اليمن_تاريخ_وثقافة
10.7K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
( إن جميع البدو أبناء زنا فيجيز ) وقد تم طرد فيجيز من قبل حاكم لحقه العار بسبب عمل فاضح وحتى بعد ذلك التاريخ ، عندما وجد المسؤولون السياسون أن الحياة لا تطاق، كانت المندوبية السامية تتلقى إشارات تنص على الآتي : ( فيجيز كان مصيباً ) ، وفي نوفمبر 1967 م لابد ان معظم البريطانيين الذين كانوا لا يزالون في عدن قد كانوا على اتفاق كامل مع فيجيز.
وبعدما عرف مدى انتصار الجبهةالقومية لتحرير جنوب اليمن المحتل واعتراف الجيش الاتحادي بها ، قطع وفدها في القاهرة بشكل مفاجئ المحادثات مع جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وناشدت الجبهة القومية البريطانيين بأن يقوموا بإجراء محادثات مباشرة معها ، لقد حدث تأخير لمدة ثلاثة أيام ريثما أجرى العقيد عبدالله صالح سبعة حواراً مع المندوبية السامية ، لقد بدأ مدير شرطة الجنوب العربي يصبح بسرعة صاحب سلطة في البلاد ، ولقد أسرع في استغلال اسهاماته الكبيرة من أجل انتصار الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل لتعزيز مركزه ، وفي 14 نوفمبر أعلن أخيراً أن محادثات سوف تبدأ بعد أسبوع وأن مكانها سيكون في جنيف وإثناء الأيام الثلاثة التي مضت قبل الإعلان عن بدء المحادثات وقعت الهجمات النهائية على القوات البريطانية في ستيمر بو ينت وقد أصيب شاب من رجال البحرية بجروح بليغة وكانت آخر إصابة تقع بين البريطانيين أما ميختل فقد اغتيل بعد ذلك بأسبوع وطوال الفترة النهائية كان اندريه روشا مندوب الصليب الأحمر الدولي في عدن يعمل في المحيط الذي يلائم طبيعته لقد ذهب إلى الشيخ عثمان في معمعة القتال للتخفيف من سوء أحوال المقيمين في مستشفى الأمراض العقلية الذين تخلى عنهم ممرضوهم وأصبحوا بلا مأوى الآن حول روشا اهتمامه إلى باقي المحتجزين لقد كان لا يزال محتجزا في دار الحراسة في (ستيمر بو يت) 31 شخصا وضعوا تحت رحمة الأقدار أكثر من أي شيء آخر فلم يكونوا بأي حال من كبار الفدائيين بل إن معظمهم كان من بين أولئك الذين أسرتهم القوات في المناوشات الأخيرة لقد كان واحد وعشرون منهم أعضاء في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وأعلنوا بالاجماع أنهم لا يعترفون بوضع ثقتهم بجنوب عربي تحكمة الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وأعد روشا الترتيبات لهم من أجل تسفيرهم جوا إلى مصر وفي 16 نوفمبر فتحت أبواب السجن وصعد رجال جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العربية المتحدة بينما كانت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل تستقبل باحتفالات صاخبة في شوارع المعلا ؟
والآن أصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل تتصرف كحكومة مؤقتة. وعن طريق جيش الجنوب العربي أصدرت إنذارا نهائيا لمدة يومين يدعو إلى تسليم كافة الأسلحة في لحج وعدن وكان كل شخص يحمل أسلحة بعد انتهاء المدة المحدودة سيتعرض إلى عقوبات شديدة بما فيها عقوبة الموت وهنا واجهت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل أول مصاعبها لقد أمتنع فدائيو الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل عن تلبية الإنذار النهائي ما أوجب تمديد فترته ( لأنه كان يسير بشكل مرض ) وفي أماكن أخرى بدأت المصاعب تظهر ففي الولايات المحررة أرسل رؤساء المصالح الحكومية التابعين للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وغالبا ما كانوا من معلمي المدارس الصغار بل وحتى من الطلبة لتوعية القبائل وفي البداية استقبلوا باهتمام على احتمال أنهم يجلبون معهم العطايا ولكن بعد ذلك عندما بدءوا يطالبون بدفع الضرائب تغيرت مواقف القبائل ومنهم من عبر عن ذلك شعراً.
أما المصريون فقد عبر عن رأيهم من المستجدات في جنوب اليمن الكاتب عادل رضا في كتابه( ثورة الجنوب تجربة النضال وقضايا المستقبل) ص 385 - 386 ، الصادر عن دار المعارف بمصر طبعة أولى عام 1969م. وكان متواجداً منذ تأسيس جبهة جنوب تحرير اليمن المحتل في فبراير 1963م وما لحق بعد ذلك في مسار الحركة الوطنية في جنوب اليمن المحتل واطلاعه على كل اللقاءات التي كانت تتم بين زعماء الحركات الوطنية والجهاز العربي المصري بمدينة تعز حيث قال: إن أية قوة من القوى الوطنية ذات التأثير الشعبي لا تستطيع بمفردها بعيداً عن تحالف القوى الثورية الأخرى أن تتحمل أعباء ومسئوليات ما بعد معركة التحرير , وإن الوضع الطبيعي للأمور هو تحقيق تحالف وطني بين القوى التي شاركت في النضال المسلح ، وتلك التي لها تأثير فعلي على ساحة المنطقة من القوى الوطنية الأخرى . وهذه الحقيقة قد تكون في الماضي مجرد وجهة نظر نظرية وسطحية ، ولكنها في المرحلة الراهنة أصبحت عملياً أكثر من ضرورة ، فرضها واقع المنطقة ، وأكدتها الأحداث التي تلت تسلم الجبهة القومية في 30نوفمبر 1967حكم البلاد .
من اليوم الأول الذي تلى 30نوفمبر 1967وأعقب رحيل الاستعمار عن المنطقة ، بدا لمراقبين أن الاستقلال الذي انتزع بالقوة وبالنضال المسلح خلق بين مآس وأحزان ومشاهد وملاحم دامية، وضحت للمراقبين بما لا يدع مجالاً للشك، أن شعب المنطقة في معظمه لم يستقبل اللحظات التاريخية
لاستقلال المنطقة بالبهجة التي استقبلت بها شعوب قبله مثل هذا اليوم . ذلك لأن بعض العناصر الثورية التي شاركت في معركة التحرير ضد الاستعمار كانت بين مطارد في الصحراء ، أو شهيد ، أو مشرد أو معتقل . كانت معظم الأسر قد تركت منازلها ورحلت إلى شمال اليمن (الجمهورية العربية اليمنية) عقب الاقتتال الأهلي بين الجبهتين والذي سبق الاستقلال بأيام معدودات . وهنا بدأ المشهد للمراقبين كئيباً وحزيناً رغم الفرحة الجزئية التي تمثلت في المنتصرين من رجالات الجبهة القومية . ودخل الجنوب من لحظات الاستقلال الأولى في مشاكل ما بعد الاستقلال المتعددة الجوانب ، كمن يدخل في غابة لا منفذ للخروج منها ، ولا نهاية لمسالكها ، وتصدرت الجبهة القومية لأعباء الحكم ، ومن اليوم الأول وضح تماماًً أن المشكلة الأساسية هي مشكلة الفراغ الذي طرأ على الساحة باستئثار الجبهة القومية منفردة بالحكم بعيداً عن القوى الثورية الأخرى التي شاركت في النضال ضد الاستعمار . وكان طبيعياً أن تتعمق داخل صفوف الجبهة نفسها مشاكل داخلية ، منها دخول الأفواج المؤمنة وغير المؤمنة إلى صفوفها البورجوازية والكادحة ، وقوى أخرى جاملت الحكم أو القوى المنتصرة بهدف المحافظة على مصالحها . ونتيجة لهذه التناقضات التي رافقت استئثار الجبهة القومية بالحكم ، ودخول هذه القوى المتناقضة في صفوف الجبهة القومية وهو التنظيم الذي أعلن نفسه (الحزب الحاكم) في المنطقة... وكان من نتيجة هذا التناقض الذي طرأ على تنظيم الجبهة القومية ، وعلى نوعياته الثورية، أن كل شيء كان يرتكب باسم الجبهة. ومن جهة أخرى كان الاضطهاد يمارس بلا حساب وبلا انضباط ضد القوى الوطنية الأخرى ، وكذلك أعمال تهديد المواطنين ومن ضمنهم التجار الذين اضطر بعضهم تحت حكم الجبهة القومية والنظريات المتطرفة إلى تهريب أمواله إلى الخارج . وتسلمت الجبهة القومية السلطة دون برنامج محدد، ودون تخطيط وتنظيم للمؤسسات التي كان أن تضطلع بمهمات وأعباء مرحلة ما بعد الاستقلال، ولقد لعبت فرحة الانتصار دورها في عقول وأفكار القمة والقاعدة على السواء مما وضع تنظيم الجبهة القومية أمام مشكلة أكثر خطراً وتعقيداً من المشاكل التي خلفها الاستعمار، ومنها مشكلة الاقتصاد المنهار ، التي تعتبر المشكلة الأساسية للدولة حديثة الاستقلال. وكانت الأوضاع في شمال اليمن أحداثها تسير بين المد ولجزر بين الجمهوريين والملكيين. ففي سبتمبر 1967م توصل الممثلون السعوديون والمصريون إلى اتفاق في الخرطوم فلقد وافقت القوات المصرية على الانسحاب مقابل إيقاف المملكة العربية السعودية مساعدتها للملكيين.
وفي 12 أكتوبر تم جلاء المصريون عن صنعاء آخذين معهم كل المعدات الثقيلة والسيارات المصفحة ومدافع الميدان، وفي 5 نوفمبر غادر الرئيس السلال اليمن زاعماً أنه سيحضر الذكرى الخمسين للثورة الروسية في موسكو بينما أشاع سراً بانه لن يعود وأنه سيلجأ إلى العراق وفي اليوم التالي أعلن عن الإطاحة به في انقلاب عسكري هادئ). وشن الملكيون والقبائل هجوماً على صنعاء، وفي أول ديسمبر 1967م حيث حاصر حوالي 20.000 منهم صنعاء بقيادة ابن عم الإمام محمد بن حسين وقد عززت ذكرى كانت الاستيلاء على المدينة من قبل الإمام أحمد عام 1948م وسلبها ونهبها مع تصميم المدافعين عنها وعددهم 3000 على المقاومة ووصل الفريق/ حسن العمري إلى صنعاء لتولي زمام القيادة ورفع شعار الجمهورية أو الموت ووزع الأسلحة على المواطنين الذين شكلت من بينهم فرق جمهورية خاصة سميت بالمقاومة الشعبية ولما كان السكان يقضون شهر رمضان في ذلك الوقت لم يكن الملكيون نشطين إلى حد كبير في الأيام الأولى من الحصار ما ساعد الجمهوريين على إحضار التعزيزات وقد نقلت جواً كل من الجزائر والاتحاد السوفيتي كميات هائلة من المساعدات كما قدمتا دعماً مالياً، وفي يناير أتى من مدينة تعز 600 متطوع من عناصر جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل خرجوا من عدن بينما أرسل الجنوب العربي المزيد من الدعم إلى مدينة الحديدة والى جانب الأسلحة والذخيرة وحول حريب وبيحان في الشرق تعاونت القوات اليمنية والجمهورية الجنوبية الشعبية في اتجاه آخر ضد القبائل الملكية وشن محمد بن حسين ثلاث هجمات فاشلة ولم يتمكن من تنسيق قواته التي بدأت تتراجع ، وفي 8 فبراير 1968م صعدت قوة بقيادة أحمد عبد ربه العواضي من بينها وحدات من المتطوعين بالمقاومة الشعبية إلى الطريق الممتد من الحديدة إلى صنعاء وفكت الحصار عن المدينة وبهذا أسهمت المساعدات الجزائرية والروسية واستبسال وثبات القوات الجمهورية والمقاومة الشعبية وقوات جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل جميعها فازت بالنصر المباشر.، وكانت القوات الشعبية تضم في صفوفها منهم منتمون إلى الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ومنهم منتمون إلى جبهة تحرير اليمن المحتل لا زالت جراحهم في أجسادهم لم تندمل من آثار الحرب الأهلية بين الجبهتين في عدن والتي لم يمضي على توقيفها سوى ثلاثة أسابيع فقط منذ حسمها الجيش لصالح الجبهة الق
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#عيد_الجلاء_30نوفمبر_المجيد

