اليمن_تاريخ_وثقافة
10.5K subscribers
141K photos
348 videos
2.17K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
وهو ما أورده أيضا من قَبل الأستاذ عبده حسين الأهدل، عضو المجلس التشريعي، في كتابه (الإستقلال الضائع) أنه "في تاريخ 24 سبتمبر1967م عقد مؤتمر موسع برئاسة المندوب السامي هنري تريفليان، وحضور رجال من الجبهة القومية وبعض ضباط الجيش والأمن العام وضباط المخابرات البريطانيين لدراسة السبل المؤدية إلى التغلب على العناصر العسكرية في جبهة التحرير والتنظيم الشعبي، التي تمركزت بقوة في مناطق دار سعد، الشيخ عثمان، القاهرة والمنصورة. وكانت المشكلة التي تواجه المندوب السامي هي تصفية هذه المناطق من الأحزاب المضادة للجبهة القومية".

ولحل هذه المشكلة أعطت بريطانيا أوامرها لجيش الليوي، التابع لها، وكافة عناصره من المحميات الغربية، بمساندة الجبهة القومية (الحزب الإشتراكي) بقتل وطرد مناضلي جبهة التحرير والتنظيم الشعبي، من أبناء عدن، في ضواحي الشيخ عثمان، وملاحقة باقي عناصرهما في فيافي خبت الرجاع حتى حدود الصبيحة مع الشمال. وخرجت الجبهة القومية (الحزب الإشتراكي لاحقا) منتصرة من الصراع الدموي الذي دام من 1إلى 6 نوفمبر. وبلغ ضحية هذ الحملة عشرات من الشهداء والجرحى من أبناء عدن.

وقد وثقت هذه الحملة في (يوميات حرب التحرير) الصادر عن دار الهمداني للطباعة والنشر، أنه "في السابع من نوفمبر1967أعلنت القوات المسلحة (جيش الليوي والبوليس المحلي المسلح) وقوفها إلى جانب الجبهة القومية ودعت الحكومة البريطانية إلى التفاوض مع الجبهة القومية لنقل السلطة إليها. ثم أتفق على تنفيذ تصفية الأحزاب المضادة في حملة نفذت يوم 25 سبتمبر1967."

 وفي 2 نوفمبر وبالتوازي مع ذلك الصراع الدموي في مدينة الشيخ عثمان، أعلن وزير الخارجية في مجلس العموم البريطاني أن حكومته قررت تقديم تاريخ الإستقلال من عام 1968 إلى نهاية شهر نوفمبر1967. وحددت بريطانيا المفاوضات برئاسة اللورد شاكلتون مع وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان في الساعة الثانية مساء يوم الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر 1967 في مدينة جنيف، بسويسرا. وعلى الرغم من أن لجنة تصفية الإستعمار في الأمم المتحدة قد حذرت في 20 نوفمبر1967 من أن استلام الجبهة القومية أو جبهة التحرير مدينة عدن منفردة، سيؤدي إلى عواقب وخيمة. مع ذلك، في 28 نوفمبر 67 تم توقيع إتفاقية بين الطرفين حددت فيها 30 نوفمبر 1967 موعدا لخروج بريطانيا من عدن وتسليمها للجبهة القومية، مع أنه في أصل الأشياء أن تعود الأرض إلى أصحابها ابناء عدن.  وهذه الإتفاقية يرفض الطرفان بعد مرور عشرات السنين نشرها، وعوارها القانوني واضح، فمدينة عدن كانت مستعمرة ضمن أراضي التاج البريطاني 129 عاما، ولها تاريخها الخاص بها وثقافتها الشعبية المتميزة. بينما كافة أعضاء اللجنة ومكون الجبهة القومية جاءوا من مناطق منفصلة عن عدن تسمى محميات عدن، لا تستطيع حتى إدارة شؤونها بنفسها، تربطها ببريطانيا مجرد إتفاقية حماية عن بعد، مقابل مساعدات مالية وعينية.

وقبل خروج الإنجليز من المدينة، أحرقوا الوثائق السرية التي أنتجتها أجهزة بريطانيا المختلفة أو أستقبلتها. والتي تعد أغزر مرجع عن مستعمرة عدن. وتحتوي على معلومات تفصح عن سياسة بريطانيا، ومواقفها، وأعمالها منذ إحتلال المدينة وحتى خروجها منها في 30 نوفمبر1967م. وعلى تقارير الممثلين البريطانيين ومراسلاتهم، وعن الأحوال الداخلية وإتصالاتهم مع حكامها وقواها السياسية ومحادثاتها معهم. وكان النفاذ إلى هذه الوثائق سيكشف أيضا عن آليات عمل المجموعة البريطانية المقيمة في المستعمرة خلال حقبة مهمة من تاريخها، ومعرفة حقيقة فصل قاتم جثم على المدينة بعد إستقلالها الزائف.

واشتهرت السياسة البريطانية بأنها مشدودة دائما بشكل كبير وبشراهة إلى مصالحها السياسية والتجارية. وأعتمدت على التدليس وتقسيم البلدان، وعلى التلاعب بالصراع بين الأعراق والمناطق والأديان والهويات. والحكومة البريطانية موهوبة بشكل خاص عند خروجها من مستعمراتها أن تترك خلفها كما هائلا من القذارات المبهمة مثل شرعية الحكم والتقسيم وأوضاع ملوثة. ومشاكل كبيرة متنوعة بين طوائف وفئات المجتمع، وفي إخفاء نقاط خلاف يصعب جدا تسويتها. 

وفي اليومين الأخيرين من شهر نوفمبر عام 1967, وبعد مراسيم إحتفالية بسيطة فيما بينهم، أنسل الإنجليز من عدن بهدوء وببطيء من المناطق المختلفة من المدينة حتى أصبحوا في محيط مطار عدن. وكان حاكم عدن المندوب السامي البريطاني السير همفري تريفيليان هو آخر المغادرين بعد ان ظل يرفع قبعته إلى أعلى في وداع الذين سبقوه وهم في الجو. وكما كانت البحرية أول القوات البريطانية التي دخلت عدن في 19 يناير 1839, حرص الإنجليز أن تكون آخر القوات التي تنسحب منها.
ويقال إن بريطانيا كلفت أحد موظفيها المحلين الصغار، بعد أن يتأكد من مغادرة جميع البريطانيين من المدينة، مساعدة قادة الجبهة القومية في رفع علم الجبهة فوق مبنى المندوب البريطاني السامي برأس مربط في التواهي، والسماح للجبهه القومية (الحزب الإشتراكي فيما بعد) التموضع حاكمة هناك.

وكان لهذا التدليس الإنجليزي والإستقلال الزائف تبعاته الكريهة. فلم يخلق مجيء الحزب الإشتراكي إلى عدن الا الكوارث.  حكم بوليسي استبدادي، ومعسكرات اعتقال ومراكز تعذيب وحشية، وانعدام أسباب المعيشة وكمالياتها، ومنع السفر إلى الخارج، ومظاهرات قسرية لتخفيض الأجور والمرتبات، وطوابير الغذاء الطويلة منذ الصباح الباكر، وطرد مئات الكوادر العدنية من وظائفهم ومغادرتهم من البلاد، وإعطاء أعضاء الحزب مزايا عن الآخرين، وتملك أحياء بكاملها، ولغة حزبية متعالية ومهينه للناس، وتوسيع تعريف كلمة الخيانة لتشمل إنتقاد الدولة، وكل شيء محل تنازع. رفاق حزب وجنود وشرطة يقاتلون بعضهم بعضاً في حروب مناطقية وقبلية لم يكن لعدن مغنم ولا مغرم فيها، خلفت وراءها آلاف القتلى والأرامل واليتامى (من مجموع مليون ونصف من السكان). إحتلال بالممارسة، موت بطيء، حكم لم يوجد فيه أي رشد أو نضج في العملية السياسية والاقتصادية، إتسم بعدم الكفاءة والفساد الأخلاقي والوحشية، وبالإنغلاق الفكري التام بشأن مواضيع مثل الديمقراطية والحريات العامة والتنمية الإقتصادية والبشرية وحقوق الإنسان والشفافية. وأنتقلت قبائل محميات عدن الغربية زرافات إلى المدينة بقصد أن تكون عدن هي موطنهم الجديد، وتملكت أحياء سكنية بكاملها. وهو وضع إستيطاني لا يحبه أبناء عدن وغير مغرمون أن تتحول عدن، وقد حَدَثَ لسوء حظها، إلى مدينة خَرِبة ومُدَمَّرة وحالة إنسانية كارثية. ويسدد العدانية كلفة هذا الاختيار الإنجليزي الكريه والجريمة ضد الإنسانية إلى يومنا هذه. وبسببه أضحى هناك إرث مرير من عدم الثقة بين أبناء عدن من جهة وبريطانيا ومحمياتها، ووَجَبَت الآن المطالبة بتحقيق العدالة لأبناء عدن. منها ان تعود عدن، كما مكثت عبر تاريخها الطويل الممتد لآلاف السنين، إلى مدينة ميناء ذو إدارة خاصة يتولى أبناؤها وحدهم كافة شئونها، يُختارون وبشفافية من خارج خدم السلطان الضعفاء والوصوليون. ووقف ومعالجة النزوح الريفي والقبلي. وهو توافد اعداد كبيره بطرق وأعذار شتى بهدف الإستيطان. وإزالة كل العشوائيات التي تتخلل المدينة والتي تحيطها من كل جوانبها بما فيها التي في الجبال، والمباني الناتج عن فساد الذمم في المحليات. وحصر وإعادة أراضي وأملاك أبناء عدن، في كافة أرجاء المدينة، التي تعرضت على مدار عقود لتعديات وعمليات نهب صارخة وخطيرة تمت بالفساد وبالمخالفة للقانون وحقوق ابناء عدن، وبمساعدة مسئولين سابقين تربحوا نظير توزيع ونهب أراضي المدينة وحرمها مجانا وأبخس الأثمان، وبطرق ملتوية، وإستغلال تشجيع الدولة للإستثمار.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
30 نوفمبر مجيد
كل عام وأنتم بخير
وضع اليمن يجبرك تتكيف بكل الصور
👇
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ياسين سعيد نعمان يدلي بتصريح هام بمناسبة الثلاثين من نوفمبر.. ماذا تضمن؟

الخميس ٣٠ نوفمبر

تحدث السفير اليمني لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان على حلول الذكرى الـ 56 لعيد الاستقلال الوطني 30 من نوفمبر.
وقال نعمان في مقال له تحت عنوان "نوفمبر منجز تاريخي ومسار وطني"إن استقلال الجنوب وتوحيده في دولة واحدة في ٣٠ نوفمبر عام ١٩٦٧ كان منجزاً تاريخياً ومساراً وطنياً عظيماً ، لا يمكن أن تطاله كل محاولات التشويه أو التقليل من قيمته".
وأضاف:"تقول وقائع الحياة، ومنطقها الذي سارت عليه ، أن الجنوب بعد توحيده كان رافعة سياسية أخذت تتشكل معها جغرافية وطن أكبر إسمه اليمن".
وتابع:"ثم أخذت المسارات السياسية للقوى الوطنية التي تصدت لتحقيق هذا المنجز تدونه كجزء من تاريخ اليمن الحديث . ومع ما شكلته مخرجات هذه المسارات من نتائج فقد أكدت أن للتاريخ حتميات لا يمكن تفكيكها إلا بالسياسة والمنطق . ذلك أن للتاريخ منطق لا يمكن التعاطي معه إلا بمنطق يحاكي مكره وحتمياته".
وأردف قائلًا:"هكذا تقول المادية التاريخية التي علمت الإنسان أن الاختلاف والصراع والاتفاق محورها دايماً المصالح التي تقرر حاضر ومستقبل الإنسان ، وكل ما يتعلق باشباع حاجاته المادية والروحية".
وواصل:"في ضوء هذه الحقيقة، دار التاريخ السياسي لليمن دورته حاملاً معه نوفمبر كمنجز ومسار في كل الأحيان ، وكمنبه لما قد تشكله حتميات التاريخ من مخاطر في بعض الأحيان . ومن بين تلك الأحيان هي ما نمر به هذه الأيام من محاولات لكسر هذه الرافعة الوطنية باستهداف وحدة الجنوب ، ومعها المشروع الوطني منطلقين من النقطة التي تحولت معها إحدى محطاته الهامة (عام ١٩٩٠ ) الى محطة هشة ، معاكسة لمنطق المادية التاريخية بعد حرب ١٩٩٤ ، تجمعت فيها وعلى هامشها مكونات السياسة الانتقامية والمغامرة ، لتضع مساراً للبلاد متصادم مع التاريخ في صورته التي تجسد المصالح المادية والروحية للإنسان ، لتجد نفسها تعمل خارج ما تعلنه من "مشاريع وطنية".
وأوضح أن "في مقدمة هذه المشاريع يأتي استهداف وحدة الجنوب بسياسات كل هدفها تفريغ الجنوب من دينامياته التي طالما تحركت معها البلاد نحو غايات أكبر وأوسع من الرقع الجغرافية المجزأة والمتصادمة".

وأكد أن "حضرموت خاصرة هذه الرافعة !! وتقول القوانين الموضوعية ، التي تنتظم في إطارها آليات عمل المادية التاريخية ، أن كل عمل يتعاكس مع هذه القوانين لن يكون سوى فعل مجرد من المنطق ، مشحون بانفعالات لا يمكن لها أن تتخطى حدود ما تعتقد أنه ضربة لخصم ما ، وما بعده لا يعنيها في شيء".

واختتم بالقول:"نوفمبر ليس حالة وجدانية ؛ هو مسار وطني ومنجز تاريخي ، وكل المكونات الجيوسياسية التي شكلت قاطرته منذ اليوم الأول عام ١٩٦٧ ، وعلى رأسها حضرموت ، ستظل على صلة وترابط به كمنجز وكمسار معاً سيبقى رافعة لتجاوز كل ما لحق بالمشروع الوطني من اخفاقات ، وبه ومعه ستهزم كل محاولات تفكيكه".
#أحمد_عبدالله_فضل

من أحداث يوم 30 نوفمبر 1967م
لم يكن اللقاء الذي عُقد في جنيف مع فريق الحكومة البريطانية، بقيادة اللورد شاكلتون، والذي وافق قحطان الشعبي على حضوره في نهاية المطاف، سهل. اكتشف الشعبي بعد عودته أن الدولة التي على وشك تولي رئاستها فقيرة, أحد المصادر الرئيسية للأعمال والوظائف والمال كانت وهي القاعدة البريطانية, كانت قد أغلقت للتو. و الميناء الذي كان مشغولًا جدا, قد توقف عن العمل بسبب إغلاق قناة السويس نتيجة للحرب العربية الإسرائيلية, ولم يكن للسلاطين أي مخازن ذهب كما توقع بعض أعضاء الجبهة القومية, وعرضت بريطانيا 12 مليون جنيه إسترليني - أقل بكثير مما أراد الشعبي, وكان عليه ان يتصرف بما توفر له.

الصورة والنص مترجم من كتاب القناة الرابعة البريطانية, نهاية إمبراطورية, طبع 1985م, ص 309.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM