ملوك العرب
الامام يحيى حميد الدين
(11)
وما توقف عن أكل القات، وشرب الماء أثناء الحديث. ولا ردَّ واحدًا ممن جاءوه يحملون العرائض والكتب. إلا أنها كانت تقدم بواسطة الحاجب فيفضُّها في الحال، ويقضي بها. ومنها عريضة طويلة مسحت اللطف والبشاشة من وجهه. وكنت وهو يُنعم النظر فيها أنظر إليه وأراقب عينيه، وفيهما يبدأ الانفجار، أو ما يشير إليه. إنما الغريب أن قد تشهر العين الحرب عليك في حين أن الفم مثل رسول السلم، يبسم لك مطمئنًا. كثيرًا ما شاهدت هذه السيماء المتناقضة فيه، ولكنه في ذاك الحين تغيَّر تمامًا فساد الغضب في ناظريه، وقلص العنف شفتيه، فاستأذنَّا بعد أن فرغ من قراءة تلك العريضة، وكانت قد طالت الزيارة، فأشار بيده إشارة سريعة جافية أن اذهبوا اذهبوا، ولم يفه بكلمة سلام واحدة.
خرجنا كالمطرودين، وبتنا في أمر هذا الإمام حائرين، أبدوي هو إذا غضب، وسياسي إذا رغب، وشاعر فيما يجب؟ أعالم مجتهد، وحاكم مستبد؟ أغليظ الكلمة، ورقيق الشعور يجتمعان في شخص واحد — في زيدي؟ هو في أمور الدين والدنيا الحاكم المطلق المعصوم في الاجتهاد الغلط، ولكنه عادل، وفي إقامة الحق لا يميل ولا يحابي، وعند الاقتضاء سمح حليم. إن له في حكمه فضائل أخرى، منها أنه يستشير ذوي العلم والخير من رجاله، وطريقته في الإدارة والعمل منظَّمة، وقوَّته على العمل عظيمة مدهشة، رأيته في ليالي رمضان، وقد انصرف جميع كتاب الديوان، يشتغل حتى الساعة الواحدة بعد نصف الليل، وسيدخل القارئ بعدئذ إلى ديوانه، فيرى كل شيء في مكانه.
أما الآن فعلائقنا — في لغة السياسيين والصحافيين — متوتِّرة، ومنا بدا منا، على ما أعلم، ما يسيء إلى الحضرة الشريفة بشيء، فقد قبلنا «رجل المسيح المسحاء» قائلين: إن الإمام من المجتهدين، وطويل البال في غوامض الدين، ولكن رجل حضرته أنيقة الشكل، لها قوس بليغ، يدل بحسب علم الفراسة على طيب الأرومة، وحسن الذوق، وكرم الأخلاق، فأين هذه الفضائل من تلك الإشارة العنيفة، وذاك الوجه القطوب، ونحن ضيوفه، ورسل السلم والخير إليه؟
مرَّ اليوم الأول بعد هذه المقابلة، ونحن ننتظر من حضرته كلمة تسكِّن منا البال، أو إشارة تعيد إلينا الثقة والأمل، ومرَّ اليوم الثاني ونحن نحسب كل ساعة منه شهرًا، ونود لو جاءنا أحد يساعدنا على محنة الريب وسوء الظن، بل نود أنفسنا بعيدين عن الزيود وبلادهم. أفلم يرضَ الإمام يا ترى بكتاب الملك حسين، أم هو في ريب من أمرنا مما قد يكون سبقنا إلى عاصمته، وإلى ديوانه من الوشايات؟ فقد قال لي أحد السادة: الناس مشتبهون بكم، حتى الذين أكرموكم يكتبون إلى الإمام ليتحرَّز منكم. فهل تلك العريضة الطويلة سيرة حياتنا يا ترى؟
استأذنَّا السيد علي بزيارة المدينة، فكان جوابه أنه يخاف علينا من الأولاد، بل على كيسنا من الشحَّاذين. ثم استأذنَّاه في اليوم الثاني بالطواف حول السور، فقال: إن المشي في الشمس يتعبنا، وقد تؤذينا شمس اليمن المحرقة، فالأحسن أن نخرج عند الغروب، ثم جاء سيادته عند الغروب يصحبه أحد الموظَّفين يزورنا، فتعذَّر علينا الخروج للنزهة، وقد قال: إن أشغال الإمام بسبب تغيبه كثيرة، وسيأذن بمقابلة أخرى قريبًا — إن شاء الله …
أما الرفيق قسطنطين فكان يستعين على هذه الحالة المزعجة بنظم الأشعار. فلما فتحت دفتري مساء ذاك النهار لأدوِّن فيه بعض الخواطر اطلعت على ما يلي: وبما أني لا أعتقد بالجن تيقَّنت أن البيتين من نظم مكروب مثلي، قال الرفيق:
ترجو الخروج إلى المدينة باحثًا
فيها عن الشيء الذي لا تعلمُ
لكنْ لِسوء الحظ بابك موصدٌ
«إن اللبيب من الإشارة يفهمُ»
وفي اليوم الثالث — وأنا أشك حتى فيما قاله الرفيق — حاولت الخروج إلى الساحة، فردَّني أحد الجنود في الباب. صدقت في شعرك مرة أيها الشاعر العزيز، فنحن لا نزال أسيرين، ولكننا علمنا السبب، وقبِلْنا العذر يوم كان الإمام غائبًا، فما السبب وما العذر الآن يا ترى؟ بادرت إلى الورق والقلم، وكتبت إلى الحضرة الإمامية كلمة يمكنني أن أنقلها بالحرف؛ لأنها أعيدت إليَّ:
مولاي
حياكم الله بالخير والسعادة، أما بعد: فإني منذ وطئت أرضكم أسير فضلكم، وموضوع إكرامكم، وسأكون مدى العمر شاكرًا لكم، وجئت الآن أسألكم، وأستميح عن ذلك عذرًا؛ لعلمي بما أنتم فيه من الأشغال المتراكمة أثناء غيابكم، أن تعلموني إذا كنتم تسمحون بمقابلة خاصة ومتى؛ فإني مقيد بخطة سفرٍ تضطرني إلى القيام — بإذن الله — بالمحدد من زمانٍ ومكان، وفي كل حال إني شاكر أبدًا لمولاي الإمام، فخر العرب والإسلام، حمى الله ذماره، وأعز بنوده ومناره.
أمين الريحاني
في ٢٥ شعبان سنة ١٣٤٠
فأعاد الإمام كما قلت الكتاب إليَّ، وقد كتب في أعلاه بخط يده:
عافاكم الله ووفَّقكم، لا بد نطلبكم لما أشرتم إليه إن شاء الله قريبًا ا.ﻫ.
والحرف الأخير «ﻫ» علامته الخصوصية في كل ما يكتب، ويُكتب باسمه.
الامام يحيى حميد الدين
(11)
وما توقف عن أكل القات، وشرب الماء أثناء الحديث. ولا ردَّ واحدًا ممن جاءوه يحملون العرائض والكتب. إلا أنها كانت تقدم بواسطة الحاجب فيفضُّها في الحال، ويقضي بها. ومنها عريضة طويلة مسحت اللطف والبشاشة من وجهه. وكنت وهو يُنعم النظر فيها أنظر إليه وأراقب عينيه، وفيهما يبدأ الانفجار، أو ما يشير إليه. إنما الغريب أن قد تشهر العين الحرب عليك في حين أن الفم مثل رسول السلم، يبسم لك مطمئنًا. كثيرًا ما شاهدت هذه السيماء المتناقضة فيه، ولكنه في ذاك الحين تغيَّر تمامًا فساد الغضب في ناظريه، وقلص العنف شفتيه، فاستأذنَّا بعد أن فرغ من قراءة تلك العريضة، وكانت قد طالت الزيارة، فأشار بيده إشارة سريعة جافية أن اذهبوا اذهبوا، ولم يفه بكلمة سلام واحدة.
خرجنا كالمطرودين، وبتنا في أمر هذا الإمام حائرين، أبدوي هو إذا غضب، وسياسي إذا رغب، وشاعر فيما يجب؟ أعالم مجتهد، وحاكم مستبد؟ أغليظ الكلمة، ورقيق الشعور يجتمعان في شخص واحد — في زيدي؟ هو في أمور الدين والدنيا الحاكم المطلق المعصوم في الاجتهاد الغلط، ولكنه عادل، وفي إقامة الحق لا يميل ولا يحابي، وعند الاقتضاء سمح حليم. إن له في حكمه فضائل أخرى، منها أنه يستشير ذوي العلم والخير من رجاله، وطريقته في الإدارة والعمل منظَّمة، وقوَّته على العمل عظيمة مدهشة، رأيته في ليالي رمضان، وقد انصرف جميع كتاب الديوان، يشتغل حتى الساعة الواحدة بعد نصف الليل، وسيدخل القارئ بعدئذ إلى ديوانه، فيرى كل شيء في مكانه.
أما الآن فعلائقنا — في لغة السياسيين والصحافيين — متوتِّرة، ومنا بدا منا، على ما أعلم، ما يسيء إلى الحضرة الشريفة بشيء، فقد قبلنا «رجل المسيح المسحاء» قائلين: إن الإمام من المجتهدين، وطويل البال في غوامض الدين، ولكن رجل حضرته أنيقة الشكل، لها قوس بليغ، يدل بحسب علم الفراسة على طيب الأرومة، وحسن الذوق، وكرم الأخلاق، فأين هذه الفضائل من تلك الإشارة العنيفة، وذاك الوجه القطوب، ونحن ضيوفه، ورسل السلم والخير إليه؟
مرَّ اليوم الأول بعد هذه المقابلة، ونحن ننتظر من حضرته كلمة تسكِّن منا البال، أو إشارة تعيد إلينا الثقة والأمل، ومرَّ اليوم الثاني ونحن نحسب كل ساعة منه شهرًا، ونود لو جاءنا أحد يساعدنا على محنة الريب وسوء الظن، بل نود أنفسنا بعيدين عن الزيود وبلادهم. أفلم يرضَ الإمام يا ترى بكتاب الملك حسين، أم هو في ريب من أمرنا مما قد يكون سبقنا إلى عاصمته، وإلى ديوانه من الوشايات؟ فقد قال لي أحد السادة: الناس مشتبهون بكم، حتى الذين أكرموكم يكتبون إلى الإمام ليتحرَّز منكم. فهل تلك العريضة الطويلة سيرة حياتنا يا ترى؟
استأذنَّا السيد علي بزيارة المدينة، فكان جوابه أنه يخاف علينا من الأولاد، بل على كيسنا من الشحَّاذين. ثم استأذنَّاه في اليوم الثاني بالطواف حول السور، فقال: إن المشي في الشمس يتعبنا، وقد تؤذينا شمس اليمن المحرقة، فالأحسن أن نخرج عند الغروب، ثم جاء سيادته عند الغروب يصحبه أحد الموظَّفين يزورنا، فتعذَّر علينا الخروج للنزهة، وقد قال: إن أشغال الإمام بسبب تغيبه كثيرة، وسيأذن بمقابلة أخرى قريبًا — إن شاء الله …
أما الرفيق قسطنطين فكان يستعين على هذه الحالة المزعجة بنظم الأشعار. فلما فتحت دفتري مساء ذاك النهار لأدوِّن فيه بعض الخواطر اطلعت على ما يلي: وبما أني لا أعتقد بالجن تيقَّنت أن البيتين من نظم مكروب مثلي، قال الرفيق:
ترجو الخروج إلى المدينة باحثًا
فيها عن الشيء الذي لا تعلمُ
لكنْ لِسوء الحظ بابك موصدٌ
«إن اللبيب من الإشارة يفهمُ»
وفي اليوم الثالث — وأنا أشك حتى فيما قاله الرفيق — حاولت الخروج إلى الساحة، فردَّني أحد الجنود في الباب. صدقت في شعرك مرة أيها الشاعر العزيز، فنحن لا نزال أسيرين، ولكننا علمنا السبب، وقبِلْنا العذر يوم كان الإمام غائبًا، فما السبب وما العذر الآن يا ترى؟ بادرت إلى الورق والقلم، وكتبت إلى الحضرة الإمامية كلمة يمكنني أن أنقلها بالحرف؛ لأنها أعيدت إليَّ:
مولاي
حياكم الله بالخير والسعادة، أما بعد: فإني منذ وطئت أرضكم أسير فضلكم، وموضوع إكرامكم، وسأكون مدى العمر شاكرًا لكم، وجئت الآن أسألكم، وأستميح عن ذلك عذرًا؛ لعلمي بما أنتم فيه من الأشغال المتراكمة أثناء غيابكم، أن تعلموني إذا كنتم تسمحون بمقابلة خاصة ومتى؛ فإني مقيد بخطة سفرٍ تضطرني إلى القيام — بإذن الله — بالمحدد من زمانٍ ومكان، وفي كل حال إني شاكر أبدًا لمولاي الإمام، فخر العرب والإسلام، حمى الله ذماره، وأعز بنوده ومناره.
أمين الريحاني
في ٢٥ شعبان سنة ١٣٤٠
فأعاد الإمام كما قلت الكتاب إليَّ، وقد كتب في أعلاه بخط يده:
عافاكم الله ووفَّقكم، لا بد نطلبكم لما أشرتم إليه إن شاء الله قريبًا ا.ﻫ.
والحرف الأخير «ﻫ» علامته الخصوصية في كل ما يكتب، ويُكتب باسمه.
زادني الكتاب حيرة واضطرابًا، فضلًا عما ظننته إهانة مقصودة، أهذه طريقة الزيود في المراسلة؟ أو أنها طريقة الإمام فيما يختص بالنصارى، فلا يرغب حتى بورقة من أشيائهم؟ قد أكون أسأت الظن ساعة الحنق والاضطراب، على أن ما عرفته بعدئذٍ وشاهدته أثناء إقامتي في صنعاء لم يكن ليزيل التأثير الأول كله تمامًا.
