. وينقسموا بين ارتريا ( دنكاليا) واثيوبيا وجيبوتى فيما يعرف بالمثلث العفرى. وهم المعافرة (بطن من زيد بن كهلان من القحطانيين ومنهم الملك دنكلى بن ملكان).
– الساهو:
تكوّنت بعض القبائل الارترية (وامتدادها فى دول الجوار) فى شكل تحالفات مثل:
– البنى عامر:
اربع وعشرين قبيلة أغلبها ذات أصول عربية, وأشهرها ألمدا (محمود الماضى), وبيت معلا (كامل وكميل), وأسفدا, ورقبات وغيرهم. وقد نشأت, كما سبق الاشارة, بزعامة البلو كلو وسميت تبعا لاسمهم (بنى عامر). ويتحدثون بالأساس لغة(التقرى), بالاضافة الى (البداويت), و(العربية). وكانت لهم مملكة فى بركا تتبع دولة الفونج فى سنار. وكان للقبيلة دورا يمتد داخل السودان حيث تحالفت مع المراغنة ضد المهدية والأنصار, وهم من حمى محمد عثمان الميرغنى الكبير وقاموا بتهريبه عبر ارتريا من بطش المهدية, ثم تحالفوا مع الانجليز ضد الطليان فى الحرب العالمية الثانية وشاركوا هم والبلين والماريا وأخرين فى تكوين (الأورطة الشرقية) أو جيش السودان الشرقى, الذى ساهم فى الدفاع عن مصالح السودان فى الاستقلال, ولكن عندما نال السودان استقلاله رأت الطبقة الشمالية الحاكمة أنّ تلك القوات تمثّل تهديدا لسلطتها المطلقة على السودان, فسعدت بالتحاق القوة التى كانت تمثل خطرا على مصالحها بعواتى والثورة الارترية (وكان لالتحاق تلك المجموعة المؤهلة عسكريا دورا حاسما لتمكين الثورة), وقد تلاقت مصالح الطرفين فى ذلك, ولكن لا يزال وجود البنى عامر والقبائل الأخرى الناطقة بالتقرى تؤرق تلك الطبقة وغيرهم من مكونات السودان خاصة بعض الناطقين بالبداويت, وينتظرون فرصة تاريخية أخرى لينتقل أولئك الى ارتريا والى الأبد.
– البجا:
هم عدد كبير من القبائل عرفوا فى ارتريا باسم حدارب (أتمن وبنى عامر), وفى السودان بالبجا وتضم: الهدندوة (العبابدة أو الأتمن (أبناء عثمان بن عجيب المانجلك العبدلاب), والبشاريين, والأمرأر (أبناء عمّار), والأرتيقا, والأشراف المهاجرين من جزيرة العرب ومنهم كذلك الجبرت الذين هربوا من وجه (تيدروس), والكميلاب وسنكات كناب …الخ, بالاضافة الى الحلنقة الذين هاجروا من الهضبة الحبشية, ويعد البنى عامر والحباب والماريا والحلنقة جزء من البجا فى دولة السودان, كما أضيف اليهم أخيرا عدد من القبائل الارترية تحت نظارتى البنى عامر والحباب. وقد ساكن الشكرية (وأصولهم من الألمدا) البجا فى البطانة غير أنهم ناطقين بالعربية. ومعروف اختلاطهم الاجتماعى بالبنى عامر خاصة فى ارتريا. ودورهم فى السودان مشهود, فمنهم على سبيل المثال القائد عثمان دقنة أعظم قادة المهدية الذى هزم الانجليز وكسر ما كان يعرف (بالمربع الحربى) بجيش شبه بدائى فى معركتين كبيرتين وفى حالة نادرة. وهو من قبيلة (الهدندوة) التى تحالفت مع المهدية ضد الانجليز وكذلك فعلت (الحباب), عكس (البشاريين) و(الامرأر) و(البنى عامر) الذين حالفوا الانجليز.
–الحباب:
وهم هبتيس, وتكليس, وتماريام, وأبوهم مفلس قد هاجر من حماسين الى رورا حباب, ويعتقد أنّ المنطقة كان يسكنها أقوام يحملون هذا الاسم وهم قبيلة من شبه الجزيرة العربية, ودفعهم المهاجرون غربا وجنوبا ويعتقد أنهم ساهموا فى انشاء دولة الفونج فى سنار. ويساكنهم أقوام كثر مثل زين وسيهو وسب لعاليت وكلهم من الأساورتا. والحباب قبيلة حدودية لعبت دورا مؤثرا فى ارتريا والسودان. والحدث الرمزى لهذا المصير المشترك هو انتساب محمد سعيد ناود للحزب الشيوعى السودانى, وقيامه بتأسيس (حركة تحرير ارتريا) فى الوقت عينه. تحالف الحباب مع الثورة المهدية دون أن يحدث ذلك أى صدام مع البنى عامر المتحالفين مع الختمية.
– الماريا:
وهم من ذرية الصحابى معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه وأباه,وينقسموا الى الماريتان: قيح وطلام. واخوانهم قبائل المنسع وقبيلتا طروعا وحدو أو حزو الناطقتان بالساهو والفونج مؤسسى دولة سنار. ولهم وجود كبير فى السودان كما فى ارتريا, ولهم قرية باسمهم فى ريف (كسلا).
– المنسع :
هاجروا من حماسين وهم كما سبق ذكره من ذرية معاوية بن أبى سفيان. غير أنه يساكنهم أقوام كثر منهم: قبيلتى (سرمعى) و(زين) من (الأساورتا) والأخير هو أخو لقبيلة (جوين) من البلين سابقى الذكر, ويساكنهم كذلك تكليس, وزاول وبعض أهل المرتفعات الاخرين, والدوبعات, والعقّر, وبعض فروع البنى عامر كالألمدا…الخ
– البلين: سبق ذكرهم.
– بيت جووك:
تعود أصولهم لحماسين اضافة الى أصول أخرى كالحدارب, والمنسع, والأساورتا (مثل عد عنجا من جوين, وأل عشكراى), وعد شيخ محمود, والكلو مثل (زاقر) وغيرهم,….الخ.
– العفر:
وهم من أقدم القبائل فى المنطقة. وينقسموا بين ارتريا ( دنكاليا) واثيوبيا وجيبوتى فيما يعرف بالمثلث العفرى. وهم المعافرة (بطن من زيد بن كهلان من القحطانيين ومنهم الملك دنكلى بن ملكان).
– الساهو:
وهذا تجمع لغوى يضم داخله تجمعات كبيرة تنتمى الى أصول مختلفة منهم على سبيل المثال:-
+أساورتا: والتى ترجع بنسبها الى ذرية الائمة عليهم رضوان الله: على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن السبط الحسين بن سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجدّتهم السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها وأبيها وزوجها أجمعين,
وهم فرعان رئيسيان (موقع الأساورتا على الشبكة الدولية):
فرع على كفتو: هم أبناء ثابت بن على كفتو بن عمر أساور بن عمر أسد بن عمر أساور بن الفقيه مسعود, وله ثلاث أبناء:
– أونا عمر: ومنهم البيوت الخمسة (كونا عرى) وسرمعرى, وكذلك سيهو وسب (بيت) لعاليت فى ساحل وبركا وسمهر.
– وأحمد أسوت ومنه سكان بلدة (برهانس) فى أكلى قوزاى,
– واسماعيل بن ثابت: ويعرفون ب(اندا اسماعيل أهل أربعتى اسمرت) نسبة الى جدتهم (قمنّى), المرأة التى أصلحت بين القرى الأربعة, التى تكونت منها العاصمة الارترية (اسمرا) لاحقا, بعد صراع بينها دام طويلا, و(أسمرت) بمعنى أصلحت, وقد تحور الاسم الى (أسمرا) بعد أن اتخذها الرأس ألولا عاصمة ل(مدرى بحرى), لكنها لم تتطور الى ماهى عليه حتى نقل الايطاليون الفاشست عاصمة مستعمرتهم (ارتريا) من (مصوع) اليها وبنوها على أحدث الطرز المعمارية, وكانوا يسمونها (روما الصغيرة).
وأبناء اسماعيل بن ثابت كثر منهم (جوين) و(زين) (ولوجو- تشوا)…الخ.
والفرع الاخر للأساورتا هو فرع أحمد ايدو ومنهم ادّفر وبعض سكان سمهر مثل توكلتو وخليفة.
كما تنتسب الى الاساورتا بعض بيوت ( شيخا ) – الشيوخ الذين كانوا ينشروا الاسلام فى عموم ارتريا, مثل عد شيخ محمود.
+ منفرى: وهم كثر ولكن ينقسمون بشكل أساسى الى قعسو, ودسمو, وسليتا, وفقد (فقيه) حاراك.
+ حدو أو حزو ( عسا عليلا, ولا عسا, وشوم حمد دك) وأخوانهم طروعا ( سراح عرى, وموسات عرى): اشرنا اليهم سابقا فهم من ذرية سيدنا معاوية بن أبى سفيان, واخوة لماريا ومنسع والفونج.
+قبائل أخرى تنتمى للساهو مثل: ايروب,عسابورا, حسب الله, ادّا, كابوتا, صنعفى, وشيخا …..الخ.
– قبائل منطقة سمهر:
ويعرفون كبيوتات عوضا عن القبائل, وهم ذوى أصول تعود فى غالبها الى القبائل الارترية الأخرى مثل البلو كما سبق الاشارة اليهم كعد نايب (نائب السلطان العثمانى), وكيكيا(كيخيا لقب تركى كان يطلق على قائد الشرطة), و ألمدا, و دقدقى… والاساورتا مثل توكلتو وخليفة وبيت قاضى وعد شيخ محمود ودينى… والمنفرى مثل أل سبى … والحزو والطروعا… والى قبائل عربية مثل الزبيريين فى حرقيقو (واسمها الأول عند الساهو داكانو أو دخنو)…, وخليط العرب والعفر والتقرى من سكان جزر دهلك… وبعض أهل (مصوع) يعود للاكراد مثل عباسى وكردى (أما تركى أصلهم ألمدا), والى الهنود مثل هندى, والبوسنة مثل بوشناق وغيرها, بالاضافة الى التجار اليمانيين (مثل النهارى وباحبيش) الذين لم تنقطع هجراتهم, وذلك نتيجة لانفتاح (مصوع) أو (باصع) كما يسميها أهلها على التجارة العالمية. أما مدينة قندع فهى مثال للتعايش بين مختلف القبائل الارترية مثلها فى ذلك مدينة (كرن) فى سنحيت أو اقليم عنسبا حاليا ومدينة (أغردات) فى بركا وكذلك (نقفة) فى الساحل عندما كانت مركزا للثورة, أما العاصمة (اسمرا) فهى مركز الدولة الذى تتجمع فيه كل الأجناس.
– الأسر الدينية:
مثل عد شيخ حامد ومركزهم فى (امبيرمى), وعد معلم ومركزهم فى الساحل, وعد شيخ محمود ومركزهم فى (زولا) واخوانهم عد درقى فى الساحل ( ويسمي الساهو الاخوين معا شيخ سالم عرى, ويطلقون على كل الأسر الدينية المقيمة بينهم اسم شيخا), والسادة المراغنة ومركزهم فى (كرن), وعد سيدنا مصطفى ولهم قرية باسمهم فى بركا, وكان الشيخ محمد بن الشيخ داود هو من شجّع القائد عواتى على الاستجابة لمطلب ادريس محمد أدم وقيادة تنظيم جبهة تحرير ارتريا فى القاهرة باعلان الكفاح المسلح وذلك بتقديم كل المعينات من مال وسلاح وتموين, وغيرهم العديد من تلك الأسر جزاهم الله عن أمة الاسلام خير الجزاء. وهناك العديد من الأسر التى تعود بنسبها الى الهاشميين ويقرن أسمهم بكلمة (سيد) خاصة فى سمهر مثل (عد سيد بركت), , وكذلك بين العفر (عد سيد محمد) وكان المناضل على سيد عبدالله أحد أبنائهم, وفى سمهر كذلك وامتدادهم فى كرن (عد سيد حيوتى), كما نعرف أسرة المفكر الفيدرالى عبدالرحمن سيد (بوهاشم) الذين ولدوا فى البلين (عد ركا) ومثلهم كذلك بعض أل حيوتى.
– الأسر التى غلب عليها لقب كبير العائلة:
مثل نائب وكيكيا أعلاه, توجد أسر عرفت بألقاب تركية مثل سالدار, وأفندى, وبعض الشخصيات كان يضاف اليهم ألقاب تركية تشريفية مثل باشا, وبيك.
+أساورتا: والتى ترجع بنسبها الى ذرية الائمة عليهم رضوان الله: على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن السبط الحسين بن سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجدّتهم السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها وأبيها وزوجها أجمعين,
وهم فرعان رئيسيان (موقع الأساورتا على الشبكة الدولية):
فرع على كفتو: هم أبناء ثابت بن على كفتو بن عمر أساور بن عمر أسد بن عمر أساور بن الفقيه مسعود, وله ثلاث أبناء:
– أونا عمر: ومنهم البيوت الخمسة (كونا عرى) وسرمعرى, وكذلك سيهو وسب (بيت) لعاليت فى ساحل وبركا وسمهر.
– وأحمد أسوت ومنه سكان بلدة (برهانس) فى أكلى قوزاى,
– واسماعيل بن ثابت: ويعرفون ب(اندا اسماعيل أهل أربعتى اسمرت) نسبة الى جدتهم (قمنّى), المرأة التى أصلحت بين القرى الأربعة, التى تكونت منها العاصمة الارترية (اسمرا) لاحقا, بعد صراع بينها دام طويلا, و(أسمرت) بمعنى أصلحت, وقد تحور الاسم الى (أسمرا) بعد أن اتخذها الرأس ألولا عاصمة ل(مدرى بحرى), لكنها لم تتطور الى ماهى عليه حتى نقل الايطاليون الفاشست عاصمة مستعمرتهم (ارتريا) من (مصوع) اليها وبنوها على أحدث الطرز المعمارية, وكانوا يسمونها (روما الصغيرة).
وأبناء اسماعيل بن ثابت كثر منهم (جوين) و(زين) (ولوجو- تشوا)…الخ.
والفرع الاخر للأساورتا هو فرع أحمد ايدو ومنهم ادّفر وبعض سكان سمهر مثل توكلتو وخليفة.
كما تنتسب الى الاساورتا بعض بيوت ( شيخا ) – الشيوخ الذين كانوا ينشروا الاسلام فى عموم ارتريا, مثل عد شيخ محمود.
+ منفرى: وهم كثر ولكن ينقسمون بشكل أساسى الى قعسو, ودسمو, وسليتا, وفقد (فقيه) حاراك.
+ حدو أو حزو ( عسا عليلا, ولا عسا, وشوم حمد دك) وأخوانهم طروعا ( سراح عرى, وموسات عرى): اشرنا اليهم سابقا فهم من ذرية سيدنا معاوية بن أبى سفيان, واخوة لماريا ومنسع والفونج.
+قبائل أخرى تنتمى للساهو مثل: ايروب,عسابورا, حسب الله, ادّا, كابوتا, صنعفى, وشيخا …..الخ.
– قبائل منطقة سمهر:
ويعرفون كبيوتات عوضا عن القبائل, وهم ذوى أصول تعود فى غالبها الى القبائل الارترية الأخرى مثل البلو كما سبق الاشارة اليهم كعد نايب (نائب السلطان العثمانى), وكيكيا(كيخيا لقب تركى كان يطلق على قائد الشرطة), و ألمدا, و دقدقى… والاساورتا مثل توكلتو وخليفة وبيت قاضى وعد شيخ محمود ودينى… والمنفرى مثل أل سبى … والحزو والطروعا… والى قبائل عربية مثل الزبيريين فى حرقيقو (واسمها الأول عند الساهو داكانو أو دخنو)…, وخليط العرب والعفر والتقرى من سكان جزر دهلك… وبعض أهل (مصوع) يعود للاكراد مثل عباسى وكردى (أما تركى أصلهم ألمدا), والى الهنود مثل هندى, والبوسنة مثل بوشناق وغيرها, بالاضافة الى التجار اليمانيين (مثل النهارى وباحبيش) الذين لم تنقطع هجراتهم, وذلك نتيجة لانفتاح (مصوع) أو (باصع) كما يسميها أهلها على التجارة العالمية. أما مدينة قندع فهى مثال للتعايش بين مختلف القبائل الارترية مثلها فى ذلك مدينة (كرن) فى سنحيت أو اقليم عنسبا حاليا ومدينة (أغردات) فى بركا وكذلك (نقفة) فى الساحل عندما كانت مركزا للثورة, أما العاصمة (اسمرا) فهى مركز الدولة الذى تتجمع فيه كل الأجناس.
– الأسر الدينية:
مثل عد شيخ حامد ومركزهم فى (امبيرمى), وعد معلم ومركزهم فى الساحل, وعد شيخ محمود ومركزهم فى (زولا) واخوانهم عد درقى فى الساحل ( ويسمي الساهو الاخوين معا شيخ سالم عرى, ويطلقون على كل الأسر الدينية المقيمة بينهم اسم شيخا), والسادة المراغنة ومركزهم فى (كرن), وعد سيدنا مصطفى ولهم قرية باسمهم فى بركا, وكان الشيخ محمد بن الشيخ داود هو من شجّع القائد عواتى على الاستجابة لمطلب ادريس محمد أدم وقيادة تنظيم جبهة تحرير ارتريا فى القاهرة باعلان الكفاح المسلح وذلك بتقديم كل المعينات من مال وسلاح وتموين, وغيرهم العديد من تلك الأسر جزاهم الله عن أمة الاسلام خير الجزاء. وهناك العديد من الأسر التى تعود بنسبها الى الهاشميين ويقرن أسمهم بكلمة (سيد) خاصة فى سمهر مثل (عد سيد بركت), , وكذلك بين العفر (عد سيد محمد) وكان المناضل على سيد عبدالله أحد أبنائهم, وفى سمهر كذلك وامتدادهم فى كرن (عد سيد حيوتى), كما نعرف أسرة المفكر الفيدرالى عبدالرحمن سيد (بوهاشم) الذين ولدوا فى البلين (عد ركا) ومثلهم كذلك بعض أل حيوتى.
– الأسر التى غلب عليها لقب كبير العائلة:
مثل نائب وكيكيا أعلاه, توجد أسر عرفت بألقاب تركية مثل سالدار, وأفندى, وبعض الشخصيات كان يضاف اليهم ألقاب تركية تشريفية مثل باشا, وبيك.
وهناك فى مختلف أنحاء ارتريا من عرفوا بمهنتهم مثل (عد قاضى), و(كسيرى) أى محاسب,وبرامبراس (مسؤول الأراضى), و(بلاتا) أى مشرف العمال, و(قداداى) الذى يقضى حوائج الناس من المواد التموينية…الخ, وكذلك الألقاب الدينية مثل عد شيخ وعد خليفة وعد سيّد أو سيّدنا …الخ, وهناك الرتب العسكرية مثل (شاويش) وألقاب شرف مثل (كفليرى) أى الفارس و(دجزماش) …الخ, وكانت أشهر مهنة فى فترة الأربعينات الى الستينات من القرن العشرين هى مهنة التدريس الرفيعة, وكان المدرسون نبراسا فى كل المدن ولكن ليس هناك أسرة عرفت ب(عد أستاذ) مثلا الاما يضاف الى أسماء المعلمين.
– الجبرتى أو الجبرتة:
وهم مسلمون وأغلبهم ذوى أصول عربية. وجبرت مدينة كانت عاصمة لدولة ايفات الاسلامية واليها ينسب الجبرتى, كانت (زيلع) فى أرض الصومال مركز تجارتهم. وهذا المسمى يحمل الان معنى مسلم فى بلاد الحبشة وارتريا, خاصة فى ارتريا يعرف الناطقون بالتغرينية من المسلمين بالجبرتة. وأغلبهم يعود بأصله مرفوعا (غير متصل) الى مسلم بن عقيل بن أبى طالب الهاشمى. غير أن مسلم بن عقيل رضي الله عنهما قتل بالكوفة سنة 60 هجرية, قبل وصول الامام الحسين بن علي رضي الله عنهما اليها ومقتله بعد ذلك في كربلاء ومعه أبناء وأخوان مسلم بن عقيل . وبذلك أنقطع نسل مسلم بن عقيل, والعقب في ذرية عقيل بن أبي طالب انحصر في ابنه محمد بن عقيل بن أبي طالب, وأغلب الظن أنّ المقصود هو مسلم بن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبى طالب.
وأخوانهم هم قبيلة الداروت الصومالية ومنهم الرئيس الأسبق (سياد برى), والهرر, وبعض العفر (لذلك نجد أن الجبرت والعفر والصومال والهرر يتنازعون الانتماء لتلك الدول الاسلامية ونسبة القائد أحمد قرا الي كل منهم دون الأخرين), وبعضهم يعود لدول الطراز الاسلامى الأخرى مثل ايفات (جبرت), عدل (عفر, وهرر), وزيلع (صومال). وقد ورد فى أحد منتديات العقيليين من أهل الجزيرة العربية على الشبكة الدولية التالى: (يذكر التاريخ أن أول دولة إسلامية في شرق إفريقيا نشأت في منطقة شوا بالحبشة ، وسميت بذلك وهي المنطقة الواقعة ما بين إقليم الامحرا والتقراي . ولم يتوفر عنها من المعلومات إلا القليل . واكتشفها العالم الايطالي (شيرولي ، 1936) عن مخطوطة لمؤرخ مجهول عاصر نهاية دولة شوا الإسلامية في الفترة من 629ـ 688هـ ، 1231ـ 1289م حيث ذكر أنها كانت موجودة منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وان مؤسسيها قوم من العرب من بني مخزوم من قبيلة خالد بن الوليد رضي الله عنه . وسقطت في تلك الفترة المذكورة بعد شيخوختها والاضطرابات الداخلية التي عجلت بنهايتها . إضافة إلي ضربات مملكة ايفات جبرت ، والتي تمكنت من ضم معظم أراضيها).
وقد أورد المنتدى: جاء فى كتاب : «النسبة إلى المواضع والبلدان» للمؤرخ العلامة جمال الدين عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد بامخرمة الحميري:
(جَبْرتِي: نسبتةٌ إلى جَبْرَت بالفتح وسكون المحدة وفتح الراء المهملة ثم مثناة من فوق أو صَقْعٌ من بلاد السودان( اسم كان يطلق على سكان أفريقيا قديما : الصومال ، أثيوبيا ، كينيا ، إيرتيريا ) ،…. (حتى قال): الجبرتي : قريتان بمديرية الشمايتين في الحجريه ، الأولى بمنطقة بني عمر ، و الثانية بمنطقة بنى شيبه الغرب . و آل الجبرتي : من كبار صوفيه اليمن بالقرن التاسع الهجري ، أشهرهم : الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الجبرتي المتوفي سنة 806ه ( كان له مشهد عظيم في مقبرة باب سهام بمدينة زبيد ) ، و الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الجبرتي المتوفي بمدينة تعز سنة 868ه ، والشيخ جمال الدين محمد بن علي بن عبد الرحمن الجبرتي المتوفي سنة 839ه وهو الذي عمر مدرسة ورباطا في المداجر أحد أحياء مدينة تعز . كما جاء فيه ترجمة لعبدالرحمن الجبرتى المؤرخ المعروف:الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن ابراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبدالرحمن الجبرتي الزيلعي العقيلي المصري الحنفي , مؤرخ مشارك في بعض العلوم , ولد بالقاهرة سنة 1167 الموافق 1754م , وتعلم بالجامع الازهر ,وولي افتاء الحنفية في عهد الخديوي محمد علي باشا ” . ((اثيوبيا والعروبة والاسلام عبر التاريخ)) لليوسف .انتهى
وقد سمى المكان الذى يقيم به طلاب الأزهر الشريف القادمين من ارتريا والحبشة ب(رواق الجبرت). وكان قائما داخل المسجد الأزهر حتى تم نقله فى نهاية القرن العشرين الى مدينة نصر مع بقية الأروقة.
كما أنّ بعض الاسر من الجبرتة تعود الى العفر (أل كبيرى) والذين ينتسبون الى سيدنا ابى بكر الصديق, ومنهم الشهيد عبدالقادر صالح كبيرى أحد قادة (الرابطة الاسلامية). ومنهم بعض الأسر تعود بأصلها الى الساهو, والاساورتا (يعتقد أن أحد ملوك مملكة عدل وهو (عمر لشمع) هو نفسه جدّ الأساورتا عمر أساور والذى يعرف ب(عمر أساور لمع), وكلمة أساور يقال انها تعنى الأمير أى من يلبسها مثل سوارى كسرى ملك الفرس), والبلين (أل نبراى وشدى), وتغراى (فى سراى, وولّو, ووالقايت).. الخ.
– الجبرتى أو الجبرتة:
وهم مسلمون وأغلبهم ذوى أصول عربية. وجبرت مدينة كانت عاصمة لدولة ايفات الاسلامية واليها ينسب الجبرتى, كانت (زيلع) فى أرض الصومال مركز تجارتهم. وهذا المسمى يحمل الان معنى مسلم فى بلاد الحبشة وارتريا, خاصة فى ارتريا يعرف الناطقون بالتغرينية من المسلمين بالجبرتة. وأغلبهم يعود بأصله مرفوعا (غير متصل) الى مسلم بن عقيل بن أبى طالب الهاشمى. غير أن مسلم بن عقيل رضي الله عنهما قتل بالكوفة سنة 60 هجرية, قبل وصول الامام الحسين بن علي رضي الله عنهما اليها ومقتله بعد ذلك في كربلاء ومعه أبناء وأخوان مسلم بن عقيل . وبذلك أنقطع نسل مسلم بن عقيل, والعقب في ذرية عقيل بن أبي طالب انحصر في ابنه محمد بن عقيل بن أبي طالب, وأغلب الظن أنّ المقصود هو مسلم بن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبى طالب.
وأخوانهم هم قبيلة الداروت الصومالية ومنهم الرئيس الأسبق (سياد برى), والهرر, وبعض العفر (لذلك نجد أن الجبرت والعفر والصومال والهرر يتنازعون الانتماء لتلك الدول الاسلامية ونسبة القائد أحمد قرا الي كل منهم دون الأخرين), وبعضهم يعود لدول الطراز الاسلامى الأخرى مثل ايفات (جبرت), عدل (عفر, وهرر), وزيلع (صومال). وقد ورد فى أحد منتديات العقيليين من أهل الجزيرة العربية على الشبكة الدولية التالى: (يذكر التاريخ أن أول دولة إسلامية في شرق إفريقيا نشأت في منطقة شوا بالحبشة ، وسميت بذلك وهي المنطقة الواقعة ما بين إقليم الامحرا والتقراي . ولم يتوفر عنها من المعلومات إلا القليل . واكتشفها العالم الايطالي (شيرولي ، 1936) عن مخطوطة لمؤرخ مجهول عاصر نهاية دولة شوا الإسلامية في الفترة من 629ـ 688هـ ، 1231ـ 1289م حيث ذكر أنها كانت موجودة منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وان مؤسسيها قوم من العرب من بني مخزوم من قبيلة خالد بن الوليد رضي الله عنه . وسقطت في تلك الفترة المذكورة بعد شيخوختها والاضطرابات الداخلية التي عجلت بنهايتها . إضافة إلي ضربات مملكة ايفات جبرت ، والتي تمكنت من ضم معظم أراضيها).
وقد أورد المنتدى: جاء فى كتاب : «النسبة إلى المواضع والبلدان» للمؤرخ العلامة جمال الدين عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد بامخرمة الحميري:
(جَبْرتِي: نسبتةٌ إلى جَبْرَت بالفتح وسكون المحدة وفتح الراء المهملة ثم مثناة من فوق أو صَقْعٌ من بلاد السودان( اسم كان يطلق على سكان أفريقيا قديما : الصومال ، أثيوبيا ، كينيا ، إيرتيريا ) ،…. (حتى قال): الجبرتي : قريتان بمديرية الشمايتين في الحجريه ، الأولى بمنطقة بني عمر ، و الثانية بمنطقة بنى شيبه الغرب . و آل الجبرتي : من كبار صوفيه اليمن بالقرن التاسع الهجري ، أشهرهم : الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الجبرتي المتوفي سنة 806ه ( كان له مشهد عظيم في مقبرة باب سهام بمدينة زبيد ) ، و الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الجبرتي المتوفي بمدينة تعز سنة 868ه ، والشيخ جمال الدين محمد بن علي بن عبد الرحمن الجبرتي المتوفي سنة 839ه وهو الذي عمر مدرسة ورباطا في المداجر أحد أحياء مدينة تعز . كما جاء فيه ترجمة لعبدالرحمن الجبرتى المؤرخ المعروف:الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن ابراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبدالرحمن الجبرتي الزيلعي العقيلي المصري الحنفي , مؤرخ مشارك في بعض العلوم , ولد بالقاهرة سنة 1167 الموافق 1754م , وتعلم بالجامع الازهر ,وولي افتاء الحنفية في عهد الخديوي محمد علي باشا ” . ((اثيوبيا والعروبة والاسلام عبر التاريخ)) لليوسف .انتهى
وقد سمى المكان الذى يقيم به طلاب الأزهر الشريف القادمين من ارتريا والحبشة ب(رواق الجبرت). وكان قائما داخل المسجد الأزهر حتى تم نقله فى نهاية القرن العشرين الى مدينة نصر مع بقية الأروقة.
كما أنّ بعض الاسر من الجبرتة تعود الى العفر (أل كبيرى) والذين ينتسبون الى سيدنا ابى بكر الصديق, ومنهم الشهيد عبدالقادر صالح كبيرى أحد قادة (الرابطة الاسلامية). ومنهم بعض الأسر تعود بأصلها الى الساهو, والاساورتا (يعتقد أن أحد ملوك مملكة عدل وهو (عمر لشمع) هو نفسه جدّ الأساورتا عمر أساور والذى يعرف ب(عمر أساور لمع), وكلمة أساور يقال انها تعنى الأمير أى من يلبسها مثل سوارى كسرى ملك الفرس), والبلين (أل نبراى وشدى), وتغراى (فى سراى, وولّو, ووالقايت).. الخ.
والجبرتة مع العفر والساهو قد ساهموا فى الدفاع عن الاسلام فى المنطقة منذ القدم ضد دولة أكسوم والأمهرة والتغراى. وأشهر المعارك خاضوها ضد (تيدروس) و(يوهانيس) التغراويين مثل معركة القلابات حيث استنجد الجبرت بالدولة المهدية وقاتلوا الى جانبها بقيادة زعيمهم (النور ود فقرا) حتى قتلوا يوهنس وحملوا رأسه الى (امدرمان) لكن جيش المهدية رد على أعقابه, فأضطر جزء من الجبرتة للأقامة فى السودان فكونوا قرية (تبارك الله) قرب القضارف, وبعضهم سكن شمال السودان مثل (الخواضين) الجعليين, لأنهم خاضوا فى نهر عطبرة للعبور, ومنهم الوزير الراحل مجذوب الخليفة, كما أنّ الشيخ (سعيد بيان) تقلد منصبا دينيا فى عهد النميرى, وهناك بعض الأشراف الذين أقاموا بشرق السودان وصاروا جزءا من البجا. ويقال أن الجبرت سكنوا شمال السودان فى فترة انهيار دولة علوة, وكونوا دولة لهم جنوب الشلال السادس والتى كانت تدين للفونج بالولاء.
– كبسا:-
المسيحيون فى المرتفعات الارترية, حماسين واكلى قوزاى وسراى, هم امتداد لذلك التاريخ المشترك وكثير منهم يتشارك الأصول مع القبائل المسلمة سابقة الذكر خاصة البلين ( جمّاجان ودمبيزان هم اخوان طوقى, ولوجو- تشوا و اندا اسماعيل الأخرين أخوان جوين, وهناك زاول فى دباروا وأكثر من خمسين قرية فى المرتفعات والمنخفضات الارترية مثل قرى المنسع والبيت جوك والساحل…الخ) وكذلك مع الحباب والبيت جوك والمنسع والساهو و (شيخا)…الخ كلهم لهم أخوان فى كبسا, الا أنّ بعض أهل كبسا تعود أصوله الى تغراى خاصة سراى. أما أكلى قوزاى فيغلب عليها الساهو بما فى ذلك الناطقين بالتغرينية أو المسيحيين الناطقين بالساهو, مع وجود قبائل أخرى وبيوتات تنتمى الى تغراى. أما حماسين فهى الأقرب لمكونات المنخفضات الارترية.
–الباريا والايليت:
قبائل نيلية, وكانوا السكان الأصليين لمناطق واسعة من المنخفضات حتى وصول المهاجرين من المرتفعات. وتتداخل القبيلتان مع القبائل الأخرى فى المنطقة خاصة البنى عامر (عواتى مثالا), والبازا, والبلين (طنفاى)….الخ.
– البازين (الكوناما):
يسكنون القاش وسيتيت, وهم قبائل حامية (زنج بن حام) ومن أقدم من سكن المنطقة.
– قبائل الكسر:
على الحدود الارترية السودانية مثل السودرات ومنهم أحد مناضلى جبهة التحرير الارترية (سيد أحمد هاشم) والوزير السودانى عبدالباسط سبدرات.
– الرشايدة:
فى ارتريا والسودان ومصر وهم عرب من قبائل عدة. وقد ادعى النظام الارترى أنهم الوحيدين الذين ينتسبون الى العرب.
وهناك الكثير من القبائل التى أقدّم شديد أسفى لأنى لم أحصها لأننى بصدد ذكر أمثلة أعرفها لا على سبيل الحصر.
الدروس والعبر:-
نستفيد من كل هذا السرد الدروس التالية,
ربى شر قاشّاى ايحلّف لكلأنّا:
الملاحظ أنّ السيادة كانت تنتهى, فى كل التجارب التاريخية وبشكل مكرور, الى الوافدين الجدد على الأقوام أصحاب الأرض, بما يحقق المقولة التاريخية التاريخ يعيد نفسه. وما الوضع الحالى فى ارتريا من سيادة مجموعة صغيرة, الكثير منها لا ينتمى لهذا الوطن, على مقدرات البلاد الا تتويجا لذلك التاريخ المر والغبن الاجتماعى والاضطهاد العنصرى والتظالم بين الأخوة. وقد فطن الناس فى بلادى للضيف الذى يستأسر بخيرات المضيف, فسار بينهم المثل أعلاه والذى يستعيذ من ضيف لا ينوى الرحيل.
الصراع بين الحبش الكوشيين والحبش السبئيين:
الحبش الكوشيين هم أبناء حبش بن كوش بن حام بن نوح – كما أسلفنا, أما الحبش السبئيين فقد هاجروا من جنوب شبه الجزيرة العربية فى نهايات القرن الثالث قبل الميلادى (ملاحظة: التاريخ القبلى للميلاد يحسب تنازليا), وورثوا الاسم عن السكان الأصليين واستأثروا به عنهم (الحبش الكوشيين).
كانت للحبش الكوشيين حضارة ضاربة فى القدم ولكن البحث العلمى لم يسبر غور بدايات تلك الحضارة بعد. وأقدم أثر – بعد بقايا (لوسى) الذى يعود لأكثر من ثلاث مليون عام – هو ذكر البجا حوالى خمس وعشرين عاما قبل الميلاد وبعض النقوش من القرن الثامن قبل الميلادى التى تتحدث عن مملكة (دعاموت) التى يعتقد أنها عاصرت الفراعنة وربما هى ما أشارت اليه مخطوطاتهم باسم دولة (بونت) ووصفت بالعظمة وذكرت وجود الأنهار بها مما يبعد الظن أن تكون بأرض الصومال كما يعتقد البعض. وكذلك الأثار والمعابد والمسلات فى مطرا وصنعفى تدل على مملكة (بلو كلو) التى يوجد وجه للشبه بين أثارها والاثار المصرية وربما كان ذلك من وجود شكل من الاتصال بين الحضارتين أو أنها حضارة مشتركة. ويعتقد أن الاتصال بين الفراعنة و(بونت) بدأ منذ عصر الأسرة الفرعونية الأولى, ولكن مخطوطات (حتبشسوت) الملكة المصرية ذائعة الصيت هى التى وصفت تلك البلاد. وكانت (عدوليس) هى الميناء الذى يستقبل تلك التجارة.
– كبسا:-
المسيحيون فى المرتفعات الارترية, حماسين واكلى قوزاى وسراى, هم امتداد لذلك التاريخ المشترك وكثير منهم يتشارك الأصول مع القبائل المسلمة سابقة الذكر خاصة البلين ( جمّاجان ودمبيزان هم اخوان طوقى, ولوجو- تشوا و اندا اسماعيل الأخرين أخوان جوين, وهناك زاول فى دباروا وأكثر من خمسين قرية فى المرتفعات والمنخفضات الارترية مثل قرى المنسع والبيت جوك والساحل…الخ) وكذلك مع الحباب والبيت جوك والمنسع والساهو و (شيخا)…الخ كلهم لهم أخوان فى كبسا, الا أنّ بعض أهل كبسا تعود أصوله الى تغراى خاصة سراى. أما أكلى قوزاى فيغلب عليها الساهو بما فى ذلك الناطقين بالتغرينية أو المسيحيين الناطقين بالساهو, مع وجود قبائل أخرى وبيوتات تنتمى الى تغراى. أما حماسين فهى الأقرب لمكونات المنخفضات الارترية.
–الباريا والايليت:
قبائل نيلية, وكانوا السكان الأصليين لمناطق واسعة من المنخفضات حتى وصول المهاجرين من المرتفعات. وتتداخل القبيلتان مع القبائل الأخرى فى المنطقة خاصة البنى عامر (عواتى مثالا), والبازا, والبلين (طنفاى)….الخ.
– البازين (الكوناما):
يسكنون القاش وسيتيت, وهم قبائل حامية (زنج بن حام) ومن أقدم من سكن المنطقة.
– قبائل الكسر:
على الحدود الارترية السودانية مثل السودرات ومنهم أحد مناضلى جبهة التحرير الارترية (سيد أحمد هاشم) والوزير السودانى عبدالباسط سبدرات.
– الرشايدة:
فى ارتريا والسودان ومصر وهم عرب من قبائل عدة. وقد ادعى النظام الارترى أنهم الوحيدين الذين ينتسبون الى العرب.
وهناك الكثير من القبائل التى أقدّم شديد أسفى لأنى لم أحصها لأننى بصدد ذكر أمثلة أعرفها لا على سبيل الحصر.
الدروس والعبر:-
نستفيد من كل هذا السرد الدروس التالية,
ربى شر قاشّاى ايحلّف لكلأنّا:
الملاحظ أنّ السيادة كانت تنتهى, فى كل التجارب التاريخية وبشكل مكرور, الى الوافدين الجدد على الأقوام أصحاب الأرض, بما يحقق المقولة التاريخية التاريخ يعيد نفسه. وما الوضع الحالى فى ارتريا من سيادة مجموعة صغيرة, الكثير منها لا ينتمى لهذا الوطن, على مقدرات البلاد الا تتويجا لذلك التاريخ المر والغبن الاجتماعى والاضطهاد العنصرى والتظالم بين الأخوة. وقد فطن الناس فى بلادى للضيف الذى يستأسر بخيرات المضيف, فسار بينهم المثل أعلاه والذى يستعيذ من ضيف لا ينوى الرحيل.
الصراع بين الحبش الكوشيين والحبش السبئيين:
الحبش الكوشيين هم أبناء حبش بن كوش بن حام بن نوح – كما أسلفنا, أما الحبش السبئيين فقد هاجروا من جنوب شبه الجزيرة العربية فى نهايات القرن الثالث قبل الميلادى (ملاحظة: التاريخ القبلى للميلاد يحسب تنازليا), وورثوا الاسم عن السكان الأصليين واستأثروا به عنهم (الحبش الكوشيين).
كانت للحبش الكوشيين حضارة ضاربة فى القدم ولكن البحث العلمى لم يسبر غور بدايات تلك الحضارة بعد. وأقدم أثر – بعد بقايا (لوسى) الذى يعود لأكثر من ثلاث مليون عام – هو ذكر البجا حوالى خمس وعشرين عاما قبل الميلاد وبعض النقوش من القرن الثامن قبل الميلادى التى تتحدث عن مملكة (دعاموت) التى يعتقد أنها عاصرت الفراعنة وربما هى ما أشارت اليه مخطوطاتهم باسم دولة (بونت) ووصفت بالعظمة وذكرت وجود الأنهار بها مما يبعد الظن أن تكون بأرض الصومال كما يعتقد البعض. وكذلك الأثار والمعابد والمسلات فى مطرا وصنعفى تدل على مملكة (بلو كلو) التى يوجد وجه للشبه بين أثارها والاثار المصرية وربما كان ذلك من وجود شكل من الاتصال بين الحضارتين أو أنها حضارة مشتركة. ويعتقد أن الاتصال بين الفراعنة و(بونت) بدأ منذ عصر الأسرة الفرعونية الأولى, ولكن مخطوطات (حتبشسوت) الملكة المصرية ذائعة الصيت هى التى وصفت تلك البلاد. وكانت (عدوليس) هى الميناء الذى يستقبل تلك التجارة.
عندما وصل السبئيون وجدوا حضارة قائمة فى كل من قوحايتو ومطرا, فقاموا باجلاء البلو من الأخيرة وطردوهم منها الى لاستا (الأغاو), وشمالا الى سواكن ( البلو الذين اختلطوا بالسكان الأصليين من المصريين وبالنوبيين وكونوا البجا) …الخ. كما دفعوا بعض الكوشيين الى عمق الصحراء (العفر), ونشأت نوع من العلاقة الودية مع بعض الكوشيين -على ما يبدو – حيث بقى بعض الكوشيين فى قوحايتو (الساهو).
ونشأت دولة (أكسوم) فى نهاية القرن قبل الميلادى الثالث (300 ق.م.), وقد نقلت عاصمتها من (قوحايتو) الى (كسكسى) ثم الى مدينة (أكسوم) فى (تغراى).
وتحولت أكسوم الى المسيحية فى القرن الثالث الميلادى (350 م.) فى عهد (عيزانا) والذى قضى كذلك على المملكة الكوشية الأخرى فى (مروى).
الواضح هو أنّ السبئيين قد سيطروا على الكوشيين ومقدراتهم حتى القرن العاشر الميلادى فى عام (922 م.) حين أنتصر (الأغاو) وحكموا المنطقة حتى عام (1270 م.). وعاد السبئيين (الحبش الجدد) الى الحكم بعد ذلك التاريخ ولم يكتب للكوشيين العودة الى السلطة الا بعد وفاة الرئيس الأثيوبى السابق (مليس زيناوى) حيث أصبح (هيلى ماريام ديسالين) من قبائل الجنوب الاثيوبى أول حاكم غير (حبشى سبئى) لاثيوبيا منذ القرن الثالث عشر الميلادى. ولا يزال عليهم الانتظار أكثر فى ارتريا.
العربية ليست دخيلة ولا غريبة ولاحديثة العهد بالمنطقة:
وصل العرب الى المنطقة منذ تاريخ بعيد وهم من أدخل لغة (الجئز) واسسوا مملكة (بلو كلو), وذلك قبل مجيئ السبئيين العرب اليها. ثم توالت الهجرات العربية تباعا ومنها هجرة الصحابة أتباع النبى (محمد) صلى الله عليه وسلم. ونتيجة الصراع السياسى الذى كان يدور فى شبه الجزيىة العربية هاجر عدد من المسلمين العرب الى ساحل ارتريا وأرخبيل (دهلك), بل لقد اتخذ الأمويين تلك الجزر سجنا ومنفى لمعارضيهم. وكثير من القبائل الارترية هى خليط بين العرب والسكان الأصليين. والمسيحيين الارتريين هم عرب سبئيين وأكثر نقاءا عرقيا من المسلمين, لكن ربطهم الدين الاسلامى بالعربية جعلهم ينكرون ذلك الأصل.
ومع وصول الاتراك والمصريين الى المنطقة تأكد دور اللغة العربية فى المعاملات الرسمية والتعليم (تحفيظ القرأن والدراسات الدينية والعلمية, خاصة دور الأزهر فى نشر العلم) والقضاء الاسلامى وغيرها من أوجه النشاط الاجتماعى والسياسى والاقتصادى. ومع وصول النجليز وجدوا واقعا لا يمكن تجاوزه فأقروا اللغة العربية لغة تدريس وقضاء اسلامى. وهذا يخالف الزعم بأننا كنّا محظوظين لوصول الانجليز وحاجتهم لتدريس العربية.
وبدأ الصراع الثقافى الحالى بين الثقافتين (العربية) و(الحبشية) بعد تدخل أباطرة اثيوبيا فى الشأن الارترى ومحاولة استمالة المسيحيين الناطقين بالتغرينية الى صفهم والحاق البلاد باثيوبيا. ونعرف قصة الصراع حول اللغة العربية داخل البرلمان الارترى فى العهد الفيدرالى, عندما نجح المسلمون فى أخذ حقهم فى جعل اللغتين العربية والتغرينية لغتين رسميتين للبلاد. وقد أفاق التغرانيون بتهميش لغتهم كذلك بعد أن سيطر (الأمهرا) على البلاد وبذلك ساهموا باختلاق التنافس غير الشريف ومحاولة اقصائها وأهلها معها الى رهن البلاد فى أيدى الاستعمار الأثيوبى. أما قصة الفرص الضائعة ما بعد الاستقلال الوطنى فهى المأساة التى نعايشها بفضل الجشع الاجتماعى والتهميش الثقافى, والنضال فى ارتريا مستمر مع الديكتاتورية لاعادة الأمور الى طبيعتها, ولمزاوجة اللغتين والثقافتين والديانتين, والعيش المشترك والاحترام المتبادل, والسلام الاجتماعى, والاستقرار السياسى, والازدهار الاقتصادى.
الخاتمة:
أنظر هذا الموزاييك والى هذه الفسيفساء البشرية الثرية التى تكوّنت المنطقة منها, والأصول المشتركة لأغلبها خاصة فى ارتريا حتى يحق لك القول أن الارتريين أخوات وأخوة بشكل ما.
والله ولى التوفيق
د. عبدالله جمع ادريس
ونشأت دولة (أكسوم) فى نهاية القرن قبل الميلادى الثالث (300 ق.م.), وقد نقلت عاصمتها من (قوحايتو) الى (كسكسى) ثم الى مدينة (أكسوم) فى (تغراى).
وتحولت أكسوم الى المسيحية فى القرن الثالث الميلادى (350 م.) فى عهد (عيزانا) والذى قضى كذلك على المملكة الكوشية الأخرى فى (مروى).
الواضح هو أنّ السبئيين قد سيطروا على الكوشيين ومقدراتهم حتى القرن العاشر الميلادى فى عام (922 م.) حين أنتصر (الأغاو) وحكموا المنطقة حتى عام (1270 م.). وعاد السبئيين (الحبش الجدد) الى الحكم بعد ذلك التاريخ ولم يكتب للكوشيين العودة الى السلطة الا بعد وفاة الرئيس الأثيوبى السابق (مليس زيناوى) حيث أصبح (هيلى ماريام ديسالين) من قبائل الجنوب الاثيوبى أول حاكم غير (حبشى سبئى) لاثيوبيا منذ القرن الثالث عشر الميلادى. ولا يزال عليهم الانتظار أكثر فى ارتريا.
العربية ليست دخيلة ولا غريبة ولاحديثة العهد بالمنطقة:
وصل العرب الى المنطقة منذ تاريخ بعيد وهم من أدخل لغة (الجئز) واسسوا مملكة (بلو كلو), وذلك قبل مجيئ السبئيين العرب اليها. ثم توالت الهجرات العربية تباعا ومنها هجرة الصحابة أتباع النبى (محمد) صلى الله عليه وسلم. ونتيجة الصراع السياسى الذى كان يدور فى شبه الجزيىة العربية هاجر عدد من المسلمين العرب الى ساحل ارتريا وأرخبيل (دهلك), بل لقد اتخذ الأمويين تلك الجزر سجنا ومنفى لمعارضيهم. وكثير من القبائل الارترية هى خليط بين العرب والسكان الأصليين. والمسيحيين الارتريين هم عرب سبئيين وأكثر نقاءا عرقيا من المسلمين, لكن ربطهم الدين الاسلامى بالعربية جعلهم ينكرون ذلك الأصل.
ومع وصول الاتراك والمصريين الى المنطقة تأكد دور اللغة العربية فى المعاملات الرسمية والتعليم (تحفيظ القرأن والدراسات الدينية والعلمية, خاصة دور الأزهر فى نشر العلم) والقضاء الاسلامى وغيرها من أوجه النشاط الاجتماعى والسياسى والاقتصادى. ومع وصول النجليز وجدوا واقعا لا يمكن تجاوزه فأقروا اللغة العربية لغة تدريس وقضاء اسلامى. وهذا يخالف الزعم بأننا كنّا محظوظين لوصول الانجليز وحاجتهم لتدريس العربية.
وبدأ الصراع الثقافى الحالى بين الثقافتين (العربية) و(الحبشية) بعد تدخل أباطرة اثيوبيا فى الشأن الارترى ومحاولة استمالة المسيحيين الناطقين بالتغرينية الى صفهم والحاق البلاد باثيوبيا. ونعرف قصة الصراع حول اللغة العربية داخل البرلمان الارترى فى العهد الفيدرالى, عندما نجح المسلمون فى أخذ حقهم فى جعل اللغتين العربية والتغرينية لغتين رسميتين للبلاد. وقد أفاق التغرانيون بتهميش لغتهم كذلك بعد أن سيطر (الأمهرا) على البلاد وبذلك ساهموا باختلاق التنافس غير الشريف ومحاولة اقصائها وأهلها معها الى رهن البلاد فى أيدى الاستعمار الأثيوبى. أما قصة الفرص الضائعة ما بعد الاستقلال الوطنى فهى المأساة التى نعايشها بفضل الجشع الاجتماعى والتهميش الثقافى, والنضال فى ارتريا مستمر مع الديكتاتورية لاعادة الأمور الى طبيعتها, ولمزاوجة اللغتين والثقافتين والديانتين, والعيش المشترك والاحترام المتبادل, والسلام الاجتماعى, والاستقرار السياسى, والازدهار الاقتصادى.
الخاتمة:
أنظر هذا الموزاييك والى هذه الفسيفساء البشرية الثرية التى تكوّنت المنطقة منها, والأصول المشتركة لأغلبها خاصة فى ارتريا حتى يحق لك القول أن الارتريين أخوات وأخوة بشكل ما.
والله ولى التوفيق
د. عبدالله جمع ادريس
الدولة الرسولية ونشاطها البحري
محمد زكريا
من أعظم الدول اليمنية التي بزغ شمسها في سماء اليمن في العصور الوسطى وإن لم يكن أعظمها هي الدولة الرسولية التي بسطت ظلها على اليمن أكثر من مائتي عام . ولقد ذكرها المؤرخون القدامى والمحدثون بأنها كانت دولة حضارية بكل معنى لهذه الكلمة ، فقد وصفها المؤرخ الكبير القاضي إسماعيل بن علي الأكوع بأنها " غرة شادخة في مفرق جبين اليمن في عصرها الإسلامي " . ولقد كان عصرها عصر علم ومعرفة ، وفي عهدها ازدهرت مختلف الفنون ازدهارًا رائعاً وصارت تعز عاصمة الدولة الرسولية ومقر حكم سلاطينها وملوكها قِبلة لجهابذة العلماء ، والفقهاء ، وفطاحل الأدباء والشعراء ، ونوابغ الكتاب ، ويفسر مؤرخنا القاضي إسماعيل الأكوع الأسباب الرئيسة التي جعلت الحياة الثقافية والفكرية وفنونها المتنوعة تزدهر في عهد تلك الدولة ، قائلاً : " ... وما ذاك إلاّ لأن سلاطين وملوك الدولة الرسولية ، كانوا علماء فاهتموا بنشر العلم في ربوع اليمن على نطاق واسع ."
محمد زكريا
حماية سواحلها البحرية
ولقد أجمع المؤرخون القدامى والمحدثون ـــ كما أشرنا في السابق ـــ أن الدولة الرسولية تميزت عن سائر الدول التي تعاقبت على حكم اليمن بأنها أسست قاعدة صلبة وقوية في ميدان العلوم والمعارف ، والفنون المختلفة والمتنوعة ، فأنشأت المدارس التعليمية في شتى المناطق الخاضعة لسلطانها سواء في اليمن أو في مكة المكرمة . ولكن هناك ناحية تاريخية من نواح تلك الدولة لم يتناولها المؤرخين باستفاضة وهي دورها في النشاط البحري المتمثل في الحفاظ على سواحلها اليمنية ، بل نتجرأ ونقول أن تلك الدولة شكلت لنفسها قوى بحرية متحركة أشبه ما تكون بخفر السواحل في وقتنا الراهن هدفها حماية سواحلها البحرية من ( المُجَوّرين ) أي المهربين والقراصنة . ومن نشاطاها البحري أيضاً علاقاتها التجارية الواسعة مع مصر ، وبالرغم من الصراع فيما بينهما على بسط سيطرتهما السياسية على مكة المكرمة لكونها كانت تمثل مركزاً روحيًا كبيراً أمام العالم الإسلامي " وقد تكرر وصول السفراء والتجار بين اليمن ، وتكرر تبادل الهدايا ، حقيقة لقد كان بين الطرفين منافسة سياسية حول السيطرة على مكة المكرمة لأهميتها الدينية لكن هذا لم يؤثر على التبادل التجاري بين الطرفين ، إذ كان كل منهما يشعر بأهمية التكامل بينهما لتحقيق الازدهار لبلديهما " .
علاقاتها مع شرق أفريقيا
وتذكر المصادر الرسولية أن العلاقات التجارية لم تقتصر على مصر فحسب بل كان لسلاطين وملوك الدولة الرسولية علاقات تجارية مع الإمارات والبلدان الواقعة في غرب جنوب البحر الأحمر أي شرق أفريقيا والتي دفعتها الأحداث أن ترتمي في أحضان اليمن ، وصارت الأخيرة لها اليد العُليا والنفوذ السياسي القوي في تلك المناطق الأفريقية . ولقد حاولت مصر أن تدس أنفها في تلك المناطق إلا أنها فشلت في ذلك فشلاً ذريعًا بسبب قرب تلك البلدان من اليمن ، وبُعدها الجغرافي عن مصر ، في الوقت التي تمكنت مصر من بسط سيطرتها على مكة المكرمة من خلال أشرافها . ومن العلاقات التجارية الأخرى التي ارتبطت بها الدولة الرسولية هي علاقاتها مع الصين ، والهند وتحديدًا في عهد حكم الملك الناصر أحمد بن إسماعيل المتوفى ( 827 هـ / 1424م ) . كل تلك الصور والمشاهد سنعرضها بإسهاب بعد قليل .
مخطوطة نادرة
ويذكر الدكتور سيد مصطفى سالم ، بأنه اطلع على مخطوطة قيمة ونادرة بعنوان
( تاريخ اليمن في الدولة الرسولية ) قام بتحقيقها ونشرها الباحث الياباني
( هيكوايشي يا جيما ) " فهي تحتوي على كثير من النتف الإخبارية التي تشير إلى العلاقات الخارجية والتجارية للرسوليين وإلى نشاطهم البحري ضد المُجَوّرين
( أي المهربين والقراصنة ) . والحقيقة لقد كانت تلك العلاقات التجارية سواء مع مصر أو البلدان الواقعة في الساحل الغربي للبحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) ، أو مع الهند ، والصين ، كان يتطلب من سلاطين وملوك الدولة الرسولية جهودًا كبيرة في حماية سواحلها ضد تهريب البضائع من قبل المُجَوّرين المهربين والقراصنة إلى داخل المدينة دون المرور بموانئ الجمارك لدفع العشور المقررة عليها . " لذلك كان على حكامه أن يؤمنوا سواحلهم ضد " المُجَوّرين
( أي المهربين والقراصنة) . وتتحدث المخطوطة بالتفصيل عن مطاردة الدولة الرسولية لسفن المهربين والقراصنة والتي نجحت في ذلك نجاحاً كبيراً وفي بعض الأحيان كانت تتعرض سفن الدولة للخطر من جراء مطاردة هؤلاء المُجَوّرين .
مطاردة المهربين
على أية حال ، تصف المخطوطة بعض المشاهد والصور في مطاردة الدولة الرسولية لهؤلاء المهربين والقراصنة بأنها تمكنت القوى البحرية للدولة من القبض على سفينة مهربة من قبل القراصنة ، جنحت على شاطئ جزيرة ( الزّقر ) ، فطلبوا من الجند إنقاذهم . ولقد كان على ظهرها الكثير من السلع والبضائع الغالية والنفيسة كانت تحتوي على " القماش , والزعفران ، والجوخ ،
محمد زكريا
من أعظم الدول اليمنية التي بزغ شمسها في سماء اليمن في العصور الوسطى وإن لم يكن أعظمها هي الدولة الرسولية التي بسطت ظلها على اليمن أكثر من مائتي عام . ولقد ذكرها المؤرخون القدامى والمحدثون بأنها كانت دولة حضارية بكل معنى لهذه الكلمة ، فقد وصفها المؤرخ الكبير القاضي إسماعيل بن علي الأكوع بأنها " غرة شادخة في مفرق جبين اليمن في عصرها الإسلامي " . ولقد كان عصرها عصر علم ومعرفة ، وفي عهدها ازدهرت مختلف الفنون ازدهارًا رائعاً وصارت تعز عاصمة الدولة الرسولية ومقر حكم سلاطينها وملوكها قِبلة لجهابذة العلماء ، والفقهاء ، وفطاحل الأدباء والشعراء ، ونوابغ الكتاب ، ويفسر مؤرخنا القاضي إسماعيل الأكوع الأسباب الرئيسة التي جعلت الحياة الثقافية والفكرية وفنونها المتنوعة تزدهر في عهد تلك الدولة ، قائلاً : " ... وما ذاك إلاّ لأن سلاطين وملوك الدولة الرسولية ، كانوا علماء فاهتموا بنشر العلم في ربوع اليمن على نطاق واسع ."
محمد زكريا
حماية سواحلها البحرية
ولقد أجمع المؤرخون القدامى والمحدثون ـــ كما أشرنا في السابق ـــ أن الدولة الرسولية تميزت عن سائر الدول التي تعاقبت على حكم اليمن بأنها أسست قاعدة صلبة وقوية في ميدان العلوم والمعارف ، والفنون المختلفة والمتنوعة ، فأنشأت المدارس التعليمية في شتى المناطق الخاضعة لسلطانها سواء في اليمن أو في مكة المكرمة . ولكن هناك ناحية تاريخية من نواح تلك الدولة لم يتناولها المؤرخين باستفاضة وهي دورها في النشاط البحري المتمثل في الحفاظ على سواحلها اليمنية ، بل نتجرأ ونقول أن تلك الدولة شكلت لنفسها قوى بحرية متحركة أشبه ما تكون بخفر السواحل في وقتنا الراهن هدفها حماية سواحلها البحرية من ( المُجَوّرين ) أي المهربين والقراصنة . ومن نشاطاها البحري أيضاً علاقاتها التجارية الواسعة مع مصر ، وبالرغم من الصراع فيما بينهما على بسط سيطرتهما السياسية على مكة المكرمة لكونها كانت تمثل مركزاً روحيًا كبيراً أمام العالم الإسلامي " وقد تكرر وصول السفراء والتجار بين اليمن ، وتكرر تبادل الهدايا ، حقيقة لقد كان بين الطرفين منافسة سياسية حول السيطرة على مكة المكرمة لأهميتها الدينية لكن هذا لم يؤثر على التبادل التجاري بين الطرفين ، إذ كان كل منهما يشعر بأهمية التكامل بينهما لتحقيق الازدهار لبلديهما " .
علاقاتها مع شرق أفريقيا
وتذكر المصادر الرسولية أن العلاقات التجارية لم تقتصر على مصر فحسب بل كان لسلاطين وملوك الدولة الرسولية علاقات تجارية مع الإمارات والبلدان الواقعة في غرب جنوب البحر الأحمر أي شرق أفريقيا والتي دفعتها الأحداث أن ترتمي في أحضان اليمن ، وصارت الأخيرة لها اليد العُليا والنفوذ السياسي القوي في تلك المناطق الأفريقية . ولقد حاولت مصر أن تدس أنفها في تلك المناطق إلا أنها فشلت في ذلك فشلاً ذريعًا بسبب قرب تلك البلدان من اليمن ، وبُعدها الجغرافي عن مصر ، في الوقت التي تمكنت مصر من بسط سيطرتها على مكة المكرمة من خلال أشرافها . ومن العلاقات التجارية الأخرى التي ارتبطت بها الدولة الرسولية هي علاقاتها مع الصين ، والهند وتحديدًا في عهد حكم الملك الناصر أحمد بن إسماعيل المتوفى ( 827 هـ / 1424م ) . كل تلك الصور والمشاهد سنعرضها بإسهاب بعد قليل .
مخطوطة نادرة
ويذكر الدكتور سيد مصطفى سالم ، بأنه اطلع على مخطوطة قيمة ونادرة بعنوان
( تاريخ اليمن في الدولة الرسولية ) قام بتحقيقها ونشرها الباحث الياباني
( هيكوايشي يا جيما ) " فهي تحتوي على كثير من النتف الإخبارية التي تشير إلى العلاقات الخارجية والتجارية للرسوليين وإلى نشاطهم البحري ضد المُجَوّرين
( أي المهربين والقراصنة ) . والحقيقة لقد كانت تلك العلاقات التجارية سواء مع مصر أو البلدان الواقعة في الساحل الغربي للبحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) ، أو مع الهند ، والصين ، كان يتطلب من سلاطين وملوك الدولة الرسولية جهودًا كبيرة في حماية سواحلها ضد تهريب البضائع من قبل المُجَوّرين المهربين والقراصنة إلى داخل المدينة دون المرور بموانئ الجمارك لدفع العشور المقررة عليها . " لذلك كان على حكامه أن يؤمنوا سواحلهم ضد " المُجَوّرين
( أي المهربين والقراصنة) . وتتحدث المخطوطة بالتفصيل عن مطاردة الدولة الرسولية لسفن المهربين والقراصنة والتي نجحت في ذلك نجاحاً كبيراً وفي بعض الأحيان كانت تتعرض سفن الدولة للخطر من جراء مطاردة هؤلاء المُجَوّرين .
مطاردة المهربين
على أية حال ، تصف المخطوطة بعض المشاهد والصور في مطاردة الدولة الرسولية لهؤلاء المهربين والقراصنة بأنها تمكنت القوى البحرية للدولة من القبض على سفينة مهربة من قبل القراصنة ، جنحت على شاطئ جزيرة ( الزّقر ) ، فطلبوا من الجند إنقاذهم . ولقد كان على ظهرها الكثير من السلع والبضائع الغالية والنفيسة كانت تحتوي على " القماش , والزعفران ، والجوخ ،
والنقد ما يزيد على مائة ألف دينار ، وتصدق به مولانا السلطان الجميع على العسكر والأمراء والمقدمين .. وعرضوا الأسارى ( الأسرى ) , وكانوا يزيدون على خمسين نفرًا على نظر مولانا السلطان فعفا عنهم وأطلقهم وكان ذلك من شيمه الجميلة " . ويبدو أن السلطان ألرسولي أراد من وراء توزيع البضائع والسلع المهربة على كبار العسكر تشجيعهم على مطاردة هؤلاء المهربين والقراصنة الذين يتسللون إلى سواحل الدولة من ورائها . واللافت للنظر ، أن السلطان الرسولي أطلق سراح المهربين بسبب أنهم سلموا البضائع والسلع المهربة إلى سلطات الدولة من تلقاء أنفسهم . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم ، بقوله : " و تكررت ظاهرة العفو عن المُجَوّرين طالما أنهم كانوا يسلمون أنفسهم للسلطات ، فقد " اتفق أنه وصل العلم بوصول مراكب المُجَوّرين إلى بندر المخا ، وطلبوا من مولانا السلطان الذمة والأمان ، فلما علم السلطان بذلك تعطف عليهم بالشفقة والذمة .. فطابت نفوسهم وتخلوا ما معهم من التحف ووصلوا إلى الباب الشريف في زبيد المحروس ، فقابلهم مولانا بكل خير وتغضى على قبيح فعلهم ، ولازالت عوائده جميلة ، ومراحمه جسيمة .. وذلك في شهر محرم الحرام سنة 833 هـ ( 1429م ) " . والجدير ذكره أن تلك الأحداث التي شهدناها حول مطاردة السلطات الرسولية , وعفوا السلطان لهؤلاء المهربين والقراصنة كانت في عهد السلطان الملك المنصور عبد الله بن الناصر أحمد بن الأشرف المتوفى سنة ( 830 هـ / 1427 م ) ، وتصفه المصادر أنه " كان ذا رأي وتدبير لسياسة المُلك جوادًا شجاعًا مُمدحاً محباُ للفقهاء " .
