اليمن_تاريخ_وثقافة
10.7K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔥👹 ☠️ ( #الآتون_من_الأزمة ) ☠️ 👹🔥

يا حَزَانَى … يا جميعَ الطيِّبينْ
هٰذِهِ الأخبارُ … من دارِ اليَقينْ

قرَّروا الليلةَ . . أن يتَّجِرُوا
بالعَشَايا الصفرِ … بالصبح الحَزينْ

فافتَحُوا أبوابَكُمْ ، واختَزنُوا
من شُعاعِ الشَّمسِ ، ما يكفي سِنِينْ

وَ قِّعُوا مشروعَ تقنين الهَوَى
بالبطَاقَاتِ ، لكلِّ العَاشِقِينْ

ما ألِفْتُم مثلَهُمْ أن تَعْشَقُوا
خَدَرَ الدفءِ ، لَكُمْ عشقٌ ثَمِينْ
* * *

قرَّروا بيعَ الأَمَانِي والرُّؤى
في القَنَانِي ، رَفَعُوا سِعْرَ الحَنينْ

فَتَحُوا بَنْكَينِ للنَّوْمِ ، بَنَوا
مصْنَعاً ، يطبخُ جوعَ الكَادِحينْ

إنَّكُمْ أجدرُ بالسُّهْدِ الَّذي
يَعدُ الفجرَ بوصلِ الثَّائِرينْ
* * *

بَدَأُوا تجفِيفَ شطآنِ الأسَى
كيَ يبيعُوهَا ، كأكياسِ الطَّحِينْ

علَّبُوا الأمْرَاضَ … أعلَوْا سِعْرَهَا
كي يصيرَ الطبُّ ، سِمْسَاراً أمينْ

حسناً … تجويعكُم … تعطيشُكُمْ
إنَّما الخوفُ ، على الوَحْشِ السَّمِينْ
* * *

شَيَّدوا للأمنِ ، سِجناً راقِياً
تستَوي السِّكِّينُ فِيهِ والطَّعينْ

إنَّ مَجَّانِيَّةَ المَوْتِ عَلَى
رأيِهِمْ حقٌّ لكلِّ العَالَمِينْ

أزمَةُ النَّفْطِ ، لَهَا ما بعدَهَا
إنَّكُم في عهدِ ، (تجَّارِ اليَمِين)

فاسْبِقوُهُمْ يَا حَزَانَى . وارْفَعُوا
عَلَمَ الإِصْرَارِ وَرْدِيَّ الجبينْ

واحْرُسُوا الأجْواءَ ، مِنْهُمْ قبلَ أَنْ
يُعلِنُوها ، أَزْمةً في الأوكْسِجِينْ
* * *

إنَّهُمْ أَقْسَى وأَدْرَى ، إنَّمَا
جَرَّبُوا . معرفةَ السِّرِّ الكَمِينْ

عندَمَا تَدْرُونَ ، مَنْ بائِعُكُم
يسقطُ الشَّارِي ، وسوقُ البَائِعينْ

عنَدمَا تَدرُونَ مَنْ جَلَّادُكُمْ
يُحرقُ الشَّوكُ ، ويَنْدى اليَاسَمينْ

عَنْدَمَا تأتونَ في صَحْو الضُّحَى
تبلعُ الأنقاضُ ، كَلَّ المُخْبِرينْ

إنَّكُمْ آتونَ ، في أعينكُمْ
قَدَرٌ غَافٍ ، وتَاريخُ جَنينْ

🌚( #وجوه_دخانية_في_مرايا_الليل )🌚
لأنَّ (#أبا_لهـبٍ) لَمْ يمُـــتْ
وكُلُّ الذي ماتَ ضوءُ اللَّهبْ

فقامَ الدُّخانُ مكانَ الضِّيـاءِ
لهُ ألفُ رأسٍ وألفَا ذَنَــــــبْ

#عبدالله_البردوني..!
من قصيدة: #أغنية_من_خشب..!
ديوان: #السفر_إلى_الأيام_الخضر..!
هذا ما كتبه ا.د يوسف وغليسي:

الإنصاف في مسائل الخلاف
بين التناص والتلاص : وساطة بين باحث جزائري وخصمه اليمني

*
لا أدري كيف قُيّض لي أن أتبوّأ القضاء في مسألة خلافية حسّاسة، لا سبيل فيها إلى الحكم بـ (حكومة الضبّ) الشهيرة بين الثعلب والأرنب؛ والتحلّي بحكمته وقدرته على إرضاء الطرفين معا
أمّا وقد غامرتُ بمشاركة منشور لباحث يمني (لا أعرفه) يشكو باحثا جزائريا (لا أعرفه أيضا)، ادّعى أنّه سرق رسالته للدكتوراه ونال بها درجة الدكتوراه، فقد صار لزاما عليّ (بعدما شاعت الفتنة وتفشّت) أن أواصل المغامرة تحت شعار :
وإنّ من فتح الأبواب يُغلقها *
وإنّ من أشعل النيران يُطفيها
وقد شجّعني على ذلك ثقة كثير من الأحباء والأصدقاء داخل الوطن العربي ممّن نصّبوني "الحكم التُّرضى حكومته"، خاصة بعدما اطّلعتُ على معظم وثائق القضية؛ فقد قرأتُ الرسالتين المتنازع حولهما، ومنشور الادّعاء اليمني، ومنشور المدّعى عليه الجزائري، وتعليقات شهود الطرفين التي بلغت حدّا لا يطاق
وبناءً على ذلك سأحاول، من موقع الانتماء اللغوي العربي المتعالي على الجغرافيات الزائفة، أن أدلي برأيي الشخصي الذي ينشد الحق حيثما تجلّى له، بعيدا عن جزائرية هذا أو يمنية ذاك.
بداية غير مشرفة
انطلقت شرارة الحرب من اليمن السعيد على يد الدكتور محمد مسعد الذي ادّعى أنّ أطروحته للدكتوراه (التناص في شعر البردوني)، التي ناقشها سنة 2007 بجامعة صنعاء (بإشراف العلامة الشاعر الكبير عبد العزيز المقالح، ومساعده د.عبد الواسع الحميري)، ثمّ حوّلها عام 2012 إلى كتاب منشور بعنوان معدّل نسبيا، قد تعرّضت للسرقة على يد باحث جزائري اسمه د. عبد القادر طالب الذي ناقش رسالة بعنوان مشابه (جماليات التناص في الشعر العربي المعاصر- قراءة في شعر عبد الله البردوني) سنة 2016، بإشراف د. محمد بلوحي في جامعة سيدي بلعباس.
مدّعيا أنّ صاحب الرسالة قد سرق بحثه ولم يزد على سرقته سوى شيء من التشويه
وبناء على ادّعائه، دعا –في مشهد تهريجي طريف- إلى اعتقال من سمّاه (الدكتور اللص) وسحب شهادته مهدّدا باتّباع الإجراءات القانونية المتاحة.
وراح في منشور لاحق يستنفر عشيرته الأقربين للدفاع عن حقه والتضامن معه.
أمّا الباحث الجزائري فقد ردّ بمنشور انفعالي مماثل، كتبه بأسلوب وعظي (مستهل بالحمدلة ومختوم بالصلعمة ومطعم بآيات بينات) أنكر فيه التهمة الموجهة إلى رسالته، متحجّجا بجديته ونزاهته المعروفتين وحين أراد دحض الاتهام اكتفى بالإشارة إلى تشابه الموضوعين، واختلاف الجوانب النظرية، معترفا بتقاطع بسيط بين مبحثين اثنين من الفصل الثالث في رسالته، وبين الباب الثالث من رسالة خصمه، ومقرّا بفضل نسبي له عليه في هذه الفرعية، يعود –حسبه- إلى فضل السابق على اللاحق
وقد تحجّج –إثباتا لنزاهته المدّعاة- بأنّه وثّق ما أخذه عنه في هوامش البحث كما أدرج أطروحته ضمن قائمة المصادر والمراجع المعتمدة.
ومثلما بالغ اليمني في وصف خصمه بأبشع الأوصاف، فقد بالغ الجزائري في كيفية الردّ؛ خاصة حين أقحم البلاد والعباد في مسألة تخصّه وحده: "على أخينا اليمني أن يحسن الوضوء جيّدا، قبل أن يتلفّظ بأي كلمة تجاه بلد الشهداء أو أن يشكّك في نزاهة الجامعة الجزائرية وباحثيها الشرفاء"، وهو كلام إنشائي لا معنى له سوى استمالة العواطف الوطنية؛ وذلك أنّ الجامعة الجزائرية (كسائر الجامعات العربية) ليست منزّهة، وأنّ شرفها قد انتهك في مرات كثيرة سابقة؛ وأنّ (أخانا اليمني) لم يسء إلى (بلد الشهداء) أبدا، بل إنه –عكس ذلك- قد وصف الجزائر (في منشوره الأوّل) بالوطن العظيم، ووصف جامعة بلعباس بالجامعة العظيمة، ووصف مشرفه بالمشرف القدير... فماذا تريدُ أكثر من ذلك يا سي عبد القادر؟
وعلى وقع هذه اللغة السجالية العنيفة، وتعليقات المعلقين المتشيعين لهذا أو ذاك، تأجّج الصراع، وتحوّل النقاش العلمي المأمول إلى ما يشبه (الداربي الكروي) بين خصمين عنيدين، وأُعيدت (مأساة أم درمان) سيرتها الأولى.

قراءة نقدية عامة في الرسالتين
تتّخذ كلتا الرسالتين من التناص موضوعا، ومن شعر البردوني مدونة للبحث. ولا شك أن أي متخصص يعلم أن الدراسات التناصية في النقد العربي المعاصر قد تكاثرت وتضخّمت وتشابهت إلى حدّ مزعج جدّا؛ بحيث صار ما يُقرأ هنا يصادَف هناك بإعادة صياغة لمفاهيم (محنطة) مكرورة تتكرّر فيها الأسماء (باختين، كريستيفا، جينات، بارت، مارك أنجينو،...) والمصطلحات (الحوارية، البوليفونية، التصحيفية، التناص، المتناص، البينصية، التفاعل النصي،...)، ويندر أن تعثر على فكرة جديدة في أي بحث جديد منها
وقد أشرتُ إلى ذلك في كتابي (إشكالية المصطلح: ص ص 389- 414) معلِّقا على بحوث ما قبل 2005، ولا تزال دار لقمان على حالها
ينطبق ذلك تماما على البحثين المتنازع بين صاحبيهما؛ فكلاهما بحث بسيط لا جديد في جوانبه النظرية، ولا أمل يرجى منه إلا ما تعلّق بالتعامل مع النصوص الشعرية الجديدة المشتغل عليها.
لقد صار موضوع التناص -إذن- من تراثيات الحداثة النقدية العربية في بحوثنا الجامعية الجديدة، صار موضوعا تقليديا منزوع الجدة، يعيد إنتاج المفاهيم المنتجة التي يندر فيها أن تجد أثرا حتى لبعض المفاهيم خارج الدائرة المعروفة، فقد ظهرت مفاهيم غربية مختلفة نسبيا كمفهوم إعادة الكتابة أو الكتابة ثانية (La récriture, Réécriture)، ومفهوم التخاطب (interdiscours)، وحتى المفهوم الأمريكي قلق التأثر : Anxiety of influence الذي يعود إلى عام 1973، ومع ذلك لا نجد أي أثر لمثل هذه المفاهيم في رسالتيْ صاحبيْنا.
الطريف أنني حين قرأتُ الرسالة اليمنية وقد صارت كتابا (عمان، 2018)، استوقفني عنوانها الاستعراضي الشارح الذي لا معنى له (مُتَنَاص البحث عن الفردوس- قراءة سيميوطيقية)، وأحسب أنّه مجرّد محاولة إغرائية (موهمة بالحداثة) قامت بها دار النشر لا المؤلِّف خاصة ما تعلّق بالمنهج؛ فالبحث في صورته الأكاديمية الأولى لا يشير إلى المنهج السيميائي (السيميوطيق)، ولا يدّعيه، ولا يمكن تصديقه حتى لو ادّعى ذلك لأنّ حديثه عن التناص الأسلوبي، في سياق معيّن، وحديثه عن طموحه إلى الإحاطة بـ "الأبعاد اللاشعورية المكوّنة لنسيج النص الكلي" (ص 08)، كلّ ذلك يمكن أن يوهم باستعمالات منهجية أسلوبية أو سيكولوجية، فضلا عن أنّ تعامله مع نصوص البردوني في الفصول التطبيقية كان تعاملا انطباعيا بسيطا، تحضر فيه اللغة الإنشائية منزوعة الآليات العلمية والمصطلحات السيميائية، ولا أدلّ على ذلك من هوامش تلك الفصول التي لا نكاد نجد فيها مرجعا علميا، بل كل ما نجده هو توثيق صفحات النصوص الشعرية الواردة في ديوان البردوني
وربما اعتقد صاحبُنا أنّ كل دراسة تناصية هي دراسة سيميائية حتما، وهذا وهمٌ كبير
فمقولة التناص مقولة عابرة للقارات المنهجية، في وُسع أيّ منهج حداثيّ أن يحتويها، وقد تعامل معها –في النقد المعاصر- محمد بنيس تعاملا بنيويا تكوينيا، وعاملها محمد مفتاح تعاملا سيميائيا، وعاملها عبد الله الغذامي تعاملا تشريحيا (تفكيكيا)، وعاملها نور الدين السد تعاملا أسلوبيا، وأجمع آخرون على أنّها نقطة تحوّل من البنيوية إلى ما بعدها...
وهي معاملات طبيعية، بحكم انتماء التناص -معرفيا- إلى (علم النص) الذي كثيرا ما يوصف بأنّه اختصاص بينيٌّ متمازج (Interdisciplinaire)...
ولا تغرنّك عبارة شيخنا الجليل عبد الملك مرتاض التي جعلتَها عتبة للرسالة حين صارت كتابا؛ فهي عبارة "إكرامية" مجامِلة، قالها شفهيا (ونحنُ نحسن الظنّ لكنّنا لسنا ندري مدى الأمانة في نقلها، لأنّ من عادة لغة الشيخ –على سبيل التمثيل- أن تستعمل "على الرغم من" بدلا من "رغم" الواردة في الكلام المنسوب إليه)، ولعلّها من عاداتنا جميعا حين نضطرّ إلى المجاملة فنقول شفهيا (في مقام ضيق) ما لا نجرؤ على قوله أمام العالم في كتاب منشور
أنّى لهذه الدراسة أن تكون كما أراد لها شيخنا "دراسة سيميائية حديثة جعلت الجامعات اليمنية تقترب من مصاف الجامعات العالمية الكبرى رغم أنّها أوّل دراسة في الجامعات اليمنية في مجال التناص" وأنت نفسك تنسخ هذا الحكم في مقدمة رسالتك حين تذكر من الدراسات السابقة لدراستك دراسة لنجيب الورافي (نوقشت في جامعة عدن 2003) بعنوان (التناص في الشعر اليمني الحديث) 
بل إنّ هناك من الدراسات السابقة التي حامت حول هذا الموضوع -وإن لم تستعمل مصطلحاته- ما هو أهمّ؛ يكفي أن أذكر ممّا قرأت كتاب الصديق الدكتور عبد الحميد الحسامي (الحداثة في الشعر اليمني المعاصر 1970-2000)؛ وهو كتاب مهم جدّا (خاصة في مبحثيه الأول والرابع من فصله الثاني)، وقد صدر في صنعاء سنة 2004 (وأهدانيه في الجزائر عام 2008)، وهو رسالة جامعية أشرف عليها من أشرف على رسالتك
وما قلتُه عن الرسالة اليمنية ينطبقُ على الرسالة الجزائرية، وربما بشكل أسوأ حين نركّز على كيفية تعاملها التطبيقي مع النصوص الشعرية.
وهكذا فكلتا الرسالتين تكرّر المفاهيم النقدية العربية المتواترة في تاريخ التناص، نقلا عن مفتاح وبنيس والغذامي ولحميداني وفضل وعزام ومجاهد...، ولا تستطيع حتى أن تضيف إليها محاولات عربية أخرى ذات تنويعات اصطلاحية مختلفة؛ كما فعل عبد الملك مرتاض في مفهوميْ (التكاتب) و(التآدب)، أو المرحوم الطاهر الهمامي في مفهوم (النصوص اللواقح)...
تبدو الرسالة اليمنية مولعة باستخدامات اصطلاحية توهم بأنّها من إبداع صاحبها، وليس ذلك كذلك فمصطلح (الـمُتناص) الذي صار من كلمات العنوان الفرعي لعنوان الكتاب، وحتى استعمالاتُه الداخلية (النصوص المتناصة، النصوص المتناص معها،...) إنّما هو ترجمة قديمة لمصطلح (Intertexte)، استعملها محمد عناني سنة 1996 في معجمه الاصطلاحي المعروف (المصطلحات الأدبية الحديثة، ص 46)، كما استعمله المختار حسني وسعيد
يقطين وآخرون.
وأمّا مصطلح (النظير النصي) الذي اتّخذه الباحث عنوانا للباب الثالث من بحثه (والذي كان مدار اللغط كله)، وقد تباهى باستخدامه اعتمادا على عبد القاهر الجرجاني فإنّ استعماله كان مغالطة مضلّلة غريبة؛ الغريب فيها أنّه اعتمد كتاب جنيت : مدخل لجامع النص (بترجمة المرحوم عبد الرحمن أيوب)، ولم ينتبه إلى أنّ المرحوم قد استعمل "النظير النصي" بالذات (ط2، 1986، ص 99)، والأغرب أنّ المرحوم أيوب قد جعله مقابلا لمصطلح paratextualité (الذي عادة ما يسمّيه الناس عتبات النصوص أو النصوص الموازية)، وليس مقابلا لمصطلح Intertextualité (الذي يترجمه إلى التداخل النصي) كما يريد صاحبنا، وبهذا الفعل تختلط المفاهيم ويعاد ترتيبها بغير كيفياتها الأولى. وهذا قصور اصطلاحي وجبَ التنبيه عليه.
ولا أريد مزيدا من الخوض في الأخطاء المعرفية الجزئية التي تستوقفنا هنا وهناك، كأن يلاحظ صاحبنا اليمني أنّ قصيدة نزار قباني (ورقة إلى القارئ) المنتهية أبياتها بكلمات (الحدا، الندا، المدى، مقعدا، موعدا،...) هي نص "رويّه الألف" (ص 231) فيوافقه شريكه في ذلك دون تصحيح أو إحالة، ظنّا أنّها من البديهيات ولا أظنّ أنّ أبسط تلميذ ثانوي في اليمن أو الجزائر يجهل أنّ روي هذه القصيدة هو الدال، وأنّ الألف ليس سوى وصل
ومن ناحية أخرى، فقد كُتبت الرسالتان (ومنشورات صاحبيهما) بلغة مقبولة في عمومها، لم تخل من بعض الكبائر اللغوية المقترفة هنا أو هناك؛ فما خلتُ يوما أنّ دكتورا، سليل العرب العاربة، يطاوعه لسانه في قوله :"الملفتة للنظر"(ص 207) (بدل اللافتة)، أو قوله:"يجترّ معان" (ص197) (بدل : معانيَ؛ وهو يعتقد تفعيل الاسم المنقوص حتى في حالة النصب بينما ينسى فعلا تفعيله في حالة الجرّ حين يقول في منشوره : البحث عن محامي)، أو كتابته في منشوره "يدحظ" بالظاء لا بالضاد، أو قلبه الظاء ضادا في قوله "لم يحْضَ" (ص 09)؛ ودعْك من التحجّج بالأخطاء المطبعية في الكتاب، فقد عدتُ إلى الرسالة في شكلها الأول فوجدتُ الضاد قابعة في غير مقامها (ص 07)...
وقسْ على ذلك ما فعل شقيقه في العُجمة واللحن الجزائريُّ؛ فما كنت أحسبني أحيا إلى زمن أسمع فيه جزائريا (برتبة دكتور) يقول في منشوره : "والحقيقة أنّ موضوعا الرسالتين يتشابها" فيرفعُ اسم أنّ المنصوب، وينصب أو يجزم ما لا يقتضي نصبا أو جزما
وينصبُ اسم كان ظنّا منه أنّه خبرها (ما ذنبه وقد أخّرهُ) : "فكيف أن يكون في هذا الأمر سرقة وانتحالا"، أو يقطع همزة الوصل ويرفع اسم أنّ المتأخّر قليلا في قوله : "بإعتبار أنّ هناك نصوص غائبة"، أو يقول :"الشكلان الأخريان" (ص 122) ...
الموازنة بين الرسالتين (أوجه التشاكل والاختلاف)
أرتدي جبّة المغفور له (الآمدي) للموازنة بين طائيين جديدين (أستغفر أبا تمام والبحتري عليهما السلام)، لأقول :
تقع رسالة د. محمد مسعد (التناص في شعر البردوني) في 233 صفحة، ثم صارت في 284 صفحة حين صارت كتابا صادرا عن دار أمجد بعمّان سنة 2018 عنوانه (التناص في شعر البردوني- متناص البحث عن الفردوس قراءة سيميوطيقية).
لكن المحتوى لم يتغيّر؛ فثمة ثلاثة أبواب بعشرة فصول (التناص الديني- نصية الخلود، الجذور الرمزية لأهم صور الزمان، النظير النصي)، فضلا عن تمهيد (في حدود 20 ص) عن مفهوم التناص.
بينما تقع رسالة د. عبد القادر طالب (جماليات التناص في الشعر العربي المعاصر- قراءة في شعر عبد الله البردوني) في 277 صفحة. وتضمّ أربعة فصول (ماهية التناص في الدراسات النقدية، مصادر التناص في شعر البردوني، أشكال التناص في شعر البردوني، جماليات التناص في شعر البردوني)، فضلا عن ملحق يتضمّن نبذة من حياة البردوني وآثاره.
وبعد قراءة الرسالتين قراءة علمية محايدة، يتجلى ما يأتي:
1. إنّ الرسالتين تتناولان موضوعا واحدا، الفاصل الزمني بين تاريخيْ مناقشتهما يقارب عشر سنوات، وهو فاصل كاف لاكتشاف الباحث اللاحق لرسالة السابق، فإذا أدرك أنه كان مقصّرا في بحث موضوعه جاز له أن يعيد بحث الموضوع نفسه، وتخصيص صفحات كثيرة منه لنقد الدراسة السابقة حيثما استدعى البحث ذلك، وإلاّ فالأَوْلى أن يغيّر موضوع بحثه كليا أو يعدّله جزئيا؛ وما دام عنوان الرسالة الجزائرية فضفاضا يخوض في موضوع التناص في الشعر المعاصر عموما ثمّ يختصّ البردوني بالدراسة النموذجية، فإنّه كان الأجدر به أن يغيّر الشاعر المدروس كأن يكون شبيهه (وصديقه) في الجزائر (الشاعر مصطفى الغماري) مثلا.
للأمانة فإنّ صياغة عنوان الرسالة الجزائرية مضرّة بمحتواها، لأنّ عنوانها يقتضي التدرّج من عموم الشعر المعاصر إلى شعر البردوني، لكنّنا لم نجد فيها سوى البردوني وحده لا شريك له
ويبدو أنّها صياغة لاشعورية متحايلة للدفاع السيكولوجي عن تهمة مفترضة قد يصدع بها كل من يطّلع على عنوان الرسالة السابقة
إن اكتشف الباحث الجزائري السابقة في سنوات البحث الأولى (ولم يغيّر الموضوع ولا عدّله) فتلك مصيبة، فإن كان يعرفها قبل تسجيل بحثه أصلا فالمصيبة أعظم
ولو كنتُ المشرف على بحثه في الحالتين (مع احترامي الكبير لمشرفه الصديق الدكتور محمد بلوحي) لطلبتُ منه تغيير موضوعه (أو الإبقاء على المدوّنة البردونية مع تغيير زاوية البحث في أسوأ الأحوال)؛ إمّا لكثرة البحوث اليمنية والعربية التي درستْه (وفي مقدمة الرسالة اليمنية ذكرٌ لما لا يقل عن عشرة بحوث مماثلة حتى ذلك الوقت فقط)، وإمّا لأنّ شعر البردوني ذاته ليس بالشعر الذي يعجُّ بالأشكال التناصية الكثيرة المعقّدة؛ فهو لا يغري بالدراسة من هذه الزاوية، بل ربما لو تناوله من مواقع بنيته الإيقاعية العمودية بأشكالها الوزنية المختلفة جدا لكان أجدى وأنفع
وإمّا لأنّ هناك شعراء جزائريين كثيرين لا يزالون فقراء إلى دراسات الدارسين، وكلّ دراسة حول شاعر غير مدروس هي جديدة حتما في موضع واحد من المواضع على الأقل.
لكنّ الغريب أن يصرّ الباحث على الموضوع السابق نفسه دون رغبة في التجاوز
ولإعادة دراسة موضوع مدروس لا بدّ أن تتشبّه بمثل عبد الملك مرتاض (خير واصل بين الثقافتين اليمنية والجزائرية) الذي قام بسابقة في النقد العالمي كلّه (ربّما) حين نشر في بيروت (سنتيْ 1986و 1994) كتابين اثنين مختلفين تماما (بنية الخطاب الشعري، شعرية القصيدة قصيدة القراءة) ليس عن شاعر واحد بل عن قصيدة واحدة لشاعر واحد (أشجان يمانية لعبد العزيز المقالح) 
بل الأغرب ألاّ يشير الباحث الجزائري إطلاقا، في مقدمة رسالته، إلى الرسالة اليمنية، وأن يتأجّل الإعلان عنها إلى نهايات الفصل ما قبل الأخير من بحثه وعادة الباحثين أن يستعرضوا الدراسات الموازية لدراساتهم وأن ينقدوها في مقدّمة البحث.
2. برغم اشتراك الرسالتين في الموضوع الواحد والمدونة الواحدة، فإنّ الرسالتين قد أنجزتا بقائمتين من المصادر والمراجع، تتقاطعان قليلا، وتختلفان كثيرا.
وقد أدّت المراجع المشتركة إلى تشابه بسيط قليل في المفاهيم النظرية الأولى، لا يكاد يخرج عن تشابه الإطار النظري لعموم الدراسات التناصية العربية، الذي أشرنا إليه سابقا.
3. تختلف الرسالة الجزائرية في ثلاثة أرباعها (الفصول1، 2، 4) عن الرسالة اليمنية اختلافا واضحا، يزداد وضوحا في الفصل الرابع -خصوصا- الذي يتناول مبحثين اثنين لا علاقة لهما تماما بمباحث الرسالة اليمنية. ويتعلّق الأمر بمبحث التناص وجماليات بناء الدلالة (دلالات التخييل والترميز والمفارقة)، ومبحث التناص وهندسة البناء النصي (التداخل الأجناسي، بناء العتبات النصية).
4. تتقاطع الرسالتان تقاطعا واضحا وفادحا (أحيانا) في الفصل الثالث من الرسالة الجزائرية (أشكال التناص في شعر عبد الله البردوني) والباب الثالث (النظير النصي) من الرسالة اليمنية.
يقع الفصل في حدود 45 صفحة تقريبا (المؤسف أنّ الرسالة الجزائرية منزوعة الترقيم الذي لا نتبيّنه إلا من خلال ترقيم الجهاز ص ص 121- 166)؛ أي ما يعادل نسبة 16 أو 17% من مجموع صفحات الرسالة. بينما يمثل ذلك الباب 80 صفحة من الكتاب اليمني (أي ما يعادل نسبة 28%).
ويحتاج هذا التقاطع (الذي هو بؤرة القضية كلها) قدرا من الشرح والتوضيح :
ذلك أنّ الرسالة اليمنية تقسّم ما تسمّيه (النظير النصي) في شعر البردوني إلى سبعة أقسام (المستكين، الموافق، المماثل، المقابل، المضموني، المتمرد، الفلسفي المخالف)، بينما تقسّم الرسالة الجزائرية ما تسميه (أشكال التناص) إلى أربعة أشكال (التناص الموافق، المضاد، الكلي، الجزئي).
وقد أسمح لنفسي باقتحام هذه التقسيمات لأقول : إنّ تقسيم اليمني متداخل ومضطرب، كما أنّ تقسيم الجزائري غير منسجم وليس له أساس موحّد؛ فالكلية والجزئية حكاية، والتوافق والتضاد حكاية أخرى.
وكل هذه التقسيمات هي إعادة صياغة لتقسيمات سابقة (ضمن ما يُعرف بأنواع التناص أو أنماطه أو أشكاله أو مستوياته)، وتنويعات على مستويات التناص عند محمد بنيس (الاجترار، الامتصاص، الحوار)، أو أشكاله عند سعيد يقطين (التفاعل الذاتي، الداخلي، الخارجي) حينا، و(الأفقي/ العام، العمودي/ الخاص) حينا آخر، أو (التناص المباشر/التام، التناص الضمني/الناقص) عند عبد الملك مرتاض، أو (الداخلي والخارجي) عند محمد مفتاح، تارة، و(المطابقة والمناظرة والمماثلة والمضارعة والمشاكلة والمشابهة...) تارة أخرى، أو (التآلف والتخالف) عند أحمد مجاهد،...
فتلك من هذه عموما، وهي لا تكاد تخرج عنها.
وفي الحالة التي أمامنا فمن بين الأشكال الأربعة في تقسيم الرسالة الجزائرية، نجد شكليْ التناص الجزئي والتناص الكلي يتقاطعان مع استعمال جوليا كريستيفا (في الكتاب المترجم إلى العربية بعنوان : علم النص)؛ حيث قسّمت التصحيفات (الباراغراماتيسم) الواردة في أشعار لوتريامون إلى ما سمّته : النفي الكلي، والنفي الجزئي، والنفي المتوازي.
أمّا الشكلان الآخران (التناص الموافق والتناص المضاد) فمأخوذان عن الرسالة اليمنية (ودون إحالة)؛ حين يستعمل (التناص الموافق) أوّل مرة، يستعمل الرمز (*) لإحالة في الهامش (كنت أتوقّع أن يحيل فيها على رسالة صاحبه)، لكنه يفاجئنا بقوله : إنّ استعماله هذا () قد يحيل على ما أدرجه أحمد مجاهد ضمن تناص التآلف وتناص التخالف (ص 123) 
وحين يريد أن يمثّل بشعر البردوني لهذا الشكل فإنّه يختار قصيدة "نار وقلب" (وهي نفسها القصيدة المختارة في الرسالة اليمنية)، والتي يَفترض موافقتها لقصيدة "صلوات في هيكل الحب" لأبي القاسم الشابي (برغم أنّ جمهور القراء العرب يمكن أن يرفض هذا التوافق)، وهو نفس افتراض الرسالة اليمنية
هل من المصادفة كذلك أن تمثل الرسالة اليمنية للشكل ذاته بقصيدة البردوني "لست أهواك" وقصيدة نزار قباني "طائشة الضفائر"، فتقتفي الرسالة الجزائرية المثال نفسه، ودون إحالة مرة أخرى؟
أمّا ما تسميه الرسالة الجزائرية بالتناص المضاد، وتقسّمه إلى فرعين اثنين : التضاد النصي والتضاد الفلسفي؛ فهو مجرد إعادة تسمية (بالمفهوم نفسه) لما سمّته الرسالة اليمنية (النظير المقابل) و (النظير الفلسفي المخالف) 
وحين تمثل الرسالة اليمنية له بنص "عذاب ولحن" للبردوني مقابلا لنص "ورقة إلى القارئ" لنزار قباني، أو أربعة نصوص للبردوني (فلسفة الفن، فلسفة الجراح، مع الحياة، مدرسة الحياة) مقابلة لنص إيليا أبي ماضي (فلسفة الحياة)، نلاحظ أنّ الرسالة الجزائرية تكرّر النصوص التمثيلية السبعة نفسها للشعراء الثلاثة أنفسهم، مع إحالة هامشية باهتة مضلّلة على الرسالة اليمنية، في غير سياقها، لا تجرؤ على التصريح بالأخذ المباشر
وهذا أسوأ ما حدث في الحكاية كلّها، ممّا لا يقوى سكانير السرقات العلمية على كشفه في البحوث الأدبية
فلو قال أحدنا إنّ قصيدة البردوني الشهيرة (أبو تمام وعروبة العرب) :
ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذبُ وأكذبَ السيف إن لم يصدق الغضبُ
تتناصّ مع رائعة أبي تمام المعروفة : (السيف أصدق إنباءً من الكتب...)
ثم جاء آخر فكرّر الكلام ذاته دون إحالة على قول السابق، لما لامه أحد، بل ربما يُلام لو أحال لأنّ الأمر واضح وضوح الشمس، أمّا أن يتعلّق الأمر باجتهادات قرائية شخصية (أغلب الظنّ أنّها خاطئة) فإنّ تكرارها يحتّم الإحالة على صاحبها.
وقد راجعتُ ديوان البردوني الكامل (الذي قرأته منذ سنوات وأحصيتُ بحوره العروضية جميعا) فعجبتُ لكثير من الافتراضات التناصية الشاذة التي افترضتها الرسالة اليمنية، لكنّني قلتُ من حق هذا أن يقول، لكن ليس من حق الآخر أن يكرّر القول دون إحالة، ظنّا منه أنّ الأمر متعلّق بملكية عامة
ومع أنّ الرسالة الجزائرية تعلّق على تلك النصوص (المتنبّه إليها من خلال الرسالة اليمنية) بأسلوبها الخاص نسبيا، فإنّ ذلك لا يكفي على أيّة حال
أمّا خارج هذا الفصل فلا نكاد نجدُ ما يستحق أن يُدرج في خانة ما لا يحصل السكوت عليه، اللهم إلاّ بعض الأقوال العامة كقول الجزائري في ختام بحثه إنّ التناص مصطلح جديد لظاهرة قديمة (ص 251)، وهو نفسه ما قاله اليمني في مطلع أطروحته وكرّره في ختامها (ص 227)
نعم، ولكن **
لقد دافع الباحث الجزائري عن نفسه، محتجّا بأنّه صرّح باعتماده الرسالة اليمنية ضمن قائمة مصادر البحث ومراجعه؛ وأنّه أدرجها في هوامش بحثه.
نعم، فقد فعل ذلك فعلا؛ حيث هي مدرجة في مكتبة البحث (ص 280)، وهي محال عليها 4 مرات (فقط) (ص 132، 145، 146، 174) لكن هل كان ذلك كافيا؟
أغرب ما في الأمر (وقد أشرتُ إلى بعض ذلك سابقا) أن يشير في الصفحة – ب- من مقدمة بحثه إلى أنّ من أسباب اختيار مدوّنة البردوني للدراسة هو "نقص أو شبه انعدام الدراسات التي تعرّضت لها" فأيّ تضليل هذا؟
كأنّه تفاديا لذكر رسالة صاحبه في المقدمة (وقد كان ذكرها فرض عين) راح يتجاهل الدراسات (البردونية) جميعا، والتي ذكر منها صاحبه –قبله بسنوات- ما يقارب عشر دراسات. وهذا ليس من أخلاق البحث العلمي
يتأخر ظهور "الرسالة المخفية" إلى غاية الصفحة 132، حيث تظهر أوّل مرة في إحالة شاحبة على فقرة عامة منها، لا تستحق أن يُحال عليها (بكل صراحة) : "يمنح شعره طابع الاستمرارية، ثم يخلق فيه عالمه المميز، عالما تستنشد الذات فيه الصمت وتعبر سرمدية الزمن(...) ثم تزرع الرمل بزهور الأمنيات، وتستنطق الصخور الصماء" (محمد مسعد سعيد سلامي : التناص في شعر عبد الله البردوني، أطروحة دكتوراه في الأدب العربي، كلية اللغات، اليمن، ص195) .
ثم تظهر ثانية في (ص 145)، ضمن توثيق فقرة هامشية من أربعة أسطر تشرح شرحا مدرسيا ما يريد الشاعر قوله في إحدى قصائده : "ما بكائي إلا رحمة بك وإشفاقا عليك، وما أغني إلا لأبثّ الفرح في نفسك، ولا يهمني بعد ذلك إن سمّيتني نوّاحا أو مغنّيا..." 
ثم ثالثة في فقرة تشرح فلسفة الحياة عند البردوني على أنّها "معنى أكثر ممّا هي مادة، لهذا كان البكاء والحزن والألم من أعلى مستويات الجمال..." 
ثم تظهر أخيرا (ص 173- 174) في سياق غير مهم، يتعلّق بجمالية الصورة الرمزية في شعر البردوني
فهل يكفي أن تحيل على هذا فقط من رسالة تحمل نفس عنوان رسالتك؟
والمحصّلة أنّه أحال عليها إحالات شحيحة، قصاراها تبرئة الذمة ممّا يمكن أن يُخشى وقوعه، وإنّ الذي كان يحذره قد وقع
بينما غيّبها حيث كان ينبغي أن يُظهرها
ختاما
وختاما، فتلك هي الجعجعة، وهذا طحينها اليسير
وإنّ موقع الأخذ بغير إحالة (والذي قد يرقى إلى سرقة جزئية محدودة) محصور تقريبا في نصف الفصل الرابع، والذي يقدّر بعشرين صفحة من الرسالة الجزائرية (07% من حجم البحث)، كان يُمكن تفاديه تماما بالإحالة الصريحة على الرسالة اليمنية، في المواطن الحقيقية لا الوهمية.
وإذا كان ولا بدّ من أفضلية فالأفضل أن توصف بباحث خفيّ الشخصية العلمية على أن توصف بالدكتور اللص كما قال صاحبُنا اليمني السعيد الدكتور محمد مسعد (أسعد الله أيامه وغفر له).
وهذه بعض عواقب من يُعيد دراسة موضوع مدروس.
ليس هذا حكما نهائيا أو قرارا رسميا، لكنّه وجهةُ نظر شخصية أتحمّل مسؤوليتها بكل شجاعة.
متمنيا في الأخير من الدكتور عبد القادر طالب أن يُراجع رسالته، وأن يوثّق ما أخذه من رسالة صاحبه توثيقا كاملا، و(الصلح خير) على كل حال.
والحمد لله ربّ العالمين.
"بين ضياعين"

كـــلُّ مـــا عـنـدنا يـزيـدُ ضـيـاعا
والــذي نـرتـجيهُ يـنـأى امـتـناعا

نـتـشـهَّى غـــداً، يــزيـدُ ابـتـعـاداً
نُرجع الأمس .. لا يطيقُ ارتجاعا

بـيـن يـومٍ مـضى ويـومٍ سـيأتي
نـــزرع الــرِّيـح نـبْـتَـنيها قِــلاعـا

والـــذي ســـوف نـبْـتَـنيه يُـولِّـي
هــاربـاً … والــذي بـنَـينَا تـداعـى
‌‏
نـمتطي مـوجةً إلـى غـير مرسى
إن وجـدنا ريـحاً فـقدنا الـشِراعا

وإلــيـنـا جــــاء الــشُــراةُ تـبـاعـاً
حَـبـلت أخـصـبُ الـجيوب تِـباعا

لا يــحـس الــذي اشـتـرانا لـمـاذا
والــذي بـاع مـا درى كـيف بـاعا!

فـتـهـاوى الــذي تـلـقّى وأعـطـى
وشـمـخنا مُـسـتهزئين جـيـاعا..!

١٩٧٤م

#البردوني
ديوان: #السفر_إلى_الأيام_الخضر
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM