اليمن_تاريخ_وثقافة
10.5K subscribers
141K photos
348 videos
2.17K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
ومات حول التبادلات التجارية التي تشير بدروها إلى مدى ميول السلاطين إلى سنَّ القوانين، وكيف تمكنوا من الاستفادة منها. الأمر الذي جعل من اليمن كياناً سياسياً رفيعاً بين الدول الكبرى في منطقة الشرق. فقد كان سلاطين الدولة الرسولية على اتصال مع ملوك دهلك ومصر والعراق والهند وجزيرة سيلان والصين. وشهد الجانب العمراني لمدينة تَعِزّ ومدينة زَبِيْد تقدماً غير مسبوق حيث قام كل حاكم ببناء العديد من القصور في هاتين المدينتين. كما قام الأمراء وزوجاتهم وكبار الشخصيات بتقديم التمويل السخي لعدد من المباني الدينية والمؤسسات الخيرية. ففي عهد الأشرف الأول تمت زراعة أشجار النخيل في وادي زَبِيْد لدرجة أنه وبعد مرور حوالي عشرة أعوام من اندثار الدولة الرسولية، بلغ عدد النخيل في الوادي 120000 نخلة خاضعة للضريبة. كما أدخل الأشرف الثاني في نفس الوادي أهم الأشجار النادرة والنباتات الدخيلة، بما في ذلك الموز والأرز.

8اعترفت الخلافة العباسية في بغداد بزعامة المنتصر بهذا النظام الجديد رسيماً عام 1234م. وتولى الحكم الممنصور عمر، الذي أُغتيل عام 1249م، وتلاه نجله الملك المظفر يوسف الأول. وسَّع هذا الأخير، الذي ظل أطول فترة حكم (1249م–1295م)، من نفوذ الدولة الرسولية على جميع أنحاء تهامة وجنوب اليمن وحضرموت حتى ميناء ظفار انطلاقاً من عاصمته تَعِزّ. وكانت الموانئ الثلاثة الرئيسية على الساحل الجنوبي للجزيرة العربية حينها واقعة تحت سيطرة الدولة الرسولية، في حين كان علم الدين الشعبي ممثل الدولة الرسولية هو من يحكم صنعاء. أصبح هذا الانجاز السياسي عرضةً للخطر بوفاة صانعي وحدة اليمن عام 1283م وعام 1285م. وبوفاة السلطان الناصر أحمد سرعان ما تفككت الدولة الرسولية التي استمرت فترة حكم طويلة بلغت 255 عاماً بسبب خلافات على تولي السلطة. وتعرضت زَبِيْد ومن قبلها تَعِزّ للعدد من الهجمات مما دفع بمدينة زَبِيْد طلب مساعدة سلطان عدن عامر بن طاهر. ومثلت سيطرة هذا الأخير على مدينة زَبِيْد فرصة لوصوله إلى السلطة عام 1454م.

الطاهريون (1454م–1517م)

9ينتمي الطاهريون إلى قبيلة مذحج الجبلية المتواجدة في منطقة رداع. ثم اتسعت سلطتهم التي اقتصرت في بداية الامر على جنوب اليمن ولفترة وجيزة لتشمل مناطق المرتفعات، حتى وصلت صنعاء عام 1504م. ومما لا شك فيه أن الاضطرابات في مدينة زَبِيْد واستيلاء المماليك عليها ومن ثم عدن والتي اصبحت غير قادرة على استقبال السفن القادمة من الهند، كان لها أثر كبير في قرار الطاهريون بشأن التوجه صوب حضرموت، تلك المنطقة التي سبق لهم وأن حكموها في عهد الدولة الرسولية. ولم يأخذوا في الحسبان وجود ثلاث قوى في الميدان وهي اليمانيين والكثيريين والكنديين. فدخل الطاهريون في قتال مع مماليك مصر الذين أرسلهم الباب العالي لمواجهة السفن البرتغالية المزودة بالأسلحة النارية والتي كانت تهدد السواحل اليمنية على البحر الأحمر وخليج عدن. كانت مقاومتهم عبارة عن مناوشات انتهت بشنق آخرهم، وهو عامر بن عبد الوهاب وتعليقه فوق أعلى صارية في الأسطول العثماني عام 1538م.

الإمامة الزيدية والعثمانيين (1538م–1918م): قتال السلطة الكافرة

10ظن العثمانيون أنهم سيعززون سلطتهم على اليمن بخلاصهم السريع من الطاهريون إلا أنهم واجهوا سلطة أكثر رسوخاً تمثلت بسلطة الأئمة الزيدية في مناطق المرتفعات. ظلت اليمن ولاية تابعة للدولة العثمانية على مدار قرن من الزمن (1538م–1636م). وكان السلطان العثماني حينها خادم الحرمين الشريفين ونسب إلى نفسه الحق في صدارة العالم الاسلامي في مواجهة الكفار، سواءً في أوروبا أو في المحيط الهندي ضد البرتغاليين. ويبدو أن الاحتلال العثماني كان قائماً بشكل رئيسي على العنف والفساد الكبير. استفادت مدينة تَعِزّ من الاهتمام بالقواعد العسكرية التي كانت تحكم الجزء الجنوبي من اليمن. ويعود الفضل إلى تشيد سور المدينة بعرض 8 إلى 10 أمتار مع أبراج إلى شرف الدين عام 1533م–1534م ونجله المطهر عام 1534م–1535م. وشَِهد ميناء المخاء ازدهاراً كبيراً في تصدير البُن حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي (الكل 5)، والذي كان حتى القرن السابع عشر محاط بسور منيع ذو ابراج وقلعتين واقعتين على طرفيه. ومع طرد العثمانيين من اليمن سعى الأئمة الزيديون حتى المتوكل إسماعيل (1644م) وراء إقامة دولة زيدية جديدة غير أن كل ذلك باء بالفشل. وأدى التنافس على السلطة بين أحفاد مؤسس الدولة الزيدية قبل نهاية القرن السابع عشر الميلادي إلى إخفاق مشروع توحيد البلاد تحت سلطة واحدة. استهوت تجارة البن في تهامة أطماع الأوروبيين منذ القرن الثامن عشر الميلادي والذين سعوا إلى فتح وكالات تجارية فيها. وكانت فرنسا من بين تلك الدول المتسابقة على ذلك حيث كانت سفن ميساجري ماريتييم ترسوا في اليمن بمعدل مرتين في الشهر الواحد حتى عام 1882م. وخلال هذه الفترة احتل البريطانيون مدينة عدن عام 1839م وجنوب اليمن، واستولى المصريون على الساحل الغربي. ثم جاء
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مدينة الشحر التاريخية


- الموقع: تقع مدينة الشحر على ساحل البحر العربي إلى الشرق من مدينة المكلا ، وتبعد عنها بنحو 62 كم

التسمية:
الشحر كان اسم يطلق على ساحل حضرموت ويطلق عموماً على جهة الساحل بالنسبة لسكان وادي حضرموت أو (حضرموت الداخل) ، وعلى جهة الساحل أقيمت فيها بلدان كثيرة تمتد إلى أقصى الحدود الشرقية في الجوف ، ومن أشهر مدن الساحل مدينة الأسماء التي عرفت بـعـد ذلك وحتى الآن باسم مدينة الشحر ، كما عرفت بعدة أسماء أخرى منها ـ مثلاً ـ : ( سمعون ) نسبة إلى وادٍ يسمى سمعون كان أهلها يشربون من آباره ، وهي نسبة إلى واسم (الأشجار) ، وسميت الأشجار نسبة إلى القبائل التي كانت تسكنها من المهرة والذين كانوا يسمون (الشحرا) وكما سميت باسم (الأحقاف) ، والأحقاف هي الرمال ومفردها حقف ، إلا أن اسم الشحر طغى مؤخراً على تلك الأسماء كلها
ويقول محمد بن عبد القادر بامطرف في كتابه " الرفيق النافع على دروب منظومتي باطايع " : أن الشحر قـد عـرفت باسم (السوق) المقام فيها قبل أن تعرف بالشحر ، كان الملاحون اليونانيون الذين وفـدوا إلـيـهـا فـي القـرن الثاني الميلادي يسمونها فـي خرائطهم باسم السوق أو المركز ( Alasa Emporium ) ، وكلمة الأسعا حرفت فيما بعد إلى كلمة ( سعاد ) ، وهو اسم للسوق تعرف به الشحر حتى اليوم .

ـ الشحر في التاريخ :
مدينة الشحر قديمة ، شأنها شأن مدن اليمن القديمة ، ويحتمل أن يكون أقـــــدم ذكر لها جاء عند الهمداني ( 334 هجرية ) ، بينما الذين ذكروا اسم ( الشحر ) من المؤرخين فهم يقصدون الساحل وليس المدينة ، ولذلك فمدينة الشحر كانت قائمة قبل ظهور الهمداني هذا ما جاء عند المؤرخين ، أما تاريخها من خلال الدراسات الأثرية التي أجرتها البعثة الأثرية الفرنسية في المدينة في جوار دار البياني فالمخلفات الأثرية تؤكد أن المدينة كانت قائمة في العصر العباسي وبدء الدولة العباسية في سنة (132 هجرية) بمعنى أن تأسيس المدينة ربما كان في مطلع القرن الثالث الهجري كأقرب تاريخ ممكن ، وربما أن موقعها قد استغل في عصور ما قبل الإسلام لأنها تقع فيما بين ميناء سمهرم إلى شرقها وميناء قنا في غربها ، وهذا الخط التجاري الهام الذي كان ينقل بواسطته سلع اللبان والبخور والتوابل من ميناء سمهرم إلى ميناء قنا في تلك الفترة ، وقد سبق أن أشار محمد عبد القادر بامطرف إلى أن هذه المدينة قد عُرفت في القرن الثاني الميلادي عند الملاحين اليونان مما يؤكد أن موقع هذه المدينة قد استغل تقريباً في النشاط التجاري الذي كان قائماً في فترة ما قبل الإسلام ، وبالتالي فقد اختط موقعها ليصبح فيما بعد مدينة بكل معانيها في فترة ما قبل الإسلام وتجددت بعد ذلك كمدينة وحاضرة لساحل حضرموت منـذ القرن الثالث الهجري ، ومدينة الشحر كانت تمثل سوقاً تجارياً هاماً ، لأن السفن التي كانت تتجه من الهند إلى البحر الأحمر وعدن والعكس كان لابد لها من التوقف في الشحر سواءً للمتاجرة ، أو " كمحطة ترانزيت " ، وكانت السلع التجارية الرائجة فيها : البز واللبان والـُمـر والصـبر والدخن ـ العنبر الدخني ـ ، إلاَّ أنها اشتهرت كثيراً باللبان الذي ينسب إليها ( اللبان الشحري ) ، وقد قال أحد الشعراء :

أذهب إلى الشحر ودع عُماناً إن لم تجد تمراً تجد لبُاناً



وقد كانت مدينة الشحر مسورة حيث يحيط بها سور من الجهات البرية منها تحاشياً لأي هجوم يقع عليها من القبائل المجاورة لها ولكن تم تدميرها من قبل البرتغاليين الذين سيطروا على الطرق التجارية البرية بين الهند والبحر الأحمر للفترة الممتدة من مطلع القرن السادس عشر إلى النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي وظلوا خلال فترة سيطرتهم على الطرق التجارية البحرية وكذلك على الإقليم الجنوبي الغربي من الهند والخليج العربي يوجهون جهودهم للسيطرة على تجارة الهند والخطوط التجارية البحرية المرتبطة بها ، وتمثلت جهودهم تلك بالقرصنة على السفن التي كانت تعبر على الخطوط التجارية المارة من الهند إلى عدن إلى جانب تنظيم حملات عسكرية على الموانئ التي تقع على الخطوط التجارية البحرية المرتبطة بالموانئ ، وكانت الشحر واحدة من تلك الموانئ البحرية , ويكفي أن نذكر حادثة من الحملات العسكرية على مدينة الشحر تعتبر نموذجاً من تلك الحملات التي توالت على المدينة حتى انتهاء سيطرة البرتغاليين على الخطوط التجارية البحرية.

ففي عام (929 هجرية ـ 1522 ميلادية) قدم البرتغاليون إلى ميناء الشحر في حوالي تسع سفن ونزلوا إلى المدينة من فجر يوم الجمعة فنشب قتال شديد بينهم وبين الأهالي إلا أن البرتغاليين تغلبوا في النهاية عليهم وقتل عدد كبير من أهل الشحر ونهبت المدينة نهباً فظيعاً ، وغادروها بعد أربعة أيام ، وقد توالت حملاتهم على المدينة وعلى السفن والمراكب التي كانت ترسوا على مينائها، حيث كان البرتغاليون يعتمدون على نهب السفن ومن ثم إحراقها ، وبعد نهاية سيطرة البرتغاليين وصل إلى الشحر الهولندي " فان دون بروكة " في عام (1613م) ، ل
يطلب من سلطان الشحر إذناً للهولنديين بالمتاجرة في المدينة فأذن لهم بذلك ، وقد وصف بروكة ميناء الشحر بأنها ميناء حضرموت الرئيسية ، وأنه شاهد نحو (14 مركباً) راسية على الميناء ، وهناك أيضاً سفن كثيرة قد وصلت أثناء إقامته بالمدينة قادمة من الهند ومن شرق أفريقيا ومن الخليج العربي .

ـ الدول التي تعاقبت على الشحر من القرن السادس الهجري كانت :-

أولاً - دولة آل إقبال : التي بدأت من النصف الأول من القرن السادس الهجري وانتهت في سنة (611هـ) ، عندما سيطر الأيوبيين على المدينة ، وجعلوا ابن فارس عاملاً لهم عليها ولكن حدثت ثوره من قبل عمر بن مهدي في سنة ( 615هـ) الذي حاول توحيد حضرموت تحت قيادته وطرد آل فارس من الشحر وفي سنة (621هـ) استطاع سلاطين آل إقبال استعادة الشحر عاصمة أجدادهم وآبائهم بقيادة السلطان عبد الرحمن بن راشد إقبال ، وفي سنة (670هـ) استطاع الرسوليون أثناء حكم المظفر الرسولي أن يستولوا على الشحر ، وظلت تحت سلطتهم حتى سنة( 836 هجرية) وبعدهم سيطرت على الشحر آل أبي دجانة إلى سنة (861 هـ) ، عندما كان يسيطر عليها الطاهريون ، وقد استمرت سلطتهم عليها إلى سنة (883 هـ) ، فقد حدث خلال هذه الفترة في سنة (866هـ) أن استطاع واحد من آل أبي دجانة السيطرة على المدينة وطرد عامل الطاهريين منها الأمر الذي دعى السلطان الطاهري إلى تجهيز حملة لمهاجمة آل أبي دجانة ، وبالفعل طرد آل أبي دجانة عن المدينة وألزم الكثيريين بمساعدة نائب الطاهريين بالمدينة ومن هنا بدأ تدخل الكثيريين في أمور الشحر ، ففي سنة (883هـ) تمكن آل أبي دجانة بقيادة أسعد بن مبارك با دجانة الاستيلاء على المدينة ومكثت تحت سلطته إلى سنة (901هـ) إلى أن استطاع آل الكثيري استعادة المدينة في عهد سلطانهم جعفر بن عبد الله الكثيري ، واستطاع السلطان الكثيري بدر أبو طويرق (922-977هـ) أن يدحر البرتغاليين في سنة (929هـ) بعد أن أعلن الجهاد بتعبئة أبناء وطنه في معركة فاصلة ، واستطاع أن يأسر الكثير منهم وأرسلهم إلى السلطنة العثمانية التي كان الكثيري يعلن ولاءه لها وهو الولاء الذي دعى السلطان العثماني أن يرسل في عام (936هـ) خلعه الولاية إلى السلطان بدر أبو طويرق الكثيري وحلل الشرف لأمرائه بواسطة القائد مصطفى بيرم الذي كان يقود حملة تركية كان هدفها القضاء على سلطة البرتغاليين في الهند، وقد ظلت المدينة تحت سلطة الكثيريين حتى مطلع القرن الثاني عشر الهجري إلى أن سيطرت عليها قبيلة من يافع هم آل بريك وكونت دويلة مستقلة فيها ، ثم استعادها الكثيريون على يد غالب بن محسن الكثيري ، في ذي الحجة سنة(1283هـ) ، واستطاع الاستيلاء عليها ، وظلت بعدها تابعة للسلطنة القعيطية حتى الاستقلال الوطني من الاستعمار الإنجليزي عام (1967م(
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
صدور كتاب (الأسلحة التقليدية في الشعر الشعبي اليمني)
السبت - 04 يوليه 2020 - الساعة 04:17 م

تأليف د.علي صالح الخلاقي
الشعر بشكل عام من بين المصادر التاريخية التي يمكن الرجوع إليها في دراسة الأحداث والوقائع التاريخية ومعرفة أحوال المجتمعات والتعرف على المسميات للآلات والأدوات المستخدمة في المراحل المختلفة.
وليس هناك من شك في أن الشعر الشعبي في بلادنا اليمن، شمالاً وجنوباً، سواء قبل الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في عام 1990م، أو بعد تلك الوحدة المتسرعة والفاشلة التي تحولت إلى احتلال للجنوب بعد حرب اجتياح الجنوب وإلغاء الشراكة في يوليو 1994م، يعتبر مصدرًا مهماً من مصادر التاريخ الحديث، بما يشتمل عليه من وقائع وأحداث ومسميات، ويُعَد خير عون لنا في التعرف على الكثير من المظاهر الحضارية العسكرية التقليدية في بلادنا، التي نفتقدها نظراً لغيابها في المؤلفات المتخصصة، وندرتها في الشعر الفصيح، وذلك من خلال الرجوع إلى قصائد الشعراء الشعبيين التي نظموها في حقب مختلفة وفي أغراض متعددة منها الفخر والحماسة والهجاء منذ أن كان الفرسان يتبارزون بسيوفهم ورماحهم وحتى دخول البندقية البدائية ذات الفتيلة ووصولا إلى البنادق النارية الحديثة، بل ونجد ضالتنا حتى في قصائد الغزل من خلال تشبيهات الشعراء لعشيقاتهم بضروب من تلك الأسلحة التقليدية التي راجت وشاعت في عصرهم أو بأجزاء منها، وهو الأمر الذي حفظ لنا الكثير من تلك المسميات المحلية والأجنبية.
ولا بد لنا في البدء من تعريف السلاح بشكل عام، ثم السلاح التقليدي. ومن المعروف أن السلاح هو أداة تستعمل لغرض الدفاع، الهجوم، أو التهديد أو أثناء القتال لتصفية أو شل الخصم أو العدو، أو لتدمير ممتلكاته أو لتجريده من موارده. وعلى الصعيد العملي فان تعبير السلاح يمكن أن يطلق على كل ما يمكن أن يحدث ضررا ماديا وبذلك تتفرع الأسلحة إلى عدة أنواع من البسيطة انطلاقا من الهراوة مروراً بالسلاح الأبيض وصولاً إلى الصاروخ العابر للقارات.
والسلاح التقليدي هو بصفة عامة سلاح تنبع قدرته وضرره من الطاقة الحركية أو الحارقة أو الطاقة المتفجرة ويستبعد استخدام أسلحة الدمار الشامل (مثل الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية). وأي سلاح يستخدم في الجرائم أو الصراعات أو الحروب يصنف كأسلحة تقليدية ويشمل الأسلحة الصغيرة والدروع الدفاعية والأسلحة الخفيفة والألغام البحرية والبرية وكذلك القنابل والقذائف والصواريخ غير المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل والذخائر العنقودية.
ومنذ العصور الأولى التي عرفها الانسان استخدم السلاح لسببين، سبب يتعلق بالدفاع عن النفس وتفادي الأخطار، وسبب يتعلق بتحصيل احتياجاته ومكاسبه من الصيد وغيره. وخلال مسار التاريخ تطورت صنوف الأسلحة من الأبسط إلى الأعقد، وكانت واحدة من أهم العوامل التي حددت مسار التاريخ وصقلته. وفي التاريخ العربي كانت السيوف والرماح أشهر الأسلحة الحربية المعروفة، وعُدَّة الفارس والمحارب لأزمنة طويلة خلت، ولذلك زخر الشعر العربي الفصيح بالحديث عن السيف والرمح وكل ما له صلة بهما من المرادفات الشعرية التي رددتها الألسن، وسارت بها الركبان، وعتقها الزمن حتى صار التغني به أحد أغراض الشعر الرئيسية في الأدب.
ولم يفلح البندق منذ ظهوره في منافسته لاحتلال المكانة التي تبوأها القوس والسيف والرمح في قلوب الناس، أو التسلط على وجدانهم، ولم يلهم الأدباء والشعراء كما عمل السيف والرمح. ولم يَقُل أحد فيه أي شيء يشبه تلك الملاحم التي قيلت في السيف وألهبت مشاعر الناس آلاف السنين. وسبب ذلك أن البندق يفتقر إلى تلك المفردات التعبيرية التي اكتسبها السيف، كما أن اللغة لا تشمل مرادفاً لكلمة البندق نفسها، مقارنة بالسيف الذي توفرت له عشرات المرادفات المعبرة. وإذا ذكرت أنواع البندق فإنما هي كلمات تميّز مصدر صنعه. وعندما دخلت البنادق الحديثة صارت أسماؤها هي نفس الأسماء الأجنبية التي استورد باسمها.
لذا فإنه ليس غريباً أن لا يشتمل الشعر الفصيح في بلادنا وفي غيرها إلا على إشارات وشواهد قليلة في ذكر البندق، وأغلبها ألغازاً، وإذا ذكر البندق في الشعر فإنما للإيحاء بالمنعة والقوة، ولكن ليس للشجاعة قطعاً، ويفتقر إلى عنصر المبارزة والمواجهة والمهارة التي يتميز بها السيف وحامله( ).
بيد أن الشعراء الشعبيين عوَّضوا فيما قصر فيه شعراء الفصحى. وكان لدخول البندقية لأول مرة في حضرموت نقطة تحول هامة في تاريخ حضرموت عامة حيث سجل بداية التحول من السيف والرمح والجنبية إلى البندقية التي جاء بها الأتراك (العثمانيون) في عهد السلطان بدر أبي طويرق الذي اتفق معهم على تجنيد جيش منهم يخضع به حضرموت ويلقّح بهمته وشجاعته أرواح رجاله، فوردت إليه الجنود التركية وهو بالشحر في شهر جمادي الآخرة سنة (926هـ/1519م). يصف ابن هاشم دخول الأتراك حضرموت، وما أصاب أهلها من رعب، جراء إدخال البندق معهم بقوله:"ومما زاد في رعب أهل حضرموت
هو ما يحمله جيش الأتراك مع بدر بأيديهم وعلى أكتافهم من الاختراع الغريب في ذلك العهد، ما يسمعه الناس من الصوت المزعج الذي يصم الآذان خارجاً من فم تلك الآلة القاتلة، وهو اختراع جهنمي ليس لحضرموت عهد بمثله قبل قدوم جند الأتراك به، وذلك هو بندق (أبو فتيلة) فكان لظهوره دوي عظيم بين كل الطبقات"( ).
وأطلق الحضارم على بنادق العُلُوق (أبو فتيلة) اسم بندق (روم)، لأنهم كانوا يسمون الأتراك بـ(الروم ). وعززت تلك الأسلحة من قوة الجيش الذي بناه السلطان بدر أبو طويرق والمكون في معظمه من عناصر من خارج حضرموت من يافع والعثمانيين والموالي الأفريقيين وغيرهم، وذلك حتى يضمن ولاءهم، وعدم تمردهم عليه( ). وكان لتلك الأسلحة التي أمدها به العثمانيون أثرها الفعال في استخدامها ضد معارضيه من القبائل ومنافسيه من آل كثير واحراز النصر المؤزر ضد خصومه حينها( ).
وأحدث ظهور البندق لأول في حضرموت أثراً كبيراً على شكل وأساليب الحروب، بل وعلى المجتمع الحضرمي بشكل عام، بطرق لم يحدثها أي سلاح آخر تقريباً. وبمرور الوقت حلت البنادق محل أسلحة الحراسة القديمة، لكن ببطء لأنها كانت أكثر كلفة من الناحية الاقتصادية. وسرعان ما أجاد الحضارم استخدام البنادق وأصبحت، تقريباً، حتى منتصف القرن العشرين جزءاً لا يتجزأ من عتاد القبائل( ).
لا شك أنه توفر للشاعر الشعبي ذخيرة لا بأس بها من المفردات والكنايات العامية للبارود والرصاص والبنادق والأسلحة ما ترفع عن استعمالها شاعر الفصحى الذي ظل مرتبطاً بمدح السيف والرمح. والتفسير المعقول لهذه الظاهرة، كما يقول المؤرخ عبدالله محيرز هو أن الطبقة التي تعاملت مع البندق اختلفت عن تلك التي اقتنت السيوف. فقد حمل السيف الخلفاء والوزراء والملوك والأدباء والمثقفون جميعاً إلى جانب العسكر وعامة الشعب. وبرز في استعماله كثير من الأدباء والشعراء وذوي الرئاسة. بل ندر أن يبلغ الرئاسة من لم يحسن استعماله. وعلى عكس ذلك بالنسبة للبندق، فقد قلَّ أن حمله هؤلاء. بل انحصر تداوله في العسكر، والقبائل البدوية، والحرفيين من صناع البندق والذخيرة( ).
وهكذا انعكس تأثير ظهور البندق بصورة واضحة في مضامين الشعر الشعبي، ووجد الشعراء الشعبيون في البندقية بصنوفها ومكوناتها مادة خصبة للمفاخرة وبث الحماسة، كما استخدموها أيضا في التكنية والتشبيه في قصائدهم الغزلية، وسرعان ما استأثرت البندقية والأسلحة النارية الحديثة بكل صنوفها بنصيب وافر في نتاجاتهم، وحلت في المرتبة الأولى في الاستشهاد والتشبيه والفخر والتهديد مقارنة بالأسلحة البيضاء (السيف والرمح والجنبية)، حيث اتاحت اللهجة لهم استخدام وتوظيف المسميات المحلية والأجنبية للبنادق النارية ومرفقاتها دون قيود معينة أو تحفظات، بعكس شعراء الفصيح، ولذلك يجد المتابع للشعر الشعبي حصيلة وافرة من مسميات تلك الأسلحة التقليدية في الأبيات والقصائد التي تصف أو تتغنى بالبنادق والأسلحة التقليدية أو المفاضلة فيما بينها وهو ما لا يمكن العثور عليه في أي مصدر آخر.
ما يجب قوله إن أساس هذا البحث كان ورقة عمل تقدمت بها إلى الندوة العلمية التي نظمها مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر في مدينة شبام حضرموت 27-28 أكتوبر 2018م تحت عنوان "المظاهر الحضارية العسكرية التقليدية في حضرموت". وكان عنوان بحثي (الأسلحة التقليدية في الشعر الشعبي الحضرمي)، وضم 100من صنوف الأسلحة التقليدية وملحقاتها، كما تتبعتها في مضان الشعر الشعبي الحضرمي، فكان ذلك فاتحة شهية دفعتني للتفكير والبدء في توسيع إطار البحث، بحكم اهتمامي بالموروث الشعري وتتبعي لنتاجات الكثير من الشعراء الشعبيين، خاصة في المحافظات الجنوبية ومحيطها، لا سيما وأنني وجدت مادة مغرية، تتعرض لمسميات كثيرة من صنوف الأسلحة التقليدية والحديثة لم أصادفها في نتاجات الشعراء الحضارمة.
وهكذا سعيت جاهداً في تتبع ورصد الإشارات والشواهد المتناثرة، هنا وهناك، التي تعرضت للأسلحة، قديمها وحديثها، وبمختلف أنواعها وأجزائها، من خلال عشرات المصادر والمراجع التي حوت نتاجات عشرات من الشعراء الشعبيين في مختلف مناطق بلادنا، حتى وصلت إلى هذا العمل الذي يضم 265 من مسميات الأسلحة قديمها وحديثها، بما في ذلك الأسلحة البيضاء، والأسلحة التقليدية القديمة والحديثة، وقد انتقيت ما يناسب البحث من الشواهد الشعرية الكثيرة التي أتيح لي الاطلاع عليها والابحار في مضانها لأجد ضالتي، وهو عمل استغرق مني وقتاً وصبراً وجهداً لا يدرك كنهه إلا المشتغلون في البحث العلمي. وقد أوردت صنوف الأسلحة مرتبة حسب الترتيب الهجائيّ أو الألفبائيّ لسهولة تتبعها من قبل القراء والمهتمين، كما أوردت اسماء المصادر والمراجع التي استندت إليها في قائمة متسلسلة نهاية الكتاب.

**********
(مقدمة الكتاب)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية
من اليمن لليمن للحضارة للفن للمدن للقرى للماضي للحاضر للارض للانسان للحرب للواقع
هنا
#اليمن

#صور_يمنية
#صور_يمنية
. #صور_يمنية

⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️
👍🏻

📸📸صورة🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
https://t.me/taye5
للاشتراك فـي القناة عبر الرابط التالي
👇👇👇👇👇👇👇👇
📸📸صورة🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔵 www.telegram.me/taye5®
📸📸صور_يمنية 🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔵 www.telegram.me/taye5®
📸📸صور_يمنية 🇾🇪🇾🇪🇾🇪