معارك بحرية ضارية
والحقيقة أن مطاردة المهربين والقراصنة في عرض البحر كان خطيراً جسيماً على القوى البحرية الرسولية حيث تتعرض في بعض الأحيان تلك السفن التابعة لها التي كانت تسمى الناصرية ، والديوانية إلى الحريق والغرق , فقد حدث في عهد حكم السلطان الملك المنصور أن أغرق المُجَوّرين سفينة بعد حرقها بعد أن دارت معركة حامية الوطيس بين سفينة القراصنة وسفينة الدولة في عرض البحر " غير أن هذه المعركة قد أدت إلى حرق السفينتين معًا وغرقهما ، وموت أغلب الراكبين بما فيهم النقيب مسعود ـــ وهو من كبار القوى البحرية المطاردة للقراصنة ـــ " . وتستمر المخطوطة في سرد حوادث مطاردة المهربين والقراصنة من قبل السلطات الرسولية والتي كانت جادة في القضاء على هؤلاء المهربين أو المُجَوّرين الذين تهربوا من دفع العشور على السلع والبضائع التي في حوزتهم على ظهر سفنهم . ولقد تمكنت السلطات البحرية الرسولية من القبض على سفينة تابعة من المُجَوّرين كانت تحمل على ظهرها " أصناف البهار ، والبزّ العالي ... والحرير .... وغير ذلك بما يزيد على مائة ألف دينار وذلك بسعادة مولانا السلطان نصره الله ... وأمر أنّ يتقدم بالمركب وما فيه من الحمل إلى البندر الجديد بزبيد المحروس " .
سفن حربية
ويطرح سيد مصطفى سالم سؤالاً مثيراً وهو هل كانت السلطات البحرية الرسولية تمتلك سفن حربية لمحاربة ومطاردة المُجَوّرين أي المهربين والقراصنة ؟ . ولكنه يميل إلى أن السلطات كانت تمتلك سفن حربية خاصة لمطاردة سفن هؤلاء القراصنة والمهربين ، ونورد ما ذكره في تلك المسألة ، فيقول " وقد يلفت النظر بعض التعبيرات الخاصة بالسفن ، فقد نعت بعضها " بمركب الديوان "
" وبالمركب الناصري " ، ولا ندري هل كانت هذه السفن سفناً حربية تابعة للدولة من أجل حراسة السواحل اليمنية ؟ وخاصة أن قائد المركب الناصري هو الذي أمر بإطلاق النفط على سفينة المُجَوّرين ، فاحترقت المركبتان معاً بسبب قربهما من بعض ، وبسبب امتداد لسان اللهب من إحداهما إلى الأخرى ، أم كانت سفناً كذلك فلماذا حملت كمية من النفط ؟ .
حماية اقتصادها
والحقيقة إنّ حراسة وحماية السواحل من قبل الدولة الرسولية لدليل واضح وقاطع أنها كانت حريصة على حماية اقتصادها من عبث هؤلاء المُجَوّرين المهربين والقراصنة الذين يتهربون من دفع العشور المقررة على البضائع والسلع المقررة عليها ـــ كما قلنا سابقاً ـــ . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم ، إذ يقول : " كانت هي الصورة العامة لتلك الدولة القوية التي ظهرت في اليمن منذ ظهور الإسلام ، والتي أعطت التفاتاً خاصاً لسواحله ، واستغلالاً طيبًا لموقعه " . ويعتبر حماية الدولة الرسولية لسواحلها وجه من وجوه نشاطها البحري إلى جانب وجه آخر من وجوه النشاط البحري المتمثل بعلاقاتها التجارية مع مصر ، شرق أفريقيا أو الجنوب الغربي للبحر الأحمر ، والهند ، والصين والتي سنوردها بعد قليل باستفاضة .
ازدهار ميناء عدن
إن الدولة الرسولية ( 626 ـــ 858 هـ / 1228 ـــ 1454م ) التي كانت امتدادًا للدولة الأيوبية في اليمن ( 569 ـــ 627 هـ / 1173 ـــ 1229م ) نهجت نفس منهج بني أيوب في محاربة ومطاردة القراصنة بهدف الحفاظ على مصالحها الاقتصادية من ناحية وهيبتها السياسية من ناحية أخرى .
معارك بحرية ضارية
والحقيقة أن مطاردة المهربين والقراصنة في عرض البحر كان خطيراً جسيماً على القوى البحرية الرسولية حيث تتعرض في بعض الأحيان تلك السفن التابعة لها التي كانت تسمى الناصرية ، والديوانية إلى الحريق والغرق , فقد حدث في عهد حكم السلطان الملك المنصور أن أغرق المُجَوّرين سفينة بعد حرقها بعد أن دارت معركة حامية الوطيس بين سفينة القراصنة وسفينة الدولة في عرض البحر " غير أن هذه المعركة قد أدت إلى حرق السفينتين معًا وغرقهما ، وموت أغلب الراكبين بما فيهم النقيب مسعود ـــ وهو من كبار القوى البحرية المطاردة للقراصنة ـــ " . وتستمر المخطوطة في سرد حوادث مطاردة المهربين والقراصنة من قبل السلطات الرسولية والتي كانت جادة في القضاء على هؤلاء المهربين أو المُجَوّرين الذين تهربوا من دفع العشور على السلع والبضائع التي في حوزتهم على ظهر سفنهم . ولقد تمكنت السلطات البحرية الرسولية من القبض على سفينة تابعة من المُجَوّرين كانت تحمل على ظهرها " أصناف البهار ، والبزّ العالي ... والحرير .... وغير ذلك بما يزيد على مائة ألف دينار وذلك بسعادة مولانا السلطان نصره الله ... وأمر أنّ يتقدم بالمركب وما فيه من الحمل إلى البندر الجديد بزبيد المحروس " .
سفن حربية
ويطرح سيد مصطفى سالم سؤالاً مثيراً وهو هل كانت السلطات البحرية الرسولية تمتلك سفن حربية لمحاربة ومطاردة المُجَوّرين أي المهربين والقراصنة ؟ . ولكنه يميل إلى أن السلطات كانت تمتلك سفن حربية خاصة لمطاردة سفن هؤلاء القراصنة والمهربين ، ونورد ما ذكره في تلك المسألة ، فيقول " وقد يلفت النظر بعض التعبيرات الخاصة بالسفن ، فقد نعت بعضها " بمركب الديوان "
" وبالمركب الناصري " ، ولا ندري هل كانت هذه السفن سفناً حربية تابعة للدولة من أجل حراسة السواحل اليمنية ؟ وخاصة أن قائد المركب الناصري هو الذي أمر بإطلاق النفط على سفينة المُجَوّرين ، فاحترقت المركبتان معاً بسبب قربهما من بعض ، وبسبب امتداد لسان اللهب من إحداهما إلى الأخرى ، أم كانت سفناً كذلك فلماذا حملت كمية من النفط ؟ .
حماية اقتصادها
والحقيقة إنّ حراسة وحماية السواحل من قبل الدولة الرسولية لدليل واضح وقاطع أنها كانت حريصة على حماية اقتصادها من عبث هؤلاء المُجَوّرين المهربين والقراصنة الذين يتهربون من دفع العشور المقررة على البضائع والسلع المقررة عليها ـــ كما قلنا سابقاً ـــ . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم ، إذ يقول : " كانت هي الصورة العامة لتلك الدولة القوية التي ظهرت في اليمن منذ ظهور الإسلام ، والتي أعطت التفاتاً خاصاً لسواحله ، واستغلالاً طيبًا لموقعه " . ويعتبر حماية الدولة الرسولية لسواحلها وجه من وجوه نشاطها البحري إلى جانب وجه آخر من وجوه النشاط البحري المتمثل بعلاقاتها التجارية مع مصر ، شرق أفريقيا أو الجنوب الغربي للبحر الأحمر ، والهند ، والصين والتي سنوردها بعد قليل باستفاضة .
ازدهار ميناء عدن
إن الدولة الرسولية ( 626 ـــ 858 هـ / 1228 ـــ 1454م ) التي كانت امتدادًا للدولة الأيوبية في اليمن ( 569 ـــ 627 هـ / 1173 ـــ 1229م ) نهجت نفس منهج بني أيوب في محاربة ومطاردة القراصنة بهدف الحفاظ على مصالحها الاقتصادية من ناحية وهيبتها السياسية من ناحية أخرى .
وكما هو معروف أن العلاقات التجارية بين الدولة الأيوبية في اليمن والهند كانت علاقة متميزة وقوية , وخصوصًا أن بني أيوب عندما سيطروا على عدن بعد أن أزالوا حكم بني زريع منها ، اهتموا اهتماما بالغا بمينائها والذي شهد تطوراً وازدهاراً كبيرًا وواسعاً في عهدهم حيث ارتفعت إيرادات الميناء بشكل كبير عما كان عليه في السابق . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم ، قائلاً : " ومن المعروف أن الأيوبيين قد اهتموا بتنمية ميناء عدن بعد دخولهم اليمن ، فارتفعت إيراداته إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه في العهد السابق عليه " .
من سقطرى
وكان من جراء تحسين أداء ميناء عدن أن ازدادت الحركة التجارية فيه وخصوصاً مع الهند ولكن كان من جراء ذلك أن تربص القراصنة بالسفن القادمة من الهند إلى عدن المحملة بالبضائع والسلع التجارية النفيسة والغالية الثمن مثل التوابل ، والأرز ، ومنتجات الهند المختلفة والمتنوعة الهامة وغيرها . فكان المُجَوّرون أي المهربين والقراصنة الهنود يقطعون الطريق البحرية على تلك السفن . فقد كانوا ينطلقون من جزيرة سقطرى كقاعدة لنهب وسلب تلك السفن الآتية من الهند إلى عدن ــ كما سبق وأن أشرنا ـــ . ويقول الدكتور محمد كريم الشمري في كتابه ( عدن دراسة في أحوالها السياسية والاقتصادية ) : " وبرغم استمرار العلاقات التجارية بصورة نشيطة بين عدن والهند إلا أنّ الطريق التجارية كانت عرضة لهجوم القراصنة الهنود الذين اتخذوا من جزيرة سقطرى مخبأ لهم ، فعرضوا طريق التجارة للأخطار والمخاوف المستمرة " .
الحد من نشاط القراصنة
وكان من الطبيعي أن يكون رد الدولة الأيوبية في اليمن حاسماً وقوياً ضد هؤلاء القراصنة الهنود الذين أثاروا الخوف والذعر الكبيرين بين السفن التجارية التي كانت تمخر عباب البحر العربي القادمة من الهند إلى عدن ـــ كما أسلفنا ــ . وجمدوا حركة النشاط التجاري بين اليمن بصورة عامة وعدن بصفة خاصة لمدة عام . " وقد أدى ذلك في الحال إلى قيام السلطان طغتكين بن أيوب بإرسال الشوافي ( من أنواع السفن الحربية ) لحماية التجار من السراق ( القراصنة ) نظير فرض عشور جديدة على البضائع عرفت بعشور الشواني ، وقام الأتابك سنقر أمير عدن بتجريد حملة على جزيرة سقطرة استخدم فيها الشواني . ولقد نجحت الدولة الأيوبية في اليمن من الحد من نشاط القراصنة الذين كانوا ينطلقون من جزيرة سقطرة لنهب السفن التجارية وسلبها من بضائعها وسلعها القادمة من الهند ـــ كما أسلفنا ـــ .
النفوذ الرسولي في الهند
ويميط اللثام المؤرخ عبد الله أحمد محيرز في كتابه بعنوان
( رحلات الصينيين الكبرى إلى البحر العربي ) حول مسألة تاريخية جديرة بالاهتمام والعناية الكبيرين حول نفوذ الدولة الرسولية السياسي على مناطق وإمارات واسعة من الهند . وهنا ربما كان مناسبًا أن نقتبس من كلام عبد الله محيرز حول تلك المسألة التاريخية وهي تأثيرها السياسي القوي في الهند ، فيقول : " وفي هذا الوقت بلغت اليمن مكانة دولية مميزة حتى خطب لملكها في أحد عشر بلداً في الهند ، وجعلت أهل قاليقوط يكتبون إلى الملك الأشرف يبذلون فيه الطاعة له ، ويستأذنونه في إقامة الخطبة له ، إذ : " لم يك يخطب فيها لأحد من ملوك اليمن ولا ملوك مصر ولا من غيرهم " . وكان يخطب بها سابقاً لسلطان دلهي وأمراء هرمز ، ويلتمس أكثر من بلد أن يخطب لأسم سلاطينها فيها ، يصرفون الأموال للفوز بذلك " . ويضيف عبد الله محيرز ، فيقول : " وفر إليه من الهند كوجر شاد ابن فيروز شاد سلطان دلهي سنة 798هـ / 1387م لاجئاً من عمه المتغلب على السلطنة بعد قتل أبيه ، فأجاره وأجرى عليه وأكرمه " . وكان في تلك الفترة التاريخية يحكم اليمن السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل العباس المتوفى سنة ( 803 هـ / 1400م ) الذي دام حكمه 14عاماً شهدت فيه البلاد الاستقرار والأمن والازدهار ، وصفه المؤرخ القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه ( الدولة الرسولية ) ، قائلاً : " فكان آخر سلاطين الدولة الرسولية العظام ".
تشجيع التجارة الهندية
وفي واقع الأمر ، أن العلاقة القوية والمتينة والمتميزة بين اليمن والهند أسبابها الرئيسة تعود إلى الموقع الجغرافي لكلتا البلدين عن الطريق البحري الذي يربط اليمن بصورة عامة وعدن بصورة خاصة بالهند " ... لأن اليمن تقع عند طرف
" الممر الجنوبي " للبحر الأحمر ، وهذا الطريق البحري كان يمثل الخط المباشر والسريع أو الشريان المباشر بين اليمن والهند ، فكانت السفن القادمة من الهند تمخر عباب المحيط الهندي متجه إلى عدن الواقعة في البحر العربي والذي هو امتداد لمياه المحيط الهندي ، ومن العوامل الأخرى التي زادت في توطيد العلاقات التجارية بين اليمن والهند هو بعد نظر حكام بني رسول التجاري في تشجيع التجارة الهندية في بلادهم .
من سقطرى
وكان من جراء تحسين أداء ميناء عدن أن ازدادت الحركة التجارية فيه وخصوصاً مع الهند ولكن كان من جراء ذلك أن تربص القراصنة بالسفن القادمة من الهند إلى عدن المحملة بالبضائع والسلع التجارية النفيسة والغالية الثمن مثل التوابل ، والأرز ، ومنتجات الهند المختلفة والمتنوعة الهامة وغيرها . فكان المُجَوّرون أي المهربين والقراصنة الهنود يقطعون الطريق البحرية على تلك السفن . فقد كانوا ينطلقون من جزيرة سقطرى كقاعدة لنهب وسلب تلك السفن الآتية من الهند إلى عدن ــ كما سبق وأن أشرنا ـــ . ويقول الدكتور محمد كريم الشمري في كتابه ( عدن دراسة في أحوالها السياسية والاقتصادية ) : " وبرغم استمرار العلاقات التجارية بصورة نشيطة بين عدن والهند إلا أنّ الطريق التجارية كانت عرضة لهجوم القراصنة الهنود الذين اتخذوا من جزيرة سقطرى مخبأ لهم ، فعرضوا طريق التجارة للأخطار والمخاوف المستمرة " .
الحد من نشاط القراصنة
وكان من الطبيعي أن يكون رد الدولة الأيوبية في اليمن حاسماً وقوياً ضد هؤلاء القراصنة الهنود الذين أثاروا الخوف والذعر الكبيرين بين السفن التجارية التي كانت تمخر عباب البحر العربي القادمة من الهند إلى عدن ـــ كما أسلفنا ــ . وجمدوا حركة النشاط التجاري بين اليمن بصورة عامة وعدن بصفة خاصة لمدة عام . " وقد أدى ذلك في الحال إلى قيام السلطان طغتكين بن أيوب بإرسال الشوافي ( من أنواع السفن الحربية ) لحماية التجار من السراق ( القراصنة ) نظير فرض عشور جديدة على البضائع عرفت بعشور الشواني ، وقام الأتابك سنقر أمير عدن بتجريد حملة على جزيرة سقطرة استخدم فيها الشواني . ولقد نجحت الدولة الأيوبية في اليمن من الحد من نشاط القراصنة الذين كانوا ينطلقون من جزيرة سقطرة لنهب السفن التجارية وسلبها من بضائعها وسلعها القادمة من الهند ـــ كما أسلفنا ـــ .
النفوذ الرسولي في الهند
ويميط اللثام المؤرخ عبد الله أحمد محيرز في كتابه بعنوان
( رحلات الصينيين الكبرى إلى البحر العربي ) حول مسألة تاريخية جديرة بالاهتمام والعناية الكبيرين حول نفوذ الدولة الرسولية السياسي على مناطق وإمارات واسعة من الهند . وهنا ربما كان مناسبًا أن نقتبس من كلام عبد الله محيرز حول تلك المسألة التاريخية وهي تأثيرها السياسي القوي في الهند ، فيقول : " وفي هذا الوقت بلغت اليمن مكانة دولية مميزة حتى خطب لملكها في أحد عشر بلداً في الهند ، وجعلت أهل قاليقوط يكتبون إلى الملك الأشرف يبذلون فيه الطاعة له ، ويستأذنونه في إقامة الخطبة له ، إذ : " لم يك يخطب فيها لأحد من ملوك اليمن ولا ملوك مصر ولا من غيرهم " . وكان يخطب بها سابقاً لسلطان دلهي وأمراء هرمز ، ويلتمس أكثر من بلد أن يخطب لأسم سلاطينها فيها ، يصرفون الأموال للفوز بذلك " . ويضيف عبد الله محيرز ، فيقول : " وفر إليه من الهند كوجر شاد ابن فيروز شاد سلطان دلهي سنة 798هـ / 1387م لاجئاً من عمه المتغلب على السلطنة بعد قتل أبيه ، فأجاره وأجرى عليه وأكرمه " . وكان في تلك الفترة التاريخية يحكم اليمن السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل العباس المتوفى سنة ( 803 هـ / 1400م ) الذي دام حكمه 14عاماً شهدت فيه البلاد الاستقرار والأمن والازدهار ، وصفه المؤرخ القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه ( الدولة الرسولية ) ، قائلاً : " فكان آخر سلاطين الدولة الرسولية العظام ".
تشجيع التجارة الهندية
وفي واقع الأمر ، أن العلاقة القوية والمتينة والمتميزة بين اليمن والهند أسبابها الرئيسة تعود إلى الموقع الجغرافي لكلتا البلدين عن الطريق البحري الذي يربط اليمن بصورة عامة وعدن بصورة خاصة بالهند " ... لأن اليمن تقع عند طرف
" الممر الجنوبي " للبحر الأحمر ، وهذا الطريق البحري كان يمثل الخط المباشر والسريع أو الشريان المباشر بين اليمن والهند ، فكانت السفن القادمة من الهند تمخر عباب المحيط الهندي متجه إلى عدن الواقعة في البحر العربي والذي هو امتداد لمياه المحيط الهندي ، ومن العوامل الأخرى التي زادت في توطيد العلاقات التجارية بين اليمن والهند هو بعد نظر حكام بني رسول التجاري في تشجيع التجارة الهندية في بلادهم .
وفي هذا الصدد ، يقول الدكتور سيد مصطفى سالم : " وقد وضح خلال هذا المخطوط ( ويقصد المخطوط الذي حمل عنوان تاريخ اليمن في الدولة الرسولية ) معاملة البضائع الهندية في الجمارك ، فقد : " وصل الناخوذة كروة صحبة القاضي رضى الدين وبرز المرسوم العالي إلى القاضي رضى الدين بأن لا يؤخذ من تجار كاليقوت غير العشور ، وسمح لهم نصره الله تعالى القواعد وغيرها ، وهذا غاية الرفق والإحسان من مولانا السلطان على التجار ، وكسى الناخوذة كسوة فاخرة ، وسمح له مولانا السلطان شيئاً من العشور ، وطابت خواطر التجار بما يصدق به مولانا السلطان عليهم ، وما بذله من العدل والإنصاف والرفق بسائر المتسببين ، كان ذلك يوم الاثنين 9 شهر ذي الحجة سنة 836 هـ ( 1432م ) " . وفي تلك الفترة التاريخية كان يحكم اليمن السلطان الملك الظاهر يحيى بن الأشرف إسماعيل المتوفى
( 842 هـ / 1439م ) .
مع شرق أفريقيا
ومثلما كانت العلاقات التجارية والنفوذ السياسي للدولة الرسولية في اليمن قوية في الهند ــ كما أشرنا في السابق ـــ ، كانت أيضاً علاقاتها الاقتصادية والسياسية مزدهرة وقوية مع بلدان الساحل الغربي للبحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) . ولقد استخدم الدكتور سيد مصطفى سالم في وصف العلاقة مع باقي أجزاء حوض جنوب البحر الأحمر وتحديدًا مع البلدان الواقعة في الساحل الغربي للبحر الأحمر بكلمة ( عميقة ) وهذا دليل على مدى قوة ومتانة علاقة اليمن مع دول شرق أفريقيا في تلك الفترة التاريخية ( العصور الوسطى ) . ويسرد سيد مصطفى سالم معلومات متفرقة عن أخبار تلك العلاقات القوية بين اليمن والساحل الغربي للبحر الأحمر ، جاء فيها ما يلي : " فقد وصل السفراء من الحبشة بالهدية العظيمة والتحف الغريبة في شهر شوال سنة 770هـ ( 1368م ) ، ووردت أخبار كذلك عن وصول هدايا وتحف من صاحب دهلك إلى الباب الشريف وذلك في شعبان الكريم من سنة 779هـ ( 1377م ) , وفي العام التالي وصلت هدية صاحب دنكل إلى الأبواب الشريفة في اليوم 25 من شهر ربيع الآخر سنة 780هـ ( 1378م ) ، ثم وصول هدية صاحب دهلك ، فيل ووحوش ، وأنواع الغرائب في سنة 787هـ ( 1385م ). وبعد قليل وصلت هدية من أرض الزنج فيها من العجائب التي لم يدخل أرض اليمن مثلها وذلك في اليوم 28 شهر شوال المبارك سنة 790 هـ ( 1388م ) " .
دورها السياسي
والحقيقة أن العلاقة المتينة والقوية في المجال الاقتصادي بين الدولة الرسولية والساحل الغربي الجنوبي للبحر الأحمر لم تقف عند تلك الحدود بل تعدت إلى العلاقات السياسية وبتعبير آخر أن اليمن صار له دور سياسيً قويً في الساحل الغربي للبحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم قائلا : " ويبدو أن النفوذ الاقتصادي لليمن في الساحل الغربي للبحر الأحمر قد تحول إلى نفوذ سياسي ، فقد وصل ولد سعد الدين صاحب الحبشة بهدية إلى الباب الشريف ( يقصد الملك الرسولي ) بتعز المحروس ، وطلب النصرة على الكافر الحطى ، فقابله السلطان الملك الناصر بكل خير وكساه وأنعم عليه ، ووعده بالنصر نهار الجمعة 13 من شهر القعدة سنة 811هـ ( 1408م ) " . ويعقب سيد مصطفى سالم حول أسباب تفجر تلك المنازعات بين الحكام في الساحل الغربي للبحر الأحمر ، قائلاً : " ويبدو أن ذلك يرجع إلى الحروب المستمرة بين الولايات الإسلامية ــ التي كانت تسمى إمارات الطراز لإحاطتها بهضبة الحبشة ـــ وبين الولايات المسيحية التي تقطن تلك الحبشة " . و يسترسل سيد مصطفى سالم : " وقد تكرر ذلك بعد سنوات قليلة إذ استنجد سلطان دهلك عند خلعه ، فقد وصل صاحب دهلك الباب الشريف مستنجدًا بمولانا السلطان الملك الناصر قدس الله روحه على إخوته كونهم أخرجوه من البلد ، وكان الحكم له دونهم قبل ذلك " .
اليمن وزيلع
بل وصل الأمر ، أن اليمن امتدت سيطرتها السياسية على زيلع الأفريقية ، فقد أرسل الملك الناصر أحمد الرسولي حملة عسكرية إلى زيلع . وفي الحقيقة أن المصادر التاريخية لم تذكر أسباب تلك الحملة اليمنية على تلك المنطقة ، ولكن من المحتمل أن حاكم زيلع حاول التمرد ، والانسلاخ من النفوذ اليمني. ودليل ذلك أن بعد تلك الجريدة ( الحملة ) العسكرية على زيلع في سنة ( 826هـ / 1422م ) في عهد الملك الناصر أحمد أن عادات العلاقات قوية كسابقتها . وهذا ما أكدته جملة الدكتور سيد مصطفى سالم: " وقد عادت العلاقات مع دهلك ثانية ".
مع الصين
تقول المصادر الرسولية ، أنّ العلاقات التجارية اليمنية الصينية شهدت ازدهرت ازدهاراً كبيراً في عهد حكم السلطان الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل
( 803 ــ 827هـ / 1400 ـــ 1424م ) الذي حكم اليمن قرابة 24عاماً . وفي فترة حكمه زار الأسطول الصيني عدن مرتين , والمرة الأخيرة في عهد السلطان الملك الظاهر يحيى بن الأشرف إسماعيل الذي تقلد مقاليد الحكم بعد وفاة السلطان الملك الناصر أحمد .
( 842 هـ / 1439م ) .
مع شرق أفريقيا
ومثلما كانت العلاقات التجارية والنفوذ السياسي للدولة الرسولية في اليمن قوية في الهند ــ كما أشرنا في السابق ـــ ، كانت أيضاً علاقاتها الاقتصادية والسياسية مزدهرة وقوية مع بلدان الساحل الغربي للبحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) . ولقد استخدم الدكتور سيد مصطفى سالم في وصف العلاقة مع باقي أجزاء حوض جنوب البحر الأحمر وتحديدًا مع البلدان الواقعة في الساحل الغربي للبحر الأحمر بكلمة ( عميقة ) وهذا دليل على مدى قوة ومتانة علاقة اليمن مع دول شرق أفريقيا في تلك الفترة التاريخية ( العصور الوسطى ) . ويسرد سيد مصطفى سالم معلومات متفرقة عن أخبار تلك العلاقات القوية بين اليمن والساحل الغربي للبحر الأحمر ، جاء فيها ما يلي : " فقد وصل السفراء من الحبشة بالهدية العظيمة والتحف الغريبة في شهر شوال سنة 770هـ ( 1368م ) ، ووردت أخبار كذلك عن وصول هدايا وتحف من صاحب دهلك إلى الباب الشريف وذلك في شعبان الكريم من سنة 779هـ ( 1377م ) , وفي العام التالي وصلت هدية صاحب دنكل إلى الأبواب الشريفة في اليوم 25 من شهر ربيع الآخر سنة 780هـ ( 1378م ) ، ثم وصول هدية صاحب دهلك ، فيل ووحوش ، وأنواع الغرائب في سنة 787هـ ( 1385م ). وبعد قليل وصلت هدية من أرض الزنج فيها من العجائب التي لم يدخل أرض اليمن مثلها وذلك في اليوم 28 شهر شوال المبارك سنة 790 هـ ( 1388م ) " .
دورها السياسي
والحقيقة أن العلاقة المتينة والقوية في المجال الاقتصادي بين الدولة الرسولية والساحل الغربي الجنوبي للبحر الأحمر لم تقف عند تلك الحدود بل تعدت إلى العلاقات السياسية وبتعبير آخر أن اليمن صار له دور سياسيً قويً في الساحل الغربي للبحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم قائلا : " ويبدو أن النفوذ الاقتصادي لليمن في الساحل الغربي للبحر الأحمر قد تحول إلى نفوذ سياسي ، فقد وصل ولد سعد الدين صاحب الحبشة بهدية إلى الباب الشريف ( يقصد الملك الرسولي ) بتعز المحروس ، وطلب النصرة على الكافر الحطى ، فقابله السلطان الملك الناصر بكل خير وكساه وأنعم عليه ، ووعده بالنصر نهار الجمعة 13 من شهر القعدة سنة 811هـ ( 1408م ) " . ويعقب سيد مصطفى سالم حول أسباب تفجر تلك المنازعات بين الحكام في الساحل الغربي للبحر الأحمر ، قائلاً : " ويبدو أن ذلك يرجع إلى الحروب المستمرة بين الولايات الإسلامية ــ التي كانت تسمى إمارات الطراز لإحاطتها بهضبة الحبشة ـــ وبين الولايات المسيحية التي تقطن تلك الحبشة " . و يسترسل سيد مصطفى سالم : " وقد تكرر ذلك بعد سنوات قليلة إذ استنجد سلطان دهلك عند خلعه ، فقد وصل صاحب دهلك الباب الشريف مستنجدًا بمولانا السلطان الملك الناصر قدس الله روحه على إخوته كونهم أخرجوه من البلد ، وكان الحكم له دونهم قبل ذلك " .
اليمن وزيلع
بل وصل الأمر ، أن اليمن امتدت سيطرتها السياسية على زيلع الأفريقية ، فقد أرسل الملك الناصر أحمد الرسولي حملة عسكرية إلى زيلع . وفي الحقيقة أن المصادر التاريخية لم تذكر أسباب تلك الحملة اليمنية على تلك المنطقة ، ولكن من المحتمل أن حاكم زيلع حاول التمرد ، والانسلاخ من النفوذ اليمني. ودليل ذلك أن بعد تلك الجريدة ( الحملة ) العسكرية على زيلع في سنة ( 826هـ / 1422م ) في عهد الملك الناصر أحمد أن عادات العلاقات قوية كسابقتها . وهذا ما أكدته جملة الدكتور سيد مصطفى سالم: " وقد عادت العلاقات مع دهلك ثانية ".
مع الصين
تقول المصادر الرسولية ، أنّ العلاقات التجارية اليمنية الصينية شهدت ازدهرت ازدهاراً كبيراً في عهد حكم السلطان الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل
( 803 ــ 827هـ / 1400 ـــ 1424م ) الذي حكم اليمن قرابة 24عاماً . وفي فترة حكمه زار الأسطول الصيني عدن مرتين , والمرة الأخيرة في عهد السلطان الملك الظاهر يحيى بن الأشرف إسماعيل الذي تقلد مقاليد الحكم بعد وفاة السلطان الملك الناصر أحمد .
ويشير عبد الله محيرز تواريخ زيارة البعثة الصينية التجارية لعدن مرتين المرة الأولى سنة ( 820 ـــ 822 هـ / 1417 ـــ 1419م ) ، وبالنسبة للرحلة الثانية ، فقد كانت في
( 824 ــ 825 هـ /1421 ــ 1422م ) وأما الرحلة الثالثة والأخيرة كانت في (834 ـــ 837 هـ / 1431ـ 1433م) ويشير عبد الله محيرز بأن الرحلة الأخيرة للصينيين كانت فاشلة بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية في عدن وذلك في عهد الملك الظاهر يحيى بن الأشرف إسماعيل ــ كما أسلفنا ـــ , وأشار عبد الله محيرز أيضاً أنه من ضمن ما جاء ذكره عن زيارة البعثة التجارية الصينية لعدن في الرحلات الثلاث أنواع الهداية المقدمة من الإمبراطور الصيني للملك الناصر أحمد ، وهدايا الأخير لإمبراطور الصين رداً على هديته . ويصف عبد الله محيرز مراسيم استقبال البعثة الصينية في الباب الشريف أي في قصر السلطان الملك الناصر أحمد في تعز عاصمة الدولة الرسولية ومقر حكمها في اليمن . فينقل لنا ما قاله المؤرخ ابن الديبع المتوفى ( 944 هـ / 1537م ) حول تصرفات المبعوث الإمبراطوري الصيني إلى السلطان الملك الناصر أحمد ، بأنها تصرفات تدل على الجهل ، والغطرسة : " أن ملك الصين يظن أن الناس عبيده والظاهر أن بهم حمقاً وجهلاً بأحوال البلاد ، وملوكها , إلا فالأدب موجب لمن تحقق من نفسه الكمال أن لا يخاطب غيره ألا باللطف والإجمال " . ولقد دفعت ابن الديبع أن يقول هذا الكلام بسبب الجملة المتغطرسة الذي قالها رسول الإمبراطور الصيني للسلطان الملك الناصر أحمد وهي " سيدك صاحب الصين يسلم عليك ، ويوصيك بالعدل في رعيتك " .
هدايا الإمبراطور الصيني
وعلى أية حال ، الهداية الذي أرسلها الإمبراطور الصيني إلى سلطان وملك الدولة الرسولية في اليمن الناصر أحمد ، " كانت هداية فاخرة فيها : " من أنواع التحف ، والثياب الكمخات المذهبة ، والمسك العال ، والعود الرطب ، والآنية الصيني أنواع كثيرة ، قومت الهدية بعشرين ألف مثقال " .
هدايا الملك الناصر الرسولي
وكان " رد الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل على هدايا الإمبراطور الصيني " من الوحوش كالمها وحمر الوحش ، والأسود المؤلفة ، والفهود المؤدبة , ويضيف عبد الله محيرز ، قائلاً : وكان من أبرز هدايا الناصر إلى إمبراطور الصين هي المها ، والزرافة والأولى اشتهرت بها اليمن ، أما الثانية فلاشك أنها مستوردة من أفريقيا " . ويسترسل في حديثه : " وقد أدهشت الزرافة البلاط الصيني ، وأعجبوا بها إعجاباً صورته المصادر الصينية عند رؤيتهم لها : " وتطاولت أعناق الجميع للنظر إليها " .
الرحلة الصينية الأخيرة
ويذكر عبد الله محيرز ، أنّ الرحلة الصينية الأخيرة إلى ثغر اليمن عدن كانت في عهد السلطان الملك الظاهر يحيى بن إسماعيل ، ومن نتائج تلك الرحلة الصينية أنها كانت فاشلة لم تحقق نجاحاً يذكر في مسألة تقوية الروابط التجارية بين اليمن والصين بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي أصابت عدن بصفة خاصة واليمن بصفة عامة من جراء الثورات والتمردات ، والإضطرابات التي سادت الدولة في عهد ذلك السلطان, وفي هذا الصدد يقول : " ولعل هذه أكثر الرحلات فشلاً بالنسبة لعدن ، فقد توفى الملك الناصر ملك اليمن في 827هـ
وخلفه بعد ثلاثة سنوات الظاهر يحيى بن إسماعيل في 831 هـ ، وقد تدهورت عدن وضعف حالها ، ووصلت البعثة الصينية والملك الظاهر في لحج ... ولم تبق البعثة طويلاً في عدن ، فقد تحولت إلى مكة المكرمة لكساد التجارة في عدن " .
السلاطين العظام
والحقيقة ينبغي الوقوف على مسألة تاريخية هامة وهي أن الدولة الرسولية بلغت ذروة قوتها وهيبتها على الصعيد السياسي والاقتصادي مع الدول الأخرى وهي المناطق الواقعة في الساحل الغربي لجنوب البحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) ، والهند ، والصين ــ كما قلنا سابقاً ـــ في عهد سلاطينها وملوكها العظام أمثال السلطان الملك الناصر أحمد ، وقبله السلطان الملك الأفضل العباس بن المجاهد علي بن المجاهد المتوفى ( 778 هـ / 1386م ) ، والسلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل بن العباس المتوفى ( 803هـ / 1400م ) . وأما عندما تولى مقاليد الحكم سلاطين ضعاف كالملك الظاهر يحيى بن إسماعيل التي أطلت الفتن ، والقلاقل ، والفوضى برأسها في عهد حكمه . وهذا ما أكده المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع ، قائلاً : " ومع هذا الإرهاب العنيف الذي اتسم به حكمه ، فقد اضطربت عليه أمور البلاد ، ولا سيما تهامة ، ولم يستطع إعادة الاستقرار التام إليها ... ولم يزل الظاهر يعاني من اختلال الأمن الذي تفاقم عليه ، وعجز عن كبح جماحه حتى فارق الحياة في مدينة زبيد في شهر رجب سنة 842 هـ " . وكان من الطبيعي أن ينعكس اضطراب حبل السياسة على الأوضاع الاقتصادية في اليمن , وهذا ما شاهدناه عندما توقفت عجلة دوران الحياة التجارية في ميناء عدن مما دفع بالبعثة الصينية التجارية التوجه إلى مكة المكرمة .
اليمن ومصر
( 824 ــ 825 هـ /1421 ــ 1422م ) وأما الرحلة الثالثة والأخيرة كانت في (834 ـــ 837 هـ / 1431ـ 1433م) ويشير عبد الله محيرز بأن الرحلة الأخيرة للصينيين كانت فاشلة بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية في عدن وذلك في عهد الملك الظاهر يحيى بن الأشرف إسماعيل ــ كما أسلفنا ـــ , وأشار عبد الله محيرز أيضاً أنه من ضمن ما جاء ذكره عن زيارة البعثة التجارية الصينية لعدن في الرحلات الثلاث أنواع الهداية المقدمة من الإمبراطور الصيني للملك الناصر أحمد ، وهدايا الأخير لإمبراطور الصين رداً على هديته . ويصف عبد الله محيرز مراسيم استقبال البعثة الصينية في الباب الشريف أي في قصر السلطان الملك الناصر أحمد في تعز عاصمة الدولة الرسولية ومقر حكمها في اليمن . فينقل لنا ما قاله المؤرخ ابن الديبع المتوفى ( 944 هـ / 1537م ) حول تصرفات المبعوث الإمبراطوري الصيني إلى السلطان الملك الناصر أحمد ، بأنها تصرفات تدل على الجهل ، والغطرسة : " أن ملك الصين يظن أن الناس عبيده والظاهر أن بهم حمقاً وجهلاً بأحوال البلاد ، وملوكها , إلا فالأدب موجب لمن تحقق من نفسه الكمال أن لا يخاطب غيره ألا باللطف والإجمال " . ولقد دفعت ابن الديبع أن يقول هذا الكلام بسبب الجملة المتغطرسة الذي قالها رسول الإمبراطور الصيني للسلطان الملك الناصر أحمد وهي " سيدك صاحب الصين يسلم عليك ، ويوصيك بالعدل في رعيتك " .
هدايا الإمبراطور الصيني
وعلى أية حال ، الهداية الذي أرسلها الإمبراطور الصيني إلى سلطان وملك الدولة الرسولية في اليمن الناصر أحمد ، " كانت هداية فاخرة فيها : " من أنواع التحف ، والثياب الكمخات المذهبة ، والمسك العال ، والعود الرطب ، والآنية الصيني أنواع كثيرة ، قومت الهدية بعشرين ألف مثقال " .
هدايا الملك الناصر الرسولي
وكان " رد الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل على هدايا الإمبراطور الصيني " من الوحوش كالمها وحمر الوحش ، والأسود المؤلفة ، والفهود المؤدبة , ويضيف عبد الله محيرز ، قائلاً : وكان من أبرز هدايا الناصر إلى إمبراطور الصين هي المها ، والزرافة والأولى اشتهرت بها اليمن ، أما الثانية فلاشك أنها مستوردة من أفريقيا " . ويسترسل في حديثه : " وقد أدهشت الزرافة البلاط الصيني ، وأعجبوا بها إعجاباً صورته المصادر الصينية عند رؤيتهم لها : " وتطاولت أعناق الجميع للنظر إليها " .
الرحلة الصينية الأخيرة
ويذكر عبد الله محيرز ، أنّ الرحلة الصينية الأخيرة إلى ثغر اليمن عدن كانت في عهد السلطان الملك الظاهر يحيى بن إسماعيل ، ومن نتائج تلك الرحلة الصينية أنها كانت فاشلة لم تحقق نجاحاً يذكر في مسألة تقوية الروابط التجارية بين اليمن والصين بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي أصابت عدن بصفة خاصة واليمن بصفة عامة من جراء الثورات والتمردات ، والإضطرابات التي سادت الدولة في عهد ذلك السلطان, وفي هذا الصدد يقول : " ولعل هذه أكثر الرحلات فشلاً بالنسبة لعدن ، فقد توفى الملك الناصر ملك اليمن في 827هـ
وخلفه بعد ثلاثة سنوات الظاهر يحيى بن إسماعيل في 831 هـ ، وقد تدهورت عدن وضعف حالها ، ووصلت البعثة الصينية والملك الظاهر في لحج ... ولم تبق البعثة طويلاً في عدن ، فقد تحولت إلى مكة المكرمة لكساد التجارة في عدن " .
السلاطين العظام
والحقيقة ينبغي الوقوف على مسألة تاريخية هامة وهي أن الدولة الرسولية بلغت ذروة قوتها وهيبتها على الصعيد السياسي والاقتصادي مع الدول الأخرى وهي المناطق الواقعة في الساحل الغربي لجنوب البحر الأحمر ( شرق أفريقيا ) ، والهند ، والصين ــ كما قلنا سابقاً ـــ في عهد سلاطينها وملوكها العظام أمثال السلطان الملك الناصر أحمد ، وقبله السلطان الملك الأفضل العباس بن المجاهد علي بن المجاهد المتوفى ( 778 هـ / 1386م ) ، والسلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل بن العباس المتوفى ( 803هـ / 1400م ) . وأما عندما تولى مقاليد الحكم سلاطين ضعاف كالملك الظاهر يحيى بن إسماعيل التي أطلت الفتن ، والقلاقل ، والفوضى برأسها في عهد حكمه . وهذا ما أكده المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع ، قائلاً : " ومع هذا الإرهاب العنيف الذي اتسم به حكمه ، فقد اضطربت عليه أمور البلاد ، ولا سيما تهامة ، ولم يستطع إعادة الاستقرار التام إليها ... ولم يزل الظاهر يعاني من اختلال الأمن الذي تفاقم عليه ، وعجز عن كبح جماحه حتى فارق الحياة في مدينة زبيد في شهر رجب سنة 842 هـ " . وكان من الطبيعي أن ينعكس اضطراب حبل السياسة على الأوضاع الاقتصادية في اليمن , وهذا ما شاهدناه عندما توقفت عجلة دوران الحياة التجارية في ميناء عدن مما دفع بالبعثة الصينية التجارية التوجه إلى مكة المكرمة .
اليمن ومصر
وأما العلاقة بين الدولة الرسولية في اليمن والدولة الأيوبية في مصر ، فقداتسمت بالعداء الصريح . فقد وجدت الدولة الأيوبية أن نائبها على اليمن
نور الدين عمر بن رسول قد أنسلخ منها ، وأعلن استقلاله عنها بعد وفاة الملك المسعود الأيوبي في سنة (626هـ / 1228م ) آخر الملوك الأيوبيين في اليمن . والحقيقة أن السلطان الملك نور الدين عمر بن رسول كان قد مهد لنفسه الأجواء السياسية التي تهيئه أن يتولى سدة الحكم في اليمن وبالفعل فقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً ، وخطى خطوات واسعة في تكوين الدولة الرسولية على أرض اليمن التي استمرت قرابة نحو أكثر من مائتي عام ـــ كما أسلفنا ـــ . وفي هذا الصدد ، يقول مؤرخنا القاضي إسماعيل بن علي الأكوع " فلما أطمئن إلى أنه قد احتاط لهذا الأمر بما فيه الكفاية أعلن نفسه ملكاً على اليمن سنة 629 هـ وقيل سنة 630هـ , وتلقب بالسلطان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول ، وأمر بوضع اسمه على السكة ، كما أمر الخطباء بذكره في خطب الجمعة والعيدين " . وعلى الرغم من الخلاف السياسي الحاد بين الدولتين ، فقد كان هناك بينهما مصالح اقتصادية فرضت نفسها على النزاع والتضارب السياسي اللذين كان بينهما . ومن المحتمل أن الأيوبيين في مصر سلموا بسياسة الأمر الواقع في اليمن وهي قيام الدولة الرسولية فيها ، وأن الخلاف السياسي سيضر بمصالحهما الاقتصادية . وفي هذا الصدد ، يقول الدكتور سيد مصطفى سالم : " وقد تكرر وصول السفراء والتجار بين اليمن ومصر ، وتكرر تبادل الهدايا ، حقيقة لقد كان بين الطرفين منافسة سياسية حول السيطرة على مكة المكرمة لأهميتها الدينية لكن هذا لم يؤثر على التبادل التجاري بين الطرفين ، إذ كان كل منهما يشعر بأهمية التكامل بينهما لتحقيق الازدهار لبلديهما " .
الهوامش :
د . سيد مصطفى سالم ؛ البحر الأحمر والجزر اليمنية تاريخ وقضية ، الناشر : صنعاء ــ دار الميثاق للنشر والتوزيع 2006 م .
د . سيد مصطفى سالم ؛ الفتح العثماني الأول لليمن ، معهد البحوث والدراسات العربية ـــ جامعة الدول العربية ــــ القاهرة ــــ 1969م .
عبد الله محيرز ؛ رحلات الصينيين الكبرى إلى البحر العربي ، دار جامعة عدن للطباعة والنشر 2000م .
القاضي إسماعيل بن علي الأكوع الدولة الرسولية ، دار جامعة عدن للطباعة والنشر 2003م
نور الدين عمر بن رسول قد أنسلخ منها ، وأعلن استقلاله عنها بعد وفاة الملك المسعود الأيوبي في سنة (626هـ / 1228م ) آخر الملوك الأيوبيين في اليمن . والحقيقة أن السلطان الملك نور الدين عمر بن رسول كان قد مهد لنفسه الأجواء السياسية التي تهيئه أن يتولى سدة الحكم في اليمن وبالفعل فقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً ، وخطى خطوات واسعة في تكوين الدولة الرسولية على أرض اليمن التي استمرت قرابة نحو أكثر من مائتي عام ـــ كما أسلفنا ـــ . وفي هذا الصدد ، يقول مؤرخنا القاضي إسماعيل بن علي الأكوع " فلما أطمئن إلى أنه قد احتاط لهذا الأمر بما فيه الكفاية أعلن نفسه ملكاً على اليمن سنة 629 هـ وقيل سنة 630هـ , وتلقب بالسلطان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول ، وأمر بوضع اسمه على السكة ، كما أمر الخطباء بذكره في خطب الجمعة والعيدين " . وعلى الرغم من الخلاف السياسي الحاد بين الدولتين ، فقد كان هناك بينهما مصالح اقتصادية فرضت نفسها على النزاع والتضارب السياسي اللذين كان بينهما . ومن المحتمل أن الأيوبيين في مصر سلموا بسياسة الأمر الواقع في اليمن وهي قيام الدولة الرسولية فيها ، وأن الخلاف السياسي سيضر بمصالحهما الاقتصادية . وفي هذا الصدد ، يقول الدكتور سيد مصطفى سالم : " وقد تكرر وصول السفراء والتجار بين اليمن ومصر ، وتكرر تبادل الهدايا ، حقيقة لقد كان بين الطرفين منافسة سياسية حول السيطرة على مكة المكرمة لأهميتها الدينية لكن هذا لم يؤثر على التبادل التجاري بين الطرفين ، إذ كان كل منهما يشعر بأهمية التكامل بينهما لتحقيق الازدهار لبلديهما " .
الهوامش :
د . سيد مصطفى سالم ؛ البحر الأحمر والجزر اليمنية تاريخ وقضية ، الناشر : صنعاء ــ دار الميثاق للنشر والتوزيع 2006 م .
د . سيد مصطفى سالم ؛ الفتح العثماني الأول لليمن ، معهد البحوث والدراسات العربية ـــ جامعة الدول العربية ــــ القاهرة ــــ 1969م .
عبد الله محيرز ؛ رحلات الصينيين الكبرى إلى البحر العربي ، دار جامعة عدن للطباعة والنشر 2000م .
القاضي إسماعيل بن علي الأكوع الدولة الرسولية ، دار جامعة عدن للطباعة والنشر 2003م
«بنو عفر» و«بنو كثير» من وادي شحوح اليمن إلى دروب الأرض
وادي «شحوح» من الأودية المشهورة المتفرعة من وادي حضرموت الكبير في اليمن، كما أنه من الروافد الصغيرة للوادي، وقد جذبني الاسم في تشابهه مع مسمى قبيلة الشحوح في رؤوس الجبال في شمال شرقي الجزيرة العربية، الواقعة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان.
ويبقى المسمى في اليمن لوادٍ لا لقبيلة، لكنه واد مشهور سمي بهذا الاسم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، ولا أثر لمصدر أطلع عليه أو أتبصر منه سبب التسمية، لكنه واد سكنته قبيلتان تُعدا من أشهر القبائل في تاريخ اليمن، وتناسلتا من قحطان أبي العرب العاربة.
وهما: آل كثير «الكثيري» الذين تأسست دولتهم: سلطنة الكثيري «في اليمن وكانت عاصمتها سيئون، أما القبيلة الأخرى فهي العَفار التي يتحدث أبناؤها اللغة العفرية القريبة في مفرداتها من العربية والعبرية، وكان لهم دور مهم في نشر الإسلام فيما بعد وخاصة في منطقة القرن الأفريقي، بل أخذوا على عاتقهم دور هذا النشر منذ دخولهم إلى الدين الإسلامي. ومع الوقت أسسوا سلطنات وممالك عديدة، وانتشروا بهجراتهم إلى البلاد العربية والأفريقية والآسيوية.
أصل ومعنى
ولأن وادي شحوح وادٍ زراعي، ازداد مع الوقت عدد المنازل حوله، وكما أن الأنهار جاذبة لقيام الحضارات حولها، فلا شك أن الوديان لها الدور ذاته، فهي تخزن في بطونها المياه التي تصنع الطبيعة الساحرة، وبالتالي تساعد على قيام القرى والمدن حولها، وهذا ما حصل مع وادي شحوح، الذي لا يعد الوادي الوحيد هناك، فوادي حضرموت لوحده يحاصر مدنًا وقُرى، وتنحدر منه أودية أخرى رئيسية وفرعية تصل لجميع مدنها، مثل: شبام وشحر وباوزير وسيئون ومريمة وعراهل وتريم.. وحتى سقطرى.
وما يعنيننا هنا عن وادي شحوح الذي سمي بهذا الاسم، ولا يوجد بحث أو مصدر عن أسباب هذه التسمية، أنه يبقى الاعتقاد الأغلب للمعنى هو شح المناخ أو الكلأ أو المكان في فترة التسمية.. لأنه في بعض الفترات من الزمن تصبح الأرض يابسة جراء شح الغيث مما يؤدي إلى تغيير الاسم هذا حسب الاحتمال الأقرب لهذا التفسير، بالإضافة إلى تفاسير مُتخيلة أخرى.
وإن عُدنا إلى هذا الوادي، نجد أن هذا ما حصل، فعلًا قبل سنوات، حيث تراجع نمو أشجار السدر والسمرة، وبالتالي الغطاء النباتي كاملاً، بسبب ندرة الأمطار، فأدى ذلك إلى انسحاب الناس بحزن من هذا الوادي، وكذا إلى اختفاء تجمعاتهم المعهودة في مواسم العسل المعروف بعسل السدر، والذي كان يُحتفى به من قبل النحالين.
صفات
نعود لكلمة شح في اللغة، إذ يعتقد البعض بأنها تنحصر في معناها في: البخل. ولكن، في الحقيقة، يتسع المعنى ويتمدد ليشمل الحرص والإمساك.. مما يوحي في الغالب بخروج المعنى من ظرف المكان، لتبقى لنا العلل التي من أسبابها المناخ الصعب، وليس لكون الشح صفة في أفراد المستقر وأناسه، بدليل أن أشهر صفات قبيلة العفار التي سكنت وادي شحوح، هي صفة الزهد، بل إنها تتحمل التقشف بشجاعة نادرة، لكنه مع الضيف يفيضون بكرمهم، بل يجودون في ضيافته بكل ما يملكون.. وهم من أشهر الذين يستخرجون الأحجار الكريمة من البحر الأحمر.
اطلعتُ على الكثير من أشجار النسب لهاتين القبيلتين العريقتين، ووصلتُ بأصلها، اسماً وراء اسم، حتى الوصول إلى زيد بن كهلان وهو بطن من القحطانية والتي هي من همدان في اليمن، كما ورد ذلك في جميع المصار، سواء في كتاب «تأريخ ابن خلدون» لعبدالرحمن بن خلدون، أو موسوعة «نهاية الإرب في فنون الأدب» للمصري شهاب الدين النويري.
المعافرة
وفي تتبعنا للعفر فقد نزح منهم الكثير، قبل أربعة آلاف سنة، من اليمن إلى القرن الأفريقي ليستقروا- إضافة إلى ساحل البحر الأحمر- في إريتريا وإثيوبيا وجيبوتي. كما هاجر بعض منهم إلى شرق أفريقيا، حيث جزر القمر وزنجبار وكينيا وتنزانيا وموزامبيق، بالإضافة إلى جنوب شرقي آسيا في إندونيسيا وماليزيا وبروناي وسنغافورة.. وإلى دول الخليج العربي، كما ذكرنا.
سالم بن غبيشة وسالم بن كنيبة
هما من قبيلة الرواشد/ الكثيري، رافقا الرحالة البريطاني المشهور ويلفريد ثيسيجر، الذي أطلق عليه اسم: مبارك بن لندن، في رحلته المشهور في جزيرة العرب، ومن ضمن ما شملته تلك الرحلة: صحراء الإمارات عبر صحراء الربع الخالي.
وكان سالم بن غبيشة وسالم بن كنيبة رفيقي دربه بين 1945 إلى 1950م في رحلته الخطيرة تلك. وكما يرويها مبارك بن لندن، فإنها كانت رحلة مثيرة ومختلفة في تلك الرمال العربية الصعبة وخاصة في الربع الخالي.
كما يصف في كتابه «رمال عربية» دور سالم بن غبيشة الراشدي الكثيري وكذلك دور سالم بن كنيبة الراشدي الكثيري مع أفراد من قبائل أخرى، في نجاح رحلته. وتُعد سيرته من السير المهمة في تاريخ المنطقة التي لامست ذاكرتها الأصيلة والنادرة، قبل أن تُمحى، لذا منحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وساماً تقديراً لجهده، وذلك أثناء زيارته لأبوظبي في عام 1990م.
آل كثير
وادي «شحوح» من الأودية المشهورة المتفرعة من وادي حضرموت الكبير في اليمن، كما أنه من الروافد الصغيرة للوادي، وقد جذبني الاسم في تشابهه مع مسمى قبيلة الشحوح في رؤوس الجبال في شمال شرقي الجزيرة العربية، الواقعة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان.
ويبقى المسمى في اليمن لوادٍ لا لقبيلة، لكنه واد مشهور سمي بهذا الاسم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، ولا أثر لمصدر أطلع عليه أو أتبصر منه سبب التسمية، لكنه واد سكنته قبيلتان تُعدا من أشهر القبائل في تاريخ اليمن، وتناسلتا من قحطان أبي العرب العاربة.
وهما: آل كثير «الكثيري» الذين تأسست دولتهم: سلطنة الكثيري «في اليمن وكانت عاصمتها سيئون، أما القبيلة الأخرى فهي العَفار التي يتحدث أبناؤها اللغة العفرية القريبة في مفرداتها من العربية والعبرية، وكان لهم دور مهم في نشر الإسلام فيما بعد وخاصة في منطقة القرن الأفريقي، بل أخذوا على عاتقهم دور هذا النشر منذ دخولهم إلى الدين الإسلامي. ومع الوقت أسسوا سلطنات وممالك عديدة، وانتشروا بهجراتهم إلى البلاد العربية والأفريقية والآسيوية.
أصل ومعنى
ولأن وادي شحوح وادٍ زراعي، ازداد مع الوقت عدد المنازل حوله، وكما أن الأنهار جاذبة لقيام الحضارات حولها، فلا شك أن الوديان لها الدور ذاته، فهي تخزن في بطونها المياه التي تصنع الطبيعة الساحرة، وبالتالي تساعد على قيام القرى والمدن حولها، وهذا ما حصل مع وادي شحوح، الذي لا يعد الوادي الوحيد هناك، فوادي حضرموت لوحده يحاصر مدنًا وقُرى، وتنحدر منه أودية أخرى رئيسية وفرعية تصل لجميع مدنها، مثل: شبام وشحر وباوزير وسيئون ومريمة وعراهل وتريم.. وحتى سقطرى.
وما يعنيننا هنا عن وادي شحوح الذي سمي بهذا الاسم، ولا يوجد بحث أو مصدر عن أسباب هذه التسمية، أنه يبقى الاعتقاد الأغلب للمعنى هو شح المناخ أو الكلأ أو المكان في فترة التسمية.. لأنه في بعض الفترات من الزمن تصبح الأرض يابسة جراء شح الغيث مما يؤدي إلى تغيير الاسم هذا حسب الاحتمال الأقرب لهذا التفسير، بالإضافة إلى تفاسير مُتخيلة أخرى.
وإن عُدنا إلى هذا الوادي، نجد أن هذا ما حصل، فعلًا قبل سنوات، حيث تراجع نمو أشجار السدر والسمرة، وبالتالي الغطاء النباتي كاملاً، بسبب ندرة الأمطار، فأدى ذلك إلى انسحاب الناس بحزن من هذا الوادي، وكذا إلى اختفاء تجمعاتهم المعهودة في مواسم العسل المعروف بعسل السدر، والذي كان يُحتفى به من قبل النحالين.
صفات
نعود لكلمة شح في اللغة، إذ يعتقد البعض بأنها تنحصر في معناها في: البخل. ولكن، في الحقيقة، يتسع المعنى ويتمدد ليشمل الحرص والإمساك.. مما يوحي في الغالب بخروج المعنى من ظرف المكان، لتبقى لنا العلل التي من أسبابها المناخ الصعب، وليس لكون الشح صفة في أفراد المستقر وأناسه، بدليل أن أشهر صفات قبيلة العفار التي سكنت وادي شحوح، هي صفة الزهد، بل إنها تتحمل التقشف بشجاعة نادرة، لكنه مع الضيف يفيضون بكرمهم، بل يجودون في ضيافته بكل ما يملكون.. وهم من أشهر الذين يستخرجون الأحجار الكريمة من البحر الأحمر.
اطلعتُ على الكثير من أشجار النسب لهاتين القبيلتين العريقتين، ووصلتُ بأصلها، اسماً وراء اسم، حتى الوصول إلى زيد بن كهلان وهو بطن من القحطانية والتي هي من همدان في اليمن، كما ورد ذلك في جميع المصار، سواء في كتاب «تأريخ ابن خلدون» لعبدالرحمن بن خلدون، أو موسوعة «نهاية الإرب في فنون الأدب» للمصري شهاب الدين النويري.
المعافرة
وفي تتبعنا للعفر فقد نزح منهم الكثير، قبل أربعة آلاف سنة، من اليمن إلى القرن الأفريقي ليستقروا- إضافة إلى ساحل البحر الأحمر- في إريتريا وإثيوبيا وجيبوتي. كما هاجر بعض منهم إلى شرق أفريقيا، حيث جزر القمر وزنجبار وكينيا وتنزانيا وموزامبيق، بالإضافة إلى جنوب شرقي آسيا في إندونيسيا وماليزيا وبروناي وسنغافورة.. وإلى دول الخليج العربي، كما ذكرنا.
سالم بن غبيشة وسالم بن كنيبة
هما من قبيلة الرواشد/ الكثيري، رافقا الرحالة البريطاني المشهور ويلفريد ثيسيجر، الذي أطلق عليه اسم: مبارك بن لندن، في رحلته المشهور في جزيرة العرب، ومن ضمن ما شملته تلك الرحلة: صحراء الإمارات عبر صحراء الربع الخالي.
وكان سالم بن غبيشة وسالم بن كنيبة رفيقي دربه بين 1945 إلى 1950م في رحلته الخطيرة تلك. وكما يرويها مبارك بن لندن، فإنها كانت رحلة مثيرة ومختلفة في تلك الرمال العربية الصعبة وخاصة في الربع الخالي.
كما يصف في كتابه «رمال عربية» دور سالم بن غبيشة الراشدي الكثيري وكذلك دور سالم بن كنيبة الراشدي الكثيري مع أفراد من قبائل أخرى، في نجاح رحلته. وتُعد سيرته من السير المهمة في تاريخ المنطقة التي لامست ذاكرتها الأصيلة والنادرة، قبل أن تُمحى، لذا منحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وساماً تقديراً لجهده، وذلك أثناء زيارته لأبوظبي في عام 1990م.
آل كثير
استطاع آل كثير تأسيس حضارة متميزة. وهي تتوزع، أيضاً في مختلف أنحاء الجزيرة العربية منتشرة بين عدة دول، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وقطر.
وفي الإمارات، تمثل إمارة الشارقة وبني ياس واليحر والمقام بأبوظبي، مقر الانتشار الأبرز والأهم للقبيلة والتي غدت تدعى الرواشد. ومن أشهر شخصيات القبيلة، مرعي بن عمودة الكثيري، رئيس الوزراء الأسبق «والأول» لجمهورية تيمور الشرقية في جنوب شرقي آسيا قرب أستراليا.
العفار
عفر بطن من زيد بن كهلان القحطاني، هو أحد أحفاد قحطان. ويبلغ عددهم الآن ما يزيد على مليون ونصف المليون نسمة في وادي شحوح، وفي معنى الاسم فإن عفار يعني مُلقح النخل. كما أطلق عليهم الأحباش، ومنذ العصور الوسطى، اسم الدناكل، لذا تناديهم الغالبية بهذا المسمى.
ومن صفاتهم التي تقارب اسم واديهم إلى الآن، الزهد والتقشف والصبر على قلة الموجود من الموارد، مقابل الكرم وقوة البدن والشجاعة النادرة.. ولا يزالون في الوادي يمتهنون الزرع والرعي والصيد، بجانب جمع الأحجار الكريمة من البحر الأحمر، بالإضافة إلى أن لديهم لغة خاصة بهم، وهي من اللغات القديمة، ومعروفة باللغة العفرية، لكنها لغة سامية تنتمي إلى اللغة الكوشية، رغم تشابهها مع اللغة المعينية.
السلطنة الكثيرية
تأسست السلطنة الكثيرية عام 1379م في مدينة سيئون بحضرموت التي اتخذتها عاصمة لها، وخرج منها سلاطين كُثر، وانتهت هذه السلطنة عام 1967م بانضمامها إلى اتحاد إمارات الجنوب العربي. لكن يبقى قصر السلاطين آل كثير أو حصن الدويل، كما يطلق عليه البعض، من أجمل ما تركوا من معمار، إذ يُعد أبرز تحفة أثرية فنية تم ترميمها أخيراً
وفي الإمارات، تمثل إمارة الشارقة وبني ياس واليحر والمقام بأبوظبي، مقر الانتشار الأبرز والأهم للقبيلة والتي غدت تدعى الرواشد. ومن أشهر شخصيات القبيلة، مرعي بن عمودة الكثيري، رئيس الوزراء الأسبق «والأول» لجمهورية تيمور الشرقية في جنوب شرقي آسيا قرب أستراليا.
العفار
عفر بطن من زيد بن كهلان القحطاني، هو أحد أحفاد قحطان. ويبلغ عددهم الآن ما يزيد على مليون ونصف المليون نسمة في وادي شحوح، وفي معنى الاسم فإن عفار يعني مُلقح النخل. كما أطلق عليهم الأحباش، ومنذ العصور الوسطى، اسم الدناكل، لذا تناديهم الغالبية بهذا المسمى.
ومن صفاتهم التي تقارب اسم واديهم إلى الآن، الزهد والتقشف والصبر على قلة الموجود من الموارد، مقابل الكرم وقوة البدن والشجاعة النادرة.. ولا يزالون في الوادي يمتهنون الزرع والرعي والصيد، بجانب جمع الأحجار الكريمة من البحر الأحمر، بالإضافة إلى أن لديهم لغة خاصة بهم، وهي من اللغات القديمة، ومعروفة باللغة العفرية، لكنها لغة سامية تنتمي إلى اللغة الكوشية، رغم تشابهها مع اللغة المعينية.
السلطنة الكثيرية
تأسست السلطنة الكثيرية عام 1379م في مدينة سيئون بحضرموت التي اتخذتها عاصمة لها، وخرج منها سلاطين كُثر، وانتهت هذه السلطنة عام 1967م بانضمامها إلى اتحاد إمارات الجنوب العربي. لكن يبقى قصر السلاطين آل كثير أو حصن الدويل، كما يطلق عليه البعض، من أجمل ما تركوا من معمار، إذ يُعد أبرز تحفة أثرية فنية تم ترميمها أخيراً