كادت تحملني تلك المعاملة على الاستئذان بالرحيل؛ لأني — ولا بد من الجهر بذلك — سئمت ما شاهدت في طريقي إلى صنعاء من مظاهر الاجتماع والسياسة، سئمتها كعربي محبٍّ لأبناء جنسه، راغب في نجاحهم، وعمران بلادهم، وها إني في صنعاء أسير ريب الإمام بعد أن كنت أسير فضله، فما السبب في الانقلاب؟
ما نمت تلك الليلة إلا قليلًا، وكنت كل مرة أستفيق أسمع السلك يشتغل مجدًّا، وفي أنبائه البرقية ما قد يزيل في الغربة والكربة، ولا حاجة ﻟ «قد» التوقيع. فإن سبب كربتنا كما تحققنا إنما هو الملك حسين، أو بالحري كتاب التوصية منه، فرأى الإمام الحكمة في تثبت الأمر قبل أن يفاوضنا بشيء، فاشتغل السلك لذلك، وكان الجواب من عدن، والحمد لله، مثبتًا ما أكرمنا من أجله ذلك الإكرام الجميل في الطريق، فإذا كان كتاب التوصية من صاحب الجلالة المنقذ الأكبر يجلب هذه الظنون والشجون، فماذا عسى أن تكون نتيجة كتاب التحرير؟
(٧) حكم الإمام
إن الحكم في اليمن ديني وضعًا، ومدني عملًا، له فروع في الأصل مذهبية، وله مظاهر في العمل غير يمانية، فقد أخرجهم الإمام زيد٣٨ الذي ينتسبون إليه، أو الداعي الأول إلى مذهبه في اليمن عن العقيدة بالإمام المنتظر، وعلمهم الترك بعض النظام في الإدارة وفي الجيش. ولكان الحكم هناك قريبًا من الديمقراطي لو أنهم انتخبوا الإمام وبايعوه على طريقة الصحابة، بدل أن يجعلوا الإمامة غنيمة لمن يأخذها بالسيف. ولكن عقيدة غامضة باطنية فيمَن انشق الزيود عنهم حملتهم — على ما أظن — على التمسك بضدها. قالت فرقة الشيعة: لا إمام بعد الإمام الثاني عشر، وهو صاحب الزمان،٣٩ فأمست من العقائد الدينية التي ينمو فيها مكروب الخرافة، فيفسد الحياة الروحية، ويشين أساليب العبادة فيجعلها سخرية.
وجاء في مذهب الزيدية ما ينقضها، ويقضي على صاحب الزمان، كأن الزيديين يقولون لخصومهم: إذا أنتم رضيتم بإمام موجود دائمًا في كل مكان، ولا يُرى في مكان، فنحن لا نرضى. نحن نشتهي أن نرى الإمام أمامنا، ولو في مكان واحد، وفي فترة من الزمان. ولم يهتدوا في ذاك الحين إلى غير السيف إثباتًا لعقيدتهم، وتحقيقًا لأملهم، فقالوا: إن الإمامة بعد الحسن والحسين شورى في ولدهما، فمن خرج منهم شاهرًا سيفه، داعيًا إلى دينه، وكان عالمًا ورعًا، إنما هو الإمام المنتظر.
أما شروط الإمامة عندهم فأربعة عشر٤٠ شرطًا، منها: أن الإمام يجب أن يكون مكلفًا بالغًا، وحرًّا، أي ليس بعبد، ومجتهدًا، وفارسًا مقدامًا. هي أربعة أصول صحيحة تضمن على الأقل النظام في الملك؛ لأنها تنفي الوراثة، وفيها من المجهول المحذور ما قد يكون الشر الأكبر في الأحكام كما يدل على ذلك تاريخ الملكيات، وبعض من يحكمونها من السفهاء والمعاتيه، وهي تحول دون مطامع العبيد والمماليك — لا يزال منهم في قصور ملك العرب اليوم وبعضهم يرتقون إلى المناصب العالية — الذين زعزعوا أركان السيادة العربية الإسلامية، وأوهنوها بما كان في الماضي من اختلاساتهم المعروفة، أما الاجتهاد فيوجب على الإمام العلم، والعلم اليوم في اليمن وفي نجد ينحصر بالأربعة الأصول، أي القرآن والحديث والفقه واللغة، ولكنه شرط مرن، فيتناول في تطور الحياة ولا شك شيئًا من العلوم الكونية، أما الشجاعة والفروسية فليس من ينكر الفضل فيهما، لم تكونا الركن الأول لعقيدة دينية أو لحكم مدني.
ولعمري إن شروط الإمامة في الزيدية لمن خير ما تتطلبه الجماعات في حكامها لولا هذا الشرط الذي ينزل السيف منزل الشورى والمبايعة؛ فهو ولا عجب السبب الأكبر في الفتن والحروب في تلك البلاد الجميلة التي دعاها الرومانيون سعيدة، ونتمنى نحن اليوم أن تكون السعادة فيها حقيقة لا خيالًا.
وكيف يثبت ملك فيها ويدوم نظام، وكيف تضمن سبل الفلاح والعمران، إذا كان يحق لكل من كان شجاعًا طماحًا، وكانت له بعض السيادة في عشيرته، أن يخرج شاهرًا سيفه، داعيًا إلى دينه، طالبًا الإمامة؟ وإن في اليمن اليوم عددًا من هؤلاء الطامحين إليها، ومنهم من كان آباؤهم أو أجدادهم أئمة حاكمين. فإذا أحسوا بوهن في حكم الإمام، أو بضعف في موقفه، فسيف الإسلام عليه. فيتسع المجال إذ ذاك لغيره من سيوف الإسلام، فتشبُّ نار الفتنة، وتدق طبول الحرب، ويخنق دخان الفوضى روح الأمن والنظام والعدل.
لا نخطئ إذا قلنا: إن الفتن في اليمن حالة مستمرة يتخللها في بعض الأحايين فترات يسود فيها السلم والسكينة.
كادت تحملني تلك المعاملة على الاستئذان بالرحيل؛ لأني — ولا بد من الجهر بذلك — سئمت ما شاهدت في طريقي إلى صنعاء من مظاهر الاجتماع والسياسة، سئمتها كعربي محبٍّ لأبناء جنسه، راغب في نجاحهم، وعمران بلادهم، وها إني في صنعاء أسير ريب الإمام بعد أن كنت أسير فضله، فما السبب في الانقلاب؟
ما نمت تلك الليلة إلا قليلًا، وكنت كل مرة أستفيق أسمع السلك يشتغل مجدًّا، وفي أنبائه البرقية ما قد يزيل في الغربة والكربة، ولا حاجة ﻟ «قد» التوقيع. فإن سبب كربتنا كما تحققنا إنما هو الملك حسين، أو بالحري كتاب التوصية منه، فرأى الإمام الحكمة في تثبت الأمر قبل أن يفاوضنا بشيء، فاشتغل السلك لذلك، وكان الجواب من عدن، والحمد لله، مثبتًا ما أكرمنا من أجله ذلك الإكرام الجميل في الطريق، فإذا كان كتاب التوصية من صاحب الجلالة المنقذ الأكبر يجلب هذه الظنون والشجون، فماذا عسى أن تكون نتيجة كتاب التحرير؟
(٧) حكم الإمام
إن الحكم في اليمن ديني وضعًا، ومدني عملًا، له فروع في الأصل مذهبية، وله مظاهر في العمل غير يمانية، فقد أخرجهم الإمام زيد٣٨ الذي ينتسبون إليه، أو الداعي الأول إلى مذهبه في اليمن عن العقيدة بالإمام المنتظر، وعلمهم الترك بعض النظام في الإدارة وفي الجيش. ولكان الحكم هناك قريبًا من الديمقراطي لو أنهم انتخبوا الإمام وبايعوه على طريقة الصحابة، بدل أن يجعلوا الإمامة غنيمة لمن يأخذها بالسيف. ولكن عقيدة غامضة باطنية فيمَن انشق الزيود عنهم حملتهم — على ما أظن — على التمسك بضدها. قالت فرقة الشيعة: لا إمام بعد الإمام الثاني عشر، وهو صاحب الزمان،٣٩ فأمست من العقائد الدينية التي ينمو فيها مكروب الخرافة، فيفسد الحياة الروحية، ويشين أساليب العبادة فيجعلها سخرية.
وجاء في مذهب الزيدية ما ينقضها، ويقضي على صاحب الزمان، كأن الزيديين يقولون لخصومهم: إذا أنتم رضيتم بإمام موجود دائمًا في كل مكان، ولا يُرى في مكان، فنحن لا نرضى. نحن نشتهي أن نرى الإمام أمامنا، ولو في مكان واحد، وفي فترة من الزمان. ولم يهتدوا في ذاك الحين إلى غير السيف إثباتًا لعقيدتهم، وتحقيقًا لأملهم، فقالوا: إن الإمامة بعد الحسن والحسين شورى في ولدهما، فمن خرج منهم شاهرًا سيفه، داعيًا إلى دينه، وكان عالمًا ورعًا، إنما هو الإمام المنتظر.
أما شروط الإمامة عندهم فأربعة عشر٤٠ شرطًا، منها: أن الإمام يجب أن يكون مكلفًا بالغًا، وحرًّا، أي ليس بعبد، ومجتهدًا، وفارسًا مقدامًا. هي أربعة أصول صحيحة تضمن على الأقل النظام في الملك؛ لأنها تنفي الوراثة، وفيها من المجهول المحذور ما قد يكون الشر الأكبر في الأحكام كما يدل على ذلك تاريخ الملكيات، وبعض من يحكمونها من السفهاء والمعاتيه، وهي تحول دون مطامع العبيد والمماليك — لا يزال منهم في قصور ملك العرب اليوم وبعضهم يرتقون إلى المناصب العالية — الذين زعزعوا أركان السيادة العربية الإسلامية، وأوهنوها بما كان في الماضي من اختلاساتهم المعروفة، أما الاجتهاد فيوجب على الإمام العلم، والعلم اليوم في اليمن وفي نجد ينحصر بالأربعة الأصول، أي القرآن والحديث والفقه واللغة، ولكنه شرط مرن، فيتناول في تطور الحياة ولا شك شيئًا من العلوم الكونية، أما الشجاعة والفروسية فليس من ينكر الفضل فيهما، لم تكونا الركن الأول لعقيدة دينية أو لحكم مدني.
ولعمري إن شروط الإمامة في الزيدية لمن خير ما تتطلبه الجماعات في حكامها لولا هذا الشرط الذي ينزل السيف منزل الشورى والمبايعة؛ فهو ولا عجب السبب الأكبر في الفتن والحروب في تلك البلاد الجميلة التي دعاها الرومانيون سعيدة، ونتمنى نحن اليوم أن تكون السعادة فيها حقيقة لا خيالًا.
وكيف يثبت ملك فيها ويدوم نظام، وكيف تضمن سبل الفلاح والعمران، إذا كان يحق لكل من كان شجاعًا طماحًا، وكانت له بعض السيادة في عشيرته، أن يخرج شاهرًا سيفه، داعيًا إلى دينه، طالبًا الإمامة؟ وإن في اليمن اليوم عددًا من هؤلاء الطامحين إليها، ومنهم من كان آباؤهم أو أجدادهم أئمة حاكمين. فإذا أحسوا بوهن في حكم الإمام، أو بضعف في موقفه، فسيف الإسلام عليه. فيتسع المجال إذ ذاك لغيره من سيوف الإسلام، فتشبُّ نار الفتنة، وتدق طبول الحرب، ويخنق دخان الفوضى روح الأمن والنظام والعدل.
لا نخطئ إذا قلنا: إن الفتن في اليمن حالة مستمرة يتخللها في بعض الأحايين فترات يسود فيها السلم والسكينة.
وقد كانت قبل أن جلا الترك عنها ميدانًا لسيف الإسلام — الجهاد ثالث الماء والزاد — بل لسيف الإمام زيد، بل لسيف كل طمَّاح من السادة المحترمين — ميدان هلاك ودمار، لا يسكن فيه غبار، ولا تخمد له نار، إلا في فترة عياء عام، أو تفوق شخصي مثل فترة الإمام يحيى بن حميد الدين، وقد ضبط الأمر فيها بيد من حديد، وبالعدل والرهائن.
ولا عجب، وتلك طريقة الاستيلاء على الإمامة، إذا كانت الرهائن أساس الملك، لكنه — ولا ريب — أساس فاسد، لا يسلم حتى في أيام الحرب. أجل، إن الرهائن دمل في حكم حضرة الإمام، بل دمل في نفسية أهل اليمن؛ لأن الإمامة التي ترضى في أيام السلم أن يؤخذ أبناؤها رهينة الوفاء والأمانة، وإن كانت سليمة العقيدة، فليست بسليمة في وطنيتها، لسنا نلوم الإمام وهو يحكم مثل هذه الأمة، وأعداؤه يحيطون به من الخارج ومن الداخل شمالًا وغربًا وجنوبًا، ومع أن البلاد اليوم في أكثر أنحائها هادئة ساكنة، وسُبل التجارة والسفر فيها آمنة، فهو دائمًا في احتراب ظاهر مع الإدريسي، وفي احتراب خفي مع الشوافع، وفي احتراب متقطع مع حاشد وبكيل، وفي احتراب سياسي مع الإنكليز، وفي احتراب كذلك مع من يدعون حمايتهم من العرب في النواحي التسع حول عدن. هؤلاء أعداء الإمام، فضلًا عن السادة أقرانه، الطامعين بمكانه، ليس فراش الإمامة بالفراش الوثير، ولا أمل في تلك البلاد بالسلم الدائم واليُمْن والنجاح إلا في نزع حق الإمامة من السيف، ووضعه في الشورى الحقيقية، في المبايعة بالاقتراع بموجب السنة، وعلى طريقة الصحابة.
لا ينكر ما كان لليمن في الماضي، في عهد أسلاف الإمام يحيى، من المجد الأثيل، والسيادة الواسعة، وسأعود بالقارئ ألف سنة إلى عهد مضى، ولا أكلفه قراءة أكثر من صفحة أو صفحتين.
في القرن الثالث للهجرة جاء إلى اليمن من العراق السيد يحيى بن الحسين القاسم الرسي يدعو الناس إلى المذهب الزيدي، فأقام في صعدة يعلم عدة سنين، ودُعي الإمام، هو رسول الزيدية الأول في اليمن، ولكن الذي أسس الإمامة في صعدة هو القاسم بن محمد الذي يتصل نسبه بالرسي المذكور.
وقد تشعبت الزيدية إلى فرق، منها الجارودية نسبة إلى أبي جارود زياد بن أبي زياد الذي سمي سرحوبًا، والسرحوب — كما قيل — شيطان أعمى يسكن البحر، وهذه الفرقة تقول بالنص من النبي على إمامة علي وصفًا لا تسمية، وتختلف والفرق الأخرى في الإمام المنتظر، والسليمانية تتبع سليمان بن جرير، وتقول: إن الإمامة شورى بين الخلق، إلا أنها مقيدة بواحد من خيار المسلمين، وهناك أمور طفيفة يختلفون عليها، منها: سب الخليفتين الأولين أبي بكر وعمر، فمنهم من يقول بوجوب السب، ومنهم من يقول بوجوب الإغضاء.
كان اليمن في عهد الأئمة الأولين قطرًا كبيرًا يشتمل على عمان وحضرموت، ويمتد إلى الحجاز، فيدخل فيه عسير وقسم من تهامة. فالإمام شرف الدين بن شمس الدين (٩٣٠ﻫ) الذي مدحه موسى بن يحيى بهران شاعر صنعاء، كان من الفاتحين الكبار. والإمام المهدي أحمد بن حسن استولى على اليمن كله بما فيه عمان وحضرموت. والإمام المهدي لدين الله هو الذي أذن للفرنسيس أن يدخلوا عدن والمخا، وأن يزوروه كذلك في مقره بمواهب، وعقد معهم معاهدة تجارة وولاء سنة ١٧٠٩م.
لكن الإمامة لم تكن من سلالة واحدة دائمًا، فقد انفتح فيها الباب للحسني والحسيني، ولم تكن دائمًا مستقلة. فقد حكم القرامطة في اليمن ردحًا من الزمن قبل مجيء الترك، ثم استولى السلطان سليمان القانوني على بعض الأقطار العربية في أوائل القرن السادس عشر (١٥١٧م)، ومنها عدن، وقسم من اليمن. بيد أنه ما عتَّم أن ثار أهل اليمن على الترك، فأخرجوهم بعد عشرين سنة من البلاد، واستمرت الإمامة مستقلة بعد ذلك أكثر من مائة سنة، فثار عليها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر شريف أبي عريش` بتهامة، واستقل عن اليمن. ثم ثار عليها أحد عمالها في لحج، فاستولى على عدن وأعلن استقلاله.
وفي سنة ١٨٤٩ عاد الأتراك بقيادة توفيق باشا إلى اليمن، فنزلوا في الحديدة، واستولوا على أبي عريش، وتقدموا إلى صنعاء. ولكنهم لم يستولوا عليها، ولا تمكنوا من البقاء في اليمن الأعلى، إلا أن الثورات في تهامة وفي لحج قسمت البلاد، وأضعفت شوكة الإمامة، فقام السادة سنة ١٨٧٢ على الإمام واستعانوا بالترك فدعوهم إلى صنعاء. ففازوا هذه المرة، ووطدوا في الجبال العالية حكمهم إلى حين؛ لأن أهل اليمن الذين يثورون على سادتهم، والسادات الذين يتمردون على إمامهم لا يوالون الأجنبي طويلًا. ففي سنة ١٨٩١ نهضوا على الترك، فحاربوهم وأخرجوهم من صنعاء. وكانت تلك الثورة فاتحة حروب وفتن استمرت ربع قرن، يومًا تضطرم نارها، ويومًا تهمد تحت الرماد، وعندما قام عليهم الإمام المنصور والد الإمام يحيى بعثت الدولة الفريق أحمد فيضي باشا، فتقدم بجنوده إلى صنعاء فحاصرها واستولى عليها، فتقهقر الإمام المنصور إلى صعدة.
ولا عجب، وتلك طريقة الاستيلاء على الإمامة، إذا كانت الرهائن أساس الملك، لكنه — ولا ريب — أساس فاسد، لا يسلم حتى في أيام الحرب. أجل، إن الرهائن دمل في حكم حضرة الإمام، بل دمل في نفسية أهل اليمن؛ لأن الإمامة التي ترضى في أيام السلم أن يؤخذ أبناؤها رهينة الوفاء والأمانة، وإن كانت سليمة العقيدة، فليست بسليمة في وطنيتها، لسنا نلوم الإمام وهو يحكم مثل هذه الأمة، وأعداؤه يحيطون به من الخارج ومن الداخل شمالًا وغربًا وجنوبًا، ومع أن البلاد اليوم في أكثر أنحائها هادئة ساكنة، وسُبل التجارة والسفر فيها آمنة، فهو دائمًا في احتراب ظاهر مع الإدريسي، وفي احتراب خفي مع الشوافع، وفي احتراب متقطع مع حاشد وبكيل، وفي احتراب سياسي مع الإنكليز، وفي احتراب كذلك مع من يدعون حمايتهم من العرب في النواحي التسع حول عدن. هؤلاء أعداء الإمام، فضلًا عن السادة أقرانه، الطامعين بمكانه، ليس فراش الإمامة بالفراش الوثير، ولا أمل في تلك البلاد بالسلم الدائم واليُمْن والنجاح إلا في نزع حق الإمامة من السيف، ووضعه في الشورى الحقيقية، في المبايعة بالاقتراع بموجب السنة، وعلى طريقة الصحابة.
لا ينكر ما كان لليمن في الماضي، في عهد أسلاف الإمام يحيى، من المجد الأثيل، والسيادة الواسعة، وسأعود بالقارئ ألف سنة إلى عهد مضى، ولا أكلفه قراءة أكثر من صفحة أو صفحتين.
في القرن الثالث للهجرة جاء إلى اليمن من العراق السيد يحيى بن الحسين القاسم الرسي يدعو الناس إلى المذهب الزيدي، فأقام في صعدة يعلم عدة سنين، ودُعي الإمام، هو رسول الزيدية الأول في اليمن، ولكن الذي أسس الإمامة في صعدة هو القاسم بن محمد الذي يتصل نسبه بالرسي المذكور.
وقد تشعبت الزيدية إلى فرق، منها الجارودية نسبة إلى أبي جارود زياد بن أبي زياد الذي سمي سرحوبًا، والسرحوب — كما قيل — شيطان أعمى يسكن البحر، وهذه الفرقة تقول بالنص من النبي على إمامة علي وصفًا لا تسمية، وتختلف والفرق الأخرى في الإمام المنتظر، والسليمانية تتبع سليمان بن جرير، وتقول: إن الإمامة شورى بين الخلق، إلا أنها مقيدة بواحد من خيار المسلمين، وهناك أمور طفيفة يختلفون عليها، منها: سب الخليفتين الأولين أبي بكر وعمر، فمنهم من يقول بوجوب السب، ومنهم من يقول بوجوب الإغضاء.
كان اليمن في عهد الأئمة الأولين قطرًا كبيرًا يشتمل على عمان وحضرموت، ويمتد إلى الحجاز، فيدخل فيه عسير وقسم من تهامة. فالإمام شرف الدين بن شمس الدين (٩٣٠ﻫ) الذي مدحه موسى بن يحيى بهران شاعر صنعاء، كان من الفاتحين الكبار. والإمام المهدي أحمد بن حسن استولى على اليمن كله بما فيه عمان وحضرموت. والإمام المهدي لدين الله هو الذي أذن للفرنسيس أن يدخلوا عدن والمخا، وأن يزوروه كذلك في مقره بمواهب، وعقد معهم معاهدة تجارة وولاء سنة ١٧٠٩م.
لكن الإمامة لم تكن من سلالة واحدة دائمًا، فقد انفتح فيها الباب للحسني والحسيني، ولم تكن دائمًا مستقلة. فقد حكم القرامطة في اليمن ردحًا من الزمن قبل مجيء الترك، ثم استولى السلطان سليمان القانوني على بعض الأقطار العربية في أوائل القرن السادس عشر (١٥١٧م)، ومنها عدن، وقسم من اليمن. بيد أنه ما عتَّم أن ثار أهل اليمن على الترك، فأخرجوهم بعد عشرين سنة من البلاد، واستمرت الإمامة مستقلة بعد ذلك أكثر من مائة سنة، فثار عليها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر شريف أبي عريش` بتهامة، واستقل عن اليمن. ثم ثار عليها أحد عمالها في لحج، فاستولى على عدن وأعلن استقلاله.
وفي سنة ١٨٤٩ عاد الأتراك بقيادة توفيق باشا إلى اليمن، فنزلوا في الحديدة، واستولوا على أبي عريش، وتقدموا إلى صنعاء. ولكنهم لم يستولوا عليها، ولا تمكنوا من البقاء في اليمن الأعلى، إلا أن الثورات في تهامة وفي لحج قسمت البلاد، وأضعفت شوكة الإمامة، فقام السادة سنة ١٨٧٢ على الإمام واستعانوا بالترك فدعوهم إلى صنعاء. ففازوا هذه المرة، ووطدوا في الجبال العالية حكمهم إلى حين؛ لأن أهل اليمن الذين يثورون على سادتهم، والسادات الذين يتمردون على إمامهم لا يوالون الأجنبي طويلًا. ففي سنة ١٨٩١ نهضوا على الترك، فحاربوهم وأخرجوهم من صنعاء. وكانت تلك الثورة فاتحة حروب وفتن استمرت ربع قرن، يومًا تضطرم نارها، ويومًا تهمد تحت الرماد، وعندما قام عليهم الإمام المنصور والد الإمام يحيى بعثت الدولة الفريق أحمد فيضي باشا، فتقدم بجنوده إلى صنعاء فحاصرها واستولى عليها، فتقهقر الإمام المنصور إلى صعدة.
وعند وفاته خلفه ابنه الإمام يحيى، فأعاد سنة ١٩٠٤ الكرة على الترك، فحاصرهم في صنعاء حصارًا دام ستة أشهر — «أطعمناهم النار والفار» — فسلموا بدون شرط. وقد فاز أيضًا الثائرون فوزًا مبينًا في نواحي اليمن الأسفل، فغنموا من الترك في تلك الثورة سبعين مدفعًا، وكثيرًا من الذخيرة والسلاح، على أن أحمد فيضي باشا الذي كان يومئذ في البصرة عاد بخمسين ألفًا من الجنود لتأديب العصاة، فاستولى ثانية على صنعاء، ثم تتبع الإمام الذي انسحب بجنوده إلى شهارة. ولكنه دُحر شر دحرة هناك٤١ فعقد بعدها اتفاقًا، والإمام وقَّع صلحًا لم يَدُم غير بضع سنين.
ففي سنة ١٩١١ كانت العشائر قد تاقت إلى الحرب، فهجمت على صنعاء، وأحاطت بها تطلبها باسم الإمام، ولكنها لم تفز فوزها في حصار ١٩٠٤–١٩٠٥. وكان يومئذ عزت باشا والي اليمن، وكانت الدولة على أهبة الحرب مع إيطاليا. فسعى عزت بما كان له من حنكة، وفصاحة، وكرم أخلاق إلى مصالحة الإمام ليمنعه على الأقل من محالفة العدو كما فعل بعدئذ السيد الإدريسي.
وقد كان عزت كريمًا جوادًا، فاستغوى العرب بالمال، واستمال الإمام بفصاحته وحذقه. فعقدت معاهدة ١٩١١ (شوال ١٣٢٧) لمدة عشر سنين، وكان من شروطها أن يعترف الإمام بالسيادة التركية، وتقبل الدولة ألَّا يكون في البلاد غير المحاكم الشرعية التي يعيِّن الإمام قضاتها. قد تعهدت الدولة كذلك بأن تدفع للإمام ولرجاله السادة ومشايخ حاشد وبكيل مشاهرات مالية مقدارها ألفان وخمسمائة ليرة ذهبًا. وبما أن الزيود، بموجب مذهبهم، لا يتوجب عليهم دفع الزكاة لغير الإمام إمامهم، كان موظفو الترك يجمعونها باسمه، ويقدمونها له بعد حسم اثنين ونصف بالمائة بدل الجباية.
بعد عقد هذه المعاهدة عاد الإمام يحيى إلى الخمير في شهارة، وظل والأتراك على ولاء ما داموا يدفعون المشاهرات، ويجمعون له الزكاة. إلا أنهم لم يتمكنوا من القيام بما تعهدوا به بعد دخولهم في الحرب العظمى، ومع ذلك فلم ينقلب عليهم، ولا ساعدهم على الإدريسي في تهامة، ولا على الإنكليز في عدن. ويظهر أن الإنكليز هناك كانوا قد بدءوا يفاوضونه بطريقة غير رسمية أن ينضم إلى الأحلاف في الحرب، فأرسل بطريقة غير رسمية أيضًا؛ لأن رسوله جاء إلى لحج لا إلى عدن يطلعهم على أحواله ويعتذر، وقد كان يومئذ الكرنل جاكوب، صاحب كتاب «ملوك العرب»٤٢ المعاون الأول للحاكم في عدن، فذكر هذا الخبر في كتابه.٤٣
الإمام يحيى بن حميد الدين هو من سلالة الرسول الزيدي الأول في اليمن السيد يحيى بن الحسين الرسي. وقد كان والده المنصور مفتي صنعاء، وذا نفوذ كبير في عهد الإمام شرف الدين، فلما تُوفِّيَ الإمام انتخب بالإجماع خلفًا له، ودعي بالمنصور. وبعد وفاة المنصور ظفر ابنه يحيى المتوكل على الله بالإمامة، وهو اليوم في السادسة والخمسين من سنه، وفي الثانية والعشرين من حكمه، قضى أكثرها — كما قلت — في الاحتراب والمهادنات. ولحضرة الإمام أربع زوجات شرعيات جاءه منهن أربعة وثلاثون ولدًا، مات منهم ثمانية عشر، أما الباقون فمنهم: محمد سيف الإسلام البكر، والمطهر، والقاسم، والحسين، وخمس بنات متزوجات.
عندما توفي أبوه المنصور سنة ١٩٠٢ قام بعض السادة يطالبون بالإمامة، ومنهم السيد أحمد بن قاسم بن عبد الله المعروف بالضحياني، وهو لا يزال حيًّا. ولكنهم لم يفلحوا. ثم بعد إعلان الهدنة تحركت ركاب الإمام من السودة جنوبًا، وتحرك غيره كذلك يبغي الإمامة. وكان في البلاد حزب يقاومه مقاومة شديدة، فلجأ زعماؤه إلى أعدائهم يستنهضونهم على الإمام. هي عادة في العرب لم تتغير من عهد الأمويين في الأندلس حتى اليوم. كتب أعداء الإمام إلى الملك حسين، وإلى الإدريسي، وحتى إلى الإنكليز في عدن، فبعثوا بوفد سافر رجاله سرًّا إليها عن طريق مأرب سنة ١٩١٩، وقصدهم السفر إلى الحجاز شاكين مستنجدين. ولكن الإنكليز لم يأذنوا لهم بالمرور؛ فرجعوا إلى بلادهم. قد سمعت من مصادر شتى ما يدهش ويضحك من أخبار هذه الفتنة، وأغربها أن الإمام يحيى رشى بعض الموظفين الكبار من الإنكليز في عدن ليوقفوا أعداءه أعضاء الوفد، فحققوا له تلك الرغبة.
قد استتبَّ لحضرته الأمر بعد ذلك، فحكم بيد من حديد. وانتفع بمن تخلف من ضباط الترك، فنظم قسمًا من جيشه. وانتفع بنصراني نمساوي، فأسس معمل الخرطوش. وانتفع بمذهب أجداده فحارب الإدريسي، وتغلب الزيود على الشوافع مرارًا. ألا وعنده المجاهدون في سبيل الله يحاربون غيرهم من المجاهدين كذلك في سبيل الله. إن المرء ليأسف على أمة عربية مجيدة ترفع المذهب على الكتاب والسنة، أو بالحري تجعل المذهب وسيلة إلى الاستيلاء والسيادة.
إني على يقين أن لو حكم الإمام يحيى حكمًا مدنيًّا بحتًا، حكمًا عربيًّا يمانيًّا لا حكمًا زيديًّا، لتمكَّن من تحقيق مطامعه السياسية. فالشوافع إذ ذاك يدينون له طائعين راضين، أو أنهم يأبون على الأقل أن يكونوا آلة مذهبية في يد أعدائه.
ففي سنة ١٩١١ كانت العشائر قد تاقت إلى الحرب، فهجمت على صنعاء، وأحاطت بها تطلبها باسم الإمام، ولكنها لم تفز فوزها في حصار ١٩٠٤–١٩٠٥. وكان يومئذ عزت باشا والي اليمن، وكانت الدولة على أهبة الحرب مع إيطاليا. فسعى عزت بما كان له من حنكة، وفصاحة، وكرم أخلاق إلى مصالحة الإمام ليمنعه على الأقل من محالفة العدو كما فعل بعدئذ السيد الإدريسي.
وقد كان عزت كريمًا جوادًا، فاستغوى العرب بالمال، واستمال الإمام بفصاحته وحذقه. فعقدت معاهدة ١٩١١ (شوال ١٣٢٧) لمدة عشر سنين، وكان من شروطها أن يعترف الإمام بالسيادة التركية، وتقبل الدولة ألَّا يكون في البلاد غير المحاكم الشرعية التي يعيِّن الإمام قضاتها. قد تعهدت الدولة كذلك بأن تدفع للإمام ولرجاله السادة ومشايخ حاشد وبكيل مشاهرات مالية مقدارها ألفان وخمسمائة ليرة ذهبًا. وبما أن الزيود، بموجب مذهبهم، لا يتوجب عليهم دفع الزكاة لغير الإمام إمامهم، كان موظفو الترك يجمعونها باسمه، ويقدمونها له بعد حسم اثنين ونصف بالمائة بدل الجباية.
بعد عقد هذه المعاهدة عاد الإمام يحيى إلى الخمير في شهارة، وظل والأتراك على ولاء ما داموا يدفعون المشاهرات، ويجمعون له الزكاة. إلا أنهم لم يتمكنوا من القيام بما تعهدوا به بعد دخولهم في الحرب العظمى، ومع ذلك فلم ينقلب عليهم، ولا ساعدهم على الإدريسي في تهامة، ولا على الإنكليز في عدن. ويظهر أن الإنكليز هناك كانوا قد بدءوا يفاوضونه بطريقة غير رسمية أن ينضم إلى الأحلاف في الحرب، فأرسل بطريقة غير رسمية أيضًا؛ لأن رسوله جاء إلى لحج لا إلى عدن يطلعهم على أحواله ويعتذر، وقد كان يومئذ الكرنل جاكوب، صاحب كتاب «ملوك العرب»٤٢ المعاون الأول للحاكم في عدن، فذكر هذا الخبر في كتابه.٤٣
الإمام يحيى بن حميد الدين هو من سلالة الرسول الزيدي الأول في اليمن السيد يحيى بن الحسين الرسي. وقد كان والده المنصور مفتي صنعاء، وذا نفوذ كبير في عهد الإمام شرف الدين، فلما تُوفِّيَ الإمام انتخب بالإجماع خلفًا له، ودعي بالمنصور. وبعد وفاة المنصور ظفر ابنه يحيى المتوكل على الله بالإمامة، وهو اليوم في السادسة والخمسين من سنه، وفي الثانية والعشرين من حكمه، قضى أكثرها — كما قلت — في الاحتراب والمهادنات. ولحضرة الإمام أربع زوجات شرعيات جاءه منهن أربعة وثلاثون ولدًا، مات منهم ثمانية عشر، أما الباقون فمنهم: محمد سيف الإسلام البكر، والمطهر، والقاسم، والحسين، وخمس بنات متزوجات.
عندما توفي أبوه المنصور سنة ١٩٠٢ قام بعض السادة يطالبون بالإمامة، ومنهم السيد أحمد بن قاسم بن عبد الله المعروف بالضحياني، وهو لا يزال حيًّا. ولكنهم لم يفلحوا. ثم بعد إعلان الهدنة تحركت ركاب الإمام من السودة جنوبًا، وتحرك غيره كذلك يبغي الإمامة. وكان في البلاد حزب يقاومه مقاومة شديدة، فلجأ زعماؤه إلى أعدائهم يستنهضونهم على الإمام. هي عادة في العرب لم تتغير من عهد الأمويين في الأندلس حتى اليوم. كتب أعداء الإمام إلى الملك حسين، وإلى الإدريسي، وحتى إلى الإنكليز في عدن، فبعثوا بوفد سافر رجاله سرًّا إليها عن طريق مأرب سنة ١٩١٩، وقصدهم السفر إلى الحجاز شاكين مستنجدين. ولكن الإنكليز لم يأذنوا لهم بالمرور؛ فرجعوا إلى بلادهم. قد سمعت من مصادر شتى ما يدهش ويضحك من أخبار هذه الفتنة، وأغربها أن الإمام يحيى رشى بعض الموظفين الكبار من الإنكليز في عدن ليوقفوا أعداءه أعضاء الوفد، فحققوا له تلك الرغبة.
قد استتبَّ لحضرته الأمر بعد ذلك، فحكم بيد من حديد. وانتفع بمن تخلف من ضباط الترك، فنظم قسمًا من جيشه. وانتفع بنصراني نمساوي، فأسس معمل الخرطوش. وانتفع بمذهب أجداده فحارب الإدريسي، وتغلب الزيود على الشوافع مرارًا. ألا وعنده المجاهدون في سبيل الله يحاربون غيرهم من المجاهدين كذلك في سبيل الله. إن المرء ليأسف على أمة عربية مجيدة ترفع المذهب على الكتاب والسنة، أو بالحري تجعل المذهب وسيلة إلى الاستيلاء والسيادة.
إني على يقين أن لو حكم الإمام يحيى حكمًا مدنيًّا بحتًا، حكمًا عربيًّا يمانيًّا لا حكمًا زيديًّا، لتمكَّن من تحقيق مطامعه السياسية. فالشوافع إذ ذاك يدينون له طائعين راضين، أو أنهم يأبون على الأقل أن يكونوا آلة مذهبية في يد أعدائه.
أما اليوم فمهما قيل في عدله الجمِّ، وحلمه الشامل، فالشوافع في حكمه غير راضين، والذين في الجيش منهم يحاربون الشوافع إخوانهم مكرهين. ومن المظالم التي يشكونها أنه يجمع الزكاة والأعشار منهم بالتضمين كما كانت تفعل الدولة العثمانية في الولايات. والعشَّار مثل الجلاد، مكروه في كل بلاد.
(٨) الضرائب والسلاح
كنت أسمع الناس في جدة يتكلمون عن الحكومة العربية في الحجاز، فيذكرون اليمن كأنه ولاية من ولاياتها، وكأن الإمام، وهو العربي الصميم — هاك قصيدته في جريدة القبلة — يبغي الوحدة التي ينشدها الملك حسين، ولا يقبل بغيره زعيمًا. وسمعت بعض الناس في عدن يقولون: إن بضع طائرات تبدد صفوف الزيود، وتشتتهم في الأودية والجبال، فتنسيهم الإمام ووحدة الإسلام. ولكننا سمعنا كذلك كبار قواد الحضرة الإمامية الشريفة، وشاهدنا جنودها النظامية. لا نظن أن عدنًا تشاهد ما شاهدناه، وأن الحجاز يسمع ما سمعناه؛ لأن الحقيقة في البلدين مشوَّهة، أو مطموسة، أو مجهولة.
وهذا مما يؤسف له، فإن ملوك العرب وأمراءها ناءون بعضهم عن بعض، وقلما يعرف بعضهم بعضًا معرفة اليقين. قد يسمع أحد المسافرين كلام مثل ابن الوزير، فيحمله إلى الحجاز، فيظنه الناس هناك كلام الحكومة. وقد يسمع أحد رجال الإمام المعتدلين، فيتصور في كلامه صورة لآراء الإمام ومقاصده. لا أنكرُ أن شيئًا منها ينعكس في كلام الاثنين. ولكن الإمام الكبير، الكبير باستعداده وبمطمحه، لا يظهر في كلمة يقولها هو أو يقولها أحد رجاله.
هو الرجل العالم الحكيم المعتدل — قد سمعته يتكلم. ولكن أعماله، وقد أدهشنا بعضها، وبعضها راعَنَا، تدلُّ على علم يشوبه التعصب، وعلى حكمة تضعفها العقيدة. أما قوته الحربية والسياسية فلا تنحصر بالزيود؛ لأنهم فيمَن يحكم الثلث فقط٤٤ وإنما هي في تلك العزلة التي توجبها العقيدة، ويثبتها التاريخ، وتعزِّزها الجبال. أجل، إن قوة الإمام يحيى لفي ثلاثة يقدسها أهل اليمن، هي: المذهب، والوطنية، والوحشية٤٥ وإن في نفسه مواهب تتغذى بهذه العناصر الثلاث، ولا تقف عندها. فهو وإن كان التكتم طبعًا فيه، صريح الكلمة في مواقف الثقة والاطمئنان. وهو، وإن كان زيديًّا، يقبل هدية من الإنكليز، فيركب السيارة، ويأذن بتصوير جيشه النظامي. وهو، وإن كان ديمقراطيًّا في مسلكه الشخصي يرغب في تلك الأبهة العسكرية التي يسير بها إلى المسجد، ثم يشاهدها من نافذة قصره مرة كل أسبوع بعد صلاة الجمعة.
قد شاهدنا شراذم من الجند في ماوية، وإب، ويريم، وذمار. ولكننا في صنعاء شاهدنا يوم العرض فرقة كاملة تامة بعدتها وأجزائها، بنوبتها، بسريتها، بمشاتها، بمدفعيتها. وكان بعض ضباط الترك يركبون البغال، وقد علموا ابن اليمن أن يخطو خطوة الجندي الألماني الرسمية، مشية الإوز Goose-Step في حين أن الفرسان يلعبون بالسيف والرمح، وخيلهم ترقص على نغمات الموسيقى. وشاهدنا بين الجنود الزرقاء ثلة في ثياب صفراء، قيل لنا إنهم تلاميذ المدرسة الحربية، ضباط المستقبل.
أما السلاح فعند الإمام من البنادق أنواعها،٤٦ بعضها مجلوب وبعضها مغنوم، وبعضها مشترى من رجال عسير، وإن معمل الفشنك في قصر غمدان٤٧ الذي يديره جرجي النمساوي يشتغل دائمًا، فينجز أربعة صناديق كل يوم، في الصندوق الواحد ألف فشكة.٤٨ وقد قيل لي: إنه يستطيع أن يجند، خلا الجيش النظامي٤٩ ثلاثمائة ألف من المجاهدين. على أن هذا القول لا يخلو من المبالغة.
في كل حال يحقُّ للإمام أن يردد أنشودة الإنكليز الحربية الاستعمارية، فيهتف قائلًا: عندنا المدافع والرجال، وعندنا فوق ذلك المال، إني أشهد على الأولى والثانية شهادة عين، وقد سمعت عن الثالثة أخبارًا شبيهة بأخبار الجن والكنوز المرصودة. فالإمام غني، غني جدًّا. عنده في كل بيت من بيوته في بير العزب خزنة من الذهب والفضة؛ لذلك تسمع الحرس في الليل يتبادلون كل ساعة كلمة الأمان. وعنده في شهارة، في قنن الجبال هناك، كنوز لا يعرف الطريق إليها سواه. وإذا اكتشفت الطريق فالحجر الذي هو باب الكنز لا يعرفه سواه. وإذا عُرف الحجر فلا يستطيع أن يرفعه أحد سواه؛ لأنه موضوع في شكلٍ سرُّه مفتاحُه عند الإمام. دعنا والكنوز.
إن الضرائب والميزانية تشهد أن الحضرة الشريفة غنية، غنية جدًّا؛ لأنها مثل الإكليروس عند النصارى تأخذ ولا تعطي. في أيام الدولة كان أهل اليمن يدفعون الزكاة فقط، وكانت العشائر معفاة منها. أما اليوم فهم كلهم يترحمون على الأتراك. قد أسمعتك شكوى الجندي وشكوى الفلاح. وإليك الآن بحديث لرجل غريب، كان يلبس فوق ردائه معطفًا إفرنجيًّا من الجوخ، أكل الدهر عليه وشرب وهو في رقاعه، وطوله ووسعه وأزراره البيضاء والسوداء آية في الزي والاختراع، وكان الرجل يشد فوق هذا المعطف الجنبية، أي الخنجر، ويحمل بدل البندق العصا.
(٨) الضرائب والسلاح
كنت أسمع الناس في جدة يتكلمون عن الحكومة العربية في الحجاز، فيذكرون اليمن كأنه ولاية من ولاياتها، وكأن الإمام، وهو العربي الصميم — هاك قصيدته في جريدة القبلة — يبغي الوحدة التي ينشدها الملك حسين، ولا يقبل بغيره زعيمًا. وسمعت بعض الناس في عدن يقولون: إن بضع طائرات تبدد صفوف الزيود، وتشتتهم في الأودية والجبال، فتنسيهم الإمام ووحدة الإسلام. ولكننا سمعنا كذلك كبار قواد الحضرة الإمامية الشريفة، وشاهدنا جنودها النظامية. لا نظن أن عدنًا تشاهد ما شاهدناه، وأن الحجاز يسمع ما سمعناه؛ لأن الحقيقة في البلدين مشوَّهة، أو مطموسة، أو مجهولة.
وهذا مما يؤسف له، فإن ملوك العرب وأمراءها ناءون بعضهم عن بعض، وقلما يعرف بعضهم بعضًا معرفة اليقين. قد يسمع أحد المسافرين كلام مثل ابن الوزير، فيحمله إلى الحجاز، فيظنه الناس هناك كلام الحكومة. وقد يسمع أحد رجال الإمام المعتدلين، فيتصور في كلامه صورة لآراء الإمام ومقاصده. لا أنكرُ أن شيئًا منها ينعكس في كلام الاثنين. ولكن الإمام الكبير، الكبير باستعداده وبمطمحه، لا يظهر في كلمة يقولها هو أو يقولها أحد رجاله.
هو الرجل العالم الحكيم المعتدل — قد سمعته يتكلم. ولكن أعماله، وقد أدهشنا بعضها، وبعضها راعَنَا، تدلُّ على علم يشوبه التعصب، وعلى حكمة تضعفها العقيدة. أما قوته الحربية والسياسية فلا تنحصر بالزيود؛ لأنهم فيمَن يحكم الثلث فقط٤٤ وإنما هي في تلك العزلة التي توجبها العقيدة، ويثبتها التاريخ، وتعزِّزها الجبال. أجل، إن قوة الإمام يحيى لفي ثلاثة يقدسها أهل اليمن، هي: المذهب، والوطنية، والوحشية٤٥ وإن في نفسه مواهب تتغذى بهذه العناصر الثلاث، ولا تقف عندها. فهو وإن كان التكتم طبعًا فيه، صريح الكلمة في مواقف الثقة والاطمئنان. وهو، وإن كان زيديًّا، يقبل هدية من الإنكليز، فيركب السيارة، ويأذن بتصوير جيشه النظامي. وهو، وإن كان ديمقراطيًّا في مسلكه الشخصي يرغب في تلك الأبهة العسكرية التي يسير بها إلى المسجد، ثم يشاهدها من نافذة قصره مرة كل أسبوع بعد صلاة الجمعة.
قد شاهدنا شراذم من الجند في ماوية، وإب، ويريم، وذمار. ولكننا في صنعاء شاهدنا يوم العرض فرقة كاملة تامة بعدتها وأجزائها، بنوبتها، بسريتها، بمشاتها، بمدفعيتها. وكان بعض ضباط الترك يركبون البغال، وقد علموا ابن اليمن أن يخطو خطوة الجندي الألماني الرسمية، مشية الإوز Goose-Step في حين أن الفرسان يلعبون بالسيف والرمح، وخيلهم ترقص على نغمات الموسيقى. وشاهدنا بين الجنود الزرقاء ثلة في ثياب صفراء، قيل لنا إنهم تلاميذ المدرسة الحربية، ضباط المستقبل.
أما السلاح فعند الإمام من البنادق أنواعها،٤٦ بعضها مجلوب وبعضها مغنوم، وبعضها مشترى من رجال عسير، وإن معمل الفشنك في قصر غمدان٤٧ الذي يديره جرجي النمساوي يشتغل دائمًا، فينجز أربعة صناديق كل يوم، في الصندوق الواحد ألف فشكة.٤٨ وقد قيل لي: إنه يستطيع أن يجند، خلا الجيش النظامي٤٩ ثلاثمائة ألف من المجاهدين. على أن هذا القول لا يخلو من المبالغة.
في كل حال يحقُّ للإمام أن يردد أنشودة الإنكليز الحربية الاستعمارية، فيهتف قائلًا: عندنا المدافع والرجال، وعندنا فوق ذلك المال، إني أشهد على الأولى والثانية شهادة عين، وقد سمعت عن الثالثة أخبارًا شبيهة بأخبار الجن والكنوز المرصودة. فالإمام غني، غني جدًّا. عنده في كل بيت من بيوته في بير العزب خزنة من الذهب والفضة؛ لذلك تسمع الحرس في الليل يتبادلون كل ساعة كلمة الأمان. وعنده في شهارة، في قنن الجبال هناك، كنوز لا يعرف الطريق إليها سواه. وإذا اكتشفت الطريق فالحجر الذي هو باب الكنز لا يعرفه سواه. وإذا عُرف الحجر فلا يستطيع أن يرفعه أحد سواه؛ لأنه موضوع في شكلٍ سرُّه مفتاحُه عند الإمام. دعنا والكنوز.
إن الضرائب والميزانية تشهد أن الحضرة الشريفة غنية، غنية جدًّا؛ لأنها مثل الإكليروس عند النصارى تأخذ ولا تعطي. في أيام الدولة كان أهل اليمن يدفعون الزكاة فقط، وكانت العشائر معفاة منها. أما اليوم فهم كلهم يترحمون على الأتراك. قد أسمعتك شكوى الجندي وشكوى الفلاح. وإليك الآن بحديث لرجل غريب، كان يلبس فوق ردائه معطفًا إفرنجيًّا من الجوخ، أكل الدهر عليه وشرب وهو في رقاعه، وطوله ووسعه وأزراره البيضاء والسوداء آية في الزي والاختراع، وكان الرجل يشد فوق هذا المعطف الجنبية، أي الخنجر، ويحمل بدل البندق العصا.
استوقفت هذه القيافة المبتكرة نظري، فسألت الرجل عن مهنته فقال: مهنة الأجاويد. فقلت: زدني علمًا. فقال: نعطي ولا نأخذ. فاعتذرت واستغفرت، فقال: تريدها بلغة الفقهاء. قلت: بلغةٍ من فضلك أفهمها. فأجاب وهو يهز برأسه: حياتنا هبة من الله، ونحن نهبها الإمام، لا نربح ولا نخسر. فقلت: ولكن للهبة طرقًا وأساليب. فقال ضاحكًا، وهو يلطم صدره بيده: كلها عندي. أنا أصلًا، كما يقول الفقيه — وماذا يقول الفقيه؟ — يقول: أنا أصلًا واحد أمَّارٌ بالسوء. أما أنا فثلاثة وفي كلهم الخير، ثلثي يا أفندي شيخ، وثلثي فلاح، وثلثي جندي، والمجموع سيد.
اكتشاف أثري جديد ونادر على مستوى الجزيرة العربية بمحافظة الضالع
بقلم الباحث/شايف محمد قاسم الحدي
نصُّ ما جاء في نقش (جبل ذَبُوْب) الزَّبُوري بالضالع:
{بسم الله الرحمن الرحيم رب السماوات.. أسألك الرزق من فضلك وأن تمنح عقله (قلبه) قوة (حلاوة) الإيمان}
◄ إنَّ النقش الصخري المدوّن بخطِّ الزّبُور القديم، زُبُر الأولين والمعروف بـ(زُبُر) نبي الله داوُود عليه السلام، الذي يقع في أعلى منحدر لِقِمَّة (جبل ذَبُوْب) بين بلدات الزَّند وذي حِمَار وذي عِنّاص وثوبة ودُقَّار ـ الضُبيَّات إلى الجنوب من مدينة الضالع، هو أَنْدَرُ اكتشافٍ أثريّ في اليمن والجزيرة العربيَّة عامة حتَّى الآن، حَيثُ يُعدُّ نقش جبل ذَبُوْب التاريخيّ المزبُور التذكاري التوحيدي (في الاستعانة بالله والثناء عليه، وطلب تقوية الإيمان منه)، حالة إستثنائية نادرة في الكتابات المنقوشة والمرسومة على صخرةٍ صلدةٍ وملساء مُوغِلة في القدم وتقع بالقرب من كهف قديم في قمَّة المنحدر القِبلي للجبل مكتوبٌ على واجهة صخرية مرتفعة.
ونقش (جبل ذَبُوْب) سيضيف الكثير من المعلومات التاريخيَّة المهمة عن حضارة ذلك الإنسان الذي عاش في تلك الحِقبة الزمنية وكيف تطوَّرت لديه الحياة الفكرية والاجتماعيَّة والدينيَّة وعَرَف طريقة الكتابة الزّبُورية ونقشها على الصَّخر، رغم قساوة محيطه، كما أنّ هذا النقش الأوّل من نوعه الذي يذكر آية البسملة مكتملة: «بسم الله الرحمن الرحيم»، وربما يلقي هذا النقش الزّبُوري الضوء بوضوحٍ على الحياة اليومية، وعلى تنظيم المجتمع الدينيّ في تاريخ الأقوام والحضارات القديمة التي سكنت جنوب الجزيرة العربيَّة.
ومما لا خلاف عليه أنّ القرآن الكريم ذكر قبل حوالي 1440 عاماً زُبُر داوُود عليه السلام في سورة الإسراء بقوله:{وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، والزّبُور هو الكتاب الذي أوحاه الله إلى داوُود عليه السلام، وسبق ظهور الإسلام بعشرةٍ قرونٍ ونيِّف تقريباً، و ـ أيضاً ـ قوله تعالى في سورة الشعراء ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ﴾، وقوله تعالى في سورة الأنبياء ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾، كل هذه الآيات القرآنية تؤكّد أنّ الزّبُور كتاب منزل من عند الله، وقال القرطبي في تفسيره:« الزّبُور كتاب داوُود عليه السلام حَسَن الصوت، فإذا أخذ في قراءة الزّبُور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحوش لحُسن صوته»، وجاء في المعجم الوسيط:( الزَّبُورُ : الكتابُ المَزْبُور، وغلب على صُحُف داوُود عليه السلام . والجمع : زُبُر )، وهو زَبُورًا: اسم علم والجذر: زَبَرَ والأصل: زَبُور، والكتاب أيّ كتبه أو أتقن كتابته، فهو مزبُور وزبُور.
وبالعودة إلى نقش (جبل ذَبُوْب التاريخيّ) في محافظة الضالع جنوب اليمن، فإنَّ ما ورد في بعض محتوياته الزّبُورية كان على شكل مناجاة ودعاء ومواعظ، وقد يكون خط الزّبُور المدوّن في (جبل ذَبُوْب) استمر في الكتابة إلى عهد نبي الله سليمان بن داوُود عليهما السلام؛ بل ويؤكّد هذا ما جاء في القرآن الكريم في سورة النمل في قصّة ملكة سبأ، حينما دخل هُدهُد سليمان كُوَّة (نافذة) الملكة وألقى عليها كتابًا كريمًا، فقرأته، فإذا فيه:( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم)، ونُبَرهِن ممّا جاء في نصِّ هذه الآية الكريمة في سورة النمل أن كتابة البسلمة سبقت ظهور الإسلام بقرونٍ كثيرةٍ أو أنَّها ظلت تُستعمَل من قبل الأنبياء والصالحون من الأمم السابقة، وهناك أحتمالية أن الكتابة المُسْنَدية بنوعيها الزّبُوري والمُسْنَدي ظلَّا يُستخدَمان معًا حتَّى بعد ظهور الإسلام إلى جانب اللُّغة العربيَّة لا سيَّما أن هناك دلائل استمرارية لهذا الخط كامتدادٍ للكتابة الزّبُورية حتَّى بداية ظهور الإسلام بقرنين من الزمن؛ وهذا ما أكّده البروفيسور ـ محمد علي الحاج، عالم الآثار واللغات القديمة من كليَّة الآثار والسياحة بجامعة الملك سعود، إذ قال:«إنَّ هذا الخط الزّبُوري قد يعود تاريخه إلى نهاية الفترة التوحيدية من تاريخ ممالك جنوب الجزيرة العربيّة قبل الإسلام، ويضيف أن (نقش جبل ذَبُوْب التاريخيّ بالضالع) ذو طابع تذكاري في الثناء على الله بوصفه الرحمن الرحيم رَبُّ السماوات، وفيه يلتمس كاتبُه الرزق من الله، وأن يزيد قلبه قوةَ إيمانٍ وتصديقٍ به، ليزداد قلبُه ووجدانُه حُبَّاً لله وخضوعًا له وأن قوام هذا النقش الصخري المزبُور سُطران مكتملان كُتِبا بخطٍ زَبُوري واضح غائر في الصخر، وتشير طريقة زَبرهما إلى مهارة في كتابة خطَّ الزّبُور وأنَّ أهميَّة النقش تأتي في احتوائه على مُعطيات تاريخيَّة ولغويّة جديدة، ويؤكّد الأستاذ حسان المجذوب أنَّ (نقش جبل ذَبُوْب) التاريخيّ في محافظة الضالع يوضح الانقياد والخضوع والعبودية في أسمى صورها للخالق العظيم الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وبيده الرزق
بقلم الباحث/شايف محمد قاسم الحدي
نصُّ ما جاء في نقش (جبل ذَبُوْب) الزَّبُوري بالضالع:
{بسم الله الرحمن الرحيم رب السماوات.. أسألك الرزق من فضلك وأن تمنح عقله (قلبه) قوة (حلاوة) الإيمان}
◄ إنَّ النقش الصخري المدوّن بخطِّ الزّبُور القديم، زُبُر الأولين والمعروف بـ(زُبُر) نبي الله داوُود عليه السلام، الذي يقع في أعلى منحدر لِقِمَّة (جبل ذَبُوْب) بين بلدات الزَّند وذي حِمَار وذي عِنّاص وثوبة ودُقَّار ـ الضُبيَّات إلى الجنوب من مدينة الضالع، هو أَنْدَرُ اكتشافٍ أثريّ في اليمن والجزيرة العربيَّة عامة حتَّى الآن، حَيثُ يُعدُّ نقش جبل ذَبُوْب التاريخيّ المزبُور التذكاري التوحيدي (في الاستعانة بالله والثناء عليه، وطلب تقوية الإيمان منه)، حالة إستثنائية نادرة في الكتابات المنقوشة والمرسومة على صخرةٍ صلدةٍ وملساء مُوغِلة في القدم وتقع بالقرب من كهف قديم في قمَّة المنحدر القِبلي للجبل مكتوبٌ على واجهة صخرية مرتفعة.
ونقش (جبل ذَبُوْب) سيضيف الكثير من المعلومات التاريخيَّة المهمة عن حضارة ذلك الإنسان الذي عاش في تلك الحِقبة الزمنية وكيف تطوَّرت لديه الحياة الفكرية والاجتماعيَّة والدينيَّة وعَرَف طريقة الكتابة الزّبُورية ونقشها على الصَّخر، رغم قساوة محيطه، كما أنّ هذا النقش الأوّل من نوعه الذي يذكر آية البسملة مكتملة: «بسم الله الرحمن الرحيم»، وربما يلقي هذا النقش الزّبُوري الضوء بوضوحٍ على الحياة اليومية، وعلى تنظيم المجتمع الدينيّ في تاريخ الأقوام والحضارات القديمة التي سكنت جنوب الجزيرة العربيَّة.
ومما لا خلاف عليه أنّ القرآن الكريم ذكر قبل حوالي 1440 عاماً زُبُر داوُود عليه السلام في سورة الإسراء بقوله:{وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، والزّبُور هو الكتاب الذي أوحاه الله إلى داوُود عليه السلام، وسبق ظهور الإسلام بعشرةٍ قرونٍ ونيِّف تقريباً، و ـ أيضاً ـ قوله تعالى في سورة الشعراء ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ﴾، وقوله تعالى في سورة الأنبياء ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾، كل هذه الآيات القرآنية تؤكّد أنّ الزّبُور كتاب منزل من عند الله، وقال القرطبي في تفسيره:« الزّبُور كتاب داوُود عليه السلام حَسَن الصوت، فإذا أخذ في قراءة الزّبُور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحوش لحُسن صوته»، وجاء في المعجم الوسيط:( الزَّبُورُ : الكتابُ المَزْبُور، وغلب على صُحُف داوُود عليه السلام . والجمع : زُبُر )، وهو زَبُورًا: اسم علم والجذر: زَبَرَ والأصل: زَبُور، والكتاب أيّ كتبه أو أتقن كتابته، فهو مزبُور وزبُور.
وبالعودة إلى نقش (جبل ذَبُوْب التاريخيّ) في محافظة الضالع جنوب اليمن، فإنَّ ما ورد في بعض محتوياته الزّبُورية كان على شكل مناجاة ودعاء ومواعظ، وقد يكون خط الزّبُور المدوّن في (جبل ذَبُوْب) استمر في الكتابة إلى عهد نبي الله سليمان بن داوُود عليهما السلام؛ بل ويؤكّد هذا ما جاء في القرآن الكريم في سورة النمل في قصّة ملكة سبأ، حينما دخل هُدهُد سليمان كُوَّة (نافذة) الملكة وألقى عليها كتابًا كريمًا، فقرأته، فإذا فيه:( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم)، ونُبَرهِن ممّا جاء في نصِّ هذه الآية الكريمة في سورة النمل أن كتابة البسلمة سبقت ظهور الإسلام بقرونٍ كثيرةٍ أو أنَّها ظلت تُستعمَل من قبل الأنبياء والصالحون من الأمم السابقة، وهناك أحتمالية أن الكتابة المُسْنَدية بنوعيها الزّبُوري والمُسْنَدي ظلَّا يُستخدَمان معًا حتَّى بعد ظهور الإسلام إلى جانب اللُّغة العربيَّة لا سيَّما أن هناك دلائل استمرارية لهذا الخط كامتدادٍ للكتابة الزّبُورية حتَّى بداية ظهور الإسلام بقرنين من الزمن؛ وهذا ما أكّده البروفيسور ـ محمد علي الحاج، عالم الآثار واللغات القديمة من كليَّة الآثار والسياحة بجامعة الملك سعود، إذ قال:«إنَّ هذا الخط الزّبُوري قد يعود تاريخه إلى نهاية الفترة التوحيدية من تاريخ ممالك جنوب الجزيرة العربيّة قبل الإسلام، ويضيف أن (نقش جبل ذَبُوْب التاريخيّ بالضالع) ذو طابع تذكاري في الثناء على الله بوصفه الرحمن الرحيم رَبُّ السماوات، وفيه يلتمس كاتبُه الرزق من الله، وأن يزيد قلبه قوةَ إيمانٍ وتصديقٍ به، ليزداد قلبُه ووجدانُه حُبَّاً لله وخضوعًا له وأن قوام هذا النقش الصخري المزبُور سُطران مكتملان كُتِبا بخطٍ زَبُوري واضح غائر في الصخر، وتشير طريقة زَبرهما إلى مهارة في كتابة خطَّ الزّبُور وأنَّ أهميَّة النقش تأتي في احتوائه على مُعطيات تاريخيَّة ولغويّة جديدة، ويؤكّد الأستاذ حسان المجذوب أنَّ (نقش جبل ذَبُوْب) التاريخيّ في محافظة الضالع يوضح الانقياد والخضوع والعبودية في أسمى صورها للخالق العظيم الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وبيده الرزق
والعطاء...انتهى».
وهذا الاكتشاف فريدٌ من نوعه ويجعلنا أمام حَيرة من أمرنا كيف استطاع ذاك الإنسان من تطوير مهاراته في محيطه الذي كان يعيش فيه وتمكَّن من إتقان الكتابة المزبُورة بشكل فنيّ بديع وبراعة متقنة تدعو للدهشة والإعجاب في نمط تلك الكتابة المزبُورة التي أبدع فيها كاتبُها وبدت لنا وكأنها آيةً في الجمال والإتقان، وتكمُن الأهميَّة التاريخيَّة لهذا النقش إلى كونه أوَّل نقش زَبُوري يظهر مدوّناً على صخورٍ جبلية صمَّاء على باب كهفٍ في أعلى السلسلة الجبلية التي يصعب الوصول إلى قمَّتها بسبب إنحدارها الشديد وخطورتها، والتي تتميّز بقممٍ صخريةٍ حادةٍ وسفوح شديدة الإنحدار، حيثُ إنَّ خَطَّ الزّبُور عُرف عنه بأنّه كان يُكتَب على أعواد الخشب ولحاء الأشجار وعُسب النخيل وأوراق البُردي وفيما ندر على القِطَع الحجرية الصغيرة التذكاريّة، ولم يظهر مكتوبًا البتة على الصخر؛ وهذا ما يؤكّد بأنَّ النقش فريدٌ من نوعه وأوَّل الاكتشافات الأثريَّة للغة الزّبُورية مدوّنةً بصخر الجبال في اليمن والجزيرة العربيَّة عامة إلى الآن، وهو ذو طابع ديني يُخلَّد كأوّل نقش مسندي مزبُور توحيدي جاء على ذكر آية التوحيد مكتملة: {بسم الله الرحمن الرحيم}، ومن ثُمَّ مناجاةٍ من قِبَل صاحب النقش لربه، {أسألك الرزق من فضلك وأن تمنح قلبي حلاوة الإيمان}، ويؤكّد هذا النقش بأنَّ كاتبَه كان على كتاب سماويّ صحيح وعقيدة سليمة ودراية بتوحيدِ اللّه وأسمائه وصفاته، وسيظهر هذا الاكتشاف شديد الأهميَّة بالنسبة لمعرفتنا بالأقوام الزّبُورية التي استوطنت في منطقة الاكتشاف وما حولها مع وجود آثار وشواهد ومنشآت تدل على وجود حضارة في هذه السلسلة الجبلية التي تقع جنوب محافظة الضالع تعود إلى ثقافة وحضارة زَبُورية عاشت قبل 1000 عام من ميلاد النبي المسيح يسوع عيسى بن مريم، عليه السلام، ويشكّل هذا الكشف الأثريّ ماضٍ تليدٍ غائرٍ يضرب بجذوره أعماق التاريخ الموغل في القدم.
ورغم إنّ كتابات الزّبُور كانت مخصصة لموضوعات تخصُّ الحياة اليومية والعملية للناس كالتوثيق والمراسلات والمعاملات المختلفة وكانت تُكتب على جريد النخيل وأعواد الخشب والجلود ولاسيّما المُستخدمة في حالات المراسلات والعقود وتوثيق عمليات البيع والشراء، أو فيما ندر على أحجار مهندمة تذكاريَّة صغيرة خفيفة الوزن، كما هو معلوم عند علماء الآثار والنقوش العربية الجنوبيِّة، إلاّ أنَّ نقش (جبل ذَبُوْب التاريخي) بالضالع يَدْحَض كلام المؤرِّخين بالحُجَّة والدَّليل ويؤكّد أن خطّ الزّبُور دُوِّنَ على صخور الجبال الصمَّاء؛ ولذلك نجزم أنَّ هذا النقش هو الأوّل من نوعه في اليمن والجزيرة العربيّة الذي يدوّن الخطّ المزبُور على صخر الجبال كنقشٍ تذكاريٍّ وما يجعل هذا النقش فريدًا من نوعه أنّه يسلّط الضوء على حقائق تاريخيَّة ودينيَّة مهمة
وهذا الاكتشاف فريدٌ من نوعه ويجعلنا أمام حَيرة من أمرنا كيف استطاع ذاك الإنسان من تطوير مهاراته في محيطه الذي كان يعيش فيه وتمكَّن من إتقان الكتابة المزبُورة بشكل فنيّ بديع وبراعة متقنة تدعو للدهشة والإعجاب في نمط تلك الكتابة المزبُورة التي أبدع فيها كاتبُها وبدت لنا وكأنها آيةً في الجمال والإتقان، وتكمُن الأهميَّة التاريخيَّة لهذا النقش إلى كونه أوَّل نقش زَبُوري يظهر مدوّناً على صخورٍ جبلية صمَّاء على باب كهفٍ في أعلى السلسلة الجبلية التي يصعب الوصول إلى قمَّتها بسبب إنحدارها الشديد وخطورتها، والتي تتميّز بقممٍ صخريةٍ حادةٍ وسفوح شديدة الإنحدار، حيثُ إنَّ خَطَّ الزّبُور عُرف عنه بأنّه كان يُكتَب على أعواد الخشب ولحاء الأشجار وعُسب النخيل وأوراق البُردي وفيما ندر على القِطَع الحجرية الصغيرة التذكاريّة، ولم يظهر مكتوبًا البتة على الصخر؛ وهذا ما يؤكّد بأنَّ النقش فريدٌ من نوعه وأوَّل الاكتشافات الأثريَّة للغة الزّبُورية مدوّنةً بصخر الجبال في اليمن والجزيرة العربيَّة عامة إلى الآن، وهو ذو طابع ديني يُخلَّد كأوّل نقش مسندي مزبُور توحيدي جاء على ذكر آية التوحيد مكتملة: {بسم الله الرحمن الرحيم}، ومن ثُمَّ مناجاةٍ من قِبَل صاحب النقش لربه، {أسألك الرزق من فضلك وأن تمنح قلبي حلاوة الإيمان}، ويؤكّد هذا النقش بأنَّ كاتبَه كان على كتاب سماويّ صحيح وعقيدة سليمة ودراية بتوحيدِ اللّه وأسمائه وصفاته، وسيظهر هذا الاكتشاف شديد الأهميَّة بالنسبة لمعرفتنا بالأقوام الزّبُورية التي استوطنت في منطقة الاكتشاف وما حولها مع وجود آثار وشواهد ومنشآت تدل على وجود حضارة في هذه السلسلة الجبلية التي تقع جنوب محافظة الضالع تعود إلى ثقافة وحضارة زَبُورية عاشت قبل 1000 عام من ميلاد النبي المسيح يسوع عيسى بن مريم، عليه السلام، ويشكّل هذا الكشف الأثريّ ماضٍ تليدٍ غائرٍ يضرب بجذوره أعماق التاريخ الموغل في القدم.
ورغم إنّ كتابات الزّبُور كانت مخصصة لموضوعات تخصُّ الحياة اليومية والعملية للناس كالتوثيق والمراسلات والمعاملات المختلفة وكانت تُكتب على جريد النخيل وأعواد الخشب والجلود ولاسيّما المُستخدمة في حالات المراسلات والعقود وتوثيق عمليات البيع والشراء، أو فيما ندر على أحجار مهندمة تذكاريَّة صغيرة خفيفة الوزن، كما هو معلوم عند علماء الآثار والنقوش العربية الجنوبيِّة، إلاّ أنَّ نقش (جبل ذَبُوْب التاريخي) بالضالع يَدْحَض كلام المؤرِّخين بالحُجَّة والدَّليل ويؤكّد أن خطّ الزّبُور دُوِّنَ على صخور الجبال الصمَّاء؛ ولذلك نجزم أنَّ هذا النقش هو الأوّل من نوعه في اليمن والجزيرة العربيّة الذي يدوّن الخطّ المزبُور على صخر الجبال كنقشٍ تذكاريٍّ وما يجعل هذا النقش فريدًا من نوعه أنّه يسلّط الضوء على حقائق تاريخيَّة ودينيَّة مهمة
جرف الإبل وجرف النابرة موقعان صخريان بمنطقة الضالع
فرانك برايمير ، بيير بودو ، ريمي كراسارد ، محمد منقوش
1في عام 2001 تم إعلام بمنطقة الضالع عن وجود موقعين في ربيع 2002.
2يقع في موقع يقع تحت صخرة ، حيث يقع تحت مساحة كبيرة ، حيث لا يتعدى عمقها إلى ثلاثة أمتار على السطح لكنهما ممتدان حيث يصل طولهما إلى 25 أو 30 مترا ، منحوتان في الجزء العلوي للجروف تحت البروز الأخير في قمة الكتل.
جرف الإبل
3يعد "جرف الإبل" الموقع الأول الذي تم الوصول إليه وهو عبارة عن ملجأ واقع تحت التجويف المسطح على قمة جبق كلير. تغطي رسوم الدخول إلى الرسوم والدخول في الرسم البياني السابق ، .
4إن بعض الرسوم المتناثرة ، مشاهدة لازالت ظاهرة ، هي رسوم تمثل فصيلة الغنم (الوعل؟) بالإضافة إلى خطوط متنوعة مقوسة ومستقيمة ، يمكن أن ينتمي إليها البعض منها رسوم واقعية. نحتت ثلاثة وعول أمام التجويف على كتلة ضخمة منهارة (الشكل 47). اثنان من هذه الغنم متقابلان وجهاً لوجه ، ولهما جسمان مرسومان بنفس الأسلوب ، تعلوهما قرون طويلة جدًا. إن المقاسات العامة لكل حيوان هي 25 سم ارتفاعاً و 20 سم طولاً.
الشكل رقم 47- جرف الإبل. وعول منحوتة على كتلة منه.
جرف النابرة
5إن الملجأ الصخري "جرف النابرة" الطويل جداً والمفتوح من الجهة الجنوبية الغربية يقع تقريباً على بعد واحد كنإلورتر. قمة المرتفع يطل عليها منحدر صخري (الشكل رقم 48).
6اللوحة الرئيسية ومنحوتة على امتداد 20 مترا تقريبا مما يتساوى تقريبا مع الطول الكلي للجرف ، وعلى متوسط الطول يقدر ب بمترين ، ويمكن يصل إلى 2.70 مترا. و يصل عرض اللوحة التي رسم عليها الفنانون تقريباً 7 إلى 8 أمتار. هدم جزء من هذه اللوحة عبر بعض المختلسين الذين حفروا أيضا على الصخرة الأم.
الشكل رقم - 48 - موقع جرف النابرة.
7يصل عدد الرسوم إلى أكثر من 300 شكل ، وهي ذات أحجام صغيرة في الغالب ، غير المنمنحوتاتى نادة نداحيب
8بعض العناصر التي تشكل الأغلبية (حوالي 130 شكل) ، والتي تكون تشكل أيضًا (30 شكلا تقريبًا) وعول وغزلان أو ماعز ، وربما الكلاب التي ترافقها 45 شكلا بشريا مشكلة مستقلة عن بعضها البعض. تمثل تمثل لرسوم قطعان ومشاهدة مشاهدة أو مشاهدة مشاهدة مسلسلات تأدية أو تأدية. ووجدت أيضا أشكال بشرية كبيرة ومراد النظر إليها من خلال مقاساتها ووضعها. و خارج هذه المشاهد.
9وهناك لوحه أخرى صغيرة (2x2 مترا تقريباً) تشاهد بعد 20 مترا على شمال اللوحة الكبرى التي فصلت تقريباً
الأنماط
10الرسوم الكاريكاتيرية المتنوعة ومميزة جداً.
المواضيع
112.1.0.118 ريادية بالوجه ، فيما عدا بعض الجامعات ذات أجسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ، اتسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ، اتجسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ، بعض الرياضيين ذات أجسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ،
12لقد نُفذت أشكال سلبية للأيدي واليسرى على الجدار المقطع 1 وعلى الجزء الأعلى من اللوحة الكبرى.
13الحيوانات مصورة دائماً بمنظر.
14تم تنفيذ نحت الوعول بأجسام مع قرون مرفوعة ، أو بتقويس دائري عريض تقريبًا مع الحارك.
15يوضح نموذج (واحد منها) عُقد بالألوان بشكل جيد. تظهر هذه الحيوانات دائماً منفردة بعضها البعض.
16إن الأبقار الممثلة بأجسام مع قرون للأمام "قيثارة" أكثر واقعية ، أكثر لونها بالكامل .... بلون واحد. مجموعة من رموز مخططات ومخططات مربعات ، مجموعة من أشكال مختلف أشكال مختلفة من الرسم الهندسي.
17أغلبية الأبقار بالألوان في شكل قطعان ، حيوانات في صفوف أو مجمعة في مجموعات.
18تشكل العلامات والمواضيع الهندسية رسوماً مميزة جداً ، انطلاقا من الخط البسيط إلى الهندسة التربيعية أو مربعات منسقة ومنسقة المستطيلات ، التي يكون داخلها مملوءا بخطوط متوازية.
19تشير الرسوم إلى بعض النباتات ، من شجرة مميزة وبنيان (عليه؟).
20في النهاية ، أثنى عشر نقشاً أثنى أثنى عشر نقشاً بخط المسند 1 - الراحة بالرسم التصويري - إلى الموقع تم استيقانه بالرسم التصويري - إلى الموقع تم استيقانه الدياسم الأريقية.
الأحجام
213 سم في ثلانث حاإلالاعة من 10 إلى 12 سم في ثلانث حاإلالاعة.
22الأبقار بأحجام متفاوتة بطول 5 إلى 10 سم و 15 إلى 20 سم واستثنائيا 25 سم.
23الوعول بشكل عام مقياس متجانس من 10 إلى 12 سم من حيث الطول.
24طبعات الأيدي بأحجام طبيعية ؛ لكونها نسبة الهواء إلى الهواء.
التقنيات
25تستعمل الرسوم الملونة للرسم.
26ولكون الألوان بقيت حتى أيامنا هذه ، فإن اللون الأحمر الياجوري.
المنحوتات
27نفذت المنحوتات بشكل أساسي عن طريق النقر (التنقيط) والظاهرة من خلال الرسم الملون. ساعدت هذه الملاحظات الأولية على الرسم الأول للرسم على ثلاثة أجيال من الرسوم والمنحوتات
اللوحة الكبرى
فرانك برايمير ، بيير بودو ، ريمي كراسارد ، محمد منقوش
1في عام 2001 تم إعلام بمنطقة الضالع عن وجود موقعين في ربيع 2002.
2يقع في موقع يقع تحت صخرة ، حيث يقع تحت مساحة كبيرة ، حيث لا يتعدى عمقها إلى ثلاثة أمتار على السطح لكنهما ممتدان حيث يصل طولهما إلى 25 أو 30 مترا ، منحوتان في الجزء العلوي للجروف تحت البروز الأخير في قمة الكتل.
جرف الإبل
3يعد "جرف الإبل" الموقع الأول الذي تم الوصول إليه وهو عبارة عن ملجأ واقع تحت التجويف المسطح على قمة جبق كلير. تغطي رسوم الدخول إلى الرسوم والدخول في الرسم البياني السابق ، .
4إن بعض الرسوم المتناثرة ، مشاهدة لازالت ظاهرة ، هي رسوم تمثل فصيلة الغنم (الوعل؟) بالإضافة إلى خطوط متنوعة مقوسة ومستقيمة ، يمكن أن ينتمي إليها البعض منها رسوم واقعية. نحتت ثلاثة وعول أمام التجويف على كتلة ضخمة منهارة (الشكل 47). اثنان من هذه الغنم متقابلان وجهاً لوجه ، ولهما جسمان مرسومان بنفس الأسلوب ، تعلوهما قرون طويلة جدًا. إن المقاسات العامة لكل حيوان هي 25 سم ارتفاعاً و 20 سم طولاً.
الشكل رقم 47- جرف الإبل. وعول منحوتة على كتلة منه.
جرف النابرة
5إن الملجأ الصخري "جرف النابرة" الطويل جداً والمفتوح من الجهة الجنوبية الغربية يقع تقريباً على بعد واحد كنإلورتر. قمة المرتفع يطل عليها منحدر صخري (الشكل رقم 48).
6اللوحة الرئيسية ومنحوتة على امتداد 20 مترا تقريبا مما يتساوى تقريبا مع الطول الكلي للجرف ، وعلى متوسط الطول يقدر ب بمترين ، ويمكن يصل إلى 2.70 مترا. و يصل عرض اللوحة التي رسم عليها الفنانون تقريباً 7 إلى 8 أمتار. هدم جزء من هذه اللوحة عبر بعض المختلسين الذين حفروا أيضا على الصخرة الأم.
الشكل رقم - 48 - موقع جرف النابرة.
7يصل عدد الرسوم إلى أكثر من 300 شكل ، وهي ذات أحجام صغيرة في الغالب ، غير المنمنحوتاتى نادة نداحيب
8بعض العناصر التي تشكل الأغلبية (حوالي 130 شكل) ، والتي تكون تشكل أيضًا (30 شكلا تقريبًا) وعول وغزلان أو ماعز ، وربما الكلاب التي ترافقها 45 شكلا بشريا مشكلة مستقلة عن بعضها البعض. تمثل تمثل لرسوم قطعان ومشاهدة مشاهدة أو مشاهدة مشاهدة مسلسلات تأدية أو تأدية. ووجدت أيضا أشكال بشرية كبيرة ومراد النظر إليها من خلال مقاساتها ووضعها. و خارج هذه المشاهد.
9وهناك لوحه أخرى صغيرة (2x2 مترا تقريباً) تشاهد بعد 20 مترا على شمال اللوحة الكبرى التي فصلت تقريباً
الأنماط
10الرسوم الكاريكاتيرية المتنوعة ومميزة جداً.
المواضيع
112.1.0.118 ريادية بالوجه ، فيما عدا بعض الجامعات ذات أجسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ، اتسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ، اتجسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ، بعض الرياضيين ذات أجسام لها عضو جنسي طويل مبالغ فعيه ،
12لقد نُفذت أشكال سلبية للأيدي واليسرى على الجدار المقطع 1 وعلى الجزء الأعلى من اللوحة الكبرى.
13الحيوانات مصورة دائماً بمنظر.
14تم تنفيذ نحت الوعول بأجسام مع قرون مرفوعة ، أو بتقويس دائري عريض تقريبًا مع الحارك.
15يوضح نموذج (واحد منها) عُقد بالألوان بشكل جيد. تظهر هذه الحيوانات دائماً منفردة بعضها البعض.
16إن الأبقار الممثلة بأجسام مع قرون للأمام "قيثارة" أكثر واقعية ، أكثر لونها بالكامل .... بلون واحد. مجموعة من رموز مخططات ومخططات مربعات ، مجموعة من أشكال مختلف أشكال مختلفة من الرسم الهندسي.
17أغلبية الأبقار بالألوان في شكل قطعان ، حيوانات في صفوف أو مجمعة في مجموعات.
18تشكل العلامات والمواضيع الهندسية رسوماً مميزة جداً ، انطلاقا من الخط البسيط إلى الهندسة التربيعية أو مربعات منسقة ومنسقة المستطيلات ، التي يكون داخلها مملوءا بخطوط متوازية.
19تشير الرسوم إلى بعض النباتات ، من شجرة مميزة وبنيان (عليه؟).
20في النهاية ، أثنى عشر نقشاً أثنى أثنى عشر نقشاً بخط المسند 1 - الراحة بالرسم التصويري - إلى الموقع تم استيقانه بالرسم التصويري - إلى الموقع تم استيقانه الدياسم الأريقية.
الأحجام
213 سم في ثلانث حاإلالاعة من 10 إلى 12 سم في ثلانث حاإلالاعة.
22الأبقار بأحجام متفاوتة بطول 5 إلى 10 سم و 15 إلى 20 سم واستثنائيا 25 سم.
23الوعول بشكل عام مقياس متجانس من 10 إلى 12 سم من حيث الطول.
24طبعات الأيدي بأحجام طبيعية ؛ لكونها نسبة الهواء إلى الهواء.
التقنيات
25تستعمل الرسوم الملونة للرسم.
26ولكون الألوان بقيت حتى أيامنا هذه ، فإن اللون الأحمر الياجوري.
المنحوتات
27نفذت المنحوتات بشكل أساسي عن طريق النقر (التنقيط) والظاهرة من خلال الرسم الملون. ساعدت هذه الملاحظات الأولية على الرسم الأول للرسم على ثلاثة أجيال من الرسوم والمنحوتات
اللوحة الكبرى
28تمتد اللوحة على السطح: إذ إنها مكونة من مجموعات كاملة من اثنين أو ثلاثة. تظهر هذه الأحداث ، تظهر لديك بعض الحالات لمدة طويلة و بشكل متكرر ، تميز آخرها ، الحالي ، بتدهو طويلة و بشكل متكرر ، تميز آخرها ، الحالي ، بتدهو قشيوب تمدة وتمثلت عودة إلى طبيعتها ، وتمثلت عودة إلى طبيعتها ، وتأثيرها في الجزء المتعلق بالتداخلات ، في المقابل
29شقق سكنية تقع في أعلى الجزء الأوسط من اللوحة الرئيسية: تبدو مغطاة بأشكال حيوانية ، ومطموسة في أسفل اللوحة الوسطى. يمكننا أن نمضي في التفكير في هذه الأمور. يبدو أن المنحوتة المنحوتة هي المنتقم.
30وصفت المجموعات الرئيسية المتناسقة من الشمال إلى اليمين.
المقطع الأول مشكاة طبيعية صغيرة في الشمال (اللوحة رقم 10) مع مجموعة مكونة من 7 طبعات لأيادٍ يسقى شالوبية ، لوحة رقم 10) مع مجموعة مكونة من 7 طبعات لأيادٍ يسقى شالبية ، وعلى يمين هذه المشكاة تظهر صورة اللوحة (اللوحة رقم 11) العامرة بوجود وعول مبعثرة على السطح بدون منطق واضح. خط تمركز النقوش المنحوتة بخط المسند في الأعلى على الشمال مجموعة وكذلك موضوعين من المربعات المنسقة العمودية. تبدو الرسوم الأخرى واقعية منفردة: عليه (سقيفة بيت؟) شي مجهول، بقرة رسم عليها شكل بشري و بقرة و نقش و مجموعات من الخطوط العمودية محفورة في مستطيل في حالة واحدة (؟).
ـ يحتل المقطع الثاني (اللوحة رقم 12) بالتحديد قطيع من الأبقار المتجمعة في مجموعة.
المقطع الثالث (اللوحة رقم 12) أكثر تعقيد:
ـ في الأسفل قطيع من 18 بقرة على الأقل متوسط ، في صف ، مع رجل مسلح بقوس على اليمين ، مصحوب بكلب.
فوق اليمين صف من 10 أشكال بشرية (ارتفاع: 15 سم تقريبًا) مرفوعة على اليسار: 15 سم تقريبًا) لراقصين بأذرع مرفوعة وعلى اليسار ، قطعيقن شنالحرب زر قطيقن سناربعب
ـ فوق في الأعلى ، مشهد يضم شكلين بشريين كبيرين (ارتفاع: 30 سم) منحوتين ومنقطين. هذا ، وهو يظهر على شكل رأسي على الجانب الأيسر. أما بالنسبة إلى الجانب الآخر ، فهو بقليل بمنظر أمامي ، الأيدي على الأوراك.
ـ في القمة نقش ويدان مطبوعتان بشكل سلبي.
الصورة الرابعة (اللوحة رقم 13): قطيع ، قطر ، قطر ، قطر ، قطعم ، متوسط ، وآخر حيوانات بحجم صغير.
31على يمين القطيعين ، يظهر شكل بشري منحوت (ارتفاع: 50 سم) مرتبط بجسم وعل منحوت على يمينه يتضق نالعين يتضح من ننصحك الشكل البشري لهيئة الأعمال بالحجم الطبيعي ، وأذرع مطوية وزخرفة من الخطوط التي تشكل رسالة تشكل جسمه. هذا الشكل من الأشكال الحيوانية الأخرى.
يوضح المقطع الخامس (اللوحة رقم 13) في أسفل وعلان منحوتان يعلوهما قطيع من الأبقار الصغيرة ، في الصف ، الأعلى ، على اليمين رمز كبير من 6 مستطيلات مملوءة وعلى الشمال قطيع في مجموعة من الأبقار ذات حجم متوسط وكبير.
تتداخل الصورة في المقطع السادس (اللوحة رقم 14) ، حجم صغير في حجم صغير ، حجم صغير ، حجم صغير بالنسبة للطالبين ، النسبة المئوية للاثنين ، الموجودين في الأعلى ، بقرة كبيرة في الوسط واثنتين صغيرتين جدا. هذه الحيوانات الثلاث عن الأخريات من خلال نمطها.
ـ إلى الشمال ، يوجد الحيوان الكبير ، الرأس بالمنظور المستقيم مقابل الاثنين الآخرين في الصف. عُملت الدائرة بلطخه عريضة بالريشة ، ترك الجسم بدون لون: وقُلصت رأسا الحيوانان على اليمين إلى جق ن (أنارك الجسم بدون لون: وقُلصت رأسا الحيوانان على اليمين إلى جق ن (أنارك) ، دون لون: وقُلصت رأساان على اليمين إلى سق (أنارك دون لون) رأس الحيوان الكبير على اليمين ضيق قليلا ، بدون قرون (لا بالألوان ولا مطموسة): له ذيل عريض ينتهجي بجينورة الفعرة مجموعة من أجسام لأشكال بشرية ، مجمعة بشكل رئيسي في مجموعتين في الجزء العلوي من اللوحة ، يصعب مجمعة بشكل رئيسي في مجموعتين في الجزء العلوي من اللوحة ، يصعب مجمعة تفسههرهالانب يعههرها: هبل يعة شكل بشري مزود بسوط. طبعة يد سلبية على اللوحة.
ـ في المقطع السابع (اللوحة 15) المجموعات الصغيرة موزعة بكثرة. في الأسفل ، على اليمين نجد بقايا صف لأبقار صغيرة ، وعلى اليسار من مجموعات من المستطيلات بخطوط عمودية. سجل ثاني مكون من علامات وبعض الأبقار والماعز المنفردة. مجموعة كبيرة من الخطوط العمودية و نبتة (؟)، والكل محاط بخط منحوت بشكل عريض.
يُظهر المقطع الثامن (اللوحة 16) على الشمال وعلى اليمين رباعيات وعل واحد.
وأخيرًا ، القسم التاسع (اللوحة 17) أقصى يمين اللوحة من سبع مجموعات من الخطوط الدودية ، ايعيردية الدف ، ايعير.
اللوحة الثانية
32الرسم الرسم البياني الرسم البياني الرسم البياني الرسم البياني في اللوحة الرئيسية ، اللوحة الأولى ، اللوحة الأولى ، اللوحة الثانية .
ملاحظات عامة
33يدل تداخل والاختلافات في النمط النمط استيطان طويل للملاجئ عبر منفذي الرسوم الصخرية.
34ربما تنسب المجموعة كلها إلى النمط الثالث والرابع ، كما ذكرنا سابقًا أقدم من ذلك بقليل.
29شقق سكنية تقع في أعلى الجزء الأوسط من اللوحة الرئيسية: تبدو مغطاة بأشكال حيوانية ، ومطموسة في أسفل اللوحة الوسطى. يمكننا أن نمضي في التفكير في هذه الأمور. يبدو أن المنحوتة المنحوتة هي المنتقم.
30وصفت المجموعات الرئيسية المتناسقة من الشمال إلى اليمين.
المقطع الأول مشكاة طبيعية صغيرة في الشمال (اللوحة رقم 10) مع مجموعة مكونة من 7 طبعات لأيادٍ يسقى شالوبية ، لوحة رقم 10) مع مجموعة مكونة من 7 طبعات لأيادٍ يسقى شالبية ، وعلى يمين هذه المشكاة تظهر صورة اللوحة (اللوحة رقم 11) العامرة بوجود وعول مبعثرة على السطح بدون منطق واضح. خط تمركز النقوش المنحوتة بخط المسند في الأعلى على الشمال مجموعة وكذلك موضوعين من المربعات المنسقة العمودية. تبدو الرسوم الأخرى واقعية منفردة: عليه (سقيفة بيت؟) شي مجهول، بقرة رسم عليها شكل بشري و بقرة و نقش و مجموعات من الخطوط العمودية محفورة في مستطيل في حالة واحدة (؟).
ـ يحتل المقطع الثاني (اللوحة رقم 12) بالتحديد قطيع من الأبقار المتجمعة في مجموعة.
المقطع الثالث (اللوحة رقم 12) أكثر تعقيد:
ـ في الأسفل قطيع من 18 بقرة على الأقل متوسط ، في صف ، مع رجل مسلح بقوس على اليمين ، مصحوب بكلب.
فوق اليمين صف من 10 أشكال بشرية (ارتفاع: 15 سم تقريبًا) مرفوعة على اليسار: 15 سم تقريبًا) لراقصين بأذرع مرفوعة وعلى اليسار ، قطعيقن شنالحرب زر قطيقن سناربعب
ـ فوق في الأعلى ، مشهد يضم شكلين بشريين كبيرين (ارتفاع: 30 سم) منحوتين ومنقطين. هذا ، وهو يظهر على شكل رأسي على الجانب الأيسر. أما بالنسبة إلى الجانب الآخر ، فهو بقليل بمنظر أمامي ، الأيدي على الأوراك.
ـ في القمة نقش ويدان مطبوعتان بشكل سلبي.
الصورة الرابعة (اللوحة رقم 13): قطيع ، قطر ، قطر ، قطر ، قطعم ، متوسط ، وآخر حيوانات بحجم صغير.
31على يمين القطيعين ، يظهر شكل بشري منحوت (ارتفاع: 50 سم) مرتبط بجسم وعل منحوت على يمينه يتضق نالعين يتضح من ننصحك الشكل البشري لهيئة الأعمال بالحجم الطبيعي ، وأذرع مطوية وزخرفة من الخطوط التي تشكل رسالة تشكل جسمه. هذا الشكل من الأشكال الحيوانية الأخرى.
يوضح المقطع الخامس (اللوحة رقم 13) في أسفل وعلان منحوتان يعلوهما قطيع من الأبقار الصغيرة ، في الصف ، الأعلى ، على اليمين رمز كبير من 6 مستطيلات مملوءة وعلى الشمال قطيع في مجموعة من الأبقار ذات حجم متوسط وكبير.
تتداخل الصورة في المقطع السادس (اللوحة رقم 14) ، حجم صغير في حجم صغير ، حجم صغير ، حجم صغير بالنسبة للطالبين ، النسبة المئوية للاثنين ، الموجودين في الأعلى ، بقرة كبيرة في الوسط واثنتين صغيرتين جدا. هذه الحيوانات الثلاث عن الأخريات من خلال نمطها.
ـ إلى الشمال ، يوجد الحيوان الكبير ، الرأس بالمنظور المستقيم مقابل الاثنين الآخرين في الصف. عُملت الدائرة بلطخه عريضة بالريشة ، ترك الجسم بدون لون: وقُلصت رأسا الحيوانان على اليمين إلى جق ن (أنارك الجسم بدون لون: وقُلصت رأسا الحيوانان على اليمين إلى جق ن (أنارك) ، دون لون: وقُلصت رأساان على اليمين إلى سق (أنارك دون لون) رأس الحيوان الكبير على اليمين ضيق قليلا ، بدون قرون (لا بالألوان ولا مطموسة): له ذيل عريض ينتهجي بجينورة الفعرة مجموعة من أجسام لأشكال بشرية ، مجمعة بشكل رئيسي في مجموعتين في الجزء العلوي من اللوحة ، يصعب مجمعة بشكل رئيسي في مجموعتين في الجزء العلوي من اللوحة ، يصعب مجمعة تفسههرهالانب يعههرها: هبل يعة شكل بشري مزود بسوط. طبعة يد سلبية على اللوحة.
ـ في المقطع السابع (اللوحة 15) المجموعات الصغيرة موزعة بكثرة. في الأسفل ، على اليمين نجد بقايا صف لأبقار صغيرة ، وعلى اليسار من مجموعات من المستطيلات بخطوط عمودية. سجل ثاني مكون من علامات وبعض الأبقار والماعز المنفردة. مجموعة كبيرة من الخطوط العمودية و نبتة (؟)، والكل محاط بخط منحوت بشكل عريض.
يُظهر المقطع الثامن (اللوحة 16) على الشمال وعلى اليمين رباعيات وعل واحد.
وأخيرًا ، القسم التاسع (اللوحة 17) أقصى يمين اللوحة من سبع مجموعات من الخطوط الدودية ، ايعيردية الدف ، ايعير.
اللوحة الثانية
32الرسم الرسم البياني الرسم البياني الرسم البياني الرسم البياني في اللوحة الرئيسية ، اللوحة الأولى ، اللوحة الأولى ، اللوحة الثانية .
ملاحظات عامة
33يدل تداخل والاختلافات في النمط النمط استيطان طويل للملاجئ عبر منفذي الرسوم الصخرية.
34ربما تنسب المجموعة كلها إلى النمط الثالث والرابع ، كما ذكرنا سابقًا أقدم من ذلك بقليل.
35نجد في الرسوم بعض التشابه مع المناطق المجاورة. إذ نلاحظ في منطقة صعدة أشكالاً بشرية كبيرة بأيدي بالحجم الطبيعي (الشكل رقم 74 ، 123).
36رؤية الصورة الصغيرة الحديثة في وادي صير بالقرب من صنعاء 2 .
37تتشابه قطعان الأبقار مع البعض الموجود في جبل المخروق (الشكل رقم 93) ، غير أنها متداخلة ومتسعة (كبيرة).
38تُذكر الأبقار الكبيرة ذات الرأس الصغير الموجود في وادي قرضة 3 .
39إن الأكبر حجما من ذوات الأسطح الكبيرة تلك التي في جبل المخروق (الشكل رقم 92).
40ومع ذلك التشابهات كلها محدودة. الرسوم البيانية الموجودة في ملف تعريف العمليات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن جهة أخرى إن للرسم الكثير للرسم ، باللون الأبيض والرسم باللون الأبيض ، تقنيات المزج بين النحت والرسم الأبيض ، تقنيات المزج بين النحت والرسم واللون الأبيض ، تقنيات المزج بين النحت والرسميمالون باللون الأبيض أو الأبيض ، تقنيات المزج والرسم باللون الأبيض بين النحت والرسميمالت والرسم
41يمثل هذا الجزء من اليمن ، والذي يمتلك نفس الميزات ، ويمتلك نفس الغلاف ، ويمتلك نفس الإصدار من اليمن. الميزات الأسلوبية العامال الأسلوبية العامحب الفدد تثير بعض التفاصيل في بعض التفاصيل الرسمية في بعض الأشكال الرسمية: بعض أشكال المشاهد في أشكال مختلفة من أشكال أشكال مختلفة: أهمية الرعي وبعض المشاهد مع أشكاكال بشرية ربما كانت رعي وبعض المشاهد مع أشكال ربما عورية كانت
36رؤية الصورة الصغيرة الحديثة في وادي صير بالقرب من صنعاء 2 .
37تتشابه قطعان الأبقار مع البعض الموجود في جبل المخروق (الشكل رقم 93) ، غير أنها متداخلة ومتسعة (كبيرة).
38تُذكر الأبقار الكبيرة ذات الرأس الصغير الموجود في وادي قرضة 3 .
39إن الأكبر حجما من ذوات الأسطح الكبيرة تلك التي في جبل المخروق (الشكل رقم 92).
40ومع ذلك التشابهات كلها محدودة. الرسوم البيانية الموجودة في ملف تعريف العمليات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن جهة أخرى إن للرسم الكثير للرسم ، باللون الأبيض والرسم باللون الأبيض ، تقنيات المزج بين النحت والرسم الأبيض ، تقنيات المزج بين النحت والرسم واللون الأبيض ، تقنيات المزج بين النحت والرسميمالون باللون الأبيض أو الأبيض ، تقنيات المزج والرسم باللون الأبيض بين النحت والرسميمالت والرسم
41يمثل هذا الجزء من اليمن ، والذي يمتلك نفس الميزات ، ويمتلك نفس الغلاف ، ويمتلك نفس الإصدار من اليمن. الميزات الأسلوبية العامال الأسلوبية العامحب الفدد تثير بعض التفاصيل في بعض التفاصيل الرسمية في بعض الأشكال الرسمية: بعض أشكال المشاهد في أشكال مختلفة من أشكال أشكال مختلفة: أهمية الرعي وبعض المشاهد مع أشكاكال بشرية ربما كانت رعي وبعض المشاهد مع أشكال ربما عورية كانت