اليمن_تاريخ_وثقافة
10.6K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الإباضية مذهب الرواية والرواة ولكن؟
#الجزيرة
يرجع الإباضيون نشأة مذهبهم إلى القرن الأول الهجري، وتقول مصادرهم إنه كان يطلق عليهم اسم "جماعة المسلمين" أو "أهل الدعوة"، وإن أول استعمالهم كلمة الإباضية كان في أواخر القرن الثالث الهجري حيث تقبلوا الوصف تسليما بالأمر الواقع.

وكثيرا ما يصفون مذهبهم بالحركة ويقولون إنها لم تحظ بدراسة صحيحة من قبل المذاهب الأخرى، لأن أئمة الحركة اعتمدوا الكتمان في حركتهم والتقية في دينهم خوفا من السلطات، وإن مصادرهم الخاصة هي الوحيدة التي تصف المذهب وصفا صحيحا.

التاريخ والسياسة
وتحتل معركة صفين عند الإباضية موقعا خاصا، وهي التي وقعت بين الخليفة علي بن أبي طالب ووالي الشام حينها معاوية بن أبي سفيان، ووقع فيها التحكيم بين الطرفين، وانتهت بأن انفض قسم من جيش علي عنه رفضا للتحكيم.

"
يطلق الإباضية على المرحلة التي كان فيها جابر بن زيد بمرحلة "الكتمان" التي استمرت حتى وفاته سنة 93 هـ، أما قيام الخلافة الراشدة وفق شروطهم فيسمونها مرحلة "الظهور"
"

ثم وقعت معركة النهروان بينه وبين رافضي التحكيم عندما دعاهم للعودة فدعوه لأن يخلع نفسه ويدخل في طاعة إمامهم "إمام المسلمين عبد الله بن وهب الراسبي"، وقتل منهم علي في النهروان عدة آلاف، تقول مصادر الإباضية إنهم كانوا من خيار الأمة وقرائها.

ويقول الإباضية إن أبا بلال مرداس بن حدير الأزدي كان من أهل النهروان، لكنه انتهج المعارضة السلمية هو وصحبه في البصرة حيث استقروا، وإنه قتل بدوره وجماعته عام 61 هـ في بلاد فارس دفاعا عن النفس في مواجهة الأمويين.

ويعزو الإباضيون السبب وراء وصفهم بـ"الإباضية" إلى قيام عبد الله بن إباض بالدفاع عن أصحاب أبي بلال الأزدي في مراسلة له مع السلطة الأموية فكان هو الظاهر منهم، في حين كانت القيادة الحقيقية لمن سموا بالإباضيين تتمثل في جابر بن زيد الأزدي.

والأخير كان فقيها ومحدثا كما تقول مصادر الإباضيين، وكان تلميذا لعبد الله بن عباس وله رواية عن عدد من الصحابة منهم عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

ويطلق الإباضية على المرحلة التي كان فيها ابن زيد مرحلة "الكتمان" التي استمرت حتى وفاته سنة 93 هـ.  أما عن قيام الخلافة الراشدة وفق شروطهم والتي يسمونها مرحلة "إقامة الظهور"، فيقولون إنها تتمثل بالدول التي قامت لهم في اليمن (129 هـ) وفي عمان (132 هـ) وفي طرابلس (142 هـ) وفي الجزائر (160 هـ).

"
يقول الإباضية بالرواية سبيلا لنقل تعاليم الإسلام ولهم شروطهم الخاصة للحكم بصحة ما ورد من نقولات عن النبي الكريم، وأشهر المصادر عندهم على الإطلاق مسند الربيع بن حبيب

"

وهذه المراحل إضافة إلى غيرها هي طرق أربع لنظام الحكم عندهم طبقوها على العهد النبوي والراشدي (عهد الخلفاء الأربعة) واطلقوا عليها اسم مسالك الدين وهي:

مسلك الكتمان، عندما يعجزون عن إزاحة السلطة الجائرة المعطلة للشرع، فيلزمون التقية.

ومسلك الشراء، عندما يبيع أربعون منهم فما فوق أنفسهم لله ويعلنون الجهاد على السلطة الآنفة الذكر.

 مسلك الدفاع، وتكون باختيارهم إماما لرد الاحتلال، أو لعزل إمام فاسق.

مسلك الظهور، وهو إقامة الخلافة الراشدة.

من فقههم وعقائدهم
ومن أشهر عقائدهم أن الصحابة هم كغيرهم مسيئهم مسيء ومحسنهم محسن، ويخطئون بعضهم مثل علي وأنه أخطأ بالتحكيم ثم أخطأ بحربه على المحكمة في النهروان، ويقولون بتخطئة عائشة في حربها ضد علي في معركة الجمل، ولكنهم يثبتون لهم التوبة مما كانوا فيه، ولهم تفاصيل أخرى تسير في نفس المنحى.

ويقدم الإباضية أنفسهم على أنهم أحد مذاهب المسلمين تماما كالمذاهب السنية من الشافعية والحنفية وغيرها، ويقولون بالرواية سبيلا لنقل تعاليم الإسلام، ولهم شروطهم الخاصة للحكم بصحة ما ورد من نقولات عن النبي الكريم، وأشهر المصادر عندهم على الإطلاق مسند الربيع بن حبيب، ويسمونه الصحيح الجامع، ويقولون إن غالبية الأحاديث التي رواها الربيع بن حبيب مذكورة في المراجع السنية الأخرى بالنص نفسه، أو بفروق طفيفة.

ورغم أن المذهب يلتزم منهجا خاصا في الرواية والفقه، فإن بعض علمائهم نقل في كتبهم الفقهية مسائل فقهية وأحاديث من طرق أهل السنة.

وللإباضيين وجود رئيسي في سلطنة عمان ويشرفون على أوقافها وحياتها الدينية، ولهم وجود في دول مثل ليبيا والجزائر وتونس وتنزانيا.
___________
المصادر:
المصادر الإباضية على الإنترنت، وقد اعتمد التقرير في معلوماته عن الإباضية على موقعين أساسيين هما موقع الاستقامة والإباضية، وقد تضمنا العديد من المقالات والكتب والمصادر، الموقعان:

1- موقع الاستقامة:
http://istiqama.ne
2- موقع شبكة أهل الحق والاستقامة:
http://www.ibadhiyah.net
3- "الإباضية مذهب إسلامي معتدل" لعلي يحيى معمر
4- "الخوارج والحقيقة الغائبة (أحاديث الخوارج )" بحث ماجستر لناصر بن سليمان السابعي مقدم لجامعة آل البيت في الأردن.
5- "الإمامة في الإسلام" بحث ماجستر لعلي العبري مقدم للجامعة الأردنية.
6- "نشأة الحركة الإباضية" لعوض محمد خليفات
7- "دراسات عن الإباضية" لعمرو بن خليفة النامي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الإِباضية

هي أكثر فرق الشُّراة (الخوارج) اعتدالاً وأقربها إلى السنة وأطولها بقاء ولايزال أتباع هذه الفرقة يعيشون إلى يومنا هذا في عُمان وفي جبل نَفُوسة وجزيرة جربة بتونس، وفي ورقلة ومزاب من بلاد الجزائر وفي زنجبار.

تنسب هذه الفرقة إلى عبد الله بن إِباض التميمي [ر]، وقد نشأت في أعقاب الخلاف الذي نشب بين الخوارج بعد مفارقتهم عبد الله بن الزُبير. وكان جلّ الخوارج قبل ذلك على مذهب أبي بلال مِرداس بن أُدَية [ر] الذي عرف بالاعتدال في آرائه، فلمّا نحا نافع بن الأزرق نحواً متطرفاً في معتقداته وخالف المبادئ التي نادى بها أبو بلال افترقت كلمتهم وانقسموا إلى فرق متعددة منها: النجدات، والإباضية، والصُّـفْرية، والبيهسية، والأزارقة.

وقد ظهر من الإباضية علماء بارزون كان لهم يد في بلورة مذهبهم ومنهم جابر بن زيد الذي صحب ابن عبّاس وكان من علماء البصرة المشهورين، وقد قال فيه الشمّاخي مؤرخ الإباضية: «إنه أصل المذهب وأُسُّه الذي قامت عليه آطامُه», ونفاه الحجّاج من البصرة في من نفاهم من الإباضية.

وقد خالف عبد الله بن إِباض الأزارقة في عدم تكفيره القعَدة من الخوارج وإنكاره الاستعراض (قتل من يعرض لهم) وفي أمور أخرى، في حين جنح الأزارقة إلى الخروج وقاتلوا الزبيريين ثم الأمويين حتى أبيدوا جميعاً عام 77هـ.

بقي عبد الله مع جماعته في البصرة، واعتاض عن الخروج والثورة التنظيم السري لأتباعه، فجعل القيادة بين الجماعة من الشيوخ يدعوهم الشمَّاخي «جماعة المسلمين». وعُدّ عبد الله بن إِباض، وفق ما يرد في المصادر الإباضية، إمام أهل التحقيق وإمام المسلمين أو إمام القوم، لكن حالة الكتمان التي عاشها الإباضيون في البصرة بعد سنة 65هـ تجعل الباحث يستبعد وجود إمامة بالمعنى السياسي للكلمة، ولعل من أهداف عبد الله بن إِباض، عندما اتخذ القعود مبدأ، محاولة الوصول إلى تفاهم مع الخليفة عبد الملك بن مروان (65 ـ 86هـ/ 685ـ 705م) ويحتفظ كتاب سير الشيوخ الإِباضيين برسالتين موجهتين من عبد الله بن إِباض إلى عبد الملك بن مروان. إحداهما رد على رسالة جاءَته من الخليفة ضمَّنه نصحاً للخليفة، ودحضاً للمزاعم المعادية للخوارج الإباضية.

