اليمن_تاريخ_وثقافة
10.6K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بعد_الثورة

أحمد الغشمي: (11 أكتوبر (تشرين الأول) 1977– 24 يونيو (حزيران) 1978)

وفي الساعة 8 و55 دقيقة صباحاً دوى انفجار كبير لحظة فتح الحقيبة التي حملها "تفاريش"، وقُتل الرئيس والرسول


(يضع الكثيرون إبراهيم الحمدي في مقام بعيد عن النقد، وهو أمر لا يمكن ولا يجوز القبول به تجاه أي حاكم، مهما كانت مهاراته وإنجازاته، وعندما تناولت حركة/ انقلاب 13 يونيو (حزيران) 1974 في حلقات خمس على موقع "اندبندنت عربية"، كنت أسجل "خواطر" ومعلومات سمعتها مباشرة، أو من مصادر تحققت من صدقها، وكانت قريبة من الواقعة).

لما كان الحمدي "اجتث" كل الشخصيات العسكرية القادرة على قيادة البلد مكتفيا بأحمد الغشمي، وعمد إلى استبعاد الشخصيات القبلية من المشهد، فقد كان من الطبيعي غياب أي معارضة جادة من الشخصيات العسكرية أو المدنية التي ظلت في الصدارة، وكانت ثقة الحمدي مطلقة بنائبه (أحمد الغشمي)، ولم يكن يرى فيه أي خطر أو تطلع نحو الرئاسة، فقد أسهم معه بإخلاص في التخلص من كل منافسيه العسكريين خلال العام الأول من حركة/ انقلاب 13 يونيو 1974، كما أن شخصيته لم تكن تعطي أي إيحاء بمهارات قيادية، وكانت هذه هي الفجوة التي استغلها (الغشمي) للبدء ببطء للإعداد للتخلص من رئيسه والقفز إلى قمة الحكم، وتمكن من السيطرة السريعة على كل مفاصل الجيش، والتخلص من القيادات العسكرية التي كان يمكن أن تسبب له إزعاجاً، ولكنه احتفظ بكامل الجهاز المدني لأنهم جميعاً من الشخصيات التي ما كان أحدها يجرؤ على التعبير، وربما التفكير عن طموحات أكثر من الاحتفاظ بوظيفته وحياته.

في صباح 11 أكتوبر 1977 لم يكن أحد يتوقع حدوث ما يمنع زيارة الحمدي إلى عدن في اليوم التالي، ومر اليوم عاديا - عند العامة - لم يميزه إلا بدء إذاعة صنعاء بتلاوة القرآن بصورة مستمرة دون الإعلان عن السبب، وفي عدن - التي كانت تنتظره في اليوم التالي - انتبهت أجهزة الرصد إلى ذلك، مما أعطى انطباعاً بوفاة شخصية مهمة فأبلغت بعض القياديين، وأخبرني أحدهم أن الرئيس الراحل (سالم ربيع علي) طلب الاتصال بالحمدي لمعرفة الأمر، لكن "التحويلة" أبلغته بأنه غير موجود، فطلب التحدث مع عبدالعزيز عبدالغني (رئيس الوزراء) فاعتذروا له بصعوبة الوصول إليه، قرر سالمين بعدها - على مضض - الاتصال بأحمد الغشمي (نائب الحمدي ورئيس هيئة الأركان العامة) الذي رد فورا، وبرر الأمر بأن (مصيبة كبيرة قد وقعت؛ قتلوا إبراهيم في الدائري) – يقصد أحد المنازل التي تقع على الخط الدائري في صنعاء - وأنهم في صنعاء يلاحقون القتلة.

في المساء نصب المقدم أحمد الغشمي نفسه رئيساً لمجلس القيادة 1977، وكان واضحا أنه جهز العدة كاملة للسيطرة على المعسكرات ومقار الدولة، فلم تحدث مقاومة تذكر سوى بعض المحاولات الفاشلة للاقتراب منه، واستكانت صنعاء، ورغم الحزن والقلق فإن شيئاً جاداً ما كان يهدد طموح الغشمي ويعكر سعادته.

كان المقدم عبدالله عبدالعالم قائداً لقوات المظلات مقرباً من إبراهيم الحمدي وسانده في إجراءات التخلص من القيادات العسكرية المنافسة بعد 13 يونيو 1974، وكان اغتيال الحمدي واختفاء عدد من العسكريين مفاجئاً له، ولم يعلم به إلا متأخراً، ونظرا لقربه الشديد وولائه للحمدي فقد شعر بخوف أن يلقى نفس المصير، ولقد ذكرت في مقال سابق أنه جاء لزيارة النعمان في منزله بصنعاء ليبث له مخاوفه، وقلت إن النعمان طمأنه بعد مكالمة مع (الرئيس) أحمد الغشمي بأنه ليس معنياً ولا مطلوباً، وأن عليه العودة إلى معسكره والهدوء، لكن عبدالعالم ظل يعيش أياماً من الخوف حاول خلالها عدد من كبار رجال تعز طمأنته، لكنهم لم يفلحوا، وازدادت شكوكه تجاه نوايا الغشمي.

في 6 فبراير(شباط) 1978 قرر (الرئيس) الغشمي إنشاء مجلس الشعب التأسيسي من 99 عضواً، وعين على رأسه القاضي عبدالكريم العرشي، وكان الهدف الحقيقي هو إلغاء مجلس القيادة وتسمية نفسه رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة، وبطبيعة الأمور صار له ما يريد.

 في 22 أبريل(نيسان) 1978 أقر مجلس الشعب التأسيسي تعديل شكل رئاسة الدولة، وإلغاء مجلس القيادة وترشيح المقدم أحمد الغشمي رئيسا للجمهورية، وهو ما تم إقراره في جلسة اليوم التالي 23 أبريل(نيسان)، ولكن فترته كانت قصيرة وغير مستقرة وعكرتها حادثتان: الأولى وقعت في تعز، وهي الأهم في تاريخها، والثانية: اغتياله في 24 يونيو 1978.

ارتفع منسوب الخوف عند عبدالله عبد العالم، وفشلت كل مساعي تهدئة مخاوفه، فقرر الهروب إلى منطقة الحجرية في محافظة تعز مع عدد من الضباط الموالين المتهمين بانتماءاتهم اليسارية، كان قائد تعز - حينها -  (الرائد) علي عبدالله صالح المقرب من أحمد الغشمي، وبقي عبدالله عبدالعالم في قريته مع عدد من الضباط والجنود ما اعتبره الغشمي تمرداً.
في شهر مايو(أيار) 1978 قام (عبدالعالم) باحتجاز عدد من كبار شخصيات تعز الاجتماعية ورجال الأعمال الذين ذهبوا إليه في محاولة وساطة لنزع فتيل الأزمة، وتمت تصفيتهم... وتبقى تفاصيل ما حدث متضاربة إلا أن المؤكد أنه فقد السيطرة على الموقف، وصار متأثراً بعدد من الضباط حوله، فتم قتل فريق الوساطة (صارت تعرف بحادثة الحجرية)، بعد تصوره أن الأمر مرتب مع الغشمي وعلي عبدالله صالح لكسب الوقت ومحاصرته ثم التخلص منه، وأدت حادثة الحجرية إلى إفراغ المنطقة من كبار شخصياتها الاجتماعية وشيوخها، وفر بعدها عبدالله عبدالعالم إلى عدن وبقى فيها ثم انتقل إلى دمشق.

كان الغشمي معروفاً بكرمه الشديد والقسوة في آن واحد، وتمكن خلال فترة قصيرة من فتح قناة اتصال مستمرة مع الرئيس اليمني الجنوبي سالم ربيع علي بدأت في يوم دفن إبراهيم الحمدي، ولاشك أن الشخصيتين كانتا متقاربتين من حيث أسلوب التعامل مع الخصوم وتصفيتهم خارج إطار القانون، وهو ما يفسر استمرار الاتصالات بينهما إلى حد الاتفاق على إجراء عملية تبادل للمعارضين بين الشطرين، وهي قضية لم يكن للجانب الأخلاقي والإنساني فيها أي اعتبار تجاه أشخاص فروا من الجنوب بحثاً عن الأمان في الشمال، وشماليين فروا جنوبا للالتحاق بالرفاق هناك، بل إن الأمر كان أقرب ما يكون بصفقة تجارية ثمنها التقرب من الجنوب وتجنب أي محاولات للانتقام من مقتل الحمدي كما كان يشاع حينها، ومن الطرف الثاني كان التخلص من الخصوم قاعدة معمول بها ولا تجلب الاستهجان ولا مستغربة.

بعد أشهر من تولي الغشمي الرئاسة التقى عضو المكتب السياسي صالح مصلح  وزير الداخلية الجنوبي في مكتبه بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وجرى البحث في تسريع عملية تبادل الأسماء المطلوبة، ولابد أن مصلح شعر بلهفة الغشمي الحصول على تلك الشخصيات والتخلص منها فوعده بذلك، وخلال اللقاء ذكر له أسماء ثلاث من كبار شيوخ الجنوب المقيمين في شمال اليمن من ضمن قائمة طويلة (الشيخ أحمد صالح بلحمر، والشيخ عوض الربيزي، والعقيد حسين عشال)، ورغبة من الغشمي في كسب ثقة الضيف استدعى اثنين منهم (بلحمر والربيزي) وقتلهما أمام مصلح، بينما نجا العقيد عشال لأنه كان في تعز، ولم يمض وقت طويل حتى تم اتخاذ قرار في عدن بالتخلص من الغشمي.

كان أحمد الغشمي على موعد هو الأخير في حياته في 24 يونيو 1978، إذ انتظر مبعوثاً خاصاً من الرئيس سالم ربيع علي لتسليم قائمة نهائية بأسماء الذين سيتم تبادلهم، ورغم الشكوك التي أبداها (رئيس المخابرات) محمد خميس عن شخصية الرجل (مهدي أحمد صالح "تفاريش" – تعني الرفيق باللغة الروسية)، إلا أن الغشمي كان متلهفا إلى حد تجاهله كل التحذيرات ومنع تفتيش "المبعوث"، فانفرد في مكتبه، وفي الساعة 8 صباحاً و55 دقيقة دوى انفجار كبير لحظة فتح الحقيبة التي حملها "تفاريش"، وقُتل الرجلان
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إغتيال الحمدي كان سبب في مقتل الغشمي وقتل الغشمي كان سبب لقتل سالمين وكل هذا الأحداث حصلت خلال عام واحد مقتل ثلاثه رؤساء "

للأسف الكل مهتم بتفاصيل حادثة مقتل الحمدي ولم يهتموا أيضا بما حصل من أحداث كبيرة وكان ضحيتها الرئيس سالمين في الجنوب وسالمين رئيس كان له مشروع عظيم وكان الحمدي من أحب الناس عليه وكان أول من سعوا للوحدة وإليكم تفاصيل قصة مقتل سالمين يرويها احد ضباطة المرافقين له في ليلة المعركة...
على لسان الاخ العزبز محمد سعيد عبدالله ، الملقب بالحزب شغل منصب أركان حرب أمن رئاسة سالمين ، رواه في منزله بمحافظة أبين ، نهاية رئيس من رؤساء هذه البلاد "اليمن":من خلال موقعك القيادي في حراسة الرئيس سالمين ومعايشتك لحادث الانقلاب عليه ما الأسباب والدوافع التي قادت إلى ما حدث في تقديرك؟أجاب: أولاً: ينبغي أن نوضح بأن أسباب ودوافع اغتيال الرئيس سالمين كانت كثيرة ومتشعبة وليست وليدة يوم الانقلاب، ولكن السبب الذي ظهر علي السطح بدأ بعملية اغتيال الرئيس الغشمي، ففي يوم 1978/6/24م وتحديداً الساعة الثالثة والنصف عصراً أعلنت إذاعة صنعاء خبر اغتيال الرئيس الغشمي وعلى أثر ذلك تم رفع درجة الاستعداد القتالي في جميع وحدات القوات المسلحة في الجنوب ونحن جزء منها.وفي اليوم التالي دعت اللجنة المركزية لاجتماع استثنائي الساعة العاشرة صباحاً لغرض تحميل الرئيس سالمين قضية اغتيال الغشمي كمخرج من المأزق الذي كان يحيط بالدولة في الجنوب بسبب الاغتيال الغادر من جهة، وكون القيادة السياسية في الحزب كانت تبحث عن سبب لإزاحة الرئيس سالمين عن السلطة:- اتخذت اللجنة المركزية قراراً بتنحية سالمين وإحالته إلى المحاكمة وكلفت المكتب السياسي بالتنفيذ ولم يعترض على القرار إلا حسن باعوم وتحفظ عبدالله صالح البار بينما وافق الآخرون جميعاً.هل حضر الرئيس اجتماع اللجنة المركزية؟- لم يحضر.كيف سارت الأحداث بعد القرار؟- على إثر ذلك دعا المكتب السياسي لعقد اجتماع يوم 78/6/25م الساعة السابعة مساء في مجلس الوزراء في منطقة الفتح لغرض تنفيذ القرار.هل استدعي الرئيس إلى ذلك الاجتماع؟- نعم تم استدعاؤه من قبل الأمين العام عبدالفتاح إسماعيل وفعلاً ذهب الرئيس إلى مقر الاجتماع حسب الموعد المحدد سلفاً لكنه لم يجد أحداً.لماذا؟- لأنهم أجلوا الاجتماع إلى التاسعة مساء، ولم يشعروا الرئيس بالتغيير، ولذلك عاد الرئيس إلى قصر الرئاسة.وفي التاسعة مساء تم الاتصال بالرئيس من قبلهم، إلا أنه لم يحضر معتبراً أن هناك تلاعباً بالتوقيت لتفادي حضوره.استقالة الرئيسوفي تمام العاشرة مساء أرسل المكتب السياسي ثلاثة وزراء إلى الرئيس وهم: وزير الدفاع علي عنتر، ووزير الداخلية صالح مصلح، ووزير الخارجية محمد صالح مطيع، ووصلوا إلى قصر الرئاسة، ودار الحوار مع الرئيس من العاشرة وحتى الواحد والنصف صباحاً يوم 1978/6/ 26م وقد حاولنا نحن في حراسة الرئيس بأن ذلك الحوار إنما هو خطة مدبره لكسب الوقت حتى تكتمل تجهيزات للانقضاض على الرئيس، وأشعرنا الرئيس برغبتنا في احتجاز الوزراء الثلاثة كرهائن لكنه رفض وقال: هم يريدون السلطة، أنا أعطيتهم استقالتي وسلمتها لهم، وطلبت السفر إلى الصين ولا داعي لتفجير الموقف.بدء الهجوم على الرئيسفي تمام الثانية بعد منتصف الليل أطلقت الشرطة العسكرية ست طلقات نارية في الهواء من ميدان الشرطة العسكرية المقابل لقصر الرئاسة، وكانت إشارة البدء بالهجوم على الرئيس، ثم قاموا بقطع التيار الكهربائي على منطقة الفتح بالكامل، وماهي إلا دقائق حتى بدأ إطلاق النار علينا من جهات متعددة، من جبل هيل، ومن مربط ومن وزارة الدفاع ومن الشرطة العسكرية وكانوا مطلين على قصر الرئاسة واستخدمت أسلحة الدشكا وبي10 واستمرت المعركة بيننا حتي الخامسة من صباح يوم 1978/6/26م دون أي تقدم من الجهتين، وفي الساعة السادسة انسحبت قوات الرئاسة إلى القصر المدور كون مواقعنا كانت مكشوفة للقوات المهاجمة، حيث أن القصر المدور يحاط بدفاعات قوية وآمنة وحينها كان مع الرئيس جاعم صالح وعلي سالم لعور من القيادة السياسية فقط.*الأسرى يقاتلون مع الرئيسعندما بدأ التقدم من قبل القوات المهاجمة بقيادة علي شائع وكان ينادي على قواته بالميكرفون من أحد المنازل القريبة منا قائلاً: تقدموا عليهم لا تخافوا منهم إنهم غزاة جبناء! استغربنا لكن تبين لنا السبب بعد أن استطعنا اعتقال مجاميع من قوات علي شائع، وكانوا في عربتين مدرعتين تقدمتا على القصر المدور الذي نحن فيه، وعندما سألناهم عن معنى قول علي شائع «إنهم غزاة» أفادوا بأنهم لا يعلمون بأنهم يقاتلون رئيسهم، إنما أخبروهم بأنه قد تم إنزال جوي أجنبي لاحتلال الرئاسة ليلاً وفوجئوا بأنهم كانوا مخدوعين مما دفعهم إلى القتال معنا بشراسة غضباً على خديعتهم.قصف الطائرات والزوارقكان القصف علينا شديداً من الطائرات الحربية والزوارق البحرية عندما فشلت القوات الراجلة في اقتحام مقرنا واستمرت المعركة حتى الساعة الواحدة من ظهر يوم 78/6/26م
ثم تغيرت قيادة المهاجمين وكان قائدهم هو محمد صالح الباخشي واستمرت المعركة حتى السادسة من نفس اليوم.قطع إمدادات الكهرباء والمياه والهاتفكانت الطائرات قد قصفت الخزائن وفجرت الذخائر التابعة لنا ولم يتبق معنا إلا الأسلحة الخفيفة والذخائر التي كانت بحوزتنا عندها بدأنا نفكر بالاستسلام.وكانوا قد قطعوا علينا إمدادات المياه والكهرباء والهاتف منذ بدء الهجوم قبيل فجر 78/6/26م وكانت الأجهزة اللاسلكية التي بحوزتنا تعمل على الكهرباء وحينما قطعت الكهرباء انقطعت عنا الاتصالات بالوحدات المساندة لنا، وأثناء المعركة قتل من قواتنا ثمانية أفراد من بينهم عبدالله الصبيحي قائد حرس الرئيس ومعه سبعة جنود آخرون.الفرقة الانتحاريةفي الواحدة والنصف بعد الظهر يوم 78/6/26م قمنا بتقسيم كتيبة أمن الرئاسة إلى فرقتين: إحداهما بقيادتي كفرقة انتحارية تتقدم على القوات المهاجمة وجهاً لوجه كآخر وسيلة لنا كوننا قادمين على الموت لا محالة. والفرقة الأخرى بقيادة الملازم صالح شيخ البيحاني ترافق الرئيس لحراسته أثناء الانسحاب عبر البحر إلى منطقة جولد مور حتى يصل إلى جبل شمسان.. لكن الرئيس رفض هذه الخطة.لماذا رفض الرئيس هذه الخطة؟ وكيف سلم نفسه، وعلى يد من استسلم؟ ولماذا قُتل مرتين؟ وأين تم دفن جثته؟لقد قرر الرئيس أن لا فائدة في أي مواجهة تعرض الأفراد للقتل ليس إلا، وقرر الاستسلام، وأضاف: لقد نفدت جميع الذخائر التي بحوزتنا في ذلك الوقت .. وعندما أبلغنا الرئيس بذلك أمرنا بمناداة القوات المهاجمة بأننا سنستسلم، عندها خرجت إلى خارج الموقع وصرخت بأعلى صوتي قائلاً: نحن مستسلمون لقد نفذت جميع ذخائرنا أوقفوا إطلاق النار.بعدها مباشرة سمعت الباخشي يأمر قواته بوقف إطلاق النار حتى عرفت شخصيته من صوته باعتباره كان أحد مدربينا في الكلية العسكرية وكانت المواقع متقاربة جداً حتى أننا يسمع بعضنا بعضاً بوضوح.ثم نادى علينا الباخشي قائلاً: «سلّموا أنفسكم وأنتم في وجه الثورة» ورددت عليه: الله يلعنك أنت والثورة التي تدمرون قيادتها، فأين هي الثورة؟ وأردفت: سوف نرسل لكم أحدنا برسالة من سالمين إلى علي عنتر ونرجو أن لا تغدروا به، وأن توصلوا الرسالة إلى علي عنتر.رسالة الاستسلامثم عدت إلى داخل الموقع عند سالمين وأخبرته بما جرى، ولم يجد سالمين ورقة لكتابة الرسالة فكتبها على أوراق السجائر، وكانت صيغة الرسالة كما يلي: «الأخ العقيد الركن علي أحمد ناصر عنتر - المحترم: نظراً للمعارك الدامية التي تعيشها اليمن فإننا سنسلّم على يديك للتفاهم».عندما استلم الباخشي الرسالة رد عليها شفوياً بأن علينا النزول إليهم فرداً فرداً عبر نَفَق مجاري الصرف الصحي وليس عبر الجسر الفاصل بيننا، واضطررنا إلى تنفيذ الأمر حتى وصلنا إلى الباخشي.التحية الأخيرة للرئيسكان الرئيس أولنا ويليه جاعم ولعور، ثم تقدم أحد الضباط إلى الرئيس سالمين وأدى له التحية العسكرية ثم أمره الباخشي بتفتيش الرئيس فتقدم الضابط إلى الرئيس ففتّشه وأخذ مسدسه، ثم قام بتفتيش جاعم ولعور.بعد ذلك أمرنا الباخشي بالوقوف في مكاننا وأخذوا الرئيس وجاعم ولعور في سيارة عسكرية ووضعوهم في مؤخرتها، وكان الباخشي معلقاً بالسيارة بجانب الباب الأمامي، وذهبوا بهم باتجاه وزارة الدفاع وكنا نراهم حتى دخلوا الوزارة.ثم قاموا بتفتيشنا وبدأوا بالضباط قبل الجنود، وكنا خمسة ضباط فقط وهم: أنا المتحدث، صالح شيخ البيحاني، هود صالح، محمد أمزربه، ناصر أمزربه، ثم أخذونا سيراً على الأقدام حتى ميدان الشرطة العسكرية فأوقفونا حتى فتشوا جميع أفراد الرئاسة وجاءوا بهم إلينا.*وكنا حينها في حالة يُرثى لها من شدة الجوع والعطش، ثم جاءوا لنا بالماء في أوان كبيرة مكشوفة، وبعد أن شربنا قاموا بمناداتنا بالاسم نحن الضباط الخمسة، ولكن الملازم محمود صالح، قائد الشرطة العسكرية، أعادني إلى الجنود ثم أخذوا زملائي الأربعة إلى مكان مجهول وأخذوني إلى سجن الفتح.إعدام الضباطهل علمت أين ذهبوا بزملائك الضباط؟- نعم، أخذوهم إلى ساحة الإعدام مباشرة، كما أعدموا قبلهم الرئيس وجاعم ولعور، بدون محاكمة ولا مقابلة علي عنتر، كما طلب الرئيس.كيف علمت بذلك؟- بالنسبة للضباط الأربعة قالوا أمامنا بأنهم سيذهبون بهم إلى الإعدام، أما بالنسبة لسالمين وزميليه فقد علمنا بالأمر، فيما بعد، من أحد الضباط الذي كان تابعاً لنا فيما مضى عندما حكى لنا كيف تمت عملية إعدام الرئيس وهو حاضر.من نفّذ أمر الإعدام في سالمين؟- نفذها أحد أعضاء المكتب السياسي الذي كان على خلاف مع سالمين منذ زمن (ع.ش.هـ) فور وصولهم إلى وزارة الدفاع.ولكن يقال إن المكتب السياسي شكّل محكمة مستعجلة وهي التي أصدرت الحكم بإعدام سالمين ..
ما صحة ذلك؟- لم تشكّل محكمة ولم تتم محاكمة سالمين إطلاقاً بل إن جميع أعضاء المكتب السياسي لم يجرؤوا على مقابلة سالمين وهو معتقل فكيف لهم أن يحاكموه؟وللعلم إنهم كانوا جميعاً في منزل على ناصر محمد، ولم يخرجوا منه حتى صباح يوم 27/6/78م خوفاً على حياتهم والوحيدان اللذان استطاعا الخروج من منزل علي ناصر محمد هما: سالم صالح محمد، وفضل محسن وقد خرجا عبر الجبل مشياً على الأقدام حتى وصلا إلى القلّوعة في الجهة الثانية.المحاكمة المزعومة وقصة الإعدامروى لي أحد الضباط الذين اعتقلوا سالمين ورفاقه (آثر عدم ذكر اسمه) إنهم عندما وصلوا إلى وزارة الدفاع تم تسليم الرئيس سالمين وزميليه مباشرة إلى (ع.ش.هـ) السادسة والنصف من مساء 26/6/78م وربطوا أيديهم إلى الخلف وأسندوهم إلى جدار مبنى الوزارة هو وزميليه جاعم ولعور وقاموا بإعدامهم.وقال أيضاً إنه عندما صوّب (ع.ش.هـ) بندقيته الكلاشنكوف إلى صدر سالمين قال له قبل أن يضغط على الزناد: عشر سنوات يا ربيع تأكلها بارد، واليوم ستأكلها حامي، فرد عليه الرئيس بشجاعة نادرة قائلاً: اليوم في صدورنا وغداً في صدوركم، فقد فتحتم باباً يصعب عليكم إغلاقه (القاتل قُتل في 13 يناير 1986م).حقائق غُيبت تكشف لأول مرةويستمر محمد سعيد (الحزب) في روايته للأحداث التراجيدية قائلاً: قبل بدء المعركة بساعات جاءنا صالح مصلح قبل وصول زميليه المرسلين من المكتب السياسي فوجدني واقفاً أمام الباب، فسألني كيف ترى الوضع؟فأجبته: كل شيء من عندكم، وقال: نحن لا نريد سوءاً لا لسالمين ولا لعبدالفتاح، لكن عبدالفتاح مصر على إزاحة سالمين تماماً، ثم سألني عن رأيي إذا انفجر الموقف، فأجبته: نحن عسكريون سننفذ واجبنا مع الرئيس.بعد اغتيال سالمين هل عرفتم أين تم مواراة جثمانه؟- في فترة متأخرة عرفنا أن جثة الرئيس دفنت ليلاً في مقبرة القطيع بعدن، وذلك من خلال حارس المقبرة الذي دفن الجثة بيديه في ليلة 27/6/78م، وقال لنا إنهم جاءوه ليلاً وطلبوا منه حفر القبر، وبعد أن جهّز القبر جاءوا له بجثة وأمروه بدفنها، وعندما كشف عن الجثة وجدها جثة الرئيس سالمين، ولم يجرؤ على البوح بما رآه خوفاً على حياته، لكنه بعد فترة أسرّ القول إلى بعض من يثق بهم بما شاهد.في الواحدة والنصف من ظهر يوم 26/6/1978م توقف القصف -قصف الطيران- علينا فتقدمنا عليهم فوجدناهم على موائد الغداء في حديقة الرئاسة، فأخذناها إلى موقعنا، وكانت الوجبة الوحيدة التي ذقناها في ذلك اليوم.سالمين هو الرئيس العربي الوحيد - تقريباً- الذي مات ولم يجدوا له أي رصيد في البنوك .. عدا راتبه الشهري .. فقد عاش عفيفاً نظيف اليد .. ومات مديوناً لصاحب بقالة 600 شلن، اقترضها منه ليوزعها على الفقراء في إحدى جولاته الشعبية، وعندما أراد أهله قضاء دينه رفض صاحب البقالة، اعتزازاً بثقة سالمين فيه، واقتراضه منه دون غيره، وأبقاها ذكرى جميلة لهذا القائد الذي عفّت نفسه عن المال العام رغم أنه كان بين يديه.القتل اختلال في إدارة الحياةقد يصعب في العمل السياسي في بلاد لا مؤسسات فيه ، الاستفادة من مآسي المجتمع.غير أن حياة "سالمين" ومثله ورؤساء وأفراد بلادنا منذ عهد بعيد ، إن قرأت ، من الجميع كفيلة بإصلاح الاختلال في دارة الحياة هذه ، أو على الأقل المحاولة.ولكن واسفاه على سالم ربيع وفي الجهه المقابله على ابرهيم محمد الحمدي واسفاه بجد واسفاه...
#راشد_معروف
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM