#صفة_جزيرة_العرب_الهمداني
صفة جزيرة العرب
مقدمة الكتاب
والثاني وادي أبين وهو ما يلي لحج ومآتيه من شراد وبنا أرض رعين وقد ذكرناه (١).
______
(١) ان أراد المؤلف أنه ذكر بنا وشراد ذكرا مجملا فهذا ما لا ينكر وكذا أبين وإن أراد أنه ذكر مآتي وادي أبين فهذا ما لم يذكره تفصيلا ، ولا شك ان مياه أبين من هذين الواديين اللذين يشكلان الكثرة الكبيرة وما عداهما فروافد وفروع. وبما اني طوّفت على جميع مآتي وادي أبين وشاهدتها بالعيان بنفسي لفرص واتتني وصدف جميلة تهيأت لي رأيت تسجيلها هنا إتماما للفائدة فنقول : يتكون مياه وادى أبين من أصلين كبيرين أحدهما غربي والآخر شرقي ، فالغربي هي سيول بنا وهو الذي غلب على ميزاب أبين فتقول العامة : من أهل أبين وما صاقبهم من يافع وغيرها (نزل بنا أو دفع سيل بنا) والشرقي سيل خبان وهو شراد الشلالة والمطاحن ويسمى في كل جهة باسم ما يمر عليه ، والغالب في هذا الممر سيل خبان وتفصيل ذلك كما يلي :
وادي بنا له فرعان كل فرع يشكل سيلا عظيما من الروافد التي تمده وتسمى باسم خاص ، الفرع الأول : سيل الدلاني يهريق اليه اشراف منار بعد ان من شرقي قرية الجبجب وقرية ذي حيفان ثم عزلة العبس وعزلة الوسط من الشعر وشمالي التويتي والشعر أيضا ، وتجتمع كلها عند قرية الواطئة ثم يمده مساقط قرية الضمادي واشراف عزلة بني الحارث الجنوبي من يحصب العلو ونجد قيظان : فجرة قيظان ، من شرقيه ويمر بقرية الدلاني ، ويسمى مجموع ما ذكرنا سيل الدلاني ، ويشكل الممران أو السائلتان صورة مثلث تصير معهما قرية الواطئة كبارجة حربية تتقاذفها أمواج السيول ، ثم ينزل بنا الفرع الثاني للمياه الغربية لوادي بنا تسقط من غرب وجنوب قلة بني مسلم سحمر واشراف بني سبا وما تصفى من أعالي عزلة إرياب وبلحارث وتهبط حقل قتاب قاع الحقل ثم تمده الروافد القادمة من منهل مدينة يريم المسمى المريمة ومدينة منكث وظاهر عراس وغرب ظفار الملك الأثري وجميع الهضاب والأسداد ، وتهريق في الحقل ، ويجتمع مع ما ذكرنا في ذي الماء ، وهو سد الماء وتهبط وادي هلال بمياهه وشعابه وتلتقي مع سيل الدلاني أعلا قرية السدة ويرفدها ما جاء وانحط من سائلة حورة التي تتألف من جبال الأعماس والمرخام وجبل حجاج ويجتمع بما ذكرنا قبالة قرية السدة ويمد الجميع سيل الرداعي ومآتيه من قرية الحقلين جبل عصام وجنوب وشرق ظفار وغرب جبل شمر التي فيه محطة ظفار القديمة الى المشرق وبيت الأشول وهجارة وغير ذلك ويظهر في دار سعيد حيث يلتقي بما ذكرنا ويسمى الجميع «بنا» ويمد الكل ما تصفى من مياه سلسلة الجبال الغربية من الشعر وصفوح جبل العود الغربية وجبال عمار الغربية وكل سائلة تسمى باسم خاص كالسيل الأعور والأغبري ونحوهما ومجموعها يسمى بنا ويجتمع في ثريد وحمام دمت هذا الفرع الغربي لبنا.
الفرع الثاني : الذي سماه المؤلف شراد ، ويسمى اليوم سيل خبان وهو أيضا يشكل فرعين أحدهما غربي والآخر شرقي ، فمساقط الغربي من أعلا سد طمحان الواقع اليوم على طريق السيارة ومدخل مدينة يريم ومياه مدينة يريم وجبالها وهضابها وجميع مخلاف رعين الداخلي وجبال عراس الشرقية ويجتمع في وادي خاو ثم يمده مياه ماور ومليان وجميع شعاب قرية ذي الصولع ومصنعة كحلان : حصن كحلان وما حولها ويسقط على وادي الحمضي ثم وادي سبّان وجميع هضاب وجبال سودان وترفده وادي عصام من أعلا جبل شمّر من الشرق وعزلة يحير ، وجميع سلسلة الجبال التي يتكون منها وادي خبان وتنزل الى وادي قرية الأجلب من أزال ال عمار. وفرعه الشرقي وهو شراد ، بالشين المعجمة آخره دال ، وهو ما يسمى وادي الشلالة وتارة وادي المطاحن ووادي زبيد ، ومآتيه من جنوب منهل الدتان الى جنوب شرعة ، ومن حرة أسعد التي في وادي مطران من رعين ومساقط السد الأثري هناك ويسقط على وادي الشلالة شراد ثم ما تصفيه جبال زبيد عنس الجنوبية والشرقية وما تساقط من مخلاف بني عامر : صباح وجميع عزلة بني قيس خبان ويجتمع بسيل الحمضي في قرية الأجلب المذكورة ثم تنحدر بما تصفي من جبال عمار الشرقية وبلحارث وتلتقي بسيل بنا في ثريد وحمام دمت وتنزل كلها في مضيقين شاهقين املسين ثم ينضم اليها سايلة معبرة الاتية من قرية دمت وظاهر الرياشية والحبيشية وما تساقط من صفوح قرية المقرانة عاصمة الملك عامر بن عبد الوهاب بن طاهر ووادي الصفرا ثم من الظاهرتين ، ويمده جميع جبال مدينة جبن وشعابه وحصون الرّبيعتين ثم جبال الشعيب والأجعود ومريس وردفان ثم وادي حطيب من يافع وما يمده من الهضاب والشعاب من جنوبي ردمان ويظهر في أسافل يافع حيث يسمى أبين فيسقي ما خف الى البحر.
صفة جزيرة العرب
مقدمة الكتاب
والثاني وادي أبين وهو ما يلي لحج ومآتيه من شراد وبنا أرض رعين وقد ذكرناه (١).
______
(١) ان أراد المؤلف أنه ذكر بنا وشراد ذكرا مجملا فهذا ما لا ينكر وكذا أبين وإن أراد أنه ذكر مآتي وادي أبين فهذا ما لم يذكره تفصيلا ، ولا شك ان مياه أبين من هذين الواديين اللذين يشكلان الكثرة الكبيرة وما عداهما فروافد وفروع. وبما اني طوّفت على جميع مآتي وادي أبين وشاهدتها بالعيان بنفسي لفرص واتتني وصدف جميلة تهيأت لي رأيت تسجيلها هنا إتماما للفائدة فنقول : يتكون مياه وادى أبين من أصلين كبيرين أحدهما غربي والآخر شرقي ، فالغربي هي سيول بنا وهو الذي غلب على ميزاب أبين فتقول العامة : من أهل أبين وما صاقبهم من يافع وغيرها (نزل بنا أو دفع سيل بنا) والشرقي سيل خبان وهو شراد الشلالة والمطاحن ويسمى في كل جهة باسم ما يمر عليه ، والغالب في هذا الممر سيل خبان وتفصيل ذلك كما يلي :
وادي بنا له فرعان كل فرع يشكل سيلا عظيما من الروافد التي تمده وتسمى باسم خاص ، الفرع الأول : سيل الدلاني يهريق اليه اشراف منار بعد ان من شرقي قرية الجبجب وقرية ذي حيفان ثم عزلة العبس وعزلة الوسط من الشعر وشمالي التويتي والشعر أيضا ، وتجتمع كلها عند قرية الواطئة ثم يمده مساقط قرية الضمادي واشراف عزلة بني الحارث الجنوبي من يحصب العلو ونجد قيظان : فجرة قيظان ، من شرقيه ويمر بقرية الدلاني ، ويسمى مجموع ما ذكرنا سيل الدلاني ، ويشكل الممران أو السائلتان صورة مثلث تصير معهما قرية الواطئة كبارجة حربية تتقاذفها أمواج السيول ، ثم ينزل بنا الفرع الثاني للمياه الغربية لوادي بنا تسقط من غرب وجنوب قلة بني مسلم سحمر واشراف بني سبا وما تصفى من أعالي عزلة إرياب وبلحارث وتهبط حقل قتاب قاع الحقل ثم تمده الروافد القادمة من منهل مدينة يريم المسمى المريمة ومدينة منكث وظاهر عراس وغرب ظفار الملك الأثري وجميع الهضاب والأسداد ، وتهريق في الحقل ، ويجتمع مع ما ذكرنا في ذي الماء ، وهو سد الماء وتهبط وادي هلال بمياهه وشعابه وتلتقي مع سيل الدلاني أعلا قرية السدة ويرفدها ما جاء وانحط من سائلة حورة التي تتألف من جبال الأعماس والمرخام وجبل حجاج ويجتمع بما ذكرنا قبالة قرية السدة ويمد الجميع سيل الرداعي ومآتيه من قرية الحقلين جبل عصام وجنوب وشرق ظفار وغرب جبل شمر التي فيه محطة ظفار القديمة الى المشرق وبيت الأشول وهجارة وغير ذلك ويظهر في دار سعيد حيث يلتقي بما ذكرنا ويسمى الجميع «بنا» ويمد الكل ما تصفى من مياه سلسلة الجبال الغربية من الشعر وصفوح جبل العود الغربية وجبال عمار الغربية وكل سائلة تسمى باسم خاص كالسيل الأعور والأغبري ونحوهما ومجموعها يسمى بنا ويجتمع في ثريد وحمام دمت هذا الفرع الغربي لبنا.
الفرع الثاني : الذي سماه المؤلف شراد ، ويسمى اليوم سيل خبان وهو أيضا يشكل فرعين أحدهما غربي والآخر شرقي ، فمساقط الغربي من أعلا سد طمحان الواقع اليوم على طريق السيارة ومدخل مدينة يريم ومياه مدينة يريم وجبالها وهضابها وجميع مخلاف رعين الداخلي وجبال عراس الشرقية ويجتمع في وادي خاو ثم يمده مياه ماور ومليان وجميع شعاب قرية ذي الصولع ومصنعة كحلان : حصن كحلان وما حولها ويسقط على وادي الحمضي ثم وادي سبّان وجميع هضاب وجبال سودان وترفده وادي عصام من أعلا جبل شمّر من الشرق وعزلة يحير ، وجميع سلسلة الجبال التي يتكون منها وادي خبان وتنزل الى وادي قرية الأجلب من أزال ال عمار. وفرعه الشرقي وهو شراد ، بالشين المعجمة آخره دال ، وهو ما يسمى وادي الشلالة وتارة وادي المطاحن ووادي زبيد ، ومآتيه من جنوب منهل الدتان الى جنوب شرعة ، ومن حرة أسعد التي في وادي مطران من رعين ومساقط السد الأثري هناك ويسقط على وادي الشلالة شراد ثم ما تصفيه جبال زبيد عنس الجنوبية والشرقية وما تساقط من مخلاف بني عامر : صباح وجميع عزلة بني قيس خبان ويجتمع بسيل الحمضي في قرية الأجلب المذكورة ثم تنحدر بما تصفي من جبال عمار الشرقية وبلحارث وتلتقي بسيل بنا في ثريد وحمام دمت وتنزل كلها في مضيقين شاهقين املسين ثم ينضم اليها سايلة معبرة الاتية من قرية دمت وظاهر الرياشية والحبيشية وما تساقط من صفوح قرية المقرانة عاصمة الملك عامر بن عبد الوهاب بن طاهر ووادي الصفرا ثم من الظاهرتين ، ويمده جميع جبال مدينة جبن وشعابه وحصون الرّبيعتين ثم جبال الشعيب والأجعود ومريس وردفان ثم وادي حطيب من يافع وما يمده من الهضاب والشعاب من جنوبي ردمان ويظهر في أسافل يافع حيث يسمى أبين فيسقي ما خف الى البحر.
الثالث وادي يرامس وهو دون هذين والرابع دثينة والخامس أحور وقد ذكرناهما (١).
جبال السكاسك : جبل الصرّدف وجبل السودان من ظهر أديم. جبال الأشعوب : الصّلو الجامع لهم ثم بعد ذلك سامع ولحج وغير لحج ملح ، جبل صبر للحواشب جبال الرّكب : ذخر وشمير ومعبر والجدون (٢) ودباس والمرير جبال جعدة : (٣) من جبالهم العظمى جبل حرير وهو غير حزيز (٤) وجبل ردفان (٥) وأضرعة ومن حصونهم دون ذلك شكع (٦) والعسلم وحمرة.
مآثر هذه المواضع
مأثرة جبل السر ويسمى جبل الجناح فيظن من سمع هذا الاسم ان هذه المأثرة
______
(١) لم يذكر المؤلف تفاصيل ما في هذه الأودية وربما أنها سقطت من الأصول ورفقا بالقارىء من الملل نحيله على تفصيل ذلك الى كتاب المعجم.
(٢) سلف ذكر هذه الجبال وراجع نسب الحواشب «الاكليل ج ٢ ـ ٣٨١».
والجدون هنا بالجيم أوله والنون آخره وكذا في تاريخ عمارة ـ ٧٣ وفي ما سبق هناك ص ١٣٠ بالحاء المهملة وآخره ميم ولم نعثر على موقع الجدون أو الحدوم رغم البحث ودباس والمرير سلف ذكرهما ثم وقفنا على جبل الجدون بالنون آخر الحروف من جبال موزع.
(٣) جعدة وهم الاجعود يأتي ذكر بلادهم.
(٤) جبل حرير بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وتسكين الياء المثناة من تحت ثم راء ايضا وهو جبل مشهور يشتمل على قرى ومزارع ومنتجاته القات والبن والموز وجميع أنواع الحبوب ويقع جنوب قعطبة ومشرف عليها ويصب حرير في أبين ، وعداده من الأجعود من الجنوب اليمني وفي «ل» و «ب» حزيز بحاء ثم زائين بينهما ياء مثناة من تحت وهو غلط وقوله وهو غير حزيز بحاء وزائين بينهما ياء كذا في الأصول ولم نجد في هذه المنطقة اسما يشابه هذا الاسم لهذا تركناه على أصله.
(٥) جبل ردفان ويسمى جبال ردفان ويأتي ذكرها للمؤلف وشهرتها معروفة خصوصا في عصرنا لمناهضتهم الاستعمار البريطاني فهم أول من أطلقوا شرارة الحرية ببطولة نادرة ونضال مستمر نضال الأسود على عرينها واشبالها وكان لهم الضلع الأكبر في دنو أجل الاستعمار وكانت لهم مواقف مشرفة تستحق التخليد ، راجع التاريخ وتقع هذه الجبال جنوب قعطبة.
(٦) شكع بضم الشين المعجمة والكاف آخره عين مهملة نسب الى شكع بن الحارث بن زيد بن يريم ذي رعين وهو حصن وقرية من يافع السفلى بلاد المفلحي وهي غنية بالآثار. والعسلم بكسر العين واللام وسكون السين جبل منيف اعلى جبال المنطقة ودعوته يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم آخره هاء بلدة بين يافع والبيضا والدعوة يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم وبقية الحروف كالأول بلدة من أعمال ذي السفال ثم من شوائط وأضرعه ويقال لها ضرعة يأتي ذكرها.
جبال السكاسك : جبل الصرّدف وجبل السودان من ظهر أديم. جبال الأشعوب : الصّلو الجامع لهم ثم بعد ذلك سامع ولحج وغير لحج ملح ، جبل صبر للحواشب جبال الرّكب : ذخر وشمير ومعبر والجدون (٢) ودباس والمرير جبال جعدة : (٣) من جبالهم العظمى جبل حرير وهو غير حزيز (٤) وجبل ردفان (٥) وأضرعة ومن حصونهم دون ذلك شكع (٦) والعسلم وحمرة.
مآثر هذه المواضع
مأثرة جبل السر ويسمى جبل الجناح فيظن من سمع هذا الاسم ان هذه المأثرة
______
(١) لم يذكر المؤلف تفاصيل ما في هذه الأودية وربما أنها سقطت من الأصول ورفقا بالقارىء من الملل نحيله على تفصيل ذلك الى كتاب المعجم.
(٢) سلف ذكر هذه الجبال وراجع نسب الحواشب «الاكليل ج ٢ ـ ٣٨١».
والجدون هنا بالجيم أوله والنون آخره وكذا في تاريخ عمارة ـ ٧٣ وفي ما سبق هناك ص ١٣٠ بالحاء المهملة وآخره ميم ولم نعثر على موقع الجدون أو الحدوم رغم البحث ودباس والمرير سلف ذكرهما ثم وقفنا على جبل الجدون بالنون آخر الحروف من جبال موزع.
(٣) جعدة وهم الاجعود يأتي ذكر بلادهم.
(٤) جبل حرير بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وتسكين الياء المثناة من تحت ثم راء ايضا وهو جبل مشهور يشتمل على قرى ومزارع ومنتجاته القات والبن والموز وجميع أنواع الحبوب ويقع جنوب قعطبة ومشرف عليها ويصب حرير في أبين ، وعداده من الأجعود من الجنوب اليمني وفي «ل» و «ب» حزيز بحاء ثم زائين بينهما ياء مثناة من تحت وهو غلط وقوله وهو غير حزيز بحاء وزائين بينهما ياء كذا في الأصول ولم نجد في هذه المنطقة اسما يشابه هذا الاسم لهذا تركناه على أصله.
(٥) جبل ردفان ويسمى جبال ردفان ويأتي ذكرها للمؤلف وشهرتها معروفة خصوصا في عصرنا لمناهضتهم الاستعمار البريطاني فهم أول من أطلقوا شرارة الحرية ببطولة نادرة ونضال مستمر نضال الأسود على عرينها واشبالها وكان لهم الضلع الأكبر في دنو أجل الاستعمار وكانت لهم مواقف مشرفة تستحق التخليد ، راجع التاريخ وتقع هذه الجبال جنوب قعطبة.
(٦) شكع بضم الشين المعجمة والكاف آخره عين مهملة نسب الى شكع بن الحارث بن زيد بن يريم ذي رعين وهو حصن وقرية من يافع السفلى بلاد المفلحي وهي غنية بالآثار. والعسلم بكسر العين واللام وسكون السين جبل منيف اعلى جبال المنطقة ودعوته يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم آخره هاء بلدة بين يافع والبيضا والدعوة يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم وبقية الحروف كالأول بلدة من أعمال ذي السفال ثم من شوائط وأضرعه ويقال لها ضرعة يأتي ذكرها.
لشمر ذي الجناح وليس كذلك وهي مأثرة عظيمة تشابه بينون في الصفة وهي بالمعافر بالقرب من صحارة من شرقيها.
ومنها مصنعة وحاظة واسمها شباع وهي تشابه ناعط في القصور والكرف على باب القلعة من شرقيها موطا في القاع وكريف درداع (١) ويكون ستمائة ذراع في مثلها ومنها قلعة خدد معاندة لقلعة وحاظة (٢) بينهما ساعة من نهار وقلعة خدد (٣) هذه فيها قصر عظيم يقصر عنه الوصف. والقلعة بطريقين على باب كل طريق ماؤه فطريق القلعة من جنوبها عليها كريف يسمى الوفيت منقور في الصفا الأسود وعمقه في الأرض خمسون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا والطول خمسون ذراعا محجوز على جوانبه جدار يمنع السقوط فيه ، والماء الثاني من شمال الحصن على باب الحصن الثاني في جوبة من صفا كالبئر مطوي بالبلاط ودرج ينزل اليه من رأس الحصن بالسرج في الليل والنهار على مسيرة ساعة حتى يؤتى الى الماء ولا يعلم من يكون على باب البئر من فوق ومنها خربة سلوق وكانت مدينة عظيمة بأرض خدير واسم بقعتها اليوم حبيل الريبة (٤) وهي آثار
______
(١) كريف درداع : بزيادة الألف بعد الدال المهملة الثانية آخره عين مهملة وهو ما يسمى اليوم كريف ورداع باسم المدينة المعروفة ولم يبق من الستمائة ذراع غير قرابة ستين ذراعا اذ قد صارت حروثا ومزارع وهو في عزلة شبع.
(٢) وحاظة بضم الواو وآخره هاء ويقال أحاظة بضم الهمزة مثل وصاب وإصاب ، ووسامة وأسامة نسبت الى وحاظة ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن سدد بن زرعة وهو حمير الاصغر وكانت وحاظة تشكل مخلافا يشتمل على جبل حبيش واغواره وغيره وكانت عامرة بالعلماء والأعيان والأدباء والرؤساء الاماثل والفواكه والأعناب الى غير ذلك ونسب اليها عيسى بن ابراهيم الربعي اللغوي الوحاظي مؤلف «نظام الغريب» وكان مؤدب أولاد الملك علي بن محمد الصليحي وكذلك أخوه العلامة اسماعيل بن ابراهيم الوحاظي وله قصيدة في اللغة سماها «قيد الأوابد» أورد فيها خلال التفسير نوادر من محاسن الأخبار وانشد فيها محاسن من الأشعار وهاجرت قبيلة وحاظة الى الشام فانجبت عدة من النبلاء «انباه الرواة ج ١ ـ ١٩١» وهذه المصنعة أعلى جبل حبيش ثم في اعلى عزلة شبع وهي اليوم اطلال وحروث وتلك الكرف والقصور اصبحت حروثا لا تعرف. وشباع : بضم الشين المعجمة هي تسمى اليوم عزلة شبع بدون ألف وفي «ب» و «ل» بالسين المهملة وباقي الحروف كالأول.
(٣) خدد : ويقال حصن خدد ، وقلعة خدد ، بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة الأولى ثم دال آخره : يحتفظ باسمه مع شيء من نعوته التي وصفها المؤلف ، وقد شاهدته وقيدت مشاهداتي في بعض التآليف ، ويقع في عزلة العارضة من جبل حبيش ، وله في مسرح الأحداث حديث.
(٤) سلوق : بفتح السين المهملة وضم اللام آخره قاف : أنظر «معجم البلدان» و «معجم ما استعجم».
وحبيل الريبة : الحبيل بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ثم لام ، وهو الجبوب الذي يتدرج من الارتفاع شيئا فشيئا الى الانخفاض في استواء متواز وهي لغة باليمن دارجة على الألسن ، والريبة : بكسر الراء وسكون الياء المثناة وباء موحدة وهاء ، كذا في الأصول. وفي «معجم البلدان» ج ٣ ـ ٢٤٢ نقلا عن المؤلف «حسل الذيبة» بالحاء وسين مهملتين وهذا غلط فاحش ولعله خطأ مطبعي ، ولزيبة بالزاي وسائر الحروف كالأول وقد كان احفاء السؤال لأهل مخلاف خدير فعثرنا على جبل «الريدة» بالراء والياء المثناة من تحت والدال المهملة والهاء ولعله الأصح ، وقد زرت هذا المكان ويقع في الجنوب الغربي من مركز الراهدة اليوم بمسافة خمسة
ومنها مصنعة وحاظة واسمها شباع وهي تشابه ناعط في القصور والكرف على باب القلعة من شرقيها موطا في القاع وكريف درداع (١) ويكون ستمائة ذراع في مثلها ومنها قلعة خدد معاندة لقلعة وحاظة (٢) بينهما ساعة من نهار وقلعة خدد (٣) هذه فيها قصر عظيم يقصر عنه الوصف. والقلعة بطريقين على باب كل طريق ماؤه فطريق القلعة من جنوبها عليها كريف يسمى الوفيت منقور في الصفا الأسود وعمقه في الأرض خمسون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا والطول خمسون ذراعا محجوز على جوانبه جدار يمنع السقوط فيه ، والماء الثاني من شمال الحصن على باب الحصن الثاني في جوبة من صفا كالبئر مطوي بالبلاط ودرج ينزل اليه من رأس الحصن بالسرج في الليل والنهار على مسيرة ساعة حتى يؤتى الى الماء ولا يعلم من يكون على باب البئر من فوق ومنها خربة سلوق وكانت مدينة عظيمة بأرض خدير واسم بقعتها اليوم حبيل الريبة (٤) وهي آثار
______
(١) كريف درداع : بزيادة الألف بعد الدال المهملة الثانية آخره عين مهملة وهو ما يسمى اليوم كريف ورداع باسم المدينة المعروفة ولم يبق من الستمائة ذراع غير قرابة ستين ذراعا اذ قد صارت حروثا ومزارع وهو في عزلة شبع.
(٢) وحاظة بضم الواو وآخره هاء ويقال أحاظة بضم الهمزة مثل وصاب وإصاب ، ووسامة وأسامة نسبت الى وحاظة ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن سدد بن زرعة وهو حمير الاصغر وكانت وحاظة تشكل مخلافا يشتمل على جبل حبيش واغواره وغيره وكانت عامرة بالعلماء والأعيان والأدباء والرؤساء الاماثل والفواكه والأعناب الى غير ذلك ونسب اليها عيسى بن ابراهيم الربعي اللغوي الوحاظي مؤلف «نظام الغريب» وكان مؤدب أولاد الملك علي بن محمد الصليحي وكذلك أخوه العلامة اسماعيل بن ابراهيم الوحاظي وله قصيدة في اللغة سماها «قيد الأوابد» أورد فيها خلال التفسير نوادر من محاسن الأخبار وانشد فيها محاسن من الأشعار وهاجرت قبيلة وحاظة الى الشام فانجبت عدة من النبلاء «انباه الرواة ج ١ ـ ١٩١» وهذه المصنعة أعلى جبل حبيش ثم في اعلى عزلة شبع وهي اليوم اطلال وحروث وتلك الكرف والقصور اصبحت حروثا لا تعرف. وشباع : بضم الشين المعجمة هي تسمى اليوم عزلة شبع بدون ألف وفي «ب» و «ل» بالسين المهملة وباقي الحروف كالأول.
(٣) خدد : ويقال حصن خدد ، وقلعة خدد ، بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة الأولى ثم دال آخره : يحتفظ باسمه مع شيء من نعوته التي وصفها المؤلف ، وقد شاهدته وقيدت مشاهداتي في بعض التآليف ، ويقع في عزلة العارضة من جبل حبيش ، وله في مسرح الأحداث حديث.
(٤) سلوق : بفتح السين المهملة وضم اللام آخره قاف : أنظر «معجم البلدان» و «معجم ما استعجم».
وحبيل الريبة : الحبيل بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ثم لام ، وهو الجبوب الذي يتدرج من الارتفاع شيئا فشيئا الى الانخفاض في استواء متواز وهي لغة باليمن دارجة على الألسن ، والريبة : بكسر الراء وسكون الياء المثناة وباء موحدة وهاء ، كذا في الأصول. وفي «معجم البلدان» ج ٣ ـ ٢٤٢ نقلا عن المؤلف «حسل الذيبة» بالحاء وسين مهملتين وهذا غلط فاحش ولعله خطأ مطبعي ، ولزيبة بالزاي وسائر الحروف كالأول وقد كان احفاء السؤال لأهل مخلاف خدير فعثرنا على جبل «الريدة» بالراء والياء المثناة من تحت والدال المهملة والهاء ولعله الأصح ، وقد زرت هذا المكان ويقع في الجنوب الغربي من مركز الراهدة اليوم بمسافة خمسة
مدينة يوجد فيها خبث الحديد وقطاع الفضة والذهب والحلى والنقد واليها كانت العرب تنسب الدروع السلوقية والكلاب السّلوقية. ومنها جبل في مشرق وحاظة في رأس الجبل جثوة قصر منهدم باقية ذكر تشبّه العرب قصر هرز (١) لا يزال يوجد فيه الجوهر والذهب والناس يغزونه كما يغزون خربات الجوف.
وفي هذا النهج من المساجد الشريفة : مسجد الجند ، ومسجد نهرة وهو في رأس الشوافي (٢) من شمالي الجبل الى جانب الحجر المسمى مسجد الحي ، ومسجد معاذ بصيد (٣) ومسجد جبل صنعان في رأس جبل الهان (٤) المشهور فيه البياض ليلة كل جمعة ، ويسمع فيه الأذان ولا يزال الزوار فيه من كل موضع (٥) ، ومسجد شاهر في رأس جبل ملحان وشاهر قرن في رأس جبل ملحان يقال إن فيه تسعا وتسعين عينا من الماء وهو مسجد شريف يقال : إنه لا بد في آخر الزمان أن تظهر فيه علامة من نار أو غير ذلك والله أعلم.
ومنها الكنز المنظور المحظور بين جبل جرابي وجبل ملحان مقابلا لشط الدّبة من وادي عيّان ليس بعيان (٦) وهو الى جانب جبل الظاهر المعروف بجبل المضرب من ملحان
______
أميال وطوّفت حوله ولم أجد مما ذكره المؤلف وأظن ان بعد العهد قد اخفى من سلوق كل شيء كما أني دونت ما شاهدته في مذكراتي.
(١) الجثوة : مثلثة الجيم في الأصل : الجذر العظيم من الشجر ، ويطلق على الحجارة المجموعة والكلمة جارية على الألسن حتى عند الزراع. وقوله : منهدم باقيه .. الخ. في العبارة غموض ولعلها باقية ، له ذكر عند العرب ، تسميه العرب قصر هرز. وقد بحثت مع أهل شباع عن هذا القصر فلم ينبئوني عنه بشيء ، وهناك حصن يسمى زهران وتارة الظفر كما ان هناك جربة تسمى جربة الذهب يعثر في موسم الأمطار على قطع الذهب والفضة.
(٢) الشوافي : مخلاف عظيم يأتي ذكره في مخلاف السحول في الشمال الغربي من مدينة اب بنحو ميلين. ونهرة : بفتح النون وسكون الهاء آخره راء وهاء ، وفي «ب» و «ل» ثهرة بالثاء المثلثة أوله وباقي الحروف كالأول ، وهم أعلى جبل خضرا من جبل حبيش وقد زرته والمسجد خراب وقد سجلت مشاهداتي في «المعجم».
(٣) معاذ بن جبل الأنصاري الصحابي المعروف ، وصيد سمارة ومسجد صيد هو ما يسمى مسجد الضربة ويطل على قاع الحقل من الغرب.
(٤) صنعان : بكسر الصاد المهملة آخره نون كما ينطق به أهله ، والمسجد عامر يزار على ان فيه وليا من عباد الله الصالحين.
(٥) نقل المؤلف لهذا الكلام على حد الشهرة في كلا الموضعين لا على جهة الاعتقاد.
(٦) سلف الكلام على هذه المواضع كما ان عيان يضبطها في «ب» و «ل» بالشكل بفتح العين وتشديد الياء بينما ينطق بها اليوم بتخفيف الياء وفتح العين ، وقد بينا موقعها وانها من بلاد المحويت روعيان سفيان بكسر العين وتخفيف الياء.
149
وفي هذا النهج من المساجد الشريفة : مسجد الجند ، ومسجد نهرة وهو في رأس الشوافي (٢) من شمالي الجبل الى جانب الحجر المسمى مسجد الحي ، ومسجد معاذ بصيد (٣) ومسجد جبل صنعان في رأس جبل الهان (٤) المشهور فيه البياض ليلة كل جمعة ، ويسمع فيه الأذان ولا يزال الزوار فيه من كل موضع (٥) ، ومسجد شاهر في رأس جبل ملحان وشاهر قرن في رأس جبل ملحان يقال إن فيه تسعا وتسعين عينا من الماء وهو مسجد شريف يقال : إنه لا بد في آخر الزمان أن تظهر فيه علامة من نار أو غير ذلك والله أعلم.
ومنها الكنز المنظور المحظور بين جبل جرابي وجبل ملحان مقابلا لشط الدّبة من وادي عيّان ليس بعيان (٦) وهو الى جانب جبل الظاهر المعروف بجبل المضرب من ملحان
______
أميال وطوّفت حوله ولم أجد مما ذكره المؤلف وأظن ان بعد العهد قد اخفى من سلوق كل شيء كما أني دونت ما شاهدته في مذكراتي.
(١) الجثوة : مثلثة الجيم في الأصل : الجذر العظيم من الشجر ، ويطلق على الحجارة المجموعة والكلمة جارية على الألسن حتى عند الزراع. وقوله : منهدم باقيه .. الخ. في العبارة غموض ولعلها باقية ، له ذكر عند العرب ، تسميه العرب قصر هرز. وقد بحثت مع أهل شباع عن هذا القصر فلم ينبئوني عنه بشيء ، وهناك حصن يسمى زهران وتارة الظفر كما ان هناك جربة تسمى جربة الذهب يعثر في موسم الأمطار على قطع الذهب والفضة.
(٢) الشوافي : مخلاف عظيم يأتي ذكره في مخلاف السحول في الشمال الغربي من مدينة اب بنحو ميلين. ونهرة : بفتح النون وسكون الهاء آخره راء وهاء ، وفي «ب» و «ل» ثهرة بالثاء المثلثة أوله وباقي الحروف كالأول ، وهم أعلى جبل خضرا من جبل حبيش وقد زرته والمسجد خراب وقد سجلت مشاهداتي في «المعجم».
(٣) معاذ بن جبل الأنصاري الصحابي المعروف ، وصيد سمارة ومسجد صيد هو ما يسمى مسجد الضربة ويطل على قاع الحقل من الغرب.
(٤) صنعان : بكسر الصاد المهملة آخره نون كما ينطق به أهله ، والمسجد عامر يزار على ان فيه وليا من عباد الله الصالحين.
(٥) نقل المؤلف لهذا الكلام على حد الشهرة في كلا الموضعين لا على جهة الاعتقاد.
(٦) سلف الكلام على هذه المواضع كما ان عيان يضبطها في «ب» و «ل» بالشكل بفتح العين وتشديد الياء بينما ينطق بها اليوم بتخفيف الياء وفتح العين ، وقد بينا موقعها وانها من بلاد المحويت روعيان سفيان بكسر العين وتخفيف الياء.
149
#وجوه_سبتمبرية
#عبدالرقيب عبدالوهاب الذبحاني
بطل الجمهورية الذي كافأه الطائفيون في صنعاء بالسحل
.
في 24 يناير1969 م، أغتالت القوى الطائفية المسيطرة على صنعاء التي فرت من وجه الملكيين في حرب السبعين يوما،قائد عملية فك الحصار الملكي عن صنعاء، البطل الفذ، عبدالرقيب عبدالوهاب.
كانت واقعة القتل البشعة شهادة وفاة الجمهورية الأولى التي كافح من أجلها أبناء اليمن الأحرار، واستمرت عنوان الجمهورية المسخ التي ظلت تتأرجح بين مد وجزر،حتى سلمها صالح، الإمتداد المريض لذات المجموعة الطائفية،لأسلاف عائلة حميد الدين بعد 52 عاما من ثورة 26 سبتبمر .
سيرة البطل الجمهوري الذي دوخ الملكيين وأثار حقد الطائفيين في جلباب الجمهورية
ولد عبدالرقيب عبدالوهاب البناء، في 28 يناير 1943 بقرية ذلقان في منطقة ذبحان بمديرية الشمايتين ، الحجرية تعز. واللافت شهر ميلاده، سيكون هو نفسه تاريخ استشهاده وعمره 26 عاما.
كما هو حال أبناء تلك المرحلة، كانت القرية هي حاضنة خطواته الأولى للتعليم، حيث التحق بكتاب القرية، ولاحقاً انتقل الى مدينة عدن، حيث درس فيها الإعدادية والثانوية في إحدى مدارس الأحرار اليمنيين الذين اتخذوا من عدن مقرا لممارسة أنشطتهم السياسية المعارضة للإمام يحي وأبنه احمد لاحقاً جنبا الى جنب مع الحرص على التعليم وإنشاء المدارس الحديثة.
وبينما كان يتلقى التعليم، كان الطالب الريفي المكافح يعمل لدى إحدى المطابع لإعالة نفسه وتدبير مصاريفه الدراسية.
عندما أشتعلت ثورة 26 سبتمبر عام 1962 كان قد بلغ من العمر 19 عاماً فأنتقل الشاب المتحمس، عبدالرقيب مع يمنيين كثر من أبناء محافظة تعز وعدن وبقية المحافظات اليمنية،الى صنعاء، والتحق بالجيش للدفاع عن الجمهورية الوليدة، وشارك في كثير من معارك الثورة ضد فلول الملكيين.
عام 1964 سافر الى القاهرة لمتابعة دراسته العسكرية،حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها، وحصل على دورتين عسكريتين في الصاعقة والمظلات، وعين بعد عودته الى صنعاء، قائداً لمدرسة الصاعقة، ثم قائدا لقوات الصاعقة أبرز تشكيلات الجيش الجمهوري.
لقد كان قائداً فدائياً ،مخلصاً ظل يؤدي واجبه الوطني مفعماً بإحساس القائد الذي يضع رأسه على كفه
بعد شهر واحد فقط على انجلاء غبار المعركة، واستقرار الأمر لمصلحة الجيش الجمهوري " "بدأت الفلول الهاربة من ذوي الرتب الكبيرة من أنصار الانقلاب، تعود الى صنعاء" لترتيب أوضاعها "حاملة بين جنباتها بذور الحقد والغدر والخيانة نحوأولئك الأبطال من صغار الضباط وشباب المقاومة الشعبية... الذين اكتسبوا محبة الملايين ... وبدأت الخسة والنذالة تكشر عن أنيابها، الخبيثة مرة أخرى فبدأت المؤامرات تحاك للقضاء على أبطال حرب السبعين يوما".
كان فرار هؤلاء الأدعياء من المعركة هو الذي فرض إسناد قيادة معظم القوات الى الضباط الصغار، وكان معظم هؤلاء الضباط من المناطق شافعية المذهب، فأستل هؤلاء سلاحا خطيراً طالما كان سنداً للأئمة في معركة ضرب اليمنيين، وكانت النعرات الطائفية سلاحهم الأثير لبدء معركتهم الخاصة لاستعادة ما يعتقدون أنها سلطة تخصهم.
في الكتاب محدود الإنتشار الذي تبقى من رواية الزعيم عبدالغني مطهر، يشير الرجل الى لجوء تلك القيادات العسكرية الفارة من المعركة الى استخدام الورقة الطائفية لتأليب الناس ضد أبطال معركة السبعين الجمهوريين.
" بدأوا يوسوسون في صدور الناس ويرددون همساتهم الخبيثة، في كل مكان بأن الشوافع، قد أصبحوا هم المسيطرين على مقاليد الأمور في القوات المسلحة، وانهم سوف يقضون على جميع الزيود " هذا ما يؤكده الرجل الذي عاش مرارات المرحلة ودفع كل أمواله لمساندة الثورة والجمهورية فانتهى منفياً، بينما سبقه آخرون الى التصفية والقتل.
لقد كان الفريق حسن العمري أحد أركان انقلاب 5 نوفمبر، وكان في القاهرة حينما تم استدعاؤه مع اقتراب حصار السبعين يوما من الشهر، وتم تعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة، ورئيسا للوزراء، وكان واحدا من صناع ملحمة السبعين، لكن نزعته الطائفية تغلبت على مواقفه، حين انضم " الى فريق المتآمرين الحاقدين متأثرا بالنعرة الطائفية" وفقا لكتاب الزعيم مطهر.
كان على رأس هذه المجموعة الفارة التي عادت لتسوية حسابها مع ابطال الجمهورية العقيد علي سيف الخولاني الذي رفض قيادة المعركة ضد الملكيين في ذروة حصار صنعاء.
لقد خاضت هذه المجموعة حربها التحريضية ذات الطابع الطائفي ضد قادة وحدات الجيش الجمهوري وبين أفراده، ، فوصلت الى القرى والمساجد وخطب الجمعة متماهية مع خطاب الملكيين، " فنجحت في غرس بذور الكراهية في نفوس العديد من الإخوة في صنعاء نحو كل شافعي ، وكان طبيعيا أن يكون الشر والغدر هو الحصاد المشؤوم لتلك المؤامرة الدنيئة" طبقا للزعيم مطهر.
#عبدالرقيب عبدالوهاب الذبحاني
بطل الجمهورية الذي كافأه الطائفيون في صنعاء بالسحل
.
في 24 يناير1969 م، أغتالت القوى الطائفية المسيطرة على صنعاء التي فرت من وجه الملكيين في حرب السبعين يوما،قائد عملية فك الحصار الملكي عن صنعاء، البطل الفذ، عبدالرقيب عبدالوهاب.
كانت واقعة القتل البشعة شهادة وفاة الجمهورية الأولى التي كافح من أجلها أبناء اليمن الأحرار، واستمرت عنوان الجمهورية المسخ التي ظلت تتأرجح بين مد وجزر،حتى سلمها صالح، الإمتداد المريض لذات المجموعة الطائفية،لأسلاف عائلة حميد الدين بعد 52 عاما من ثورة 26 سبتبمر .
سيرة البطل الجمهوري الذي دوخ الملكيين وأثار حقد الطائفيين في جلباب الجمهورية
ولد عبدالرقيب عبدالوهاب البناء، في 28 يناير 1943 بقرية ذلقان في منطقة ذبحان بمديرية الشمايتين ، الحجرية تعز. واللافت شهر ميلاده، سيكون هو نفسه تاريخ استشهاده وعمره 26 عاما.
كما هو حال أبناء تلك المرحلة، كانت القرية هي حاضنة خطواته الأولى للتعليم، حيث التحق بكتاب القرية، ولاحقاً انتقل الى مدينة عدن، حيث درس فيها الإعدادية والثانوية في إحدى مدارس الأحرار اليمنيين الذين اتخذوا من عدن مقرا لممارسة أنشطتهم السياسية المعارضة للإمام يحي وأبنه احمد لاحقاً جنبا الى جنب مع الحرص على التعليم وإنشاء المدارس الحديثة.
وبينما كان يتلقى التعليم، كان الطالب الريفي المكافح يعمل لدى إحدى المطابع لإعالة نفسه وتدبير مصاريفه الدراسية.
عندما أشتعلت ثورة 26 سبتمبر عام 1962 كان قد بلغ من العمر 19 عاماً فأنتقل الشاب المتحمس، عبدالرقيب مع يمنيين كثر من أبناء محافظة تعز وعدن وبقية المحافظات اليمنية،الى صنعاء، والتحق بالجيش للدفاع عن الجمهورية الوليدة، وشارك في كثير من معارك الثورة ضد فلول الملكيين.
عام 1964 سافر الى القاهرة لمتابعة دراسته العسكرية،حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها، وحصل على دورتين عسكريتين في الصاعقة والمظلات، وعين بعد عودته الى صنعاء، قائداً لمدرسة الصاعقة، ثم قائدا لقوات الصاعقة أبرز تشكيلات الجيش الجمهوري.
لقد كان قائداً فدائياً ،مخلصاً ظل يؤدي واجبه الوطني مفعماً بإحساس القائد الذي يضع رأسه على كفه
بعد شهر واحد فقط على انجلاء غبار المعركة، واستقرار الأمر لمصلحة الجيش الجمهوري " "بدأت الفلول الهاربة من ذوي الرتب الكبيرة من أنصار الانقلاب، تعود الى صنعاء" لترتيب أوضاعها "حاملة بين جنباتها بذور الحقد والغدر والخيانة نحوأولئك الأبطال من صغار الضباط وشباب المقاومة الشعبية... الذين اكتسبوا محبة الملايين ... وبدأت الخسة والنذالة تكشر عن أنيابها، الخبيثة مرة أخرى فبدأت المؤامرات تحاك للقضاء على أبطال حرب السبعين يوما".
كان فرار هؤلاء الأدعياء من المعركة هو الذي فرض إسناد قيادة معظم القوات الى الضباط الصغار، وكان معظم هؤلاء الضباط من المناطق شافعية المذهب، فأستل هؤلاء سلاحا خطيراً طالما كان سنداً للأئمة في معركة ضرب اليمنيين، وكانت النعرات الطائفية سلاحهم الأثير لبدء معركتهم الخاصة لاستعادة ما يعتقدون أنها سلطة تخصهم.
في الكتاب محدود الإنتشار الذي تبقى من رواية الزعيم عبدالغني مطهر، يشير الرجل الى لجوء تلك القيادات العسكرية الفارة من المعركة الى استخدام الورقة الطائفية لتأليب الناس ضد أبطال معركة السبعين الجمهوريين.
" بدأوا يوسوسون في صدور الناس ويرددون همساتهم الخبيثة، في كل مكان بأن الشوافع، قد أصبحوا هم المسيطرين على مقاليد الأمور في القوات المسلحة، وانهم سوف يقضون على جميع الزيود " هذا ما يؤكده الرجل الذي عاش مرارات المرحلة ودفع كل أمواله لمساندة الثورة والجمهورية فانتهى منفياً، بينما سبقه آخرون الى التصفية والقتل.
لقد كان الفريق حسن العمري أحد أركان انقلاب 5 نوفمبر، وكان في القاهرة حينما تم استدعاؤه مع اقتراب حصار السبعين يوما من الشهر، وتم تعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة، ورئيسا للوزراء، وكان واحدا من صناع ملحمة السبعين، لكن نزعته الطائفية تغلبت على مواقفه، حين انضم " الى فريق المتآمرين الحاقدين متأثرا بالنعرة الطائفية" وفقا لكتاب الزعيم مطهر.
كان على رأس هذه المجموعة الفارة التي عادت لتسوية حسابها مع ابطال الجمهورية العقيد علي سيف الخولاني الذي رفض قيادة المعركة ضد الملكيين في ذروة حصار صنعاء.
لقد خاضت هذه المجموعة حربها التحريضية ذات الطابع الطائفي ضد قادة وحدات الجيش الجمهوري وبين أفراده، ، فوصلت الى القرى والمساجد وخطب الجمعة متماهية مع خطاب الملكيين، " فنجحت في غرس بذور الكراهية في نفوس العديد من الإخوة في صنعاء نحو كل شافعي ، وكان طبيعيا أن يكون الشر والغدر هو الحصاد المشؤوم لتلك المؤامرة الدنيئة" طبقا للزعيم مطهر.
في 18 مارس 1968 بينما كان القائد عبدالرقيب عبدالوهاب، على رصيف ميناء الحديدة يقوم بممارسة مهامه كقائد لأركان الجيش ويستلم شحنة سلاح، رفقة القائد علي مثني جبران، قدم الى المكان الفريق حسن العمري، يصاحبه العقيد الفار من المعركة علي سيف الخولاني.
وقد افتعل الخولاني مشادة مع قائد معركة النصر عبدالرقيب عبد الوهاب، والثابت وفقا لروايات كثيرة أنه أطلق وصفا عنصريا ضد القائد علي مثني جبران ووصفه بابن الحبشية، معيرا إياه بأمه التي أرضعت المناضل الصلابة والوفاء لبلده ، وقد عرفته معارك السبعين، بطلا يذيق الملكيين الويلات، بينما كان الخولاني يمني الأبوين، يفر كأي مهزوم من معركة لم تبدأ بعد.
طبق الروايات فقد بادر الفريق العمري الى استخدام وصف مناطقي ضد القائد عبدالرقيب عبدالوهاب، وغادر الميناء، ليوجه قوات عسكرية بقصف مقر المقاومة الشعبية التي شاركت بفعاليه في معركة النصر السبعيني الى جانب عبدالوهاب، ليبدأ فصل المؤامرة الأكبر ضد الجمهورية التي انتهت الى مسخ.
قد كان قائداً فدائياً ،مخلصاً ظل يؤدي واجبه الوطني مفعماً بإحساس القائد الذي يضع رأسه على كفه، بينما كانت المؤامرات والعواصف تزمجر للإطاحة بالجمهورية ودخول المرتزقة والأجراء بقيادة الفرنسي بوب دينارعلى خط الحرب الى جانب الملكيين المدعومين من السعودية.
بعد نكسة يونيو حزيران واجهت مصر ظغوطات كبيرة أدت الى سحب وحدات الجيش المصري الذي ساهم بفعالية في دعم النظام الجمهوري والجيش اليمني.
مع بدء سحب أولى الوحدات، كان هناك تحركاً داخليا قد بدأ بانقلاب 5 نوفمبر كترجمة حرفية لبداية مرحلة تبين لاحقاً أنها استهدفت قادة ثورة 26 سبتبمر و"تصفية القوات اليمنية والأجهزة الامنية، من خيرة العناصر الوطنية"، حيث تم اعتقالهم وإيداعهم السجون.
كان على رأس هؤلاء المستهدفون المناضل الجسور ،ابو الثورة، ورجل الأعمال السخي عبدالغني مطهر، وآخرين وضعوا في سجن القلعة الرهيب بحجة، الذي كان يستخدمه الإمام لسجن الثوار.
قبل إكمال الحصار، واقتراب الملكيين من إحكام قبضتهم على كامل محيط صنعاء، كان الانقلابيون قد شرعوا في اجراءات "إعادة تنظيم الجيش ومناقشة متطلباته".
كانت المفاجأة كبيرة، فكبار الضباط المؤيدين للإنقلاب، رفضوا قرارات تعيينهم في رئاسة هيئة الأركان، والثابت أن هذه الحقيقة لا ترد كثيرا في روايات " الأبطال المزيفين" الذين كانوا جزءا من مؤامرة ضرب الجمهورية.
رفض العقيد علي سيف الخولاني تولي المهمة رغم صدور قرار تعيينه، وكان قد م من القاهرة الى صنعاء رفقة حسين الدفعي، لكنه أقفل راجعا القاهرة مرة أخرى، رافضا تحمل المسؤولية.
نفس الأمر فعله عدد من ذوي الرتب الكبيرة وبعضهم اعضاء في قيادة النوفمبريين بصنعاء، كحمود بيدر، فضلا عن حسين المسوري، الضابط الذي سيكون لاحقا واحدا من أعوان نظام علي صالح وشبكته الفاسدة.
يقول المناضل والقائد عبدالغني مطهر في كتاب يوم ولد اليمن مجده " فر حمود بيدر الى القاهرة من صنعاء ومعه محافظ الحديدة العقيد عبدالله الضبي .. وهكذا كان موقف كبار العسكريين من أنصار حركة إنقلاب 5 نوفمبر، في الوقت الذي كان فيه الوطن يواجه أياماً عصيبة، حاسمة في تاريخ ثورته، التي ضحى من أجلها أحرار اليمن بأرواحهم ودمائهم واموالهم ".
حينما فر الجمهوريون الأدعياء وهم يرون قوات الملكيين تطبق الحصار على صنعاء،" لم يكن أمام زعماء انقلاب 5 نوفمبر، سوى إسناد المناصب القيادية في الجيش الى عدد من الضباط ذوي الرتب الصغيرة " يضيف مطهر.
وقت فرارهم من المسؤولية الوطنية، كان ثمة رجال أفذاذ يخوضون ببسالة حرباً وجودية للدفاع عن الجمهورية، وكان الرائد عبدالرقيب عبدالوهاب، قائد قوات الصاعقة، هو الذي وقع عليه إختيار الإنقلابيين لرئاسة هيئة أركان حرب القوات المسلحة، مع احتفاظه بقيادة قوات الصاعقة في نفس الوقت، ورقي الى رتبة مقدم،وقد حدث ذلك في ديسمبر 1967.
الى جانب عبدالوهاب، أسندت، قيادة المظلات الى الرائدين محمد مهيوب الوحش، وحمود ناجي، وقيادة المدفعية الى الرائد علي مثنى جبران، أما قيادة الصواريخ الى الملازم غازي علي عبده، وتم اسناد قيادة قوات المشاة الى الرائد محمد صالح فرحان.
مع اشتداد الحصار نزح المجلس الجمهوري برئاسة القاضي الإرياني، الى الحديدة، واختار اعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي، مدينة تعز مقصداً، وكذلك فعل كبار ضباط إنقلاب 5 نوفمبر، في وقت كانت صنعاء أحوج ما تكون اليهم " فمنهم من توجه الى بغداد ومنهم من فر الى دمشق أو القاهرة، أو الجزائر" كما يروي القائد مطهر.
حيال ذلك " الموقف المؤسف من انصار انقلاب 5 نوفمبر، طلب القاضي عبدالرحمن الإرياني، من الرائد عبدالرقيب عبدالوهاب، وزملائه البواسل أن يوقفوا القتال ويشرعوا في التفاوض مع أعداء الثورة والجمهورية لوضع اتفاقية سلام ". وفقا لكتاب يوم ولد اليمن مجده.
وقد افتعل الخولاني مشادة مع قائد معركة النصر عبدالرقيب عبد الوهاب، والثابت وفقا لروايات كثيرة أنه أطلق وصفا عنصريا ضد القائد علي مثني جبران ووصفه بابن الحبشية، معيرا إياه بأمه التي أرضعت المناضل الصلابة والوفاء لبلده ، وقد عرفته معارك السبعين، بطلا يذيق الملكيين الويلات، بينما كان الخولاني يمني الأبوين، يفر كأي مهزوم من معركة لم تبدأ بعد.
طبق الروايات فقد بادر الفريق العمري الى استخدام وصف مناطقي ضد القائد عبدالرقيب عبدالوهاب، وغادر الميناء، ليوجه قوات عسكرية بقصف مقر المقاومة الشعبية التي شاركت بفعاليه في معركة النصر السبعيني الى جانب عبدالوهاب، ليبدأ فصل المؤامرة الأكبر ضد الجمهورية التي انتهت الى مسخ.
قد كان قائداً فدائياً ،مخلصاً ظل يؤدي واجبه الوطني مفعماً بإحساس القائد الذي يضع رأسه على كفه، بينما كانت المؤامرات والعواصف تزمجر للإطاحة بالجمهورية ودخول المرتزقة والأجراء بقيادة الفرنسي بوب دينارعلى خط الحرب الى جانب الملكيين المدعومين من السعودية.
بعد نكسة يونيو حزيران واجهت مصر ظغوطات كبيرة أدت الى سحب وحدات الجيش المصري الذي ساهم بفعالية في دعم النظام الجمهوري والجيش اليمني.
مع بدء سحب أولى الوحدات، كان هناك تحركاً داخليا قد بدأ بانقلاب 5 نوفمبر كترجمة حرفية لبداية مرحلة تبين لاحقاً أنها استهدفت قادة ثورة 26 سبتبمر و"تصفية القوات اليمنية والأجهزة الامنية، من خيرة العناصر الوطنية"، حيث تم اعتقالهم وإيداعهم السجون.
كان على رأس هؤلاء المستهدفون المناضل الجسور ،ابو الثورة، ورجل الأعمال السخي عبدالغني مطهر، وآخرين وضعوا في سجن القلعة الرهيب بحجة، الذي كان يستخدمه الإمام لسجن الثوار.
قبل إكمال الحصار، واقتراب الملكيين من إحكام قبضتهم على كامل محيط صنعاء، كان الانقلابيون قد شرعوا في اجراءات "إعادة تنظيم الجيش ومناقشة متطلباته".
كانت المفاجأة كبيرة، فكبار الضباط المؤيدين للإنقلاب، رفضوا قرارات تعيينهم في رئاسة هيئة الأركان، والثابت أن هذه الحقيقة لا ترد كثيرا في روايات " الأبطال المزيفين" الذين كانوا جزءا من مؤامرة ضرب الجمهورية.
رفض العقيد علي سيف الخولاني تولي المهمة رغم صدور قرار تعيينه، وكان قد م من القاهرة الى صنعاء رفقة حسين الدفعي، لكنه أقفل راجعا القاهرة مرة أخرى، رافضا تحمل المسؤولية.
نفس الأمر فعله عدد من ذوي الرتب الكبيرة وبعضهم اعضاء في قيادة النوفمبريين بصنعاء، كحمود بيدر، فضلا عن حسين المسوري، الضابط الذي سيكون لاحقا واحدا من أعوان نظام علي صالح وشبكته الفاسدة.
يقول المناضل والقائد عبدالغني مطهر في كتاب يوم ولد اليمن مجده " فر حمود بيدر الى القاهرة من صنعاء ومعه محافظ الحديدة العقيد عبدالله الضبي .. وهكذا كان موقف كبار العسكريين من أنصار حركة إنقلاب 5 نوفمبر، في الوقت الذي كان فيه الوطن يواجه أياماً عصيبة، حاسمة في تاريخ ثورته، التي ضحى من أجلها أحرار اليمن بأرواحهم ودمائهم واموالهم ".
حينما فر الجمهوريون الأدعياء وهم يرون قوات الملكيين تطبق الحصار على صنعاء،" لم يكن أمام زعماء انقلاب 5 نوفمبر، سوى إسناد المناصب القيادية في الجيش الى عدد من الضباط ذوي الرتب الصغيرة " يضيف مطهر.
وقت فرارهم من المسؤولية الوطنية، كان ثمة رجال أفذاذ يخوضون ببسالة حرباً وجودية للدفاع عن الجمهورية، وكان الرائد عبدالرقيب عبدالوهاب، قائد قوات الصاعقة، هو الذي وقع عليه إختيار الإنقلابيين لرئاسة هيئة أركان حرب القوات المسلحة، مع احتفاظه بقيادة قوات الصاعقة في نفس الوقت، ورقي الى رتبة مقدم،وقد حدث ذلك في ديسمبر 1967.
الى جانب عبدالوهاب، أسندت، قيادة المظلات الى الرائدين محمد مهيوب الوحش، وحمود ناجي، وقيادة المدفعية الى الرائد علي مثنى جبران، أما قيادة الصواريخ الى الملازم غازي علي عبده، وتم اسناد قيادة قوات المشاة الى الرائد محمد صالح فرحان.
مع اشتداد الحصار نزح المجلس الجمهوري برئاسة القاضي الإرياني، الى الحديدة، واختار اعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي، مدينة تعز مقصداً، وكذلك فعل كبار ضباط إنقلاب 5 نوفمبر، في وقت كانت صنعاء أحوج ما تكون اليهم " فمنهم من توجه الى بغداد ومنهم من فر الى دمشق أو القاهرة، أو الجزائر" كما يروي القائد مطهر.
حيال ذلك " الموقف المؤسف من انصار انقلاب 5 نوفمبر، طلب القاضي عبدالرحمن الإرياني، من الرائد عبدالرقيب عبدالوهاب، وزملائه البواسل أن يوقفوا القتال ويشرعوا في التفاوض مع أعداء الثورة والجمهورية لوضع اتفاقية سلام ". وفقا لكتاب يوم ولد اليمن مجده.
لكن رد القائد عبدالرقيب ورفاقه جاء صارخا وثابتاً " إن مبدأ الإستستلام مرفوض، وأننا سوف نقاتل حتى آخر قطرة من دمائنا" يؤكد الزعيم الراحل بعدالغني مطهر في روايته لتلك المرحلة.
كان القائد عبدالرقيب عبدالوهاب، لا يشرف على المعركة فحسب كرئيس هيئة أركان القوات المسلحة، بل كقائد لقوات الصاعقة، حيث يخوض ميدانيا معركته الكبيرة شمال صنعاء عند مصنع الغزل والنسيج في مواجهة القوات المحاِصرة، بقيادة أكثر رجال الملكيين شهرة : قاسم منصر، وأذاقه شرهزيمة وتمكن من طرد الملكيين من هناك ودحرهم.
لقد كانت ملحمة وطنية خالدة.
" ولسوف يسجل التاريخ بكل الفخار لهؤلاء الأبطال جميعا استماتتهم، في الدفاع عن كيان الوطن،وصمودهم الرائع وتصديهم الباسل لكل المتربصين بالنظام الجمهوري " يقول الزعيم الوطني عبدالغني مطهر.
مع حلول شهر فبراير 1968 كان عبدالرقيب ورفاقه، قد نجحوا في فك الحصارعن صنعاء ، ويئس الملكيون من اسقاط النظام الجمهوري، فتوقفت الحرب، لكن، الفارون من معركة الدفاع عن الجمهورية بدأوا يرتبون لمعركة أخرى تخصهم وتخص نزعاتهم العصبوية البغضية التي قامت الجمهورية لطمسها وبناء جمهورية اليمنيين بكل طوائفهم.
كان القائد عبدالرقيب عبدالوهاب، لا يشرف على المعركة فحسب كرئيس هيئة أركان القوات المسلحة، بل كقائد لقوات الصاعقة، حيث يخوض ميدانيا معركته الكبيرة شمال صنعاء عند مصنع الغزل والنسيج في مواجهة القوات المحاِصرة، بقيادة أكثر رجال الملكيين شهرة : قاسم منصر، وأذاقه شرهزيمة وتمكن من طرد الملكيين من هناك ودحرهم.
لقد كانت ملحمة وطنية خالدة.
" ولسوف يسجل التاريخ بكل الفخار لهؤلاء الأبطال جميعا استماتتهم، في الدفاع عن كيان الوطن،وصمودهم الرائع وتصديهم الباسل لكل المتربصين بالنظام الجمهوري " يقول الزعيم الوطني عبدالغني مطهر.
مع حلول شهر فبراير 1968 كان عبدالرقيب ورفاقه، قد نجحوا في فك الحصارعن صنعاء ، ويئس الملكيون من اسقاط النظام الجمهوري، فتوقفت الحرب، لكن، الفارون من معركة الدفاع عن الجمهورية بدأوا يرتبون لمعركة أخرى تخصهم وتخص نزعاتهم العصبوية البغضية التي قامت الجمهورية لطمسها وبناء جمهورية اليمنيين بكل طوائفهم.
سعيد أحمد إسماعيل #الجناحي
كاتب صحافي مخضرم وأديب ومؤرخ ولد في قرية الأشعاب/ الأغابرة، اليمن في 7 ديسمبر 1937.. غادر قريته إلى عدن وهو بعمر 12 سنه إلى حيث كان والده قد فضل الإستقرار في عدن، انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بالتواهي، ثم واصل تحصيله العلمي مع مجموعة من أقاربه وأبناء قريته تحت إشراف عمه محمد، التحق للعمل بشركة (CCC) للمقاولات والبناء ونقل سكنة إلى منطقة القاهرة بالشيخ عثمان، ثم انتقل للعمل بشركة "ماذر كات" كموظف مكتبي صغير، التحق خلال ذالك بمركز الحصيني بالشيخ عثمان واجتاز دورتين في اللغة الإنجليزية، ثم التحق بمعهد دار عمان بالأردن للدراسة بالمراسلة.. بدأ حياته في الصحافة من خلال عدة مقالات كان يبعثها إلى صحيفة "الأيام" كانت تنشر في باب القراء، ثم تطور إلى كتابة القصة القصيرة ولكن تحت اسم مستعار (شقراء الشيخ عثمان) وكتب أول قصة قصيرة بعنوان: "زفاف نعش"، واستمر كذلك يكتب بالاسم المستعار، وكان الأستاذ محمد علي باشراحيل (رحمه الله)(مؤسس صحيفة الأيام عام 1958م بعدن) علم بالأمرمتأخراً ومع ذلك سمح له بمواصلة الكتابة بالإسم المستعار لفترة من الوقت.. و سعيد أحمد الجناحي من أوائل الملتحقين بحركة القوميين العرب، ويعتبر من قدماء مناضلي الحركة الوطنية اليمنية ومن الرواد المؤسسين لإتحاد الإدباء والكتاب اليمنيين (انتخب إلى عضوية مجلسه التنفيذي وأمانته العامة 1987-1990).. قام سعيد الجناحي بدور فاعل في الإعداد وتحقيق الثورة اليمنية، ونقل ساعة الصفر عشية الثورة من صنعاء إلى تعز.. عمل في مجال الثقافة والإعلام على نحو: مدير تحرير صحيفة 14 أكتوبر (1970-1971م) عمل مدير تحرير مجلة الثقافة الجديدة بعدن (1971) وفي نفس العام: مديرعام الثقافة بوزارة الثقافة بعدن.. وفي عام 1980 أسس صحيفة "الأمل" الشهيرة (أول صحيفة معارضة في البلاد شمالاً وجنوبا) واستمرت بالصدور حتى عام 1990م، أصدر 12 كتاباً في تاريخ الثورة، والنضال الوطني، والصحافة اليمنية، تقلد العديد من الأوسمة منها: وسام 14 أكتوبر من الدرجة الأولى (مايو1990)، وحاز على الميدالية الذهبية من منظمة الصحافيين العالمية 1972، ووسام الآداب والفنو من الدرجة الأولى 1981.. تجمعه صلة نضال وصلة قربى بالزعيم عبدالفتاح إسماعيل ( عبد الفتاح إسماعيل من أبرز مؤسسي الحزب الإشتراكي اليمني وأول امين عام لهذا الحزب، أغتيل في الحرب الأهلية 13 يناير 1986م في عدن جنوب اليمن)
كاتب صحافي مخضرم وأديب ومؤرخ ولد في قرية الأشعاب/ الأغابرة، اليمن في 7 ديسمبر 1937.. غادر قريته إلى عدن وهو بعمر 12 سنه إلى حيث كان والده قد فضل الإستقرار في عدن، انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بالتواهي، ثم واصل تحصيله العلمي مع مجموعة من أقاربه وأبناء قريته تحت إشراف عمه محمد، التحق للعمل بشركة (CCC) للمقاولات والبناء ونقل سكنة إلى منطقة القاهرة بالشيخ عثمان، ثم انتقل للعمل بشركة "ماذر كات" كموظف مكتبي صغير، التحق خلال ذالك بمركز الحصيني بالشيخ عثمان واجتاز دورتين في اللغة الإنجليزية، ثم التحق بمعهد دار عمان بالأردن للدراسة بالمراسلة.. بدأ حياته في الصحافة من خلال عدة مقالات كان يبعثها إلى صحيفة "الأيام" كانت تنشر في باب القراء، ثم تطور إلى كتابة القصة القصيرة ولكن تحت اسم مستعار (شقراء الشيخ عثمان) وكتب أول قصة قصيرة بعنوان: "زفاف نعش"، واستمر كذلك يكتب بالاسم المستعار، وكان الأستاذ محمد علي باشراحيل (رحمه الله)(مؤسس صحيفة الأيام عام 1958م بعدن) علم بالأمرمتأخراً ومع ذلك سمح له بمواصلة الكتابة بالإسم المستعار لفترة من الوقت.. و سعيد أحمد الجناحي من أوائل الملتحقين بحركة القوميين العرب، ويعتبر من قدماء مناضلي الحركة الوطنية اليمنية ومن الرواد المؤسسين لإتحاد الإدباء والكتاب اليمنيين (انتخب إلى عضوية مجلسه التنفيذي وأمانته العامة 1987-1990).. قام سعيد الجناحي بدور فاعل في الإعداد وتحقيق الثورة اليمنية، ونقل ساعة الصفر عشية الثورة من صنعاء إلى تعز.. عمل في مجال الثقافة والإعلام على نحو: مدير تحرير صحيفة 14 أكتوبر (1970-1971م) عمل مدير تحرير مجلة الثقافة الجديدة بعدن (1971) وفي نفس العام: مديرعام الثقافة بوزارة الثقافة بعدن.. وفي عام 1980 أسس صحيفة "الأمل" الشهيرة (أول صحيفة معارضة في البلاد شمالاً وجنوبا) واستمرت بالصدور حتى عام 1990م، أصدر 12 كتاباً في تاريخ الثورة، والنضال الوطني، والصحافة اليمنية، تقلد العديد من الأوسمة منها: وسام 14 أكتوبر من الدرجة الأولى (مايو1990)، وحاز على الميدالية الذهبية من منظمة الصحافيين العالمية 1972، ووسام الآداب والفنو من الدرجة الأولى 1981.. تجمعه صلة نضال وصلة قربى بالزعيم عبدالفتاح إسماعيل ( عبد الفتاح إسماعيل من أبرز مؤسسي الحزب الإشتراكي اليمني وأول امين عام لهذا الحزب، أغتيل في الحرب الأهلية 13 يناير 1986م في عدن جنوب اليمن)
#وجوه_سبتمبرية
يكتبه د٠ عوض محمد يعيش
علي بن عبد الله #القوسي
هو الشيخ المثقف الثائر السبتمبري الحر الشهيد علي بن عبد الله بن ناجي بن صالح بن علي بن حسين القوسي٠
ينتمي إلى قبيلة الحدا ونسبه إلى آل القوسي، وآل القوسي "من كبار مشايخ قبيلة الحدأ شمال شرق مدينة ذمار " ولهم رصيد لاينكر في مناصرة الثورة والجمهورية والدفاع عنها ٠
ذكر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مذكراته ص94 ان مناطق الحداء كانت من أول الثورة جمهورية كلها ومثلها البيضاء٠
لم أجد له ترجمة غير ماتضمنته سيرته الذاتية التي وصلتني عن طريق حفيده الشيخ المثقف الاستاذ عبد الرحمن يحي القوسي رعاه الله٠
صاحب الترجمة رحمه الله من مواليد 1932م تقريباً وهو الابن الوحيد لوالده الشيخ عبدالله بن ناجي بن صالح القوسي لذلك فقد حظي في طفولته بإهتمام ملحوظ ورعاية متميزة من جانب والده ٠
حرص والده على تعليمه في كتاتيب القرية حتى اكمل القران كاملاً ، وكان بهذا الإنجاز ( ختم القرآن) محط اعجاب واكبارآل القوسي جميعاً وابناء قريته عموماً ؛ فقد كان هو الوحيد من ابناء الاسره والقرية في ذلك الحين الذي ختم القرأن الكريم كاملاً، لذلك كان هذا الانجاز محط حديث ابناء القرية وأبناء القرى المجاورة آنذاك وشكل كحدث حديث يُردد في ذاكرة الاسرة والقرية بشكل عام، خاصة ووالده اقام له بتلك المناسبة إحتفال كبير أقيمت فيه الزفه المعروفة التي إعتاد الناس حينذاك على ادائها في ( حفل ختم القران ) وهو بملابس جديدة على صهوة فرس والده ومرره على القرية والمنشد يردد قصائد الزفّة وأبناء قريته كبارهم وصغارهم يرددون خلفه الزفّة والفرحة تكسو وجوه الجميع.
نمى وعيه و تفتق ذهنه مبكراً وواظب بااستمرار على القراءة وبكثرة تردده على صنعاء زادت معارفه الثقافية وبنباهته وتوقد ذهنه وسّع محيط علاقاته مع ابناء مشائخ القبايل ومع طلبة المدارس الثانوية والعلمية في صنعاء وكان لتردده على دكان الثائر الحر المرحوم ناصر الكميم الدور الكبير في هذا الجانب لأن ناصر الكميم رحمه الله كان مثله الأعلى من جهة ولأن دكان ناصر الكميم كما هو معروف كان مركز لقاء وتجمع للكثير من الضباط والمشايخ الأحرار من جهة أخرى ٠
وبمرور الأيام كون صاحب الترجمة ومعه مجموعة من ابناء المشائخ والشباب المناهضين للحكم الإمامي الكهنوتي البغيض علاقات مع الكثير من من النخب الواعية في المجتمع اليمني في طول اليمن وعرضة، و سعوا لإقامة تحالف مع الضباط الأحرار اذ كانت قد بداءات في منتصف خمسينات القرن الماضي بعض الأنشطة السياسية السريه المحدوده لبعض الضباط الاحرار والمثقفين الذين كانوا على ما يبدو أو اغلبهم منضوي في اطار حركه القوميين العرب وحزب البعث وكانت طلائع الشباب آنذاك مفتونون بثورة مصر عبد الناصر، وبوقوفه البطولي في وجه العدوان الثلاثي ، واستقلالية قناة السويس وعودة القناة لمصرووو وبالطبع وبحسب اللواء عبد الله الراعي في كتابه (قصة ثورة وثوار) فلم يكن هناك اي حساسية بين البعث والقومية ولا خلاف لالابعث ولا للقومية مع عبد الناصر في اطار الحركة القومية العربية عموماً٠
🔹عُرف صاحب الترجمة رحمه الله بالفصاحة وطلاقة اللسان و بأنه كان يملك قدر من الوعي وكانت هذه الميزة تعلن عن ذاتها من خلال كلماته وأرائه ومداخلاته في مجمل اللقاءات والمؤتمرات والتجمعات المختلفة التي كان يحضرها ويلقي فيها خطاباته التي كانت تأتي بعبارات تنم عن عمق ثقافته الوطنية والقومية"٠
🔹 شجاعته الادبية وثقافته والرؤيه الواضحه والواعيه التي كان يلم بها عن الاحداث وعن مسار التاريخ الإمامي في اليمن جعلته من المتميزين في القدرة على توصيف الحكم الإمامي كحكم يتنافى مع جوهر شريعتنا الاسلامية ويتنافى والرؤيه الوطنية لكونه كان حكم وراثي اسري كهنوتي مستبد قائم على نظرية الحكم الالهي في الحكم؛وهذا ماتؤكده مراسلاته مع العديد من الشخصيات الوطنية ومذكراته الخاصة التي كان يخطهابقلمة سيما تلك المذكره التي كتبها كرسالة ووصية لابنه المحتمل الذي ياتي بعد والذي اسماه بعدها
(جمال)
🔹عُرف صاحب الترجمة رحمه الله بأنه كان يملك قدر كبير من الوعي بمدى ماكانت عليه أحوال اليمن في العهد الامامي وكان في الوقت نفسه يملك رؤية وطنية خالصة لما يجب على اي نظام سياسي من ان يوفرة لأبناء الشعب من الخدمات في حدها الأدنى ، وقد عكس رؤيته هذه من خلال مساهمته في صياغة مبايعة ابناء القبايل للإمام محمد أحمد حميد الدين بعد وفاة والده الإمام أحمد حميد الدين٠
وبحسب ماذكره الطيار عبد الرحيم عبد الله في ص34 من كتابه ( اليمن ثورة وثوار) بعد موت الإمام أحمد توافد الكثير من مشائخ القبائل إلى صنعاء لمبايعة الإمام محمد البدر وكانو قد أعدو صيغة المبايعة متضمنه للعديد من المطالب العامة كبناء المدارس والمستشفيات ، ووضع حد للرشوة والفساد وإطلاق سراح المعتقلين ، والمطالبة بتحسين أوضاع البلاد في مختلف المجالات وقد كان
يكتبه د٠ عوض محمد يعيش
علي بن عبد الله #القوسي
هو الشيخ المثقف الثائر السبتمبري الحر الشهيد علي بن عبد الله بن ناجي بن صالح بن علي بن حسين القوسي٠
ينتمي إلى قبيلة الحدا ونسبه إلى آل القوسي، وآل القوسي "من كبار مشايخ قبيلة الحدأ شمال شرق مدينة ذمار " ولهم رصيد لاينكر في مناصرة الثورة والجمهورية والدفاع عنها ٠
ذكر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مذكراته ص94 ان مناطق الحداء كانت من أول الثورة جمهورية كلها ومثلها البيضاء٠
لم أجد له ترجمة غير ماتضمنته سيرته الذاتية التي وصلتني عن طريق حفيده الشيخ المثقف الاستاذ عبد الرحمن يحي القوسي رعاه الله٠
صاحب الترجمة رحمه الله من مواليد 1932م تقريباً وهو الابن الوحيد لوالده الشيخ عبدالله بن ناجي بن صالح القوسي لذلك فقد حظي في طفولته بإهتمام ملحوظ ورعاية متميزة من جانب والده ٠
حرص والده على تعليمه في كتاتيب القرية حتى اكمل القران كاملاً ، وكان بهذا الإنجاز ( ختم القرآن) محط اعجاب واكبارآل القوسي جميعاً وابناء قريته عموماً ؛ فقد كان هو الوحيد من ابناء الاسره والقرية في ذلك الحين الذي ختم القرأن الكريم كاملاً، لذلك كان هذا الانجاز محط حديث ابناء القرية وأبناء القرى المجاورة آنذاك وشكل كحدث حديث يُردد في ذاكرة الاسرة والقرية بشكل عام، خاصة ووالده اقام له بتلك المناسبة إحتفال كبير أقيمت فيه الزفه المعروفة التي إعتاد الناس حينذاك على ادائها في ( حفل ختم القران ) وهو بملابس جديدة على صهوة فرس والده ومرره على القرية والمنشد يردد قصائد الزفّة وأبناء قريته كبارهم وصغارهم يرددون خلفه الزفّة والفرحة تكسو وجوه الجميع.
نمى وعيه و تفتق ذهنه مبكراً وواظب بااستمرار على القراءة وبكثرة تردده على صنعاء زادت معارفه الثقافية وبنباهته وتوقد ذهنه وسّع محيط علاقاته مع ابناء مشائخ القبايل ومع طلبة المدارس الثانوية والعلمية في صنعاء وكان لتردده على دكان الثائر الحر المرحوم ناصر الكميم الدور الكبير في هذا الجانب لأن ناصر الكميم رحمه الله كان مثله الأعلى من جهة ولأن دكان ناصر الكميم كما هو معروف كان مركز لقاء وتجمع للكثير من الضباط والمشايخ الأحرار من جهة أخرى ٠
وبمرور الأيام كون صاحب الترجمة ومعه مجموعة من ابناء المشائخ والشباب المناهضين للحكم الإمامي الكهنوتي البغيض علاقات مع الكثير من من النخب الواعية في المجتمع اليمني في طول اليمن وعرضة، و سعوا لإقامة تحالف مع الضباط الأحرار اذ كانت قد بداءات في منتصف خمسينات القرن الماضي بعض الأنشطة السياسية السريه المحدوده لبعض الضباط الاحرار والمثقفين الذين كانوا على ما يبدو أو اغلبهم منضوي في اطار حركه القوميين العرب وحزب البعث وكانت طلائع الشباب آنذاك مفتونون بثورة مصر عبد الناصر، وبوقوفه البطولي في وجه العدوان الثلاثي ، واستقلالية قناة السويس وعودة القناة لمصرووو وبالطبع وبحسب اللواء عبد الله الراعي في كتابه (قصة ثورة وثوار) فلم يكن هناك اي حساسية بين البعث والقومية ولا خلاف لالابعث ولا للقومية مع عبد الناصر في اطار الحركة القومية العربية عموماً٠
🔹عُرف صاحب الترجمة رحمه الله بالفصاحة وطلاقة اللسان و بأنه كان يملك قدر من الوعي وكانت هذه الميزة تعلن عن ذاتها من خلال كلماته وأرائه ومداخلاته في مجمل اللقاءات والمؤتمرات والتجمعات المختلفة التي كان يحضرها ويلقي فيها خطاباته التي كانت تأتي بعبارات تنم عن عمق ثقافته الوطنية والقومية"٠
🔹 شجاعته الادبية وثقافته والرؤيه الواضحه والواعيه التي كان يلم بها عن الاحداث وعن مسار التاريخ الإمامي في اليمن جعلته من المتميزين في القدرة على توصيف الحكم الإمامي كحكم يتنافى مع جوهر شريعتنا الاسلامية ويتنافى والرؤيه الوطنية لكونه كان حكم وراثي اسري كهنوتي مستبد قائم على نظرية الحكم الالهي في الحكم؛وهذا ماتؤكده مراسلاته مع العديد من الشخصيات الوطنية ومذكراته الخاصة التي كان يخطهابقلمة سيما تلك المذكره التي كتبها كرسالة ووصية لابنه المحتمل الذي ياتي بعد والذي اسماه بعدها
(جمال)
🔹عُرف صاحب الترجمة رحمه الله بأنه كان يملك قدر كبير من الوعي بمدى ماكانت عليه أحوال اليمن في العهد الامامي وكان في الوقت نفسه يملك رؤية وطنية خالصة لما يجب على اي نظام سياسي من ان يوفرة لأبناء الشعب من الخدمات في حدها الأدنى ، وقد عكس رؤيته هذه من خلال مساهمته في صياغة مبايعة ابناء القبايل للإمام محمد أحمد حميد الدين بعد وفاة والده الإمام أحمد حميد الدين٠
وبحسب ماذكره الطيار عبد الرحيم عبد الله في ص34 من كتابه ( اليمن ثورة وثوار) بعد موت الإمام أحمد توافد الكثير من مشائخ القبائل إلى صنعاء لمبايعة الإمام محمد البدر وكانو قد أعدو صيغة المبايعة متضمنه للعديد من المطالب العامة كبناء المدارس والمستشفيات ، ووضع حد للرشوة والفساد وإطلاق سراح المعتقلين ، والمطالبة بتحسين أوضاع البلاد في مختلف المجالات وقد كان
لصاحب الترجمة مع بعض من المشائخ الأحرار الدور الأساسي في صياغة تلك المبايعة ، وهو الذي إختاره المشايخ لقراءة المبايعة ، وبحسب ما جاء في ص200 من كتاب ( أسرار ووثائق الثورة اليمنية ) "فقبل قيام الثورة بأربعة أيام توجه المشائخ إلى بيت حسن إبراهيم ( وزير الخارجية ) ، الذي كان البدر قد كلفه بمهمة إستقبال الناس وإستلام البيعة منهم . وما إن اكتمل تواجد المشائخ في ديوان الإستقبال حتى بدأ وزير الخارجية يرحب بهم نيابة عن الإمام الجديد ، ولمّا فرغ من ترحيبه أراد أن يستمع إلى المبايعة من الحاضرين . وكان يعتقد أنها لم تخرج عمّا هو مألوف ، وهو التعبير عن الولاء المطلق والخضوع التام ، وإفتداء الخليفة بالمال والنفس والولد ، والتسليم به حاكماً مصوناً لايرقى إليه شك ، معصوماً من كل خطاء ، ولكنه فوجىء بلهجة جديدة ومفاهيم متحرره إرتجت لها أعصابه ، وما أن بدأ الأخ الشهيد علي عبدالله القوسي يردد المطالب حتى تغيرت ملامح وجه الوزير ، وإنتفخت أوداجه من الغضب ، وبادر مقاطعاً الأخ القوسي بقوله ، من أين لك هذا الكلام العجيب؟
وهل كل المشائخ قد فقدوا صوابهم ونسوا أن مثل هذه الأمور لاتعنيهم؟
وهل مسّهم الجنون حتى يوافقو على هذا؟
واتجه بنظراته إلى كبار السن منهم ، وكأنه أراد يقول لهم ، أنتم المسؤلون عن هذا ، فحاول البعض منهم التخلص مما طرح ، ولكن الأخ الشهيد علي القوسي وقف بشجاعة ليذكرهم بأنها مطالب شعبية عادلة ينتظرهاالشعب اليمني كله ، وأنها أمور إتفق عليها المشائخ بالإجماع .
وفي الأخير وجّه حسن بن إبراهيم إنذار إلى الأخ علي القوسي بترك ( الحدة وقلة الأدب ، وإلا فهو يعرف جزاء من تطاول فيماهو حقاً لأسياده وحكامه ) ، وهكذا إنتهت المقابلة فقد توجه الأخ القوسي بعد هذا الموقف إلى القاضي عبدالسلام صبرة ، وأبدى إستعداده لقتل حسن بن إبراهيم ، ولكن القاضي عبدالسلام هدأه ونصحه بضبط أعصابه وقد إختفى الأخ القوسي في صنعاء، وقيل غادرها الى قريته حتى قيام الثورة ، في الوقت الذي تم فيه إعتقال الشيخ عبدالوهاب دويد ."والشيخ عبد الولي القيري٠
ما إن بدأت البوادر العملية لإعلان الثورة إلا وكان صاحب الترجمة من السباقين لحمل السلاح ومن أوائل من وهبوا انفسهم للمساهمة في العمل الثوري ،وبالفعل شارك في قيام الثورة وقد اكد هذا الشيخ سنان ابو لحوم في الجزء الثاني من كتابه ( اليمن حقائق ووثائق عشتها) والذي أورد فيه في ص 37 قائمة بأسماء المشايخ الذين إشتركوا في الثور ة واسم صاحب الترجمة أحدهم٠
وتضمنت سيرته الذاتية مواصلة مشاركته في المعارك ضد القوى الملكية في كل من بلاد الروس وخولان وأرحب ٠
وخلال الفترة 1963 -1966 عمل صاحب الترجمة مديراً عاماً في اكثر من مديرية منها مديرية شرعب بمحافظة تعز ومديريتي السدة وذي السفال بمحافظة اب ٠
إستشهد وهو يؤدي واجبه الإجتماعي والأخلاقي في عام 1966م حيث خرج الى احدى قرى الحداء للتوسط في حل قضيه قتل ولم يسلم من الاذى فقد تعرض هو للقتل ، وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها٠
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته٠
وهل كل المشائخ قد فقدوا صوابهم ونسوا أن مثل هذه الأمور لاتعنيهم؟
وهل مسّهم الجنون حتى يوافقو على هذا؟
واتجه بنظراته إلى كبار السن منهم ، وكأنه أراد يقول لهم ، أنتم المسؤلون عن هذا ، فحاول البعض منهم التخلص مما طرح ، ولكن الأخ الشهيد علي القوسي وقف بشجاعة ليذكرهم بأنها مطالب شعبية عادلة ينتظرهاالشعب اليمني كله ، وأنها أمور إتفق عليها المشائخ بالإجماع .
وفي الأخير وجّه حسن بن إبراهيم إنذار إلى الأخ علي القوسي بترك ( الحدة وقلة الأدب ، وإلا فهو يعرف جزاء من تطاول فيماهو حقاً لأسياده وحكامه ) ، وهكذا إنتهت المقابلة فقد توجه الأخ القوسي بعد هذا الموقف إلى القاضي عبدالسلام صبرة ، وأبدى إستعداده لقتل حسن بن إبراهيم ، ولكن القاضي عبدالسلام هدأه ونصحه بضبط أعصابه وقد إختفى الأخ القوسي في صنعاء، وقيل غادرها الى قريته حتى قيام الثورة ، في الوقت الذي تم فيه إعتقال الشيخ عبدالوهاب دويد ."والشيخ عبد الولي القيري٠
ما إن بدأت البوادر العملية لإعلان الثورة إلا وكان صاحب الترجمة من السباقين لحمل السلاح ومن أوائل من وهبوا انفسهم للمساهمة في العمل الثوري ،وبالفعل شارك في قيام الثورة وقد اكد هذا الشيخ سنان ابو لحوم في الجزء الثاني من كتابه ( اليمن حقائق ووثائق عشتها) والذي أورد فيه في ص 37 قائمة بأسماء المشايخ الذين إشتركوا في الثور ة واسم صاحب الترجمة أحدهم٠
وتضمنت سيرته الذاتية مواصلة مشاركته في المعارك ضد القوى الملكية في كل من بلاد الروس وخولان وأرحب ٠
وخلال الفترة 1963 -1966 عمل صاحب الترجمة مديراً عاماً في اكثر من مديرية منها مديرية شرعب بمحافظة تعز ومديريتي السدة وذي السفال بمحافظة اب ٠
إستشهد وهو يؤدي واجبه الإجتماعي والأخلاقي في عام 1966م حيث خرج الى احدى قرى الحداء للتوسط في حل قضيه قتل ولم يسلم من الاذى فقد تعرض هو للقتل ، وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها٠
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته٠