#البليد أهم ميناء على بحر العرب قديما
#نزوى
ظفار والبلاد والبليد والمنصورة والأحمدية كلها تسميات لمدينة عربية اسلامية على ساحل بحر العرب تقع اليوم في نطاق مدينة صلالة بمحافظة ظفار وتعرف بأطلال البليد، فقد ظلت هذه المدينة مأهولة الى القرن السابع عشر قبل ان تنهار نتيجة ظروف سياسية وتاريخية سنتحدث عنها لاحقا، وهي اليوم معلم أثري وتاريخي
، فقد أولت وزارة التراث القومي والثقافة اهتماما بالموقع منذ اوائل السبعينات فسارعت الى حماية الجزء الأعظم منها
أعمال التنقيبات الاثرية لاكثر من بعثة دولية منذ عام 1992م وقامت بعدة دراسات ومسوحات اثرية اخرها أعمال التنقيب والترميم لبعثة جامعة أخن الألمانية في موقع البليد
– تاريخ المدينة
ذكرت بعض المصادر التاريخية أن مدينة البليد انشئت على يد محمد بن احمد الحبوضي على الارجح في عام 918هـ لكنه لا يمكن تخيل بناء مدينة بحجم البليد من حيث المساحة وبراعة المعمار في ثلاث سنوات حيث تشير هذه المصادر الى ان الحبوضي اختط عاصمته الجديدة بعدما استرلى على السعلة من آخر حكام المناجوه ونقلها من مرباط الى ظفار ويقال إن هذه المدينة بلفت من السلطة والثراء ما جعلها عرضة لاطماع الكثير من الغزاة وطلاب السلطة من الداخل ومن حضرموت وهرمز والبرتغاليين، ولكنها عاشت فترات هدوء وازدهار امتد بعضها الى قرن ونصف القرن، لكنها شهدت في عهد سالم بن ادريس الحبوضي مخاطر خارجية تمتثلت في غزو الجيوش الرسولية مدينة ظفار؟ لكن سالم بن ادريس دافع عن المدينة ببسالة ضد الرسوليين وكانت خطوط دفاعه تبدأ من عوقا وتذكر المصادر التاريخية المعركة الطاحنة التي جرت بين جيش سالم بن ادريس
والرسوليين في 27من رجب عام 677هـ في عوقد والتي قتل فيها الحبوضي و300من افراد جيشه واس منهم 800 مقاتل ويومها لم تمتط المدينة فقد دافع عنها حمد بن ادريس وصد الغزاة الذين آثروا الانسحاب لاعداد قوة اكبر بعد ان عاثوا سلبا ونهبا في القرى والمناطق التابعة للمدينة، وبعدها بعام عاودوا الهجوم على المدينة التي سقطت بأيديهم ولم تدن لهم إلا بقوة السلاح..لكنهم استمالوا وجهاء القوم وسارعوا في تنشيط التجارة وزادوا من التحصينات الدفاعية ستعينين بموقع المدينة الهام الذي يحيط بها خور يلتف على جهتيها الشرقية والشمالية ويقال بان الرسوليين عمدوا الى طمس كل تاريخ المدينة باستيلائهم على ما انتج من علم وأدب وتاريخ في الفترات التي سبقتهم ولم يستطع الرسوليون فرض كامل الصيادة على ظفار فبقت بعض المناطق خارج سيطرة حكمهم المركزي الذي كان يدار من اليمن والذي اعتمر ما بين 130 الى 150 عاما على أرجه التقديرات ؟ ثم جاء الكثيرون في القرن التاسع الهجري وانهوا حكم الرسوليين ومع ذلك لم يكن حكم الكثيرين اكفر استقرارا. وازدهارا فقد واجهوا مقاومة الصراعات القبلية الثائرة ضد سلطتهم وقد أثر ذلك على الاستقرار الامني والازدهار الاقتصادي للمنطقة الى ان جاء البرتغاليون في عام 1526م وقاموا بمناوشات عديدة للسيطرة على المدينة لكنهم لم يفلحوا ولا تزال الذاكرة الشعبية تحفظ أحداث المعركة المشهورة في ويسرت ضد البرتغاليين الذين أقاموا لبعض الوقت حامية هناك وسرعان ما أبيدت تلك الحامية. بكاملها في المعركة وربما كان ذلك في عام 1555 م.
والمؤكد ان الاسر التي حكمت الدولة الكثيرية في ظفار نقلت مقار حكمها من البليد نتيجة عوامل طبيعية نرجو ان تكون كوارث الفيضانات والامراض الى موقع آخر حمل تسمية "صلالة".
-دور المدينة التجاري
تؤكد ملاحظات المؤرخين والرحالة العرب والغربيين الذين كتبوا عن مدينة البليد او زاروها بأنها مدينة مزدهرة عظيمة البنيان واسعة التجارة كثيرة السكان وهي من أهم الموانئ على ساحل بحر العرب وتعود شهرة المدينة التجارية الى تصديرها اللبان والخيول والحاصلات الزراعية والحيوانية الى الشرق والغرب ويمكن الاستدلال باشارات الاصطخري في القرن الرابع الهجري وبعده الهمداني في كتابه "صفات جزيرة العرب" ولاحقا كتاب
"الكامل" لابن الاثير ومن بعده الادريسي ومن ثم ابن المجاور الذي ذكر في عام 616هـ قدوم بعض البدو من اليمامة لبيع الخيول في ظفار وفي عام 984~ وصلها الرحالة ماركو بولو وقد وصفها قائلا: ظفار بلد جميل وعريق سكانها من العرب وهي تطل على البحر ولها ميناء جميل ذو حركة نشطة ويقوم التجار بنقل اعداد كبيرة من الخيول العربية الى الاسواق. وللبلد قرى ومناطق كثيرة تابعة لسلطتها وهي تنتج كميات هائلة من اللبان وتعتبر ملاحظات "بولو" هامة جدا ويمكن تأكيد حالة الاستقرار السياسي من النشاط التجاري المزدهر للمدينة في ذلك الوقت.
وفي عام627هـ وصل ابن بطوطة الى ظفار ومكث بها بعض الوقت ثم عاد اليها في عام 748هـ وقد اخبرنا عن أحوال المدينة وعن حاكمها المسمى ناصر بن الملك المغيث وقال بأنها تشتهر بكثرة مساجدها وروعة مبانيها وبأن معوقها يقع خارج اسوار المدينة في موقع يسمى الحرجاء.
