وله خمسة أبواب هي: باب اليمن، نجران، المنصورة، جعران، السلام... ولأنه مبني من الطين بدأت بعض أجزاءه في التساقط... والطريقة التي صمم بها السور تظهر وعي قدماء اليمنيين بفنون الدفاع فعلى سبيل المثال صممت أبواب السور بحيث تمكن حراسها من رؤية الشخص القادم بينما هذا الأخير لا يراهم...!
وصعدة واحدة من مجموعة مدن يمنية تمتلك بالإضافة الى رصيدها التاريخي قيمة روحية وفكرية عظيمة تجعلها على الدوام موطناً لعلماء الدين ولطلاب العلم، إلا أن صعدة تتميز عن غيرها بالتناقض الصارخ والمدهش في تركيبتها الاجتماعية وذلك من النواحي العرقية والدينية والثقافية والفكرية وحتى السياسية وهي تناقضات تغذي بعضها البعض ورثت من مراحل وعصور تاريخية مختلفة تعود الى مئات السنين عاشتها اليمن كلها لكن صعدة احتفظت لنفسها ببصمة لكل منها.
ففي صعدة بقايا الديانة اليهودية التي دخلت اليمن قبل الميلاد إذ يعيش في ضواحيها مئات من اليهود اليمنيين معظمهم يعمل بالحرف اليدوية ويميزون أنفسهم بزنانير ظفائر من الشعر تتدلى الى أعناقهم. وفي إطار المذهب الزيدي الذي يتمذهب به أبناء صعدة وجزء من الشعب اليمني وهو يعد أقرب مذاهب الشيعة الى السنة مذهب الجزء الآخر من الشعب توجد الهادوية وهي وفقاً لتعريف الموسوعة اليمنية ومصادر أخرى فرقة من فرق الزيدية تنسب آراؤها الفقهية الى الإمام الهادي الى الحق يحيى ابن الحسين الذي أسس دولة الأئمة الزيدية في اليمن انطلاقاً من صعدة عام 897م واستمر حكمها بين الضعف والقوة طوال إحدى عشر قرناً الى أن سقط نظام آخر أئمتها البدر بن أحمد يحيى حميد الدين مع قيام ثورة 26 أيلول سبتمبر 1962 التي أسست النظام الجمهوري، ويتخذ أتباع هذا المذهب من جامع الإمام الهادي حيث قبره وقبور آله مزاراً ومحجاً ويؤخذ عليهم تعصبهم المذهبي. وفي وادعة - إحدى ضواحي صعدة - يقطن الشيخ مقبل الوادعي وهو واحد من كبار علماء الحديث في العالم الإسلامي ورمزاً من رموز التيار السلفي يقصده أتباعه من مختلف أنحاء اليمن ومن مختلف أنحاء العالم الإسلامي قبل أن تضع الدولة حداً لذلك لتلقي علوم الحديث والسنة النبوية على يديه ويستضيفهم في مجمع سكني كبير يعلوه مسجد يستخدم كمدرسة.
ويوجد في صعدة من يطلق عليهم بـ"السادة" وهم مجموعة عائلات وأسر تنتمي الى بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت الى وقت قريب تشكل نخبة المجتمع وفئة ارستقراطية تحتكر الثروة والسلطة والعلم وتغير هذا الوضع كثيراً بعد قيام ثورة سبتمبر التي قلصت من هذه الامتيازات لمصلحة توسيع قاعدة المشاركة في الثلاثي السابق الذي كان وما يزال محور الصراع في اليمن. ويعيش في المدينة آلاف من المواطنين ممن يتمذهبون بالمذهب الشافعي قدموا من محافظات أخرى ويشغلون وظائف في المكاتب الحكومية ويزاولون أعمال التجارة وبعض الحرف وهي أعمال وحرف كان أبناء القبائل في صعدة يأنفون ممارستها بسبب بعض الأعراف القبلية التي تحتقر هذه المهن وهي أعراف بدأت تنقرض وخصوصاً في إطار المدينة التي تشهد نشاطاً تجارياً واستثمارياً كبيراً يشكل عنصر جذب للأيدي العاملة
وصعدة واحدة من مجموعة مدن يمنية تمتلك بالإضافة الى رصيدها التاريخي قيمة روحية وفكرية عظيمة تجعلها على الدوام موطناً لعلماء الدين ولطلاب العلم، إلا أن صعدة تتميز عن غيرها بالتناقض الصارخ والمدهش في تركيبتها الاجتماعية وذلك من النواحي العرقية والدينية والثقافية والفكرية وحتى السياسية وهي تناقضات تغذي بعضها البعض ورثت من مراحل وعصور تاريخية مختلفة تعود الى مئات السنين عاشتها اليمن كلها لكن صعدة احتفظت لنفسها ببصمة لكل منها.
ففي صعدة بقايا الديانة اليهودية التي دخلت اليمن قبل الميلاد إذ يعيش في ضواحيها مئات من اليهود اليمنيين معظمهم يعمل بالحرف اليدوية ويميزون أنفسهم بزنانير ظفائر من الشعر تتدلى الى أعناقهم. وفي إطار المذهب الزيدي الذي يتمذهب به أبناء صعدة وجزء من الشعب اليمني وهو يعد أقرب مذاهب الشيعة الى السنة مذهب الجزء الآخر من الشعب توجد الهادوية وهي وفقاً لتعريف الموسوعة اليمنية ومصادر أخرى فرقة من فرق الزيدية تنسب آراؤها الفقهية الى الإمام الهادي الى الحق يحيى ابن الحسين الذي أسس دولة الأئمة الزيدية في اليمن انطلاقاً من صعدة عام 897م واستمر حكمها بين الضعف والقوة طوال إحدى عشر قرناً الى أن سقط نظام آخر أئمتها البدر بن أحمد يحيى حميد الدين مع قيام ثورة 26 أيلول سبتمبر 1962 التي أسست النظام الجمهوري، ويتخذ أتباع هذا المذهب من جامع الإمام الهادي حيث قبره وقبور آله مزاراً ومحجاً ويؤخذ عليهم تعصبهم المذهبي. وفي وادعة - إحدى ضواحي صعدة - يقطن الشيخ مقبل الوادعي وهو واحد من كبار علماء الحديث في العالم الإسلامي ورمزاً من رموز التيار السلفي يقصده أتباعه من مختلف أنحاء اليمن ومن مختلف أنحاء العالم الإسلامي قبل أن تضع الدولة حداً لذلك لتلقي علوم الحديث والسنة النبوية على يديه ويستضيفهم في مجمع سكني كبير يعلوه مسجد يستخدم كمدرسة.
ويوجد في صعدة من يطلق عليهم بـ"السادة" وهم مجموعة عائلات وأسر تنتمي الى بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت الى وقت قريب تشكل نخبة المجتمع وفئة ارستقراطية تحتكر الثروة والسلطة والعلم وتغير هذا الوضع كثيراً بعد قيام ثورة سبتمبر التي قلصت من هذه الامتيازات لمصلحة توسيع قاعدة المشاركة في الثلاثي السابق الذي كان وما يزال محور الصراع في اليمن. ويعيش في المدينة آلاف من المواطنين ممن يتمذهبون بالمذهب الشافعي قدموا من محافظات أخرى ويشغلون وظائف في المكاتب الحكومية ويزاولون أعمال التجارة وبعض الحرف وهي أعمال وحرف كان أبناء القبائل في صعدة يأنفون ممارستها بسبب بعض الأعراف القبلية التي تحتقر هذه المهن وهي أعراف بدأت تنقرض وخصوصاً في إطار المدينة التي تشهد نشاطاً تجارياً واستثمارياً كبيراً يشكل عنصر جذب للأيدي العاملة
/خالد أحمد السفياني –
– النقوش والرسومات الصخرية في المسلحقات عمرها 5000 سنة و”قصر كهلان ” الحميري مازالت آثاره في القلات
● تعد مدينة صعدة “ عاصمة المحافظة ” واحدة من أهم المدن التاريخية والأثرية في اليمن حيث تضم في طياتها العديد من المعالم التاريخية الإسلامية والشواهد الأثرية القديمة التي ظلت صامدة وشامخة رغم تقادم الزمن وتقلبات العصور والأحداث الجسام التي جرت في ساحاتها عبر القرون الماضية .
والزائر لمدنية صعدة يستشعر للوهلة الأولى بثمة عناق بين الأزمنة فالماضي لا تزال بعض مظاهره وصوره وآثاره في حاضر المدينة فيما يطل المستقبل ببعض ملامحه راسماٍ صورة الغد الذي سيأتي حيث يشعر الزائر بأنه يرى أمام عينيه صور متفاوتة ومتباينة تحكي الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل كما تتدخل فيها الفصول الأربعة الشتاء والخريف والصيف والربيع ولا يستشعرها الناس إلا من خلال تناوب فواكه المواسم التفاح والرمان والحمضيات والبرتقال .
إن كثيراٍ من المدن اليمنية والعربية لا تحكي صورتها العامة ومظاهرها إلا حاضرها فقط باستثناء مدن قديمة تجمع أجواءها بين عبق التاريخ والزمن الماضي والحاضر المعاش وفي مقدمتها “ مدينة صعدة ” التاريخية التي تعتبر المدنية العربية الوحيدة التي مازالت داخل سور أثري وتاريخي متكامل حتى اليوم .
معالم أثرية ونقوش صخرية
تقع مدينة صعدة في الجزء الجنوبي لقاع صعدة الرحب المسمى بـ”الصعيد ” وتحيط بها الجبال من الناحية الجنوبية والشرقية والغربية حيث تنتصب في قمم هذه الجبال القلاع والحصون الأثرية والتاريخية كـ”حصن العبلاء ” الأثري من الناحية الشرقية وهو حصن شيد قبل الإسلام وترجع مصادر تاريخية إن في هذا الحصن كانت توقد النار التي كانت تعبدها اليمن في تلك الحقبة الزمنية وبجاور العبلاء سلسلة جبلية تتجه نحو الشرق يطلق عليها “ كهلان ” ويوجد بها هضاب جبلية صغيرة تعرف بـ”المسلحقات ” يوجد بها نقوش ورسومات صخرية وكتابات باللغة الحميرية القديمة وأكدت البعثات الأثرية أن هذه النقوش والرسومات الصخرية تعود إلى ما قبل 5000 سنة تقريباٍ وفي شرق المسلحقات توجد أعمدة رخامية طويلة وكبيرة يصل طولها إلى 2 . 5 متر لكل عمود متناثرة تؤكد أن “ قصر كهلان الأثري ” الذي شيد في عصر الدولة الحميرية الأولى قد شيد في هذا الموقع في منطقة “ القْلات ”.
ثاني السدود القديمة في اليمن
ومن جنوب المدينة يوجد جبلي “ الصمع ” و”السنارة ” وفي قمة كل منهما قلعة ضخمة ذات بناء إسلامي هما “ قلعة السنارة ” و”حصن الصمع ” وقد شيدا في ظروف الاحتلال العثماني لليمن وبين الجبلين توجد منطقة “ الخانق ” وهي عبارة عن مضيق جبلي شيد فيه “ سد الخانق ” الشهير قبل الإسلام وعرفت بأسم “ منطقة الخنفرين ” والتي منها القيل اليماني محمد بن أبان الخنفري ويعد هذا السد ثاني أهم وأكبر السدود في اليمن بعد سد مارب في العصر القديم وظل باقياٍ حتى هدمه القائد العباسي المعروف إبراهيم بن موسى العلوي الملقب بالجزار عند دخوله صعدة وتدميرها وهدم السد في 200 هـ .
وفي جنوب المدنية يوجد أيضا “ جبل تلمص ” وبه آثار حصن تلمص القديم حيث كان هذا الحصن مقراٍ للوالي الحميري نوال بن عتيك والذي كان والياٍ للملك سيف بن ذي يزن على مخلاف صعدة وكان والياٍ جباراٍ مولعاٍ بسفك الدماء “ جبل تلمص ” هو الموقع الذي نشأت فيه صعدة الأولى الأقدم وقد ظلت عامرة حتى دمرت على يد الأمام أحمد بن سليمان بن المطهر في القرن الخامس الهجري .
كما أن مسجد صعدة الذي شيدة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في السنة السادسة للهجرة ضمن ثلاثة مساجد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببنائها في اليمن وهي “ مسجد صنعاء ” و”مسجد الجند ” و”مسجد صعدة ” ويطلق على هذه المساجد بالمساجد الشريفة لأنها شيدت بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ذات العام ويعتقد أن هذا المسجد شيد في هذا الموقع الأثري و”تلمص ” بكل مآثرها باستثناء حصنها مطمورة كلياٍ وتم العثور على آثار وشواهد خلال سنوات مضت من قبل الأهالي خلال عملية بناء المنازل لهم وهناك الكثير من الآثار والشواهد التي لا يتسع الحيز لذكرها .
في قلب المدينة التاريخية
عندما يلج المرء مدينة صعدة القديمة من أحد الأبواب الأربعة السور صعدة يجد أمامه مدينة تاريخية يتصاعد منها عبق التاريخ القديم أحياء عدة شيدت البيوت جوار بعضها البعض في خط طويل من جانبين يتوسطهما شارع ينتهي بأبواب مستقلة “ مداخل ومخارج ” لكل حي وشيدت هذه البيوت من الطين “ الزابور ” بأشكال وصور متباينة وبنمط عمارة موحدة هي “ العمارة الإسلامية ” في القرنين الخامس والسادس الهجري وتعد الأحياء الشمالية “ حي
– النقوش والرسومات الصخرية في المسلحقات عمرها 5000 سنة و”قصر كهلان ” الحميري مازالت آثاره في القلات
● تعد مدينة صعدة “ عاصمة المحافظة ” واحدة من أهم المدن التاريخية والأثرية في اليمن حيث تضم في طياتها العديد من المعالم التاريخية الإسلامية والشواهد الأثرية القديمة التي ظلت صامدة وشامخة رغم تقادم الزمن وتقلبات العصور والأحداث الجسام التي جرت في ساحاتها عبر القرون الماضية .
والزائر لمدنية صعدة يستشعر للوهلة الأولى بثمة عناق بين الأزمنة فالماضي لا تزال بعض مظاهره وصوره وآثاره في حاضر المدينة فيما يطل المستقبل ببعض ملامحه راسماٍ صورة الغد الذي سيأتي حيث يشعر الزائر بأنه يرى أمام عينيه صور متفاوتة ومتباينة تحكي الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل كما تتدخل فيها الفصول الأربعة الشتاء والخريف والصيف والربيع ولا يستشعرها الناس إلا من خلال تناوب فواكه المواسم التفاح والرمان والحمضيات والبرتقال .
إن كثيراٍ من المدن اليمنية والعربية لا تحكي صورتها العامة ومظاهرها إلا حاضرها فقط باستثناء مدن قديمة تجمع أجواءها بين عبق التاريخ والزمن الماضي والحاضر المعاش وفي مقدمتها “ مدينة صعدة ” التاريخية التي تعتبر المدنية العربية الوحيدة التي مازالت داخل سور أثري وتاريخي متكامل حتى اليوم .
معالم أثرية ونقوش صخرية
تقع مدينة صعدة في الجزء الجنوبي لقاع صعدة الرحب المسمى بـ”الصعيد ” وتحيط بها الجبال من الناحية الجنوبية والشرقية والغربية حيث تنتصب في قمم هذه الجبال القلاع والحصون الأثرية والتاريخية كـ”حصن العبلاء ” الأثري من الناحية الشرقية وهو حصن شيد قبل الإسلام وترجع مصادر تاريخية إن في هذا الحصن كانت توقد النار التي كانت تعبدها اليمن في تلك الحقبة الزمنية وبجاور العبلاء سلسلة جبلية تتجه نحو الشرق يطلق عليها “ كهلان ” ويوجد بها هضاب جبلية صغيرة تعرف بـ”المسلحقات ” يوجد بها نقوش ورسومات صخرية وكتابات باللغة الحميرية القديمة وأكدت البعثات الأثرية أن هذه النقوش والرسومات الصخرية تعود إلى ما قبل 5000 سنة تقريباٍ وفي شرق المسلحقات توجد أعمدة رخامية طويلة وكبيرة يصل طولها إلى 2 . 5 متر لكل عمود متناثرة تؤكد أن “ قصر كهلان الأثري ” الذي شيد في عصر الدولة الحميرية الأولى قد شيد في هذا الموقع في منطقة “ القْلات ”.
ثاني السدود القديمة في اليمن
ومن جنوب المدينة يوجد جبلي “ الصمع ” و”السنارة ” وفي قمة كل منهما قلعة ضخمة ذات بناء إسلامي هما “ قلعة السنارة ” و”حصن الصمع ” وقد شيدا في ظروف الاحتلال العثماني لليمن وبين الجبلين توجد منطقة “ الخانق ” وهي عبارة عن مضيق جبلي شيد فيه “ سد الخانق ” الشهير قبل الإسلام وعرفت بأسم “ منطقة الخنفرين ” والتي منها القيل اليماني محمد بن أبان الخنفري ويعد هذا السد ثاني أهم وأكبر السدود في اليمن بعد سد مارب في العصر القديم وظل باقياٍ حتى هدمه القائد العباسي المعروف إبراهيم بن موسى العلوي الملقب بالجزار عند دخوله صعدة وتدميرها وهدم السد في 200 هـ .
وفي جنوب المدنية يوجد أيضا “ جبل تلمص ” وبه آثار حصن تلمص القديم حيث كان هذا الحصن مقراٍ للوالي الحميري نوال بن عتيك والذي كان والياٍ للملك سيف بن ذي يزن على مخلاف صعدة وكان والياٍ جباراٍ مولعاٍ بسفك الدماء “ جبل تلمص ” هو الموقع الذي نشأت فيه صعدة الأولى الأقدم وقد ظلت عامرة حتى دمرت على يد الأمام أحمد بن سليمان بن المطهر في القرن الخامس الهجري .
كما أن مسجد صعدة الذي شيدة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في السنة السادسة للهجرة ضمن ثلاثة مساجد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببنائها في اليمن وهي “ مسجد صنعاء ” و”مسجد الجند ” و”مسجد صعدة ” ويطلق على هذه المساجد بالمساجد الشريفة لأنها شيدت بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ذات العام ويعتقد أن هذا المسجد شيد في هذا الموقع الأثري و”تلمص ” بكل مآثرها باستثناء حصنها مطمورة كلياٍ وتم العثور على آثار وشواهد خلال سنوات مضت من قبل الأهالي خلال عملية بناء المنازل لهم وهناك الكثير من الآثار والشواهد التي لا يتسع الحيز لذكرها .
في قلب المدينة التاريخية
عندما يلج المرء مدينة صعدة القديمة من أحد الأبواب الأربعة السور صعدة يجد أمامه مدينة تاريخية يتصاعد منها عبق التاريخ القديم أحياء عدة شيدت البيوت جوار بعضها البعض في خط طويل من جانبين يتوسطهما شارع ينتهي بأبواب مستقلة “ مداخل ومخارج ” لكل حي وشيدت هذه البيوت من الطين “ الزابور ” بأشكال وصور متباينة وبنمط عمارة موحدة هي “ العمارة الإسلامية ” في القرنين الخامس والسادس الهجري وتعد الأحياء الشمالية “ حي
ة مازالوا يمتهنون هذه الحرفة حتى اليوم كابراٍ عن كابر وهذا أعطى مقبرة القرضين أهمية تاريخية كبيرة فمن خلال هذه الشواهد التاريخية والأضرحة مفردها “ ضريح ” تم العرف على تراجم كثير من العلماء العظام في اليمن أمثال “ ابن الزحيف ابراهيم الكينعي ابن مظفر الدواري بهران …” ومن خلال هذه الأضرحة تم التعرف على أنساب كثير من الأسر والتقاء هذه الأسر ببعضها واتصال بعض هذه الأسر برجال من الصحابة حيث أكدت بعض هذه الشواهد القديمة انتساب بعض الأسر ومنها آل عقبة إلى الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب الزبيدي وبعضها إلى الصحابي الجليل سلمان الفارسي وغير ذلك إن مقبرة القرضين في حد ذاتها تاريخ مستقل تدفع المرء إلى الانبهار والإعجاب بها وقد الفت عن مضامين شواهدها وأعلام الرجال المدفونين فيها كتب مستقلة منها كتاب لمؤلف مصري يدعى “ شحاتة ” حول الشواهد الأثرية في المقبرة
عليان ” “ السفال ” “ المصموط ” شيبان ” أقدم هذه الأحياء وهناك قرابة 27 مسجداٍ تاريخياٍ قديماٍ في المدينة لكن اهمها واعظمها “ جامع الهادي ” الذي اختطه الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي سنة 284هـ وشيد جامعه الموجود في الجزء القبلي للمسجد وتوفي وهو دون القامة وشهد الجامع توسيعات عديدة وأضافات منها تشيد المئذنة في 751 هـ على يد المهدي علي بن محمد والتوسعة الكبرى التي أقامها شمس الدين بن شرف الدين في 947 هـ إبان النضال ضد الاحتلال العثماني حيث تم استكمال بناء المسجد من ثلاثة اتجاهات الشرقية والغربية والجنوبية لتلتقي مع الجامع الأصلي لتشكل مربعاٍ وسطه شمسية “ صوح كبير ” مماثل للجامع الكبير بصنعاء ثم جاء القاسم بن محمد بن القاسم وأبناؤه من بعده خلال حكمهم لليمن ليضيفوا المشاهد الخلفية ذات القباب الرائعة والتطريزات المعمارية الفريدة من الداخل وبها قبور الهادي وابناؤه والمهدي علي بن محمد وعدد من امراء القاسم إبان الدولة القاسمية في القرن الحادي عشر الهجري .
ويعتبر جامع الهادي من أروع وأجمل المساجد التاريخية في اليمن يعكس طراز العمارة الإسلامية اليمنية وتعكس ابداعات المعماريين اليمنيين القدماء في الزخرفة والتشييد والبناء وهو من أهم ملامح ومعالم المدينة القديمة .
وفي الجامع “ المؤخر ” الذي شيده شمس الدين بن شرف الدين نقوش وزخرفة وحزام كتبت عليه قصيدة رائعة ذكر فيها تاريخ تشييد وبناء المسجد في 947هـ .
روعة التخطيط والبناء
وعلى مقرية من جامع الهادي تنتصب “ قلعة صعدة ” داخل سورها الطيني القديم وقد أقيمت على هضبة متوسطة كانت مادة الحديد تصهر فيها وتشكلت من خبث الحديد وبقايا اعمال الصهر للحديد حيث كان يوجد قرابة 3000 فرن بدائي لصهر الحديد في مدينة صعدة في القرنين السادس والسابع وزادت بعد ذلك وكانت تصدر مادة الحديد إلى تركيا في القرن العاشر الهجري القلعة حجرية ذات طوابق أربعة ضخمة البنيان دائرية الشكل وواجهة للمدنية ويحيط بها سور طيني في قمة الروعة الهندسية والبناء ويوجد بداخل السور مرافق ومباني حراسة وترتبط القلعة بنفق تحت الأرض إلى خارج السور وقد شيدت في 947هـ على يد الأمير شمس الدين بن شرف الدين بن المطهر الذي شيد تكملة جامع الهادي وشيد سور صعدة الذي يحيط بالمدنية دائرياٍ وله أربعة أبواب “ باب جعراف ” الشرقي و”باب اليمن ” الجنوبي و”باب نجران ” الشمالي و”باب ستران ” الغربي وكان شمس الدين قد اقام قصراٍ لأخيه المطهر بن شرف الدين عند الباب الغربي من الداخل وقد تدمر ونشأت في موقعه “ حارة القصر ” وكان المطهر ملكاٍ مهابا قاد اليمن في نضالاتهم ضد الأتراك العثمانيين في القرن العاشر الهجري وكبدهم هزائم مرة في ثلاء وصعدة وصنعاء وغيرها .
ويمتد سور صعدة دائرياٍ بطول 4 . 5 كم وبشكل متعرج وبارتفاع 6 - 8 أمتار وعرض 2 - 2 . 5 متر وساتر في اعلاه به فتحات مايلة كانت تستخدم للقنص دفاعاٍ عن السور وبه عدد ابراج ونوب للحراسة عند المداخل الأربعة وصممت تعاريج لأخفاء أبواب السور ولا يضاهي روعة بنائة إلا روعة التخطيط والتمويه والحصانة فقد شيد لأغراض حربية وعسكرية بحتة في فترة النضال ضد الاحتلال العثماني الأول لليمن .
مقبرة القرضين
> ولعل ابرز ما يلفت نظر الزائر لمدينة صعدة هي تلك المقابر الواسعة الامتداد غرب وشمال المدنية القديمة والتي تشكل مساحتها أكبر من مدينة صعدة نفسها ويزيد عدد الموتى فيها عن عدد سكان المدنية حيث يقدر عمرها بثمانية قرون كاملة وتعود أقدم القبور فيها إلى القرن السادس الهجرة كما هو موضع في الشواهد والأضرحة الكبيرة المنصوبة عليها وتسمى المقبرة بـ”القرضين ” وهي أكبر مقابر اليمن وثاني مقبرة على مستوى الوطن العربي برغم أن العمران الحديث اقتص اجزاء منها واقيمت بعض البنايات الجديدة بعد أن ازيلت القبور من مواقعها مستدلين بقول بعض الفقهاء أن “ الحي أبقى وأولى من الميت بالانتفاع بهذه الأرض ” وقد سورت اجزاء مقبرة القرضين في 1986م خشية من توسع العمران فيها .
أن مقبرة القرضين بصعدة واحدة من أعجب المقابر تتناثر فيها القباب القديمة التي شيدت بين القرنين السادس والعاشر الهجري فوق أضرحة بعض كبار العلماء والحكام علاوة على أن كل القبور في هذه المقبرة عليها أضرحة حجرية كبيرة وضعت على شكل زوايا حادة وهي مصنوعة من احجار البلق البيضاء وكعادة الصعديين في دفن الموتى يكتب أسم الميت ونسبه كاملاٍ ليصل إلى أثني عشر اسماٍ وتاريخ وفاته وصفته واعماله إن كان من كبار العلماء والفقهاء ورجال والقضاة وبعض السور القصيرة كسورتي “ الفاتحة ” و”الإخلاص ” ويتم الكتابة والنقش على الأضرحة بخطوط جميلة من خلال عمال متخصصوين ومهرة في نقش الأضرح
ويعتبر جامع الهادي من أروع وأجمل المساجد التاريخية في اليمن يعكس طراز العمارة الإسلامية اليمنية وتعكس ابداعات المعماريين اليمنيين القدماء في الزخرفة والتشييد والبناء وهو من أهم ملامح ومعالم المدينة القديمة .
وفي الجامع “ المؤخر ” الذي شيده شمس الدين بن شرف الدين نقوش وزخرفة وحزام كتبت عليه قصيدة رائعة ذكر فيها تاريخ تشييد وبناء المسجد في 947هـ .
روعة التخطيط والبناء
وعلى مقرية من جامع الهادي تنتصب “ قلعة صعدة ” داخل سورها الطيني القديم وقد أقيمت على هضبة متوسطة كانت مادة الحديد تصهر فيها وتشكلت من خبث الحديد وبقايا اعمال الصهر للحديد حيث كان يوجد قرابة 3000 فرن بدائي لصهر الحديد في مدينة صعدة في القرنين السادس والسابع وزادت بعد ذلك وكانت تصدر مادة الحديد إلى تركيا في القرن العاشر الهجري القلعة حجرية ذات طوابق أربعة ضخمة البنيان دائرية الشكل وواجهة للمدنية ويحيط بها سور طيني في قمة الروعة الهندسية والبناء ويوجد بداخل السور مرافق ومباني حراسة وترتبط القلعة بنفق تحت الأرض إلى خارج السور وقد شيدت في 947هـ على يد الأمير شمس الدين بن شرف الدين بن المطهر الذي شيد تكملة جامع الهادي وشيد سور صعدة الذي يحيط بالمدنية دائرياٍ وله أربعة أبواب “ باب جعراف ” الشرقي و”باب اليمن ” الجنوبي و”باب نجران ” الشمالي و”باب ستران ” الغربي وكان شمس الدين قد اقام قصراٍ لأخيه المطهر بن شرف الدين عند الباب الغربي من الداخل وقد تدمر ونشأت في موقعه “ حارة القصر ” وكان المطهر ملكاٍ مهابا قاد اليمن في نضالاتهم ضد الأتراك العثمانيين في القرن العاشر الهجري وكبدهم هزائم مرة في ثلاء وصعدة وصنعاء وغيرها .
ويمتد سور صعدة دائرياٍ بطول 4 . 5 كم وبشكل متعرج وبارتفاع 6 - 8 أمتار وعرض 2 - 2 . 5 متر وساتر في اعلاه به فتحات مايلة كانت تستخدم للقنص دفاعاٍ عن السور وبه عدد ابراج ونوب للحراسة عند المداخل الأربعة وصممت تعاريج لأخفاء أبواب السور ولا يضاهي روعة بنائة إلا روعة التخطيط والتمويه والحصانة فقد شيد لأغراض حربية وعسكرية بحتة في فترة النضال ضد الاحتلال العثماني الأول لليمن .
مقبرة القرضين
> ولعل ابرز ما يلفت نظر الزائر لمدينة صعدة هي تلك المقابر الواسعة الامتداد غرب وشمال المدنية القديمة والتي تشكل مساحتها أكبر من مدينة صعدة نفسها ويزيد عدد الموتى فيها عن عدد سكان المدنية حيث يقدر عمرها بثمانية قرون كاملة وتعود أقدم القبور فيها إلى القرن السادس الهجرة كما هو موضع في الشواهد والأضرحة الكبيرة المنصوبة عليها وتسمى المقبرة بـ”القرضين ” وهي أكبر مقابر اليمن وثاني مقبرة على مستوى الوطن العربي برغم أن العمران الحديث اقتص اجزاء منها واقيمت بعض البنايات الجديدة بعد أن ازيلت القبور من مواقعها مستدلين بقول بعض الفقهاء أن “ الحي أبقى وأولى من الميت بالانتفاع بهذه الأرض ” وقد سورت اجزاء مقبرة القرضين في 1986م خشية من توسع العمران فيها .
أن مقبرة القرضين بصعدة واحدة من أعجب المقابر تتناثر فيها القباب القديمة التي شيدت بين القرنين السادس والعاشر الهجري فوق أضرحة بعض كبار العلماء والحكام علاوة على أن كل القبور في هذه المقبرة عليها أضرحة حجرية كبيرة وضعت على شكل زوايا حادة وهي مصنوعة من احجار البلق البيضاء وكعادة الصعديين في دفن الموتى يكتب أسم الميت ونسبه كاملاٍ ليصل إلى أثني عشر اسماٍ وتاريخ وفاته وصفته واعماله إن كان من كبار العلماء والفقهاء ورجال والقضاة وبعض السور القصيرة كسورتي “ الفاتحة ” و”الإخلاص ” ويتم الكتابة والنقش على الأضرحة بخطوط جميلة من خلال عمال متخصصوين ومهرة في نقش الأضرح
الامام ؛ المُتوكل
الذي وحد اليمن ....
والذي طغى في البلاد!!
بخروج الأتراك من اليمن، منتصف القرن الـ «11» الهجري، صار «اليمن الأسفل» ميراثاً سهلاً لـ «الدولة القاسمية»، لتدخل «الزيدية» دولة، ومذهب، مرحلة اختبار حقيقي، في كيفية تعاملها مع الآخر، ظلت فتاوي الفقهاء حول ذلك تراوح مكانها، حتى تولى الإمامة الفقيه المُتعصب «المتوكل» إسماعيل، صنع الأخير بفتاويه أعداء وهميين، احتوى أقاربه الطامحين، وجيش القبائل المتعطشة للفيد جنوباً، مؤسساً بذلك اسوأ احتلال عرفته تلك المناطق، على مدى تاريخها.
قاد القاسم بن محمد، مؤسس «الدولة القاسمية»، مقاومة عنيفة ضد الأتراك، بعد أكثر من «7» عقود من تواجدهم الأول في اليمن، مُستغلاً ركونهم للاستقرار، وتقليصهم لعدد قواتهم، ليعلن مع مطلع العام «1006هـ»، من جبل «قارة»، بنفسه إماماً، مسنوداً بعدد من القبائل المتُحفزة، وتلقب بـ «المنصور».
بِسرعة خاطفة سيطر على أغلب مناطق «اليمن الأعلى»، وبسرعة خاطفة خسرها، بعد أن تم إسناد الوالي العثماني حسن باشا، بالمال والرجال، صد الأخير توغلاته، وحصره وأنصاره في حصن «شهارة»، لينجح «المنصور» في العام «1016هـ» بالهروب متخفياً، تاركاً ولده «محمد» مكانه، لم يصمد «الابن» كثيراً، فخرج طالباً الأمان.
أما «الأب» فقد ذهب وجماعة من أصحابه إلى منطقة منقطعة، حتى انقطعت أخباره، لم يمض وقت طويل، حتى ظهر واستعاد مكانته الدينية والقبلية، دارت حروب كثيرة بينه وبين الأتراك، نجحوا في أسر ولده «الحسن»، ساوموه بالإفراج عنه، مقابل انسحابه من المناطق التي استولى عليها، رفض مطلبهم، فشلوا في تحقيق أي نصر عليه، فاعترفوا بسلطاته على مناطق شمال الشمال.
توفى «المنصور» مُنتصف العام «1029هـ»، خلفه ولده «محمد»، وتلقب بـ «المؤيد»، وفي العام التالي، هرب الأمير الأسير من سجنه بصنعاء، وفي العام الذي يليه، عمَّ القحط البلاد، تجددت المواجهات، وجُددت المصالحة، لم تدم طويلاً، نقضها «المؤيد» مطلع العام «1036هـ»، حقق انتصارات خاطفة وسريعة، تجسدت بعد عامين، بدخول قواته «إب، ثم صنعاء، ثم تعز»، بقيادة أخواه «الحسن» و«الحسين»، لينتهي التواجد التُركي الأول، بخروجهم من تهامة نهاية العام «1046هـ».
الصراع «القاسمي ـ القاسمي» أبتدأ منتصف العام «1049هـ»، بتمرد أحمد بن الحسن، على عمه «المؤيد»، اعتراضاً على عدم إحلاله مكان أبيه المتوفي، ناصرته بعض القبائل، دارت مواجهات محدودة، كلفت الجانبين عشرات الضحاياً، تم الصلح، فكان للأمير المُتمرد خيار الذهاب إلى «الغراس»، ليستقر في حصن «ذي مرمر»، على أوضاع جُعلت بين يديه، فيها كفايته وكفاية أصحابه.
مع بداية العام «1051هـ» تجدد ذات الصراع، بعد رفض الأمير الطامح تسليم خزنة أبيه، وجه «المؤيد» عماله بالقبض عليه، هرب إلى «قعطبة»، لحق به العسكر، هزموه، اخذوا الخزنة، أكمل مسيره صوب عدن، أواه صاحبها، الحسين ابن عبد القادر، ثم توجه إلى «يافع»، تزوج منهم، وعاود بهم غاراته على «قعطبة»، نجح «المؤيد» في استمالته، فانتهت القطيعة، وهمد الخلاف.
ومن طريف ما يروى، أن أمير «اللحية» النقيب سعيد المجزبي، نجح في تلك الفترة، بأسر حوالي «70» جندياً «برتغالياً»، كانوا يتحرشون بسواحل البحر الأحمر، أرسلهم إلى «شهارة»، عرض «المؤيد» عليهم الإسلام، أسلموا حفاظاً على رقابهم، فوجه بـ «ختانهم» على الفور.
توفي «المؤيد»، منتصف العام «1054هـ»، أعلن أخواه «أحمد» من «شهارة»، و«اسماعيل» من «ضوران»، بنفسيهما إمامين منفصلين، تلقب الأول بـ «الداعي»، وتلقب الثاني بـ «المتوكل»، قال المؤرخ «ابن الوزير»، في كتابه «طبق الحلوى»، عن ذلك: «ورجح المتوكل من رجح، لرسوخ قدمه في العلوم سيما الفقه، ورجح أخاه من رجح، لتقدم دعوته، وتوسم أنه أنهض»، كما أعلن ابن أخيهما محمد بن الحسن، بنفسه إماماً على مناطق «اليمن الأسفل».
تخلى محمد بن الحسن، عن دعوته، وساند عمه «المتوكل»، ونجح وأخيه «أحمد»، باستقطاب قبائل «خولان» و«الحداء» و«سنحان»، وتوجها بهم لحصار صنعاء، التي كانت حينها تحت قبضة أنصار «الداعي»، ومن «شهارة» عزم الأخير، على التوجه إليها، وحين بلغه نبأ حصارها، غير مساره نحو «ثلا»، لحق به محمد بن الحسن، لتدور معركة وحيدة وفاصلة، هُزم فيها، فخرج طالباً الأمان، مكملاً مسيره إلى «ضوران»، خاضعاً مُبايعاً.
توجس «المتوكل» إسماعيل خيفة من طموحات أقاربه، ومن أطماع قبائل الفيد المتوحشة، واستباقاً لأي طارئ، قد يعترض مسار إمامته، وجه جيشه القبلي المُنتشي بالنصر صوب عدن، وجعل عليه ابن أخيه الأمير الطامح أحمد بن الحسن، لم تكن الجولة الأولى للحرب لصالح الأخير، خسر مئات الأفراد، حتى أفرد لهم صاحب «عدن وأبين»، الحسين بن عبد القادر، مقبرة كبيرة، احتوتهم، وسميت باسمه.
كانت الجولة الثانية من الحرب، لصالح «ابن الحسن»، أقتحم عدن، وضمها لإقطاعيات «الدولة القاسمية»، وعاد إلى الحضرة الإمامية مزهواً بالنصر، بعد أن جعل عليها من ينوب عنه، أم
الذي وحد اليمن ....
والذي طغى في البلاد!!
بخروج الأتراك من اليمن، منتصف القرن الـ «11» الهجري، صار «اليمن الأسفل» ميراثاً سهلاً لـ «الدولة القاسمية»، لتدخل «الزيدية» دولة، ومذهب، مرحلة اختبار حقيقي، في كيفية تعاملها مع الآخر، ظلت فتاوي الفقهاء حول ذلك تراوح مكانها، حتى تولى الإمامة الفقيه المُتعصب «المتوكل» إسماعيل، صنع الأخير بفتاويه أعداء وهميين، احتوى أقاربه الطامحين، وجيش القبائل المتعطشة للفيد جنوباً، مؤسساً بذلك اسوأ احتلال عرفته تلك المناطق، على مدى تاريخها.
قاد القاسم بن محمد، مؤسس «الدولة القاسمية»، مقاومة عنيفة ضد الأتراك، بعد أكثر من «7» عقود من تواجدهم الأول في اليمن، مُستغلاً ركونهم للاستقرار، وتقليصهم لعدد قواتهم، ليعلن مع مطلع العام «1006هـ»، من جبل «قارة»، بنفسه إماماً، مسنوداً بعدد من القبائل المتُحفزة، وتلقب بـ «المنصور».
بِسرعة خاطفة سيطر على أغلب مناطق «اليمن الأعلى»، وبسرعة خاطفة خسرها، بعد أن تم إسناد الوالي العثماني حسن باشا، بالمال والرجال، صد الأخير توغلاته، وحصره وأنصاره في حصن «شهارة»، لينجح «المنصور» في العام «1016هـ» بالهروب متخفياً، تاركاً ولده «محمد» مكانه، لم يصمد «الابن» كثيراً، فخرج طالباً الأمان.
أما «الأب» فقد ذهب وجماعة من أصحابه إلى منطقة منقطعة، حتى انقطعت أخباره، لم يمض وقت طويل، حتى ظهر واستعاد مكانته الدينية والقبلية، دارت حروب كثيرة بينه وبين الأتراك، نجحوا في أسر ولده «الحسن»، ساوموه بالإفراج عنه، مقابل انسحابه من المناطق التي استولى عليها، رفض مطلبهم، فشلوا في تحقيق أي نصر عليه، فاعترفوا بسلطاته على مناطق شمال الشمال.
توفى «المنصور» مُنتصف العام «1029هـ»، خلفه ولده «محمد»، وتلقب بـ «المؤيد»، وفي العام التالي، هرب الأمير الأسير من سجنه بصنعاء، وفي العام الذي يليه، عمَّ القحط البلاد، تجددت المواجهات، وجُددت المصالحة، لم تدم طويلاً، نقضها «المؤيد» مطلع العام «1036هـ»، حقق انتصارات خاطفة وسريعة، تجسدت بعد عامين، بدخول قواته «إب، ثم صنعاء، ثم تعز»، بقيادة أخواه «الحسن» و«الحسين»، لينتهي التواجد التُركي الأول، بخروجهم من تهامة نهاية العام «1046هـ».
الصراع «القاسمي ـ القاسمي» أبتدأ منتصف العام «1049هـ»، بتمرد أحمد بن الحسن، على عمه «المؤيد»، اعتراضاً على عدم إحلاله مكان أبيه المتوفي، ناصرته بعض القبائل، دارت مواجهات محدودة، كلفت الجانبين عشرات الضحاياً، تم الصلح، فكان للأمير المُتمرد خيار الذهاب إلى «الغراس»، ليستقر في حصن «ذي مرمر»، على أوضاع جُعلت بين يديه، فيها كفايته وكفاية أصحابه.
مع بداية العام «1051هـ» تجدد ذات الصراع، بعد رفض الأمير الطامح تسليم خزنة أبيه، وجه «المؤيد» عماله بالقبض عليه، هرب إلى «قعطبة»، لحق به العسكر، هزموه، اخذوا الخزنة، أكمل مسيره صوب عدن، أواه صاحبها، الحسين ابن عبد القادر، ثم توجه إلى «يافع»، تزوج منهم، وعاود بهم غاراته على «قعطبة»، نجح «المؤيد» في استمالته، فانتهت القطيعة، وهمد الخلاف.
ومن طريف ما يروى، أن أمير «اللحية» النقيب سعيد المجزبي، نجح في تلك الفترة، بأسر حوالي «70» جندياً «برتغالياً»، كانوا يتحرشون بسواحل البحر الأحمر، أرسلهم إلى «شهارة»، عرض «المؤيد» عليهم الإسلام، أسلموا حفاظاً على رقابهم، فوجه بـ «ختانهم» على الفور.
توفي «المؤيد»، منتصف العام «1054هـ»، أعلن أخواه «أحمد» من «شهارة»، و«اسماعيل» من «ضوران»، بنفسيهما إمامين منفصلين، تلقب الأول بـ «الداعي»، وتلقب الثاني بـ «المتوكل»، قال المؤرخ «ابن الوزير»، في كتابه «طبق الحلوى»، عن ذلك: «ورجح المتوكل من رجح، لرسوخ قدمه في العلوم سيما الفقه، ورجح أخاه من رجح، لتقدم دعوته، وتوسم أنه أنهض»، كما أعلن ابن أخيهما محمد بن الحسن، بنفسه إماماً على مناطق «اليمن الأسفل».
تخلى محمد بن الحسن، عن دعوته، وساند عمه «المتوكل»، ونجح وأخيه «أحمد»، باستقطاب قبائل «خولان» و«الحداء» و«سنحان»، وتوجها بهم لحصار صنعاء، التي كانت حينها تحت قبضة أنصار «الداعي»، ومن «شهارة» عزم الأخير، على التوجه إليها، وحين بلغه نبأ حصارها، غير مساره نحو «ثلا»، لحق به محمد بن الحسن، لتدور معركة وحيدة وفاصلة، هُزم فيها، فخرج طالباً الأمان، مكملاً مسيره إلى «ضوران»، خاضعاً مُبايعاً.
توجس «المتوكل» إسماعيل خيفة من طموحات أقاربه، ومن أطماع قبائل الفيد المتوحشة، واستباقاً لأي طارئ، قد يعترض مسار إمامته، وجه جيشه القبلي المُنتشي بالنصر صوب عدن، وجعل عليه ابن أخيه الأمير الطامح أحمد بن الحسن، لم تكن الجولة الأولى للحرب لصالح الأخير، خسر مئات الأفراد، حتى أفرد لهم صاحب «عدن وأبين»، الحسين بن عبد القادر، مقبرة كبيرة، احتوتهم، وسميت باسمه.
كانت الجولة الثانية من الحرب، لصالح «ابن الحسن»، أقتحم عدن، وضمها لإقطاعيات «الدولة القاسمية»، وعاد إلى الحضرة الإمامية مزهواً بالنصر، بعد أن جعل عليها من ينوب عنه، أم
ا صاحبها وصاحبه، من أواه بالأمس، فقد «لجأ إلى يافع، بعد أن علم أن ليس له عاصم ولا نافع».
خطب بدر بن عمر الكثيري «صاحب حضرموت، والشحر، وظفار» لـ «المتوكل» إسماعيل، مطلع العام «1064هـ»، وأشيع حينها أنه أصبح «زيدي» المذهب، الأمر الذي ألب عليه كبراء دولته، قبضوا عليه بمساعدة ابن أخيه بدر بن عبد الله، زجوا به بالسجن، ونصبوا الأخير سلطاناً.
في مطلع العام التالي، حشد «المتوكل» زهاء «10,000» مقاتل، لإخضاع المناطق الجنوبية وحضرموت، ممهداً لذلك بمراسلة المشايخ والسلاطين، وحثهم على الانضمام إلى دولته سلماً، أستعد «الهيثمي» و«العولقي» و«الواحدي»، و«الفضلي»، و«هرهره»، و«الكثيري»، للمواجهة، فيما تولى حليفهم حسين الرصاص، شيخ البيضاء، قيادة المقاومة، وتنظيم حشودها، إلا أنهم خذلوه، وتركوه وحيداً، مع أول مواجهة.
نجح عساكر «المتوكل» بمساعدة بعض قبائل يافع؛ في تطويق «الرصاص» وقواته، من أكثر من اتجاه، أستبسل الأخير حتى لقي حتفه، مثَّل «المتفيدون» بجثته، ثم حزوا رأسه، وأرسلوه للحضرة الإمامية، حل أخوه «محمد» مكانه، انحاز بأهله وعشيرته وأنصاره إلى البيضاء، مُفسحاً الطريق للعساكر الغازية.
كانت «يافع» الوجهة التالية، رفض الشيخ عبدالله هرره الخضوع لـ «الدولة القاسمية»، واحتمى ومن معه بالشواهق العالية، وحين جاءه المدد من حضرموت، بقيادة الشريف سالم بن حسين الحسيني، تقطع له عساكر «المتوكل» في «دثينة»، ولم يكن أمامه حينها من خيار، سوى الاستبسال والمقاومة، على الرغم من قلة العدة، وضعف العتاد.
نجح عساكر «المتوكل» في اقتحام جبل «العر»، بوابة يافع الشمالية، بعد أكثر من محاولة فاشلة، فشل أبناء «يافع» في استعادته، بسبب البنادق ورصاصها الذائبة، التي كانت تتلقفهم الواحد تلو الأخر، وما أن علموا بوصول الأمير أحمد بن الحسن، ومعه حشد كبير من القبائل، حتى راعهم المشهد، فأعلنوا استسلامهم، طالبين الأمان، من صهرهم، وحليفهم بالأمس.
دخل سلاطين ومشايخ الجنوب، مذلة الخضوع لـ «الدولة القاسمية»، فحق فيهم المثل القائل: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، حتى سُلطان حضرموت، أطلق عمه من الحبس، وأعاد الخطبة لـ «المتوكل»، وجه الأخير بإرسال السلطان المفرج عنه إلى «ظفار»، والياً عليها، لتتوحد بذلك اليمن للمرة الخامسة في تاريخها، إلا أن تلك الوحدة تخللها خلال سنواتها الأولى، تمرد في «يافع»، وثورة في «حضرموت»، وتقطع في «أحور»، وانفصال في «ظفار».
طرد أبناء «يافع» عاملهم شرف الدين بن المطهر، حافياً؛ وقتلوا بعض أصحابه، أرسل إليهم «المتوكل» ولده «محمد»، بجيش كبير، لتبدأ مع وصوله بحلول العام «1066هـ» حرب عصابات، كلفته الكثير، قاد تمرد «يافع» الشيخان «الناخبي» و«ابن العفيف»، هُزم الأخير، فطلب الأمان، أما «الناخبي» فصمد وقتل عشرات العساكر، جلهم من «آنس»، وحين استسلم طالباً الأمان، قتله أبناء ذات القبيلة غدراً، انتقاماً لقتلاهم.
وفي حضرموت، توجه جعفر بن عبدالله الكثيري، نهاية العام «1068هـ»، صوب «ظفار»، بإيعاز من أخيه السُلطان، استولى عليها، وطرد عمه منها، وقتل ابنه، ليرسل إليهم «المتوكل» مع نهاية العام التالي، ابن أخيه، أحمد بن الحسن، بجيش كبير، كادت صحراء مأرب أن تفتك به، فتم تعزيزه بجيش آخر عن طريق «رداع».
استبقى أحمد بن الحسن حشد من عساكره في الطريق، لحراستها، وتأمين وصول الإمدادات، وجعل عليهم محمد بن أبي الرجال، أرسل الأخير «20» فرداً إلى «أحور»، طالباً من الأهالي جمالهم، لحمل بعض المؤن، رفضوا، وفتكوا بالعسكر عن آخرهم، توجه إليهم بنفسه، فالحقوه بهم، اسروا من جاء معه، ثم قتلوهم.
أجتاح أحمد بن الحسن حضرموت «1070هـ»، بمساعدة شيخ «وادى دوعن»، عبدالله العمودي، وبعض المشايخ الذين راسلهم ورشاهم؛ بمساعدة هذا الأخير، خذل «الحضارم» سلطانهم بدر بن عبدالله، ولم يقاتل معه إلا خواصه، التجأ إلى أخواله بجبل «السناقر»، طلب لنفسه الأمان، فأعطيه، عاد «ابن الحسن» أدراجه، بعد أن سلم حضرموت لسلطانها «الزيدي»، بدر بن عمر.
أما «ظفار»، فقد استولى عليها سلطان عُمان، سلطان بن سيف، وهي سيطرة لم تدم كثيراً، استعادها «الكثيريون» «1073هـ»، فجعل «المتوكل» عليها الحاج عثمان زيد، ثم الشيخ زيد بن خليل «1079هـ»، ليختلف ابن هذا الأخير، مع أهاليها، قتلوا حوالي «20» من أصحابه، فأرسل «المتوكل» عبده الحاج عثمان زيد، والياً عليها، ليتحقق في عهده، انفصال «ظفار» عن «الدولة القاسمية»، على يد أحد قادة «الدولة الكثيرية».
نكل «المتوكل» إسماعيل بيهود اليمن أشد تنكيل، وأشيع أنه أفتى بنهب ممتلكاتهم «1077هـ»، كي لا يبيعوها، ويذهبوا إلى فلسطين، وفي ذلك قال «ابن الوزير»: «وتنوقل هذا الكلام، حتى اتصل بكوكبان وشبام، فهتكوا حريم من عندهم من اليهود، وأخذوا ما معهم من الأثاث، والحلى والنقود، ولما صرخ الصارخ بشبام، أن هذا عن أمر الإمام، بادر أهل حاز والغرزة إلى نهب من عندهم».
رغم إنكار «المتوكل» لتلك الفتوى في حينه، إلا أنه
خطب بدر بن عمر الكثيري «صاحب حضرموت، والشحر، وظفار» لـ «المتوكل» إسماعيل، مطلع العام «1064هـ»، وأشيع حينها أنه أصبح «زيدي» المذهب، الأمر الذي ألب عليه كبراء دولته، قبضوا عليه بمساعدة ابن أخيه بدر بن عبد الله، زجوا به بالسجن، ونصبوا الأخير سلطاناً.
في مطلع العام التالي، حشد «المتوكل» زهاء «10,000» مقاتل، لإخضاع المناطق الجنوبية وحضرموت، ممهداً لذلك بمراسلة المشايخ والسلاطين، وحثهم على الانضمام إلى دولته سلماً، أستعد «الهيثمي» و«العولقي» و«الواحدي»، و«الفضلي»، و«هرهره»، و«الكثيري»، للمواجهة، فيما تولى حليفهم حسين الرصاص، شيخ البيضاء، قيادة المقاومة، وتنظيم حشودها، إلا أنهم خذلوه، وتركوه وحيداً، مع أول مواجهة.
نجح عساكر «المتوكل» بمساعدة بعض قبائل يافع؛ في تطويق «الرصاص» وقواته، من أكثر من اتجاه، أستبسل الأخير حتى لقي حتفه، مثَّل «المتفيدون» بجثته، ثم حزوا رأسه، وأرسلوه للحضرة الإمامية، حل أخوه «محمد» مكانه، انحاز بأهله وعشيرته وأنصاره إلى البيضاء، مُفسحاً الطريق للعساكر الغازية.
كانت «يافع» الوجهة التالية، رفض الشيخ عبدالله هرره الخضوع لـ «الدولة القاسمية»، واحتمى ومن معه بالشواهق العالية، وحين جاءه المدد من حضرموت، بقيادة الشريف سالم بن حسين الحسيني، تقطع له عساكر «المتوكل» في «دثينة»، ولم يكن أمامه حينها من خيار، سوى الاستبسال والمقاومة، على الرغم من قلة العدة، وضعف العتاد.
نجح عساكر «المتوكل» في اقتحام جبل «العر»، بوابة يافع الشمالية، بعد أكثر من محاولة فاشلة، فشل أبناء «يافع» في استعادته، بسبب البنادق ورصاصها الذائبة، التي كانت تتلقفهم الواحد تلو الأخر، وما أن علموا بوصول الأمير أحمد بن الحسن، ومعه حشد كبير من القبائل، حتى راعهم المشهد، فأعلنوا استسلامهم، طالبين الأمان، من صهرهم، وحليفهم بالأمس.
دخل سلاطين ومشايخ الجنوب، مذلة الخضوع لـ «الدولة القاسمية»، فحق فيهم المثل القائل: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، حتى سُلطان حضرموت، أطلق عمه من الحبس، وأعاد الخطبة لـ «المتوكل»، وجه الأخير بإرسال السلطان المفرج عنه إلى «ظفار»، والياً عليها، لتتوحد بذلك اليمن للمرة الخامسة في تاريخها، إلا أن تلك الوحدة تخللها خلال سنواتها الأولى، تمرد في «يافع»، وثورة في «حضرموت»، وتقطع في «أحور»، وانفصال في «ظفار».
طرد أبناء «يافع» عاملهم شرف الدين بن المطهر، حافياً؛ وقتلوا بعض أصحابه، أرسل إليهم «المتوكل» ولده «محمد»، بجيش كبير، لتبدأ مع وصوله بحلول العام «1066هـ» حرب عصابات، كلفته الكثير، قاد تمرد «يافع» الشيخان «الناخبي» و«ابن العفيف»، هُزم الأخير، فطلب الأمان، أما «الناخبي» فصمد وقتل عشرات العساكر، جلهم من «آنس»، وحين استسلم طالباً الأمان، قتله أبناء ذات القبيلة غدراً، انتقاماً لقتلاهم.
وفي حضرموت، توجه جعفر بن عبدالله الكثيري، نهاية العام «1068هـ»، صوب «ظفار»، بإيعاز من أخيه السُلطان، استولى عليها، وطرد عمه منها، وقتل ابنه، ليرسل إليهم «المتوكل» مع نهاية العام التالي، ابن أخيه، أحمد بن الحسن، بجيش كبير، كادت صحراء مأرب أن تفتك به، فتم تعزيزه بجيش آخر عن طريق «رداع».
استبقى أحمد بن الحسن حشد من عساكره في الطريق، لحراستها، وتأمين وصول الإمدادات، وجعل عليهم محمد بن أبي الرجال، أرسل الأخير «20» فرداً إلى «أحور»، طالباً من الأهالي جمالهم، لحمل بعض المؤن، رفضوا، وفتكوا بالعسكر عن آخرهم، توجه إليهم بنفسه، فالحقوه بهم، اسروا من جاء معه، ثم قتلوهم.
أجتاح أحمد بن الحسن حضرموت «1070هـ»، بمساعدة شيخ «وادى دوعن»، عبدالله العمودي، وبعض المشايخ الذين راسلهم ورشاهم؛ بمساعدة هذا الأخير، خذل «الحضارم» سلطانهم بدر بن عبدالله، ولم يقاتل معه إلا خواصه، التجأ إلى أخواله بجبل «السناقر»، طلب لنفسه الأمان، فأعطيه، عاد «ابن الحسن» أدراجه، بعد أن سلم حضرموت لسلطانها «الزيدي»، بدر بن عمر.
أما «ظفار»، فقد استولى عليها سلطان عُمان، سلطان بن سيف، وهي سيطرة لم تدم كثيراً، استعادها «الكثيريون» «1073هـ»، فجعل «المتوكل» عليها الحاج عثمان زيد، ثم الشيخ زيد بن خليل «1079هـ»، ليختلف ابن هذا الأخير، مع أهاليها، قتلوا حوالي «20» من أصحابه، فأرسل «المتوكل» عبده الحاج عثمان زيد، والياً عليها، ليتحقق في عهده، انفصال «ظفار» عن «الدولة القاسمية»، على يد أحد قادة «الدولة الكثيرية».
نكل «المتوكل» إسماعيل بيهود اليمن أشد تنكيل، وأشيع أنه أفتى بنهب ممتلكاتهم «1077هـ»، كي لا يبيعوها، ويذهبوا إلى فلسطين، وفي ذلك قال «ابن الوزير»: «وتنوقل هذا الكلام، حتى اتصل بكوكبان وشبام، فهتكوا حريم من عندهم من اليهود، وأخذوا ما معهم من الأثاث، والحلى والنقود، ولما صرخ الصارخ بشبام، أن هذا عن أمر الإمام، بادر أهل حاز والغرزة إلى نهب من عندهم».
رغم إنكار «المتوكل» لتلك الفتوى في حينه، إلا أنه
لم ينتصر لليهود «المنهوبين»، بل ضاعف من عقوبتهم، بذريعة ادعاء أحدهم الزعامة، رغم قتله إياه، وهو لم يفق بعد من سكره، يقول «ابن الوزير»: «وعند ذلك ضاعف الإمام الآداب على اليهود، وأسقط عمائمهم عن الرؤوس، ورفع كبارهم إلى الحبوس»، ليرفع عنهم تلك العقوبات «1080هـ»، بعد أن أسلم بعضهم، ومات أغلبهم من الجوع.
كان «المتوكل» إسماعيل شديد التعصب لمذهبه، لديه فتوى شهيرة كفر بها أبناء المناطق الشافعية، أسماها «إرشاد السامع، في جواز أخذ أموال الشوافع»، ألزم فيها «الشوافع» بدفع الجزية، تحت مسميات عديدة، كما ألزمهم بفتوى أخرى، أن يزيدوا في الأذان بـ «حي على خير العمل»؛ وترك الترضي عن الشيخين؛ وحين وصل إليه بعض مشايخ «جبل صبر»، بداية العام «1083هـ»، شاكين من عاملهم راجح الأنسي، أعرض عنهم، وأنتصر للعامل الظالم.
يقول «ابن الوزير»: «ولما أعرض عنهم الإمام، لمخامل ظهرت له، تحزبوا على الخلاف، وساعدهم على ذلك أهل الحجرية الأجلاف، فكفوا يد العامل، وأشرعوا أسنة العوامل، وحذفوا حي على خير العمل من الأذان، وقتلوا من العسكر ثلثه، فوجه إليهم الإمام السيد المقدام، صالح عقبات، واعتنى محمد بن أحمد بن الحسن، في إطفاء شرارهم، وقمع أشرارهم».
حدثت بـ «ضوران» بعد ذلك، حوالي «30» هزة أرضية، ارتعب الناس، وضنوا قُرب قيام الساعة، وهنا يعترف «ابن الوزير»، أنها انتقام رباني، بسبب الظلم الذي طال سكان «اليمن الأسفل»، ثم عدد تلك المظالم، بقوله: «وكان قد تضاعف على أهل اليمن الأسفل، مطالب غير الزكاة، والعطرة، والكفارة، مثل مطلب الصلاة على المصلي، وغيره، ومطلب التنباق، ومطلب الرباح، ومطلب الرصاص والبارود، ومطلب سفرة الوالي، ومطلب العيد».
فتوى التكفير السابق ذكرها، اصدرها «المتوكل» في البدايات الأولى لتوليه الإمامة، راجعه فيها عدد من أقاربه، وفقهاء مذهبه، بعد أن ساءهم الظلم والاعتساف الذي طال بسببها سكان «اليمن الأسفل»، إلا أنه تعصب لرأيه، وأفحمهم بقوله: «أن هذه الأصول معلومة عندنا بأدلتها القطعية، ومدونة في كتب أئمتنا».
وأضاف: «المجيرة والمُشبهة كفار، والكفار إذا استولوا على أرض ملكوها، ولو كانت من أراضي المسلمين، ويدخل في حكمهم من والاهم، واعتزى إليهم، ولو كان معتقده يخالف معتقدهم، وأن البلد التي تظهر فيها كلمة الكفر، بغير جوار كفرية، ولو سكنها من لا يعتقد الكفر، ولا يقول بها أهله، فإذا استفتح الإمام شيئا من البلاد التي تحت أيديهم، فله أن يضع عليها ما شاء، سواء كان أهلها ممن هو باق على ذلك المذهب، أم لا».
بوفاة «المتوكل» إسماعيل منتصف العام «1087هـ»، دخلت «الدولة القاسمية» نفقاً مظلماً، عمَّت الفوضى البلاد، وعاد الأخوة الأعداء ليختلفوا ويتقاتلوا من جديد، وانحصر صراعهم شمالاً، والأسوأ من ذلك، أن تصرفات «المتوكل» الرعناء، صارت سلوكاً مُريعاً، لازم غالبية الأئمة «المُستبدين» من بعده
كان «المتوكل» إسماعيل شديد التعصب لمذهبه، لديه فتوى شهيرة كفر بها أبناء المناطق الشافعية، أسماها «إرشاد السامع، في جواز أخذ أموال الشوافع»، ألزم فيها «الشوافع» بدفع الجزية، تحت مسميات عديدة، كما ألزمهم بفتوى أخرى، أن يزيدوا في الأذان بـ «حي على خير العمل»؛ وترك الترضي عن الشيخين؛ وحين وصل إليه بعض مشايخ «جبل صبر»، بداية العام «1083هـ»، شاكين من عاملهم راجح الأنسي، أعرض عنهم، وأنتصر للعامل الظالم.
يقول «ابن الوزير»: «ولما أعرض عنهم الإمام، لمخامل ظهرت له، تحزبوا على الخلاف، وساعدهم على ذلك أهل الحجرية الأجلاف، فكفوا يد العامل، وأشرعوا أسنة العوامل، وحذفوا حي على خير العمل من الأذان، وقتلوا من العسكر ثلثه، فوجه إليهم الإمام السيد المقدام، صالح عقبات، واعتنى محمد بن أحمد بن الحسن، في إطفاء شرارهم، وقمع أشرارهم».
حدثت بـ «ضوران» بعد ذلك، حوالي «30» هزة أرضية، ارتعب الناس، وضنوا قُرب قيام الساعة، وهنا يعترف «ابن الوزير»، أنها انتقام رباني، بسبب الظلم الذي طال سكان «اليمن الأسفل»، ثم عدد تلك المظالم، بقوله: «وكان قد تضاعف على أهل اليمن الأسفل، مطالب غير الزكاة، والعطرة، والكفارة، مثل مطلب الصلاة على المصلي، وغيره، ومطلب التنباق، ومطلب الرباح، ومطلب الرصاص والبارود، ومطلب سفرة الوالي، ومطلب العيد».
فتوى التكفير السابق ذكرها، اصدرها «المتوكل» في البدايات الأولى لتوليه الإمامة، راجعه فيها عدد من أقاربه، وفقهاء مذهبه، بعد أن ساءهم الظلم والاعتساف الذي طال بسببها سكان «اليمن الأسفل»، إلا أنه تعصب لرأيه، وأفحمهم بقوله: «أن هذه الأصول معلومة عندنا بأدلتها القطعية، ومدونة في كتب أئمتنا».
وأضاف: «المجيرة والمُشبهة كفار، والكفار إذا استولوا على أرض ملكوها، ولو كانت من أراضي المسلمين، ويدخل في حكمهم من والاهم، واعتزى إليهم، ولو كان معتقده يخالف معتقدهم، وأن البلد التي تظهر فيها كلمة الكفر، بغير جوار كفرية، ولو سكنها من لا يعتقد الكفر، ولا يقول بها أهله، فإذا استفتح الإمام شيئا من البلاد التي تحت أيديهم، فله أن يضع عليها ما شاء، سواء كان أهلها ممن هو باق على ذلك المذهب، أم لا».
بوفاة «المتوكل» إسماعيل منتصف العام «1087هـ»، دخلت «الدولة القاسمية» نفقاً مظلماً، عمَّت الفوضى البلاد، وعاد الأخوة الأعداء ليختلفوا ويتقاتلوا من جديد، وانحصر صراعهم شمالاً، والأسوأ من ذلك، أن تصرفات «المتوكل» الرعناء، صارت سلوكاً مُريعاً، لازم غالبية الأئمة «المُستبدين» من بعده
#ثورة_سبتمر_المجيدة
مااااا أشبة الليلة بالبااااارحه
{ التآمر والعدوان والدفاع عن ثوره 26 سبتمبر في اليمن
( 1962م – 1970م ) }
بقلم :- زيد محمد حسين الفرح
منذ اليوم التالي لانطلاق الثوره اليمنيه وقيام النظام الجمهوري في شمال اليمن اخدت مؤشرات التآمر والتخطيط للقضأ على الثورة والجمهوريه تلوح في الافق ، كما اخذ الدور القيادي البريطاني لمخطط التآمر والعدوان يظهر في اكثر من صوره .. وقد كتب السفير اللبناني في القاهره ( جوزيف ابو خاطر ) تقريراً الى حكومته بعد قيام الثوره والجمهوريه في اليمن قال فيه {{ .. ومن الطبيعي ان يولي الانجليز الامر اهتماماً كليا ويستشعرون خطره فليس من المعقول ان تبقى عدن والمحميات وباب المندب ومناطق البترول في الخليج بمعزل عن الاخطار والاحداث اذا استتب الامر في صنعأ للنظام الجديد }} [ كتاب ( في صميم الاحداث ) – ابو خاطر – ص 214 ]
لقد كان الخوف البريطاني على استعماره للجنوب ( عدن والمحميات وباب المندب ) السبب الرئيسي الاول للتآمر والتخطيط للقضاء على النظام الجمهوي في الشمال قبل ان تنطلق الثوره الى تحقيق ماجأ في صلب هدفها الاول عن تحرير الجنوب من الاستعمار .
وكان السبب الرئيسي الثاني يتمثل في ان مبادئ وفكر الثورة والجمهوريه تتفق مع مبادئ وفكر مصر عبد الناصر القومي التحرري التقدمي الوحدوي الذي كان قد اخذ ينحسر بعد مؤامرة انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر وبالتالي فان ثورة اليمن تشير الى بداية انبعاث جديد للفكر القومي التحرري الوحدوي الذي يحمل عبد الناصر لوائه ضد المعسكر الاستعماري وضد الصهيونيه وضد الانظمه المعاديه آنذاك لمصر عبد الناصر ومنها انظمة العراق والسعوديه وسوريا والاردن وغيرها فثورة اليمن قد تؤدى الى انبعاث المد القومي التحرري الوحدوي في تلك الاقطار وغيرها من ارجاء الوطن العربي .. لذلك كله كتب المسئول البريطاني ( جوليان ايمري ) تقريراً الى مجلس العموم البريطاني –( تم نشره مؤخراً )- وجأ في ذلك التقرير ان ثورة اليمن {{ .. نذير شئوم يجب ان تتعاون على مقاومته كل الاطراف التي لها مصلحة في ذلك داخل العالم العربي وخارجه }} [ كتاب (سنوات الغليان ) – محمد حسنين هيكل – الفصل الرابع ]
وقد شمل معسكر التآمر والعدوان الذي قادته بريطانيا ضد الثورة والجمهوريه قوى واطراف كثيره منها ... فلول اسرة حميد الدين واشياع الامامه حيث نقلت اذاعة لندن تصريحاً لاحمد الشامي يوم 28 سبتمبر بان ( الحسن ) الموجود آنذاك في نيويورك قد اصبح امام اليمن وقد وصل الحسن بعد ذلك الى لندن ثم الى السعوديه ليقوم بدوره في التآمر ( 4 / 10 ) ثم تولى البدر القيام بذلك الدور
كما نجح الاستعمار في اقناع الملك سعود وفيصل والملك حسين للقيام بدور اساسي في العمل المضاد للثوره .. وكان للمخابرات والشركات الاميركيه واسرائيل وشاة ايران والمرتزقه الاجانب ادوار رئيسيه في التآمر والعدوان على الثورة والجمهوريه [ كتاب (سنوات الغليان ) – محمد حسنين هيكل – الفصل الرابع ]
ويتبين من الوقائع ومن بعض الوثائق والتقارير البريطانيه والاميركيه التى تم نشرها مؤخراً وقام الاستاذ محمد حسنين هيكل بنشرها في كتاب سنوات الغليان ان خطة العمل ( التآمر ) ضد الثوره والنظام الجمهوري شملت عدة نقاطا اهمها :-
(أ)- ايجاد او تشجيع فلول واشياع العهد الامامي الملكي البائد كواجهة ( يمنيه ) لمخطط التآمر .. وقد تم في 28 سبتمبر لقاء بين ( الحسن بن الامام يحي ) الذي كان في ( نيويورك ) وبين شخصيات بريطانيه واميركيه صهيونيه .. وتلى ذلك إعلان تنصيب الحسن نفسه إماماً لليمن .. بينما قام الاستعمار البريطاني في عدن بتحريك وتمويل ( السياغي ) كداعية وواجهة لمن سميوا ملكيين وقد اتخذ ( السياغي ) من منطقة بيحان في الجنوب المحتل آنذاك قاعدة لاستمالة بعض القبائل من مناطق مارب والجوف الى محاربة النظام الجمهوري .. واتخذ آخرون من منطقة نجران وعسير قاعدة لاستمالة قبائل من مناطق صعده وما جاورها .
(ب)- يذكر هيكل من النقاط الرئيسيه لتقديرات وخطة العمل البريطانيه مايلى :-
{{ تشجيع عناصر وقبائل في اليمن لاثارة المتاعب للنظام الجديد .
_ ان تلعب السعوديه والاردن دوراً مؤثراً ...
_ تعزيز النفوذ والتاثير على القبائل بضغط عسكري بريطاني من محمياتها في الجنوب من ناحيه وبالذهب والتمويل والسلاح عن طريق السعوديه .. }} [ سنوات الغليان / ف 4 ].
(جـ)- قامت جهات بريطانيه وشركات بتروليه بالتاثير والضغط على الملك سعود للقيام بالدور المطلوب ، بحيث تدفقت الاسلحة والذخائر الى ( جده ) ومنه الى ( نجران ) التي باتت قاعدة تجميع الملكيين والمرتزقه لمحاربة الثوره والجمهوريه ، كما وصل ( الحسن ) الى السعوديه في اوائل اكتوبر ليتولى قيادة التآمر ..
(د)- قام الامير فيصل بمقابلة الرئيس الاميركي ( جون كنيدي ) في واشنطن يوم 4 / 10 / 62م بهدف {{ ان تشارك وتساند اميركل الجهد البريطاني السعودي المشترك للعمل ضد ثورة اليمن }} –[ ص 632 / سنوات الغ
مااااا أشبة الليلة بالبااااارحه
{ التآمر والعدوان والدفاع عن ثوره 26 سبتمبر في اليمن
( 1962م – 1970م ) }
بقلم :- زيد محمد حسين الفرح
منذ اليوم التالي لانطلاق الثوره اليمنيه وقيام النظام الجمهوري في شمال اليمن اخدت مؤشرات التآمر والتخطيط للقضأ على الثورة والجمهوريه تلوح في الافق ، كما اخذ الدور القيادي البريطاني لمخطط التآمر والعدوان يظهر في اكثر من صوره .. وقد كتب السفير اللبناني في القاهره ( جوزيف ابو خاطر ) تقريراً الى حكومته بعد قيام الثوره والجمهوريه في اليمن قال فيه {{ .. ومن الطبيعي ان يولي الانجليز الامر اهتماماً كليا ويستشعرون خطره فليس من المعقول ان تبقى عدن والمحميات وباب المندب ومناطق البترول في الخليج بمعزل عن الاخطار والاحداث اذا استتب الامر في صنعأ للنظام الجديد }} [ كتاب ( في صميم الاحداث ) – ابو خاطر – ص 214 ]
لقد كان الخوف البريطاني على استعماره للجنوب ( عدن والمحميات وباب المندب ) السبب الرئيسي الاول للتآمر والتخطيط للقضاء على النظام الجمهوي في الشمال قبل ان تنطلق الثوره الى تحقيق ماجأ في صلب هدفها الاول عن تحرير الجنوب من الاستعمار .
وكان السبب الرئيسي الثاني يتمثل في ان مبادئ وفكر الثورة والجمهوريه تتفق مع مبادئ وفكر مصر عبد الناصر القومي التحرري التقدمي الوحدوي الذي كان قد اخذ ينحسر بعد مؤامرة انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر وبالتالي فان ثورة اليمن تشير الى بداية انبعاث جديد للفكر القومي التحرري الوحدوي الذي يحمل عبد الناصر لوائه ضد المعسكر الاستعماري وضد الصهيونيه وضد الانظمه المعاديه آنذاك لمصر عبد الناصر ومنها انظمة العراق والسعوديه وسوريا والاردن وغيرها فثورة اليمن قد تؤدى الى انبعاث المد القومي التحرري الوحدوي في تلك الاقطار وغيرها من ارجاء الوطن العربي .. لذلك كله كتب المسئول البريطاني ( جوليان ايمري ) تقريراً الى مجلس العموم البريطاني –( تم نشره مؤخراً )- وجأ في ذلك التقرير ان ثورة اليمن {{ .. نذير شئوم يجب ان تتعاون على مقاومته كل الاطراف التي لها مصلحة في ذلك داخل العالم العربي وخارجه }} [ كتاب (سنوات الغليان ) – محمد حسنين هيكل – الفصل الرابع ]
وقد شمل معسكر التآمر والعدوان الذي قادته بريطانيا ضد الثورة والجمهوريه قوى واطراف كثيره منها ... فلول اسرة حميد الدين واشياع الامامه حيث نقلت اذاعة لندن تصريحاً لاحمد الشامي يوم 28 سبتمبر بان ( الحسن ) الموجود آنذاك في نيويورك قد اصبح امام اليمن وقد وصل الحسن بعد ذلك الى لندن ثم الى السعوديه ليقوم بدوره في التآمر ( 4 / 10 ) ثم تولى البدر القيام بذلك الدور
كما نجح الاستعمار في اقناع الملك سعود وفيصل والملك حسين للقيام بدور اساسي في العمل المضاد للثوره .. وكان للمخابرات والشركات الاميركيه واسرائيل وشاة ايران والمرتزقه الاجانب ادوار رئيسيه في التآمر والعدوان على الثورة والجمهوريه [ كتاب (سنوات الغليان ) – محمد حسنين هيكل – الفصل الرابع ]
ويتبين من الوقائع ومن بعض الوثائق والتقارير البريطانيه والاميركيه التى تم نشرها مؤخراً وقام الاستاذ محمد حسنين هيكل بنشرها في كتاب سنوات الغليان ان خطة العمل ( التآمر ) ضد الثوره والنظام الجمهوري شملت عدة نقاطا اهمها :-
(أ)- ايجاد او تشجيع فلول واشياع العهد الامامي الملكي البائد كواجهة ( يمنيه ) لمخطط التآمر .. وقد تم في 28 سبتمبر لقاء بين ( الحسن بن الامام يحي ) الذي كان في ( نيويورك ) وبين شخصيات بريطانيه واميركيه صهيونيه .. وتلى ذلك إعلان تنصيب الحسن نفسه إماماً لليمن .. بينما قام الاستعمار البريطاني في عدن بتحريك وتمويل ( السياغي ) كداعية وواجهة لمن سميوا ملكيين وقد اتخذ ( السياغي ) من منطقة بيحان في الجنوب المحتل آنذاك قاعدة لاستمالة بعض القبائل من مناطق مارب والجوف الى محاربة النظام الجمهوري .. واتخذ آخرون من منطقة نجران وعسير قاعدة لاستمالة قبائل من مناطق صعده وما جاورها .
(ب)- يذكر هيكل من النقاط الرئيسيه لتقديرات وخطة العمل البريطانيه مايلى :-
{{ تشجيع عناصر وقبائل في اليمن لاثارة المتاعب للنظام الجديد .
_ ان تلعب السعوديه والاردن دوراً مؤثراً ...
_ تعزيز النفوذ والتاثير على القبائل بضغط عسكري بريطاني من محمياتها في الجنوب من ناحيه وبالذهب والتمويل والسلاح عن طريق السعوديه .. }} [ سنوات الغليان / ف 4 ].
(جـ)- قامت جهات بريطانيه وشركات بتروليه بالتاثير والضغط على الملك سعود للقيام بالدور المطلوب ، بحيث تدفقت الاسلحة والذخائر الى ( جده ) ومنه الى ( نجران ) التي باتت قاعدة تجميع الملكيين والمرتزقه لمحاربة الثوره والجمهوريه ، كما وصل ( الحسن ) الى السعوديه في اوائل اكتوبر ليتولى قيادة التآمر ..
(د)- قام الامير فيصل بمقابلة الرئيس الاميركي ( جون كنيدي ) في واشنطن يوم 4 / 10 / 62م بهدف {{ ان تشارك وتساند اميركل الجهد البريطاني السعودي المشترك للعمل ضد ثورة اليمن }} –[ ص 632 / سنوات الغ
ليان ]- وقد اتخذت الحكومه الاميركيه موقفاً محايداً من الثورة والجمهوريه في اليمن ، بينما قامت المخابرات الاميركيه بدور اساسي في خطة العمل ( التآمر ) بأرسال اسلحة وذخائر منذ مطلع اكتوبر وغير ذلك من اشكال النشاط وارسال المرتزقه .
كانت اذاعة صوت العرب تواصل إذاعة اخبار الثوره اليمنيه وكانت تعليقات احمد سعيد من اذاعة صوت العرب ذات تأثير كما في البيت اليمني الشعبى { جمهوريه والطائره تحلق _ واحمد سعيد في القاهره يعلق } ومنذ يوم 29 سبتمبر ومطلع اكتوبر 1962م بدأ الذين سميوا ملكيين باعمال عسكريه ضد الثوره ونظامها الجمهوري خاصة في مناطق الجوف ومارب انطلاقاً من ( بيحان ) في الجنوب المحتل ثم في جهات ( صعده ) وما جاورها من ( حجه ) انطلاقاً من السعوديه ( قاعدة نجران ) وقد خاض ضباط وجنود الثوره وابنا القبائل المعارك دفاعاً عن الثوره والجمهوريه في تلك المناطق وانخرط الالاف من الشباب والرجال الذين هبوا من ارجأ الشمال والجنوب في صفوف ( الحرس الوطني ) والذي تم تشكيله وبدأت عملية تدريب وتسليح الدفعه الاولى منه يوم 2 / اكتوبر .
وقد انطلق الضباط الاحرار الى ساحات الدفاع عن الثورة والجمهوريه ومنهم المناضل القائد على عبد المغني عضو مجلس قيادة الثوره الذي استشهد في كمين للمرتزقه والملكيين بمحور صرواح مارب يوم 4 / اكتوبر / 62م بينما اخذت الدلائل تتوفر على ان مايحدث ليس مسألة داخليه وانما هو تآمر عدواني خارجي فقد وصلت الى مطار القاهره ( الماظه ) يوم 2 / اكتوبر / 1962م طائرة طلبت السماح لها بالنزول وقالت {{ ان لديها معلومات واشياء خطيره تهم القاهره }} ونزلت الطائره وكانت طائرة نقل اميركيه من طراز ( فير تشليد 123ب ) تابعه لسلاح الجو السعودي يقودها ثلاثة طيارين سعوديين قالوا فور نزولهم ان الطائره محمله بالاسلحة والذخائر التي تم تحميلها من مطار جده في الصباح وتم تكليفهم بنقلها الى نجران حيث تستعمل ضد ثورة اليمن وان واجبهم القومي دفعهم الى المجئ بالطائره وحمولتها من المدافع والرشاشه ( 240 مدفعاً ) وصناديق الذخائر الى القاهره ليكشفول دليل التآمر على ثورة اليمن ، وكانت صناديق المدافع والذخائر تحمل شارة المعونه الاميركيه .. وفي اليوم التالى ( 3 / 10 ) وصلت الى مطار اسوان طائرة من نفس الطراز يقودها طياران سعوديان ثم تلتها طائرتان سعوديتان مقاتلتان لجأتا الى القاهره يوم 8 / 10 / 62م }} [ ص 221 سنوات الغليان ] ..
وفي بدايات شهر اكتوب 1962م – اى بعد نحو اسبوع من قيام الثوره – توجهت حكومة الثوره والجمهوريه برئاسة الزعيم عبد الله السلال بندأ الى الجمهوريه العربيه المتحده {{ مصر عبد الناصر }} لمساندتها عسكريا في مواجهة التآمر والعدوان الذي تتعرض له الثوره والجمهوريه .
وفى 5 / اكتوبر / 62م بعث الرئيس جمال عبد الناصر وفداً الى صنعاء برئاسة ( انور السادات ) و ( كمال رفعت ) لتقديم التعازي في استشهاد مهندس وقائد العمل الثوري { على عبد المغني } ومعرفة طبيعة وحجم المساعده التى تطلبها الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقال انور السادات لضباط وقادة الثوره بصنعاء انه {{ لا يعرف ان عبد الناصر يذرف الدموع إلا عند ما سمع بنبأ استشهاد على عبد المغني }} [ كتاب ( الجيش والحركه الوطنيه – ناجي الاشول – ص 265 ]
فى 6 و 7 / اكتوبر تمت مباحثات في صنعأ لتحديد الدعم المطلوب وعاد الوفد الى القاهره حيث انعقد اجتماع برئاسة جمال عبد الناصر وبمشاركة المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحه المصريه حيث يذكر هيكل انه {{ لثلاثة ايام متواصله دارت في القاهره مناقشات واسعه .. وكان تقدير السادات ان ماتحتاج اليه الثوره هو سرب واحد من الطائرات .. }} [ كتاب سنوات الغليان – هيكل – 628 ] بينما يذكر السلال ان اليمن طلبت من مصر {{ المساعده بالطيران وقوات محدوده من الصاعقه وكان هذا كافياً لتأمين الثوره في حدود طبيعة الموقف آنذاك قبل ازدياد التدخل والمساعدات الخارجيه }} [ ص 242 / التاريخ العسكري ]
في 9 و 10 / اكتوبر قررت مصر بزعامة جمال عبد الناصر مساندة ثورة وجمهورية اليمن عسكريا .. ووصلت الى ميناء الحديده – يوم 10 / اكتوبر / 62م – سفن مصريه تحمل خمسمائة جندي وضابط مصري مزودين بالاسلحة الثقيله والسيارات والعتاد العسكري ثم تلى ذلك وصول سرب من الطائرات الحربي المصريه وفى 26 / اكتوبر بلغ عدد القوات المصريه التى وصلت الى اليمن الفين جندي .. وفى نهاية اكتوبر ومطلع نوفمبر 62م وصل العدد الى ثلاثة الاف جندي مصري يعسكرون خارج المدن الرئيسيه بمصفحاتهم وعرباتهم العسكريه بينما خاضت كتيبة من قوات الصاعقه المصريه معركة في جبال صرواح ضد الملكيين والمرتزقه حيث استشهد البطل العربي المصري الرائد نبيل الوقاد في صرواح بالقرب من المكان الذي استشهد فيه على عبد المغني .. وفي ديسمبر 62م وصل عدد القوات المصريه في اليمن الى ثمانية الاف جندي كما وصل عبد الحكيم عامر الى صنعاء وخلال شهر نوفمبر وديسمبر 1962م كان حجم قو
كانت اذاعة صوت العرب تواصل إذاعة اخبار الثوره اليمنيه وكانت تعليقات احمد سعيد من اذاعة صوت العرب ذات تأثير كما في البيت اليمني الشعبى { جمهوريه والطائره تحلق _ واحمد سعيد في القاهره يعلق } ومنذ يوم 29 سبتمبر ومطلع اكتوبر 1962م بدأ الذين سميوا ملكيين باعمال عسكريه ضد الثوره ونظامها الجمهوري خاصة في مناطق الجوف ومارب انطلاقاً من ( بيحان ) في الجنوب المحتل ثم في جهات ( صعده ) وما جاورها من ( حجه ) انطلاقاً من السعوديه ( قاعدة نجران ) وقد خاض ضباط وجنود الثوره وابنا القبائل المعارك دفاعاً عن الثوره والجمهوريه في تلك المناطق وانخرط الالاف من الشباب والرجال الذين هبوا من ارجأ الشمال والجنوب في صفوف ( الحرس الوطني ) والذي تم تشكيله وبدأت عملية تدريب وتسليح الدفعه الاولى منه يوم 2 / اكتوبر .
وقد انطلق الضباط الاحرار الى ساحات الدفاع عن الثورة والجمهوريه ومنهم المناضل القائد على عبد المغني عضو مجلس قيادة الثوره الذي استشهد في كمين للمرتزقه والملكيين بمحور صرواح مارب يوم 4 / اكتوبر / 62م بينما اخذت الدلائل تتوفر على ان مايحدث ليس مسألة داخليه وانما هو تآمر عدواني خارجي فقد وصلت الى مطار القاهره ( الماظه ) يوم 2 / اكتوبر / 1962م طائرة طلبت السماح لها بالنزول وقالت {{ ان لديها معلومات واشياء خطيره تهم القاهره }} ونزلت الطائره وكانت طائرة نقل اميركيه من طراز ( فير تشليد 123ب ) تابعه لسلاح الجو السعودي يقودها ثلاثة طيارين سعوديين قالوا فور نزولهم ان الطائره محمله بالاسلحة والذخائر التي تم تحميلها من مطار جده في الصباح وتم تكليفهم بنقلها الى نجران حيث تستعمل ضد ثورة اليمن وان واجبهم القومي دفعهم الى المجئ بالطائره وحمولتها من المدافع والرشاشه ( 240 مدفعاً ) وصناديق الذخائر الى القاهره ليكشفول دليل التآمر على ثورة اليمن ، وكانت صناديق المدافع والذخائر تحمل شارة المعونه الاميركيه .. وفي اليوم التالى ( 3 / 10 ) وصلت الى مطار اسوان طائرة من نفس الطراز يقودها طياران سعوديان ثم تلتها طائرتان سعوديتان مقاتلتان لجأتا الى القاهره يوم 8 / 10 / 62م }} [ ص 221 سنوات الغليان ] ..
وفي بدايات شهر اكتوب 1962م – اى بعد نحو اسبوع من قيام الثوره – توجهت حكومة الثوره والجمهوريه برئاسة الزعيم عبد الله السلال بندأ الى الجمهوريه العربيه المتحده {{ مصر عبد الناصر }} لمساندتها عسكريا في مواجهة التآمر والعدوان الذي تتعرض له الثوره والجمهوريه .
وفى 5 / اكتوبر / 62م بعث الرئيس جمال عبد الناصر وفداً الى صنعاء برئاسة ( انور السادات ) و ( كمال رفعت ) لتقديم التعازي في استشهاد مهندس وقائد العمل الثوري { على عبد المغني } ومعرفة طبيعة وحجم المساعده التى تطلبها الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقال انور السادات لضباط وقادة الثوره بصنعاء انه {{ لا يعرف ان عبد الناصر يذرف الدموع إلا عند ما سمع بنبأ استشهاد على عبد المغني }} [ كتاب ( الجيش والحركه الوطنيه – ناجي الاشول – ص 265 ]
فى 6 و 7 / اكتوبر تمت مباحثات في صنعأ لتحديد الدعم المطلوب وعاد الوفد الى القاهره حيث انعقد اجتماع برئاسة جمال عبد الناصر وبمشاركة المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحه المصريه حيث يذكر هيكل انه {{ لثلاثة ايام متواصله دارت في القاهره مناقشات واسعه .. وكان تقدير السادات ان ماتحتاج اليه الثوره هو سرب واحد من الطائرات .. }} [ كتاب سنوات الغليان – هيكل – 628 ] بينما يذكر السلال ان اليمن طلبت من مصر {{ المساعده بالطيران وقوات محدوده من الصاعقه وكان هذا كافياً لتأمين الثوره في حدود طبيعة الموقف آنذاك قبل ازدياد التدخل والمساعدات الخارجيه }} [ ص 242 / التاريخ العسكري ]
في 9 و 10 / اكتوبر قررت مصر بزعامة جمال عبد الناصر مساندة ثورة وجمهورية اليمن عسكريا .. ووصلت الى ميناء الحديده – يوم 10 / اكتوبر / 62م – سفن مصريه تحمل خمسمائة جندي وضابط مصري مزودين بالاسلحة الثقيله والسيارات والعتاد العسكري ثم تلى ذلك وصول سرب من الطائرات الحربي المصريه وفى 26 / اكتوبر بلغ عدد القوات المصريه التى وصلت الى اليمن الفين جندي .. وفى نهاية اكتوبر ومطلع نوفمبر 62م وصل العدد الى ثلاثة الاف جندي مصري يعسكرون خارج المدن الرئيسيه بمصفحاتهم وعرباتهم العسكريه بينما خاضت كتيبة من قوات الصاعقه المصريه معركة في جبال صرواح ضد الملكيين والمرتزقه حيث استشهد البطل العربي المصري الرائد نبيل الوقاد في صرواح بالقرب من المكان الذي استشهد فيه على عبد المغني .. وفي ديسمبر 62م وصل عدد القوات المصريه في اليمن الى ثمانية الاف جندي كما وصل عبد الحكيم عامر الى صنعاء وخلال شهر نوفمبر وديسمبر 1962م كان حجم قو
ات الملكيين والمرتزقه قد ارتفع الى ثلاثة جيوش تم تقدير عددها بنحو عشرين الف جندي بسبب التحاق كثير من القبائل المغرر بهم –[ بتأثير الذهب السعودي ]- وكثيراً من جنود الجيش النظامي اليمني الموجود قبل الثوره بالبدر والملكيين –[ بتأثير الذهب والسلاح والدعايه ]- كما اخذ العون العسكرى البريطاني للملكيين بالاسلحة الثقيله والخفيفه ياخذ شكلا علنيا منذ 25 / اكتوبر / 62م وصدر بيان رسمي جمهوري يتهم بريطانيا بالتآمر العلني ضد الجمهوريه في 9 / 11 / 62م بينما اخذ الدور السعودي الاردني يتصاعد ورابطت قوات اردنيه وسرب طائرات اردني في ( الطائف ) ولجأ قائد الطيران الاردني الى القاهره في نوفمبر ( 10 / 11 / 62م ) وكشف تفاصيل اشتراك النظام الاردني في العمل ضد ثورة اليمن [ كتاب سنوات الغليان – هيكل – 628 ]
وفي 17 نوفمبر 62م تلقى جمال عبد الناصر رسالة من الرئيس الاميركي ( جون كنيدي ) قال في فقراتها الاولى {{ .. انني شديد القلق من ان يؤدي الصراع في اليمن الى تعريض استقرار المنطقه للخطر .. وانني بصورة شخصية وسريه اقترح عليكم تنفيذ الخطة التاليه للعمل من اجل تطبيع الموقف ، وانا موجه رسائل مماثله الى الملك حسين والامير فيصل وصاحب السعاده عبد الله السلال }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
ثم تحدث { كنيدي } عن عناصر الخطه والمبادره الاميركيه وانتهى الى اقتراح الخطوات المبدئيه التاليه :-
1 – تصدر ج . ع . م . بيانا يشير الى استعدادها لاجراء فض اشتباك متبادل وسريع تقوم على اساسه بسحب قواتها من اليمن على مراحل ، ويتم اثنأ ذلك
أ – نقل القوات السعوديه والاردنيه من حدود اليمن .
ب – وقف المسانده السعوديه والاردنيه للملكيين .
2 – تؤكد الجمهوريه العربيه اليمنيه مجدداً وبصورة علنيه نيتها على احترام الالتزامات الدوليه والسعى لتطبيع علاقاتها مع جيرانها واقامتها على اساس ودي .. الخ
3 – بمجرد اصدار البيانات المناسبه حسبما تقدم .. تبادر الولايات المتحده باعلان اعترافها بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} – انتهى [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 18 نوفمبر كتب عبد الناصر رسالة جوابيه الى ( كنيدي ) اوضح فيها مايلي :-
أ – ان ج . ع . م . نادت بعدم التدخل الخارجي في شئون اليمن – منذ 27 سبتمبر – ولكن الندأ لم يجد اذناً صاغيه في الرياض وغيرها ..
ب – {{ ان عددا من الطيارين السعوديين الاحرار الذين كلفوا باعمال عدوانيه ضد ثورة اليمن قادوا طائراتهم الى القاهره .. وكانت هذه الطائرات اميركية الصنع كما ان حمولتها من الاسلحة والذخائر كانت لاتزال في صناديق المعونه الاميركيه . ولقد كان ذلك بالنسبة الينا دليلاً على ان ندأنا للجميع بعدم التدخل في شئون اليمن لم يجد اذناً صاغيه .. ومن ثم كانت استجابتنا ضروريه لطلب حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه بوضع بعض قواتنا تحت تصرفها لتشترك معها في الدفاع ضد الهجمات التى تتعرض لها .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
ج – {{ .. ان القوات المسلحه السعوديه والاردنيه بذلت من جانبها جهداً واضحاً فى تحذير الراغبين في العدوان وقد تجلى ذلك فى مجئ طلائع من الطيارين الاردنيين الى القاهره حيث لحقوا بزملائهم السعوديين وكان يتقدمهم القائد العام لسلاح الطيران الاردني }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
د – ثم ابدى عبد الناصر استعدادة للموافقه على مقترحات كنيدي بعد التشاور مع حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 19 نوفمبر بعث عبد الناصر برقية شفريه الى السلال اقترح فيها قبول خطة ومقترحات كنيدي .. في حوالى 20 نوفمبر اتفق راى صنعأ والقاهره على قبول مقترحات كنيدي وتم ابلاغ كنيدي بالموافقه ثم وافقت الاطراف على الجانب الاخر واعلن البيت الابيض {{ تعيين ممثل خاص للرئيس الاميركى لتنفيذ مبادرته بحل ازمة اليمن }} ثم انتدبت الامم المتحده السيد ( رالف بانش ) مساعد الامين العام للامم المتحده .. وقد وصل ( بانش ) الى اليمن وقام بزيارة عدد من المدن والمناطق حيث شاهد جريمة التخلف والطغيان الملكي الامامي وايقن بحق الشعب اليمني في الثوره .. وقال ( بانش ) :-
{{ لقد كنت اتصور انني رايت اسواء صور التخلف في الكونغو ولكن مأ رايته هنا في اليمن اقنعني بان هناك ماهو اسواء من التخلف في الكونغو }} [ ص 644 / سنوات الغليان ]
منذا اواخر نوفمبر وحتى اواسط ديسمبر اتضح عدم مصداقية اطراف التآمر والعدوان في قبول المقترحات الاميركيه وان كميات ضخمه من الاسلحه واعداد كبيره من المرتزقه يتدفقون الى الملكيين مما اتاح للملكيين والمرتزقه السيطرة على بعض المناطق وبلغ عدد جبهات القتال اربعين جبهه وواصلت قوات الثوره ومعها قبائل اليمن ( الجمهوريين ) والقوات المصريه دفاعها الباسل ..
وفي 17 ديسمبر 1962م كتب الرئيس جمال عبد الناصر الى المشير عبد الحكيم عامر الذي كان في صنعاء رسالة قال في فقرتها الاخيره {{ .. وفى رأبي ان الوساطه الاميركيه كانت
وفي 17 نوفمبر 62م تلقى جمال عبد الناصر رسالة من الرئيس الاميركي ( جون كنيدي ) قال في فقراتها الاولى {{ .. انني شديد القلق من ان يؤدي الصراع في اليمن الى تعريض استقرار المنطقه للخطر .. وانني بصورة شخصية وسريه اقترح عليكم تنفيذ الخطة التاليه للعمل من اجل تطبيع الموقف ، وانا موجه رسائل مماثله الى الملك حسين والامير فيصل وصاحب السعاده عبد الله السلال }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
ثم تحدث { كنيدي } عن عناصر الخطه والمبادره الاميركيه وانتهى الى اقتراح الخطوات المبدئيه التاليه :-
1 – تصدر ج . ع . م . بيانا يشير الى استعدادها لاجراء فض اشتباك متبادل وسريع تقوم على اساسه بسحب قواتها من اليمن على مراحل ، ويتم اثنأ ذلك
أ – نقل القوات السعوديه والاردنيه من حدود اليمن .
ب – وقف المسانده السعوديه والاردنيه للملكيين .
2 – تؤكد الجمهوريه العربيه اليمنيه مجدداً وبصورة علنيه نيتها على احترام الالتزامات الدوليه والسعى لتطبيع علاقاتها مع جيرانها واقامتها على اساس ودي .. الخ
3 – بمجرد اصدار البيانات المناسبه حسبما تقدم .. تبادر الولايات المتحده باعلان اعترافها بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} – انتهى [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 18 نوفمبر كتب عبد الناصر رسالة جوابيه الى ( كنيدي ) اوضح فيها مايلي :-
أ – ان ج . ع . م . نادت بعدم التدخل الخارجي في شئون اليمن – منذ 27 سبتمبر – ولكن الندأ لم يجد اذناً صاغيه في الرياض وغيرها ..
ب – {{ ان عددا من الطيارين السعوديين الاحرار الذين كلفوا باعمال عدوانيه ضد ثورة اليمن قادوا طائراتهم الى القاهره .. وكانت هذه الطائرات اميركية الصنع كما ان حمولتها من الاسلحة والذخائر كانت لاتزال في صناديق المعونه الاميركيه . ولقد كان ذلك بالنسبة الينا دليلاً على ان ندأنا للجميع بعدم التدخل في شئون اليمن لم يجد اذناً صاغيه .. ومن ثم كانت استجابتنا ضروريه لطلب حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه بوضع بعض قواتنا تحت تصرفها لتشترك معها في الدفاع ضد الهجمات التى تتعرض لها .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
ج – {{ .. ان القوات المسلحه السعوديه والاردنيه بذلت من جانبها جهداً واضحاً فى تحذير الراغبين في العدوان وقد تجلى ذلك فى مجئ طلائع من الطيارين الاردنيين الى القاهره حيث لحقوا بزملائهم السعوديين وكان يتقدمهم القائد العام لسلاح الطيران الاردني }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
د – ثم ابدى عبد الناصر استعدادة للموافقه على مقترحات كنيدي بعد التشاور مع حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 19 نوفمبر بعث عبد الناصر برقية شفريه الى السلال اقترح فيها قبول خطة ومقترحات كنيدي .. في حوالى 20 نوفمبر اتفق راى صنعأ والقاهره على قبول مقترحات كنيدي وتم ابلاغ كنيدي بالموافقه ثم وافقت الاطراف على الجانب الاخر واعلن البيت الابيض {{ تعيين ممثل خاص للرئيس الاميركى لتنفيذ مبادرته بحل ازمة اليمن }} ثم انتدبت الامم المتحده السيد ( رالف بانش ) مساعد الامين العام للامم المتحده .. وقد وصل ( بانش ) الى اليمن وقام بزيارة عدد من المدن والمناطق حيث شاهد جريمة التخلف والطغيان الملكي الامامي وايقن بحق الشعب اليمني في الثوره .. وقال ( بانش ) :-
{{ لقد كنت اتصور انني رايت اسواء صور التخلف في الكونغو ولكن مأ رايته هنا في اليمن اقنعني بان هناك ماهو اسواء من التخلف في الكونغو }} [ ص 644 / سنوات الغليان ]
منذا اواخر نوفمبر وحتى اواسط ديسمبر اتضح عدم مصداقية اطراف التآمر والعدوان في قبول المقترحات الاميركيه وان كميات ضخمه من الاسلحه واعداد كبيره من المرتزقه يتدفقون الى الملكيين مما اتاح للملكيين والمرتزقه السيطرة على بعض المناطق وبلغ عدد جبهات القتال اربعين جبهه وواصلت قوات الثوره ومعها قبائل اليمن ( الجمهوريين ) والقوات المصريه دفاعها الباسل ..
وفي 17 ديسمبر 1962م كتب الرئيس جمال عبد الناصر الى المشير عبد الحكيم عامر الذي كان في صنعاء رسالة قال في فقرتها الاخيره {{ .. وفى رأبي ان الوساطه الاميركيه كانت
خدعه الغرض منها تخفيف حماسنا واندفاعنا ومنعنا من القيام باى عمل ضد قواعد الحشد في السعوديه }} {{ وانا الان اشد اقتناعاً ان علينا ان نهاجم نجران وجيزان }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 18 ديسمبر جرت اتصالات عالية المستوى بين القاهره وواشنطن اتضح منها عدم رضا واشنطن بما تقوم به السعوديه وبقية اطراف الجانب الآخر من مواصلة التآمر والعدوان .. وان واشنطن على استعداد للاعتراف – بالجمهوريه العربيه اليمنيه وتم الاتفاق على ان تصدر صنعاء البيان الذي يؤكد التزامها بالمواثيق الدوليه ورغبتها في اقامة علاقات طيبه مع جيرانها .. فاصدرت حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه بياناً بذلك وبانها تنتظر اعتراف الولايات المتحده وبداية صفحة جديده وقد صدر بيان صنعأ يوم 19 ديسمبر ثم تلاه بيان من القاهره يؤيد ما جاء في بيان صنعاء {{ وفي ساعة متأخره من مساء يوم 19 ديسمبر اعلن الرئيس الاميركي جون كنيدي اعتراف الولايات المتحده اعترافاً فعليا وقانونياً بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ] وقد اثار الاعتراف الاميركى عواصفاً من الغضب في لندن والرياض وعمان وتل ابيب بينما اعلنت استراليا وكندا اعترافها بالجمهوريه وفي 20 ديسمبر صوتت الجمعيه العامه للامم المتحده باغلبية 73 صوتا لصالح تمثيل النظام الجمهوري في الامم المتحده وطرد مندوب العهد البائد ، فاخذت الجمهوريه العربيه اليمنيه مقعدها في الامم المتحده .. بينما اعلنت السعوديه في 21 ديسمبر قطع علاقاتها مع مصر بدعوى قيام طائرات مصريه بقصف [ قواعد الملكيين في ] نجران .
وفي 18 ديسمبر 1962م كتب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر الذي كان في صنعأ يشارك القياده اليمنيه والمصريه في توجيه عمليات الدفاع عن الثورة والجمهوريه .. وقد تحدث عبد الناصر في رسالته عن :-
[أ]- اعتراف اميركا والغرب بالجمهوريه وقال {{ .. ظهور العامل الجديد باعتراف الغرب فيه كسب معنوي ومعناه ان الثوره اليمنيه توطدت وعجزوا عن قهرها .. }} .
[ب]- استمرار الحشد العدواني في السعوديه {{ على حدود اليمن وانهم يشونون الاسلحه والذخائر .. الخ }} و {{ ان طائرات محمله بالاسلحه والذخيره من بلجيكا بدأت تصل الى نجران ، وصلت الطائره الاولى امس وستصل الثانيه يوم 28 ديسمبر والثالثه والرابعه يوم 29 ديسمبر والخامسه يوم 30 ديسمبر .. ان الطائرات تصل الى الطائف ومنها تنقل البنادق والذخائر الى نجران وجيزان .. }}
[جـ]- {{ ومن المهم وضع السلال في الصوره عن نشاط السعوديه على الحدود حتى لايطمئن الى ان امريكا ستوقف كل شئ ضده .. ففيصل سيعمل والبدر وكذلك الانجليز باستمرار للضغط على الجمهوريه اليمنيه . }} .
[د]- وقال عبد الناصر في رسالة الى عبد الحكيم {{ .. سينصرنا الله لاننا نحارب بلا هدف إلا قضية الحريه وتأكيدها وقضية الثوره التى هي حق لكل شعب مغلوب على امره }} – [ ص 924 – 926 / سنوات الغليان ]-
وفي 23 ديسمبر 1962م القى الزعيم جمال عبد الناصر خطابا تاريخياً الى الامه تحدث فيه بالتفصيل عن ثورة اليمن {{ التى هزت قصور الرجعيه ومعاقل الاستعمار }} وقال عبد الناصر :-
[أ]- {{ الشعب اليمني فرض الثوره ، وبارادة التغيير قامت الثوره ، وحين ماطلب الينا ان نساند هذه الثوره فقد ذهبت قواتنا الى اليمن . وهي تعتقد انها تقوم بواجب اصيل في ارادة التغيير العربي }} {{ ذهبنا الى اليمن لمساندة ثورة اليمن ضد الاستعمار والرجعيه .. }} {{ بعد ان تتحرر اليمن من الرجعيه ومن النفوذ الاجنبي وتسير نحو التقدم يكسب الشعب العربي خمسه مليون يمني متحررين يمثلون قوه في طريقنا الى التقدم ويمثلون درعاً ضد الاستعمار وضد اعداء الامه العربي }}.
[ب]- وتحدث عبد الناصر عن اهم دوافع الاستعمار واعوانه فقال انهم {{ .. خايفين على مصالحهم ، خايفين على مستعمراتهم في الجزيره العربيه .. عارفين ان الاستعمار لابد ان يلفظ انفاسه . عدن لابد ان تتحرر . الجنوب لابد ان يتخلص من الاستعمار .. لابد للارض العربيه ان تتحرر }}.
[جـ]- وتحدث عبد الناصر عن البعد القومي والتأثير القومي لثورة اليمن ولمعركة اليمن التى هي {{ دفع لنضال الشعب العربي في كل مكان }} وقال عبد الناصر {{ .. الاستعمار السنه اللى فاتت بعد الانفصال قالوا .. فكرة القوميه العربيه انتهت والثوره العربيه انتهت .. النهار ده بعد ثورة اليمن حاله عصبيه ، اسرائيل تشعر ان التقدميه والعدل اسلحة للمعركه ضدها }}
يتبين من ذلك ان عبد الناصر كان صريحاً في تبيين اسباب واهداف مناصرته لثورة اليمن فالسبب والهدف الاول هو مساندة الجمهوريه في الشمال ضد التامر والعدوان والذي تتعرض له ، والسبب الهدف الثاني يتصل بقضية تحرير عدن والجنوب بعد تثبيت الثوره والجمهوريه في الشمال ، والسبب والهدف الاكبر هو دفع نضال الشعوب العربيه والتيار القومي العربي في كل مكان خاصة سوريا والعراق والجزيزه العربيه والاردن والجزائر ضد الاستعمار واعداء
وفي 18 ديسمبر جرت اتصالات عالية المستوى بين القاهره وواشنطن اتضح منها عدم رضا واشنطن بما تقوم به السعوديه وبقية اطراف الجانب الآخر من مواصلة التآمر والعدوان .. وان واشنطن على استعداد للاعتراف – بالجمهوريه العربيه اليمنيه وتم الاتفاق على ان تصدر صنعاء البيان الذي يؤكد التزامها بالمواثيق الدوليه ورغبتها في اقامة علاقات طيبه مع جيرانها .. فاصدرت حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه بياناً بذلك وبانها تنتظر اعتراف الولايات المتحده وبداية صفحة جديده وقد صدر بيان صنعأ يوم 19 ديسمبر ثم تلاه بيان من القاهره يؤيد ما جاء في بيان صنعاء {{ وفي ساعة متأخره من مساء يوم 19 ديسمبر اعلن الرئيس الاميركي جون كنيدي اعتراف الولايات المتحده اعترافاً فعليا وقانونياً بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ] وقد اثار الاعتراف الاميركى عواصفاً من الغضب في لندن والرياض وعمان وتل ابيب بينما اعلنت استراليا وكندا اعترافها بالجمهوريه وفي 20 ديسمبر صوتت الجمعيه العامه للامم المتحده باغلبية 73 صوتا لصالح تمثيل النظام الجمهوري في الامم المتحده وطرد مندوب العهد البائد ، فاخذت الجمهوريه العربيه اليمنيه مقعدها في الامم المتحده .. بينما اعلنت السعوديه في 21 ديسمبر قطع علاقاتها مع مصر بدعوى قيام طائرات مصريه بقصف [ قواعد الملكيين في ] نجران .
وفي 18 ديسمبر 1962م كتب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر الذي كان في صنعأ يشارك القياده اليمنيه والمصريه في توجيه عمليات الدفاع عن الثورة والجمهوريه .. وقد تحدث عبد الناصر في رسالته عن :-
[أ]- اعتراف اميركا والغرب بالجمهوريه وقال {{ .. ظهور العامل الجديد باعتراف الغرب فيه كسب معنوي ومعناه ان الثوره اليمنيه توطدت وعجزوا عن قهرها .. }} .
[ب]- استمرار الحشد العدواني في السعوديه {{ على حدود اليمن وانهم يشونون الاسلحه والذخائر .. الخ }} و {{ ان طائرات محمله بالاسلحه والذخيره من بلجيكا بدأت تصل الى نجران ، وصلت الطائره الاولى امس وستصل الثانيه يوم 28 ديسمبر والثالثه والرابعه يوم 29 ديسمبر والخامسه يوم 30 ديسمبر .. ان الطائرات تصل الى الطائف ومنها تنقل البنادق والذخائر الى نجران وجيزان .. }}
[جـ]- {{ ومن المهم وضع السلال في الصوره عن نشاط السعوديه على الحدود حتى لايطمئن الى ان امريكا ستوقف كل شئ ضده .. ففيصل سيعمل والبدر وكذلك الانجليز باستمرار للضغط على الجمهوريه اليمنيه . }} .
[د]- وقال عبد الناصر في رسالة الى عبد الحكيم {{ .. سينصرنا الله لاننا نحارب بلا هدف إلا قضية الحريه وتأكيدها وقضية الثوره التى هي حق لكل شعب مغلوب على امره }} – [ ص 924 – 926 / سنوات الغليان ]-
وفي 23 ديسمبر 1962م القى الزعيم جمال عبد الناصر خطابا تاريخياً الى الامه تحدث فيه بالتفصيل عن ثورة اليمن {{ التى هزت قصور الرجعيه ومعاقل الاستعمار }} وقال عبد الناصر :-
[أ]- {{ الشعب اليمني فرض الثوره ، وبارادة التغيير قامت الثوره ، وحين ماطلب الينا ان نساند هذه الثوره فقد ذهبت قواتنا الى اليمن . وهي تعتقد انها تقوم بواجب اصيل في ارادة التغيير العربي }} {{ ذهبنا الى اليمن لمساندة ثورة اليمن ضد الاستعمار والرجعيه .. }} {{ بعد ان تتحرر اليمن من الرجعيه ومن النفوذ الاجنبي وتسير نحو التقدم يكسب الشعب العربي خمسه مليون يمني متحررين يمثلون قوه في طريقنا الى التقدم ويمثلون درعاً ضد الاستعمار وضد اعداء الامه العربي }}.
[ب]- وتحدث عبد الناصر عن اهم دوافع الاستعمار واعوانه فقال انهم {{ .. خايفين على مصالحهم ، خايفين على مستعمراتهم في الجزيره العربيه .. عارفين ان الاستعمار لابد ان يلفظ انفاسه . عدن لابد ان تتحرر . الجنوب لابد ان يتخلص من الاستعمار .. لابد للارض العربيه ان تتحرر }}.
[جـ]- وتحدث عبد الناصر عن البعد القومي والتأثير القومي لثورة اليمن ولمعركة اليمن التى هي {{ دفع لنضال الشعب العربي في كل مكان }} وقال عبد الناصر {{ .. الاستعمار السنه اللى فاتت بعد الانفصال قالوا .. فكرة القوميه العربيه انتهت والثوره العربيه انتهت .. النهار ده بعد ثورة اليمن حاله عصبيه ، اسرائيل تشعر ان التقدميه والعدل اسلحة للمعركه ضدها }}
يتبين من ذلك ان عبد الناصر كان صريحاً في تبيين اسباب واهداف مناصرته لثورة اليمن فالسبب والهدف الاول هو مساندة الجمهوريه في الشمال ضد التامر والعدوان والذي تتعرض له ، والسبب الهدف الثاني يتصل بقضية تحرير عدن والجنوب بعد تثبيت الثوره والجمهوريه في الشمال ، والسبب والهدف الاكبر هو دفع نضال الشعوب العربيه والتيار القومي العربي في كل مكان خاصة سوريا والعراق والجزيزه العربيه والاردن والجزائر ضد الاستعمار واعداء
القوميه العربيه .
وفي 20 يناير 1963م توجه من صنعأ الى القاهره د . عبد الرحمن البيضاني – نائب رئيس الجمهوريه – والنقيب حمود بيدر عضو مكتب العمليات والعميد محمد الجرموزي .. وكان البيضاني يحمل رسالة من السلال الى عبد الناصر بشأن الموقف العسكري وطلب قوات وتعزيزات من مصر ، بينما كان الجرموزي يحمل رسالة سريه من السلال الى عبد الناصر وقد تم نشرها مؤخراً في كتاب (( ثورة 26 سبتمبر / دراسات وشهادات ووثائق للتاريخ )) مع رسالة عبد الناصر الجوابيه الى الرئيس السلال
وقد تركزت رسالة السلال ( السريه ) الى عبد الناصر حول تصرفات وممارسات البيضاني التى الحقت ضرراً بالصف الجمهوري وان من مصلحة الثوره عدم عودة البيضاني من القاهره وان يبقى مستبعداً هناك كما تضمنت رسالة السلال مايتصل بالموقف العسكري والتعزيزات المطلوبه وقال السلال في الرساله {{ اننى والشعب العربي في اليمن لايمكن ان ننسى لسيادتكم او لحكومة وشعب ج . ع . م . ( مصر ) موقفكم ومساندتكم العظيمه وجهودكم الكبيره الى جانب ثورتنا .. الخ . كما وان التاريخ لن ينسى لكم هذه المواقف المجيده المشرفه والتى ستظل دائماً رمزاً للوفاء والكرم والبطوله .. الخ . }}
وفي اواخر يناير 1963م بعث الرئيس جمال عبد الناصر رسالة جوابيه الى الرئيس عبد الله السلال تضمنت النقاط الرئيسيه التاليه :-
[أ]- ان ج . ع . م . تقف بكل امكانياتها الى جانب الثورة اليمنيه والشعب اليمني {{ ولا نريد ان يكون لنا دخل في اموركم الداخليه .. اننا لا نقف وراء شخص او اشخاص وانما وراء المبادئ والاهداف التى رفعناها والتى آلينا على انفسنا ان ندعمها ونحارب من اجلها .. }}
[ب]- {{ ان المرحله التى نمر فيها لان هى مركز التحول في التاريخ العربي كله .. }}
[جـ]- تحدث عبد الناصر بالتفصيل عن اهمية وحدة الصف الجمهوري الداخلي واشار الى ابقأ البيضاني في القاهره وانه لن يعود الى اليمن وقال عبد الناصر {{ ان حماية الثوره في اليمن واستمرار بقائها يجب ان يكون الهدف الاول دون اى اعتبار آخر . ولن يكون ذلك سهلاً بل لن يتاح إلا اذا اصبح الشعب كله في الداخل يمثل ارادة واحده .. وليس ممكنا ان تتحقق وحدة الشعب مالم تتحقق الوحده الفكريه والروحيه بين قادته فان مجرد قيام خلاف او انقسام بين اشخاص القاده لامور شخصيه اوحتى عقائديه سرعان ماينعكس على وحدة الامه ويؤدى الى الفرقه والانقسام وضياع الثوره .. }}
[د]- صدرت الاوامر بتحريك قوات جديده اليكم }}
وفي اواخر يناير 63م ارسل عبد الناصر تسعة الويه من الجيش العربي المصري لتعزيزاً للقوات الجمهوريه والقوات المصريه في اليمن كما وصل المشير عبد الحكيم عامر للمشاركه في قيادة وتوجيه العمليات .. واعلن السلال ان الثوره تمتلك صواريخاً يمكن ان تقصف قصر سعود في الرياض وستسحق قواعد العدوان اينما كانت وشملت تحذيرات السلال النظام الاردني والاستعمار البريطاني في الجنوب مع التأكيد على هدف تحرير عدن والجنوب ..
وفي مطلع فبراير بدأت العمليات التى سميت ( بانوراما رمضان ) واشترك فيها نحو خمسين الف جندي يمني ومصري بالدبابات والمدافع والاسلحه الثقيله والخفيفه كما شاركت فيها الطائرات بالقصف الجوي الذي شمل قصف قواعد العدوان في نجران .. وقد تحركت القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه في عملياتها الهجوميه في ثلاثه محاور وحملات كبيره متزامنه الاولى في محور وطريق ( صنعاء – صعده ) والثانيه محور ( صنعأ – مارب ) والثالثه محور ( صنعأ – اب – تعز – الى تخوم الجنوب المحتل ) ..
وفي 4 فبراير كتب الرئيس جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر في صنعا قال عبد الناصر فيها {{ - سعدت جداً بانباء الانتصار .. واظن انك تعرف ان موضوع اليمن سبب لي في الماضي كثيراً من القلق ولكن الحمد لله على النتائج الاخيره واعتقد ان وجودك كان ضروري لتحقيق ذلك }} {{ .. هناك اهتمام كبير لان باخبار اليمن .. وارجو الله ان ينتهى الامر قريبا بالنصر الكامل .. اكتب اليك الان وساقابل السفير الامريكي بعد ساعه واظن انه سيبحث موضوع الغاره على نجران .. وقد قال ان عنده رساله من كنيدي }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ]
وقد استقبل عبد الناصر السفير الاميركي الذي سلم الى عبد الناصر رسالة من كنيدي بشأن اليمن قال فيها :-
{{ ان اسباب عدم اعتراف بريطانيا بالجمهوريه اليمنيه تنبعث من قلق الحكومه البريطانيه حول عدن كما ان التهديدات المتكرره التى رددها السلال لن تؤدي إلا الى زيادة هذه المخاوف .. في حين ان عبارات التطمين تساعد على تحقيق اعتراف الحكومه البريطانيه بالجمهوريه .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ] وتضمنت رسالة كنيدي عرضاً بامكانيه ان تقوم اميركا باقناع بريطانيا بالاعتراف –[ وبالتالي وقف التآمر والعدوان ]- واقناع السعوديه بوقف مساندتها للملكيين مقابل تطمين وتفاهم مطلوب حول عدن والجنوب وحول السعوديه .. وقد تريث { عبد الناصر } في الرد حتى لاتتعطل ( بانورا
وفي 20 يناير 1963م توجه من صنعأ الى القاهره د . عبد الرحمن البيضاني – نائب رئيس الجمهوريه – والنقيب حمود بيدر عضو مكتب العمليات والعميد محمد الجرموزي .. وكان البيضاني يحمل رسالة من السلال الى عبد الناصر بشأن الموقف العسكري وطلب قوات وتعزيزات من مصر ، بينما كان الجرموزي يحمل رسالة سريه من السلال الى عبد الناصر وقد تم نشرها مؤخراً في كتاب (( ثورة 26 سبتمبر / دراسات وشهادات ووثائق للتاريخ )) مع رسالة عبد الناصر الجوابيه الى الرئيس السلال
وقد تركزت رسالة السلال ( السريه ) الى عبد الناصر حول تصرفات وممارسات البيضاني التى الحقت ضرراً بالصف الجمهوري وان من مصلحة الثوره عدم عودة البيضاني من القاهره وان يبقى مستبعداً هناك كما تضمنت رسالة السلال مايتصل بالموقف العسكري والتعزيزات المطلوبه وقال السلال في الرساله {{ اننى والشعب العربي في اليمن لايمكن ان ننسى لسيادتكم او لحكومة وشعب ج . ع . م . ( مصر ) موقفكم ومساندتكم العظيمه وجهودكم الكبيره الى جانب ثورتنا .. الخ . كما وان التاريخ لن ينسى لكم هذه المواقف المجيده المشرفه والتى ستظل دائماً رمزاً للوفاء والكرم والبطوله .. الخ . }}
وفي اواخر يناير 1963م بعث الرئيس جمال عبد الناصر رسالة جوابيه الى الرئيس عبد الله السلال تضمنت النقاط الرئيسيه التاليه :-
[أ]- ان ج . ع . م . تقف بكل امكانياتها الى جانب الثورة اليمنيه والشعب اليمني {{ ولا نريد ان يكون لنا دخل في اموركم الداخليه .. اننا لا نقف وراء شخص او اشخاص وانما وراء المبادئ والاهداف التى رفعناها والتى آلينا على انفسنا ان ندعمها ونحارب من اجلها .. }}
[ب]- {{ ان المرحله التى نمر فيها لان هى مركز التحول في التاريخ العربي كله .. }}
[جـ]- تحدث عبد الناصر بالتفصيل عن اهمية وحدة الصف الجمهوري الداخلي واشار الى ابقأ البيضاني في القاهره وانه لن يعود الى اليمن وقال عبد الناصر {{ ان حماية الثوره في اليمن واستمرار بقائها يجب ان يكون الهدف الاول دون اى اعتبار آخر . ولن يكون ذلك سهلاً بل لن يتاح إلا اذا اصبح الشعب كله في الداخل يمثل ارادة واحده .. وليس ممكنا ان تتحقق وحدة الشعب مالم تتحقق الوحده الفكريه والروحيه بين قادته فان مجرد قيام خلاف او انقسام بين اشخاص القاده لامور شخصيه اوحتى عقائديه سرعان ماينعكس على وحدة الامه ويؤدى الى الفرقه والانقسام وضياع الثوره .. }}
[د]- صدرت الاوامر بتحريك قوات جديده اليكم }}
وفي اواخر يناير 63م ارسل عبد الناصر تسعة الويه من الجيش العربي المصري لتعزيزاً للقوات الجمهوريه والقوات المصريه في اليمن كما وصل المشير عبد الحكيم عامر للمشاركه في قيادة وتوجيه العمليات .. واعلن السلال ان الثوره تمتلك صواريخاً يمكن ان تقصف قصر سعود في الرياض وستسحق قواعد العدوان اينما كانت وشملت تحذيرات السلال النظام الاردني والاستعمار البريطاني في الجنوب مع التأكيد على هدف تحرير عدن والجنوب ..
وفي مطلع فبراير بدأت العمليات التى سميت ( بانوراما رمضان ) واشترك فيها نحو خمسين الف جندي يمني ومصري بالدبابات والمدافع والاسلحه الثقيله والخفيفه كما شاركت فيها الطائرات بالقصف الجوي الذي شمل قصف قواعد العدوان في نجران .. وقد تحركت القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه في عملياتها الهجوميه في ثلاثه محاور وحملات كبيره متزامنه الاولى في محور وطريق ( صنعاء – صعده ) والثانيه محور ( صنعأ – مارب ) والثالثه محور ( صنعأ – اب – تعز – الى تخوم الجنوب المحتل ) ..
وفي 4 فبراير كتب الرئيس جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر في صنعا قال عبد الناصر فيها {{ - سعدت جداً بانباء الانتصار .. واظن انك تعرف ان موضوع اليمن سبب لي في الماضي كثيراً من القلق ولكن الحمد لله على النتائج الاخيره واعتقد ان وجودك كان ضروري لتحقيق ذلك }} {{ .. هناك اهتمام كبير لان باخبار اليمن .. وارجو الله ان ينتهى الامر قريبا بالنصر الكامل .. اكتب اليك الان وساقابل السفير الامريكي بعد ساعه واظن انه سيبحث موضوع الغاره على نجران .. وقد قال ان عنده رساله من كنيدي }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ]
وقد استقبل عبد الناصر السفير الاميركي الذي سلم الى عبد الناصر رسالة من كنيدي بشأن اليمن قال فيها :-
{{ ان اسباب عدم اعتراف بريطانيا بالجمهوريه اليمنيه تنبعث من قلق الحكومه البريطانيه حول عدن كما ان التهديدات المتكرره التى رددها السلال لن تؤدي إلا الى زيادة هذه المخاوف .. في حين ان عبارات التطمين تساعد على تحقيق اعتراف الحكومه البريطانيه بالجمهوريه .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ] وتضمنت رسالة كنيدي عرضاً بامكانيه ان تقوم اميركا باقناع بريطانيا بالاعتراف –[ وبالتالي وقف التآمر والعدوان ]- واقناع السعوديه بوقف مساندتها للملكيين مقابل تطمين وتفاهم مطلوب حول عدن والجنوب وحول السعوديه .. وقد تريث { عبد الناصر } في الرد حتى لاتتعطل ( بانورا
ما رمضان ) .. وقد كتب عبد الناصر في ما بعد رسالة جوابيه الى ( كنيدي ) قال فيها {{ ان حركة التاريخ سوف تتولى اقناع الحكومه البريطانيه بعدم جدوى تجاهل الحقائق .. }}
وفي 16 فبراير دخلت بانوراما رمضان مرحلتها الحاسمه حيث تقدم عبد الحكيم عامر مع القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه الى مناطق صعده .. وفي 18 فبراير دخلت القوات ومعها عامر الى مدينة صعده ثم قامت القوات بتطهير مناطق صعده الى تخوم السعوديه وهربت فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه بينما قامت قوات الحمله الثانيه بتطهير طريق صنعأ – مارب ودخلت مدينة مارب يوم 25 فبراير وتم تطهير مناطق مارب من فلول الملكيين والمرتزقه .. كما قامت قوات الحمله الثالثه بتطهير طريق ومناطق محور ( اب ) الى تخوم مناطق الجنوب المحتل .. [ كتاب ( التاريخ العسكري لليمن ) السلطان ناجي + كتاب الجيش والحركه الوطنيه لناجي الاشول ]
ثم قامت قوة يمنيه مصريه تساندها الطائرات بحملة على آخر معقل للملكيين والمرتزقه في الشمال وهو منطقة ( حريب ) المتاخمه لمنطقة بيحان في الجنوب المحتل فوقعت مصادمات مع قوات بريطانيه وعميله حاولت دعم الملكيين والمرتزقه في ( حريب ) واكتمل الانتصار بدخول قوات الثوره والجمهوريه مدينة حريب يوم 7 مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى بيحان وبذلك رفرفت رايات الثوره والجمهوريه في كل ربوع شمال اليمن وانتهى الامر بالنصر الكامل والحاسم للثورة والجمهوريه في شمال اليمن والقى السلال خطاباً في اجتماع واحتفال كبير يوم 7 مارس 63م دعا فيه ابناء الجنوب الى بدء العمل لتحرير الجنوب من الاستعمار .
حيث كان موضوع الجنوب من القضايا الرئيسيه في البيان المشترك عن زيارة السلال للقاهره ( 1 – 10 يونيو 63م ) ومباحثات الوفدين المصري برئاسة عبد الناصر واليمني برئاسة السلال حيث جأ في البيان المشترك الصادر فى العاشر من يونيو 1963م في القاهره مايلي نصه {{ ويعلن الرئيسان – عبد الناصر والسلال – اصرار الشعبين على العمل المشترك وبذل الجهود والمساعدات الادبيه والماديه للقضاء على بقايا الاستعمار فى الوطن العربي . كما تساند الدولتان بجميع امكانياتهما الحقوق المشروعه للشعب العربي في عمان والجنوب اليمني المحتل ، ويشجبان جميع المخططات الاستعماريه في هذه المنطقه من الوطن العربي ، كما يؤكد ان حق الشعب اليمني شماله المتحرر وجنوبه المحتل في الحرية والوحده }} – انتهى –
كان النظام الجمهوري في الشمال قد ترسخت دعائمه بانتصار الثوره والجمهوريه في معارك فبراير مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه وبيحان آنذاك . بحيث عادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الثورة والجمهوريه الى مصر ( في مايو ويوليو 63م ) وجرت اتصالات وجهود شاركت فيها الامم المتحده بعقد هدنه في مناطق الحدود مع السعوديه وظهور اتجاه للاتفاق والوئام بين مصر والجمهوريه اليمنيه من جهه وبين السعوديه من جهة اخرى خاصة في ومنذ مؤتمر القمه العربي الاول ( يناير 1964م )
ولكن انطلاق نضال الثوره اليمنيه لتحرير الجنوب وتصعيد ذلك النضال منذ زيارة عبد الناصر لليمن وبداية الكفاح المسلاح ( في 24 ابريل 1964م ) ادى الى قيام بريطانيا ومعسكرها الاستعماري واعوانها بعمل واسع النطاق لضرب واسقاط الثوره ونظامها الجمهوري في الشمال فتم الدفع باعداد كبيره من المرتزقه الى حدود اليمن واستمالة قبائل يمنيه الى صف الملكيين والمرتزقه بتاثير الذهب والسلاح مما اتاح للملكيين والمرتزقه ان ينشطوا في مناطق من صعده وحجه والجوف ومارب – بالقرب من حدود السعوديه والجنوب المحتل – منذ اواسط مايو ويونيو 64م وقامت قوة من الملكيين والمرتزقه بقيادة الامير على بن الحسن بمهاجمة قوة من الجمهوريين والمصريين في طريق حجه في بدايه يونيو 64م فدارت معركة انهزم فيها الملكيون والمرتزقه وسقط منهم نحو الف قتيل بينهم الامير على بن الحسن .. كما جرت معركة اخرى – امتدت الى شهر يوليو – في مناطق من محافظة صعده حيث قامت القوات الجمهوريه والمصريه بانزال خسائر فادحه بالملكيين والمرتزقه وقامت الطائرات المصريه بحصد الالوف منهم }} بينما تمركز الامام المخلوع محمد البدر في ( جبل قاره ) ..
وفي يوليو 1964م انعقدت مباحثات عليا بين الجمهوريه العربيه اليمنيه والجمهوريه العربيه المتحده ( مصر عبد الناصر ) وتم في القاهره – يوم 13 يوليو – التوقيع على اتفاقية تنسيق واسع بين البلدين .. كما تم تعزيز القوات المصريه في اليمن بقوات اضافيه مزودة بالدبابات والمصفحات والطائرات بحيث ارتفع عدد القوات المصريه في اليمن من حوالى ( 32000 جندي ) في يونيو ويوليو 64 الى حوالى ( 50000 جندي ) في صيف عام 1964م وقد استبسل الجمهوريون من الجيش والقبائل في الدفاع عن الثورة والجمهوريه مع جيش مصر عبد الناصر واستشهد المئات في الدفاع عن الثوره والجمهوريه كان منهم المناضل الوحدوي الشهيد { محمد مطهر } الذي شارك فى تاسيس تنظيم الضباط الاحرار مع
وفي 16 فبراير دخلت بانوراما رمضان مرحلتها الحاسمه حيث تقدم عبد الحكيم عامر مع القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه الى مناطق صعده .. وفي 18 فبراير دخلت القوات ومعها عامر الى مدينة صعده ثم قامت القوات بتطهير مناطق صعده الى تخوم السعوديه وهربت فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه بينما قامت قوات الحمله الثانيه بتطهير طريق صنعأ – مارب ودخلت مدينة مارب يوم 25 فبراير وتم تطهير مناطق مارب من فلول الملكيين والمرتزقه .. كما قامت قوات الحمله الثالثه بتطهير طريق ومناطق محور ( اب ) الى تخوم مناطق الجنوب المحتل .. [ كتاب ( التاريخ العسكري لليمن ) السلطان ناجي + كتاب الجيش والحركه الوطنيه لناجي الاشول ]
ثم قامت قوة يمنيه مصريه تساندها الطائرات بحملة على آخر معقل للملكيين والمرتزقه في الشمال وهو منطقة ( حريب ) المتاخمه لمنطقة بيحان في الجنوب المحتل فوقعت مصادمات مع قوات بريطانيه وعميله حاولت دعم الملكيين والمرتزقه في ( حريب ) واكتمل الانتصار بدخول قوات الثوره والجمهوريه مدينة حريب يوم 7 مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى بيحان وبذلك رفرفت رايات الثوره والجمهوريه في كل ربوع شمال اليمن وانتهى الامر بالنصر الكامل والحاسم للثورة والجمهوريه في شمال اليمن والقى السلال خطاباً في اجتماع واحتفال كبير يوم 7 مارس 63م دعا فيه ابناء الجنوب الى بدء العمل لتحرير الجنوب من الاستعمار .
حيث كان موضوع الجنوب من القضايا الرئيسيه في البيان المشترك عن زيارة السلال للقاهره ( 1 – 10 يونيو 63م ) ومباحثات الوفدين المصري برئاسة عبد الناصر واليمني برئاسة السلال حيث جأ في البيان المشترك الصادر فى العاشر من يونيو 1963م في القاهره مايلي نصه {{ ويعلن الرئيسان – عبد الناصر والسلال – اصرار الشعبين على العمل المشترك وبذل الجهود والمساعدات الادبيه والماديه للقضاء على بقايا الاستعمار فى الوطن العربي . كما تساند الدولتان بجميع امكانياتهما الحقوق المشروعه للشعب العربي في عمان والجنوب اليمني المحتل ، ويشجبان جميع المخططات الاستعماريه في هذه المنطقه من الوطن العربي ، كما يؤكد ان حق الشعب اليمني شماله المتحرر وجنوبه المحتل في الحرية والوحده }} – انتهى –
كان النظام الجمهوري في الشمال قد ترسخت دعائمه بانتصار الثوره والجمهوريه في معارك فبراير مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه وبيحان آنذاك . بحيث عادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الثورة والجمهوريه الى مصر ( في مايو ويوليو 63م ) وجرت اتصالات وجهود شاركت فيها الامم المتحده بعقد هدنه في مناطق الحدود مع السعوديه وظهور اتجاه للاتفاق والوئام بين مصر والجمهوريه اليمنيه من جهه وبين السعوديه من جهة اخرى خاصة في ومنذ مؤتمر القمه العربي الاول ( يناير 1964م )
ولكن انطلاق نضال الثوره اليمنيه لتحرير الجنوب وتصعيد ذلك النضال منذ زيارة عبد الناصر لليمن وبداية الكفاح المسلاح ( في 24 ابريل 1964م ) ادى الى قيام بريطانيا ومعسكرها الاستعماري واعوانها بعمل واسع النطاق لضرب واسقاط الثوره ونظامها الجمهوري في الشمال فتم الدفع باعداد كبيره من المرتزقه الى حدود اليمن واستمالة قبائل يمنيه الى صف الملكيين والمرتزقه بتاثير الذهب والسلاح مما اتاح للملكيين والمرتزقه ان ينشطوا في مناطق من صعده وحجه والجوف ومارب – بالقرب من حدود السعوديه والجنوب المحتل – منذ اواسط مايو ويونيو 64م وقامت قوة من الملكيين والمرتزقه بقيادة الامير على بن الحسن بمهاجمة قوة من الجمهوريين والمصريين في طريق حجه في بدايه يونيو 64م فدارت معركة انهزم فيها الملكيون والمرتزقه وسقط منهم نحو الف قتيل بينهم الامير على بن الحسن .. كما جرت معركة اخرى – امتدت الى شهر يوليو – في مناطق من محافظة صعده حيث قامت القوات الجمهوريه والمصريه بانزال خسائر فادحه بالملكيين والمرتزقه وقامت الطائرات المصريه بحصد الالوف منهم }} بينما تمركز الامام المخلوع محمد البدر في ( جبل قاره ) ..
وفي يوليو 1964م انعقدت مباحثات عليا بين الجمهوريه العربيه اليمنيه والجمهوريه العربيه المتحده ( مصر عبد الناصر ) وتم في القاهره – يوم 13 يوليو – التوقيع على اتفاقية تنسيق واسع بين البلدين .. كما تم تعزيز القوات المصريه في اليمن بقوات اضافيه مزودة بالدبابات والمصفحات والطائرات بحيث ارتفع عدد القوات المصريه في اليمن من حوالى ( 32000 جندي ) في يونيو ويوليو 64 الى حوالى ( 50000 جندي ) في صيف عام 1964م وقد استبسل الجمهوريون من الجيش والقبائل في الدفاع عن الثورة والجمهوريه مع جيش مصر عبد الناصر واستشهد المئات في الدفاع عن الثوره والجمهوريه كان منهم المناضل الوحدوي الشهيد { محمد مطهر } الذي شارك فى تاسيس تنظيم الضباط الاحرار مع
المناضل الوحدوي الشهيد على عبد المغني وساهم في قيادة الثوره ثم تولى رئاسة هيئة الاركان وقد استشهد محمد مطهر في منطقة ( حرض ) يوم 22 / اغسطس / 1964م .. بينما قامت حملة من القوات الجمهوريه والمصريه بالهجوم على منطقة جبل قاره التى كان الامام المخلوع محمد البدر يتمركز فيها مع عدد كبير من الملكيين والمرتزقه واستمرت الحمله عشرة اسابيع تتوجت بتطهير جبل قاره والمنطقه في 26 سبتمبر 64م ولكن ( البدر ) تمكن من الهرب .. كذلك تم تطهير العديد من مناطق الاطراف ..
وخلال تلك الفتره انعقد مؤتمر القمه العربي الثاني في الاسكندريه ( اوائل سبتمبر 64م ) وقدم وفد الجمهوريه العربيه اليمنيه برئاسة الرئيس عبد الله السلال الادلة والقرائن على التآمر البريطاني ونشاط المرتزقه الدوليين بينما قدم امين عام الجامعه العربيه { عبد الخالق حسونه } مذكرة الى المؤتمر من 9 صفحات استهلها قائلا {{ ان التآمر على الجمهوريه العربيه اليمنيه ومحاولة القضاء عليها اصبحا من السمات البارزه في السياسه البريطانيه ( الخائفه ) على مصير وجودها في الجنوب المحتل }} وقالت المذكره في فقراتها الاخيره {{ لقد بلغ التآمر والعدوان البريطاني على الجمهوريه العربيه اليمنيه حداً بعيداً من الشراسة والضراوه تنفيذاً لمخططها الاستعماري بعيد المدى .. }} [ ص 765 سنوات الغليان ] .. وقد اصدر مؤتمر القمه العربي الذي شاركت فيه السعوديه بطبيعة الحال قراراً بـ {{ مناهضة الاستعمار البريطاني ومساندة حركة التحرر في الجنوب وعمان ، ونادى بضرورة تصفية القواعد الاستعماريه وخاصة قاعدة عدن }} [ ص 196 نجمه فوق سمأ اليمن ]
وفي الوقت الذي تصاعد فيه النضال المسلح للثورة اليمنيه في الجنوب ، واصبح التآمر على النظام الجمهوري للثورة اليمنيه في الشمال من السمات البارزة للسياسة البريطانيه ، انسلخ من صف الجمهوريين ستون شخصاً من السياسيين وصلوا الى قاعدة الاستعمار في عدن خلال شهر ديسمبر 1964م وشكلوا تجمعاً باسم {{ منظمة الشباب اليمني }} كبداية لماسُىّ {{ الاتحاد الشعبي }} او {{ القوه الثالثه }} بزعامة {{ ابراهيم على الوزير }} وقد اتاح الانجليز لاولئك المنسلخين عقد مؤتمرات صحفيه ضد الرئيس السلال والنظام الجمهوري في عدن وبيروت والسعوديه ولكن ذلك الحدث لم يكن بذي بال فقد تلته احداث انقساميه وضعت الثوره والجمهوريه في مفترق طرق
ففي اوائل عام 1965م شهدت الفتره انقسام الصف الجمهوري السياسي في الشمال وظهور تيار جمهوري يناوئ الرئيس السلال والخط الثوري ويدعو الى السلام مع الملكيين والسعوديه وتحسين العلاقه مع الاستعمار البريطاني في الجنوب .
وفي يناير 1965م استقال عدد من الوزراء والمسئولين في حكومة الجمهوريه ومؤسساتها واعلنوا معارضتهم للرئيس السلال ومطالبتهم بحكم شوروي ومجلس شورى وبمصالحة وطنيه مع ملكيين وتحقيق السلام في اليمن .. وكان من ابرز شخصيات ذلك التيار الاستاذ احمد النعمان والاستاذ محمد محمود الزبيري والقاضي عبد الرحمن الارياني وكان الاستاذ النعمان مع الاستاذ الزبيري حين قامت مجموعة ملكيه انطلقت من الجوف باغتيال الزبيري في مطلع شهر ابريل 1965م وقد ساعد ذلك الحادث على التفاف كثير من المشائخ والقبائل والسياسيين والضباط بما في ذلك المنتمين الى ( حزب البعث ) حول النعمان ومطالبتهم بتشكيل حكومه برئاسة النعمان .. الخ .
فاتضح في ابريل 1965م ان صف السياسيين الجمهوريين قد انقسم الى تيارين رئيسيين احدهما {{ تيار جمهوري ثوري }} بزعامة الرئيس السلال وكان من رموز ذلك التيار الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والعقيد عبد الله جزيلان والقاضى عبد السلام صبره والعقيد عبد اللطيف ضيف الله والعميد محمد الاهنومي ( وزير الحربيه ) والاستاذ عبد الغنى مطهر والشيخ مطيع دماج وعشرات ومئات الساسة والضباط الجمهوريين ( الصقور )
اما التيار الاخر فيمكن تسميته {{ تيار جمهوري معتدل }} تزعمه الاستاذ احمد النعمان وكان من ابرز رموزه القاضي عبد الرحمن الارياني – الاستاذ محسن العيني – العميد محمد الرعيني – الاستاذ حسين المقدمي – الشيخ عبد الله الاحمر – الشيخ سنان ابو لحوم – الشيخ عبد اللطيف قائد راجح – الاستاذ محمد الرعدي – الاستاذ محمد الفسيل وعشرات ومئات الشخصيات خاصة من القبائل والمنتمين الى حرب البعث ..
وقد ساعد انقسام صفوف الجمهوريين في الشمال على سقوط منطقة ( حريب ) بيد الملكيين والمرتزقه كما سيطر الملكيون على مناطق من محافظات مارب والجوف وصعده ( في ابريل 1965م ) بينما بلغ انقسام الجمهوريين ذروته وطالب التيار المعتدل بان يتولى النعمان رئاسة الحكومه وهددوا باستعمال القوه ..
وقد استشعر الرئيس جمال عبد الناصر خطورة الموقف في اليمن وكان عبد الناصر شديد الحرص على وحدة الصف الجمهوري ويؤمن بان المعركه العسكريه لاتمثل اى خطوره بينما الانقسام في صف القاده والسياسيين لاسباب شخصيه او حتى فكريه ينعكس على وحدة الشعب ويؤدى الى ضياع الثورة والجمهوريه .. فبعث عبد الناصر ا
وخلال تلك الفتره انعقد مؤتمر القمه العربي الثاني في الاسكندريه ( اوائل سبتمبر 64م ) وقدم وفد الجمهوريه العربيه اليمنيه برئاسة الرئيس عبد الله السلال الادلة والقرائن على التآمر البريطاني ونشاط المرتزقه الدوليين بينما قدم امين عام الجامعه العربيه { عبد الخالق حسونه } مذكرة الى المؤتمر من 9 صفحات استهلها قائلا {{ ان التآمر على الجمهوريه العربيه اليمنيه ومحاولة القضاء عليها اصبحا من السمات البارزه في السياسه البريطانيه ( الخائفه ) على مصير وجودها في الجنوب المحتل }} وقالت المذكره في فقراتها الاخيره {{ لقد بلغ التآمر والعدوان البريطاني على الجمهوريه العربيه اليمنيه حداً بعيداً من الشراسة والضراوه تنفيذاً لمخططها الاستعماري بعيد المدى .. }} [ ص 765 سنوات الغليان ] .. وقد اصدر مؤتمر القمه العربي الذي شاركت فيه السعوديه بطبيعة الحال قراراً بـ {{ مناهضة الاستعمار البريطاني ومساندة حركة التحرر في الجنوب وعمان ، ونادى بضرورة تصفية القواعد الاستعماريه وخاصة قاعدة عدن }} [ ص 196 نجمه فوق سمأ اليمن ]
وفي الوقت الذي تصاعد فيه النضال المسلح للثورة اليمنيه في الجنوب ، واصبح التآمر على النظام الجمهوري للثورة اليمنيه في الشمال من السمات البارزة للسياسة البريطانيه ، انسلخ من صف الجمهوريين ستون شخصاً من السياسيين وصلوا الى قاعدة الاستعمار في عدن خلال شهر ديسمبر 1964م وشكلوا تجمعاً باسم {{ منظمة الشباب اليمني }} كبداية لماسُىّ {{ الاتحاد الشعبي }} او {{ القوه الثالثه }} بزعامة {{ ابراهيم على الوزير }} وقد اتاح الانجليز لاولئك المنسلخين عقد مؤتمرات صحفيه ضد الرئيس السلال والنظام الجمهوري في عدن وبيروت والسعوديه ولكن ذلك الحدث لم يكن بذي بال فقد تلته احداث انقساميه وضعت الثوره والجمهوريه في مفترق طرق
ففي اوائل عام 1965م شهدت الفتره انقسام الصف الجمهوري السياسي في الشمال وظهور تيار جمهوري يناوئ الرئيس السلال والخط الثوري ويدعو الى السلام مع الملكيين والسعوديه وتحسين العلاقه مع الاستعمار البريطاني في الجنوب .
وفي يناير 1965م استقال عدد من الوزراء والمسئولين في حكومة الجمهوريه ومؤسساتها واعلنوا معارضتهم للرئيس السلال ومطالبتهم بحكم شوروي ومجلس شورى وبمصالحة وطنيه مع ملكيين وتحقيق السلام في اليمن .. وكان من ابرز شخصيات ذلك التيار الاستاذ احمد النعمان والاستاذ محمد محمود الزبيري والقاضي عبد الرحمن الارياني وكان الاستاذ النعمان مع الاستاذ الزبيري حين قامت مجموعة ملكيه انطلقت من الجوف باغتيال الزبيري في مطلع شهر ابريل 1965م وقد ساعد ذلك الحادث على التفاف كثير من المشائخ والقبائل والسياسيين والضباط بما في ذلك المنتمين الى ( حزب البعث ) حول النعمان ومطالبتهم بتشكيل حكومه برئاسة النعمان .. الخ .
فاتضح في ابريل 1965م ان صف السياسيين الجمهوريين قد انقسم الى تيارين رئيسيين احدهما {{ تيار جمهوري ثوري }} بزعامة الرئيس السلال وكان من رموز ذلك التيار الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والعقيد عبد الله جزيلان والقاضى عبد السلام صبره والعقيد عبد اللطيف ضيف الله والعميد محمد الاهنومي ( وزير الحربيه ) والاستاذ عبد الغنى مطهر والشيخ مطيع دماج وعشرات ومئات الساسة والضباط الجمهوريين ( الصقور )
اما التيار الاخر فيمكن تسميته {{ تيار جمهوري معتدل }} تزعمه الاستاذ احمد النعمان وكان من ابرز رموزه القاضي عبد الرحمن الارياني – الاستاذ محسن العيني – العميد محمد الرعيني – الاستاذ حسين المقدمي – الشيخ عبد الله الاحمر – الشيخ سنان ابو لحوم – الشيخ عبد اللطيف قائد راجح – الاستاذ محمد الرعدي – الاستاذ محمد الفسيل وعشرات ومئات الشخصيات خاصة من القبائل والمنتمين الى حرب البعث ..
وقد ساعد انقسام صفوف الجمهوريين في الشمال على سقوط منطقة ( حريب ) بيد الملكيين والمرتزقه كما سيطر الملكيون على مناطق من محافظات مارب والجوف وصعده ( في ابريل 1965م ) بينما بلغ انقسام الجمهوريين ذروته وطالب التيار المعتدل بان يتولى النعمان رئاسة الحكومه وهددوا باستعمال القوه ..
وقد استشعر الرئيس جمال عبد الناصر خطورة الموقف في اليمن وكان عبد الناصر شديد الحرص على وحدة الصف الجمهوري ويؤمن بان المعركه العسكريه لاتمثل اى خطوره بينما الانقسام في صف القاده والسياسيين لاسباب شخصيه او حتى فكريه ينعكس على وحدة الشعب ويؤدى الى ضياع الثورة والجمهوريه .. فبعث عبد الناصر ا
لى صنعاء المشير عبد الحكيم عامر وانور السادات لبحث الموقف ..
وقد القى عبد الحكيم عامر خطاباً هاماً في صنعاء يوم 15 – ابريل – 1965م قال فيه {{ ان القوات العربيه المشتركه على استعداد تام لسحق كل محاولة لتعكير صفو السلام في الجمهوريه العربيه اليمنيه .. ان الجمهوريه قامت لتبقى وتعيش ولن يعود آل حميد الدين الى اليمن مطلقاً .. ان الجمهوريه قوية وثابته وحكومتها تسير لتحقيق اهداف الشعب وتعمل لتشكيل مجلس الشورى الذي سيجمع ابطال اليمن ومشايخها وقادتها في حكم ديموقراطي . }} –[ انتهى ]-
وقد اجرى عبد الحكيم عامر والسادات مباحثات مع الرئيس السلال ورئيس الوزراء حسن العمري ومع شخصيات التيار ( المعتدل ) الذي يتزعمه احمد النعمان .. وعاد الى القاهره .
وحرصا على وحدة الصف الجمهوري قام الرئيس السلال بتكليف الاستاذ احمد النعمان بتشكيل حكومة جديده ( في 20 – ابريل ) وقام النعمان بتشكيل الحكومه في 21 – ابريل –
مثلت حكومة النعمان التى تم تشكيلها في 21 / 4 / 65م خط {{ التيار الجمهوري المعتدل }} حيث خلت الحكومه من رموز التيار الجمهوري الثوري الذين كانوا في الحكومة السابقه امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – محمد الاهنومي – حمود الجائفي – عبد القوى حاميم – عبد السلام صبره – عبد الغني مطهر - } كذلك لم تضم حكومة النعمان وزيراً لشئون الجنوب اليمني لان النعمان {{ كان يسعى لتحسين العلاقه مع الانجليز }}
ولكن { التيار الجمهوري الثوري } كان محتفظان برئاسة الجمهوريه والقياده العامه للقوات المسلحه ( السلال ) وقد تم تشكيل مجلس جمهوري برئاسة السلال وعضوية العمري ومحمد على عثمان ثم استقال العضوان وحل محلهما القاضي عبد الرحمن الارياني ونعمان بن قائد ( 12 مايو )
وفي الفتره من 2 – 5 مايو انعقد مؤتمر خمر الذي صدرت عنه قرارات جيده واهتم بموضوع المصالحه والسلام .. وفي 15 مايو غادر صنعاء وفد برئاسة القاضي الارياني ومحسن العيني ولجان من المؤتمر لشرح قرارات المؤتمر والبحث عن التعاون لتحقيق السلام .. ثم اعلن النعمان في 17 يونيو ان الملك فيصل وافق على استقبال وفد لبحث القضيه اليمنيه .. ولكن اتصالات النعمان وبعض اطراف ذلك التيار باسم المصالحه مع الملكيين والسلام ومع السعوديه وتحسين العلاقه مع الانجليز .. كان لها اثار سلبيه خطيره فقد استغل الملكيون والمرتزقه تلك الاجواء فاحتلوا منطقة صرواح ( مايو 65م ) ثم سيطروا على منطقة القفله ( يونيو ) وشنوا هجمات تم صدها على منطقة حرض وطريق صعده وطريق الحزم – صنعاء – ولكنهم تمكنوا من الانتشار ثم سيطروا على مارب .
وبسبب تلك المخاطر قام الرئيس السلال بتشكيل مجلس اعلى للقوات المسلحه في 27 يونيو وارسل القرار لاذاعته في الاذاعه .. فاحتج النعمان على تشكيل المجلس ( بدون استشارته ) وعلى اذاعة القرار .. مما ادى الى مضاعفة بعض شكوك السلال فيما حصل ويحصل من اتصالات وانكسارات فاصدر السلال تعليمات الى حرسه الخاص باعتقال النعمان فتوسط السفير المصري فالغى السلال امر الاعتقال على ان يغادر النعمان اليمن الى القاهره وقام السلال ( في 6 يوليو ) بتشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري ( 18 – يوليو ) ضمت العديد من رموز التيار الثورى الجمهوري امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – عبد السلام صبره – محمد الاهنوم } كما ضمت وزيراً لشئون الجنوب المحتل
بينما انشق من الصف الجمهوري وتوجه الى مستعمرة عدن –( في يوليو 1965م )- مائتان وخمسون شخصا من السياسيين والمشائخ والمنتمين الى حزب البعث –[ وكان من ابرزهم سنان ابو لحوم – حسين المقدمي – محمد الرعدي – محمد الفسيل – وعشرات المشائخ ]- ثم توجهوا من عدن الى السعوديه في ( 23 يوليو ) بينما توجه الفسيل الى بيروت .. وشنوا من عدن والسعوديه وبيروت حملات ضد السلال والنظام الجمهوري وضد مساندة مصر عبد الناصر للثورة والجمهوريه .
وفي 13 – اغسطس 65م عقد المنشقون والملكيون والقوه الثالثه اتفاقية الطائف التى نصت على قيام {{ دوله اسلاميه }} بدلان من النظام الجمهوري .. وبذلك تعرضت الثوره اليمنيه لخطر اجهاضها من خلال مؤتمر واتفاقية الطائف بين { ملكيين وجمهوريين من التيار الجمهوري المعتدل } والذي كان على اساس قيام { دولة اليمن الاسلاميه } بدلا عن الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقد ادى اعلان اتفاق الطائف ومشروع الدوله الاسلاميه ( في 13 / اغسطس ) الى عقد اجتماع في الاسكندريه بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السلال بمشاركة شخصيات من التيار الجمهوري المعتدل [ منهم الارياني والعيني ونعمان ] ومن التيار الجمهورى الثوري وذلك في ( 18 – اغسطس ) .. ثم توجه عبد الناصر الى جده واجرى مباحثات مع الملك فيصل ( 22 – 24 / اغسطس ) اسفرت عن توقيع اتفاق جده بشان اليمن بين عبد الناصر وفيصل والذي كانت اهم بنوده {{ ان الشعب اليمني هو الذي يقرر ويؤكد نوع الحكم الذي يرتضيه لنفسه وذلك في استفتاء شعبي عام .. }} وان {{ يعقد مؤتمر وطني في مدي
وقد القى عبد الحكيم عامر خطاباً هاماً في صنعاء يوم 15 – ابريل – 1965م قال فيه {{ ان القوات العربيه المشتركه على استعداد تام لسحق كل محاولة لتعكير صفو السلام في الجمهوريه العربيه اليمنيه .. ان الجمهوريه قامت لتبقى وتعيش ولن يعود آل حميد الدين الى اليمن مطلقاً .. ان الجمهوريه قوية وثابته وحكومتها تسير لتحقيق اهداف الشعب وتعمل لتشكيل مجلس الشورى الذي سيجمع ابطال اليمن ومشايخها وقادتها في حكم ديموقراطي . }} –[ انتهى ]-
وقد اجرى عبد الحكيم عامر والسادات مباحثات مع الرئيس السلال ورئيس الوزراء حسن العمري ومع شخصيات التيار ( المعتدل ) الذي يتزعمه احمد النعمان .. وعاد الى القاهره .
وحرصا على وحدة الصف الجمهوري قام الرئيس السلال بتكليف الاستاذ احمد النعمان بتشكيل حكومة جديده ( في 20 – ابريل ) وقام النعمان بتشكيل الحكومه في 21 – ابريل –
مثلت حكومة النعمان التى تم تشكيلها في 21 / 4 / 65م خط {{ التيار الجمهوري المعتدل }} حيث خلت الحكومه من رموز التيار الجمهوري الثوري الذين كانوا في الحكومة السابقه امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – محمد الاهنومي – حمود الجائفي – عبد القوى حاميم – عبد السلام صبره – عبد الغني مطهر - } كذلك لم تضم حكومة النعمان وزيراً لشئون الجنوب اليمني لان النعمان {{ كان يسعى لتحسين العلاقه مع الانجليز }}
ولكن { التيار الجمهوري الثوري } كان محتفظان برئاسة الجمهوريه والقياده العامه للقوات المسلحه ( السلال ) وقد تم تشكيل مجلس جمهوري برئاسة السلال وعضوية العمري ومحمد على عثمان ثم استقال العضوان وحل محلهما القاضي عبد الرحمن الارياني ونعمان بن قائد ( 12 مايو )
وفي الفتره من 2 – 5 مايو انعقد مؤتمر خمر الذي صدرت عنه قرارات جيده واهتم بموضوع المصالحه والسلام .. وفي 15 مايو غادر صنعاء وفد برئاسة القاضي الارياني ومحسن العيني ولجان من المؤتمر لشرح قرارات المؤتمر والبحث عن التعاون لتحقيق السلام .. ثم اعلن النعمان في 17 يونيو ان الملك فيصل وافق على استقبال وفد لبحث القضيه اليمنيه .. ولكن اتصالات النعمان وبعض اطراف ذلك التيار باسم المصالحه مع الملكيين والسلام ومع السعوديه وتحسين العلاقه مع الانجليز .. كان لها اثار سلبيه خطيره فقد استغل الملكيون والمرتزقه تلك الاجواء فاحتلوا منطقة صرواح ( مايو 65م ) ثم سيطروا على منطقة القفله ( يونيو ) وشنوا هجمات تم صدها على منطقة حرض وطريق صعده وطريق الحزم – صنعاء – ولكنهم تمكنوا من الانتشار ثم سيطروا على مارب .
وبسبب تلك المخاطر قام الرئيس السلال بتشكيل مجلس اعلى للقوات المسلحه في 27 يونيو وارسل القرار لاذاعته في الاذاعه .. فاحتج النعمان على تشكيل المجلس ( بدون استشارته ) وعلى اذاعة القرار .. مما ادى الى مضاعفة بعض شكوك السلال فيما حصل ويحصل من اتصالات وانكسارات فاصدر السلال تعليمات الى حرسه الخاص باعتقال النعمان فتوسط السفير المصري فالغى السلال امر الاعتقال على ان يغادر النعمان اليمن الى القاهره وقام السلال ( في 6 يوليو ) بتشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري ( 18 – يوليو ) ضمت العديد من رموز التيار الثورى الجمهوري امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – عبد السلام صبره – محمد الاهنوم } كما ضمت وزيراً لشئون الجنوب المحتل
بينما انشق من الصف الجمهوري وتوجه الى مستعمرة عدن –( في يوليو 1965م )- مائتان وخمسون شخصا من السياسيين والمشائخ والمنتمين الى حزب البعث –[ وكان من ابرزهم سنان ابو لحوم – حسين المقدمي – محمد الرعدي – محمد الفسيل – وعشرات المشائخ ]- ثم توجهوا من عدن الى السعوديه في ( 23 يوليو ) بينما توجه الفسيل الى بيروت .. وشنوا من عدن والسعوديه وبيروت حملات ضد السلال والنظام الجمهوري وضد مساندة مصر عبد الناصر للثورة والجمهوريه .
وفي 13 – اغسطس 65م عقد المنشقون والملكيون والقوه الثالثه اتفاقية الطائف التى نصت على قيام {{ دوله اسلاميه }} بدلان من النظام الجمهوري .. وبذلك تعرضت الثوره اليمنيه لخطر اجهاضها من خلال مؤتمر واتفاقية الطائف بين { ملكيين وجمهوريين من التيار الجمهوري المعتدل } والذي كان على اساس قيام { دولة اليمن الاسلاميه } بدلا عن الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقد ادى اعلان اتفاق الطائف ومشروع الدوله الاسلاميه ( في 13 / اغسطس ) الى عقد اجتماع في الاسكندريه بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السلال بمشاركة شخصيات من التيار الجمهوري المعتدل [ منهم الارياني والعيني ونعمان ] ومن التيار الجمهورى الثوري وذلك في ( 18 – اغسطس ) .. ثم توجه عبد الناصر الى جده واجرى مباحثات مع الملك فيصل ( 22 – 24 / اغسطس ) اسفرت عن توقيع اتفاق جده بشان اليمن بين عبد الناصر وفيصل والذي كانت اهم بنوده {{ ان الشعب اليمني هو الذي يقرر ويؤكد نوع الحكم الذي يرتضيه لنفسه وذلك في استفتاء شعبي عام .. }} وان {{ يعقد مؤتمر وطني في مدي