اليمن_تاريخ_وثقافة
10.5K subscribers
141K photos
348 videos
2.17K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#مدن_ومناطق_يمنية

المواسط

المواسط
المساحة • الإجمالي216.8 كم² (83.7 ميل²)التعداد • الإجمالي115.660

المواسط هى أحدى مديريات محافظة تعز , اليمن .

تقع مدينة المواسط أو السواء جنوب مدينة تعز ، على بعد حوالي ( 30 كيلومتراً ) تقريباً ، ويحدها كم الشمال مديرية سامع ، وجزء من مديرية المعافر , ومن الجنوب مديرية الشمايتين , ومن الشرق مديريتا الصلو ، وحيفان , ومن الغرب مديرية المعافر , كما تبلغ مساحتها 216.8 كم2 , أما عدد السكان فيبلغ 115.660 نسمة.

ومن أهم ما يميز هذه المدينة موقعها الجغرافي الهام الذي يتحكم بطريق التجارة الذي كان يربط المدن اليمنية القديمة بشواطئ وموانئ البحر الأحمر ، وقد اتخذها ملوك " بني الكرندي " مركزاً في ( القرن الرابع الهجري ) .

الأنشطة الاقتصادية

يعتمد بعض السكان على عائدات الإنتاج الزراعي .. كما أن جزءاً كبيراً من السكان يعتمدون على تحويلات أقاربهم العاملين في الوظائف الحكومية والخاصة وكذا المغتربين في خارج الوطن ..

أولا : الإنتاج الزراعي  : - الحبوب : منها الذرة الرفيعة (الصفراء والحمراء ) ، والغرب والدخن في المدرجات الجبلية والمناطق المستوية .. وتتم زراعة الذرة الشامية بكميات بسيطة..

- الخضروات : أهمها البطاط ، الطماط ، الثوم ، البصل ، الفجل .. وتسوّق محلياً ..

المحاصيل النقدية : أهم محصول نقدي في المديرية هو البن ومنه البن الحمّادي الشهير – والذي أصبح مهدداً بالزوال بسبب النحت الجانبي الذي تتعرض له الحقول الواقعة على جوانب بعض الأودية ، سواءً من بني حمّاد ، أو قدس (وادي زبيرة)..

ثانياً : الرعي وتربية الحيوانات : يتم تربية الماعز ، والضأن ، والأبقار ، وتربية الدواجن للاستهلاك الذاتي .

المواقع الأثرية

حصن القدم :

يقع في مدينة السواء ، يعلو الحصن بقايا آثار مدينة كبيرة تحيط بالحصن من الجهات الشمالية والجنوبية تتمثل في خرائب مبانٍ متزاحمة وأحجار كثيرة ، وتظهر في الحفائر شقافات فخارية استخرجت من تلك الحفائر ، ولا تزال هناك بقايا أسوار الحصن ، وبعض المباني قائمة ، حفر فيها وعثر على عدد من المدافن ، وكذلك على أوانٍ من الفخار وفي أعلى الحصن آثار لمعبد قديم ، وفي أسفل الحصن من الناحية الجنوبية بقايا آثار لمعبد آخر ، ولا تزال بقايا سور الحصن في جميع الجهات ويقع الباب الرئيسي في الناحية الجنوبية ، وفي الموقع توجد خزانات مياه عديدة وإلى أسفل الحصن خزان كبير يسمى " بركة الجاهلي" ، وفي الجهة الجنوبية يشاهد عدد من صهاريج المياه المنقورة في الصخر

كما توجد العديد من المواقع الأثرية والتاريخية المتناثرة في المساحة الجغرافية لعزلة السواء حالياً كانت ترتبط بشكل أو بآخر بالمركز القديم - حصن السواء - وهى :

الدقداق : يقع في قرية المشّمر ويضم بقايا أساسات لمنشآت معمارية قديمة وتحيط به الأراضي الزراعية من جميع الجهات .الصردف : عبارة عن إطلال أثرية لمستوطنة قديمة تقع في هضبة على الطريق التجاري القديم ويلاحظ بقايا أساسات لمبانٍ قديمة شيدت بأحجار غير مهندمة .جبل المرياخة : يقع شرق حصن القدم ، وتوجد فيه أربعة كهوف صخرية فيها مقابر قديمة منحوتة في الصخور بإتقان ومهارة فنية رفيعة المستوى
#اليمن_تاريخ_وثقافة
منطقة #العجيلة بتعز.. عروس بني حماد الحزينة 

استطلاع/ محمد العزعزي 

24 - نوفمبر - 2014 ,

العجيلة قطعة خضراء تزين بني حماد في المواسط بتعزالعجيلة قطعة خضراء تزين بني حماد في المواسط بتعز تعتمد على الزراعة ويقصدها السياح صيفا لقضاء الأوقات في الوديان القريبة من الشارع الإسفلتي الذي يربط الشمسرة بقدس، كما تستقبل زيارات حولية لضريح الشيخ عثمان العجيل. 
كانت هذه المنطقة بؤرة إشعاع ثقافي، إلا أن الإهمال والتهميش الذي تعرضت له وقلة الموارد يؤرقان روعتها ومناظرها الخلابة الجميلة، إنها بني حماد التي تعد من المناطق الزراعية والتاريخية الموغلة في القدم، حيث اتخذها الأمويون والأتراك والأئمة مركزا للسيطرة على المناطق المجاورة بهدف جمع أموال الضرائب والزكاة وبنوا فيها الحصون فكانت منارة للعلم تهفو إليها القلوب. 
يحد العجيلة ببني حماد بمديرية الشمايتين بتعز من الشرق قدس ومن الغرب الأيفوع ومن الشمال جبل الصرم بقدس ومن الجنوب ذبحان ووادي الضباب، وهي ذات تضاريس جبلية معقدة بين الجبال العالية والهضاب والوديان العميقة التي تجري بها المياه على مدار العام، ومن أهم جبالها: الشوار، قحفة، هضبة قزوران، الصيار، الكريس، جبل السار، عساعس
وتضم عزلة العجيلة عدة قرى متناثرة هي: النوبة، عدهن، دار سنان، الحريق، العنين، العدوف، الحمرين، القحاف، النبيرة، وغيرها. 
أما عدد سكانها فبلغ (6000) نسمة حسب الإحصائيات القديمة، يعملون في الزراعة ورعي الماعز والأغنام وتربية الماشية وترتفع نسبة النوع للإناث 63%، وإعالة الأطفال وكبار السن ما أدى إلى زيادة الفقر بين السكان والهجرة الداخلية والخارجية لمساعدة الأسر. 
هيمنة المركز 
فرضت المركزية الشديدة دورها السلبي على هذه المنطقة وسكانها ويشعرون بأنهم تعرضوا إلى أعمال القمع السلطوي للنظام السابق لفرض سياسة التجهيل والتجويع والعزلة خلال نصف قرن مضى، فكرس المشكلات وخلع أهمية هذه المنطقة، وأظهر هذا في علاقة التابع الذي يعطي ولا يأخذ أبسط الحقوق ما أدى إلى هجرة العديد من المواطنين إلى عدن التي كانت حاضنة، وإلى الدول المجاورة لنيل الحرية والعلم والعمل، وبرز العديد من الرموز الاجتماعية التي يشار لها بالبنان منهم على سبيل المثال لا الحصر المرحوم أحمد عبدالجليل العجيل الملقب بالسيد غني الذي تعرض للملاحقات والسجون بسبب انتمائه للتنظيم الشعبي قبل الوحدة، وطبيب القلب عبده محمد علي والدكتور عبدالكريم سلطان والدكتور عبدالحكيم عبدالجليل أستاذ الفيزياء في علم الجوامد والدكتور علي محمد عبدالله أستاذ جيولوجيا النفط والمعادن والدكتور صلاح أحمد عبدالجليل أستاذ علم الإحياء والدكتور هشام شرف وزير التعليم العالي والدكتورة الفاضلة حورية مشهور وغيرهم الكثير. 
صيحة طالبة 

أطلقت الطالبة الشابة أحلام شرف محمد ناجي الحمادي نداء استغاثة إلى وزير التعليم العالي والأستاذ الدكتور محمد محمد الشعيبي رئيس جامعة تعز ونائب رئيس فرع الجامعة بالتربة جاء فيه: “أنا طالبة متفوقة ولدي طموح وحب شاغف لتحقيق أمنيتي وحلمي الوحيد في الدراسة الجامعية لكن للأسف أصبحت أواجه العوائق والمصاعب بسبب الوساطة والمحاباة، حيث تقدمت للتسجيل في كلية العلوم الطبية المساعدة قسم المختبرات بفرع الجامعة في التربة لكن دون جدوى للمرة الثالثة، وأذكركم أن شهادتي الثانوية صارت على وشك الانتهاء ..فماذا أنتم فاعلون”. 
أبرز الهموم 
الشاب مازن شرف الحمادي قال: “منذ أن تخرجت من جامعة تعز عام 2007/2008م وأنا أحلم بوظيفة وأتقدم لتجديد القيد في الخدمة المدنية كل عام..وأقوم بالتدريس طوعا في مدارس بعيدة عن سكني منذ أربعة أعوام”. 
كما أكد المواطن عادل محمد قاسم الحاصل على الثانوية العامة عام 1994م أنه “لم يستطع إكمال تعليمه الجامعي فلجأ للعمل الحر بالأجر اليومي وهو يعول ثمانية أطفال”. 
إلى ذلك قالت الطفلة زينب عبدالكريم ضبعان (11) عاما: “إنها تدرس بالصف السادس الأساسي وتقطع سيرا على الأقدام مسافة طويلة مدتها أربع ساعات، وتمنت أن تكون طبيبة في المستقبل”. 
وقال صقر الحمادي: “تخرجت من جامعة الحديدة عام 2007م تخصص حاسوب إلى اليوم لم أتحصل على درجة وظيفية”. 
أما الشاب ريان عادل محمد فقال: “عندما يمرض إنسان يتم إسعافه إلى أماكن بعيدة، ونحمل المرضى من كبار السن على جنازة الموتى ولا يوجد في هذه المنطقة وحدة صحية”. 
وفي الطريق المؤدي إلى الحصن وجدنا أطفالا يذاكرون دروسهم على قارعة الطريق ويرعون الماعز، وقالت الطفلة ماريا خلدون أحمد ثابت: “إنها ستواصل دراسة الجامعة لتكون معلمة”. 
وجدنا في الطريق بين الجبال العالية بائع آيس كريم يدعى فخر عبدالله من أهالي الراهدة يشتري هذه السلعة من تعز ويمشي مسافات بعيدة بين القرى من أجل الحصول على لقمة العيش”. 
حصن العرمة التاريخي 

عاقل الحصن عبدالكريم ناجي علي مرشد قال: “يقع هذا الحصن في هضبة مرتفعة عما جاورها، ويشرف على الوديان الزراع
ية الخصبة”. 
ويعتقد السكان أن هذا الحصن يعود إلى عصر ماقبل الإسلام وأعادت بناءه الدولة الأموية والعثمانية وبه آثار معمارية كأماكن الحراسة من جهاته الأربع وغرفة تفتيش في مقدمة الحصن ونقش الصليب على البوابة الخارجية ما يدل على قدمه وطرق المتاهات التي كانت تستخدم وقت الحروب إلى جانب وجود السقايات والمدافن لخزن الطعام والمتارس”. 
وأضاف قائلا: “يسكن الحصن عدد من الأسر حوالي(60) نسمة، والمهاجرون أكثر من(120) شخصا يتعرض أكثرهم لخطر البرق”. 
وطالب الحكومة والجهات المهتمة بالآثار بـ «إعادة الترميم وبناء السور الذي تعرض للهدم بفعل عوامل التعرية والبرق الذي يصيب هذه القلعة التاريخية للحفاظ عليه كونه من الحصون الأثرية التي تعني التراث الإنساني العالمي”. 
هدم ضريح الشيخ عثمان 
قال محمد عقلان العجيل: “إن الحوطة ومسجد الشيخ العلامة عثمان بن أحمد بن موسى العجيل تعرض للهدم فترة حكم الإمام أحمد حميد الدين بدعوى أن القائمين عليه يحرضون الناس على الثورة ومناهضة الحكم، ويعود ضريح الشيخ إلى فترة الدولة الرسولية، وكان يقام في هذا المسجد تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية، ويقصده الزوار من كل مكان لإقامة الموالد والحضرات الصوفية”. 
أضرار السيول 
قال التربوي مازن الحمادي: “تتعرض الأرض الزراعية لأضرار السيول كل عام فتجرف التربة، ويصاب الأهالي بخسائر مالية كبيرة، وناشدوا وزارة الزراعة والري القيام بدورها بإعادة تأهيل المدرجات الجبلية وصيانة التربة من خطر الجرف في وادي المعافر وقرى العجيلة بشكل عام، والحفاظ على المياه الجارية بإقامة السدود والحواجز المائية حتى لا تذهب هدرا إلى البحر الأحمر”. 
شحة المياه 
قال عبدالكريم ضبعان (قرية العرمة): “نعتمد على مياه الأمطار الذي نقوم بتخزينه أيام هطول الأمطار صيفا في سقايات وخزانات، ويستخدم لشرب الإنسان والحيوان، ونعاني من شحة المياه شتاء، وقد قمنا بإيصال الأنابيب من مشروع مياه المحسن الكبير عبدالكريم الأسودي كلفنا 120 ألف ريال قبل 12 عاما لكن القائمين عليه قطعوا الماء منذ سبع سنوات كون القائمين عليه يمثلون الحرس القديم للنظام السابق وسعر الوحدة 1500ريال، والناس لا تستطيع السداد لارتفاع سعر التعريفة”، وأضاف “تقوم النساء بجلب الماء على رؤوسهن وظهور الحمير في فترة الجفاف من أماكن بعيدة”. 
الكهرباء خدمة مفقودة 
قال ريان عبدالكريم: “الكهرباء لا توجد في هذه المنطقة المحرومة من الضوء، ونعتمد على الفوانيس والقماقم، وقبل عشر سنوات نصبوا لنا الأعمدة بالأسلاك لكن لا يوجد فيها روح، وكانت عبارة عن دعاية انتخابية”. 
وعورة الطريق 
أشرف شرف الحمادي قال: “الطرق وعرة في أرض جبلية، وتحتاج هذه العزلة المحرومة إلى شق ورصف وسفلتة الطرق حتى ندخل الألفية الثالثة، ونكسر حاجز العزلة المفروضة قسرا”. 
مدرسة آيلة للسقوط 
جلال عبدالعزيز شرف (تربوي) قال: “افتتحت مدرسة السلام عجيلة بني حماد عام 1996م الآيلة للسقوط على رؤوس الطلبة، وهي أساسية وعدد المعلمين (14) وعدد الطلبة أكثر من 370 طالبا وطالبة، وبلغ العجز في الكادر التربوي للمواد التخصصية 14معلما، ويفترش الطلبة الأرض لانعدام المقاعد الدراسية والوسائل التعلمية، ولا يوجد شربة ماء”، وأضاف “هذه المنطقة تحتاج مدرسة ثانوية حتى لا تحرم البنات من مواصلة الدراسة”. 
المقابر 
تتعرض المقابر في المنطقة لجرف السيول خاصة مقبرة الصدر ومقبرة الشيخ عثمان، وتحتاج هذه المقابر إلى تسوير احتراما للموتى. 
الوجبات الشعبية 
قال الوالد حميد عبده أحمد سعيد (فلاح): “يعتمد الأهالي على وجبة أساسية هي العصيد والإدام الوزف أو الحقين اللبن والخبز الذي يعد في التنور الشعبي المصنوع من الطين، ويستخدم الحطب كوقود أساسي، وكذلك خبز الطاوة والكدر والفتة واللحوح والأرز”. 
أما عن المهور فقال: “لا يوجد غلاء في المهور ويبلغ المهر( 300 ) ألف ريال لكن الشباب بلا عمل، ولهذا ارتفعت نسبة العنوسة بين الشباب”. 
يعاني الكثير من الناس خصوصا الشباب مناخ الهزيمة والفشل فيحيا بلا أمل وبلا عمل ولا مستقبل واضح، وتحول بعضهم إلى ممارسة الغيبوبة الدينية هروبا من الواقع الأليم والعيشة الضنكة، وهذا هو الخطر في زمن الإحباط والقهر.. أما من يعيش على أمل المستقبل فيواجه الأبواب المغلقة. 
هذه هي بني حماد المنهكة
الحيد بني حماد
الحقيبة بني حماد
بني حماد
بني حماد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#اليمن_تاريخ_وثقافة

ذمار
مديرية الحدا


نبذة مختصرة عن عَلَم من أعلام اليمن الكبار من
مديرية الحداء
القاضي الذي جمع بين رئاسة الوزراء والقضاء/ يحيى بن صالح بن يحيى الشجري الصنعاني التي تنتسب أسرته إلى مديرية الحداء من محافظة ذمار المولود في ولد في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة 1134 الموافق 5/10/1722مـ في مدينة صنعاء ولقد تولى القضاء الأكبر وعمره سبعة عشر سنة، ولقد استشهد الإمام المرحوم المنصور عندما ولى المترجم له بالآية الشريفة بقوله تعالى (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) سورة مريم آية12(، وكان المرحوم الإمام  المنصور الحسين ينشر فضائله ومناقبه ومزاياه في المواقف.. وقد ترجم له المرحوم المؤرخ محمد بن محمد زباره في كتابه (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر) فقال عنه: كان في الذكاء آية باهرة وفي الحفظ معجرة ظاهرة، متفرساً في الأحوال خابراً للأمور، متوسماً في القضايا، وقد استشهد بقوله:

يدري بما بك قبل تخره به
من ذهنه ويجيب قبل تسائله

واستطرق في ترجمته أنه تحدث بأخباره الركبان، وتناقلت أحواله أبناء الزمان، وتشرفت بذكره المحابر، وخُلدت حوادثه في الدفاتر، نوادره مستظرفه وأحواله محفوظة عن أخل المعرفة، واستشهد بقول الشاعر:
ملأ الزمان رياسة وسيادة
وحكومة ووزارة وعلاء
والدليل على علم وفضل ومقدرة المترجم له أنه لما مات لم يسد محله إلا شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني. وقد ترجم له مؤلف (نفحات العنبر) فقال: أقضى قضاة الزمان، وآجل النبلاء والأعيان، وأعظم الرؤساء، وواسطة عقد الوزراء، جمع أشتات الفضائل، وحوى جميع الكمالات، من العلم والرياسة، وحسن الخلق والكرم، والمروءة وشرف النفس، والنجابة والسيادة، والشجاعة وثبات الجأش، وجودة الرأي، والدهاء والحذق، وحسن النظر في الحكومات وحسن التدبير في فصل الخصومات والواردات الدولية والسياسات والنظر في المصالح العامة والخاصة، وأجرى القوانين الكلية على أفضل أوضاعها، مع ذلاقة لسان، وبلاغة معنى، وفصاحة لفظ، وجزالة قول،..الخ. وقد توفي بصنعاء في يوم الأربعاء غرة رجب 1209هـ الموافق 1794م ودفن بالسعدي جنوبي صنعاء عن عمر 74سنة..
هذه الشخصية تحتاج منكم إلى دراسة حياته وتأثيره في تاريخ الإدارة والسياسة والقضاء في اليمن..

مديرية #الحدا
تقع مديرية الحدا في محافظة ذمار في أقصى شمالها الشرقي، يحدها من الشمال مديريات: الحصن وبني ضبيان وبلاد الروس (محافظة صنعاء)، ومن الجنوب مديرية ميفعة عنس، وكذلك مديريتا: ولد ربيع والقريشية (محافظة البيضاء)، ومن الشرق مديريتا بني ضبيان والقريشية، ومن الغرب مديريتا جهران ومدينة ذمار، ومحافظة صنعاء (مديرية بلاد الروس). وتبلغ مساحة المديرية 1627كم2، وعدد سكانها143.100نسمة. وتعتبر مدينة زراجة هي عاصمة المديرية. تضم المديرية (191) قرية تشكل بمجموعها 29 عزلة هي: أعماس الجبل(الأعماس: منطقة كبيرة في بلاد الحدا، النسبة إليها: عُميسي. وهي تضم من القُرى: هضبة بني عامر، هضبة العبادلة، بيت دريب، بيت الجشوش، رخمه، الشواذب، ضلاع الأعماس، بني مهدي، الحُصن، بني سبأ، سيلة التام، وغير ذلك.)، بني جميل، بني حديجه (بضم فتح فسكون. مركز إداري في بلاد الحدأ. من محلاته: المكحل، بيت هارون، المدقه، الحاجب، وريزه، الحَطَمه. وهي محلات فيها آثار قديمه، ومن ذلك نفق ينفذ إلى بلاد عنس كان يُستعمل لتسيير سيول الأمطار وسقي الأراضي الزراعية.)، بني زيدان، بني عبس، بني عيسى الصهيد، بني فلاح (من قبائل الحدا في شمال مدينة ذمار. وأهم قراهم: المشور – بني عواض – بيت الأشبط.)، بني قوس، بيت أبو عاطف، ثوبان (قرية ومركز إداري من مديرية الحداءوأعمال ذمار. فيها آثار قديمة أشهرها خرائب قصر “بينون” الحميري. كما أن فيها وادي النصله الذي يقع أسفل جبل النقوب.)، الجردة، الرشدة، زراجة (بكسر ففتح. مدينة في الحداء، تبعد عن معبر شرقاً بنحو 13كم. وهر مركز إداري من بلدانه: يِكار ومحضر وساقتين. وهي عاصمة مديرية الحدا. وكانت زراجة قد تهدمت بعض منازلها في أول القرن الرابع عشر عندما كانت ساحة للقتال بين القوات التركية وبين المناهضين لهم من اليمنيين. كما أن زلزال ديسمبر 1982م قد أحدث فيها الكثير من الدمار.)، سلبة بني بخيت (بضم ففتح فسكون. منطقة مشهورة في بلاد الحداء، تبعد عن مدينة ذمار – شمالاً بشرق – بمسافة 50كم. وهي منطقة غنية بالآثار القديمة وإليها ينسب المشائخ “آل البخيتي” نذكر منهم: الشيخ علي بن عامر البخيتي من رجال القرن الثالث عشر الهجري. والشيخ ناصر بن صالح البخيتي من رجال القرن الرابع عشر الهجري.)، السواد، الشبطان، ضلاع الأعماس، طميح، العابسية (مركز إداري في الحداء. من محلاته: العمَّاريه التي ينسب إليها بيت العَمْرِي، وقرية بني شِجْرِه التي ينسب إليها بيت السحولي الشِجري، وينسب إليها القاضي العلامة المرحوم يحيى بن صالح بن يحيى الشجري الصنعاني الذي ترجمنا له في مقدمة مقالنا
هذا عن الحداء.)، عبيدة السفلى، عبيدة العليا، كلبة محذرة، الكميم (بضم ففتح فسكون. مركز إداري من مديرية الحدا وأعمال ذمار. يبعد عن مديرية معبر شمالاً بمسافة 17كم. يشمل من القرى: قهلان، الجهارنه، الزيله، شباعه، بيت رياش، بيت الديلمي. وفي الأخيره طائفة من سلالة الإمام أبو الفتح الديلمي. وتشتهر بلاد الكُميم بنها تحتوي على الكثير من الآثار الحميرية، ومن ذلك: النخلة الحمراء أو ما أورده الهمداني باسم يكلا. ومنها سد الكميم الذي ما زالت آثاره باقية إلى اليوم.)، كومان سنامة، كومان المحرق (كومان: بفتح فسكون ففتح. مركزان إداريان من مديرية الحداء وأعمال ذمار، هما: كومان سنامه، وكومان المحرق. قيل أن نسبتهما إلى: كومان بن ثابت من آل ذي حَسَّان ذي الشّعيب. وهما منطقتان غنيتان بالآثار القديمة.)، المغادية (بلدة ومركز إداري من مديرية الحدا، من محلاتها: قاع البُراق، الحظائر الحمراء، غُوَل السوس.)، الملحاء (قرية ومركز إداري من مديرية الحدا في شمال ذمار. من بين قراه: الأوضان، بني بَدا، الهرمه، بني شرهان، دحقه، الخليف، وغيرها.)، النصرة (مركز إداري من مديرية الحدا. من بلدانه: قرية المشاخره، جرشب بني محمد علي، دار الحاجب، جريد، الوتده، الخرابه، وغيرها.)، نيسان (بلدة ومركز إداري من مديرية الحدا. تقع شرقي زراجه. ومن محلات المركز: دار الحجر، المصنعه، دومان، الطلحه، العفاره، الرباط، نجد العليا، وغيرها.)..
والحداء مديرية وقبيلة في الجنوب الشرقي من ذمار بمسافة (31 كم)، ينسبها الإخباريون إلى “الحداء بن مراد بن مالك ” وهو “مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ “، وتقع مديرية الحداء فيما بين سهل جهران غربًا وخولان العالية شمالاً وعنس جنوبًا وناحية الخوبة وبنيضبيان من خولان شرقًا، وبينهما عزلة بني بخيت وعزلة الكميم وعزلة بني قوس وعزلة زراجة وعزلةثوبان وعزلة كومان وعزلة بني جميل وعزلة عبيدة العليا والسفلى، وكل عزلة تشمل جملة بلدان وقرىومزارع، ومركز مديرية الحداء في (زراجة)، ومياه الحداء تسيل جميعها في مأرب، والحداء منالبلدان الحميرية ذات الآثار.. وفي الحداء حصون ومواقع حميرية أثرية مشهورة منها: بينون في مخلاف ثوبان، والنخلة الحمراء في مخلاف الكميم، وفيها عثر عام 1350هـ 1933م على تمثال “ذمار علي” ملك سبأ وذي ريدان المحفوظ الآن بالمتحف الوطني بصنعاء. وقد وصف بعض مناطقها شاعرها الشعبي المشهور علي بن زايد.. وإلى بردون منها ينسب الشاعر الراحل الكبير الأستاذ عبدالله البردوني. ومن الأخبار – غير المؤكدة – ما ذكره عن الحدا المؤرخ ابن الوزير (1045 – 1090هـ/ 1635 – 1680م) الذي ذكر في طبق الحلوى (حوادث سنة 1046هـ – 1636م) “وفيها خرج  الحدا عن مذهب الشافعية إلى مذهب الزيدية” مضيفاً: “ولتقارب الديار أثر في هذه القضية”.
من أهم القلاع والحصون والمعالم والكنوز الحضارية والأثرية والتاريخية في مديرية الحداء
ومن أهم المعالم الأثرية والتاريخية والقلاع والحصون في مديرية الحدا التالي:
حصن مفتاح: معلم بارز من معالم الحداء يقع في شمال شرق قرية الملحاء، يبلغ ارتفاعه عن سطح قرية الملحاء الواقعة إلى الغرب منه حوالي 200متر، أما عن عين ماء الحذاة الواقعة إلى الشرق منه فيبلغ ارتفاعه حوالي 300 متر.  وفيه برك صغيرة للماء منحوتة مقضضة ومدرجة إلى أسفلها. ذكر  ذلك الأستاذ/ محمد صالح البخيتي في مشروع كتاب عن (الحداء) لم يطبع بعد.
حصن قهلان : حصن يقع في منطقة الكميم مديرية الحداء محافظة ذمار.
يفعان : حصن يقع في عزله السوادة من ريمه مديريه الحداء وهي عبارة عن خرائب وقد شيد الحصن في رأس ربوة مرتفعه , ويطل على واديين رئيسيين هما وادي محذره ووادي قاع السوادة الذي يربط بين عنس والحداء لما مات الحسن بن سلامه تغلب عليه بنو الاشبط وفي سنه 402هـ خط أمير الصليحي على الحصن ونزل منه واليه حسن الاشبطي مع ما يملك وطلعه الصليحي وعمره عمارة جيده في سنه 405هـ استولى عليه سيف الإسلام قهراً وولى عليه الملك المسعود على بن رسول سنه 570هـ.
دار ثومه: ويقع في جبل الأعماس مديريه الحداء محافظه ذمار وتبعد عها بحوالي 35كم شرقاً ,وهو حصن اثري قديم.
قصر الصبايا:وقصر الصبايا يسمى في النقوش مدينة (أبون)، وهو من ملحقات النخلة الحمراء وقريب منها بمسافة لا تزيد عن اثنين كم جنوب غرب، على سفح جبل عرعر الشمالي الشرقي، على ارتفاع حوالي اربعين متر من سطح الأرض الشرقية، وعلى جبل عرعر هذا تقع من الجهة الأخرى قرية يكار الأثرية وكان جدار قصر الصبايا الشمالي قائماً إلى وقت قريب على ارتفاع حوالي خمسة أمتار وكانت بوابته مع سقفها مكونة من قطعة حجر واحدة، ومغلقة الباب حجر لا يقدر على حملها رجلان، أما سبب تسميته فيقال أن صاحبه كان رجلاً ملكاً من ملوك الدولة السبائية في اليمن وكان يتزوج كل يوم بصبية ولذلك سمي “قصر الصبايا” وقد وصفه هو والنخلة الحمراء الأستاذ عبدالله الكميم في كتابه التاريخي، ولا شك أنه أكثر المؤرخين معرفه ب
رج مرصوف بالحجارة من الناحية الغربية، يحيط بالموقع سور تدعمه أبراج دفاعية أسطوانية، شيدت هذه القلعة بالأحجار الضخمة وفي الكتف الشرقي لهذا الموقع حوض ماء مقضض أبعاده 8×4 متر وعمقه 2.2متر. يقول الخررجي في العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ص64: (وفي سنة 637هـ تسم السلطان نور الدين جصن الكميم وطلع صنعاء مرة ثانية). حصن الكميم تتصل به مباشرة أو قريبة منه سلسلة جبال أهمها حيد الصورق الواقع ما بين بني مسلم والوسط وقهلان (ويمر من سفاله الجنولي نقيل العصبي) الذي قيل فيه:
حيد الكميم ما أحلاك في علاوك
جاتك رفاد تقليك من سفالك
ه وبالنخلة الحمراء لكونه من أبناء المنطقة، إلا أننا نرجح أن القصر سمي بهذا الإسم لأنه كان بالفعل قصر الصبايا، والصبايا قد تكن نساء القصر أي نساء الملك والسبايا والإماء، أي أن تسميته بهذا الإسم لا يعني بالضرورة أن الملك كان يتزوج كل يوم بصبية، ويقال أنه يوجد نفق يمتد منه إلى موقع النخلة الحمراء القريبة منه.
الحذفة: والحذفة إلى الجنوب من النخلة الحمراء، قرية صغيرة مسكونة إلى التاريخ بها آثار عظيمة وبها من الآثار الإسلامية مسجدها المتقن البناء والمزخرف سقفه بما يشابه جامع صنعاء..
حصن يكار: تقع يكار إلى الجنوب الشرقي من نقيل يسلح كانت تعرف باسم “يكاران” وفيها حصن بالقرب من قرية الزيلة والنخلة الحمراء ومعالمها الأثرية عبارة عن بقايا خرايب ومباني متناثرة. وفيها عثر على نقش مسندي في مسجد يكار القديم، وكسر إلى قسمين نقلاً إلى المسجد الجديد الذي بني سنة 1984م، وهما في الركن الجنوبي الغربي من المسجد الجديد كما أشار الأستاذ مطهر الإرياني إلى ذلك بعد انتقاله إلى مكان النقشين بتاريخ 1984/8/19م، وقال أنه وجد الجزاين في ركن الحامع الجديد، الجزء الأكبر منهما مقلوباً ويتجه ظاهره غرباً والثاني يتجه جنوباً وقدر طول النقش قبل الكسر بحوالي متر، وعدد أسطره ثلاثة سور فقط. وقد ذكر في شبكة الإنترنت التي نستقي بعض معلوماتنا هذه منها قصة الثور الذي تمطروا به في الملحاء ووقع المطر في يكار وقد ذكرناه عندما تحدثنا عن غزوة يكار والحادثة وقعت سنة 1308هـ.
حصن الذراع: ويقع في قرية الذراع شمال زراجة، ويعتبر قلعة عسكرية طالما تنافست القوى الحربية عليها في سنة 977هـ وفي سنة 1036هـ أثناء الفتح العثماني الأول، وكذلك في الفتح الثاني، وبه نقوش حجرية قديمة وبرك ماء مقضضة، ومما وجدناه عن الذراع في المراجع التاريخية مايلي:
في إمامة شرف الدين وصراعه مع الأتراك قال المؤرخ قطب الدين النهراولي “وفي سنة 977هـ ارتحل الوزير مع العسكر السلطاني والجيش المظفر الخاقاني من ذمار فوصل بعد ثالث مرحلة إلى محل يقال له ذراع الكلب وعر صعب في غاية الوعورة والشدة والذعورة وهو (دربند) بين جبلين شاهقين هما مأوى المفسدين وقطاع الطريق من الزيديين فرتب حضرة الوزير هناك مقدمه وساقه وحصل على اليمنيين والشمال من يحفظ السبيل ورستاقه وعين في كل موضع ما يليق ورتب فجاج الطريق كثير من الأحمال وتعب فيه العسكر تعباً شديداً ولاقوا تعباً زايداً عديداً وسمهم الله تعالى وله الحمد على لطفه الذي تواتر وتوالى وتأييده الذي أنزل إليهم امداداً امداده إرسالاً وبعد المرحلة الثالثة من ذراع الكلب وصل حضرة الوزير وجميع العسكر المنصور إلى صنعاء في يوم الإثنين المبارك حادي عشر شهر صفر الخير سنة سبع وسبعين وتسعمائة”.
في زمن خلافة الإمام المؤيد محمد بن القاسم قال المؤرخ الجرافي في المقتطف من تاريخ اليمن: وهو يتحدث عن سنة 1036هـ “ووصلت قبائل خولان إلى نهم وتقدم بهم الحسن بن الإمام الإمام القاسم بن محمد إلى جبل اللوز من بلاد خولان فاستفتح القلعة التي كان بها الأتراك وتوجه إلى محل الأبيض وهو شرقي الذراع قاصداً قطع طريق اليمن إلى صنعاء وحاصر الأمير سنبل ومن معه من عسكر الأتراك في قلعة الذراع” وخرج الأمير سنبل من قرية الذراع إلى ذمار، وفي انتصارات الحسن بن القاسم أنشد السيد محمد بن علي شمس الدين منها ما جاء على الانتصارات في الذراع. فقال:
وسطوت في يوم الذراع فشاهدوا
طول الذراعمن المخافة ميلا
شمرت من أرض الذراع فككت من
قد كان في أيدي الخطوب غليلا
أما الكبسي في اللطائف السنية فيقول: وفي سنة 1036هـ كان الاميرصيد قد جهز الأمير سنبل على قبائل الحداء فقتل فيهم وأسر لخلاف جرى منهم فوصلوا إلى الإمام ومعهم جماعة من خولان الطيال يتشكون ما صدر فيهم فقال الإمام أنتم دخلتم في صلح الأتراك وليس لنا أن ننصركم، ثم عزم الأمير سنبل راجعاً إلى ذمار واستولى الحسن على قلعة الذراع وكانت الأتراك محطة في القبتين.
أما المؤرخ جحاف فيقول: وفي هذه السنة 1223هـ اختل أمر الحداء وانتقص فقتلوا كل مسافر وقتلوا كل تاجر وسار بها خمسة عشر نفراً فقتلوهم عن أخرهم واخذوا ما معاهم وسلبوا قافلة كانت مقبلة عليها أموال جزيلة، وساروا إلى الذراع وقتلوا به الطالع والنازل وكانت تعد قتلاهم في كل يوم اثنى عشر رجلاً ثلاثة عشر أربعة عشر إلى عشرين ورأى أهل ضوران ما صنع أهل الحداء فتشددوا في الفساد وانتهبوا من طرق عديدة. ..
حصن الكميم: يقع حصن الكميم  ما بين بني مسلم وسد الكميم وقهلان والوسط والهجرة، وهو حصن حميري تاريخي قيل أنه كان معسكراً من معسكرات دولة حميرن ويقال في تحديده: غربيه الميح وشرقيه الصدح، والميح هو منفذ خروج الماء من سد الكميم (المنسح)، أما الصدح فهو وادي زراعي إلى الشرق من السد، وكان حصن الكميم يشكل حاميه عسكرية عثمانية طالما تصارعت عليها مع المقاومة اليمنية في الفتح العثماني الأول والثاني، بنيت هذه الحامية على أنقاض الحصن القديم، يتم الصعود إليه عبر طريق متع
#اليمن_تاريخ_وثقافة
محافظة ذمار

مديرية الحـــــــــــــداء
 

الحداء مديرية وقبيلة في الجنوب الشرقي من ذمار بمسافة ( 31 كم ) ، ينسبها الإخباريون إلى   " الحداء بن مراد بن مالك " وهو " مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ " ، وتقع مديرية الحداء فيما بين سهل جهران غرباً وخولان العالية شمالاً وعنس جنوباً وناحية الخوبة وبني ضبيان من خولان شرقاً وبينهما عزلة بني بخيت وعزلة الكميم وعزلة بني قوس وعزلة زراجة وعزلة ثوبان وعزلة كومان وعزلة بني جميل وعزلة عبيدة العليا والسفلى ، وكل عزلة تشمل جملة بلدان وقرى ومزارع ، ومركز مديرية الحداء في ( زراجة ) ، ومياه الحداء تسيل جميعها في مأرب ، والحداء من البلدان الحميرية ذات الآثار ، وقصر بينون في عزلة ثوبان ثم النخلة الحمراء في عزلة الكميم التي عثـر فيـها في عام ( 1933 م ) على تمـثـالـي      ( ذمار علي يهبر وابنه ثاران يهنعم ) ملكي سبأ وذي ريدان ، وآثار أخرى في البردون ، وهي بلدة في عزلة عبيدة السفلى من مديرية الحداء ينسب إليها الشاعر الأديب المرحوم " عبد الله البردوني " مولده سنة ( 1925 م ) ، أفقده الجدري نعمة البصر في ( الخامسة ) من عمره وفي  ( السابعة ) تلقى دراسته في ذمار ثم أنتقل صنعاء ، وله أثنا عشر ديواناً شعرياً إضافة إلى عدد من الكتب والدراسات الأدبية والفكرية توفى عام ( 1999م ) ، ومن مخاليف الحداء مخلاف عبيدة، وفيه محل تبن وبه آثار قديمة ، ومخلاف بني زياد محل العقم ، وفيه سد للماء ، ومخلاف ثوبان وفيه نفق ( بينون ) ، ومخلاف بني بخيت به مدينة تسمى ( الأهجر ) فوق بني بداء ، ثم مخلاف كومان وبني حديجة ، وفيهما آثار حميرية عظيمة في محل حطمة ، أما مخلاف الأعماس فيه جبل ( الضلع ) الذي يستخرج منه البلق الجيد ، ومن الجبال الشهيرة وذوات الآثار فيها جبل ( خدق ) ، وهو بين قرى مخلاف الكميم وبني زياد وجبل ( سعير ) وجبل ( سحار ) ومنها ( الحزقة ) بها آثـار عظيمة مثل المسجد المتقن البناء ، والمزخرف سقفه ويشبه جامع صنعاء ومنها سد الكميم

المعروف  .

ومن أهم المعالم الأثرية والتاريخية في مديرية الحداء هي :

1- النخلــة : النخلة الحمراء قرية من قرى مديرية الحداء تقع إلى الشرق من ذمار على بعد ( 35 كم ) ، ويحدها من الشمال قرية الزيلة ووادي وجبال النقيل ، ومن الجنوب قرية الحـذفـة ووادي الجهارنة وجبال الصنمية ، ومن الشرق جبال الحيد ووادي الحرورة ، وغربـاً قريـة رياش ووادي وجبال علان ، وكان اسمها الـقديم  " يكلى " ،  يكلى هي مدينة خربة أعلى عزلة الكميم بالحداء ، وتعرف باسم ( النخلة الحمراء ) حالياً ، ويورد " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " ( يكلى ) ضمن مخلاف ذي جره ، وتنسب إلى " يكلى بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن حمير " ، وفي حصن ( النخلة الحمراء ) يوجد بقايا من البناء يدهش الناظرين ، وهو بالأحجار العظيمة ( البلق ) البيضاء المنجورة كأنها قطعة صابون ، ويضيف القاضي " السياغي " أن كل حجرة متداخلة بما فوقها وتحتها لا يقدر أحد ينتزع منه حجرة واحدة ، وما كان هذا به إلا بالحريق ، ويبدو أن المدينة قد تعرضت للحريق ، ويشير    د . أحمد فخري في كتابه " اليمن ماضيها وحاضرها " إلى أنه في عامي ( 1931 ـ  1932 م ) حفر( راثينس ـRathiens   ) في موقع النخلة الحمراء بأمر ولي العهد آنذاك الأمير" أحمد " ووجد فيه آثاراً كثيرةً ، كما يذكر الأستاذ " عبد الله الثور " في كتابه  " هذه هي اليمن "  أن ولي العهد الأمير " أحمد " قد وجه في عام ( 1939 م ) بالتنقيب عن الآثار في الموقع ، واستخرج عدة تماثيل منها التمثالين البرونزيين المعروضين في المتحف الوطني بصنعاء  .

2- تمثـالا (ذمار علي وابنـه ثاران):- تعتبر التماثيل من أهم الشواهد الأثرية المكتشفة ، فهي تعطينا فكرة واضحة عن المعتقدات والطقوس الدينية التي كان يزاولها الإنسان القديم في عصوره السحيقة ، كما أنها تطلعنا على نوعية الملابس التي كانوا يرتدونها وكيفية تصفيف شعور رؤوسهم ولحاهم ، وإذا نظرنا إلى فن النحت عند اليمنيين القدماء سنجد أن أعمال النحت نفذت على مواد من الرخام والمعادن كالذهب والبرونز كتماثيل لبعض الملوك والسيدات ، وقد وجد تمثال من النحت البديع في منطقة مكيراس للأعضاء التناسلية عند كل مــن الرجل والمرأة ، ولربما يرمز ذلك إلى إله الخصب كما تشير السنبلة إلى ذلك أيضاً ، وهناك تماثيل كثيرة عثر عليها في بعض المواقع الأثرية في اليمن ، وهي مصنوعة من البرونز ، ومن هذه المكتشفات عثر في مأرب سنة ( 1952 م ) على عدد غير يسير من تلك التماثيل البرونزية منها تمثال معروض في المتحف الوطني يمثل شخصاً نقش عليه اسمه ، ويرجح أنه من أقدم التماثيل البرونزية التي عثر عليها حتى الآن ، وفي مدينة ( تمنع ) عاصمة دولة قتبان عثر على تمثالين من البرونز يمثل كل منهما لبوة بكفل أسد يعتليها غلام عاري يمسك قوساً بيمناه ويقبض بيسراه سل
سلة كانت تنتهي بطوق يحيط بعنق اللبوة .

فالتماثيل اليمنية البرونزية ( عموماً ) ذات قيمة متميزة ، فهي لا تتميز بكثرتها فحسب وإنما بجودة صنعها ودقتها ، وأبرز هذه التماثيل التي عثر عليها حتى الآن هما تمثالا ( ذمار علي وابنه ثاران يهنعم ) .

عثر على هذين التمثالين عام ( 1931 م ) في النخلة الحمراء ( يكلى ) حيث وجدا مكسورين وقطعهما متناثرة وصادئة ، وفي عام ( 1977 م ) عقدت اتفاقية بين اليمن وألمانيا الاتحادية لترميمهما ومحاولة صياغتهما كاملين ( طبق الأصل ) ، وقد مرت عملية الترميم بثلاث مراحل أساسية هي معالجة القطع وتشطيفها ، والثانية هي إعادة صب التمثالين صياغة جديدة ،           ( صورة طبق الأصل ) ، والمرحلة الثالثة هي إعادة التركيب ، وفي أواخر سنة ( 1983 م ) أعيد هذين التمثالين إلى اليمن وهما الآن معروضان في المتحف الوطني بصنعاء وهما ذو تأثير .

- نبذه تاريخية عن الملك ذمار علي وابنه ثاران: كان " ذمار علي " وابنه  " ثاران يهنعم"  من مؤسسي الدولة السبئية الحميرية الموحدة أو ما عرف في الموروث العربي واليمني بدولة     ( التبابعة ) ، وذلك في ( الربع الأول من القرن الرابع الميلادي ) ، وكان قد سبقهما " شمر يهرعش  " الذي حكم اليمن من أدناه إلى أقصاه تحت اسم ملك " سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات " ، وبعده بعدد من السنيين كرس " ذمار علي " ثم ابنه " ثاران يهنعم " ذلك الواقع الذي استمر حتى الغزو الحبشي لليمن عام ( 525 م ) ؛ ومما يؤيد ذلك أن " ذمار علي " وابنه " ثاران " قد حازا على اللقب الملكي في هذه الفترة حيث نقش بالخط المسند على صدري التمثالين عبارة ملكا سبأ وذي ريدان وهما " ذمــار علي " وابـنـه " ثاران " قد أمرا بأن يصاغ لهما هذان التمثالان من البرونز ، وقررا أن يقدماهما إلى أنصارهما ورجالهما من أسرة بني ذرانح وعلى رأسهم ثلاثة من كبار هذه الأسر ، وهم " بأهل أخضر" و " شرح سميدع " و " ماجد " ، وذلك لكي ينصب هذان التمثالان على مدخل المنتدى أو بهو الاستقبال والجلوس والمداولات أي ( المسود ) الخاص ببني ذرانح التابع لقصرهم المسمى ( صنع ) القائم في النخلة الحمراء ( يكلى ) قديماً في أراضي الحداء – وقد شرح هذا النقش وعلق عليه الأستاذ " مطهر الإرياني  " –  .

وبصورة عامة فإن لهذين التمثالين دلائل حضارية وتاريخية كونهما يمثلان شخصيتين بارزتين في تاريخ اليمن القديم لعبت دوراً كبيراً في توحيد اليمن أرضاً وشعباً ، كما يبرزان ـ أيضاً ـ الصلات

الثقافية بين حضارة البحر المتوسط وجنوب الجزيرة العربية من خلال الكتابة القصيرة بالخط اليوناني الذي ظهر في الركبة اليسرى للتمثال ، كما نلمح فكرة أخرى هي أن الختان لم يكن معروفاً في تلك العصور القديمة عند الإنسان اليمني القديم   .

3-شممه :

- الموقع  : تقع شممه في قرية من قرى مديرية الحداء في الناحية الشمالية الشرقية من موقع " الحطمة بني حديجة " في كومان المحرق في شعب يسمى ( شعب المسجد ) على حافة وادي شممه الذي كان يجري فيه غيل على مدار العام مما جعله موقعاً صالحاً للاستيطان قديماً وحديثاً حيث انتقل إليه عدد من سكان القرى المجاورة تمهيداً للاستيطان واستصلاح الأراضي الزراعية القديمة ، يذكر " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب "  كومان المحرق : " هي مخلاف من بلاد الحداء ، وتنسب إلى " كومان بن ثابت من آل حسان ذي الشعبين " وهو قسمان كومان المحرق وكومان سنام ، وهم من بلاد وحاظة ثم من حمير ، ويصل كومان إلى بلاد ذي جرة بن نمرة بن مذحج  " ، ويقول " الهمداني " في موضع آخر عن لفظة ( شمام ) إنه كان فيه معدن وفضة وبه آلاف المجوس يعملون المعدن ، وبه بيتا نار يعبدان ، ومن معادن شمام الفضة والصفر ومعدن الماس ، وتشتهر شممه الآن بين الأهالي بكونها تحتوي على حجر يسمى ( حجر شممه ) والذي يؤكده " الهمداني " أعلاه فيما يروي الأهالي عدداً من الأساطير حول هذا الموقع .

4 - شـميـر: شمير ( بالتصغير ) ربما كان حصناً ، أو معبداً وهو الأغلب ، يوجد في الناحية الشمالية الشرقية من موقع ( شممه ) على جبل يسمى ( شمير ) حيث يلاحظ في الناحية الجنوبية بقايا المقابر ، وإلى جانبها مبانٍ حجرية جنائزية ، تتوزع إلى ثلاث مجموعات مختلفة .

5- بينون :

- الموقع :- بينون ، جبل ، نفق ، حصن ، وتوجد هناك ( حالياً ) قرية صغيرة ، تقع بينون شمال شرق ذمار مقابلة لكراع حرة كومان في مديرية الحداء وعزلة ثوبان جوار قرية النصلة وعلى مسافة ( 54 كم ) من مدينة ذمار .

بينون ينسبها " بامخرمة " إلى " بينون بن محمد بن عبد الله البينوني " روى عن " مبارك بن فضالة " وعنه " محمد بن عيسى بن الطباع  " وطبقته ، ويذكرها " الهمداني " في كتابه الموسوعي " الإكليل ج8  " بأنها هجرة عظيمة وكثيرة العجائب وفيها قصر الصبايا وإن الملك الحميري        " أبو كرب أسعد الكامل " كان يتخذها واحدة من قواعد حكمه .

وبينون حصن من حصون حمير الشهيرة في أعلى جبل مستطيل ، وفي ذلك الجبل طريق منقورة في وسطه
قد تهدمت وهذا الجبل متوسط بين جبلين تفرق بين كل أرض فيها مزارع ، وكان في سفح الجبل الشمالي عين تسمى غيل ( نمارة ) تسقي الأرض التي بينه وبين بينون ، وفي الجبل الجنوبي طريق منقورة في بطنه على طول ( مائتي ذراع ) تقريباً يمر منها الجمل بحمله ، وهي باقية إلى الآن ، وفوق باب الطريق من الجانبين كتابة بالمسند الحميري ، ومن هذا الطريق ساقية قديمة قد تهدمت كانت تصل غيل هجرة إسبيل بالأرض الواقعة بين حصن بينون والجبل اليماني  أي الجنوبي لتسقي هذه الأرض من غيل الهجرة ؛ ولشهرة بينون ومبانيها فقد أتى ذكرها كثيراً في أخبار حمير وأشعارهم ، قال ذو جدن الحميري :-

لا تهلكنْ جزعاً في إثر من ماتا                فإنـه لا يرد الدهــر من فاتا

أبعد بينون لا عين ولا أثــر؟             وبعـد سلحين يبني الناس أبياتا

ورغم شهرة هذه المدينة وتردد ذكرها في مسامع أهل اليمن في أوائل العصور الإسلامية وبعدها إلى حين ، إلا أن ذكراها انقطعت بعد ذلك ، وطمست من أذهان الناس ، ولم يعرفها إلا أهلها الذين ظلوا أحفاداً أوفياء لتلك المدينة العريقة ، ومعهم المهتمون بعلم الآثار والتاريخ تتألف بينون القديمة من واديين يتوسطهما جبل منفرج في وسطه ، وأبرز قمم هذا الجبل          ( النصلة ) ، ومن أهم معالم بينون بقايا آثار وحجار منقوشة بخط المسند مزينة بزخارف جميلة ولكن أهم آثار بينون العجيبة كما وصفها " الهمداني  " ثلاثة هي :-

أ- بقايا القصر : وقد كان يمثل أروع مبنى في المدينة ، ويقع في قمته حصن منيع يحيط به أكثر من سور ، وتدل آثار القصر على أنه كان مشيداً بحجارة مستطيلة مهندمة ومتعددة الأنواع والألوان ، وقد ذكره " الهمداني " في كتابه الموسوعي " الإكليل ج8 " في أبيات من الشعر ينسبها لأسعد تبع :-

                             وبينون منهمة بالحديـد            ملازبها الساج والعرعـر‘

                             وشهران قصر بناه الذي            بنا بينون قـد يشـهــر‘

 

ب- النفقان :  أعظم عمل هندسي في مجال الري والزراعة نفذا في نحت صخور جبلين ، نحتاً في أصولهما ، والغرض من النفقين إحكام مجرى تحويل السيول من وادٍ إلى آخر ، ويعتبر     " الهمداني " ذلك القطع في الجبل من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها ، وتأتى المياه من وراء جبل النقوب عبر النفق إلى وادي الجلاهم لتجري إلى النفق الآخر عبر جبل بينون باتجاه وادي نمارة ، وحال ما تغادر النفق تجتمع في سد يقع في أعلى وادي نمارة الذي تمتد أراضيه الخصبة مساحات شاسعة .

ونفق جبل بينون مسدود بسبب انهيار مدخله ، أما نفق النقوب فما زال على أوثق حال ، ويبلغ طوله ( 150 متر ) وعرضه ( 3 أمتار ) وارتفاعه ( 4.5 متر ) ، وفي داخل النفق فتحات جانبية يعتقد أنها عملت لتثبت  فيها ألواح أو أحجار لتنظيم سرعة تدفق السيول ، وتخفيف اندفاع المياه قبل أن تخرج من النفق إلى ساقية الوادي .

ج - الكتابات : توجد نقوش مكتوبة بخط المسند - بخط غائر - في أعلى مدخل هذا النفق تتضمن أن النفق شق ليسقي وادي نمارة ، وفي مدخل النفق نقشان آخران أحدهما مطموس أما الثاني فيمكن قراءة معظمه ، ويدل محتواه على أنه دون نذراً من أحدهم واسمه " لحيعثت بن زعيم " إلى معبوده ( عثتر ) بمناسبة افتتاح النفق ، إلا أن أهم النقوش التي عثر عليها في بينون تذكر اسم " شمر يهرعش " ( ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ) ، وقد جاء في النقش ذكر سنة البناء بالتقويم الحميري المعروف وهي ( 420 ) ، وتوافق هذه السنة بالتقويم الميلادي حوالي ( 305 ميلادية ) ، ويرجح الدارسون أن نهاية المدينة كانت في حوالي عام   ( 525 ميلادية ) عندما دخل الأحباش اليمن وأنهوا دولة حمير ، ولكن تظل بينون بقصرها وأنفاقها شواهـد مادية باقية على روعة إنجاز الإنسان اليمني وعلى هندسته البديعة في إنشاء

منشآته الشامخة التي تواكب التطورات الحضارية الراقية  .

6- جبل حيد الكميم :

الموقع : جبل حيد الكميم ( الصورق ) : يقع جنوب موقع النخلة الحمراء بمسافة ( 3 كم ) ، يحده من الشمال جبل قمقمه ووادي شباغه ، وجنوباً جبل عرعر ووادي خلا ، وشرقاً قرية الهجرة وقهلانٍ قرية من عزلة الكميم وبها حصن قهلان .

- حيد الكميم أحد الجبال المحيطة بمنطقة الكميم ، وفي رأسه حصن منيع به آثار وبنايات حميرية،  ويضيف القاضي " السياغي " أن هناك سد لا تزال عمارته قائمة تسقى به مزارعهم حتى ينضب الماء فيه ، وفي قمة جبل صورق ماجل ينحدر سيله إلى السد المذكور .

يرتفع موقع حيد الكميم أكثر من ( مائة متر ) عن الوديان المحيطة به ، وكان يشكل هذا الموقع حامية عسكرية عثمانية بنيت على أنقاض حصن قديم يتم الصعود إليها عبر طريق متعرج مرصوف بالحجارة من الناحية الغربية ، ويحيط بالموقع سور منحنٍ تدعمه على مسافات غير منتظمة أبراج دفاعية إسطوانية ومزاغل طولية ، وقد شيدت القلعة بأحجار ضخمة غير مهندمة ، وفي الكتف الشرقي للمرتفع بقايا حوض للمياه بيضاوي الشكل أبعاده ( 7,85 × 3,65 م ) ، وعمق   
       ( 2,20 م )  معمول بأحجار سميكة ويكسوه القضاض ، وله ساقيتان إحداهما في الجانب الشرقي عرضها ( 65  سم ) والأخـرى في الناحية الجنوبية عرضها ( 30  سم ) ، وهناك خزان غير منتظم الشكل طوله ( 32 م ) أقيم في منخفض محصور بين بروازين صخريين في سطح الجبل ، وشيدت له جدران من الأحجار ومادة القضاض  .

7 - قرية الحطمة : الحطمة بني حُدَيجة ( حُدَيجة بضم الحاء المهملة وفتح الدال المهملة ) بلدة في الحداء إلى الشرق من قرية ( حاجب ) وجنوباً وادي دهمان وجبل السايلة وشرقها وادي الزيادة وغرباً وادي وجبل غول عينه، ويورد القاضي " السياغي " في كتابه " معالم الآثار اليمنية " أن منطقة بني حُدَيجة غنية بآثارها العظيمة وفي أعلى قرية الحطمة بارتفاع ( 25 م ) تقريباً عن الوديان المجاورة شيدت على أنقاض الموقع القديم قرية الحطمة الحديثة ولا يزال الأهالي يستخدمون الأحجار القديمة لغرض بناء منازلهم الحديثة حتى أن بعض البيوت أقيمت فوق أسس أبنية قديمة بأبعادها الأصلية ، وفي واجهات بعض بيوت القرية صف من رؤوس الوعول الرمزية تحتها حزاوز عميقة تبدو وكأنها مستطيلات عمودية غائرة داخل أطر مستطيلة أيضاً ، كما تنتشر في الموقع كثير من قطع الأحجار المهندمة والشقافات الفخارية مع أعمدة من حجر المرمر ، كما يوجد ختم إسطواني لدى أحد أبناء القرية من حجر رمادي اللون قطره ( 4 سم × 3.5 سم ) ، عليه حروف بخط المسند ، وعند أكتاف مرتفع الضليعية شرق الموقع هناك كهوف منقورة في الصخر مختلفة المستويات في الارتفاع ، ويشاهد في مدخلها نقوش بخط المسند ، وفوق مرتفع الضليعية المكون من صخور الحبش يوجد حوض كبير يعرف باسم ( بركة الزيادة ) مربع الشكل تقريباً ، وفي وسطه عمود ذو أربعة أضلاع استخدم لقياس مناسيب المياه ، وعلى واجهته الجنوبية كتابات بخط المسند غير واضحة ، وعند أسفل مرتفع الضليعية يوجد نفق كبير منحوت بآلات حادة طوله ( 260 م ) يربط بين وادي غربي المرتفع ووادي غول ، ويتراوح ارتفاع هذا النفق ما بين ( 7 - 10 أمتار ) وعرضه ما بين ( 2,40 - 2.60 م )  ، وعند فتحته الغربية دكات عريضة في الأعلى ، وأمامها في الوادي زيادة تراكمات من أحجار كبيرة وصخور جيرية ربما كانت تشكل حاجزاً لتصريف المياه الفائضة عن استيعاب الوادي عبر النفق المذكور إلى وادي غول لوبار في الجانب الثاني من المرتفع عن طريق منفذين يشكلان الفتحة الشرقية للنفق ، وهما مغلقان بأنقاض من الأحجار الكبيرة ، والحقيقة أن مثل هذه الأنفاق العملاقة والمقطوعة لمسافات طويلة تحت المرتفعات الصخرية بطريقة النقر تدل على العزم والتصميم لدى اليمنيين القدماء.

8- سد العقم :- هناك بعض المواضع في اليمن تعرف باسم ( العقم ) أو العقمة ، ومنها العقم في بني زياد في مديرية الحداء وبه آثار سد قديم ، وغالباً ما يكون في المواضع المعروفة باسم العقم أو العقمة إما سد قديم أو تكون كحاجز على وادٍ تجري فيه السيول في موسم الأمطار ، وعقم أو عقمة في الأصل من مصطلحات الري والزراعة في اليمن قديماً وحديثاً ، وهي مشتقة من الجذر ( عقم ) بمعنى     ( حجز وسد ) ، ومنها معقم من مصطلحات البناء ويعني ( عتبة الباب ) ، ولا نجدها بالمعاني المشار إليها في تراث اللغة العربية الفصحى ، وقد جاء عند " نشوان بن سعيد الحميري " في مؤلفه " شمس العلوم " أن أهل اليمن يستخدمون في لغتهم ( العقم ) بمعنى السد ، حاجز لحماية قطعـة الأرض المزروعـة ، ولا تـزال المصطلحات ( عقم ومعقم ) تستخدم حتى اليوم بالمعاني المذكورة ومنها ( العقم ) في محل بني زياد بالحداء ، وبه آثار سد قديم وهو سد للماء على أرض متسق قد تهدمت جوانبه وبقي الوسط قائم البنيان حتى الآن وشيدت عمارته وفق تخطيط هندسي محكم وبعناية ، وفي المنطقة عدد من الحصون الأثرية المنيعة .

شيد السد في وادي ضيق تعرض لتعرية شديدة ، وصل عمقها إلى الصخور النارية ذات اللون البني الغامق ، كانت مساحة السد في الأصل ( 90 × 15 م ) ، ومتوسط ارتفاعه فوق قاعدة الوادي ( 14 م ) ، ويستخدم لري الحقول الواقعة على اتجـاه مجرى السيل وتصرف من خـلال فتحة صغيرة تحـت السـد ، وعلى جانب اتجاه مجرى الوادي في الناحية الجنوبية الغربية واجهتان لمبنى السد الواجهة الأولى شكلت من كتل حجرية كلسية وضعت أفقياً في صفوف متراصة على شكل خطوط بارزه للأمام - وبطانة جسم السد عبارة عن حشوة من القطع الخشنة الغير متماسكة وهي دبش من الحجارة - أما الواجهة الثانية سمكها ( 3.5 م ) وهي ملامسة للاتجاه المضاد لواجهة السد الأمامية ، وتبدو أنها إضافة متأخرة مبنية بأحجار ضاربة إلى الحمرة قطعت من جبل يبعد ( 3 - 2 كم ) ، بلغت الكمية الصغيرة للغمر الإرسابي المتراكم على الجانب الأعلى من السد حوالي نصف ارتفاع السد فقط ، وهو يوحي بأن السد لم يبق فترة طويلة من الزمن حتى يمتلئ كاملاً حتى أعلاه ، ومحتمل ألاَّ يكون قد تعرض لتصدع في مرحلة مبكرة إلى حد ما من تاريخه ، وتبين أن مظهر الواجهة الثانية تعود إلى فترة متأخرة أفضل
من كونه واجهة ثانوية ، وربما كان بناؤها يمثل محاولة لتقوية السد المتداعي للانهيار أو لإعادة حجر الوادي ، وفي هذه الحالة استخدم البناء كدعامة ، وعموماً فإن متوسط مساحة المنطقة التي كان السد يرويها تبلغ حوالي من ( 60 - 90 هكتاراً ) .

9- يفعــان  ، يكــار :

أ- يفعان : هي قرية في الحداء ، ويفعان أيضاً اسم حصن في عزلة السوادة من ريمة ، ويسكن هذه القرية بنو شجرة ينسب إليها بنوا الشجري ، وهم في الأصل من بني السحولي .

ويفعان جاء ذكرها في لغة النقوش اليمنية القديمة بصيغة ( ي ف ع ن ) منها النقش الموسوم بــ ( C88  ) على أسماء بعض من المعابد أو مناطق اليمن القديم التي تتميز بالعلو أو الإشراف على من حولها ، أما المعالم الأثرية في المنطقة تقع في الجهة الغربية من جبل السواد ، وهي عبارة عن خرائب   مندثرة بأحجار كلسية ضخمة شيدت في رأس ربوة مرتفعة ، ويطل الموقع على واديين رئيسيين هما وادي محذرة ووادي قاع السوادة الذي يربط بين عنس والحداء ب- يكـار:  هي قرية أثرية في عزلة زراجة بالحداء ، وهي قرية في قاع جهران تنسب إلى    " يكار بن جهران بن يحصب " ، وكانت تعرف باسم ( يكاران ) بلفظ التثنية ، ولها حصن وكانت من أعمال آنس ناحية جهران ، وليكار هذه قصة عجيبة ، وهي أن بني " بخيت " من قبائل الحداء أخذوا بقر أهل يكار ظلماً واقتسموها بينهم وتبقى منها ثور أتفق بنو " بخيت " على أن يستسقوا بالثور الوحيد الباقي ، وبعد الاستسقاء وقع المطر على مزارع يكار محل أصحاب البقر المنهوبة ، ويورد " الهمداني " في كتابه " صفة جزيرة العرب " ، يكار ضمن قرى جهران باسم كاران وفيها حصن بالقرب من قرية الزيلة والنخلة الحمراء ، أما المعالم الأثرية لموقع يكار فهي عبارة عن بقايا خرائب وتلال متناثرة من المباني وتظهر على السطح بعض الأحجار المهندمة التي شاع استخدامها في الأبنية القديمة التي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام   .

10- العماريـة :- بلدة في الحداء إليها ينسب بنو العمري ، وهم من بيوت العلم في اليمن ومن مشاهيرهم القاضي العلامة " عبد الله بن حسين بن علي العمري " ، ومن العمارية أيضاً " محمد بن عبد الله العمري " الذي كان مولده سنة ( 1334 هجرية ) ، وله مؤلفات علمية منها " صور من حياة أديار اليمن وشارك في طبع العديد من كتب العلوم الهامة مثل – الجزء العاشر من الإكليل وشرح رسالة  الحور العين لنشوان الحميري والتوضيح وشرح التنقيح في علم الحديث ، وكان شقيقه الدكتور     " حسين عبد الله العمري " قد أسهم بنصيب وافر من المؤلفات منها ( كتاب مائة عام من تاريخ اليمن الحديث ، مجلة المنار ، نصوص ودراسة عن حياة الشوكاني ، ومراجع في تاريخ اليمن في المتحف البريطاني ، كما عمل على تحقيق ونشر ديوان الشوكاني ، وكذا كتاب تاريخ مدينة صنعاء للرازي ) . 

ومنطقة العمارية تقع في الجانب الشرقي من ذمار على بعد ( 30 كم ) ، أهم معالمها حصن شيد في قمة جبل كان يسكنه بنو العمري ويحيط بالحصن بقايا سور من الحجارة ، وفي الناحية الشرقية برك مبنية بالحجارة والقضاض ، وقد زود الحصن بخندق ينفذ إلى أسفل الجبل ، وفي المنطقة المجاورة للحصن كان يوجد ينبوعان للمياه الأول يسمى غيل المعقد ، والثاني غيل المعين ، كما تحتوي المنطقة على عدد من الخرائب والمقابر المندثرة   .

11-بني بداء ، خربة شعيل ، حيد قنبة :

أ- بنو بداء: من قبائل الحداء وأهلهم من بني بخيت ولهم مصنعة عجيبة تعرف بمصنعة بني بداء ، لها طريق واحدة منحوتة في عرض الجبل ، وعن صاحب " معجم البلدان والقبائل اليمانية " ذكر مصنعة بني بداء من حصون مشارف ذمار لبني عمران بن منصور البدائي ، وبداء – بنو كتاف في صعدة - منهم " بداء بن الحارث بن معاوية " من بني ثور قبيلة من كندة وفي منطقة جبلة " بداء بن قتبان بن ثعلبة بن معاوية بن الغوث " وفي مراد أيضاً " بداء بن عامر بن عوثبان بن زاهر " .

ب- خربة شعيل :  تقع في أعلى وادي أذنة وتحتوي على بقايا أبنية مهدمة ارتفاع الجدار فيها ( 1.5 متر ) وفيها مقابر تعرف باسم مقبرة السبلة ، ومقبرة الجبل ومقبرة بابل مساحة القبر      ( 2.4 متر ) على بعضها كتابات إسلامية تؤرخ تاريخ الوفاة .

ج- حيد قنبة : يقع في الناحية الشرقية من قرية المصنعة ( بني بداء ) ، وهو عبارة عن حصن دفاعي شيد في أعلى ربوة صخرية مرتفعة تطل على وادي حيكان ، وللحصن مدخل واحد فقط في الناحية الشرقية ، ومن المعالم الأثريـة الشـاخـصـة فـي القمـة بـرك مبنيـة بالحـجـارة والقضاض أكـبـرهـا  ( 5 م ) طولاً ،  ( 4 م ) عرضاً ، ( 3 م ) عمقاً ولها درج تصل إلى باطنها
الحدا ذمار
بينون أرض النخلة الحمراء الحدا ذمار مدينة تعتبر توئم للبتراء