وحينما توفي عبد الله بن إِباض، تابع خليفته جابر بن زيد الأزدي العماني سياسته تجاه الأمويين، ونظراً لصلة جابر الوثيقة بعبد الله بن عباس ونقله الحديث عنه فقد كان موضع إكبار المسلمين وإجلالهم، كما كان من بين تلامذة جابر بن زيد عدد من المحدثين السنة، ويَعُده ياقوت الحموي أحد أئمة السنة، وقد ناظر جابر الخوارج المتطرفين وأعطى المذهب الإِباضي سماته الواضحة النهائية، ولذلك تعده المصادر الإِباضية عمدة المذهب.

نجح جابر بن زيد في السنوات الأولى من إمامته في أن يقيم صلات طيبة مع والي العراق، الحجاج بن يوسف الثقفي (75 - 95هـ/695 - 714م) وحدث ذلك كما يبدو في الوقت الذي كان فيه الحجاج يحارب الأزارقة والصُّفْريَّة، فلما عزل الحجاجُ يزيدَ بن المهلب عن خراسان سنة 86هـ وسجنه، ساءَت علاقات الإباضيين بالحجاج، لسببين فقد كان المهالبة على صلات جيدة مع الإِباضيين حتى إن جملة من نساء الأسرة المهلبية أصبحن خارجيات، منهن عاتكة أخت يزيد بن المهلب التي كانت من أشد الناس حماسة للإباضية، أما السبب الثاني فهو ازدياد تطرف إِباضية البصرة لسيطرة العناصر التي تؤمن بالخروج وترفض أن تكون من القَعَدة، وكان على رأسهم بسطام بن عمر بن المُسيَّب الضَبِّي المعروف بمَصْقَلة، وكان صُفْريّاً من أتباع شبيب ثم اعتنق مذهب الإِباضية، ويبدو أن المتعصبين من الإِباضية، اشتركوا في ثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث (81 - 83هـ/701- 703م) فقد كان في جيش ابن الأشعث فرقة يتزعمها بسطام بن مصقلة بن هبيرة الشيباني الذي قتل في المعركة، وكان من نتيجة ذلك أن قلب لهم الحجاج ظهر المجن، فأضحوا بين منفيّ إلى عُمان ومسجون في العراق، وكان بين الذين سجنوا أحد أشهر تلامذة جابر، أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي الذي أطلق سراحه يزيد بن المهلب عندما أصبح والياً على العراق في خلافة سليمان بن عبد الملك (96- 99هـ).

قُدِّر لأبي عبيدة أن يشهد تقارباً وثيقاً مع الأمويين ثم انفصالاً عنهم، ففي أول الأمر سعى المهالبة إلى التقريب بين الطرفين، وزاد التقارب في خلافة عمر بن عبد العزيز (99ـ 101هـ) الذي استقبل سفارة من إمامهم، إلا أن الوضع انقلب إثر وفاة عمر بن عبد العزيز وتولى يزيد بن عبد الملك الذي كان عدواً للمهالبة حماة الإِباضية. ولاشك في أنه حدث في هذه المدة، تغير في موقف الإِباضيين الذين أصبحوا راغبين في الخروج والتخلي عن القعود، مما اضطر أبا عبيدة إلى تغيير موقفه خشية حدوث انشقاق في صفوف إباضية البصرة ولكنه نهج نهجاً يختلف عن نهج زعماء الخوارج السابقين، فقد قرر البقاء في البصرة والاستفادة من جماعته الكثيرة العدد والوفيرة الغنى لتمويل دعوة سرية للإباضية تنتشر في العالم الإسلامي كله وتنظم الأتباع، وتقوم بثورات لتنشئ إمامة
إِباضية على أنقاض الخلافة الأموية، وأنشأ أبو عبيدة للوصول إلى هذا الهدف إدارة مركزية للإشراف على الدعوة وحركتها، تقلَّد فيها كل ما له علاقة بالمذهب والدعوة إليه، وتقلَّد حاجب الطائي وهو شيخ إباضي آخر، شؤون الحرب والمال المجموع في بيت مالٍ خاص، كانت وارداته كبيرة، على ما يبدو، إذ يذكر الشمّاخي أن تاجراً واحداً تبرع بمبلغ عشرة آلاف درهم، وأسس أبو عبيدة في البصرة مركزاً للتعليم، كان يفد إليه الطلاب من كل أنحاء البلاد الإسلامية، فإذا ما تفقهوا في مذهبهم وتم تدريبهم على الدعوة عمد إلى إرسال كل مجموعة إلى بلد، وكان يطلق عليهم «حملة العلم» أو «نقلة العلم». وفي كل مجموعة إمام وقاض، وعليها أن تقوم بنشر المذهب، فإذا ما كسبوا عدداً كافياً من الأتباع أمكنهم الظهور. وقد أرسل أبو عبيدة حملة العلم هؤلاء إلى المغرب واليمن وحضرموت وعُمان.

وعلى الرغم من هذا التوسع الإِباضي، بقي إِباضية البصرة يعيشون حالة ستر وكتمان حتى بعد وصول العباسيين إلى الحكم وتغلغلهم فيهم وضمّهم عمةَ المهدي وزوجها إلى صفوفهم وعطف المنصور عليهم، وبدأ الضعف يدب في مركز الحركة الإِباضية في البصرة خاصة إثر وفاة أبي عبيدة وحاجب الطائي في خلافة المنصور (136- 158هـ/753- 775م) وهجرة الربيع بن حبيب الزعيم الروحي لإِباضية البصرة مع عدد من الشيوخ الآخرين إلى عُمان بعد وفاة أبي عبيدة وإثر حركة النكّار وانشقاقهم عن الدولة الرستمية.

الإِباضية في الجزيرة العربية

حضرموت واليمن: إن أصول الإِباضية في حضرموت واليمن غامضة ويمكن أن تُقرن بنشاط زعيمها عبد الله بن إِباض الذي توفي وفقاً لرواية ابن حوقل في المُذَيْخرة جنوب غربي اليمن.

بلغت الحركة الإباضية أوجها في نهاية الخلافة الأموية حينما حدثت ثورة إباضية تزعمها قاضي حضرموت عبد الله بن يحيى الكندي المعروف بطالب الحق الذي كان على اتفاق مع أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة. وقد بدأت الثورة في نهاية سنة 127هـ أو أوائل سنة 128هـ. وأرسل أبو عبيدة مجموعة من كبار الإِباضيين في البصرة لمساعدته في تنظيم إمامة إِباضية حضرموت، كان من بينهم أبو حمزة المختار بن عوف الأزدي، وبَلْج بن عُقبة الأزدي، وعند وصولهم إلى حضرموت انتخبوا عبد الله بن يحيى إماماً، فظهرت هناك أول إمامة إِباضية واستولى الثائرون على عاصمة حضرموت ثم على صنعاء عاصمة اليمن، ثم أرسل عبد الله بن يحيى أبا حمزة المختار مع ما يقرب من ألف مقاتل إلى الحجاز فاستولى على مكة والمدينة. وبعد استيلاء الإِباضيين على الحجاز أصبحوا مصدر تهديد للخلافة الأموية في الشام، لذلك أرسل الخليفة مروان بن محمد (127- 132هـ/744- 750م) جيشاً قوامه أربعة آلاف مقاتل بقيادة عبد الملك بن عطية السعدي الذي استرد مكة والمدينة وقُتِل أبو حمزة في موقعة قديد (قرب مكة)، كما قتل فيما بعد عبد الله بن يحيى طالب الحق في المعركة التي جرت بالقرب من جُرَش والتي انتهت بهزيمة كاملة للإباضيين.

وبعد موت طالب الحق انتقلت الإمامة إلى عبد الله بن سعيد الحضرمي، وكانت دُوان عاصمة لهم وفق رواية الهمداني، وكانت إمامة الإباضيين لاتزال قائمة في القرن الخامس الهجري، وآخر ذكر للإِباضيين في حضرموت في النصف الثاني من القرن الخامس.

أما الإِباضيون في اليمن فلانكاد نسمع عنهم شيئاً إثر هزيمة طالب الحق ومقتله، ولكن الإدريسي يشير إلى وجود جماعات إِباضية في مناطق مختلفة من اليمن في القرن السادس، ويبدو أن سكان مَهْرة كانوا يعتنقون المذهب الإباضي ويدفعون العشر لإمام عُمان في بدايات القرن الثالث الهجري.

عُمان: من المناطق التي نشط فيها الخوارج الإباضية، منطقة عُمان التي كانت في الأصل تحت سيطرة النجدات أصحاب نجدة بن عامر منذ 73هـ. ولكن المذهب الإباضي لم يلبث أن انتشر فيها واعتنق خوارج عُمان مبادئ الإباضية في نهاية القرن الأول، بفضل جهود جابر بن زيد وغيره من فقهاء البصرة الإِباضيين الذين نفاهم الحجاج بن يوسف الثقفي، كما كان لحَمَلة العلم الذين أرسلهم أبو عبيدة أكبر الأثر في نشر مبادئ الإباضية هناك، وكان من نتيجة انتشار هذا المذهب أن اندلعت ثورة إباضية في عُمان (132هـ/750م) كان على رأسها الجُلُندَى بن مسعود، ولكن الجُلُندَى لم يلبث أن قُتل في المعارك التي دارت رحاها بين القائد العباسي خازم بن خزيمة والإباضيين، فضعف أمرهم إثر الهزيمة ولكنهم عادوا للظهور ثانية في النصف الثاني من القرن الثاني نتيجة لإرسال فئة جديدة من حملة العلم، وكان مركز هذا النشاط الجديد مدينة نزوة، حيث أعلنت الإمامة وانتخب محمد بن عفان إماماً وهو المعروف باسم محمد بن عبد الله بن عفان أو محمد بن أبي عفان، وأصله من قبيلة الأزد من بني محمد.

استمرت هذه الإمامة الإباضية في عُمان حتى القرن الرابع الهجري. وعندما ارتبط الجزء الأكبر من ساحل إفريقية الشرقي بعُمان، انتشرت الإباضية انتشاراً كبيراً في شرقي إفريقية، ويعيش معظم الإباضية في شرقي إفريقية في الوقت الحاضر في زنجبار.

الإباضية في المغرب:
أول من نشر المذهب الإباضي في المغرب، سلامة بن سعيد (أو سلامة بن سعد) الذي ظهر في القيروان في بدايات القرن الثاني للهجرة مع الداعية عكرمة مولى ابن عباس، ويبدو أن دعوته لاقت نجاحاً كبيراً، لأننا نجد في طرابلس بعد عشرين سنة من ظهوره، فئة كبيرة من الإباضية يتزعمها عبد الله بن مسعود التجيبي الذي استمد قوته من قبيلة هوارة القاطنة في طرابلس والمنطقة الواقعة إلى الشرق منها، ثم انضوت تحت لواء الدعوة قبيلة زناتة القاطنة غربي طرابلس، وقبيلة نَفُوسة التي كانت تقطن الجبل الذي يحمل اسمها، وفي 132هـ استولى إسماعيل بن زياد النفوسي، إمام الدفاع، على قابس، ولكنه قتل بعد مدة وجيزة بالقرب من قابس في أثناء مواجهته عبد الرحمن بن حبيب والي القيروان.

ضعفت الدولة الإباضية في طرابلس بعد مقتل إسماعيل بن زياد، ولكن المذهب بقي منتشراً، وتكون منهم جماعة من «نَقلَة العلم» ذهبت إلى البصرة وحملته، ومن بينهم عاصم السدراتي الذي يُعد من قادة الإِباضيين في المغرب، وإسماعيل بن دَرَّار الغدامسي، وأبو الخطاب عبد العلاء بن السمح المعافري، وعبد الرحمن بن رستم.

وقد تلقى هؤلاء تعليماتهم من أبي عبيدة لتنظيم إمامة في طرابلس يكون فيها أبو الخطاب إماماً في المستقبل، واجتمع مجمع منهم على مقربة من طرابلس عام 140هـ ونادوا بأبي الخطاب إماماً وسيطرت إمامتهم على كل ليبية الحالية، ثم احتلوا القيروان (141هـ/758م). وقد انهارت هذه الإمامة الإباضية الثانية بعد أربع سنوات من قيامها على يد حاكم مصر العباسي محمد بن الأشعث الذي اشتبك في معركة مع أبي الخطاب شرقي طرابلس. وقُتل أبو الخطاب وآلاف من أتباعه، وتراجع الإباضيون إثر هذه الهزيمة إلى المناطق الداخلية من طرابلس أو المغرب الأوسط، واستطاع إثر ذلك عبد الرحمن بن رستم، حاكم القيروان الإباضي السابق، وأحد حملة العلم أن يلجأ إلى بلاد الجريد ومنها إلى تاهرت حيث أسس سنة 160هـ الدولة الرستمية [ر].

وبعد قضاء الفاطميين على الدولة الرستمية عام 296هـ ظهرت في أنحاء متعددة من المغرب تنظيمات سياسية إباضية مستقلة أو تكاد عن الفاطميين وعن الأسر السنية في بلاد المغرب. وبدأ تراجع الإباضية من القرن الرابع الهجري وزاد في تراجعها دخول عرب بني هلال المغرب. وقد ظهر هذا التراجع بوضوح في القرن السادس الهجري إذ انحصر وجودهم في مناطق معينة لاتزال مراكز لهم حتى اليوم كمنطقة مزاب (الجزائر) وجزيرة جربة (تونس)، وجبل نفوسة (ليبية). ولايزال الإباضيون في هذه المناطق منقسمين إلى فئتين هما الوهبيون والنُكَّار، ذلك أنه عندما تولى عبد الوهاب الحكم بعد وفاة أبيه عبد الرحمن بن رستم (168هـ/784م) اتجهت الدولة الرستمية نحو الحكم الوراثي على الرغم من بقاء الصفة الانتخابية شكلاً ممثلة بمجلس شورى من سبعة أعضاء، وأدى ذلك إلى انفصال جماعة رفضت بيعة الإمام الجديد، فدعوا بالنُكَّار، ولم يقتصر الأمر على انشقاق مذهبي فحسب، بل تعداه إلى صدام عسكري، فقد خرج النكار من تاهرت إلى الجبال المجاورة. وحاولوا اغتيال الإمام عبد الوهاب فقاتلهم وقتل زعيمهم.

مبادئ الإباضية:

يتفق الإباضيون مع غيرهم من الخوارج في تصورهم الخلافة والإيمان، فهم يرون أن الخلافة يجب أن تكون باختيار حر من المسلمين، وإذا تم اختيار الخليفة، فلايصح أن يتخلى أو يُحكِّم، وعليه أن يخضع خضوعاً تاماً لما أمر الله وإلا وجب عزله. أما ما يتصل بالإيمان، فهم يرون أن العمل بأوامر الدين من صلاة وصوم وصدق وعدل جزء من الإيمان، وليس الإيمان الاعتقاد وحده. وإذا كان جمهور الإباضية يقول: إن تأدية جميع ما فرض الله سبحانه على خلقه إيمان، فإنهم يرون أن كل كبيرة كفر نعمة لا كفر شرك.

ويرون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار وليسوا بمشركين، حلال مناكحتهم وموارثتهم، وحلال غنيمة أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب، حرام ماوراء ذلك، وحرام قتلهم وسبيهم في السر إلا من دعا إلى الشرك في دار التقية ودان به ورأوا أن الدار، أي دار مخالفيهم، دار توحيد إلا عسكر السلطان فإنه دار كفر عندهم، وحرّموا الاستعراض إذا خرجوا، كما حرموا دماء مخالفيهم حتى يدعوهم إلى دينهم، ولهم فقه يقوم على الكتاب والسنة، والإجماع، والقياس. وهم يحتجون بخبر الآحاد وبالحديث المرسل.

وقد نبغ من الإباضيين فقهاء ومتكلمون نشطوا للدفاع عن عقيدتهم، وبسط مذاهبهم، والردّ على خصومهم. وقد ذكر النديم صاحب الفهرست طائفة من أكابر مؤلفيهم، وسرد جملة من كتبهم ومصنفاتهم.

ومن أشهر مؤلفات المتأخرين في الفقه الإباضي كتاب «النيل وشفاء العليل».

نجدة خماش

مراجع للاستزادة:

ـ الباروني أبو الربيع سليمان بن الشيخ عبد الله النفوسي، الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية.

ـ ألفرد بل، الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي، ترجمة عبد الرحمن بدوي.

الموضوعات ذات الصلة:

الأزارقة ـ الرستميون ـ الشراة (الخوارج) ـ الصفرية

 عبد الله بن إباض ـ نافع بن الأزرق ـ النجدية.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تاريخ موجز عن الاباضية في حضرموت ...

عاشت حضرموت طوال حوالي خمسمائة سنة وهي تحت لواء المذهب الاباضي . هذا المذهب الاسلامي الذي اصبحنا حتى نحن الحضارم نجهل عنه الكثير .

في خلال هذه الفترة مرت على حضرموت فترة ازدهرت فيها وكبرت ووصلت جيوش الحضارم الي المدينة المنورة .مارة في طريقها على صنعاء اليمن أي ان الحكم الحضرمي وصل وللاول مرة منذ انهيار الدولة الحميرية الي اوساط الحجاز .

ولكن من هم هؤلاء الاباضية وما هو تاريخهم في حضرموت ؟
سؤال يضل بدون اجابات شافية لاننا بكل صراحة لانملك الكثير من المصادر الحقيقة عن الفترة الاباضية .
فكل ما لدينا هو بعض المصادر التى وجدت في العصر الاسلامي وبكل تأكيد فأن بعض الكتاب كان لديهم اراء مسبقة عن المذهب الاباضي فلم يكنوا منصفين في الحكم على تلك الاحداث .
وعندما تحولت حضرموت الي الطريقة الصوفية اهمل كل التاريخ الاباضي تماما ولم يدون منه شئ ؟ اضافة الي تلك الاسباب السابقة فان الاباضية هم انفسهم قوم عبادة وجهاد فلا يلتفتون الي أي شئ اخر .
ان كل ما وصلنا عن الاباضية بشكل عام وعن تاريخهم بحضرموت بشكل خاص هو شئ قليل لا يسلم هذا القليل من التعصب الاعمى الذي لا يوجد في شئ الا وافسده واذهب خيره .
فالمؤرخون الحضارم القداما لم يعيروا العهد الاباضي أي اهتمام يذكر ولم يذكروا شئ عنهم الا النادر ففي تاريخ شنبل وهو اقدم حوليات حضرمية لا ذكر للعصر الاباضي الا قليلا جدا .
وكأن التاريخ بداء في حضرموت منذ القرن السادس الهجري فقط واني للاعجب كثيرا لمثل هكذا تصرف ؟
ولكن العناية الالهية حفظت لنا بعض المصادر القليلة بل هو مصدر واحد وهو ديوان ابي اسحاق ابراهيم بن قيس الهمداني الامام الاباضي في حضرموت في القرن الخامس الهجري . منه عرفنا القليل من احوال القوم في تلك الفترة .
واما مؤرخو حضرموت في الفترة الحديثة فقد تفاوتت نظراتهم حول هذا الامر فكان منهم الباحث المنصف ( ابن عبيد الله السقاف وباوزير ) ومنهم المتعصب ضد الاباضية ( علوي بن طاهر والحامد) ومنهم من شرح المذهب الاباضي والعصر الاباضي بطريقة جميلة وكأنه يرغب فيه ( بامؤمن )
وفي هذا البحث سوف نحاول ان نستعرض تاريخ الاباضية في حضرموت محاولين قدر الامكان الانصاف ومحاولين ان نستخلص الحقائق من ثنايا المصادر القليلة المتوفرة لنا .

1- من هم الاباضية :
هم فرقة منشقة عن الفكر الخارجي وتنسب الي عبدالله بن اباض التميمي والخوارج هم قوما من المسلمين خرجوا على امير المؤمنين علي بن ابي طالب بعد صفين واجتمعوا على تكفير علي ومعاوية والحكمين رضي الله عن صحابة رسول الله الجميع .
فالفكر الاباضي انشق عن الفكر الخارجي والاباضية تتركز دعوتهم في ( نقد الظلم ودعوة اهل السلطة الي العدل والمساواة بين المسلمين وانكروا قتل المخالفين وسفك الدماء وكان زعيم هذه الافكار ابوبلال مرداس ثم تولى الزعامة من بعده عمران بن خطاب وهو من التابعين ومن المعاصرين لعبدالله بن الزبير وكان خطيبا وشاعرا .
وتولى جابر بن زيد الازدي البصري زعامة الفرقة الاباضية حوالي سنة 61 هـ . ان هذه الفرقة نسبت الي عبدالله بن اباض لانه المتكلم باسمها ( بامؤمن 132-133)
فالمؤسس الحقيقي للمذهب الاباضي هو جابر بن زيد الازدي والمشير اليه في هذا المذهب ان اكثر اتباعه فيما مضى كانوا من بني تميم من عدنان ثم كانوا من الازد من بني قحطان ومن الحضارم القحطانيون ايضا .
المذهب الاباضي في حقيقته من مذاهب اهل السنة والجماعة لان جابر بن زيد الازدي ممن درس على يد عبدالله بن العباس وعبدالله بن عمر بن الخطاب وانس بن مالك وكان الحسن البصري يوكل اليه الفتوى اذا ما غاب عن البصرة .
فهو سنى اذا ومشائخه من اكبر مشائخ اهل السنة والجماعة كما نلاحظ .
في عهد جابر بن زيد توسع هذا المذهب بين الازد في عمان ووصل الي حضرموت واليمن وكان له انصار في الحجاز ..
وعقلية الامام جابر الواعية وخلفيته الصالحة ( بلورت مذهبا اباضيا كغيره من مذاهب اهل السنة والجماعة بعيدا عن التطرف والغلو ) .
ويمكن تلخيص افكار ومواقف الاباضية في الاتي :
1- رفض آراء الخوارج المتطرفين والمغالين .
2- الدعوة الي الشورى في الحكم .
3- عدم اعتبار مخالفيهم مشركين
4- اعتبار مخالفيهم كفار نعمة لا كفار مله ودعوهم بالمنافقين لانهم في نظرهم لا يختلفون عن المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5- قبول شهادة مخالفيهم وتحريم دمائهم .
6- اقامة الحجة على مخالفيهم اولا وعند حربهم يحق للاباضية اغتنام السلاح والكراع وماسوى ذلك حرام .
7- اعتبار دار مخالفيهم دار سلام بينما اعتبروا معسكر السلطان المخالف دار ظلم وبغى .
8- زواج وتوريث مخالفيهم حلال .
اما موقف الاباضية في التوحيد فقد لخصه الامام الاباضي محمد بن يوسف اطفيش فقال ( ان من شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله واعتقد ان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه هو الحق والايمان بجملة الملائكة والسل وجملة الكتب التى انزلها الله على رسله والايمان بأن الموت حق وان النار حق والايمان بالقضاء والقدر من اقر بأن هذه الامور التى كان يدعوا اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي عقيدته فقد تم ايمانه فيما بينه وبين الله وفيما بينه وبين الناس .))
اما فيما يتعلق موقف الاباضية من الصحابة واهل البيت يقول ابو الربيع سليمان الجيلاني الاباضي (( واما الانكار على بعض الصحابة فكذب وفرية علينا وهاهي كيفية صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله واصحابه وزوجاته امهات المؤمنين وذريته وال بيته اجمعين كما صليت على سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد ) .
ولا حجة في الانكار على الاباضية بكونهم يكرهون احد من الصحابة او من امهات المؤمنين لان المذهب الاباضي اصلا قام على انكار مواقف الخوارج الذين كفروا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما رأينا ان مؤسس المذهب الامام جابر كان من تلاميذ كبار الصحابة والتابعين فكيف يتلمذ عليهم وهو يكفر بعضهم ؟
ولعل ما نراه اليوم من تعايش بين مذاهب الشافعية والاباضية في عمان وبين الزيدية والسنية في اليمن مثال واضح على ان المذهبين الاباضي والزيدي هما اقرب الي مذاهب واعتقادات وثوابت اهل السنة والجماعة بعكس عقائد الخوارج المغالين بمواقف النصب والمعروفين بالنواصب او مواقف الروافض المتشيعة المتطرفة والمبتدعه .
فالمذهب الاباضي مذهب سني وسطى يؤمن بالمساواة التام بين المسلمين وهذه ميزة له على جميع المذاهب الاخرى وقد كلف انصار هذا المذهب الكثير من التضحيات على مدار التاريخ للدفاع عن مايؤمنوا به .
فحقيقة الصراع الذي سوف نراه في بحثنا هذا ان شاء الله ليس بين الاباضية وبقية المذاهب الاسلامية بل هو صراع بين دعاة الفكر الحر وانصار المساواة بين المسلمين الذين يؤمنوا ان ( المساواة ) اساس للاسلام وبين من راوا ان تلك الافكار تهدد مصالحهم ونفوذهم حيث ان الدعوة بالمساواة تعني المساواة الكاملة وهي بذلك سوف تنال الحكم وتنسف مقولة ( ان الحكم في قريش ) التى قامت عليها دولة بنى امية او دعوة ان الخلافة والحكم في ال رسول الله صلى الله عليه وسلم التى قامت عليها دولة بنى العباس .
لذا فأن الدولتين الاموية والعباسية لم تتهاون ابدا في ضرب الاباضية وسيرت لها الحملات الكثيرة وارتكبت المجازة الكبيرة في حق الاباضية في حضرموت كما سوف نراه في حملة معن بن زائدة الشيباني .

2- ثورة طالب الحق الامام عبدالله بن يحيى الكندي الاباضي .
وصلت الحالة اسوء حالتها في اخر عهد دولة بني امية واستبد الولاة الظلمة بامور المسلمين واثقلوا كاهلهم بالضرائب وكان اخر حكام بني امية المسمى مروان بن محمد بن مروان وفي عهده ارسل عبدالله بن يحيى الكندي الي شيوخ الاباضية في البصرة وعلى رأسهم ابي عبيدة بن مسلم يستشيرهم في الخروج فجاء الرد سريعا بالحث على الخروج في اسرع وقت كما تضمن كتابهم الي ابن يحيى وصية له ( اذا خرجتم فلا تغلوا ولا تغدروا واقتدوا باسلافكم الصالحين وسيروا سيرتهم . )) بامؤمن (127)
ويقول الاصفهاني ( لما رأى ( يقصد طالب الحق) ظهور الجور وشدة العسف باليمن قال لاصحابه ( لايحل لنا المقام ولا الصبر على ما نرى وكتب الي جماعة من الاباضية في البصرة يشاورهم في الخروج فكتبوا له ان استطعت ان لا تقيم يوما واحد حتى تخرج فافعل وشخص اليه ابو حمزة المختار بن عوف الازدي وبلخ بن عقبة المسعودي في رجال من الاباضية وقدموا حضرموت يحرضونه على الخروج ومعم كتب اصحابه بذلك فدعا عبدالله بن يحي اصحابه فبايعوه وقصدوا دار الامارة وكان على حضرموت يؤمئذ ابراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي فاخذه فحبسه يوما ثم اطلقه فذهب الي صنعاء وبقى عبدالله بن يحيى بحضرموت وكثر جمعه وسموه طالب الحق ) ( بضائع التابوت ج 1 ص 187) .
وبعدها اخذ طالب الحق يجمع الانصار في حضرموت وكاتب اباضية صنعاء يخبرهم بأنه قادم اليهم ويحثهم على الاستعداد واليقضة .
وفعلا استخلف على حضرموت عبدالله بن سعيد الحضرمي وسار هو الي صنعاؤ وفي ابين التقى الجيش الاباضي البالغ عدده الفين مقاتل مع جيش والي اليمن القاسم بن عمر الثقفي البالغ تعداده ثلاثون الف مقاتل .. ودارت رحى المعركة التى ثبت فيها الاباضية وانتصروا على جيش الوالى الاموي حتى هرب الي صنعاء مهزوما فلحق به طالب الحق الي صنعاء والحق به هزيمة اخرى في صنعاء وهرب الوالى الي الشام مع فلول جيشه .
ودخل طالب الحق صنعاء منتصرا عام 129 هـ .
وفي جامع صنعاء ألقى طالب الحق خطبته الشهيرة (بامؤمن ص 128) والتى قال فيها بعدما حمد الله عز وجل وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم : أنا ندعوكم الي كتاب الله وسنة نبيه واجابة دعا اليهما .
الاسلام ديننا .
ومحمد نبينا
والكعبة قبلتنا
والقرآن امامنا
رضينا بالحلال حلالا
لانبغى عنه بديلا ولانشترى به ثمنا قليلا . وحرمنا الحرام , ونبذناه وراء ظهورنا
وشرح في الخطبة بعض عقائد الاباضية واراءهم .

وفي صنعاء احسن طالب الحق معاملة الناس وتوافدت عليه الشراه ( وهم الاباضيه) من كل حدب وصوب وتجمعت الجموع لكي يسير بهم ابو حمزة الازدي الي الحجاز ..

ضوء على العهد الاباضي الحضرمي ( 131هـ -748م )

جري بعد حملة شعيب البارقي التأديبية على حضرموت إنقسام واضح في أوساط الجماعة الاباضية بين أعضائها المعتدلين الذين رأوا ضرورة إيقاف الكفاح الاباضي خارج المنطقة والاكتفاء بالدفع عن المذهب وتعزيز مواقعه في حضرموت , وبين الاعضاء المتشددين الاخرين الذين رأوا ضرورة استمرار الكفاح المُسلح النشط خارج اطار المنطقة لإسقاط الدولة الاموية بأي ثمن .
وكان عبدالله بن سعيد الحضرمي من ابرز ممثلي المجموعة الاولى وقد انتخبه انصاره اماما عليهم ولقبوه بالامام المدافع .
وأعلن معارضوه عدم شرعية امامته وقاموا باعتقاله وقيّدوه بالحديد وأعلنوا الامامة للامام الشاري حسن ( في كتاب تحفه الاعيان للسالمي خنبش أنظر 94:ص 125) .
وقد ذهب كلا الجانبين للتقاضي لدى حاجب الطائي احد اشهر مشائخ البصرة الاباضيين حيث التقيا به في مكان يقع على الارجح بضواحي مكة المكرمة .
وعلى الرغم من تأييد الفقيه البصري لموقف الامام الشاري وتقديره العالي لكفاءته في زعامة اباضية حضرموت الا انه طلب من انصار الامام مغادرة حضرموت قبل اعلان حربهم على جيوش الخليفة حتى لا تُحمّل الاباضية المنطقة مصائب جديدة فوق تلك التى احتملوها في السابق .
وعلى الاغلب فقد وافق الامام حسن الشاري وانصاره على حكم الحاجب وقتلوا من ثم في ساحات المعارك .
لقد تعرص اباضيو حضرموت في اواسط القرن الثامن الميلادي _ كما رأينا_ لهزائم ساحقة على يد كلا من ابن عطية وشعيب البارقي . ويعود الفضل الاكبر في ايقاف ما بداء من ملاحقة واضطهاد لاتباع المذهب الاباضي بحضرموت يعود الي السقوط المروع للدولة الاموية ...
واهتّم العباسيون في سني حكهم الاولى بتركيز كافة جهودهم على تعزيز سلطتهم في المقطاعات الرئيسية للدولة الخلافة ولم تتصدر قائمة اهتماماتهم مسألة حرب اباضية جنوب الجزيرة العربية , التى لا تشكل بعد أي خطر واقعي يُذكر على نظام حكمهم الجديد .
ولكن هذا الهدوء النسبي لم يستمر طويلا بحضرموت . ففي عام 135-137هـ موافق سنة 753,754-755م قام الاباضية في المنطقة بتأييد جلندي بن مسعود الامام الاباضي الاول في عمان واعترفوا بالسلطة عليهم .
وبعد هزيمة جلندي بن مسعود ومقتله قرر العباسيون توجيه ضربتهم القاضية الي انصاره الحضارمه , فتوجه معن بن زائدة عامل الخليفة العباسي المنصور على اليمن منذ سنة 141هـ الي حضرموت وقام بأعمال السيف في أهلها وقتل _ حسب المأثورات المحلية _ خمسة عشر الف رجل منهم ( وهذا الرقم تقريبي ومبالغ فيه على أغلب الظن ) وأخرب الارض والزرع وامر بسد العيون وطّم الابار وقطع الاشجار .
ولم يتورع أبن زائدة عن استخدام ايه وسيلة تمكنه من الايقاع بالاباضية فلقد أعطى الامان مثلا لزجر الحضرمي وعمرو بن عبدالله ملك الاشباء من قبيلة حضرموت المتحصنين في أحدى القلاع واعطى لهما الامان اذا ما توقفا عن المقاومة ولكن ما ان وضعا السلاح حتى امر بضرب عنقيهما .
ولبثت حضرموت عشرات السنين بعد حملة معن بن زائدة تحت السيطرة الاسمية للدولة العباسية وان كانت لم تكن تشكل ايه اهمية تذكر بالنسبة لمصالح هذه الدولة .
وظهرت من جديد مع نهاية القرن الثامن الميلادي الامامة الاباضية بحضرموت حيث برز الوارث بن كعب الحضرمي اماما اباضي للمنطقة وهو على الارجح الشخص نفسه المسمى بوارث بن كعب الخروصي الذي أنتخب في عام 177 هـ اماما لعمان؟
وفي بداية القرن التاسع الميلادي استطاع ابن زياد عامل المأمون الذي أرسله الي تهامة سنة 203هـ ان يضم حضرموت والشحر مدة قصيرة الي سلطنته التى كان قد كونها في اليمن واتخذ من مدينة زبيد عاصمة لها .
ولكن سلطته على هذه المنطقة أصبحت تحمل طابعا شكليا صرفا لذا فإن القول بأن حضرموت والشحر استمرت تحت سلطة ابن زياد قول ليس له أي اساس من الصحة .
فمنذو اواسط القرن التاسع الميلادي دخلت حضرموت في إطار امامة عمان في عهد مهنأ بن جيفر ( 226-237هـ) بينما كانت الشحر مع منطقة المهرة تابعة لعمان قبل تبعية وادي حضرموت لها بحوالي عشرين عاما .
أن الحملات العسكرية المتوالية على المنطقة من قبل عمال الخلفاء وكذا حملات الحكام المستقلين في اليمن ابتداء من القرن التاسع الميلادي اضطرت اباضيي حضرموت لطلب المساندة والدخول في حلف مع اخوان العقيدة في عمان .
وتشهد واقعة ارسال جوابين فقهيين من عمان الي حضرموت المذكورة في المخطوطة المجهولة المؤلف والمعنونة بـ ( السيرة العمانية ) تشهد على العرقات الوثيقة بين اباضية المنطقة . فالجواب الاول : ( سيرة محبوب بن الرحيل الي أهل حضرموت في أمر هارون يعود على الارجح الي بداية القرن التاسع الميلادي .
وفيه تجري مناقشة آراء مجموعة من الفقهاء حول ضرورة تغيير جملة من التشريعات الاباضية الاساسية وبشكل خاص مقترحهم بالسماح في سبي نساء واطفال المسلمين غير الاباضيين وكذا ممتلكاتهم كغنائم حرب . كما هو مُتبع عند الصفرية والازارقة .
ويوضّح محبوب بن الرحيل الضوابط التشريعية التى تجب مراعاتها عند حرب اصحاب المذاهب الاخري في الاسلام والقواعد التى يجب اتباعها في العلاقة معهم اثناء السلم .
واهمية هذه المسألة بالنسبة لإباضية حضرموت المتداخلين مع أهل السنة والذين دائما ما كانوا عرضة للحملات القمعية من اليمن (واضحة تلك الاهمية وضوحا تاما )
وفي الجواب الثاني على اسئلة الحضارمة الذي يعود تاريخه الي نهاية القرن التاسع _ بداية القرن العاشر الميلادي بعنوان (سيرة أبي الحواري الي ابي عبدالله وابي عمر وابي يوسف محمد بن يحيى بن عبدالله بن مره واحمد بن سليمان ومحمد بن عمر وعبدالرحمن بن يوسف أخواننا من أهل حضرموت , فأن جوانب من تاريخ امامة عمان تؤخذ كمسائل قانونية فرعية يجب على اباضية حضرموت اتباعها .
ونرى في هذا الجواب التشديد مجددا على الضوابط التشريعية التى تجب مراعاتها خلال حرب غير الاباضيين من المسلمين .
ولا نجد للاسف الشديد في كلا الجوابين تقريبا ايه معلومات تفصلية عن اباضية حضرموت في هذه الفترة اذ لا نجد الا ذكرا محدودا لعدد من اهم الشخصيات الاباضية الحضرمية وابرزها كالعالم الشريف الشهير عبدالعزيز بن سليمان .
ويجري في مكان اخر من هذا الاثر المخطوط ذكر الامامين الحضرميين سليمان بن عبدالعزيز ومحمد بن سليمان الذين لا يمكن اطلاقا _ من خلال النص _ تحديد زمن تواليهما الامامة .
ومن المفترض _ على الارجح_ أن نعيد احتلال اباضية حضرموت والمهرة لجزيرة سقطرى الي نهاية القرن الثامن _ بداية القرن التاسع الميلادي .
وعلى الرغم نت أن احتلال الجزيرة لم يكن له أي دور يذكر في تاريخ الحركة الاباضية بجنوب الجزيرة العربية الا ان احتلالها كان له تأثير مهم على الناحية الاثنية من تاريخ الجزيرة نفسها اذ اصبح هذا الاحتلال نقطة تحول تاريخية كبرى تمثلت في بداية تغلغل المهرة والدور المتزايد الذي لعبته على مرور الايام فيها .
أما فيما يتعلق باباضية حضرموت في القرن العاشر الميلادي فلا يعرف عنهم أي شئ يذكر .
وقد ذكر الهمداني انه كان لهم امام في نهاية القرن التاسع – النصف الاول من القرن العاشر الميلادي وان مقره في مدينة دوعن ( أمّا ان يكون مقره في مدينة مسماه بدوعن او المدينة الرئسية لوادي دوعن ) ولكنه لم يذكر اسم هذا الامام .
وهكذا نرى ان الامامة الاباضية كانت قائمة بذاتها في حضرموت وغير مرتبطة بعمان في هذه الفترة الزمنية .
أّمّا فيما يتعلق بانتماءآت اباضية حضرموت الانثو-قبلية فلا نجد الا معلومات جدّ ضيئلة فلقد كانت الاباضية قليلة في تجيب الفرع الرئيسي من فروع قبيلة السكون الحضرمية واكثرهم كان في الصدف لانهم دخلوا في حمير أي انهم دخلوا احلاف عسكرية _ سياسية مع سكان المنطقة الاصليين والذي أطلق الهمداني عليهم اسم حضرموت او حمير .

ونستنتج من ذلك ان الاباضية كانت منتشرة بشكل كبير بين اوساط قبيلة حضرموت .
ومن المعروف ايضا ان جميع الهمدانيين من فرع ذي الدراب بن نشق والذين كانوا يقطنون القارة بمنطقة الكسر هم من أتباع المذهب الاباضي .
وفي اوساط القرن العاشر الميلادي استمرت الاباضية كالسابق هي الاتجاة المذهبي المسيطر في حضرموت فحسب ماقاله المسعودي ( ولحق بقية الخوارج بعد هزيمة طالب الحق ببلاد حضرموت واكثرها اباضية هذا الوقت ) .
ورغم كل ذلك فأن الامامة الاباضية بعد ثورة الحق لا يجب مطابقتها بمؤسسة الدولة التى تمتد سلطتها على كافة ارجاء المنطقة او حتى على جزء كبير منها علي الاقل فلقد كان الامام لا يملك جيشا دائما تحت امرته وكان ما بحوزته من الضرائب شيئا يسيرا جدا يتمثل بشكل اساسي في الزكاه , زكانت شهرته وزعامته بين اوساط الاباضيين ذات طبيعة دنية تشريعية فقط بينما زعماء القبائل يملكون القوة العسكرية والسياسية الفعلية .
زكانت سلطة الامام بوصفه زعيما دنيويا تمتد على مدينة دوعن فقط والمناطق المجاورة لها في أحسن الاحوال .
وقد كان السكان في فترة وجود الامامة الاباضية بحضرموت ينتمون الي مختلف المذاهب الدينية على الرغم من ان معتنقي المذهب الاباضي كانو يشكلون اغلبية السكان .
اضافة الي ذلك نجد القبيلة الواحدة او الفرع القبلي الواحد يتوزع افراده ما بين معتنق للمذهب الاباضي ومعتنقي لغيره من المذاهب .
ففي قبيلة تجيب مثلا وهي احد اكبر الجماعات الاثنوقبلية في حضرموت فإن معتنقي الاباضية منهم كانوا قلة قليلة وقد كانت سلطة الامام ضعيفة جدا على القبائل ذات الطوائف المذهبية المتنوعة لان القوانين والتشريعات الاباضية لا تجري على غير الاباضيين وفقا للفقة الاباضي .
وقد أعاق من تركز السلطان في يد الامام ايضا الهجوم المتكرر على معاقل الاباضيين من قبل عمال الخلفاء وحكام اليمن المستقلين وعندما كان هؤلاء يتمكنون من بسط نفوذهم على المنطقة في فترة زمنية قصيرة او طويلة كان الاباضيون في المنطقة يعلنون البدء في دور الكتمان .
ودخول اباضية حضرموت بين فترة واخرى منذ نهاية القرن الثامن الميلادي – النصف الاول من القرن التاسع في اطار الامامة العمانية يؤكد عدم وجود القوة الكافية لديهم لتأمين وجود امامتهم بشكل متواصل او انهم كانوا لا يولون هذا الموضوع اهمية كبرى ....
* تاريخ حضرموت الاجتماعي والسياسي د- سرجيس ( 159-164) (21)

كيفية نهاية الاباضية من حضرموت .؟
المذهب الاباضي مذهب من مذاهب المسلمين كان منتشرا في حضرموت ويشكل المذهب الغالب فيها حتى حدود منتصف القرن الخامس الهجري .
ومنذ نهاية ثورة عبدالله بن يحيى الكندي الملقب بطالب الحق سنة 132 هـ لا نكاد نعرف الكثير عن مجريات الامور في حضرموت ككل . الا ما ورد في المراجع الاسلامية والحضرمية حول قيام ثورة حضرموت على الحكم العباسي في عهد المنصور وتعين معن بن زائدة الشيباني على حضرموت واسراف هذا الوالي في القتل حتى قيل انه قتل خمسة عشر الف من الحضارم (1) .
وبعد ان ولي معن بن زائدة بست في بلاد فارس تبعه محمد بن عمرو الحضرمي (2) فقتله وفي ذلك يقول :
خرجت له والقلب منه كأنه * تجيش غواشيه بنار تضرم
حللت به وترى لم انك خائبا *
وكان فؤادي حره يتوهجم
فأطعنه تحت الشراسيف طعنة * واخرى على رأس الفؤاد تقدم
بهذي وذي قدمت معنا ولم اكن *
لاقعد حتى تمسى لحما يقسم

وبعد حملة معن بن زائدة كانت حضرموت تحت الحكم الاسمي للعباسيين والغلبة فيها للاباضية كونهم اغلب السكان حيث يفهم من كلام الامام السالمي انهم كانوا مستقلين (3)
وكانت العلاقة بين حضرموت وبين عمان قوية جدا للاتفاق في المذهب وللقرب الجغرافي (4)
ثم جاءت دولة بني زياد ودولة الصليحي وليس هنا مجالنا انما نريد ان نعرف كيف انتهى وتلاشى المذهب الاباضي من حضرموت ...!

حالة حضرموت العامة :
من خلال ديوان الامام الحضرمي نرى انه وفي خلال عصر الشاعر ( القرن الخامس الهجري ) كانت حضرموت اباضية صرفة ولا حقيقة لكونها كانت في نزاع مذهبي او انها كانت مقسمة بين ( اباضي وشيعى وسنى ) مع تحفظنا على عبارة سنى كوننا نؤمن بأن الاباضية ما هي الا احد مذاهب اهل السنة والجماعة ..
فقد كانوا اهل حضرموت كلهم اباضية فيما عدا مجموعة صغيرة قدمت من العراق وهم ابناء الامام احمد بن عيسى المهاجر مما قيل انها تحمل الفكر الامامي (5) .
وعلاقتهم باهل حضرموت في بداية وجودهم غير واضحة رغم كثر ما كتب عنهم الا انك تشعر بشئ من الغموض في هذا الخصوص وفي الفترة التى سبقت انتقالهم الي تريم سنة 521 ذكر بعضهم انه ربما كانوا قد اشتركوا في الحياة الفضوية لسكان حضرموت وكانوا طرفا من اطراف النزاعات الكثيرة (6)
الا انه لا حجة في فيما ذكر لم يثبت اشتراك السادة ابدا في أي نزاع عسكري ولا حاجة لرد القول الذي يقول ان السيد احمد بن عيسى المهاجر قد حارب الاباضية بالسلاح لان الكثير من اهل الاختصاص بالتاريخ الحضرمي قد كفونا ذلك واشبعوه تدقيقا وتحقيقا وردا (7)
اما الاباضية وهم الاغلبية الساحقة من سكان حضرموت فقد كانوا في الفترة بحسب اعتقادنا فرق مختلفة ومجموعة من القوى والحال وقتها شبية بالحال دوما في حضرموت فهنالك زعماء دين ومنصب لهم مجموعة من الانصار وهنالك اشباه ملوك يتملكوا في قرية او مدينة او مجموعة قري او في وادي وهنالك قبائل مختلفة والجميع في صراع دائما ليس على خلفية مذهبية وانما على خلفيات اخرى .
ففي ديوان ابي اسحاق الحضرمي ما يدلل على كونه هو في شبام وهنالك سويد ابن يمين في منطقة لا تبعد كثيرا عن دوعن لان اسم سويد ارتبط كثيرا بدوعن في قصائد ابي اسحاق (8) .
وهنالك ابو الفضل عباس بن معن بن حوشب سلطان عامر كنده وقال ابن عبيد الله انه يحتمل ان يكون من سلاطين كندة في المشقاص (9)
وهولاء حكام او زعماء اباضيين كان يستنصر بهم الشاعر ولا اعتقد انهم قاده له او اتباع وذلك واضح من شعره . ربما بعد ذلك ارتضوه اماما وتبعوه .!
وهنالك ابن دغار وهو من المخالفين ولكنه ليس من ناحية مذهبية الا انه كان على عداء مع ابي اسحاق كما كان اهل دوعن ذلك رغم ان الهمداني ذكر ان قاعدة الامام الاباضي كانت بدوعن ..
وعلى مايبدو من كلام المؤرخون ومنهم جميع الحضارم كون ان هنالك كان نوعا من التنوع المذهبي في حضرموت قبل القرن السادس حيث ذكروا انه كان بالهجرين (16) امامين حنفي وشافعي عند قدوم المهاجر احمد بن عيسى (17) وهذا ما يؤكده بعض المؤرخون ومنهم الهمداني الذي يفهم من كلامه ان حضرموت كانت مقسمة قسمين على الاقل في القرن الرابع ( زمن الهمداني ) والا ان التأكيد على كون كندة قبيلة ليست اباضية يناقضه كون ان اغلب زعماء الحركة الاباضية كانوا من كندة .. ! الا أن اغلب المحققين يقولوا ان المذهب الاباضي كان في جميع القبائل الحضرمية وقتها وقد تجد في القبيلة الواحدة اكثر من مذهب ..
ولكن رغم ذلك نرى ان الذين يتبعون المذاهب الاخرى في حضرموت وقتها لم يكنوا على عداء مع الاباضية وكذلك الاباضية لم يكنوا على عداء مع اتباع المذاهب الاخرى بكون القوم يسكنوا مع بعض ويعرفوا عقائد بعضهم بعض فلا الشوافع او الحنفية تعتبر الاباضية قوما نواصب يسبون الصحابة لانهم يعرفون انهم ليسوا كذلك بعكس بقية المسلمين البعدين عن الاباضية والذين يعتبرون ان الاباضي خارجي وهذا من الاخطاء الفاحشة .
والحال شبيه بما نجده اليوم في اليمن او في عمان من تعايش بين الزيدية الشيعية والسنية الشافعية وبين الشافعية والاباضية ..
وكذلك نرى ان اتباع المذاهب الاخرى غير الاباضية لم يكنوا بذلك النشاط والسيطرة التى كانت للاباضية في حضرموت فهم مجرد علماء دين يقلدوا ائمة مختلفين في ضل وحدة الفكر السني الاسلامي المشترك بينهم وبين الاباضية .. وهذا ما جعل ابناء احمد بن عيسى المهاجر يسكنوا في منطقة منعزلة ولا يحتكوا في الحضارم بشكل كبير لمدة قرنين من الزمان هذا الرأي لمن يصمم على كون المهاجر اماميا ( ابن عبيد الله والحامد ) .
اما ما يرد في كتب التاريخ الحضرمي من صراعات عنيفة وقتل وبقر لبطون الحوامل وان الاباضية يرتكبوا الافاعيل في حضرموت فهو كلام مردود على قائلة كونه اولا لا سند له وثانيا ان الصراعات في حضرموت وقتها لم تكن ذات طابع مذهبي ابدا انما هي صراعات قبلية او سياسية ..
اذا فالقوى المحلية المؤثرة في حضرموت هي قوى اباضية في اغلبها وهنالك قوى خارجية مثل الصليحي في تلك الفترة وهذه ما يفسر وجود نغمة االاستنجداد باخوة المذهب في بعض قصائد طلب النجدة في شعر ابي اسحاق فلا يفهم منها انه يطلب نصرة المذهب ضد مخالفين داخل حضرموت انما هي لصد الاسماعلية ومذهب الباطنية الذي قامت عليه دولة الصليحي في اليمن وبداء يحتك بحضرموت الاباضية .

الحالة العلمية :
لا شك ان مقولة ان حضرموت كانت صقع من الاصقاع التى يغلب فيها البداوة في هذه الفترة قولا يفتقر الي الموضوعية (10)
فحضرموت كانت تزخر بعلماء المسلمين من اتباع المذهب الاباضي وكان لهم كتبهم ومؤلفاتهم التى لم نعرف عنها شئ (11)
وفي الفترة الاخير وصلت لنا بعض مؤلفات الامام ابي اسحاق ابراهيم بن قيس بن سليمان الهمداني الحضرمي الاباضي منها مختصر الخصال وديوان الشعر المشار اليه سابقا .. ومنه نعرف ان اباه ايضا قيس بن سليمان كان عالما فقيها ولا شك ان هنالك غيره ممن ذكرهم ابي اسحاق في بعض كتبه وهنالك ذكر ايضا للائمة حضارم في كتب التاريخ العماني .
ومما يدلل على كثرة اهل العلم في حضرموت قول صاحب كتاب المشرع الروي عندما يتحدث عن ال باعلوي وهم في بيت جبير ( وجدوا في تريم من ارباب العلوم والآداب واصحاب الفهوم والالباب مشغلهم عن الاهل والوطن وأذهلهم من كل خل صفى وسكن ) (12)
ويعلق الاستاذ بامؤمن عن ذلك بقوله :
فهولاء العلماء والادباء لم يأتوا من فراغ فكري ولم ينبتوا في حقل جهل وتخلف بل اخذوا العلم والادب من اساتذة قبلهم (13)
ومن قبلهم ؟؟ غير العلماء الاباضية ..
اذا فخلال هذه الفترة من تاريخ حضرموت هنالك مجموعة لا بأس بها من العلماء الاباضية وخاصة في مدن رئيسية في حضرموت اما المناطق القبلية فهي على حالة شبيهة بالحالة التى كانت عليها حتى وقت قريب من الان ..
غير ان بداءت الامور تأخذ مجرى اخر وبتأثيرات خارجية بحته و ساعدها في ذلك طبيعة المجتمع الحضرمي وقابلية المذهب الاباضي ومرونته
فقد استولى الصليحي ( اسماعيلي المذهب ) على حضرموت وبداء المذهب الشافعي ينشط الدعاة له في انحاء الجنوب العربي كله ومن هؤلاء الدعاة العلامة زيد بن عبدالله اليفاعي الذي قدم الي اليمن سنة 512 هـ ودرس على يديه تلميذ من حضرموت .
ومنهم العلامة الشيخ يحيى بن ابي الخير العمراني المتوفي سنة 558 هـ وكان له تلاميذ من حضرموت ايضا منهم ( محمد بن عبدالله الحضرمي من مدينة تريم ومحمد بن مفلح الحضرمي وراشد بن عبدالله بن ابي جياش العامري وهو من ميفعة وسعيد بن فرج وهو من ميفعة ايضا .
ويذكر سرجنت ان باحسن ذكر ان بعض علماء حضرموت هاجر للعلم سنة 510 هـ للدراسة في الجند على يد العلامة زيد بن عبدالله المعافري . (14)
ولعل اكثر العلماء تأثير في الوسط الحضرمي هو الامام العلامة محمد بن علي القلعي الذي هرب من اليمن وسكن ظفار بدعم من سلطانها انذاك ابن منجوه . (15)
وهذا الاقبال العلمي لدى الحضارم على المدارس الخارجية ( اليمن وظفار وغيرهما ) اوجد نوعا من الاهمال للفقه المحلي وهو الخاص بالمذهب السائد ( الاباضي ) مما جعل الامام ابي اسحاق الحضرمي ( توفي تقريبا سنة 500 هـ ) يشير في مقدمة كتابه (مختصر الخصال ) : انه من اسباب تأليفه لهذا الكتاب هو نقص اهل العلم ونقص الاهتمام بالفقه الاباضي .
ومن هنا نعتقد ان حقيقة ما حصل ليس صراع حربي وقتال شرس بين اتباع مذاهب مختلفة في حضرموت ابدا .. انما ما حصل وقتها ان الحضارم الاباضية اخذوا يتأثروا بمذهب اخر وبفكر اخر وهو المذهب الشافعي وذلك نتيجة للنشاط الملحوظ خلال القرنين الرابع والخامس الذي شهدته المنطقة لنشر المذهب الشافعي ..
وطبيعة المذهب الاباضي الذي هو حقيقة بخلاف ما يروج له البعض انه مذهب خارجي بعيد عن فكر اهل السنة والجماعة فهنالك العديد من الاراء التى تتطابق في المذهبين الاباضي والشافعي لذا فقد وجد قبول للفكر الجديد ( الشافعي ) عند اصحاب المذهب الاباضي الحضارم .
وهذا القبول جاء بطريقة تدريجية سلسه بعيدة كل البعد عن أي صراعات عسكرية ... انما الحالة شبيه بالحالة التى تشهدها حضرموت اليوم من انتقال تدريجي من المذهب الشافعي المشبع بالفكر الصوفي الي المذهب الحنبلي ذو الاتجاه الوهابي .
فهنالك طلبة حضارم ذهبوا لتلقى العلم في الخارج ورجعوا الي بلادهم فحصل بعض التصويبات والتعديلات القليلة في الحياة الدينية والمذهبية في حضرموت كما يحصل الان ..
وفي المقابل الاشارة التى اشار لها الامام ابي اسحاق في مقدمة كتابه تدلل على اهمال كبير للعلم محليا واعتقد ان هذا ما اضعف المذهب الاباضي كثيرا فلم يعد مدرسة حضرموت الاباضية كما كان شأنها في العهود السابقة منذ عهد عبدالله بن يحيى ومن بعده بل اصبحت في الكثير من الاحيان تتبع لمدرسة عمان الاباضية وتراسلهم وتعتمد على علماء عمان (18) ولا شك ان هنالك عوامل كثيرة ساعدت على وجود هذه الحالة المتردية للمذهب الاباضيا علميا منها الحروب الخارجية التى شنت على اتباع هذا المذهب منذ ثورة طالب الحق سنة 129 هـ وتنقيل ابن عطية بهم ومن ثم هجوم معن بن زائدة الشيباني والابادة الجماعية التى قام بها في حضرموت (19) ومنها الصراعات السياسية والقبلية العنيفة التى تشهدها المنطقة
وهذا ما يفسر قول بعض المؤرخون الحضارم ان الشيخ سالم بن فضل بافضل المذحجي هاجر الي العراق لمدة 40 سنة ورجع واحيا العلم بعدما اندرس ...
ويمكننا تخليص كل ما سبق في الاتي :
1- ان المذهب الاباضي كان مذهب قائما في حضرموت في الفترة من القرن الاول الي القرن الخامس الهجري وفي هذه الفترة كان مستقل سياسيا في اغلب الاوقات .. وكان له علماء ولكن للاسف لم نعلم منهم الا القليل ( عبدالله بن يحي (طالب الحق) وعبدالله بن سعيد والامام خنبش وقيس بن سليمان وابنه ابراهيم بن قيس وكذلك الامام محمد بن ابراهيم بن قيس وغيرهم ) .
2- يعد ابي اسحاق ابراهيم بن قيس الحضرمي من اواخر علماء الاباضية في حضرموت فبعد عهده ( وربما قبله بقليل ) بداء المذهب الاباضي يفقد الاهتمام المحلي ويضعف من داخله وهذا الامر اصابه بضربة في الصميم حيث انه لطالما كان قويا بقوة داخله رغم كل الضربات الخارجية الموجعة التى وجهت له .
3- بداء ابناء الحضارم الاباضية بالتوجهه للعلم في الخارج واكتسبوا فكرا مخالف قليلا لما يعرفوه في بلادهم واعتنقوا هذا الفكر وهنا بداء المذهب الاباضي يتلاشى .
4- وجود الامام القلعي في ظفار بالقرب من حضرموت ساهم بشكل واضح في نشر افكار هذا الامام بين الحضارم مما جعلهم يزهدون في الاراء المحلية المتوارثة ويرغبون في الاراء الجديدة القادم لهم من الخارج .
5- وجود دولة ال راشد من القرن السادس الهجري وكانت على ما يقال دولة ذات اتجاه شافعي في مقابل دولة ال دغار في شبام ذات الاتجاه الاباضي .
6- طبيعة الشعب الحضرمي الذي يميل دائما الي عدم التقيد بفكر واحد وقابلية الحضارم دوما لكي يتلقوا التأثيرات الفكرية عليهم بكل سهولة وهذا ما نلاحظه من استعراض تاريخ العقائد والاديان والمذاهب في حضرموت منذ العصر الذي كانوا يعبدوا فيه آلة القمر ( سين ) الي تأثرهم بعبادة الاصنام ومن ثم تأثرهم بالنصرانية واليهودية وبعدها جاء الاسلام و في الاسلام جاء المذهب الاباضي ثم الشافعي ثم اعتناقهم الفكر الصوفي وبعدها بداء تأثير الفكر الوهابي يتسرب الي حضرموت ليحل محل الافكار الصوفية تماما كما حصل لمذهب الاباضي وتسرب المذهب الشافعي محله ..
7- لا حقيقة ابدا لوجود أي صراع عسكري حقيقي وعنيف حصل ونتج عنه احلال الشافعية مكان الاباضية في حضرموت ولا حقيقة ايضا للاي تأثير فعلي لهجرة الامام احمد بن عيسى المهاجر في التحول المذهبي للاهل حضرموت وان هنالك مبالغة واضحة في دور المهاجر واحفاده وقد اشار لهذا الامر العلامة ابن عبيد الله السقاف بقوله " (( ان المؤرخين يكثرون من علم المهاجر ومن بعده الى علي بن علوي خالع قسم ويذهبون به الي غايات بعيدة وللشك في مثل ذلك نوافذ كثيرة )) (20)
الخلاصة العامة ان مذهب الاباضية تلاشى من حضرموت بشئ من التدريج والسلم .. ولا ينبغى لنا ابدا ان نربط بين الصراعات القبلية والاجتماعية وبين المذاهب في حضرموت لانه لم يثبت بسند صحيح ان هنالك حرب طائفية او مذهبية وقعت بين أي طرفين او مجموعة اطراف داخلية في حضرموت بل حتى ان حروب الصليحي لم تكن ذات طابع مذهبي كامل فالصليحي كان دولة يسعى الي السيطرة ويذكر المؤرخون انه تعامل مع كل المذاهب بشكل اكثر من رائع وما انتشر المذهب الشافعي السني في جنوب اليمن الا في عهد الصليحي ذو المذهب الباطني الاسماعيلي .
ان من قام بقبول مذهب الامام الشافعي واحلوه محل مذهب الامام جابر هم الحضارم انفسهم حيث انه بكونهم اباضيه لم يجدوا في فكر الشافعي الا تصحيح قليل لبعض المفاهيم لديهم فقط ... وليس الامر بالردة عن منهج الي منهج اخر مخالف تماما ومتعارض تماما ..
ما حصل من دخول الفكر الصوفي الي حضرموت في القرن السابع الهجري والانقلابه الكبيرة التى حصلت للحضارم على الصعيد الفكري والاجتماعي حيث ان الفقهاء اصبحوا زهاد ... والقبائل اصبحوا مساكين وتخلى الكثير من الناس عن السلاح والحروب اقتداء بالفقيه المقدم وربما ملل من حياة الحروب والفوضوية ومن هنا اصبح مجتمع حضرموت وخاصة في الحواضر ذو طبيعة مختلفة تماما عما كانت عليه في العهد الاباضي والعهد الشافعي واصبحت نظرة الناس للدين وللمذاهب وللتاريخ بشكل مختلف واصبح الولي يحتل مكانة عالية في الحياة الدنينة والاجتماعية في حضرموت وبداءت الطبقية في حضرموت وتقسم الناس الي فئات وطبقات على اسس مختلفة لم يراعى فيها النسب ولا الاصالة انما رعيت فيها خليط من التصورات الصوفية والاقتصادية والمنطقية ايضا ..
والملاحظ انه النزعة الصوفية كانت مشبعة بافكار مخالفة تماما للفكر الحضرمي وتملك فلسفة عراقية امامية تتناقض مع الفلسفة الحضرمية الاباضية .
فالحضارم عاشوا في ضل العدالة والمساواه التى هي من صميم عقائد المذهب الاباضي ولم يعرفوا التقسيمات العرقية او الطبقية الا في العهد الصوفي الذي عمق هذه المفاهيم وبشكل كبير جدا في الفكر الحضرمي .
على كل حال ليس مجالنا الفكر الصوفي الآن لأنه بلا شك لكل شئ محاسن ومساوئ وكل مرحلة لها منافع ومضار وسلب وايجاب لان هذه طبيعة الاشياء وسنة الخالق تبارك وتعالى في هذه الدنيا ..
في الاخير نحب ان نشير أن المذهب الاباضي مرحلة مهمة من تاريخ حضرموت عاشها الحضارم بكل تفاصيلها وان هذه المرحلة بالتحديد من التاريخ الحضرمي تحتاج جهود جبارة جدا واهتمام بالغ ومستمر حتى تتضح لنا ونعرف تفاصيلها الغامضة ..
فالمصادر المتوفرة قليلة جدا ولا ندرى سبب لذلك , لذا فكل ماسبق هو فرضيات قد تظهر وثائق او مصادر جديدة وتنسف كل ما كتبناه نسفا ولكننا سوف نكون جدا سعداء بذلك كوننا سوف نعرف وقتها الحقيقة وهي غاية ما نتمناه ..

المصادر :
1-نتف من تاريخ حضرموت الجزء 1 ص 216
2- كان اباه يدعى عمرو بن عبدالله الحضرمي حاكما في حضرموت وقد حارب معن بن زائدة واعتصم منه بقلعة حصينة فعرض عليه معن الصلح على ان يأمنه فقبل الامير الحضرمي ونزل فغدر به الشيباني وقتله .
3-ذكر الامام السالمي (( امام حضرموت عبدالله بن سعيد وانهم عزلوه وقدموا عليه خنبشا ) ( تحفة الاعيان ج1 ص 125 )
4- انظر صفحات من تاريخ اباضية عمان وحضرموت لعبدالرحمن بن جعفر ص 228 وما بعدها .
5- وصف ابن عبيد الله بقوله ( على جانب من التشيع لا يشينه الافراط )ابن عبيد الله السقاف : بضائع التابوت ج 1 ص 235