من انجازات ملككرب بن ثأرن يهنعم
ان هذه التحفه الفنيه ليست قمريه اوزينه اوطغراء،بل هذه كتابه مسنديه لاحد السدود المتوسطه من عهد التبع ثاران يهنعم وابنه ملككرب يهامن والد التبع الحميري الشهير ابو كرب اسعد.
الكتابه بالمسنديه:-
شرح ال اسر بني شقر بروا وستنقح ماجلهمو بلسي بمقم مرهمو عثتر شرقن وبمقم ال التهمو ومذح بتهمو وبمققم مراهيمو ثارن يهنعم وبنهو ملككرب يهامن سبا وذريدن.
معنى النقش:-
شرح ال (حفظ الله)اسر بني شقر ،حفروا وبنواوجهزوا ماجلهم (سد متوسط) بقدرة مولاهم عشتر الشارق وبقدرة اله الالهه وبقدرة مولاهم ثاران يهنعم(المنعم)وابنه ملككرب يهامن (المؤمن) ملكي سبا وذو ريدان.
ان هذه التحفه الفنيه ليست قمريه اوزينه اوطغراء،بل هذه كتابه مسنديه لاحد السدود المتوسطه من عهد التبع ثاران يهنعم وابنه ملككرب يهامن والد التبع الحميري الشهير ابو كرب اسعد.
الكتابه بالمسنديه:-
شرح ال اسر بني شقر بروا وستنقح ماجلهمو بلسي بمقم مرهمو عثتر شرقن وبمقم ال التهمو ومذح بتهمو وبمققم مراهيمو ثارن يهنعم وبنهو ملككرب يهامن سبا وذريدن.
معنى النقش:-
شرح ال (حفظ الله)اسر بني شقر ،حفروا وبنواوجهزوا ماجلهم (سد متوسط) بقدرة مولاهم عشتر الشارق وبقدرة اله الالهه وبقدرة مولاهم ثاران يهنعم(المنعم)وابنه ملككرب يهامن (المؤمن) ملكي سبا وذو ريدان.
التبع المؤمن يوسف يسأر يثأر
قاهر الرومان والاحباش والفرس
ملك جميع الشعوب
مازالت النقوش المسنديه تفضح دجل وتزوير اعداء الحضاره واذنابهم ممن لبسوا عبائة الدين وزوروا التاريخ والتفاسير،واليكم هذا النقش الايماني للملك العظيم يوسف يسار يثأر من حرر اليمن من اعدائه الذين تحالفوا ضدة من اقطار الارض وقتل حوالي اثناعشر الف وخمسمئة مقاتل واسر مثلهم وغنم مئتين الف غنيمه من الابل والابقار وغيرها،واحرق السفن وحطم القليس وقهر الاعداء.،هذا النقش الذي بدائه باسم الله وانهاه باسم محمد رسول الله.
كتابة النص بالمسنديه:-
ليبركن الن ذلهو سمين وارضن ملكن يوسف اسار يثأر ملك كل اشعبن وليباركن لحي عت يرحم وسميفع اشوع وشرح ال اشوع وشرحبيل اسعد بني شرحبيل يكمل الهت يزان وجدتم حضرو ومراهمو ملكن يوسف اسار يثار كدهر و قلسم وهرج حبشن بظفر وعلي حرب اشعرن وركبن وفرسن ومخون وعلي حرب ومقرنتن نجون وتصنع سسلتن مدبن وكحمع عمهو وكيدكنهمو بجيشم وكذهفلح وهفان ملكن بهيت سباتن خمس مئتم وثني عشر االفم مهرجتم واحد عشراالفم سبيم وتسعي وثتي مأتن االفم ابلم وبقرم وبنام وسطرو واذن مسندن قيلن شرح ال ذيزان كقرن بعلي نجرن بشعب ذ همدن هجرن وعرين ونقرم بن ازانن واعرب كدت ومردم ومدحجم واقولن اخوتهو بعل ملكن قرنم ببحرن بن حبشت وتصنعنن سسلت مدبن وككل ذذكرو بذن مسندن مهرجتم وغنمم ومقرنتم فكسباتم اوده ذقفلوا بتهو بثلث عشراورخم وليبركن رحمنن بنيهو شرحبيل ال يكمل وهعن اسار بني لحيعت ولحيعت يرحم بن سميفع ومرثد الن يهحمد بني شرحبيل الهت يزان ورخهو ذمذران ذلثلثت وثلثي وسث ماتم مكبحفرت سمين وندين وااون اسدن ذن مسندن بن كد خسسم ومخدعم ورحمنن علين بن كل مخدعم ذيمحصهو وتف وسطر وقدم علي سم رحمنن وتف تممم ذي حضيت ربهد بمحمد.
معنى النقش المسندي:-
ليبارك الله رب السموات والارض،ليبارك الملك يوسف يسار يثأر ملك كل الشعوب وليبارك الله لحيعت يرحم(الرحيم)وسميفع اشوع(الناصر الشامخ)وشرح ال اشوع(وحفظ الله ناصر)وشرحبيل(وحمى الله)اسعد بني شرحبيل(الكامل)سادة جدنم (خولان)ومولاهم الملك يوسف اسار يثار الذي دمروا القليس وقتلوا الاحباش بظفار والذي حاربوا الاشاعر و اعوانهم الفرس وجميع الخونه والذين عملوا حاجز دفاعي مكون من سلسله دفاعيه من جيشهم وقد انتصر الملك وجيشه بهذه الغزوة التي قتل فيه اثناعشر الف وخمس مئة مقاتل واسر احداعشر الف مقاتل وغنم وكسب مئتين وتسعه وستين الف غنيمه من الابل والابقار والماعز وكتب هذا المسند الشيخ ذيزن الذي واجه في نجران هو واعراب كندة ومدرم ومدحج والمشائخ اخوتهم والذين رابطوا امام البحرمشكلين سلسله دفاعيه منتظرين اي ظهور اخر للاحباش وانصارهم (الروم والفرس ) وكل من ذكر في هذا المسند غنم وكسب واستمروا في هذا الرباط ثلاث عشر شهر فليبارك الرحمان عبيده ابناء شرحببل الكامل وهم اسعر بني لحي عت ولحيعت يرحم بن السميفع ومرشد يهحمد بني شرحبيل وتم تدوين هذا المسند بتاريخ ذي مذرا سنة ثلاثه وثلاثين وست مئه وليحرس اسم الله هذا المسند من كل خسيس ومخادع ومن يحاول مسحه واتلافه وليحرسه الله ويحميه بحق هود ومحمد.
قاهر الرومان والاحباش والفرس
ملك جميع الشعوب
مازالت النقوش المسنديه تفضح دجل وتزوير اعداء الحضاره واذنابهم ممن لبسوا عبائة الدين وزوروا التاريخ والتفاسير،واليكم هذا النقش الايماني للملك العظيم يوسف يسار يثأر من حرر اليمن من اعدائه الذين تحالفوا ضدة من اقطار الارض وقتل حوالي اثناعشر الف وخمسمئة مقاتل واسر مثلهم وغنم مئتين الف غنيمه من الابل والابقار وغيرها،واحرق السفن وحطم القليس وقهر الاعداء.،هذا النقش الذي بدائه باسم الله وانهاه باسم محمد رسول الله.
كتابة النص بالمسنديه:-
ليبركن الن ذلهو سمين وارضن ملكن يوسف اسار يثأر ملك كل اشعبن وليباركن لحي عت يرحم وسميفع اشوع وشرح ال اشوع وشرحبيل اسعد بني شرحبيل يكمل الهت يزان وجدتم حضرو ومراهمو ملكن يوسف اسار يثار كدهر و قلسم وهرج حبشن بظفر وعلي حرب اشعرن وركبن وفرسن ومخون وعلي حرب ومقرنتن نجون وتصنع سسلتن مدبن وكحمع عمهو وكيدكنهمو بجيشم وكذهفلح وهفان ملكن بهيت سباتن خمس مئتم وثني عشر االفم مهرجتم واحد عشراالفم سبيم وتسعي وثتي مأتن االفم ابلم وبقرم وبنام وسطرو واذن مسندن قيلن شرح ال ذيزان كقرن بعلي نجرن بشعب ذ همدن هجرن وعرين ونقرم بن ازانن واعرب كدت ومردم ومدحجم واقولن اخوتهو بعل ملكن قرنم ببحرن بن حبشت وتصنعنن سسلت مدبن وككل ذذكرو بذن مسندن مهرجتم وغنمم ومقرنتم فكسباتم اوده ذقفلوا بتهو بثلث عشراورخم وليبركن رحمنن بنيهو شرحبيل ال يكمل وهعن اسار بني لحيعت ولحيعت يرحم بن سميفع ومرثد الن يهحمد بني شرحبيل الهت يزان ورخهو ذمذران ذلثلثت وثلثي وسث ماتم مكبحفرت سمين وندين وااون اسدن ذن مسندن بن كد خسسم ومخدعم ورحمنن علين بن كل مخدعم ذيمحصهو وتف وسطر وقدم علي سم رحمنن وتف تممم ذي حضيت ربهد بمحمد.
معنى النقش المسندي:-
ليبارك الله رب السموات والارض،ليبارك الملك يوسف يسار يثأر ملك كل الشعوب وليبارك الله لحيعت يرحم(الرحيم)وسميفع اشوع(الناصر الشامخ)وشرح ال اشوع(وحفظ الله ناصر)وشرحبيل(وحمى الله)اسعد بني شرحبيل(الكامل)سادة جدنم (خولان)ومولاهم الملك يوسف اسار يثار الذي دمروا القليس وقتلوا الاحباش بظفار والذي حاربوا الاشاعر و اعوانهم الفرس وجميع الخونه والذين عملوا حاجز دفاعي مكون من سلسله دفاعيه من جيشهم وقد انتصر الملك وجيشه بهذه الغزوة التي قتل فيه اثناعشر الف وخمس مئة مقاتل واسر احداعشر الف مقاتل وغنم وكسب مئتين وتسعه وستين الف غنيمه من الابل والابقار والماعز وكتب هذا المسند الشيخ ذيزن الذي واجه في نجران هو واعراب كندة ومدرم ومدحج والمشائخ اخوتهم والذين رابطوا امام البحرمشكلين سلسله دفاعيه منتظرين اي ظهور اخر للاحباش وانصارهم (الروم والفرس ) وكل من ذكر في هذا المسند غنم وكسب واستمروا في هذا الرباط ثلاث عشر شهر فليبارك الرحمان عبيده ابناء شرحببل الكامل وهم اسعر بني لحي عت ولحيعت يرحم بن السميفع ومرشد يهحمد بني شرحبيل وتم تدوين هذا المسند بتاريخ ذي مذرا سنة ثلاثه وثلاثين وست مئه وليحرس اسم الله هذا المسند من كل خسيس ومخادع ومن يحاول مسحه واتلافه وليحرسه الله ويحميه بحق هود ومحمد.
#الجوادي محمد
“قحطان الشعبي” الزعيم اليمني الذي ضيعه المصريون وضيعوا اليمن معه
ديسمبر 22, 2018م
النشأة والتكوين
قحطان الشعبي وعبد الناصر
أصعب مصير
اتحاد الإمارات المزيف
استقلال الجنوب
استقبل عبد الناصر هذا الزعيم الحقيقي قحطان الشعبي واعتذر له أو طيب خاطره مُعتذرا عما أصابته به مصر من المضايقات، ومُحررا له من سيطرة وتهديد المخابرات المصرية
قحطان الشعبي (1923 ـ 1981) زعيم عربي حقيقي استطاع أن يُنجز ما عجز عنه مُعظم القادة العسكريون العرب في القرن العشرين، وهو ببساطة شديدة الذي جمع اليمن الجنوبي (أو ما يُعرف الجنوب العربي) كله في دولة مدنية واحدة بقوة المنطق السليم والعمل السياسي المُخلص بعيدا عن المؤامرات التي يُؤمر العسكريون المحليون بصُنعها فيصنعونها ويوجدون بها حالة من حالات التوتر الدائم تحت شعار كاذب هو شعار الاستقرار، أما قحطان الشعبي فبقوة الإيمان وحده استطاع أن يصل إلى كيان عظيم وإلى مُجتمع عظيم وأن يستمر في قيادته عامين متواصلين قبل أن يُحقق بعض المراهقين من العسكريين واليساريين لأعداء العروبة ما حققوه من إدخال الدولة الوليدة في دوامات الصراع الدولي في المنطقة.
النشأة والتكوين
عاش قحطان الشعبي حياة طبيعية حتى مع قسوتها ونشأ نشأة سوية حتى مع صعوبة اليُتم والبُعد عن الحياة الحاضرة لكنه بذكاء البدوي الفطري وباجتهاد الإنسان الطموح وبتربية عربية أصيلة استطاع أن يرتقى في مدارج الوعي والسياسة حتى استطاع أن يبني أساسا متميزا لدولة جديدة في 1967 ولولا أن هذه الدولة تمتعت بما حباها الله به من موقع فريد وخصائص بشرية وجغرافية متميزة ما وقعت أسيرة لما وقعت فيه من مطامع الماركسيين والغربيين على حد سواء فضلا عن تآمر العرب المُحيطين بها والبعيدين عنها كذلك ورغباتهم المتكررة والمتجددة في السيطرة دون قدرة، والانتفاع دون حق ، والإفساد دون مبرر.
وإذا جاز القول بأن هزيمة 1967 كانت لها بعض الآثار (غير المقصودة لا من الحرب ولا من الهزيمة) المقللة من آثار النزق فإن أول هذه الآثار كان أن حرص الرئيس عبد الناصر على أن يعتذر لقحطان الشعبي عن سياسات الإفساد والانحراف التي مارستها الأجهزة السيادية المصرية مع مجتمع الجنوب العربي، وهي سياسات مراهقة وخرقاء لكنها كانت في نظر القائمين عليها ضرورة لا بد منها لإضفاء روح الأهمية على النظام الناصري وللمباهاة بقُدرتهم على السيطرة على تنظيمات عربية يصنعونها بأنفسهم وعلى أعينهم ظنا منهم أنهم بصُنع هذه التنظيمات وتمويلها يضمنون ولاء المنتسبين إليها ويضمنون أن يكونوا بُدلاء أسهل منالا من زعيم شعبي حقيقي مثل قحطان الشعبي.
قحطان الشعبي وعبد الناصر
وقد وصل تعسف المصريين مع قحطان الشعبي وأمثاله من زعماء الجنوب أن قيدوا حريتهم في القاهرة وفي غير القاهرة وهددوا حياتهم في بلادهم وخارج بلادهم ليُعطوا الفرصة للأنظمة (أو التنظيمات) التي كانوا يعتقدون أنها ستظل موالية لهم من قبيل ما يوصف في علم السياسة بالعمالة.. وقد مضت مصر في هذا الخط باستعلاء وتصميم حتى وقعت هزيمة 1967 وأدركت مصر مدى العبث الذي سيُكلفها الكثير لو ظلت مستمرة فيه، وهكذا استقبل عبد الناصر هذا الزعيم الحقيقي قحطان الشعبي واعتذر له أو طيب خاطره مُعتذرا عما أصابته به مصر من المضايقات، ومُحررا له من سيطرة وتهديد المخابرات المصرية وناسبا الخطأ في كل ما جرى إلى قيادات المخابرات العامة التي كان عبد الناصر يُبعدها في ذات الوقت من مناصبها إلى السجن.
وهكذا تمكن قحطان الشعبي أن يستعيد زمام الأمور في وطنه بعد أن رفعت مصر يدها المناوئة للزعامة الشعبية (التي تحمل اسم الجبهة الشعبية) مستعينة بزعامة مصنوعة سُميت بالجبهة القومية.
واستطاع قحطان الشعبي الذي كان هو نفسه رجلا من كبار رجال الجهاز التنفيذي العامل في الجنوب العربي من خلال مناصب متقدمة لا تقل في نفوذها الحقيقي عن مناصب الوزراء أن يقود خطوات بلاده نحو إعلان الاستقلال وإعلان الدولة الجديدة التي حرصت على أن يتضمن اسمها أنها عربية، وأنها تضم الجنوب العربي كله وليس عدن كما كان الفرقاء الآخرون يريدون متوافقين مع ما عُرف بعد هذا من الاتجاه السوفييتي إلى السيطرة على هذا المدخل المهم في الاستراتيجية الدولية.
أصعب مصير
تُوجت قصة كفاح قحطان الشعبي بالنجاح التام حين أعلن استقلال وبزوغ الدولة التي أصبح هو نفسه رئيسها، وحين بدأت هذه الدولة ممارسة سيادتها بسهولة وسلاسة ووطنية كان من الممكن أن تستمر حتى الآن لكن المراهقة الماركسية والمطامع الخارجية (العربية قبل العالمية) كانت لهذا الكيان العظيم بالمرصاد، فاستطاعت أن تُنهي هذه التجربة الرائعة في حكم الجنوب العربي وأن تبدأ سلسلة متجددة من القلاقل التقليدية التي لم تنته حتى يومنا هذا.
أما قحطان الشعبي الزعيم الحر الأبي فقد كان مصيره أصعب مصير واجه رئيسا عربيا حتى ذلك الوقت فلم يكتف الماركسيون بالانقلاب عليه وإبعاده عن الحياة العامة بل إنهم اعتقلوه وجعلوا اعتق
“قحطان الشعبي” الزعيم اليمني الذي ضيعه المصريون وضيعوا اليمن معه
ديسمبر 22, 2018م
النشأة والتكوين
قحطان الشعبي وعبد الناصر
أصعب مصير
اتحاد الإمارات المزيف
استقلال الجنوب
استقبل عبد الناصر هذا الزعيم الحقيقي قحطان الشعبي واعتذر له أو طيب خاطره مُعتذرا عما أصابته به مصر من المضايقات، ومُحررا له من سيطرة وتهديد المخابرات المصرية
قحطان الشعبي (1923 ـ 1981) زعيم عربي حقيقي استطاع أن يُنجز ما عجز عنه مُعظم القادة العسكريون العرب في القرن العشرين، وهو ببساطة شديدة الذي جمع اليمن الجنوبي (أو ما يُعرف الجنوب العربي) كله في دولة مدنية واحدة بقوة المنطق السليم والعمل السياسي المُخلص بعيدا عن المؤامرات التي يُؤمر العسكريون المحليون بصُنعها فيصنعونها ويوجدون بها حالة من حالات التوتر الدائم تحت شعار كاذب هو شعار الاستقرار، أما قحطان الشعبي فبقوة الإيمان وحده استطاع أن يصل إلى كيان عظيم وإلى مُجتمع عظيم وأن يستمر في قيادته عامين متواصلين قبل أن يُحقق بعض المراهقين من العسكريين واليساريين لأعداء العروبة ما حققوه من إدخال الدولة الوليدة في دوامات الصراع الدولي في المنطقة.
النشأة والتكوين
عاش قحطان الشعبي حياة طبيعية حتى مع قسوتها ونشأ نشأة سوية حتى مع صعوبة اليُتم والبُعد عن الحياة الحاضرة لكنه بذكاء البدوي الفطري وباجتهاد الإنسان الطموح وبتربية عربية أصيلة استطاع أن يرتقى في مدارج الوعي والسياسة حتى استطاع أن يبني أساسا متميزا لدولة جديدة في 1967 ولولا أن هذه الدولة تمتعت بما حباها الله به من موقع فريد وخصائص بشرية وجغرافية متميزة ما وقعت أسيرة لما وقعت فيه من مطامع الماركسيين والغربيين على حد سواء فضلا عن تآمر العرب المُحيطين بها والبعيدين عنها كذلك ورغباتهم المتكررة والمتجددة في السيطرة دون قدرة، والانتفاع دون حق ، والإفساد دون مبرر.
وإذا جاز القول بأن هزيمة 1967 كانت لها بعض الآثار (غير المقصودة لا من الحرب ولا من الهزيمة) المقللة من آثار النزق فإن أول هذه الآثار كان أن حرص الرئيس عبد الناصر على أن يعتذر لقحطان الشعبي عن سياسات الإفساد والانحراف التي مارستها الأجهزة السيادية المصرية مع مجتمع الجنوب العربي، وهي سياسات مراهقة وخرقاء لكنها كانت في نظر القائمين عليها ضرورة لا بد منها لإضفاء روح الأهمية على النظام الناصري وللمباهاة بقُدرتهم على السيطرة على تنظيمات عربية يصنعونها بأنفسهم وعلى أعينهم ظنا منهم أنهم بصُنع هذه التنظيمات وتمويلها يضمنون ولاء المنتسبين إليها ويضمنون أن يكونوا بُدلاء أسهل منالا من زعيم شعبي حقيقي مثل قحطان الشعبي.
قحطان الشعبي وعبد الناصر
وقد وصل تعسف المصريين مع قحطان الشعبي وأمثاله من زعماء الجنوب أن قيدوا حريتهم في القاهرة وفي غير القاهرة وهددوا حياتهم في بلادهم وخارج بلادهم ليُعطوا الفرصة للأنظمة (أو التنظيمات) التي كانوا يعتقدون أنها ستظل موالية لهم من قبيل ما يوصف في علم السياسة بالعمالة.. وقد مضت مصر في هذا الخط باستعلاء وتصميم حتى وقعت هزيمة 1967 وأدركت مصر مدى العبث الذي سيُكلفها الكثير لو ظلت مستمرة فيه، وهكذا استقبل عبد الناصر هذا الزعيم الحقيقي قحطان الشعبي واعتذر له أو طيب خاطره مُعتذرا عما أصابته به مصر من المضايقات، ومُحررا له من سيطرة وتهديد المخابرات المصرية وناسبا الخطأ في كل ما جرى إلى قيادات المخابرات العامة التي كان عبد الناصر يُبعدها في ذات الوقت من مناصبها إلى السجن.
وهكذا تمكن قحطان الشعبي أن يستعيد زمام الأمور في وطنه بعد أن رفعت مصر يدها المناوئة للزعامة الشعبية (التي تحمل اسم الجبهة الشعبية) مستعينة بزعامة مصنوعة سُميت بالجبهة القومية.
واستطاع قحطان الشعبي الذي كان هو نفسه رجلا من كبار رجال الجهاز التنفيذي العامل في الجنوب العربي من خلال مناصب متقدمة لا تقل في نفوذها الحقيقي عن مناصب الوزراء أن يقود خطوات بلاده نحو إعلان الاستقلال وإعلان الدولة الجديدة التي حرصت على أن يتضمن اسمها أنها عربية، وأنها تضم الجنوب العربي كله وليس عدن كما كان الفرقاء الآخرون يريدون متوافقين مع ما عُرف بعد هذا من الاتجاه السوفييتي إلى السيطرة على هذا المدخل المهم في الاستراتيجية الدولية.
أصعب مصير
تُوجت قصة كفاح قحطان الشعبي بالنجاح التام حين أعلن استقلال وبزوغ الدولة التي أصبح هو نفسه رئيسها، وحين بدأت هذه الدولة ممارسة سيادتها بسهولة وسلاسة ووطنية كان من الممكن أن تستمر حتى الآن لكن المراهقة الماركسية والمطامع الخارجية (العربية قبل العالمية) كانت لهذا الكيان العظيم بالمرصاد، فاستطاعت أن تُنهي هذه التجربة الرائعة في حكم الجنوب العربي وأن تبدأ سلسلة متجددة من القلاقل التقليدية التي لم تنته حتى يومنا هذا.
أما قحطان الشعبي الزعيم الحر الأبي فقد كان مصيره أصعب مصير واجه رئيسا عربيا حتى ذلك الوقت فلم يكتف الماركسيون بالانقلاب عليه وإبعاده عن الحياة العامة بل إنهم اعتقلوه وجعلوا اعتق
اله في زنزانة فردية ساموه فيها العذاب لا لشيء إلا لأنه زعيم ولأنه وطني ولأنه نزيه وأمين وغير عميل.
وربما أن الجماهير لم تعرف هذه الحقائق إلا في العامين الأخيرين حيث كان نصف قرن قد مر على مجد قحطان الشعبي وإنجازه العظيم الذي بدده العرب والمراهقون والمُفتقدون للتجربة السياسية على وجه العموم.
ولد قحطان الشعبي محمد الشعبي عام 1923 في لحج في وادي شعب وهو أحد أودية مدينة طور الباحة التي هي عاصمة إقليم الصبيحة، وقد توفي والده قبل ولادته بثلاثة أشهر، وقد كفله شيخ وادي شعب وهو الشيخ عبد اللطيف عبد القوي، وعاش قحطان الشعبي حياة بدوية كاملة بدأت برعي الأغنام ثم انتقل إلى عدن للدراسة في مدرسة “جبل حديد” وهي مدرسة معروفة بل إنها أشهر المدارس في تاريخ عدن الحديثة وفيها درس أبناء السلاطين والشيوخ ثم نال قحطان الشعبي بعثة دراسية إلى السودان فكان أول زعيم عربي يتلقى تعليمه في السودان (وليس في مصر أو بيروت أو العراق)
وفي السودان أتم قحطان الشعبي دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس في الزراعة من جامعة جوردون من الخرطوم، لكن الأهم من التعليم الجامعي كان هو وعيه السياسي الذي تفتح في بلد يُمارس السياسة ويُعاني مثل وطنه من الاحتلال البريطاني، وقد ثبت أن قحطان الشعبي اشترك مع السودانيين في المظاهرات السياسية السودانية ووزع المنشورات المعادية للبريطانيين، وتعرض للاعتقال والإيذاء البدني.
بعد عودته إلى بلاده أصبح بمثابة وزير (مدير) الزراعة في أبين ثم في حضرموت التي كانت تضم سلطنتين ثم عاد إلى سلطنة لحج وفيها أصبح أيضا بمثابة وزير(ناظر) الزراعة.
وصل قحطان الشعبي بكفاءته الوظيفية إلى أرفع درجة من درجات الوظائف الوطنية في ظل هذا الاستعمار البريطاني وأصبح بكفاءته وتفانيه من أكبر ثلاثة موظفين عرب في ظل الاستعمار، وكان هو أصغرهم.
اشترك قحطان الشعبي في تأسيس “رابطة أبناء الجنوب” في مطلع الخمسينيات وعلى حين كانت هذه الرابطة تدعو لوحدة الجنوب العربي كله فإن الزعيم اليمني المعروف محمد علي لقمان كان يتزعم الدعوة الأقل طموحا إلى قيام دولة صغيرة في عدن وهو ما عبر عنه بكتابه “عدن تطلب الحكم الذاتي” وهو ما وُصف بأنه القومية العدنية.
بدأ قحطان الشعبي يواجه متاعب السياسة والثورة والوطنية، فقد قررت السلطات البريطانية اعتقاله في 1958 لكنه تمكن من الهرب عبر تعز في اليمن ومنها إلى القاهرة.
في 1956، أسس البطل العظيم فيصل عبد اللطيف الشعبي 1935- 1970 فرع حركة القوميين العرب وأصبح قحطان الشعبي عضوا سريا بحكم مناصبه.
اتحاد الإمارات المزيف
في 1959وضع قحطان الشعبي مع زميل كفاحه فيصل عبد اللطيف الشعبي كتابا بعنوان ” اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية” وكان هذا الكتاب دعوة صريحة إلى الكفاح المُسلح.
وفي 1960 استقال قحطان الشعبي وزملاؤه من فرع حركة القوميين العرب حين وجد هذه الحركة غير قادرة على حمل المسؤولية وبدأوا يستعدون على مهل لإنشاء كيان جديد وهو الجبهة القومية التي تحقق استقلال اليمن الجنوبي على يديها.
في مايو 1962 قحطان الشعبي كتابه الأشهر” الاستعمار البريطاني ومعركته العربية في جنوب اليمن” أي قبل ثورة السلال بأربعة أشهر، وفيه دعوة صريحة إلى أن يتحول اليمن إلى جمهورية تتولى تحرير الجنوب، وهكذا فإن قيام ثورة السلال كان مدعاة لأن ينتقل قحطان الشعبي مباشرة من القاهرة إلى صنعاء وأن يعين بناء على إلحاح أبناء الجنوب مستشارا للرئيس السلال لشئون الجنوب المحتل ثم رئيسا لما عُرف باسم مكتب الجنوب في صنعاء (مصلحة الجنوب) ومن خلال هذا الموقع مارس كثيرا من السلطات التنفيذية التي خدمت أبناء الجنوب.
كان قحطان الشعبي مُتمرٌسا بالعمل السياسي والتنفيذي معا وهكذا رأى ضرورة إعلان قيام جبهة لتستهدف تحرير جنوب اليمن في فبراير 1963، سُميت بالجبهة القومية وأصبح هو أمينها العام وعلى يديها تحقق استقلال جنوب اليمن بالفعل في 30 نوفمبر 1967 وظل مُحتفظا بهذا المنصب حتى وهو رئيس للدولة الجديدة، ومن خلال منصبه كأمين عام لهذه الجبهة مثل جنوب اليمن في المحيط الدولي المتاح لمثل حركته.
بيد أن هذه الجبهة التي تأسست في فبراير 1963 لقيت كثيرا من المصاعب على يد المصريين (سواء من كانوا في القيادة المصرية في اليمن أو من كانوا في القاهرة) وبدأت هذه المصاعب عند محاولة الشعبي إعلان ثورة تحرير الجنوب في 14 أكتوبر 1963 فإن مصر لم تُذع البيان، وأعربت عن انزعاجها من تحديد موعد للثورة بينما كانت تسعى إلى التوافق مع البريطانيين، وبعد مناقشات أذاعت مصر البيان في 26 أكتوبر 1963 لكن مرحلة طويلة من سوء الظن والتربص كانت قد تكرست، وبدأت العلاقة تسوء بين ثوار الجنوب وبين القاهرة. لكن هذا لم يمنع قحطان الشعبي من قيادة كفاح مسلح استطاع توفير الذخيرة له، كما شن عددا من المعارك الناجحة التي سرٌعت من اقتناع البريطانيين بالخروج من اليمن.
كانت المتاعب التي خلقها المصريون لقحطان الشعبي و زملائه قد وصلت إلى ذروتها في يناي
وربما أن الجماهير لم تعرف هذه الحقائق إلا في العامين الأخيرين حيث كان نصف قرن قد مر على مجد قحطان الشعبي وإنجازه العظيم الذي بدده العرب والمراهقون والمُفتقدون للتجربة السياسية على وجه العموم.
ولد قحطان الشعبي محمد الشعبي عام 1923 في لحج في وادي شعب وهو أحد أودية مدينة طور الباحة التي هي عاصمة إقليم الصبيحة، وقد توفي والده قبل ولادته بثلاثة أشهر، وقد كفله شيخ وادي شعب وهو الشيخ عبد اللطيف عبد القوي، وعاش قحطان الشعبي حياة بدوية كاملة بدأت برعي الأغنام ثم انتقل إلى عدن للدراسة في مدرسة “جبل حديد” وهي مدرسة معروفة بل إنها أشهر المدارس في تاريخ عدن الحديثة وفيها درس أبناء السلاطين والشيوخ ثم نال قحطان الشعبي بعثة دراسية إلى السودان فكان أول زعيم عربي يتلقى تعليمه في السودان (وليس في مصر أو بيروت أو العراق)
وفي السودان أتم قحطان الشعبي دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس في الزراعة من جامعة جوردون من الخرطوم، لكن الأهم من التعليم الجامعي كان هو وعيه السياسي الذي تفتح في بلد يُمارس السياسة ويُعاني مثل وطنه من الاحتلال البريطاني، وقد ثبت أن قحطان الشعبي اشترك مع السودانيين في المظاهرات السياسية السودانية ووزع المنشورات المعادية للبريطانيين، وتعرض للاعتقال والإيذاء البدني.
بعد عودته إلى بلاده أصبح بمثابة وزير (مدير) الزراعة في أبين ثم في حضرموت التي كانت تضم سلطنتين ثم عاد إلى سلطنة لحج وفيها أصبح أيضا بمثابة وزير(ناظر) الزراعة.
وصل قحطان الشعبي بكفاءته الوظيفية إلى أرفع درجة من درجات الوظائف الوطنية في ظل هذا الاستعمار البريطاني وأصبح بكفاءته وتفانيه من أكبر ثلاثة موظفين عرب في ظل الاستعمار، وكان هو أصغرهم.
اشترك قحطان الشعبي في تأسيس “رابطة أبناء الجنوب” في مطلع الخمسينيات وعلى حين كانت هذه الرابطة تدعو لوحدة الجنوب العربي كله فإن الزعيم اليمني المعروف محمد علي لقمان كان يتزعم الدعوة الأقل طموحا إلى قيام دولة صغيرة في عدن وهو ما عبر عنه بكتابه “عدن تطلب الحكم الذاتي” وهو ما وُصف بأنه القومية العدنية.
بدأ قحطان الشعبي يواجه متاعب السياسة والثورة والوطنية، فقد قررت السلطات البريطانية اعتقاله في 1958 لكنه تمكن من الهرب عبر تعز في اليمن ومنها إلى القاهرة.
في 1956، أسس البطل العظيم فيصل عبد اللطيف الشعبي 1935- 1970 فرع حركة القوميين العرب وأصبح قحطان الشعبي عضوا سريا بحكم مناصبه.
اتحاد الإمارات المزيف
في 1959وضع قحطان الشعبي مع زميل كفاحه فيصل عبد اللطيف الشعبي كتابا بعنوان ” اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية” وكان هذا الكتاب دعوة صريحة إلى الكفاح المُسلح.
وفي 1960 استقال قحطان الشعبي وزملاؤه من فرع حركة القوميين العرب حين وجد هذه الحركة غير قادرة على حمل المسؤولية وبدأوا يستعدون على مهل لإنشاء كيان جديد وهو الجبهة القومية التي تحقق استقلال اليمن الجنوبي على يديها.
في مايو 1962 قحطان الشعبي كتابه الأشهر” الاستعمار البريطاني ومعركته العربية في جنوب اليمن” أي قبل ثورة السلال بأربعة أشهر، وفيه دعوة صريحة إلى أن يتحول اليمن إلى جمهورية تتولى تحرير الجنوب، وهكذا فإن قيام ثورة السلال كان مدعاة لأن ينتقل قحطان الشعبي مباشرة من القاهرة إلى صنعاء وأن يعين بناء على إلحاح أبناء الجنوب مستشارا للرئيس السلال لشئون الجنوب المحتل ثم رئيسا لما عُرف باسم مكتب الجنوب في صنعاء (مصلحة الجنوب) ومن خلال هذا الموقع مارس كثيرا من السلطات التنفيذية التي خدمت أبناء الجنوب.
كان قحطان الشعبي مُتمرٌسا بالعمل السياسي والتنفيذي معا وهكذا رأى ضرورة إعلان قيام جبهة لتستهدف تحرير جنوب اليمن في فبراير 1963، سُميت بالجبهة القومية وأصبح هو أمينها العام وعلى يديها تحقق استقلال جنوب اليمن بالفعل في 30 نوفمبر 1967 وظل مُحتفظا بهذا المنصب حتى وهو رئيس للدولة الجديدة، ومن خلال منصبه كأمين عام لهذه الجبهة مثل جنوب اليمن في المحيط الدولي المتاح لمثل حركته.
بيد أن هذه الجبهة التي تأسست في فبراير 1963 لقيت كثيرا من المصاعب على يد المصريين (سواء من كانوا في القيادة المصرية في اليمن أو من كانوا في القاهرة) وبدأت هذه المصاعب عند محاولة الشعبي إعلان ثورة تحرير الجنوب في 14 أكتوبر 1963 فإن مصر لم تُذع البيان، وأعربت عن انزعاجها من تحديد موعد للثورة بينما كانت تسعى إلى التوافق مع البريطانيين، وبعد مناقشات أذاعت مصر البيان في 26 أكتوبر 1963 لكن مرحلة طويلة من سوء الظن والتربص كانت قد تكرست، وبدأت العلاقة تسوء بين ثوار الجنوب وبين القاهرة. لكن هذا لم يمنع قحطان الشعبي من قيادة كفاح مسلح استطاع توفير الذخيرة له، كما شن عددا من المعارك الناجحة التي سرٌعت من اقتناع البريطانيين بالخروج من اليمن.
كانت المتاعب التي خلقها المصريون لقحطان الشعبي و زملائه قد وصلت إلى ذروتها في يناي
ر 1963 عندما أعلنت مصر عن قيام تنظيم جديد باسم “جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل” وكعادة البيروقراطية المصرية فقد حرصت على أن تضم هذه الجبهة بعض السلاطين والأمراء والمعارضين للكفاح المسلح، كما أعلنت القاهرة أن الجبهة القومية التي يقودها قحطان الشعبي قد انضمت إلى جبهة تحرير الجنوب، لكن قحطان الشعبي نفسه أعلن من القاهرة نفسها عدم شرعية ضم جبهته إلى جبهة التحرير، واعتبر الأمر مؤامرة للقضاء على الجبهة القومية بعد أن مضت الثورة المسلحة إلى المزيد من الانتصارات.
كان الرد المصري مُتوقعا وإن لم يكن مشرفا.. ذلك أن السلطات المصرية التي كانت تعتبر نفسها وصية على حركات التحرير احتجزت قحطان الشعبي ومعه رفيق كفاحه فيصل عبد اللطيف في القاهرة، لكن هذا البدوي الذكي (فيصل عبد اللطيف) استطاع تضليل الأجهزة المصرية وفرٌ من مصر إلى بيروت ثم إلى الجنوب، وعقد مؤتمره الشهير في نوفمبر 1966 بينما ظل قحطان الشعبي مُحتجزا في القاهرة حتى وقعت هزيمة 1967 وأعادت مصر ترتيب تحالفاتها العربية، وهكذا استقبل الرئيس عبد الناصر بنفسه قحطان الشعبي واعتذر له وسمح له بمغادرة مصر في أغسطس 1967.
كانت هزيمة 1967 من جهة أخرى إيذانا بتضاؤل دور جبهة التحرير الموالية لمصر وبصمود الجبهة القومية وسيطرتها على كل المواقع في الجنوب العربي ووصل الأمر في النهاية وفي غياب وسيط شريف إلى الاقتتال فانتصرت الجبهة القومية (بقيادة قحطان) ولقيت الجبهة الموالية لمصر هزيمة نهائية، وسيطر قحطان الشعبي على الوضع تماما في نوفمبر 1967 واضطرت بريطانيا إلى الاعتراف بأن الجبهة القومية التي يقودها قحطان الشعبي هي الحكومة الفعلية القائمة في الجنوب ، وترأس قحطان الشعبي الوفد اليمني الجنوبي إلى مباحثات الاستقلال مع البريطانيين في جنيف فيما بين 21 و28 نوفمبر .
استقلال الجنوب
وفي 29 نوفمبر 1967 وقع قحطان الشعبي اتفاقية استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني الذي استمر قرابة 130 عاما.
وفي اليوم التالي 30 نوفمبر 1967 والذي اعتبر يوم الاستقلال احتشدت الجماهير لاستقبال بطلها الشعبي العظيم قحطان الشعبي واستمرت الاحتفالات على المستوى الوجداني اللائق بقيام الدولة العظيمة
ظل قحطان الشعبي يُمارس حكم اليمن الجنوبي بإخلاص وهمة واقتدار إلى أن قام الانقلاب الماركسي في أواخر مارس 1970و اغتيل نائبه وشريكه في الكفاح المناضل العظيم فيصل عبد اللطيف رئيس الوزراء في أبريل 1970 في زنزانته بينما بقي قحطان الشعبي في الاعتقال الانفرادي حتى وفاته في 7 يوليو 1981 في أواخر عهد الرئيس السادات.
توفي قحطان الشعبي في معتقله بعد 11عاما من السجن والتعذيب لكن جماهير شعبه كلها خرجت لتُشيعه إلى مثواه الأخير ولتشيع معه آمالها في الحرية المبتغاة والشخصية المنيعة والمستقبل الزاهر فقد كانت وطأة الماركسية ثقيلة، وكانت وطأة العسكر أثقل من وطأة الماركسية، وكانت تربصات العرب المحيطين باليمن الجنوبي أشد وطأة من وطأتي الماركسية والعسكر على حد سواء.
لقي قحطان الشعبي وجه ربه بعد أن رفض ممارسة أي نوع من القتل للخصوم أو الموافقة على قرارات الإعدام للساسة السابقين. وفي أثناء اعتقاله تزوج ابنه الوحيد في 1976. أما زوجته التي تجمع بين المجد من طرفيه (باعتبارها شقيقة البطل فيصل عبد اللطيف وزوجة قحطان) فقد عاشت بعده طويلا حتى توفيت في 1998
كان الرد المصري مُتوقعا وإن لم يكن مشرفا.. ذلك أن السلطات المصرية التي كانت تعتبر نفسها وصية على حركات التحرير احتجزت قحطان الشعبي ومعه رفيق كفاحه فيصل عبد اللطيف في القاهرة، لكن هذا البدوي الذكي (فيصل عبد اللطيف) استطاع تضليل الأجهزة المصرية وفرٌ من مصر إلى بيروت ثم إلى الجنوب، وعقد مؤتمره الشهير في نوفمبر 1966 بينما ظل قحطان الشعبي مُحتجزا في القاهرة حتى وقعت هزيمة 1967 وأعادت مصر ترتيب تحالفاتها العربية، وهكذا استقبل الرئيس عبد الناصر بنفسه قحطان الشعبي واعتذر له وسمح له بمغادرة مصر في أغسطس 1967.
كانت هزيمة 1967 من جهة أخرى إيذانا بتضاؤل دور جبهة التحرير الموالية لمصر وبصمود الجبهة القومية وسيطرتها على كل المواقع في الجنوب العربي ووصل الأمر في النهاية وفي غياب وسيط شريف إلى الاقتتال فانتصرت الجبهة القومية (بقيادة قحطان) ولقيت الجبهة الموالية لمصر هزيمة نهائية، وسيطر قحطان الشعبي على الوضع تماما في نوفمبر 1967 واضطرت بريطانيا إلى الاعتراف بأن الجبهة القومية التي يقودها قحطان الشعبي هي الحكومة الفعلية القائمة في الجنوب ، وترأس قحطان الشعبي الوفد اليمني الجنوبي إلى مباحثات الاستقلال مع البريطانيين في جنيف فيما بين 21 و28 نوفمبر .
استقلال الجنوب
وفي 29 نوفمبر 1967 وقع قحطان الشعبي اتفاقية استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني الذي استمر قرابة 130 عاما.
وفي اليوم التالي 30 نوفمبر 1967 والذي اعتبر يوم الاستقلال احتشدت الجماهير لاستقبال بطلها الشعبي العظيم قحطان الشعبي واستمرت الاحتفالات على المستوى الوجداني اللائق بقيام الدولة العظيمة
ظل قحطان الشعبي يُمارس حكم اليمن الجنوبي بإخلاص وهمة واقتدار إلى أن قام الانقلاب الماركسي في أواخر مارس 1970و اغتيل نائبه وشريكه في الكفاح المناضل العظيم فيصل عبد اللطيف رئيس الوزراء في أبريل 1970 في زنزانته بينما بقي قحطان الشعبي في الاعتقال الانفرادي حتى وفاته في 7 يوليو 1981 في أواخر عهد الرئيس السادات.
توفي قحطان الشعبي في معتقله بعد 11عاما من السجن والتعذيب لكن جماهير شعبه كلها خرجت لتُشيعه إلى مثواه الأخير ولتشيع معه آمالها في الحرية المبتغاة والشخصية المنيعة والمستقبل الزاهر فقد كانت وطأة الماركسية ثقيلة، وكانت وطأة العسكر أثقل من وطأة الماركسية، وكانت تربصات العرب المحيطين باليمن الجنوبي أشد وطأة من وطأتي الماركسية والعسكر على حد سواء.
لقي قحطان الشعبي وجه ربه بعد أن رفض ممارسة أي نوع من القتل للخصوم أو الموافقة على قرارات الإعدام للساسة السابقين. وفي أثناء اعتقاله تزوج ابنه الوحيد في 1976. أما زوجته التي تجمع بين المجد من طرفيه (باعتبارها شقيقة البطل فيصل عبد اللطيف وزوجة قحطان) فقد عاشت بعده طويلا حتى توفيت في 1998
اصوات من الماضي
شهدت بلادنا خلال الفترة الاخيرة نشاطا محموما تقوم به بعض القوى المشبوهة لتأزيم الحياة السياسية ، حيث برزت أصوات مأزومة في مشهد موتور تحاول من خلاله إحياء واحد من أقبح المشاريع الاستعمارية السلاطينية التي قبرها شعبنا وحركته الوطنية عبر مسيرة كفاحية حافلة بالتضحيات الجسيمة والانجازات العظيمة ، وهو مشروع ( الجنوب العربي ) الذي قام الاستعمار البريطاني بتسويقه في أواخر عام 1959، في محاولة لتطويق شعارات ( الوحدة اليمنية والاستقلال ) التي ارتفعت في مدينة عدن الباسلة بعد ظهور الطبقة العاملة اليمنية كقوة سياسية منظمة في نقابات غداة إضرابات مارس 1956م العمالية الشهيرة.
والثابت ان مشروع ( الجنوب العربي) كان يستهدف تلفيق هوية بديلة عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل في عهد الاستعمار ، لكن اندلاع الثورة اليمنية (26سبتمبر 14 اكتوبر ) دشن انعطافا تاريخيا في مسار الكفاح الوطني المعمد بالدماء والتضحيات من أجل تحرير الجنوب المحتل من الحكم الاستعماري الأنجلو سلاطيني ، وتحقيق الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م وهو اليوم الذي تم فيه دفن مشروع اتحادالجنوب العربي وإلغاء الكيانات السلاطينية وتوحيدها في دولة شطرية واحدة حملت إسم اليمن كخطوة على طريق الوحدة اليمنية التي ارتفع علمها في مدينة عدن ظهر يوم 22 مايو 1990 المجيد .
وقد سبق ان حذرنا كثيرا من الاخوة في الحراك الجنوبي السلمي من أن الهدف الحقيقي من اصرار بعض الأصوات على تبني مشروع ( الجنوب العربي) هو الاساءة الى الحراك الجنوبي السلمي والقضية الجنوبية العادلة التي أفرزتها حرب صيف 1994م ، ناهيك عن أن محاولة احياء مشروع الجنوب العربي يعتبر تنكرا وقحا وسافرا للتاريخ الوطني العظيم لشعبنا وقواه الوطنية ، بما في ذلك تاريخ العديد من مؤسسي وقادة الحراك الجنوبي السلمي بمختلف مكوناته ، وآبائهم قادة وشهداء ومناضلي ثورة 14 اكتوبر وأبطال الاستقلال والوحدة الذين تصدوا بثبات لمشروع ( الجنوب العربي ) .
وبوسعنا القول ان استمراء التعاطي مع النزعات العدمية من شأنه نقل أصحاب هذه الأصوات من حالة الإصابة بعمى الألوان الى السقوط في منطقة اللاوعي ، وما يترتب على ذلك من إغتراب عن الواقع، ونزوع الى تغييب العقل وتزييف الوعي بحقائق التاريخ ، وصولا الى الإدمان على تعاطي الأوهام !!
حين يكون النظام القيمي هشاً ، تكون مخرجاته من ذلك الطراز الذي تضيع فيه الحدود بين الثوابت والمتغيرات ، ويتحول من خلاله رفاق الأمس الى فرق وشيع واجنحة تتبارى في التسابق على إغتيال المبادئ ، والإسراف في الفصل بين السياسة والأخلاق ، وصولاً الى العبث بالإنسان والعدوان على التاريخ والتفريط بالثوابت والتضحية بالحقيقة.
ولا نفهم أيضاً وسط تهافت المراهنات على مشاريع امبريالية قادمة لتعديل الخرائط التي صاغها الإستعمار في الحرب العالمية الأولى ، ورسمها على الأرض في العالم العربي بعد الحرب علاقة الواهمين بإمكانية العودة الى صناعة الخرائط الجيوسياسية من خلال التعويل على دور مفترض للقوى الأجنبية في تعديل الجغرافيا السياسية للوطن اليمني والعالم العربي ، مثلما راهنوا قبل ذلك على ترشيح هذا الوطن للضربة العسكرية الأميركية ، من خلال التسريبات الإعلامية والتحريض بكل الوسائل غير الأخلاقية لإقناع الثور الأميركي الهائج بعد أحداث 11 سبتمبر 2011م بإدراج اليمن الموحد ضمن قائمة الدول التي تأوي الإرهاب بعد افغانستان !!
ينسى هؤلاء أن الخارطة الراهنة لليمن الموحد لم تصنعها القوى الأجنبية والإرادات الخارجية في سايكس بيكو او يالطا او ميونيخ ، بل جاءت ثمرة لنضال طويل اجترحه الشعب اليمني وقواه الوطنية ضد الإستبداد الإمامي والإستعمار البريطاني والنظام الأنجلوسلاطيني .. وينسون ان شعبنا قدم قوافل الشهداء واسترخص التضحيات الجسيمة في كفاحه الطويل من أجل الحرية والإستقلال وإستعادة الوجه الشرعي للوطن اليمني الواحد .
على هذا الطريق صاغت الحركة الوطنية اليمنية ثقافة الحرية والوحدة في مواجهة ثقافة الاستبداد والتبعية والتجزئة والإستلاب ، فيما كان الدفاع عن الهوية الوطنية في مواجهة مشاريع الهويات البديلة محور كل المعارك التي خاضها شعبنا وطلائعه الثورية في مختلف الميادين السياسية والفكرية والثقافية.
في تاريخ العالم المعاصر إرتبط حق تقرير المصير بإرادة الشعوب في الإستقلال لا عن الإستعمار بل عن هوية مفروضة عليها بالقوة في اطار دولة اتحادية متعددة القوميات والأعراق .. بيد أن الطريق الحاسم لبلوغ هذا الهدف كان يتم من خلال السعي للحصول على تأييد دولي ودعم أجنبي لهذا الحق .
في الحالة اليمنية المعاصرة عرفت بلادنا هذا الشعار في الأربعينات على يد الجمعية العدنية التي كانت تسعى للدفاع عن عروبة عدن والتحرر من هيمنة النخب والجاليات الأجنبية لدول الكومنولث على الوظائف الإدارية والفعاليات الإقتصادية والتجارية في المدينة .. لكن شعار عدن للعدنيين الذي جسد مفهوم الجمعية
شهدت بلادنا خلال الفترة الاخيرة نشاطا محموما تقوم به بعض القوى المشبوهة لتأزيم الحياة السياسية ، حيث برزت أصوات مأزومة في مشهد موتور تحاول من خلاله إحياء واحد من أقبح المشاريع الاستعمارية السلاطينية التي قبرها شعبنا وحركته الوطنية عبر مسيرة كفاحية حافلة بالتضحيات الجسيمة والانجازات العظيمة ، وهو مشروع ( الجنوب العربي ) الذي قام الاستعمار البريطاني بتسويقه في أواخر عام 1959، في محاولة لتطويق شعارات ( الوحدة اليمنية والاستقلال ) التي ارتفعت في مدينة عدن الباسلة بعد ظهور الطبقة العاملة اليمنية كقوة سياسية منظمة في نقابات غداة إضرابات مارس 1956م العمالية الشهيرة.
والثابت ان مشروع ( الجنوب العربي) كان يستهدف تلفيق هوية بديلة عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل في عهد الاستعمار ، لكن اندلاع الثورة اليمنية (26سبتمبر 14 اكتوبر ) دشن انعطافا تاريخيا في مسار الكفاح الوطني المعمد بالدماء والتضحيات من أجل تحرير الجنوب المحتل من الحكم الاستعماري الأنجلو سلاطيني ، وتحقيق الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م وهو اليوم الذي تم فيه دفن مشروع اتحادالجنوب العربي وإلغاء الكيانات السلاطينية وتوحيدها في دولة شطرية واحدة حملت إسم اليمن كخطوة على طريق الوحدة اليمنية التي ارتفع علمها في مدينة عدن ظهر يوم 22 مايو 1990 المجيد .
وقد سبق ان حذرنا كثيرا من الاخوة في الحراك الجنوبي السلمي من أن الهدف الحقيقي من اصرار بعض الأصوات على تبني مشروع ( الجنوب العربي) هو الاساءة الى الحراك الجنوبي السلمي والقضية الجنوبية العادلة التي أفرزتها حرب صيف 1994م ، ناهيك عن أن محاولة احياء مشروع الجنوب العربي يعتبر تنكرا وقحا وسافرا للتاريخ الوطني العظيم لشعبنا وقواه الوطنية ، بما في ذلك تاريخ العديد من مؤسسي وقادة الحراك الجنوبي السلمي بمختلف مكوناته ، وآبائهم قادة وشهداء ومناضلي ثورة 14 اكتوبر وأبطال الاستقلال والوحدة الذين تصدوا بثبات لمشروع ( الجنوب العربي ) .
وبوسعنا القول ان استمراء التعاطي مع النزعات العدمية من شأنه نقل أصحاب هذه الأصوات من حالة الإصابة بعمى الألوان الى السقوط في منطقة اللاوعي ، وما يترتب على ذلك من إغتراب عن الواقع، ونزوع الى تغييب العقل وتزييف الوعي بحقائق التاريخ ، وصولا الى الإدمان على تعاطي الأوهام !!
حين يكون النظام القيمي هشاً ، تكون مخرجاته من ذلك الطراز الذي تضيع فيه الحدود بين الثوابت والمتغيرات ، ويتحول من خلاله رفاق الأمس الى فرق وشيع واجنحة تتبارى في التسابق على إغتيال المبادئ ، والإسراف في الفصل بين السياسة والأخلاق ، وصولاً الى العبث بالإنسان والعدوان على التاريخ والتفريط بالثوابت والتضحية بالحقيقة.
ولا نفهم أيضاً وسط تهافت المراهنات على مشاريع امبريالية قادمة لتعديل الخرائط التي صاغها الإستعمار في الحرب العالمية الأولى ، ورسمها على الأرض في العالم العربي بعد الحرب علاقة الواهمين بإمكانية العودة الى صناعة الخرائط الجيوسياسية من خلال التعويل على دور مفترض للقوى الأجنبية في تعديل الجغرافيا السياسية للوطن اليمني والعالم العربي ، مثلما راهنوا قبل ذلك على ترشيح هذا الوطن للضربة العسكرية الأميركية ، من خلال التسريبات الإعلامية والتحريض بكل الوسائل غير الأخلاقية لإقناع الثور الأميركي الهائج بعد أحداث 11 سبتمبر 2011م بإدراج اليمن الموحد ضمن قائمة الدول التي تأوي الإرهاب بعد افغانستان !!
ينسى هؤلاء أن الخارطة الراهنة لليمن الموحد لم تصنعها القوى الأجنبية والإرادات الخارجية في سايكس بيكو او يالطا او ميونيخ ، بل جاءت ثمرة لنضال طويل اجترحه الشعب اليمني وقواه الوطنية ضد الإستبداد الإمامي والإستعمار البريطاني والنظام الأنجلوسلاطيني .. وينسون ان شعبنا قدم قوافل الشهداء واسترخص التضحيات الجسيمة في كفاحه الطويل من أجل الحرية والإستقلال وإستعادة الوجه الشرعي للوطن اليمني الواحد .
على هذا الطريق صاغت الحركة الوطنية اليمنية ثقافة الحرية والوحدة في مواجهة ثقافة الاستبداد والتبعية والتجزئة والإستلاب ، فيما كان الدفاع عن الهوية الوطنية في مواجهة مشاريع الهويات البديلة محور كل المعارك التي خاضها شعبنا وطلائعه الثورية في مختلف الميادين السياسية والفكرية والثقافية.
في تاريخ العالم المعاصر إرتبط حق تقرير المصير بإرادة الشعوب في الإستقلال لا عن الإستعمار بل عن هوية مفروضة عليها بالقوة في اطار دولة اتحادية متعددة القوميات والأعراق .. بيد أن الطريق الحاسم لبلوغ هذا الهدف كان يتم من خلال السعي للحصول على تأييد دولي ودعم أجنبي لهذا الحق .
في الحالة اليمنية المعاصرة عرفت بلادنا هذا الشعار في الأربعينات على يد الجمعية العدنية التي كانت تسعى للدفاع عن عروبة عدن والتحرر من هيمنة النخب والجاليات الأجنبية لدول الكومنولث على الوظائف الإدارية والفعاليات الإقتصادية والتجارية في المدينة .. لكن شعار عدن للعدنيين الذي جسد مفهوم الجمعية
العدنية لحق تقرير المصير أخطأ الزمان والمكان ، حيث جوبه بمقاومة شعبية عارمة من قبل الحركة الوطنية اليمنية التي كانت تطالب بالحق في الإستقلال عن الإستعمار ، والحق في إستعادة الهوية اليمنية المسلوبة ، لا بتقرير مصير عدن خارج هويتها الوطنية اليمنية !!
نجح الوطنيون اليمنيون بفضل عدالة قضيتهم وصدق إيمانهم بحقيقة الوطن اليمني الواحد ، في إلحاق الهزيمة بشعار حق عدن في تقرير المصير ، والذي كان يراد له ان يكون مدخلاً لطمس هويتها اليمنية ، ومنطلقاً لشعارات مماثلة لتقرير مصائر السلطنات والإمارات المتعاهدة مع الإستعمار البريطاني ، الهدف منها في نهاية المطاف هو سلب الهوية الوطنية اليمنية وتلفيق هويات بديلة زائفة!!
ثمة تاريخ طويل وزاخر بالمآثر الكفاحية العظيمة التي اجترحها السياسيون و المثقفون والأدباء والكتاب والفنانون والطلاَّب والعمال والمزارعون والتجار وعلماء الدين الوطنيون في مجرى الدفاع عن الهوية الوطنية اليمنية ، والتطلع الى محو و إلغاء الخارطة التي فرضها المستعمرون والأئمة والسلاطين ، وإستبدالها بخارطة الحلم الوطني التي رسمت معالمها الثورة اليمنية ( 26 سبتمبر- 14 اكتوبر ) ، وتتوّجت بإنتزاع الإستقلال عام 1967م ، وإستعادة الوجه الشرعي للوطن اليمني الواحد يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 العظيم .
كان هذا التاريخ من صنع الشعب اليمني وطلائعه الوطنية ، ولم يكن موروثاً عن خرائط جيوسياسية من صنع إرادات دولية وإتفاقات استعمارية.. أما الذين يراهنون كثيراً على ماتردده وسائل الإعلام العالمية هذه الأيام حول مشاريع امبريالية لإعادة النظر في تلك الخرائط ، فانهم يخطئون في العنوان حين يتوهمون بأن اليمن يصلح لمثل هذه المشاريع .
حين يقرأ ويسمع المرء كلاماً منحطاً كهذا ، يدرك مدى السقوط السياسي والأخلاقي لهذا النمط من السياسيين الفاشلين في مستنقع اللاوعي، وإغترابهم عن الواقع والتاريخ ، وهروبهم المخزي من مواجهة الحقيقة ، إذْ يصعب على العقل الحي تعاطي شعارات مهترئة وأوهام مريضة بهدف إحياء أفكار بالية ومشاريع ميتة ولا تاريخية.
انه مرض التعلق بأوهام وطوباويات ماضوية تهدر البعد التاريخي للزمن ، بإصرارها على العودة الى كهوف السياسات القديمة المندثرة ، والوهم بإمكانية إعادة تعريف الزمن من خلال إعادته الى نقطة سابقة في تاريخ قديم ، وإعادة الروح الىالعظام الرميمة لشعارات ميتة مثل شعار عدن للعدنيين وشعار لحج فوق الجميع وشعار حضرموت الكبرى ، ومشروع (الجنوب العربي) وغيرها من المشاريع التي حاولت الإختباء خلف شعار حق تقرير المصير ، ثم انتهت الى مزبلة التاريخ تحت ضربات كفاح الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة من اجل الحرية والإستقلال والوحدة.
ألا فليصُم التاريخ بعاره الأبدي حملة هذه الأفكارالخاسئةومروجيها وناشريها..ورحم الله الشهيد عبدالفتاح اسماعيل الذي وصف الوحدة اليمنية بأنها قدر ومصير شعبنا اليمني . . والفقيد عبدالله باذيب الذي كان أول من رفع شعار ( نحو يمن حر ديمقراطي موحد ) بعد بضعة أشهر من ظهور مشروع ( اتحاد إمارات الجنوب العربي ) الذي بدأ الاستعمار في تسويقه عام 1954 واعلانه رسميا عام 1959م ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المناضل عبدالله باذيب كان قد سخر في منتصف الخمسينات من كلام منحط كهذا الذي يردده بعض المحسوبين على الحزب الاشتراكي اليمني في هذه الأيام ، و بعد أكثر من ستين عاما من النضال الوطني الوحدوي .
لم يكتف الفقيد الخالد عبدالله باذيب بدحض مثل هذا الكلام وتعريته في النصف الأول من القرن الماضي ، لكنه مضى الى أبعد من ذلك حين وصفه بأنه مجرد (كلام مُدعّس)
نجح الوطنيون اليمنيون بفضل عدالة قضيتهم وصدق إيمانهم بحقيقة الوطن اليمني الواحد ، في إلحاق الهزيمة بشعار حق عدن في تقرير المصير ، والذي كان يراد له ان يكون مدخلاً لطمس هويتها اليمنية ، ومنطلقاً لشعارات مماثلة لتقرير مصائر السلطنات والإمارات المتعاهدة مع الإستعمار البريطاني ، الهدف منها في نهاية المطاف هو سلب الهوية الوطنية اليمنية وتلفيق هويات بديلة زائفة!!
ثمة تاريخ طويل وزاخر بالمآثر الكفاحية العظيمة التي اجترحها السياسيون و المثقفون والأدباء والكتاب والفنانون والطلاَّب والعمال والمزارعون والتجار وعلماء الدين الوطنيون في مجرى الدفاع عن الهوية الوطنية اليمنية ، والتطلع الى محو و إلغاء الخارطة التي فرضها المستعمرون والأئمة والسلاطين ، وإستبدالها بخارطة الحلم الوطني التي رسمت معالمها الثورة اليمنية ( 26 سبتمبر- 14 اكتوبر ) ، وتتوّجت بإنتزاع الإستقلال عام 1967م ، وإستعادة الوجه الشرعي للوطن اليمني الواحد يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 العظيم .
كان هذا التاريخ من صنع الشعب اليمني وطلائعه الوطنية ، ولم يكن موروثاً عن خرائط جيوسياسية من صنع إرادات دولية وإتفاقات استعمارية.. أما الذين يراهنون كثيراً على ماتردده وسائل الإعلام العالمية هذه الأيام حول مشاريع امبريالية لإعادة النظر في تلك الخرائط ، فانهم يخطئون في العنوان حين يتوهمون بأن اليمن يصلح لمثل هذه المشاريع .
حين يقرأ ويسمع المرء كلاماً منحطاً كهذا ، يدرك مدى السقوط السياسي والأخلاقي لهذا النمط من السياسيين الفاشلين في مستنقع اللاوعي، وإغترابهم عن الواقع والتاريخ ، وهروبهم المخزي من مواجهة الحقيقة ، إذْ يصعب على العقل الحي تعاطي شعارات مهترئة وأوهام مريضة بهدف إحياء أفكار بالية ومشاريع ميتة ولا تاريخية.
انه مرض التعلق بأوهام وطوباويات ماضوية تهدر البعد التاريخي للزمن ، بإصرارها على العودة الى كهوف السياسات القديمة المندثرة ، والوهم بإمكانية إعادة تعريف الزمن من خلال إعادته الى نقطة سابقة في تاريخ قديم ، وإعادة الروح الىالعظام الرميمة لشعارات ميتة مثل شعار عدن للعدنيين وشعار لحج فوق الجميع وشعار حضرموت الكبرى ، ومشروع (الجنوب العربي) وغيرها من المشاريع التي حاولت الإختباء خلف شعار حق تقرير المصير ، ثم انتهت الى مزبلة التاريخ تحت ضربات كفاح الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة من اجل الحرية والإستقلال والوحدة.
ألا فليصُم التاريخ بعاره الأبدي حملة هذه الأفكارالخاسئةومروجيها وناشريها..ورحم الله الشهيد عبدالفتاح اسماعيل الذي وصف الوحدة اليمنية بأنها قدر ومصير شعبنا اليمني . . والفقيد عبدالله باذيب الذي كان أول من رفع شعار ( نحو يمن حر ديمقراطي موحد ) بعد بضعة أشهر من ظهور مشروع ( اتحاد إمارات الجنوب العربي ) الذي بدأ الاستعمار في تسويقه عام 1954 واعلانه رسميا عام 1959م ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المناضل عبدالله باذيب كان قد سخر في منتصف الخمسينات من كلام منحط كهذا الذي يردده بعض المحسوبين على الحزب الاشتراكي اليمني في هذه الأيام ، و بعد أكثر من ستين عاما من النضال الوطني الوحدوي .
لم يكتف الفقيد الخالد عبدالله باذيب بدحض مثل هذا الكلام وتعريته في النصف الأول من القرن الماضي ، لكنه مضى الى أبعد من ذلك حين وصفه بأنه مجرد (كلام مُدعّس)
انقلاب القصر 1955م
#تعز
في مدينة تعز عاصمة اليمن ابان حكم الامام احمد بن يحيى حميد الدين .
في البدايه خرج ثلاثة جنود من قبيلة حاشد للاحتطاب من احدى القرى المجاوره للقصر في تعز ، فاختلف الفلاحين مع الجنود الثلاثه تطور الامر بمقتل فلاحين و جندي .
حين علم الامام بذلك طلب من كان السبب في ذلك ، ولكن انتشر اشاعه ان الامام يود معاقبة الجنود خاصه منهم من حاشد ، فقام الجنود بضرب القصر بالرصاص .
كانت اليمن حينها تعيش في تخلف بسبب سياسية العزله التي انتهجها الامام احمد و من قبله و الده يحيى ، فقام قائد حرس الامام احمد الثلايا و شقيقي الامام عبدالله و العباس وعدد افراد الاسر الهاشميه و القحطانيه بالتخطيط للقيام بانقلاب على الامام و تعيين عبدالله اماما على اليمن .
كانت عيون الامام منتشره و ادرك الامام المؤامره ولكنه لم يعرف اطرافها ، فقام بالتظاهر بتقديم تنازله عن الحكم لاخيه الصغير عبدالله ، و فور خروج المخططين للانقلاب ، امر الامام قائد حامية قلعة القاهره في تعز ( الطوباشي ) وهو الاخر من قبيلة حاشد بضرب ثكنات العساكر المتمردين ، و حين ادرك قائد الحرس فشل الانقلاب فر من تعز ولكن ابناء احدى القرى المحيطه بها استطاعوا الامساك به و اخذه الى الامام الذي اعدمه و جميع من قام بالانقلاب و اهمهم :
1- قائد حرس الامام احمد الثلايا
2- عبدالله اخ الامام احمد الصغير المرشح لتولي امر الحكم
3- العباس اخ الامام احمد
4- السيد محمد عبدالقادر
5- القاضي عبدالله الشامي
6- الاخوين يحيى و حمود السياغي
7- عبدالرحمن الغولي
8- علي المطري
9- محسن الصعر
تذكر الكتب ان الثلايا قبل اعدامه قال : لعن الله شعبا اردت له الحياه فاراد لي الموت . >> هذه الكلمات لا صحة لها .
وباعدام اغلب رؤوس الاسر الهاشميه و القحطاني اثار الامام الكثير من الجدل تطور الامر بقيام ثورة 1962م بعد و فاته باسبوع .
التالي : صورة المقدم الثلايا قبيل اعدامه ، صوره للامام يحيى برفقة حرسه الخاص ، صوره لقصر الامام يحيى في تعز ، صورتي عبدالله و العباس اخوي الامام احمد .
#تعز
في مدينة تعز عاصمة اليمن ابان حكم الامام احمد بن يحيى حميد الدين .
في البدايه خرج ثلاثة جنود من قبيلة حاشد للاحتطاب من احدى القرى المجاوره للقصر في تعز ، فاختلف الفلاحين مع الجنود الثلاثه تطور الامر بمقتل فلاحين و جندي .
حين علم الامام بذلك طلب من كان السبب في ذلك ، ولكن انتشر اشاعه ان الامام يود معاقبة الجنود خاصه منهم من حاشد ، فقام الجنود بضرب القصر بالرصاص .
كانت اليمن حينها تعيش في تخلف بسبب سياسية العزله التي انتهجها الامام احمد و من قبله و الده يحيى ، فقام قائد حرس الامام احمد الثلايا و شقيقي الامام عبدالله و العباس وعدد افراد الاسر الهاشميه و القحطانيه بالتخطيط للقيام بانقلاب على الامام و تعيين عبدالله اماما على اليمن .
كانت عيون الامام منتشره و ادرك الامام المؤامره ولكنه لم يعرف اطرافها ، فقام بالتظاهر بتقديم تنازله عن الحكم لاخيه الصغير عبدالله ، و فور خروج المخططين للانقلاب ، امر الامام قائد حامية قلعة القاهره في تعز ( الطوباشي ) وهو الاخر من قبيلة حاشد بضرب ثكنات العساكر المتمردين ، و حين ادرك قائد الحرس فشل الانقلاب فر من تعز ولكن ابناء احدى القرى المحيطه بها استطاعوا الامساك به و اخذه الى الامام الذي اعدمه و جميع من قام بالانقلاب و اهمهم :
1- قائد حرس الامام احمد الثلايا
2- عبدالله اخ الامام احمد الصغير المرشح لتولي امر الحكم
3- العباس اخ الامام احمد
4- السيد محمد عبدالقادر
5- القاضي عبدالله الشامي
6- الاخوين يحيى و حمود السياغي
7- عبدالرحمن الغولي
8- علي المطري
9- محسن الصعر
تذكر الكتب ان الثلايا قبل اعدامه قال : لعن الله شعبا اردت له الحياه فاراد لي الموت . >> هذه الكلمات لا صحة لها .
وباعدام اغلب رؤوس الاسر الهاشميه و القحطاني اثار الامام الكثير من الجدل تطور الامر بقيام ثورة 1962م بعد و فاته باسبوع .
التالي : صورة المقدم الثلايا قبيل اعدامه ، صوره للامام يحيى برفقة حرسه الخاص ، صوره لقصر الامام يحيى في تعز ، صورتي عبدالله و العباس اخوي الامام احمد .