تفكك السلطنة الكثيرية

في 1967 تفكك اتحاد الجنوب العربي بشكل كامل والذي لم تكن السلطنة الكثيرية من ضمنه ولا حتى المهريه حيث قام الثوار المتمثلين في الجبهة القومية بالانقلاب على كل السلاطين في كل سلطنات جنوب اليمن وحضرموت بما في ذلك السلطنة القعيطية والكثيرية بحضرموت، واعلنوا مكانها قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كخطوة أولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي انتهت في العهد الحميري وامل جديد في مشروع الوحدة العربية الكبرى. وبدأت منذ تلك الفترة تصعد سلم الوطن الواحد مع جارتها في الشمال الجمهورية العربية اليمنية لتصلا معا إلى القمة والمجد المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية لأول مرة في القرن العشرين في 22 مايو 1990 م.[9]

جرائم الحزب الأشتراكي في اليمن عام 1973 (السحل في اليمن)

ان جرائم الحزب وماقامت به القوات الشيوعية من دهم ونهب وسلب للاراضي وسجن بلا محاكمة والسحل[؟] للابرياء ولخيرة أبناء المديرية والأهم من هذا ما قامت به تجاه العقيدة الإسلامية إذ أوقفت تعليم الدين في مدارسها ومارسوا ضد أشخاص أفعال غير إنسانية و تنقلوا بين شبام والحوطه[؟] وسيئون والقطن ومورست ابشع انواع التعذيب ضدهم دون محاكمات من أبشع جرائم الحزب،اخرجوا من السجون وامام منزل كل واحد منهم تجمعت عناصر المليشيا والقوات الشعبية والجماعات الفلاحية وانهالوا عليهم ضربا، ثم ربط كل واحد منهم بسيارة من الخلف وسحبوا على الطرقات المرصوفة بالحجارة حتى خلعت ثيلبهم بعد ان تقطعت نتيجة هذا السحل[؟]، وبدأت الاشلاء تتقطع والدماء تسيل، وامام هذا المشهد المروع كان يردد الفاعلون (( اهازيج الانتفاضة )) مثل ( لا قبيلي بعد اليوم، لا لا ساده بعد اليوم ) ( يا قبائل يا يهود الاشتراكي[؟] با يعود ) وأيضاً ( لا اقطاعي بعد اليوم، لا كهنوت بعد اليوم ) (لا كهنوت بعد اليوم.. سحقا.. سحقا للكهنوت).. واما المنفذين فهم كثر ففي الحوطه[؟] كان ( سعيد علي عريض وعوض حنبل وربيع جروان وغيرهم كثير ) وفي جعيمه كان ( جمعان فاضل (الحمومي) وبرك بن ناصر وسالم جروان وحيان ) وفي شبام كان ( رمضان حمادي يرغم الناس بالقوة لكي يركلو الجثث كذلك كان حقان وحيمد قعرور ) . وبعض رجال أل كثير والسادة انتهكت كرامتهم وسحلوا على الطرقات ومنهم \ بــــــــــن سنـــــــــد، العـــــيــــــدروس، بــــــــــــن طـــــــــالب، بـــــــن عــبـــدات، بــــــــــن سعيـــــــــد، الحامد

و هذي بعض أسامي أشهر رجال أل كثير الذين سحلوا[؟] في حضرموت على أيادي الحزب ومنهم:

صالح بن سالم عامر محمد بن سعيد الكثيري . . سحل وقتل بالفؤوس .

غالب عوض كعتوه بن عبدات الكثيري . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .

الشيخ يسلم بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .

الشيخ صالح رباعى بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .

الشيخ عون بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .

الشيخ عوض بن جعفر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .

الشيخ سالم عوض الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .

الشيخ فضل الهندي الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .

سعيد بن محمد بن سند الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .[17]

وقد تاسست هذه الأيام العديد من الحركات التي تهدف إلى الانفصال من التبعية الشمالية وخاصة بعد قيام الحرب صيف عام 1994 م ومنها الحراك الجنوبي والحوثيين في صعده مما يمثل بتحدي كبير على الدولة اليمنية.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حضارة حضرموت في عيون الآخرين .. صفحات من تطور المعرفة الجغرافية والتاريخية

حضرموت إقليم جغرافي معروف منذ القدم . ويقع في وسط جنوب شبه الجزيرة العربية ، ويحدها شرقاً إقليم عمان وغرباً إقليم اليمن وشمالاً صحراء الربع الخالي وجنوباً مياه بحر العرب .وكان لهذا الموقع الجغرافي المميز لحضرموت أثره في سعي الأمم والشعوب المجاورة لها وحتى البعيدة عنها في التعرف عليها ، بل والوصول إليها خصوصاً وان حضرموت كانت تنتج قديماً البخور واللبان وهما من السلع الضرورية للعالم القديم والتي كانت تستخدم بكثرة في المعابد الدينية وبها تتم طقوس الصلاة ومراسيم تسليم السلطة للحكام والكهنة ،و كذلك كانت تستخدم في تحنيط جثث الموتى وفي أغراض طبية وعلاجية عديدة .وكذلك خلال الأعياد والأفراح لدى فئات كثيرة من الناس آنذاك .ولا يزال بعض هذه الاستخدامات للبخور واللبان قائمة إلى اليوم .ولذلك كانت مطلوبة باستمرار خلال العصور القديمة ، وكانت تعتبر بمثابة سلعة إستراتيجية شبيهة بالنفط اليوم ولا تستكمل الدولة القديمة هيبتها إلا بوجودها واستخدامها . واشتد الطلب عليها ، وكانت سبباً للصراع السياسي والتجاري ومحوراً للعلاقات الدولية آنذاك .

وكان قدر حضرموت أن تكون مصدراً مهماً لهذه السلعة والتي تتكالب للاستحواذ عليها أمم الشرق والغرب. ومع أن حضرموت لم تكن المنتج الوحيد للبخور واللبان في العالم القديم وحيث كانت تنتجه مناطق أخرى في القرن الإفريقي وربما في آسيا الجنوبية والشرقية وبعض جزر المحيط الهندي ألا إن أجود أنواع البخور واللبان كان ينتج في أراضي حضرموت القديمة ، وخصوصاً في جزيرة سقطرى ، والتي يقال إن روائح الطيب والعطر المنبعث من أشجارها كانت تصل إلى السفن القادمة إليها وهي في عرض البحر ، ولذلك سميت هذه الجزيرة باليونانية (سوخاترا) ، أي جزيرة السعادة . كما إن ما قيل عن بلاد بونت بأنها مصدر للبخور واللبان والتي سعى الفراعنة المصريون إلى الحصول عليها من خلال رحلاتهم البحرية منذ عام 2750 قبل الميلاد في عهد الملك حورس الأول ومن بينها الرحلة الشهيرة لسفن الملكة حتشبسوت عام 1495 قبل الميلاد والمدون تاريخها وتفاصيلها في معبد الدير البحري بالأقصر فان بلاد بونت هذه عند بعض الباحثين ومن بينهم الدكتور نيقولا زيادة أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية في بيروت من الممكن أن تكون الأراضي المطلة على الشواطئ العربية الجنوبية والشواطئ الأفريقية الشرقية في المحيط الهندي أي أراضي كل من حضرموت والقرن الأفريقي .

وعلى أية حال فان حضرموت والتي عرفت قيام الدولة فيها منذ عام 1500 قبل الميلاد وكأول منطقة في جنوب الجزيرة العربية تشهد ظهور الدولة فيها وقبل ظهور معين وسبأ بقرون عدة كانت معروفة ومذكورة في كتب العهد القديم ومنها التوراة التي أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام خلال عام 1300 قبل الميلاد وحيث ذكرت حضرموت بالاسم فيها . وكذلك ذكرت حضرموت عامة وعدة مواضع منها خاصة في كتب اليونان والرومان . ويمكن الاستنارة بذلك في المؤلفات العديدة التي تناولت هذا الموضوع ومنها كتابنا الذي بعنوان ( حضرموت في المؤلفات العربية والأجنبية) والذي تناولنا فيه أهم الكتب التي اهتمت بحضرموت خلال 3500 سنة أي من عام 1500 سنة قبل الميلاد إلى عام 2004 ميلادية , وهو تاريخ نشر هذا الكتاب .

ومنذ ظهور الإسلام دخول الحضارمة فيه طواعية خلال عام 632 ميلادية إلى في السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة كانت الكتابات والإشارات عن حضرموت واضحة ومن ذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها حديث……كالراكب من صنعاء إلى حضرموت ,وكدالك اهتمام الخلفاء الراشدين بحضرموت وأوضاعها .وفي العهد الأموي كان الخليفة معاوية بن أبي سفيان يهتم بما يكتبه الكتاب عن حضرموت وتاريخها. وفي العهد العباسي كان الخلفاء العباسيون شديدو الاهتمام بأوضاع حضرموت خاصة بعد ما حدث فيها من اضطراب سياسي وامني خلال الحركة الاباضيه والتي انطلقت من حضرموت وعمت جنوب الجزيرة العربية والحجاز.

وخلال العهد العباسي وتحديدا في عام 945 ميلادي ألف الهمداني مؤلفيه المعروفين (الاكليل) و( صفة شبه جزيرة العرب ) . ورغم إن الهمداني قد أتى بكثير من الأخطاء الجغرافية والتاريخية عن حضرموت ألا انه سلط الأضواء على حضرموت باعتبارها إقليم جغرافي في جنوب الجزيرة العربية . وقد بين الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف بعض هذه الأخطاء وذلك في كتيب بعنوان ( ملاحظات حول ما كتبه الهمداني عن جغرافية حضرموت ) وقد صدر هذا الكتيب في كل من عدن و المكلا في طبعتين متباعدتين زمنياً .

وخلال العهود الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية كانت المعرفة الجغرافية والتاريخية عن حضرموت تتراكم وتزداد تفصيلاً ، وخصوصاً في العهد العثماني ، حيث ساند العثمانيون السلطان بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري سلطان حضرموت والمكنى بابى طويرق في مقاومته للبرتغاليين أثناء هجومهم على الشحر
وساحل حضرموت عام 1523م . وكان أبو طويرق حينها حاكماً على حضرموت وعلى اراضي تمتد من ظفار شرقاً إلى شرقي العوالق وشرقي بيحان غرباً . وقد اهتم العثمانيون بحضرموت اهتماماً كبيراً ، حتى ان السلطان العثماني سليمان القانوني اصدر في عام 1538 م قرارا ( فرماناً) يجعل السلطان بدر بو طويرق سلطانا على حضرموت وحدد أرضها بأنها تمتد من باب المندب إلى ظفار. وان يجعل اتصالاته ومشاوراته مباشرة مع الأستانة عاصمة الدولة العثمانية ( وهي اسطنبول الحالية) وليس عبر الوالي العثماني في صنعاء مما يؤكد استقلالية السلطنة الحضرمية آنذاك وارتباطها مباشرة بمركز الخلافة العثمانية . ورغم إن السلطان العثماني سليمان القانوني قد حدد ارض حضرموت من باب المندب إلى ظفار ألا إن سلطة بدر بو طويرق فعليا لم تصل إلى باب المندب أو لحج أو عدن أو أبين أو الضالع أو بيحان أو العوالق أو يافع وان كان اليوافع حلفاء لأبى طويرق واستقدم منهم الجند لتعزيز دولته المترامية الأطراف.

وفي العصور الحديثة , وخاصة منذ أواخر القرن السادس عشر عرف الغربيون الأوربيون حضرموت فكان أول الواصلين إليها كل من بائيز ومونت سرات وذلك في عام 1590 ميلادية . وكان يمثلان كنيسة يسوعية بالحبشة . وقد أرادت أن تعرف أوضاع حضرموت والمهرة ومناطق أخرى في جنوب الجزيرة العربية. وقد اصدرا بعد رحلتهما هذه إلى حضرموت كتاباً أشارا فيه إلى حضرموت والمهرة وأوضاعهما .

وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين تواترت وتراكمت الكتابات والمعلومات عن حضرموت , ومنها التي نشرها الرحالة الغربيون وغيرهم والذين زاروا أراضي حضرموت أو سمعوا عنها ومنهم ليو هيرش وغيره.

وعندما بدأت بريطانيا اهتماما بحضرموت وجنوب الجزيرة العربية وسعت إلى التمدد الاستعماري في هذه المنطقة حرصت في عام 1834م على إرسال سفينة بحرية علمية مزودة بأجهزة لقياس أعماق البحار وتحليلها ورصد الكائنات البحرية ومعرفة الأحوال الجوية وملاحظة الوضع الطبوغرافي العام لساحل حضرموت ، وكذلك دراسة الأوضاع الطبيعية والبشرية في الظهير الملاصق لهذا الساحل. وكان على متن هذه السفينة والتي تدعى بالينارس خبراء بريطانيون في الشؤون البحرية ومعهم الضابط البحري هينس الذي احتل عدن فيما بعد أي في عام 1839م.وكان الهدف من زيارة ساحل حضرموت وكذلك الساحل الممتد من باب المندب إلى رأس الحد عند مدخل خليج عمان هو اختيار أفضل موقع لبناء محطة بريطانية لتزويد سفن الأسطول البريطاني العسكري والتجاري بالفحم والذي كان يستخدم آنذاك لتشغيل السفن ، وخصوصاً إن ساحل جنوب الجزيرة العربية يقع في منتصف الطريق بين لندن ومستعمراتها في الهند وشرق آسيا . وكانت بريطانيا تخشى آنذاك من وقوع هذه المنططة في قبضة فرنسا (الجمهورية) العدوة اللدود لبريطانيا ، مما يؤدي إلى قطع الطريق بين لندن ومستعمراتها الآسيوية ، وخاصة شبه القارة الهندية والتي تعتبر درة التاج البريطاني . وقد دون هينس في مذكراته ملاحظات حول زيارته الميدانية تلك لساحل حضرموت ونال استحسانه وكيف انه يرى (المكلا) مناسبة من الناحية الطبيعية لان تكون هي المحطة التموينية المأمولة للبحرية البريطانية . غير أن هينس دوّن في ملاحظاته ذلك إشارات أخرى لم تكن في صالح المكلا ومنها نقص موارد المياه فيها والتي هي أساس نشأة المواني ، مما جعل كفة الميزان تنقلب لصالح عدن واختيارها كمحطة مناسبة لتموين السفن البريطانية .وهو الذي حدث فعلاً فيما بعد باحتلال بريطانيا لعدن وعلى يد هينس نفسه وذلك في 19يناير عام 1839م.

وفي أواخر القرن التاسع عشر وصل الى حضرموت تيودور بنت وهو عالم في الأحياء وفي دراسة البيئة وكان برفقته خبير هندي في المسح الطبوغرافي .وبعد عودته الى بريطانيا قام بدراسة وتحليل عينات من نباتات البخور و اللبان والمر والقطن البري جلبها معه من حضرموت.

وخلال القرن العشرين توالت الرحلات العلمية والاستكشافية لحضرموت ، وأثمرت عن العديد من المعلومات والدراسات والبحوث العلمية الجيدة والجادة والتي تناولت أوضاع حضرموت طبيعياً او بشرياً ومنها على سبيل الإشارة _ولعله من أهمها _ رحلة العالم الجيولوجي البريطاني أو توى ليتل ، والذي وصل إلى المكلا عام 1919م بطلب من السلطان غالب بن عوض القعيطي لإجراء مسوحات جيولوجية وجغرافية للسهل الساحلي الممتد من وادي حجر إلى شرقي الشحر بقصد استكشاف الثروات النفطية والمعدنية في هذه المنطقة .وقد دوّن ليتل نتائج بحثه الميداني هذا في كتاب نشر باللغة الانجليزية في عام 1925م بعنوان (GEOGRAPHY AND GEOLOGY OF MUKALLA) أي (جغرافية وجيولوجية المكلا )و المعني بالمكلا هو الساحل الممتد من وادي حجر إلى شرقي الشحر.وتعتبر هذه الدراسة هي من أفضل الدراسات العلمية التي تناولت أوضاع حضرموت طبيعياً وبشرياً وخاصة الجهة الساحلية منها ولا تزال الدراسات إلى يومنا هذا تعتمد على بعض ماجاء في دراسة ليتل هذه . وهي لم تترجم بعد إلى العربي
ة.

وفي عام 1929م وصلت إلى حضرموت بعثة عسكرية جوية بريطانية برئاسة الضابط كوشرين بقصد إجراء مسح جوي لأراضي حضرموت بساحلها وواديها وصحاريها وهضابها .وقد نشرت تقاريرها العلمية حول تلك المهمة .

وفي عام 1931م وصل إلى حضرموت عالم جغرافي الماني هو هيرمان فون فيسمان وبصحبته قنصل هولندا في جدة فان ديرمولن لمعرفة أوضاع حضرموت الطبيعية والبشرية .وقد اهتم فيسمان بالأوضاع الطبيعية بينما اختص زميله مولن بالجوانب البشرية.ووضع فيسمان أول خريطة تفصيلية لمغارة (بير برهوت) في وادي حضرموت .

وفي عام 1934 قام هارولد انجرامس المستشار البريطاني السابق في حضرموت وبرفقته زوجته بزيارات متكررة شملت أراضي حضرموت بواديها وصحاريها وسواحلها وسجل مشاهداته في عدة مؤلفات ترجم البعض منها إلى العربية ولم تترجم مؤلفات أخرى له ومنها كتاب بالانجليزية صدر عام 1966 بعنوان Arabia and lsles أي الجزيرة العربية وبريطانيا أو الجزر البريطانية .

وفي عام 1935 وصلت إلى حضرموت فريا ستارك وهي بريطانية تعمل في مكتب الاستعلامات البريطاني في روما وأصدرت مجموعة من المؤلفات عن حضرموت وجنوب الجزيرة العربية ومنها كتابها الشهير (البوابات الجنوبية للجزيرة العربية) (SOUTHERN GATES OF ARABIA) وكذلك شتاء في حضرموت (WINTER IN HADARAMOUT). وتعتبر هذه الكاتبة والرحالة البريطانية من أفضل من كتب عن حضرموت من الغربيين بل أنها تعد في تصورنا وفي رأي غيرنا عاشقة لحضرموت بحضارتها وطيبة شعبها وخصائص مجتمعها .

وفي عام 1936 وصل فيلبي إلى حضرموت وهو الذي اكتشف خرائب مدينة شبوة عاصمة حضرموت القديمة . وفي عام 1945 تجوّل ثيسجر في بوادي وصحاري حضرموت واختلط بالبدو وخاصة في الربع الخالي . وفي عام 1950 وصلت الى المكلا طبيبة ألمانية هي ايفا هويك وعاشت سنوات في المكلا وسيئون و أصدرت كتاباً ترجم إلى العربية تحت عنوان (سنوات في اليمن وحضرموت) ترجمه خيري حماد . ومما قالته ايفا هويك عن المرأة الحضرمية أنها كانت تحظى بمكانة رفيعة في مجتمعها الحضرمي تفوق ما تحظى به شقيقتها في الجزيرة العربية وخاصة من حيث الحقوق المتاحة لها آنذاك .

وفي ابريل من عام 1965 جاءت إلى المكلا بعثة صحفية من مجلة العربي الكويتية ثم انتقلت إلى كل من سيئون وتريم وشبام وأصدرت تحقيقات واستطلاعات صحفية مزودة بصور ونصوص مكتوبة عن واقع الحضارمة في عهد السلطنتين القعيطية والكثيرية آنذاك وكيف إن المجتمع الحضرمي في حالة ترقب وانتظار وشوق إلى الاستقلال عن بريطانيا بحسب الوعد الذي أطلقته لهم وبأنه سيكون يوم التاسع من يناير 1968. غير انه ورد في الصفحة 79 من عدد 79 من مجلة العربي الصادر في 1965عبارات وكلمات للصحفي ( سليم زبال ) والذي كتب استطلاع مجلة العربي وأكد فيها على إن سكان حضرموت شعباً وحكومة هم في حالة ترقب وانتظار وشوق (إذا ما صدقت الوعود وحسنت النيات) والمقصود بذلك هي بريطانيا وهو ما حدث فعلاً بعد ان نكثت في وعدها ذلك ولم تحصل حضرموت على استقلالها في الموعد المحدد من قبلها ، بل أصبحت حضرموت جزءاً من اليمن الجنوبي وبمساعدة بريطانية معروفة منذ السابع عشر من سبتمبر 1967 والثاني من أكتوبر 1967.

.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#عيد_الجلاء_30نوفمبر_المجيد

استقلال حضرموت والتأمر البريطاني

محمد محفوظ بن سميدع


في السابع عشر من سبتمبر 1967م سلمت بريطانيا بالتأمر مع حفنة من عملائها الحضارم حضرموت لليمن الجنوبي بعد ان نكثت بوعدها لهم بمنحهم الاستقلال في مطلع العام 1968م جاء ذلك بعد لقاء الذي عقد في جنيف في منتصف العام 1967م بين وفد من الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن برئاسة قحطان الشعبي وممثل الحكومة البريطانية الورد شاكلتن وفي هذا القاء وافقت بريطانيا على تسليم السلطة في الجنوب للجبهة القومية .


لماذا نكثت بريطانيا بوعدها للحضارم?


كان من المقرر ان يتم اعلن استقلال حضرموت في شهر فبراير من العام 1968م وبذلك ترفع بريطانيا الوصاية عن حضرموت ويعلن الاتحاد بين السلطنتين القعيطية والكثيرية في كيان حضرمي واحد وهو ما كان قد بدأت السلطنتين في التفاوض فيه من قبل وعلى هذا الاساس استدعي السلطان القعيطي والكثيري والسلطان بن عفرير Yلى حضور اجتماع جنيف لترتيب الوضع بعد انسحاب بريطانيا وهو ما كان معلن يومها من قبل بريطانيا .

 

غير أن استدعى السلاطين الثلاثة لحضور لقاء جنيف كان في حقيقة الامر مكيدة بريطانية ليس أكثر فقد كانت بريطانيا تخطط الى ماهو ابعد من ما كان يدور في خلد الحضور فقد هدفت بريطانيا من دعوة السلاطين الى ابعادهم عن حضرموت حتى تسهل للجبهة القومية السيطرة على الارض قبل وصول السلاطين الثلاثة.


وفي لقاء ودي جمعني مع الشيخ عبدالله باعشن الله يرحمه وهو عضو المجلس السلطاني وعضو مرافق لسلطان غالب القعيطي في رحلة جنيف والقاء كان في بيت الشيخ المنصب احمد باحسين العمودي في مدينة جدة في اواخر الثمانييات من القرن الماضي سالته عن ما جرى في جنيف قال ان ما حدث في جنيف كان مكيدة بكل ماتعنيه الكلمة وعند سؤالي له كيف قال وصلنا الى جنيف وانتظرنا طويلا ان يتم لقاء بيننا وبين الانجليز غير ان شي من هذا القبيل لم يحدث فقط تم لقاء بيننا وبين ممثلين عن الأمم المتحدة وانتظرنا ان يتم التواصل مع الانجليز ولم يحدث هذا القاء وبعد طول انتظر جانا مندوب مصر في جنيف وقال لنا ان الانجليز لنا يقابلوننا وان البريطانيين يرتبون صفقة مع الجبهة القومية وعليكم العودة فورا الى وطنكم قبل فوات الاوان وبالفعل قام مشكورا بترتيب حجز لنا بالطائرة من جنيف الى بيروت ومنها ننتقل الى جدة وفي جدة نزلنا في احدى الفنادق وفي نفس يوم وصولنا جدة زارنا كل من كمال ادهم ورشاد فرعون مستشاري الملك فيصل واخبرونا ان الوضع في حضرموت خطير وانه علينا التحرك بسرعة الى حضرموت وان الحكومة السعودية سوف تجهز لنا طائرة لنقلنا الى مطار الريان وعند وصولنا مطار الريان نرفع برقية استغاثة لحكومة السعودية لتدخل وسوف ترسل قوات سعودية للمساعدة في القضاء على التمرد خلال ساعات وطلب السلاطين الثلاثة مهله لتشاور بينهم وبعد التشاور قرر السلاطين انهم بمجرد وصولهم الى المكلا قادرين على انهاء التمرد واعادة الامور الى نصابها ومن جدة انتقلنا بالباخرة الى المكلا وعند وصولنا المكلا كان كل شي قد انتهى وعندي سؤالي له هل فعلا وقع السلطان غالب على التنازل عن العرش قال الشيخ عبدالله باعشن ان هذا الكلام غير صحيح الى هنا وانتهى حديث الشيخ عبدالله باعشن رحمه الله .


وكان الوفد الحضرمي برئاسة السلطان غالب بن عوض قد زار القاهرة قبل توجهه الى جنيف والتقى مع أمين عام الجامعة العربية سيد نوفل وطرح عليه وجهة النظر الحضرمية حول ما يحدث في الجنوب وتمسك الحضارم باستقلالهم بعيدا عن الجنوب في الفاتح من فبراير 1968م .


وقد أكد السلطان غالب بن عوض ما جاء في حديث الشيخ عبدالله باعشن وذلك في لقاء صحفي اجراه معه الاستاد صالح الفردي في مجلة حضرموت الثقافية في العددين صفر والعدد واحد حيث أكد ان هناك تأمر بريطاني في تسليم حضرموت وان عدد من اركان دولته ساهموا في التسليم ومنهم قيادات عسكرية ومدنية وذكرهم بالاسم ويعتبر حديث السلطان غالب مع الاستاد صالح الفردي وثيقة تاريخية لما حدث في تلك الحقبة الزمنية لما اتسم به من الشفافية والوضوح في الطرح

وعمدت بريطانيا الى تأخير السلاطين الثلاثة في جنيف وعرقلت عودتهم الى ارض الوطن لكي تمنح الفرصة للجبهة القومية للسيطرة على حضرموت في الوقت الذب تم تجهيز طائرة خاصة تابعة لشركة اباسكو لنقل وفد الجبهة القومية الى عدن مباشرة كل هذا التأمر البريطاني المفضوح والذي يعتبر تحدي سافر لما صدر في توصيات لجنة تصفيت الاستعمار التابعة للأمم المتحدة والتي اوصت في تقريرها بمنح الشعب الحضرمي حق تقرير المصير وتهدف بريطانيا من هذا التأمر القذر المفضوح مع الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن إلى الأتي:


1) ابعاد جبهة التحرير عن المشهد بسبب ميولها الناصرية وتوجية ضربة لزعيم الراحل جمال عبدالناصر


2) قيام دولة ذات ميول شوعيه على حدود الشقيقة الكبرى السعودية بسبب الصفعة القوية التي تلقوها من الراحل الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية


3) ا
لتخلص من التزامات المالية المترتبة على احتلالها لجنوب اليمني والمقدرة ب 60مليون جنيه استرليني


وبهذا تكون بريطانيا قد نكثت بوعدها لحضرموت بمنحها الاستقلال في الفاتح من فبراير 1968م
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏سلاطين الجنوب العربي(اليمن الجنوبي)قبل ثورة أكتوبر الجنوبيه عام 1963م