من #مذكرات القيادي الناصري
#حاتم_أبوحاتم
قصة انسحاب عبدالله عبدالعالم ومصير علي قناف زهرة
هل استقطبت المخابرات الإسرائيلية أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح في أسمرة؟ وكيف انتقمت إسرائيل من الرئيس الحمدي؟ ولماذا وافق الرئيس الليبي معمر القذافي على إرسال الأسلحة إلى صنعاء؟ ومتى قرر التنظيم الناصري اغتيال الغشمي انتقامًا للحمدي؟ ولماذا وافق الغشمي على انسحاب عبدالله عبدالعالم من صنعاء إلى تعز؟ وما علاقة عبدالعالم بجريمة إعدام مشائخ الحجرية؟ وما مصير علي قناف زهرة وعبدالله الشمسي المخفيين قسريًّا منذ أكتوبر 1977، وحتى اليوم؟
أسئلة واستفسارات مهمة يجيب عنها اللواء حاتم أبو حاتم في الحلقة الثالثة من مذكراته الحوارية مع "خيوط".
حاوره/ عبدالله مصلح
في الحلقة السابقة، تحدثت عن اغتيال الرئيس السابق إبراهيم الحمدي ومنجزات حركة 13 يونيو، ثم أخبرتني بأنك لم تذكر الكثير من منجزات حركة 13 يونيو بقيادة الرئيس الشهيد الحمدي، فما هي هذه المنجزات؟
أولًا، إبراهيم الحمدي كان شخصية قوية ومشهورة ومعروفة للجميع، ورجل أخلاق، واشتهر بالاهتمام بالتعاونيات التي اهتمت ببناء المدارس وشق الطرق ومشاريع المياه في كل مناطق اليمن، مدنًا وقرى، وكان رجلًا نشيطًا وسمعته طيبة، ومقبولًا من كل الناس بأخلاقه العالية.
وبعد قيام حركة 13 يونيو، تمكنت الدولة اليمنية من التواجد والحضور لأول مرة في محافظات صعدة والجوف ومأرب، وتم إرسال وحدات عسكرية إلى هذه المحافظات كغيرها من المحافظات اليمنية، وكذلك تم إنشاء مطارات في هذه المحافظات، وأتذكر أنه كان هناك مطار في منطقة البقع بصعدة المحاذية للحدود السعودية، وكذلك في الجوف ومأرب، وطبعًا في مأرب كان هناك مطار منذ ما قبل الثورة، ولكنه توقف حتى جاءت حركة 13 يونيو، وأعادت تشغيله.
وكان الحمدي مركِّزًا اهتمامه على التعاونيات وعلى نشر التعليم والاهتمام بالمغتربين الذين كان لهم دور إيجابي في تنمية الاقتصاد اليمني، وبعدما قتل الحمدي كان اليمن يمتلك 20 مليار دولار. هذه الأموال عبث بها الغشمي سبعة أشهر وعلي عبدالله صالح ثلاثة أشهر، حتى إنّ البنك الدولي كان يطلب المال من اليمن، لكن الحمدي رفض ذلك وقال: "هذه أموال الشعب اليمني وليست أموال الدولة".
فالحمدي كان يرى نفسه مجرد مواطنٍ يمنيّ، وكان متواضعًا ولم يسعَ للشهرة على حساب مصالح البلاد، ولذلك لم يهتم بحراسة نفسه، ولم يبنِ لنفسه قصرًا واحدًا، بل تبرع بمنازله في منطقة ثلا لتكون مستوصفًا وغيره.
وآخِرُ منجز للرئيس الحمدي قبل اغتياله، تشكيلُ لجنة موسعة تشمل كل القوى السياسية وتهدف إلى تأسيس مؤتمر شعبي عام، يضمّ مختلف القوى اليمنية، وهذا كان النواة الأولى للتجربة الديمقراطية في البلاد، وكان ذلك قبل أسبوعين من حادثة اغتيال الرئيس الحمدي. كما كان له اهتمامات على المستوى العربي والقومي.
مثل ماذا؟
على المستوى العربي، دعا الرئيس إبراهيم الحمدي إلى عقد مؤتمر في اليمن للدول المطِلة على البحر الأحمر، والتخلص من الهيمنة الإسرائيلية، وتم اغتيال الحمدي بعد أشهر من انعقاد المؤتمر في مدينة تعز.
أيضًا اهتم الرئيس إبراهيم الحمدي باحتواء الحرب الأهلية في لبنان والتي استمرت 15 عامًا، وكان له الدور الرائد والفكر المستنير في مؤتمر القمة العربية في الرباط والتي أصدرت بيانًا يتضمن إرسال قوات سلام عربية إلى لبنان ومناشدة كل الأطراف اللبنانية للتفاهم والحوار، ونتيجة لذلك تم عقد لقاء بين الأطراف اللبنانية في الطائف بالمملكة العربية السعودية، وتم الاتفاق فيما بينهم، وكان لإبراهيم الحمدي الدور الأبرز في ذلك.
لا أستبعد أن المخابرات الإسرائيلية مشارِكة في مؤامرة الاغتيال، إلى جانب السعودية، وأذرعهما في الداخل، خاصة إذا ما عرفنا أنه في عام 1972، ذهب أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح إلى أسمرة في أريتريا والتي كانت تشهد حضورا إسرائيليا كثيفا، باعتبار أن الغشمي كان مريضًا وأنه يحتاج للعلاج في أسمرة ورافقه صالح، وظلوا هناك فترة زمنية.
وهنا أتذكر أننا كنا في طائرة تابعة للرئاسة في طريقها للرباط، وكان الرئيس إبراهيم الحمدي متهيبًا حضورَ القمة لأنه أول مرة سيقابل فيها الرؤساء والملوك العرب، وأخذ أكثر من 200 صندوق من أجود أنواع العنب اليمني، ووزعها على الرؤساء والملوك والأمراء، وتفاجأ أن جميعهم يطلبون اللقاء مع الرئيس الحمدي، وبعد عودته إلى البلاد ألقى محاضرة في القوات الجوية، وكنت حاضرًا فيها، وقال إنه كان متهيبًا لقاءات الرؤساء وأنه بعد مقابلتهم تفاجأ بأن حديثهم معه كان حول العنب اليمني أكثر من حديثهم عن القضية الفلسطينية، وهذه قالها على سبيل النكتة.
#حاتم_أبوحاتم
قصة انسحاب عبدالله عبدالعالم ومصير علي قناف زهرة
هل استقطبت المخابرات الإسرائيلية أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح في أسمرة؟ وكيف انتقمت إسرائيل من الرئيس الحمدي؟ ولماذا وافق الرئيس الليبي معمر القذافي على إرسال الأسلحة إلى صنعاء؟ ومتى قرر التنظيم الناصري اغتيال الغشمي انتقامًا للحمدي؟ ولماذا وافق الغشمي على انسحاب عبدالله عبدالعالم من صنعاء إلى تعز؟ وما علاقة عبدالعالم بجريمة إعدام مشائخ الحجرية؟ وما مصير علي قناف زهرة وعبدالله الشمسي المخفيين قسريًّا منذ أكتوبر 1977، وحتى اليوم؟
أسئلة واستفسارات مهمة يجيب عنها اللواء حاتم أبو حاتم في الحلقة الثالثة من مذكراته الحوارية مع "خيوط".
حاوره/ عبدالله مصلح
في الحلقة السابقة، تحدثت عن اغتيال الرئيس السابق إبراهيم الحمدي ومنجزات حركة 13 يونيو، ثم أخبرتني بأنك لم تذكر الكثير من منجزات حركة 13 يونيو بقيادة الرئيس الشهيد الحمدي، فما هي هذه المنجزات؟
أولًا، إبراهيم الحمدي كان شخصية قوية ومشهورة ومعروفة للجميع، ورجل أخلاق، واشتهر بالاهتمام بالتعاونيات التي اهتمت ببناء المدارس وشق الطرق ومشاريع المياه في كل مناطق اليمن، مدنًا وقرى، وكان رجلًا نشيطًا وسمعته طيبة، ومقبولًا من كل الناس بأخلاقه العالية.
وبعد قيام حركة 13 يونيو، تمكنت الدولة اليمنية من التواجد والحضور لأول مرة في محافظات صعدة والجوف ومأرب، وتم إرسال وحدات عسكرية إلى هذه المحافظات كغيرها من المحافظات اليمنية، وكذلك تم إنشاء مطارات في هذه المحافظات، وأتذكر أنه كان هناك مطار في منطقة البقع بصعدة المحاذية للحدود السعودية، وكذلك في الجوف ومأرب، وطبعًا في مأرب كان هناك مطار منذ ما قبل الثورة، ولكنه توقف حتى جاءت حركة 13 يونيو، وأعادت تشغيله.
وكان الحمدي مركِّزًا اهتمامه على التعاونيات وعلى نشر التعليم والاهتمام بالمغتربين الذين كان لهم دور إيجابي في تنمية الاقتصاد اليمني، وبعدما قتل الحمدي كان اليمن يمتلك 20 مليار دولار. هذه الأموال عبث بها الغشمي سبعة أشهر وعلي عبدالله صالح ثلاثة أشهر، حتى إنّ البنك الدولي كان يطلب المال من اليمن، لكن الحمدي رفض ذلك وقال: "هذه أموال الشعب اليمني وليست أموال الدولة".
فالحمدي كان يرى نفسه مجرد مواطنٍ يمنيّ، وكان متواضعًا ولم يسعَ للشهرة على حساب مصالح البلاد، ولذلك لم يهتم بحراسة نفسه، ولم يبنِ لنفسه قصرًا واحدًا، بل تبرع بمنازله في منطقة ثلا لتكون مستوصفًا وغيره.
وآخِرُ منجز للرئيس الحمدي قبل اغتياله، تشكيلُ لجنة موسعة تشمل كل القوى السياسية وتهدف إلى تأسيس مؤتمر شعبي عام، يضمّ مختلف القوى اليمنية، وهذا كان النواة الأولى للتجربة الديمقراطية في البلاد، وكان ذلك قبل أسبوعين من حادثة اغتيال الرئيس الحمدي. كما كان له اهتمامات على المستوى العربي والقومي.
مثل ماذا؟
على المستوى العربي، دعا الرئيس إبراهيم الحمدي إلى عقد مؤتمر في اليمن للدول المطِلة على البحر الأحمر، والتخلص من الهيمنة الإسرائيلية، وتم اغتيال الحمدي بعد أشهر من انعقاد المؤتمر في مدينة تعز.
أيضًا اهتم الرئيس إبراهيم الحمدي باحتواء الحرب الأهلية في لبنان والتي استمرت 15 عامًا، وكان له الدور الرائد والفكر المستنير في مؤتمر القمة العربية في الرباط والتي أصدرت بيانًا يتضمن إرسال قوات سلام عربية إلى لبنان ومناشدة كل الأطراف اللبنانية للتفاهم والحوار، ونتيجة لذلك تم عقد لقاء بين الأطراف اللبنانية في الطائف بالمملكة العربية السعودية، وتم الاتفاق فيما بينهم، وكان لإبراهيم الحمدي الدور الأبرز في ذلك.
لا أستبعد أن المخابرات الإسرائيلية مشارِكة في مؤامرة الاغتيال، إلى جانب السعودية، وأذرعهما في الداخل، خاصة إذا ما عرفنا أنه في عام 1972، ذهب أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح إلى أسمرة في أريتريا والتي كانت تشهد حضورا إسرائيليا كثيفا، باعتبار أن الغشمي كان مريضًا وأنه يحتاج للعلاج في أسمرة ورافقه صالح، وظلوا هناك فترة زمنية.
وهنا أتذكر أننا كنا في طائرة تابعة للرئاسة في طريقها للرباط، وكان الرئيس إبراهيم الحمدي متهيبًا حضورَ القمة لأنه أول مرة سيقابل فيها الرؤساء والملوك العرب، وأخذ أكثر من 200 صندوق من أجود أنواع العنب اليمني، ووزعها على الرؤساء والملوك والأمراء، وتفاجأ أن جميعهم يطلبون اللقاء مع الرئيس الحمدي، وبعد عودته إلى البلاد ألقى محاضرة في القوات الجوية، وكنت حاضرًا فيها، وقال إنه كان متهيبًا لقاءات الرؤساء وأنه بعد مقابلتهم تفاجأ بأن حديثهم معه كان حول العنب اليمني أكثر من حديثهم عن القضية الفلسطينية، وهذه قالها على سبيل النكتة.
دول وشخصيات متآمرة
هل هناك مواقف أخرى تحتفظ بها ذاكرتك عن الرئيس الحمدي؟
نعم، كنّا في القوات الجوية مختلفين مع قائد القوات الجوية "علي الشيبة"، وزارنا الرئيس إبراهيم الحمدي يوم 17 يونيو 1974، وألقى كلمة يحثّنا فيها على التصحيح، وقال نحن قدرناكم في القوات الجوية وتم اختيار الأخ علي الشيبة عضوًا في مجلس القيادة، فنحن غضبنا، وعندما غادر إبراهيم الحمدي، قمنا باحتجاز علي الشيبة واتصلنا بالحمدي للقيادة، وقلنا له: نحن بدأنا بالتصحيح حسب كلامك، وهو غضب وقال: والله لأعدمكم، وشكّل لجنة برئاسة عبدالله عبدالعالم، وعضوية أحمد الغشمي وعلي أبولحوم، وجاؤوا إلينا وطلبوا منا تسليم علي الشيبة فسلمناه لهم، وطلبوا أن يحلوا المشكلة لكننا رفضنا، وحينها اتهمونا بأننا ننفذ انقلابًا ضد مجلس القيادة ورمونا في السجن لمدة 60 يومًا، لأنه كان من الصعب تغيير القيادات العسكرية حسب رغبات المنضمين للوحدات العسكرية، وفي الأخير خرجوا بحل وهو تعيين محمد ضيف الله قائدًا للقوات الجوية وتعيين علي الشيبة نائبًا لرئيس الأركان، وبعدها تم إطلاق سراحنا، وعدنا للقوات وظللنا نمارس أعمالنا حتى تم اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي.
قلت إنّ الحمدي دعا إلى مؤتمر للدول المطلة على البحر الأحمر، لحمايته من الهيمنة الإسرائيلية، وتم اغتيال الحمدي بعد أشهر من انعقاد هذا المؤتمر؛ ما هي فكرة مؤتمر البحر الأحمر، وهل ترى أن هذا المؤتمر كان أحد أبرز الأسباب في اغتيال الرئيس الحمدي؟
كانت فكرة عند المرحوم المناضل الكبير إبراهيم الحمدي، أن يحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية، ولذلك دعا إلى مؤتمر للدول المطلة على البحر الأحمر، والذي رفضت السعودية المشاركة فيه، وكان المؤتمر يستهدف خدمة كل الدول المطلة على البحر الأحمر، وكانت خطوة مهمة لحماية وتأمين البحر الأحمر، سواء من الهيمنة الصهيونية أو من أي عدوان، وكذلك لمزيد من التقارب بين البلدان العربية، وقد انعقد المؤتمر في 20 مارس 1977، بمدينة تعز. ولهذا السعودية والمخابرات الإسرائيلية أجهضت نتائج هذا المؤتمر باغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي.
يعني أنت هنا تتهم المخابرات الإسرائيلية في المشاركة باغتيال الحمدي؟
نعم، لا أستبعد أن المخابرات الإسرائيلية مشارِكة في مؤامرة الاغتيال، إلى جانب السعودية، وأذرعهما في الداخل، خاصة إذا ما عرفنا أنه في عام 1972، ذهب أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح إلى أسمرة في أريتريا، باعتبار أن الغشمي كان مريضًا، وأنه يحتاج للعلاج في أسمرة ورافقه علي عبدالله صالح، وظلوا هناك فترة زمنية، ومعروف أن المخابرات الإسرائيلية تتواجد بشكل كبير في أريتريا التي كانت تابعة لإثيوبيا حينها، ولا يستبعد أنه تم استقطاب الغشمي وعلي عبدالله صالح للمخابرات الإسرائيلية، خاصة أنّ الكيان الصهيوني كان منزعجًا جدَّا من دعوة إبراهيم الحمدي للدول المحيطة بالبحر الأحمر ومحاولة جعله بحيرة عربية وتأمينه من الأطماع الصهيونية، وهو ما أزعج الكيان الصهيوني.
وأين كان أصدقاء ورجالات الحمدي وكوادر التنظيم الناصري؟ لماذا لم يأخذوا بالثأر من القتلة، ويقوموا بإحباط المشروع المضاد لمشروع الحمدي؟
في البداية، لم يكن معروفًا من الذي تآمر في اغتيال إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله، لأنه كان هناك ضبابية حول الموضوع، وفي رأيي أنّ العامة من الشعب اليمني كانوا أكثر إحساسًا بأن الغشمي متآمر في اغتيال الحمدي، ولذلك اندلعت المظاهرات الشعبية أثناء عملية دفن جثمان الرئيس الحمدي وأخيه، وكانت الجماهير تهتف: "أنت القاتل يا غشمي". بينما رجالات الحمدي وقتها كانوا في حالة صدمة وارتباك بشأن مصدر هذه المؤامرة وهُوية المتآمرين.
وكيف تفسر صمت قيادات عسكرية بارزة ومقربة جدًّا للحمدي، مثل الرائد عبدالله عبدالعالم، الذي كان يقود قوات لا يستهان بها، وهي قوات المظلات؟
أنا شخصيًّا تم تكليفي من قبل الأخ الأمين العام الشهيد عيسى محمد سيف للالتقاء بالأخ عبدالله عبدالعالم، قائد لواء المظلات، والاستفسار عن حادثة اغتيال الحمدي، ووجدت أن عبدالله عبدالعالم كان مقتنعًا بأن الغشمي وعلي عبدالله صالح ليسوا وراء حادثة الاغتيال، هذا كان في بداية الأمر، حيث نجح الغشمي في خداع عبدالله عبدالعالم، وأقنعه بأنها مؤامرة خارجية، وأنه سيتم التحقيق في حادثة الاغتيال.
ورغم ذلك، أنا أكّدت للأخ عبدالله عبدالعالم بأنني شخصيًّا لا أستبعد أن يكون الغشمي وصالح وراء عملية الاغتيال، ونصحت عبدالله عبدالعالم بأنه يجب عليه الحذر من الغشمي وعلي عبدالله صالح، وأن يأخذ احتياطاته منهم، ورويت له ما حدث لي مع محمد ضيف الله قائد القوات الجوية، عندما حاول استقطابي ضد الرئيس إبراهيم الحمدي، عندما كنت برفقته إلى مدينة الحُديدة، وقال لي محمد ضيف الله إنّ الحمدي هو ضد المشائخ وضد أبناء القبائل، وباعتباري شيخًا يجب أن أنضمّ إليهم بهدف إبعاد الحمدي عن الحكم، ولكني رفضت ذلك.
هل هناك مواقف أخرى تحتفظ بها ذاكرتك عن الرئيس الحمدي؟
نعم، كنّا في القوات الجوية مختلفين مع قائد القوات الجوية "علي الشيبة"، وزارنا الرئيس إبراهيم الحمدي يوم 17 يونيو 1974، وألقى كلمة يحثّنا فيها على التصحيح، وقال نحن قدرناكم في القوات الجوية وتم اختيار الأخ علي الشيبة عضوًا في مجلس القيادة، فنحن غضبنا، وعندما غادر إبراهيم الحمدي، قمنا باحتجاز علي الشيبة واتصلنا بالحمدي للقيادة، وقلنا له: نحن بدأنا بالتصحيح حسب كلامك، وهو غضب وقال: والله لأعدمكم، وشكّل لجنة برئاسة عبدالله عبدالعالم، وعضوية أحمد الغشمي وعلي أبولحوم، وجاؤوا إلينا وطلبوا منا تسليم علي الشيبة فسلمناه لهم، وطلبوا أن يحلوا المشكلة لكننا رفضنا، وحينها اتهمونا بأننا ننفذ انقلابًا ضد مجلس القيادة ورمونا في السجن لمدة 60 يومًا، لأنه كان من الصعب تغيير القيادات العسكرية حسب رغبات المنضمين للوحدات العسكرية، وفي الأخير خرجوا بحل وهو تعيين محمد ضيف الله قائدًا للقوات الجوية وتعيين علي الشيبة نائبًا لرئيس الأركان، وبعدها تم إطلاق سراحنا، وعدنا للقوات وظللنا نمارس أعمالنا حتى تم اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي.
قلت إنّ الحمدي دعا إلى مؤتمر للدول المطلة على البحر الأحمر، لحمايته من الهيمنة الإسرائيلية، وتم اغتيال الحمدي بعد أشهر من انعقاد هذا المؤتمر؛ ما هي فكرة مؤتمر البحر الأحمر، وهل ترى أن هذا المؤتمر كان أحد أبرز الأسباب في اغتيال الرئيس الحمدي؟
كانت فكرة عند المرحوم المناضل الكبير إبراهيم الحمدي، أن يحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية، ولذلك دعا إلى مؤتمر للدول المطلة على البحر الأحمر، والذي رفضت السعودية المشاركة فيه، وكان المؤتمر يستهدف خدمة كل الدول المطلة على البحر الأحمر، وكانت خطوة مهمة لحماية وتأمين البحر الأحمر، سواء من الهيمنة الصهيونية أو من أي عدوان، وكذلك لمزيد من التقارب بين البلدان العربية، وقد انعقد المؤتمر في 20 مارس 1977، بمدينة تعز. ولهذا السعودية والمخابرات الإسرائيلية أجهضت نتائج هذا المؤتمر باغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي.
يعني أنت هنا تتهم المخابرات الإسرائيلية في المشاركة باغتيال الحمدي؟
نعم، لا أستبعد أن المخابرات الإسرائيلية مشارِكة في مؤامرة الاغتيال، إلى جانب السعودية، وأذرعهما في الداخل، خاصة إذا ما عرفنا أنه في عام 1972، ذهب أحمد الغشمي وعلي عبدالله صالح إلى أسمرة في أريتريا، باعتبار أن الغشمي كان مريضًا، وأنه يحتاج للعلاج في أسمرة ورافقه علي عبدالله صالح، وظلوا هناك فترة زمنية، ومعروف أن المخابرات الإسرائيلية تتواجد بشكل كبير في أريتريا التي كانت تابعة لإثيوبيا حينها، ولا يستبعد أنه تم استقطاب الغشمي وعلي عبدالله صالح للمخابرات الإسرائيلية، خاصة أنّ الكيان الصهيوني كان منزعجًا جدَّا من دعوة إبراهيم الحمدي للدول المحيطة بالبحر الأحمر ومحاولة جعله بحيرة عربية وتأمينه من الأطماع الصهيونية، وهو ما أزعج الكيان الصهيوني.
وأين كان أصدقاء ورجالات الحمدي وكوادر التنظيم الناصري؟ لماذا لم يأخذوا بالثأر من القتلة، ويقوموا بإحباط المشروع المضاد لمشروع الحمدي؟
في البداية، لم يكن معروفًا من الذي تآمر في اغتيال إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله، لأنه كان هناك ضبابية حول الموضوع، وفي رأيي أنّ العامة من الشعب اليمني كانوا أكثر إحساسًا بأن الغشمي متآمر في اغتيال الحمدي، ولذلك اندلعت المظاهرات الشعبية أثناء عملية دفن جثمان الرئيس الحمدي وأخيه، وكانت الجماهير تهتف: "أنت القاتل يا غشمي". بينما رجالات الحمدي وقتها كانوا في حالة صدمة وارتباك بشأن مصدر هذه المؤامرة وهُوية المتآمرين.
وكيف تفسر صمت قيادات عسكرية بارزة ومقربة جدًّا للحمدي، مثل الرائد عبدالله عبدالعالم، الذي كان يقود قوات لا يستهان بها، وهي قوات المظلات؟
أنا شخصيًّا تم تكليفي من قبل الأخ الأمين العام الشهيد عيسى محمد سيف للالتقاء بالأخ عبدالله عبدالعالم، قائد لواء المظلات، والاستفسار عن حادثة اغتيال الحمدي، ووجدت أن عبدالله عبدالعالم كان مقتنعًا بأن الغشمي وعلي عبدالله صالح ليسوا وراء حادثة الاغتيال، هذا كان في بداية الأمر، حيث نجح الغشمي في خداع عبدالله عبدالعالم، وأقنعه بأنها مؤامرة خارجية، وأنه سيتم التحقيق في حادثة الاغتيال.
ورغم ذلك، أنا أكّدت للأخ عبدالله عبدالعالم بأنني شخصيًّا لا أستبعد أن يكون الغشمي وصالح وراء عملية الاغتيال، ونصحت عبدالله عبدالعالم بأنه يجب عليه الحذر من الغشمي وعلي عبدالله صالح، وأن يأخذ احتياطاته منهم، ورويت له ما حدث لي مع محمد ضيف الله قائد القوات الجوية، عندما حاول استقطابي ضد الرئيس إبراهيم الحمدي، عندما كنت برفقته إلى مدينة الحُديدة، وقال لي محمد ضيف الله إنّ الحمدي هو ضد المشائخ وضد أبناء القبائل، وباعتباري شيخًا يجب أن أنضمّ إليهم بهدف إبعاد الحمدي عن الحكم، ولكني رفضت ذلك.
لكن عبدالله عبدالعالم اكتفى بالاتصال بالغشمي عبر وساطة أحمد النعمان، كما يروي ذلك نجله السفير مصطفى أحمد النعمان، ولم يتحرك عبدالله عبدالعالم إلا بعد أكثر من ستة أشهر من اغتيال الحمدي، وبعد أن قام الغشمي بإلغاء مجلس قيادة الثورة الذي كان عبدالله عبدالعالم عضوًا فيه.
التواصل بين الغشمي وبين عبدالله عبدالعالم كان مستمرًا، باعتبار أن الغشمي هو القائد العام للقوات المسلحة، وعبدالله عبدالعالم قائد قوات المظلات، هذا على مستوى الجيش، أيضًا باعتبارهما الاثنين عضوين في مجلس قيادة الثورة، ولهذا فمن الطبيعي أن يحدث التواصل بين الغشمي وعبدالله عبدالعالم، إضافة إلى أن الغشمي أكّد لعبدالله عبدالعالم أن حادثة اغتيال الحمدي مؤامرة خارجية وأنهما الاثنين يقفان في خط واحد. فاقتنع عبدالله عبدالعالم بكلام الغشمي، وكان غير مصدق بأن الغشمي وعلي عبدالله صالح ضمن المتآمرين ضد الحمدي.
ولكن بعدما تأكّد عبدالله عبدالعالم من مشاركة الغشمي وعلي عبدالله صالح في مؤامرة اغتيال الحمدي، شعر بالندم والإحباط، وأصابته عقدة الذنب، ولكنه شعر بأن قوة الغشمي تكاثرت وتآلبت عليه، ولن يستطيع مواجهتها في صنعاء، ولذلك قرر الانسحاب من صنعاء والانتقال إلى محافظة تعز.
ولماذا برأيك وافق الغشمي على انتقال عبدالله عبدالعالم من صنعاء إلى محافظة تعز، وسمح له باصطحاب معدات عسكرية وأطقم وأسلحة خفيفة ومتوسطة وعشرات الجنود، ويقال إنه أيضًا أعطاه مليون ريال؟
الغشمي أتاح الفرصة لعبدالله عبدالعالم بأن ينسحب من صنعاء؛ لأن الغشمي كان يهمه العاصمة صنعاء وعدم وقوع أي مواجهات فيها، وكان الغشمي والمتآمرون معه في قتل الحمدي مستعدين في غاية الاستعداد لمواجهة تحركات عبدالله عبدالعالم، وكانوا قادرين على منع عبدالله عبدالعالم من دخول تعز، لكنهم سمحوا له بدخولها بهدف إظهاره بأنه مناطقي ومتمرد، وأنه انسحب إلى منطقته "تعز"، ويريد فصل تعز عن صنعاء.
هناك من يرى أن الغشمي لم يكن خائفًا من عبدالله عبدالعالم، ولذلك لم يكن ضمن المدعوين لمأدبة الغداء بهدف اغتياله، كما فعل ذلك مع عبدالله الحمدي قائد قوات العمالقة، لأن الغشمي كان يخشى ردة فعله، بينما لم يخشَ ردة فعل عبدالله عبدالعالم؟
بالعكس، كان الغشمي خائفًا من عبدالله عبدالعالم، لأنه كان يسيطر على مناطق استراتيجية في العاصمة صنعاء، مثل جبل نقم وغيره، ولذلك سعى الغشمي لإرباك عبدالله عبدالعالم بالمعلومات المضلِّلة، وأعد العدة ضده، وقام بإدخال آلافٍ من أبناء القبائل إلى صنعاء استعدادًا لمواجهة عبدالله عبدالعالم، في حين كان هو معزولًا ولم يعرف بهذا إطلاقًا.
الانتقام للحمدي
هل كان انسحاب عبدالله عبدالعالم إلى تعز بتنسيق مع قيادة التنظيم الناصري؟
لا، لم يكن هناك تنسيق، وعندما ذكرت لك أن القائد عيسى محمد سيف أرسلني إلى عبدالله عبدالعالم بعد حادثة اغتيال الرئيس الحمدي، بهدف جس النبض ومعرفة ما لديه من معلومات فقط.
أما بالنسبة للتنسيق بين التنظيم وعبدالله عبدالعالم، فلا أعتقد أن قيادة التنظيم كانت موافقة على انتقال عبدالله عبدالعالم من صنعاء إلى تعز، ولكنه اتخذ القرار من تلقاء نفسه؛ لأنه كان في حالة حيرة وإرباك، وأيضًا قد تكون حالة يأس وندم لأنه لم يتصرف مباشرة بعد حادثة اغتيال الرئيس الحمدي، ومثل هؤلاء الرجال يقع في مثل هكذا مواقف صعبة جدًّا، ما يستدعي التماس الأعذار لهم.
ممكن التماس العذر لأشخاص، لكن كيف يكون التماس العذر لتنظيم سياسي بحجم التنظيم الناصري الذي كان بمثابة الحزب الحاكم حينها؟
التنظيم الناصري لم يعرف حقيقة المؤامرة إلا بعد فترة من حادثة الاغتيال؛ لأن المؤامرة كانت كبيرة، داخليًّا وخارجيًّا وبمشاركة المخابرات السعودية والصهيونية وأيضًا الأمريكية، ولذلك أتقنوا حبكة المؤامرة وإخفاء الحقيقة عدة أشهر.
وما الذي فعله التنظيم الناصري بعد معرفته لحقيقة المؤامرة؟
بدأ التنظيم يعد للقيام باغتيالات، لأننا لم نكن في البداية قادرين على حركة ثورية، ولم نكن متوغلين في الجيش بشكل كبير، ولذلك استجلبنا السلاح من ليبيا، وتحديدًا السلاح الصامت "كاتم الصوت" على أساس القيام باغتيال المتورطين في قتل الشهيد الحمدي وأخيه وزملائهم، وأخذ ذلك فترة طويلة في مراقبة أحمد الغشمي ومحاولة اغتياله.
هل قمتم بمحاولات لاغتيال أحمد الغشمي؟
لا، لأن الفكرة تحولت من فكرة الاغتيال إلى حركة تغيير الحكم، خاصة بعد أن نجحنا في الانتشار السريع داخل الجيش، ولكن استمرت عملية المراقبة والرصد، وأيضًا الاستعداد للقيام بحركة ثورية لتغيير السلطة وإعادة نظام ومشروع إبراهيم الحمدي.
كيف حصلتم على السلاح من ليبيا؟
التواصل بين الغشمي وبين عبدالله عبدالعالم كان مستمرًا، باعتبار أن الغشمي هو القائد العام للقوات المسلحة، وعبدالله عبدالعالم قائد قوات المظلات، هذا على مستوى الجيش، أيضًا باعتبارهما الاثنين عضوين في مجلس قيادة الثورة، ولهذا فمن الطبيعي أن يحدث التواصل بين الغشمي وعبدالله عبدالعالم، إضافة إلى أن الغشمي أكّد لعبدالله عبدالعالم أن حادثة اغتيال الحمدي مؤامرة خارجية وأنهما الاثنين يقفان في خط واحد. فاقتنع عبدالله عبدالعالم بكلام الغشمي، وكان غير مصدق بأن الغشمي وعلي عبدالله صالح ضمن المتآمرين ضد الحمدي.
ولكن بعدما تأكّد عبدالله عبدالعالم من مشاركة الغشمي وعلي عبدالله صالح في مؤامرة اغتيال الحمدي، شعر بالندم والإحباط، وأصابته عقدة الذنب، ولكنه شعر بأن قوة الغشمي تكاثرت وتآلبت عليه، ولن يستطيع مواجهتها في صنعاء، ولذلك قرر الانسحاب من صنعاء والانتقال إلى محافظة تعز.
ولماذا برأيك وافق الغشمي على انتقال عبدالله عبدالعالم من صنعاء إلى محافظة تعز، وسمح له باصطحاب معدات عسكرية وأطقم وأسلحة خفيفة ومتوسطة وعشرات الجنود، ويقال إنه أيضًا أعطاه مليون ريال؟
الغشمي أتاح الفرصة لعبدالله عبدالعالم بأن ينسحب من صنعاء؛ لأن الغشمي كان يهمه العاصمة صنعاء وعدم وقوع أي مواجهات فيها، وكان الغشمي والمتآمرون معه في قتل الحمدي مستعدين في غاية الاستعداد لمواجهة تحركات عبدالله عبدالعالم، وكانوا قادرين على منع عبدالله عبدالعالم من دخول تعز، لكنهم سمحوا له بدخولها بهدف إظهاره بأنه مناطقي ومتمرد، وأنه انسحب إلى منطقته "تعز"، ويريد فصل تعز عن صنعاء.
هناك من يرى أن الغشمي لم يكن خائفًا من عبدالله عبدالعالم، ولذلك لم يكن ضمن المدعوين لمأدبة الغداء بهدف اغتياله، كما فعل ذلك مع عبدالله الحمدي قائد قوات العمالقة، لأن الغشمي كان يخشى ردة فعله، بينما لم يخشَ ردة فعل عبدالله عبدالعالم؟
بالعكس، كان الغشمي خائفًا من عبدالله عبدالعالم، لأنه كان يسيطر على مناطق استراتيجية في العاصمة صنعاء، مثل جبل نقم وغيره، ولذلك سعى الغشمي لإرباك عبدالله عبدالعالم بالمعلومات المضلِّلة، وأعد العدة ضده، وقام بإدخال آلافٍ من أبناء القبائل إلى صنعاء استعدادًا لمواجهة عبدالله عبدالعالم، في حين كان هو معزولًا ولم يعرف بهذا إطلاقًا.
الانتقام للحمدي
هل كان انسحاب عبدالله عبدالعالم إلى تعز بتنسيق مع قيادة التنظيم الناصري؟
لا، لم يكن هناك تنسيق، وعندما ذكرت لك أن القائد عيسى محمد سيف أرسلني إلى عبدالله عبدالعالم بعد حادثة اغتيال الرئيس الحمدي، بهدف جس النبض ومعرفة ما لديه من معلومات فقط.
أما بالنسبة للتنسيق بين التنظيم وعبدالله عبدالعالم، فلا أعتقد أن قيادة التنظيم كانت موافقة على انتقال عبدالله عبدالعالم من صنعاء إلى تعز، ولكنه اتخذ القرار من تلقاء نفسه؛ لأنه كان في حالة حيرة وإرباك، وأيضًا قد تكون حالة يأس وندم لأنه لم يتصرف مباشرة بعد حادثة اغتيال الرئيس الحمدي، ومثل هؤلاء الرجال يقع في مثل هكذا مواقف صعبة جدًّا، ما يستدعي التماس الأعذار لهم.
ممكن التماس العذر لأشخاص، لكن كيف يكون التماس العذر لتنظيم سياسي بحجم التنظيم الناصري الذي كان بمثابة الحزب الحاكم حينها؟
التنظيم الناصري لم يعرف حقيقة المؤامرة إلا بعد فترة من حادثة الاغتيال؛ لأن المؤامرة كانت كبيرة، داخليًّا وخارجيًّا وبمشاركة المخابرات السعودية والصهيونية وأيضًا الأمريكية، ولذلك أتقنوا حبكة المؤامرة وإخفاء الحقيقة عدة أشهر.
وما الذي فعله التنظيم الناصري بعد معرفته لحقيقة المؤامرة؟
بدأ التنظيم يعد للقيام باغتيالات، لأننا لم نكن في البداية قادرين على حركة ثورية، ولم نكن متوغلين في الجيش بشكل كبير، ولذلك استجلبنا السلاح من ليبيا، وتحديدًا السلاح الصامت "كاتم الصوت" على أساس القيام باغتيال المتورطين في قتل الشهيد الحمدي وأخيه وزملائهم، وأخذ ذلك فترة طويلة في مراقبة أحمد الغشمي ومحاولة اغتياله.
هل قمتم بمحاولات لاغتيال أحمد الغشمي؟
لا، لأن الفكرة تحولت من فكرة الاغتيال إلى حركة تغيير الحكم، خاصة بعد أن نجحنا في الانتشار السريع داخل الجيش، ولكن استمرت عملية المراقبة والرصد، وأيضًا الاستعداد للقيام بحركة ثورية لتغيير السلطة وإعادة نظام ومشروع إبراهيم الحمدي.
كيف حصلتم على السلاح من ليبيا؟
حصلنا على السلاح من دولة ليبيا بطلب من قيادة التنظيم، واستجاب الرئيس الشهيد معمر القذافي لهذا الطلب، وكان يصل السلاح من ليبيا عبر الجنوب وأوصله إلى صنعاء الأخ ناصر الملاحي من منطقة رداع، وكان مناضلًا كبيرًا، وشارك في حرب السويس ضد العدوان الثلاثي على مصر.
قائد لواء تعز علي عبدالله صالح قام بجمع مشائخ الحجرية، وطلب منهم أن يسيروا كوساطة إلى عبدالله عبدالعالم، ثم قتلوهم في الطريق، وعبدالله عبدالعالم كان يحاول الفرار من تعز إلى مدينة عدن، وربما تداخلت أشياء لم يكن لدى عبدالله عبدالعالم أي نية لإيذاء هؤلاء المشائخ لأنهم كانوا أقرب الناس إليه ومن أبرز داعميه.
لكن السلاح وصل إلى صنعاء بعد أن كنا قد انتشرنا بكثرة داخل القوات المسلحة، وتم تغيير فكرة الاغتيالات، ولهذا تم إخفاء السلاح في بدروم جوار منزل مملوك للأخ عبدالكريم المحويتي، وقام أحد المناضلين، وكان يلقب بـ"ديجول" -وقد تُوفِّي، الله يرحمه- بالحفر في البدروم وأنا ساعدته في ذلك، وقمنا بإخفاء السلاح.
بالنسبة للمحاولة التي قام بها الرائد محمد الكبسي، عندما أطلق الرصاص باتجاه أحمد الغشمي داخل مكتبه، لكن المحاولة فشلت، وتم إعدام الكبسي- هل كانت هذه المحاولة انتقامًا لمقتل الحمدي؟ أم خلافًا شخصيًّا؟ وهل كان تصرفًا شخصيًّا من الكبسي أو ماذا؟
كان تصرفًا شخصيًّا من قبل الرائد محمد الكبسي، وهو من أفضل رجالات اليمن، وهو الذي قاد أول قوة عسكرية دخلت مأرب بعد قيام حركة 13 يونيو 1974م، بهدف تواجد الدولة في محافظة مأرب، ثم تم تعيينه قائدًا للواء الخامس، وبعد عملية اغتيال الرئيس الحمدي، ذهب الرائد محمد الكبسي إلى القيادة لمقابلة أحمد الغشمي وأول ما رأى الغشمي حاول أن يطلق عليه الرصاص، لكن المسدس "شَبَك"، ولم يتمكن من إطلاق الرصاص باتجاه الغشمي، فقاموا بإعدامه فورًا، نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
قصة مشائخ الحجرية
ماذا عن جريمة إعدام مشائخ الحجرية واتهام عبدالله عبدالعالم بارتكاب تلك المجزرة؟
قائد لواء تعز علي عبدالله صالح قام بجمع مشائخ الحجرية، وطلب منهم أن يسيروا كوساطة إلى عبدالله عبدالعالم، ثم قتلوهم في الطريق، وعبدالله عبدالعالم كان يحاول الفرار من تعز إلى مدينة عدن، ويمكن تداخلت أشياء لم يكن لدى عبدالله عبدالعالم أي نية لإيذاء هؤلاء المشائخ؛ لأنهم كانوا أقرب الناس إليه، ومن أبرز داعميه طيلة فترة قيادته لقوات المظلات، وكذلك خلال عضويته في مجلس قيادة الثورة، وحتى بعد حادثة اغتيال الشهيد الحمدي، فكيف سيقتلهم؟
ولماذا ظل عبدالله عبدالعالم صامتًا طيلة أربعة عقود، ولم يوضح حقيقة مقتل هؤلاء المشائخ أو على الأقل يبرئ نفسه باعتباره المتهم بقتلهم؟
أنا لا أعرف هل صدر منه توضيح أم لا، لأنه انقطع عن التنظيم، وعانى كثيرًا في المنفى، وكان يحب وطنه ويتوق للعودة، وكان عندما يُسأل عن حادثة مقتل مشائخ الحجرية، كان يقول بأنه سوف يوثق ذلك في مذكراته، وقد تُوفِّي رحمة الله عليه، والأمور عند ولديه، الله يصلحهما ويهديهما لإخراج هذه الحقائق.
يقال إن الغشمي حاول استمالة عبدالله عبدالعالم بعد انتقاله إلى تعز، وأرسل له عبدالعزيز عبدالغني لمقابلته، ويعرض عليه اختيار أي دولة خارجية ليتم تعيينه سفيرًا لديها، ما صحة ذلك؟
فعلًا، الغشمي أرسل عبدالعزيز عبدالغني إلى منطقة الحجرية لمقابلة عبدالله عبدالعالم، وأثناء ما كان عبدالله عبدالعالم يريد أن يذهب لمقابلة عبدالعزيز عبدالغني حدثت عملية تصفية المشائخ، وعندها عاد عبدالله عبدالعالم ورفض مقابلة عبدالعزيز عبدالغني لأنه عرف أنها مكيدة ضده، وربما يغتالوه هو وعبدالعزيز عبدالغني، هذا ما سمعناه في حينه.
مصير مخفيين
هل التقيت بعبدالله عبدالعالم في المنفى؟
نعم، التقيت به عدة مرات، والتقيت أيضًا بعبدالرقيب القرشي عندما كنت أذهب إلى دمشق لمناصرة العراق لأنني عضو الأمانة العامة لمؤتمر القوى الشعبية العربية لمناصرة العراق، وحملت رسائل من عبدالله عبدالعالم إلى علي عبدالله صالح وللشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ولكن علي عبدالله صالح قال لي: "يمكن أعفي على الإنس والجن إلا عبدالله عبدالعالم وعبدالرقيب القرشي"، ثم نصحتهما بعدم العودة للبلاد حتى لو وافق علي عبدالله صالح، لأنه لا أمان له، وفعلًا بعد فترة عاد عبدالرقيب القرشي إلى صنعاء بعد أن أعطاه علي عبدالله صالح وجه أمان، ورغم ذلك تم تصفيته في فندق تاج سبأ بصنعاء.
ما وراء التشدد الذي كان يظهره علي عبدالله صالح تجاه عبدالله عبدالعالم من وجهة نظرك؟
تشدد علي عبدالله صالح تجاه عبدالله عبدالعالم ورفيقه عبدالرقيب القرشي، كان أولًا بسبب أن علي عبدالله صالح عندما كان قائد لواء في تعز وكان يرتكب مظالم بحق أبناء تعز، وكان عبدالله عبدالعالم يمنعه من الاعتداء على الناس. وثانيًا وقوف عبدالله عبدالعالم بجانب الرئيس إبراهيم الحمدي وكان من أقرب المقربين لديه، وكان عضوًا بارزًا في مجلس القيادة.
قائد لواء تعز علي عبدالله صالح قام بجمع مشائخ الحجرية، وطلب منهم أن يسيروا كوساطة إلى عبدالله عبدالعالم، ثم قتلوهم في الطريق، وعبدالله عبدالعالم كان يحاول الفرار من تعز إلى مدينة عدن، وربما تداخلت أشياء لم يكن لدى عبدالله عبدالعالم أي نية لإيذاء هؤلاء المشائخ لأنهم كانوا أقرب الناس إليه ومن أبرز داعميه.
لكن السلاح وصل إلى صنعاء بعد أن كنا قد انتشرنا بكثرة داخل القوات المسلحة، وتم تغيير فكرة الاغتيالات، ولهذا تم إخفاء السلاح في بدروم جوار منزل مملوك للأخ عبدالكريم المحويتي، وقام أحد المناضلين، وكان يلقب بـ"ديجول" -وقد تُوفِّي، الله يرحمه- بالحفر في البدروم وأنا ساعدته في ذلك، وقمنا بإخفاء السلاح.
بالنسبة للمحاولة التي قام بها الرائد محمد الكبسي، عندما أطلق الرصاص باتجاه أحمد الغشمي داخل مكتبه، لكن المحاولة فشلت، وتم إعدام الكبسي- هل كانت هذه المحاولة انتقامًا لمقتل الحمدي؟ أم خلافًا شخصيًّا؟ وهل كان تصرفًا شخصيًّا من الكبسي أو ماذا؟
كان تصرفًا شخصيًّا من قبل الرائد محمد الكبسي، وهو من أفضل رجالات اليمن، وهو الذي قاد أول قوة عسكرية دخلت مأرب بعد قيام حركة 13 يونيو 1974م، بهدف تواجد الدولة في محافظة مأرب، ثم تم تعيينه قائدًا للواء الخامس، وبعد عملية اغتيال الرئيس الحمدي، ذهب الرائد محمد الكبسي إلى القيادة لمقابلة أحمد الغشمي وأول ما رأى الغشمي حاول أن يطلق عليه الرصاص، لكن المسدس "شَبَك"، ولم يتمكن من إطلاق الرصاص باتجاه الغشمي، فقاموا بإعدامه فورًا، نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
قصة مشائخ الحجرية
ماذا عن جريمة إعدام مشائخ الحجرية واتهام عبدالله عبدالعالم بارتكاب تلك المجزرة؟
قائد لواء تعز علي عبدالله صالح قام بجمع مشائخ الحجرية، وطلب منهم أن يسيروا كوساطة إلى عبدالله عبدالعالم، ثم قتلوهم في الطريق، وعبدالله عبدالعالم كان يحاول الفرار من تعز إلى مدينة عدن، ويمكن تداخلت أشياء لم يكن لدى عبدالله عبدالعالم أي نية لإيذاء هؤلاء المشائخ؛ لأنهم كانوا أقرب الناس إليه، ومن أبرز داعميه طيلة فترة قيادته لقوات المظلات، وكذلك خلال عضويته في مجلس قيادة الثورة، وحتى بعد حادثة اغتيال الشهيد الحمدي، فكيف سيقتلهم؟
ولماذا ظل عبدالله عبدالعالم صامتًا طيلة أربعة عقود، ولم يوضح حقيقة مقتل هؤلاء المشائخ أو على الأقل يبرئ نفسه باعتباره المتهم بقتلهم؟
أنا لا أعرف هل صدر منه توضيح أم لا، لأنه انقطع عن التنظيم، وعانى كثيرًا في المنفى، وكان يحب وطنه ويتوق للعودة، وكان عندما يُسأل عن حادثة مقتل مشائخ الحجرية، كان يقول بأنه سوف يوثق ذلك في مذكراته، وقد تُوفِّي رحمة الله عليه، والأمور عند ولديه، الله يصلحهما ويهديهما لإخراج هذه الحقائق.
يقال إن الغشمي حاول استمالة عبدالله عبدالعالم بعد انتقاله إلى تعز، وأرسل له عبدالعزيز عبدالغني لمقابلته، ويعرض عليه اختيار أي دولة خارجية ليتم تعيينه سفيرًا لديها، ما صحة ذلك؟
فعلًا، الغشمي أرسل عبدالعزيز عبدالغني إلى منطقة الحجرية لمقابلة عبدالله عبدالعالم، وأثناء ما كان عبدالله عبدالعالم يريد أن يذهب لمقابلة عبدالعزيز عبدالغني حدثت عملية تصفية المشائخ، وعندها عاد عبدالله عبدالعالم ورفض مقابلة عبدالعزيز عبدالغني لأنه عرف أنها مكيدة ضده، وربما يغتالوه هو وعبدالعزيز عبدالغني، هذا ما سمعناه في حينه.
مصير مخفيين
هل التقيت بعبدالله عبدالعالم في المنفى؟
نعم، التقيت به عدة مرات، والتقيت أيضًا بعبدالرقيب القرشي عندما كنت أذهب إلى دمشق لمناصرة العراق لأنني عضو الأمانة العامة لمؤتمر القوى الشعبية العربية لمناصرة العراق، وحملت رسائل من عبدالله عبدالعالم إلى علي عبدالله صالح وللشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ولكن علي عبدالله صالح قال لي: "يمكن أعفي على الإنس والجن إلا عبدالله عبدالعالم وعبدالرقيب القرشي"، ثم نصحتهما بعدم العودة للبلاد حتى لو وافق علي عبدالله صالح، لأنه لا أمان له، وفعلًا بعد فترة عاد عبدالرقيب القرشي إلى صنعاء بعد أن أعطاه علي عبدالله صالح وجه أمان، ورغم ذلك تم تصفيته في فندق تاج سبأ بصنعاء.
ما وراء التشدد الذي كان يظهره علي عبدالله صالح تجاه عبدالله عبدالعالم من وجهة نظرك؟
تشدد علي عبدالله صالح تجاه عبدالله عبدالعالم ورفيقه عبدالرقيب القرشي، كان أولًا بسبب أن علي عبدالله صالح عندما كان قائد لواء في تعز وكان يرتكب مظالم بحق أبناء تعز، وكان عبدالله عبدالعالم يمنعه من الاعتداء على الناس. وثانيًا وقوف عبدالله عبدالعالم بجانب الرئيس إبراهيم الحمدي وكان من أقرب المقربين لديه، وكان عضوًا بارزًا في مجلس القيادة.
بالنسبة لقضية صهر الحمدي "علي قناف زهرة" ورفيقه عبدالله الشمسي، اللذَين تم إخفاؤهما في منزل الغشمي، في نفس يوم اغتيال الحمدي، ولم يُعرف مصيرهما حتى اليوم، وهناك أكثر من رواية عن مصيرهما ولكنها تظل روايات غير مؤكدة، فما هي الرواية المرجحة لديك؟
علي قناف زهرة وعبدالله الشمسي كانوا في اجتماع خاص بلجنة إعداد للمؤتمر الشعبي العام في مكتب رئاسة الدولة، وتم استدعاؤهما من قبل الغشمي وذهبا إلى منزل الغشمي بصنعاء "أمام السفارة السعودية"، ويقال إن الغشمي أخذهما إلى منزله في ضلاع همدان ووضعهما في بدروم بجوار المنزل وأغلق عليهما وهما أحياء، ويقال إنه أنشأ فوق البدروم مزرعة قات.
••
بالنسبة لقضية صهر الحمدي "علي قناف زهرة" ورفيقه عبدالله الشمسي، اللذَين تم إخفاؤهما في منزل الغشمي، في نفس يوم اغتيال الحمدي، ولم يُعرف مصيرهما حتى اليوم، وهناك أكثر من رواية عن مصيرهما ولكنها تظل روايات غير مؤكدة، فما هي الرواية المرجحة لديك؟
علي قناف زهرة وعبدالله الشمسي كانوا في اجتماع خاص بلجنة إعداد للمؤتمر الشعبي العام في مكتب رئاسة الدولة، وتم استدعاؤهما من قبل الغشمي وذهبا إلى منزل الغشمي بصنعاء "أمام السفارة السعودية"، ويقال إن الغشمي أخذهما إلى منزله في ضلاع همدان ووضعهما في بدروم بجوار المنزل وأغلق عليهما وهما أحياء، ويقال إنه أنشأ فوق البدروم مزرعة قات.
••
تاريخ امارة #الضالع
(3)
1893-91.
تكرر حدوث عدة مناوشات بين الأمير والأتراك، ولكنه تمسّك بالهدنة. وعندما زار عدن في العام التالي جدد شكواه من الأتراك.
1895.
زار الأمير عدن وأثار مسألة خضوع العديد من قراه للحكم التركي في ذلك الوقت، وكان يرغب في استعادة سلطته عليها. وقد تمت مخاطبة الحاكم العام في اليمن في هذا الموضوع.
1896-97.
نشبت معركة بين بعض الرعايا الأتراك الذين يعيشون في قعطبة وبعض رعايا الأمير في لكمة لشعوب.
1897-98.
وجه المقيم كتابًا آخر إلى الحاكم العام لليمن بشأن شكاوى الأمير.
1898-99.
وطلب من الحاكم العام لليمن مرة أخرى إصدار أوامر لتسوية مطالبات الأمير، وحذره من أنه إذا لم يفعل، فسيكون من الصعب منع الأمير من الانتقام من القوافل التي تمر عبر أراضيه. طُلب من الأمير إبرام اتفاق مع الحكومة العثمانية. لكنه رفض العرض وأبلغ المقيم برده وطالب برفع قيمة منحته.
1901.
احتل الأتراك “الموقع التركي” (جبل شهد) جنوب الجليلة ونصبوا أسلحتهم هناك. قام الرائد/ ديفيز، التابع للمقيم بزيارة الضالع ووجد أن نفوذ الأمير لا يمتد إلى شمال مدينة الضالع.
1902.
وصلت اللجنة البريطانية بقيادة العقيد/ وهاب، ونزلت في الضالع أسفل الظبيات (التي سميت فيما بعد جيه تاندي). كان هذا في شهر يناير. ووصلت اللجنة التركية في فبراير. احتل الأتراك المعفاري مع النظاميين. وفشلت المفاوضات بين اللجنتين.
1903.
توجه الأمير إلى دلهي .
وصلت القوات البريطانية والوطنية مدججة بالأسلحة إلى الضالع. صدر الأمر للأتراك من القسطنطينية بإخلاء بعض المواقع. وعليه، فقد انسحبوا من المعفاري وجبل جحاف ومن “الموقع التركي إلى جنوب الجليلة. وفي شهر مارس، تخلوا عن الجليلة نفسها التي احتلتها فرقة بريطانية. تقدمت اللجنة البريطانية إلى سناح (10 أميال شمال الضالع). تقدمت المفاوضات ببطء شديد. وفي شهر مايو، أدى عدوان ردفان إلى تحرك حملة ضدهم من الضالع. تم تأديب أهل عبد الله بشكل خاص ودمرت حصونهم.
وفي شهر أكتوبر، انطلقت قوة من حامية الضالع نحو سلوق لمعاقبة القطيبيين الذين كانوا يُغيرون على خطوط الاتصال. وبعد وصول تعزيزات من نوبة دكيم، اجتاحت القوة بلد القطيبيين ودمرت بعض الأبراج والمحاصيل.
وفي شهر ديسمبر، تم تحديد الخط الحدودي لمنطقة الأمير بشكل نهائي.
1904.
شهر يناير تم تقسيم طابور عدن.
وفي شهر نوفمبر، زار الأمير عدن ووقع معاهدة جديدة (رقم 40، الملحق ب) تعهد بموجبها بعدة أمور من بينها المحافظة على الحدود التي تم ترسيمها حديثًا، كما زادت منحته في الوقت نفسه إلى 200 دولار شهريًا.
1905.
قُتل تاجر يوناني من الرعايا الأتراك في متجره ليلاً بعد أن اضطر إلى القدوم إلى الضالع بسبب القلق الزيدي حول قعطبة. ولم يوجد أثر للقتله. وقام المسؤول السياسي بالتحفظ على ممتلكاته وأعادها أخيرًا إلى أقاربه.
مر العديد من الهاربين الأتراك عبر الضالع في طريقهم إلى عدن.
قام المسؤول السياسي برفقة حراسة صغيرة بجولة في جزء من بلدة حالمين لم تتم زيارته من قبل؛ باستثناء قرية واحدة، وكان جميع السكان ودودين، وخاصة شيخ البلد غالب بن حسين.
تم حث السيد/ محمد صالح، الزعيم القطيبي، على زيارة المسؤول السياسي في سلوق وأقيمت علاقات ودية مرة أخرى مع القبيلة بأكملها.
لم تكن العلاقات بين القطيبيين والعلويين مرضية، فالقطيبيون كانوا مستائين من احتكار الامتيازات التي كان يمنحها الشيخ العلوي أثناء اختفاء القطيبيين المؤقت من الحبيلين. وكانت الخلافات مريرة بشكل خاص في قرية الثمير وحولها حيث استقر رعايا القبيلتين (انظر القسم بعنوان “العلوي”).
وفي شهر أكتوبر، قام القائم بأعمال المقيم العقيد/ سكالون، برفقة الجنرال السير/ أ. هنتر، بزيارة الضالع وجبل جحاف للإبلاغ عن جدوى إنشاء مصحة للقوات البريطانية في جبل جحاف. وقام السيد/ مقبل ناجي، من عصبة الزنداني الموجودة على التل، والذي كان يتلقى في السابق منحة تركية، بإطلاق النار على الأمير أثناء صعوده التل إلى قرية الاكمه (المقر الرئيسي للشيخ) ثم فر إلى قطبة.
وقد نزح اليمنيون الذي اجتاحتهم المجاعة الى الضالع وخلال هذا العام انتشرت الجرائم نتيجة لذلك. و قامت دار المقيم بتقديم المساعدة.
(3)
1893-91.
تكرر حدوث عدة مناوشات بين الأمير والأتراك، ولكنه تمسّك بالهدنة. وعندما زار عدن في العام التالي جدد شكواه من الأتراك.
1895.
زار الأمير عدن وأثار مسألة خضوع العديد من قراه للحكم التركي في ذلك الوقت، وكان يرغب في استعادة سلطته عليها. وقد تمت مخاطبة الحاكم العام في اليمن في هذا الموضوع.
1896-97.
نشبت معركة بين بعض الرعايا الأتراك الذين يعيشون في قعطبة وبعض رعايا الأمير في لكمة لشعوب.
1897-98.
وجه المقيم كتابًا آخر إلى الحاكم العام لليمن بشأن شكاوى الأمير.
1898-99.
وطلب من الحاكم العام لليمن مرة أخرى إصدار أوامر لتسوية مطالبات الأمير، وحذره من أنه إذا لم يفعل، فسيكون من الصعب منع الأمير من الانتقام من القوافل التي تمر عبر أراضيه. طُلب من الأمير إبرام اتفاق مع الحكومة العثمانية. لكنه رفض العرض وأبلغ المقيم برده وطالب برفع قيمة منحته.
1901.
احتل الأتراك “الموقع التركي” (جبل شهد) جنوب الجليلة ونصبوا أسلحتهم هناك. قام الرائد/ ديفيز، التابع للمقيم بزيارة الضالع ووجد أن نفوذ الأمير لا يمتد إلى شمال مدينة الضالع.
1902.
وصلت اللجنة البريطانية بقيادة العقيد/ وهاب، ونزلت في الضالع أسفل الظبيات (التي سميت فيما بعد جيه تاندي). كان هذا في شهر يناير. ووصلت اللجنة التركية في فبراير. احتل الأتراك المعفاري مع النظاميين. وفشلت المفاوضات بين اللجنتين.
1903.
توجه الأمير إلى دلهي .
وصلت القوات البريطانية والوطنية مدججة بالأسلحة إلى الضالع. صدر الأمر للأتراك من القسطنطينية بإخلاء بعض المواقع. وعليه، فقد انسحبوا من المعفاري وجبل جحاف ومن “الموقع التركي إلى جنوب الجليلة. وفي شهر مارس، تخلوا عن الجليلة نفسها التي احتلتها فرقة بريطانية. تقدمت اللجنة البريطانية إلى سناح (10 أميال شمال الضالع). تقدمت المفاوضات ببطء شديد. وفي شهر مايو، أدى عدوان ردفان إلى تحرك حملة ضدهم من الضالع. تم تأديب أهل عبد الله بشكل خاص ودمرت حصونهم.
وفي شهر أكتوبر، انطلقت قوة من حامية الضالع نحو سلوق لمعاقبة القطيبيين الذين كانوا يُغيرون على خطوط الاتصال. وبعد وصول تعزيزات من نوبة دكيم، اجتاحت القوة بلد القطيبيين ودمرت بعض الأبراج والمحاصيل.
وفي شهر ديسمبر، تم تحديد الخط الحدودي لمنطقة الأمير بشكل نهائي.
1904.
شهر يناير تم تقسيم طابور عدن.
وفي شهر نوفمبر، زار الأمير عدن ووقع معاهدة جديدة (رقم 40، الملحق ب) تعهد بموجبها بعدة أمور من بينها المحافظة على الحدود التي تم ترسيمها حديثًا، كما زادت منحته في الوقت نفسه إلى 200 دولار شهريًا.
1905.
قُتل تاجر يوناني من الرعايا الأتراك في متجره ليلاً بعد أن اضطر إلى القدوم إلى الضالع بسبب القلق الزيدي حول قعطبة. ولم يوجد أثر للقتله. وقام المسؤول السياسي بالتحفظ على ممتلكاته وأعادها أخيرًا إلى أقاربه.
مر العديد من الهاربين الأتراك عبر الضالع في طريقهم إلى عدن.
قام المسؤول السياسي برفقة حراسة صغيرة بجولة في جزء من بلدة حالمين لم تتم زيارته من قبل؛ باستثناء قرية واحدة، وكان جميع السكان ودودين، وخاصة شيخ البلد غالب بن حسين.
تم حث السيد/ محمد صالح، الزعيم القطيبي، على زيارة المسؤول السياسي في سلوق وأقيمت علاقات ودية مرة أخرى مع القبيلة بأكملها.
لم تكن العلاقات بين القطيبيين والعلويين مرضية، فالقطيبيون كانوا مستائين من احتكار الامتيازات التي كان يمنحها الشيخ العلوي أثناء اختفاء القطيبيين المؤقت من الحبيلين. وكانت الخلافات مريرة بشكل خاص في قرية الثمير وحولها حيث استقر رعايا القبيلتين (انظر القسم بعنوان “العلوي”).
وفي شهر أكتوبر، قام القائم بأعمال المقيم العقيد/ سكالون، برفقة الجنرال السير/ أ. هنتر، بزيارة الضالع وجبل جحاف للإبلاغ عن جدوى إنشاء مصحة للقوات البريطانية في جبل جحاف. وقام السيد/ مقبل ناجي، من عصبة الزنداني الموجودة على التل، والذي كان يتلقى في السابق منحة تركية، بإطلاق النار على الأمير أثناء صعوده التل إلى قرية الاكمه (المقر الرئيسي للشيخ) ثم فر إلى قطبة.
وقد نزح اليمنيون الذي اجتاحتهم المجاعة الى الضالع وخلال هذا العام انتشرت الجرائم نتيجة لذلك. و قامت دار المقيم بتقديم المساعدة.
الروايات المضادة من منظور #البردوني
#ثورة26سبتمبر
مشاركة المرأة اليمنية
81 البردوني، 1997، ص. 262-264.
82 ناجي ، 1980 ، ص. 35-74.
39ويؤكد البردوني أنه على الرغم من هيمنة الرجل في جميع جوانب المجتمع اليمني ، إلا أن المرأة ما زالت تشارك وتساهم في العديد من المجالات المختلفة في المجتمع. 81 تتوافق وجهة نظره مع وجهة نظر علماء آخرين مثل سليمان ناجي ، الذي يتناول عمله الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة. 82 قبل أن تشرح كيف كان للمرأة اليمنية تأثير مهم على المجتمع في القرن العشرين ، تقدم البردوني شرحًا أساسيًا حيويًا لشخصيات يمنيات بارزة عبر التاريخ لتوضيح دور وتأثير المرأة اليمنية بشكل عام. على سبيل المثال ، يوضح حياة الملكة أروى الصليحية التي عاشت في القرن الحادي عشر ، وكانت فقهية في الفكر الإسماعيلي .عقيدة. كانت الشريفة دهماء ، التي عاشت في ثولا في القرن الثامن الهجري (القرن الرابع عشر الميلادي) ، من الفقهاء البارزين في عصرها. كانت لديها دائرة تعليمية خاصة بها مثل أي إمام في الفقه. كتابها الأنوار شرح لكتاب أخيها أحمد بن يحيى مرتضى . لكن أكثر أعمالها تأثيراً هو كتابها عن نص ابن الحاجب الذي يحدد مبادئ الفقه الإسلامي ، والذي أصبح فيما بعد جزءاً من نظام التعليم اليمني.
83 البردوني 1997 ، ص. 270-271.
40وهناك شخصية يمنية أخرى هي فاطمة بنت علي التي اشتهرت بالدفاع عن "الإجماع الاجتماعي" الذي يشمل رعاية الفقراء ونشر الفضيلة ومنع الرذيلة. اقترحت رؤية سياسية لهذا الإجماع ، وأخذها شقيقها الإمام الناصر ، الذي كان من القادة في القرن الثامن الهجري ، بنصائحها في قضايا مهمة. وكان أصحابه يسمونها أميرة المؤمنين "أمير المؤمنين". 83
41وتقول البردوني إن هناك أمثلة أخرى لنساء مؤثرات لم يأخذها المؤرخون في الاعتبار بسبب افتقارهن إلى المكانة الاجتماعية ، لأنهن ، على عكس الشخصيات النسائية المعروفة ، لم يكن ابنة الإمام أو زوجة. ويختصر أن التاريخ اليمني شهد منذ القرن الثاني عشر إلى القرن التاسع عشر العديد من النساء البارزات اللواتي كانت منشوراتهن ومساهماتهن في الأدب والتعليم أكثر من النساء في أماكن مثل بغداد ومصر وبلاد الشام وعلي. الأندلس.
84- لم يشرح عنهم البردوني ولم أجد شيئاً مكتوباً عنهم.
42من خلال استكشاف هذه الشخصيات النسائية التاريخية ، يبدو أن البردوني يريد أن يجعلنا نفهم أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال جزءًا من التماسك الاجتماعي اليمني ، وهي حقيقة يمكن ملاحظتها أيضًا بعد ثورة 1962. خلال القرن العشرين كان هناك نقص عام في الإنتاج الأدبي في المجتمع اليمني. ومع ذلك ، قامت العديد من الكاتبات والناشطات برفع أصواتهن ولعبن دورًا مهمًا في الأدب والمجتمع ككل. خلال الثلاثينيات على سبيل المثال ، تصدى كل من أم أولاد أبو دنيا وفوندا الدروشية 84 لجيش الإمامة. تعكس قصائد زيد الموشكي ومحمد الزبيرى في الأربعينيات مدى مشاركة المرأة في الحركة الوطنية.
أحداث عليها قراءة وسوارة
85 أهدت إليه قرطها وسوارها ••• وما تذخر الأنثى لحالات أطوارِ ‟
وقالت له: بِعْها لتشري كرامةً ••• وحرية (...)
وقالة الله: بيه لي تشري كراماتان / وطرية لا يشترى مثلاه الشاري 85
43توضح القصيدة كيف شاركت النساء في الثورة من خلال التبرع بمجوهراتهن من أجل جمع الأموال. بالإضافة إلى ذلك ، تشرح القصيدة كيف ترفع النساء معنويات الرجال من خلال الخطب الملهمة والكلمات المشجعة. هذه القصيدة هي مثال يقدمه البردوني لشرح كيفية تمثيل المرأة في الشعر اليمني. علاوة على ذلك ، يوضح كيف قامت النساء بأدوار أكثر نشاطًا ، مثل إيصال الرسائل إلى المقاتلين. فقدت العديد من النساء أزواجهن واضطررن إلى إعالة أطفالهن بأنفسهن.
86 Al Baraddūn، 1997، p. 280 ؛ العقاب 2009 ص. 86.
44التغييرات السياسية أثرت أيضا على المرأة اليمنية. مع مقتل الإمام يحيى ، ارتفعت نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة بين النساء بسبب زيادة فرص التعليم. وهذا يدل على أن الإمام أحمد تبنى سياسات مختلفة عن والده ، خاصة أنه سمح بافتتاح مدارس جديدة للنساء. في عام 1957 تم افتتاح مدارس جديدة للتمريض. التحقت العديد من النساء ، خاصة اللواتي فقدن أزواجهن أو المطلقات. واجهوا معارضة من نظام الإمامة ، الذي كان النوع الأول من المواجهة المفتوحة التي واجهتها النساء على الإطلاق. كانوا يحاولون التحرر من القيود المجتمعية ويأملون أن يصبحوا جزءًا من الحياة العامة. كانت هذه نقطة تحول بالنسبة للمرأة. في عام 1961 نظمت الممرضات إضرابًا عامًا لأنهن لم يتقاضين راتبهن الشهري ، وهو الأول من نوعه في التاريخ اليمني المعاصر. تبع ذلك إضراب آخر خلال ثورة 1962. بعد الثورة ، زادت فرص حصول المرأة على التعليم.86
#ثورة26سبتمبر
مشاركة المرأة اليمنية
81 البردوني، 1997، ص. 262-264.
82 ناجي ، 1980 ، ص. 35-74.
39ويؤكد البردوني أنه على الرغم من هيمنة الرجل في جميع جوانب المجتمع اليمني ، إلا أن المرأة ما زالت تشارك وتساهم في العديد من المجالات المختلفة في المجتمع. 81 تتوافق وجهة نظره مع وجهة نظر علماء آخرين مثل سليمان ناجي ، الذي يتناول عمله الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة. 82 قبل أن تشرح كيف كان للمرأة اليمنية تأثير مهم على المجتمع في القرن العشرين ، تقدم البردوني شرحًا أساسيًا حيويًا لشخصيات يمنيات بارزة عبر التاريخ لتوضيح دور وتأثير المرأة اليمنية بشكل عام. على سبيل المثال ، يوضح حياة الملكة أروى الصليحية التي عاشت في القرن الحادي عشر ، وكانت فقهية في الفكر الإسماعيلي .عقيدة. كانت الشريفة دهماء ، التي عاشت في ثولا في القرن الثامن الهجري (القرن الرابع عشر الميلادي) ، من الفقهاء البارزين في عصرها. كانت لديها دائرة تعليمية خاصة بها مثل أي إمام في الفقه. كتابها الأنوار شرح لكتاب أخيها أحمد بن يحيى مرتضى . لكن أكثر أعمالها تأثيراً هو كتابها عن نص ابن الحاجب الذي يحدد مبادئ الفقه الإسلامي ، والذي أصبح فيما بعد جزءاً من نظام التعليم اليمني.
83 البردوني 1997 ، ص. 270-271.
40وهناك شخصية يمنية أخرى هي فاطمة بنت علي التي اشتهرت بالدفاع عن "الإجماع الاجتماعي" الذي يشمل رعاية الفقراء ونشر الفضيلة ومنع الرذيلة. اقترحت رؤية سياسية لهذا الإجماع ، وأخذها شقيقها الإمام الناصر ، الذي كان من القادة في القرن الثامن الهجري ، بنصائحها في قضايا مهمة. وكان أصحابه يسمونها أميرة المؤمنين "أمير المؤمنين". 83
41وتقول البردوني إن هناك أمثلة أخرى لنساء مؤثرات لم يأخذها المؤرخون في الاعتبار بسبب افتقارهن إلى المكانة الاجتماعية ، لأنهن ، على عكس الشخصيات النسائية المعروفة ، لم يكن ابنة الإمام أو زوجة. ويختصر أن التاريخ اليمني شهد منذ القرن الثاني عشر إلى القرن التاسع عشر العديد من النساء البارزات اللواتي كانت منشوراتهن ومساهماتهن في الأدب والتعليم أكثر من النساء في أماكن مثل بغداد ومصر وبلاد الشام وعلي. الأندلس.
84- لم يشرح عنهم البردوني ولم أجد شيئاً مكتوباً عنهم.
42من خلال استكشاف هذه الشخصيات النسائية التاريخية ، يبدو أن البردوني يريد أن يجعلنا نفهم أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال جزءًا من التماسك الاجتماعي اليمني ، وهي حقيقة يمكن ملاحظتها أيضًا بعد ثورة 1962. خلال القرن العشرين كان هناك نقص عام في الإنتاج الأدبي في المجتمع اليمني. ومع ذلك ، قامت العديد من الكاتبات والناشطات برفع أصواتهن ولعبن دورًا مهمًا في الأدب والمجتمع ككل. خلال الثلاثينيات على سبيل المثال ، تصدى كل من أم أولاد أبو دنيا وفوندا الدروشية 84 لجيش الإمامة. تعكس قصائد زيد الموشكي ومحمد الزبيرى في الأربعينيات مدى مشاركة المرأة في الحركة الوطنية.
أحداث عليها قراءة وسوارة
85 أهدت إليه قرطها وسوارها ••• وما تذخر الأنثى لحالات أطوارِ ‟
وقالت له: بِعْها لتشري كرامةً ••• وحرية (...)
وقالة الله: بيه لي تشري كراماتان / وطرية لا يشترى مثلاه الشاري 85
43توضح القصيدة كيف شاركت النساء في الثورة من خلال التبرع بمجوهراتهن من أجل جمع الأموال. بالإضافة إلى ذلك ، تشرح القصيدة كيف ترفع النساء معنويات الرجال من خلال الخطب الملهمة والكلمات المشجعة. هذه القصيدة هي مثال يقدمه البردوني لشرح كيفية تمثيل المرأة في الشعر اليمني. علاوة على ذلك ، يوضح كيف قامت النساء بأدوار أكثر نشاطًا ، مثل إيصال الرسائل إلى المقاتلين. فقدت العديد من النساء أزواجهن واضطررن إلى إعالة أطفالهن بأنفسهن.
86 Al Baraddūn، 1997، p. 280 ؛ العقاب 2009 ص. 86.
44التغييرات السياسية أثرت أيضا على المرأة اليمنية. مع مقتل الإمام يحيى ، ارتفعت نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة بين النساء بسبب زيادة فرص التعليم. وهذا يدل على أن الإمام أحمد تبنى سياسات مختلفة عن والده ، خاصة أنه سمح بافتتاح مدارس جديدة للنساء. في عام 1957 تم افتتاح مدارس جديدة للتمريض. التحقت العديد من النساء ، خاصة اللواتي فقدن أزواجهن أو المطلقات. واجهوا معارضة من نظام الإمامة ، الذي كان النوع الأول من المواجهة المفتوحة التي واجهتها النساء على الإطلاق. كانوا يحاولون التحرر من القيود المجتمعية ويأملون أن يصبحوا جزءًا من الحياة العامة. كانت هذه نقطة تحول بالنسبة للمرأة. في عام 1961 نظمت الممرضات إضرابًا عامًا لأنهن لم يتقاضين راتبهن الشهري ، وهو الأول من نوعه في التاريخ اليمني المعاصر. تبع ذلك إضراب آخر خلال ثورة 1962. بعد الثورة ، زادت فرص حصول المرأة على التعليم.86
87 Al Baraddūnī ، 1997، p. 281.
45بعد ثورة 1962 ، إلى جانب ارتفاع أعداد النساء اللواتي يحصلن على التعليم ، ازدادت مشاركة المرأة وأدوارها وتأثيرها في المجتمع. وقد أدى ذلك إلى تأسيس أول اتحاد يمني يضم نساء مؤثرات مثل عرية المؤيد وفتحية الجراافي وفتحية النطارى. عارضت مجموعات المعارضة النسوية التي تبنت أفكارًا غير ثورية إنشاء هذا الاتحاد. عارضت عتيقة الشامي وجودها ، ودعت إلى إنشاء اتحاد يمثل فترة الإمامة باعتباره انعكاسًا للمجتمع اليمني. أدى وجود مثل هذه المناصب إلى خلق اليمين واليسار بين النساء في اليمن. يشار إلى أن معظم هؤلاء النساء ينتمين إلى الطبقة الوسطى أو العليا ، 87 مما يشير إلى أن النضال ضد / من أجليبدو أن هيمنة السيد قد حدثت أيضًا على هذا المستوى.
88 البردوني ، 1988 ب ، ص. 399.
46على الرغم من خلق معارضة نسوية ، لم تتوقف مشاركة المرأة في المجتمع. أدى إنشاء أول اتحاد إلى إنشاء اتحادات أخرى ، بعضها سري وبعضها عام. خلال السبعينيات ، دعا ليلى الوادي إلى إنشاء نقابة جديدة باسم جمعية النهضة للمرأة والجمعية. ويعكس اسم هذا الاتحاد عن قصد هدفه المتمثل في تحقيق النمو والتنمية للمرأة اليمنية ، دون معارضة التقاليد اليمنية. لهذا السبب ، كانت المنظمة أكثر قبولًا من قبل المجتمع. كان يُنظر إليها على أنها منظمة تتولى مسؤولية مهمة في دعم تنمية المرأة ، وتمكينها من اكتساب المزيد من الخبرة ، ومساعدتها من خلال برامج الأسرة. كانت الفكرة هي تمكين النساء ليصبحن أكثر من مجرد طباخات ومنظفات في المنزل. 88
89 لمزيد من المعلومات حول دور المرأة المهم في المجتمع اليمني وخطابتها (...)
90 Al Baraddūn ، 1988b، p. 400.
47ومن المثير للاهتمام ، وفقًا للبرادوني ، أن اليمنيين ينظرون دائمًا إلى المرأة الريفية على أنها جزء من المجتمع اليمني. عملت النساء دائمًا مع الرجال في المزارع ، بل وعملن أكثر من الرجال. 89 في النهاية ، تجادل البردوني بأن المرأة اليمنية قاتلت دائمًا جنبًا إلى جنب مع الرجل وتولت دور الأب والأم في الأوقات الصعبة. لقد كانوا دائمًا جزءًا لا يتجزأ من أي تغييرات حدثت في اليمن. 90من خلال استكشاف دور المرأة في المجتمع والتأكيد عليه عبر التاريخ وبعد ثورة 1962 ، يريد البردوني أن يجعلنا نفهم المجتمع اليمني من خلال عيون الفئات التي تم تهميشها واستبعادها من المصادر الرسمية. من أجل الحصول على فهم متعمق للمجتمع ، من المهم النظر إلى ما وراء التأريخ الرسمي وفحص حياة المزيد من المجموعات غير المرئية. كان هذا هو النهج الأكاديمي الأساسي الذي اتبعه البردوني. يمكن اعتبار تحليله لثورة 1962 من منظور المهمشين مساهمة مهمة في الروايات اليمنية المضادة.
خاتمة
48ركز التأريخ اليمني لقرون عديدة على تاريخ الحكام والملوك. ومع ذلك ، فإن استكشاف التاريخ اليمني من وجهات نظر أخرى ، مثل مجموعات مختلفة من المجتمع من مختلف الطبقات والمجالات يمكن أن يكشف عن روايات بديلة ثاقبة. يتمثل مسعى البردوني الرئيسي في توفير فهم بديل للمجتمع اليمني من خلال تقديم حياة وتجارب مجموعات مختلفة من الناس. كان مقتنعا بأن حياة الناس وعلاقتهم بالسياق السياسي والاجتماعي الأوسع يمكن أن تكشف عن المعرفة الخفية. كتاباته هي وسيلة لإظهار أن هناك ما هو أكثر في التاريخ من التأريخ الرسمي. بما أن الملوك والحكام يتحكمون في إنتاج المعرفة ونشرها ،
49يستكشف البردوني في عمله دور الحركات الطلابية والنساء والشخصيات اليمنية البارزة من خلال تحليل الفنون الشعبية والفلكلورية والأدب. يمكن لهذه الأنواع إلقاء الضوء على جوانب غير موثقة حتى الآن في المجتمع اليمني. تقدم منشوراته نظرة ثاقبة على التطورات والأحداث "غير الرسمية" ، والتي تعكس العلاقات الاجتماعية والسياسية وعلاقات القوة في المجتمع اليمني. يوثق البردوني تغييرًا عميقًا اكتسبت خلاله الطبقات والمجموعات المهمشة سابقًا نفوذًا وصوتًا وقوة. يصف كيف اكتسبت الأفكار الثورية المزيد والمزيد من الأرض في المجتمع اليمني في الوقت الذي أدى إلى ثورة 1962 ، والأفكار والقناعات التي أصبحت المحرك والأسس لثورة 1962.
91 ويتحدث البردوني أيضًا عن الجيش المصري ودوره في اليمن. انظر البردوني ، 1997 ، ص
92
50يستكشف البردوني الفترة التي سبقت عام 1962 أولاً لتسليط الضوء على أسباب فشل محاولة الانقلاب عام 1948. ويقول إن ذلك كان بسبب عدم مشاركة الناس والفشل في إدراك أنه من خلال الاتحاد مع مجموعات أخرى في الثورة سيكون له فرص أفضل من العمل بمفرده. في المقابل ، حققت ثورة 1962 هدفها الأساسي في نهاية المطاف بسبب مشاركة قطاعات مختلفة من المجتمع اليمني: 91 امرأة وطالبة ومزارعين وجنودًا ومثقفًا من مدارس مختلفة ، بخلاف دار العلوم المهيمنة سابقًا .ويحدد البردوني ثلاث ركائز أساسية أدت إلى انجاز الثورة: الجو الفكري ، البيئة الخطابية ، ومشاركة الفئات المهمشة. يضع ثورة عام 1962 في سياق عملية تدريجية طور فيها
45بعد ثورة 1962 ، إلى جانب ارتفاع أعداد النساء اللواتي يحصلن على التعليم ، ازدادت مشاركة المرأة وأدوارها وتأثيرها في المجتمع. وقد أدى ذلك إلى تأسيس أول اتحاد يمني يضم نساء مؤثرات مثل عرية المؤيد وفتحية الجراافي وفتحية النطارى. عارضت مجموعات المعارضة النسوية التي تبنت أفكارًا غير ثورية إنشاء هذا الاتحاد. عارضت عتيقة الشامي وجودها ، ودعت إلى إنشاء اتحاد يمثل فترة الإمامة باعتباره انعكاسًا للمجتمع اليمني. أدى وجود مثل هذه المناصب إلى خلق اليمين واليسار بين النساء في اليمن. يشار إلى أن معظم هؤلاء النساء ينتمين إلى الطبقة الوسطى أو العليا ، 87 مما يشير إلى أن النضال ضد / من أجليبدو أن هيمنة السيد قد حدثت أيضًا على هذا المستوى.
88 البردوني ، 1988 ب ، ص. 399.
46على الرغم من خلق معارضة نسوية ، لم تتوقف مشاركة المرأة في المجتمع. أدى إنشاء أول اتحاد إلى إنشاء اتحادات أخرى ، بعضها سري وبعضها عام. خلال السبعينيات ، دعا ليلى الوادي إلى إنشاء نقابة جديدة باسم جمعية النهضة للمرأة والجمعية. ويعكس اسم هذا الاتحاد عن قصد هدفه المتمثل في تحقيق النمو والتنمية للمرأة اليمنية ، دون معارضة التقاليد اليمنية. لهذا السبب ، كانت المنظمة أكثر قبولًا من قبل المجتمع. كان يُنظر إليها على أنها منظمة تتولى مسؤولية مهمة في دعم تنمية المرأة ، وتمكينها من اكتساب المزيد من الخبرة ، ومساعدتها من خلال برامج الأسرة. كانت الفكرة هي تمكين النساء ليصبحن أكثر من مجرد طباخات ومنظفات في المنزل. 88
89 لمزيد من المعلومات حول دور المرأة المهم في المجتمع اليمني وخطابتها (...)
90 Al Baraddūn ، 1988b، p. 400.
47ومن المثير للاهتمام ، وفقًا للبرادوني ، أن اليمنيين ينظرون دائمًا إلى المرأة الريفية على أنها جزء من المجتمع اليمني. عملت النساء دائمًا مع الرجال في المزارع ، بل وعملن أكثر من الرجال. 89 في النهاية ، تجادل البردوني بأن المرأة اليمنية قاتلت دائمًا جنبًا إلى جنب مع الرجل وتولت دور الأب والأم في الأوقات الصعبة. لقد كانوا دائمًا جزءًا لا يتجزأ من أي تغييرات حدثت في اليمن. 90من خلال استكشاف دور المرأة في المجتمع والتأكيد عليه عبر التاريخ وبعد ثورة 1962 ، يريد البردوني أن يجعلنا نفهم المجتمع اليمني من خلال عيون الفئات التي تم تهميشها واستبعادها من المصادر الرسمية. من أجل الحصول على فهم متعمق للمجتمع ، من المهم النظر إلى ما وراء التأريخ الرسمي وفحص حياة المزيد من المجموعات غير المرئية. كان هذا هو النهج الأكاديمي الأساسي الذي اتبعه البردوني. يمكن اعتبار تحليله لثورة 1962 من منظور المهمشين مساهمة مهمة في الروايات اليمنية المضادة.
خاتمة
48ركز التأريخ اليمني لقرون عديدة على تاريخ الحكام والملوك. ومع ذلك ، فإن استكشاف التاريخ اليمني من وجهات نظر أخرى ، مثل مجموعات مختلفة من المجتمع من مختلف الطبقات والمجالات يمكن أن يكشف عن روايات بديلة ثاقبة. يتمثل مسعى البردوني الرئيسي في توفير فهم بديل للمجتمع اليمني من خلال تقديم حياة وتجارب مجموعات مختلفة من الناس. كان مقتنعا بأن حياة الناس وعلاقتهم بالسياق السياسي والاجتماعي الأوسع يمكن أن تكشف عن المعرفة الخفية. كتاباته هي وسيلة لإظهار أن هناك ما هو أكثر في التاريخ من التأريخ الرسمي. بما أن الملوك والحكام يتحكمون في إنتاج المعرفة ونشرها ،
49يستكشف البردوني في عمله دور الحركات الطلابية والنساء والشخصيات اليمنية البارزة من خلال تحليل الفنون الشعبية والفلكلورية والأدب. يمكن لهذه الأنواع إلقاء الضوء على جوانب غير موثقة حتى الآن في المجتمع اليمني. تقدم منشوراته نظرة ثاقبة على التطورات والأحداث "غير الرسمية" ، والتي تعكس العلاقات الاجتماعية والسياسية وعلاقات القوة في المجتمع اليمني. يوثق البردوني تغييرًا عميقًا اكتسبت خلاله الطبقات والمجموعات المهمشة سابقًا نفوذًا وصوتًا وقوة. يصف كيف اكتسبت الأفكار الثورية المزيد والمزيد من الأرض في المجتمع اليمني في الوقت الذي أدى إلى ثورة 1962 ، والأفكار والقناعات التي أصبحت المحرك والأسس لثورة 1962.
91 ويتحدث البردوني أيضًا عن الجيش المصري ودوره في اليمن. انظر البردوني ، 1997 ، ص
92
50يستكشف البردوني الفترة التي سبقت عام 1962 أولاً لتسليط الضوء على أسباب فشل محاولة الانقلاب عام 1948. ويقول إن ذلك كان بسبب عدم مشاركة الناس والفشل في إدراك أنه من خلال الاتحاد مع مجموعات أخرى في الثورة سيكون له فرص أفضل من العمل بمفرده. في المقابل ، حققت ثورة 1962 هدفها الأساسي في نهاية المطاف بسبب مشاركة قطاعات مختلفة من المجتمع اليمني: 91 امرأة وطالبة ومزارعين وجنودًا ومثقفًا من مدارس مختلفة ، بخلاف دار العلوم المهيمنة سابقًا .ويحدد البردوني ثلاث ركائز أساسية أدت إلى انجاز الثورة: الجو الفكري ، البيئة الخطابية ، ومشاركة الفئات المهمشة. يضع ثورة عام 1962 في سياق عملية تدريجية طور فيها
الأشخاص المهمشون سابقًا وكالتهم الخاصة وبدأوا في تحديد التحول العميق في اليمن. بالإضافة إلى ذلك ، لعب تدخل الدول الأخرى دورًا حيويًا خلال سنوات ما بعد الثورة. بينما دعم النظام المصري الثورة ، دعمت السعودية وإسرائيل الإمامة من خلال شحن الأسلحة والأسلحة العسكرية. 92 للبرادوني _كانت ثورة 1962 ورؤيتها لمستقبل المجتمع اليمني عملية تتطلب عملاً مستمراً.
93 دوجلاس ، 1987 ، ص. 240 - 241.
51أدت تأملات البردوني حول العلاقات الاجتماعية والسياسية الأوسع داخل المجتمع اليمني إلى فهم أفضل لثورة عام 1962. يستكشف العلاقات بين القبائل والإمامة بعد انتهاء الاحتلال العثماني الثاني. هذه العلاقات غير المستقرة ، والكاشيد والمقاصرة والزرانيق. كانت الانتفاضات أمثلة مهمة قدمها البردوني لإظهار كيف كانت الإمامة تفرض هيمنتها وسيطرتها على البلاد. يتأمل البرادوني في الخلافات والمواجهات بين من كانوا في السلطة. يحلل التغيرات السياسية التي حدثت من خلال تقديم اليمنيين من مختلف الشرائح وعلاقاتهم مع كل من في السلطة ومحيطهم ، مثل الموشكي وعبد الله الشماعي ، وتأثيرهم في المجتمع اليمني. بالإضافة إلى البردوني يؤكد أن العلاقات المتبادلة بين الفئات المختلفة في المجتمع اليمني لعبت دوراً كبيراً في خلق بيئة أدت إلى توعية الجمهور بأهمية المهمشين في المجتمع. روايته بعيدة كل البعد عن أن تكون شاملة لأنه لا يأخذ في الاعتبار أدوار ووكالة العديد من الجماعات الأخرى ، على سبيل المثال التجار والمزارعين والعمال الشافعيين الذين لعبوا أيضًا دورًا في انتقاد الإمامة. 93 ومع ذلك ، فإن استكشاف عمل البردوني يضيف إلى مجموعة المعارف الموجودة حول المجتمع اليمني من خلال عيون شعبه. إلى جانب ذلك ، يمكن اعتبار تجارب وحياة البردوني الخاصة مصادر غنية للروايات ، حيث كان هو نفسه جزءًا نشطًا وبارزًا من المجتمع وشهد فترة حية في اليمن.
93 دوجلاس ، 1987 ، ص. 240 - 241.
51أدت تأملات البردوني حول العلاقات الاجتماعية والسياسية الأوسع داخل المجتمع اليمني إلى فهم أفضل لثورة عام 1962. يستكشف العلاقات بين القبائل والإمامة بعد انتهاء الاحتلال العثماني الثاني. هذه العلاقات غير المستقرة ، والكاشيد والمقاصرة والزرانيق. كانت الانتفاضات أمثلة مهمة قدمها البردوني لإظهار كيف كانت الإمامة تفرض هيمنتها وسيطرتها على البلاد. يتأمل البرادوني في الخلافات والمواجهات بين من كانوا في السلطة. يحلل التغيرات السياسية التي حدثت من خلال تقديم اليمنيين من مختلف الشرائح وعلاقاتهم مع كل من في السلطة ومحيطهم ، مثل الموشكي وعبد الله الشماعي ، وتأثيرهم في المجتمع اليمني. بالإضافة إلى البردوني يؤكد أن العلاقات المتبادلة بين الفئات المختلفة في المجتمع اليمني لعبت دوراً كبيراً في خلق بيئة أدت إلى توعية الجمهور بأهمية المهمشين في المجتمع. روايته بعيدة كل البعد عن أن تكون شاملة لأنه لا يأخذ في الاعتبار أدوار ووكالة العديد من الجماعات الأخرى ، على سبيل المثال التجار والمزارعين والعمال الشافعيين الذين لعبوا أيضًا دورًا في انتقاد الإمامة. 93 ومع ذلك ، فإن استكشاف عمل البردوني يضيف إلى مجموعة المعارف الموجودة حول المجتمع اليمني من خلال عيون شعبه. إلى جانب ذلك ، يمكن اعتبار تجارب وحياة البردوني الخاصة مصادر غنية للروايات ، حيث كان هو نفسه جزءًا نشطًا وبارزًا من المجتمع وشهد فترة حية في اليمن.
رحلة إلى #شبوة
ديسمبر 22، 2020
ريان بايلي
.
رافق الوفد الصحفي إلى شبوة ريان بيلي، وهو محرر وباحث في مركز صنعاء يعيش خارج اليمن، كما وثق تفاصيل زيارته الأولى إلى اليمن.
اليوم الأول – الوصول
حطت رحلتنا التي طارت على متن الخطوط الجوية اليمنية في مطار سيئون في وقت مبكر من المساء. ترجلنا من الطائرة نحو هواء الصحراء الدافئ ونزلنا على السلالم ضمن طابور طويل من العائلات اليمنية ومجموعة صغيرة من الطلاب الأجانب في طريقهم للدراسة بدار المصطفى، مركز إسلامي صوفي شهير في بلدة تريم القريبة.
كادت هذه اللحظة ألّا تتحقق. ففي وقت سابق من اليوم، أُلغيت تذاكرنا قبل ساعات قليلة فقط من موعد إقلاع رحلتنا المقرر من مطار القاهرة، ما جعلنا في حيرة من أمرنا. كنّا في مركز صنعاء نخطط لهذه الرحلة منذ شهور. حصلنا على التصاريح اللازمة، وملأنا الاستمارات المطلوبة، وأجرينا فحوصات الكشف عن كورونا، ولكن يبدو أن شخصًا ما في الحكومة اليمنية أو التحالف العربي الذي يسيطر على أجواء اليمن كان لديه رأي آخر في السماح لمجموعة من الصحفيين الغربيين بالدخول إلى البلاد. ومع اقتراب موعد إقلاع الطائرة، أجرى رئيس مركز صنعاء فارع والمدير التنفيذي ماجد العديد من الاتصالات، واستخدما كل الوسائل من مجاملات وتهديد وتودد، طالبين من البعض إسداءهم معروفًا وممن يدين لهما بمعروف أن يرد الجميل. وتمكنا أخيرًا من تأخير الرحلة لمدة ساعة؛ كانت كافية لتجديد الإذن بالسفر والصعود على الطائرة وربط أحزمة الأمان والانطلاق نحو وجهتنا.
.
بعد المرور عبر الجمارك وفحص الحقائب في سيئون، اصطُحبنا إلى غرفة، فقد حان وقت الأكل. وُضعت أطباق مستديرة كبيرة من الأرز يغطيه لحم الضأن المشوي على مائدة من النايلون فُرشت على الأرض، وقُدمت مع خبز “الملوح” وصلصة “السحاوق” التي كان طعمها رائعًا. وفي وقت لاحق، بعد أن أشبعنا بطوننا بتلك الوجبة الشهية، ونحن ما زلنا مشتتين الذهن قليلًا بعد الرحلة، صعدنا جميعًا وعددنا 16 شخصًا على أربع سيارات دفع رباعي مدرعة وانطلقنا في رحلة استمرت لست ساعات في الظلام إلى مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة. مررنا عبر محافظة حضرموت التي قيل لي أن تضاريسها الجرداء جميلة للغاية.
سارت السيارات وراء بعضها ورافقنا أفراد من القوات الحكومية اليمنية وقوات الأمن الشبوانية المحلية ورجال القبائل المسلحين في مركبات أخرى. كنت متشوقًا جدًا ولم أستطع النوم، وأمضيت الكثير من الرحلة محدقًا في سيارة الحراسة التي تمضي أمامنا متسائلًا، كيف انحشر الرجال المسلحون في الجزء الخلفي من شاحنة النقل الصغيرة أمامنا؟! شعرت بالتعاطف معهم.
ما زال عناصر القاعدة يتواجدون في منطقة وادي حضرموت حول مدينة سيئون، ولذلك كان علينا عبور المنطقة بسرعة. ليس بوسعنا إنزال النوافذ المضادة للرصاص، وبكل الأحوال، لم يكن هناك الكثير لرؤيته في عتمة الليل باستثناء نقاط التفتيش البسيطة.
.
مضغ العديد من مجموعتنا القات لتمضية الوقت، وعلمني عمار، وهو أحد المنظمين للرحلة، ينحدر من عائلة شبوانية بارزة، أفضل طريقة لتقليم ورقة القات قبل إدخالها وتركها في فمي ليتشكل خدي على شكل كرة. كان القات -وهو نبتة مخدرة على نحو خفيف- مُرًا في البداية، ولكنني سرعان ما اعتدت على طعمه بل وبدأت في الاستمتاع به. حتى أن سيارتنا كان بها عدة أصناف وكان القات الأكثر جودة من محافظة صعدة، شمالي اليمن، موطن جماعة الحوثيين.
أدركت أننا وصلنا شبوة بتغيّر الطريق، ففي حضرموت كانت مليئة بالشقوق والحفر، ما أدى إلى تطاير الأتربة والرمال في بعض الأحيان، أما في شبوة فكان الطريق معبّدًا بالإسفلت. بدأنا بالارتفاع قليلًا مع اقترابنا من عتق. لا أستطيع أن أشعر بهذا ولكن تغير الضغط في أذني أشعرني أننا نصعد نحو المدينة على ارتفاع يزيد عن 1,100 متر فوق مستوى سطح البحر.
أخيرًا، بدت لنا أضواء الشارع الرئيسي في عتق من بعيد. أول الأشياء التي تلاحظها في اليمن هو قلة الإنارة، فقد أمضينا ساعات في السيارة وكانت هذه تقريبًا أول أضواء نراها.
تصطف على جانبي الطريق إلى البلدة صور الرئيس عبدربه منصور هادي والمحافظ محمد صالح بن عديو، تبدو جديدة وعُلّقت كي نراها. هذه هي عتق، منزلنا لأسبوع قادم.
.
اليوم الثاني – المحافظ
استيقظنا مبكرًا -في فندق الفخامة حيث مكثنا- لنرتص في السيارات ونعبر الزحام المروري الصباحي في المدينة ونصل إلى مقر إقامة المحافظ المحاط بحراسة شديدة. حين دخلنا المجمع، رأيت عددًا من الغزلان الصغيرة التي تشبه الألعاب ترعى على العشب، علمت لاحقًا أنها هدية إلى المحافظ من إحدى قبائل شبوة.
استقبلنا المحافظ نفسه مع عدد من الوجهاء المحليين. يتحدث بن عديو ببطء متعمد، مما يحتم على الجمهور الاستماع بعناية إلى كلماته. وأكد -مثل أي سياسي جيد- على إنجازات السلطة المحلية وتركيزها على التنمية، لا سيما فيما يتعلق بالطرق والكهرباء والرعاية الصحية.
ديسمبر 22، 2020
ريان بايلي
.
رافق الوفد الصحفي إلى شبوة ريان بيلي، وهو محرر وباحث في مركز صنعاء يعيش خارج اليمن، كما وثق تفاصيل زيارته الأولى إلى اليمن.
اليوم الأول – الوصول
حطت رحلتنا التي طارت على متن الخطوط الجوية اليمنية في مطار سيئون في وقت مبكر من المساء. ترجلنا من الطائرة نحو هواء الصحراء الدافئ ونزلنا على السلالم ضمن طابور طويل من العائلات اليمنية ومجموعة صغيرة من الطلاب الأجانب في طريقهم للدراسة بدار المصطفى، مركز إسلامي صوفي شهير في بلدة تريم القريبة.
كادت هذه اللحظة ألّا تتحقق. ففي وقت سابق من اليوم، أُلغيت تذاكرنا قبل ساعات قليلة فقط من موعد إقلاع رحلتنا المقرر من مطار القاهرة، ما جعلنا في حيرة من أمرنا. كنّا في مركز صنعاء نخطط لهذه الرحلة منذ شهور. حصلنا على التصاريح اللازمة، وملأنا الاستمارات المطلوبة، وأجرينا فحوصات الكشف عن كورونا، ولكن يبدو أن شخصًا ما في الحكومة اليمنية أو التحالف العربي الذي يسيطر على أجواء اليمن كان لديه رأي آخر في السماح لمجموعة من الصحفيين الغربيين بالدخول إلى البلاد. ومع اقتراب موعد إقلاع الطائرة، أجرى رئيس مركز صنعاء فارع والمدير التنفيذي ماجد العديد من الاتصالات، واستخدما كل الوسائل من مجاملات وتهديد وتودد، طالبين من البعض إسداءهم معروفًا وممن يدين لهما بمعروف أن يرد الجميل. وتمكنا أخيرًا من تأخير الرحلة لمدة ساعة؛ كانت كافية لتجديد الإذن بالسفر والصعود على الطائرة وربط أحزمة الأمان والانطلاق نحو وجهتنا.
.
بعد المرور عبر الجمارك وفحص الحقائب في سيئون، اصطُحبنا إلى غرفة، فقد حان وقت الأكل. وُضعت أطباق مستديرة كبيرة من الأرز يغطيه لحم الضأن المشوي على مائدة من النايلون فُرشت على الأرض، وقُدمت مع خبز “الملوح” وصلصة “السحاوق” التي كان طعمها رائعًا. وفي وقت لاحق، بعد أن أشبعنا بطوننا بتلك الوجبة الشهية، ونحن ما زلنا مشتتين الذهن قليلًا بعد الرحلة، صعدنا جميعًا وعددنا 16 شخصًا على أربع سيارات دفع رباعي مدرعة وانطلقنا في رحلة استمرت لست ساعات في الظلام إلى مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة. مررنا عبر محافظة حضرموت التي قيل لي أن تضاريسها الجرداء جميلة للغاية.
سارت السيارات وراء بعضها ورافقنا أفراد من القوات الحكومية اليمنية وقوات الأمن الشبوانية المحلية ورجال القبائل المسلحين في مركبات أخرى. كنت متشوقًا جدًا ولم أستطع النوم، وأمضيت الكثير من الرحلة محدقًا في سيارة الحراسة التي تمضي أمامنا متسائلًا، كيف انحشر الرجال المسلحون في الجزء الخلفي من شاحنة النقل الصغيرة أمامنا؟! شعرت بالتعاطف معهم.
ما زال عناصر القاعدة يتواجدون في منطقة وادي حضرموت حول مدينة سيئون، ولذلك كان علينا عبور المنطقة بسرعة. ليس بوسعنا إنزال النوافذ المضادة للرصاص، وبكل الأحوال، لم يكن هناك الكثير لرؤيته في عتمة الليل باستثناء نقاط التفتيش البسيطة.
.
مضغ العديد من مجموعتنا القات لتمضية الوقت، وعلمني عمار، وهو أحد المنظمين للرحلة، ينحدر من عائلة شبوانية بارزة، أفضل طريقة لتقليم ورقة القات قبل إدخالها وتركها في فمي ليتشكل خدي على شكل كرة. كان القات -وهو نبتة مخدرة على نحو خفيف- مُرًا في البداية، ولكنني سرعان ما اعتدت على طعمه بل وبدأت في الاستمتاع به. حتى أن سيارتنا كان بها عدة أصناف وكان القات الأكثر جودة من محافظة صعدة، شمالي اليمن، موطن جماعة الحوثيين.
أدركت أننا وصلنا شبوة بتغيّر الطريق، ففي حضرموت كانت مليئة بالشقوق والحفر، ما أدى إلى تطاير الأتربة والرمال في بعض الأحيان، أما في شبوة فكان الطريق معبّدًا بالإسفلت. بدأنا بالارتفاع قليلًا مع اقترابنا من عتق. لا أستطيع أن أشعر بهذا ولكن تغير الضغط في أذني أشعرني أننا نصعد نحو المدينة على ارتفاع يزيد عن 1,100 متر فوق مستوى سطح البحر.
أخيرًا، بدت لنا أضواء الشارع الرئيسي في عتق من بعيد. أول الأشياء التي تلاحظها في اليمن هو قلة الإنارة، فقد أمضينا ساعات في السيارة وكانت هذه تقريبًا أول أضواء نراها.
تصطف على جانبي الطريق إلى البلدة صور الرئيس عبدربه منصور هادي والمحافظ محمد صالح بن عديو، تبدو جديدة وعُلّقت كي نراها. هذه هي عتق، منزلنا لأسبوع قادم.
.
اليوم الثاني – المحافظ
استيقظنا مبكرًا -في فندق الفخامة حيث مكثنا- لنرتص في السيارات ونعبر الزحام المروري الصباحي في المدينة ونصل إلى مقر إقامة المحافظ المحاط بحراسة شديدة. حين دخلنا المجمع، رأيت عددًا من الغزلان الصغيرة التي تشبه الألعاب ترعى على العشب، علمت لاحقًا أنها هدية إلى المحافظ من إحدى قبائل شبوة.
استقبلنا المحافظ نفسه مع عدد من الوجهاء المحليين. يتحدث بن عديو ببطء متعمد، مما يحتم على الجمهور الاستماع بعناية إلى كلماته. وأكد -مثل أي سياسي جيد- على إنجازات السلطة المحلية وتركيزها على التنمية، لا سيما فيما يتعلق بالطرق والكهرباء والرعاية الصحية.
يفتخر المحافظ -وله الحق في ذلك- بما أنجزه فريقه في خِضم الحرب، وذكر أن المستشفى الجديد في المدينة شُيد باستخدام المال الذي حصلت عليه المحافظة من عائدات النفط والغاز المخصصة لشبوة -البالغة 20%- التي تفاوضت عليها السلطة المحلية مع الحكومة المركزية. ولأن المستشفى الذي سيجري افتتاحه قريبًا بُني بأموال محلية فإنه سيخضع للسلطة المحلية وليس لإشراف وزارة الصحة. لكن معظم هذا الازدهار في البناء قد رُتب من مستويات أعلى، إذ مُنحت عقود البناء ورصف الطرق دون إجراء عمليات مناقصات تنافسية.
حان وقت الغداء. وكان بانتظارنا وليمة أخرى في غرفة كبيرة في الطابق الأرضي من منزل المحافظ. لحم ضأن وأرز وفواكه طازجة وخضروات وطبق محلي، سمك القرش الصغير.
.
بعد تناول الطعام، حان وقت مضغ القات (التخزين) في ديوان المحافظ (مجلس تقليدي يمني). جلسنا على أرائك طويلة تحيط بثلاثة جوانب من الغرفة، في حين تناوب المحافظ وفريقه على شرح الصراع المستمر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات. في أغسطس/آب الماضي، اشتبكت الحكومة مع المجلس الانتقالي وسيطر الأخير على عدن واتجه شرقًا. ولكن أُحبط هجوم المجلس في عتق حيث تضافرت القبائل المحلية والقوات الحكومية لهزيمة قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، وإنهاء محاولة الانفصاليين لبسط سيطرتهم عبر جنوب اليمن.
ومنذ هزيمة المجلس الانتقالي الجنوبي العام الماضي، ظلت شبوة تحت سيطرة الحكومة بشكل شبه كامل، باستثناء قاعدتين ما زالتا تأويان القوات الإماراتية وهما معسكر العلم شمال عتق، ومنشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال، أكبر مشروع استثماري في تاريخ اليمن. تأوي الإمارات في محطة بلحاف ألف جندي، منهم قرابة مائتين جندي إماراتي وثمانمائة جندي من قوات النخبة الشبوانية. بدا نفور بن عديو تجاه الإماراتيين واضحًا.
.
اليوم الثالث – جائحة كورونا
حاولنا هذا اليوم التطرق لأحد أكثر الأسئلة إلحاحًا في رحلتنا: ما الذي حدث بالضبط لجائحة كورونا في اليمن؟ هل تخطى البلد الجائحة، هل انحسر مؤقتاً أم سيواجه موجة أخرى مجددًا؟
كانت زيارتنا الأولى إلى مستشفى عتق العام حيث تحدث الأطباء وموظفو المستشفى عن التحديات التي تواجه القطاع الصحي: نقص حاد في الموظفين والإمدادات والمعدات في الوقت الذي يسعى فيه المستشفى ويعمل جاهدًا لعلاج العدد المتزايد من حالات سوء التغذية الحاد للأطفال والكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك.
بالنظر إلى كل هذه الأمراض، لا يتربع فيروس كورونا على قائمة مخاوف الطاقم الطبي. أشار الأطباء الذين تحدثنا إليهم إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في وقت سابق من هذا العام، وقالوا إن الفيروس يبدو قد انحسر واختفى تقريبًا خلال الأشهر الأخيرة.
بعد زيارتنا للمستشفى، زرنا المركز الجديد للحجر الصحي والفحوصات الخاصة بكورونا حيث قيل لنا إن المنشأة هي واحدة من أفضل المنشآت تجهيزًا في البلاد، ولم تسجل أي إصابة مؤكدة بكورونا منذ شهر أغسطس/آب. كيف يُعقل ذلك، خاصة في ظل قلة الاكتراث بالاحتياطات مثل الالتزام بارتداء الكمامات وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في شبوة؟
هناك الكثير من النظريات، ولكن لا توجد إجابات حاسمة. فالبعض يتكهن أن فيروس كورونا لا يمكنه العيش في مناخ دافئ، في حين يفترض البعض أن معدل أعمار السكان الصغير ساعد اليمن على تفادي الأسوأ. في حين يقول البعض إن اليمنيين يتمتعون بمناعة قوية أو إن معنوياتهم مرتفعة. ولكن تفسيري المفضل عن سبب عدم غزو الفيروس للبلد الذي مزقته الحرب هو ما قاله المحافظ بن عديو: “لا يجمع الله مصيبتين في آن واحد”.
اختتمنا يومنا بمشاهدة غروب الشمس من هضبة خارج عتق. مشهد خلاب تصطف فيه الهضاب في الصحراء من شبوة إلى حضرموت. كانت الرحلة المتعرجة إلى القمة على الطريق الضيق الأحادي المسار مجزية بالفعل حيث منحنا غروب الشمس الأحمر الرائع لحظة مناسبة للتأمل الهادئ.
(ملاحظة المحرر: في السادس من ديسمبر/كانون الأول، سجلت شبوة أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا منذ أشهر).
اليوم الرابع – الساحل
اليوم هو الجمعة، بداية عطلة نهاية الأسبوع في اليمن. اتجهنا جنوبًا إلى الساحل. وجهتنا هي محطة بلحاف للغاز الطبيعي المسال المتوقفة عن العمل منذ بداية الصراع. تمثّل المحطة مصدرًا رئيسيًّا للتوتر بين بن عديو والإمارات. فالمحافظ الذي يقول: “لم تعطنا الإمارات رصاصة واحدة لمحاربة الحوثيين”، يريد خروج القوات الإماراتية وعودة شركات النفط الأجنبية واستئناف عمليات تصدير النفط والغاز. لكن لا يبدو أن الإماراتيين سيذهبون إلى أي مكان قريبًا.
بالإضافة إلى ذلك، ما تزال هناك تساؤلات حول رغبة شركات النفط العالمية للعودة إلى اليمن في الوقت الحالي، حتى مع وجود أمن نسبي في شبوة.
حان وقت الغداء. وكان بانتظارنا وليمة أخرى في غرفة كبيرة في الطابق الأرضي من منزل المحافظ. لحم ضأن وأرز وفواكه طازجة وخضروات وطبق محلي، سمك القرش الصغير.
.
بعد تناول الطعام، حان وقت مضغ القات (التخزين) في ديوان المحافظ (مجلس تقليدي يمني). جلسنا على أرائك طويلة تحيط بثلاثة جوانب من الغرفة، في حين تناوب المحافظ وفريقه على شرح الصراع المستمر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات. في أغسطس/آب الماضي، اشتبكت الحكومة مع المجلس الانتقالي وسيطر الأخير على عدن واتجه شرقًا. ولكن أُحبط هجوم المجلس في عتق حيث تضافرت القبائل المحلية والقوات الحكومية لهزيمة قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات، وإنهاء محاولة الانفصاليين لبسط سيطرتهم عبر جنوب اليمن.
ومنذ هزيمة المجلس الانتقالي الجنوبي العام الماضي، ظلت شبوة تحت سيطرة الحكومة بشكل شبه كامل، باستثناء قاعدتين ما زالتا تأويان القوات الإماراتية وهما معسكر العلم شمال عتق، ومنشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال، أكبر مشروع استثماري في تاريخ اليمن. تأوي الإمارات في محطة بلحاف ألف جندي، منهم قرابة مائتين جندي إماراتي وثمانمائة جندي من قوات النخبة الشبوانية. بدا نفور بن عديو تجاه الإماراتيين واضحًا.
.
اليوم الثالث – جائحة كورونا
حاولنا هذا اليوم التطرق لأحد أكثر الأسئلة إلحاحًا في رحلتنا: ما الذي حدث بالضبط لجائحة كورونا في اليمن؟ هل تخطى البلد الجائحة، هل انحسر مؤقتاً أم سيواجه موجة أخرى مجددًا؟
كانت زيارتنا الأولى إلى مستشفى عتق العام حيث تحدث الأطباء وموظفو المستشفى عن التحديات التي تواجه القطاع الصحي: نقص حاد في الموظفين والإمدادات والمعدات في الوقت الذي يسعى فيه المستشفى ويعمل جاهدًا لعلاج العدد المتزايد من حالات سوء التغذية الحاد للأطفال والكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك.
بالنظر إلى كل هذه الأمراض، لا يتربع فيروس كورونا على قائمة مخاوف الطاقم الطبي. أشار الأطباء الذين تحدثنا إليهم إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في وقت سابق من هذا العام، وقالوا إن الفيروس يبدو قد انحسر واختفى تقريبًا خلال الأشهر الأخيرة.
بعد زيارتنا للمستشفى، زرنا المركز الجديد للحجر الصحي والفحوصات الخاصة بكورونا حيث قيل لنا إن المنشأة هي واحدة من أفضل المنشآت تجهيزًا في البلاد، ولم تسجل أي إصابة مؤكدة بكورونا منذ شهر أغسطس/آب. كيف يُعقل ذلك، خاصة في ظل قلة الاكتراث بالاحتياطات مثل الالتزام بارتداء الكمامات وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في شبوة؟
هناك الكثير من النظريات، ولكن لا توجد إجابات حاسمة. فالبعض يتكهن أن فيروس كورونا لا يمكنه العيش في مناخ دافئ، في حين يفترض البعض أن معدل أعمار السكان الصغير ساعد اليمن على تفادي الأسوأ. في حين يقول البعض إن اليمنيين يتمتعون بمناعة قوية أو إن معنوياتهم مرتفعة. ولكن تفسيري المفضل عن سبب عدم غزو الفيروس للبلد الذي مزقته الحرب هو ما قاله المحافظ بن عديو: “لا يجمع الله مصيبتين في آن واحد”.
اختتمنا يومنا بمشاهدة غروب الشمس من هضبة خارج عتق. مشهد خلاب تصطف فيه الهضاب في الصحراء من شبوة إلى حضرموت. كانت الرحلة المتعرجة إلى القمة على الطريق الضيق الأحادي المسار مجزية بالفعل حيث منحنا غروب الشمس الأحمر الرائع لحظة مناسبة للتأمل الهادئ.
(ملاحظة المحرر: في السادس من ديسمبر/كانون الأول، سجلت شبوة أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا منذ أشهر).
اليوم الرابع – الساحل
اليوم هو الجمعة، بداية عطلة نهاية الأسبوع في اليمن. اتجهنا جنوبًا إلى الساحل. وجهتنا هي محطة بلحاف للغاز الطبيعي المسال المتوقفة عن العمل منذ بداية الصراع. تمثّل المحطة مصدرًا رئيسيًّا للتوتر بين بن عديو والإمارات. فالمحافظ الذي يقول: “لم تعطنا الإمارات رصاصة واحدة لمحاربة الحوثيين”، يريد خروج القوات الإماراتية وعودة شركات النفط الأجنبية واستئناف عمليات تصدير النفط والغاز. لكن لا يبدو أن الإماراتيين سيذهبون إلى أي مكان قريبًا.
بالإضافة إلى ذلك، ما تزال هناك تساؤلات حول رغبة شركات النفط العالمية للعودة إلى اليمن في الوقت الحالي، حتى مع وجود أمن نسبي في شبوة.
كانت شركة أو إم في (OMV) النمساوية، التي تشغّل حقلًا نفطيًّا في مديرية حبان بشبوة، هي أول شركة نفط دولية تستأنف عملياتها في البلاد عام 2018، ولكن حتى الآن لم يُشر أي من الشركاء في مشروع بلحاف وأبرزهم شركة توتال الفرنسية إلى أنهم جاهزون لذلك.
اتجهنا جنوبًا نحو بحر العرب، حيث مررنا قرب تقاطع يتفرع غربًا باتجاه عدن وشرقًا باتجاه المكلا، كانت هذه هي أبعد نقطة وصلت إليها قوات الحوثيين المسلحة في شبوة عام 2015،
ومن ثم توجهنا شرقًا عبر عزان التي سيطر عليها مسلحو القاعدة عامي 2011 و2012 ومرة أخرى لفترة وجيزة عام 2016..
.
بدأنا نرى مساحات خضراء مع اقترابنا من الساحل، وأنهارًا صغيرة تروّي الحياة النباتية الخصبة. مرّت قافلتنا بعدة مجموعات من المهاجرين الأفارقة الذين يدفعون للمهربين لإحضارهم إلى الساحل اليمني على أمل عبور البلاد والوصول إلى السعودية. يبدو كل شيء في الساحل واضح المعالم بشكل مذهل. فعلى اليسار توجد كثبان رملية، حيث ترى الجِمال بين الفينة والأخرى، وإلى اليمين بحر العرب. أما باتجاه بلحاف، تبرز الصخور البركانية السوداء لتضيف المزيد من الجمال إلى هذا المنظر الخلاب.
كانت خطتنا هي زيارة منشأة بلحاف ولكن لم يتحقق هذا. وفي وقت لاحق، تبادل كل من الإمارات ومكتب المحافظ اللوم على عدم التنسيق فيما يتعلق بزيارتنا.
وبالتالي، توجهنا إلى خط طويل من الشواطئ في بير علي، وهو ميناء بحري قديم يحلم السكان المحليون الطموحون بتحويله إلى منتجع يومًا ما. سمعنا هناك عن خطط لتطوير الساحل، حيث يأمل مدير المشروع أن تستقبل تلك السواحل كلًا من السياح اليمنيين والزوار الأجانب. هي سواحل جميلة بحق، فما كان من البعض منا إلا أن يقفز لسباحة سريعة في المياه الزرقاء الزمردية.
اليوم الخامس – الصحراء
غادرنا عتق قبل غروب الشمس بقليل متوجهين إلى الصحراء للقاء زعماء القبائل. ارتشفنا أكوابًا من الشاي الحلو، واستمعنا إليهم وهم يشرحون تاريخ قبائل شبوة وعاداتها، والدور الأساسي الذي تلعبه في مجتمع تُعد فيه الدولة المركزية ضعيفة. هذا ليس مجرد تاريخ فقط، فالقبائل هي من قلبت الطاولة على المجلس الانتقالي الجنوبي حيد تقدم في أغسطس/آب 2019 نحو شبوة؛ برفضها القتال فيما بينها، وبالتالي إجبار قواته على التراجع نحو عدن.
حان وقت العشاء. المزيد من لحم الضأن الشهي! وخلال تناولنا الطعام، شرحوا لنا أنه وفقًا لعادات بعض القبائل، يُعطى الضيف جزءًا معينًا من اللحم إلى المضيف الذي يأخذها بدوره إلى الشخص الذي طبخ الوجبة. وتسمى هذه العادة بالصائبة. يكمن التحدي هنا في معرفة الضيف أي جزء من اللحم يجب أن يقدمه إلى المضيف، إذ تختلف القطعة التي يتم تقديمها من قبيلة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى. من الأفضل للضيف أن يعرف أي قطعة يقدم، إذ عدم احترام هذه التقاليد يُعد خطأً جسيمًا في المجتمع القبلي. قد يغفرون للأجانب هفوتهم هنا إلا أن اليمني لن يُعفى أبدًا من واجب فهم واحترام هذه القواعد غير المحكية والمتناقضة أحيانًا. من ثم أحضروا لنا المعصوبة، نوع من أنواع الحلوى المكوّن من خبز طري اسفنجي مغطى بالعسل ومقدّم في وعاء صغير. غسلنا أيدينا على الطريقة القبلية، عبر فركها في الرمل وثم غسلها بالمياه المتدفقة من صنبور في مغسلة بالخلف.
ودعنا مضيفينا الكرام وصعدنا في السيارات التي سارت فوق الرمال تحت السماء المرصعة بالنجوم لتعود بنا إلى عتق.
اليوم السادس – السوق
بدأ صباح الأحد بزيارة إلى سوق عتق. مررنا في طريقنا إلى هناك عبر بيوت الصفيح حيث يسكن المهمشون، وهي الفئة التي في أسفل الهرم الاجتماعي التقليدي في اليمن. عند الوصول إلى مدينة عتق القديمة، مررنا بالعديد من المباني التي تعود إلى الحقبة الاشتراكية في جنوب اليمن. إذا نظرت عن كثب، تستطيع رؤية مخطط لنجم أحمر على بعض الواجهات.
في السوق، كان العسل هو المنتج الرئيسي المعروض. يُعد العسل المحلي المنتج من النحل الذي يتغذى على رحيق أزهار شجرة السدر، أفضل الأنواع في العالم، والشبوانيون فعلًا محقون بفخرهم به. أخبرنا السكان المحليون أن العسل الشبواني هو الأفضل في اليمن ساخرين من تحديات الآخرين الذين يقولون أن العسل المنتج في مديرية وصاب بمحافظة ذمار (وسط اليمن) أو أي مكان آخر في اليمن، يفوقه جودة.
أوضح البائعون المحليون -بعد اعطائنا بعض العينات للتذوق- أن ما يقرب من نصف عسل شبوة يُصدّر إلى الخارج، ما يساعد المنتجين في الحصول على متوسط يتراوح بين 40 ألف دولار و70 ألف دولار خلال موسم الحصاد الذي يمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
اليوم السابع – النحل
في صباح اليوم التالي، انطلقنا لرؤية النحالين وهم يعملون في مناحلهم. كان بعض الرجال يعملون على عدد من الأدراج المليئة بخلايا النحل، وكان يطير النحل حول رؤوسهم وهم يشعلون قطعًا صغيرة من الخيش لينبعث منها الدخان لتهدئة النحل أثناء أخذهم العسل.
اتجهنا جنوبًا نحو بحر العرب، حيث مررنا قرب تقاطع يتفرع غربًا باتجاه عدن وشرقًا باتجاه المكلا، كانت هذه هي أبعد نقطة وصلت إليها قوات الحوثيين المسلحة في شبوة عام 2015،
ومن ثم توجهنا شرقًا عبر عزان التي سيطر عليها مسلحو القاعدة عامي 2011 و2012 ومرة أخرى لفترة وجيزة عام 2016..
.
بدأنا نرى مساحات خضراء مع اقترابنا من الساحل، وأنهارًا صغيرة تروّي الحياة النباتية الخصبة. مرّت قافلتنا بعدة مجموعات من المهاجرين الأفارقة الذين يدفعون للمهربين لإحضارهم إلى الساحل اليمني على أمل عبور البلاد والوصول إلى السعودية. يبدو كل شيء في الساحل واضح المعالم بشكل مذهل. فعلى اليسار توجد كثبان رملية، حيث ترى الجِمال بين الفينة والأخرى، وإلى اليمين بحر العرب. أما باتجاه بلحاف، تبرز الصخور البركانية السوداء لتضيف المزيد من الجمال إلى هذا المنظر الخلاب.
كانت خطتنا هي زيارة منشأة بلحاف ولكن لم يتحقق هذا. وفي وقت لاحق، تبادل كل من الإمارات ومكتب المحافظ اللوم على عدم التنسيق فيما يتعلق بزيارتنا.
وبالتالي، توجهنا إلى خط طويل من الشواطئ في بير علي، وهو ميناء بحري قديم يحلم السكان المحليون الطموحون بتحويله إلى منتجع يومًا ما. سمعنا هناك عن خطط لتطوير الساحل، حيث يأمل مدير المشروع أن تستقبل تلك السواحل كلًا من السياح اليمنيين والزوار الأجانب. هي سواحل جميلة بحق، فما كان من البعض منا إلا أن يقفز لسباحة سريعة في المياه الزرقاء الزمردية.
اليوم الخامس – الصحراء
غادرنا عتق قبل غروب الشمس بقليل متوجهين إلى الصحراء للقاء زعماء القبائل. ارتشفنا أكوابًا من الشاي الحلو، واستمعنا إليهم وهم يشرحون تاريخ قبائل شبوة وعاداتها، والدور الأساسي الذي تلعبه في مجتمع تُعد فيه الدولة المركزية ضعيفة. هذا ليس مجرد تاريخ فقط، فالقبائل هي من قلبت الطاولة على المجلس الانتقالي الجنوبي حيد تقدم في أغسطس/آب 2019 نحو شبوة؛ برفضها القتال فيما بينها، وبالتالي إجبار قواته على التراجع نحو عدن.
حان وقت العشاء. المزيد من لحم الضأن الشهي! وخلال تناولنا الطعام، شرحوا لنا أنه وفقًا لعادات بعض القبائل، يُعطى الضيف جزءًا معينًا من اللحم إلى المضيف الذي يأخذها بدوره إلى الشخص الذي طبخ الوجبة. وتسمى هذه العادة بالصائبة. يكمن التحدي هنا في معرفة الضيف أي جزء من اللحم يجب أن يقدمه إلى المضيف، إذ تختلف القطعة التي يتم تقديمها من قبيلة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى. من الأفضل للضيف أن يعرف أي قطعة يقدم، إذ عدم احترام هذه التقاليد يُعد خطأً جسيمًا في المجتمع القبلي. قد يغفرون للأجانب هفوتهم هنا إلا أن اليمني لن يُعفى أبدًا من واجب فهم واحترام هذه القواعد غير المحكية والمتناقضة أحيانًا. من ثم أحضروا لنا المعصوبة، نوع من أنواع الحلوى المكوّن من خبز طري اسفنجي مغطى بالعسل ومقدّم في وعاء صغير. غسلنا أيدينا على الطريقة القبلية، عبر فركها في الرمل وثم غسلها بالمياه المتدفقة من صنبور في مغسلة بالخلف.
ودعنا مضيفينا الكرام وصعدنا في السيارات التي سارت فوق الرمال تحت السماء المرصعة بالنجوم لتعود بنا إلى عتق.
اليوم السادس – السوق
بدأ صباح الأحد بزيارة إلى سوق عتق. مررنا في طريقنا إلى هناك عبر بيوت الصفيح حيث يسكن المهمشون، وهي الفئة التي في أسفل الهرم الاجتماعي التقليدي في اليمن. عند الوصول إلى مدينة عتق القديمة، مررنا بالعديد من المباني التي تعود إلى الحقبة الاشتراكية في جنوب اليمن. إذا نظرت عن كثب، تستطيع رؤية مخطط لنجم أحمر على بعض الواجهات.
في السوق، كان العسل هو المنتج الرئيسي المعروض. يُعد العسل المحلي المنتج من النحل الذي يتغذى على رحيق أزهار شجرة السدر، أفضل الأنواع في العالم، والشبوانيون فعلًا محقون بفخرهم به. أخبرنا السكان المحليون أن العسل الشبواني هو الأفضل في اليمن ساخرين من تحديات الآخرين الذين يقولون أن العسل المنتج في مديرية وصاب بمحافظة ذمار (وسط اليمن) أو أي مكان آخر في اليمن، يفوقه جودة.
أوضح البائعون المحليون -بعد اعطائنا بعض العينات للتذوق- أن ما يقرب من نصف عسل شبوة يُصدّر إلى الخارج، ما يساعد المنتجين في الحصول على متوسط يتراوح بين 40 ألف دولار و70 ألف دولار خلال موسم الحصاد الذي يمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
اليوم السابع – النحل
في صباح اليوم التالي، انطلقنا لرؤية النحالين وهم يعملون في مناحلهم. كان بعض الرجال يعملون على عدد من الأدراج المليئة بخلايا النحل، وكان يطير النحل حول رؤوسهم وهم يشعلون قطعًا صغيرة من الخيش لينبعث منها الدخان لتهدئة النحل أثناء أخذهم العسل.