اليمن_تاريخ_وثقافة
10.5K subscribers
141K photos
348 videos
2.17K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
بير خشبة تمار جبل حبشي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#اليمن_تاريخ_وثقافة
#الهمداني اول من قرأ النقوش السبئيه

محمد #الأسعد

حتى وقت قريب، وربما إلى زمن أبعد، ظلت فكرة التنقيب الأثري والبحث في آثار أمم الماضي مختلطة في ذهن العربي بعامة بالبحث عن الكنوز المخبوءة، وحل طلاسم وضعها القدماء لحماية كنوزهم، ورغم أن المستعرب الروسي "كراتشكوفسكي" أنصف المؤرخ الهمداني، وقال عنه إنه كان أول عالم آثار عربي قارئ للنصوص اليمانية القديمة المكتوبة بخط المسند، إلا أن الهمداني كما يبدو كان بدعة لم يقيض لها أن تشيع طيلة الألفية العربية الغاربة . وظلتْ النظرة إلى آثار الماضي بوصفها كنزاً يُنهب وثروة محلوماً بها، طاغية حتى العصور الحديثة . ومنذ وقت مبكر لاحظ الهمداني هذه الظاهرة، فكتب في كتابه "الإكليل" الجزء الثامن، ما يلي: "وبالجوف سوى براقش ومعين والبيضاء والسوداء مأثرتان فيهما آثار عجيبة، وقصور أخرى خربة بين الجوف ومأرب يعدّن الناسُ فيها الذهب القبوري، ودنانيرهم عليها صور" . وفي مكان آخر من "الإكليل" يشير إلى ما رواهُ ابن لهيعة عن يحيى بن سنان الذي أخبره أن جده كان على اليمن، وكان ينبش قبور الجاهلية فيستخرج منها الأموال . 
المدهش أن النظر إلى الآثار من هذه الزاوية ظل كما يبدو يتحكم في السلوك والرؤية طيلة القرون اللاحقة، رغم توافد المنقبين الغربيين بمعاولهم منذ القرن التاسع عشر، وتبلور بدايات علم الآثار الحديث، إلى درجة أن ما لاحظه الهمداني، في جنوبي الجزيرة العربية مثلاً، يتطابق مع ما سيلاحظه معاصر قريب العهد بنا هو "فؤاد حمزة" خلال رحلته الاستطلاعية في منطقة عسير وصولاً إلى نجران في خمسينيات القرن العشرين . ذكر "فؤاد حمزة" في كتابه "في بلاد عسير" أن "هناك مواقع شتى وجدوا فيها آثار فخار وآثار عملة ذهبية وتماثيل صغيرة معدنية كانوا يأخذونها ويبيعونها في صعدة، وتوجد أماكن فيها حجارة عليها كتابة قديمة لا يعلمون ما هي" .
غياب المغزى التاريخي أو القيمة الحضارية للآثار القديمة أمرٌ لافتٌ للنظر، ولكن الأسوأ بالطبع شيوع صورة سلبية عن عمليات التنقيب، وهي عمليات لا تتجاوز في نظر بعض الناس نبش المدافن وسرقة الذهب المكنوز . وجاء في سيرة أحد سلاطين عرب شرقي إفريقيا قولهم إنه رفض بإباء عضوية جمعية آثار بريطانية بحجة أنه لا يشرفه أن يكون عضواً في جمعية نابشي القبور واللصوص الباحثين عن الكنوز .
ولم يكن هذا السلطان وحيداً في رؤيته هذه، فقد سبق لابن خلدون في مقدمته الشهيرة أن اعتبر ابتغاء الأموال من الدفائن والكنوز ليس بالمعاش الطبيعي، وتحدث في الفصل الرابع من مقدمته بإسهاب عن هذه الظاهرة التي كانت شائعة في تلك الأزمنة، وقد اختلطتْ فيها الممارسات السحرية بالوقائع .
يقول ابن خلدون: "إن كثيراً من ضعفاء العقول يحرصون على استخراج الأموال من تحت الأرض، ويبتغون الكسب من ذلك، ويعتقدون أن أموال الأمم السالفة مختزنة كلها تحت الأرض مختوم عليها كلها بطلاسم سحرية لا يفضّ ختامها ذاك إلا من عثر على علمه، واستحضر ما يحله من البخور والدعاء والقربان" . 
ويمضي ابن خلدون إلى القول: "إن أهل الأمصار في إفريقيا يرون أن الافرنجة الذين كانوا قبل الإسلام بها دفنوا أموالهم كذلك، وأودعوها في الصحف بالكتاب إلى أن يجدوا السبيل إلى استخراجها، وأهل الأمصار بالمشرق يرون مثل ذلك في أمم القبط والروم والفرس، ويتناقلون في ذلك أحاديث تشبه حديث خرافة" .
لم يكن ابن خلدون ينكر، في نقده لهذا التعيش على خرافات الكنوز المخبوءة، وجود أمثال هذه الكنوز، بل كان ينكر أن يكون الأمر متعلقاً بطلاسم وسحر وممارسات من هذا النوع . فأمثال هذه الدفائن موجودة لأسباب طبيعية مصدرها عادات من تقدم من أهل هذه الدول، مثل المصريين القدماء (القبط بتعبيره وهو الأصح) الذين كان موتاهم يدفنون بما لديهم من الذهب والفضة والجوهر واللآلئ، فلما ملك الفرس بلادهم نقروا على ذلك في قبورهم، وكذلك فعل اليونانيون من بعدهم، فصارت قبورهم مظنة لذلك . وما العثور على هذا إلا بالاتفاق لا بالعقاقير والبخورات لحل الطلاسم .
ابن خلدون كان ينتقد الجانب الخرافي الذي رسّخ في الأذهان أن طلب آثار الماضي يتم بوسائل سحرية، ولكن هذا النقد العقلاني لم يستطع القضاء، لا على شيوع أنباء الكنوز المخبوءة ولا على طريقة استخراجها بفك الطلاسم، فحتى في العصور الحديثة لا تزال تتواتر ملحوظات متعددة المصادر عن استمرارية شيوع هذه النظرة التي شهدتها إسبانيا بعد إخراج العرب منها في القرن السادس عشر، وإشاعة أسطورة الكنوز العربية المخبوءة، والتي شهدتها بلدان عربية عدة شاعت فيها أسطورة الكنوز التركية المخبوءة بعد رحيل الأتراك . وحتى اليوم ما زال الناس في الأردن يتناقلون أخبار استدعاء أصحاب النفوذ سحرة من المغرب للعمل على حل طلاسم الكنوز الخفية والكشف عن أماكنها، تماماً كما كان عليه الحال قبل قرون عدة حسب رواية ابن خلدون في نقده لهذه النزعة . 
يروي "جيوفري بيبي"، أحد المنقبين عن الآثار في سواحل الخليج في خمسينيات القرن الماض
ي، أنه حين استخرج سلطانية مغطاة من موقع تنقيب، سأل عدداً من شبان البدو المتجمعين حول الموقع: "ماذا تظنون يوجد تحت هذا الغطاء . . هل يوجد جني؟ فقال أحدهم . . سيكون هناك ذهب إن شاء الله" . 
الذهب، أو البحث عن الذهب، هو ما رآه العربي مبرراً لجهود العلماء، سواء كانوا عرباً أو أجانب . وهؤلاء من جانبهم كانوا يجدون صعوبة في إقناع الفضوليين أنهم إنما يبحثون عن تماثيل ونقوش وأحجار تمنحهم علماً بأناس الماضي، وأن الذهب ليس غايتهم .
ويرسم الرحالة "بوركهارت"، مكتشف البتراء في العام 1809 ، وصفاً لعقلية الباحثين عن الدفائن والخرافات الشائعة في أوساطهم، وهي ذاتها العقلية التي انتقدها ابن خلدون قبل قرون خلت، فيقول آسفاً: "إن فكرة الكنوز الدفينة في المباني القديمة لا تزال راسخة عميقاً في أذهان العرب والأتراك، فهم لا يكتفون بمراقبة كل خطوة يقوم بها المسافر، بل يعتقدون أنه يكفي الساحر الحقيقي رؤية وتفحص الأماكن التي أخفيت فيها الكنوز، التي يعتقدون أن له علماً مسبقاً بها في مطالعته الكتب القديمة، تلك التي وضعها الكفار الذين أقاموا في هذه الأماكن، كي يصبح قادراً على إصدار أمرٍ متى شاء إلى الجني حارس الكنز بإحضاره بين يديه" . 
بالطبع لم تعد هذه الرؤية هي ذاتها رؤية علماء الآثار العرب، إلا أن اللافت للنظر أن قلة من هؤلاء العلماء، وقلة من الحكومات العربية الراهنة، ترى في الآثار شيئاً آخر غير الكنوز المخبوءة وأساطيرها، أما الأغلبية فقد انتقلت إلى رؤية معاصرة تسودها الطرافة، حيث لا ترى هذه الأغلبية، وأنصارها من موظفي الحكومات الراهنة، في الآثار سوى وسيلة جذب سياحية . وجاء التعبير عن هذه الحالة التي تشبه فكاهة سوداء ما فعله موظف آثار عربي في خمسينيات القرن الماضي . ذهب هذا الموظف مرافقاً للفيفة نحاسية من لفائف البحر الميت إلى إحدى الجامعات البريطانية ليصار إلى فكها وقراءة نقوشها . وما أن تمت العملية التي لا تملك بلده خبرة في إجرائها وقراءة نقوشها، حتى سارع هذا الموظف فأبرق إلى حكومته بخبر حل رموز اللفيفة مبتهجاً، وقائلاً إنها ستؤدي إلى ازدهار السياحة في بلده، بينما كانت تصدر عن قراء اللفيفة برقيات تتحدث عن اكتشاف تاريخي مذهل لأصول الديانة المسيحية . 
صحيح أن عقلية البحث عن الكنوز تراجعت إلى الظل، ولكن بروز العقلية السياحية لا تختلف في نتائجها عن تلك القديمة؛ طمس أي اهتمام بالآثار يفيد في دراسة التاريخ والأصول والمنابع وأحوال المجتمعات البشرية في ماضيها دراسة علمية، وهي مجالات لا تزال بالنسبة للعربي سديماً معتماً لا يجد له مكاناً فيه ولا رأياً .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#اليمن_تاريخ_وثقافة
#تاريخ_اليمن_القديم
المصادر البدايات

ينقسم تاريخ اليمن القديم لليمن لثلاث مراحل الأولى مرحلة مملكة سبأ والثانية فترة الدول المستقلة وهي مملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معينوالثالثة عصر مملكة حمير وهو آخر أدوار التاريخ القديم. مرت البلاد بعدة أطر من ناحية الفكر الديني بداية بتعدد الآلهة إلى توحيدها من قبل الحميريين. وشهدت البلاد تواجداً يهودياً منذ القرن الثاني للميلاد.

أغلب مصادر تاريخ اليمن القديم هي كتابات خط المسند بدرجة أولى تليها الكتابات اليونانية. أما كتابات النسابة والإخباريين بعد الإسلام فهي مصادر مهمة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل لعدم قدرتهم قراءة خط المسند وإتساع الهوة الزمنية بينهم وبين مملكة سبأ.

كان لليمنيين القدماء نظام زراعي متطور وعرفوا ببناء السدود الصغيرة في كل واد وأشهر السدود اليمنية القديمة سد مأربوازدهرت تجارتهم وكونوا محطات وممالك صغيرة منتشرة في أرجاء الجزيرة العربية مهمتها حماية القوافل. أسسوا إحدى أهم ممالك العالم القديم المعروفة باسم ممالك القوافل وعرفت بلادهم باسم بلاد العرب السعيدة في كتابات المؤرخين الكلاسيكية.

النقوش المسندية

كان للنمساويين الصدارة في دراسة النصوص اليمنية القديمة وأشهر هولاء المستشرق إدوارد جلازر الذي جمع خلال زياراته الثلاث إلى اليمن حوالي 1032 نقشا قديما. وبالتعاون مع صديقه الفرنسي جوزيف هاليفي الذي درس وحده 800 نقش في القرن التاسع عشر ودخل اليمن وتجول بأرجائها كيهودي متسول ليقي نفسه تحرشات القبائل.

كانت هناك محاولات متواضعة من مستشرقين إيطاليين ودنماركيين في القرن السادس العشر إلا أنها لم تكن مثمرة. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ عدد من الباحثين المصريين والسوريين “كشيخ الآثريين” أحمد فخري، وله كتابان عن اليمن وتاريخها القديم، بزيارة اليمن والمشاركة في أعمال التنقيب والحفريات. أما أول أمريكي يزور اليمن فكان الباحث ويندل فيليبس وعدد آخر من الباحثين مثل ألبرايت وألبيرت جامه. ثم كان كتاب المؤرخ العراقي الراحل جواد علي المعنون المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام وفيه أبدى الدكتور جواد رأيه في كثير من المسائل وأطروحات المستشرقين فلم يكن متوافقا معهم كليا ولا مجرد ناقل بل تناول كتابتهم وكتابات المؤرخين العرب بالنقد والتمحيص كذلك، فهي أبحاث علمية تحتمل الخطأ والصواب.

في عام 1987 قام الباحث الألماني ويرنر دوم بزيارة اليمن وتأليف كتاب “اليمن: ثلاثة آلاف سنة من الفن والحضارة في العربية السعيدة”، تطرق فيها الكاتب لأبحاث حديثة حول تاريخ الفنون والتماثيل والمعتقدات الدينية. المكتشف من نصوص خط المسند يمثل نسبة ضئيلة للغاية من تاريخ سبأ واليمن بشكل عام، والدراسات قليلة وغير وافية ومعظم النقوش نُسخ من قبل سياح ومستشرقين دخلوا اليمن متنكرين خوفاً على حياتهم ولم تتوفر لهم فرصة لدراسة النصوص والمعابد بشكل دقيق. فضلاً أن كل المُكتشف الذي تم دراسته عثر عليه على ظاهر الأرض، وما تحتها يتجاوز ذلك. هذه معوقات لا تسمح بتكوين صورة دقيقة ومكتملة عن التطور السياسي للسبئيين وهو ما فتح بابا للجدال واختلاف الآراء والتفسيرات حول دلالات المُكتشف من النصوص. وللأسف فإن الأبحاث الآثارية الحديثة في اليمن تتعرض لمضايقات وعرقلة بسبب الاضطرابات السياسية المتواصلة.

ضعف الأخباريين

لاحظ الباحثين في العصر الحديث أن الموارد الإسلامية تحتوي شيئاً من الصحة عن التاريخ العربي قبل الإسلام ماتعلق الأمر بالقرن السادس الميلادي على أكثر تقدير. كان المؤرخون المسلمون يعتمدون على الشعر لإثبات حوادث تاريخية فيزعمون أن ملكاً أو فارساً أنشد شعراً في موقعة ما وبذلك تكون الفكرة التي أرادوا إيصالها مثبتة تاريخياً في نظرهم، ووصل بهم الأمر إلى نسب أبيات شعرية إلى آدم بل إبليس نفسه. وحتى إن نقلوا من مصادر مدونة فإنهم يقحمون آرائهم وينقلون عنها من منطلق الواعظ والناصح. لذلك اختلف المؤرخين المسلمين عن اليونان والبيزنطيين كثيراً، فكتابات اليونان وإن عابتها توجهات سياسية إلا أنها أكثر موثوقية.

وعلى هذا فإن قصص الإخباريين والنسابة ضعيفة ما تعلق الأمر بالتاريخ العربي قبل الإسلام عموماً والتاريخ اليمني بشكل خاص لأن اليمنيين كانوا يدونون بخط المسند وذكروا في كتابات اليونان والبيزنطة ومع ذلك لم يكلف النسابة والإخباريين أنفسهم الرجوع لتلك المصادر باستثناء قليل منهم كان على إطلاع على كتابات السريان. وقد تنبه مؤرخون مسلمون في عصور لاحقة لذلك وانتقدوا أساليب من سبقهم مثل ابن خلدون. ولكن من بين الإخباريين الذين بذلوا جهداً معقولاً في هذا الجانب كان المؤرخ والجغرافي اليمني أبو محمد الهمداني مؤلف صفة جزيرة العرب، إذ كان من القلائل الذين حاولوا قراءة نصوص المسند على الأقل وقد زار المواقع الأثرية بنفسه ودون ما رآه وهو مجهود لم يفعله أحد من المؤرخين المسلمين. ولكنه مع ذلك وقع في أخطاء فادحة.

الحضارات القديمة

ليس
من الواضح ما إذا كانت هذه الحضارات القديمة منبثقة من حضارات بدائية قامت في العصر البرونزي (امتدادا للعصور الحجرية) في اليمن أم أنهم نازحين من مناطق أخرى خلال العصر الحديدي. البعض يعتقد أن السبئيين وغيرهم كانوا امتدادا لحضارات بدائية قديمة جدا قامت في اليمن، إلا أن الارتباط اللغوي للعرب الجنوبيين مع الكنعانيين بالذات يرجح نزوحهم إلى الجنوب على رأي علماء المدرسة الألمانية القديمة. وتبقى هذه مجرد نظرية، فسبب النزوح إن حدث فعلا لا يزال غير معروف. أكتشفت كتابة مصرية عن تلقي تحتمس الثالث هدايا من يمنيين في القرن الخامس العشر قبل الميلاد، وهذه الهدايا كانت بخورا مما يدل على قدم سيطرة اليمنيين على مناطق إنتاج البخور ويضعف فرضية النزوح في العصر الحديدي. كشفت أبحاث قصيرة في عام 2001 عن وجود حضارة زراعية تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.

التوراة ذكرت ما يٌفترض أنه نسب سبأ ثلاث مرات مختلفة فذكر سبأ من نسل الشخصية التوراتية إبراهيم من ولد اسمه “قيشان” كان شقيقاً لمدين الذي أنجب ديدان. وذكرت التوراة كذلك أن السبئيين كانوا يغيرون على أيوب ويسرقون بقره ويقتلون الأطفال وهي تعطي دلالة أن عدداً من السبئيين كان بدوياً ويغير على المزارعين في مواقع قريبة من اليهود. وذكرت التوراة أيضا سبأ أخرى شقيقة لحضرموت ومن أبناء يقطان بن عابر وهو الادعاء الذي تمسك به النسابة والإخباريون الذين ظهروا بعد الإسلام. وأنهم كانوا يسكنون “ميشع” ونزحوا إلى “سفار”، ويعتقد الباحثون أن المقصود بسفار عند اليهود هو ظفار يريم. وذكروا سبأ من نسل كوش وهي إشارة لشرق أفريقيا. إن أثبت هذا التعدد شيئاً، فهو امتداد نفوذ السبئيين إلى عدة مناطق، وتعدد المناطق التي قدمت منها القوافل السبئية خلط الأمور على اليهود.

التبادل التجاري

كان التبادل التجاري مبلغ علم العبرانيين فلا يوجد في كتبهم سوى أن السبئيين كانوا أثرياء وتجار بخور ولبان وأحجار كريمة. المهم في هذه الكتابات اليهودية هو توصيفها لحال الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية. وقد وجدت كتابات تصف وضعا مشابها في كتابات اليونانيين والرومان. كانت الكتابات اليونانية في البداية مبالغا فيها ويشوبها عنصر الأسطورة ولكنها تحسنت بعد الاتصال المباشر لليونانيين باليمنيين القدماء. زيادة أطماع اليونان السياسية كانت دافعا لهم لدراسة الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية، ودراسة مواطن ضعفه حتى أنهم خزنوا ما كتبوه عن اليمن القديم في خزانة مكتبة الإسكندرية واعتبروه من أسرار الدولة التي لا يطلع عليها العامة.

أما الوارد بشأن جرهم وإسماعيل فهي قصص متأثرة بتراث ديني والتأكد منها من ناحية الآثار يكاد يكون مستحيلا. ورد اسم قحطان ولكن في كتابات مسندية متأخرة للغاية عن القرن الثاني عشر أو التاسع قبل الميلاد ولم تكن بالصورة التي صورها الإخباريون، فقد جاء ذكر قحطن كاسم أرض تابعة لأحد ملوك كندة. رغم أن عدد النقوش والآثار المكتشفة يتجاوز العشرة آلاف نقش، إلا أن الباحثين يعتقدون أن ما تحت الأنقاض يتجاوز ذلك بكثير.

العصر الحجري

وجدت شواهد لقبور ميغاليث تعود إلى العصر الحجري القديم ولا زالت الدراسات بشأن تاريخ اليمن القديم في بداياتها فكثير من الأمور لا تزال غامضة. بدأت تظهر علامات على تحضر في أواسط الألفية الثانية قبل الميلاد في منطقة صبر تحديدا تعود إلى العصر البرونزي وتسبق الممالك الخمس المعروفة. حيث وجدت أطلال لمدينة قديمة ولها أسواق ومباني صغيرة وحفر تقود إلى مخابئ لتخزين الأمتعة الثمينة ولا زالت الأبحاث جارية حول هذه الحضارة الصغيرة من قبل مختصين ألمان. لم تجر أبحاث حول الحضارات الأصلية التي انبثقت عنها الممالك الأربع
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM