ـ وقيل كان يقام في هذا المسجد دروس في علوم الشريعة من فقه وتفسير للقران والحديث ، و النحو ، والأدب . ومن المحتمل أنّ المسجد في بداية عهده كان يضم في جنباته الكثير من العلماء الكبار ولذلك كانت تدرس فيه تلك العلوم الشرعية وفروعها المتنوعة كما أشرنا قبل قليل . ويسترعي انتباهنا أن المسجد يقبع بين منازل متواضعة عتيقة ، قد بنيت من الطين ، وأنّ تجاعيد الزمن حفرت أخاديد واسعة على جدرانها.ويلاحظ أنّ المسجد لم تمتد إليه أيدي الترميم والصيانة حتى هذه اللحظة علمًا بأنه من المساجد القديمة في لحج والذي يبلغ من العمر أكثر من نيف ومائة عام , ونستدل من ذلك أنّ هذا المسجد أقدم من مسجد الدولة .
[c1]مسجد أبان[/c]
يذكر أحد الرحالة الغربيين الذي زار عدن في القرن العاشر الهجري / القرن السادس عشر الميلادي وكانت عدن في تلك الفترة التاريخية تحت حكم الدولة أو السلطنة الطاهرية . أنّ المدينة مزدهرة بالمساجد بصورة تدعو إلى الإعجاب من ناحية وأنّ المنشآت الصوفية تحتل مساحة كبيرة في هذه المدينة المطلة على البحر العربي من ناحية أخرى . وفي عدن القديمة ( كريتر ) يطفو مسجد غاية في الأهمية يعود بناؤه إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان ـــ رضي الله عنه ـــ الذي تولى خلافة المسلمين في سنة ( 23هـ / 644م ) . وقد أجمعت كتب التاريخ أنّ هذا المسجد الجامع ، كان قبلة نوابغ العلماء الكبار وجهابذة الفقهاء ، وقبلة طلاب العلم وكذلك قبلة طلاب الشهرة . وصفته أكثر المصادر التاريخية أنه كان “ أحد مساجد عدن المشهورة بالبركة ، واستجابة الدعاء ، ونجاح الحوائج ، وفيه أقام العالم الجليل الإمام أحمد بن حنبل المتوفى ( 241 هـ / 856م ) . وكانت ولاية اليمن ومنها عدن واقعة تحت ظلال الخلافة العباسية وتحديداً في عهد الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد الذي بويع له بالخلافة سنة ( 198هـ / 814م ) وفي إبان عهده شهدت البلدان العربية والإسلامية ازدهارًا فكريًا وعلميًا واسعًا وكان من البديهي أنّ ينعكس هذا على ازدهار الحركة العلمية في ثغر اليمن عدن .
[c1]شيخ جوهر[/c]
وتذكر المصادر أنّ الشيخ الكبير ، قطب أقطاب الصوفية في عدن أبو البهاء جَوهَر بن عبد الله العدني المتوفى ( 626 هـ / 1229م ) وهو يوم ميلاد الدولة الرسولية التي حكمت اليمن أكثر من قرنين من الزمان ، أنه كان يعمل بزازاً ( بائع للأقمشة ) في سوق أبان ، وكان كثير الاعتكاف في هذا المسجد ، قبل أنّ يتولى منصب المشيخة عن شيخه أبا حمران . ومازال قبر بن جوهر معروف وهو مدفون في مسجده المسمى على أسمه في حي القاضي بـ ( كريتر) عدن القديمة. وكيفما كان الأمر ، فقد ذاعت شهرة مسجد جامع أبان آفاق البلدان العربية والإسلامية بفضل علمائه الأجلاء الجهابذة الذين كانوا ينبوع في العلوم الدينية وفروعها المتنوعة لا ينضب . وهذا مما دفع الإمام الكبير والعالم القدير أحمد ابن حنبل أنّ يأتي إلى هذا المسجد ليأخذ مسألة علمية من العالم الفقيه الحكم بن أبان . وتذكر الروايات أنّ قدوم الإمام أحمد بن حنبل إلى عدن ، كان في سنة ( 170 هـ / 787م ) . ويصف المؤرخ بامخرمة مؤلف (ثغر عدن ) أبان بن عثمان نقلا عن الذهبي ، قوله : “ ما رأيت أعلم بحديث ، ولا فقه منه ... كان فقهاء المدينة عشرة وعد منهم أبان بن عثمان “ . ويذكر الدكتور حسين مؤنس في كتابه ( المساجد ) تاريخ وفاته بين 95 و 105 هـ / 713 ـــ 722م . ويذكر ابن سعد في الطبقات أنّ أبان توفى في المدينة المنورة ، ويفهم من تلك الرواية أنه رجع إلى المدينة ، وتوفي فيها ، بخلاف ما هو شائع ومشهور أنّ أبان بن عثمان مدفوناً في مسجده الذي سمي باسمه ، ولكن المعطيات التاريخية تغفل عن تحديد تاريخ رجعوه إلى المدينة من عدن ، ولكن الشيء الثابت والمؤكد أنه لم يدفن في مسجد أبان كما كان يظن الكثير من الناس وإنّ لم يكن أغلبهم .
[c1]مسجد العسقلاني[/c]
مسجد العسقلاني أو مسجد البيحاني الرابض في أخر شارع ( حسين على ) المقابل لحي القطيع أقدم الأحياء السكنية بــعدن القديمة ( كريتر) وتذكر الروايات التاريخية أنّ هذا المسجد قطع من العمر نيف وستمائة سنة . ويقال أنّ هذا المسجد سميا بمسجد العسقلاني لكون الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني ، قد أقام فيه لمدة ستة شهور ، وألقى الكثير من العلوم الدينية فيه عند زيارته لثغر عدن . وتذكر المصادر أنّ الشيخ علي بن عبد الله اليافعي قام بترميمه وتوسعته في العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري / القرن التاسع عشر الميلادي . وفي سنة ( 1369 هـ / 1950م ) . هدم هذا المسجد من أساسه ، وأعيد بناءه على أحدث الطرز المسجدية حينئذ , ولقد بلغ تكلفته أربعمائة واثنين وثمانين ألف روبية هندية ، وأشرف على هذا العمل الجليل الشيخ سعيد بن أحمد بازرعة ، وقام المقاول الحاج محمد عثمان اليمني ببناء المسجد ـــ حسب قول الشيخ محمد سالم بيحاني في مؤلفه ( رسالة نحو المسجد ) . وتذكر الروايات أنّ اسم مسجد العسقلاني ارتبط أيضًا باسم الشيخ محمد سالم البيحاني
[c1]مسجد أبان[/c]
يذكر أحد الرحالة الغربيين الذي زار عدن في القرن العاشر الهجري / القرن السادس عشر الميلادي وكانت عدن في تلك الفترة التاريخية تحت حكم الدولة أو السلطنة الطاهرية . أنّ المدينة مزدهرة بالمساجد بصورة تدعو إلى الإعجاب من ناحية وأنّ المنشآت الصوفية تحتل مساحة كبيرة في هذه المدينة المطلة على البحر العربي من ناحية أخرى . وفي عدن القديمة ( كريتر ) يطفو مسجد غاية في الأهمية يعود بناؤه إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان ـــ رضي الله عنه ـــ الذي تولى خلافة المسلمين في سنة ( 23هـ / 644م ) . وقد أجمعت كتب التاريخ أنّ هذا المسجد الجامع ، كان قبلة نوابغ العلماء الكبار وجهابذة الفقهاء ، وقبلة طلاب العلم وكذلك قبلة طلاب الشهرة . وصفته أكثر المصادر التاريخية أنه كان “ أحد مساجد عدن المشهورة بالبركة ، واستجابة الدعاء ، ونجاح الحوائج ، وفيه أقام العالم الجليل الإمام أحمد بن حنبل المتوفى ( 241 هـ / 856م ) . وكانت ولاية اليمن ومنها عدن واقعة تحت ظلال الخلافة العباسية وتحديداً في عهد الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد الذي بويع له بالخلافة سنة ( 198هـ / 814م ) وفي إبان عهده شهدت البلدان العربية والإسلامية ازدهارًا فكريًا وعلميًا واسعًا وكان من البديهي أنّ ينعكس هذا على ازدهار الحركة العلمية في ثغر اليمن عدن .
[c1]شيخ جوهر[/c]
وتذكر المصادر أنّ الشيخ الكبير ، قطب أقطاب الصوفية في عدن أبو البهاء جَوهَر بن عبد الله العدني المتوفى ( 626 هـ / 1229م ) وهو يوم ميلاد الدولة الرسولية التي حكمت اليمن أكثر من قرنين من الزمان ، أنه كان يعمل بزازاً ( بائع للأقمشة ) في سوق أبان ، وكان كثير الاعتكاف في هذا المسجد ، قبل أنّ يتولى منصب المشيخة عن شيخه أبا حمران . ومازال قبر بن جوهر معروف وهو مدفون في مسجده المسمى على أسمه في حي القاضي بـ ( كريتر) عدن القديمة. وكيفما كان الأمر ، فقد ذاعت شهرة مسجد جامع أبان آفاق البلدان العربية والإسلامية بفضل علمائه الأجلاء الجهابذة الذين كانوا ينبوع في العلوم الدينية وفروعها المتنوعة لا ينضب . وهذا مما دفع الإمام الكبير والعالم القدير أحمد ابن حنبل أنّ يأتي إلى هذا المسجد ليأخذ مسألة علمية من العالم الفقيه الحكم بن أبان . وتذكر الروايات أنّ قدوم الإمام أحمد بن حنبل إلى عدن ، كان في سنة ( 170 هـ / 787م ) . ويصف المؤرخ بامخرمة مؤلف (ثغر عدن ) أبان بن عثمان نقلا عن الذهبي ، قوله : “ ما رأيت أعلم بحديث ، ولا فقه منه ... كان فقهاء المدينة عشرة وعد منهم أبان بن عثمان “ . ويذكر الدكتور حسين مؤنس في كتابه ( المساجد ) تاريخ وفاته بين 95 و 105 هـ / 713 ـــ 722م . ويذكر ابن سعد في الطبقات أنّ أبان توفى في المدينة المنورة ، ويفهم من تلك الرواية أنه رجع إلى المدينة ، وتوفي فيها ، بخلاف ما هو شائع ومشهور أنّ أبان بن عثمان مدفوناً في مسجده الذي سمي باسمه ، ولكن المعطيات التاريخية تغفل عن تحديد تاريخ رجعوه إلى المدينة من عدن ، ولكن الشيء الثابت والمؤكد أنه لم يدفن في مسجد أبان كما كان يظن الكثير من الناس وإنّ لم يكن أغلبهم .
[c1]مسجد العسقلاني[/c]
مسجد العسقلاني أو مسجد البيحاني الرابض في أخر شارع ( حسين على ) المقابل لحي القطيع أقدم الأحياء السكنية بــعدن القديمة ( كريتر) وتذكر الروايات التاريخية أنّ هذا المسجد قطع من العمر نيف وستمائة سنة . ويقال أنّ هذا المسجد سميا بمسجد العسقلاني لكون الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني ، قد أقام فيه لمدة ستة شهور ، وألقى الكثير من العلوم الدينية فيه عند زيارته لثغر عدن . وتذكر المصادر أنّ الشيخ علي بن عبد الله اليافعي قام بترميمه وتوسعته في العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري / القرن التاسع عشر الميلادي . وفي سنة ( 1369 هـ / 1950م ) . هدم هذا المسجد من أساسه ، وأعيد بناءه على أحدث الطرز المسجدية حينئذ , ولقد بلغ تكلفته أربعمائة واثنين وثمانين ألف روبية هندية ، وأشرف على هذا العمل الجليل الشيخ سعيد بن أحمد بازرعة ، وقام المقاول الحاج محمد عثمان اليمني ببناء المسجد ـــ حسب قول الشيخ محمد سالم بيحاني في مؤلفه ( رسالة نحو المسجد ) . وتذكر الروايات أنّ اسم مسجد العسقلاني ارتبط أيضًا باسم الشيخ محمد سالم البيحاني
ـــ ويعد من كبار العلماء الإجلاء في اليمن ـــ ، وكان يلقي دروسه بصورة مستمرة في هذا المسجد ، ويلقي أيضًا فيه خطب الجمعة والمناسبات والأعياد الدينية ، وكان له دور كبير في الوقوف مع الأحرار اليمنيين وعلى رأسهم الأديب والشاعر الشهيد المناضل محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد النعمان الذين أسسوا حزب الأحرار في مدينة عدن سنة 1944م ضد جور وظلم الإمام يحيى وأبنه السيف أحمد الذي كان وليًا للعهد آنذاك .
[c1]جامع عدن[/c]
ويورد الشيخ البيحاني في مؤلفه ( رسالة نحو المسجد ) عددًا من اسماء المساجد عدن القديمة التي مازالت ماثلة للعيان ، والبعض الآخر بات أثرًا بعد عين ، وبني على أنقاضه مسجد آخر باسم آخر وفي عصر آخر ، كالآتي : “ المسجد القديم ـــ يقصد موقع المنارة القائمة حاليًا بجانب بريد عدن العام ـــ ، وتذكر المصادر أنّ مكان المنارة الحالي ، كان مسجدًا بناءه ( بناه ) الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي ـــ رضي الله عنه ـــ المتوفي سنة ( 101هـ / 720م ) وقام الأمير حسين بن سلامة ( 2 / 403هـ / ) ( 1013م ) وهو أحد موالي الدولة الزيادية في زبيد ، بتوسعته ، وأضاف عليه السلطان الملك عامر بن عبد الوهاب الطاهري المتوفى ( 923هـ / 1517lم ) زيادات أخرى . وأمّا عن بناء المنارة القائمة حتى يوم الناس هذا فهي من المحتمل بنيت في وقت متأخر لكون ظهور المآذن في المساجد ، كان في أواخر عصر الدولة الأموية سنة ( 132هـ / 750م ) ، وبداية الدولة العباسية . والجدير ذكره ، أنّ المآذن ليست من العناصر الرئيسة في المسجد أو المساجد ، كالقبلة المحراب ، المنبر ، بيت الصلاة ، الصحن ، وإنمّا تعد من العناصر الإضافية والجمالية فيه . ومن المرجح أنّ مئذنة جامع عدن بنيت في الفتح العثماني الأول لليمن سنة 1538م والذي استمر قرابة قرن من الزمن .
[c1]من مساجدها القديمة[/c]
ويورد الشيخ البيحاني في مؤلفه ( رسالة نحو المسجد ) في سرد معلومات تاريخية هامة عن عددٍ من المساجد القديمة والمشهورة في عدن القديمة ( كريتر ) ، فيقول : “ مسجد العيدروس نسبة إلى العالم الجليل والقطب الصوفي الكبير السيد الشريف أبي بكر بن عبد الله العيدروس باعلوي ، ومسجد حسين صديق الأهدل ، ومسجد الشيخ عبد الله بن أبي بكر بن عمر بن سعيد الخطيب الشعبي في شارع أو سوق الزعفران ــــ ويعد الزعفران من أقدم الأسواق الشعبية في المدينة ، وكان يباع فيه الماء ، والحطب ، وذكر اسم هذا السوق في عصر إمارة بني زريع عمال الدولة الصليحية في عدن ولحج والذين انسلخوا منها في عهد الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي المتوفاة ( 532هـ / 1138م ) , وقد كوّنوا لهم إمارة جديدة في عدن استمرت 36 عامًا حتى قضى عليهم الأيوبيون سنة ( 596هـ / 1173م ) ــــ والكلام مازال للشيخ البيحاني : وبانصير ، وأبي الليل ، وجوهر ، والعراقي ، وعلوي ، والخوربي ، والشوذري ، وعبد الله عمر ، وبن علوان ، وحامد المهدلي ، وخواص ، وأحمد هندي ، وخدابخش وهو المعروف تاريخيًا بمسجد الشجرة ... “ . ويذكر الأستاذ عبد الله محيرز في مؤلفه ( صيرة ) أنه كان يوجد مسجد في حي القطيع ـــ وهو من الأحياء القديمة في المدينة ـــ بنته السيدة الحرة بهجة أميرة من أميرات بني زريع ، وقد نسب المسجد إلى أسمها . ويرجح عبد الله محيرز أنّ المسجد الحالي ، قد بنى على أنقاضه مسجد آخر هو مسجد علوي بن محمد بن عيدروس المشهور حاليًا بمسجد ( العلوي ) المتوفى سنة ( 1000هـ / 1592م ) أي أنه شيد في إبان حكم العثمانيين الأول لليمن .
[c1]خواص[/c]
مسجد صغير يرقد في أحضان مدينة عدن القديمة ( كريتر ) منذ نيف ومائة عام . يتجلي فيه التواضع والوقار ، يفيض بالنور والضياء ، مازال واقفاً شامخًا يطاول الأيام ، والشهور ، والسنين ، تغيرت الدنيا من حوله ولم يتغير حمل على كتفيه الأيام الخوالي أنه مسجد خواص الشاخص ببصره على ميدان ( كريتر ) , وحي حسين الأهدل ، وسوق الطويل . وعلى جدار الجهة الشرقية من المنبر والمحراب في بيت صلاة المسجد تطل لوحة مربعة الشكل صغيرة الحجم من المرمر الأبيض ، نحتت عليها عبارة قصيرة كالآتي : “ بناءه ( بناه ) الحاج خواص بن سيف الدين في سنة 1325هـ ( 1907م ) “ . وهذا وقد سمي المسجد بإسمه . ويقال خواص هذا ، كان متبعا الطريقة الصوفية للشيخ عبد القادر الجيلاني وهو قطب من أقطاب الصوفية في العراق ، والعالم الإسلامي ، وله أتباع ومريدين كثر في مختلف البلدان العربية والإسلامية ، فوهب خواص عمارة المسجد ثوابًا على روحه . وتذكر المصادر أنه بعد وفاة الحاج خواص ، تكفل الحاج
هاشم كوار بالعناية والإنفاق والصرف على المسجد . وقد أوقف على المسجد أربعة بيوت في ( حافة ) حي الصومال بكريتر . ويقول بعض الطاعنين في السن أنّ الحاج هاشم كوار الذي تكفل في العناية والاهتمام بمسجد خواص تعود أصوله إلى الصومال ، ولقد سكن أجداده الأول عدن في التاريخ البعيد ، وأكثروا فيها الأنساب ، وباتوا جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمع أهل عدن ، وتحت سمائها عا
[c1]جامع عدن[/c]
ويورد الشيخ البيحاني في مؤلفه ( رسالة نحو المسجد ) عددًا من اسماء المساجد عدن القديمة التي مازالت ماثلة للعيان ، والبعض الآخر بات أثرًا بعد عين ، وبني على أنقاضه مسجد آخر باسم آخر وفي عصر آخر ، كالآتي : “ المسجد القديم ـــ يقصد موقع المنارة القائمة حاليًا بجانب بريد عدن العام ـــ ، وتذكر المصادر أنّ مكان المنارة الحالي ، كان مسجدًا بناءه ( بناه ) الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي ـــ رضي الله عنه ـــ المتوفي سنة ( 101هـ / 720م ) وقام الأمير حسين بن سلامة ( 2 / 403هـ / ) ( 1013م ) وهو أحد موالي الدولة الزيادية في زبيد ، بتوسعته ، وأضاف عليه السلطان الملك عامر بن عبد الوهاب الطاهري المتوفى ( 923هـ / 1517lم ) زيادات أخرى . وأمّا عن بناء المنارة القائمة حتى يوم الناس هذا فهي من المحتمل بنيت في وقت متأخر لكون ظهور المآذن في المساجد ، كان في أواخر عصر الدولة الأموية سنة ( 132هـ / 750م ) ، وبداية الدولة العباسية . والجدير ذكره ، أنّ المآذن ليست من العناصر الرئيسة في المسجد أو المساجد ، كالقبلة المحراب ، المنبر ، بيت الصلاة ، الصحن ، وإنمّا تعد من العناصر الإضافية والجمالية فيه . ومن المرجح أنّ مئذنة جامع عدن بنيت في الفتح العثماني الأول لليمن سنة 1538م والذي استمر قرابة قرن من الزمن .
[c1]من مساجدها القديمة[/c]
ويورد الشيخ البيحاني في مؤلفه ( رسالة نحو المسجد ) في سرد معلومات تاريخية هامة عن عددٍ من المساجد القديمة والمشهورة في عدن القديمة ( كريتر ) ، فيقول : “ مسجد العيدروس نسبة إلى العالم الجليل والقطب الصوفي الكبير السيد الشريف أبي بكر بن عبد الله العيدروس باعلوي ، ومسجد حسين صديق الأهدل ، ومسجد الشيخ عبد الله بن أبي بكر بن عمر بن سعيد الخطيب الشعبي في شارع أو سوق الزعفران ــــ ويعد الزعفران من أقدم الأسواق الشعبية في المدينة ، وكان يباع فيه الماء ، والحطب ، وذكر اسم هذا السوق في عصر إمارة بني زريع عمال الدولة الصليحية في عدن ولحج والذين انسلخوا منها في عهد الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي المتوفاة ( 532هـ / 1138م ) , وقد كوّنوا لهم إمارة جديدة في عدن استمرت 36 عامًا حتى قضى عليهم الأيوبيون سنة ( 596هـ / 1173م ) ــــ والكلام مازال للشيخ البيحاني : وبانصير ، وأبي الليل ، وجوهر ، والعراقي ، وعلوي ، والخوربي ، والشوذري ، وعبد الله عمر ، وبن علوان ، وحامد المهدلي ، وخواص ، وأحمد هندي ، وخدابخش وهو المعروف تاريخيًا بمسجد الشجرة ... “ . ويذكر الأستاذ عبد الله محيرز في مؤلفه ( صيرة ) أنه كان يوجد مسجد في حي القطيع ـــ وهو من الأحياء القديمة في المدينة ـــ بنته السيدة الحرة بهجة أميرة من أميرات بني زريع ، وقد نسب المسجد إلى أسمها . ويرجح عبد الله محيرز أنّ المسجد الحالي ، قد بنى على أنقاضه مسجد آخر هو مسجد علوي بن محمد بن عيدروس المشهور حاليًا بمسجد ( العلوي ) المتوفى سنة ( 1000هـ / 1592م ) أي أنه شيد في إبان حكم العثمانيين الأول لليمن .
[c1]خواص[/c]
مسجد صغير يرقد في أحضان مدينة عدن القديمة ( كريتر ) منذ نيف ومائة عام . يتجلي فيه التواضع والوقار ، يفيض بالنور والضياء ، مازال واقفاً شامخًا يطاول الأيام ، والشهور ، والسنين ، تغيرت الدنيا من حوله ولم يتغير حمل على كتفيه الأيام الخوالي أنه مسجد خواص الشاخص ببصره على ميدان ( كريتر ) , وحي حسين الأهدل ، وسوق الطويل . وعلى جدار الجهة الشرقية من المنبر والمحراب في بيت صلاة المسجد تطل لوحة مربعة الشكل صغيرة الحجم من المرمر الأبيض ، نحتت عليها عبارة قصيرة كالآتي : “ بناءه ( بناه ) الحاج خواص بن سيف الدين في سنة 1325هـ ( 1907م ) “ . وهذا وقد سمي المسجد بإسمه . ويقال خواص هذا ، كان متبعا الطريقة الصوفية للشيخ عبد القادر الجيلاني وهو قطب من أقطاب الصوفية في العراق ، والعالم الإسلامي ، وله أتباع ومريدين كثر في مختلف البلدان العربية والإسلامية ، فوهب خواص عمارة المسجد ثوابًا على روحه . وتذكر المصادر أنه بعد وفاة الحاج خواص ، تكفل الحاج
هاشم كوار بالعناية والإنفاق والصرف على المسجد . وقد أوقف على المسجد أربعة بيوت في ( حافة ) حي الصومال بكريتر . ويقول بعض الطاعنين في السن أنّ الحاج هاشم كوار الذي تكفل في العناية والاهتمام بمسجد خواص تعود أصوله إلى الصومال ، ولقد سكن أجداده الأول عدن في التاريخ البعيد ، وأكثروا فيها الأنساب ، وباتوا جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمع أهل عدن ، وتحت سمائها عا
شوا ، ودفنوا في ثراها مثلهم مثل كثير من الجاليات المتنوعة التي قدمت منذ الأزمنة البعيدة من مصر ، الإسكندرية ، الهند ، السند ( الباكستان الحالية ) ، ومن فارس وغيرها من بلدان العالم الإسلامية لكون ، عدن ، كانت أشهر ميناء عربي يقع على الطريق البحري الدولي بين مصر والهند . والحقيقة إذا أردنا أنّ ندرس بعمق تاريخ الحياة الاجتماعية في عدن بصورة خاصة واليمن بصورة عامة على المرء أنّ يدرس تاريخ نشؤ وتطور المساجد لكونها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً وقويًا بحياة الناس بصورة دائمة .
[c1]الشيخ حامد ( أبوقبة )[/c]
في التاريخ البعيد ، رحل الشيخ العارف بالله حامد بن عبد الله بن علي صاحب القبة الكبيرة في الوهط في لحج وتعتبر هذه المدينة من المدن الدينية في اليمن ، حيث نشاهد الكثير والكثير جدًا من القبور والشواهد لشيوخ الطرق الصوفية ، وأولياء الله الصالحين فيها . وتذكر بعض الروايات أنّ الشيخ حامد ألقى عصا الترحال في سوق الزعفران في عدن وهناك أقام زاوية من الزوايا الصوفية التي اشتهرت بها مدينة الوهط . ومع تعاقب النهار والليل ذاع صيته في عدن وألتف حوله الكثير من الأتباع والمريدين ، وكان يرد أيضًا مريدون من الوهط على مصلاه الصغير. وفي مصلاه ، كان يلقي على مريديه وأتباعه علوم الدين ويفقهم في شؤون دنياهم ودينهم . وقيل أنّ الشيخ ( حامد ) توفى سنة ( 1011هـ / 1602م ) في عدن ، وبعد فترة ليست طويلة تم بناء مسجد بجانب ضريح الشيخ حامد ، وتذكر المصادر أنّ يد التوسع امتدت أكثر من مرة في توسعة هذا المسجد وفي المرة الأخيرة أدخل الضريح في المسجد . وبهذا نستخلص أنّ الضريح وجد قبل بناء هذا المسجد الذي سمي بإسمه . ويلفت نظرنا أنّ الشيخ حامد بن عبد الله العارف بالله ، جاء إلى عدن في إبان الحكم العثماني الأول لليمن من ناحية وأنّ المسجد قطع تقريبًا مع العمر أكثر من أربعمائة سنة وبذلك يعد من أقدم المساجد في مدينة عدن بل وفي اليمن
[c1]الشيخ حامد ( أبوقبة )[/c]
في التاريخ البعيد ، رحل الشيخ العارف بالله حامد بن عبد الله بن علي صاحب القبة الكبيرة في الوهط في لحج وتعتبر هذه المدينة من المدن الدينية في اليمن ، حيث نشاهد الكثير والكثير جدًا من القبور والشواهد لشيوخ الطرق الصوفية ، وأولياء الله الصالحين فيها . وتذكر بعض الروايات أنّ الشيخ حامد ألقى عصا الترحال في سوق الزعفران في عدن وهناك أقام زاوية من الزوايا الصوفية التي اشتهرت بها مدينة الوهط . ومع تعاقب النهار والليل ذاع صيته في عدن وألتف حوله الكثير من الأتباع والمريدين ، وكان يرد أيضًا مريدون من الوهط على مصلاه الصغير. وفي مصلاه ، كان يلقي على مريديه وأتباعه علوم الدين ويفقهم في شؤون دنياهم ودينهم . وقيل أنّ الشيخ ( حامد ) توفى سنة ( 1011هـ / 1602م ) في عدن ، وبعد فترة ليست طويلة تم بناء مسجد بجانب ضريح الشيخ حامد ، وتذكر المصادر أنّ يد التوسع امتدت أكثر من مرة في توسعة هذا المسجد وفي المرة الأخيرة أدخل الضريح في المسجد . وبهذا نستخلص أنّ الضريح وجد قبل بناء هذا المسجد الذي سمي بإسمه . ويلفت نظرنا أنّ الشيخ حامد بن عبد الله العارف بالله ، جاء إلى عدن في إبان الحكم العثماني الأول لليمن من ناحية وأنّ المسجد قطع تقريبًا مع العمر أكثر من أربعمائة سنة وبذلك يعد من أقدم المساجد في مدينة عدن بل وفي اليمن
علي صالح الخلاقي
حديث الذكريات عن مراسيم الحج في الأزمنة القديمة أثارتها مخطوطة تاريخية ملونة ومكتوبة بخط اليد الجميل وهي عبارة عن حجة بدل عن الغير تعود لسنة 1064هجرية، وقعت في يدي من أرشيف فقهاء يافع آل عزالدين البكري، وصورتها من محفوظات الأخ الفاضل ناصر علي محمد الفقية البكري. ولعله من المفيد أن أقدم نصها فيما يلي ثم التعليق عليها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أشرقت بنوره الظُلُم ، وجرى بقدرته القلم ، وأسبغ علينا جزيل النعم، وخصنا بالبيت والحرم، والمقام وزمزم، والركن المعظّم، والنبي المكرّم، محمد صلى الله عليه وسلم. أما بعد:
فقد أحرم الحاج المبارك: محمد ابن عامر، على فرض والده عامر ابن علي محمد بالحج من الميقات الشرعي، ولم يزل محرماً ملبياً حتى دخل مكة ودخل من باب السلام وطاف للقدوم وسعى وصعد إلى عرفات ووقف بها إلى الغروب وأفاض إلى مزدلفة وبات بها ولقط منها حصى الجمار الثلاث كل يوم بعد الزوال وأتى مكة ودفع إلى منى ورمى جمرة العقبة وفك إحرامه وزار مكة وطاف للإفاضة ورجع إلى منى وأقام بها ايام التشريق ولياليها يرمي الجمار الثلاث كل يوم بعد الزوال وأتى مكة وخرج إلى التنعيم وأحرم بالعمرة عن فرض المذكور عامر وطاف وسعى وفك احرامه وقد تقبل الله منه وكانت الوقفة نهار الربوع سنة أربع وستين وألف من هجرته صلى الله عليه وسلم (1064هـ) بحضور الشهود المذكورين
شهد بذلك معوضة ابن بوبكر الحبهي
شهد بذلك علي بن حيدرة العيسائي
شهد بذلك عبدالله ابن عمر ابن سعيد البكري
شهد بذلك الغريب ابن مسعود البكري
وكتب وشهد بذلك الشيخ عثمان ابن الشيخ عمر العبادي المرفدي.
التعليق على الوثيقة:
———
هذه الوثيقة التاريخية كُتبت بورقة سميكة بعض الشيء وهذا ما ساعد على بقائها سليمة طوال هذه المدة الزمنية الطويلة، وأن تعرض طرفاها لبعض التلف بحكم طريقة طيّها عند الحفظ. وهي عبارة عن صيغة جاهزة لشهادة (حجة بدل عن الغير)، رُسمت لوحتها وكُتب نصها الثابت قبل موعد الحج وربما بكميات تجارية من قبل الرسالم والخطاط وحرص على ترك فراغات لتعبئة التاريخ ، المتمثل بالسنة، وكذا أسماء الأشخاص المعنيين والشهود.
وكان من يقوم بأداء مراسيم الحج بدلاً عن الغير، يحرص على اقتناء هذه الوثيقة وتدوين اسمه واسم من ينوب عنه في الحج ويحضرها عند وصوله بحيث تُعلق وتُزين بها واجهة المجلس في المنزل، أو تحفظ في الأرشيف الأسري، وأتذكر كيف حلت محلها قبل بضعة عقود وثائق مطبوعة مزدانة بصور الحرم المكي ومسجد الرسول.
وبالنظر إلى هذه الوثيقة نجد أن أنها تقدم لنا معلومات تاريخية نادرة، فالوقفة بعرفات صادفت يوم الأربعاء، تاريخ 9 ذوالحجة سنة 1064هجرية/ الموافق 21 اكتور 1654م. وتظهر اللوحة صوراً تقريبية وملونة لمواضع أداء مناسك الحج ومحيطها في مكة والمدينة ومسمياتها، وتظهر في الأعلى نماذج لخيام “الشريف” وأخرى لخيام “الحاج” بما يعني أنه كان هناك تمييز أو تفضيل معين يحظى به الشريف حتى في نوعية الخيام التي كانت تُنصب للحجاح أثناء أداء مراسيم وشعائر الحج. ومن بين الأشكال المرسومة الكثيرة تلفت انتباهنا مواضع مقامات المذاهب الفقهيَّة السُّنّيّة الأربعة: المالكي ، الحنفي ،الشافعي، الحنبلي، التي كانت تتجاور حلقاتها في صحن الحرم المكي، وهو ما يعكس التسامح الإسلامي وقبول الاختلاف في الآراء دون صدام أو عنف بين اتباع هذه المذاهب الفقهية الذين يتحاورون ويتجادلون في تأويل بعض المسائل الفقهيّة التي لم يجد لها النّاس حكماً قاطعاً في القرآن الكريم، ولا في السّنة النبوية.
وفي النص نعرف أن الحاج قد دخل من “باب السلام” ، وهو أحد أشهر أبواب الحرم المكي باعتبار أنه كان موطئ قدم نبي الإسلام عليه السلام، علماً أن عدد أبواب الحرم المكي كثيرة، بعضها تغيّرت أسماؤها على مر العصور.
كما تعد الوثيقة مصدرا تاريخياً يحفظ لنا اسماء عدد من الحجاج الذين أدوا مناسك الحج في تلك السنة، فإلى جانب الحاج المبارك محمد ابن عامر، الذي حجَّ على فرض والده عامر ابن علي محمد، نجد اسماء الشهود، وهم من الحجاج الذين ترافقوا أو التقوا في موسم الحج وهؤلاء هم: معوضة ابن بوبكر الحبهي، علي بن حيدرة العيسائي، عبدالله ابن عمر ابن سعيد البكري، الغريب ابن مسعود البكري، إلى جانب الكاتب والشاهد الشيخ عثمان ابن الشيخ عمر العبادي المرفدي، الذي لم يتبين اسمه بوضوح تام. ومن اسماء هؤلاء جميعاً يتضح أنهم ينتمون إلى بلاد يافع ، منهم اثنان من بني بكر وثالث من حَبَة ورابع من العياسى، والخامس الكاتب من مرفد، وهذا الخيط يقودنا إلى معرفة الأسر التي ينتمون إليها في تلك المواطن من خلال من بقي من ذريتهم أن لم ينقطع نسلهم، كالغريب ابن مسعود البكري الذي انقرض نسله ولم يعد له ذكر في بني بكر، حسب إفادة الأخ ناصر علي الفقيه البكري.
جدير بالذكر هنا أن لقب الحاج شرفٌ كبيرٌ وكان يلصق بعائلة من أدى هذه الفريضة المقدسة، ولذلك نجد كثيرا من العائلات التي يُطلق عليها مسمى “آ
حديث الذكريات عن مراسيم الحج في الأزمنة القديمة أثارتها مخطوطة تاريخية ملونة ومكتوبة بخط اليد الجميل وهي عبارة عن حجة بدل عن الغير تعود لسنة 1064هجرية، وقعت في يدي من أرشيف فقهاء يافع آل عزالدين البكري، وصورتها من محفوظات الأخ الفاضل ناصر علي محمد الفقية البكري. ولعله من المفيد أن أقدم نصها فيما يلي ثم التعليق عليها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أشرقت بنوره الظُلُم ، وجرى بقدرته القلم ، وأسبغ علينا جزيل النعم، وخصنا بالبيت والحرم، والمقام وزمزم، والركن المعظّم، والنبي المكرّم، محمد صلى الله عليه وسلم. أما بعد:
فقد أحرم الحاج المبارك: محمد ابن عامر، على فرض والده عامر ابن علي محمد بالحج من الميقات الشرعي، ولم يزل محرماً ملبياً حتى دخل مكة ودخل من باب السلام وطاف للقدوم وسعى وصعد إلى عرفات ووقف بها إلى الغروب وأفاض إلى مزدلفة وبات بها ولقط منها حصى الجمار الثلاث كل يوم بعد الزوال وأتى مكة ودفع إلى منى ورمى جمرة العقبة وفك إحرامه وزار مكة وطاف للإفاضة ورجع إلى منى وأقام بها ايام التشريق ولياليها يرمي الجمار الثلاث كل يوم بعد الزوال وأتى مكة وخرج إلى التنعيم وأحرم بالعمرة عن فرض المذكور عامر وطاف وسعى وفك احرامه وقد تقبل الله منه وكانت الوقفة نهار الربوع سنة أربع وستين وألف من هجرته صلى الله عليه وسلم (1064هـ) بحضور الشهود المذكورين
شهد بذلك معوضة ابن بوبكر الحبهي
شهد بذلك علي بن حيدرة العيسائي
شهد بذلك عبدالله ابن عمر ابن سعيد البكري
شهد بذلك الغريب ابن مسعود البكري
وكتب وشهد بذلك الشيخ عثمان ابن الشيخ عمر العبادي المرفدي.
التعليق على الوثيقة:
———
هذه الوثيقة التاريخية كُتبت بورقة سميكة بعض الشيء وهذا ما ساعد على بقائها سليمة طوال هذه المدة الزمنية الطويلة، وأن تعرض طرفاها لبعض التلف بحكم طريقة طيّها عند الحفظ. وهي عبارة عن صيغة جاهزة لشهادة (حجة بدل عن الغير)، رُسمت لوحتها وكُتب نصها الثابت قبل موعد الحج وربما بكميات تجارية من قبل الرسالم والخطاط وحرص على ترك فراغات لتعبئة التاريخ ، المتمثل بالسنة، وكذا أسماء الأشخاص المعنيين والشهود.
وكان من يقوم بأداء مراسيم الحج بدلاً عن الغير، يحرص على اقتناء هذه الوثيقة وتدوين اسمه واسم من ينوب عنه في الحج ويحضرها عند وصوله بحيث تُعلق وتُزين بها واجهة المجلس في المنزل، أو تحفظ في الأرشيف الأسري، وأتذكر كيف حلت محلها قبل بضعة عقود وثائق مطبوعة مزدانة بصور الحرم المكي ومسجد الرسول.
وبالنظر إلى هذه الوثيقة نجد أن أنها تقدم لنا معلومات تاريخية نادرة، فالوقفة بعرفات صادفت يوم الأربعاء، تاريخ 9 ذوالحجة سنة 1064هجرية/ الموافق 21 اكتور 1654م. وتظهر اللوحة صوراً تقريبية وملونة لمواضع أداء مناسك الحج ومحيطها في مكة والمدينة ومسمياتها، وتظهر في الأعلى نماذج لخيام “الشريف” وأخرى لخيام “الحاج” بما يعني أنه كان هناك تمييز أو تفضيل معين يحظى به الشريف حتى في نوعية الخيام التي كانت تُنصب للحجاح أثناء أداء مراسيم وشعائر الحج. ومن بين الأشكال المرسومة الكثيرة تلفت انتباهنا مواضع مقامات المذاهب الفقهيَّة السُّنّيّة الأربعة: المالكي ، الحنفي ،الشافعي، الحنبلي، التي كانت تتجاور حلقاتها في صحن الحرم المكي، وهو ما يعكس التسامح الإسلامي وقبول الاختلاف في الآراء دون صدام أو عنف بين اتباع هذه المذاهب الفقهية الذين يتحاورون ويتجادلون في تأويل بعض المسائل الفقهيّة التي لم يجد لها النّاس حكماً قاطعاً في القرآن الكريم، ولا في السّنة النبوية.
وفي النص نعرف أن الحاج قد دخل من “باب السلام” ، وهو أحد أشهر أبواب الحرم المكي باعتبار أنه كان موطئ قدم نبي الإسلام عليه السلام، علماً أن عدد أبواب الحرم المكي كثيرة، بعضها تغيّرت أسماؤها على مر العصور.
كما تعد الوثيقة مصدرا تاريخياً يحفظ لنا اسماء عدد من الحجاج الذين أدوا مناسك الحج في تلك السنة، فإلى جانب الحاج المبارك محمد ابن عامر، الذي حجَّ على فرض والده عامر ابن علي محمد، نجد اسماء الشهود، وهم من الحجاج الذين ترافقوا أو التقوا في موسم الحج وهؤلاء هم: معوضة ابن بوبكر الحبهي، علي بن حيدرة العيسائي، عبدالله ابن عمر ابن سعيد البكري، الغريب ابن مسعود البكري، إلى جانب الكاتب والشاهد الشيخ عثمان ابن الشيخ عمر العبادي المرفدي، الذي لم يتبين اسمه بوضوح تام. ومن اسماء هؤلاء جميعاً يتضح أنهم ينتمون إلى بلاد يافع ، منهم اثنان من بني بكر وثالث من حَبَة ورابع من العياسى، والخامس الكاتب من مرفد، وهذا الخيط يقودنا إلى معرفة الأسر التي ينتمون إليها في تلك المواطن من خلال من بقي من ذريتهم أن لم ينقطع نسلهم، كالغريب ابن مسعود البكري الذي انقرض نسله ولم يعد له ذكر في بني بكر، حسب إفادة الأخ ناصر علي الفقيه البكري.
جدير بالذكر هنا أن لقب الحاج شرفٌ كبيرٌ وكان يلصق بعائلة من أدى هذه الفريضة المقدسة، ولذلك نجد كثيرا من العائلات التي يُطلق عليها مسمى “آ
ل الحاج” أو “بن الحاج” في مختلف المناطق، وارتباطا بهذا الشرف كان يعتبر عودة الحاج إلى أهله وأقربائه عيداً بهيجاً يتم الاحتفاء به على مستوى القرية لسببين: الأول لأداء الحاج هذه الفريضة المقدسة، والثاني لعودته سالما غانما من مشاق رحلة السفر ذهاباً وإياباً ولذلك تقام وليمة خاصة بهذه المناسبة، ومن حينها يُنادى بلقب الحاج قبل اسمه سواء عند مخاطبته أو في الوثائق المكتوبة المتعلقة بالبيع أو الشراء أو الرهن أو غيرها من الوثائق، وهو ما لا نجده يتكرر في وقتنا الراهن.
ومن نافلة القول أن رحلة الحجاج إلى ما قبل ظهور وانتشار وسائل النقل الحديثة كانت تستغرق عدة أشهر يقطعونها مشياً على الأقدام في طرق صعبة المسالك، تتخلها الجبال والفيافي والقفار، وهم يحملون أمتعتهم الشخصية على ظهورهم، وقلة من الميسورين منهم فقط من كان بمقدورهم استئجار مطايا للركوب ولنقل الأمتعة الشخصية إلى محطات معينة، فضلا عمّا يعترض سبيلهم من مخاطر السيول أو قطاع الطرق أو الحيوانات المفترسة وغير ذلك من الأخطار والمشاق التي لا حصر لها، ولذلك كان الحاج يودع أهله وذويه وداع من قد لا يتمكن من العودة إليهم ثانية، وحدث أن بعض الحجاج قضوا نحبهم قبل أن يصلوا إلى مكة المكرمة أو في طريق عودتهم منها، جراء تعرضهم للأمراض أو لأي من تلك المخاطر الأخرى.
ورغم صعوبات السفر والتنقل لبلوغ مكة، إلا أن الحج كان ويظل أمنية يتوق إلى تحقيقها كل مسلم على مر الأزمنة. وقد عبّر الشاعر الضرير سالم علي عمر المحبوش القعيطي (توفي 1926م) عن أمنيته حينها أن يكون ضمن قافلة الحجيج إلى بيت الله الحرام لو أنه لم يفقد نعمة البصر، بقوله:
سالم علي قال: واحُجّاج لا مكه
ياليت سالم معاكم والنّظر ذي كان
ومن نافلة القول أن رحلة الحجاج إلى ما قبل ظهور وانتشار وسائل النقل الحديثة كانت تستغرق عدة أشهر يقطعونها مشياً على الأقدام في طرق صعبة المسالك، تتخلها الجبال والفيافي والقفار، وهم يحملون أمتعتهم الشخصية على ظهورهم، وقلة من الميسورين منهم فقط من كان بمقدورهم استئجار مطايا للركوب ولنقل الأمتعة الشخصية إلى محطات معينة، فضلا عمّا يعترض سبيلهم من مخاطر السيول أو قطاع الطرق أو الحيوانات المفترسة وغير ذلك من الأخطار والمشاق التي لا حصر لها، ولذلك كان الحاج يودع أهله وذويه وداع من قد لا يتمكن من العودة إليهم ثانية، وحدث أن بعض الحجاج قضوا نحبهم قبل أن يصلوا إلى مكة المكرمة أو في طريق عودتهم منها، جراء تعرضهم للأمراض أو لأي من تلك المخاطر الأخرى.
ورغم صعوبات السفر والتنقل لبلوغ مكة، إلا أن الحج كان ويظل أمنية يتوق إلى تحقيقها كل مسلم على مر الأزمنة. وقد عبّر الشاعر الضرير سالم علي عمر المحبوش القعيطي (توفي 1926م) عن أمنيته حينها أن يكون ضمن قافلة الحجيج إلى بيت الله الحرام لو أنه لم يفقد نعمة البصر، بقوله:
سالم علي قال: واحُجّاج لا مكه
ياليت سالم معاكم والنّظر ذي كان
العلامة عبدالقادر الحلبي التهامي اليمني الذي اجاد اربعين علماً ...
أنه العلامة الشهير والمحدث الفقيه عبدالقادر بن يحيى بن سليمان الحلبي من بيت علم وسيادة وسؤدد في تهامة اليمن، ولد بقرية اجداده وآبائه العلاوية بمدينة بيت الفقيه سنة 1280 هـ / 1863م وتلقى علومه على يدي والده العلامة يحيى بن سليمان بن حسين الحلبي وعلى يدي أخيه العلامة قاسم بن يحيى الحلبي تـ(1340هـ) ودرس على يدي شيخ الاسلام العلامة محمد حسن فرج واصبح اقرب طلابه اليه واحبهم له والعلامة الشهير أحمد بن غالب القديمي والشيخ المحدث عمر بن اسحاق بن ابراهيم جعمان وغيرهم من آل جعمان ومفتيي بيت الفقيه العلامة موسى بن المساوى بن محمد بن المساوى الاهدل واخيه السيد العلامة الحسن ، قيل فيه (شيخ الشيوخ وآي الفتوح من زهى به القرن الرابع عشر وساد وزاد نبوغاً ونمواً واجتهاد..) وترجم له الكثير، تخرج عليه الكثير من طلاب العلم من بلاد شتى، له برنامج يومي حكاه ولده السيد العلامة عبدالرحمن فقال :- (كان رضي الله عنه يجلس في التدريس من بعد صلاة الفجر الى الضحى، فيصلي صلاته ثم يأكل ثم يجلس يطالع ويقرأ ما يقدره الله عليه من القرآن الى وقت الظهر ، فيصلي صلاته ويقيل، ثم يدرس بعض الطلبة الى صلاة العصر ، فيصلي ثم يجلس يطالع حتى المغرب فيجلس لأوراده الى العشاء، ثم يقرأ في كتاب الله تعالى حتى ينام الى الفجر وهكذا دواليك..) والحقيقة ان هذا البرنامج هو نفسه برنامج شيخه شيخ الاسلام محمد حسن فرج والامام القطب احمد بن موسى العجيل مع تغيير طفيف.. وله مؤلفات تربو على العشرين مؤلفاً منها :-
1- لقطة المحتاج لقراء خطبة المحتاج في 876 ورقه .
2- اتحاف القلب المحزون توضيح مبادئ بعض الفنون وهو نادر في طرحه وموضوعه ، فقد وضع كل علم من العلوم اسمه وماهيته وحده ونهايته وغايته وفضله و..ووو ، وهو لدي جاهز للطبع بعد ان حققته.
3- الاشاعرة والماتريدية ، تناول فيه تاريخهما ومبادئهما وافكارهم الفلسفية والدينية.
4- سراج القارئ على مبادئ البخاري في علم الحديث وأصوله ودراسة البخاري
5- تخميس القصيدة المضرية .
6- فتاوى العلامة السيد عبدالقادر الحلبي.
7- رسالة في مسائل ذوي الارحام والرد علم الفرائض عندي منه نسخة
8- فيض الغمام عندي ايضاً
9- مصباح الظلام لإدراك الجماعة للمأموم مع الإمام
10- اشعار متفرقة
وله ضوابط فقهية ونحوية وحديثية وسيرة نبوية صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، توفي في 16 شعبان سنة 1360هـ / 6 أكتوبر 1941م ودفن في مقبرتهم ببيت الفقيه مخلفاً أولاداً أعلام اشهرهم العلامة عبدالرحمن بن عبدالقادر الحلبي (مقشر، أ.د عبدالودود قاسم ، موسوعة أعلام تهامة)
أنه العلامة الشهير والمحدث الفقيه عبدالقادر بن يحيى بن سليمان الحلبي من بيت علم وسيادة وسؤدد في تهامة اليمن، ولد بقرية اجداده وآبائه العلاوية بمدينة بيت الفقيه سنة 1280 هـ / 1863م وتلقى علومه على يدي والده العلامة يحيى بن سليمان بن حسين الحلبي وعلى يدي أخيه العلامة قاسم بن يحيى الحلبي تـ(1340هـ) ودرس على يدي شيخ الاسلام العلامة محمد حسن فرج واصبح اقرب طلابه اليه واحبهم له والعلامة الشهير أحمد بن غالب القديمي والشيخ المحدث عمر بن اسحاق بن ابراهيم جعمان وغيرهم من آل جعمان ومفتيي بيت الفقيه العلامة موسى بن المساوى بن محمد بن المساوى الاهدل واخيه السيد العلامة الحسن ، قيل فيه (شيخ الشيوخ وآي الفتوح من زهى به القرن الرابع عشر وساد وزاد نبوغاً ونمواً واجتهاد..) وترجم له الكثير، تخرج عليه الكثير من طلاب العلم من بلاد شتى، له برنامج يومي حكاه ولده السيد العلامة عبدالرحمن فقال :- (كان رضي الله عنه يجلس في التدريس من بعد صلاة الفجر الى الضحى، فيصلي صلاته ثم يأكل ثم يجلس يطالع ويقرأ ما يقدره الله عليه من القرآن الى وقت الظهر ، فيصلي صلاته ويقيل، ثم يدرس بعض الطلبة الى صلاة العصر ، فيصلي ثم يجلس يطالع حتى المغرب فيجلس لأوراده الى العشاء، ثم يقرأ في كتاب الله تعالى حتى ينام الى الفجر وهكذا دواليك..) والحقيقة ان هذا البرنامج هو نفسه برنامج شيخه شيخ الاسلام محمد حسن فرج والامام القطب احمد بن موسى العجيل مع تغيير طفيف.. وله مؤلفات تربو على العشرين مؤلفاً منها :-
1- لقطة المحتاج لقراء خطبة المحتاج في 876 ورقه .
2- اتحاف القلب المحزون توضيح مبادئ بعض الفنون وهو نادر في طرحه وموضوعه ، فقد وضع كل علم من العلوم اسمه وماهيته وحده ونهايته وغايته وفضله و..ووو ، وهو لدي جاهز للطبع بعد ان حققته.
3- الاشاعرة والماتريدية ، تناول فيه تاريخهما ومبادئهما وافكارهم الفلسفية والدينية.
4- سراج القارئ على مبادئ البخاري في علم الحديث وأصوله ودراسة البخاري
5- تخميس القصيدة المضرية .
6- فتاوى العلامة السيد عبدالقادر الحلبي.
7- رسالة في مسائل ذوي الارحام والرد علم الفرائض عندي منه نسخة
8- فيض الغمام عندي ايضاً
9- مصباح الظلام لإدراك الجماعة للمأموم مع الإمام
10- اشعار متفرقة
وله ضوابط فقهية ونحوية وحديثية وسيرة نبوية صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، توفي في 16 شعبان سنة 1360هـ / 6 أكتوبر 1941م ودفن في مقبرتهم ببيت الفقيه مخلفاً أولاداً أعلام اشهرهم العلامة عبدالرحمن بن عبدالقادر الحلبي (مقشر، أ.د عبدالودود قاسم ، موسوعة أعلام تهامة)
هذه بلادي خلقه همدان القريه القديمه كادت ان تنتهي عمرها اكثر من الف عام والصوره توضح المدخل وبعض البيوت المخربه