#موانئ البحر الاحمر نافذة التآمر والعدوان والاحتلال ل #اليمن
المسلمون والعالم
الاعتداء على اليمن خلفية تاريخية لاحداث مريييبة
خلفية تاريخية
في تطور مفاجئ ومريب وجد السودان نفسه أمام هجوم عسكري مباغت يقوده
المتمرد الجنوبي (جون قرنق) وحلفاؤه الشماليون من الجبهة الشرقية ، وتدعمه كل
من إثيوبيا وإريتريا التي أكّد رئيسها (إسياس أفورقي) في أكثر من تصريح له دعم
حكومته لكل عمل عسكري يسعى إلى إسقاط نظام الحكم في الخرطوم ، بل وأتبع
ذلك خطوات عملية تمثلت في توحيد المعارضة السودانية تحت قيادة (جون قرنق)
في (أسمرا) ، وإتاحة مجال التدريب العسكري لمجنديها ، وتزويدها بكافة التسهيلات
الإعلامية والتحركات السياسية اللازمة ، هذا غير ما يقوم به هو شخصيّاً في
المحافل الرسمية من اتهام السودان بتصدير الإرهاب ، وإيواء المتطرفين ، فماذا
وراء هذه التحالفات المشبوهة التي يرعاها (إسياس أفورقي) ويتقدم مسيرتها ؟ .
للإجابة على هذا : لا بد من العودة إلى الوراء واستقراء التاريخ ؛ حتى
تتضح الرؤية ، وتكتمل الحلقة ، وإلا فمن الصعب تحليل أحداث اليوم بمعزل عن
وقائع الأمس ، ذلك أن أحداثاً كهذه لا يمكن أن تكون وليدة الساعة وليس لها جذور
تاريخية ، ولا ارتباطات خارجية .
أمور لا بد من إدراكها : وما يحدث حالياً في القرن الإفريقي بعامة ، وفي
السودان بخاصة لن يتم تحليله بشكل صحيح في نظري على الأقل إلا في إطار هذه
الرؤية الشمولية ، ومن هنا : فإذا أردنا أن نعرف حقيقة الأحداث الماثلة أمامنا في
هذه المنطقة الحيوية من العالم لزمنا إدراك ما يلي :
أولاً : أهمية موقعها الاستراتيجي .
ثانياً : دورها الإقليمي والدولي في الصراعات العقدية ، والاقتصادية .
ثالثاً : الصبغة الحضارية المتفاعلة فيها .
ولبيان ذلك : أرى ضرورة عرض شيء مما شهدته المنطقة قديماً ولو بشكل
مقتضب من صراعات ضد النفوذ ، وفرض الهيمنة ، فإن ذلك يعيننا على ربط
الأحداث بعضها ببعض ، وفهمها على نحو متكامل .
تعود أهمية هذه المنطقة إلى أهمية وجود البحر الأحمر ، حيث ميناء
(مصوع) و (عصب) في إريتريا ، و (بربرة) في الصومال ، و (بورتسودان) ، ... و(سواكن) في السودان ، ثم ميناء (جيبوتي) ، وكلها موانئ إسلامية مربوطة ومتصلة
بميناء (جدّة) ، والسواحل اليمنية ، الأمر الذي يَسّر ولوج الحضارة الإسلامية إليها
منذ وقت مبكر ، وربط أهلها بمنابع الثقافة الإسلامية عبر التواصل مع منائرها
العلمية : (الحرمين الشريفين) في بلاد الحجاز ، و (زبيد) في اليمن ، و (الأزهر)
في مصر ، حتى كان من ثمار ذلك : بروز علماء أفاضل يحملون قسطاً من هَمِّ
الرسالة الإسلامية ، ك (جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي) ، صاحب كتاب
(نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية) ، و (عبد الرحمن الجبرتي) صاحب
التاريخ المشهور بـ (تاريخ الجبرتي) ، والإمام المجاهد (أحمد قران 1506 - 1543 م) الذي أرخ لفتوحاته (شهاب الدين أحمد الجيزاني) في كتاب له سماه (فتوح الحبشة) .
ولقد مات الإمام المذكور مقتولاً برصاص البرتغاليين الذين استنصر بهم الملك
الحبشي آنذاك في صراعه مع المسلمين ، ومنذ ذلك الحين ارتبطت سياسات الحبشة
بسياسات الأوروبيين وأطماعهم ، ففي عام 1510م كتبت (هيلينا) التي تولت حكم
الحبشة (من عام 1508 1540م) إلى (عمانويل) ملك البرتغال تقول : (السلام على
عمانويل سيد البحار ، وقاهر المسلمين القساة الكفرة ، تحياتي إليكم ، ودعوتي لكم ،
وصلتنا رسالة من قائد أسطولكم في بحر الهند ؛ ليدافع عن عقيدة المسيح ، ونحن
على استعداد لمنازلة أولئك الكفار بإرسال أكبر عدد من جنودنا في البحر الأحمر ،
أو إلى مكة وجدّة ، لنقضي قضاءً تامّاً على جرثومة الكفار) (1) .
وفي عام 1520م أبرم حكام الحبشة وثيقة عهد وتحالف مع الدول الأوروبية ،
ترجمت إلى جميع اللغات الأوروبية ، ونصت على توزيع مناطق النفوذ على النحو
التالي :
(يحتفظ ملك فرنسا بقوة عسكرية في (سواكن) ، ويمتلك ملك أسبانيا (زيلع) ،
ويتخذ ملك البرتغال من (مصوع) قاعدة لقواته ، وأن تعمل هذه الجيوش ومعها
قوات حبشية على غزو جزيرة العرب مهد الإسلام ، وطرد الأتراك المسلمين من
مصر وغيرها ، وأن تمد الحبشة قوات حلفائها بما تحتاجه من رجال ، وطعام ،
وأموال ؛ حتى يتم تحقيق هذه الأهداف) (2) .
وكشف جاسوس فارسي يدعي (نور الدين علي تبريزي) قبض عليه المماليك
في مصر أن : (نجاشي الحبشة أرسله إلى ملك الفرنجة يدعوه إلى الانضمام إليه
لسحق الإسلام ، ورفع لواء المسيحية بأن يغزو مصر من ناحية البحر ، في الوقت
الذي تغزوها فيه جيوش الحبشة من ناحية البر) (3) .
وكان من أهداف القادة البرتغاليين : (تحويل مياه النيل إلى البحر الأحمر
المسلمون والعالم
الاعتداء على اليمن خلفية تاريخية لاحداث مريييبة
خلفية تاريخية
في تطور مفاجئ ومريب وجد السودان نفسه أمام هجوم عسكري مباغت يقوده
المتمرد الجنوبي (جون قرنق) وحلفاؤه الشماليون من الجبهة الشرقية ، وتدعمه كل
من إثيوبيا وإريتريا التي أكّد رئيسها (إسياس أفورقي) في أكثر من تصريح له دعم
حكومته لكل عمل عسكري يسعى إلى إسقاط نظام الحكم في الخرطوم ، بل وأتبع
ذلك خطوات عملية تمثلت في توحيد المعارضة السودانية تحت قيادة (جون قرنق)
في (أسمرا) ، وإتاحة مجال التدريب العسكري لمجنديها ، وتزويدها بكافة التسهيلات
الإعلامية والتحركات السياسية اللازمة ، هذا غير ما يقوم به هو شخصيّاً في
المحافل الرسمية من اتهام السودان بتصدير الإرهاب ، وإيواء المتطرفين ، فماذا
وراء هذه التحالفات المشبوهة التي يرعاها (إسياس أفورقي) ويتقدم مسيرتها ؟ .
للإجابة على هذا : لا بد من العودة إلى الوراء واستقراء التاريخ ؛ حتى
تتضح الرؤية ، وتكتمل الحلقة ، وإلا فمن الصعب تحليل أحداث اليوم بمعزل عن
وقائع الأمس ، ذلك أن أحداثاً كهذه لا يمكن أن تكون وليدة الساعة وليس لها جذور
تاريخية ، ولا ارتباطات خارجية .
أمور لا بد من إدراكها : وما يحدث حالياً في القرن الإفريقي بعامة ، وفي
السودان بخاصة لن يتم تحليله بشكل صحيح في نظري على الأقل إلا في إطار هذه
الرؤية الشمولية ، ومن هنا : فإذا أردنا أن نعرف حقيقة الأحداث الماثلة أمامنا في
هذه المنطقة الحيوية من العالم لزمنا إدراك ما يلي :
أولاً : أهمية موقعها الاستراتيجي .
ثانياً : دورها الإقليمي والدولي في الصراعات العقدية ، والاقتصادية .
ثالثاً : الصبغة الحضارية المتفاعلة فيها .
ولبيان ذلك : أرى ضرورة عرض شيء مما شهدته المنطقة قديماً ولو بشكل
مقتضب من صراعات ضد النفوذ ، وفرض الهيمنة ، فإن ذلك يعيننا على ربط
الأحداث بعضها ببعض ، وفهمها على نحو متكامل .
تعود أهمية هذه المنطقة إلى أهمية وجود البحر الأحمر ، حيث ميناء
(مصوع) و (عصب) في إريتريا ، و (بربرة) في الصومال ، و (بورتسودان) ، ... و(سواكن) في السودان ، ثم ميناء (جيبوتي) ، وكلها موانئ إسلامية مربوطة ومتصلة
بميناء (جدّة) ، والسواحل اليمنية ، الأمر الذي يَسّر ولوج الحضارة الإسلامية إليها
منذ وقت مبكر ، وربط أهلها بمنابع الثقافة الإسلامية عبر التواصل مع منائرها
العلمية : (الحرمين الشريفين) في بلاد الحجاز ، و (زبيد) في اليمن ، و (الأزهر)
في مصر ، حتى كان من ثمار ذلك : بروز علماء أفاضل يحملون قسطاً من هَمِّ
الرسالة الإسلامية ، ك (جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي) ، صاحب كتاب
(نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية) ، و (عبد الرحمن الجبرتي) صاحب
التاريخ المشهور بـ (تاريخ الجبرتي) ، والإمام المجاهد (أحمد قران 1506 - 1543 م) الذي أرخ لفتوحاته (شهاب الدين أحمد الجيزاني) في كتاب له سماه (فتوح الحبشة) .
ولقد مات الإمام المذكور مقتولاً برصاص البرتغاليين الذين استنصر بهم الملك
الحبشي آنذاك في صراعه مع المسلمين ، ومنذ ذلك الحين ارتبطت سياسات الحبشة
بسياسات الأوروبيين وأطماعهم ، ففي عام 1510م كتبت (هيلينا) التي تولت حكم
الحبشة (من عام 1508 1540م) إلى (عمانويل) ملك البرتغال تقول : (السلام على
عمانويل سيد البحار ، وقاهر المسلمين القساة الكفرة ، تحياتي إليكم ، ودعوتي لكم ،
وصلتنا رسالة من قائد أسطولكم في بحر الهند ؛ ليدافع عن عقيدة المسيح ، ونحن
على استعداد لمنازلة أولئك الكفار بإرسال أكبر عدد من جنودنا في البحر الأحمر ،
أو إلى مكة وجدّة ، لنقضي قضاءً تامّاً على جرثومة الكفار) (1) .
وفي عام 1520م أبرم حكام الحبشة وثيقة عهد وتحالف مع الدول الأوروبية ،
ترجمت إلى جميع اللغات الأوروبية ، ونصت على توزيع مناطق النفوذ على النحو
التالي :
(يحتفظ ملك فرنسا بقوة عسكرية في (سواكن) ، ويمتلك ملك أسبانيا (زيلع) ،
ويتخذ ملك البرتغال من (مصوع) قاعدة لقواته ، وأن تعمل هذه الجيوش ومعها
قوات حبشية على غزو جزيرة العرب مهد الإسلام ، وطرد الأتراك المسلمين من
مصر وغيرها ، وأن تمد الحبشة قوات حلفائها بما تحتاجه من رجال ، وطعام ،
وأموال ؛ حتى يتم تحقيق هذه الأهداف) (2) .
وكشف جاسوس فارسي يدعي (نور الدين علي تبريزي) قبض عليه المماليك
في مصر أن : (نجاشي الحبشة أرسله إلى ملك الفرنجة يدعوه إلى الانضمام إليه
لسحق الإسلام ، ورفع لواء المسيحية بأن يغزو مصر من ناحية البحر ، في الوقت
الذي تغزوها فيه جيوش الحبشة من ناحية البر) (3) .
وكان من أهداف القادة البرتغاليين : (تحويل مياه النيل إلى البحر الأحمر
لحرمان مصر من ري أراضيها ، وتخريب شبكة الري التي كانت قائمة فيها) (4) .
ولما جاء (منليك الحبشي 1865 1913م) ساند بريطانيا ، وفرنسا ، وإيطاليا
في جهودهم الرامية إلى الاستيلاء على السواحل الصومالية (5) .
وفي عهد الإمبرطور (هيلا سيلاسي) ازداد هذا التواصل صلابة حتى إن
عضو الكونجرس الأمريكي (هنري س . ريوس) قال : (كان الجيران المسلمون هم
الأعداء التقليديون للملكة الإثيوبية ، ومنذ القرن الخامس والأباطرة الإثيوبيون
يتمسكون بالمذهب النصراني القبطي ، وكانوا في حروبهم الواحدة تلو الأخرى
يدافعون عن الإمبراطورية ضد الغزاة المسلمين المحتلين ، وقد كان معظم القتال
يدور بالقرب من الساحل الشمالي فيما يسمى اليوم إريتريا) (6) .
حقائق على ضوء التاريخ :
من خلال هذا العرض التاريخي يمكن أن نصل إلى تقرير ما يلي :
أولاً : أن هذه المنطقة هدف مقصود من الغرب لتقويض الوجود الإسلامي
ومحاصرة نفوذه ، وأن صراعهم مع المسلمين فيها قديم ، قدم اكتشاف أهميتها
عندهم .
ثانياً : أن الهيمنة عليها من الطرف المعادي يشكل تهديداً أمنيّاً ، واقتصاديّاً
لمن حولها من الدول الإسلامية ، ويعدّ أيسر الطرق إلى إخضاعها لسياسات معينة .
ثالثاً : أن تحقيق ذلك لا يتم إلا من خلال ربط الحكام المتعاقبين على الحبشة
بمشاريع الحضارة الغربية ، ومن هنا : كان عزل الكنيسة الحبشية بإيعاز من
بريطانيا الملك (ليج إياسو 1913 1917م) الذي أعلن إسلامه (7) ، وتنصيب
(زوديتو (ابنة (منليك) مكانه ، وهي التي ورث عنها العرش الإمبراطور (هيلا
سيلاسي) الذي استمر حتى عام 1974م ، وهو العام الذي تحولت فيه إثيوبيا إلى
نظام ماركسي متحالف مع الكتلة الاشتراكية تحت زعامة ما كان يعرف بـ (الاتحاد
السوفياتي) سابقاً ، ثم لم تلبث أن عادت إلى سيرتها الأولى بعد انتصار ثورة
(التجراي) بقيادة (ميلس زيناوي) ، و (إسياس أفورقي) على نظام (منجستو هيلا
ماريام) بتأييد من الغرب الرأسمالي .
فمن هو (ميلس زيناوي) ، ومن هو (إسياس أفورقي) ، وما العلاقة بينهما ؟ .
(ميلس زيناوي) : هو زعيم الجبهة الشعبية لتحرير (التجراي) ، ينحدر من
قبيلة (التجراي) المجاورة لإريتريا شمالاً ، التي منها الملك (يوحنا الرابع) (8)
1872 1889م ، قتيل الحركة المهدية [*] في معركة (المتى) على الحدود
السودانية الإثيوبية ، ترأّس (ميلس زيناوي) التحالف الذي أسقط (منجستو هيلا
ماريام) وخلفه في حكم الحبشة .
إمّا (إسياس أفورقي) : فهو حاكم إريتريا الحالي ، التحق بالثورة الإريترية في
الستينيات بعد أن قطع دراسته الجامعية في (أديس أبابا) ، وابتعثته الثورة الإريترية
إلى (بكّين) ليعود بعد ذلك ويساهم في تأسيس حزب ماركسي (9) يمتطيه إلى
غاياته ، كتب وثيقته (نحن وأهدافنا) منذ فجر التحاقه بالثورة ، أبرز فيها نزعته
الشعوبية المعادية (للعرب) و (الإسلام) ، وقد تمكّن من أن ينفرد بقيادة (الجبهة
الشعبية لتحرير إريتريا) ويوجهها نحو أهدافه .
والعلاقة بينه وبين حليفه (ميلس زيناوي) تتمثل فيما يلي :
أولاً : أنهما يشتركان في اللغة ، والعادات ، والدين ، والانتماء القومي ،
ويتجاوران في الموقع الجغرافي .
ثانياً : يجمع بينهما حلف سياسي مدعوم من الغرب وإسرائيل ، وضعا نواته
الأولى وهما في الأدغال ، ويقوم على توطيد حكم الأقلية (التجرانية) في إثيوبيا ،
وإريتريا .
ثالثاً : يرتبطان بإسرائيل تمام الارتباط ، وينسقان معها في رسم سياساتهما ،
التي محورها معاداة الوجود (العربي) و (الإسلامي) في المنطقة .
كان من آثار تحالفهما : الانقضاض المبكر على جبهة تحرير إريتريا (10)
عام 1981م وإجلاؤها إلى السودان ؛ باعتبارها تمثل الوجه العربي ، وتنتمي إلى
جذور إسلامية ، والآن يعملان بعد وصولهما إلى السلطة بدعم من القوى الصليبية
والصهيونية للحيلولة دون نهضة المشروع الإسلامي في المنطقة ، سواء أكان في
السودان أو غيره ، ويحاولان إعادة تشكيل السودان على النحو الذي يتفق مع
أهدافهما ومخططات حلفائهما ، إدراكاً منهما لدور السودان ، المتميز في نشر الثقافة
الإسلامية ولغتها العربية في إفريقيا الشرقية ، وحيث إن (جون قرنق) هو العدو
التقليدي للوجود العربي والإسلامي في السودان ؛ فإنه أنسب من يحمل هذا المشروع
بحماس وإخلاص ؛ ومن هنا : جرى تنصيبه قائداً عسكريّاً يقود الهجوم حالياً على
السودان ، وانتصاره يعني بالنسبة لهما تأمين خلفيتهما بالقضاء على مشروع
حضاري منافس ومغاير لمشروعهما ، ويحكم من قبضتهما على من تحتهما من
الشعوب الإسلامية ، ويجعل من الثلاثة غصة في حلقوم الدول الإسلامية المجاورة ،
ويكون لهم أيضاً وزنهم في ترتيب الوضع الأمني ، والاقتصادي للمنطقة .
ولما جاء (منليك الحبشي 1865 1913م) ساند بريطانيا ، وفرنسا ، وإيطاليا
في جهودهم الرامية إلى الاستيلاء على السواحل الصومالية (5) .
وفي عهد الإمبرطور (هيلا سيلاسي) ازداد هذا التواصل صلابة حتى إن
عضو الكونجرس الأمريكي (هنري س . ريوس) قال : (كان الجيران المسلمون هم
الأعداء التقليديون للملكة الإثيوبية ، ومنذ القرن الخامس والأباطرة الإثيوبيون
يتمسكون بالمذهب النصراني القبطي ، وكانوا في حروبهم الواحدة تلو الأخرى
يدافعون عن الإمبراطورية ضد الغزاة المسلمين المحتلين ، وقد كان معظم القتال
يدور بالقرب من الساحل الشمالي فيما يسمى اليوم إريتريا) (6) .
حقائق على ضوء التاريخ :
من خلال هذا العرض التاريخي يمكن أن نصل إلى تقرير ما يلي :
أولاً : أن هذه المنطقة هدف مقصود من الغرب لتقويض الوجود الإسلامي
ومحاصرة نفوذه ، وأن صراعهم مع المسلمين فيها قديم ، قدم اكتشاف أهميتها
عندهم .
ثانياً : أن الهيمنة عليها من الطرف المعادي يشكل تهديداً أمنيّاً ، واقتصاديّاً
لمن حولها من الدول الإسلامية ، ويعدّ أيسر الطرق إلى إخضاعها لسياسات معينة .
ثالثاً : أن تحقيق ذلك لا يتم إلا من خلال ربط الحكام المتعاقبين على الحبشة
بمشاريع الحضارة الغربية ، ومن هنا : كان عزل الكنيسة الحبشية بإيعاز من
بريطانيا الملك (ليج إياسو 1913 1917م) الذي أعلن إسلامه (7) ، وتنصيب
(زوديتو (ابنة (منليك) مكانه ، وهي التي ورث عنها العرش الإمبراطور (هيلا
سيلاسي) الذي استمر حتى عام 1974م ، وهو العام الذي تحولت فيه إثيوبيا إلى
نظام ماركسي متحالف مع الكتلة الاشتراكية تحت زعامة ما كان يعرف بـ (الاتحاد
السوفياتي) سابقاً ، ثم لم تلبث أن عادت إلى سيرتها الأولى بعد انتصار ثورة
(التجراي) بقيادة (ميلس زيناوي) ، و (إسياس أفورقي) على نظام (منجستو هيلا
ماريام) بتأييد من الغرب الرأسمالي .
فمن هو (ميلس زيناوي) ، ومن هو (إسياس أفورقي) ، وما العلاقة بينهما ؟ .
(ميلس زيناوي) : هو زعيم الجبهة الشعبية لتحرير (التجراي) ، ينحدر من
قبيلة (التجراي) المجاورة لإريتريا شمالاً ، التي منها الملك (يوحنا الرابع) (8)
1872 1889م ، قتيل الحركة المهدية [*] في معركة (المتى) على الحدود
السودانية الإثيوبية ، ترأّس (ميلس زيناوي) التحالف الذي أسقط (منجستو هيلا
ماريام) وخلفه في حكم الحبشة .
إمّا (إسياس أفورقي) : فهو حاكم إريتريا الحالي ، التحق بالثورة الإريترية في
الستينيات بعد أن قطع دراسته الجامعية في (أديس أبابا) ، وابتعثته الثورة الإريترية
إلى (بكّين) ليعود بعد ذلك ويساهم في تأسيس حزب ماركسي (9) يمتطيه إلى
غاياته ، كتب وثيقته (نحن وأهدافنا) منذ فجر التحاقه بالثورة ، أبرز فيها نزعته
الشعوبية المعادية (للعرب) و (الإسلام) ، وقد تمكّن من أن ينفرد بقيادة (الجبهة
الشعبية لتحرير إريتريا) ويوجهها نحو أهدافه .
والعلاقة بينه وبين حليفه (ميلس زيناوي) تتمثل فيما يلي :
أولاً : أنهما يشتركان في اللغة ، والعادات ، والدين ، والانتماء القومي ،
ويتجاوران في الموقع الجغرافي .
ثانياً : يجمع بينهما حلف سياسي مدعوم من الغرب وإسرائيل ، وضعا نواته
الأولى وهما في الأدغال ، ويقوم على توطيد حكم الأقلية (التجرانية) في إثيوبيا ،
وإريتريا .
ثالثاً : يرتبطان بإسرائيل تمام الارتباط ، وينسقان معها في رسم سياساتهما ،
التي محورها معاداة الوجود (العربي) و (الإسلامي) في المنطقة .
كان من آثار تحالفهما : الانقضاض المبكر على جبهة تحرير إريتريا (10)
عام 1981م وإجلاؤها إلى السودان ؛ باعتبارها تمثل الوجه العربي ، وتنتمي إلى
جذور إسلامية ، والآن يعملان بعد وصولهما إلى السلطة بدعم من القوى الصليبية
والصهيونية للحيلولة دون نهضة المشروع الإسلامي في المنطقة ، سواء أكان في
السودان أو غيره ، ويحاولان إعادة تشكيل السودان على النحو الذي يتفق مع
أهدافهما ومخططات حلفائهما ، إدراكاً منهما لدور السودان ، المتميز في نشر الثقافة
الإسلامية ولغتها العربية في إفريقيا الشرقية ، وحيث إن (جون قرنق) هو العدو
التقليدي للوجود العربي والإسلامي في السودان ؛ فإنه أنسب من يحمل هذا المشروع
بحماس وإخلاص ؛ ومن هنا : جرى تنصيبه قائداً عسكريّاً يقود الهجوم حالياً على
السودان ، وانتصاره يعني بالنسبة لهما تأمين خلفيتهما بالقضاء على مشروع
حضاري منافس ومغاير لمشروعهما ، ويحكم من قبضتهما على من تحتهما من
الشعوب الإسلامية ، ويجعل من الثلاثة غصة في حلقوم الدول الإسلامية المجاورة ،
ويكون لهم أيضاً وزنهم في ترتيب الوضع الأمني ، والاقتصادي للمنطقة .
أما الزعيمان الشماليان : (الصادق المهدي ، ومحمد عثمان الميرغني) ، فإنهما
على الرغم مما يعرفانه عن (جون قرنق) وحقده عليهما ، وخروجه على نظامهما :
فقد رضيا الانضواء تحت لوائه ، ومعلوم أن تحالف (جون قرنق) معهما ينتهي
بانتهاء غاياته ، فهو تحالف مرحلي ، والعجيب أن (إسياس أفورقي) حامي هذا
التحالف وراعيه ، الذي لجأ إليه الصادق المهدي وصف حكومة الأخير بعدم الأهلية
للمساهمة في حل المسألة الإريترية عندما سئل عما يمكن أن يقوم به السودان في
ظل حكومة (الصادق) إزاء حل القضية الإريترية ، بل وبكل تحدٍّ ودون إشعار
حكومة الصادق تجرأ (إسياس أفورقي) على عقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي
الأسبق (جيمي كارتر) لمدة ساعة على متن طائرته في مطار الخرطوم حول
تطورات القضية الإريترية عام 1989م ، وكان هذا اللقاء أول خطوة في الطريق
إلى (أتلانتا) التي شهدت تحت رعاية (جيمي كارتر) اجتماع وفد القيادة الإثيوبية
والإريترية ، هذا اللقاء الذي تمخض عنه إدانة (منجستو) وتحميله فشل كل المساعي
السلمية ، وإضفاء وسام (الوطنية) (11) على جبهة (إسياس أفورقي) الذي توج
أخيراً حاكماً على إريتريا بعد لقاء لندن الذي ضمه مع (ميلس زيناوي) و (هيرمان
كوهين) رئيس دائرة القرن الإفريقي وقتها في وزارة الخارجية الأمريكية ، وتعاقد
فيه الثلاثة على المضي قدماً ضمن استراتيجية التحالف التي كان منها استيلاء
القوات الإريترية على جزيرة (حنيش الكبرى) ، وتهديد أمن اليمن بأسلوب ، قد
يكون من بين أهدافه وضع فخ قصد به اصطياد اليمن بإقحامه في حرب منهكة
ومهلكة ، فضلاً عن الهيمنة على الجزيرة .
الخطر يهدد مصر أيضاً : وليست (مصر) أيضاً بمنجاة عن أهداف هذا
التحالف ، بل هي في أولويات أهدافه ، ولكن من خلال بعثرة أمن السودان
وإسقاطه في وحل الصراعات العسكرية ، حتى يؤول على الأقل إلى ما آل إليه
الصومال ، وهذا في حد ذاته مكسب للأهداف الصهيونية ، وإضعاف لمصر من
خلال تطويقها باضطرابات أمنية ، أو أنظمة حكم مناقضة لهمومها الثقافية
والسياسية ، والاقتصادية ، ووقتها ستجد (مصر) نفسها مهددة في ثروتها المائية
النابعة من النيل ، والتي بدأت إسرائيل من الآن بالتعاون مع إثيوبيا في بناء سدود
حولها من أجل تصريفها إلى منافع مشتركة بينهما ، وقد أبدت مصر فعلاً قلقها
وقدمت احتجاجها ، واستفسارها عن هذا النشاط .
بل إن تحييد (الصومال) بإغراقه في مشكلاته لا يبعد عن أهداف هذا التحالف ، إذ نرى النظام الإثيوبي يستبيح بيضته ، وينتهك حرمته لضرب ما أسماه
بالعناصر الإرهابية المتطرفة ، ونرى (إسياس أفورقي) يؤيد هذا الانتهاك ويباركه ،
وفوق ذلك : يرتب لقاءً بين السفير الإسرائيلي بأسمرا (أريل كريم) ونائب رئيس
ووزير خارجية ما عرف (بجمهورية أرض الصومال) ، وقد نصح السفير الوفد
بتحرير خطاب إلى (إسحاق رابين) رئيس الوزراء في حينه ، وقد حرر الخطاب
فعلاً إلى (رابين) في 3 يوليو 1995م ، موقعاً من (محمد إبراهيم عجال) الرئيس
المنصّب لهذه الدولة المزعومة ، وتَضَمّن تخويف (إسرائيل) من خطر (التأثير
الإسلامي الذي يهدد المنطقة بأكملها) على حد تعبيره ، وتعهد بأن يجعل من
جمهورية أرض الصومال (حصناً ضد انتشار الأصولية الإسلامية) .. كل ذلك بعد
أن بين أن هذا الخطاب حرر بناءً على نصيحة السفير (أريل كريم) سفير إسرائيل
لدى إريتريا (12) .
هذه هي خلفيات الهجمة العسكرية على السودان ، فهل سنبكيه كما بكينا الأندلس من قبل ؟ ، وهل نحن أيقاظ أم نيام ؟
______
(1) د رجب محمد عبد الحليم : العلاقات السياسية بين مسلمي الزيلع ونصارى الحبشة في العصور الوسطى ، ص113 .
(2) المصدر السابق ، ص 116 .
(3) غسان محمد رحال : صراع المسلمين مع البرتغال في البحر الأحمر ، ص 79 .
(4) المصدر السابق ، ص 99 .
(5) غسان محمد رحال : صراع المسلمين مع البرتغال في البحر الأحمر ، ص150 .
(6) وثيقة الكونجرس عن محضر جلسة الكونجرس الأمريكي في 19 يوليو 1986م ، ص 29 نقلاً عن رسالة الأخ بيان صالح : (الدعوة الإسلامية في إريتريا ما بين 1370 1410هـ ، 1950 1990م) ، ص 66 67 .
(7) (ليج إياسو) هو في الأصل ابن السلطان (محمد علي) أحد سلاطين مسلمي الحبشة الذين تغلب عليهم (منليك) ، وأُجْبِر على التنصر ، وزوج بابنة الملك (منليك) ، وأنجب منها (ليج إياسو) ، وحيث إن (منليك) لم يخلف ذكراً يرثه ، رأى أن يكون حفيده وريثه ، ولكن بعد أن أسلم خُلع وأودع السجن ، ومات فيه مقتولاً على يد الإمبراطور (هيلا سيلاسي) وقت خروجه من إثيوبيا إلى السودان بعد انتصار الإيطاليين ودخولهم الحبشة ، وقد عزل (رحمه الله) في 27/9/1917م ، دون تاريخ حياته بأسلوب قصصي رائع الأديب الإسلامي (نجيب الكيلاني) (رحمه الله) في رواية (الظل الأسود) .
على الرغم مما يعرفانه عن (جون قرنق) وحقده عليهما ، وخروجه على نظامهما :
فقد رضيا الانضواء تحت لوائه ، ومعلوم أن تحالف (جون قرنق) معهما ينتهي
بانتهاء غاياته ، فهو تحالف مرحلي ، والعجيب أن (إسياس أفورقي) حامي هذا
التحالف وراعيه ، الذي لجأ إليه الصادق المهدي وصف حكومة الأخير بعدم الأهلية
للمساهمة في حل المسألة الإريترية عندما سئل عما يمكن أن يقوم به السودان في
ظل حكومة (الصادق) إزاء حل القضية الإريترية ، بل وبكل تحدٍّ ودون إشعار
حكومة الصادق تجرأ (إسياس أفورقي) على عقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي
الأسبق (جيمي كارتر) لمدة ساعة على متن طائرته في مطار الخرطوم حول
تطورات القضية الإريترية عام 1989م ، وكان هذا اللقاء أول خطوة في الطريق
إلى (أتلانتا) التي شهدت تحت رعاية (جيمي كارتر) اجتماع وفد القيادة الإثيوبية
والإريترية ، هذا اللقاء الذي تمخض عنه إدانة (منجستو) وتحميله فشل كل المساعي
السلمية ، وإضفاء وسام (الوطنية) (11) على جبهة (إسياس أفورقي) الذي توج
أخيراً حاكماً على إريتريا بعد لقاء لندن الذي ضمه مع (ميلس زيناوي) و (هيرمان
كوهين) رئيس دائرة القرن الإفريقي وقتها في وزارة الخارجية الأمريكية ، وتعاقد
فيه الثلاثة على المضي قدماً ضمن استراتيجية التحالف التي كان منها استيلاء
القوات الإريترية على جزيرة (حنيش الكبرى) ، وتهديد أمن اليمن بأسلوب ، قد
يكون من بين أهدافه وضع فخ قصد به اصطياد اليمن بإقحامه في حرب منهكة
ومهلكة ، فضلاً عن الهيمنة على الجزيرة .
الخطر يهدد مصر أيضاً : وليست (مصر) أيضاً بمنجاة عن أهداف هذا
التحالف ، بل هي في أولويات أهدافه ، ولكن من خلال بعثرة أمن السودان
وإسقاطه في وحل الصراعات العسكرية ، حتى يؤول على الأقل إلى ما آل إليه
الصومال ، وهذا في حد ذاته مكسب للأهداف الصهيونية ، وإضعاف لمصر من
خلال تطويقها باضطرابات أمنية ، أو أنظمة حكم مناقضة لهمومها الثقافية
والسياسية ، والاقتصادية ، ووقتها ستجد (مصر) نفسها مهددة في ثروتها المائية
النابعة من النيل ، والتي بدأت إسرائيل من الآن بالتعاون مع إثيوبيا في بناء سدود
حولها من أجل تصريفها إلى منافع مشتركة بينهما ، وقد أبدت مصر فعلاً قلقها
وقدمت احتجاجها ، واستفسارها عن هذا النشاط .
بل إن تحييد (الصومال) بإغراقه في مشكلاته لا يبعد عن أهداف هذا التحالف ، إذ نرى النظام الإثيوبي يستبيح بيضته ، وينتهك حرمته لضرب ما أسماه
بالعناصر الإرهابية المتطرفة ، ونرى (إسياس أفورقي) يؤيد هذا الانتهاك ويباركه ،
وفوق ذلك : يرتب لقاءً بين السفير الإسرائيلي بأسمرا (أريل كريم) ونائب رئيس
ووزير خارجية ما عرف (بجمهورية أرض الصومال) ، وقد نصح السفير الوفد
بتحرير خطاب إلى (إسحاق رابين) رئيس الوزراء في حينه ، وقد حرر الخطاب
فعلاً إلى (رابين) في 3 يوليو 1995م ، موقعاً من (محمد إبراهيم عجال) الرئيس
المنصّب لهذه الدولة المزعومة ، وتَضَمّن تخويف (إسرائيل) من خطر (التأثير
الإسلامي الذي يهدد المنطقة بأكملها) على حد تعبيره ، وتعهد بأن يجعل من
جمهورية أرض الصومال (حصناً ضد انتشار الأصولية الإسلامية) .. كل ذلك بعد
أن بين أن هذا الخطاب حرر بناءً على نصيحة السفير (أريل كريم) سفير إسرائيل
لدى إريتريا (12) .
هذه هي خلفيات الهجمة العسكرية على السودان ، فهل سنبكيه كما بكينا الأندلس من قبل ؟ ، وهل نحن أيقاظ أم نيام ؟
______
(1) د رجب محمد عبد الحليم : العلاقات السياسية بين مسلمي الزيلع ونصارى الحبشة في العصور الوسطى ، ص113 .
(2) المصدر السابق ، ص 116 .
(3) غسان محمد رحال : صراع المسلمين مع البرتغال في البحر الأحمر ، ص 79 .
(4) المصدر السابق ، ص 99 .
(5) غسان محمد رحال : صراع المسلمين مع البرتغال في البحر الأحمر ، ص150 .
(6) وثيقة الكونجرس عن محضر جلسة الكونجرس الأمريكي في 19 يوليو 1986م ، ص 29 نقلاً عن رسالة الأخ بيان صالح : (الدعوة الإسلامية في إريتريا ما بين 1370 1410هـ ، 1950 1990م) ، ص 66 67 .
(7) (ليج إياسو) هو في الأصل ابن السلطان (محمد علي) أحد سلاطين مسلمي الحبشة الذين تغلب عليهم (منليك) ، وأُجْبِر على التنصر ، وزوج بابنة الملك (منليك) ، وأنجب منها (ليج إياسو) ، وحيث إن (منليك) لم يخلف ذكراً يرثه ، رأى أن يكون حفيده وريثه ، ولكن بعد أن أسلم خُلع وأودع السجن ، ومات فيه مقتولاً على يد الإمبراطور (هيلا سيلاسي) وقت خروجه من إثيوبيا إلى السودان بعد انتصار الإيطاليين ودخولهم الحبشة ، وقد عزل (رحمه الله) في 27/9/1917م ، دون تاريخ حياته بأسلوب قصصي رائع الأديب الإسلامي (نجيب الكيلاني) (رحمه الله) في رواية (الظل الأسود) .
(8) قال الجنرال الإنجليزي (جوردن) الذي قُتل في الخرطوم : (إن يوحنا ويا للعجب يشبهني تعصباً للدين ، وإن له رسالة سينجزها ، ألا وهي تنصير المسلمين جميعاً) عباس العقاد ، الإسلام في القرن العشرين حاضره ومستقبله ، ص72 .
(9) صرح (إسياس) أن حزبه الماركسي تأسس عام 1966م ، الحياة/7/10/ 1414هـ ، 19/3/1994م .
(*) انطر الفرق بين سلفهم وخلفهم .
(10) تعتبر جبهة تحرير إريتريا امتداداً لنشاط حزب الرابطة الإسلامية الذي تأسس في الخمسينيات ، التي بدأت عام1961م بقيادة (حامد إروس عواتي) ، إلا إنها وقعت تحت حزب العمل الشيوعي حتى دخولها السودان ، وسبب تصفيتها يعود إلى الخشية من عودتها إلى أصالتها .
(11) كان ذلك في ندوة عقدها الأمريكان عقب سقوط (مصوع) ، ونشرت وقائعها جريدة الحياة ، 9/3/1990م .
(12) تسعي إسرائيل وفق استراتيجية مرسومة إلى السيطرة الكاملة على البحر الأحمر ، يقول (منصور خالد) وزير خارجية السودان الأسبق ، والمستشار الخاص لـ (قرنق) حالياً : (إن إسرائيل كعدو لا تستطيع استخدام البحر الأحمر سلميّاً ، وتلك حقيقة لا بد أن يضعها العرب في الاعتبار) (د عبد الله عبد المحسن : البحر الأحمر والصراع العربي الإسرائيلي ، ص138) ، ورغم ذلك ينساق المستشار إياه وراء ذلك المخطط الآن
(9) صرح (إسياس) أن حزبه الماركسي تأسس عام 1966م ، الحياة/7/10/ 1414هـ ، 19/3/1994م .
(*) انطر الفرق بين سلفهم وخلفهم .
(10) تعتبر جبهة تحرير إريتريا امتداداً لنشاط حزب الرابطة الإسلامية الذي تأسس في الخمسينيات ، التي بدأت عام1961م بقيادة (حامد إروس عواتي) ، إلا إنها وقعت تحت حزب العمل الشيوعي حتى دخولها السودان ، وسبب تصفيتها يعود إلى الخشية من عودتها إلى أصالتها .
(11) كان ذلك في ندوة عقدها الأمريكان عقب سقوط (مصوع) ، ونشرت وقائعها جريدة الحياة ، 9/3/1990م .
(12) تسعي إسرائيل وفق استراتيجية مرسومة إلى السيطرة الكاملة على البحر الأحمر ، يقول (منصور خالد) وزير خارجية السودان الأسبق ، والمستشار الخاص لـ (قرنق) حالياً : (إن إسرائيل كعدو لا تستطيع استخدام البحر الأحمر سلميّاً ، وتلك حقيقة لا بد أن يضعها العرب في الاعتبار) (د عبد الله عبد المحسن : البحر الأحمر والصراع العربي الإسرائيلي ، ص138) ، ورغم ذلك ينساق المستشار إياه وراء ذلك المخطط الآن
#الحميريين والاصول التاريخية ل #الحبشة #اريتيريا #اثيوبيا
هجرة المسلمين أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) الى الحبشة
عندما ضاقت مكة بالوجود الاسلامى الأول وأخذت فى تعذيب واضطهاد ضعفاء المسلمين, شرّع النبى (صلعم) الهجرة, وقال لأصحابه انّ بها (أى الحبشة) ملكا لا يظلم عنده أحد.
وكانت الهجرة عبر ميناء (معدر) وهو الاسم القديم لمصوع والذى كان يقع بأرض العفر. وكان على رأس من هاجر (جعفر بن أبى طالب), و(عثمان بن عفان) وزوجه (زينب) بنت الرسول (صلعم), وغيرهم من الصحابة. وقد أوفدت مكة وفدا لاسترداد المهاجرين, الا أنّ النجاشى حماهم وامتنع عن ردّهم الى مكة. ولما تأمرت القساوسة على النجاشى وخاف على المسلمين أرسلهم الى ميناء معدر حيث حمتهم قبائل العفر التى لم تكن دخلت الاسلام بعد. ولمّا استقر الأمر للنجاشى دعاهم للعودة والعيش كما كانوا, وقد فضل بعضهم العودة الى مكة بعد حين, وبعضهم أقام بالحبشة, وهناك من تنصّر كعبدالله بن جحش, بينما أسلم النجاشى وصلى عليه النبى (صلعم) صلاة الغائب. وبذلك تكون ارتريا والحبشة قد دخلها الاسلام قبل مدينة الرسول (صلعم) يثرب. وقد قال الرسول (صلعم) عن تلك الأرض أنها أرض صدق.
وحدة الأصل البشرى:-
جاء فى كتاب الكامل فى التاريخ ل (عز الدين أبو الحسن علي المعروف بابن الأثير ) :
[ ص: 72 ] ذكر ذرية نوح عليه السلام
قال النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى: وجعلنا ذريته هم الباقين: إنهم سام ، وحام ، ويافث. وقال وهب بن منبه إن سام بن نوح أبو العرب ، وفارس ، والروم ، وإن حاما أبو السودان ، وإن يافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج وقيل إن القبط من ولد قوط بن حام ، وإنما كان السواد من نسل حام لأن نوحا نام فانكشفت سوءته فرآها حام فلم يغطها ورآها سام ويافث فألقيا عليها ثوبا ، فلما استيقظ علم ما صنع حام ، وإخوته فدعا عليهم.. قال: فكانت امرأة سام بن نوح صلب ابنة بتاويل بن محويل بن حانوخ بن قين بن آدم فولدت له
نفرا, وأرفخشذ ، وأسود ، ولاود ، وإرم
قال ابن إسحاق :
ولا أدري أإرم لأم أرفخشذ وإخوته أم لا ؟ فمن ولد لاود بن سام فارس ، وجرجان ، وطسم ، وعمليق ، وهو أبو العماليق ، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون ، والفراعنة بمصر ، وكان أهل البحرين ، وعمان منهم ويسمون جاشم. وكان منهم بنو أميم بن لاود أهل وبار بأرض الرمل ، وهي بين اليمامة والشحر ، وكانوا قد كثروا فأصابتهم نقمة من الله من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية ، وهم الذين يقال لهم النسناس ، وكان طسم ساكني اليمامة إلى البحرين ، فكانت طسم ، والعماليق [ ص: 73 ] وأميم ، وجاشم قوما عربا لسانهم عربي ، ولحقت عبيل بيثرب قبل أن تبنى . ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء وانحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة ، فأقبل سيل فاجتحفهم ، أي أهلكهم ، فسميت الجحفة. قال : وولد إرم بن سام عوضا وغاثرا وحويلا ، فولد عوض غاثرا ، وعادا ، وعبيلا ، وولد غاثر بن إرم ثمود وجديسا ، وكانوا عربا يتكلمون بهذا اللسان المضري . وكانت العرب تقول لهذه الأمم ولجرهم العرب العاربة . ويقولون لبني إسماعيل العرب المعربة ، لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بين أظهرهم . فكانت عاد بهذا الرمل إلى حضرموت . وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى . ولحقت جديس بطسم ، وكانوا معهم باليمامة إلى البحرين ، واسم اليمامة إذ ذاك جو. . وسكنت جاشم عمان والنبط من ولد نبيط بن ماش بن إرم بن سام . والفرس بنو فارس بن تيرش بن ماسور بن سام . قال : وولد لأرفخشذ بن سام ابنه قينان ، كان ساحرا ، وولد لقينان شالخ بن أرفخشذ من غير ذكر قينان لما ذكر من سحره . وولد لشالخ غابر ، ولغابر فالغ ، ومعناه القاسم ، لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه ، وقحطان بن غابر ، فولد لقحطان يعرب ويقظان ، فنزلا اليمن ، وكان أول من سكن اليمن ، وأول من سلم عليه بـ أبيت اللعن . وولد لفالغ بن غابر أرغو ، وولد لأرغو ساروغ ، وولد لساروغ ناخور ، وولد[ ص: 74 ] لناخور تارخ ، واسمه بالعربية آزر . وولد لآزر إبراهيم ، عليه السلام . وولد لأرفخشذ أيضا نمرود ، وقيل هو نمرود بن كوش بن حام بن نوح . قال هشام بن الكلبي : السند ، والهند بنو توقير بن يقطن بن غابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، وجرهم من ولد يقطن بن غابر . وحضرموت بن يقطن ، ويقطن هو قحطان في قول من نسبه إلى غير إسماعيل . والبربر من ولد ثميلا بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لاود بن سام بن نوح ، ما خلا صنهاجة وكتامة ، فإنهما بنو فريقش بن صيفي بن سبإ. وأما يافث فمن ولده جامر ، وموعع ، ومورك ، وبوان ، وفوبا ، وماشج ، وتيرش ، فمن ولد جامر ملوك فارس في قول ، ومن ولد تيرش الترك ، والخزر ، ومن ولد ماشج الأشبان ، ومن ولد موعع يأجوج ومأجوج ، ومن ولد بوان الصقالبة وبرجان والأشبان كانوا في القديم بأرض الروم قبل أن يقع بها من وقع من
هجرة المسلمين أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) الى الحبشة
عندما ضاقت مكة بالوجود الاسلامى الأول وأخذت فى تعذيب واضطهاد ضعفاء المسلمين, شرّع النبى (صلعم) الهجرة, وقال لأصحابه انّ بها (أى الحبشة) ملكا لا يظلم عنده أحد.
وكانت الهجرة عبر ميناء (معدر) وهو الاسم القديم لمصوع والذى كان يقع بأرض العفر. وكان على رأس من هاجر (جعفر بن أبى طالب), و(عثمان بن عفان) وزوجه (زينب) بنت الرسول (صلعم), وغيرهم من الصحابة. وقد أوفدت مكة وفدا لاسترداد المهاجرين, الا أنّ النجاشى حماهم وامتنع عن ردّهم الى مكة. ولما تأمرت القساوسة على النجاشى وخاف على المسلمين أرسلهم الى ميناء معدر حيث حمتهم قبائل العفر التى لم تكن دخلت الاسلام بعد. ولمّا استقر الأمر للنجاشى دعاهم للعودة والعيش كما كانوا, وقد فضل بعضهم العودة الى مكة بعد حين, وبعضهم أقام بالحبشة, وهناك من تنصّر كعبدالله بن جحش, بينما أسلم النجاشى وصلى عليه النبى (صلعم) صلاة الغائب. وبذلك تكون ارتريا والحبشة قد دخلها الاسلام قبل مدينة الرسول (صلعم) يثرب. وقد قال الرسول (صلعم) عن تلك الأرض أنها أرض صدق.
وحدة الأصل البشرى:-
جاء فى كتاب الكامل فى التاريخ ل (عز الدين أبو الحسن علي المعروف بابن الأثير ) :
[ ص: 72 ] ذكر ذرية نوح عليه السلام
قال النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى: وجعلنا ذريته هم الباقين: إنهم سام ، وحام ، ويافث. وقال وهب بن منبه إن سام بن نوح أبو العرب ، وفارس ، والروم ، وإن حاما أبو السودان ، وإن يافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج وقيل إن القبط من ولد قوط بن حام ، وإنما كان السواد من نسل حام لأن نوحا نام فانكشفت سوءته فرآها حام فلم يغطها ورآها سام ويافث فألقيا عليها ثوبا ، فلما استيقظ علم ما صنع حام ، وإخوته فدعا عليهم.. قال: فكانت امرأة سام بن نوح صلب ابنة بتاويل بن محويل بن حانوخ بن قين بن آدم فولدت له
نفرا, وأرفخشذ ، وأسود ، ولاود ، وإرم
قال ابن إسحاق :
ولا أدري أإرم لأم أرفخشذ وإخوته أم لا ؟ فمن ولد لاود بن سام فارس ، وجرجان ، وطسم ، وعمليق ، وهو أبو العماليق ، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون ، والفراعنة بمصر ، وكان أهل البحرين ، وعمان منهم ويسمون جاشم. وكان منهم بنو أميم بن لاود أهل وبار بأرض الرمل ، وهي بين اليمامة والشحر ، وكانوا قد كثروا فأصابتهم نقمة من الله من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية ، وهم الذين يقال لهم النسناس ، وكان طسم ساكني اليمامة إلى البحرين ، فكانت طسم ، والعماليق [ ص: 73 ] وأميم ، وجاشم قوما عربا لسانهم عربي ، ولحقت عبيل بيثرب قبل أن تبنى . ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء وانحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة ، فأقبل سيل فاجتحفهم ، أي أهلكهم ، فسميت الجحفة. قال : وولد إرم بن سام عوضا وغاثرا وحويلا ، فولد عوض غاثرا ، وعادا ، وعبيلا ، وولد غاثر بن إرم ثمود وجديسا ، وكانوا عربا يتكلمون بهذا اللسان المضري . وكانت العرب تقول لهذه الأمم ولجرهم العرب العاربة . ويقولون لبني إسماعيل العرب المعربة ، لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بين أظهرهم . فكانت عاد بهذا الرمل إلى حضرموت . وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى . ولحقت جديس بطسم ، وكانوا معهم باليمامة إلى البحرين ، واسم اليمامة إذ ذاك جو. . وسكنت جاشم عمان والنبط من ولد نبيط بن ماش بن إرم بن سام . والفرس بنو فارس بن تيرش بن ماسور بن سام . قال : وولد لأرفخشذ بن سام ابنه قينان ، كان ساحرا ، وولد لقينان شالخ بن أرفخشذ من غير ذكر قينان لما ذكر من سحره . وولد لشالخ غابر ، ولغابر فالغ ، ومعناه القاسم ، لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه ، وقحطان بن غابر ، فولد لقحطان يعرب ويقظان ، فنزلا اليمن ، وكان أول من سكن اليمن ، وأول من سلم عليه بـ أبيت اللعن . وولد لفالغ بن غابر أرغو ، وولد لأرغو ساروغ ، وولد لساروغ ناخور ، وولد[ ص: 74 ] لناخور تارخ ، واسمه بالعربية آزر . وولد لآزر إبراهيم ، عليه السلام . وولد لأرفخشذ أيضا نمرود ، وقيل هو نمرود بن كوش بن حام بن نوح . قال هشام بن الكلبي : السند ، والهند بنو توقير بن يقطن بن غابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، وجرهم من ولد يقطن بن غابر . وحضرموت بن يقطن ، ويقطن هو قحطان في قول من نسبه إلى غير إسماعيل . والبربر من ولد ثميلا بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لاود بن سام بن نوح ، ما خلا صنهاجة وكتامة ، فإنهما بنو فريقش بن صيفي بن سبإ. وأما يافث فمن ولده جامر ، وموعع ، ومورك ، وبوان ، وفوبا ، وماشج ، وتيرش ، فمن ولد جامر ملوك فارس في قول ، ومن ولد تيرش الترك ، والخزر ، ومن ولد ماشج الأشبان ، ومن ولد موعع يأجوج ومأجوج ، ومن ولد بوان الصقالبة وبرجان والأشبان كانوا في القديم بأرض الروم قبل أن يقع بها من وقع من
ولد العيص بن إسحاق وغيرهم . وقصد كل فريق من هؤلاء الثلاثة سام ، وحام ، ويافث أرضا فسكنوها ودفعوا غيرهم عنها. ومن ولد يافث الروم ، وهم بنو لنطى بن يونان بن يافث بن نوح . ، وأما حام فولد له كوش ، ومصرايم ، وقوط ، وكنعان ، فمن ولد كوش نمرود بن كوش ، [ ص: 75 ].
وصارت بقية ولد حام بالسواحل من النوبة ، والحبشة ، والزنج ، ويقال : إن مصرايم ولد القبط والبربر
وأما قوط فقيل إنه سار إلى الهند ، والسند فنزلها وأهلها من ولده . وأما الكنعانيون فلحق بعضهم بالشام ، ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها وصار الشام لبني إسرائيل . ثم وثبت الروم على بني إسرائيل فأجلوهم عن الشام إلى العراق إلا قليلا منهم ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام.ثم . وكان يقال لعاد عاد إرم ، فلما هلكوا قيل لثمود ثمود إرم قال : وزعم أهل التوراة أن أرفخشذ ولد لسام بعد أن مضى من عمر سام مائة سنة وسنتان ، وكان جميع عمر سام ستمائة سنة(……………..الخ)
وولد لقحطان بن غابر يعرب ، فولد ليعرب يشجب ، فولد يشجب سبأ ، فولد سبأ حمير ، وكهلان ، وعمرا ، والأشعر ، وأنمار ، ومرا ، فولد عمرو بن سبإ عديا ، وولد عدي لخما ، وجذاما.
انتهى النقل.
ملحوظة: وضعت خطا تحت النقاط التى اريد التركيز عليها لأهميتها لتاريخ المنطقة المشمولة فى دراستنا الحالية.
يمكن رصد الحقائق التاريخية التالية:
1/ كل البشر من بعد الطوفان هم ذرية نوح عليه السلام : سام وحام ويافث.
2/ توزع أبناء كل من سام وحام ويافث فى الأرض. وكانت سفينة نوح قد رست ببابل بالعراق. وقصد أبناء حام منطقة افريقيا بالأساس.
3/ من أبناء حام كوش, وهو جد الكوشيين وهم:-
أ/ حبش بن كوش: واليه ينسب (الأحباش) أو (الحبش) المعروفين بالكوشيين الموجودين فى المنطقة منذ عهد جدهم جبش بن كوش, وهم يمثلون الأجداد الأوائل لكل من:
– العفر والساهو(اللغة الكوشية الشرقية),
– الأغاو (اللغة الكوشية الوسطى),
– السيداما والصومالية ( اللغة الكوشية الجنوبية),
– البجا (اللغة الكوشية الشمالية), ويسميها بعض علماء اللغات: اللغة الكوشية الأفرو-أسيوية, وأكد علماء أخرون أنها كانت على اتصال باللغات الكوشية الشرقية أعلاه, وتختلف لهجاتها تبعا لاختلاف القبيلة المتحدثة بها مثلا هناك اختلاف بين لهجات البجا البشاريين فى مصر والسودان, والهدندوة والحلنقة فى السودان, والحدارب فى ارتريا).
وأنا اعتقد بتدرج اللغة الكوشية وفقا للتدرج الجغرافى التالى أورومو – صومال – عفر- ساهو – أغاو – بجا – نوبة.
وهناك قواعد لغوية مشتركة بين اللغات الكوشية مثل تكوين الجملة حيث يسبق الاسم الفعل (مثلا فى البلين: محمد انتخ = جاء محمد), وضمير الملكية يسبق الاسم وهو غير متصل به عكس اللغة العربية واللغات السامية مثلا فى العربية نقول (كتابى) و(كتابك) أما فى اللغات الكوشية كالبلين والساهو والعفر يقولون (يى كتاب) و(كّ كتاب).
هاجر الي منطقة القرن الافريقى التى كان يقطنها أبناء حبش بن كوش قبائل البلو (بلى) العربية وجاءت معهم اللغة الجئزية (العربية القديمة) وذلك قبل وصول السبئيين عكس ما راج الاعتقاد بأنّ الأخيرين هم وقبيلة (حبشات) الحميرية هم من أدخل الجئزية الى المنطقة,
وكان للحبش الكوشيين دولة تسمى (دعاموت), وللبلو كلو دولة أخرى, وكانت لغتهم الجئزية, وكانوا يكتبونها من اليمين الى اليسار, مثل العربية المعاصرة, الى أن تم تطوير الجئزية بواسطة القساوسة السريان فى عصور حديثة حيث كتبوها من اليسار الى اليمين, وقاموا باضافة الحركات الى حروفها التى كانت ساكنة (الاختلاف بين العلماء فى تسمية (دعمت) و(دعاموت) ناتج عن عدم وجود حركات للأحرف القديمة).
وهنا بعض الاشارات الى أولئك الأقوام الذين عرفوا فىالعصور القديمة بالحبش الكوشيين:-
– العفر:- (وكان مركزهم لعدة قرون فى أوسا), وهم خليط من الأحباش الكوشيين والعرب المهاجرين من بعد مثل قبيلة (عفار) أو (المعافرة) من مملكة (أوسان) فى حضرموت باليمن فلما هاجروا أطلقوا اسم عاصمتهم فى اليمن على عاصمتهم فى افريقيا (أوسا). وعرفوا (بالدناكل) و(بنى على), ونشأت فى أرضهم بعض ممالك دول الطراز الاسلامى مثل (عدل) ولذلك كان يطلق عليهم (أدال) بتحريف حرف العين الى ألف, ولا أدرى ما علاقتهم بجبل أدال فى بركة. وهم من أنشأ مدينة (معدر) مصوع الحالية, وأعادت بناءها فيما بعد قبيلتا (حسب الله عرى) من الساهو وعد شيخ محمود.
– الساهو:- الذين هم خليط من الأحباش الكوشيين والسبئيين (وكان مركزهم فى قوحايتو ثم عدولاى أو عدوليس) ويسمى السكان الأصليون منهم: ادّا وكابوتا وعسابورا, ولم يتم طردهم كاخوانهم بل نقلت القبائل السبئية مركزها عن (قوحايتو) الى (أكسوم) فى تغراى الحالية, مرورا ب(كسكسى) و(صنعفى), وكل تلك المدن سابقة للوجود السبئى.
وصارت بقية ولد حام بالسواحل من النوبة ، والحبشة ، والزنج ، ويقال : إن مصرايم ولد القبط والبربر
وأما قوط فقيل إنه سار إلى الهند ، والسند فنزلها وأهلها من ولده . وأما الكنعانيون فلحق بعضهم بالشام ، ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها وصار الشام لبني إسرائيل . ثم وثبت الروم على بني إسرائيل فأجلوهم عن الشام إلى العراق إلا قليلا منهم ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام.ثم . وكان يقال لعاد عاد إرم ، فلما هلكوا قيل لثمود ثمود إرم قال : وزعم أهل التوراة أن أرفخشذ ولد لسام بعد أن مضى من عمر سام مائة سنة وسنتان ، وكان جميع عمر سام ستمائة سنة(……………..الخ)
وولد لقحطان بن غابر يعرب ، فولد ليعرب يشجب ، فولد يشجب سبأ ، فولد سبأ حمير ، وكهلان ، وعمرا ، والأشعر ، وأنمار ، ومرا ، فولد عمرو بن سبإ عديا ، وولد عدي لخما ، وجذاما.
انتهى النقل.
ملحوظة: وضعت خطا تحت النقاط التى اريد التركيز عليها لأهميتها لتاريخ المنطقة المشمولة فى دراستنا الحالية.
يمكن رصد الحقائق التاريخية التالية:
1/ كل البشر من بعد الطوفان هم ذرية نوح عليه السلام : سام وحام ويافث.
2/ توزع أبناء كل من سام وحام ويافث فى الأرض. وكانت سفينة نوح قد رست ببابل بالعراق. وقصد أبناء حام منطقة افريقيا بالأساس.
3/ من أبناء حام كوش, وهو جد الكوشيين وهم:-
أ/ حبش بن كوش: واليه ينسب (الأحباش) أو (الحبش) المعروفين بالكوشيين الموجودين فى المنطقة منذ عهد جدهم جبش بن كوش, وهم يمثلون الأجداد الأوائل لكل من:
– العفر والساهو(اللغة الكوشية الشرقية),
– الأغاو (اللغة الكوشية الوسطى),
– السيداما والصومالية ( اللغة الكوشية الجنوبية),
– البجا (اللغة الكوشية الشمالية), ويسميها بعض علماء اللغات: اللغة الكوشية الأفرو-أسيوية, وأكد علماء أخرون أنها كانت على اتصال باللغات الكوشية الشرقية أعلاه, وتختلف لهجاتها تبعا لاختلاف القبيلة المتحدثة بها مثلا هناك اختلاف بين لهجات البجا البشاريين فى مصر والسودان, والهدندوة والحلنقة فى السودان, والحدارب فى ارتريا).
وأنا اعتقد بتدرج اللغة الكوشية وفقا للتدرج الجغرافى التالى أورومو – صومال – عفر- ساهو – أغاو – بجا – نوبة.
وهناك قواعد لغوية مشتركة بين اللغات الكوشية مثل تكوين الجملة حيث يسبق الاسم الفعل (مثلا فى البلين: محمد انتخ = جاء محمد), وضمير الملكية يسبق الاسم وهو غير متصل به عكس اللغة العربية واللغات السامية مثلا فى العربية نقول (كتابى) و(كتابك) أما فى اللغات الكوشية كالبلين والساهو والعفر يقولون (يى كتاب) و(كّ كتاب).
هاجر الي منطقة القرن الافريقى التى كان يقطنها أبناء حبش بن كوش قبائل البلو (بلى) العربية وجاءت معهم اللغة الجئزية (العربية القديمة) وذلك قبل وصول السبئيين عكس ما راج الاعتقاد بأنّ الأخيرين هم وقبيلة (حبشات) الحميرية هم من أدخل الجئزية الى المنطقة,
وكان للحبش الكوشيين دولة تسمى (دعاموت), وللبلو كلو دولة أخرى, وكانت لغتهم الجئزية, وكانوا يكتبونها من اليمين الى اليسار, مثل العربية المعاصرة, الى أن تم تطوير الجئزية بواسطة القساوسة السريان فى عصور حديثة حيث كتبوها من اليسار الى اليمين, وقاموا باضافة الحركات الى حروفها التى كانت ساكنة (الاختلاف بين العلماء فى تسمية (دعمت) و(دعاموت) ناتج عن عدم وجود حركات للأحرف القديمة).
وهنا بعض الاشارات الى أولئك الأقوام الذين عرفوا فىالعصور القديمة بالحبش الكوشيين:-
– العفر:- (وكان مركزهم لعدة قرون فى أوسا), وهم خليط من الأحباش الكوشيين والعرب المهاجرين من بعد مثل قبيلة (عفار) أو (المعافرة) من مملكة (أوسان) فى حضرموت باليمن فلما هاجروا أطلقوا اسم عاصمتهم فى اليمن على عاصمتهم فى افريقيا (أوسا). وعرفوا (بالدناكل) و(بنى على), ونشأت فى أرضهم بعض ممالك دول الطراز الاسلامى مثل (عدل) ولذلك كان يطلق عليهم (أدال) بتحريف حرف العين الى ألف, ولا أدرى ما علاقتهم بجبل أدال فى بركة. وهم من أنشأ مدينة (معدر) مصوع الحالية, وأعادت بناءها فيما بعد قبيلتا (حسب الله عرى) من الساهو وعد شيخ محمود.
– الساهو:- الذين هم خليط من الأحباش الكوشيين والسبئيين (وكان مركزهم فى قوحايتو ثم عدولاى أو عدوليس) ويسمى السكان الأصليون منهم: ادّا وكابوتا وعسابورا, ولم يتم طردهم كاخوانهم بل نقلت القبائل السبئية مركزها عن (قوحايتو) الى (أكسوم) فى تغراى الحالية, مرورا ب(كسكسى) و(صنعفى), وكل تلك المدن سابقة للوجود السبئى.
وفى عصور لاحقة امتزجت كثير من القبائل العربية مع الساهو وتحدثوا بلغتهم وتشربوا ثقافتهم, ونفس تلك العناصر العربية انتقلت الى مناطق أخرى وتحدثت بالتقرى والبلين والتغرينية والعفرية والبداويت, ولكن أحتفظ جميع أولئك بأصولهم وجذورهم دون أن يفصلهم ذلك عن القبائل التى يعيشون بينها ويعتمدون ثقافاتها وعاداتها ويعرفون باسمها.
– الأغاو:- الذين هم خليط من الأحباش الكوشيين والبلو ( وكان مركزهم – بعد طردهم من (مطرا) – فى منطقة لاستا) ,
ويسمى الناطقين بالأغاو فى ارتريا (بلين) ومركزهم فى (كرن) و(حلحل), وأعتقد أن اسم (بلين) نسبة الى (بلو) عد موسى, وهم نوعان:
1/ أغاو مهاجرين من لاستا: وهم بيت (ترقى) وأغلب مجموعة(النقد الاثنى عشر).
2/ مهاجرين من حماسين (أبناء طوقى, وجوين, ودنقين…الخ), ومناطق أخرى مثل الجنقرين (من بركا), وسكان أصليين (طنفاى, وعد موسى) وهم تجمع يغلب عليه أبناء طوقى.
– البجا:- الذين هم مزيج من البلو والأحباش الكوشيين خاصة الأغاو والسكان الأصليين للمنطقة (وهم من المصريين الهاربين الى الصحراء بعيدا من بطش الفراعنة العماليق الجبارين, غير أنهم كانوا يناوشون الفراعنة ويهاجمونهم من حين لأخر, وقد عرفوا قبل أكثر من خمس وعشرين ألف عام قبل الميلاد) ثم اختلطوا بالنوبيين لاحقا ( وكان مركزهم فى (مطرا) عاصمة مملكة (بلو كلو), ثم بعد طردهم من المنطقة أصبح مركزهم فى سواكن لقرون عديدة).
وفى ارتريا يعرفون بالحدارب وكذلك لغتهم, وهم (عبابدة) أو(أتمن). والملاحظ أن البنى عامر فى أحيان كثيرة يعرفون بالبجا, وعدد غير قليل منهم يتحدث الحدارب. أما فى السودان فهم عبابدة أو أتمن وهدندوة وأمرأر وبشاريين وكميلاب وسنكات كناب وأشراف وحلنقة وبنى عامر وحباب وماريا…الخ, وفى مصر البشاريين والعبابدة.
ويسمون لغتهم (بداويت) وهى نسبة الى مسمى (البدو) العربية, وتأكيدا لهذا المعنى يطلق البجا على أنفسهم فى السودان عربا ومن ذلك حى العرب فى بورتسودان, والغريب أنهم يسمون اللغة العربية (بلويت) بنسبتها الى (البلو), بينما يسمون الناطقين بالتقرى (هاسا), وهى كلمة محايدة لا تحمل أى دلالات مشينة ( كما ذكر الباحث البجاوى جعفر بامكار) ومنها اشتق الشماليون السودانيون مسمى (الخاسا) العنصرى.
– السيداما والأورومو (فى اثيوبيا), والصوماليون, وبعض سكان كينيا وتنزانيا.
دولة دعاموت ودولة أكسوم:
وكانت لللأحباش- قبل نشأة دولة أكسوم فى القرن الثانى قبل الميلاد- دولة تسمى ( مملكة دعاموت أو دعمت التى نشأت فى القرن الثامن قبل الميلاد وكان مركزها فى (قوحايتو) ولربما نشأت قبل ذلك التاريخ ولكنها لم تعرف قبله, أو يمكن القول انها ورثت ما كان قبلها اذ أن ّوجود حضارة فى المنطقة سابق لذاك الوقت, كما كانت للبلو كلو دولة مركزها فى (مطرا) بالقرب من (صنعفى) وهذه الأخيرة اتخذها السبئيون فى البداية مركزا لهم بعد أن تركوا (قوحايتو) ويقال أن العربى كان يسأل (صنعا فين؟ أى أين صنعاء فسميت المدينة بذاك الاسم, وتحيطها ست جبال يعرف أحدها باسم (عرب تاريكا) أو ترك, وأخر باسم (عين صنعفى), والملاحط أن نهر عنسبا, الذى يهبط من حماسين الى سنحيت, هو تحريف لكلمة (عين سبأ). وكان الأحباش فى دولة دعاموت يعبدون اله المصريين (أمون), (راجع موقع الساهو فى الشبكة الدولية), وذلك قبل اختلاطهم بالعرب المهاجرين مثل السبئيين والحميريين وتكوين مملكة أكسوم فى القرن الثانى قبل الميلاد), وفيما بعد عرفت المنطقة باسم (اثيوبيا) والتى تعنى باللغة اليونانية الاغريقية ( الوجه المحروق) كما ذكر (سبى) فى كتابه (تاريخ ارتريا), وأطلق عليها العرب اسم (الحبشة), وفى أحيان كثيرة اسم السودان بمعنى السكان السود. والملاحظ أنّ هذه المسميات جميعا كانت تطلق على سائر سكان منطقة افريقيا جنوب الصحراء حتى أعالى نهر النيل والبحيرات العظمى.
ويبدو أنّ السبئيين والحميريين حكموا المنطقة بروح الاستعلاء العرقى, وقد قاموا بطرد البلوكلو الذين طوروا الجئزية الى لغة (تقرى) من مركزهم فى (مطرا), ونشأت التغرينية, بعد ذلك, عن طريق اختلاط السبئيين والحبش الذين بقوا بالمنطقة (قوحايتو ثم كسكسى ثم أكسوم), ثم نشأت الأمهرية وغيرها من اللغات السامية المشتقة عن الجئزية (بعد أن توسعت أكسوم جنوبا).
أسطورة الأسرة السليمانية فى الحبشة:
فى أجيال لاحقة اخترع الأمهرا, ومن بعدهم التغراى, أسطورة الأسرة السليمانية الحاكمة, وذلك للهيمنة على الحكم الى الأبد فى صورة حكم دينى (ثيوقراطى) وراثى كهنوتى. وتقوم الأسطورة على أن سيدنا سليمان ( الملك سليمان) بزعمهم قد واقع ملكة سبأ عندما غزا دولتها وأنجب منها جدّ الأسرة السليمانية, وأنّ هذه الأسرة هى التى لها السلطة الالهية لحكم الحبشة.
– الأغاو:- الذين هم خليط من الأحباش الكوشيين والبلو ( وكان مركزهم – بعد طردهم من (مطرا) – فى منطقة لاستا) ,
ويسمى الناطقين بالأغاو فى ارتريا (بلين) ومركزهم فى (كرن) و(حلحل), وأعتقد أن اسم (بلين) نسبة الى (بلو) عد موسى, وهم نوعان:
1/ أغاو مهاجرين من لاستا: وهم بيت (ترقى) وأغلب مجموعة(النقد الاثنى عشر).
2/ مهاجرين من حماسين (أبناء طوقى, وجوين, ودنقين…الخ), ومناطق أخرى مثل الجنقرين (من بركا), وسكان أصليين (طنفاى, وعد موسى) وهم تجمع يغلب عليه أبناء طوقى.
– البجا:- الذين هم مزيج من البلو والأحباش الكوشيين خاصة الأغاو والسكان الأصليين للمنطقة (وهم من المصريين الهاربين الى الصحراء بعيدا من بطش الفراعنة العماليق الجبارين, غير أنهم كانوا يناوشون الفراعنة ويهاجمونهم من حين لأخر, وقد عرفوا قبل أكثر من خمس وعشرين ألف عام قبل الميلاد) ثم اختلطوا بالنوبيين لاحقا ( وكان مركزهم فى (مطرا) عاصمة مملكة (بلو كلو), ثم بعد طردهم من المنطقة أصبح مركزهم فى سواكن لقرون عديدة).
وفى ارتريا يعرفون بالحدارب وكذلك لغتهم, وهم (عبابدة) أو(أتمن). والملاحظ أن البنى عامر فى أحيان كثيرة يعرفون بالبجا, وعدد غير قليل منهم يتحدث الحدارب. أما فى السودان فهم عبابدة أو أتمن وهدندوة وأمرأر وبشاريين وكميلاب وسنكات كناب وأشراف وحلنقة وبنى عامر وحباب وماريا…الخ, وفى مصر البشاريين والعبابدة.
ويسمون لغتهم (بداويت) وهى نسبة الى مسمى (البدو) العربية, وتأكيدا لهذا المعنى يطلق البجا على أنفسهم فى السودان عربا ومن ذلك حى العرب فى بورتسودان, والغريب أنهم يسمون اللغة العربية (بلويت) بنسبتها الى (البلو), بينما يسمون الناطقين بالتقرى (هاسا), وهى كلمة محايدة لا تحمل أى دلالات مشينة ( كما ذكر الباحث البجاوى جعفر بامكار) ومنها اشتق الشماليون السودانيون مسمى (الخاسا) العنصرى.
– السيداما والأورومو (فى اثيوبيا), والصوماليون, وبعض سكان كينيا وتنزانيا.
دولة دعاموت ودولة أكسوم:
وكانت لللأحباش- قبل نشأة دولة أكسوم فى القرن الثانى قبل الميلاد- دولة تسمى ( مملكة دعاموت أو دعمت التى نشأت فى القرن الثامن قبل الميلاد وكان مركزها فى (قوحايتو) ولربما نشأت قبل ذلك التاريخ ولكنها لم تعرف قبله, أو يمكن القول انها ورثت ما كان قبلها اذ أن ّوجود حضارة فى المنطقة سابق لذاك الوقت, كما كانت للبلو كلو دولة مركزها فى (مطرا) بالقرب من (صنعفى) وهذه الأخيرة اتخذها السبئيون فى البداية مركزا لهم بعد أن تركوا (قوحايتو) ويقال أن العربى كان يسأل (صنعا فين؟ أى أين صنعاء فسميت المدينة بذاك الاسم, وتحيطها ست جبال يعرف أحدها باسم (عرب تاريكا) أو ترك, وأخر باسم (عين صنعفى), والملاحط أن نهر عنسبا, الذى يهبط من حماسين الى سنحيت, هو تحريف لكلمة (عين سبأ). وكان الأحباش فى دولة دعاموت يعبدون اله المصريين (أمون), (راجع موقع الساهو فى الشبكة الدولية), وذلك قبل اختلاطهم بالعرب المهاجرين مثل السبئيين والحميريين وتكوين مملكة أكسوم فى القرن الثانى قبل الميلاد), وفيما بعد عرفت المنطقة باسم (اثيوبيا) والتى تعنى باللغة اليونانية الاغريقية ( الوجه المحروق) كما ذكر (سبى) فى كتابه (تاريخ ارتريا), وأطلق عليها العرب اسم (الحبشة), وفى أحيان كثيرة اسم السودان بمعنى السكان السود. والملاحظ أنّ هذه المسميات جميعا كانت تطلق على سائر سكان منطقة افريقيا جنوب الصحراء حتى أعالى نهر النيل والبحيرات العظمى.
ويبدو أنّ السبئيين والحميريين حكموا المنطقة بروح الاستعلاء العرقى, وقد قاموا بطرد البلوكلو الذين طوروا الجئزية الى لغة (تقرى) من مركزهم فى (مطرا), ونشأت التغرينية, بعد ذلك, عن طريق اختلاط السبئيين والحبش الذين بقوا بالمنطقة (قوحايتو ثم كسكسى ثم أكسوم), ثم نشأت الأمهرية وغيرها من اللغات السامية المشتقة عن الجئزية (بعد أن توسعت أكسوم جنوبا).
أسطورة الأسرة السليمانية فى الحبشة:
فى أجيال لاحقة اخترع الأمهرا, ومن بعدهم التغراى, أسطورة الأسرة السليمانية الحاكمة, وذلك للهيمنة على الحكم الى الأبد فى صورة حكم دينى (ثيوقراطى) وراثى كهنوتى. وتقوم الأسطورة على أن سيدنا سليمان ( الملك سليمان) بزعمهم قد واقع ملكة سبأ عندما غزا دولتها وأنجب منها جدّ الأسرة السليمانية, وأنّ هذه الأسرة هى التى لها السلطة الالهية لحكم الحبشة.
وقد تصارعت الأسر الأمهرية والتغراوية الاقطاعية على ادعاء الانتساب لتلك الأسرة (ولم يتمكنوا من السيطرة على القبائل الكوشية سيطرة تامة حتى نهاية القرن التاسع عشر لعدم ايمان تلك القبائل بتلك الأسطورة. كما نافستهم (الأغاو) الكوشية فى ذاك الادعاء وحكمت الحبشة لفترة من الزمان امتدت بين (922 حتى 1270 ميلادى) بالتعاون مع اليهود (الفلاشا) وملكتهم (يوديت) التى أعطت المبرر (الدليل) الدينى للأغاو. وبعد هزيمة الأغاو اضطروا للتنازل والاعتراف بفرية انتمائهم للأسرة السليمانية, على أن ينالوا العفو وألا يدفعوا الجبايات وأن يحتفظوا بأرضهم. والغريب فى الأمر أن احدى فروع الأساورتا الناطقين بالتغرينية وهى (لوجو-تشوا) تدعى انتسابها للسبئيين, كما أوردت (عايدا كدان).
ولأجيال متعاقبة ظل الصراع منحصرا بين الأمهرا والتغراى حتى أطاح الانقلاب العسكرى بالامبراطور (هيلى سلالسى) أخر الأباطرة الاثيوبيين, واعلان انتهاء تلك الاسطورة والى الأبد.
وكان حلم أباطرة الحبشة السيطرة على الطرق البحرية عبر ارتريا, فكانت الغزوات المتتالية على العفر والساهو والجبرت بهذا الغرض , وتشجيع الشفتا والرؤوس الاقطاعيين التغراى والوالقايت للاغارة على القاش وبركا وصولا الى سنحيت, وأحيانا كانت التحالفات مع الاقطاعيين فى أكلى قوزاى وسراى للهجوم على مدرى بحرى (حماسين) وما يليها من المنخفضات. وظلت حماسين جزءا من النسيج الاجتماعى المدافع عن الطرق البحرية وخيرات المنطقة, حتى فترة تقرير المصير فى الأربعينيات من القرن العشرين عندما تحالف أهل حماسين مع الأباطرة لأسباب قد أوضحها الأستاذ (عمر جابر) فى سلسلة المراجعات التاريخية التى يكتبها فى موقع (قاش بركا).
والملاحظ أنّ أهل كبسا (المرتفعات) وكذلك التغراى والأمهرا هم أكثر نقاءا فى أصولهم العربية من كثير من القبائل الارترية ولكن يقف الحاجز الدينى المسيحى حائلا دون تقبلهم لأصولهم العربية.
ب* ونوبا بن كوش: جد النوبيين:
– فى مملكة نوباتيا – وسكانها النوبة المصريين والكنوز والحلفاويين, وكانت تعرف فى فترات لاحقة باسم دولة (مريس).
– ومروى, وعاصمتها (نبتة), وأعظم ملوكها بعانخى وشبكو وتهراقا وهم ملوك الأسرة الخامسة والعشرين التى حكمت مصر اضافة الى النوبة, وهناك رأى يقول بأنهم ربما جاءوا من منطقة الأحباش الكوشيين, أو أنهم قد حكموا الأحباش, أو أن الدولة الكوشية كانت دولة واحدة تمتد من دعاموت الى النوبة الى مصر. ومن معالم مروى التاريخية جبل البركل الذى كان المكان المقدس لديهم لتنصيب الملوك, وظلت تلك العادة حتى مجيئ الاستعمار الانجليزى وسمح بتنصيب أخر ملوك المحس حتى يقوم بتسجيل تلك المراسم. ( وتكونت على أنقاض مروى دولتين: مملكة المقرة – وسكانها الدناقلة وجزء من الكنوز على شرق النيل حتى دنقلا العجوز , ومملكة علوة – وسكانها السكّوت وهم السكان الأصليين, والمهاجرين من المحس, وأصلهم من عبادة بن أبى بن كعب الأنصارى الخزرجى بيثرب, ويقال أنّ أصلهم هاشمى من جهينة. وقد حكم المحس دولة علوة غرب النيل بالكامل حتى سنار وكانت عاصمتهم مدينة (سوبا), وأمتدوا شرقا جنوب المقرة حتى سواكن والتاكا حيث أختلطوا هناك بالسكان الأصليين وهم أجداد البجا, ثم اختلطوا لاحقا بالمهاجرين من دولة دعاموت من خليط البلو والأغاو والأحباش الناطقين بلغة التقرى فتكونت دولة البجا ونشأت لغة البداويت وهى خليط من لغة السكان الأصليين والأغاو والتقرى ولغة النوبا سكان علوة (السكّوت) ).
ج* ومن ذرية كوش كذلك زغاوة ( وغيره ممن سكنوا وسط وغرب افريقيا ).
4/ ومن أبناء حام كذلك:
– زنج ( الزنوج الذين تبعوا مجرى نهر النيل وروافده ومنهم البازا والباريا والايليت الذين ساروا على وادى سيتيت والقاش, ويقال أن الباريا انما نزحت من منطقة البحيرات فى وسط أفريقيا لاحقا, وقبيلة (باريا) احدى قبائل جنوب السودان المعتبرة ولهم وزير فى الحكومة الحالية),
– ومصرايم (الأقباط المصريين), مع ملاحظة أن الفراعنة حكام مصر هم من العماليق أبناء عمليق بن لاود بن سام واخوانهم هم الكنعانيون/ الجبابرة بالشام الذين ذكرهم القرءان الكريم فى قول بنى اسرائيل لما قيل لهم ادخلوا بيت المقدس فقالوا : انّ بها قوما جبّارين- ويجب ملاحظة أنهم ربما كانوا أبناء كنعان بن حام, ويقال أن سلالة فرعون جاءت من الشام وحكمت المصريين بالقهر لأنهم كانوا من الجبابرة. وبعض الأسر الفرعونية فى الحقيقة هم من الكوشيين النوبة وربما الأحباش لأن الاله (أمون) الذى كان يعبد فى مصر كان يعبد كذلك فى الحبشة قبل قيام دولة أكسوم. وأشهر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين (بعانخى), و(تهراقا), ونلاحط أن أحد الفراعنة اسمه (ساحو راع) أو (ساهو راع).
ولأجيال متعاقبة ظل الصراع منحصرا بين الأمهرا والتغراى حتى أطاح الانقلاب العسكرى بالامبراطور (هيلى سلالسى) أخر الأباطرة الاثيوبيين, واعلان انتهاء تلك الاسطورة والى الأبد.
وكان حلم أباطرة الحبشة السيطرة على الطرق البحرية عبر ارتريا, فكانت الغزوات المتتالية على العفر والساهو والجبرت بهذا الغرض , وتشجيع الشفتا والرؤوس الاقطاعيين التغراى والوالقايت للاغارة على القاش وبركا وصولا الى سنحيت, وأحيانا كانت التحالفات مع الاقطاعيين فى أكلى قوزاى وسراى للهجوم على مدرى بحرى (حماسين) وما يليها من المنخفضات. وظلت حماسين جزءا من النسيج الاجتماعى المدافع عن الطرق البحرية وخيرات المنطقة, حتى فترة تقرير المصير فى الأربعينيات من القرن العشرين عندما تحالف أهل حماسين مع الأباطرة لأسباب قد أوضحها الأستاذ (عمر جابر) فى سلسلة المراجعات التاريخية التى يكتبها فى موقع (قاش بركا).
والملاحظ أنّ أهل كبسا (المرتفعات) وكذلك التغراى والأمهرا هم أكثر نقاءا فى أصولهم العربية من كثير من القبائل الارترية ولكن يقف الحاجز الدينى المسيحى حائلا دون تقبلهم لأصولهم العربية.
ب* ونوبا بن كوش: جد النوبيين:
– فى مملكة نوباتيا – وسكانها النوبة المصريين والكنوز والحلفاويين, وكانت تعرف فى فترات لاحقة باسم دولة (مريس).
– ومروى, وعاصمتها (نبتة), وأعظم ملوكها بعانخى وشبكو وتهراقا وهم ملوك الأسرة الخامسة والعشرين التى حكمت مصر اضافة الى النوبة, وهناك رأى يقول بأنهم ربما جاءوا من منطقة الأحباش الكوشيين, أو أنهم قد حكموا الأحباش, أو أن الدولة الكوشية كانت دولة واحدة تمتد من دعاموت الى النوبة الى مصر. ومن معالم مروى التاريخية جبل البركل الذى كان المكان المقدس لديهم لتنصيب الملوك, وظلت تلك العادة حتى مجيئ الاستعمار الانجليزى وسمح بتنصيب أخر ملوك المحس حتى يقوم بتسجيل تلك المراسم. ( وتكونت على أنقاض مروى دولتين: مملكة المقرة – وسكانها الدناقلة وجزء من الكنوز على شرق النيل حتى دنقلا العجوز , ومملكة علوة – وسكانها السكّوت وهم السكان الأصليين, والمهاجرين من المحس, وأصلهم من عبادة بن أبى بن كعب الأنصارى الخزرجى بيثرب, ويقال أنّ أصلهم هاشمى من جهينة. وقد حكم المحس دولة علوة غرب النيل بالكامل حتى سنار وكانت عاصمتهم مدينة (سوبا), وأمتدوا شرقا جنوب المقرة حتى سواكن والتاكا حيث أختلطوا هناك بالسكان الأصليين وهم أجداد البجا, ثم اختلطوا لاحقا بالمهاجرين من دولة دعاموت من خليط البلو والأغاو والأحباش الناطقين بلغة التقرى فتكونت دولة البجا ونشأت لغة البداويت وهى خليط من لغة السكان الأصليين والأغاو والتقرى ولغة النوبا سكان علوة (السكّوت) ).
ج* ومن ذرية كوش كذلك زغاوة ( وغيره ممن سكنوا وسط وغرب افريقيا ).
4/ ومن أبناء حام كذلك:
– زنج ( الزنوج الذين تبعوا مجرى نهر النيل وروافده ومنهم البازا والباريا والايليت الذين ساروا على وادى سيتيت والقاش, ويقال أن الباريا انما نزحت من منطقة البحيرات فى وسط أفريقيا لاحقا, وقبيلة (باريا) احدى قبائل جنوب السودان المعتبرة ولهم وزير فى الحكومة الحالية),
– ومصرايم (الأقباط المصريين), مع ملاحظة أن الفراعنة حكام مصر هم من العماليق أبناء عمليق بن لاود بن سام واخوانهم هم الكنعانيون/ الجبابرة بالشام الذين ذكرهم القرءان الكريم فى قول بنى اسرائيل لما قيل لهم ادخلوا بيت المقدس فقالوا : انّ بها قوما جبّارين- ويجب ملاحظة أنهم ربما كانوا أبناء كنعان بن حام, ويقال أن سلالة فرعون جاءت من الشام وحكمت المصريين بالقهر لأنهم كانوا من الجبابرة. وبعض الأسر الفرعونية فى الحقيقة هم من الكوشيين النوبة وربما الأحباش لأن الاله (أمون) الذى كان يعبد فى مصر كان يعبد كذلك فى الحبشة قبل قيام دولة أكسوم. وأشهر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين (بعانخى), و(تهراقا), ونلاحط أن أحد الفراعنة اسمه (ساحو راع) أو (ساهو راع).
5/ العرب (أبناء اسماعيل بن ابراهيم) وبنو اسرائيل (الاسباط الاثنى عشر أبناء اسرائيل وهو يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم) : هم من صلب ابراهيم عليه السلام وهو من نسل أرفخشد بن سام. ومن الساميين كذلك الأراميين والكنعانيين والسريان والأشوريين…الخ.
6/ العرب( العرب المعرّبة أو المستعربة وهم خليط من العرب العاربة وقبيلة جرهم): تقسم الى عدنانيين فى الشمال, وقحطانيين فى الجنوب وعلى وجه الخصوص باليمن, (أما العرب العاربة أى الأصليين فقد هلكوا وبادوا مثل ثمود وعاد). وكانت لغة العرب قبل أن تختلط بهم بنو اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام هى اللغة الجئزية خاصة لغة أهل ثمود. وقد ذكر عميد الأدب العربى (طه حسين) فى كتابه (الشعر الجاهلى) أن العرب فى الجاهلية انما كانت تتحدث بلغة بعض أهل الحبشة.
وقد انتقلت الجئزية غربا الى الأحباش مع هجرة (البلو كلو) وهم فرع من قبيلة بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقضاعة فى القول الراجح هو بن مالك بن حمير بن سبأ من قحطان, ولكثرة قضاعة يعتبرهم البعض القسم الثالث من العرب. وقد كان (للبلو كلو) دولة قبل نشوء أكسوم وكان مركزها فى (مطرا – قرب صنعفى فى أكلى قوزاى), ولازالت اّثارها موجودة, وقد دمرت الحرب الارترية الاثيوبية الأخيرة جزء منها.
7/ بعد هجرة الحميريين/ السبئيين طرد هؤلاء البلو كلو شمالا الى مناطق حماسين وسنحيت وبركا والساحل الحالية, كما دفعوا الأغاو جنوبا الى منطقة لاستا فى اثيوبيا وجزء منهم اتجه شمالا الى سنحيت ( عد موسى) والى سواكن وشرق مناطق النوبا ( البجا). ولا نعرف لمّ لم يتم طرد الساهو من مركزهم فى (قوحايتو), بل من الواضح أن السبئيين قد انتقلوا الى منطقة (كسكسى) جنوب قوحايتو ثم الى (أكسوم) فى تغراى, ربما لشدة مقاومة الساهو للغزاة, أما العفر فيما يبدو أنهم قد استجاروا بعمق الصحراء وامتنعوا عن الهجرة من أرضهم.
وقد تكونت دولة أكسوم فى القرن الثانى قبل الميلاد على أنقاض دولة دعاموت, ثم تحولت أكسوم الى المسيحية فى القرن الثالث الميلادى فى فترة الملك عيزانا الذى فرض ديانته على سكان المملكة, ومن ذلك التاريخ ارتبط مسمى (حبشى) بمعتنقى الديانة المسيحية الأرثوذوكسية القبطية (تواهادو) والناطقين باللغات السامية المشتقة عن الجئزية (مثل التغرينية والأمهرية والغوراغى), أما لغة التقرى التى حملها معهم البلو عند تركهم المنطقة فلا يعتبر الناطقين بها (حبش) بمدلول الكلمة المعاصر, وكذلك لا تدل على الأقوام الذين عرفوا بهذا الاسم نسبة الى جدّهم (حبش بن كوش بن حام) كما أوضحنا سابقا.
والملك (عيزانا) هو من قضى على مملكة مروى وحضارتها, وتفككت الى دولتين _ علوة والمقرة, والتى انتشرت فيها من بعد ذلك المسيحية, فالمسيحية الرومانية الشرقية (الارثوذوكسية) أصبحت دين مملكة علوة النوبية, غير أن مملكة المقرة المجاورة قد اعتنقت المسيحية الرومانية الكاثوليكية, ونلاحظ أنّ المسيحية قد دخلت الى النوبا عن طريق الرومان وليس من القبط ولا أكسوم.
وفي تاريخ لاحق قضت دولة الفونج الاسلامية على علوة المسيحية, فتحول بعض سكانها الى الاسلام خاصة مع هجرة العنصر (المحسى) وسكنوا جزيرة (توتى) وكوّنوا مدينة الخرطوم ومنهم من هاجر الى شرق السودان فأصبح جزءا من البجا, وجزء منهم هاجر الى منطقة جبال النوبة فى جنوب كردفان, وبعضهم الى دارفور وتشاد.
أما المقرة فقد دخلها الاسلام فى زمن اتفاقيات (البقط) التى وقع اولاها القائد عبدالله بن أبى السرح, وتوالت تلك الاتفاقيات مع الخروقات التى قام بها (النوبا), و(البجا), ففى العصر العباسى وقعّت احدى اتفاقيات البقط مع البجا, وحمل أمير البجا المتمرد فى فترة لاحقة الى (بغداد) وهو الأمير (على أولباب) وأربعين من رجاله, وقد اشتهرت القصة فى الأدب العربى والعالمى كرواية خرافية باسم (على بابا والأربعين حرامى).
8/ البلوكلو فى سواكن والتاكا (كسلا):
كونوا دولة بعد أن ضعفت سيطرة الدولة النوبية الكوشية على المنطقة وتشكلت لغة البداويت وعرفوا بالحدارب, حتى قضى عليهم (الأتمن) أبناء عثمان بن المك عجيب المانجلك من العبدلاب (عبدالله جمّاع) شركاء الفونج (عمارة دنقس) فى دولة (سنار), فورثوا عنهم مسمى الحدارب ولغة البداويت وحكم دولة سواكن.
9/ البلوكلو فى بركا وسمهر :
كونوا مملكة (البنى عامر) نسبة الى جدهم (عامر) والذى كان له ولدان هما يوسف بن عامر (كلو ومنهم كان دقلل البنى عامر حتى أجلاهم أبن أختهم نابت من الجعليين انتقاما لقتلهم أباه, حيث جلب جيشا من المتمة وأنتصر على خؤولته وانتزع منهم لقب الدقلل), وكانت البنى عامر قبائل محاربة شديدة البأس وكان مقاتليهم يعرفون ب(الأسود الحرة). والفرع الأخر, سعيد بن عامر (بلو), أستقر فى سمهر ومنه عد نايب, وعد كيكيا, وعد عمرو, وعد أمير وغيرهم.
10/ البلوكلو فى كبسا: تعرضوا للتضييق حتى تنصّر الجزء الاكبر منهم مثل قبيلة (زاقر).
11/ البلوكلو فى سنحيت ( عد موسى أو موشى) بضم الميم وكسر السين:-
6/ العرب( العرب المعرّبة أو المستعربة وهم خليط من العرب العاربة وقبيلة جرهم): تقسم الى عدنانيين فى الشمال, وقحطانيين فى الجنوب وعلى وجه الخصوص باليمن, (أما العرب العاربة أى الأصليين فقد هلكوا وبادوا مثل ثمود وعاد). وكانت لغة العرب قبل أن تختلط بهم بنو اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام هى اللغة الجئزية خاصة لغة أهل ثمود. وقد ذكر عميد الأدب العربى (طه حسين) فى كتابه (الشعر الجاهلى) أن العرب فى الجاهلية انما كانت تتحدث بلغة بعض أهل الحبشة.
وقد انتقلت الجئزية غربا الى الأحباش مع هجرة (البلو كلو) وهم فرع من قبيلة بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقضاعة فى القول الراجح هو بن مالك بن حمير بن سبأ من قحطان, ولكثرة قضاعة يعتبرهم البعض القسم الثالث من العرب. وقد كان (للبلو كلو) دولة قبل نشوء أكسوم وكان مركزها فى (مطرا – قرب صنعفى فى أكلى قوزاى), ولازالت اّثارها موجودة, وقد دمرت الحرب الارترية الاثيوبية الأخيرة جزء منها.
7/ بعد هجرة الحميريين/ السبئيين طرد هؤلاء البلو كلو شمالا الى مناطق حماسين وسنحيت وبركا والساحل الحالية, كما دفعوا الأغاو جنوبا الى منطقة لاستا فى اثيوبيا وجزء منهم اتجه شمالا الى سنحيت ( عد موسى) والى سواكن وشرق مناطق النوبا ( البجا). ولا نعرف لمّ لم يتم طرد الساهو من مركزهم فى (قوحايتو), بل من الواضح أن السبئيين قد انتقلوا الى منطقة (كسكسى) جنوب قوحايتو ثم الى (أكسوم) فى تغراى, ربما لشدة مقاومة الساهو للغزاة, أما العفر فيما يبدو أنهم قد استجاروا بعمق الصحراء وامتنعوا عن الهجرة من أرضهم.
وقد تكونت دولة أكسوم فى القرن الثانى قبل الميلاد على أنقاض دولة دعاموت, ثم تحولت أكسوم الى المسيحية فى القرن الثالث الميلادى فى فترة الملك عيزانا الذى فرض ديانته على سكان المملكة, ومن ذلك التاريخ ارتبط مسمى (حبشى) بمعتنقى الديانة المسيحية الأرثوذوكسية القبطية (تواهادو) والناطقين باللغات السامية المشتقة عن الجئزية (مثل التغرينية والأمهرية والغوراغى), أما لغة التقرى التى حملها معهم البلو عند تركهم المنطقة فلا يعتبر الناطقين بها (حبش) بمدلول الكلمة المعاصر, وكذلك لا تدل على الأقوام الذين عرفوا بهذا الاسم نسبة الى جدّهم (حبش بن كوش بن حام) كما أوضحنا سابقا.
والملك (عيزانا) هو من قضى على مملكة مروى وحضارتها, وتفككت الى دولتين _ علوة والمقرة, والتى انتشرت فيها من بعد ذلك المسيحية, فالمسيحية الرومانية الشرقية (الارثوذوكسية) أصبحت دين مملكة علوة النوبية, غير أن مملكة المقرة المجاورة قد اعتنقت المسيحية الرومانية الكاثوليكية, ونلاحظ أنّ المسيحية قد دخلت الى النوبا عن طريق الرومان وليس من القبط ولا أكسوم.
وفي تاريخ لاحق قضت دولة الفونج الاسلامية على علوة المسيحية, فتحول بعض سكانها الى الاسلام خاصة مع هجرة العنصر (المحسى) وسكنوا جزيرة (توتى) وكوّنوا مدينة الخرطوم ومنهم من هاجر الى شرق السودان فأصبح جزءا من البجا, وجزء منهم هاجر الى منطقة جبال النوبة فى جنوب كردفان, وبعضهم الى دارفور وتشاد.
أما المقرة فقد دخلها الاسلام فى زمن اتفاقيات (البقط) التى وقع اولاها القائد عبدالله بن أبى السرح, وتوالت تلك الاتفاقيات مع الخروقات التى قام بها (النوبا), و(البجا), ففى العصر العباسى وقعّت احدى اتفاقيات البقط مع البجا, وحمل أمير البجا المتمرد فى فترة لاحقة الى (بغداد) وهو الأمير (على أولباب) وأربعين من رجاله, وقد اشتهرت القصة فى الأدب العربى والعالمى كرواية خرافية باسم (على بابا والأربعين حرامى).
8/ البلوكلو فى سواكن والتاكا (كسلا):
كونوا دولة بعد أن ضعفت سيطرة الدولة النوبية الكوشية على المنطقة وتشكلت لغة البداويت وعرفوا بالحدارب, حتى قضى عليهم (الأتمن) أبناء عثمان بن المك عجيب المانجلك من العبدلاب (عبدالله جمّاع) شركاء الفونج (عمارة دنقس) فى دولة (سنار), فورثوا عنهم مسمى الحدارب ولغة البداويت وحكم دولة سواكن.
9/ البلوكلو فى بركا وسمهر :
كونوا مملكة (البنى عامر) نسبة الى جدهم (عامر) والذى كان له ولدان هما يوسف بن عامر (كلو ومنهم كان دقلل البنى عامر حتى أجلاهم أبن أختهم نابت من الجعليين انتقاما لقتلهم أباه, حيث جلب جيشا من المتمة وأنتصر على خؤولته وانتزع منهم لقب الدقلل), وكانت البنى عامر قبائل محاربة شديدة البأس وكان مقاتليهم يعرفون ب(الأسود الحرة). والفرع الأخر, سعيد بن عامر (بلو), أستقر فى سمهر ومنه عد نايب, وعد كيكيا, وعد عمرو, وعد أمير وغيرهم.
10/ البلوكلو فى كبسا: تعرضوا للتضييق حتى تنصّر الجزء الاكبر منهم مثل قبيلة (زاقر).
11/ البلوكلو فى سنحيت ( عد موسى أو موشى) بضم الميم وكسر السين:-
يعتقد أنهم بلوكلو من الناطقين بلغة الأغاو وربما تأثروا باليهودية نظرا للاسماء التى أطلقوها على مناطقهم, كما يعتقد بتأثرهم بالفراعنة لوجود اّثار لمقابر هرمية الشكل فى وادى (عنسبا), وقد سميت لغة البلين نسبة اليهم (كان يطلق عليهم فى مملكة دعاموت اسم (بلينتو), ويسمى الساهو الحاليين الأحباش بهذا الاسم), ويقال أنهم هم المقصودون بتسمية (بليميز) التى وردت فى مخطوطات الملكة الفرعونية (حتشبسوت) عن الملوك الذين كانوا يحكمون دولة (بونت) التى كانت مركزا تجاريا دوليا وكان مركزها على البحر الأحمر مدينة ( عدولاى أو أدولاى والتى تعنى بلغة الساهو الماء الأبيض أو أدولا وتعنى البقر الأبيض, أنظر موقع الساهو سابق الذكر) وقد أسماها البطالمة فيما بعد باسم (عدوليس), أما المؤرخين العرب أطلقوا عليها (عدولى).
وقد ساد (عد موسى) المنطقة المحيطة بمدينة (كرن) التى يعتبر (طنفاى) و(شباخاى) من الباريا سكانها الأصليين. وقد نزل بسنحيت أخوان هم (جويناى أو جوين) و(سمرئين) من منطقة (عد تكليزان) فى حماسين, فمنحهم طنفاى وشباخاى منطقة (حلحل) أو دكا (كما يطلق عليها البلين), وكان (سمرئين) ابنا لطوقى جان (طوقى) وهو أخ ل(جمّا جان) بأعالى نهر عنسبا و(زرئى جان) الذين يقال أنهم سكان (دمبيزان) الناطقين بالتغرينية. ويعودوا بنسبهم الى (عبدالله بن جحش) الذى هاجر مسلما من مكة ثم تنصّر, ويقال انهم من منطقة (شوا) فى اثيوبيا, و(جوين) هو أخ غير شقيق ل(سمرئين) من ناحية الأم, أما أخو سمرئين من ناحية الأب فهو (أبرهم بن طوقى) والأخير كثر أبناؤه حتى سميت القبيلة باسم أبيه (طوقى), وقد ولد له أثنا عشر ابنا ومن أشهر ذريته الان: قبشا, وطفع, وتسّأن (درع وحريش), ولامزيرى (حزباى وتسّى..), وبيطروس, وأمبارك…الخ.
وقد قتل بعض العسس من (عد موسى) طوقى الذى كان فى زيارة لأبنائه سمرئين وجوين, والأخير ابن زوجته من زواج سابق ويعود أباه الى قبيلة (الأساورتا) الا أنّ ذرية (جوين) تفخر كونها فرع من البلين -عد طوقى.
وقد استنجد سمرئين وأخوه جوين بأهلهم, وقد ثأر أبناء طوقى من قتلة أبيهم بابادتهم, وذلك بالتعاون مع حلفائهم من منطقة حماسين (ومنهم دنقين, وسحرتاى, وحماسيناى, وواطاى, وسنحيتاى, وقالاى, ولاوين وغيرهم), وهؤلاء لم يكن منهم أجير ولا تابع لأحد كما يشيع ضعاف النفوس الذين يسيئون لكل القبيلة بالاساءة لجزء منها, بل كان أولئك الرجال حلفاء مؤتمنين ومحاربين أشداء, وقد سكنوا هم وأبناء ابرهم بن طوقى مع اخوانهم سمرئين وجوين. وعد طوقى هو اسم يطلق على كثير من الأقوام سابقى الذكر أعلاه: سمئين وابرهم ابنا طوقى, وجوين, ودنقين …الخ, بالاضافة الى طنفاى وقبيلة (جنقرين) وهم من بيت معلا البنى عامر, كما توجد فروع أخرى مثل حربا, ودانشيم, وحيس…الخ.
وقد ورث عد طوقى لغة البلين وعادات ورموز البلوكلو (عد موسى).
وقد عرف عن هذه القبيلة شدة البأس حيث ردّوا جيش الأمهرا الغازى بقيادة السفاح (قبّى) مهزوما عن معقلهم (حلحل), بعد أن سيطر قبّى على أرجاء كبسا وسنحيت, وكذلك قاوموا الرأس (ألولا), وذلك بفضل تكاتفهم جميعا بكل فروعهم, وبحنكتهم فى القتال. كما شاركوا فى الثورة الارترية بقادة أفذاذ فى الميدان مثل عمر ازاز وادريس حاج وابنه محمد …الخ, وبسياسيين محنكين مثل صالح اياى, ونقابيين نبهاء ومتفانين مثل بشير اسحق, سعد بخيت…الخ
أما فرع (ترقى) بن (بغوص) يعود نسبه الى الملك (زاغوى) مؤسس دولة الأغاو, وقد جاء ترقى الى المنطقة مهاجرا من (لاستا) بعد غزو (ابن الحموية) للمملكة وكان ذلك فى حوالى العام 1270م, وهم فرع من (الأغاو) وهناك خلاف على من كان الأقدم هجرة الى المنطقة حيث يقول (مكئيل قابر) فى كتابه (بلين سكان بغوص) أن ترقى هو الأسبق حيث هاجر سنة 1000م, بينما تؤكد روايات عد طوقى أنه لم يكن يقيم بالمنطقة, عندما هاجروا اليها, غير طنفاى وأخوه شباخاى وعد موسى, أما عايدة كدان فقد نقلت عن كتاب (بوليرا) ترجمة الأب اسحاق قبرى يسوس (دقي بات حزبتات ارترا) التالى: (نزل الزاول سكان سنحيت بالقرب من نهر (لابا) وقد جاءوا مع (قبرى بن ترقى) وكلاهما يتحدث لغة الأغاو). وأبناء ترقى (انظر كتاب محمد نور فايد) هم: حدى, بغداى, لمطلى, ساتيفاى, قبرو, دبرو.
أما النقد الاثنى عشر فهم أقوام متعددى المشارب قد تأثروا بفرع ترقى, كما أنّ لهم جذور متشابهة مثل (زاول علاما), و(زاول سليم), و(بينو), و(سحرتى), و(اخوارارو) والأخير نسبة الى منطقة (اخوارو) فى لاستا والتى هاجر منها أجداد الزاول , فجميعهم من قبيلة زاول المنتشرة فى أنحاء ارتريا خاصة فى المرتفعات, ويعتقدون أنهم أبناء سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام أجمعين, ( وقد مثل الزاول (جاول) الذين يعيشون مع البلين, والبت جوك, والماريتان البيضاء والسمراء, والمنسع, القاطنين بسنحيت فى اجتماع عموم قبيلة زاول الذى عقد فى اسمرا فى 1954م لأن امرأة حماسيناوية عابت على امرأة من زاول أصلها المجهول)- انظر عايدة
وقد ساد (عد موسى) المنطقة المحيطة بمدينة (كرن) التى يعتبر (طنفاى) و(شباخاى) من الباريا سكانها الأصليين. وقد نزل بسنحيت أخوان هم (جويناى أو جوين) و(سمرئين) من منطقة (عد تكليزان) فى حماسين, فمنحهم طنفاى وشباخاى منطقة (حلحل) أو دكا (كما يطلق عليها البلين), وكان (سمرئين) ابنا لطوقى جان (طوقى) وهو أخ ل(جمّا جان) بأعالى نهر عنسبا و(زرئى جان) الذين يقال أنهم سكان (دمبيزان) الناطقين بالتغرينية. ويعودوا بنسبهم الى (عبدالله بن جحش) الذى هاجر مسلما من مكة ثم تنصّر, ويقال انهم من منطقة (شوا) فى اثيوبيا, و(جوين) هو أخ غير شقيق ل(سمرئين) من ناحية الأم, أما أخو سمرئين من ناحية الأب فهو (أبرهم بن طوقى) والأخير كثر أبناؤه حتى سميت القبيلة باسم أبيه (طوقى), وقد ولد له أثنا عشر ابنا ومن أشهر ذريته الان: قبشا, وطفع, وتسّأن (درع وحريش), ولامزيرى (حزباى وتسّى..), وبيطروس, وأمبارك…الخ.
وقد قتل بعض العسس من (عد موسى) طوقى الذى كان فى زيارة لأبنائه سمرئين وجوين, والأخير ابن زوجته من زواج سابق ويعود أباه الى قبيلة (الأساورتا) الا أنّ ذرية (جوين) تفخر كونها فرع من البلين -عد طوقى.
وقد استنجد سمرئين وأخوه جوين بأهلهم, وقد ثأر أبناء طوقى من قتلة أبيهم بابادتهم, وذلك بالتعاون مع حلفائهم من منطقة حماسين (ومنهم دنقين, وسحرتاى, وحماسيناى, وواطاى, وسنحيتاى, وقالاى, ولاوين وغيرهم), وهؤلاء لم يكن منهم أجير ولا تابع لأحد كما يشيع ضعاف النفوس الذين يسيئون لكل القبيلة بالاساءة لجزء منها, بل كان أولئك الرجال حلفاء مؤتمنين ومحاربين أشداء, وقد سكنوا هم وأبناء ابرهم بن طوقى مع اخوانهم سمرئين وجوين. وعد طوقى هو اسم يطلق على كثير من الأقوام سابقى الذكر أعلاه: سمئين وابرهم ابنا طوقى, وجوين, ودنقين …الخ, بالاضافة الى طنفاى وقبيلة (جنقرين) وهم من بيت معلا البنى عامر, كما توجد فروع أخرى مثل حربا, ودانشيم, وحيس…الخ.
وقد ورث عد طوقى لغة البلين وعادات ورموز البلوكلو (عد موسى).
وقد عرف عن هذه القبيلة شدة البأس حيث ردّوا جيش الأمهرا الغازى بقيادة السفاح (قبّى) مهزوما عن معقلهم (حلحل), بعد أن سيطر قبّى على أرجاء كبسا وسنحيت, وكذلك قاوموا الرأس (ألولا), وذلك بفضل تكاتفهم جميعا بكل فروعهم, وبحنكتهم فى القتال. كما شاركوا فى الثورة الارترية بقادة أفذاذ فى الميدان مثل عمر ازاز وادريس حاج وابنه محمد …الخ, وبسياسيين محنكين مثل صالح اياى, ونقابيين نبهاء ومتفانين مثل بشير اسحق, سعد بخيت…الخ
أما فرع (ترقى) بن (بغوص) يعود نسبه الى الملك (زاغوى) مؤسس دولة الأغاو, وقد جاء ترقى الى المنطقة مهاجرا من (لاستا) بعد غزو (ابن الحموية) للمملكة وكان ذلك فى حوالى العام 1270م, وهم فرع من (الأغاو) وهناك خلاف على من كان الأقدم هجرة الى المنطقة حيث يقول (مكئيل قابر) فى كتابه (بلين سكان بغوص) أن ترقى هو الأسبق حيث هاجر سنة 1000م, بينما تؤكد روايات عد طوقى أنه لم يكن يقيم بالمنطقة, عندما هاجروا اليها, غير طنفاى وأخوه شباخاى وعد موسى, أما عايدة كدان فقد نقلت عن كتاب (بوليرا) ترجمة الأب اسحاق قبرى يسوس (دقي بات حزبتات ارترا) التالى: (نزل الزاول سكان سنحيت بالقرب من نهر (لابا) وقد جاءوا مع (قبرى بن ترقى) وكلاهما يتحدث لغة الأغاو). وأبناء ترقى (انظر كتاب محمد نور فايد) هم: حدى, بغداى, لمطلى, ساتيفاى, قبرو, دبرو.
أما النقد الاثنى عشر فهم أقوام متعددى المشارب قد تأثروا بفرع ترقى, كما أنّ لهم جذور متشابهة مثل (زاول علاما), و(زاول سليم), و(بينو), و(سحرتى), و(اخوارارو) والأخير نسبة الى منطقة (اخوارو) فى لاستا والتى هاجر منها أجداد الزاول , فجميعهم من قبيلة زاول المنتشرة فى أنحاء ارتريا خاصة فى المرتفعات, ويعتقدون أنهم أبناء سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام أجمعين, ( وقد مثل الزاول (جاول) الذين يعيشون مع البلين, والبت جوك, والماريتان البيضاء والسمراء, والمنسع, القاطنين بسنحيت فى اجتماع عموم قبيلة زاول الذى عقد فى اسمرا فى 1954م لأن امرأة حماسيناوية عابت على امرأة من زاول أصلها المجهول)- انظر عايدة
كدان(مارس 2004), وأصل زاول من (الأغاو), وكذلك (لاوين) وهم يعودوا بنسبهم الى (لاوى) أحد الأسباط اخوة يوسف بن يعقوب (اسرائيل) بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام أجمعين, وكذلك (طقر), ولقدرى, و(فاشل), و(مرير) فهم من (الأغاو) مثل (ترقى), أما (كلو) و(متو) فهم من بلو كلو.
تكوّنت بعض القبائل الارترية (وامتدادها فى دول الجوار) فى شكل تحالفات مثل:
– البنى عامر:
اربع وعشرين قبيلة أغلبها ذات أصول عربية, وأشهرها ألمدا (محمود الماضى), وبيت معلا (كامل وكميل), وأسفدا, ورقبات وغيرهم. وقد نشأت, كما سبق الاشارة, بزعامة البلو كلو وسميت تبعا لاسمهم (بنى عامر). ويتحدثون بالأساس لغة(التقرى), بالاضافة الى (البداويت), و(العربية). وكانت لهم مملكة فى بركا تتبع دولة الفونج فى سنار. وكان للقبيلة دورا يمتد داخل السودان حيث تحالفت مع المراغنة ضد المهدية والأنصار, وهم من حمى محمد عثمان الميرغنى الكبير وقاموا بتهريبه عبر ارتريا من بطش المهدية, ثم تحالفوا مع الانجليز ضد الطليان فى الحرب العالمية الثانية وشاركوا هم والبلين والماريا وأخرين فى تكوين (الأورطة الشرقية) أو جيش السودان الشرقى, الذى ساهم فى الدفاع عن مصالح السودان فى الاستقلال, ولكن عندما نال السودان استقلاله رأت الطبقة الشمالية الحاكمة أنّ تلك القوات تمثّل تهديدا لسلطتها المطلقة على السودان, فسعدت بالتحاق القوة التى كانت تمثل خطرا على مصالحها بعواتى والثورة الارترية (وكان لالتحاق تلك المجموعة المؤهلة عسكريا دورا حاسما لتمكين الثورة), وقد تلاقت مصالح الطرفين فى ذلك, ولكن لا يزال وجود البنى عامر والقبائل الأخرى الناطقة بالتقرى تؤرق تلك الطبقة وغيرهم من مكونات السودان خاصة بعض الناطقين بالبداويت, وينتظرون فرصة تاريخية أخرى لينتقل أولئك الى ارتريا والى الأبد.
– البجا:
هم عدد كبير من القبائل عرفوا فى ارتريا باسم حدارب (أتمن وبنى عامر), وفى السودان بالبجا وتضم: الهدندوة (العبابدة أو الأتمن (أبناء عثمان بن عجيب المانجلك العبدلاب), والبشاريين, والأمرأر (أبناء عمّار), والأرتيقا, والأشراف المهاجرين من جزيرة العرب ومنهم كذلك الجبرت الذين هربوا من وجه (تيدروس), والكميلاب وسنكات كناب …الخ, بالاضافة الى الحلنقة الذين هاجروا من الهضبة الحبشية, ويعد البنى عامر والحباب والماريا والحلنقة جزء من البجا فى دولة السودان, كما أضيف اليهم أخيرا عدد من القبائل الارترية تحت نظارتى البنى عامر والحباب. وقد ساكن الشكرية (وأصولهم من الألمدا) البجا فى البطانة غير أنهم ناطقين بالعربية. ومعروف اختلاطهم الاجتماعى بالبنى عامر خاصة فى ارتريا. ودورهم فى السودان مشهود, فمنهم على سبيل المثال القائد عثمان دقنة أعظم قادة المهدية الذى هزم الانجليز وكسر ما كان يعرف (بالمربع الحربى) بجيش شبه بدائى فى معركتين كبيرتين وفى حالة نادرة. وهو من قبيلة (الهدندوة) التى تحالفت مع المهدية ضد الانجليز وكذلك فعلت (الحباب), عكس (البشاريين) و(الامرأر) و(البنى عامر) الذين حالفوا الانجليز.
–الحباب:
وهم هبتيس, وتكليس, وتماريام, وأبوهم مفلس قد هاجر من حماسين الى رورا حباب, ويعتقد أنّ المنطقة كان يسكنها أقوام يحملون هذا الاسم وهم قبيلة من شبه الجزيرة العربية, ودفعهم المهاجرون غربا وجنوبا ويعتقد أنهم ساهموا فى انشاء دولة الفونج فى سنار. ويساكنهم أقوام كثر مثل زين وسيهو وسب لعاليت وكلهم من الأساورتا. والحباب قبيلة حدودية لعبت دورا مؤثرا فى ارتريا والسودان. والحدث الرمزى لهذا المصير المشترك هو انتساب محمد سعيد ناود للحزب الشيوعى السودانى, وقيامه بتأسيس (حركة تحرير ارتريا) فى الوقت عينه. تحالف الحباب مع الثورة المهدية دون أن يحدث ذلك أى صدام مع البنى عامر المتحالفين مع الختمية.
– الماريا:
وهم من ذرية الصحابى معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه وأباه,وينقسموا الى الماريتان: قيح وطلام. واخوانهم قبائل المنسع وقبيلتا طروعا وحدو أو حزو الناطقتان بالساهو والفونج مؤسسى دولة سنار. ولهم وجود كبير فى السودان كما فى ارتريا, ولهم قرية باسمهم فى ريف (كسلا).
– المنسع :
هاجروا من حماسين وهم كما سبق ذكره من ذرية معاوية بن أبى سفيان. غير أنه يساكنهم أقوام كثر منهم: قبيلتى (سرمعى) و(زين) من (الأساورتا) والأخير هو أخو لقبيلة (جوين) من البلين سابقى الذكر, ويساكنهم كذلك تكليس, وزاول وبعض أهل المرتفعات الاخرين, والدوبعات, والعقّر, وبعض فروع البنى عامر كالألمدا…الخ
– البلين: سبق ذكرهم.
– بيت جووك:
تعود أصولهم لحماسين اضافة الى أصول أخرى كالحدارب, والمنسع, والأساورتا (مثل عد عنجا من جوين, وأل عشكراى), وعد شيخ محمود, والكلو مثل (زاقر) وغيرهم,….الخ.
– العفر:
وهم من أقدم القبائل فى المنطقة. وينقسموا بين ارتريا ( دنكاليا) واثيوبيا وجيبوتى فيما يعرف بالمثلث العفرى. وهم المعافرة (بطن من زيد بن كهلان من القحطانيين ومنهم الملك دنكلى بن ملكان).
– الساهو:
تكوّنت بعض القبائل الارترية (وامتدادها فى دول الجوار) فى شكل تحالفات مثل:
– البنى عامر:
اربع وعشرين قبيلة أغلبها ذات أصول عربية, وأشهرها ألمدا (محمود الماضى), وبيت معلا (كامل وكميل), وأسفدا, ورقبات وغيرهم. وقد نشأت, كما سبق الاشارة, بزعامة البلو كلو وسميت تبعا لاسمهم (بنى عامر). ويتحدثون بالأساس لغة(التقرى), بالاضافة الى (البداويت), و(العربية). وكانت لهم مملكة فى بركا تتبع دولة الفونج فى سنار. وكان للقبيلة دورا يمتد داخل السودان حيث تحالفت مع المراغنة ضد المهدية والأنصار, وهم من حمى محمد عثمان الميرغنى الكبير وقاموا بتهريبه عبر ارتريا من بطش المهدية, ثم تحالفوا مع الانجليز ضد الطليان فى الحرب العالمية الثانية وشاركوا هم والبلين والماريا وأخرين فى تكوين (الأورطة الشرقية) أو جيش السودان الشرقى, الذى ساهم فى الدفاع عن مصالح السودان فى الاستقلال, ولكن عندما نال السودان استقلاله رأت الطبقة الشمالية الحاكمة أنّ تلك القوات تمثّل تهديدا لسلطتها المطلقة على السودان, فسعدت بالتحاق القوة التى كانت تمثل خطرا على مصالحها بعواتى والثورة الارترية (وكان لالتحاق تلك المجموعة المؤهلة عسكريا دورا حاسما لتمكين الثورة), وقد تلاقت مصالح الطرفين فى ذلك, ولكن لا يزال وجود البنى عامر والقبائل الأخرى الناطقة بالتقرى تؤرق تلك الطبقة وغيرهم من مكونات السودان خاصة بعض الناطقين بالبداويت, وينتظرون فرصة تاريخية أخرى لينتقل أولئك الى ارتريا والى الأبد.
– البجا:
هم عدد كبير من القبائل عرفوا فى ارتريا باسم حدارب (أتمن وبنى عامر), وفى السودان بالبجا وتضم: الهدندوة (العبابدة أو الأتمن (أبناء عثمان بن عجيب المانجلك العبدلاب), والبشاريين, والأمرأر (أبناء عمّار), والأرتيقا, والأشراف المهاجرين من جزيرة العرب ومنهم كذلك الجبرت الذين هربوا من وجه (تيدروس), والكميلاب وسنكات كناب …الخ, بالاضافة الى الحلنقة الذين هاجروا من الهضبة الحبشية, ويعد البنى عامر والحباب والماريا والحلنقة جزء من البجا فى دولة السودان, كما أضيف اليهم أخيرا عدد من القبائل الارترية تحت نظارتى البنى عامر والحباب. وقد ساكن الشكرية (وأصولهم من الألمدا) البجا فى البطانة غير أنهم ناطقين بالعربية. ومعروف اختلاطهم الاجتماعى بالبنى عامر خاصة فى ارتريا. ودورهم فى السودان مشهود, فمنهم على سبيل المثال القائد عثمان دقنة أعظم قادة المهدية الذى هزم الانجليز وكسر ما كان يعرف (بالمربع الحربى) بجيش شبه بدائى فى معركتين كبيرتين وفى حالة نادرة. وهو من قبيلة (الهدندوة) التى تحالفت مع المهدية ضد الانجليز وكذلك فعلت (الحباب), عكس (البشاريين) و(الامرأر) و(البنى عامر) الذين حالفوا الانجليز.
–الحباب:
وهم هبتيس, وتكليس, وتماريام, وأبوهم مفلس قد هاجر من حماسين الى رورا حباب, ويعتقد أنّ المنطقة كان يسكنها أقوام يحملون هذا الاسم وهم قبيلة من شبه الجزيرة العربية, ودفعهم المهاجرون غربا وجنوبا ويعتقد أنهم ساهموا فى انشاء دولة الفونج فى سنار. ويساكنهم أقوام كثر مثل زين وسيهو وسب لعاليت وكلهم من الأساورتا. والحباب قبيلة حدودية لعبت دورا مؤثرا فى ارتريا والسودان. والحدث الرمزى لهذا المصير المشترك هو انتساب محمد سعيد ناود للحزب الشيوعى السودانى, وقيامه بتأسيس (حركة تحرير ارتريا) فى الوقت عينه. تحالف الحباب مع الثورة المهدية دون أن يحدث ذلك أى صدام مع البنى عامر المتحالفين مع الختمية.
– الماريا:
وهم من ذرية الصحابى معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه وأباه,وينقسموا الى الماريتان: قيح وطلام. واخوانهم قبائل المنسع وقبيلتا طروعا وحدو أو حزو الناطقتان بالساهو والفونج مؤسسى دولة سنار. ولهم وجود كبير فى السودان كما فى ارتريا, ولهم قرية باسمهم فى ريف (كسلا).
– المنسع :
هاجروا من حماسين وهم كما سبق ذكره من ذرية معاوية بن أبى سفيان. غير أنه يساكنهم أقوام كثر منهم: قبيلتى (سرمعى) و(زين) من (الأساورتا) والأخير هو أخو لقبيلة (جوين) من البلين سابقى الذكر, ويساكنهم كذلك تكليس, وزاول وبعض أهل المرتفعات الاخرين, والدوبعات, والعقّر, وبعض فروع البنى عامر كالألمدا…الخ
– البلين: سبق ذكرهم.
– بيت جووك:
تعود أصولهم لحماسين اضافة الى أصول أخرى كالحدارب, والمنسع, والأساورتا (مثل عد عنجا من جوين, وأل عشكراى), وعد شيخ محمود, والكلو مثل (زاقر) وغيرهم,….الخ.
– العفر:
وهم من أقدم القبائل فى المنطقة. وينقسموا بين ارتريا ( دنكاليا) واثيوبيا وجيبوتى فيما يعرف بالمثلث العفرى. وهم المعافرة (بطن من زيد بن كهلان من القحطانيين ومنهم الملك دنكلى بن ملكان).
– الساهو:
وهذا تجمع لغوى يضم داخله تجمعات كبيرة تنتمى الى أصول مختلفة منهم على سبيل المثال:-
+أساورتا: والتى ترجع بنسبها الى ذرية الائمة عليهم رضوان الله: على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن السبط الحسين بن سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجدّتهم السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها وأبيها وزوجها أجمعين,
وهم فرعان رئيسيان (موقع الأساورتا على الشبكة الدولية):
فرع على كفتو: هم أبناء ثابت بن على كفتو بن عمر أساور بن عمر أسد بن عمر أساور بن الفقيه مسعود, وله ثلاث أبناء:
– أونا عمر: ومنهم البيوت الخمسة (كونا عرى) وسرمعرى, وكذلك سيهو وسب (بيت) لعاليت فى ساحل وبركا وسمهر.
– وأحمد أسوت ومنه سكان بلدة (برهانس) فى أكلى قوزاى,
– واسماعيل بن ثابت: ويعرفون ب(اندا اسماعيل أهل أربعتى اسمرت) نسبة الى جدتهم (قمنّى), المرأة التى أصلحت بين القرى الأربعة, التى تكونت منها العاصمة الارترية (اسمرا) لاحقا, بعد صراع بينها دام طويلا, و(أسمرت) بمعنى أصلحت, وقد تحور الاسم الى (أسمرا) بعد أن اتخذها الرأس ألولا عاصمة ل(مدرى بحرى), لكنها لم تتطور الى ماهى عليه حتى نقل الايطاليون الفاشست عاصمة مستعمرتهم (ارتريا) من (مصوع) اليها وبنوها على أحدث الطرز المعمارية, وكانوا يسمونها (روما الصغيرة).
وأبناء اسماعيل بن ثابت كثر منهم (جوين) و(زين) (ولوجو- تشوا)…الخ.
والفرع الاخر للأساورتا هو فرع أحمد ايدو ومنهم ادّفر وبعض سكان سمهر مثل توكلتو وخليفة.
كما تنتسب الى الاساورتا بعض بيوت ( شيخا ) – الشيوخ الذين كانوا ينشروا الاسلام فى عموم ارتريا, مثل عد شيخ محمود.
+ منفرى: وهم كثر ولكن ينقسمون بشكل أساسى الى قعسو, ودسمو, وسليتا, وفقد (فقيه) حاراك.
+ حدو أو حزو ( عسا عليلا, ولا عسا, وشوم حمد دك) وأخوانهم طروعا ( سراح عرى, وموسات عرى): اشرنا اليهم سابقا فهم من ذرية سيدنا معاوية بن أبى سفيان, واخوة لماريا ومنسع والفونج.
+قبائل أخرى تنتمى للساهو مثل: ايروب,عسابورا, حسب الله, ادّا, كابوتا, صنعفى, وشيخا …..الخ.
– قبائل منطقة سمهر:
ويعرفون كبيوتات عوضا عن القبائل, وهم ذوى أصول تعود فى غالبها الى القبائل الارترية الأخرى مثل البلو كما سبق الاشارة اليهم كعد نايب (نائب السلطان العثمانى), وكيكيا(كيخيا لقب تركى كان يطلق على قائد الشرطة), و ألمدا, و دقدقى… والاساورتا مثل توكلتو وخليفة وبيت قاضى وعد شيخ محمود ودينى… والمنفرى مثل أل سبى … والحزو والطروعا… والى قبائل عربية مثل الزبيريين فى حرقيقو (واسمها الأول عند الساهو داكانو أو دخنو)…, وخليط العرب والعفر والتقرى من سكان جزر دهلك… وبعض أهل (مصوع) يعود للاكراد مثل عباسى وكردى (أما تركى أصلهم ألمدا), والى الهنود مثل هندى, والبوسنة مثل بوشناق وغيرها, بالاضافة الى التجار اليمانيين (مثل النهارى وباحبيش) الذين لم تنقطع هجراتهم, وذلك نتيجة لانفتاح (مصوع) أو (باصع) كما يسميها أهلها على التجارة العالمية. أما مدينة قندع فهى مثال للتعايش بين مختلف القبائل الارترية مثلها فى ذلك مدينة (كرن) فى سنحيت أو اقليم عنسبا حاليا ومدينة (أغردات) فى بركا وكذلك (نقفة) فى الساحل عندما كانت مركزا للثورة, أما العاصمة (اسمرا) فهى مركز الدولة الذى تتجمع فيه كل الأجناس.
– الأسر الدينية:
مثل عد شيخ حامد ومركزهم فى (امبيرمى), وعد معلم ومركزهم فى الساحل, وعد شيخ محمود ومركزهم فى (زولا) واخوانهم عد درقى فى الساحل ( ويسمي الساهو الاخوين معا شيخ سالم عرى, ويطلقون على كل الأسر الدينية المقيمة بينهم اسم شيخا), والسادة المراغنة ومركزهم فى (كرن), وعد سيدنا مصطفى ولهم قرية باسمهم فى بركا, وكان الشيخ محمد بن الشيخ داود هو من شجّع القائد عواتى على الاستجابة لمطلب ادريس محمد أدم وقيادة تنظيم جبهة تحرير ارتريا فى القاهرة باعلان الكفاح المسلح وذلك بتقديم كل المعينات من مال وسلاح وتموين, وغيرهم العديد من تلك الأسر جزاهم الله عن أمة الاسلام خير الجزاء. وهناك العديد من الأسر التى تعود بنسبها الى الهاشميين ويقرن أسمهم بكلمة (سيد) خاصة فى سمهر مثل (عد سيد بركت), , وكذلك بين العفر (عد سيد محمد) وكان المناضل على سيد عبدالله أحد أبنائهم, وفى سمهر كذلك وامتدادهم فى كرن (عد سيد حيوتى), كما نعرف أسرة المفكر الفيدرالى عبدالرحمن سيد (بوهاشم) الذين ولدوا فى البلين (عد ركا) ومثلهم كذلك بعض أل حيوتى.
– الأسر التى غلب عليها لقب كبير العائلة:
مثل نائب وكيكيا أعلاه, توجد أسر عرفت بألقاب تركية مثل سالدار, وأفندى, وبعض الشخصيات كان يضاف اليهم ألقاب تركية تشريفية مثل باشا, وبيك.
+أساورتا: والتى ترجع بنسبها الى ذرية الائمة عليهم رضوان الله: على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن السبط الحسين بن سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجدّتهم السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها وأبيها وزوجها أجمعين,
وهم فرعان رئيسيان (موقع الأساورتا على الشبكة الدولية):
فرع على كفتو: هم أبناء ثابت بن على كفتو بن عمر أساور بن عمر أسد بن عمر أساور بن الفقيه مسعود, وله ثلاث أبناء:
– أونا عمر: ومنهم البيوت الخمسة (كونا عرى) وسرمعرى, وكذلك سيهو وسب (بيت) لعاليت فى ساحل وبركا وسمهر.
– وأحمد أسوت ومنه سكان بلدة (برهانس) فى أكلى قوزاى,
– واسماعيل بن ثابت: ويعرفون ب(اندا اسماعيل أهل أربعتى اسمرت) نسبة الى جدتهم (قمنّى), المرأة التى أصلحت بين القرى الأربعة, التى تكونت منها العاصمة الارترية (اسمرا) لاحقا, بعد صراع بينها دام طويلا, و(أسمرت) بمعنى أصلحت, وقد تحور الاسم الى (أسمرا) بعد أن اتخذها الرأس ألولا عاصمة ل(مدرى بحرى), لكنها لم تتطور الى ماهى عليه حتى نقل الايطاليون الفاشست عاصمة مستعمرتهم (ارتريا) من (مصوع) اليها وبنوها على أحدث الطرز المعمارية, وكانوا يسمونها (روما الصغيرة).
وأبناء اسماعيل بن ثابت كثر منهم (جوين) و(زين) (ولوجو- تشوا)…الخ.
والفرع الاخر للأساورتا هو فرع أحمد ايدو ومنهم ادّفر وبعض سكان سمهر مثل توكلتو وخليفة.
كما تنتسب الى الاساورتا بعض بيوت ( شيخا ) – الشيوخ الذين كانوا ينشروا الاسلام فى عموم ارتريا, مثل عد شيخ محمود.
+ منفرى: وهم كثر ولكن ينقسمون بشكل أساسى الى قعسو, ودسمو, وسليتا, وفقد (فقيه) حاراك.
+ حدو أو حزو ( عسا عليلا, ولا عسا, وشوم حمد دك) وأخوانهم طروعا ( سراح عرى, وموسات عرى): اشرنا اليهم سابقا فهم من ذرية سيدنا معاوية بن أبى سفيان, واخوة لماريا ومنسع والفونج.
+قبائل أخرى تنتمى للساهو مثل: ايروب,عسابورا, حسب الله, ادّا, كابوتا, صنعفى, وشيخا …..الخ.
– قبائل منطقة سمهر:
ويعرفون كبيوتات عوضا عن القبائل, وهم ذوى أصول تعود فى غالبها الى القبائل الارترية الأخرى مثل البلو كما سبق الاشارة اليهم كعد نايب (نائب السلطان العثمانى), وكيكيا(كيخيا لقب تركى كان يطلق على قائد الشرطة), و ألمدا, و دقدقى… والاساورتا مثل توكلتو وخليفة وبيت قاضى وعد شيخ محمود ودينى… والمنفرى مثل أل سبى … والحزو والطروعا… والى قبائل عربية مثل الزبيريين فى حرقيقو (واسمها الأول عند الساهو داكانو أو دخنو)…, وخليط العرب والعفر والتقرى من سكان جزر دهلك… وبعض أهل (مصوع) يعود للاكراد مثل عباسى وكردى (أما تركى أصلهم ألمدا), والى الهنود مثل هندى, والبوسنة مثل بوشناق وغيرها, بالاضافة الى التجار اليمانيين (مثل النهارى وباحبيش) الذين لم تنقطع هجراتهم, وذلك نتيجة لانفتاح (مصوع) أو (باصع) كما يسميها أهلها على التجارة العالمية. أما مدينة قندع فهى مثال للتعايش بين مختلف القبائل الارترية مثلها فى ذلك مدينة (كرن) فى سنحيت أو اقليم عنسبا حاليا ومدينة (أغردات) فى بركا وكذلك (نقفة) فى الساحل عندما كانت مركزا للثورة, أما العاصمة (اسمرا) فهى مركز الدولة الذى تتجمع فيه كل الأجناس.
– الأسر الدينية:
مثل عد شيخ حامد ومركزهم فى (امبيرمى), وعد معلم ومركزهم فى الساحل, وعد شيخ محمود ومركزهم فى (زولا) واخوانهم عد درقى فى الساحل ( ويسمي الساهو الاخوين معا شيخ سالم عرى, ويطلقون على كل الأسر الدينية المقيمة بينهم اسم شيخا), والسادة المراغنة ومركزهم فى (كرن), وعد سيدنا مصطفى ولهم قرية باسمهم فى بركا, وكان الشيخ محمد بن الشيخ داود هو من شجّع القائد عواتى على الاستجابة لمطلب ادريس محمد أدم وقيادة تنظيم جبهة تحرير ارتريا فى القاهرة باعلان الكفاح المسلح وذلك بتقديم كل المعينات من مال وسلاح وتموين, وغيرهم العديد من تلك الأسر جزاهم الله عن أمة الاسلام خير الجزاء. وهناك العديد من الأسر التى تعود بنسبها الى الهاشميين ويقرن أسمهم بكلمة (سيد) خاصة فى سمهر مثل (عد سيد بركت), , وكذلك بين العفر (عد سيد محمد) وكان المناضل على سيد عبدالله أحد أبنائهم, وفى سمهر كذلك وامتدادهم فى كرن (عد سيد حيوتى), كما نعرف أسرة المفكر الفيدرالى عبدالرحمن سيد (بوهاشم) الذين ولدوا فى البلين (عد ركا) ومثلهم كذلك بعض أل حيوتى.
– الأسر التى غلب عليها لقب كبير العائلة:
مثل نائب وكيكيا أعلاه, توجد أسر عرفت بألقاب تركية مثل سالدار, وأفندى, وبعض الشخصيات كان يضاف اليهم ألقاب تركية تشريفية مثل باشا, وبيك.
وهناك فى مختلف أنحاء ارتريا من عرفوا بمهنتهم مثل (عد قاضى), و(كسيرى) أى محاسب,وبرامبراس (مسؤول الأراضى), و(بلاتا) أى مشرف العمال, و(قداداى) الذى يقضى حوائج الناس من المواد التموينية…الخ, وكذلك الألقاب الدينية مثل عد شيخ وعد خليفة وعد سيّد أو سيّدنا …الخ, وهناك الرتب العسكرية مثل (شاويش) وألقاب شرف مثل (كفليرى) أى الفارس و(دجزماش) …الخ, وكانت أشهر مهنة فى فترة الأربعينات الى الستينات من القرن العشرين هى مهنة التدريس الرفيعة, وكان المدرسون نبراسا فى كل المدن ولكن ليس هناك أسرة عرفت ب(عد أستاذ) مثلا الاما يضاف الى أسماء المعلمين.
– الجبرتى أو الجبرتة:
وهم مسلمون وأغلبهم ذوى أصول عربية. وجبرت مدينة كانت عاصمة لدولة ايفات الاسلامية واليها ينسب الجبرتى, كانت (زيلع) فى أرض الصومال مركز تجارتهم. وهذا المسمى يحمل الان معنى مسلم فى بلاد الحبشة وارتريا, خاصة فى ارتريا يعرف الناطقون بالتغرينية من المسلمين بالجبرتة. وأغلبهم يعود بأصله مرفوعا (غير متصل) الى مسلم بن عقيل بن أبى طالب الهاشمى. غير أن مسلم بن عقيل رضي الله عنهما قتل بالكوفة سنة 60 هجرية, قبل وصول الامام الحسين بن علي رضي الله عنهما اليها ومقتله بعد ذلك في كربلاء ومعه أبناء وأخوان مسلم بن عقيل . وبذلك أنقطع نسل مسلم بن عقيل, والعقب في ذرية عقيل بن أبي طالب انحصر في ابنه محمد بن عقيل بن أبي طالب, وأغلب الظن أنّ المقصود هو مسلم بن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبى طالب.
وأخوانهم هم قبيلة الداروت الصومالية ومنهم الرئيس الأسبق (سياد برى), والهرر, وبعض العفر (لذلك نجد أن الجبرت والعفر والصومال والهرر يتنازعون الانتماء لتلك الدول الاسلامية ونسبة القائد أحمد قرا الي كل منهم دون الأخرين), وبعضهم يعود لدول الطراز الاسلامى الأخرى مثل ايفات (جبرت), عدل (عفر, وهرر), وزيلع (صومال). وقد ورد فى أحد منتديات العقيليين من أهل الجزيرة العربية على الشبكة الدولية التالى: (يذكر التاريخ أن أول دولة إسلامية في شرق إفريقيا نشأت في منطقة شوا بالحبشة ، وسميت بذلك وهي المنطقة الواقعة ما بين إقليم الامحرا والتقراي . ولم يتوفر عنها من المعلومات إلا القليل . واكتشفها العالم الايطالي (شيرولي ، 1936) عن مخطوطة لمؤرخ مجهول عاصر نهاية دولة شوا الإسلامية في الفترة من 629ـ 688هـ ، 1231ـ 1289م حيث ذكر أنها كانت موجودة منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وان مؤسسيها قوم من العرب من بني مخزوم من قبيلة خالد بن الوليد رضي الله عنه . وسقطت في تلك الفترة المذكورة بعد شيخوختها والاضطرابات الداخلية التي عجلت بنهايتها . إضافة إلي ضربات مملكة ايفات جبرت ، والتي تمكنت من ضم معظم أراضيها).
وقد أورد المنتدى: جاء فى كتاب : «النسبة إلى المواضع والبلدان» للمؤرخ العلامة جمال الدين عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد بامخرمة الحميري:
(جَبْرتِي: نسبتةٌ إلى جَبْرَت بالفتح وسكون المحدة وفتح الراء المهملة ثم مثناة من فوق أو صَقْعٌ من بلاد السودان( اسم كان يطلق على سكان أفريقيا قديما : الصومال ، أثيوبيا ، كينيا ، إيرتيريا ) ،…. (حتى قال): الجبرتي : قريتان بمديرية الشمايتين في الحجريه ، الأولى بمنطقة بني عمر ، و الثانية بمنطقة بنى شيبه الغرب . و آل الجبرتي : من كبار صوفيه اليمن بالقرن التاسع الهجري ، أشهرهم : الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الجبرتي المتوفي سنة 806ه ( كان له مشهد عظيم في مقبرة باب سهام بمدينة زبيد ) ، و الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الجبرتي المتوفي بمدينة تعز سنة 868ه ، والشيخ جمال الدين محمد بن علي بن عبد الرحمن الجبرتي المتوفي سنة 839ه وهو الذي عمر مدرسة ورباطا في المداجر أحد أحياء مدينة تعز . كما جاء فيه ترجمة لعبدالرحمن الجبرتى المؤرخ المعروف:الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن ابراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبدالرحمن الجبرتي الزيلعي العقيلي المصري الحنفي , مؤرخ مشارك في بعض العلوم , ولد بالقاهرة سنة 1167 الموافق 1754م , وتعلم بالجامع الازهر ,وولي افتاء الحنفية في عهد الخديوي محمد علي باشا ” . ((اثيوبيا والعروبة والاسلام عبر التاريخ)) لليوسف .انتهى
وقد سمى المكان الذى يقيم به طلاب الأزهر الشريف القادمين من ارتريا والحبشة ب(رواق الجبرت). وكان قائما داخل المسجد الأزهر حتى تم نقله فى نهاية القرن العشرين الى مدينة نصر مع بقية الأروقة.
كما أنّ بعض الاسر من الجبرتة تعود الى العفر (أل كبيرى) والذين ينتسبون الى سيدنا ابى بكر الصديق, ومنهم الشهيد عبدالقادر صالح كبيرى أحد قادة (الرابطة الاسلامية). ومنهم بعض الأسر تعود بأصلها الى الساهو, والاساورتا (يعتقد أن أحد ملوك مملكة عدل وهو (عمر لشمع) هو نفسه جدّ الأساورتا عمر أساور والذى يعرف ب(عمر أساور لمع), وكلمة أساور يقال انها تعنى الأمير أى من يلبسها مثل سوارى كسرى ملك الفرس), والبلين (أل نبراى وشدى), وتغراى (فى سراى, وولّو, ووالقايت).. الخ.
– الجبرتى أو الجبرتة:
وهم مسلمون وأغلبهم ذوى أصول عربية. وجبرت مدينة كانت عاصمة لدولة ايفات الاسلامية واليها ينسب الجبرتى, كانت (زيلع) فى أرض الصومال مركز تجارتهم. وهذا المسمى يحمل الان معنى مسلم فى بلاد الحبشة وارتريا, خاصة فى ارتريا يعرف الناطقون بالتغرينية من المسلمين بالجبرتة. وأغلبهم يعود بأصله مرفوعا (غير متصل) الى مسلم بن عقيل بن أبى طالب الهاشمى. غير أن مسلم بن عقيل رضي الله عنهما قتل بالكوفة سنة 60 هجرية, قبل وصول الامام الحسين بن علي رضي الله عنهما اليها ومقتله بعد ذلك في كربلاء ومعه أبناء وأخوان مسلم بن عقيل . وبذلك أنقطع نسل مسلم بن عقيل, والعقب في ذرية عقيل بن أبي طالب انحصر في ابنه محمد بن عقيل بن أبي طالب, وأغلب الظن أنّ المقصود هو مسلم بن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبى طالب.
وأخوانهم هم قبيلة الداروت الصومالية ومنهم الرئيس الأسبق (سياد برى), والهرر, وبعض العفر (لذلك نجد أن الجبرت والعفر والصومال والهرر يتنازعون الانتماء لتلك الدول الاسلامية ونسبة القائد أحمد قرا الي كل منهم دون الأخرين), وبعضهم يعود لدول الطراز الاسلامى الأخرى مثل ايفات (جبرت), عدل (عفر, وهرر), وزيلع (صومال). وقد ورد فى أحد منتديات العقيليين من أهل الجزيرة العربية على الشبكة الدولية التالى: (يذكر التاريخ أن أول دولة إسلامية في شرق إفريقيا نشأت في منطقة شوا بالحبشة ، وسميت بذلك وهي المنطقة الواقعة ما بين إقليم الامحرا والتقراي . ولم يتوفر عنها من المعلومات إلا القليل . واكتشفها العالم الايطالي (شيرولي ، 1936) عن مخطوطة لمؤرخ مجهول عاصر نهاية دولة شوا الإسلامية في الفترة من 629ـ 688هـ ، 1231ـ 1289م حيث ذكر أنها كانت موجودة منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وان مؤسسيها قوم من العرب من بني مخزوم من قبيلة خالد بن الوليد رضي الله عنه . وسقطت في تلك الفترة المذكورة بعد شيخوختها والاضطرابات الداخلية التي عجلت بنهايتها . إضافة إلي ضربات مملكة ايفات جبرت ، والتي تمكنت من ضم معظم أراضيها).
وقد أورد المنتدى: جاء فى كتاب : «النسبة إلى المواضع والبلدان» للمؤرخ العلامة جمال الدين عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد بامخرمة الحميري:
(جَبْرتِي: نسبتةٌ إلى جَبْرَت بالفتح وسكون المحدة وفتح الراء المهملة ثم مثناة من فوق أو صَقْعٌ من بلاد السودان( اسم كان يطلق على سكان أفريقيا قديما : الصومال ، أثيوبيا ، كينيا ، إيرتيريا ) ،…. (حتى قال): الجبرتي : قريتان بمديرية الشمايتين في الحجريه ، الأولى بمنطقة بني عمر ، و الثانية بمنطقة بنى شيبه الغرب . و آل الجبرتي : من كبار صوفيه اليمن بالقرن التاسع الهجري ، أشهرهم : الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الجبرتي المتوفي سنة 806ه ( كان له مشهد عظيم في مقبرة باب سهام بمدينة زبيد ) ، و الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الجبرتي المتوفي بمدينة تعز سنة 868ه ، والشيخ جمال الدين محمد بن علي بن عبد الرحمن الجبرتي المتوفي سنة 839ه وهو الذي عمر مدرسة ورباطا في المداجر أحد أحياء مدينة تعز . كما جاء فيه ترجمة لعبدالرحمن الجبرتى المؤرخ المعروف:الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن ابراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبدالرحمن الجبرتي الزيلعي العقيلي المصري الحنفي , مؤرخ مشارك في بعض العلوم , ولد بالقاهرة سنة 1167 الموافق 1754م , وتعلم بالجامع الازهر ,وولي افتاء الحنفية في عهد الخديوي محمد علي باشا ” . ((اثيوبيا والعروبة والاسلام عبر التاريخ)) لليوسف .انتهى
وقد سمى المكان الذى يقيم به طلاب الأزهر الشريف القادمين من ارتريا والحبشة ب(رواق الجبرت). وكان قائما داخل المسجد الأزهر حتى تم نقله فى نهاية القرن العشرين الى مدينة نصر مع بقية الأروقة.
كما أنّ بعض الاسر من الجبرتة تعود الى العفر (أل كبيرى) والذين ينتسبون الى سيدنا ابى بكر الصديق, ومنهم الشهيد عبدالقادر صالح كبيرى أحد قادة (الرابطة الاسلامية). ومنهم بعض الأسر تعود بأصلها الى الساهو, والاساورتا (يعتقد أن أحد ملوك مملكة عدل وهو (عمر لشمع) هو نفسه جدّ الأساورتا عمر أساور والذى يعرف ب(عمر أساور لمع), وكلمة أساور يقال انها تعنى الأمير أى من يلبسها مثل سوارى كسرى ملك الفرس), والبلين (أل نبراى وشدى), وتغراى (فى سراى, وولّو, ووالقايت).. الخ.
والجبرتة مع العفر والساهو قد ساهموا فى الدفاع عن الاسلام فى المنطقة منذ القدم ضد دولة أكسوم والأمهرة والتغراى. وأشهر المعارك خاضوها ضد (تيدروس) و(يوهانيس) التغراويين مثل معركة القلابات حيث استنجد الجبرت بالدولة المهدية وقاتلوا الى جانبها بقيادة زعيمهم (النور ود فقرا) حتى قتلوا يوهنس وحملوا رأسه الى (امدرمان) لكن جيش المهدية رد على أعقابه, فأضطر جزء من الجبرتة للأقامة فى السودان فكونوا قرية (تبارك الله) قرب القضارف, وبعضهم سكن شمال السودان مثل (الخواضين) الجعليين, لأنهم خاضوا فى نهر عطبرة للعبور, ومنهم الوزير الراحل مجذوب الخليفة, كما أنّ الشيخ (سعيد بيان) تقلد منصبا دينيا فى عهد النميرى, وهناك بعض الأشراف الذين أقاموا بشرق السودان وصاروا جزءا من البجا. ويقال أن الجبرت سكنوا شمال السودان فى فترة انهيار دولة علوة, وكونوا دولة لهم جنوب الشلال السادس والتى كانت تدين للفونج بالولاء.
– كبسا:-
المسيحيون فى المرتفعات الارترية, حماسين واكلى قوزاى وسراى, هم امتداد لذلك التاريخ المشترك وكثير منهم يتشارك الأصول مع القبائل المسلمة سابقة الذكر خاصة البلين ( جمّاجان ودمبيزان هم اخوان طوقى, ولوجو- تشوا و اندا اسماعيل الأخرين أخوان جوين, وهناك زاول فى دباروا وأكثر من خمسين قرية فى المرتفعات والمنخفضات الارترية مثل قرى المنسع والبيت جوك والساحل…الخ) وكذلك مع الحباب والبيت جوك والمنسع والساهو و (شيخا)…الخ كلهم لهم أخوان فى كبسا, الا أنّ بعض أهل كبسا تعود أصوله الى تغراى خاصة سراى. أما أكلى قوزاى فيغلب عليها الساهو بما فى ذلك الناطقين بالتغرينية أو المسيحيين الناطقين بالساهو, مع وجود قبائل أخرى وبيوتات تنتمى الى تغراى. أما حماسين فهى الأقرب لمكونات المنخفضات الارترية.
–الباريا والايليت:
قبائل نيلية, وكانوا السكان الأصليين لمناطق واسعة من المنخفضات حتى وصول المهاجرين من المرتفعات. وتتداخل القبيلتان مع القبائل الأخرى فى المنطقة خاصة البنى عامر (عواتى مثالا), والبازا, والبلين (طنفاى)….الخ.
– البازين (الكوناما):
يسكنون القاش وسيتيت, وهم قبائل حامية (زنج بن حام) ومن أقدم من سكن المنطقة.
– قبائل الكسر:
على الحدود الارترية السودانية مثل السودرات ومنهم أحد مناضلى جبهة التحرير الارترية (سيد أحمد هاشم) والوزير السودانى عبدالباسط سبدرات.
– الرشايدة:
فى ارتريا والسودان ومصر وهم عرب من قبائل عدة. وقد ادعى النظام الارترى أنهم الوحيدين الذين ينتسبون الى العرب.
وهناك الكثير من القبائل التى أقدّم شديد أسفى لأنى لم أحصها لأننى بصدد ذكر أمثلة أعرفها لا على سبيل الحصر.
الدروس والعبر:-
نستفيد من كل هذا السرد الدروس التالية,
ربى شر قاشّاى ايحلّف لكلأنّا:
الملاحظ أنّ السيادة كانت تنتهى, فى كل التجارب التاريخية وبشكل مكرور, الى الوافدين الجدد على الأقوام أصحاب الأرض, بما يحقق المقولة التاريخية التاريخ يعيد نفسه. وما الوضع الحالى فى ارتريا من سيادة مجموعة صغيرة, الكثير منها لا ينتمى لهذا الوطن, على مقدرات البلاد الا تتويجا لذلك التاريخ المر والغبن الاجتماعى والاضطهاد العنصرى والتظالم بين الأخوة. وقد فطن الناس فى بلادى للضيف الذى يستأسر بخيرات المضيف, فسار بينهم المثل أعلاه والذى يستعيذ من ضيف لا ينوى الرحيل.
الصراع بين الحبش الكوشيين والحبش السبئيين:
الحبش الكوشيين هم أبناء حبش بن كوش بن حام بن نوح – كما أسلفنا, أما الحبش السبئيين فقد هاجروا من جنوب شبه الجزيرة العربية فى نهايات القرن الثالث قبل الميلادى (ملاحظة: التاريخ القبلى للميلاد يحسب تنازليا), وورثوا الاسم عن السكان الأصليين واستأثروا به عنهم (الحبش الكوشيين).
كانت للحبش الكوشيين حضارة ضاربة فى القدم ولكن البحث العلمى لم يسبر غور بدايات تلك الحضارة بعد. وأقدم أثر – بعد بقايا (لوسى) الذى يعود لأكثر من ثلاث مليون عام – هو ذكر البجا حوالى خمس وعشرين عاما قبل الميلاد وبعض النقوش من القرن الثامن قبل الميلادى التى تتحدث عن مملكة (دعاموت) التى يعتقد أنها عاصرت الفراعنة وربما هى ما أشارت اليه مخطوطاتهم باسم دولة (بونت) ووصفت بالعظمة وذكرت وجود الأنهار بها مما يبعد الظن أن تكون بأرض الصومال كما يعتقد البعض. وكذلك الأثار والمعابد والمسلات فى مطرا وصنعفى تدل على مملكة (بلو كلو) التى يوجد وجه للشبه بين أثارها والاثار المصرية وربما كان ذلك من وجود شكل من الاتصال بين الحضارتين أو أنها حضارة مشتركة. ويعتقد أن الاتصال بين الفراعنة و(بونت) بدأ منذ عصر الأسرة الفرعونية الأولى, ولكن مخطوطات (حتبشسوت) الملكة المصرية ذائعة الصيت هى التى وصفت تلك البلاد. وكانت (عدوليس) هى الميناء الذى يستقبل تلك التجارة.
– كبسا:-
المسيحيون فى المرتفعات الارترية, حماسين واكلى قوزاى وسراى, هم امتداد لذلك التاريخ المشترك وكثير منهم يتشارك الأصول مع القبائل المسلمة سابقة الذكر خاصة البلين ( جمّاجان ودمبيزان هم اخوان طوقى, ولوجو- تشوا و اندا اسماعيل الأخرين أخوان جوين, وهناك زاول فى دباروا وأكثر من خمسين قرية فى المرتفعات والمنخفضات الارترية مثل قرى المنسع والبيت جوك والساحل…الخ) وكذلك مع الحباب والبيت جوك والمنسع والساهو و (شيخا)…الخ كلهم لهم أخوان فى كبسا, الا أنّ بعض أهل كبسا تعود أصوله الى تغراى خاصة سراى. أما أكلى قوزاى فيغلب عليها الساهو بما فى ذلك الناطقين بالتغرينية أو المسيحيين الناطقين بالساهو, مع وجود قبائل أخرى وبيوتات تنتمى الى تغراى. أما حماسين فهى الأقرب لمكونات المنخفضات الارترية.
–الباريا والايليت:
قبائل نيلية, وكانوا السكان الأصليين لمناطق واسعة من المنخفضات حتى وصول المهاجرين من المرتفعات. وتتداخل القبيلتان مع القبائل الأخرى فى المنطقة خاصة البنى عامر (عواتى مثالا), والبازا, والبلين (طنفاى)….الخ.
– البازين (الكوناما):
يسكنون القاش وسيتيت, وهم قبائل حامية (زنج بن حام) ومن أقدم من سكن المنطقة.
– قبائل الكسر:
على الحدود الارترية السودانية مثل السودرات ومنهم أحد مناضلى جبهة التحرير الارترية (سيد أحمد هاشم) والوزير السودانى عبدالباسط سبدرات.
– الرشايدة:
فى ارتريا والسودان ومصر وهم عرب من قبائل عدة. وقد ادعى النظام الارترى أنهم الوحيدين الذين ينتسبون الى العرب.
وهناك الكثير من القبائل التى أقدّم شديد أسفى لأنى لم أحصها لأننى بصدد ذكر أمثلة أعرفها لا على سبيل الحصر.
الدروس والعبر:-
نستفيد من كل هذا السرد الدروس التالية,
ربى شر قاشّاى ايحلّف لكلأنّا:
الملاحظ أنّ السيادة كانت تنتهى, فى كل التجارب التاريخية وبشكل مكرور, الى الوافدين الجدد على الأقوام أصحاب الأرض, بما يحقق المقولة التاريخية التاريخ يعيد نفسه. وما الوضع الحالى فى ارتريا من سيادة مجموعة صغيرة, الكثير منها لا ينتمى لهذا الوطن, على مقدرات البلاد الا تتويجا لذلك التاريخ المر والغبن الاجتماعى والاضطهاد العنصرى والتظالم بين الأخوة. وقد فطن الناس فى بلادى للضيف الذى يستأسر بخيرات المضيف, فسار بينهم المثل أعلاه والذى يستعيذ من ضيف لا ينوى الرحيل.
الصراع بين الحبش الكوشيين والحبش السبئيين:
الحبش الكوشيين هم أبناء حبش بن كوش بن حام بن نوح – كما أسلفنا, أما الحبش السبئيين فقد هاجروا من جنوب شبه الجزيرة العربية فى نهايات القرن الثالث قبل الميلادى (ملاحظة: التاريخ القبلى للميلاد يحسب تنازليا), وورثوا الاسم عن السكان الأصليين واستأثروا به عنهم (الحبش الكوشيين).
كانت للحبش الكوشيين حضارة ضاربة فى القدم ولكن البحث العلمى لم يسبر غور بدايات تلك الحضارة بعد. وأقدم أثر – بعد بقايا (لوسى) الذى يعود لأكثر من ثلاث مليون عام – هو ذكر البجا حوالى خمس وعشرين عاما قبل الميلاد وبعض النقوش من القرن الثامن قبل الميلادى التى تتحدث عن مملكة (دعاموت) التى يعتقد أنها عاصرت الفراعنة وربما هى ما أشارت اليه مخطوطاتهم باسم دولة (بونت) ووصفت بالعظمة وذكرت وجود الأنهار بها مما يبعد الظن أن تكون بأرض الصومال كما يعتقد البعض. وكذلك الأثار والمعابد والمسلات فى مطرا وصنعفى تدل على مملكة (بلو كلو) التى يوجد وجه للشبه بين أثارها والاثار المصرية وربما كان ذلك من وجود شكل من الاتصال بين الحضارتين أو أنها حضارة مشتركة. ويعتقد أن الاتصال بين الفراعنة و(بونت) بدأ منذ عصر الأسرة الفرعونية الأولى, ولكن مخطوطات (حتبشسوت) الملكة المصرية ذائعة الصيت هى التى وصفت تلك البلاد. وكانت (عدوليس) هى الميناء الذى يستقبل تلك التجارة.