اليمن_تاريخ_وثقافة
10.6K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
اعلان حاااالة التأهب في السواحل الجنوبية ل #اليمن

#عاااااجل
🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🛑🛑🛑🚫🚫🚫♻️♻️♻️♻️🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺
🔊🔊🔊🔊🔊🔔🔔🔔🔔
#إعصار_قاتي قاااادم
#حضرموت
#المكلا #الشحر
#شبوة #عدن
22 ساعة فقط تفصل سواحل اليمن عنه
غرفة الأرصاد في حضرموت تتوقع تطور منخفض جوي إلى #إعصار .. #إعصاااار

توقعت غرفة أرصاد حضرموت اليوم السبت تحول منخفض جوي إلى #إعصار
بعد تسجيل 3 حالات مدارية في بحر العرب اعتبرتها حادثة نادرة تسمى بظاهرة (الفوجي واهارا).

وقالت الغرفة في بيان لها إن 24 ساعة تفصلنا عن تطور المنخفض المداري إلى عاصفة إعصارية بسرعة رياح قد تقارب اقصى هباتها
40 عقدة قد يطلق عليه اسم (قاتي).

وأشارت إلى أن مسار الحالة المدارية نحو سقطرى مباشرة ثم الانحراف بين أرخبيل سقطرى وراس عصير ثم بوصاصو بالصومال محملة بأمطار غزيرة جدا واضطراب شديد في البحر امتداداً لخليج عدن وعلى بعد 15 ميلاً بحرياً من ساحل حضرموت.

ونبهت غرفة الأرصاد إلى خطورة الإبحار وسط الأمواج التي ستتراوح بين 3.5 الى 4.5 متر بين أرخبيل سقطرى ومياه خليج عدن بالقرب من الصومال وقد تصل 5 أمتار قرب راس عصير.

وقال البيان: كما كان متوقعاً فالحالة المدارية لم تضرب اليمن بشكل مباشر نتيجة لتأخير في النزول الجبهي البارد شمال جزيرة العرب وتواجد مرتفع جوي فوق أجواء بلادنا ستتأثر أجزاء من محافظات البلاد الشرقية والوسطى لتأثيرات غير مباشرة ومحدودة بأمطار متفرقة على بعض المناطق مع خطورة الإبحار على بعد 10 أميال بحرية من السواحل الجنوبية نتيجة للعواصف للماطرة والرياح والأمواج.
وأشار إلى أن الحدث الأبرز الآن هو رصد منخفض مداري آخر متعمق جنوب غرب بحر العرب إضافة لاضطراب مداري ثالث وسط جنوب بحر العرب لا يشكلون خطورة عموماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كان إدوارد غلازر (1855-1908) عالماً بارزاً تخصص في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية. وقد وُلد في راست في بوهيميا، وانتقل بعد ذلك إلى فيينا حيث درس القواعد النحوية للغتين العربية والسبئية على يد المستشرق النمساوي ديفيد هاينريش مولر. قام غلازر بأربع رحلات إلى جنوب شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن التاسع عشر (1882-1884 و1885-1886 و1887-1888 و1892-1894) لدراسة النقوش السبئية ونسخها. السبئيون هم قوم استوطنوا جنوب شبه الجزيرة العربية في عصور ما قبل الإسلام، وهم مؤسسو مملكة سبأ، المُشار إليها في الكتاب المقدس باسم شيبا. وقد كانوا يتحدثون لغةً ساميةً لها أبجدية خاصة بها، إلا أنها انقرضت الآن. كانت المنطقة تخضع للحكم التركي العثماني وقت زيارات غلازر، وقد استغلَّ غلازر علاقاته بالمسؤولين الأتراك والجيش التركي ليتمكن من الوصول على نحوٍ لا مثيل له إلى المواقع التاريخية، بما في ذلك مدينة مأرب العتيقة وسدها الشهير، الذي يُقارب ارتفاعه 550 متراً. على الرغم من اقتران اسم غلازر بشكل وثيق بمجموعة النقوش التي نسخها أثناء رحلاته، إلا أن دراسته لجنوب شبه الجزيرة العربية كانت واسعة المدى وغطت العديد من الموضوعات الأخرى. نُشر إدوارد غلازرس رايزه ناخ ماريب (رحلة إدوارد غلازر إلى مأرب) في فيينا عام 1913، بعد وفاة غلازر بخمسة أعوام، وهو يسرد جزءاً من رحلته الثالثة، من صنعاء إلى مأرب، التي قام بها في الفترة ما بين 17 مارس و24 إبريل، 1888. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: "رايزه ناخ ماريب" (الرحلة إلى مأرب) و"أوفينتهالت أوند أربايتن إين ماريب" (الإقامة والعمل في مأرب) و"روكرايزه ناخ زانا" (رحلة العودة إلى صنعاء). يحتوي الكتاب على ملاحق لخرائط وأخرى طوبوغرافية تظهر أجزاءً من المنطقة التي زارها ورسوماً تخطيطية لأطلال سد مأرب ومقالات حول الناس والأرض والعادات. ويتضمن الكتاب أيضاً أوصافاً للطرق التي اتخذها رحالتان أوروبيان سابقان، وهما الفرنسيان توما جوزيف أرنو في عام 1843 وجوزيف هاليفي في الفترة من 1869–1870. واجه غلازر صعوبة في العمل داخل عالَم الأكاديميا الأوروبي.  ونتيجة لذلك لم تلق أعماله على الفور الاهتمام الذي تستحقه، وهي محفوظ حالياً في الأكاديمية النمساوية للعلوم وفي أنحاء أوروبا.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#سبأباهيان

معنى بعض الكلمات الوارده في النقوش اليمنية القديمة(المسند) وذلك من خلال اللهجة الدارجة حاليا في اليمن ...
فالمطلوب من كل عضو الإطلاع على الكلمات الواردة في النقش واذا وجد كلمة لاتزال متداوله عندهم وفي منطقته . يكتبها ويوضح لنا معناها في تعليق.
وفيما يلي ناخذ نقش مسند ونحاول ترجمته حسب اللهجة الدارجة حاليا وكلا حسب منطقته.
النقش:
فلان ابن فلان من بني فلان عسي ضرب وهوثر وهقح وعسي وهشقر وهحدث وثوب بيتهو شبعان وخطبهو ومسودهو وصرحتيهو وجنايهو وبارهو وفنوتيهو ونفسهيهو من شرسم عد فرعم جلم
بخيل وردا مراهمو ملك سبا وبردا الهتهمو عثتر شرقن وذت حميم
وقد تم ترجمته في المعجم السبئي كما يلي:
عسي = مهد
ضرب = حفر
هوثر = وثر البناء أساس
هقح = انجز
هشقر = رفع البناء
هحدث= جدد ورمم
ثوب = جدد اعاد
خطبهو = الدور الاسفل المخصص للحيوانات
مسودهو = المجلس او مكان النار والطعام
صرحتيهو= الصرح او الصالة
جنايهو = الاسوار
بارهو = بئر المياه
فنوتيهو = الفناء الخارجي
ونفسهيهو= المنفس
شرسم = اسفله
عد = حتى
فرعم = اعلاه
جلم =
بخيل = بقوة
بردا = بعون
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
- الثراء اللغوي والدلالي -
في اللهجة التهامية

● علي مغربي الأهدل

الثراء اللغوي في لغة أو لهجة ما هو أن يوجد كم كبير من المفردات تعبر عن معاني متقاربة لموضوع ما ، وأي لغة أو لهجة تحتوي على عدد كبير من المفردات والصيغ في هذا الجانب هو دليل على أصالتها وانعكاس لتراكمات تاريخية وحقب وأزمنة متعاقبة من حياة الجماعة على هذه الأرض .
وبحسب اطلاعي وقراءاتي التاريخية لايوجد مجتمع عربي يمتلك من هذا الثراء اللغوي ماتمتلكه المجتمعات اليمنية عموما وتهامة خصوصا من هذا التنوع اللغوي والثراء الدلالي مثلاً الألفاظ التي تتعلق بمعنى النظر أو الرؤية نجد :
- طل : بصيغة الماضي ومايتصرف منها بمعنى خرج مبكرا جدا وتعبر عن الخروج أو الذهاب قبل أذان الفجر عندما يكون الطل أوقطرات الندى تبلل أوراق الأشجار .