#نزوى
ظفار والبلاد والبليد والمنصورة والأحمدية كلها تسميات لمدينة عربية اسلامية على ساحل بحر العرب تقع اليوم في نطاق مدينة صلالة بمحافظة ظفار وتعرف بأطلال البليد، فقد ظلت هذه المدينة مأهولة الى القرن السابع عشر قبل ان تنهار نتيجة ظروف سياسية وتاريخية سنتحدث عنها لاحقا، وهي اليوم معلم أثري وتاريخي
، فقد أولت وزارة التراث القومي والثقافة اهتماما بالموقع منذ اوائل السبعينات فسارعت الى حماية الجزء الأعظم منها
أعمال التنقيبات الاثرية لاكثر من بعثة دولية منذ عام 1992م وقامت بعدة دراسات ومسوحات اثرية اخرها أعمال التنقيب والترميم لبعثة جامعة أخن الألمانية في موقع البليد
– تاريخ المدينة
ذكرت بعض المصادر التاريخية أن مدينة البليد انشئت على يد محمد بن احمد الحبوضي على الارجح في عام 918هـ لكنه لا يمكن تخيل بناء مدينة بحجم البليد من حيث المساحة وبراعة المعمار في ثلاث سنوات حيث تشير هذه المصادر الى ان الحبوضي اختط عاصمته الجديدة بعدما استرلى على السعلة من آخر حكام المناجوه ونقلها من مرباط الى ظفار ويقال إن هذه المدينة بلفت من السلطة والثراء ما جعلها عرضة لاطماع الكثير من الغزاة وطلاب السلطة من الداخل ومن حضرموت وهرمز والبرتغاليين، ولكنها عاشت فترات هدوء وازدهار امتد بعضها الى قرن ونصف القرن، لكنها شهدت في عهد سالم بن ادريس الحبوضي مخاطر خارجية تمتثلت في غزو الجيوش الرسولية مدينة ظفار؟ لكن سالم بن ادريس دافع عن المدينة ببسالة ضد الرسوليين وكانت خطوط دفاعه تبدأ من عوقا وتذكر المصادر التاريخية المعركة الطاحنة التي جرت بين جيش سالم بن ادريس
والرسوليين في 27من رجب عام 677هـ في عوقد والتي قتل فيها الحبوضي و300من افراد جيشه واس منهم 800 مقاتل ويومها لم تمتط المدينة فقد دافع عنها حمد بن ادريس وصد الغزاة الذين آثروا الانسحاب لاعداد قوة اكبر بعد ان عاثوا سلبا ونهبا في القرى والمناطق التابعة للمدينة، وبعدها بعام عاودوا الهجوم على المدينة التي سقطت بأيديهم ولم تدن لهم إلا بقوة السلاح..لكنهم استمالوا وجهاء القوم وسارعوا في تنشيط التجارة وزادوا من التحصينات الدفاعية ستعينين بموقع المدينة الهام الذي يحيط بها خور يلتف على جهتيها الشرقية والشمالية ويقال بان الرسوليين عمدوا الى طمس كل تاريخ المدينة باستيلائهم على ما انتج من علم وأدب وتاريخ في الفترات التي سبقتهم ولم يستطع الرسوليون فرض كامل الصيادة على ظفار فبقت بعض المناطق خارج سيطرة حكمهم المركزي الذي كان يدار من اليمن والذي اعتمر ما بين 130 الى 150 عاما على أرجه التقديرات ؟ ثم جاء الكثيرون في القرن التاسع الهجري وانهوا حكم الرسوليين ومع ذلك لم يكن حكم الكثيرين اكفر استقرارا. وازدهارا فقد واجهوا مقاومة الصراعات القبلية الثائرة ضد سلطتهم وقد أثر ذلك على الاستقرار الامني والازدهار الاقتصادي للمنطقة الى ان جاء البرتغاليون في عام 1526م وقاموا بمناوشات عديدة للسيطرة على المدينة لكنهم لم يفلحوا ولا تزال الذاكرة الشعبية تحفظ أحداث المعركة المشهورة في ويسرت ضد البرتغاليين الذين أقاموا لبعض الوقت حامية هناك وسرعان ما أبيدت تلك الحامية. بكاملها في المعركة وربما كان ذلك في عام 1555 م.
والمؤكد ان الاسر التي حكمت الدولة الكثيرية في ظفار نقلت مقار حكمها من البليد نتيجة عوامل طبيعية نرجو ان تكون كوارث الفيضانات والامراض الى موقع آخر حمل تسمية "صلالة".
-دور المدينة التجاري
تؤكد ملاحظات المؤرخين والرحالة العرب والغربيين الذين كتبوا عن مدينة البليد او زاروها بأنها مدينة مزدهرة عظيمة البنيان واسعة التجارة كثيرة السكان وهي من أهم الموانئ على ساحل بحر العرب وتعود شهرة المدينة التجارية الى تصديرها اللبان والخيول والحاصلات الزراعية والحيوانية الى الشرق والغرب ويمكن الاستدلال باشارات الاصطخري في القرن الرابع الهجري وبعده الهمداني في كتابه "صفات جزيرة العرب" ولاحقا كتاب
"الكامل" لابن الاثير ومن بعده الادريسي ومن ثم ابن المجاور الذي ذكر في عام 616هـ قدوم بعض البدو من اليمامة لبيع الخيول في ظفار وفي عام 984~ وصلها الرحالة ماركو بولو وقد وصفها قائلا: ظفار بلد جميل وعريق سكانها من العرب وهي تطل على البحر ولها ميناء جميل ذو حركة نشطة ويقوم التجار بنقل اعداد كبيرة من الخيول العربية الى الاسواق. وللبلد قرى ومناطق كثيرة تابعة لسلطتها وهي تنتج كميات هائلة من اللبان وتعتبر ملاحظات "بولو" هامة جدا ويمكن تأكيد حالة الاستقرار السياسي من النشاط التجاري المزدهر للمدينة في ذلك الوقت.
وفي عام627هـ وصل ابن بطوطة الى ظفار ومكث بها بعض الوقت ثم عاد اليها في عام 748هـ وقد اخبرنا عن أحوال المدينة وعن حاكمها المسمى ناصر بن الملك المغيث وقال بأنها تشتهر بكثرة مساجدها وروعة مبانيها وبأن معوقها يقع خارج اسوار المدينة في موقع يسمى الحرجاء.
وفي عام 1692م وصل افينجتون الى ظفار وقال بأنها بلد يقع على الساحل ومزدهر بالتجارة واشار الى الحروب المستمرة بين سكانها ومن هذه الاشارة يمكن التأكيد على بداية النهاية لهذه المدينة العربية التي أثرت وتأثرت بمحيطها الجغرافي ايجابا وسلبا خلال عهود من الزمن لم تكن بالقصيرة.
وهي اليوم أطلال تحكي محارب مساجدها الاحد عشر وابراج حصنها المهيب وبواباتها واسرارها وقناطرها ومدافن اهلها قصة قوم سادوا ثم بادوا وهذه حال الأمم والأقوام لا يبقى الا تاريخهم وعادياتهم ان حفظت.
– أثار المدينة
لا تزال اجزاء كبيرة من آثار المدينة غير مكتشفة الى الآن والغريب ان البعثات الاثرية التي اجرت مسرحات في الموقع وكان أولها عام 1952م وهي بعثة وندل فيلبس لم تقم بمسر شامل لتحديد معالم المدينة فالبعثة الامريكية لدراسة الانسان بقيادة وندل فيلبس ومساعده الدكتور اولبرايت قاما باجراء بعض الحفريات في الموقع وكان دافعهما المعلن فحص ما اذا كان الموقع يعود الى ما قبل الاسلام وسب رأي المشرف الميداني لاعمال المسح والتنقيب والترميم التي تقوم بها اللجنة الوطنية بالتعاون مع جامعة أخن الالمانية منذ عام 1995م غانم بن سيد الشنفري، فنان وندل فيلبس لم يترك أي تقرير علمي يعتد به كمرجع للمسوحات والتنقيبات الأثرية في الموقع بعكس مساعده أولبرايت الذي قام بتدوين العديد من الملاحظات الهندسية والاثرية الهامة عن الموقع افادت الباحثين وقد ركزت البعثة الامريكية على موقع خور روري.
وبن المؤكد أن البعثة عثرت على كنوز أثرية في خور ووري تحاول الجهات المعنية في السلطنة استرجاعها من شقيقة وندل فيلبس.
ثم جاء باولو كوستا في عام 1981م فقام باجرا، مسرحات اثرية وبعض التنقيبات في الموقع وهو الذي رمم محراب المسجد الجامع باستخدام الاسمنت وحصب قول الشنفري فان هذا العمل يتعارض مع مواصفات الترميم الدولية المتعارف عليها ولكن يبقى عمل كومتا مهما لأنه أنقذ المحراب من الانهيار وهو يري بأن المعلومات التي تركها كوستا عن البليد تعد متميزة فقد جمع تلك المعلومات في تقارير نشرت في مجلة الدراسات العمانية التي كان من ضمن المشرفين عليها وتصدر عن وزارة التراث القومي والثقافة. اما عن أعمال اللجنة الوطنية للاشراف على مسر الآثار بالسطنة في الموقع فقد بدأت عام 1995م بمسح طبوغرافي لاعداد خرائط الموقع قبل بدء الحفريات وبدأت الحفريات الفعلية في فبراير 1996م ويقول غانم بن سيد الشنفري بان فريق العمل انجز منذ ذلك التاريخ امواسم عمل اي ما يعادل 385 يوم عمل وتكونت فرق العمل من مهندسي مسح ومهندسي ترميم واخصائيي آثار يعاونهم طلاب الآثار من بعض الجامعات منهم طلاب الآثار بجامعة السلطان قابوس.
– المسجد الجامع
بدأت حفريات الموقع بالجامع وبعض الاجزاء من س ر المدينة ولان اجزاء من المسجد بارزة بعض الشي ء فقد هيئ وتم تنظيفه وقد تكثف من هذه الحفريات المساحة الاجمالية للمسجد وهي حوالي 1800 متر مربع وهذه المساحة دلت على ان المسجد الجامع في البليد كان اكبر الجوامع في ظفار الى فترة قريبة وقد كثفت أعمال الحفر والترميم احتواء المسجد على 48 عمودا لها قواعد وتيجان وارتفاع العمود الواحد حوالي 4 امتار والجزء الرئيسي من العمود الواحد عبارة عن كتلة واحدة من الحجر الجيري المصقول بثكل دائري وبعضه باشكال مثمنة الاضلاع كما كثف عن وجود مئذنتين يعتقد بان الاولي تعود الى بدايات انشاء المسجد الذي يقدر عمره ما بين 800 الى 900 منة والثانية انشئت في فترة متأخرة وربما كان كذلك في وقت تعرض فيه المسجد للانهيار ومن ثم أعيد بناؤه وكثف كذلك عن وجود ملاحق داخل المسجد وربما كانت عبارة عن مدارس قرانية او أماكن خاصة بالنساء وللمسجد مداخل رئيسية من جهة القبلة ومن الجهة الشرقية ويحتوي على بئر ماء ومنطقة للغسل والوضوء وعثر داخل جدران المسجد على انواع من الخشب استخدمت "بممط" وهو اسلوب معماري هندسي يستخدم في المناطق التي تتعرض عادة للانهيارات والزلازل وهذا الاسلوب يحافظ على مرونة الجدران وقوتها في حال تعرض المبنى لمثل تلك المؤثرات والخشب المستخدم كان بعضه محلي من الزيتون البري المعروف والعيطان واشجار السدر وخشب غير محلي ويعتقد انه هندي وبالكشف عن عمر ذلك الخشب فقد تبين ان عمره حوالي 1200 سنة.
وقد عملت بعض الترميمات في المسجد للابقاء على أهم ملامح المسجد التاريخية ودعمت بعض جدرانه وتم نصب بعض الأعمدة للإيحاء بالحجم الحقيقي للمسجد.
– الحصن
وحاليا لا تزال بعض أعمال التنقيب والترميم تتم في موقع الحصن وقد تكشفت بعض الجوانب الهامة لهذا الموقع الذي كان مقرا للحكام ومن ذلك ان الحصن يحتوي على نظام دفاعي صلب يتمثل في جدران سميكة بنيت على قواعد من الحجر الجيري المدعم بالجص وهذه التحصينات تزداد اتساعا وقوة في الجهة الغربية من الحصن.
وهي اليوم أطلال تحكي محارب مساجدها الاحد عشر وابراج حصنها المهيب وبواباتها واسرارها وقناطرها ومدافن اهلها قصة قوم سادوا ثم بادوا وهذه حال الأمم والأقوام لا يبقى الا تاريخهم وعادياتهم ان حفظت.
– أثار المدينة
لا تزال اجزاء كبيرة من آثار المدينة غير مكتشفة الى الآن والغريب ان البعثات الاثرية التي اجرت مسرحات في الموقع وكان أولها عام 1952م وهي بعثة وندل فيلبس لم تقم بمسر شامل لتحديد معالم المدينة فالبعثة الامريكية لدراسة الانسان بقيادة وندل فيلبس ومساعده الدكتور اولبرايت قاما باجراء بعض الحفريات في الموقع وكان دافعهما المعلن فحص ما اذا كان الموقع يعود الى ما قبل الاسلام وسب رأي المشرف الميداني لاعمال المسح والتنقيب والترميم التي تقوم بها اللجنة الوطنية بالتعاون مع جامعة أخن الالمانية منذ عام 1995م غانم بن سيد الشنفري، فنان وندل فيلبس لم يترك أي تقرير علمي يعتد به كمرجع للمسوحات والتنقيبات الأثرية في الموقع بعكس مساعده أولبرايت الذي قام بتدوين العديد من الملاحظات الهندسية والاثرية الهامة عن الموقع افادت الباحثين وقد ركزت البعثة الامريكية على موقع خور روري.
وبن المؤكد أن البعثة عثرت على كنوز أثرية في خور ووري تحاول الجهات المعنية في السلطنة استرجاعها من شقيقة وندل فيلبس.
ثم جاء باولو كوستا في عام 1981م فقام باجرا، مسرحات اثرية وبعض التنقيبات في الموقع وهو الذي رمم محراب المسجد الجامع باستخدام الاسمنت وحصب قول الشنفري فان هذا العمل يتعارض مع مواصفات الترميم الدولية المتعارف عليها ولكن يبقى عمل كومتا مهما لأنه أنقذ المحراب من الانهيار وهو يري بأن المعلومات التي تركها كوستا عن البليد تعد متميزة فقد جمع تلك المعلومات في تقارير نشرت في مجلة الدراسات العمانية التي كان من ضمن المشرفين عليها وتصدر عن وزارة التراث القومي والثقافة. اما عن أعمال اللجنة الوطنية للاشراف على مسر الآثار بالسطنة في الموقع فقد بدأت عام 1995م بمسح طبوغرافي لاعداد خرائط الموقع قبل بدء الحفريات وبدأت الحفريات الفعلية في فبراير 1996م ويقول غانم بن سيد الشنفري بان فريق العمل انجز منذ ذلك التاريخ امواسم عمل اي ما يعادل 385 يوم عمل وتكونت فرق العمل من مهندسي مسح ومهندسي ترميم واخصائيي آثار يعاونهم طلاب الآثار من بعض الجامعات منهم طلاب الآثار بجامعة السلطان قابوس.
– المسجد الجامع
بدأت حفريات الموقع بالجامع وبعض الاجزاء من س ر المدينة ولان اجزاء من المسجد بارزة بعض الشي ء فقد هيئ وتم تنظيفه وقد تكثف من هذه الحفريات المساحة الاجمالية للمسجد وهي حوالي 1800 متر مربع وهذه المساحة دلت على ان المسجد الجامع في البليد كان اكبر الجوامع في ظفار الى فترة قريبة وقد كثفت أعمال الحفر والترميم احتواء المسجد على 48 عمودا لها قواعد وتيجان وارتفاع العمود الواحد حوالي 4 امتار والجزء الرئيسي من العمود الواحد عبارة عن كتلة واحدة من الحجر الجيري المصقول بثكل دائري وبعضه باشكال مثمنة الاضلاع كما كثف عن وجود مئذنتين يعتقد بان الاولي تعود الى بدايات انشاء المسجد الذي يقدر عمره ما بين 800 الى 900 منة والثانية انشئت في فترة متأخرة وربما كان كذلك في وقت تعرض فيه المسجد للانهيار ومن ثم أعيد بناؤه وكثف كذلك عن وجود ملاحق داخل المسجد وربما كانت عبارة عن مدارس قرانية او أماكن خاصة بالنساء وللمسجد مداخل رئيسية من جهة القبلة ومن الجهة الشرقية ويحتوي على بئر ماء ومنطقة للغسل والوضوء وعثر داخل جدران المسجد على انواع من الخشب استخدمت "بممط" وهو اسلوب معماري هندسي يستخدم في المناطق التي تتعرض عادة للانهيارات والزلازل وهذا الاسلوب يحافظ على مرونة الجدران وقوتها في حال تعرض المبنى لمثل تلك المؤثرات والخشب المستخدم كان بعضه محلي من الزيتون البري المعروف والعيطان واشجار السدر وخشب غير محلي ويعتقد انه هندي وبالكشف عن عمر ذلك الخشب فقد تبين ان عمره حوالي 1200 سنة.
وقد عملت بعض الترميمات في المسجد للابقاء على أهم ملامح المسجد التاريخية ودعمت بعض جدرانه وتم نصب بعض الأعمدة للإيحاء بالحجم الحقيقي للمسجد.
– الحصن
وحاليا لا تزال بعض أعمال التنقيب والترميم تتم في موقع الحصن وقد تكشفت بعض الجوانب الهامة لهذا الموقع الذي كان مقرا للحكام ومن ذلك ان الحصن يحتوي على نظام دفاعي صلب يتمثل في جدران سميكة بنيت على قواعد من الحجر الجيري المدعم بالجص وهذه التحصينات تزداد اتساعا وقوة في الجهة الغربية من الحصن.
وللحصن عدة ابراج دائرية ويمكن من خلال هندسة ومواد البناء ملاحظة ان بعض تلك الابراج شيدت في فترات متباينة بل ان بعض المداخل والنوافذ قد اعيد اغلاقها لاسباب قد تكون دفاعية او اعادة توزيع استخدام مكونات الحصن؛ الذي شيد على ارتفاع 15 مترا وللحصن باحة خلفية مزودة بنظام مائي وحمامات ومداخل متعددة وتقارب ساحته الاجمالية 2000 متر مربع.
– بوابات المدينة
لقد سمى ابن المجاور في القرن الرابع الهجري ثلاثا من بوابات المدينة الاربع وهي باب الساحل ومن الاسم يمكن الامتد لال بان هذه البوابة تفضي الى ساحل البحر واليوم فان الحجارة الضخمة لهذه البوابة لا تزال ماثلة وهي بنغمى قياسات واوزان البوابات الاخرى كباب حرقة او حرتم او عين فرض وبوابة الحرجاء والباب الشمالي وهذا الاخير لم يذكره ابن المجاور وربما استحدثت البوابة في فترة لاحقة، كما تم استحداث بعض البوابات لاسباب مجهولة ولكن على الارجح تم استبدال بوابة حرتم بأخرى قريبة نتيجة مزاحمة المقبرة لذلك الباب العام والبوابة الجديدة على الضفة الشرقية للمدينة غير بعيدة عن السابقة وهذه متصلة بجدار المدينة ولها أبراج دائرية لم يكشف عنها الى الآن لكن قواعد تلك الأبراج يمكن مشاهدتها جليا وهي تقع خارج نطاق السور الذي يحمي الموقع.
– تأهيل الموقع
ان ما بذل حتى الآن من أعمال لترميم وتأهيل الموقع وعمل ممرات للمشاة وانارتها يعتبر بحق انجازا يجب تقديره والاشادة به فهذه المدينة التاريخية كنز اثري يجب الاعتناء به كان واستغلاله كمزار اثري صياحي والموقع بحق جدير بالاهتمام ويبدو لنا ان الموقع بحاجة الى المزيد من الجهود في أعمال الحفريات والترميم وفي مجال الدراسات التاريخية التي تدعم الموقع. ولكون محافظة ظفار صارت وجهة سياحية عالمية فان المواقع التاريخية والاثرية يمكن ان تلعب دورا حيويا في اجتذاب السياح شريطة ان تتوافر في هذه المواقع الخدمات الضرورية للسياح لقضاء اوقات جميلة بصحبة التاريخ وعبق الماضي.
محاد بن أحمد المعشني
(باحث من سلطنة عمان)
– بوابات المدينة
لقد سمى ابن المجاور في القرن الرابع الهجري ثلاثا من بوابات المدينة الاربع وهي باب الساحل ومن الاسم يمكن الامتد لال بان هذه البوابة تفضي الى ساحل البحر واليوم فان الحجارة الضخمة لهذه البوابة لا تزال ماثلة وهي بنغمى قياسات واوزان البوابات الاخرى كباب حرقة او حرتم او عين فرض وبوابة الحرجاء والباب الشمالي وهذا الاخير لم يذكره ابن المجاور وربما استحدثت البوابة في فترة لاحقة، كما تم استحداث بعض البوابات لاسباب مجهولة ولكن على الارجح تم استبدال بوابة حرتم بأخرى قريبة نتيجة مزاحمة المقبرة لذلك الباب العام والبوابة الجديدة على الضفة الشرقية للمدينة غير بعيدة عن السابقة وهذه متصلة بجدار المدينة ولها أبراج دائرية لم يكشف عنها الى الآن لكن قواعد تلك الأبراج يمكن مشاهدتها جليا وهي تقع خارج نطاق السور الذي يحمي الموقع.
– تأهيل الموقع
ان ما بذل حتى الآن من أعمال لترميم وتأهيل الموقع وعمل ممرات للمشاة وانارتها يعتبر بحق انجازا يجب تقديره والاشادة به فهذه المدينة التاريخية كنز اثري يجب الاعتناء به كان واستغلاله كمزار اثري صياحي والموقع بحق جدير بالاهتمام ويبدو لنا ان الموقع بحاجة الى المزيد من الجهود في أعمال الحفريات والترميم وفي مجال الدراسات التاريخية التي تدعم الموقع. ولكون محافظة ظفار صارت وجهة سياحية عالمية فان المواقع التاريخية والاثرية يمكن ان تلعب دورا حيويا في اجتذاب السياح شريطة ان تتوافر في هذه المواقع الخدمات الضرورية للسياح لقضاء اوقات جميلة بصحبة التاريخ وعبق الماضي.
محاد بن أحمد المعشني
(باحث من سلطنة عمان)
#الرسوليين من #تعز الى #مكة الى #ظفار
الدولة الرسولية (بنو رسول) كانت سلالة مسلمة حكمت بلاد اليمن في الفترة (626 – 858 هـ )، أسسها عمر بن رسول وأعلن إستقلالها عن الأيوبيون في مصر، وأعلن نفسه ملكاً مستقلا بتلقبه بلقب "الملك المنصور". وتمكن من توحيد البلاد من جديد وبقيت تعز عاصمتة، وكان عمر بن رسول طموحاً وسياسياً بارعا وبدأ ببناء قاعدة دعم شعبية في تعز ساعدته كثيراً في بناء الدولة الرسولية على أساس صلب، فسيطر على زبيد أولاً ثم توجه شمالاَ نحو المرتفعات الشمالية ثم إلى الحجاز فامتد ملكه من ظفار وحتى مكة.
قُتل عمر بن رسول من قبل ابن اخيه عام 646 هـ إلا أن الملك المظفر يوسف الأول تمكن من هزيمة ابن عمه، وقمع محاولة الزيدية لزعزعة ملكه فتلقب بالمظفر لذلك. عندما سقطت بغداد عام 1258 أمام هولاكو خان، تلقب الملك المظفر يوسف الأول بلقب الخليفة ونقل العاصمة من صنعاء إلى تعز لقربها من عدن. وكسى المظفر الكعبة المشرفة من داخلها وخارجها بعد انقطاع ورودها من بغداد بسبب دخول المغول اليها، وبقيت كسوته الداخلية حتى سنة 761 هـ ، وقد كتب على لوح رخامي داخل الكعبة النص الآتي :
” أمر بتجديد رخام هذا البيت المعظم، العبد الفقير إلى رحمة ربه وأنعمه؛ يوسف بن علي بن رسول، اللهم أيده بعزيز نصرك، واغفر له ذنوبه، برحمتك يا كريم يا غفار بتاريخ سنة ثمانين وستمائة هجرية. “
وبنى عدداً من المدارس والقلاع والحصون، وخلال حوالى سبعة و أربعين سنة، هي فترة حكم المظفر يوسف استطاعت خلالها عاصمته تعز أن تتبوأ موقعها بين المدن العربية في تلك الحقبة وما تلاها. وانشأ داراً لضرب السكة في تعز، إضافة إلى عدن وصنعاء وزبيد وصعدة ومكة. توفي الملك المظفر في تعز سنة 647 هـ ودفن بها بعد 47 عاما من الحكم منفرداً حتى ألد أعدائه، وهم الزيدية، وصفوه بأعظم ملوك اليمن تعليقا على وفاته.
يعتبر "العصر الرسولي" واحد من أزهى الفترات في بلاد اليمن، فقد أقروا الحرية المذهبية والدينية، حتى الرحالة ماركو بولو أشاد باليمن خلال هذه الفترة ونشاطها التجاري والعمراني وكثرة القلاع والحصون بالبلاد، فكان عهد دولة الرسوليين من أفضل العصور التي مرت على اليمن بعد الإسلام، وهي من أطول الدول اليمنية عمراً طيلة تاريخ البلاد بعد الإسلام وبنو قلعة القاهرة بتعز وجامع ومدرسة المظفر ولعدد من ملوكهم مؤلفات في الطب والصناعة واللغة.
بنى الرسوليين قلعة القاهرة بتعز وجامع ومدرسة المظفر والمدرسة الأسدية والجبرتية والمعتبية والياقوتية والأشرفية وغيرها. وكان الهدف من ذلك تعزيز المذهب الشافعي، الذي لا يزال المذهب الغالب في اليمن. حيث كان ملوك بنو رسول رجالاً متعلمين أنفسهم فلم يكتفوا بإثراء المكتبات بالكتب بل لعدد من ملوكهم مؤلفات في الطب والفلك والزراعة، فتحولت تعز وزبيد أيام الرسوليين، إلى مراكز مهمة لدراسة المذهب الشافعي على مستوى العالم. عزز الرسوليون علاقات اليمن التجارية مع الهند والشرق الأقصى. فقد استفادوا كثيرا من التجارة العابرة للبحر الأحمر من عدن وزبيد. وشهدت عدن أحد أفضل عصورها خلال ملك الرسوليين. كما قاموا بتبني العديد من البرامج الزراعية لترويج زراعة النخيل، وخلال هذه الفترة أصبح البن سلعة رابحة لليمن. ويعتبر المؤرخون دولة بني رسول من أعظم الدول اليمانية منذ سقوط مملكة حِميَّر، ذلك لإنهم عكس الأيوبيين أو العثمانيين، فلم يكن وجودهم عسكرياً لتأمين مصالح خارجية لا علاقة لها بمصالح السكان، فقد اندمجوا في المجتمع اليمني، وأدعوا أصلا عربياً لتبرير ملكهم وتوحيد السكان خلفهم، ولكنهم بالتأكيد كانوا من الأوغوز.
كانت علاقة الرسوليين مع مماليك مصر علاقة معقدة، إذ احتدم التنافس بينهم على الحجاز وأحقية كسوة الكعبة، بالإضافة لإصرار المماليك على إعتبار بني رسول تابعين لهم. استمرت دولة بني رسول لأكثر من مئتي سنة إلى أن دب فيها الضعف عام 827 هـ فأصبحت المملكة مهددة من قبل أفراد الأسرة الحاكمة، بسبب خلافاتهم حول مسألة الخلافة، بالإضافة للتمردات المتكررة من الأئمة الزيدية وأنصارهم، كان الرسوليون يحظون بدعم سكان تهامة وجنوب اليمن واضطر الرسوليون لشراء ولاء قبائل المرتفعات الشمالية بالأموال وعندما ضعفت الدولة، وجد الرسوليون أنفسهم عالقين في حرب إستنزاف فلم يكن الزيدية يوما ما سياسيين بارعين أو حكاما أقوياء، ولكنهم يعرفون جيدا كيف يستنزفون طاقات أعدائهم. ورغم جهود الرسوليين لتثبيت المذهب الشافعي في اليمن لمجابهة الزيدية والإسماعيلية، إلا أن من أسقط دولتهم لم يكونوا أعدائهم التقليديين بل سلالة شافعية محلية اسمها بنو طاهر، إذ استغل الطاهريون الخلافات بين الأسرة الرسولية الحاكمة ليسيطروا على عدن ولحج وبحلول عام 858 هـ أعلنوا أنفسهم الحكام الجدد لليمن.
الدولة الرسولية (بنو رسول) كانت سلالة مسلمة حكمت بلاد اليمن في الفترة (626 – 858 هـ )، أسسها عمر بن رسول وأعلن إستقلالها عن الأيوبيون في مصر، وأعلن نفسه ملكاً مستقلا بتلقبه بلقب "الملك المنصور". وتمكن من توحيد البلاد من جديد وبقيت تعز عاصمتة، وكان عمر بن رسول طموحاً وسياسياً بارعا وبدأ ببناء قاعدة دعم شعبية في تعز ساعدته كثيراً في بناء الدولة الرسولية على أساس صلب، فسيطر على زبيد أولاً ثم توجه شمالاَ نحو المرتفعات الشمالية ثم إلى الحجاز فامتد ملكه من ظفار وحتى مكة.
قُتل عمر بن رسول من قبل ابن اخيه عام 646 هـ إلا أن الملك المظفر يوسف الأول تمكن من هزيمة ابن عمه، وقمع محاولة الزيدية لزعزعة ملكه فتلقب بالمظفر لذلك. عندما سقطت بغداد عام 1258 أمام هولاكو خان، تلقب الملك المظفر يوسف الأول بلقب الخليفة ونقل العاصمة من صنعاء إلى تعز لقربها من عدن. وكسى المظفر الكعبة المشرفة من داخلها وخارجها بعد انقطاع ورودها من بغداد بسبب دخول المغول اليها، وبقيت كسوته الداخلية حتى سنة 761 هـ ، وقد كتب على لوح رخامي داخل الكعبة النص الآتي :
” أمر بتجديد رخام هذا البيت المعظم، العبد الفقير إلى رحمة ربه وأنعمه؛ يوسف بن علي بن رسول، اللهم أيده بعزيز نصرك، واغفر له ذنوبه، برحمتك يا كريم يا غفار بتاريخ سنة ثمانين وستمائة هجرية. “
وبنى عدداً من المدارس والقلاع والحصون، وخلال حوالى سبعة و أربعين سنة، هي فترة حكم المظفر يوسف استطاعت خلالها عاصمته تعز أن تتبوأ موقعها بين المدن العربية في تلك الحقبة وما تلاها. وانشأ داراً لضرب السكة في تعز، إضافة إلى عدن وصنعاء وزبيد وصعدة ومكة. توفي الملك المظفر في تعز سنة 647 هـ ودفن بها بعد 47 عاما من الحكم منفرداً حتى ألد أعدائه، وهم الزيدية، وصفوه بأعظم ملوك اليمن تعليقا على وفاته.
يعتبر "العصر الرسولي" واحد من أزهى الفترات في بلاد اليمن، فقد أقروا الحرية المذهبية والدينية، حتى الرحالة ماركو بولو أشاد باليمن خلال هذه الفترة ونشاطها التجاري والعمراني وكثرة القلاع والحصون بالبلاد، فكان عهد دولة الرسوليين من أفضل العصور التي مرت على اليمن بعد الإسلام، وهي من أطول الدول اليمنية عمراً طيلة تاريخ البلاد بعد الإسلام وبنو قلعة القاهرة بتعز وجامع ومدرسة المظفر ولعدد من ملوكهم مؤلفات في الطب والصناعة واللغة.
بنى الرسوليين قلعة القاهرة بتعز وجامع ومدرسة المظفر والمدرسة الأسدية والجبرتية والمعتبية والياقوتية والأشرفية وغيرها. وكان الهدف من ذلك تعزيز المذهب الشافعي، الذي لا يزال المذهب الغالب في اليمن. حيث كان ملوك بنو رسول رجالاً متعلمين أنفسهم فلم يكتفوا بإثراء المكتبات بالكتب بل لعدد من ملوكهم مؤلفات في الطب والفلك والزراعة، فتحولت تعز وزبيد أيام الرسوليين، إلى مراكز مهمة لدراسة المذهب الشافعي على مستوى العالم. عزز الرسوليون علاقات اليمن التجارية مع الهند والشرق الأقصى. فقد استفادوا كثيرا من التجارة العابرة للبحر الأحمر من عدن وزبيد. وشهدت عدن أحد أفضل عصورها خلال ملك الرسوليين. كما قاموا بتبني العديد من البرامج الزراعية لترويج زراعة النخيل، وخلال هذه الفترة أصبح البن سلعة رابحة لليمن. ويعتبر المؤرخون دولة بني رسول من أعظم الدول اليمانية منذ سقوط مملكة حِميَّر، ذلك لإنهم عكس الأيوبيين أو العثمانيين، فلم يكن وجودهم عسكرياً لتأمين مصالح خارجية لا علاقة لها بمصالح السكان، فقد اندمجوا في المجتمع اليمني، وأدعوا أصلا عربياً لتبرير ملكهم وتوحيد السكان خلفهم، ولكنهم بالتأكيد كانوا من الأوغوز.
كانت علاقة الرسوليين مع مماليك مصر علاقة معقدة، إذ احتدم التنافس بينهم على الحجاز وأحقية كسوة الكعبة، بالإضافة لإصرار المماليك على إعتبار بني رسول تابعين لهم. استمرت دولة بني رسول لأكثر من مئتي سنة إلى أن دب فيها الضعف عام 827 هـ فأصبحت المملكة مهددة من قبل أفراد الأسرة الحاكمة، بسبب خلافاتهم حول مسألة الخلافة، بالإضافة للتمردات المتكررة من الأئمة الزيدية وأنصارهم، كان الرسوليون يحظون بدعم سكان تهامة وجنوب اليمن واضطر الرسوليون لشراء ولاء قبائل المرتفعات الشمالية بالأموال وعندما ضعفت الدولة، وجد الرسوليون أنفسهم عالقين في حرب إستنزاف فلم يكن الزيدية يوما ما سياسيين بارعين أو حكاما أقوياء، ولكنهم يعرفون جيدا كيف يستنزفون طاقات أعدائهم. ورغم جهود الرسوليين لتثبيت المذهب الشافعي في اليمن لمجابهة الزيدية والإسماعيلية، إلا أن من أسقط دولتهم لم يكونوا أعدائهم التقليديين بل سلالة شافعية محلية اسمها بنو طاهر، إذ استغل الطاهريون الخلافات بين الأسرة الرسولية الحاكمة ليسيطروا على عدن ولحج وبحلول عام 858 هـ أعلنوا أنفسهم الحكام الجدد لليمن.
تميز حكم بني رسول الطويل الأمد بكثير من الإنجازات المهمة في ميدان العلم والتجارة والزراعة والطب، فقد بنوا المدارس الكثيرة وأجزلوا العطاء للعلماء وكان كثير من ملوك بني رسول علماء وشعراء وأصحاب رأي ومؤلفي كتب في فروع المعرفة المختلفة، ولا تزال مدينة تعز إلى يومنا هذا تتزين بمنجزاتهم العمرانية كجامع المظفر وجامع الأشرفية ومدرسة الأشرفية وحصن تعز المسمى الآن قاهرة تعز، بالإضافة إلى آثار المدارس الفقهية، وفي زمانهم برز العلماء والشعراء في كل فن، وهو سر الإعجاب المتزايد بالدولة الرسولية. ولعل أبرز ما يشير إلى سطوع نجم الدولة الرسولية وتبوؤها مكاناً لائقاً بين أمم عصرها تلك الرسالة التي وجهها مسلمو الصين إلى الملك المظفر يشتكون من تعسف ملك الصين ومنعهم من ختان أولادهم كما يطلب منهم الدين الإسلامي، فمجرد توجيه هذه الرسالة إلى الملك المظفر تفيد أن مسلمي العالم كانوا يرون في الملك الرسولي خليفة للمسلمين يتوجهون إليه بالشكوى، وقد تصرف الملك المظفر بما يتفق ومكانته في نفوس مسلمي الصين، إذ بعث إلى ملك الصين برسالة يطلب فيها منه السماح لمسلمي الصين بممارسة واجب الختان لأبنائهم وبعث إليه بهدية تليق بمقامه، فرفع ملك الصين الحضر على ختان المسلمين لأبنائهم، وهو ما يشير إلى تقدير ملك الصين لمكانة الدولة الرسولية خاصة وأن ملوك الصين المعاصرين للدولة الرسولية قد عدوا أنفسهم سادة على العالمين وأن غيرهم من ملك أو سواه إنما هو عبدٌ لهم كما تبين رواية بهذا المعنى تصف مقابلة وفد بلاد الصين للملك الناصر الرسولي.
حكَّام الدولة الرسولية
1- المنصور عمر بن علي بن محمد هارون (الرسول) 626 – 647 هـ
2- المظفر يوسف بن المنصور عمر 647 – 694 هـ
3- الأشرف عمر بن المظفر يوسف 694 – 696 هـ
4- المؤيد داود بن المظفر يوسف 696 – 721 هـ
5- المجاهد علي بن المؤيد داود 721 – 764 هـ
6- الأفضل العباس بن المجاهد علي 764 – 778 هـ
7- الأشرف إسماعيل (الأول) بن الأفضل العباس 778 – 803 هـ
8- الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل (الأول) 803 – 827 هـ
9- المنصور عبد الله بن الناصر أحمد 827 – 830 هـ
10- الأشرف إسماعيل (الثاني) بن الناصر أحمد 830 – 831 هـ
11- الطاهر يحيى بن الأشرف إسماعيل (الأول) 831 – 842 هـ
12- الأشرف إسماعيل (الثالث) بن الظاهر يحيى 850 – 858 هـ
13- المظفر يوسف بن عمر بن إسماعيل (الأول) 845 – 847 هـ
14- المسعود أبو القاسم بن إسماعيل (الثاني) 847 – 858 هـ
كانت الدولة الرسولية دولة عسكرية بحتة، لأن طبيعة الحكم الرسولي مبنية على المؤسسة العسكرية، وترتب على ذلك سيطرة القانون العسكري على الحياة الرسمية والعامة ، أمتلكت الدولة الرسولية جيشاً قوياً عملت على إعداده تربوياً وعسكرياً، وحرصت على تحديثه باستمرار من خلال متابعة واقتباس عمليات التحديث التي طرأت على الجيوش التي عاصرت الجيش الرسولي – وخاصةً الجيش المملوكي - ، واستدعاء الخبراء والمختصين في المجال العسكري . شكّـل الجيش عماد الدولة الرسولية وأساساً في بقائها على مسرح الوجود لأكثر من قرنين وربع القرن من الزمان؛ فلولا عناية سلاطين بني رسول بالجيش لما حققوا قوة اقتصادية وسياسية، ولا هيئت لهم الأسباب في قمع التمردات وإخماد الثورات .
اتخذت الدولة الرسولية من النهج العسكري أساساً في تعاملها مع القوى الأخرى، فلكي تبرهن على شرعية حكمها، وإظهار كفاءتها ومقدراتها اتخذت من توحيد اليمن، ومن التوسع العسكري، والسيطرة على الأماكن المقدسة هدفاً استراتيجياً لإثبات ذلك حيث امتدت سيطرة الدولة الرسولية في أوج قوتها العسكرية على رقعة كبيرة من الأرض، حيث امتدت حدودها الشرقية إلى عمان حالياً في الشرق وإلى السواحل الغربية للبحر الأحمر-الموازية لليمن غرباً مكة شمالاً وبحر العرب وخليج عدن جنوباً .
كان أن اهتمام الرسوليين بالجيش هو نتيجة إدراكهم بأنه الوسيلة والأداة التي يمكن من خلالها بسط النفوذ والسيطرة، واعتبرته أيضاً المنفذ الوحيد الذي تستطيع من خلاله بث معتقداتها ومبادئها، والحصول كذلك على مكاسب سياسية واقتصادية تساعد في ديمومة حكمها .
حكَّام الدولة الرسولية
1- المنصور عمر بن علي بن محمد هارون (الرسول) 626 – 647 هـ
2- المظفر يوسف بن المنصور عمر 647 – 694 هـ
3- الأشرف عمر بن المظفر يوسف 694 – 696 هـ
4- المؤيد داود بن المظفر يوسف 696 – 721 هـ
5- المجاهد علي بن المؤيد داود 721 – 764 هـ
6- الأفضل العباس بن المجاهد علي 764 – 778 هـ
7- الأشرف إسماعيل (الأول) بن الأفضل العباس 778 – 803 هـ
8- الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل (الأول) 803 – 827 هـ
9- المنصور عبد الله بن الناصر أحمد 827 – 830 هـ
10- الأشرف إسماعيل (الثاني) بن الناصر أحمد 830 – 831 هـ
11- الطاهر يحيى بن الأشرف إسماعيل (الأول) 831 – 842 هـ
12- الأشرف إسماعيل (الثالث) بن الظاهر يحيى 850 – 858 هـ
13- المظفر يوسف بن عمر بن إسماعيل (الأول) 845 – 847 هـ
14- المسعود أبو القاسم بن إسماعيل (الثاني) 847 – 858 هـ
كانت الدولة الرسولية دولة عسكرية بحتة، لأن طبيعة الحكم الرسولي مبنية على المؤسسة العسكرية، وترتب على ذلك سيطرة القانون العسكري على الحياة الرسمية والعامة ، أمتلكت الدولة الرسولية جيشاً قوياً عملت على إعداده تربوياً وعسكرياً، وحرصت على تحديثه باستمرار من خلال متابعة واقتباس عمليات التحديث التي طرأت على الجيوش التي عاصرت الجيش الرسولي – وخاصةً الجيش المملوكي - ، واستدعاء الخبراء والمختصين في المجال العسكري . شكّـل الجيش عماد الدولة الرسولية وأساساً في بقائها على مسرح الوجود لأكثر من قرنين وربع القرن من الزمان؛ فلولا عناية سلاطين بني رسول بالجيش لما حققوا قوة اقتصادية وسياسية، ولا هيئت لهم الأسباب في قمع التمردات وإخماد الثورات .
اتخذت الدولة الرسولية من النهج العسكري أساساً في تعاملها مع القوى الأخرى، فلكي تبرهن على شرعية حكمها، وإظهار كفاءتها ومقدراتها اتخذت من توحيد اليمن، ومن التوسع العسكري، والسيطرة على الأماكن المقدسة هدفاً استراتيجياً لإثبات ذلك حيث امتدت سيطرة الدولة الرسولية في أوج قوتها العسكرية على رقعة كبيرة من الأرض، حيث امتدت حدودها الشرقية إلى عمان حالياً في الشرق وإلى السواحل الغربية للبحر الأحمر-الموازية لليمن غرباً مكة شمالاً وبحر العرب وخليج عدن جنوباً .
كان أن اهتمام الرسوليين بالجيش هو نتيجة إدراكهم بأنه الوسيلة والأداة التي يمكن من خلالها بسط النفوذ والسيطرة، واعتبرته أيضاً المنفذ الوحيد الذي تستطيع من خلاله بث معتقداتها ومبادئها، والحصول كذلك على مكاسب سياسية واقتصادية تساعد في ديمومة حكمها .
التاريخ ليس رفاهية، أو حكاية مسلية يرويها جد لأحفاده.
التاريخ: مرآة صنعها الأمس ليرى فيها اليوم وجهه غدا!
كي نعرف: إلى أين نحن ذاهبون؟
علينا أن نعرف: من أين أتينا؟
أقرأ التاريخ، لترى المستقبل!
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#تاريخ_اليمن
#آثار_اليمن
#فنون_وأدب_اليمن
#صور_يمنية
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
التاريخ: مرآة صنعها الأمس ليرى فيها اليوم وجهه غدا!
كي نعرف: إلى أين نحن ذاهبون؟
علينا أن نعرف: من أين أتينا؟
أقرأ التاريخ، لترى المستقبل!
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#تاريخ_اليمن
#آثار_اليمن
#فنون_وأدب_اليمن
#صور_يمنية
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
Telegram
اليمن_تاريخ_وثقافة
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
@mao777 للتواصل
الي فهمته ان هذا عامل احتياطه .. ومع من غلب ومطرف علمه !!؟؟
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5