اليمن_تاريخ_وثقافة
10.9K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
هذا الديوان, وإنصافاً للحقيقة نشرتها ضمن كتابي "أعلام الشعر الشعبي في يافع" بصيغتها الأصلية باسم ناظمها الشاعر يحيى أحمد البرق الذي يبدو تأثره واضحاً بأسلوب يحيى عمر, وأوضحت ما شابها من اللبس ومما جاء في قصيدة البرق:
يقول أبو فضل جرَّيت النهود
حنَّات مترادفه من كل صَات( )

نومي هرب صد وأعياني قهود
وأمسيت سامر على سُكَّر وقات

سالي وسهران وا جرّ النهود
أسرتني وا أمير الجانيات

وا من لك أسيان معدوده عدود
مثل القلس عالجنوب الحاليات

وأعيان حمراء حُمَهْ وأسبال سود
أذهلتني بالعيون الراويات

كيف الخبر كيف وا فهد الفهود
محبتك بالكبد نابت نبات

وان ما تصدق فخُذ خمسه عهود
على حروف السور والذاريات

والله لا قيدك سبعه قيود
واطرح عليك الحَرَسْ عسكر و(جَاتْ)

وبالمثل ألغيت قصيدة (يحيى عمر قال إني هائم) من هذا الديوان لأنها لشاعر آخر هو عبدالرب ناصر العفيفي, وهو ما صححته أيضا في كتابي "أعلام الشعر الشعبي في يافع"( ).
كما حدث لبس مماثل من قبل الصديق الصحفي أحمد يسلم صالح في مقالته "مقتطفات من أشعار وأغاني يحيى عمر"( ) حيث نسب ليحيى عمر الأغنية الشهيرة لفهد بلان "يا بنات المكلا"، مع أن أحداً قبله لم يقل بذلك، كما أنه نسب قصيدة أخرى له بينما هي للشاعر الشعبي عبدالقادر بن شيبان، يقول فيها:
بعض النساء لول جوهرغاليات اثمانهن
وبعضهن نيران حمرا شاعله نيرانهن
وبعضهن مصباح في المنزل وفي روشاهن
الله يجمعنا بخيرات النساء واحسانهن

وهذا الخطأ الذي وقع به غير مقصود منه، نتج كما هو واضح من القراءة غير المتأنية والمرور السريع في الكتاب الذي أخذ عنه( ), حيث وردت فيه هذه الأبيات ضمن استعراض الكاتب لقصائد يحيى عمر مع نماذج لشعراء آخرين كأمثلة لما ورد في أوصاف المرأة.
ولنفس السبب طال اللبس أيضاً أسم أحد الذين كتبوا عن يحيى عمر. فقد ورد في بعض المؤلفات( ) اسم عبدالله عوض يعقوب وكأنه من كتب موضوعاً بعنوان "يحيى عمر المجهول". وبالعودة إلى مجلة "الفنون" [العدد(11) نوفمبر 1982م ص74] الذي أخذ عنه المؤلف نجد أن كاتب تلك المساهمة هو سعيد بن سعيد صالح، وهو فنان شعبي يافعي ومن المهتمين بالتراث الشعبي، وقد أشار في مساهمته تلك إلى شهرة الفنان والشاعر يحيى عمر وأشعاره الكثيرة التي لم تطبع حتى ذلك الحين في ديوان وطالب الجهات المعنية بتجميع تراثه وإصداره في ديوان. أما عبدالله عوض يعقوب فكانت مساهمته تحت عنوان "البحث عن المحبة" وجاءت مباشرة بعد موضوع "يحيى عمر المجهول" وللتسرع في القراءة والنقل حدث اللبس فيه ونُسب إلى غير كاتبه الحقيقي، وهو ما نصححه هنا أمانة للتاريخ.
ختــامـا
نستطيع القول إن يحيى عمر اليافعي قد ترك أغنيات مميزة، تمثل مدرسة فريدة في فن الغناء واللحن، كتب لها الخلود وأرغمت الأجيال أن تترنم بها، حتى يمكن لمن يسمع هذه الأغنيات أن يقول على الفور أنها ليحيى عمر اليافعي، ويرجع ذلك إلى أن روح الفنان كانت طاغية على موهبته الشعرية فجاءت أغانيه متناغمة مع ألحانه العذبة، وتتميز بالرقة والسلاسة والوضوح، فكثر الغناء بها إلى اليوم، ولذلك فأن أشعاره تعتبر وبحق "بمثابة مستودع للذاكرة الشعبية للجزيرة والخليج بصفة عامة ولليمن على وجه الخصوص وذلك فيما يتصل بمقاييس الجمال الإنساني بالنسبة لعامة الناس الذين يأكلون من خشاش الأرض ويسعون في منكبها كدحاً"( ).
ولاشك أن كثيراً من أشعاره لا تزال مجهولة، وربما يكون بعضها محفوظ ضمن الوثائق الأسرية أوفي مخطوطات تقبع هنا وهناك في أماكن مجهولة أو لدى بعض المهتمين، والزمن كفيل بالكشف عنها وإبرازها، والأمل أن يتفهم أمثال هؤلاء أن مثل هذه المخطوطات أو الاسطوانات ينبغي أن ترى النور, لأن نتاج يحيى عمر وإبداعه يدخل في عداد التراث، وهو ملك للجميع، ويعول عليها في الكشف عما خفي من أشعار وأسرار حياة هذا الفنان العظيم وهي دعوة نرجو أن تلقى صداها لدى من بحوزتهم أي جديد لم ينشر بعد، أو تصحيح لما نشر.
وأختتم ببيتين وردا في مجلة "الفنون" (فبراير/ مارس 1982م) يقول فيهما:
يحيى عمر قال يوم النور
ها ناولوني حجر ياجور
صادفت شمعة بمخزاني
من شان يبني بها الباني

ترى، هل سنصادف في يومٍ ما تكملة هذه القصيدة البديعة، والحصول على غيرها من قصائد يحيى عمر الناقصة والمحرفة والمجهولة حتى يكتمل بنيان ديوانه المرتجى وسيرة حياته
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
البرلمانات اليمنية ودورها في تحقيق الوحدة اليمنية والحفاظ عليها

أعد المادة للنشر: مـحـمـد مـجـمـل الشطـبـي

الوحدة اليمنية أعظم منجز عربي تحقق في التاريخ العربي المعاصر وسيظل مفخرة لكل اليمنيين الشرفاء الذين ساهموا في صنع هذا الحدث الأكبر الذي تحقق بفضل الله وبحكمه وحنكة اليمنيين.

ويهمنا هنا أن نستشف دور السلطة التشريعية في اليمن قبل الوحدة وبعدها من أجل قيام الوحدة اليمنية وترسيخ جذورها والحفاظ عليها كأعظم مكسب وابرز أنجاز .

فالبرلمانات اليمنية كان لها الدور الحيوي والفاعل في العديد من الخطوات الوحدوية سواء قبل الوحدة أو خلال مراحل تحقيقها حتى بلورة مشروع دستور دولة الوحدة وإعداده للاستفتاء العام من قبل الشعب اليمني .

وللعودة إلى المجالس البرلمانية في شطري اليمن قبل توحيدها نجد أنها سعت إلى تحقيق هدف الوحدة المنشودة من خلال النقاشات والحوارات وإصدار القوانين التي تعتبر الأسس التشريعية لدولة الوحدة الجمهورية اليمنية .

كما كان دور السلطة التشريعية بعد قيام دولة الوحدة أكثر فاعلية وحيوية من قبل باعتبار أن مجلس النواب الذي تم انتخابه قد مارس الحق البرلماني وكان له الدور الفاعل في ترجمة الأهداف الوحدوية ووضع التشريعات التي تستمد منها جميع أجهزة ومرافق الجمهورية اليمنية سلطتها ونفوذها باعتبار تلك الحزمة من القوانين والتشريعات أساس النجاح وبقاء وحدتنا حتى تقوم الساعة .

ومجلس النواب الحالي أيضا له الدور الفاعل في الحفاظ على وحدة اليمن المصيرية من خلال العديد من المواقف البرلمانية وابسط مثال متابعته لكل أحداث البلد وتكليف لجان برلمانية تتقصى كل حادثه و منها بعض قضايا الحراك في الجنوب وتقديم التقارير إلى البرلمان لمناقشتها ووضع ما هو سليم ومناسب حفاظاً على وحدتنا اليمنية الأبدية .

وقد تحققت الوحدة المنية بعد إجراء العديد من الاتفاقات واللقاءات والبيانات ومن أهمها:

اتفاقية القاهرة(28 أكتوبر 1972م )

بيان طرابلس( نوفمبر 1972م -28 نوفمبر 1972م)

لقاء الجزائر (4 سبتمبر 1973م)

لقاء تعز- الحديدة (10/11/1973م)

لقاء قطعبة ( 15 فبراير 1977م )

قرارات الجلسة الطائرة لمجلس الجامعة العربية(من42-26مارس 1979م)

قمة الكويت( 4 – 6 مارس 1979م)

بيان لقاء صنعاء في 14 أكتوبر 1979م.

اتفاق عدن في 6 مايو 1980م

اتفاق صنعاء في 13 يونيو سنة 1980م

اتفاق تعز في 15 سبتمبر 1981م

اتفاق عدن( 2 ديسمبر 1981م )

اتفاق تعز في مايو 1982م

قمة تعز(16 ابريل 1988م)

اتفاق بشأن تسهيل حركة تنقل المواطنين بين الشطرين( 4 مايو 1988م.)

اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية (30نوفمبر1989م )

ونستعرض هنا أبرز المهام التي قامت بها البرلمانات اليمنية من أجل الوحدة اليمنية حيث أصدرت العديد من البيانات والقرارات والتشريعات والقوانين إضافة إلى مواقف البرلمان عبر العديد من جلساتها :

 

أولا:البرلمانات في الشطر لشمالي سابقا ودورها في تحقيق الوحدة

المجلس الوطني 1969-1971م و قضية الوحدة اليمنية

تم تشكيل المجلس الوطني المؤقت كأول مجلس برلماني في الجمهورية العربية اليمنية - من 45 عضوا تم اختيارهم عن طريق التعيين وصدر بهم القرار الجمهوري رقم 1 لسنة 1969 م

وفي 18/5/1970 صدر القرار الدستوري رقم 1 الذي قضى بزيادة أعضاء المجلس الوطني إلى 63 عضوا وصدر بهم القرار الجمهوري رقم 6 لسنة 1970م

وقد اهتم المجلس الوطني بقضية الوحدة اليمنية واكبر دليل على ذلك انه عند تكوين لجانه انشأ لجنة سميت بلجنة الشؤون الخارجية والوحدة اليمنية والإعلام والتي قامت بإيلاء قضية الوحدة اليمنية اهتماما كبيرا في العديد من اجتماعاتها كما ناقش المجلس في العديد من جلساته قضية إعادة الوحدة ووجه الحكومة بش

وكان له العديد من الانجازات التشريعية وألا نشطته البرلمانية ومنها وضع اللبنات الأولى من التشريعات اليمنية بشكل عام ومنها

- وضع مسودة الدستور الدائم للجمهورية العربية اليمنية آنذاك .

- قانون الانتخابات رقم 1لسنة 1971 م .

مجلس الشورى (1971-1975م) و المصادقة على اتفاقيتي الوحدة

يعتبر مجلس الشورى 71-75م أول مجلس يتم انتخابه في الجمهورية العربية اليمنية وذلك بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وقد مثل انتخابات المجلس التجسيد الحقيقي لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية الخالدة وتكون المجلس وفقاً لنص المادة 46من الدستور الدائم الصادر عام 1970م من 159عضواً منتخبين انتخاباً حراً ديمقراطياً ويحدد قانون الانتخابات شروط اكتسابهم العضوية ولرئيس المجلس الجمهوري أن يعين 20%من عدد الأعضاء .

وقد اعتبر المجلس رافداً من روافد تعميق وترسيخ الوحدة الوطنية خصوصاً ان قيامه قد جاء في ظل ظروف ومؤامرات بالغة الخطورة تعرضت لها الثورة اليمنية الخالدة من الداخل والخارج .
ومجلس الشورى أيضا انشأ لجنة الشؤون الخارجية والوحدة اليمنية ووقفت في العديد من اجتماعاتها حول أهمية إعادة الوحدة اليمنية كما أن من ابرز ما قام به المجلس في قضية الوحدة هو المصادقة على اتفاقيتي الوحدة اليمنية الموقعتين في طرابلس والقاهرة

مجلس الشعب التأسيسي (1978 ـ1988م)

ومصادقته على تأســيس شركتي الـــــــنـــقل بــين الشـــطــرين

لقد رأى مجلس القيادة إنشاء مجلس يسمى "مجلس الشعب التأسيسي "كخطوة مهيأة وممهدة للحياة الديمقراطية والبرلمانية الكاملة،يتم اختيار أعضائه من قبل مجلس القيادة

وأصدر مجلس القيادة بتاريخ 6/2/1978م إعلانا دستوريا بتشكيل مجلس الشعب التأسيسي وتحديد مهامه واختصاصاته ومدته. وبناء على ذلك صدر قرار مجلس القيادة رقم 3 لسنة1978م بتكوين مجلس الشعب ا لتأسيسي من 99عضوا

ثم جاءت فتر ة الرئيس علي عبدالله صالح واصدر إعلانا دستوريا في 8/5/1979م بتوسيع اختصاصات المجلس وإضافة 60 عضوا ليصبح عدد أعضائه 159 عضوا

وكان لهذا المجلس العديد من المواقف من اجل إعادة وحدة الوطن

ومن أهم الانجازات في ذلك المجال مصادقة المجلس على اتفاقيتي تأسيس الشركتين اليمنيتين للنقل البري والبحري بين شطري الوطن وإصدار العديد من القوانين والتشريعات التي خدمت قضية إعادة وحدة اليمن وقد قام بالإعداد والتحضير لانتخابات مجلس الشورى الذي انتخب في 1988م والذي واصل المهام والأدوار التشريعية من اجل إعادة وحدة اليمن

مجلس الشورى (1988ـ 1990) وقرار اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية

مثل قيام مجلس الشورى خطوه متقدمة على طريق بناء دولة المؤسسات الدستورية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار تجسيداَ لمبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه

وجاءت المادة (46) من الدستور الدائم محددة لقوام مجلس الشورى حيث تضمنت هذه المادة الدستورية النص التالي "يتألف مجلس الشورى من (159)عضوا منتخبين إنتخاباَ حرا ديمقراطياَ ويحدد قانون الانتخابات العامة شروط وطريقة اكتسابهم العضوية .ولرئيس المجلس الجمهوري (رئيس الجمهورية ) أن يعين عشرين في المادة 20% من عدد الأعضاء .

وبناء على نص هذه المادة الدستورية تم انتخاب (128) عضوا انتخابا مباشرا من قبل المواطنين

وكانت قد حددت المادة (50) من الدستور الدائم مدة مجلس الشورى بأربع سنوات شمسية تبدأ من تاريخ أول اجتماع له .إلا أنه ونتيجة للقيام الوحدة المباركة وإعلان الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م ،ووفقاً لما نص عليه اتفاق إعلان الجمهورية وتنظيم الفترة الانتقالية .. فقد تم اعتبارا من تاريخ إعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22/مايو 90م دمج مجلس الشورى ومجلس الشعب الأعلى الذي كان قائماً في الشطر الجنوبي من الوطن في مجلس واحد هو مجلس النواب الخاص بالفترة الانتقالية .ث عنه لاحقا .

لذا فالمدة التي قضاها مجلس الشورى منذ أول اجتماع له في 12/ يوليو 1988م وحتى الثاني والعشرين من مايو 1990م كانت حوالي عام وعشرة أشهر فقط إلا أنه أستطاع خلالها تأدية مهامه وإصدار العديد من القوانين وكان له دور ومواقف فاعلة تجاه قضية الوحدة ومن أبرزها :

- تكوين لجنة خاصة ضمن لجانه الدائمة سميت بلجنة الوحدة اليمنية وكونت من ثمانية أعضاء وكان لتلك اللجنة مواقف وإسهامات عظيمة في العديد من اجتماعاتها حول قضية الوحدة اليمنية .

- اصدر بيانا بتاريخ 91/11/1989م حول ضرورة إعادة وحدة اليمن وقد أشار في ذلك البيان ا لان اليمن كل لا يتجزأ وان السعي لتحقيق الوحدة واجب على كل مواطن 

وأضاف إن مجلس الشورى ينسد الوحدة الاندماجية الكاملة والشامل

وشدد في البيان على ضرورة خطوات قيادة الشطرين نحو تحقيق هذا الهدف المنشود وتقدي مشروع دستور دولة الوحدة الى السلطتين التشريعيتين في الشطرين لاستكمال الإجراءات الدستورية وطرحه للاستفتاء الشعبي كما وجه المجلس في بيانه دعوة الى نظيره بالشطر الجنوبي من الوطن بسرعة الاجتماع المشترك للمجلسين .

- مناقشة وإقرار مشروع دستور الجمهورية اليمنية

- صادق على اتفاق الاستثمار المشترك بين الشطرين في القطاعات النفطية وغيرها

- مناقشة اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية الموقع من قيادتي الشطرين في 22/4/1990م

- المصادقة على اتفاق الجمهورية اليمنية إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية و مشروع دستور الجمهورية اليمنية في 21 مايو ا990م

- اصدر بيانا حول إعلان الوحدة اليمنية في جلسة 21 مايو ا990م هنأ فيه أبناء الشعب اليمني وقيادته ببشرى مصادقة المجلس بالأغلبية الساحقة على اتفاق الجمهورية اليمنية إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية و مشروع دستور الجمهورية اليمنية مؤكدا على القيم الإنسانية والدينية الداعية الى توحيد اليمن أرضا وإنسانا وان قيام الجمهورية اليمنية تتويج لانتصارات أبنائه وثورته في تحقيق العدالة والرخاء على أسس الدين الإسلامي وشريعته الغراء
ثانيا البرلمانات في الشطر الجنوبي سابقا ودورها في تحقيق الوحدة

مجلس الشعب الأعلى المؤقت من1971- 1978

جاء تشكيل مجلس الشعب الأعلى المؤقت في 30/نوفمبر 1971م وذلك كٍأول مجلس برلماني في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد الاستقلال وقد أصدرت القيادة العامة بتاريخ15/أبريل 1971 م القانون رقم (14)لسنه 1971م بتشكيل مجلس الشعب الأعلى المؤقت من 86 عضوا على أن يعلن أسماء بقية الأعضاء ال15 المكملين لقوام المجلس بعد أن تنتهي المنظمة التي سيمثلونها وهي منظمة العمال من عملية انتخابهم .

وبناء عليه صدر القانون (38)لسنه 1971م باستكمال قوام المجلس وعددهم (15) عضوا وبالتالي أكتمل قوام المجلس بأعضائه إل(101 ).

و حقق المجلس خلال مدته عدداَ من المنجزات التشريعية والرقابية والأنشطة البرلمانية ومنها إصدار العديد من القوانين وصادق أيضا على عدد من الاتفاقيات ومنها التي هدفت الى تعزيز وإقامة الوحدة اليمنية

مجلس الشعب الأعلى (1978ـ1986م )

بعد قيام الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر عام 1978 م وإجراء التعديل الدستوري وإقراره في 31أكتوبر من نفس العام تهيأت الظروف لمرحلة جديدة في سياق تطور العملية الديمقراطية والتشريعية وبنا سلطات الدولة .

ووفقا لنص المادة (72)من الدستور فقد تكون المجلس من عدد (111)عضوا

ينتخبون انتخابات حرة وعامة ومتساوية ومباشرة وبطريقة الاقتراع السري في الدوائر الانتخابية ).

ومن ابرز ما قام به المجلس

ـ إقرار الدستور وإجراء التعديلات عليه .

ـ إقرار الاتفاقيات الدولية المرتبطة بقضايا الدفاع والإتحاد والسلم وتعديل الحدود .

و قام مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً خلال فترة عمله من 1978م إلى 1986م بالمصادقات على العديد من القوانين والاتفاقيات وكذلك كان له نشاط كبير تجاه قضايا الوحدة

مجلس الشعب الأعلى (1986ـ 1990م )

تكون المجلس وفقاَ لأحكام الدستور من عدد (111) عضوا ينتخبون بطريقة الاقتراع السري العام المباشر والمتساوي ..وعملاَ بإحكام الدستور وقانون الانتخابات العامة .وفي 6/11/1986م وعمل المجلس على متابعة الإجراءات اللازمة لتحقيق قضايا الدفاع عن الثورة اليمنية ومكتسباتها الوطنية والعمل من أجل تنشيط عمل لجان الوحدة اليمنية وتأمين ظروف نجاح خطواتها العملية

وخلال دورات انعقاد مجلس الشعب في الفترة من أكتوبر 86ـ وحتى مايو 1990م أقر العديد من القوانين والاتفاقيات . ومن أهم ما قام به المجلس من اجل تحقيق وإعلان الوحدة المنية :

المصادقة على اتفاق الجمهورية اليمنية إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية و مشروع دستور الجمهورية اليمنية في جلسة عقدها يوم 21 مايو 1990م

- اصدر بيانا حول إعلان الوحدة اليمنية في نفس الجلسة احتوى على مادتين تعلقت الأولى بالمصادقة على اتفاق الجمهورية اليمنية إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية

و مشروع دستور الجمهورية اليمنية .

ثالثا : برلمانات دولة الوحدة الجمهورية اليمنية

 ودورها الرائد فـــي ترسـيــخ جذور الـــوحــــدة والـحــفـــاظ عــلـــيـــهـــا .

مجلس النواب للفترة الانتقالية (1990م ـ1993) وقراراته الوحدوية

بعد إعلان ميلاد الجمهورية اليمنية و تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو1990م وقيام وبناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على قواعد متينة أساسها العدل والحرية والمساواة والديمقراطية وسيادة القانون وترسيخ الوحدة الوطنية خلال هذه المرحلة .

وقد نصت الفقرة الثالثة من اتفاقية إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية على أن يكون مجلس النواب خلال هذه الفترة من كامل أعضاء مجلس الشورى ومجلس الشعب الأعلى إضافة إلى 31 عضواً يصدر بهم قرار من مجلس الرئاسة، ويمارس مجلس النواب كامل صلاحياته المنصوص عليها في الدستور. عدد أعضاء المجلس 301عضواً منهم 159 أعضاء مجلس الشورى ، و111 أعضاء مجلس الشعب الأعلى و31 يصدر بتعينهم أعضاء في المجلس قرار من مجلس الرئاسة .

وقد عقد أولى جلساته يوم 26 مايو (أيار) عام 1990م وحضر جلسة الافتتاح رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة، وقد افتتح رئيس مجلس الرئاسة هذه الجلسة وألقى كلمة .وانعقد الجلسة برئاسة أسد حمزة عبد القادر أكبر الأعضاء سناً، وتم انتخاب رئيس للمجلس الدكتور ياسين سعيد نعمان،

ومن ابرز الأعمال التي قام بها المجلس لترسيخ الوحدة اليمنية

قام مجلس النواب خلا ل الفترة الانتقالية بتأدية مهامها وصلاحياته الدستورية وهي لاشك مهام كبيرة وصلاحيات واسعة وضعت على عاتق المجلس مسؤولية جمة منذ اليوم الأول لقيامه وأبدى اهتماما كبيرا بسرعة إنجاز الأعمال والمهام المناطة به ،مدركا ظروف وطبيعة الموحلة التي تتطلب إنجاز التشريعات والنظم اللازمة لتيسير مؤسسات وأجهزة دولة الوحدة ،ومراعيا في نفس الوقت أهمية تجسيد الممارسة الديمقراطية وإرساء التقاليد البرلمانية

- تكليف مجلس الرئاسة بإنزال مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي العام .
وقد أجري الاستفتاء الشعبي العام على دستور دولة الوحدة خلال يومي 15 و16 من شهر مايو العام1991 م .

وأعلنت نتائج الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية والتي كانت كالتالي :-

بلغ عدد المسجلين في عموم الجمهورية اليمنية حتى 30/4/1991م وفقاً للتقارير التي رفعتها اللجان الرئيسية من المحافظات (1,886,310) وهو الرقم المعلن في بداية شهر مايو 1991 م

وبلغ العدد النهائي للمسجلين في عموم الجمهورية (1,890,646) مستفتياً استناداً إلى التقارير النهائية التي رفعتها اللجان الرئيسية معمدة من قضاة المحاكم الابتدائية والاستئنافية حسب دوائر ومراكز لجان الاستفتاء وذلك بزيادة قدرها(4336) مستفتياً .:

بلغ عدد الذين أدلوا بآرائهم خلال يومي 15 و 16 مايو (1,364,788) مستفتياً وبنسبة(72,2%) من إجمالي المسجلين في جدول الاستفتاء .

بلغ عدد الذين أدلوا بآرائهم بكلمة (نعم) للدستور (1,371,247) وبنسبة (98,3%) من إجمالي المستفتين الذين أدلوا بآرائهم .

بلغ عدد الذين أدلوا بآرائهم بكلمة (لا) (20,409) وبنسبة (1,5%) من إجمالي المستفتين الذين أدلوا بآرائهم .

بلغ عدد أوراق الاستفتاء التي حملت الآراء الباطلة من الناحية القانونية (3,132) وبنسبة (0,2%) من الذين أدلوا بآرائهم .

وفي ضوء هذه النتيجة فإنه استناداً إلى المادة (29) من لائحة نظام الاستفتاء يكون دستور الجمهورية اليمنية موافقاً عليه بالاستفتاء الشعبي وذلك بأغلبية كبيرة والمعلن عنها بنسبة (98,3%) وهي نسبة عالية تجاوزت الأغلبية المطلقة المحددة في لائحة نظام الاستفتاء .

وقد أفرد مشروع ودستور دولة الوحدة مساحة واسعة للحريات السياسية لاعتبارها المقدمة الطبيعية للتعددية السياسية، وانتهاج الحوار كوسيلة أساس للحوار بين القوى السياسية داخل الحكم وخارجه .

وقد زاد عدد الأحزاب السياسية إلى ما يزيد عن أربعين حزباً، لا تعد وأن تكون في معظمها نوع من المجتمع الذي يرتبط به أعضاء نتيجة لقرابة أو لعشيرة

- تعديل بعض أحكام قانون الانتخابات العامة رقم(41) لسنة 1992م وأقر قائمة المرشحين لعضويه اللجنة العليا للانتخابات ومنح الثقة للحكومة

- كما أنجز المجلس خلال الفترة من 26/5/90م حتى 8/2/1993 م جملة من القوانين التي تنظم شئون الدولة في مختلف مجالات الحياة وتسهم في إرساء دعائم مستقبل الجمهورية اليمنية وإزالة آثار التشطير .

- إصدار القرارات في العديد من القضايا الخاصة بترسيخ الوحدة .

ومن أهم القرارات المجلس في الفترة الانتقالية من اجل ترسيخ الوحدة اليمنية

- قرار مجلس النواب رقم (1 ) لسنة 1990م حول قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (1) لسنة 1990م بشأن العلم الوطني بتاريخ : 2/11/1410هـ الموافق:27/5/1990م وهو كما يلي

باسم الشعب : رئيس مجلس النواب :

- بعد الإطلاع على اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية .

- و على دستور الجمهورية اليمنيـة .

- وبناءً على المداولة التي أجراها المجلس حول قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (1) لسنة 1990م بشأن العلم الوطني .   ( قـــــــــــــــــــرر )

مادة (1) : وافــق مجلس النواب في جلسته الثانية من الفترة الأولى للدورة الأولى من دور الانعقاد السنوي الأول المنعقدة بتاريخ 2/11/1410هـ الموافق 27/5/1990م علـى قـرار مجلـس الرئاسـة بالقانـون رقم (1) لسنة 1990م بشأن العلم الوطني .

مادة (2) : يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية .

صدر بمجلس النــــــواب ـ بصنعاء بتاريخ : 2/11/1410هـ الموافق :27/5/1990 م

د . ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النــواب

- قرار مجلس النواب رقم (2 ) لسنة 1990م حول قرار مجلس الرئاسة  بالقانون رقم (2) لسنة 1990م بشأن شعار الجمهورية اليمنية وخاتمها الرسمي بتاريخ : 2/11/1410ه الموافق :27/5/1990م وهو كما يلي :

باسم الشعب : رئيس مجلس النواب :

- بعد الإطلاع على اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية .

- و على دستور الجمهورية اليمنيـة .

- وبناءً على المداولة التي أجراها المجلس حول قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (2) لسنة 1990م بشأن شعار الجمهورية اليمنية وخاتمها الرسمي .

أقر مجلس النواب ما يلي

مادة (1) : وافق مجلس النواب في جلسته الثانية من الفترة الأولى للدورة الأولى من دور الانعقاد السنوي الأول المنعقدة بتاريخ 2/11/1410هـ الموافق 27/5/1990م على قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (2) لسنة 1990م بشأن شعار الجمهورية اليمنية وخاتمها الرسمي مادة (2) : يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية .

صدر بمجلس النــــــواب ـ بصنعاء بتاريخ : 2/11/1410هـ  الموافق :27/5/1990 م

د . ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النــواب

 

- قرار مجلس النواب رقم (3 ) لسنة 1990م حول قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (3) لسنة 1990م بتاريخ 2/11/1410هـ الموافق 27/5/1990م بشأن نشيد الدولة الوطني للجمهورية اليمنية وهو كما يلي :

باسم الشعب :

رئيس مجلس النواب :
- بعد الإطلاع على اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية .

- و على دستور الجمهورية اليمنيـة .

- وبناءً على المداولة التي أجراها المجلس حول قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (3) لسنة 1990م بشأن نشيد الدولة الوطني للجمهورية اليمنية .

أقر مجلس النواب ما يلي

مادة (1) : وافـق مجلس النواب في جلسته الثانية من الفترة الأولى للدورة الأولى من دور الانعقاد السنوي الأول المنعقدة بتاريخ 2/11/1410هـ الموافق 27/5/1990م على قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (3) لسنة 1990م بشأن نشيد الدولة الوطني للجمهورية اليمنية

مادة (2) : يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية .

صدر بمجلس النــــــواب ـ بصنعاء بتاريخ : 2/11/1410هـ  الموافق :27/5/1990 م

د . ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النواب

- قرار مجلس النواب رقم (4 ) لسنة 1990م حول قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (4) لسنة 1990م بشأن اليوم الوطني للجمهورية اليمنية بتاريخ  2/11/1410هـ الموافق :27/5/1990م وهو كما يلي :

باسم الشعب : رئيس مجلس النواب :

- بعد الإطلاع على اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية. و على دستور الجمهورية اليمنيـة

وبناءً على المداولة التي أجراها المجلس حول قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (4) لسنة 1990م بشأن اليوم الوطني للجمهورية اليمنية. أقر مجلس النواب ما يلي [

مادة (1) : وافـق مجلس النواب في جلسته الثانية من الفترة الأولى للدورة الأولى من دور الانعقاد السنوي الأول المنعقدة بتاريخ 2/11/1410هـ الموافق 27/5/1990م على قرار مجلس الرئاسة بالقانون رقم (4) لسنة 1990م بشأن اليوم الوطني للجمهورية اليمنية .

مادة (2) : يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية .

صدر بمجلس النــــــواب ـ بصنعاء بتاريخ : 2/11/1410ه  الموافق :27/5/1990 م

د . ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النــواب 

مجلس النواب من 1993ـ1997م ومواقفه قبل حرب 1994 وبعدها

كانت الفترة الانتقالية المحددة في اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية سنتين وستة أشهر وقد سعت إلى استيعاب عملية ترتيب أوضاع مؤسسات الدولة والاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات العامة لمجلس النواب .

وحرصا على سلامة الإعداد للانتخابات النيابية والوصول إلى الحياة الدستورية الطبيعية بصورة سليمة وعبر انتخابات ديمقراطية حقيقة يضمن الجميع نزاهتها وترسيخ القواعد الديمقراطية من خلالها تم عقد لقاء تشاوري موسع ضم مجلس الرئاسة وهيئة رئاسة مجلس النواب وبناء عليه أصدر مجلس الرئاسة بتاريخ 14/11/1992م الإعلان الدستوري التالي

مادة(1 ) : تستمر المؤسسات الدستورية القائمة ممثلة في مجلس الرئاسة ،ومجلس النواب ،ومجلس الوزراء ،وجميع هيئات الدولة الأخرى لممارسة مهامها وصلاحياتها طبقا لأحكام دستور الجمهورية اليمنية ،وذلك حتى انتهاء الانتخابات العامة لمجلس النواب المقرر إجراؤها في يوم الثلاثاء 6ذي القعدة 1413ه الموافق 27/ابريل /1993م وقد جرت انتخابات المجلس في موعدها المحدد .

وفي تلك الفترة مرت البلاد بأزمة سياسية كان للبرلمان دور إزاء ذلك من اجل تهدئة الأوضاع ومما قام به

- شكل المجلس لجنة برئاسة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لتقصي الحقائق حول ملابسات الأزمة وإيجاد الحلول الكفيلة بما يخدم ترسيخ وحدة الوطن

- ناقش المجلس واقر بعض التعديلات الدستورية التعديلات الدستورية

- اصدر المجلس قبل حرب صيف 1994م العديد من البيانات منها

بيان مجلس النواب حول الأزمة التي مرت بها البلاد عام1993مإ -

بتاريخ 21/ جماد الأول/1414هـ الموافق 5/11/1993م

و جاء في ذلك البيان

إن المجلس وهو يتابع تداعيات الأزمة السياسية وأثارها السلبية على البلاد والناتجة عن ظروف ما قبل 27/إبريل/1993م التي سحبت نفسها على الأوضاع الحالية وما رافقها من التصعيد وتوتير الأجواء وعدم الاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة الوطنية العليا على غيرها إنما يؤكد للشعب وقواه السياسية جميعاً أنه معنى بالأزمة باعتباره السلطة التشريعية والرقابية في البلاد .

والمجلس وهو يعلن هذا فإنه يناشد جميع أبناء الشعب بمختلف فئاته وقواه السياسية ، أن يكونوا عوناً للمجلس في أداء مهمته وأن يعمل الجميع على حماية الوحدة والحفاظ عليها وقطع الطريق على من يريد إذكاء الفتن بين أبناء الشعب الواحد ، وأن يحرصوا على إشاعة أجواء المحبة والوئام في المجتمع وأن يبتعدوا عن كل ما من شأنه إيجاد الفرقة والنزاع

وبعد نقاش مستفيض من قبل نواب الشعب واستخلاص مجمل الآراء التي طرحها أعضاء المجلس وقد أقر مجلس النواب ما يلي

أولاً : مبادئ عامة :

1- الحفاظ على الثوابت واعتبار المساس بها خيانة عظمى يحاكم مرتكبها وفقاً للدستور .

2- الاحتكام في كل قضايا الخلاف إلى الحوار الجاد عبر المؤسسات الدستورية وعدم اللجوء إلى القوة أو استخدام العنف بأشكاله المختلفة ، ورفض الإرهاب بمختلف صوره .
3- حماية الوحدة والحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد وبناء دولة المؤسسات والقانون واعتبار ذلك مهمة جميع أبناء اليمن بكل فئاتهم .

4- لا يجوز أن تؤدي أي أزمة إلى تعطيل أعمال مؤسسات وهيئات الدولة أو إعاقة الحكومة عن تنفيذ برنامجها الحكومي .

- بيان مجلس النواب الذي أصدرته هيئة الرئاسة إلى كافة أفراد وصف وضباط القوات المسلحة اليمنية بتاريخ 23/11/1414هـ الموافق 3/5/1994م وجاء فيه

إن هيئة رئاسة مجلس النواب وهي تتابع التطورات العسكرية والتوترات الناشئة عنها لتعبر عن أسفها الشديد لاستمرار هذه التطورات وتعتبرها انجراراً وراء تحقيق رغبات أعداء الوحدة والديمقراطية وبهذا فإن هيئة رئاسة المجلس توجه نداءها إلى كافة أفراد وصف وضباط القوات المسلحة والأمن حزب اليمن الكبير في كل المعسكرات والمواقع في الجمهورية اليمنية بضرورة التعقل وضبط النفس ورفض أي مؤامرة تدعو إلى الاقتتال وتعتبر ذلك مسؤولية إنسانية وأخلاقية ووطنية يضطلع بها أبناء القوات المسلحة والأمن

والهيئة تحمل الأخ رئيس مجلس الرئاسة وأعضاء مجلس الرئاسة المسؤولية الكاملة فيما يصيب البلاد من إزهاق للأرواح وإهدار للأموال والممتلكات وتهديد الوحدة .

- بيان مجلس النواب حول إعلان حالة الطوارئ وإسقاط شرعية علي سالم البيض بتاريخ 25/11/1414 هـ وجاء فيه

إن مجلس النواب وهو يتابع الأحداث المتلاحقة والخطيرة التي تمر بها البلاد منذ بداية الأزمة ليؤكد أنه قد أعطى الفرصة تلو الفرصة للحوار الجاد والصادق الهادف إلى إخراج البلاد مما تعيشه آملاً أن يعود الجميع إلى رشدهم ويضعوا الوحدة والديمقراطية فوق كل الاعتبارات والحسابات الحزبية الضيقة .......الخ .

- بيان مجلس النواب حول أحداث عمران المؤسفة بتاريخ 28/4/1994 م

قد كان المجلس ومعه كل جماهير شعبنا يعتقد بأن التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق والتوقيع عليها سوف ينهي الأزمة السياسية التي عكست نفسها سلباً على كل جوانب الحياة اليومية للمواطنين .

إن مجلس النواب وهو يتابع التداعيات العسكرية المؤسفة التي حدثت في عمران ظهر يوم أمس الأربعاء الموافق 27/4/1994 وراح ضحيتها العديد من أبناء شعبنا في القوات المسلحة ليعبر عن بالغ أسفه وقلقه من تلك الأحداث ويوجه وزارة الدفاع وقيادة القوات المسلحة بالتوقف فوراً عن استخدام السلاح بين الأخوة أبناء الشعب الواحد والجيش الواحد وأن يلتزموا جميعاً بتوجيهات الشرعية الدستورية الممثلة للشعب والتقيد بمهامهم الدستورية في حماية السيادة الوطنية والشرعية .

كما يناشد الجميع التوقف الفوري عن استخدام السلاح وإلغاء كافة المظاهر العسكرية التي تؤدي إلى الاحتكاك في المعسكرات وفي مناطق الأطراف ، كما أن المجلس ومعه كافة أبناء شعبنا يدينون استخدام القوة وكل الذين تسببوا في إشعال الفتنة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بين أبناء الوطن الواحد .

وفي الأخير يؤكد المجلس على أن ما حدث ويحدث من تداعيات عسكرية لا يمكن اعتباره شأناً يخدم الوحدة الوطنية بل يصب في نهاية الأمر في صف أعداء الوحدة اليمنية ودعاة الانفصال .

- بيان مجلس النواب حول الإعلان الانفصالي

بتاريخ 18/ ذي الحجة/1414هـ الموافق 29/5/1994م

وبناءً على تلك النقاشات والنصوص الدستورية والقانونية فإن مجلس النواب يقرر ما يلي :-

1- بطلان إعلان البيض الانفصالي باعتباره خرقاً للدستور وكافة القوانين النافذة في الجمهورية اليمنية .

2- يعتبر المجلس هذا الإعلان ليس فقط تمرداً على الشرعية بل اعتداءاً صارخاً على إرادة الشعب اليمني ووحدته واستقلاله وسيادته وأمنه واستقراره ويجب على كافة القوى الوحدوية والديمقراطية وكافة أبناء الشعب الوقوف ضده والتصدي له بمختلف الوسائل باعتباره عملاً إجرامياً يستوجب محاكمة البيض ومن وقف بجانبه بتهمة الخيانة العظمى استناداً للدستور والقوانين النافذة .

إن مجلس النواب وهو يقدر المواقف البطولية للقوات المسلحة التي تذود عن الوحدة وتحمي الشرعية ليدعو العلي القدير أن يسندها ويوفق خطاها ويدعو كافة أبناء الشعب اليمني للوقوف لمساندة القوات المسلحة لحماية الوحدة والشرعية بشتى الوسائل المادية والمعنوية .

ويهيب المجلس بالجنود والصف والضباط الذين يخضعون لأوامر الزمرة الانفصالية أن ينضموا إلى جيش الوحدة والشرعية حفاظاً على مكانتهم في نفوس أبناء الشعب وصوناً لرصيدهم النضالي .

مجلس النواب من1997- 2003 ومواقفه الوحدوي

 شكل إجراء الدورة الثانية للانتخابات البرلمانية في موعدها القانوني المحدد في السابع والعشرين من ابريل 1997م ، حدثا بارزا عكس جدية التوجه السياسي للدولة نحو تعزيز وترسيخ النهج الديمقراطي
ومواقف البرلمان الحالي من اجل ترسيخ الوحدة مشهودة طيلة الأعوام الماضية منذ عام 2003م وهناك العديد من المواقف التي يمكن ان نذكر منها

مناقشة وإقرار العديد من التشريعات والقوانين وغير ذلك من المواقف  التي تخدم وحدة الوطن وتجسد الدور الفاعل للبرلمان تجسيدا وترسيخا لجذور الوحدة .

  وقد تم إصدار مجموعة كبيرة من القوانين تمثل الأساس والقاعدة التشريعية لدولة الوحدة المباركة ومن أهم القوانين التي أنجزها مجلس النواب الحالي

قانون رقم (3) لسنة 2004م بشأن مجلس الوزراء .

قانون نرقم (16) لسنة 2004م بشأن حماية البيئة البحرية من التلوث .

قانون رقم   (30) لسنة 2006م بشأن الإقرار بالذمة المالية .

 قانون رقم (39)   لسنة 2006م بشأن مكافحة الفساد .

قانون رقم   (22) لسنة 2006م بشأن تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر .

قانون رقم (5)   لسنة 2007م بشأن التجارة الداخلية .

قانون رقم (16) لسنة 2007م بشأن التجارة الخارجية ...

كما قام البرلمان بالعديد من المواقف الوحدوية الساعية الى تثبيت دعائم وحدة الجمهورية اليمنية التي تعتبر أعظم إحداث التاريخ العربي المعاصر فالعديد من جلسات فترة هذا المجلس كرست لمناقشة العديد من القضايا التي تخدم الوحدة وكذلك في اجتماعات اللجان البرلمانية

فقد شكلت العديد من اللجان البرلمانية لتقصي أي حادثة تمس بوحدة الوطن

وخاصة في الفترة الأخيرة وقت ازدياد الحراك ووجود أصوات نشاز تدعو وتحلم بالانفصال بفعل مؤثرات ودعم خارجي من أعداء اليمن بل أعداء الأمة العربية التي مثلت وحدة اليمن أساسا للوحدة العربية الشاملة.

فقد كلفت العديد من اللجان البرلمانية من اجل تلمس الأوضاع في المناطق الجنوبية وغيرها لمعرفة الحقائق وتقصي جميع الإحداث ورفع التقارير بذلك الى البرلمان لمناقشتها واقتراح الحلول والمعالجات المناسبة وتوجيه الحكومة بسرعة تنفيذ أي توصيات برلمانية وغيرها لمعرفة الحقائق وتقصي جميع الإحداث .

وكما لا ننسى دور مجلس النواب في أزمة 2011م وما تلاها من أحداث ومنها في الجنوب قيام مجاميع الحراك الجنوبي فكان للمجلس دور فعال وما يزال من اجل الوصول إلى الحلول العادلة في القضية الجنوبية والتي تعتبر أهم القضايا في هذه الفترة حيث يدعم مجلس النواب كل اللجان التي تسعى إلى إيجاد كافة الحلول للقضية الجنوبية سواء لجنة المبعدين عن وظائفهم أو لجنة معالجة قضايا الأراضي في المناطق الجنوبية أو غيرها من اللجان لمعرفة الأسباب التي قد تعرقل مسيرة الوحدة وإيجاد الحلول المناسبة.

 وقد شكل مجلس النواب العديد من اللجان البرلمانية أثناء أزمة 2011م وما بعدها ومنها تشكيل اللجنة البرلمانية الخاصة المكلفة بتقصي الحقائق حول أحداث الشغب التي تخللت المسيرات والمظاهرات بمحافظة عدن.في مارس 2011م  ورفعت تقارير وملاحظات بذلك الى البرلمان لمناقشتها واقتراح الحلول والمعالجات المناسبة وتوجيه الحكومة بسرعة تنفيذ أي توصيات برلمانية لمعالجة هذه القضايا وقد استمع مجلس النواب في جلسة يوم الاثنين 14 مارس 2011م الى تقرير تلك اللجنة وملاحظاتها ومن ثم قام بمناقشة ذلك التقرير وطرح التوصيات اللازمة على الحكومة وكل مرافق الدولة التي لها علاقة بذلك من اجل ايجاد الحلول والمعالجات المتعلقة بذلك .

 وشكل مجلس النواب أيضا لجنة تقصي الحقائق البرلمانية حول الأوضاع الأمنية بعدن في العام الماضي 2012م وذلك بهدف الخروج بحلول للمشكلة الأمنية في عدن في تلك الفترة وبما من شأنه تثبيت الأمن والاستقرار وحفظ هيبة الدولة وأجهزتها التنفيذية

كما دعم مجلس النواب في العام 2013م فرق مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي بدأت أعمالها في ال18 من مارس الماضي من اجل الخروج بالحلول السليمة والمعالجات الكفيلة لكافة القضايا في جميع إنحاء الجمهورية اليمنية وبما يعزز ويكفل  رسوخ ودوام الوحدة اليمنية.

وما يزال مجلس النواب في العديد من جلساته يجسد المواقف الثابتة نحو تعميق وحدة الشعب اليمني ارضا وانسانا.
وبلغ عدد المرشحين في هذه الانتخابات (1311) مرشحاً من الذكور منهم (754) مرشحاً يمثلون الأحزاب والتنظيمات السياسية و (557) مرشحاً مستقلاً ، فيما بلغ عدد المرشحات في هذه الانتخابات نحو (20) امرأة. وتنافس في تلك الانتخابات/11/ حزبا وتنظيما سياسيا في مقدمتها المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ، فيما أعلنت أربعة أحزاب في مقدمتها الحزب الاشتراكي اليمني مقاطعتها لهذه الانتخابات.وحصد المؤتمر الشعبي العام في هذه الانتخابات (187) مقعداً في المجلس النيابي بنسبة (62 بالمائة) والتجمع اليمني للإصلاح (53) مقعداً بنسبة(18 بالمائة) والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري /3/ مقاعد بنسبة ( 1 بالمائة) وحزب البعث العربي مقعدان ، وحصل المستقلون على بقية مقاعد مجلس النواب وبذلك شكل المؤتمر الشعبي العام، الحكومة بمفرده لحصوله على الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان

وقد كان لمجلس النواب في تلك الفترة العديد من المواقف اثناء جلساته واجتماعات لجانه من اجل ترسيخ دعائم الوحدة والحفاظ عليها

كما قام المجلس بمناقشة وإقرار بعض التعديلات الدستورية

ومن التعديلات الدستورية التي اقرها مجلس النواب للاستفتاء في العام2001م 

المواد التي جرى مناقشتهـا وإقرار تعديلهـا فـي المجلــس :-

- تعديل صيغ المواد (10، 13، 61، 64 ،86 ،91،92 ،100 ، 107 ،111 ،143 ،156،159 ) من الدستور .

- استبدال نص المادة (125) بثلاث مواد تتعلـق بمجلـس الشـورى .

- إلغاء المادتين (119- 158) مـن الدستـور .

- إضافة ثلاثة مواد جديدة تتعلق الأولـى بحمايـة البيئـة ، والثانيـة بسريان مـدة الرئاسـة على الدورة الأولى الحاليـة لمـدة رئـيس الجمهوريـة ، والمـادة الثالثـة بسريـان مـدة مجلـس النـواب ابتـداء مـن فتـرة المجلـس القائــم ومن اهم تلك المواد

المادة 61

مجلس النواب هو السلطة التشريعية للدولة وهو الذي يقرر القوانين ويقر السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة والحساب الختامي كما يمارس التوجيه والرقابة على أعمال الهيئة التنفيذية على الوجه المبين في هذا الدستور .

كما اصدر المجلس العديد من القرارات والبيانات ومن أمثلة ذلك :

بيان مجلس النواب حول تهنئة جماهير الشعب والقيادة السياسية

بمناسبة العيد الوطني العاشر للجمهورية اليمنية بتاريخ 17/5/2000م

تحتفل بلادنا وشعبنا اليمني العظيم في هذه الأيام بالعيد الوطني العاشر لإعادة تحقيق الوحدة الخالدة وقيام الجمهورية اليمنية الفتية نحو أفاقٍ رحبة لمواكبة حضارات الشعوب وتقدمها العلمي والاقتصادي والاجتماعي والثقافيوبهذا الصدد يدعو مجلس النواب كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة وجماهير الشعب اليمني قاطبة وهو يحتفل بهذه المناسبة الخالدة إلى جعل يوم ميلاد اليمن الجديد الـ 22 من مايو قاعدة صلبة وقوية لاستعادة مجد شعبنا وحضارته المشرقة بمزيد من العلم والعمل والتطبيق المثمر للدستور والقوانين النافذة في شتى مناحي الحياة للانطلاق ببلادنا وشعبنا نحو أفاقٍ رحبة لمواكبة حضارات الشعوب وتقدمها العلمي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وجعل أعيادنا الوطنية نقطة تحول حقيقية نحو الآمال والتطلعات المشروعة للجماهير اليمنية لتحقيق إنجازات ومكاسب عظيمة جديدة ترقى بحياة شعبنا إلى مستوى أفضل فهنيئاً لشعبنا اليمني وأمتنا العربية بهذه المناسبة الوحدوية العظيمة على طريق الوحدة العربية المنشودة .

- كما قام خلال تلك الفترة المجلس بمناقشة وإقرار بعض التعديلات الدستورية وإصدار العديد من القوانين التي تخدم الوطن وترسخ جذور الوحدة المباركة .

مجلس النواب الحالي  من 2003م-2019م

ودوره الريادي في ترسيخ الوحدة والحفاظ عليها

    تم انتخاب أعضاء مجلس النواب الحالي في 27إبريل2003م في جو من النزاهة والشفافية والحراك الديمقراطي   وخاض تلك الانتخابات 2حزبا وتنظيما سياسيا بما في ذلك الأحزاب والتنظيمات السياسية التي قاطعت الانتخابات التشريعية التي جرت في ابريل 1997م ، تنافس فيها( 1396) مرشحا بينهم إحدى عشر مرشحة بلغ عدد المرشحين من الأحزاب والتنظيمات السياسية (991 ) مرشحاً ومرشحة، وعدد المستقلين (405) مرشحين ومرشحات .

وشارك في انتخابات ابريل 2003 م (254ر201ر6) ناخبا وناخبة ، بنسبة /58ر76/ بالمائة من إجمالي المسجلين في جداول قيد الناخبين والبالغ عددهم (514ر097ر8) ناخبا وناخبة .

وأسفرت نتيجة الانتخابات عن فوز المؤتمر الشعبي العام وحصوله على 229مقعدا بنسبة 08ر76 بالمائة من إجمالي مقاعد مجلس النواب ، والتجمع اليمني للإصلاح على 45 مقعدا بنسبة 95ر14بالمائة والحزب الاشتراكي اليمني على 7 مقاعد بنسبة 33ر2 بالمائة والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصر على ثلاثة مقاعد بنسبة 1 بالمائة فقط وحزب البعث العربي الاشتراكي على مقعدين وحصل المستقلون على 14 مقعد بنسبة 65ر4 بالمائة .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قراءة في الخلفية التاريخية للوحدة اليمنية

كتابات
الكاتب: مقدم/ عبدالقادر الجلال

إن إعلان الوحدة اليمنية وتأسيس الجمهورية اليمنية لم يكن حدثاً صغيراً وليد لحظته بل حدثاً كبيراً في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وسبقته ومهدت له الكثير من الأحداث المحلية والعربية والدولية. فلم تكن هذه الوحدة حالة حديثة أو جديدة وطارئة في اليمن بل كانت إعادة توحيد يمن انشطر وتشطر لفترة زمنية طويلة بعد توحده لفترات تاريخية أطول وأكبر من زمن التشطير. بل يمكن القول أن الوحدة هي الثورة الثالثة في اليمن الحديث والمعاصر بعد ثورتي سبتمبر 1962م، وأكتوبر 1963م.

إن الوحدة هي القاعدة والتجزؤ والانشطار هو الاستثناء في كل تاريخ اليمن القديم والإسلامي والحديث والمعاصر.فالوحدة اليمنية ليست توحيداً لبلدين أو قطرين، بل هي إعادة توحيد والتئام للكيان الواحد.. وهذا ما جعل أدبيات العمل السياسي اليمني المعاصرة تزخر بعبارة "العمل على إعادة تحقيق وحدة الكيان اليمني أرضاً وإنساناً". فالوحدة اليمنية هي الأصل في وحدة الأرض والإنسان بخصائصها وخصوصيتها الديموغرافية، والجغرافية والتاريخية الواحدة. وقد مثلت الوحدة اليمنية نقطة تحولٍ هامةٍ وإستراتيجية في تاريخ اليمن بشكلٍ خاص والمنطقة بشكلٍ عام فلقد بعثت في قلوب الجميع الأمل في التقدم نحو الوحدة العربية الشاملة التي نص عليها الهدف الخامس من أهداف الثورة اليمني.
فالوحدة اليمنية التي بارك الله قيامها على يد صانعها المشير / علي عبد الله صالح في الثاني والعشرين من مايو1990م كانت مفتاحاً هاماً لتلبية طموحات الشعب اليمني وأساساً متيناً لبناء الدولة اليمنية الحديثة بكافة أركانها ، ولعل أهم هذه الطموحات والأسس هي الديمقراطية التي لم تُفرض على بلادنا وإنما كانت بمحض إرادة الشعب والتي تجسدت من خلالها حرية الشعب اليمني باختيار من يمثله سواءً في المجلس المحلي أو في مجلس النواب أو على مستوى رئاسة الجمهورية بالانتخابات الحرة المباشرة ، وقد أشادت بديمقراطية بلادنا كل دول العالم والمنظمات ،فكيف لا تكون الوحدة اليمنية مفتاح الخير لليمن وقد شهدت اليمن أعظم مراحل التطور والتقدم خلالها.
وسنحاول في هذا الموضوع استعراض تاريخ الوحدة اليمنية وعدد المرات التي كانت تقوم فيها من أول عصور التاريخ القديم مرورا بالعصر الإسلامي في مختلف دوله ودويلاته وصولاً إلى التاريخ الحديث حيث بلغ مجموع عمر دول الوحدة اليمنية 3250 سنة،أما فترات الانقسام فكانت في أغلبها صراعاً من أجل إعادة الوحدة أو عجزاً عن إقامتها، وأول معالم تاريخ دول الوحدة اليمنية عبر التاريخ بدأ بدولة الوحدة الأولى التي قامت في الألف الثامن قبل الميلاد.
وكذلك سنستعرض الاتفاقيات الخاصة بالوحدة اليمنية من القاهرة حتى الكويت وكذلك جميع اللقاءات التي سبقت إعلان الوحدة اليمنية الكاملة في الثاني والعشرين من مايو 1990م
الوحدة الأولى 8000 ق.م
أول من وحد بني قحطان في دولة واحدة هو الملك يعرب بن قحطان في الألف الثامن قبل الميلاد أول من وحد بني قحطان في دولة واحدة هو الملك يعرب بن قحطان ويرجع تاريخ وجود الموحد الأول للأمة العربية ورائد اللغة العربية ومبتدعها ومطورها إلى الألف الثامن قبل الميلاد والملك يعرب بن قحطان هو أول الملوك في التاريخ اليمني اليعربي القحطاني القديم والذي بسط نفوذه على الجزيرة العربية وقضى على عاد في اليمن والعمالقة في الحجاز فولى أخاه جرهم على الحجاز فقضى على من بها من العمالقة وولى أخاه عمان على منطقة عمان التي سميت باسمه وولى أخاه عامر الملقب بحضرموت على حضرموت وبه سميت، وقضى فيها على نفوذ عاد ومن بقي منهم وكان شجاعاً مغواراً لاتقف أمامه الأبطال في المعارك ولا يبرز له بطل إلا قتله وغلبه، فكان إذا حضر أية معركة يقولون حضر الموت فلقب به وبلقبه سميت المنطقة. قال ابن خلدون في العبر وكان لبني قحطان الدولة متصلة فيهم وكان يعرب بن قحطان من أعاظم ملوك العرب وهو الذي ملك بلاد اليمن وغلب عليها. وتؤكد المصادر أن الملك يعرب تمكن من توحيد القبائل القحطانية وخضعت له القبائل الأخرى وحكم الأرض ودانت له البلاد وأنه أول من حي بتحية الملك أبيت اللعن وأنعم صباحاً.
الوحدة الثانية 3500ق.م
رائد الوحدة الثانية التي تحققت في الجزيرة العربية هو الملك سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ثم كانت الوحدة الثانية التي تحققت في الجزيرة العربية وكان رائدها الملك سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ويعني هذا أن الوحدة السابقة تفتت في عهد الملك يشجب بن يعرب فلما وصل الملك إلى سبأ وكان اسمه عبد شمس استطاع أن يجمع بني قحطان في دولة واحدة فهو صانع الامبراطورية السبئية العظمى ومؤسسها وهو المعروف بسبأ الأكبر، وكانت عاصمته صرواح ثم مأرب ملك اليمن والجزيرة العربية وتجاوز ملكه إلى خارج الجزيرة العربية وكان زمنه في 3500ق.م وهو أول من بنى سد مأرب وأهتم بالزراعة والري والتجارة الداخلية والخارجية، وأكثر الغزو والفتوحات وأدخل السبي إلى
اليمن، فسمي بهذا الاسم . واهتم بزراعة الأرض وغرس الأشجار . ويعتبر التاريخ السبئي من أعظم الحضارات العالمية ،وهو الذي بنى مدينة مأرب أخرج البخاري عن إبن عباس رضي الله عنهما أن سائلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ أرجلاً كان أو امرأة أو وادياً أو جبلاً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان رجلاً ولد عشرة فتشاءم أربعة وتيامن ستة فالذين تشاءموا لخم وجذام وعاملة وغسان والذين تيامنوا حمير والأزد ومذحج وكنانة والاشعريين وانمار الذين هم بجيلة وخثعم وكان لسبأ الولد الكثير وأشهرهم حمير و كهلان اللذان منهما الأمتان العظيمتان،فيهما الملك والعز تفرعت عنهما الكثير من القبائل العربية. وقد إستمرت الوحدة بعده وحافظ عليها الملك حمير بن سبأ الذي ملك بعد أبيه ومنه الملوك التبابعة ويعرف الملك حمير بلقب العرنجيج وهوأ ول من وضع على رأسه تاج الذهب، وقد حزم الأمر بعد أبيه وقام بتنظيم التقسيم الإداري وسمى كل منطقة باسم من سكنها من ولاته وأولاده وبسبب إختلاف أولاده من بعده فقد ملك بعده ابنه وائل فتغلب أخوه مالك بن حمير على عمان ونشبت بينهما حروب وكذلك أخوه يعفر بن حمير وظهرت مناوىء أخرى وخرج عليه مالك بن الحاف بن قضاعة وطالت الفتنة حتى ظهر الملك عبد شمس بن وائل.
الوحدة الثالثة 2750ق.م
كانت الوحدة الثالثة بقيادة الملك عبد شمس بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الذي ظهر في 2750ق.م وهو المعروف بـ سبأ الثاني وهو معاصر للنبي إبراهيم الخليل عليه السلام ، كان قوي العزيمة شديد السطو حكيم الرأي كثير الغزو حتى تغلب على المناطق العليا منها وأخضع نفوذ منافسيه فوجد جميع المناطق وأعاد هيبة الملك ثم حذر أولاده من الفرقة والركون إلى الترف .
ومن وصاياه : يابني قحطان إنكم إن لم تقاتلوا الناس قاتلوكم وإن لم تغزوهم غزوكم ولم يغز قوم في عقر دارهم إلا ركبتهم الذلة فوحدوا صفوفكم واغزوا الناس قبل أن تغزوكم وقاتلوهم قبل أن يقاتلوكم واعلموا أن الوحدة قوة وأن الصبر فوز والعمل مجد والأمل منهل فمن صبر أدرك ومن فعل فاز، ففي الصبر النجاة وفي الجزع الدرك .وهناك تضارب فيمن ملك بعد حمير فقيل أخوة الملك كهلان ثم بعده وائل بن حمير ثم بعده الخيار بن زيد بن كهلان ثم حدث التشتت كما ذكرنا حتى وصلت إلى عهد الملك عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن غريب بن زهير بن أبين أيمن بن الهميسع بن حمير.
الوحدة الرابعة 1820 ق.م
ولما هلك ملك بعده إبنه الصور بن عبد شمس بن وائل وحافظ على الوحدة ثم وقع التشتت والخلافات والانفصالات في عهد ابنه عمرو بن ذي يقدم بن الصور وضعف حال الدولة بسبب كثرة الحروب الداخلية حتى ظهر تبع الأكبر ذي مراثد الحارث بن همال وهو صاحب الوحدة الرابعة،وعصره أول عصور ملوك سبأ الذين نسبوا إليه فعرفوا في التاريخ القديم بالتبابعة حيث تعاقب سبعون تبعاً حيث قال لبيد ين ربيعة في هذا :
تتابع سبعون من بعد تبع تولوا جميعاً أزهراً بعد أزهر
قال ابن خلدون في العبر وكان هؤلاء التبابعة ملوك عدة في عصور متعاقبة وحقب متطاولة لم يضبطهم الحصر ولم تقيدهم الشوارد وربما كانوا يتجاوزون ملك اليمن إلى مابعد عنهم من العراق والهند والمغرب تارة ويقتصرون على يمنهم تارة أخرى فاختلفت أحوالهم واتفقت أسماء كثير منهم ووقع اللبس في نقل أيامهم ودولتهم ،وقد استطاع الملك تبع أن يوحد اليمن وأن يحرر الأمم من الظلم والعبودية وكانت له فتوحات كثيرة وأخبار متعددة وأمجاد مشهورة وقد استمرت هذه الوحدة في عهده ثم في عهد إبنه شمر الأملوك وهو شمربن تبع الاكبر ذي مراثد الحارث بن همال وينته نسبه إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.ويطلق عليه الملك شمر ذو الجناحين لكثرة جيوشه وغزوهم واتجاهاتهم في الاتجاهات التي كانوا يسيرون فيها شرقاً وغرباً، ثم واصل المسيرة بعد وفاته ولده الصعب ذو القرنين الذي مكن الله له في الأرض وسلطه على كل ظالم وفهمه لغات الأمم وتتبع مشارق الأرض ومغاربها كما أخبر الله عنه في كتابه الكريم وكان اسمه الصعب بن شمر الذي بنى مدينة ظفار بن تبع.
وهذه الفترة هي أعظم فترة إزدهرت فيها دولة التبابعة وكان تبع مؤمناً وقومه خير الأمم كما وصفه القرآن الكريم بقوله) أهم خير أم قوم تبع) أي قل لهم لقريش أهم خيرأم قوم تبع.
والصعب بن شمرذو القرنين العبد الصالح المؤمن بالله وباليوم الآخركما وصفه القرآن الكريم فقال تعالى (قال أمامن ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً ) فهذا دليل على أنه مؤمن بالله تعالى ومؤمن باليوم الآخر وبما أعد الله للمؤمنين وللظالمين وكذا ثقته بالله تدل على إيمانه عندما عرض عليه الأقوام الخراج فقال كما قال تعالى (فقال مامكني فيه ربي خير )فهذا دليل على أن ذو القرنين رجل صالح مؤمن وأنه لايمكن أن يكون الإسكندرالمقدوني كما تقول الشعوبية لان المقدوني ملك كافر.
فالملك الصعب ذو القرنين الذي حكم الأرض وبلغ المشارق والمغارب كما قال الملك تبع أسعد:
بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب أمر من حكيم مرشد
وقد مكن الله له في الأرض وأمد له في العمر وقدروى بن كثير عن أبي محمد: حدثنا أسد عن إدريس عن وهب بن منبه عن إبن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن ذي القرنين مما كان قال كان من حمير وهو الصعب بن ذي مراثد وهو الذي مكن الله له في الأرض وآتاه من كل شيءسبباً بلغ قرني الشمس وداس الأرض وبنى السد على يأجوج ومأجوج وقال قس بن ساعدة الإيادي في خطبة له أين الصعب ذ والقرنين جمع الثقلين وأداخ الخافقين وعمر ألفين لم تكن الدنيا عنده الا كلمحة عين وبعد وفاة الملك الصعب صارالملك إلى إبنه الملك صيفي بن الملك الصعب ذو القرنين حمير الأصغر بن تبع شمر ذو الجناحين سبأ الأصغر فحدث الإنقسام في عهد الملك صيفي ثم ازداد الأمر سوءاً في عهد ابنه الملك قيس عدي وعاد حكم هؤلاء الملوك قاصراً على اليمن ثم وقع الإنقسام الداخلي في عهد الملك سدد حتى وصل إلى حكم الملك الحارث سبأ الثالث الذي إستطاع إسترجاع ما انقسم وانفصل من مخاليف ومحافد داخل اليمن واستمال الأقيال والأ ذواء بحكمته مرة وبالقوة والغلبة مرة أخرى .
الوحدة الخامسة 1230 ق.م- 950 ق.م
كانت الوحدة الخامسة على يد الملك الحارث الرائش(سبأ الثالث )بداية العصر الخامس لمملكة سبأ والعصر الثاني لملوك التبابعة . قامت الوحدة الخامسة على يد الملك الحارث الرائش سبأ الثالث وهو الحارث بن سدد بن قيس بن صيفي بن الصعب بن تبع شمر ذو الجناحين ابن الحارث تبع الأكثر ذي مرائد الهمال بن سدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي يقدم بن الصور بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيد بن قطن بن غريب بن زهير بن أبين أيمن بن الهميسع بن حميرالأكبر بن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب سليل قحطان بن هود النبيعليه السلام إبن عبدالله عابر بن خلد بن عاد بن عوص بن أرام بن سام بن نوح النبي . وهو أصح نسب ترجح لدينا بعد بحث شديد وجهد علمي متواصل وهذه الوحدة من أشهر الوحدات في تاريخ اليمن وكان تتويج الملك الحارث الرائش عام1230 ق.م وهو بالتالي بداية العصرالخامس لمملكة سبأ وهو العصر الثاني للملوك التبابعة وأول ملوكه الحارث الرائش ثم عظماء ملوكه بعده ذو المنار بن الرائش وذو الاذعار بن ذي المنار وأفريقس بن ذي المنار ثم تولى العرش الملك زيد بن الهمال واستمر العرش في سلالته حتى كان آخرهم الملك أذهل بن عبد شمس بن كعب بن زيد بن كهلان, نلاحظ أن الوحدة التي قام بها الرائش إستمرت من بعده إلى عام 950 ق.م وتناقل الملك إلى ثلاثة بيوت بيت الحارث الرائش ثم بيت كعب بن زيد ثم إنتقل إلى بيت شرحبيل ذي سحرزح بن عمر ذي الاذعار بن أبرهه ذي المنار بن الحارث الرائش وقد استمرت الوحدة الخامسة مائتين وسبعين سنة وقد إمتد نفوذ ملك الحارث الرائش إلى الهند والصين وأفريقيا التي أضيفت إلى عرش اليمن في عهدالملك أفريقس وكان للرائش فتوحات كثيرة وأمتدت إلى إبنه الملك أبرهه ذي المنار بن الحارث الرائش وسمي الرائش لما راش إليه الناس من الخيرات وكثرة الغنائم وتطورت الزراعة والتجارة وانتشر العدل والامن وكان الرائش مؤمناً وملكاً عادلاً صالحاً ثم ابنه ذي المنارسمي بهذا الاسم لكثرة مابنى من منارات في طرق غزوه و تجارته لتستدل القوافل بها ثم جاء ذو الاذعار فسمي به لأنه كان ملكاً حازماً ينصف المظلوم من الظالم حتى ذعر منه الناس فأصلح أحوالهم ثم عمل على توسعة الدولة في عهد الملك أفريقس وبأسمه سميت أفريقيا وبموته تقلص حكم التبابعة وحدثت الانفصالات وتولى الملك زيد بن الهمال وحافظ على الملك في الجزيرة هو ثم ابنه كعب ثم ابنه عبدشمس ثم ابنه الملك اذهل بن عبد شمس وبموته رجع الملك إلى الملك شرحبيل ابن عمرو ذي الاذعار واستمرت وحدة اليمن والجزيرة حتى وفاة الهدهاد بن شرحبيل وأوصى بالملك إلى ابنته الملكة بلقيس فحدثت الإنقسامات الداخلية وانشق ملك حمير بسبب قتل الهدهاد وتمزقت وحدتها وبحكمة تلك المرأة إستطاعت القضاء على قاتل والدها وتولت العرش ولكنها لم تستطع أن تعيد الملك على ماكان عليه في عهد أبيها فقد أنتزع منها بعض ملوك حمير وكهلان المناطق البعيدة التي كانوا ولاة عليها ولذلك أشارت بقولها كما ذكر الله عزو وجل في القرآن الكريم بقوله( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة اهلها أذلة وكذلك يفعلون) فهي تقصد ملوك حمير وكهلان وأقيالهما الذين تفرقوا في أيامهاوخالفوا أمرها واستولوا على عدد من القرى والمدن ومزقوا الوحدة اليمنية ففي التفرق ذلة وسهولة للعدو وتجرثم للنفوس الضعيفة التي من طبيعتها زرع العداوة بين الإخوان لأجل مصالحهم الشخصية المريضة وتطورت هذه الإنقسامات بدخول الملكة بلقيس في دين سليمان عليه السلام فظهرت النزعات الوثنية واستمرت هذه الإنقسامات إلى عهد الملك ياسر يهنعم.
الوحدة السادسة 900-870 ق.م
إن المتتبع لتاريخ الوحدة اليمنية يجد أن القادة الذين قاموا بصنع امة موحدة يتصفون بصفات سجلها لهم التاريخ باحرف من نور وهي المواهب النفسية ومايتحلى به من طباع انسانية وشجاعة حكيمة وحزم على بينة وتواضع في غير مسكنة وسرعة الفهم للأمور النافعة والكلمة الصائبة والاخلاص يقدر من يعمل ويعاقب من يتكاسل ويتلاعب لايلين فينثني ولايتصلب فينكسر ويتواضع ببذل مافي يده حتى يحبه العامة والخاصة ويعرف الملك ياسر يهنعم بن عمرو بن يعفر بن عمرو بن شرحبيل كرب أي وتر ابن عمرو ذي الاذعار العبد بن أبرهه ذي المنار بن الحارث الرائش بلقب يهنعم وذلك لانعامه على الخاصة والعامة من شعبه وبسبب حكمته وانعامه على الناس استجاب له الشعب والتفت حوله القبائل والاقيال والاذواءوقادهم الى الوحدة وجمع الكلمة ولم الشمل فاجتمع امرهم بعد تفرق ,لقب ايضاً بملك سبأ وذي ريدان« وضم اعراب وكنده ومذحج وجريم وباهل وكل عرب سبأ وحمير وحضرموت ويمنت وكان قائداً عظيماً سار بنفسه في جيش عظيم ممن انعم عليهم فاستولى على ممالك الجزيرة وبلاد الشام ثم توجه نحو افريقيا وهو الذي اعاد مجد آبائه وذلك 900-870 ق.م.
واستمرت الوحدة بعده حيث قام بالعرش بعده ابنه شمر يرعش يهرعش الذي استطاع أن يوسع ملكة حتى شمل كل الممالك فكانت الوحدة في أيامه أوسع وأعظم وهو الذي توسع المؤرخون والباحثون في ذكره وذكر أيامه وله أخبار كثيرة في النقوش السبئية وهو الذي وحد مع سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات يمنت وأعرابهم طود وتهامة. والملك شمر يهرعش هو الذي اثبت الباحثون أنهم وجدوا من عهده نقوشاً كثيرة وهو الذي وحد الأمة وجمع العرب وغزا العجم وملك فارس والصين والهند ومعظم أفريقيا وسيطر على البر والبحر وطرق التجارة البحرية والبرية . قال أبو الحسن الهمداني الملك تبع شمر يرعش هو تبع الأكبر الذي ذكره الله في القرآن الكريم لأنه لم يقم للعرب قائم قط أحفظ لهم منه يتجاوز عن مسيئهم ويحسن الى محسنهم فكان جميع العرب بني قحطان وبني عدنان شاكرين لأيامه وكان اعقل من رأوا من الملوك وأعلاهم همة وأشدهم فكراً لمن حاربه فضربت به العرب الأمثال هذا وقد استمرت الوحدة في أيامه ثم في أيام إبنه من بعده الملك تبع الأقرن اليشرح الأول كرب آل وتر الثالث ويطلق إسم كرب آل وتر على عدد من المكاربة السبئيين فنلاحظ أنه لقب لأول ملوك حمير الريدانيين وهو الذي تفيد المصادر والنقوش والدراسات التاريخية أنه أول من حمل لقب ملك سبأ وذي ريدان وهذا اللقب أطلقته النقوش على الملك ياسر يهنعم ولقب إبنه شمر يهرعش بملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم أما الملك تبع الأقرن فهو كرب آل وتر الثالث فقد حافظ على الوحدة حتى وفاته ثم جاءبعده إبنه ذو جيشان بن الأقرن وعارضه أخوه أبو مالك فحدثت حروب بينهما وخلافات وصدامات فتتت الوحدة لأن الملك تبع الأقرن بن شمر خلف كيكرب ذو جيشان وملكيكرب ابو مالك وبسبب إختلافهم على العرش حدث ذلك الإنقسام وظهر كل منهم في جهة حتى وصل الملك إلى أبكرب أسعد وتسميه النقوش ذر امر وذمار علي وهو صاحب الوحدة التاسعة قبل الإسلام لأن الوحدة السادسة والسابعة والثامنة متداخلة ومتدرجة ضمن عصورالملوك الذين سبق ذكرهم.
الوحدة التاسعة 32ق.م-515م
إستمرت الوحدة التاسعة قرنين من الزمان الرابع والخامس الميلادي وكان رائدها الملك أبي كرب أسعد عندما تولى العرش أبي كرب أو أبكرب أو كيكرب أسعد الذي حمل لقلب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم طود وتهامة واشتهر بالوحدة الجبرية لأنه استعمل في ذلك القوة لاخضاع العشائر التي ظلت نافرة في الطود وتهامة وتمكن من ترسيخ الوحدة اليمنية وظلت بعده قرنين كاملين الرابع والخامس بعد الميلاد موحدة مستقرة وامتدت الدولة إلى خارج حدود الجزيرة العربية ومكن للملوك التبابعة من المحافظة على هذه الوحدة وجاء بعد إبنه الملك حسان بن أسعد ثم أخوه عمرو بن أسعد ثم خرج الملك من بيت أسعد البيت الهمداني وهو الملك عبد بن كلال ثم جاء بعده أبرهة بن الصباح ثم رجع الملك إلى بيت اسعد فملك حسان بن عمرو بن أسعد ثم جاء بعده الخنيعة ذو الشناتر ينوف ذو شمار فحدثت في أيامه أيام العرب المشهورة والإنقسامات بسبب خبث حكمه وضعف سياسته وعكوفه على اللهو واللعب حتى خلص الناس منه يوسف زرعة ذو نواس وهو صاحب الوحدة العاشرة.
الوحدةالعاشرة 500-525م
إستطاع الملك زرعة ذو نواس القضاءعلى الخنيعة ذي الشناتر الذي ضيع العرش بمجونه وقام بالنهوض من جديد بالوحدة وذلك في عام 500-525 وكانت عاصمته ظفار واسمه زرعة بن عمرو . وحد الأرض اليمنية الطبيعية وجعلها دولة واحدة وأعادمجد آبائه وقضى على النفوذ الأجنبي في تهامة ومايليها فشملت دولته معظم الجزيرة وحضرموت وامتدت شمالاً وجنوباً حتى وصلت إلى اليمامة وعمان وعرف بملك كل الشعوب واستمرت الوحدة حتى الغزو الحبشي الذي إستمر حتى عام 575 الذي جثم على كاهل الجزيرة ومزق وحدتها وطمس المعالم العلمية والاثرية والتاريخية ثم
جاء بعد ذلك الملك سيف بن ذي يزن الذي قضى على الأحباش وأعاد وحدة اليمن حتى عام 595م وهو آخر ملوك الدولة الحميرية.
اليمن فى ظل الإسلام 613م
صدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة بدعوة الإسلام ، في عام 613م، أي قبل بدء التاريخ الهجري الإسلامي باثني عشر عاماً، ولا شك أن أصداء دعوة الإسلام وبسبب العنت الكبير الذي لاقاه رسول الله من قومه قريش قد وصلت إلى اليمن والتي كانت في تلك الأثناء منقسمة ومجزأة بين قوى قبلية هي حمير وحضرموت وكندة وهمدان وبين حكم فارسي في صنعاء وعدن وما حولها وبين جيب في نجران للنفوذ الروماني الحبشي وهو الجيب الذي كان فيه نصارى نجران هناك.
وبعد عهد سيف بن ذي يزن بأربعين سنة استعادت اليمن وحدتها السياسية في إطار الدولة العربية الإسلامية منذ وصول الصحابي الجليل معاذ بن جبل عام 630م وأستمرت اليمن ولاية واحدة في عصر الخلفاء الراشدين وعاصمتها صنعاء.
و بدخول أهل اليمن في الإسلام بدأ عصر جديد هو عصر الإنتماء إلى أمة الإسلام التي وإن اعترفت بالحدود والقوميات إلا أنها تشمل جميع المسلمين حيثما وجدوا، وبهذا الإنتماء كان لابد أن تكون هناك علاقة جديدة بالمدينة، مدينة الرسول التي أخذت فيها نواة الدولة الإسلامية تتبلور وتشكل عاصمة لديار الإسلام، فأرسل الرسول من قبله ولاة على بعض جهات اليمن وثبت بعض قياداتها القبلية على ما هي عليه وأعاد تنظيم الأوضاع القبلية برئاسات قديمة بعد أن قسم اليمن إدارياً إلى مخاليف ثلاثة هي الجند وصنعاء وحضرموت.
العصر الأموي40هجرية
لا تسعفنا مصادر التاريخ الإسلامي العامة في رسم صورة واضحة لأوضاع اليمن في الزمن الأموي، إذ يبدوا أن إنتقال مركز الثقل السياسي إلى الشام وما رافق ذلك من أحداث عامة متنوعة هناك بالإضافة إلى الفتوحات في المغرب والأندلس قد غطى على الأحداث المحتملة التي جرت في اليمن خلال ما يقارب القرن من الزمان، وربما تعلق الأمر ـ بعد خروج معظم أهل اليمن للجهاد ـ بفترة هدوء تنفس فيها أهل اليمن الصعداء ، حتى إذا انصرم قرن من الزمان ، تبدأ الأحداث ثانية بالظهور، ولذلك فإن المصادر التاريخية لهذه الفترة لا تجود إلا بذكر أسماء الولاة ومددهم في اليمن في الفترة من 41 ـ 132 هـ وهو زمن خلافة بني أمية في اليمن والتي قطعتها خلافة ابن الزبير في الأعوام 64 ـ73 هـ ، فقد ولي على اليمن أكثر من خمسة وعشرين والياً وبمدد مختلفة لعل أطولها ولاية يوسف بن عمر الثقفي الذي ولي اليمن ثلاث عشرة سنة ابتداء من خلافة هشام بن عبد الملك 105هـ ،وكان من أبرز ولاة اليمن أيضاً في ذلك العصر النعمان بن بشير الأنصاري وبشير بن سعد الشهابي الصنعاني الحميري وبحير بن ريسان الحميري – وعروة السعدي وقاسم بن عمر الثقفي ثم إن اليمن في خلافة ابن الزبير خرجت من الدولة الأموية واستطاع ابن الزبير أن يرسل إليها الولاة من قبله، وهم الذين سرعان ما كان يتم استبدالهم أيضاً حتى أن فترة بعضهم لم تتجاوز الشهور، ولذلك تميزت اليمن بالاضطراب زمن خلافة ابن الزبير وربما كانت أبرز الأحداث في فترة الخلافة الأموية وتداخلها مع خلافة ابن الزبير المغمورة الذكر في المصادر والأبحاث الحديثة هي خروج عباد الرعيني ضد الوالي يوسف بن عمر الثقفي ولكن الأخير قتله هو وأعوانه في عام 107 هـ ، أما في أواخر الدولة الأموية فقد غلب الخوارج على اليمن وهم الذين كانوا في حرب متواصلة ضد الدولة الأموية، وكان زعيمهم عبد الله بن يحيى الحضرمي الملقب بطالب الحق والذي ثار بحضرموت وتمكن بمن معه من رجال من دخول صنعاء وإلقاء الخطب الدينية المؤثرة فيها واستمر زحف الخوارج شمالاً باتجاه مكة فسقطت بأيديهم ووليها أبو حمزة الخارجي نائب عبد الله بن يحيى الحضرمي ثم استولى بعد ذلك على المدينة وبعدها شخصت أبصار خوارج اليمن نحو الشام فساروا باتجاهها إلا أن مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية أعد لهم جيشاً خاصاً قابلهم بوادي القرى وأخذ يلحق بهم الهزائم ويطاردهم حتى وصل إلى حضرموت منطلقهم الأول حيث كان آخر نفس لهم، إلا أن عبد الملك السعدي قائد قوات مروان بن محمد قتل في الجوف في طريقه إلى مكة لرئاسة موسم الحج، ثم عين مروان بن محمد والياً جديداً على اليمن هو الوليد بن عروة ، وكان هذا آخر ولاة بني أمية فقد تسارعت الأحداث على الخلافة الأموية وآخر خلفائها، وبدأت الجيوش العباسية زحفها من خراسان في العام 129هـ لتصل إلى الكوفة في العراق عام 132هـ حيث أعلنت خلافة بني العباس وهزم مروان بن محمد في موقعة الزاب الشهيرة وطورد هو بعدئذ ليلقى مصرعه في بوصير بصعيد مصر قرب إحدى الكنائس، ثم يبدأ عهد الخلافة العباسية.
العصر العباسي 132هجرية
يقسم المؤرخون خلافة العباسيين إلى عصرين عصر قوة أول وعصر ضعف ثان، ففي العصر الأول تمكن العباسيون من بسط سيادتهم على كل رقعة الخلافة باستثناء الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا، كما تمكنوا من القضاء على الثورات التي هاجت ضدهم، أما في العصر الثاني فقد أدى الضعف المتنوع الأسباب إلى خروج كثير من الأقاليم عن سيطرتهم، وسنجد آثار العصرين في اليمن ، ففي العصر الأول سار العباسيون من جهة نظام الحكم سيرة الأمويين قبلهم وأرسلوا الولاة إلى اليمن، وقد عانت اليمن مثل غيرها من بقاع العالم الإسلامي من المجابهات الدموية بين العباسيين وبني عمومتهم العلويين الذين قاموا بثورات متكررة للإطاحة بحكم بني العباس بحجة أن بني العباس مغتصبون للخلافة وأن الأحق بها هم.
عصر الدويلات المستقلة
حين ضعفت دولة الخلافة الإسلامية في منتصف العصر العباسي، شهدت اليمن نشوء ما عرف بالدول المستقلة، ومعظم هذه الدول المستقلة شملت اليمن كله أو الجزء الأكبر منه، وعلى وجه الخصوص في عهد الدول التالية: الدولة الزيادية، الدولة الصليحية، والدولة الرسولية، والدولة الطاهرية، وكانت الدولة الزيدية تتوسع أو تنكمش جغرافياً حسب الظروف السياسية الداخلية والخارجية. وخلال هذه الحقبة من الزمن حقق اليمن وحدته السياسية لكامل ترابه في ثلاث فترات:-
أولاً:الدولةالصليحية (الملك الكامل علي بن محمد الصليحي( (459-532هـ)
إستطاع الملك الكامل علي بن محمد الصليحي أن يوحّد اليمن وعمان والحجاز تحت حكمه، وكان الملك الكامل عالماً ومجتهداً في كل المذاهب الفقهيّة فضلاً عن طموحه السياسي الذي جعله يرتبط بالدولة الفاطميّة في مصر لتكون دعماً وعوناً له. ورغم أنّ مدة حكمه لليمن لم تتجاوز العشرين عاماً (459-439هـ) إلاّ أنّ الدولة الصليحيّة التي أسسها استمرّت على درجات مختلفة من القوّة والضّعف حتّى وفاة السيّدة أروى بنت أحمد الصليحي عام 532هـ
ثانياً:- الدولة الرسولية(628 -858هـ)
عاشت اليمن فترة رخاء واستقرار نسبي أثناء حكم الدولة الرسولية كانت عاصمتها الثقافيّة مدينة زبيد والسياسية مدينة تعز.
واشتهرت بنشر الثقافة والعلوم بل فاقت غيرها من الدول خاصة في مجال الفلك والزراعة وعلوم العربية والتصوّف وغيرها من العلوم والفنون والآداب.
امتدّ نفوذ الدّولة الرسولية السياسي على المنطقة الساحلية كاملة من عمان وحتّى الحجاز كما امتدّت سلطتها على الجبال وخضع الأئمة لسلطانهم ولعطاياهم وهباتهم.
ثالثا:- الدولة القاسميّة المتوكليّة: ( 1045-1145هـ)،
سيطرت الدولة القاسميّة على كامل التّراب اليمني طوال مائة عام وبعدها بدأ الضّعف يدبّ في أوصال تلك الدولة وعاد التمزّق للوحدة السياسية اليمنية حين انفصلت عدن ولحج وأبين عن الدولة القاسميّة في عام 1145هـ وحتّى تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعششرين من مايو 1990م.
العصر العثماني والاحتلال البريطاني(1538م و1839م)
حين جاء الحكم العثماني إلى اليمن عام 1538م فقد شمل اليمن كله وظل موحداً في إطار هذه الدولة وتحت حكمها مع ظهور واختفاء كيانات سياسية صغيرة وكثيرة، وظهرت هناك حركات مقاومة ضد النظام العثماني وولاته في اليمن ووفر هذا المناخ السياسي والاقتصادي السيئ ظروفاً مناسبة لاحتلال بريطانيا لعدن عام 1839م وانطلاقها من عدن إلى شرق وجنوب اليمن وإخضاعها لنفوذها وفي الوقت نفسه أعادت الدولة العثمانية سيطرتها على شمال وغرب اليمن، وذلك منذ عام 1849م وحتى 1872م وهو عام دخولها صنعاء عاصمة اليمن.
ومنذ ذلك العام بدأ في التكون إطارين جغرافيين وسياسيين في اليمن عرف لاحقاً بجنوب اليمن وشمال اليمن، وتم تعميد هذا الانشطار بخط حدودي عرف بخط حدود النفوذ العثماني والنفوذ البريطاني في اليمن في عام 1905م وسجل رسمياً في عام 1914م أي قبل بدء الحرب العالمية الأولى ببضعة أشهر.
ولكن ظل اليمن موحداً في علاقات شعبه وفي نضاله ضد الاستعمار البريطاني والنظام الإمامي بعد مغادرة العثمانيين لشمال اليمن في نهاية الحرب العالمية الأولى وكأحد نتائجها، وظهر على أنقاض منطقة النفوذ العثماني ما عرف بالمملكة اليمنية، واستمرت وحدة الكفاح اليمني ضد الاستعمار البريطاني ونظام الإمامة، ورافق هذا الكفاح حلم إعادة توحيد اليمن واقتربت لحظة تحويل الحلم إلى حقيقة عشية سقوط نظام الإمامة في 26 سبتمبر 1962م، وتقلصت مسافة الوصول إلى الوحدة اليمنية بقيام ثورة 14 أكتوبر 1963م في الجنوب وجلاء الاستعمار البريطاني في الـ30 من نوفمبر 1967م، ولكن حالت دون الوصول إلى الحلم -عشية خروج آخر جندي بريطاني من عدن -ظروف الحرب الباردة، وبعض التحضيرات الداخلية، وكذا جملة من التداخلات الإقليمية.وأصبح في اليمن بدلاً من النفوذ العثماني والبريطاني دولتين يمنيين، دولة شمالية، وأخرى جنوبية.