#اليمن_تاريخ_وثقافة
سياسة بن سلمان الوقحة ضد الدين والتقاليد المجتمعية للحجاز ونجد
هل هي مجرد ازاحة قناع عن واقع متجذر في سياسة آل سعود ..
هل انتهت حاجتهم لاستخدام الدين كقناع ...
دين سعودي جديد / كشف المستور في تاريخ نجد المبتور
للباحث والمؤرخ العربي المغترب، سعود بن عبد الرحمن السبعاني.
الكتاب يصدر في مجلد ضخم من 1272 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن اثني عشر فصلاً ونحو سبعين مبحثًا، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والمراجع والمصادر.
يعدُّ الكتاب وثيقة تاريخية موثقة بالمصادر، حيث يغوص في أعماق تاريخ إقليم نجد في قلب جزيرة العرب خلال الثلاثة قرون الماضية، كما يرصد الكتاب بدايات نشوء الحركة الوهابية ويوضح الأسباب التي مكَّنتها ومن ثم عوامل عودتها للواجهة من جديد، ويكشف أسرار علاقة آل سعود بالإنجليز وكيف بدأت تلك العلاقة ومتى تبلورت، ويتناول طبيعة الشراكة بين أسرة محمد بن سعود وأسرة حليفه في مشروع تلك الشراكة محمد بن عبد الوهاب، وهنالك فصل كامل في الكتاب يتحدث عن بدايات تلك الشراكة "السعوهابية" ويسرد المراحل التاريخية لصاحبيها وكيف استطاعا لاحقًا السيطرة والتغلب على أغلب خصومهم.
ولهذا الكتاب أهمية تاريخية مُعتبرة في مجال توثيق أحداث نجد المبتورة والمُغيبة عمدًا عن ذاكرة الأجيال، حيث اعتمد المؤلف على المخطوطات النجدية القديمة وعدد كبير من كتب التاريخ غير المُحرفة والتي تناولت أحداث نجد ودونت بعض الأحداث المهمة التي تم إخفاؤها لطمس حقيقة ما حدث بالضبط. حيث بلغت مصادر الكتاب أكثر من 100 مصدر تاريخي متنوع ومختلف ابتداءً من الكُتيبات النجدية القديمة التي دونها مؤرخون نجديون وعرب، وكتب الرحالة الأجانب، مرورًا ببعض المرويات والمخطوطات التاريخية وبعض الحوليات وأمهات الكتب التي جاء فيها ذكر لنجد وسكانها.
الكتاب باكورة أرشيفية لتوثيق تلك الأحداث القديمة الدموية التي مرَّت بها بلدان نجد لكي تُدرك الأجيال المُغيبة فداحة تلك الجرائم، فما جاء بين طيات هذا الكتاب هي عبارة عن مُقتطفات لأحداث وأخبار يسيرة من تاريخ نجد الدموي، كلها مُستقاة من مصادر تاريخية مُتعددة سواء كانت محلية أو من خلال ما دونه الرحالة الأجانب الذين مروا بالمنطقة خلال تلك الفترة الزمنية.
على الغلاف الخلفي للكتاب؛ نقرأ للمؤلف:
(أعظم هدية وأجزل عطاء وأغلى مُكافأة تُقدم للمظلوم والمُفترى عليه هي وثيقة البراءة ودليل كشف الحقيقة، حتى ولو جاءت تلك الشهادة بعد قرنين ونصف من الزمان، وعليه فإنَّ هذا الكتاب هو بمثابة الوثيقة التاريخية لكشف ما جرى في تلك الحقبة، وهي شهادة براءة مُستقاة من الكُتب والمصادر التاريخية، وعلى رأسها المصادر "الوهابية" نفسها.
تلك الوثيقة المُتأخرة دليل إثبات وبراءة لكلِّ مَنْ شُوهت سمعتهم عمدًا في سبيل تحقيق الأهداف الشخصية والمآرب الذاتية الخبيثة، وستكون بإذن الله برهانًا قاطعًا لتبرئة من سقطوا ضحايا لتلك الدعوة الوهابية المزعومة.
كتابي المتواضع هذا هو بمثابة مُرافعة شخصية مني أمام القراء وأمام عدالة أصحاب الضمائر الحيّة، وهو دفاع مشروع في كافة الشرائع وموازين العدالة السماوية، مُدعَمًا بشهادة وتقييم جمهور العقلاء، وكذلك بأسانيد من ذاق أسلافهم الأمرين عندما نُحروا مرةً على مذابح الوهابية بتهمة الشرك والكفر، وأخرى أُبيحت دماؤهم تحت ذريعة الخروج عن طاعة ولي أمر الوهابيين.
كتابي هذا هو تذكير وتوثيق بالمصادر التاريخية لما أُقترف من جرائم وحشية وفظائع وأكاذيب بحق أولئك الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لتلك الطموحات السلطوية المريضة، وأهُدرت دماؤهم باسم الإسلام البريء من تلك الممارسات الدموية الشنعاء غير الإنسانية.
وإنني أضع مرافعتي تلك أمام عناية وعدالة الشرفاء المُحايدين المُنصفين وأطرحها تحت طائلة ميزان الشريعة والشرعية الإسلامية العادلة، لتكون هي الحَكَم وهي المقياس لما جرى ويجري.
وسوف أترافع عن جميع أسلافي وأسلاف أبناء الحرمين الشريفين الذين نُحروا وذُكوا كضحايا العيد في تلك الفترة المُظلمة وما تبعها، وسوف أنبري لكشف الحقيقة المُغيبة وأذود عن حقوق وأعراض وسمعة أولئك الأجداد العظام المظلومين والمُفترى عليهم، بتهم زائفة كالشرك بالله والكفر والهرطقة، وسأضطر لأن أكون مُحاميًا عن كل ضحايا الوهابية دون استثناء أو تمييز حتى ولو كان ذلك الضحية هو "سليمان بن عبد الوهاب" شقيق صاحب تلك الدعوة الموتورة، وأجري على الله سبحانه وتعالى).
محتويات كتاب
الوهابية : دين سعودي جديد
§ الفصل الأول: نبذة مُختصرة عن أحوال نجد قبل وما بعد الإسلام
- نبذة مُختصرة عن أحوال اليمامة .
- الخضرمة والأخيضر في تاريخ وثقافة العراقيين
- العلاقة بين الأخيضريين والخضيرية
§ الفصل الثاني: بدايات الدعوة النجدية - الحركة الوهابية
- مولد محمد بن عبد الوهاب ونشأته
- نسب محمد بن عبد الوهاب
- سمات محم
سياسة بن سلمان الوقحة ضد الدين والتقاليد المجتمعية للحجاز ونجد
هل هي مجرد ازاحة قناع عن واقع متجذر في سياسة آل سعود ..
هل انتهت حاجتهم لاستخدام الدين كقناع ...
دين سعودي جديد / كشف المستور في تاريخ نجد المبتور
للباحث والمؤرخ العربي المغترب، سعود بن عبد الرحمن السبعاني.
الكتاب يصدر في مجلد ضخم من 1272 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن اثني عشر فصلاً ونحو سبعين مبحثًا، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والمراجع والمصادر.
يعدُّ الكتاب وثيقة تاريخية موثقة بالمصادر، حيث يغوص في أعماق تاريخ إقليم نجد في قلب جزيرة العرب خلال الثلاثة قرون الماضية، كما يرصد الكتاب بدايات نشوء الحركة الوهابية ويوضح الأسباب التي مكَّنتها ومن ثم عوامل عودتها للواجهة من جديد، ويكشف أسرار علاقة آل سعود بالإنجليز وكيف بدأت تلك العلاقة ومتى تبلورت، ويتناول طبيعة الشراكة بين أسرة محمد بن سعود وأسرة حليفه في مشروع تلك الشراكة محمد بن عبد الوهاب، وهنالك فصل كامل في الكتاب يتحدث عن بدايات تلك الشراكة "السعوهابية" ويسرد المراحل التاريخية لصاحبيها وكيف استطاعا لاحقًا السيطرة والتغلب على أغلب خصومهم.
ولهذا الكتاب أهمية تاريخية مُعتبرة في مجال توثيق أحداث نجد المبتورة والمُغيبة عمدًا عن ذاكرة الأجيال، حيث اعتمد المؤلف على المخطوطات النجدية القديمة وعدد كبير من كتب التاريخ غير المُحرفة والتي تناولت أحداث نجد ودونت بعض الأحداث المهمة التي تم إخفاؤها لطمس حقيقة ما حدث بالضبط. حيث بلغت مصادر الكتاب أكثر من 100 مصدر تاريخي متنوع ومختلف ابتداءً من الكُتيبات النجدية القديمة التي دونها مؤرخون نجديون وعرب، وكتب الرحالة الأجانب، مرورًا ببعض المرويات والمخطوطات التاريخية وبعض الحوليات وأمهات الكتب التي جاء فيها ذكر لنجد وسكانها.
الكتاب باكورة أرشيفية لتوثيق تلك الأحداث القديمة الدموية التي مرَّت بها بلدان نجد لكي تُدرك الأجيال المُغيبة فداحة تلك الجرائم، فما جاء بين طيات هذا الكتاب هي عبارة عن مُقتطفات لأحداث وأخبار يسيرة من تاريخ نجد الدموي، كلها مُستقاة من مصادر تاريخية مُتعددة سواء كانت محلية أو من خلال ما دونه الرحالة الأجانب الذين مروا بالمنطقة خلال تلك الفترة الزمنية.
على الغلاف الخلفي للكتاب؛ نقرأ للمؤلف:
(أعظم هدية وأجزل عطاء وأغلى مُكافأة تُقدم للمظلوم والمُفترى عليه هي وثيقة البراءة ودليل كشف الحقيقة، حتى ولو جاءت تلك الشهادة بعد قرنين ونصف من الزمان، وعليه فإنَّ هذا الكتاب هو بمثابة الوثيقة التاريخية لكشف ما جرى في تلك الحقبة، وهي شهادة براءة مُستقاة من الكُتب والمصادر التاريخية، وعلى رأسها المصادر "الوهابية" نفسها.
تلك الوثيقة المُتأخرة دليل إثبات وبراءة لكلِّ مَنْ شُوهت سمعتهم عمدًا في سبيل تحقيق الأهداف الشخصية والمآرب الذاتية الخبيثة، وستكون بإذن الله برهانًا قاطعًا لتبرئة من سقطوا ضحايا لتلك الدعوة الوهابية المزعومة.
كتابي المتواضع هذا هو بمثابة مُرافعة شخصية مني أمام القراء وأمام عدالة أصحاب الضمائر الحيّة، وهو دفاع مشروع في كافة الشرائع وموازين العدالة السماوية، مُدعَمًا بشهادة وتقييم جمهور العقلاء، وكذلك بأسانيد من ذاق أسلافهم الأمرين عندما نُحروا مرةً على مذابح الوهابية بتهمة الشرك والكفر، وأخرى أُبيحت دماؤهم تحت ذريعة الخروج عن طاعة ولي أمر الوهابيين.
كتابي هذا هو تذكير وتوثيق بالمصادر التاريخية لما أُقترف من جرائم وحشية وفظائع وأكاذيب بحق أولئك الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لتلك الطموحات السلطوية المريضة، وأهُدرت دماؤهم باسم الإسلام البريء من تلك الممارسات الدموية الشنعاء غير الإنسانية.
وإنني أضع مرافعتي تلك أمام عناية وعدالة الشرفاء المُحايدين المُنصفين وأطرحها تحت طائلة ميزان الشريعة والشرعية الإسلامية العادلة، لتكون هي الحَكَم وهي المقياس لما جرى ويجري.
وسوف أترافع عن جميع أسلافي وأسلاف أبناء الحرمين الشريفين الذين نُحروا وذُكوا كضحايا العيد في تلك الفترة المُظلمة وما تبعها، وسوف أنبري لكشف الحقيقة المُغيبة وأذود عن حقوق وأعراض وسمعة أولئك الأجداد العظام المظلومين والمُفترى عليهم، بتهم زائفة كالشرك بالله والكفر والهرطقة، وسأضطر لأن أكون مُحاميًا عن كل ضحايا الوهابية دون استثناء أو تمييز حتى ولو كان ذلك الضحية هو "سليمان بن عبد الوهاب" شقيق صاحب تلك الدعوة الموتورة، وأجري على الله سبحانه وتعالى).
محتويات كتاب
الوهابية : دين سعودي جديد
§ الفصل الأول: نبذة مُختصرة عن أحوال نجد قبل وما بعد الإسلام
- نبذة مُختصرة عن أحوال اليمامة .
- الخضرمة والأخيضر في تاريخ وثقافة العراقيين
- العلاقة بين الأخيضريين والخضيرية
§ الفصل الثاني: بدايات الدعوة النجدية - الحركة الوهابية
- مولد محمد بن عبد الوهاب ونشأته
- نسب محمد بن عبد الوهاب
- سمات محم
د بن عبد الوهاب الشخصية
- محمد بن عبد الوهاب حلم النبوة وعقدة زيد بن الخطاب
- البداية كانت في معركة اليمامة
- نبذة عن الصحابي الجليل زيد بن الخطاب (صقر يوم اليمامة)
- هدم قبر الصحابي الجليل زيد بن الخطاب
- الأمير عثمان بن معمر أول المُصدقين به وأول المنحورين على يده
- جزاء عثمان بن معمر «ذبيح المسجد» كان جزاء سنمار
- سبب خروج محمد بن عبد الوهاب من العيينة
- اغتيال الأمير عثمان بن معمر في محراب مسجد العيينة
- التنافس على النفوذ بين إمارة العيينة والدرعية
- ما بين حادثة سُراقة وحادثة الفرِيّد
- تقاسم الغنيمة بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود
§ الفصل الثالث: الصراع الأُسري بين آل عبد الوهاب .
- بداية الخلاف والحرب بين محمد بن عبد الوهاب وشقيقه سليمان
- رسالة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب إلى حسن بن عبدان
- الهالة والتقديس التي رافقت الدعوة الوهابية
- الوهابية وهاجس الشرك وعبادة الأوثان
§ الفصل الرابع: هزيمة الوهابيين على يد زعيم الإسماعيلية مكرمي نجران
- غزوة النجرانيين (النجارين) الأولى: معركة الحائر(حاير سبيع)
- غزوة النجرانيين الثانية حصار الحاير
- غزوات عبد الله بن فيصل بن تركي على قبيلة العجمان
- التجاء سعود بن فيصل بن تركي بن سعود إلى مكرمي نجران
§ الفصل الخامس: أصل آل سعود والخلاف الكبير حول صحة نسبهم
- الروايات المتداولة عن الأصول العرقية لـ آل سعود
- مقتل عبد العزيز بن محمد بن سعود على يد درويش
- نبذة مُختصرة عن سعود عبد العزيز بن محمد
§ الفصل السادس: الخطوط العامة لسياسة الوهابيين الداخلية والخارجية
- الوهابية دين سعودي جديد يعصم آل سعود ويُقدِّس آل الشيخ
- طرفة الشيخ الدمشقي الذي زار الرياض
- سياسة آل سعود الأزلية للهيمنة = (سياسة فرق تسد)
§ الفصل السابع: خروج الوهابيين عن طاعة ولي الأمر
- اعتناق الأتراك للمذهب الحنفي وابتداعهم منصب شيخ الإسلام والمُفتي
- الخروج على الحاكم والاستعانة بالمُشركين بالمفهوم الوهابي
- احتلال الوهابيين للحرمين الشريفين
- نبذة مُختصرة عن ولادة ونشأة محمد علي باشا
- أسباب سقوط الدرعية
- نبذة مُختصرة عن نشأة إبراهيم باشا
- أردنا شقراء وأراد الله ضرما
§ الفصل الثامن: حملات التطهير الوهابية لأبناء الجزيرة العربية
- مجزرة أهل الطائف الرهيبة على يد الوهابيين
- مذبحة قرية الفضول في الأحساء
- الزبير الملاذ الآمن - الهجرات المُتتالية نحو بلد الزبير
- غزوة سعود بن عبد العزيز لبلد الزبير في عيد الأضحى
- غزوة عبد الله بن سعود على بلد الزبير
- سبب هجرة أهل نجد إلى بلد الزبير
- النشاط التجاري لأهل الزبير
- شيخ شنقيطي ثائر في الزبير!
- رغبة بريطانية لتحويل الزبير إلى مشيخة مُستقلة
- تنازل الشيخ إبراهيم العبد الله الإبراهيم الراشد عن مشيخة الزبير
§ الفصل التاسع: الأسرة السعودية الثانية: اندحار الوهابية وتراجع هيبتها
- صراع آل سعود فيما بينهم على السلطة
- نهاية محمد بن مشاري بن معمر
- هزيمة آل سعود الثانية على يد حسين بيك
- مقتل تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود على يد ابن أخته مشاري
- دور عبد الله بن رشيد في ترجيح كفة فيصل بن تركي على مشاري
- عودة خالد بن سعود إلى نجد كتابع ودليل للقوات المصرية
- فرار فيصل بن تركي من الرياض خوفًا من بطش إسماعيل باشا
- استسلام فيصل بن تركي إلى خورشيد باشا وأخذه كأسير إلى مصر
- ظهور عبد الله بن ثنيان بن سعود وخروجه على خالد بن سعود
- عودة فيصل بن تركي من منفاه المصري ومواجهة عبد الله بن ثنيان
- القبض على عبد الله بن ثنيان ومن ثم قتله في المُعتقل
- نبذة مختصرة عن فيصل بن تركي آل سعود وأبنائه
- جواسيس فيصل واستغفال عبد الحميد البيشاوري للوهابيين
§ الفصل العاشر: تاريخ حائل ونبذة مُختصرة عن حُكَّام نجد - آل رشيد
- معركة العدوة نقطة التحول الفاصلة
- لو طعت شورك ما تعديت ذنب ثورك
- إمارة حائل والتغلغل الوهابي
- الأمير عبيد بن علي بن رشيد المُتشدد الوحيد في أسرة آل رشيد
- بالجريف يصف أمير حائل طلال بن عبد الله بن رشيد وعمه عُبيد
- مجزرة آل أبي عليان على يد عبد الله بن فيصل بن تركي بن سعود
- سقوط إمارة آل سعود الثانية على يد أمراء حائل- آل رشيد
§ الفصل الحادي عشر: الوهابية وبداية العلاق
- محمد بن عبد الوهاب حلم النبوة وعقدة زيد بن الخطاب
- البداية كانت في معركة اليمامة
- نبذة عن الصحابي الجليل زيد بن الخطاب (صقر يوم اليمامة)
- هدم قبر الصحابي الجليل زيد بن الخطاب
- الأمير عثمان بن معمر أول المُصدقين به وأول المنحورين على يده
- جزاء عثمان بن معمر «ذبيح المسجد» كان جزاء سنمار
- سبب خروج محمد بن عبد الوهاب من العيينة
- اغتيال الأمير عثمان بن معمر في محراب مسجد العيينة
- التنافس على النفوذ بين إمارة العيينة والدرعية
- ما بين حادثة سُراقة وحادثة الفرِيّد
- تقاسم الغنيمة بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود
§ الفصل الثالث: الصراع الأُسري بين آل عبد الوهاب .
- بداية الخلاف والحرب بين محمد بن عبد الوهاب وشقيقه سليمان
- رسالة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب إلى حسن بن عبدان
- الهالة والتقديس التي رافقت الدعوة الوهابية
- الوهابية وهاجس الشرك وعبادة الأوثان
§ الفصل الرابع: هزيمة الوهابيين على يد زعيم الإسماعيلية مكرمي نجران
- غزوة النجرانيين (النجارين) الأولى: معركة الحائر(حاير سبيع)
- غزوة النجرانيين الثانية حصار الحاير
- غزوات عبد الله بن فيصل بن تركي على قبيلة العجمان
- التجاء سعود بن فيصل بن تركي بن سعود إلى مكرمي نجران
§ الفصل الخامس: أصل آل سعود والخلاف الكبير حول صحة نسبهم
- الروايات المتداولة عن الأصول العرقية لـ آل سعود
- مقتل عبد العزيز بن محمد بن سعود على يد درويش
- نبذة مُختصرة عن سعود عبد العزيز بن محمد
§ الفصل السادس: الخطوط العامة لسياسة الوهابيين الداخلية والخارجية
- الوهابية دين سعودي جديد يعصم آل سعود ويُقدِّس آل الشيخ
- طرفة الشيخ الدمشقي الذي زار الرياض
- سياسة آل سعود الأزلية للهيمنة = (سياسة فرق تسد)
§ الفصل السابع: خروج الوهابيين عن طاعة ولي الأمر
- اعتناق الأتراك للمذهب الحنفي وابتداعهم منصب شيخ الإسلام والمُفتي
- الخروج على الحاكم والاستعانة بالمُشركين بالمفهوم الوهابي
- احتلال الوهابيين للحرمين الشريفين
- نبذة مُختصرة عن ولادة ونشأة محمد علي باشا
- أسباب سقوط الدرعية
- نبذة مُختصرة عن نشأة إبراهيم باشا
- أردنا شقراء وأراد الله ضرما
§ الفصل الثامن: حملات التطهير الوهابية لأبناء الجزيرة العربية
- مجزرة أهل الطائف الرهيبة على يد الوهابيين
- مذبحة قرية الفضول في الأحساء
- الزبير الملاذ الآمن - الهجرات المُتتالية نحو بلد الزبير
- غزوة سعود بن عبد العزيز لبلد الزبير في عيد الأضحى
- غزوة عبد الله بن سعود على بلد الزبير
- سبب هجرة أهل نجد إلى بلد الزبير
- النشاط التجاري لأهل الزبير
- شيخ شنقيطي ثائر في الزبير!
- رغبة بريطانية لتحويل الزبير إلى مشيخة مُستقلة
- تنازل الشيخ إبراهيم العبد الله الإبراهيم الراشد عن مشيخة الزبير
§ الفصل التاسع: الأسرة السعودية الثانية: اندحار الوهابية وتراجع هيبتها
- صراع آل سعود فيما بينهم على السلطة
- نهاية محمد بن مشاري بن معمر
- هزيمة آل سعود الثانية على يد حسين بيك
- مقتل تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود على يد ابن أخته مشاري
- دور عبد الله بن رشيد في ترجيح كفة فيصل بن تركي على مشاري
- عودة خالد بن سعود إلى نجد كتابع ودليل للقوات المصرية
- فرار فيصل بن تركي من الرياض خوفًا من بطش إسماعيل باشا
- استسلام فيصل بن تركي إلى خورشيد باشا وأخذه كأسير إلى مصر
- ظهور عبد الله بن ثنيان بن سعود وخروجه على خالد بن سعود
- عودة فيصل بن تركي من منفاه المصري ومواجهة عبد الله بن ثنيان
- القبض على عبد الله بن ثنيان ومن ثم قتله في المُعتقل
- نبذة مختصرة عن فيصل بن تركي آل سعود وأبنائه
- جواسيس فيصل واستغفال عبد الحميد البيشاوري للوهابيين
§ الفصل العاشر: تاريخ حائل ونبذة مُختصرة عن حُكَّام نجد - آل رشيد
- معركة العدوة نقطة التحول الفاصلة
- لو طعت شورك ما تعديت ذنب ثورك
- إمارة حائل والتغلغل الوهابي
- الأمير عبيد بن علي بن رشيد المُتشدد الوحيد في أسرة آل رشيد
- بالجريف يصف أمير حائل طلال بن عبد الله بن رشيد وعمه عُبيد
- مجزرة آل أبي عليان على يد عبد الله بن فيصل بن تركي بن سعود
- سقوط إمارة آل سعود الثانية على يد أمراء حائل- آل رشيد
§ الفصل الحادي عشر: الوهابية وبداية العلاق
ة مع الغرب والإنجليز
- سعود بن عبد العزيز واللعب على ورقة القرصنة
- الوهابيون والتشبث بشماعة الكابتن سادليير
§ الفصل الثاني عشر: نجد وعقدة قرن الشيطان
§ الخـاتمـة
§ المصـادر
- سعود بن عبد العزيز واللعب على ورقة القرصنة
- الوهابيون والتشبث بشماعة الكابتن سادليير
§ الفصل الثاني عشر: نجد وعقدة قرن الشيطان
§ الخـاتمـة
§ المصـادر
#أدب_عالمي
جـارنا الـهندي
كان يا ما كان في قديم الزمان كان رجل يعيش مع ابنته فاطمة في كوخ فقير، كانت الفتاة صبية جميلة مطيعة تخدم والدها وترعاه وكان جارهم الهندي صاحب دين وأخلاق. عندما حان وقت الحج قرّر الرجل أن يذهب إلى الحج، فجهّز أغراضه وراحلته، وذهب إلى جاره الهندي وأخبره بعزمه، وأوصاه أن يعتني بابنته، ويرعاها خلال فترة غيابه، طمأنه الجار وقال له: تروح وترجع بالسلامة وابنتك ستكون في عيني وحمايتي حتى ترجع. سافر الرجل إلى الحج مرتاح البال.
أما فاطمة بعد سفر والدها فكانت تعمل في البيت طول النهار تمسح، وتكنّس وتنظّف وتشطف، وتغزل الصوف وإذا احتاجت أي شيء تذهب إلى جارها الهندي وتطلب منه ما تريد فيلبي طلبها برحابة صدر، وكان جارهم يمرّ عليها كل يوم ليطمئن عليها، ويؤمّن لها كل حاجاتها.
في أحد الأيام مر من أمام بيت فاطمة عفريت أسود، فشاهد الصبية وعرف أنها وحيدة في البيت، فطمع بها وأراد أن يخطفها فعمل نفسه شحّاذاً، وطرق بابها وطلب منها بعض الطعام, فدخلت لتجلب له الطعام, فدخل وراءها وأغلق الباب وتأكد من عدم وجود أحد معها، فكشف عن نواياه وطلب منها أن ترتدي ثيابها، وتلم حوائجها لتذهب معه، فرفضت ومانعت لكنه أجبرها وهدّدها بالقتل، ففكرت أن تحتال عليه، وكان على الجدار دفّ يستخدمه أبوها في الحفلات والموالد، فقالت للعفريت: قبل أن أذهب معك أحب أن أرقص، وأغني للمرة الأخيرة وأودع البيت، فوافق على طلبها وأعطته الدف وصار يدقّ لها وهي ترقص وتغني: " يا جارنا الهندي، عندي وما عندي، عندي عبيد أسود, يريد ياكلني ".
كان بين بيتها وبيت جارهم طاقة، فسمع جارهم صوت الدق والغناء من بيت جارهم، فاستغرب الأمر، وأنصت قليلاً وفهم معنى الغناء، فأخذ سيفه وتسلّل إلى بيت جارهم، فرأى الغول يدقّ في الدف والصبية ترقص وتغني، فغافل العفريت، وضربه فقطع رأسه، فتدحرج على الأرض وخرج من البيت وذهب بعيداً. هنأ الهندي جارته على سلامتها، وأوصاها أن تكون حذرة ولا تدخل غريباً إلى البيت.
أما رأس الغول فبقي يتدحرج إلى أن وصل إلى مغارة الغيلان، رأته أمه الغولة الكبيرة، فغضبت وقررت أن تنتقم من قاتله، فلبست ثياب امرأة وحملت قرطلاً فيه أساور، وعقوداً وحلقاً وأمشاطاً ولوازم الزينة، وصارت تدور في الشوارع، وتنادي على بضاعتها، وأنها تبيع كل قطعة بحكاية غريبة، وصلت إلى أمام بيت فاطمة، فنادتها لتشتري منها، فأعطتها كل ما تريد, لكنها طلبت منها أن تحكي لها حكاية غريبة مقابل ذلك، فكرت فاطمة وبدأت تحكي لها قصة ذهاب والدها إلى الحج ومجيء العفريت، وومحاولة خطفها حتى جاء جارهم وقتله، وتدحرج رأسه في البرية.
عرفت الغولة غريمتها فتظاهرت بأن الحكاية أعجبتها، وأعطتها مزيداً من الأغراض، وسألتها عن اسمها وعن عائلتها وحياتها، فحكت لها فاطمة كل شيء، ثم تركتها الغولة وعادت فأخبرت أولادها.
في اليوم التالي لبست الغولة وتزيّت بزيّ عمة فاطمة، التي تسكن في قرية بعيدة، لم ترها منذ سنين طويلة، وأتت فطرقت باب بيت فاطمة ففتحت لها وادعت أنها عمتها وسلّمت عليها بحرارة، فرحبت بها فاطمة وفرحت بزيارتها، جلست تطمئن على أحوالها، فقالت لها الغولة: ما دام أخي في الحج، ستذهبين معي وتبقين عندنا حتى يعود أخي من الحج فنعود معاً، وافقت فاطمة وذهبت إلى جارهم الهندي وأخبرته بالأمر، ثم جمعت أغراضها وخرجت مع عمتها
في الطريق قالت لها الغولة: سنمرّ على مغارة قريبة نرتاح فيها قليلاً ثم نتابع طريقنا وعندما وصلت باب المغارة دفعتها الغولة وأدخلتها بعنف، فعرفت فاطمة أنها وقعت في فخ نصبته لها الغولة، وربطتها الغولة وأولادها إلى عمود وسط المغارة، وصاروا يعذبونها ويضربونها حتى أدموا جسدها، وهي تصيح وتستريح ولا أحد يسمعها أو ينجدها
وفي الصباح ذهب الجميع ليجمعوا الحطب، ويحرقوها ويأكلوها، وبقيت الغولة الصغيرة الغبية لتحرسها، فضحكت عليها فاطمة وعرضت عليها أن تعطيها ملابسها الجديدة، وتأخذ هي ملابس الغولة المهترئة، فوافقت الغولة وفكتها وبدّلت الملابس معها ثم احتالت عليها وربطتها في العمود وركضت هاربة بأقصى سرعتها، وبعد مسافة طويلة شاهدت راعياً يرعى غنمه في البرية، فاستجارت به وحكت له قصتها، ففكّر الراعي قليلاً ثم ألبسها فروته بالمقلوب، ووضعها بين الغنمات، وكان لديه كلب جارح وضعه في كيس وأغلقه عليه.
بعد ساعة وصلت الغولة وهي تركض لاهثة تبحث عن فاطمة، فسألت الراعي: إن كان رأى فتاة صفاتها كذا وكذا، وادعت أنها ابنة أختها فرّت من البيت وتريد أن تعيدها لأمها. فأجابها: نعم أتت فتاة إلي وقد أمسكت بها ووضعتها في الكيس، وأشار إليها إلى مكانه، فركضت الغولة مسرعة فرحة إلى الكيس وفتحته، فهجم عليها الكلب وقضم رقبتها فماتت في الحال.
شكرت فاطمة الراعي وعادت إلى البيت، وكان والدها قد عاد من الحج، وافتقدها وحزن عليها بعد أن سمع بقصتها، ومرض من البحث عنها دون جدوى، ففرح برؤيتها وردّت له روحه وعافيته، وجاء جارهم الهندي وسلم على الفتاة وهنأها بالسلامة، و
جـارنا الـهندي
كان يا ما كان في قديم الزمان كان رجل يعيش مع ابنته فاطمة في كوخ فقير، كانت الفتاة صبية جميلة مطيعة تخدم والدها وترعاه وكان جارهم الهندي صاحب دين وأخلاق. عندما حان وقت الحج قرّر الرجل أن يذهب إلى الحج، فجهّز أغراضه وراحلته، وذهب إلى جاره الهندي وأخبره بعزمه، وأوصاه أن يعتني بابنته، ويرعاها خلال فترة غيابه، طمأنه الجار وقال له: تروح وترجع بالسلامة وابنتك ستكون في عيني وحمايتي حتى ترجع. سافر الرجل إلى الحج مرتاح البال.
أما فاطمة بعد سفر والدها فكانت تعمل في البيت طول النهار تمسح، وتكنّس وتنظّف وتشطف، وتغزل الصوف وإذا احتاجت أي شيء تذهب إلى جارها الهندي وتطلب منه ما تريد فيلبي طلبها برحابة صدر، وكان جارهم يمرّ عليها كل يوم ليطمئن عليها، ويؤمّن لها كل حاجاتها.
في أحد الأيام مر من أمام بيت فاطمة عفريت أسود، فشاهد الصبية وعرف أنها وحيدة في البيت، فطمع بها وأراد أن يخطفها فعمل نفسه شحّاذاً، وطرق بابها وطلب منها بعض الطعام, فدخلت لتجلب له الطعام, فدخل وراءها وأغلق الباب وتأكد من عدم وجود أحد معها، فكشف عن نواياه وطلب منها أن ترتدي ثيابها، وتلم حوائجها لتذهب معه، فرفضت ومانعت لكنه أجبرها وهدّدها بالقتل، ففكرت أن تحتال عليه، وكان على الجدار دفّ يستخدمه أبوها في الحفلات والموالد، فقالت للعفريت: قبل أن أذهب معك أحب أن أرقص، وأغني للمرة الأخيرة وأودع البيت، فوافق على طلبها وأعطته الدف وصار يدقّ لها وهي ترقص وتغني: " يا جارنا الهندي، عندي وما عندي، عندي عبيد أسود, يريد ياكلني ".
كان بين بيتها وبيت جارهم طاقة، فسمع جارهم صوت الدق والغناء من بيت جارهم، فاستغرب الأمر، وأنصت قليلاً وفهم معنى الغناء، فأخذ سيفه وتسلّل إلى بيت جارهم، فرأى الغول يدقّ في الدف والصبية ترقص وتغني، فغافل العفريت، وضربه فقطع رأسه، فتدحرج على الأرض وخرج من البيت وذهب بعيداً. هنأ الهندي جارته على سلامتها، وأوصاها أن تكون حذرة ولا تدخل غريباً إلى البيت.
أما رأس الغول فبقي يتدحرج إلى أن وصل إلى مغارة الغيلان، رأته أمه الغولة الكبيرة، فغضبت وقررت أن تنتقم من قاتله، فلبست ثياب امرأة وحملت قرطلاً فيه أساور، وعقوداً وحلقاً وأمشاطاً ولوازم الزينة، وصارت تدور في الشوارع، وتنادي على بضاعتها، وأنها تبيع كل قطعة بحكاية غريبة، وصلت إلى أمام بيت فاطمة، فنادتها لتشتري منها، فأعطتها كل ما تريد, لكنها طلبت منها أن تحكي لها حكاية غريبة مقابل ذلك، فكرت فاطمة وبدأت تحكي لها قصة ذهاب والدها إلى الحج ومجيء العفريت، وومحاولة خطفها حتى جاء جارهم وقتله، وتدحرج رأسه في البرية.
عرفت الغولة غريمتها فتظاهرت بأن الحكاية أعجبتها، وأعطتها مزيداً من الأغراض، وسألتها عن اسمها وعن عائلتها وحياتها، فحكت لها فاطمة كل شيء، ثم تركتها الغولة وعادت فأخبرت أولادها.
في اليوم التالي لبست الغولة وتزيّت بزيّ عمة فاطمة، التي تسكن في قرية بعيدة، لم ترها منذ سنين طويلة، وأتت فطرقت باب بيت فاطمة ففتحت لها وادعت أنها عمتها وسلّمت عليها بحرارة، فرحبت بها فاطمة وفرحت بزيارتها، جلست تطمئن على أحوالها، فقالت لها الغولة: ما دام أخي في الحج، ستذهبين معي وتبقين عندنا حتى يعود أخي من الحج فنعود معاً، وافقت فاطمة وذهبت إلى جارهم الهندي وأخبرته بالأمر، ثم جمعت أغراضها وخرجت مع عمتها
في الطريق قالت لها الغولة: سنمرّ على مغارة قريبة نرتاح فيها قليلاً ثم نتابع طريقنا وعندما وصلت باب المغارة دفعتها الغولة وأدخلتها بعنف، فعرفت فاطمة أنها وقعت في فخ نصبته لها الغولة، وربطتها الغولة وأولادها إلى عمود وسط المغارة، وصاروا يعذبونها ويضربونها حتى أدموا جسدها، وهي تصيح وتستريح ولا أحد يسمعها أو ينجدها
وفي الصباح ذهب الجميع ليجمعوا الحطب، ويحرقوها ويأكلوها، وبقيت الغولة الصغيرة الغبية لتحرسها، فضحكت عليها فاطمة وعرضت عليها أن تعطيها ملابسها الجديدة، وتأخذ هي ملابس الغولة المهترئة، فوافقت الغولة وفكتها وبدّلت الملابس معها ثم احتالت عليها وربطتها في العمود وركضت هاربة بأقصى سرعتها، وبعد مسافة طويلة شاهدت راعياً يرعى غنمه في البرية، فاستجارت به وحكت له قصتها، ففكّر الراعي قليلاً ثم ألبسها فروته بالمقلوب، ووضعها بين الغنمات، وكان لديه كلب جارح وضعه في كيس وأغلقه عليه.
بعد ساعة وصلت الغولة وهي تركض لاهثة تبحث عن فاطمة، فسألت الراعي: إن كان رأى فتاة صفاتها كذا وكذا، وادعت أنها ابنة أختها فرّت من البيت وتريد أن تعيدها لأمها. فأجابها: نعم أتت فتاة إلي وقد أمسكت بها ووضعتها في الكيس، وأشار إليها إلى مكانه، فركضت الغولة مسرعة فرحة إلى الكيس وفتحته، فهجم عليها الكلب وقضم رقبتها فماتت في الحال.
شكرت فاطمة الراعي وعادت إلى البيت، وكان والدها قد عاد من الحج، وافتقدها وحزن عليها بعد أن سمع بقصتها، ومرض من البحث عنها دون جدوى، ففرح برؤيتها وردّت له روحه وعافيته، وجاء جارهم الهندي وسلم على الفتاة وهنأها بالسلامة، و
جلس الجميع يحتفلون بنجاتها، وحكت لهم فاطمة قصتها مع الغولة، وعاشوا بالفرح والنعيم وطيب الله عيش السامعين
Faiza Abdullah:
الكتاب: الرهينة ( رواية )
الكاتب : زيد_مطيع_دماج
ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ
ﻭﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﺤﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ
ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ
ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ.
ﻭﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺖ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺯﻳ ﻣﻄﻴﻊ ﺩﻣﺎﺝ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﻯ
ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ ﺑﻘﺪﺭ
ﻣﺎ ﺃﻧﺼﻔﺖ ﻟﺪﻣﺎﺝ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ ﺍﻟﺬﻱ لا ﻳﻘﻞ ﺗﻤﻴﺰﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ. ﻭﺗﻘﺪﺭ ﻋﺪﺩ الﻨﺴﺦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ 100 ﺃﻟﻒ نﺴﺨﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﻗﻤﺎً ﻗﻴﺎﺳﻴﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ والعربية .
عدد الصفحات 155صفحة
الحجم 1.6 MB .
رواية رائعة انصحك بقراءتها حقا ..
هدية متابعة القناة : فوزية عبدالله
الكتاب: الرهينة ( رواية )
الكاتب : زيد_مطيع_دماج
ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ
ﻭﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﺤﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ
ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ
ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ.
ﻭﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺖ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺯﻳ ﻣﻄﻴﻊ ﺩﻣﺎﺝ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﻯ
ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ ﺑﻘﺪﺭ
ﻣﺎ ﺃﻧﺼﻔﺖ ﻟﺪﻣﺎﺝ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ ﺍﻟﺬﻱ لا ﻳﻘﻞ ﺗﻤﻴﺰﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻫﻴﻨﺔ. ﻭﺗﻘﺪﺭ ﻋﺪﺩ الﻨﺴﺦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ 100 ﺃﻟﻒ نﺴﺨﺔ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﻗﻤﺎً ﻗﻴﺎﺳﻴﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ والعربية .
عدد الصفحات 155صفحة
الحجم 1.6 MB .
رواية رائعة انصحك بقراءتها حقا ..
هدية متابعة القناة : فوزية عبدالله
www.telegram.me/taye5
عبد الناصر وحرب اليمن
حرب اليمن
مقدمة:
أكاد أجزم أن أكثر من تسعين بالمائة من الشعب المصري لا يعرفون عن حرب اليمن شيئا, أو على الأقل كل من التقيت بهم في محاورة سياسية حول عبد الناصر - وكلهم من حاملي الشهادات العليا ومنهم أطباء ومهندسون ومحاسبون - لا يعرفون إلا أن مصر شاركت في حرب كانت دائرة في اليمن, ولكنهم لا يعرفون كنه تلك الحرب وأي عدو كان المصريون يساعدون اليمنيين في محاربته, وبعضهم يظن أن اليمن كانت قد تعرضت لعدوان خارجي, وأن مصر أرسلت جيشها لدفع هذا العدوان, وهذا بالطبع نتيجة حتمية للتعتيم الإعلامي المتعمد على هذه الحرب. وهكذا يعود بنا الحديث عن حرب اليمن إلى حملة التضليل الإعلامي مرة أخرى, لنجد أننا أمام أحد أهم أسباب كارثة يونيو وما أدراك ما كارثة يوينو, إنها الحدث المفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي, فالواقع العربي بعدها اختلف اختلافا كليا عن الواقع العربي قبلها, فلم تكن كارثة يونيو مجرد هزيمة منيت بها مصر والأمة العربية ولكنها كانت البوابة التي ولج منها العرب إلى عصر الخنوع والتردي والانبطاح, ذلك العصر الذي مازالوا يتمرغون في أوحالة إلى الآن - إلا من رحم ربي - ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قلنا إن عبد اللطيف بغدادي لم يتحدث عن حرب اليمن إلا في معرض حديثه عن اعتمادات مالية مطلوبة للقوات المصرية في اليمن, لكنه لم يتحدث عن أسبابها أو عن نتائجها أو عن تداعياتها على الحالة التي كانت تمر بها البلاد في ذلك الوقت, يقول بغدادي: "اتصل بي عبد الناصر تليفونيًّا قبل ظهر يوم الأربعاء 21 نوفمبر 1962، وتكلم معي عن الاعتمادات الإضافية التي تطلبها القوات المسلحة لمواجهة العمليات الحربية باليمن، ولتعزيز باقي القوات أيضًا وهي استكمال فرقتين مشاة؛ الفرقة السادسة والسابعة. وكانت اللجنة الدائمة المتفرعة من مجلس الدفاع الأعلى قد سبق لها مناقشة هذه الاعتمادات المطلوبة ورأت تخفيضها. وقال جمال إنه أبدى اعتراضه لعبد الحكيم على حجم الاعتماد المطلوب. ولكن رغم اعتراضه فقد تقدم إليه بعد ذلك بمذكرة يطلب منه فيها اعتماد أربعة عشر مليونًا من الجنيهات لمقابلة مصروفات العمليات في اليمن وذلك حتى فبراير 1963، هذا بالإضافة إلى المبالغ الأخرى المطلوبة للتعزيز. كما طلب عبد الحكيم رصد مبلغ سبعة ملايين من الجنيهات لمواجهة مصروفات هذه العمليات أيضًا إن امتدت إلى ما بعد فبراير. وجمال كان يرى أن هذه المبالغ المطلوبة كبيرة ولا يمكن تدبيرها إلا على حساب مشروعات خطة التنمية الاقتصادية. وسيتسبب عنه إيقاف تنفيذ بعض المشروعات، وهذا هو ما يعترض عليه. وأنه كان قد سبق وتكلم مع عبد الحكيم عند بداية العمليات في اليمن عن المبالغ المنتظر إنفاقها على تلك الحملة، وكان قد حددها له بحوالي واحد ونصف مليون من الجنيهات. ولكنه عاد إليه بعد فترة وذكر أنها حوالي ثلاثة ملايين من الجنيهات. ثم عاد ثانية ورفعها إلى خمسة ملايين. وزادها بعد ذلك إلى خمسة عشر مليونًا. ويستطرد جمال ويذكر أنه عاد يطالب برفعها إلى واحد وعشرين مليونًا من الجنيهات. وخرج جمال من هذه المقدمة بأنه قد أعد قرارين ليعرضا على مجلس الرئاسة في الاجتماع الذي كان سيعقد في مساء نفس اليوم الذي جرى فيه هذا الحديث. ويطلب في القرار الأول من المجلس الموافقة على اعتماد إضافي بمبلغ خمسة ملايين من الجنيهات فقط تخصص للطوارئ ولمواجهة العمليات الحربية التي تجري في اليمن. وأما القرار الثاني فيطلب فيه موافقة المجلس على اعتماد إضافي آخر بمبلغ خمسة ملايين من الجنيهات أيضًا بغرض استخدامها في تعزيز القوات المسلحة."
تعليق:
هذا كل ما جاء في مذكرات بغدادي عن حرب اليمن, وقد جاء في سياق الحديث عن خلافات عبد الناصر مع عبد الحكيم التي أخذت حيزا كبيرا من مذكراته وهو يتحدث عن تلك الفترة, بل لم ينقطع الحديث عن تلك الخلافات إلا بموت عبد الحكيم عامر في أعقاب هزيمة يونيو, بعد ذلك لم يُذكر شيء في مذكرات بغدادي عن حرب اليمن وذلك في رأيي الشخصي راجع لسببين أولهما أن عبد اللطيف بغدادي في ذلك الوقت كان قد زهد العمل السياسي وقرر الانسحاب من الساحة في هدوء, السبب الثاني أن حرب اليمن كانت تخضع لعملية تعتيم إعلامي متعمد كجزء من حملة التضليل الإعلامي التي استهدفت الشعب المصري في ذلك الوقت. ومع أن ما أتيح لي من وثائق عن حرب اليمن قليل جدا, إلا أن أي حديث عن هذه الحرب يضعنا أمام حقائق تاريخية لا يستطيع أحد أن يتجاهلها فضلا عن أن ينكرها, أولها أن الجيش المصري الذي ذهب ليحارب في اليمن لم يكن هدفه الدفاع عن اليمن ضد عدو خارجي, ولم يكن هدفه مقاومة احتلال ينهب ثروات البلاد ويستذل الشعب اليمني بقوته وجبروته, ولكنه ذهب ليقاتل إلى جانب يمنيين يقاتلون يمنيين آخرين, هذا والله ما حدث!, الحقيقة الثانية أن مصر لم تتأثر بالحرب التي كانت دائرة في اليمن بشكل أو بآخر, لأن اليمن غير مشتركة مع مصر في حدود جغرافية, أو حتى مصالح سياسية أو اقتصادية, ولم
عبد الناصر وحرب اليمن
حرب اليمن
مقدمة:
أكاد أجزم أن أكثر من تسعين بالمائة من الشعب المصري لا يعرفون عن حرب اليمن شيئا, أو على الأقل كل من التقيت بهم في محاورة سياسية حول عبد الناصر - وكلهم من حاملي الشهادات العليا ومنهم أطباء ومهندسون ومحاسبون - لا يعرفون إلا أن مصر شاركت في حرب كانت دائرة في اليمن, ولكنهم لا يعرفون كنه تلك الحرب وأي عدو كان المصريون يساعدون اليمنيين في محاربته, وبعضهم يظن أن اليمن كانت قد تعرضت لعدوان خارجي, وأن مصر أرسلت جيشها لدفع هذا العدوان, وهذا بالطبع نتيجة حتمية للتعتيم الإعلامي المتعمد على هذه الحرب. وهكذا يعود بنا الحديث عن حرب اليمن إلى حملة التضليل الإعلامي مرة أخرى, لنجد أننا أمام أحد أهم أسباب كارثة يونيو وما أدراك ما كارثة يوينو, إنها الحدث المفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي, فالواقع العربي بعدها اختلف اختلافا كليا عن الواقع العربي قبلها, فلم تكن كارثة يونيو مجرد هزيمة منيت بها مصر والأمة العربية ولكنها كانت البوابة التي ولج منها العرب إلى عصر الخنوع والتردي والانبطاح, ذلك العصر الذي مازالوا يتمرغون في أوحالة إلى الآن - إلا من رحم ربي - ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قلنا إن عبد اللطيف بغدادي لم يتحدث عن حرب اليمن إلا في معرض حديثه عن اعتمادات مالية مطلوبة للقوات المصرية في اليمن, لكنه لم يتحدث عن أسبابها أو عن نتائجها أو عن تداعياتها على الحالة التي كانت تمر بها البلاد في ذلك الوقت, يقول بغدادي: "اتصل بي عبد الناصر تليفونيًّا قبل ظهر يوم الأربعاء 21 نوفمبر 1962، وتكلم معي عن الاعتمادات الإضافية التي تطلبها القوات المسلحة لمواجهة العمليات الحربية باليمن، ولتعزيز باقي القوات أيضًا وهي استكمال فرقتين مشاة؛ الفرقة السادسة والسابعة. وكانت اللجنة الدائمة المتفرعة من مجلس الدفاع الأعلى قد سبق لها مناقشة هذه الاعتمادات المطلوبة ورأت تخفيضها. وقال جمال إنه أبدى اعتراضه لعبد الحكيم على حجم الاعتماد المطلوب. ولكن رغم اعتراضه فقد تقدم إليه بعد ذلك بمذكرة يطلب منه فيها اعتماد أربعة عشر مليونًا من الجنيهات لمقابلة مصروفات العمليات في اليمن وذلك حتى فبراير 1963، هذا بالإضافة إلى المبالغ الأخرى المطلوبة للتعزيز. كما طلب عبد الحكيم رصد مبلغ سبعة ملايين من الجنيهات لمواجهة مصروفات هذه العمليات أيضًا إن امتدت إلى ما بعد فبراير. وجمال كان يرى أن هذه المبالغ المطلوبة كبيرة ولا يمكن تدبيرها إلا على حساب مشروعات خطة التنمية الاقتصادية. وسيتسبب عنه إيقاف تنفيذ بعض المشروعات، وهذا هو ما يعترض عليه. وأنه كان قد سبق وتكلم مع عبد الحكيم عند بداية العمليات في اليمن عن المبالغ المنتظر إنفاقها على تلك الحملة، وكان قد حددها له بحوالي واحد ونصف مليون من الجنيهات. ولكنه عاد إليه بعد فترة وذكر أنها حوالي ثلاثة ملايين من الجنيهات. ثم عاد ثانية ورفعها إلى خمسة ملايين. وزادها بعد ذلك إلى خمسة عشر مليونًا. ويستطرد جمال ويذكر أنه عاد يطالب برفعها إلى واحد وعشرين مليونًا من الجنيهات. وخرج جمال من هذه المقدمة بأنه قد أعد قرارين ليعرضا على مجلس الرئاسة في الاجتماع الذي كان سيعقد في مساء نفس اليوم الذي جرى فيه هذا الحديث. ويطلب في القرار الأول من المجلس الموافقة على اعتماد إضافي بمبلغ خمسة ملايين من الجنيهات فقط تخصص للطوارئ ولمواجهة العمليات الحربية التي تجري في اليمن. وأما القرار الثاني فيطلب فيه موافقة المجلس على اعتماد إضافي آخر بمبلغ خمسة ملايين من الجنيهات أيضًا بغرض استخدامها في تعزيز القوات المسلحة."
تعليق:
هذا كل ما جاء في مذكرات بغدادي عن حرب اليمن, وقد جاء في سياق الحديث عن خلافات عبد الناصر مع عبد الحكيم التي أخذت حيزا كبيرا من مذكراته وهو يتحدث عن تلك الفترة, بل لم ينقطع الحديث عن تلك الخلافات إلا بموت عبد الحكيم عامر في أعقاب هزيمة يونيو, بعد ذلك لم يُذكر شيء في مذكرات بغدادي عن حرب اليمن وذلك في رأيي الشخصي راجع لسببين أولهما أن عبد اللطيف بغدادي في ذلك الوقت كان قد زهد العمل السياسي وقرر الانسحاب من الساحة في هدوء, السبب الثاني أن حرب اليمن كانت تخضع لعملية تعتيم إعلامي متعمد كجزء من حملة التضليل الإعلامي التي استهدفت الشعب المصري في ذلك الوقت. ومع أن ما أتيح لي من وثائق عن حرب اليمن قليل جدا, إلا أن أي حديث عن هذه الحرب يضعنا أمام حقائق تاريخية لا يستطيع أحد أن يتجاهلها فضلا عن أن ينكرها, أولها أن الجيش المصري الذي ذهب ليحارب في اليمن لم يكن هدفه الدفاع عن اليمن ضد عدو خارجي, ولم يكن هدفه مقاومة احتلال ينهب ثروات البلاد ويستذل الشعب اليمني بقوته وجبروته, ولكنه ذهب ليقاتل إلى جانب يمنيين يقاتلون يمنيين آخرين, هذا والله ما حدث!, الحقيقة الثانية أن مصر لم تتأثر بالحرب التي كانت دائرة في اليمن بشكل أو بآخر, لأن اليمن غير مشتركة مع مصر في حدود جغرافية, أو حتى مصالح سياسية أو اقتصادية, ولم
يكن في نية مصر السيطرة على اليمن واستغلال ثرواتها أو شيء من هذا القبيل, أي أن اشتراك مصر في حرب اليمن لم يكن بسبب تأثر مصر بالحرب الدائرة في اليمن بشكل أو بآخر, الحقيقة الثالثة أن الطرفين المتحاربين يدينان بالإسلام, أي أن العقيدة لم تكن سببا للحرب, فنحن نتحدث عن حرب لا ناقة لمصر فيها ولا جمل, تشترك فيها مصر دون سبب معقول, وفيها يقتل عشرات الآلاف من الجنود والضباط المصريين, وهذه هي الحقيقة الخامسة والأكثر إيلاما في كل هذه الحقائق. وقد وردت في مقال نشر في المنتدى العربي للدفاع والتسليح بعض تفاصيل هذه الحرب التي دارت رحاها في أوائل الستينيات من القرن المنصرم, وسوف أعرض هنا لما جاء في هذا المقال دون تدخل مني إلا بما لا يخل بالمضمون, فالمقال من وجهة نظري يؤرخ لهذا الحدث التاريخي بحيدة وموضوعية, بعيدا عن المهاترات السياسية.
فكرة تاريخية:
حكمت سلالة الزيديين اليمن لمدة تزيد عن 1100 سنة وقد بدأ هذا الحكم عندما ذهب اليمنيون إلى المدينة سنة 284 هـ لمبايعة الهادي يحيى بن الحسين إماماً لليمن بعد أن انتشرت فيه دعوة القرامطة والإسماعيلية وقد تعهد الإمام بتحكيم شرع الله وسنة رسوله صلى الله علسه وسلم والمساواة بين اليمنيين على اختلاف مذاهبهم وأصولهم. ولكن خلفاء الإمام لم يلتزموا بذلك وميزوا أنفسهم عن بقية الشعب على أنهم السلالة الهاشمية الحاكمة, وضمِن الأئمة حكم اليمن بإثارة الخلافات والمشاحنات بين القبائل وكان ذلك من أسباب الانقلابات التي تتابعت على اليمن في منتصف القرن العشرين .وكان من بين هذه الأسباب أيضاً أن اليمن كان معزولاً عن التطور والتحديث فقد قال الدكتور عبد الرحمن البيضاني أنه كان يوجد في اليمن عام 1950 ثلاثة صحف تصل من عدن التي كانت تحت الإدارة البريطانية ولا توجد كهرباء في صنعاء ولا يوجد إلا ثلاثة أجهزة راديو بحوزة الإمام أحمد والبدر ولي العهد والقاضي أحمد الحضراني. وقد وقع أول هذه الإنقلابات عام 1948, وقد قام به عبد الله الوزير وانتهى بفشله, وفي 31 مارس عام 1955, حدث انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى الثلايا وقد قام المقدم أحمد بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث, ولكن قادة الانقلاب اختلفوا فيما بينهم على مصير الإمام فبعضهم اقترح قتله والبعض الآخر اقترح أن يستبدل به أخوه الأمير سيف الله عبد الله. وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن قصره واشترى جنود الثلايا كما قامت سيدات الأسرة المالكة بقص شعورهن ووضعوها في أظرف وأرسلوها إلى القبائل وكتبوا لهم (يا غارة الله بنات النبي), أي أنهن بنات الرسول من الأسرة الهاشمية فهجمت القبائل على تعز وفشل الإنقلاب. وفي صيف عام 1959 سافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج من الروماتيزم فاعتقد البدر أنها نهاية أبيه فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة أحد أبناء الشعب وهو القاضي أحمد الصياغي كما قام بإلقاء خطاب ناري ضد الإمام في احتفال للجيش اليمني الوليد. فثار الهاشميون ضد البدر مما دفعه للاستعانة بالقبائل لإخماد ثورتهم ورغم أن عيون البدر في روما تخبره أن أبوه يحتضر إلا أن الإمام أحمد أفاق من مرضه ورجع إلى اليمن وقام بإلغاء كل ما قام به البدر من إصلاحات كما أمر باسترجاع الأموال والأسلحة التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات. وهرب شيوخ القبائل إلى السعودية, ولكن الملك سعود ضمنهم عند الإمام أحمد, ولما رجعوا أعطاهم الإمام لابنه البدر فقام بذبحهم ترضية لأبيه, وكانت هذه الحادثة دليلاً للذين عقدوا الآمال على البدر أنه لا يختلف كثيراً عمن سبقوه.وعنما مات الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 خلفه ابنه الإمام البدر وكان قرار تعيين عبد الله السلال قائداً للحرس الملكي من أول القرارات التي اتخذها الإمام.
الانقلاب:
بعد تولي عبد الله السلال قيادة الحرس الملكي تناقش ضباط الجيش فيما بينهم إذا كان هذا هو الوقت المناسب للقيام بالانقلاب أو الانتظار حتى عودة الأمير الحسن من الخارج للقبض عليهما معاً في وقت واحد. ولكن العقيد عبد الله السلال قرر التحرك وأمر بإعلان حالة التأهب القصوى في الكلية الحربية في صنعاء وفتح جميع مستودعات الأسلحة وتوزيعها على كل الضباط الصغار والجنود وفي مساء 25 سبتمبر جمع عبد الله السلال القادة المعروفين في الحركة القومية اليمنية والضباط الذين تعاطفوا معها أو شاركوا في محاولة انقلاب الثلايا عام 1955. وتم تنفيذ الثورة بواسطة 13 دبابة من اللواء بدر و 6 عربات مصفحة ومدفعين متحركين ومدفعين مضادين للطائرات وكانت الكلية الحربية هي مقر القيادة والسيطرة على القوات التي تقوم بالانقلاب. توجهت وحدة من الضباط الثوريين مصحوبة بالدبابات إلى قصر البشائر (قصر الإمام) , وقاموا باستخدام مكبرات الصوت لدعوة الحرس الملكي للتضامن القبلي وتسليم الإمام بدر الذي تقرر إرساله للمنفى بسلام, ولكن الحرس الملكي رفض الاستسلام وفتح النار على وحدة الضباط مما دفع الثوريين إلى ال
فكرة تاريخية:
حكمت سلالة الزيديين اليمن لمدة تزيد عن 1100 سنة وقد بدأ هذا الحكم عندما ذهب اليمنيون إلى المدينة سنة 284 هـ لمبايعة الهادي يحيى بن الحسين إماماً لليمن بعد أن انتشرت فيه دعوة القرامطة والإسماعيلية وقد تعهد الإمام بتحكيم شرع الله وسنة رسوله صلى الله علسه وسلم والمساواة بين اليمنيين على اختلاف مذاهبهم وأصولهم. ولكن خلفاء الإمام لم يلتزموا بذلك وميزوا أنفسهم عن بقية الشعب على أنهم السلالة الهاشمية الحاكمة, وضمِن الأئمة حكم اليمن بإثارة الخلافات والمشاحنات بين القبائل وكان ذلك من أسباب الانقلابات التي تتابعت على اليمن في منتصف القرن العشرين .وكان من بين هذه الأسباب أيضاً أن اليمن كان معزولاً عن التطور والتحديث فقد قال الدكتور عبد الرحمن البيضاني أنه كان يوجد في اليمن عام 1950 ثلاثة صحف تصل من عدن التي كانت تحت الإدارة البريطانية ولا توجد كهرباء في صنعاء ولا يوجد إلا ثلاثة أجهزة راديو بحوزة الإمام أحمد والبدر ولي العهد والقاضي أحمد الحضراني. وقد وقع أول هذه الإنقلابات عام 1948, وقد قام به عبد الله الوزير وانتهى بفشله, وفي 31 مارس عام 1955, حدث انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى الثلايا وقد قام المقدم أحمد بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث, ولكن قادة الانقلاب اختلفوا فيما بينهم على مصير الإمام فبعضهم اقترح قتله والبعض الآخر اقترح أن يستبدل به أخوه الأمير سيف الله عبد الله. وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن قصره واشترى جنود الثلايا كما قامت سيدات الأسرة المالكة بقص شعورهن ووضعوها في أظرف وأرسلوها إلى القبائل وكتبوا لهم (يا غارة الله بنات النبي), أي أنهن بنات الرسول من الأسرة الهاشمية فهجمت القبائل على تعز وفشل الإنقلاب. وفي صيف عام 1959 سافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج من الروماتيزم فاعتقد البدر أنها نهاية أبيه فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة أحد أبناء الشعب وهو القاضي أحمد الصياغي كما قام بإلقاء خطاب ناري ضد الإمام في احتفال للجيش اليمني الوليد. فثار الهاشميون ضد البدر مما دفعه للاستعانة بالقبائل لإخماد ثورتهم ورغم أن عيون البدر في روما تخبره أن أبوه يحتضر إلا أن الإمام أحمد أفاق من مرضه ورجع إلى اليمن وقام بإلغاء كل ما قام به البدر من إصلاحات كما أمر باسترجاع الأموال والأسلحة التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات. وهرب شيوخ القبائل إلى السعودية, ولكن الملك سعود ضمنهم عند الإمام أحمد, ولما رجعوا أعطاهم الإمام لابنه البدر فقام بذبحهم ترضية لأبيه, وكانت هذه الحادثة دليلاً للذين عقدوا الآمال على البدر أنه لا يختلف كثيراً عمن سبقوه.وعنما مات الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 خلفه ابنه الإمام البدر وكان قرار تعيين عبد الله السلال قائداً للحرس الملكي من أول القرارات التي اتخذها الإمام.
الانقلاب:
بعد تولي عبد الله السلال قيادة الحرس الملكي تناقش ضباط الجيش فيما بينهم إذا كان هذا هو الوقت المناسب للقيام بالانقلاب أو الانتظار حتى عودة الأمير الحسن من الخارج للقبض عليهما معاً في وقت واحد. ولكن العقيد عبد الله السلال قرر التحرك وأمر بإعلان حالة التأهب القصوى في الكلية الحربية في صنعاء وفتح جميع مستودعات الأسلحة وتوزيعها على كل الضباط الصغار والجنود وفي مساء 25 سبتمبر جمع عبد الله السلال القادة المعروفين في الحركة القومية اليمنية والضباط الذين تعاطفوا معها أو شاركوا في محاولة انقلاب الثلايا عام 1955. وتم تنفيذ الثورة بواسطة 13 دبابة من اللواء بدر و 6 عربات مصفحة ومدفعين متحركين ومدفعين مضادين للطائرات وكانت الكلية الحربية هي مقر القيادة والسيطرة على القوات التي تقوم بالانقلاب. توجهت وحدة من الضباط الثوريين مصحوبة بالدبابات إلى قصر البشائر (قصر الإمام) , وقاموا باستخدام مكبرات الصوت لدعوة الحرس الملكي للتضامن القبلي وتسليم الإمام بدر الذي تقرر إرساله للمنفى بسلام, ولكن الحرس الملكي رفض الاستسلام وفتح النار على وحدة الضباط مما دفع الثوريين إلى ال
رد بقذائف المدافع والدبابات فقد قرر الثوار استخدام الدبابات والمدفعية منذ البدابة. وقد استمرت معركة القصر حتى استسلم الحرس الملكي في صباح اليوم التالي وكانت الإذاعة قد سقطت منذ البداية بعد مقتل ضابط ملكي واحد وانهيار المقاومة أما مخزن السلاح فكان أسهلها فكان يكفي أمر مكتوب من العقيد السلال لفتح المنشأة ثم تنحية الملكيين منها وتأمين البنادق المدفعية والذخيرة. وقد سقطت الاتصالات التليفونية أيضاً بدون أي مقاومة وفي قصر الوصول فقد ظلت الوحدات الثورية آمنه تحت ستار حماية وتأمين الدبلوماسيين والشخصيات الهامة التي جاءت لتبارك لولي العهد الجديد. وفي صباح 26 سبتمبر تم تأمين كل المناطق في صنعاء وأعلنت الإذاعة أنه قد تمت الإطاحة بالإمام بدر وحلت محله حكومة ثورية جديدة ثم بدأت الوحدات الثورية في مدن تعز وحجة وميناء الحديدة تأمين ترسانات السفن والمطارات ومنشآت الميناء. وكان عهد الإمام أحمد عهد معارضة وثورات وقد تعرض الإمام إلى 12 محاولة اغتيال منها محاولة فاشلة لاغتياله وهو على فراش الموت وما كانت الثورة التي قام بها الضباط عبد الله السلال وعبد الرحمن البيضاني والدكتور محسن العيني إلا تركيز النشاطات الثورية في جهد منظم واحد للإطاحة بحكم الإمام وقد كان قائد المجموعة، السلال متأثراً بقراءاته عن الثورة الفرنسية وكتاب عبد الناصر فلسفة الثورة. لم يشارك البيضاني - وهو مثقف يحمل درجة الدكتوراه - رؤية عبد الناصر على الرغم من أنه كان يريد خلق جمهورية على أرض اليمن ولكن بدون انتهاج الخط الناصري وهو الخط الذي اختاره عبد الله السلال وقد حدثت منافسه بين الإثنين انتهت لصالح السلال. وفي 28 سبتمبر أعلنت الإذاعة موت الإمام بدر على الرغم من إنه كان لا يزال على قيد الحياة وفي هذه الأثناء غادر الإمام العاصمة صنعاء وهرب إلى مدينة حجة في الشمال وكان ينوي أن يفعل ما فعله أجداده من قبل بالاستنجاد بالقبائل في الشمال وفي جبال حضرموت وشن حرب لاستعادة العاصمة. وفي 30 سبتمبر وصل العميد المصري على عبد الخبير على متن الطائرة لتقييم الموقف وتقدير احتياجات مجلس قيادة الثورة اليمني وعلى الفور تقرر إرسال كتيبة قوات خاصة مصرية (صاعقة) وكانت مهمتها العمل على حراسة العقيد عبد الله السلال ووصلت هذه الكتيبة إلى الحديدة في 5 أكتوبر. وكان أنور السادات يعتقد أن لواء مدعوم بالطائرات يمكنه تأمين السلال ومجموعة الضباط الأحرار اليمنيين ولكن تسارعت الأحداث, وقامت السعودية التي كانت تخشى المد الناصري بإرسال قوات إلى الحدود اليمنية وأرسل ملك الأردن رئيس أركان جيشه إلى الأمير حسن لإجراء مباحثات. ومن يوم 2 أكتوبر إلى 8 أكتوبر غادرت أربع طائرات شحن سعودية محملة بالسلاح لإرساله إلى القبائل اليمنية الموالية للإمام ولكن الطيارين اتجهوا إلى مدينة أسوان المصرية, وقد أعلن سفراء ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة والأردن دعمهم لنظام الإمام بينما أعلنت مصر، إيطاليا، تشكوسلوفاكيا دعمهم للثورة الجمهورية.
التورط المصري فى اليمن :
حاول المفكرون العسكريون المصريون تبرير سبب إرسال القوات المصرية إلى اليمن. وقد ذكر أنتوني نتنغ في كتاباته عن سيرة حياة عبد الناصر عوامل عديدة دفعت الرئيس المصري لإرسال قوات مصرية إلى اليمن. وكتب المؤرخ السياسي والصديق المقرب من عبد الناصر محمد حسنين هيكل في كتاب « لمصر لا لعبد الناصر», أنه قد تناقش مع عبد الناصر في موضوع دعم الانقلاب في اليمن وكانت وجهة نظره أن وضع ثورة السلال لا يمكنها من احتواء العدد الكبير من القوات المصرية التي سترسل إلى اليمن لدعم نظامه. وأنه من الأفضل التفكير في إرسال متطوعين عرب من جميع أنحاء العالم العربي للقتال بجانب القوات الجمهورية اليمنية وقد ضرب هيكل مثال الحرب الأهلية الإسبانية للتطبيق في اليمن ولكن عبد الناصر رفض وجهة نظره وكان مصراً على ضرورة حماية الحركة القومية العربية. وكان عبد الناصر يعتقد أن لواء من القوات الخاصة المصرية مصحوباً بسرب من القاذفات المقاتلة يمكنه أن يحمي الجمهوريين في اليمن وكان عبد الناصر يتطلع إلى تغيير النظام اليمني منذ 1957, وفي يناير 1962 وجد الفرصة سانحة لتحقيق تطلعاته وذلك بدعم حركة الضباط الأحرار اليمنيين بالإيواء والمال وعلى موجات إذاعة صوت العرب. كان عبد الناصر يعتقد أن قدر مصر هو مواجهة الاستعمار. كانت ينظر إلى الحرب في اليمن على أنها وسيلة لكسب النقاط في صراعه مع النظام الملكي السعودي الذي اعتقد عبد الناصر أنه سعى إلى فك الوحدة بين مصر وسوريا.
وقائع القتال:
العميد كمال علي حسن قائد القوات المصرية باليمن:
أدرك عبد الناصر خلال ثلاثة أشهر من إرساله القوات إلى اليمن أن الأمر يتطلب أكثر مما توقع وفي بدايات عام 1963, بدأ مسعاه الذي امتد أربعة أعوام لإخراج القوات المصرية من اليمن لحفظ ماء الوجه ولكنه وجد نفسه مضطراً لإرسال المزيد من القوات. وكان عدد القوات أقل من 5,000 جندي في أكتوبر 1963. وبعد شهرين ارتفع
التورط المصري فى اليمن :
حاول المفكرون العسكريون المصريون تبرير سبب إرسال القوات المصرية إلى اليمن. وقد ذكر أنتوني نتنغ في كتاباته عن سيرة حياة عبد الناصر عوامل عديدة دفعت الرئيس المصري لإرسال قوات مصرية إلى اليمن. وكتب المؤرخ السياسي والصديق المقرب من عبد الناصر محمد حسنين هيكل في كتاب « لمصر لا لعبد الناصر», أنه قد تناقش مع عبد الناصر في موضوع دعم الانقلاب في اليمن وكانت وجهة نظره أن وضع ثورة السلال لا يمكنها من احتواء العدد الكبير من القوات المصرية التي سترسل إلى اليمن لدعم نظامه. وأنه من الأفضل التفكير في إرسال متطوعين عرب من جميع أنحاء العالم العربي للقتال بجانب القوات الجمهورية اليمنية وقد ضرب هيكل مثال الحرب الأهلية الإسبانية للتطبيق في اليمن ولكن عبد الناصر رفض وجهة نظره وكان مصراً على ضرورة حماية الحركة القومية العربية. وكان عبد الناصر يعتقد أن لواء من القوات الخاصة المصرية مصحوباً بسرب من القاذفات المقاتلة يمكنه أن يحمي الجمهوريين في اليمن وكان عبد الناصر يتطلع إلى تغيير النظام اليمني منذ 1957, وفي يناير 1962 وجد الفرصة سانحة لتحقيق تطلعاته وذلك بدعم حركة الضباط الأحرار اليمنيين بالإيواء والمال وعلى موجات إذاعة صوت العرب. كان عبد الناصر يعتقد أن قدر مصر هو مواجهة الاستعمار. كانت ينظر إلى الحرب في اليمن على أنها وسيلة لكسب النقاط في صراعه مع النظام الملكي السعودي الذي اعتقد عبد الناصر أنه سعى إلى فك الوحدة بين مصر وسوريا.
وقائع القتال:
العميد كمال علي حسن قائد القوات المصرية باليمن:
أدرك عبد الناصر خلال ثلاثة أشهر من إرساله القوات إلى اليمن أن الأمر يتطلب أكثر مما توقع وفي بدايات عام 1963, بدأ مسعاه الذي امتد أربعة أعوام لإخراج القوات المصرية من اليمن لحفظ ماء الوجه ولكنه وجد نفسه مضطراً لإرسال المزيد من القوات. وكان عدد القوات أقل من 5,000 جندي في أكتوبر 1963. وبعد شهرين ارتفع
عدد القوات النظامية هناك إلى 15,000 وفي نهاية عام 1963 بلغ عدد القوات 36,000 وفي نهاية عام 1964 بلغ 50,000 جندي مصري في اليمن وبلغ العدد ذروته في نهاية عام 1965 ليبلغ عدد القوات المرابطة هناك 55,000 جندي مصري تم تقسيمهم إلى 13 لواء مشاة ملحقين بفرقة مدفعية وفرقة دبابات والعديد من قوات الصاعقة وألوية المظلات.
وقد أرسل السفير أحمد أبو زيد - الذي كان سفير مصر إلى المملكة اليمنية من 1957 إلى 1961 - العديد من التقارير الهامة عن اليمن التي لم تصل إلى وزارة الدفاع المصرية ويبدو إنها ظلت مدفونة في أدراج وزارة الخارجية فقد حذر السفير المسئولين في مصر - بمن فيهم المشير عبد الحكيم عامر - أن القبائل اليمنية صعبة المراس ولا تملك أي إحساس بالولاء أو الانتماء للوطن وعارض السفير إرسال القوات المصرية واقترح دعم الضباط الأحرار اليمنيين بالمال والسلاح وحذرهم بأن السعوديين سيغرقون اليمن بالمال لتأليب القبائل ضد الثورة. لم يتفهم عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة المصريون أن تمركز قوات مصرية في اليمن - على أبواب المملكة العربية السعودية - سينظر إليه على أنه مسألة حياة أوموت لعائلة آل سعود، وكذلك فإنه سيعتبر زيادة التهديد على القوات البريطانية الموجودة في محمية عدن. ولم تُؤخذ هذه العوامل في الاعتبار عندما تم اتخاذ القرار النهائي بإرسال القوات المصرية إلى اليمن. وكان هناك بعد آخر خفي في هذا الصراع ألا وهو رغبة السعودية في أن تصبح القوة المؤثرة في شبه الجزيرة العربية وقد شكلت القوات المصرية تهديداً لهذا النفوذ التقليدي التي كانت تمارسه السعودية على اليمن وعلى دول الخليج الأخرى.
خرائط القتال :
كان القادة الميدانيون المصريون يعانون من انعدام الخرائط الطوبوغرافية مما سبب لهم مشكلة حقيقية في الأشهر الأولى من الحرب فلم يستطع القادة وضع الخطط للعمليات العسكرية أو إرسال التقارير الدورية أو الإبلاغ عن الخسائر بدون الإحداثيات الدقيقة للمواقع. وكانت لدى وحدات القتال خرائط تستخدم فقط للملاحة الجوية. وقد أقر مدير المخابرات العامة المصرية صلاح نصر أن المعلومات عن اليمن كانت شحيحة ولأن مصر لم يكن لديها سفارة في اليمن منذ 1961, فقد طلبت معلومات من السفير الأمريكي في اليمن ولكن كل ما أرسله في تقريره كانت معلومات عن الاقتصاد اليمني.
وكان نقص الخرائط وعدم معرفة المصريين بأرض المعركة يؤدي إلى استمرار بقاء القوات المصرية في مستنقع اليمن وكان من بين القواد الذين تم إرسالهم لتنفيذ العملية 9000 - وهو الاسم الذي أطلقه قادة الجيش المصري على حرب اليمن - لواء مصري واحد من أصل يمني من قبيلة بني سند اسمه طلعت حسن علي وكان هذا اللواء هو الوحيد الذي يمكن أن يكون له معرفة باليمن. ولم يعان السعوديون والملكيون من هذه المشكلة بسبب الارتباط والتزاوج بين القبائل السعودية واليمنية على جانبي الحدود وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت السعودية بإرسال آلاف العمال اليمنيين العاملين في المملكة العربية السعودية لمساعدة الإمام بدر. وكانت الزيادة في أعداد القوات المصرية نتيجةً مباشرة للتصعيد السعودي البريطاني, ولم يكن نتيجة الواقع على أرض المعركة أو حاجات عسكرية صرفة, وقد أرسل العراق أيضاً العديد من البعثيين اليمنيين على متن الطائرات لزعزعة استقرار نظام الضباط الأحرار اليمني الموالي للمصريين.
دور القوات الجوية المصرية منذ عام 1962, إلى نهاية الحرب :
أدرك قادة الأركان العامة المصرية أهمية الجسر الجوي ولم يدرك المصريون تأثيره جيداً في اليمن حتى أكتوبر 1963, في هذا الوقت كان الزعيم الجزائري أحمد بن بلة متورطاً في حرب الرمال مع المملكة المغربية الموالية للولايات المتحدة على قطعة أرض في الصحراء أعطيت للجزائر بعد طرد الاحتلال الفرنسي. وكان الجزائريون يمتلكون جيش يعتمد تكتيكات حرب العصابات في مواجهة قوات مسلحة تقليدية وطلب بن بلة مساعدة من عبد الناصر في صورة كميات ضخمة من الدبابات والعتاد الذي جاء عن طريق البحر والجسر الجوي وقد جاءت على حسب كلام نتنغ بسرعة وكفاءة عالية من الجيش المصري ومكنت هذه المساعدات الجزائريين من الاحتفاظ بقطعة الأرض المتنازع عليها.
في يناير 1964 ، قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء فقامت ناقلات الأنتونوف المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة وقدر المصريون تكاليف تجهيز القوات المصرية والجمهورية اليمنية بملايين الدولارات وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت موسكو بتجديد مطار الروضة الحربي خارج صنعاء. فقد رأى القادة السياسيون السوفييت أنها فرصة لكسب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية ولذلك قاموا بتدريب المئات من الطيارين الحربيين المصريين للخدمة في حرب اليمن وقامت القوات الجوية والبحرية المصرية بغارات لقصف مدن نجران وجازان السعوديتين اللتين كانتا مأوى للقوات الملكية. وفي المقابل قام السعوديون بشراء نظام ثندربيرد للدفاع الجوي وقاموا بتطوير مطار خميس مشيط الح
وقد أرسل السفير أحمد أبو زيد - الذي كان سفير مصر إلى المملكة اليمنية من 1957 إلى 1961 - العديد من التقارير الهامة عن اليمن التي لم تصل إلى وزارة الدفاع المصرية ويبدو إنها ظلت مدفونة في أدراج وزارة الخارجية فقد حذر السفير المسئولين في مصر - بمن فيهم المشير عبد الحكيم عامر - أن القبائل اليمنية صعبة المراس ولا تملك أي إحساس بالولاء أو الانتماء للوطن وعارض السفير إرسال القوات المصرية واقترح دعم الضباط الأحرار اليمنيين بالمال والسلاح وحذرهم بأن السعوديين سيغرقون اليمن بالمال لتأليب القبائل ضد الثورة. لم يتفهم عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة المصريون أن تمركز قوات مصرية في اليمن - على أبواب المملكة العربية السعودية - سينظر إليه على أنه مسألة حياة أوموت لعائلة آل سعود، وكذلك فإنه سيعتبر زيادة التهديد على القوات البريطانية الموجودة في محمية عدن. ولم تُؤخذ هذه العوامل في الاعتبار عندما تم اتخاذ القرار النهائي بإرسال القوات المصرية إلى اليمن. وكان هناك بعد آخر خفي في هذا الصراع ألا وهو رغبة السعودية في أن تصبح القوة المؤثرة في شبه الجزيرة العربية وقد شكلت القوات المصرية تهديداً لهذا النفوذ التقليدي التي كانت تمارسه السعودية على اليمن وعلى دول الخليج الأخرى.
خرائط القتال :
كان القادة الميدانيون المصريون يعانون من انعدام الخرائط الطوبوغرافية مما سبب لهم مشكلة حقيقية في الأشهر الأولى من الحرب فلم يستطع القادة وضع الخطط للعمليات العسكرية أو إرسال التقارير الدورية أو الإبلاغ عن الخسائر بدون الإحداثيات الدقيقة للمواقع. وكانت لدى وحدات القتال خرائط تستخدم فقط للملاحة الجوية. وقد أقر مدير المخابرات العامة المصرية صلاح نصر أن المعلومات عن اليمن كانت شحيحة ولأن مصر لم يكن لديها سفارة في اليمن منذ 1961, فقد طلبت معلومات من السفير الأمريكي في اليمن ولكن كل ما أرسله في تقريره كانت معلومات عن الاقتصاد اليمني.
وكان نقص الخرائط وعدم معرفة المصريين بأرض المعركة يؤدي إلى استمرار بقاء القوات المصرية في مستنقع اليمن وكان من بين القواد الذين تم إرسالهم لتنفيذ العملية 9000 - وهو الاسم الذي أطلقه قادة الجيش المصري على حرب اليمن - لواء مصري واحد من أصل يمني من قبيلة بني سند اسمه طلعت حسن علي وكان هذا اللواء هو الوحيد الذي يمكن أن يكون له معرفة باليمن. ولم يعان السعوديون والملكيون من هذه المشكلة بسبب الارتباط والتزاوج بين القبائل السعودية واليمنية على جانبي الحدود وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت السعودية بإرسال آلاف العمال اليمنيين العاملين في المملكة العربية السعودية لمساعدة الإمام بدر. وكانت الزيادة في أعداد القوات المصرية نتيجةً مباشرة للتصعيد السعودي البريطاني, ولم يكن نتيجة الواقع على أرض المعركة أو حاجات عسكرية صرفة, وقد أرسل العراق أيضاً العديد من البعثيين اليمنيين على متن الطائرات لزعزعة استقرار نظام الضباط الأحرار اليمني الموالي للمصريين.
دور القوات الجوية المصرية منذ عام 1962, إلى نهاية الحرب :
أدرك قادة الأركان العامة المصرية أهمية الجسر الجوي ولم يدرك المصريون تأثيره جيداً في اليمن حتى أكتوبر 1963, في هذا الوقت كان الزعيم الجزائري أحمد بن بلة متورطاً في حرب الرمال مع المملكة المغربية الموالية للولايات المتحدة على قطعة أرض في الصحراء أعطيت للجزائر بعد طرد الاحتلال الفرنسي. وكان الجزائريون يمتلكون جيش يعتمد تكتيكات حرب العصابات في مواجهة قوات مسلحة تقليدية وطلب بن بلة مساعدة من عبد الناصر في صورة كميات ضخمة من الدبابات والعتاد الذي جاء عن طريق البحر والجسر الجوي وقد جاءت على حسب كلام نتنغ بسرعة وكفاءة عالية من الجيش المصري ومكنت هذه المساعدات الجزائريين من الاحتفاظ بقطعة الأرض المتنازع عليها.
في يناير 1964 ، قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء فقامت ناقلات الأنتونوف المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة وقدر المصريون تكاليف تجهيز القوات المصرية والجمهورية اليمنية بملايين الدولارات وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت موسكو بتجديد مطار الروضة الحربي خارج صنعاء. فقد رأى القادة السياسيون السوفييت أنها فرصة لكسب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية ولذلك قاموا بتدريب المئات من الطيارين الحربيين المصريين للخدمة في حرب اليمن وقامت القوات الجوية والبحرية المصرية بغارات لقصف مدن نجران وجازان السعوديتين اللتين كانتا مأوى للقوات الملكية. وفي المقابل قام السعوديون بشراء نظام ثندربيرد للدفاع الجوي وقاموا بتطوير مطار خميس مشيط الح
ربي وحاولت الرياض إقناع واشنطن بالرد بالنيابة عنها على المصريين! ولكن الرئيس كنيدي اكتفى بإرسال سرب طائرات مقاتلة وقاذفات إلى قاعدة الظهران الجوية لإظهار جدية أمريكا في الدفاع عن مصالحها في المملكة العربية السعودية
مراحل القتال:
قسمت قيادة الأركان العامة المصرية حرب اليمن إلى ثلاثة أهداف عملياتية الأول كان الشق الجوي وبدأ هذا الشق بطائرات تدريب قامت بعمليات تمشيط كما قامت أيضاً بحمل القذائف وانتهى بثلاثة أسراب من القاذفات المقاتلة تمركزت بالقرب من الحدود اليمنية السعودية. وقام المصريون بطلعات جوية على طول ساحل تهامة وفي مدن نجران وجازان السعوديتين وكان هدف هذه الطلعات قصف تشكيلات الملكيين الأرضية وتعويض قلة التشكيلات المصرية على الأرض بالقوة الجوية وبجانب الغارات الجوية المصرية كان الشق العملياتي الثاني هو السيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية للعاصمة صنعاء والطرق التي تربطها بالمدن والقرى الرئيسية. وكانت حملة "رمضان" هي أكبر هجوم نُفذ من أجل هذه الشق العملياتي الذي بدأ في مارس 1963 واستمر حتى فبراير 1964, وركز على فتح وتأمين الطرق من صنعاء إلى صعدة في الشمال وطريق صنعاء مأرب في الشرق وكانت نتيجة نجاح المصريين أن الملكيين سيتخذون الهضاب والجبال ملجأ لإعادة التجمع والقيام بالكر والفر. وكان الشق العملياتي الثالث هوإخضاع القبائل وإغراءهم لتأييد الجمهوريين وتطلب ذلك إنفاق أموال كثيرة لإمداد القبائل بالمساعدات ورشوة زعماء القبائل. وبقدوم عام 1967 تمركزت القوات المصرية في مثلث الحديدة تعز صنعاء للدفاع عنه وقامت بعمل طلعات جوية لقصف جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن وقد أراد عبد الناصر انسحاباً متزامناً للقوات المصرية والسعودية من اليمن لحفظ ماء الوجه. ولكن هذا الانسحاب جاء عند اندلاع حرب يونيو 1967 فعنترية عبد الناصر التي أدت به إلى طلب سحب قوات الأمم المتحدة من سيناء شجعت إسرائيل على القيام بهجوم جرئ على ثلاثة دول عربية هي مصر وسوريا والأردن. وبعد نكسة 67 بدأ العرب في الاتحاد ضد إسرائيل. وقد أعطى ذلك عبد الناصر الفرصة للخروج من اليمن في قمة الخرطوم ومن 1968 إلى 1971 انسحبت مصر والسعودية ومعهم مئات المرتزقة من اليمن.
تعقيب:
تعمدت أن أعرض لكل هذه التفاصيل التي وردت في المقال, والتي ربما لا تكون كافية عن الحرب اليمنية التي تورطت فيها مصر على مدى عدة سنوات, لتكوّن صورة تقريبة لتلك الحرب التي استُنزفت فيها خزانة الدولة وأنهك الجيش المصري الذي كان معدا لتنفيذ تهديدات عبد الناصر لإسرائيل (ومن وراء إسرائيل), وقتل فيها عشرات ألآلاف من المصريين ما بين جندي وضابط, كانوا عدة الوطن في الدفاع عن أراضيه ومقدراته ومقدساته, فماذا جنت مصر من حرب اليمن؟ لا شيء غير الخزي والعار, فهل لنا بعد هذه السنوات أن نسأل: من المسؤول عن اشتراك مصر في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل؟ من المسؤول عن تدمير عتاد الجيش المصري التي تم شراؤه بأموال الشعب؟ من المسؤول عن الأموال التي تم صرفها من خزينة الدولة على القوات المسلحة التي تحارب في اليمن والتي تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات حينما كانت قيمة الجنيه المصري أعلى من قيمة الجنيه الذهب, وتعادل أربعة دولارات أمريكية؟ ولو راجعنا ما ورد في مذكرات بغدادي عن الاعتمادات المطلوبة في الأشهر الأولى لاشتراك القوات المسلحة المصرية في الحرب لوقفنا على مدي الخسائر المالية التي تكبدتها خزينة الدولة بسبب حرب اليمن, أخيرا هل لنا أن نسأل: في رقبة من دماء عشرات الآلاف من القتلى المصريين الذين قضوا على جبال اليمن بغير جريرة ارتكبوها إلا أنهم أُمروا فأطاعوا من أمرهم؟ ومن يتحمل ذنب من أصيبوا في هذه الحرب إصابات أقعدت بعضهم وتسببت في عاهات دائمة عند آخرين؟ أعتقد أن الإجابة واضحة لا لبس فيها, فمن كان على رأس السلطة وبيده وحده الأمر والنهي هو من تسبب في كل هذا وهو المسؤول عن كل هذا, ولو راجعنا معا الظروف التي قرر فيها عبد الناصر مشاركة الجيش المصري في حرب اليمن لوجدنا أننا أمام واقع يفرض على عبد الناصر تلك المشاركة فرضا, فقد كانت الوحدة المصرية السورية بمثابة التصديق النهائي على زعامته ليس لمصر وحدها ولكن للأمة العربية كلها, لذلك جاء الانفصال بمثابة نزع هذه الزعامة عنه, بل ألقت في قلبه الرعب أن يحدث في مصر ما حدث في سوريا, يقول عبد اللطيف بغدادي:" ولقد بدأ جمال في ذكر الحل بقوة: (إن البلد كلها إشاعات، من يقول إن عبد الحكيم محدد إقامته، ومن يقول إن البغدادي زعلان، ومن يقول أنني مريض جدًا إلى آخر تلك الإشاعات). وهذا صحيح ولقد سمعتها أيضًا. ثم قال: (إن الرجعيين والحزبيين قد نشطوا جدًا في هذه الأيام، هل تعرف أن فؤاد سراج الدين عندما ذهب للتعزية في وفاة المرحوم حجازي وقف له جميع المعزين هناك عند دخوله عليهم لابد أن يكون هذا قد رتب من قبل مع بعض المقربين إليه، وعلى أن يبدأوا هم بالوقوف فيندفع وراءهم باقي المعزين بالوقوف كذلك). ثم استطرد قائ
مراحل القتال:
قسمت قيادة الأركان العامة المصرية حرب اليمن إلى ثلاثة أهداف عملياتية الأول كان الشق الجوي وبدأ هذا الشق بطائرات تدريب قامت بعمليات تمشيط كما قامت أيضاً بحمل القذائف وانتهى بثلاثة أسراب من القاذفات المقاتلة تمركزت بالقرب من الحدود اليمنية السعودية. وقام المصريون بطلعات جوية على طول ساحل تهامة وفي مدن نجران وجازان السعوديتين وكان هدف هذه الطلعات قصف تشكيلات الملكيين الأرضية وتعويض قلة التشكيلات المصرية على الأرض بالقوة الجوية وبجانب الغارات الجوية المصرية كان الشق العملياتي الثاني هو السيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية للعاصمة صنعاء والطرق التي تربطها بالمدن والقرى الرئيسية. وكانت حملة "رمضان" هي أكبر هجوم نُفذ من أجل هذه الشق العملياتي الذي بدأ في مارس 1963 واستمر حتى فبراير 1964, وركز على فتح وتأمين الطرق من صنعاء إلى صعدة في الشمال وطريق صنعاء مأرب في الشرق وكانت نتيجة نجاح المصريين أن الملكيين سيتخذون الهضاب والجبال ملجأ لإعادة التجمع والقيام بالكر والفر. وكان الشق العملياتي الثالث هوإخضاع القبائل وإغراءهم لتأييد الجمهوريين وتطلب ذلك إنفاق أموال كثيرة لإمداد القبائل بالمساعدات ورشوة زعماء القبائل. وبقدوم عام 1967 تمركزت القوات المصرية في مثلث الحديدة تعز صنعاء للدفاع عنه وقامت بعمل طلعات جوية لقصف جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن وقد أراد عبد الناصر انسحاباً متزامناً للقوات المصرية والسعودية من اليمن لحفظ ماء الوجه. ولكن هذا الانسحاب جاء عند اندلاع حرب يونيو 1967 فعنترية عبد الناصر التي أدت به إلى طلب سحب قوات الأمم المتحدة من سيناء شجعت إسرائيل على القيام بهجوم جرئ على ثلاثة دول عربية هي مصر وسوريا والأردن. وبعد نكسة 67 بدأ العرب في الاتحاد ضد إسرائيل. وقد أعطى ذلك عبد الناصر الفرصة للخروج من اليمن في قمة الخرطوم ومن 1968 إلى 1971 انسحبت مصر والسعودية ومعهم مئات المرتزقة من اليمن.
تعقيب:
تعمدت أن أعرض لكل هذه التفاصيل التي وردت في المقال, والتي ربما لا تكون كافية عن الحرب اليمنية التي تورطت فيها مصر على مدى عدة سنوات, لتكوّن صورة تقريبة لتلك الحرب التي استُنزفت فيها خزانة الدولة وأنهك الجيش المصري الذي كان معدا لتنفيذ تهديدات عبد الناصر لإسرائيل (ومن وراء إسرائيل), وقتل فيها عشرات ألآلاف من المصريين ما بين جندي وضابط, كانوا عدة الوطن في الدفاع عن أراضيه ومقدراته ومقدساته, فماذا جنت مصر من حرب اليمن؟ لا شيء غير الخزي والعار, فهل لنا بعد هذه السنوات أن نسأل: من المسؤول عن اشتراك مصر في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل؟ من المسؤول عن تدمير عتاد الجيش المصري التي تم شراؤه بأموال الشعب؟ من المسؤول عن الأموال التي تم صرفها من خزينة الدولة على القوات المسلحة التي تحارب في اليمن والتي تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات حينما كانت قيمة الجنيه المصري أعلى من قيمة الجنيه الذهب, وتعادل أربعة دولارات أمريكية؟ ولو راجعنا ما ورد في مذكرات بغدادي عن الاعتمادات المطلوبة في الأشهر الأولى لاشتراك القوات المسلحة المصرية في الحرب لوقفنا على مدي الخسائر المالية التي تكبدتها خزينة الدولة بسبب حرب اليمن, أخيرا هل لنا أن نسأل: في رقبة من دماء عشرات الآلاف من القتلى المصريين الذين قضوا على جبال اليمن بغير جريرة ارتكبوها إلا أنهم أُمروا فأطاعوا من أمرهم؟ ومن يتحمل ذنب من أصيبوا في هذه الحرب إصابات أقعدت بعضهم وتسببت في عاهات دائمة عند آخرين؟ أعتقد أن الإجابة واضحة لا لبس فيها, فمن كان على رأس السلطة وبيده وحده الأمر والنهي هو من تسبب في كل هذا وهو المسؤول عن كل هذا, ولو راجعنا معا الظروف التي قرر فيها عبد الناصر مشاركة الجيش المصري في حرب اليمن لوجدنا أننا أمام واقع يفرض على عبد الناصر تلك المشاركة فرضا, فقد كانت الوحدة المصرية السورية بمثابة التصديق النهائي على زعامته ليس لمصر وحدها ولكن للأمة العربية كلها, لذلك جاء الانفصال بمثابة نزع هذه الزعامة عنه, بل ألقت في قلبه الرعب أن يحدث في مصر ما حدث في سوريا, يقول عبد اللطيف بغدادي:" ولقد بدأ جمال في ذكر الحل بقوة: (إن البلد كلها إشاعات، من يقول إن عبد الحكيم محدد إقامته، ومن يقول إن البغدادي زعلان، ومن يقول أنني مريض جدًا إلى آخر تلك الإشاعات). وهذا صحيح ولقد سمعتها أيضًا. ثم قال: (إن الرجعيين والحزبيين قد نشطوا جدًا في هذه الأيام، هل تعرف أن فؤاد سراج الدين عندما ذهب للتعزية في وفاة المرحوم حجازي وقف له جميع المعزين هناك عند دخوله عليهم لابد أن يكون هذا قد رتب من قبل مع بعض المقربين إليه، وعلى أن يبدأوا هم بالوقوف فيندفع وراءهم باقي المعزين بالوقوف كذلك). ثم استطرد قائ