#اليمن_تاريخ_وثقافة
«جبلة» اليمنية .. جمال طبيعة وعراقة تاريخ
تعد مدينة جبلة اليمنية الواقعة غرب مركز محافظة إب بحوالي سبعة كيلومترات من المآثر التاريخية التي يقصدها السياح من داخل اليمن وخارجه، لما لها من دلالة تاريخية ارتبطت بأهم مرحلة من مراحل ازدهار الحضارة الإسلامية في اليمن كما تشهد على ذلك المآثر التاريخية التي مازالت شاخصة حتى اليوم تجذب السائح إليها.
جبلة، سميت بهذا الاسم حسب ما تذكره المصادر التاريخية نسبة إلى رجل برع في الصناعات الحرفية القديمة التي كان يمارسها في تلك المدينة قبل أن تتحول إلى أشهر مدن اليمن منذ منتصف القرن الخامس الهجري عندما اتخذها مؤسس الدولة الصليحية عبدالله بن محمد الصليحي عاصمة لدولته ابتداء من العام 458 هجرية التي دامت أكثر من 90 عاما،
تمكن خلالها أمراء الدولة الصليحية من تحويلها إلى مركز حضري وديني وعلمي خاصة في عهد الملكة أروى بنت احمد التي أنشئت في عهدها أهم المعالم التاريخية. وتتميز جبلة بالجمع بين المعالم التاريخية والموقع الجغرافي، فهي تقع في منطقة خصبة مشهورة بكثرة أمطارها ووديانها وجبالها المكسوة بالخضرة في منطقة معتدلة
مما أضفى عليها نسمة عليلة وأريجا فواحا وكانت تسمى مدينة النهرين لأنها تقع بين نهرين كبيرين، إلا أنهما قد نضبا بسبب الجفاف الذي اجتاح البلاد في العقدين الأخيرين ولا يعود تدفق المياه فيهما سوى في موسم الأمطار الذي تكون المدينة خلالها في أحسن منظر وأبهى حلة تستهوي الزوار من كل مكان.
إلى جانب كل تلك المميزات الطبيعية الجمالية لهذه المدينة التي تحيط بها المدرجات والمروج الخضراء، تبدو بيوتها الشاهقة ومآذنها الشامخة شاهدة على تأريخ يشد حنين الزائر إليه وهو يستحضر كل عبق لحظاته الغابرة حيث تنتصب من المآثر التاريخية التي تغري الزائر على التأمل بها كثيرا،
ليس فقط لما هي عليه من جماليات، بل لأن جلها وأهمها يعود إلى عهد السيدة اروي بنت احمد، المرأة التي وحدت اليمن وحكمته خلال الفترة بين عامي 1085 و1138 ميلادية، وبها تجسدت شخصية المرأة اليمنية والعربية كحاكمة تفوقت على غيرها ممن حكموا اليمن وسادت بحكمها سياسيا ولم تسد مذهبيا،
مما جعل منها رمزا للحاكم المتسامح. واستطاعت خلال فترة حكمها أن تشيد الكثير من المساجد ودور العلم وأنشأت السواقي الممتدة على عشرات الكيلومترات مثل ساقية الجند التي كانت تمتد على مسافة أكثر من ثلاثين كيلومترا تتخللها مرتفعات.
ومن المعالم التي مازالت شاخصة وشاهدة على الحضارة والسعة التي وصلتها عاصمة الدولة الصليحية، شوارع المدينة المعبدة بالحجارة وبيوتها ومآذنها المزخرفة. ويعد مسجد السيدة اروى بما يحتويه من زخارف ونقوش إسلامية بديعة واحدا من المعالم التي يقصدها زائر المدينة.
كما أن قصرها الشاهق والواسع الذي مازال بعض معالمه قائما، يعد من العجائب الذي تحدثت عنه الكتب والمؤلفات. وتناقل الناس الروايات عنه انه كان مكونا من 360 غرفة بعدد أيام السنة. ويقول مرشد سياحي، إن مسبحة السيدة ملكة الدولة الصليحية هي الأكبر في العالم .
ويشير إلى مسبحة تمتد حوالي 6 أمتار ليستدرك بقوله، إنها نسخة مقلدة تحاكي المسبحة الأصل فيما تحكي الأواني المستطرقة التي يعرضها المتحف حيث يكشف مدى ما وصلت إليه العلوم والتطبيب في الدولة الصليحية. والمتحف الذي أقامه احد الأهالي بمبادرته الخاصة يضم الكثير من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في زمن الملكة أروى،
مثل أدوات تحضير الأدوية والحدادة والنجارة وعدت الحرب والأكل والزراعة ومختلف المهن التي انتشرت في عهد الدولة الصليحية وما وصلت إليه من تطور إلى جانب عدد من المخطوطات التي تحكي رؤيتها لتسيير أمور رعاياها والمبادئ التي ارتكزت عليها سياستها وعدالتها والشروحات
التي توضح طرق التدريس والمناهج التي كانت تدرس في عصر الملكة، وكل ذلك كان مصحوبا بتعليقات تبرز تاريخ الملكة والأدوار التي قامت بها طيلة 55 عاما من حكمها لليمن بما في ذلك رؤيتها لمسألة الحكم وحياتها الخاصة.
إجمالا، فالتاريخ الحافل بكل مآثر الحقبة التي عاشت فيها السيدة أروى بنت احمد والنهضة العمرانية والعلمية والثقافية التي عرفتها هذه المدينة خلال فترة حكم الدولة الصليحية عامة وفترة حكم السيدة أروى بنت احمد، أعطت للمكان وكل ما فيه قيمة تاريخية وحضارية حرية بالتأمل.
جبلة ـ عبدالكريم سلام
«جبلة» اليمنية .. جمال طبيعة وعراقة تاريخ
تعد مدينة جبلة اليمنية الواقعة غرب مركز محافظة إب بحوالي سبعة كيلومترات من المآثر التاريخية التي يقصدها السياح من داخل اليمن وخارجه، لما لها من دلالة تاريخية ارتبطت بأهم مرحلة من مراحل ازدهار الحضارة الإسلامية في اليمن كما تشهد على ذلك المآثر التاريخية التي مازالت شاخصة حتى اليوم تجذب السائح إليها.
جبلة، سميت بهذا الاسم حسب ما تذكره المصادر التاريخية نسبة إلى رجل برع في الصناعات الحرفية القديمة التي كان يمارسها في تلك المدينة قبل أن تتحول إلى أشهر مدن اليمن منذ منتصف القرن الخامس الهجري عندما اتخذها مؤسس الدولة الصليحية عبدالله بن محمد الصليحي عاصمة لدولته ابتداء من العام 458 هجرية التي دامت أكثر من 90 عاما،
تمكن خلالها أمراء الدولة الصليحية من تحويلها إلى مركز حضري وديني وعلمي خاصة في عهد الملكة أروى بنت احمد التي أنشئت في عهدها أهم المعالم التاريخية. وتتميز جبلة بالجمع بين المعالم التاريخية والموقع الجغرافي، فهي تقع في منطقة خصبة مشهورة بكثرة أمطارها ووديانها وجبالها المكسوة بالخضرة في منطقة معتدلة
مما أضفى عليها نسمة عليلة وأريجا فواحا وكانت تسمى مدينة النهرين لأنها تقع بين نهرين كبيرين، إلا أنهما قد نضبا بسبب الجفاف الذي اجتاح البلاد في العقدين الأخيرين ولا يعود تدفق المياه فيهما سوى في موسم الأمطار الذي تكون المدينة خلالها في أحسن منظر وأبهى حلة تستهوي الزوار من كل مكان.
إلى جانب كل تلك المميزات الطبيعية الجمالية لهذه المدينة التي تحيط بها المدرجات والمروج الخضراء، تبدو بيوتها الشاهقة ومآذنها الشامخة شاهدة على تأريخ يشد حنين الزائر إليه وهو يستحضر كل عبق لحظاته الغابرة حيث تنتصب من المآثر التاريخية التي تغري الزائر على التأمل بها كثيرا،
ليس فقط لما هي عليه من جماليات، بل لأن جلها وأهمها يعود إلى عهد السيدة اروي بنت احمد، المرأة التي وحدت اليمن وحكمته خلال الفترة بين عامي 1085 و1138 ميلادية، وبها تجسدت شخصية المرأة اليمنية والعربية كحاكمة تفوقت على غيرها ممن حكموا اليمن وسادت بحكمها سياسيا ولم تسد مذهبيا،
مما جعل منها رمزا للحاكم المتسامح. واستطاعت خلال فترة حكمها أن تشيد الكثير من المساجد ودور العلم وأنشأت السواقي الممتدة على عشرات الكيلومترات مثل ساقية الجند التي كانت تمتد على مسافة أكثر من ثلاثين كيلومترا تتخللها مرتفعات.
ومن المعالم التي مازالت شاخصة وشاهدة على الحضارة والسعة التي وصلتها عاصمة الدولة الصليحية، شوارع المدينة المعبدة بالحجارة وبيوتها ومآذنها المزخرفة. ويعد مسجد السيدة اروى بما يحتويه من زخارف ونقوش إسلامية بديعة واحدا من المعالم التي يقصدها زائر المدينة.
كما أن قصرها الشاهق والواسع الذي مازال بعض معالمه قائما، يعد من العجائب الذي تحدثت عنه الكتب والمؤلفات. وتناقل الناس الروايات عنه انه كان مكونا من 360 غرفة بعدد أيام السنة. ويقول مرشد سياحي، إن مسبحة السيدة ملكة الدولة الصليحية هي الأكبر في العالم .
ويشير إلى مسبحة تمتد حوالي 6 أمتار ليستدرك بقوله، إنها نسخة مقلدة تحاكي المسبحة الأصل فيما تحكي الأواني المستطرقة التي يعرضها المتحف حيث يكشف مدى ما وصلت إليه العلوم والتطبيب في الدولة الصليحية. والمتحف الذي أقامه احد الأهالي بمبادرته الخاصة يضم الكثير من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في زمن الملكة أروى،
مثل أدوات تحضير الأدوية والحدادة والنجارة وعدت الحرب والأكل والزراعة ومختلف المهن التي انتشرت في عهد الدولة الصليحية وما وصلت إليه من تطور إلى جانب عدد من المخطوطات التي تحكي رؤيتها لتسيير أمور رعاياها والمبادئ التي ارتكزت عليها سياستها وعدالتها والشروحات
التي توضح طرق التدريس والمناهج التي كانت تدرس في عصر الملكة، وكل ذلك كان مصحوبا بتعليقات تبرز تاريخ الملكة والأدوار التي قامت بها طيلة 55 عاما من حكمها لليمن بما في ذلك رؤيتها لمسألة الحكم وحياتها الخاصة.
إجمالا، فالتاريخ الحافل بكل مآثر الحقبة التي عاشت فيها السيدة أروى بنت احمد والنهضة العمرانية والعلمية والثقافية التي عرفتها هذه المدينة خلال فترة حكم الدولة الصليحية عامة وفترة حكم السيدة أروى بنت احمد، أعطت للمكان وكل ما فيه قيمة تاريخية وحضارية حرية بالتأمل.
جبلة ـ عبدالكريم سلام
#اليمن_تاريخ_وثقافة
أروى بنت أحمد..أول ملكة في الإسلام
هي أول ملكة في الإسلام.. لقبت ببلقيس الصغرى.. حكمت اليمن لنحو أربعة عقود ساد فيها العدل، وازدهرت البلاد حتى قيل “لا تصلح اليمن إلا بحكم امرأة” نشأت أروى في قصر السلطان علي الصليحي وتعهدتها زوجته بالرعاية بعد وفاة والديها إذ انهار البيت الذي كانا يسكنانه، ونجت الطفلة لتنتقل إلى قصر دار العز في صنعاء عاصمة الدولة الصليحية، وعندما تبلغ أروى عامها الثامن عشر تقترن بولي العهد الأمير أحمد المكرم الذي أصدقها “عدن” فكان خراجها يرفع إليها وكان نحو مئة ألف، وتنجب أروى للمكرم، محمدا وعليا وفاطمة وأم الهمذان.. في تلك الحقبة لم تنعم اليمن بالاستقرار السياسي إذ كانت الخلافات العشائرية على أشدها، وكان من جراء ذلك أن قتل الملك، وتم إخفاء خبر اغتياله لحين وصول الأمير المكرم إلى القصر ليعلن منه خلافته لأبيه الراحل ملكا على بلاد اليمن.
هب الملك الشاب يتصدى للفتن التي عمت البلاد، ويضطر المكرم لخوض بعض المعارك ضد المتمردين والمتكالبين على السلطة، ويصاب في إحدى المعارك إصابة بالغة يُشل على إثرها.. وتتعلق نظرات الملك بزوجته الوفية معولا عليها الحفاظ على الملك متذكرا ما روته أمه عن رؤياها حين قدمت أروى إليهم طفلة.. إذ رأتها تجلس على عرش البلاد، وعلمت أن الله سيعصم بها الملك من الضياع، واليمن من شر الفتن.
وقفت الملكة الشابة الجميلة أمام زوجها الذي يسارع إلى الفناء وعاهدته على أن تحفظ الملك ما بقيت فيها أنفاس تتردد ورمق يرتعش، وتفيض روح المكرم إلى بارئها؛ فتتعاظم أطماع “سبأ الصليحي” في الملك؛ لكن فتوى الخليفة الفاطمي المستنصر بالله تصل دار العز قبل وصول “سبأ” وفيها الأمر بأن يعهد لأروى بحق الوصاية على العرش ريثما يبلغ أكبر أبنائها الأمير محمد سن الرشد.. وكان ذلك في عام 1098، لتصبح أروى منذ ذلك التاريخ الحاكمة بأمرها والمتصرفة في شئون المملكة لنحو أربعة عقود كما أسلفنا.
لم تجد الملكة الجديدة في صنعاء ما يجعلها تأمن شر أعدائها، ولا ما يحقق طموحها؛ فاختارت أن تنقل عاصمة الدولة إلى مدينة “جبلة” وكانت تعرف آنذاك بـ”ذي جبلة” وكان عبد الله بن محمد الصليحي قد اختطها في حياة المكرم، الذي كان ينوى نقل دار الملك إليها لولا أن وافته المنية.. حرصت أروى على رفع شعار التسامح الديني وحرية العبادة، ليسود الإخاء الاجتماعي ويعم الرخاء الاقتصادي، فصبت القوافل التجارية ثقلها على أرض اليمن السعيد، وبذلك شهدت البلاد من نعيم الاستقرار ما لم تعرفه على يد حكامها السابقين.
وعندما انتقلت الملكة أروى إلى جبلة أمرت بتحويل البناء الذي أقيم لها لتتخذه دارا إلى جامع مازال قائما إلى يومنا هذا وينسب لها كما لازال يحتفظ بعناصره المعمارية الزخرفية التي يتبين من خلالها مدى تأثره بأنماط العمارة الفاطمية. فلقد كانت الدولة الصليحية تعتبر الدولة الفاطمية في مصر بمثابة القيادة الروحية التي يجب اتباعها والرجوع إليها كلما لزم الأمر.. ومع امتداد الدعوة الفاطمية بفضل السيدة الحرة – كما كان يلقبها أهل اليمن- إلى عُمان والهند؛ ظلت أروى مخلصة أشد الإخلاص للخليفة الفاطمي معتبرة إياه إماما روحيا لها، وكان الخليفة قد فوضها في أمر تعيين الدعاة وإرسالهم إلى المناطق البعيدة خارج اليمن.
اعتبرت الملكة أروى بنت أحمد اعدل من حكم اليمن ليس ذلك فحسب بل اعتبرت الأجدر من حيث الكفاءة والدراية بإدارة شئون البلاد إذ أحدثت ثورة زراعية وإدارية ووصل اليمن في ظلها الى ذروة مجدة، وقمة تحضره حيث صار بحق اليمن السعيد فصار مقصد العرب من الراغبين في طلب العلم أو التجارة أو الابتعاد عما كان يضرب الأصقاع من فتن واضطرابات.. وكانت لأروى خؤولة في “زريع” وكانوا أسياد العشائر وأصحاب النفوذ لا يستتب الأمن إلا بهم، فأرادت الملكة أن تعيد بهم توازن القوى، وتأمن أطماع “صليح” في ملكها.. وقد أفلحت في ذلك حتى قيل أنها استطاعت أن تقضي على الفتنة، وتطفئ نار الحرب بحكمة عقل “صليح” وقوة قلب “زريع”.
وكانت على جانب كبير من الذكاء والاخلاق الفاضلة الى جانب ما وهبها الله من جمال الخلقة فكانت بيضاء اللون مشربة محمرة مديدة القامة معتدلة البدن تميل الى السمنة كاملة المحاسن جهورية الصوت قارئة كاتبة راجحة العقل حسنة التدبير، تحفظ الأخبار والأشعار والتواريخ وأيام العرب ولها تعليقات وهوامش على الكتب تدل على غزارة مادتها.. ويذكرها الداعي إدريس فيقول “كانت الملكة الحرة متبحرة في علم التنزيل والتأويل والحديث الثابت عن الأئمة والرسل عليهم السلام” وكان الدعاة يتعلمون منها من وراء الستر ويأخذون عنها ويرجعون اليها وامتازت السيدة أروى بالصلاح والتقوى والخبرة الواسعة والمعرفة الفائقة بأحوال الناس مما ساعدها على إدارة شئون البلاد والعباد.
ولما قدم ابن نجيب الدولة إِلى اليمن موفدا من الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله وداعيا له، أخضع الإِمارات المتمردة، عزّ جانب السيدة الحرّة وانقمع أهل اليمن، إِلا أ
أروى بنت أحمد..أول ملكة في الإسلام
هي أول ملكة في الإسلام.. لقبت ببلقيس الصغرى.. حكمت اليمن لنحو أربعة عقود ساد فيها العدل، وازدهرت البلاد حتى قيل “لا تصلح اليمن إلا بحكم امرأة” نشأت أروى في قصر السلطان علي الصليحي وتعهدتها زوجته بالرعاية بعد وفاة والديها إذ انهار البيت الذي كانا يسكنانه، ونجت الطفلة لتنتقل إلى قصر دار العز في صنعاء عاصمة الدولة الصليحية، وعندما تبلغ أروى عامها الثامن عشر تقترن بولي العهد الأمير أحمد المكرم الذي أصدقها “عدن” فكان خراجها يرفع إليها وكان نحو مئة ألف، وتنجب أروى للمكرم، محمدا وعليا وفاطمة وأم الهمذان.. في تلك الحقبة لم تنعم اليمن بالاستقرار السياسي إذ كانت الخلافات العشائرية على أشدها، وكان من جراء ذلك أن قتل الملك، وتم إخفاء خبر اغتياله لحين وصول الأمير المكرم إلى القصر ليعلن منه خلافته لأبيه الراحل ملكا على بلاد اليمن.
هب الملك الشاب يتصدى للفتن التي عمت البلاد، ويضطر المكرم لخوض بعض المعارك ضد المتمردين والمتكالبين على السلطة، ويصاب في إحدى المعارك إصابة بالغة يُشل على إثرها.. وتتعلق نظرات الملك بزوجته الوفية معولا عليها الحفاظ على الملك متذكرا ما روته أمه عن رؤياها حين قدمت أروى إليهم طفلة.. إذ رأتها تجلس على عرش البلاد، وعلمت أن الله سيعصم بها الملك من الضياع، واليمن من شر الفتن.
وقفت الملكة الشابة الجميلة أمام زوجها الذي يسارع إلى الفناء وعاهدته على أن تحفظ الملك ما بقيت فيها أنفاس تتردد ورمق يرتعش، وتفيض روح المكرم إلى بارئها؛ فتتعاظم أطماع “سبأ الصليحي” في الملك؛ لكن فتوى الخليفة الفاطمي المستنصر بالله تصل دار العز قبل وصول “سبأ” وفيها الأمر بأن يعهد لأروى بحق الوصاية على العرش ريثما يبلغ أكبر أبنائها الأمير محمد سن الرشد.. وكان ذلك في عام 1098، لتصبح أروى منذ ذلك التاريخ الحاكمة بأمرها والمتصرفة في شئون المملكة لنحو أربعة عقود كما أسلفنا.
لم تجد الملكة الجديدة في صنعاء ما يجعلها تأمن شر أعدائها، ولا ما يحقق طموحها؛ فاختارت أن تنقل عاصمة الدولة إلى مدينة “جبلة” وكانت تعرف آنذاك بـ”ذي جبلة” وكان عبد الله بن محمد الصليحي قد اختطها في حياة المكرم، الذي كان ينوى نقل دار الملك إليها لولا أن وافته المنية.. حرصت أروى على رفع شعار التسامح الديني وحرية العبادة، ليسود الإخاء الاجتماعي ويعم الرخاء الاقتصادي، فصبت القوافل التجارية ثقلها على أرض اليمن السعيد، وبذلك شهدت البلاد من نعيم الاستقرار ما لم تعرفه على يد حكامها السابقين.
وعندما انتقلت الملكة أروى إلى جبلة أمرت بتحويل البناء الذي أقيم لها لتتخذه دارا إلى جامع مازال قائما إلى يومنا هذا وينسب لها كما لازال يحتفظ بعناصره المعمارية الزخرفية التي يتبين من خلالها مدى تأثره بأنماط العمارة الفاطمية. فلقد كانت الدولة الصليحية تعتبر الدولة الفاطمية في مصر بمثابة القيادة الروحية التي يجب اتباعها والرجوع إليها كلما لزم الأمر.. ومع امتداد الدعوة الفاطمية بفضل السيدة الحرة – كما كان يلقبها أهل اليمن- إلى عُمان والهند؛ ظلت أروى مخلصة أشد الإخلاص للخليفة الفاطمي معتبرة إياه إماما روحيا لها، وكان الخليفة قد فوضها في أمر تعيين الدعاة وإرسالهم إلى المناطق البعيدة خارج اليمن.
اعتبرت الملكة أروى بنت أحمد اعدل من حكم اليمن ليس ذلك فحسب بل اعتبرت الأجدر من حيث الكفاءة والدراية بإدارة شئون البلاد إذ أحدثت ثورة زراعية وإدارية ووصل اليمن في ظلها الى ذروة مجدة، وقمة تحضره حيث صار بحق اليمن السعيد فصار مقصد العرب من الراغبين في طلب العلم أو التجارة أو الابتعاد عما كان يضرب الأصقاع من فتن واضطرابات.. وكانت لأروى خؤولة في “زريع” وكانوا أسياد العشائر وأصحاب النفوذ لا يستتب الأمن إلا بهم، فأرادت الملكة أن تعيد بهم توازن القوى، وتأمن أطماع “صليح” في ملكها.. وقد أفلحت في ذلك حتى قيل أنها استطاعت أن تقضي على الفتنة، وتطفئ نار الحرب بحكمة عقل “صليح” وقوة قلب “زريع”.
وكانت على جانب كبير من الذكاء والاخلاق الفاضلة الى جانب ما وهبها الله من جمال الخلقة فكانت بيضاء اللون مشربة محمرة مديدة القامة معتدلة البدن تميل الى السمنة كاملة المحاسن جهورية الصوت قارئة كاتبة راجحة العقل حسنة التدبير، تحفظ الأخبار والأشعار والتواريخ وأيام العرب ولها تعليقات وهوامش على الكتب تدل على غزارة مادتها.. ويذكرها الداعي إدريس فيقول “كانت الملكة الحرة متبحرة في علم التنزيل والتأويل والحديث الثابت عن الأئمة والرسل عليهم السلام” وكان الدعاة يتعلمون منها من وراء الستر ويأخذون عنها ويرجعون اليها وامتازت السيدة أروى بالصلاح والتقوى والخبرة الواسعة والمعرفة الفائقة بأحوال الناس مما ساعدها على إدارة شئون البلاد والعباد.
ولما قدم ابن نجيب الدولة إِلى اليمن موفدا من الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله وداعيا له، أخضع الإِمارات المتمردة، عزّ جانب السيدة الحرّة وانقمع أهل اليمن، إِلا أ
نه بدأ منذ سنة 519هـ يسيء إِليها ويستخفّ بأمرها ويدّعي أن تقدمها في السن قد أعجزها عن أمور الحكم، مما يوجب الحجر عليها.. وحاول ابن نجيب الدولة انتزاع الحكم منها؛ لكنّ أمراء البلاد وشيوخها ساندوها واتهموا ابن نجيب الدولة بالتآمر على الخلافة الفاطمية، فأمر الخليفة بالقبض عليه وإِعادته إِلى مصر، ولكن السفينة التي كانت تقلّه غرقت في أثناء الرحلة، وأسندت الحرّة أمر الدعوة إِلى سبأ بن أبي السعود من آل زريع (وهو أول بني زريع الذين خلفوا الصليحين).
وعن عمر ناهز التسعين رحلت الملكة العظيمة أروى بنت أحمد الصليحية أول ملكة في الإسلام إلى جوار بها عام 1138م بعد حياة حافلة بجليل الأعمال ودفنت بضريحها بالركن الشمالي الغربي من جامعها الذي شيدته بمدينة جبلة.. وإثر وفاتها دب الضعف في الدولة وتقطعت أوصالها بعد أن آل أمرها إلى أمراء من بني “زريع” إلى ان انتهى أمرها تماما على يد توران شاه بن أيوب عام1173م.
وعن عمر ناهز التسعين رحلت الملكة العظيمة أروى بنت أحمد الصليحية أول ملكة في الإسلام إلى جوار بها عام 1138م بعد حياة حافلة بجليل الأعمال ودفنت بضريحها بالركن الشمالي الغربي من جامعها الذي شيدته بمدينة جبلة.. وإثر وفاتها دب الضعف في الدولة وتقطعت أوصالها بعد أن آل أمرها إلى أمراء من بني “زريع” إلى ان انتهى أمرها تماما على يد توران شاه بن أيوب عام1173م.
#مدن_يمنية
محافظة عمران
الموقع : تقع إلى الشمال من العاصمة صنعاء وتبعد عنها بمسافة حوالي ( 50 كم ) تقريباً ، يحدها من الشمال محافظة صعدة ، ومن الجنوب محافظة صنعاء ، ومن الغرب محافظتي حجة والمحويت ، ومن الشرق محافظتي الجوف وصنعاء .
المناخ : يسـود محافظة عمران المناخ المعتدل صيفاً والبارد شتاءاً .
التضاريس: تتوزع تضاريس محافظة عمران بين جبال عالية تتخللها الأودية والسهول ويتوسطها قاع البون الواسع الممتد من مدينة عمران حتى ذيبين بمسافة ( 50 كم ) ، وتحيط بـه سلسلة جبال عيال يزيد والأشمور ، وهي غرب عمران وتتصل بها جبال دعان ويشيع وجبال ظهر حاشد ومتوسط ارتفاعها ( 3000 متر ) عـن مستوى سطح البحر ، ثم جبل ناعط وجبل رميض بالجنوب الشرقي من مدينة حوث بالإضافة إلى سلسلة جبال الأهنوم وسلسلة جبال مسور والمصانع وبيت علمان .
الصناعات الحرفية : تشتهر محافظة عمران بالصناعات الحرفية والمشغولات اليدويـة المتميزة مثل : المصنوعات الفضية من الحلي والمجوهرات التقليدية ، وصناعة الجنابي والنصال وصناعة المعدات الزراعية التقليدية والمشغولات اليدوية النسيجية والمصنوعات الجلدية .
أهم المعالم السياحية والأثرية في المحافظة:
1- مدينة عمران :
تقع مدينة عمران شمال غرب العاصمة صنعاء على بعد ( 50 كيلومتر ) ، في القاع الفسيح الذي يطلق عليه قاع البون ، والذي يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 2302 متراً ) تقريباً .
يقول النسابون وفي مقدمتهم " نشوان بن سعيد الحميري " ، عن اسم عمران : أنه ينتسب إلى ملك من ملوك حمير ، وهو " ذو عمران بن ذي مراثد " وبه سمي " قصر عمران " ، يعود تاريخ المدينة إلى فترة ما قبل الإسلام ؛ فقد كانت حاضرة قبيلة " ذي مراثد " التي ذكرت في العديد من النقوش اليمنية القديمة التي عُثر عليها في خرائب المدينة ، وفي المواقع الأثرية المجاورة لها ، وتشتهر عمران بما حولها من المواقع الأثرية الغنية بمحتوياتها الأثرية المختلفة ، حيث لا يخلوا محل أو جبل من الآثار .
وقد ذكر العديد من المؤرخين نقلاً عن " الهمداني " ، أن من بين خرائبها مبنى لقصر يطلق عليه " قصر عمران " ، وهو الذي تشغل خرائبه حيزاً كبيراً في وسط المدينة ، وقد أشار " الهمداني " إلى أنه " قصر عجيب " ، ونود هنا أن نصحح تلك المعلومة حول هوية ذلك المبنى الذي عُثر في خرائبه على العديد من النقوش مكتوبة على ألواح برونزية ، وكذلك نقوش حجرية هي الآن تزين واجهات المباني الجديدة في المدينة ، إضافة إلى تماثيل وقطع أثرية أخرى ، وهو في الأصل مبنى لمعبد كان مكرساً لإله " قبيلة ذي مراثد " أو كما تطلق عليه النقوش ( ب ن و / م ر ث د م ) ، وهو الإله ( المقة ) – الإله الرسمي لدولة سبأ – ومعبده هذا كان أحد المعابد المنتشرة في أراضي عمران أو بشكل أشمل قاع البون وصنعاء وشبام كوكبان وغيرها من الأراضي الواقعة إلى الشمال من صنعاء ، وكان هذا المعبد يحمل اسم ( هـ ر ن ) ، ويتميز هذا المعبد عن غيره من المعابد بالنسبة لطقوسه الدينية فمعظم المتعبدين فيه يطلبون من الإله ( المقة ) أن يمنحهم الأولاد الذكور، وتؤكد النقوش بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا المبنى هو بالفعل مبنى لمعبد كان يطلق عليه اسم ( هـ ر ن ) وليس قصراُ كما جاء عند " الهمداني " الذي كعادته كلما وجد مبناً أثرياً ضخماً يطلق عليه مصطلح ( قصر ) وخاصة تلك المباني الدينية التي تنتشر في قمم الجبال المشرفة على قاع البون ، والتي توجد ـ غالباً ـ على قمم وسفوح الجبال وغيرها …. ومدينة عمران اليوم مدينة تبدو متباينة بعض الشيء بالنسبة لمبانيها القائمة ، حيث تتكون من المدينة القديمة ، والمدينة الحديثة ، وتوجد الأولى داخل الأسوار القديمة التي أنشئت لأجل حمايتها قديماً ، أما الأخرى فهي خارج الأسوار ، وما يهمنا هنا هو التعريف بالمدينة القديمة ، التي يعود تاريخ المباني القائمة فيها إلى العصور الإسلامية ، فقد كانت هذه المدينة محاطة بسور من اللبن المخلوط بالتبن ، وقد تعرض للاندثار ، ولم يبق منه سوى بعض أجزائه وبوابتيه ، إذ تقع الأولى في اتجاه الشرق والأخرى في اتجاه الغرب ، وعلى جانبي هذه الأخيرة يوجد برجان دفاعيان ، كما لازالت هناك بعض الأبراج في أجزاء متفرقة من السور كانت تستخدم لأغراض الحراسة والدفاع عن المدينة ، أما بالنسبة لمباني المدينة فمعظمها مبنية من اللبن ، تتكون مـن ثلاثة إلى أربعة أدوار ، وهناك ـ أيضاً ـ مبانٍ مبنية بالأحجار المهذبة ، ويستخدم أهالي عمران الدور الأول من منازلهم كمخازن ومطابخ إضافة إلى مأوى للماشية بينما تستخدم الأدوار العليا للسكنى ؛ وعادة ما تقيم عدة أُسر في المنزل الواحد ـ أو بمعنى آخر أن العائلة المكونة من الأب والأم والأبناء المتزوجين يقيمون في مبنى واحد ـ كنوع من العادات الاجتماعية المتوارثة .
وتنتشر في مدينة عمران القديمة العديد من مبانٍ اليهود الذين كانوا يسكنون في المدينة ولكن معظمها اندثرت بسبب مغادرة اليهود للمدينة ولم يبق منهم سوى ا
محافظة عمران
الموقع : تقع إلى الشمال من العاصمة صنعاء وتبعد عنها بمسافة حوالي ( 50 كم ) تقريباً ، يحدها من الشمال محافظة صعدة ، ومن الجنوب محافظة صنعاء ، ومن الغرب محافظتي حجة والمحويت ، ومن الشرق محافظتي الجوف وصنعاء .
المناخ : يسـود محافظة عمران المناخ المعتدل صيفاً والبارد شتاءاً .
التضاريس: تتوزع تضاريس محافظة عمران بين جبال عالية تتخللها الأودية والسهول ويتوسطها قاع البون الواسع الممتد من مدينة عمران حتى ذيبين بمسافة ( 50 كم ) ، وتحيط بـه سلسلة جبال عيال يزيد والأشمور ، وهي غرب عمران وتتصل بها جبال دعان ويشيع وجبال ظهر حاشد ومتوسط ارتفاعها ( 3000 متر ) عـن مستوى سطح البحر ، ثم جبل ناعط وجبل رميض بالجنوب الشرقي من مدينة حوث بالإضافة إلى سلسلة جبال الأهنوم وسلسلة جبال مسور والمصانع وبيت علمان .
الصناعات الحرفية : تشتهر محافظة عمران بالصناعات الحرفية والمشغولات اليدويـة المتميزة مثل : المصنوعات الفضية من الحلي والمجوهرات التقليدية ، وصناعة الجنابي والنصال وصناعة المعدات الزراعية التقليدية والمشغولات اليدوية النسيجية والمصنوعات الجلدية .
أهم المعالم السياحية والأثرية في المحافظة:
1- مدينة عمران :
تقع مدينة عمران شمال غرب العاصمة صنعاء على بعد ( 50 كيلومتر ) ، في القاع الفسيح الذي يطلق عليه قاع البون ، والذي يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 2302 متراً ) تقريباً .
يقول النسابون وفي مقدمتهم " نشوان بن سعيد الحميري " ، عن اسم عمران : أنه ينتسب إلى ملك من ملوك حمير ، وهو " ذو عمران بن ذي مراثد " وبه سمي " قصر عمران " ، يعود تاريخ المدينة إلى فترة ما قبل الإسلام ؛ فقد كانت حاضرة قبيلة " ذي مراثد " التي ذكرت في العديد من النقوش اليمنية القديمة التي عُثر عليها في خرائب المدينة ، وفي المواقع الأثرية المجاورة لها ، وتشتهر عمران بما حولها من المواقع الأثرية الغنية بمحتوياتها الأثرية المختلفة ، حيث لا يخلوا محل أو جبل من الآثار .
وقد ذكر العديد من المؤرخين نقلاً عن " الهمداني " ، أن من بين خرائبها مبنى لقصر يطلق عليه " قصر عمران " ، وهو الذي تشغل خرائبه حيزاً كبيراً في وسط المدينة ، وقد أشار " الهمداني " إلى أنه " قصر عجيب " ، ونود هنا أن نصحح تلك المعلومة حول هوية ذلك المبنى الذي عُثر في خرائبه على العديد من النقوش مكتوبة على ألواح برونزية ، وكذلك نقوش حجرية هي الآن تزين واجهات المباني الجديدة في المدينة ، إضافة إلى تماثيل وقطع أثرية أخرى ، وهو في الأصل مبنى لمعبد كان مكرساً لإله " قبيلة ذي مراثد " أو كما تطلق عليه النقوش ( ب ن و / م ر ث د م ) ، وهو الإله ( المقة ) – الإله الرسمي لدولة سبأ – ومعبده هذا كان أحد المعابد المنتشرة في أراضي عمران أو بشكل أشمل قاع البون وصنعاء وشبام كوكبان وغيرها من الأراضي الواقعة إلى الشمال من صنعاء ، وكان هذا المعبد يحمل اسم ( هـ ر ن ) ، ويتميز هذا المعبد عن غيره من المعابد بالنسبة لطقوسه الدينية فمعظم المتعبدين فيه يطلبون من الإله ( المقة ) أن يمنحهم الأولاد الذكور، وتؤكد النقوش بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا المبنى هو بالفعل مبنى لمعبد كان يطلق عليه اسم ( هـ ر ن ) وليس قصراُ كما جاء عند " الهمداني " الذي كعادته كلما وجد مبناً أثرياً ضخماً يطلق عليه مصطلح ( قصر ) وخاصة تلك المباني الدينية التي تنتشر في قمم الجبال المشرفة على قاع البون ، والتي توجد ـ غالباً ـ على قمم وسفوح الجبال وغيرها …. ومدينة عمران اليوم مدينة تبدو متباينة بعض الشيء بالنسبة لمبانيها القائمة ، حيث تتكون من المدينة القديمة ، والمدينة الحديثة ، وتوجد الأولى داخل الأسوار القديمة التي أنشئت لأجل حمايتها قديماً ، أما الأخرى فهي خارج الأسوار ، وما يهمنا هنا هو التعريف بالمدينة القديمة ، التي يعود تاريخ المباني القائمة فيها إلى العصور الإسلامية ، فقد كانت هذه المدينة محاطة بسور من اللبن المخلوط بالتبن ، وقد تعرض للاندثار ، ولم يبق منه سوى بعض أجزائه وبوابتيه ، إذ تقع الأولى في اتجاه الشرق والأخرى في اتجاه الغرب ، وعلى جانبي هذه الأخيرة يوجد برجان دفاعيان ، كما لازالت هناك بعض الأبراج في أجزاء متفرقة من السور كانت تستخدم لأغراض الحراسة والدفاع عن المدينة ، أما بالنسبة لمباني المدينة فمعظمها مبنية من اللبن ، تتكون مـن ثلاثة إلى أربعة أدوار ، وهناك ـ أيضاً ـ مبانٍ مبنية بالأحجار المهذبة ، ويستخدم أهالي عمران الدور الأول من منازلهم كمخازن ومطابخ إضافة إلى مأوى للماشية بينما تستخدم الأدوار العليا للسكنى ؛ وعادة ما تقيم عدة أُسر في المنزل الواحد ـ أو بمعنى آخر أن العائلة المكونة من الأب والأم والأبناء المتزوجين يقيمون في مبنى واحد ـ كنوع من العادات الاجتماعية المتوارثة .
وتنتشر في مدينة عمران القديمة العديد من مبانٍ اليهود الذين كانوا يسكنون في المدينة ولكن معظمها اندثرت بسبب مغادرة اليهود للمدينة ولم يبق منهم سوى ا
لقليل ويعيشون مع المسلمين بحقوق وواجبات متساوية بموجب دستور الجمهورية اليمنية ، وفي وسط المدينة توجد بئر قديمة طويت جدرانها بحجر البلق المنحوت ـ البازلت الفقاعي ـ ، وتاريخها يعود تقريباً إلى فترة ما قبل الإسلام كما تشير طريقة البناء المحكم للبئر ، ـ وتوجد في مدينة مأرب في مفرق السد صافر بئر تشابهها ولكنها مبنية بأحجار الجرانيت ـ وتشتهر مدينة عمران بالأراضي الزراعية الخصبة لقاع البون الذي يزرع فيه الحبوب والبقوليات وبعض الفواكه مثل الرمان والفرسك والسفرجل ، وتسقى تلك المزروعات من الآبار الجوفية التي انتشرت مؤخراً بشكل كثيف ، ويتم تصريف مياهها بواسطة الآلات الحديثة .
- قاع البون :-
هو قاع فسيح - سهل فسيح - ، يمتد من جنوب مدينة عمران إلى شوابة في الشمال وتبلغ مساحته ( 60 × 6 كيلومتراً ) تقريباً ، ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 2100 متر ) تقريباً ، ويضم إضافة إلى الجبال التي تشرف عليه مواقع أثرية عديدة ذكرها " الهمداني " في كتابه الموسوعي الإكليل الجزء الثامن وقال : ( قصر سخي وهو من عجائب اليمن ، وقصر بيت لعوة ـ في ظاهر خمر ـ ، وقصر بيت زود ، وحمير تقلب زيداً فتقول زودا ، ـ بالقرب من عجيب ـ، وهو " بيت زيد بن سيف بن عمرو " ، وهو موضع – قصر – " آل سعيد بن قيس " في ظاهر همدان بين يناعة وعجيب ـ يناعة في قاع شمس من أرحب غربي ريدة ـ ، ومنها قصر "عصام " ـ قصر بناحية ناعط من شرقها ـ ، ومنها سنحار ـ قصر كان بناعط ـ ، ومن قصور بلد همدان قصر " نوفان بن أبتع " ـ بخيوان شمال خمر ـ ، ومنها قصر " خمر " ـ وهو قصر عجيب من عيون ما في بلد همدان وهو مما يقاس بناعط ـ ، ومنها " دعان " في الظاهر ـ من بلد همدان ـ، ومنها قصر شهير ـ كان في ريدة وقد اندثر ـ ، وقصر " بيت الورد " من " آل ذي قيان " ، وقصر شرعة في ظاهر الصيد ـ شرعة شرق ريدة ـ ، وقصر " مرمل " ، وقصر " خوان " من رحابة ـ رحابة في عمران ـ ، وقصر " علمان " وقصر " عمد " ـ عمد في أعلى قاع البون ـ ، وقصر " ميفعة "، وهند ، وهنيدة ـ قصران بقاعة – ، " قاعة في قاع البون " ، وقصر " عمران " في أعلى البون وهو أعظم مآثر البون ـ وهو قصر عجيب ـ ، ومنها قصر " يشيع " في ظاهر البون ـ يشيع شمال غرب ريدة ـ ، وقصر " سخي " ـ وهو قصر عجيب ـ ومنها : قصور "مدر" و " أتوة " – مدر و أتوة في أرحب – فأما مدر فأكبر بلد همدان مآثراً ومحافداً بعد ناعط ، وفيها ( أربعة عشر قصراً ) ، فمنها ما هو اليوم خراب ، ومنها ما هو اليوم متشعث ، ومنها ما هو عامر مسكون ، ومن أقدم قصور اليمن قصر " ريدة " ـ وهو تلقم ـ ) .
ويقول " الهمداني " عن سبب قلة المياه السطحية في قاع البون : " وربما أسنت البون جميعها مع بلد الصيد وبلاد الخشب ، وعدمت عندهم المياه فرجعوا جميعاً إلى بئر قصر ( تلقم ) في ريدة ، فقامت بهم وحملتهم تغرف الدلاء منها الليل والنهار ولا تزداد على الغرف إلا جماماً " وبغض النظر عن ما ذكره الهمداني عن بئر ( تلقم ) في ريدة إلا أننا يجب أن نعرف أن معظم أراضي قاع البون، إن لم نقل كلها ، تستخدم المياه الجوفية في زراعتها حيث لا يوجد فيها ينابيع أو وديان غزيرة في الوقت الراهن ، وأراضي قاع البون أراضي زراعية خصبة جداً ، تزرع فيها الحبوب بأنواعها والعنب ، والبطاط ، وغيرها من الخضروات ، ومدينة عمران هي حاضرة قاع البون .
2- مدينة ثـلاء : (((( بلاد الأسير الأصليه ))))
تقع مدينة ثلاء شمال العاصمة صنعاء على بعد ( 45 كيلومتراً ) تقريباً ، وتعتبر أحدِ مديريات محافظة عمران ، وهي حصن وبلدة ، وصفها " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " بقوله : " وثلاء حصن وقرية للمرانيين من همدان ، وتقع البلدة في السفح الشرقي للحصن " .
ومن معالمها الأثرية :-
- الحصن : يقع الحصن في قمة الجبل الذي يشرف على مدينة ثلاء ولكن تاريخ بنائه غير معروف ، وقد ذكره " الهمداني " الذي عاش في ( القرن الرابع الهجري ) ، وهذا يعنى أن تاريخه يعود إلى أقدم من ذلك ،
لقد تعذر معرفة ما إذا كان يعود تاريخه إلى عصور ما قبل الإسلام ويحتمل أن تاريخه يعود إلى تلك الفترة تقريباً ؛ لأن منطقة ثلاء كانت الحد الفاصل بين المأذنيين الذين كانوا يتخذون من شعوب – في شمال مدينة صنعاء – حاضرة لهم ، وبين قبيلة شبام أقيان الذين كانوا يتخذون من شبام كوكبان حاضرة لهم ، والمباني التي أقيمت عليه احتمال أن تكون مبانٍ دينية بالدرجة الأولى لإقامة دور العبادة فيها ، إلى جانب ذلك توجد تحصينات دفاعية ولكن فيما إذا كان هذا الموقع يخص هذه القبيلة أو تلك فهو أمر لا يمكن الجزم به دون القيام بدراسات أثرية على الحصن نفسه .
وقد تغنى بهذا الحصن الكثير من الشعراء ، ومنهم " إبراهيم وأحمد بني علي المرتضي " ، فقـد قالا بيتين من الشعر الجميل لهما :
أما رأيت ثلاء في نصب قامتـه يبدو لنا مـن حضيض الأرض تكميشا
كأنـــه طــائر هَّيأْ قوادمه لأن يطيرْ ، ولما ينـشـر الريَّـشــا
وأضاف " السياغي " في كتابه " معال
- قاع البون :-
هو قاع فسيح - سهل فسيح - ، يمتد من جنوب مدينة عمران إلى شوابة في الشمال وتبلغ مساحته ( 60 × 6 كيلومتراً ) تقريباً ، ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 2100 متر ) تقريباً ، ويضم إضافة إلى الجبال التي تشرف عليه مواقع أثرية عديدة ذكرها " الهمداني " في كتابه الموسوعي الإكليل الجزء الثامن وقال : ( قصر سخي وهو من عجائب اليمن ، وقصر بيت لعوة ـ في ظاهر خمر ـ ، وقصر بيت زود ، وحمير تقلب زيداً فتقول زودا ، ـ بالقرب من عجيب ـ، وهو " بيت زيد بن سيف بن عمرو " ، وهو موضع – قصر – " آل سعيد بن قيس " في ظاهر همدان بين يناعة وعجيب ـ يناعة في قاع شمس من أرحب غربي ريدة ـ ، ومنها قصر "عصام " ـ قصر بناحية ناعط من شرقها ـ ، ومنها سنحار ـ قصر كان بناعط ـ ، ومن قصور بلد همدان قصر " نوفان بن أبتع " ـ بخيوان شمال خمر ـ ، ومنها قصر " خمر " ـ وهو قصر عجيب من عيون ما في بلد همدان وهو مما يقاس بناعط ـ ، ومنها " دعان " في الظاهر ـ من بلد همدان ـ، ومنها قصر شهير ـ كان في ريدة وقد اندثر ـ ، وقصر " بيت الورد " من " آل ذي قيان " ، وقصر شرعة في ظاهر الصيد ـ شرعة شرق ريدة ـ ، وقصر " مرمل " ، وقصر " خوان " من رحابة ـ رحابة في عمران ـ ، وقصر " علمان " وقصر " عمد " ـ عمد في أعلى قاع البون ـ ، وقصر " ميفعة "، وهند ، وهنيدة ـ قصران بقاعة – ، " قاعة في قاع البون " ، وقصر " عمران " في أعلى البون وهو أعظم مآثر البون ـ وهو قصر عجيب ـ ، ومنها قصر " يشيع " في ظاهر البون ـ يشيع شمال غرب ريدة ـ ، وقصر " سخي " ـ وهو قصر عجيب ـ ومنها : قصور "مدر" و " أتوة " – مدر و أتوة في أرحب – فأما مدر فأكبر بلد همدان مآثراً ومحافداً بعد ناعط ، وفيها ( أربعة عشر قصراً ) ، فمنها ما هو اليوم خراب ، ومنها ما هو اليوم متشعث ، ومنها ما هو عامر مسكون ، ومن أقدم قصور اليمن قصر " ريدة " ـ وهو تلقم ـ ) .
ويقول " الهمداني " عن سبب قلة المياه السطحية في قاع البون : " وربما أسنت البون جميعها مع بلد الصيد وبلاد الخشب ، وعدمت عندهم المياه فرجعوا جميعاً إلى بئر قصر ( تلقم ) في ريدة ، فقامت بهم وحملتهم تغرف الدلاء منها الليل والنهار ولا تزداد على الغرف إلا جماماً " وبغض النظر عن ما ذكره الهمداني عن بئر ( تلقم ) في ريدة إلا أننا يجب أن نعرف أن معظم أراضي قاع البون، إن لم نقل كلها ، تستخدم المياه الجوفية في زراعتها حيث لا يوجد فيها ينابيع أو وديان غزيرة في الوقت الراهن ، وأراضي قاع البون أراضي زراعية خصبة جداً ، تزرع فيها الحبوب بأنواعها والعنب ، والبطاط ، وغيرها من الخضروات ، ومدينة عمران هي حاضرة قاع البون .
2- مدينة ثـلاء : (((( بلاد الأسير الأصليه ))))
تقع مدينة ثلاء شمال العاصمة صنعاء على بعد ( 45 كيلومتراً ) تقريباً ، وتعتبر أحدِ مديريات محافظة عمران ، وهي حصن وبلدة ، وصفها " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " بقوله : " وثلاء حصن وقرية للمرانيين من همدان ، وتقع البلدة في السفح الشرقي للحصن " .
ومن معالمها الأثرية :-
- الحصن : يقع الحصن في قمة الجبل الذي يشرف على مدينة ثلاء ولكن تاريخ بنائه غير معروف ، وقد ذكره " الهمداني " الذي عاش في ( القرن الرابع الهجري ) ، وهذا يعنى أن تاريخه يعود إلى أقدم من ذلك ،
لقد تعذر معرفة ما إذا كان يعود تاريخه إلى عصور ما قبل الإسلام ويحتمل أن تاريخه يعود إلى تلك الفترة تقريباً ؛ لأن منطقة ثلاء كانت الحد الفاصل بين المأذنيين الذين كانوا يتخذون من شعوب – في شمال مدينة صنعاء – حاضرة لهم ، وبين قبيلة شبام أقيان الذين كانوا يتخذون من شبام كوكبان حاضرة لهم ، والمباني التي أقيمت عليه احتمال أن تكون مبانٍ دينية بالدرجة الأولى لإقامة دور العبادة فيها ، إلى جانب ذلك توجد تحصينات دفاعية ولكن فيما إذا كان هذا الموقع يخص هذه القبيلة أو تلك فهو أمر لا يمكن الجزم به دون القيام بدراسات أثرية على الحصن نفسه .
وقد تغنى بهذا الحصن الكثير من الشعراء ، ومنهم " إبراهيم وأحمد بني علي المرتضي " ، فقـد قالا بيتين من الشعر الجميل لهما :
أما رأيت ثلاء في نصب قامتـه يبدو لنا مـن حضيض الأرض تكميشا
كأنـــه طــائر هَّيأْ قوادمه لأن يطيرْ ، ولما ينـشـر الريَّـشــا
وأضاف " السياغي " في كتابه " معال
م الآثار اليمنية " أن حصن ثلاء يمتاز بحصانته ومنعته وبه العديد من الكهوف الواسعة ، ومدافن الحبوب ، وبرك الماء ، وفي شمال هذا الجبل- ومتصل به - حصن يسمى ( الناصرة ) وهو أعلى منه وفيه مآثر وبيوت خاربة ، وفي أعلاه القلعة المنيعة الأثرية مما يعني أن قلعة أو حصن ثلاء هي من أهم القلاع والحصون الحربية ، نظراً لوجودها على قمة أعلى مرتفع في منطقة ثلاء مما حصنها تحصيناً طبيعيا جيداً ، كما يتوفر بهذه القلعة معظم العناصر الحربية اللازمة لبناء القلعة .
- المدينة :- مدينة ثلاء تماثل غيرها من المدن المجاورة مثل مدينة حبابة ، ومدينة شبام كوكبان بالنسبة لكونها مدينة محمية بسور يحوي بداخله مباني المدينة ـ وهي المنازل الخاصة والمباني الدينية والأسواق وغيرها ـ وسور المدينة مبنَّي من الحجارة ، ويطوق المدينة والقلعة معاً ، ويصل طوله إلى أكثر من ( ألفي متر ) تقريباً ، تقام عليه أبراج المراقبة المرتفعة ، وقد تدرج ارتفاعه من مكان لآخر على طبيعة المكان وتحصينه الطبيعي ، فالجدار الشمالي له كان يصل ارتفاعه ما بين ( 18 - 20 متراً ) بينما في بقية جدرانه الشرقية والشمالية والجنوبية كان يصل ارتفاعه ما بين ( 7 - 9 أمتار ) ، وكان للسور عدة بوابات تنتشر في أجزاء متفرقة منـه ، ويصل عددها إلى ثمان بوابات ، تحف كلا منها منشآت دفاعية متمثلة في برجين عن اليمين وعن الشمال مما يجعلها صعبة الاقتحام بالرغم من اتساعها الذي يصل أحياناً إلى ( خمسة أمتار ) تقريبـاً ، أما بالنسبة لتخطيط المدينة فهي تتسم بتخطيط هندسي متقن " المنازل ، الشوارع ، الممرات الضيقة ، الجامع ، المساجد الصغيرة ، الأضرحة ، المدرسة ، السوق " ، وسنكتفي هنا بالدراسة التفصيلية لبعض المنشآت الدينيـة أهمها : " الجامع الكبير ، مسجد سعيد الكينعي ، الأضرحة ـ ضريح محمد بن الهادي ـ ، مدرسة الإمام " شرف الدين " .
1- الجامع الكبير :- يعود تاريخ تأسيس الجامع الكبير بثلاء إلى فترة مبكرة مـن بداية العصر الإسلامي ، ويصعب تحديد تاريخه بشكل دقيق ، بسبب الإضافات والتجديدات التي تمت في البناء القديم حتى أنه لا يعرف أين يقع مكانه بالضبط ، فجدران الجامع ومنشآته أصبحت متداخلة ومختلطة إلى حد كبير ، ومن خلال الوصف المعماري للجامع سوف نحاول أن نوضح ذلك قدر الإمكان .
يقع الجامع على تل مرتفع في وسط المدينة ، ويتم الوصول إليه من خلال ممر صاعد حيث تطل واجهته الجنوبية على فناء واسع مكشوف ، وفي الناحية الغربية منه إيوان مستطيل الشكل يفتح بعقدين نصف دائريين ، وعلى هذا الفناء زخرفت فتحة العقد الجنوبي بكتلة نباتية ضخمة على هيئة ورقة نباتية خماسية ، يعلوها فتحة مستديرة ، ويكتنفها من الناحيتين حليات معمارية متدلية إلى الأسفل ، وأغلب الاحتمال أن هذا الإيوان كان يشكل في الأصل وحدة معمارية ضمن مساحة الجامع الرئيسية ، وربما كان يستخدم للتدريس في الجامع ، كما يزيد من أهمية هذا الإيوان بقاء بعض الأشرطة الكتابية الممتدة على جدرانه بخط النسخ في الجهات الغربية والجنوبية والشرقية ، وتشمل آية الكرسي والنص التأسيسي وبعض العبارات وأبيات من الشعر ، أما النص التأسيسي فيقرأ كالتالي : ( وكان الفراغ من هذه العمارة المباركة في شهر ذي الحجة سنة سبع وتسعين وسبعمائة من الهجرة المباركة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ) .
ويقرأ نص آخر كالتالي : ( ما استعمل هـذا الماء في غير الشرب فهو في الحرج وأضيق من الضيق ، ولا أحله الله عليه ، يا شارب الماء الزلال عليك هذا القول حتما ، اشرب وقل *** الذي حرم الحسين ظمأ ) .
تطل واجهة الجامع على الناحية الجنوبية من الفناء السابق ذكره ، وهي واجهة بسيطة خالية من العناصر الزخرفية ، ويتوسطها فتحة المدخل المؤدية إلى الجامع على نفس محور المحراب تقريباً ، وإلى الغرب منها مدخل آخر ، تشكل عمارة الجامع من الداخل خليطاً من القديم والجديد - كما سبق ذكره - حيث يبدو الارتباك المعماري واضحاً على أجزائـه المعمارية ونوجز وصفها فيما يلي : الجامع على هيئة مستطيل الشكل ، تبلغ مساحته الداخلية من الشمال إلى الجنوب حوالي ( 28 × 20 متراً ) ويتكون من عشر بلاطات موازية لجدار القبلة يفصلها تسع بائكات تتكون من صفوف الأعمدة ، معظمها من أعمدة مرتفعة تحمل عقوداً نصف دائرية ومدببة الشكل ، ويمكن تقسيم هذه المساحة إلى قسمين رئيسين الشمالي والجنوبي .
- القسم الشمالي: يبلغ اتساع هذا القسم من الشرق إلى الغرب حوالي ( 18.90 متراً ) ، ويحتوي على خمس بلاطات يغطيها سقـف خشبي حـديث ، ويتعامد على محراب القبلة مجاز قاطع ، ويلاحظ أن عقود البائكات موازية لجدار القبلة باستثناء قليل منها على شكل متعامد على الجدار ويلاحظ - أيضاً - أن عدد الأعمدة في البائكات الثلاث - جهة جدار القبلة - خمسة في كل صف ، وفي البائكة الرابعة سبعة أعمدة ، وفي البائكة الخامسة والأخيرة من هذا القسم أربعة أعمدة ، ويكمل بقية الصف جدار سميك ، وقد جاء هذا الاختلاف في عدد الأعمدة نتيجة التجدي
- المدينة :- مدينة ثلاء تماثل غيرها من المدن المجاورة مثل مدينة حبابة ، ومدينة شبام كوكبان بالنسبة لكونها مدينة محمية بسور يحوي بداخله مباني المدينة ـ وهي المنازل الخاصة والمباني الدينية والأسواق وغيرها ـ وسور المدينة مبنَّي من الحجارة ، ويطوق المدينة والقلعة معاً ، ويصل طوله إلى أكثر من ( ألفي متر ) تقريباً ، تقام عليه أبراج المراقبة المرتفعة ، وقد تدرج ارتفاعه من مكان لآخر على طبيعة المكان وتحصينه الطبيعي ، فالجدار الشمالي له كان يصل ارتفاعه ما بين ( 18 - 20 متراً ) بينما في بقية جدرانه الشرقية والشمالية والجنوبية كان يصل ارتفاعه ما بين ( 7 - 9 أمتار ) ، وكان للسور عدة بوابات تنتشر في أجزاء متفرقة منـه ، ويصل عددها إلى ثمان بوابات ، تحف كلا منها منشآت دفاعية متمثلة في برجين عن اليمين وعن الشمال مما يجعلها صعبة الاقتحام بالرغم من اتساعها الذي يصل أحياناً إلى ( خمسة أمتار ) تقريبـاً ، أما بالنسبة لتخطيط المدينة فهي تتسم بتخطيط هندسي متقن " المنازل ، الشوارع ، الممرات الضيقة ، الجامع ، المساجد الصغيرة ، الأضرحة ، المدرسة ، السوق " ، وسنكتفي هنا بالدراسة التفصيلية لبعض المنشآت الدينيـة أهمها : " الجامع الكبير ، مسجد سعيد الكينعي ، الأضرحة ـ ضريح محمد بن الهادي ـ ، مدرسة الإمام " شرف الدين " .
1- الجامع الكبير :- يعود تاريخ تأسيس الجامع الكبير بثلاء إلى فترة مبكرة مـن بداية العصر الإسلامي ، ويصعب تحديد تاريخه بشكل دقيق ، بسبب الإضافات والتجديدات التي تمت في البناء القديم حتى أنه لا يعرف أين يقع مكانه بالضبط ، فجدران الجامع ومنشآته أصبحت متداخلة ومختلطة إلى حد كبير ، ومن خلال الوصف المعماري للجامع سوف نحاول أن نوضح ذلك قدر الإمكان .
يقع الجامع على تل مرتفع في وسط المدينة ، ويتم الوصول إليه من خلال ممر صاعد حيث تطل واجهته الجنوبية على فناء واسع مكشوف ، وفي الناحية الغربية منه إيوان مستطيل الشكل يفتح بعقدين نصف دائريين ، وعلى هذا الفناء زخرفت فتحة العقد الجنوبي بكتلة نباتية ضخمة على هيئة ورقة نباتية خماسية ، يعلوها فتحة مستديرة ، ويكتنفها من الناحيتين حليات معمارية متدلية إلى الأسفل ، وأغلب الاحتمال أن هذا الإيوان كان يشكل في الأصل وحدة معمارية ضمن مساحة الجامع الرئيسية ، وربما كان يستخدم للتدريس في الجامع ، كما يزيد من أهمية هذا الإيوان بقاء بعض الأشرطة الكتابية الممتدة على جدرانه بخط النسخ في الجهات الغربية والجنوبية والشرقية ، وتشمل آية الكرسي والنص التأسيسي وبعض العبارات وأبيات من الشعر ، أما النص التأسيسي فيقرأ كالتالي : ( وكان الفراغ من هذه العمارة المباركة في شهر ذي الحجة سنة سبع وتسعين وسبعمائة من الهجرة المباركة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ) .
ويقرأ نص آخر كالتالي : ( ما استعمل هـذا الماء في غير الشرب فهو في الحرج وأضيق من الضيق ، ولا أحله الله عليه ، يا شارب الماء الزلال عليك هذا القول حتما ، اشرب وقل *** الذي حرم الحسين ظمأ ) .
تطل واجهة الجامع على الناحية الجنوبية من الفناء السابق ذكره ، وهي واجهة بسيطة خالية من العناصر الزخرفية ، ويتوسطها فتحة المدخل المؤدية إلى الجامع على نفس محور المحراب تقريباً ، وإلى الغرب منها مدخل آخر ، تشكل عمارة الجامع من الداخل خليطاً من القديم والجديد - كما سبق ذكره - حيث يبدو الارتباك المعماري واضحاً على أجزائـه المعمارية ونوجز وصفها فيما يلي : الجامع على هيئة مستطيل الشكل ، تبلغ مساحته الداخلية من الشمال إلى الجنوب حوالي ( 28 × 20 متراً ) ويتكون من عشر بلاطات موازية لجدار القبلة يفصلها تسع بائكات تتكون من صفوف الأعمدة ، معظمها من أعمدة مرتفعة تحمل عقوداً نصف دائرية ومدببة الشكل ، ويمكن تقسيم هذه المساحة إلى قسمين رئيسين الشمالي والجنوبي .
- القسم الشمالي: يبلغ اتساع هذا القسم من الشرق إلى الغرب حوالي ( 18.90 متراً ) ، ويحتوي على خمس بلاطات يغطيها سقـف خشبي حـديث ، ويتعامد على محراب القبلة مجاز قاطع ، ويلاحظ أن عقود البائكات موازية لجدار القبلة باستثناء قليل منها على شكل متعامد على الجدار ويلاحظ - أيضاً - أن عدد الأعمدة في البائكات الثلاث - جهة جدار القبلة - خمسة في كل صف ، وفي البائكة الرابعة سبعة أعمدة ، وفي البائكة الخامسة والأخيرة من هذا القسم أربعة أعمدة ، ويكمل بقية الصف جدار سميك ، وقد جاء هذا الاختلاف في عدد الأعمدة نتيجة التجدي
دات في عمارة هذا القسم ، يتوسط جدار القبلة كتلة المحراب ، بوسطها تجويف المحراب ويتوِّجه عقد مفصص الشكل ، يعلوه شريط من الكتابة النسخية ، وتوجد دائرتان على كوشتي عقد المحراب على شكل وردة بارزة متعددة البتلات ، ويكتنف المحراب من الناحيتين ومن أعلى كتابة نسخية لآيات من القرآن الكريم : ( يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدو واعبدوا ربكم ….) وعبارة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ علي وليَّ الله ) ؛ وذلك على مهاد من الزخرفة النباتية ، وهذا القسم من المساحة الأصلية الأولى للجامع والتي يمكن أن يعود تاريخها إلى ما قبل ( القرن الثامن الهجري ) على حد زعم الدكتور مصطفى شيحة .
- القسم الجنوبي : يمتاز هذا القسم بامتداده من الشرق إلى الغرب ويمكن تقسيمه إلى وحدتين معماريتين رئيستين :
- الوحدة المعمارية الشرقية : يبدو على هذه الوحدة المعمارية التي تتبع امتداد القسم الشمالي السابق - من الشمال إلى الجنوب - الإضافة أو التجديد في مساحة الجامع ، وعقود البائكات نصف دائرية مدببة الشكل ومعظمها موازٍ لجدار القبلة وقليل منها متعامد على الجدار ، ويغطيه سقف خشبي جدد مؤخراً .
- الوحدة المعمارية الغربية : الواقع أن هذه الوحدة أشبه بمسجد صغير مستقل بذاته داخل المساحة الرئيسية للجامع ، ويرجع هذا المسجد الصغير في تاريخه إلى العصر العثماني في اليمن ، ويمتاز بتقارب أعمدته من بعضها حيث تقوم عليها عقود مدببة الشكل تحمل قباباً ضحلة صغيرة قليلة الارتفاع ، مناطق انتقالها من المثلثات الكروية ، وتتوسطها قبة رئيسية أكثر ارتفاعاً ، وتظهر من خارج سطح المسجد على شكل متدرج ، إن أهم ما يميز هذا المسجد الصغير كتابات بخط النسخ والثلث ، والزخارف النباتية والهندسية المنفذة بمادة الجص ، وهي تعتبر في حد ذاتها عملاً فنياً في غاية الدقة والإبداع ، وتشمل الكتابات آيات عديدة من القرآن الكريم ، وتمتد هذه العناصر - أيضاً - على بواطن القباب والعقود وواجهاتها وتيجان الأعمدة الجصية التي ملئت - أيضاً - بالكتابات والزخارف ، ويضم هذا المسجد محراباً صغيراً .
تقع المئذنة الحالية للجامع في الناحية الجنوبية الغربية ، وهي مئذنة حديثة إسطوانية الشكل يضيق محيطها إلى أعلى ، وتنتهي بقمة مخروطية صغيرة ، أما المطاهير ـ الحمامات ـ بهذا الجامع تقع في الناحية الجنوبية ، ويتم الدخـول إليها مـن فتحة مـدخـل صغير في الناحية الغربية مـن الجـدار الجنوبي للجامع .
2- مسجد سعيد الكينعي : يقع مسجد سعيد الكينعي في الجانب الجنوبي من مدينة ثلاء في حي يعرف باسم قرية الطلح ، وقد بناه " سعيد بن منصور بن علي الشهابي " ، فقد كان عالماً محققاً في الفقه ، سلك مسلك شيخه " إبراهيم بن أحمد الكينعي " في الزهد والورع والاشتغال بالعبادة ، وكانت وفاته في مدينة ثلاء سنة ( 893 هجرية ) ، ودفن في فناء هذا المسجد المعروف باسمه " مسجد سعيد " ، وهو مسجد صغير ينقسم إلى ثلاثة أجزاء ، الجهة الشرقية منه وتستخدم للصلاة ، والجنوبية وفيها بركة ماء – كبيرة - ، أما الباقي ففيها ثلاثة أضرحة منها واحد للشيخ " سعيد " نفسه ومذكور فيه تاريخ وفاته بالضبط في 29 شعبان من سـنـة ( 893 هجرية ) ، والضريحان الآخران مجهولان .
3- أهم أضرحة ثـلاء ( ضريح محمد بن الهادي ) : لقد ذكر العالم الجليل " إسماعيل بن علي الأكوع " في كتابه " هجر العلم ومعاقله في اليمن " ، أنه سمع أن مقبرة مدينة ثلاء تضم رفاه ( سبعين ) عالماً مجتهداً من غير الأضرحة ، وتحوي مدينة ثلاء بين أسوارها على عدد كثير من الأضرحة لعلمائها ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :
- ضريح محمد بن الهادي
- ضريح الناصر محمد
- أضرحة مدرسة الإمام شرف الدين
- ضريح صلاح
- ضريح بنت المنصور
وسنكتفي هنا بوصف لضريح محمد بن الهادي لأنه يعتبر من أهم أضرحة مدينة ثلاء :-
- ضريح محمد بن الهادي : يقع هذا الضريح في حي اللؤلؤة في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة ثـلاء وبالقرب من أحد أبواب المدينة المسمى باسمه " باب الهادي " وأسفل جامع المدرسـة ، وينسب إلى " محمد بن الهادي بن المؤيد بالله يحيى بن حمزة " ، لم يترجم له أحد من المؤرخين القدماء كما أننا لا نعرف تاريخ ميلاده ، وقد نشأ في مدينة حوث ، وله معرفة بكثير من العلوم واشتغل بالتصوف ثم قدم إلى مدينة ثلاء فسكنها وعمر ـ بنى ـ فيها قبة جميلة في بنائها وزخرفتها ، وقد بناها البناء " أحمد بن محمد الشيرازي " .
- وفاته : توفي " محمد بن الهادي " ظهر يوم الثلاثاء آخر يوم من شهر شعبان سنة ( 849 هجرية ـ 1445 ميلادية ) .
- وصف الضريح : هذا الضريح لم يبن كضريح ، ولكنه بُني كمسجد لإقامة الصلاة فيه ، إذ أنه من المعروف كراهية الصلاة في مبانٍ القبور ، يؤيد ذلك ما جاء منقوشاً على شريط كتابي يدور حول رقبة القبة مما يدل على أنه مسجد ، ويطلق عليه اسم القبة ، وصفتها عبارة عن بناء مربع الشكل تقريباً يصعب قياسات أضلاعه من الخارج لإحاطتها بالمباني الملحقة بها عدا الجهة الج
- القسم الجنوبي : يمتاز هذا القسم بامتداده من الشرق إلى الغرب ويمكن تقسيمه إلى وحدتين معماريتين رئيستين :
- الوحدة المعمارية الشرقية : يبدو على هذه الوحدة المعمارية التي تتبع امتداد القسم الشمالي السابق - من الشمال إلى الجنوب - الإضافة أو التجديد في مساحة الجامع ، وعقود البائكات نصف دائرية مدببة الشكل ومعظمها موازٍ لجدار القبلة وقليل منها متعامد على الجدار ، ويغطيه سقف خشبي جدد مؤخراً .
- الوحدة المعمارية الغربية : الواقع أن هذه الوحدة أشبه بمسجد صغير مستقل بذاته داخل المساحة الرئيسية للجامع ، ويرجع هذا المسجد الصغير في تاريخه إلى العصر العثماني في اليمن ، ويمتاز بتقارب أعمدته من بعضها حيث تقوم عليها عقود مدببة الشكل تحمل قباباً ضحلة صغيرة قليلة الارتفاع ، مناطق انتقالها من المثلثات الكروية ، وتتوسطها قبة رئيسية أكثر ارتفاعاً ، وتظهر من خارج سطح المسجد على شكل متدرج ، إن أهم ما يميز هذا المسجد الصغير كتابات بخط النسخ والثلث ، والزخارف النباتية والهندسية المنفذة بمادة الجص ، وهي تعتبر في حد ذاتها عملاً فنياً في غاية الدقة والإبداع ، وتشمل الكتابات آيات عديدة من القرآن الكريم ، وتمتد هذه العناصر - أيضاً - على بواطن القباب والعقود وواجهاتها وتيجان الأعمدة الجصية التي ملئت - أيضاً - بالكتابات والزخارف ، ويضم هذا المسجد محراباً صغيراً .
تقع المئذنة الحالية للجامع في الناحية الجنوبية الغربية ، وهي مئذنة حديثة إسطوانية الشكل يضيق محيطها إلى أعلى ، وتنتهي بقمة مخروطية صغيرة ، أما المطاهير ـ الحمامات ـ بهذا الجامع تقع في الناحية الجنوبية ، ويتم الدخـول إليها مـن فتحة مـدخـل صغير في الناحية الغربية مـن الجـدار الجنوبي للجامع .
2- مسجد سعيد الكينعي : يقع مسجد سعيد الكينعي في الجانب الجنوبي من مدينة ثلاء في حي يعرف باسم قرية الطلح ، وقد بناه " سعيد بن منصور بن علي الشهابي " ، فقد كان عالماً محققاً في الفقه ، سلك مسلك شيخه " إبراهيم بن أحمد الكينعي " في الزهد والورع والاشتغال بالعبادة ، وكانت وفاته في مدينة ثلاء سنة ( 893 هجرية ) ، ودفن في فناء هذا المسجد المعروف باسمه " مسجد سعيد " ، وهو مسجد صغير ينقسم إلى ثلاثة أجزاء ، الجهة الشرقية منه وتستخدم للصلاة ، والجنوبية وفيها بركة ماء – كبيرة - ، أما الباقي ففيها ثلاثة أضرحة منها واحد للشيخ " سعيد " نفسه ومذكور فيه تاريخ وفاته بالضبط في 29 شعبان من سـنـة ( 893 هجرية ) ، والضريحان الآخران مجهولان .
3- أهم أضرحة ثـلاء ( ضريح محمد بن الهادي ) : لقد ذكر العالم الجليل " إسماعيل بن علي الأكوع " في كتابه " هجر العلم ومعاقله في اليمن " ، أنه سمع أن مقبرة مدينة ثلاء تضم رفاه ( سبعين ) عالماً مجتهداً من غير الأضرحة ، وتحوي مدينة ثلاء بين أسوارها على عدد كثير من الأضرحة لعلمائها ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :
- ضريح محمد بن الهادي
- ضريح الناصر محمد
- أضرحة مدرسة الإمام شرف الدين
- ضريح صلاح
- ضريح بنت المنصور
وسنكتفي هنا بوصف لضريح محمد بن الهادي لأنه يعتبر من أهم أضرحة مدينة ثلاء :-
- ضريح محمد بن الهادي : يقع هذا الضريح في حي اللؤلؤة في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة ثـلاء وبالقرب من أحد أبواب المدينة المسمى باسمه " باب الهادي " وأسفل جامع المدرسـة ، وينسب إلى " محمد بن الهادي بن المؤيد بالله يحيى بن حمزة " ، لم يترجم له أحد من المؤرخين القدماء كما أننا لا نعرف تاريخ ميلاده ، وقد نشأ في مدينة حوث ، وله معرفة بكثير من العلوم واشتغل بالتصوف ثم قدم إلى مدينة ثلاء فسكنها وعمر ـ بنى ـ فيها قبة جميلة في بنائها وزخرفتها ، وقد بناها البناء " أحمد بن محمد الشيرازي " .
- وفاته : توفي " محمد بن الهادي " ظهر يوم الثلاثاء آخر يوم من شهر شعبان سنة ( 849 هجرية ـ 1445 ميلادية ) .
- وصف الضريح : هذا الضريح لم يبن كضريح ، ولكنه بُني كمسجد لإقامة الصلاة فيه ، إذ أنه من المعروف كراهية الصلاة في مبانٍ القبور ، يؤيد ذلك ما جاء منقوشاً على شريط كتابي يدور حول رقبة القبة مما يدل على أنه مسجد ، ويطلق عليه اسم القبة ، وصفتها عبارة عن بناء مربع الشكل تقريباً يصعب قياسات أضلاعه من الخارج لإحاطتها بالمباني الملحقة بها عدا الجهة الج
نوبية والتي ليست كاملة إذ تقطع المباني أجزاءاً كبيرة من هذه الواجهة ويفتح فيها مداخل ، والمدخل يطل على صرح من الجهة الجنوبية ، وقد دعمت هذه الواجهة حديثاً بجدار مستحدث بني بطريقة الأبلق ومؤرخ بسنة ( 1416 هجرية ـ 1996 ميلادية ) ، تقوم على الجدران قبة ضخمة كبيرة شاهقة الارتفاع تبدو وكأنها ضحلة لضخامتها مع أنها مرتفعة كثيراً على رقبة مستديرة وزينت من الخارج بخطوط بارزة لتبدو للناظرين وكأنها مضلعة ، ويتم الوصول إلى داخل القبة عن طريق المدخل الجنوبي الذي يفضي إلى قـاعـة مـربعـة الشكل تفاوتت أبـعـادهـا قليلاً عـلـى النحو الآتي : الشرقي طوله ( 12.10 م ) والغربي ( 12.55 م ) ، والشمالي والجنوبي ( 12.60 م ) ، وقد يعزي هذا التفاوت إلى استخدام الحجارة غير المهندمة وسمك الجدار الذي يحمل القبة مما صعب على البناء ضبط الأبعاد .
- المحراب: يتصدر جدارها الشمالي حنية عميقة عرضها ( 1.10 م ) وعمقها ( 1.20 م ) ، وارتفاعها ( 2.20 م ) ، وهي ذات عقد نصف دائري توجَّت بكوة مفصصة ، يفصل بينهما شريط كتابي نصه : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ، ويقوم العقد على عمودين مخلقين زين بدنهما بزخارف هندسية لهما تيجان تتكون من قسمين : الأسفل دائري الشكل مزين بخطوط متكسرة ، والأعلى مربع الشكل مزين بزخارف نباتية ، كما زينت واجهة العقد بشريط كتابي بخـط الثلث ينص على : ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم من بنا بيتاً لله بنى له الله بيتاً في الجنة ولا يصلي فـي ذلك المسجد أحداً إلا وله مثل أجره جنات تجرى من تحتها الأنهار ………. تقبل الله منهم ) ، كما يكتنف الحنية عمودان آخران مندمجان لهما تيجان يشبهان سابقيهما يقوم عليها عقد مدبب ، يفصل بين الأعمدة والعقد شريط كتابي ينص على : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فاطمة أمة الله ) زين العقد بزخارف عربية مورقة ، كما تزين توشيحتي العقد زخارف نباتية ، قوامها وريدات سداسية البتلات ، وعلى جانبي توشيحتي العقد شريطان كتابيان نصهما :
- الأيمن : عمل " محمد بن يحيى شرف الصانع الصنعاني " عفا الله عنه وعن كافة المسلمين .
- الأيسر : أمر بتشييع هذا المسجد المبارك سنة ( تسع وأربعين وثمان مائة ) .
ويقع على جانبي حنية المحراب لوحتان مستطيلتا الشكل ، زين وسطها بشكل هندسي مثمن الأضلاع ، زينت بزخارف عربية مورقة تحيط بها كتابات - في الجهة اليمنى - نصها : ( المنة لله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) ، أما الجهة اليسرى فنصها : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) صدق الله العظيم .
ويوجد على جانبي المحراب خزانتان شرقية وغربية يغلق عليهما مصراعان من الخشب نقشت عليهما كتابات تتضمن أبيات شعرية تتكون من سطرين :
- الأول : فاقت ثلاء رفيع القدر مولانا حامي المكارم من سراً وعلانية
محمد البدر نجل الشبل العلم الهادي ثمرات الورى فضلاً وإحسانا
- الثاني : وضريحه أشرقت بنور طلعته وشمخت حسناً وإتقاناً
به ثلاء شرفت قدراً كما شرفت أرض بها المصطفى على الورى إنسانا .
ولهذين البيتين دلالة على أن القبة ليست للصلاة فحسب - بل وضريح - وإلا ما كان تسجيل هذه الكتابات داخل القبة ـ المسجد ـ .
كما فتح في القبة مدخلان آخران ، الأول يقع في الركن الجنوبي الغربي ويؤدي إلى المطاهير ، والثاني فتح في الضلع الجنوبي أسفل الحنية الشرقية ويؤدي إلى حجرة صغيرة تستخدم مخزناً ، إلى جانب ذلك تفتح في الجدار الشرقي نافذة كبيرة عرضها ( 1.46 م ) و ارتفاعها ( 2.14 م ) ، وينتصف جدران القاعة حنايا ركنية عميقة وكبيرة تتناسب مع سعة القاعة وضخامة القبة ، ذات عقود نصف دائرية وعلى جانبي كل حنية حنيتين صغيرتين تبدوان كأنهما مفصصتان ، مما يدل على أن للقبة منطقتي انتقال ، الأولى الحنايا الركنية الكبيرة ، والثانية الحنايا الصغيرة التي تعلو الحنايا الكبيرة ، تعلو الحنايا الصغيرة رقبة القبة ، وهي مستديرة الشكل زينت بشريط كتابي نفذ بخط الثلث على مهاد من التفريعات النباتية وبلون أبيض على أرضية زرقاء ونصه : ( بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على النبي الأمي أفضل خلقه أجمعين وعلى سائر النبيين والمرسلين والأنبياء والصالحين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ، اللهم نستودعك لا تضيع ودائعك يا حفيظ احفظ فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين ) ، إن عمارة هذا المسجد المبارك أمر بتشيعه " محمد بن الهادي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن الحسين نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم " تقبل الله منه وعفا عنه وغفر له ورحمه وجميع المسلمين .
ويعلو الرقبة قبة شا
- المحراب: يتصدر جدارها الشمالي حنية عميقة عرضها ( 1.10 م ) وعمقها ( 1.20 م ) ، وارتفاعها ( 2.20 م ) ، وهي ذات عقد نصف دائري توجَّت بكوة مفصصة ، يفصل بينهما شريط كتابي نصه : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ، ويقوم العقد على عمودين مخلقين زين بدنهما بزخارف هندسية لهما تيجان تتكون من قسمين : الأسفل دائري الشكل مزين بخطوط متكسرة ، والأعلى مربع الشكل مزين بزخارف نباتية ، كما زينت واجهة العقد بشريط كتابي بخـط الثلث ينص على : ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم من بنا بيتاً لله بنى له الله بيتاً في الجنة ولا يصلي فـي ذلك المسجد أحداً إلا وله مثل أجره جنات تجرى من تحتها الأنهار ………. تقبل الله منهم ) ، كما يكتنف الحنية عمودان آخران مندمجان لهما تيجان يشبهان سابقيهما يقوم عليها عقد مدبب ، يفصل بين الأعمدة والعقد شريط كتابي ينص على : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فاطمة أمة الله ) زين العقد بزخارف عربية مورقة ، كما تزين توشيحتي العقد زخارف نباتية ، قوامها وريدات سداسية البتلات ، وعلى جانبي توشيحتي العقد شريطان كتابيان نصهما :
- الأيمن : عمل " محمد بن يحيى شرف الصانع الصنعاني " عفا الله عنه وعن كافة المسلمين .
- الأيسر : أمر بتشييع هذا المسجد المبارك سنة ( تسع وأربعين وثمان مائة ) .
ويقع على جانبي حنية المحراب لوحتان مستطيلتا الشكل ، زين وسطها بشكل هندسي مثمن الأضلاع ، زينت بزخارف عربية مورقة تحيط بها كتابات - في الجهة اليمنى - نصها : ( المنة لله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) ، أما الجهة اليسرى فنصها : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) صدق الله العظيم .
ويوجد على جانبي المحراب خزانتان شرقية وغربية يغلق عليهما مصراعان من الخشب نقشت عليهما كتابات تتضمن أبيات شعرية تتكون من سطرين :
- الأول : فاقت ثلاء رفيع القدر مولانا حامي المكارم من سراً وعلانية
محمد البدر نجل الشبل العلم الهادي ثمرات الورى فضلاً وإحسانا
- الثاني : وضريحه أشرقت بنور طلعته وشمخت حسناً وإتقاناً
به ثلاء شرفت قدراً كما شرفت أرض بها المصطفى على الورى إنسانا .
ولهذين البيتين دلالة على أن القبة ليست للصلاة فحسب - بل وضريح - وإلا ما كان تسجيل هذه الكتابات داخل القبة ـ المسجد ـ .
كما فتح في القبة مدخلان آخران ، الأول يقع في الركن الجنوبي الغربي ويؤدي إلى المطاهير ، والثاني فتح في الضلع الجنوبي أسفل الحنية الشرقية ويؤدي إلى حجرة صغيرة تستخدم مخزناً ، إلى جانب ذلك تفتح في الجدار الشرقي نافذة كبيرة عرضها ( 1.46 م ) و ارتفاعها ( 2.14 م ) ، وينتصف جدران القاعة حنايا ركنية عميقة وكبيرة تتناسب مع سعة القاعة وضخامة القبة ، ذات عقود نصف دائرية وعلى جانبي كل حنية حنيتين صغيرتين تبدوان كأنهما مفصصتان ، مما يدل على أن للقبة منطقتي انتقال ، الأولى الحنايا الركنية الكبيرة ، والثانية الحنايا الصغيرة التي تعلو الحنايا الكبيرة ، تعلو الحنايا الصغيرة رقبة القبة ، وهي مستديرة الشكل زينت بشريط كتابي نفذ بخط الثلث على مهاد من التفريعات النباتية وبلون أبيض على أرضية زرقاء ونصه : ( بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على النبي الأمي أفضل خلقه أجمعين وعلى سائر النبيين والمرسلين والأنبياء والصالحين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ، اللهم نستودعك لا تضيع ودائعك يا حفيظ احفظ فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين ) ، إن عمارة هذا المسجد المبارك أمر بتشيعه " محمد بن الهادي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن الحسين نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم " تقبل الله منه وعفا عنه وغفر له ورحمه وجميع المسلمين .
ويعلو الرقبة قبة شا