- غبش : بفتح الباء المشددة تأتي من حيث الترتيب الزمني بعد ( طل ) وتعني الذهاب اوالخروج من الغبش في الوقت الذي لايكون الظلام فيه قد انجلى ( نهاية الظلام وبداية أول خيط من الفجر) .
- برًه : وتعني خرج ، ذهب عند ظهور أول خيط من ضوء الفجر بعد غبش ، الغبشة بدقائق .
- دلًج : بفتح الدال واللام المشددة وتأتي بعد برًه مباشرة .
- بكر : بتشديد الكاف المفتوحة الخروج باكراً مع بداية ظهور النور .
- باك : البوك في إحدى معانيه وهو المعنى المقصود هنا يعني خروج المرء أو ذهابه صباحاً ، ويبدأ زمنياً من لحظة شروق الشمس الى قبيل انتصاف النهار .
- من الظهر والى الساعة الثانية تقريبا تستعمل عدة مفردات للتعبير عن معنى ذهب أو خرج منها ( بدى ) بكسر الباء والدال ، و( خرج ) و ( وجًه ) بفتح الواو والجيم المشددة يقال وجه لشايم أي اتجه شمالاً .
- نشر : وتعني خرج وتعبر زمنيا عن الخروج منذ حوالي الساعة الثانية اوالنصف وحتى التاسعة ليلاً .
- سرى : وتعبر عن الذهاب أثناء الليل وتبدا المدة الزمنية التي يعبر فيها عن ذهاب الإنسان او خروجه من العاشرة ليلاً تقريباً وحتى الثالثة بعد منتصف الليل وبعد ذلك يقال طل كما أشرنا .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
(من كتاب : حضرموت بين الاباضية و المعتزلة )
المؤرخ سالم فرج مفلح

عقائد أهل حضرموت في القرنين التاسع والعاشر الهجريين
عند ابن خلدون والإمام السخاوي:

إذا كنا قد توصلنا فيما تقدم من هذه الدراسة إلى ان الاوضاع العقائدية والسياسية في حضرموت لم تكن سنية خلال القرن التاسع واوائل القرن العاشر الهجري ، فان هذا الوضع كان لابد ان نجد صداه عند مؤرخي تلك الفترة التاريخية، ولسوف نعمد إلى رصد اقوال المؤرخ أبن خلدون المتوفي سنية ـ 808هـ والإمام السخاوي المتوفي سنة ـ 902هـ كل فيما يخصه من الزمن .
تحدث المؤرخ أبن خلدون عن حضرموت في عهده في موضعين :
الأول قوله : ( و دينهم الخارجية ، على رأي الأباضية منهم . ) (19) .
والثاني قوله : ( ان أهل حضرموت يحكمون بأحكام علي وفاطمة ، ويكرهون عليا للتحكيم ...... )(20) .
واما قوله الاول ففيه من الابانة والموضوح ما يكفي في تأييد ما دل عليه مسار الاحداث في دراستنا هذه بوجود الأباضية لهذا العهد في حضرموت ويأتي قوله بانهم ( يكرهون عليا للتحكيم ) تأييدالقوله الأول ، فما من فرقة اسلامية افترقت عن علي بسبب التحكيم وكرهته على قبوله به ، الا الخوارج و الأباضية .
واما قوله بانهم يحكمون بأحكام علي وفاطمة ، فذاك يصدق علي الزيدية والأباضية ، اما الزيديية فلأنهم شيعة ، وذاك شأن كل الفرق الشيعية ، واما الأباضية فانهم وان اختلفوا وافترقوا عن علي بسبب التحكيم وعليه يبغضونه ، الا انهم يأخذون بأحكامه ، فمثلا في مسألة خلق القرآن ، يرى أباضية المغرب الذي اطلع أبن خلدون على كتاباتهم ، ان القرآن غير مخلوق ( قديم ) أي انهم يقولون في ذلك بقول أهل السنة ، ويدعمون ما ذهبوا إليه بقولهم : ( ان الاجماع اثبت ان القرآن غير مخلوق ، بدليل ما ثبت ان علياً بن ابي طالب لما انكر عليه جماعته ( الخوارج ) تحكيم القرآن ، قال:( انا ما حكمت مخلوقا ، انما حكمت القرآن ، ) ... ، أي ان الرجل ( علي ) عندهم غير مرفوض ، بل حجة في اقامة بعض الأحكام التي تشكل جزء من معتقدهم )(21) .
وهكذا نجد ان المؤرخ أبن خلدون يقول بما تقول به هذه الدراسة من حيث سيادة الزيدية ( مذهب الدولة الكثيرية ) والأباضية (مذهب البادية والقبائل ) على حضرموت القرن التاسع الهجري .
اما الإمام السخاوي في شهادته على الاوضاع المذهبية والسياسية في حضرموت في القرن العاشر الهجري ، فانها في غاية الأهمية ، فهي اولا تصدر عن إمام سني الاعتقاد ، وثانيالأنها شهادة عن قرب ، فقد عاش الإمام السخاوي فترة طويلة من حياته في ارض الحرمين وبها دفن ، كما كان على معرفة بتلك الاوضاع وترجم لعدد من علماء حضرموت في مؤلفاته . ولقد جاءت شهادته في موضعين :
الأول : قوله : ( اليمن يوجد في علمائه الحنفية وكثير من الزيدية وهم بصنعاء ونحوها ، ومن العثمانية وهم بحضرموت ، ومن الاسماعلية وهم بالجبال ، وغيرهم من الطوائف )(22) .
والثاني : حين عدّ حضرموت من البلاد ( التي لا حديث يروى بها ولاعرفت بذلك )(23) .
العثمانية التي يتحدث عنها الإمام السخاوي ، هي مذهب في الإمامة والحكم ، يرى صحة ولاية ابي بكر وعمر وعثمان ، وهي حين تقول بتلك الصحة لا تربطها بصلة النسب القرشي للخلفا ء الثلاثة ، فقد ( انكر العثمانية أو البكرية مبدأ الأرث في الخلافة ، وقالوا انها شورى ، وان النبي لا يورث ، واعتمدوا في ذلك على موقف ابي بكر من فاطمة عندما منعها الإرث اثر موت ابيها ، وقال لها عندما الحت بالطلب واحتجت وتظلمت ، انه سمع رسول الله  يقول : انا معشر الانبياء لا نورث ، وما تركناه فهو صدقة . وهم يرون ان موقف ابي بكر من الارث صحيحاً ، والدليل على صحته ان الصحابة لم يستنكروه .
وقال العثمانية : اما حديث الإئمة من قريش ، فقد قاله عمر يوم السقيفة ، ولكنه خالف هذا المبدأ عندما قال شاكيا من الستة الذين حصر فيهم المشورة بعده : لو كان سالم حيا ما تخالجني فيه شك . وسالم ليس قرشيا ، بل هو عبد لإمرأة من الانصار ، ومع ذلك لم ينكر عليه احد موقفه ودعواه (24) . ولهذا فان العثمانية في الإمامة وغيرها ، تساوي بين الناس الا بالتقوى ، وترى أن الرئاسة ( لا تنال بالقرابة من الرسول الكريم ، بل بالدين ) (25) .
يطلق على العثمانية أيضاً ( البكرية ) و ( العمرية ) ، ويقابلها مذهب ( العلوية ) ، وهذه الاخيرة ترفض وتنكر صحة امامة الخلفاء الثلاثة الاول ، وترى احقية علي بها بعد الرسول ، وذلك هو شأن الشيعة الأثنا عشرية والاسماعيلية ، ويطلق على هؤلاء اسم ( الروافض ) لذلك السبب ، اما أهل السنة فانهم ليسوا عثمانية ، وذلك لاعتمادهم حديث ( الأئمة من قريش ) .
اما المذاهب والفرق العقائدية التي تنتمي إلى العثمانية فهي : المعتزلة والأباضية وفرقة ( المطرفية ) من الزيدية ، وقد بينا في صفحات سابقة موقف الأباضية والمعتزلة من مسألة الإمامة، اما الزيدية فانها على تشيعها فانها لا تنكر صحة امامة من سبق علي ، وذلك لقولهم بجواز امامة المفضول مع وجود الفاضل ، والفاضل لديهم هو بالطبع الإمام علي
بن ابي طالب ، هذا من ناحية ، ومن اخرى ، فانه ( لم يثبت عن زيد ( مؤسس المذهب ) رأي او حكم يقول ان الامامة من اصول الدين ، وانها محصورة متوارثة في أبناء علي وفاطمة . وعلى هذا الأساس قالت فرقة المطرفية ( الزيدية ) التي لا تشترط حصر الإمامة في أبناء علي وفاطمة الزهراء )(26) .
اما اباضية حضرموت فيمثل عثمانيتهم الامام المجاهد ابو اسحاق الهمداني في القرن الخامس ، حيث يقول :
و العبد ان سبقت فينا ديانته .... بالفضل ، اصبح بالتقديم اولانا
و ليس الشريف لدينا غير متبع....بعد العفافة للرحمن رضوانا
( السيف النقاد -465) .
و من المعلوم ان الدولة الرستمية الاباضية في المغرب الاوسط (الجزائر حاليا ) -160ه-296ه-كانت تحت امامة عبد الرحمن بن رستم و هو من الموالي الفرس .
وإذن ، فان هذه المذاهب الثلاثة هي التي تمثل العثمانية ( السياسية ) ، وحسب ما تقدم من هذه الدراسة ، هي التي سيطرت على الحياة المذهبية والسياسية في حضرموت ، منذ ثورة طالب الحق الكندي سنة ، 129هـ ، وحتى عهد الإمام السخاوي وشهادته في القرن العاشر الهجري ، ولم تعرف حضرموت سلطة مذهبية سواها ، وكأن الإمام السخاوي بقوله بعثمانية حضرموت ، انما قصد انها لم تعرف تاريخيا بسواها طوال عهدها الإسلامي ، وهو ما تقول به هذه الدراسة .
هذا المعنى والقصد من قول الإمام السخاوي بعثمانية حضرموت ، يؤكده قوله الآخر ، حين عدّ حضرموت من البلدان التي لا حديث يروى بها ولا عرفت بذلك ، وهو يقصد عدم عناية أهلها بكتب الحديث السنية ، مثل صحيح البخاري ومسلم واحمد وغيرهم ، فالأباضية لا يعتنون بتلك الكتب ، ولهم صحيحهم المعتمد الخاص بهم ، وهو صحيح الربيع بن حبيب ، وهو اقدم من صحيح البخاري، وكذلك الزيدية الذين شأنهم شأن المعتزلة في تعويلهم على القرآن الكريم في أدلة الأحكام ، اضافة إلى انهم انما يعتمدون الاحاديث الشريفة الموافقة للمذهب المروية عن الإمام علي وبنيه ، غير ان مما يؤيد الإمام السخاوي في عدم عناية أهلها بكتب الحديث السنية ، هو ان المراجع الحضرمية ، تشير إلى ذلك ايحاء وهمسا دون التصريح بذلك ، فمثلا: فان الإمام سالم بافضل في القرن السادس الهجري ، وفي وصاياه الثلاث في الوقت الذي كان فيه يؤكد على ضرورة العناية بالقرآن الكريم وعلومه فانه لم يتطرق إلى علم الحديث على الاطلاق ، وعند حديث تلك المراجع عن الإمام عبد الله بن راشد في القرن السادس الهجري ، وجدناها تقول انه قد سمع الحديث الشريف في الحجاز ، وهذا الادعاء بينا بطلانه في حينه ، وها هي عند حديثها عن الإمام عبد الله العيدروس واخذه الحديث ، تضطرب أيما اضطراب ، إذ تقول أنه أخذه في اليمن والحجاز ، ويفند المؤرخ الحامد ذلك القول ، بقوله : ( ولم يعرف للإمام العيدروس سنة 869هـ سفرإلى اليمن او الحجاز ، وجاء في ( المشرع ) انه اخذ الحديث عن جماعات في اليمن والحجاز ، وقال تلميذه الإمام عبدالله بن علوي الحداد فيما رواه تلميذه احمد بن زين الحبشي : ان ذلك غير معروف ، لأن الشيخ العيدروس لم يعرف له سفر إلى اليمن أو الحجاز )(27) .
ولنا ان نتساءل ، لماذا يكون السماع المزعوم لأبن راشد في القرن السادس والعيدروس في القرن التاسع ، في اليمن او الحجاز من دون موطنهم حضرموت ، ولماذا كل ذلك الاضطراب في روايتها . أليس في كل ذلك تأكيدا لشهادة الإمام السخاوي ؟.
هذا الموقف العثماني الحضرمي من كتب الحديث السنية ، ما كان له ان يبقى محصورا في دائرة الفقهاء و اهل العلم ، بل لابد ان يكون موقفا اجتماعيا خاصة في مجتمع مذهبي مثل حضرموت ، و لهذا كان من لوازم ذلك الموقف الاجتماعي ان ينعكس في الثقافة الشعبية ، و لهذا لا نستغرب ان نجد في الامثال الشعبية الحضرمية ما يقول بذلك ، كما هو الامر في المثل الشعبي القائل :( الناس تبكي محمد و ابو هريرة يبكي جرابه .- عبد الله عبد الرحمن السقاف : حكم و امثال شعبية من المناطق الشرقية -142 .) .
لم يكن الإمام السخاوي اول قائل بعثمانية حضرموت ، فقد سبقه إلى ذلك الشاعر التكريتي في القرن السادس الهجري ، فقد جاءت شهادته على ذلك بقوله عن الاوضاع المذهبية السياسية في ظفار في ذلك القرن بقوله :
أصل دائي غنج مقلتها ×× ودوائي لثم وجنتها ×× أترى عمرا بنظرتها
أم أمير المؤمنين علي
وقلنا حينها ان هذا البيت يقول بوجود شيعي قوي في ظفار ، وتبين لنا انه وجود زيدي ، وكان ممثلا بحكم وولاية آل المنجوي العلويين ، غير ان هذه (العلوية) الحاكمة كانت تتعايش بوئام ووفاق مع النزعة والوجود ( العثماني ) او ( العمري ) بلغة الشاعر التكريتي ، وتتقاسم معه السيطرة السياسية والاجتماعية في ظفار ، وكان ذلك التعايش الآمن مصدر اعجاب الشاعر وتقديره الذي صاغه في ذلك البيت ، وما كان لذلك الوفاق والوئام بين الاتجاهين ليكون لو ان آل المنجوي كانوا يرون لهم حقا شرعيا في الولاية والحكم ، إي لو كانوا ( علويين ) في مسألة الإمامة.
ولقد تجلت ( عثمانية ) آل المنجوي في احسن صورها وابهاها عندما آلت الولاية بعدهم إلى
آل الحبوضي القحطانيين سلماً ، واصبح آل المنجوي وزراء لدى آل الحبوضي الذين كانوا قبلا وزراء لدى آل المنجوي (28).
لم يكن الشاعر التكريتي هو الشاهد الوحيد في القرن السادس الهجري على عثمانية حضرموت ، فقد كانت هجرة الإمام المعتزلي الكبير نشوان بن سعيد الحميري إليها ، شهادة اخرى ، ليس على عثمانيتها فحسب ، بل وعثمانيته أيضاً .
ففي اثناء حديثنا عن الاوضاع السياسية في تريم في ذلك القرن ، رصدنا هجرة الإمام نشوان إلى حضرموت هربا من العداوة والخصومة السياسية الطافحة التي كانت بينه وبين ائمة الزيدية القاسميين العلويين في بلاده الجوف ، تلك الخصومة التي أساسها رأى نشوان في مسألة الإمامة الذي يتصادم مع وجود ولاية علوية النسب والمذهب في بلاده ، فقد كان الإمام نشوان قحطاني النزعة عثماني الهوى في السياسة ، ولن نجد ابلغ دلالة على ذلك من قوله :
حصر الإمامة في قريش معشرا جهلا كما حصر إليهود ضـلالة هم بإليهود أحق بالالحـاق امر النبوة في بني اسحاق(29)
على ان هناك دليلا آخر على عثمانية حضرموت في القرن السادس الهجري، هذا الدليل يأتي من غياب حديث ( الأئمة من قريش ) في كتاب الإمام القلعي ( تهذيب الرئاسة وترتيب السياسة )، فلو ان هذا الحديث كان معتمداً في حضرموت حينها ، ومعتمدة مترتباته السياسية ( العلوية ) ، لوجدنا له ذكرا او اشارة إليه في ذلك الكتاب الذي لا حديث لصاحبه فيه الا حديث الإمامة والحكم والولاية ، وما كان لهذا الحديث ( السياسي ) ليغيب عن الإمام القلعي لو كانت حضرموت في ذلك القرن علوية او سنية في الامامة والسياسة ، بل ان الإمام القلعي اورد في كتابه المذكور حديثا آخر لا يتفق مع حديث ( الأئمة من قريش )، إذ اورد قول الرسول ( لو استعمل عليكم عبد حبشي مجدع الأطراف يقودكم بكتاب الله فاسمعوا واطيعوا ) (30).
الحقيقة أن نظرة المعتزلة لمسألة الانساب تنبع من صميم الفكر المعتزلي ، فقد كان ( المعتزلة كوكبة من أهل الفكر و النظر ، اتخذوا من الفلسفة و النظر و الرقي في المعرفة بديلا عن الأحساب و الأنساب ، فتحقق في فرقتهم تعايش العرب و الموالي دون تفاخر أو تنافر أو عصبية ، و كان الفكر العقلاني هو السلم ارتقوا عليه الى مستوى أصبح دونه مستوى الأشراف .- الأب سهيل قاشا : المعتزلة : ثورة الفكر الاسلامي الحر – المقدمة .).
بل ان ذلك الحديث السياسي(الأئمة من قريش) ظل غائبا حتى عن وعي رجال الصوفية في القرن الثاني عشر الهجري ، حيث اورد الشيخ الصوفي عبد الله بن علوي الحداد ( ت.1132ه):حديثا نبويا آخر يقول : (ان هذا الامر في قريش ما اذا استرحموا و رحموا، واذا ما حكموا و عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس اجمعين، لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا) . عبد الله بن علوي الحداد : الدعوة التامة و التذكرة العامة \148 – دار الحاوي -2000م .
هذا الحديث الذي اورده الامام الحداد لا ينتمي الى فكر اهل السنة او المتصوفة ، بل الى فكر الزيدية خاصة فرقة العثمانية و المطرفية الزيدية .
هذه العثمانية التي تجلت في القرن السادس الهجري ، لم تكن الا امتدادا لعثمانيتها ( المذهبية ) ممثلة في الأباضية والاعتزال ، فما كان لحضرموت في ذلك القرن الا ان تكون عثمانية ، وما كان لزيديتها ألا ان تكون كذلك .
في القرن العاشر الهجري ، عهد الامام السخاوي وشهادته ، كان المذهب الزيدي هو مذهب الدولة الكثيرية ومذهب امامة آل العمودي في وادي دوعن ، وما كان لولاية آل كثير وكذا العمودي لتصح عقائديا لو كان مذهبهم في الإمامة ( العلوية ) ولو لم يكونوا عثمانيين فيها ، وهم بذلك بخلاف زيدية صعدة وصنعاء التي كانت علوية النسب والسياسة والهوى .
على انه من المهم هنا القول ان العثمانية السياسية كانت جزءا مكونا وأساسيا في الثقافة المذهبية والسياسية لآل كثير قبل ظهورهم على المسرح السياسي، ليس بحكم اصولهم الظفارية فحسب ، بل وأيضاً بحكم ارتباطهم بشئون الحكم والولاية مذ كانوا قيادة عسكرية للإمام المعتزلي سالم بن ادريس (حبريش) الحبوضي ، وربما قبل ذلك ، فما كان لهم وقد اسسوا دولتهم على المذهب الزيدي الا ان يكونوا عثمانية ، أي قيادة قحطانية لدولة شيعية ، او ان شئت دولة شيعية بقيادة غير علوية النسب والمذهب.
وهكذا نجد ان كلا من المؤرخين أبن خلدون والسخاوي يشهدان ـ شهادة عيان بصحة ما توصلت إليه هذه الدراسة من ا ستمرار الاوضاع المذهبية والسياسية غير السنية في حضرموت حتى القرن العاشر الهجري على الاقل ، ولقد رأينا تلك الاوضاع تظل على حالها ذاك حتى عهد الولاية الخالصة للإمام محمد بن عبد الله الكثيري المتولي سنة ـ 910هـ .
غير انه كان لاحوال البلاد والعباد شأن آخر بظهور السلطان بدر بن عبدالله الكثيري ( ابي طويرق ) ، وهو ما سوف نأتي إليه في حينه .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM