اليمن_تاريخ_وثقافة
10.7K subscribers
142K photos
348 videos
2.17K files
24.6K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يهود اليمن.. أسرار طائفة تعتنق مبادئ مضادة لإسرائيل


على عكس غالبية اليهود في العالم، يسود إيمان عميق في أوساط يهود اليمن البالغ عددهم 200-300 تبقوا من أصل حوالي 60 ألفا في الأربعينات من القرن الماضي، ان الدولة اليهودية "إسرائيل" هي فكرة مضادة لأصول الديانة اليهودية. وأوضح الحاخام الأكبر ليهود اليمن يعيش بن يحيى أن الحياة في إسرائيل (زارها مرتين) لا تروقه لمظاهر الانحلال الأخلاقي المتفشي هناك.

ومافتئت الفئة القليلة من اليهود اليمنيين التي آمنت بإسرائيل وهاجرت إلى هناك، تطالب بتعويضات عن ممتلكات يقول المهاجرون إنهم تركوها وراءهم. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعلن في 1996 أن اليهود اليمنيين يمارسون حقوقهم السياسية، إلا أنه شدد على أن الذين هاجروا باعوا كل ممتلكاتهم وقبضوا أثمانها.
وكانت إسرائيل كثفت حملات إعلامية بزعم أن يهود اليمن "يتحرقون" من أجل الهجرة لإسرائيل وأنهم كانوا يعانون من الاضطهاد بسبب منع الحكومة اليمنية إياهم من السفر خارج اليمن، إلا أن عددا كبيرا من يهود اليمن لم يتجهوا -بعد إلغاء حظر السفر عليهم- إلى إسرائيل بل إلى لندن أو نيويورك بسبب اعتقادهم الديني الصارم ببطلان قيام إسرائيل.

في مقابلة فريدة مع الحاخام الأكبر ليهود اليمن يعيش بن يحي، أوضح أن الغالبية من اليهود المتبقين في اليمن تجمعت في مدينة ريدة وما حولها بعد أن تضاءل عدد اليهود اليمنيين بسبب هجرة أغلبهم. وقال يحيى إن سبب تجمعهم في مدينة واحدة هو "رغبتنا في إقامة صلواتنا وأعيادنا والسبوت معاً فضلاً عن إقامة مدارس لأبنائنا وبناتنا لتعلم التوراة والزبور".
ويؤكد الحاخام أن اليهود المتبقين في اليمن لا يزيدون عن "200 -300" شخص ، مشيرا إلى أنهم كانوا يشكلون حوالي ربع سكان اليمن قبل هجرة 1948م. أما عن طريقة دخولهم وزياراتهم إلى إسرائيل فقد أوضح أنه يتم منحهم تصاريح من قبل السلطات الأردنية أو المصرية، ولا يختم على الجواز اليمني ختم دخول أو خروج لإسرائيل. وقال يحيى إنه زار إسرائيل مرتين بهدف زيارة أقاربه "منهم أولاده وبناته".
ويشير الحاخام إلى أنه يشعر بالارتياح في إسرائيل إلا أمرا واحدا لا يبعث على الراحة يتعلق بالشرف. ويضيف الحاخام "لا تستطيع أن تفعل شيئا حتى لو رأيت زوجتك أو ابنتك تصاحب أو تعاشر شخصا آخر وهذا يخالف تقاليدنا وطباعنا كيهود يمنيين، إضافة إلى أننا متدينين لا يرضينا ذلك". ويؤكد أن "أرض إسرائيل طيبة، ولكن لا نفس لي للعيش في ظل ذلك الفساد الأخلاقي، نحن بيئتنا في اليمن محافظة تماماً مختلفة عن تلك الأجواء".
ورفض الحاخام الإدلاء برأيه حول قتل الأطفال الفلسطينيين على أيدي آلة الحرب الإسرائيلية مكتفيا بالقول "ما دخلي بهذا الموضوع، أنا يهودي يمني اهتم بمعيشتي وبشأني وببلدي، ولا علاقة لي بالأمور الأخرى".
أما عن رغبته في تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، قال الحاخام يعيش بن يحيى "نحن نحب السلم، والتطبيع مسألة تبقى في علم الله، { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ـ استشهد بنص الآية القرآنية السابقة تماماً".
وعن الأسباب التي تمنعهم من حمل السلاح قال الحاخام الأكبر "نحن نعد في حماية المسلمين "أهل ذمة"، وبناء على ذلك فلا يصح أن نتسلح "حتى بالجنبية"، وهذا أمر قديم وهي عهدة توارثناها جيلاً إثر جيل".

يعود الاعتقاد ببطلان قيام إسرائيل وهو اعتقاد متفشي في أوساط يهود اليمن علاوة على أصوله الدينية لحملة ضخمة قامت بها مجموعة "ساتمار هاسيديم"، وهي منظمة يهودية نشأت في القرن الثامن عشر الميلادي برومانيا، وتقف هذه المنظمة في مواجهة "الصهيونية" كفلسفة وحركة على أساس إيمانها أنه من "الكفر" أن يكون لدى اليهود دولة يهودية مستقلة قبل أن يأتي "المسيح" إلى الأرض ويرشد اليهود لما ينبغي عليه فعله، الأمر الذي تجد هذه الحركة الكثير من النصوص في التوراة التي تؤيده. وكان لهذه المجموعة القدح المعلى في ترسيخ هذه القناعة لدى يهود اليمن.
تضم حركة "ساتمار" حاليا حوالي 250 ألف عضو ويقع مركز الحركة بمدينة "نيويورك" في انعزال كبير عن المجتمع الأمريكي لحماية أفرادها من الكثير من مظاهر الحياة في المجتمع الأمريكي الذي تعتقد "ساتمار" أنها مخالفة للديانة اليهودية. ومنذ بداية الثمانينات الميلادية، قامت "ساتمار" بإرسال ممثلين لها إلى اليمن في حملة نادرة من نوعها لتشجيع اليهود هناك على عدم الهجرة لإسرائيل الأمر الذي يبدو أنه ترك أثرا واسعا بينهم.
حملة هذه المنظمة انكشفت بعض المعلومات عنها بعد أن أعلن اليهودي اليمني موشي حباني (45 عاما) انفصاله عن "ساتمار" وانتقاله من لندن حيث كان يعيش إلى "ريهوفوت" بإسرائيل، حيث يتجمع معظم المهاجرين من اليهود اليمنيين. موشي حباني والذي مازال يلبس الملابس اليمنية التقليدية المعروفة ويتأطر خنجره التقليدي -شأنه شأن كثير من اليهود اليمنيين في إسرائيل- قال بأن ساتمار كانت تقول لهم عندما كانوا في اليمن ان من ي
هاجر إلى إسرائيل يفقد ديانته اليهودية.
في اليمن كان يعيش 60 ألفا من اليهود هاجر عدد كبير منهم جوا في 1948م في حملة "إسرائيلية" سريعة وضخمة. هؤلاء الذين وصلوا في ذلك الوقت عانوا بشكل واضح من عنصرية اليهود الأوروبيين ضدهم ومن الفقر، ونشر بعض اليهود اليمنيين في إسرائيل وثائق تؤكد أن مئات الأطفال اليمنيين خطفوا من أسرهم في ذلك الوقت ليباعوا للأسر اليهودية الأوروبية في إسرائيل.
ويشير نبيل السهلي الباحث في مركز جنين للدراسات إلى أن عدد المهاجرين اليهود من اليمن منذ 1948 بلغ 51127 يهودياً، من بينهم 48315 يهودياً هاجروا خلال الفترة 1948-1951.
بعد حملة "ساتمار" بقي تقريبا في اليمن حوالي 1000 يهودي يمني حسب الإحصائيات الإسرائيلية، وكانوا هؤلاء ممنوعين من السفر تماما خارج اليمن حتى 1993 حين رفع هذا الحظر عليهم. هذه الإحصائيات تقول إنه من هؤلاء الـ1000 بقي حتى الآن حوالي 250 يهوديا يمنيا رفضوا السفر لإسرائيل بسبب حملة "ساتمار"، كما أن عددا كبيرا من المسافرين سافروا في الحقيقة للندن ونيويورك ليقيموا في الأحياء الخاصة بمجموعة "ساتمار هاسيديم". وتعتقد إدارة الهجرة الإسرائيلية أن "ساتمار" نجحت في حملتها بشكل ملحوظ في اليمن بسبب أن المجموعة اليهودية الموجودة في اليمن "غير متعلمة ولذا سهل إقناعهم"، وبسبب دعم الحكومة اليمنية "المعادية لإسرائيل"، وبسبب أن "ساتمار" ركزت خصوصا على يهود اليمن أكثر من تركيزها على اليهود الآخرين لاعتقادهم أن هؤلاء من المجموعات الأصلية التي استقرت في اليمن منذ ما قبل الميلاد ومازال الكثير منهم يتمسك بأصل الديانة اليهودية بعكس يهود الاتحاد السوفيتي مثلا الذين يعتبر معظمهم علمانيين. لكن الحقيقة أن "ساتمار" استفادت كثيرا من الأحداث العنصرية المسجلة ضد اليهود اليمنيين المقيمين في إسرائيل، ولكونها تربط مذهبها بنصوص التوراة مباشرة بعيدا عن الدوافع السياسية الأمر الذي كان مقنعا بالفعل للكثيرين.

يقول المؤرخ اليمني مطهر الارياني إن آثار الرسالتين السماويتين اليهودية والمسيحية تظهر من القرن الرابع الميلادي غير أنها لم تصبح ديانة رسمية للملوك إلا سنة 370م، إذ ظهرت نقوش موحدة في عهد الملك يكرب ( يوهئمن ) تقول "الرحمن الذي خلق نفسه الرحمن رب السموات والأرض" وليس فيها ما يدل على أنه يهودي أو معتنق الديانة اليهودية أو المسيحية، أما بعض قادته ورجال حربه وبعض وزرائه فقد كان واضحاً في نقوشهم أنهم متأثرون بالديانة اليهودية، فقد ذكروا في نقوشهم على سبيل المثال اسم "إسرائيل" أو يذكرون لفظة "إله يهود".
ويشير الأرياني إلى أنه وفي المرحلة التي تلت الملك ابا كريب اسعد الكامل الذي قام بجولة في الجزيرة العربية، والتقى في المدينة المنورة ببعض الأحبار من اليهود فاصطحبهم معه إلى اليمن وتأثر بالديانة اليهودية، وأتاح لهم فرصة التبشير بها، غزا الرومان والأحباش اليمن وتم تنصيب ملك مسيحي في عاصمة المملكة ظفار اسمه ( معد يكرب يصغر ) وأمده الغزاة بالقساوسة والرهبان.
ولما كان اليمنيون يأنفون التدخل الخارجي في شأنهم –بحسب الأرياني- فقد جاؤوا بملك من الأسرة الحاكمة السابقة من أولاد أبي كريب أسعد وثاروا على الملك المسيحي ( معد يكرب يصغر )، وهاجموا العاصمة "ظفار"، وقتلوا الجالية الحبشية، وأعلن الملك الجديد اعتناق الديانة اليهودية لمواجهة أيدلوجية سماوية بأيدلوجية سماوية أخرى، وكان اختيار اليهودية بمثابة حصن دفاعي لهم.

عندما دخل الإسلام اليمن كانت اليهودية أكثر الديانات انتشاراً في البلاد، تليها المسيحية، وبقية من الوثنية، ولذلك حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوثه إلى اليمن بين له أنه سيجد قوماً أهل كتاب، وبمجرد بدء الدعوة الإسلامية في اليمن أسلم أهل اليمن دون حرب، وأسلم أكثر يهود اليمن الذين كانوا منتشرين في اليمن من أقصاها إلى أقصاها وهم من أصل يمني، وليسوا يهوداً جاؤوا من الخارج، حيث ان الذين جاؤوا من الخارج مع أبي كريب أسعد أو بعده كانوا معروفين، ويسميهم اليهود أنفسهم "الهارونيين".

على مر العصور من تاريخ اعتناق اليمنيين للإسلام لم يحدث بين اليمنيين واليهود مشاكل تذكر أبداً في اليمن، إذ كان اليهود لا يشتركون في حرب ولا يشتركون في غرم ولا يدخلون في سخرة وتحميهم القبائل اليمنية التي إذا ما مس يهودي يعيش في كنفها من الممكن أن تقوم الحرب بسببه دفاعاً عنه وإلى اليوم.
أما أعمال وأشغال اليهود فكانوا يميلون في المدن إلى الحرف والمهن اليدوية من تجارة وحدادة ومشغولات فضية وذهبية والأعمال والصناعات الجلدية، وفي الأرياف كانوا يعملون إضافة إلى ما سبق في الزراعة والفلاحة ويملكون الأراضي، ولكنهم عموماً يميلون إلى التجارة.
ولا يميز اليهود اليمنيين عن غيرهم من المسلمين في الشكل سوى خصال من الشعر تتدلى على جانبي الوجه، بالإضافة إلى أنهم لا يحملون المجوهرات الذهبية والفضية والخنجر اليمني الشهير"الجنبية" مع أنهم أمهر من يصنعها جميعاً في اليمن لأسباب يقول عنها ا
اليهودية
أما الحاج أحمد زبران الواصلي فيقول حسب ما يوضحه تقرير "المؤتمر.نت" إن اليهود كانوا يحرصون على النظافة لدرجة أن لكل واحد إناء خاص به رغم ذلك فهم لا يشترون اللحم الجيد، ويحرصون على شراء الماشية الهزيلة يذبحها لهم "المورى" بسكين مستقيمة الحد يقطع فقط القصبة الهوائية للذبيحة طيراً أو ماشية، ثم يطلقها حتى تموت.
ويضيف أن اليهودي لا يلقي بشيء من الذبيحة غير الأمعاء والرئة والقلب والكبد والطحال (الحوايا) والعظم، يأكلون اللحم الصافي، ويدبغون الجلد بإتقان، ويصنعون منه "القرب" والأحذية، والأحزمة الجلدية ذات جيوب الذخائر "المحازق".
ويشير الواصلي إلى أنهم كانوا لا يعملون في عصر الجمعة إلى صباح الأحد، ويخرجون بعدها بملابسهم التي يغلب عليها السواد، وعلى رؤوسهم (قلنسوات) حمراء يتقن صناعتها أصحاب الشأن فيهم. وكانوا يربطون عليها عصابات، وزنانيرهم (شعر الصدغين) متدلية ، لم يكونوا يضفرونها مثل يهود حاشد.
بالنسبة للنساء –يوضح الواصلي- فلم تكن ملابسهن وحليهن تختلف عن المسلمات، ولم يكنّ أكثر جمالاً وأخيراً ( سافروا فجأة كأنما جاءتهم دعوة من الخارج فباعوا ممتلكاتهم، ووضعوا المال في صفائح النفط، وأحكموا لحامها، وحملوها معهم لم يبق أحد غير من كانت من نسائهم متزوجة بمسلم، أو من أسلم".
الزنار "خصال الشعر المتدلية"
حرص يهود اليمن إبان فترة الحكم التركي ( 1872-1918 ) على محاكاة ملابس الأتراك وطرق معيشتهم، فانتشرت في أوساطهم ظواهر مثل تدخين النرجيلة‌ والسجائر، وسماع الموسيقى وارتداء الطربوش التركي ذي الشراريب.
وحينما عاد حكم اليمن إلي الأئمة، وتولى الإمام يحيى الحكم ( 1913 ) سعى لإبطال التأثير التركي (‌الفاسد ) في بلاده، وأمر الإمام في نفس السنة، بألا يغير أحد من اليهود "علاماته المميزة" ( خصلات الشعر المدلاة على جانب الرأس) التي عرفوا بها "الزنار" وحرم حلقها وحلق الذقن وما شابه ذلك مما يغير من الشكل المعتاد، وحظر على النساء التزين والاختلاط بالرجال الأجانب من المسلمين وغيرهم، وأن يلبسن لدى خروجهن زيهن التقليدي المعروف باسم "‌شوكك".
الحاج محمد المشامي أحد المعمرين اليمنيين ( 90 عاما تقريبا ) نشأ في قاع العلفي المعروف قديما بـ" قاع اليهود " منذ ولادته يقول إنه يعرف عددا من اليهود وكانت له صداقات ببعضهم ويصفهم أنهم لطفاء وكانوا لا يفرقون بين المسلم واليهودي من حيث المعيشة والمسكن واللعب في الحارة الواحدة. ويقول الحاج صالح المقولي ( 85 عاما) إن بيع ممتلكات اليهود كان يتم بمعرفة كبار السن في الحي من اليهود والمسلمين وكانوا يعتبرون مثل لجنة التثمين.

وبخصوص يهود عدن تقول سهام خان- أستاذة مادة الاجتماع السياسي في جامعة عدن- إن الجالية اليهودية في عدن في 1947 كانت من أوسع الجاليات نفوذا بسبب تغلغلها في الحياة الاقتصادية ونشاطها في تهريب العملات الصعبة والذهب المصقول من وإلى الأراضي المحتلة وغيرها من الدول، كما أن بعضهم وأثناء الاحتلال البريطاني ذهبوا إلى فلسطين المحتلة للتدريب العسكري والجاسوسي والتخريبي ونشطوا في الفترة تلك في مجال الخمور والصياغة وبيع الجنس.
إضافة إلى ذلك فقد كان الكابتن هينز "أحد ضباط البحرية الذي جاء إلى منطقة خليج عدن عام 1835م وأشار على بريطانيا باحتلالها لأنها منطقة استراتيجية وأنها المرفأ العظيم الذي يمتلك من القدرات والإمكانات مالا يمتلكه ميناء آخر في الجزيرة العربية" كان يستخدم سياسة في عدن مبنية على قاعدة فرق تسد لأن الحكومة في بومباي لم تشاء حينذاك أن تمده بما يحتاج إليه من الجنود لحماية عدن، وكان يستغل اليهود في المنطقة حتى يكونون عيونا له على العرب علما بأنه كان في عدن ما يقارب 180 يهوديا ويعترف هينز أن أحسن من نقل الأنباء إليه كانوا اليهود الذين وفروا له معلومات عن اليمن نظير مبالغ تافهة
لحاخام الأكبر ليهود اليمن حاليا يعيش بن يحي "نحن نعد في حماية المسلمين "أهل ذمة"، وبناء على ذلك فلا يصح أن نتسلح حتى بالجنبية، وهذا أمر قديم وهي عهدة توارثناها جيلاً إثر جيل".

ومن المعروف أنه كان لليهود تجمع في صنعاء في حي خاص باليهود يسمى "قاع اليهود" الذي يقع فيه مقر وزارة الخارجية حاليا وأصبح اسمه "قاع العلفي" وهو مقسم إلى 20 حارة في كل حارة معبد أو اثنين إذا كانت الحارة كبيرة. وكان لليهود أكثر من 20 معبداً بتجمع يضم عشرة آلاف فرد يمارسون فيها طقوسهم وأعيادهم كعيد الفصح ، وعيد الغفران وعيد رأس السنة.

يتحدث الدكتور عبد الحكيم النعيمي- أستاذ التاريخ اليمني المعاصر- ( جامعة صنعاء) عن سر ترك اليهود لليمن 1948، مشيرا إلى بداية نشاط الحركة الصهيونية بعد حصولهم على وعد "بلفور" إذ بدأت عناصر يهودية نشطة تأتي إلى اليمن خلسة وبشكل متخفي لدعوة يهود اليمن إلى الصهيونية، وإلى قيام إسرائيل كدولة لهم في فلسطين.
وقد كانت هذه الدعاية في ظل الاستعمار البريطاني في الجنوب والحكم الإمامي في شمال اليمن. وجرى كل ذلك بشكل سري صارم، إذ كانت العناصر اليهودية تتسرب سراً إلى اليمن متنكرين بأشكال يمنية للاتصال بيهود اليمن، وكانت موجة الهجرة الكبيرة في 1948، إذ هاجر فيها أربعون ألف يهودي يمني حُملوا على ما اسماه الإسرائيليون بساط الريح تولتها الجمعية اليهودية الأمريكية.

يقول الباحث الاجتماعي عبد السلام الشرعي إن اليهود كانوا منتشرين في ربوع اليمن كغيرهم من المواطنين دون خصوصية معينة ، فمنهم من سكن القرية، ومنهم من سكن الحي أو الحارة من المدن اليمنية. ففي صنعاء العاصمة التاريخية لليمن- مثلا – كان معظمهم يقطن في ( قاع اليهود) ضمن ساحة غرب العاصمة وتعرف اليوم بقاع العلفي.
وفي ( حاشد ) سكن اليهود في عدة مناطق خاصة في ناحية ظليمة وفي جانب من ( المداير) وجانب من مدينة ( حبور)، كذلك سكنوا في مدينة إب في حارة ( الجاءه) شرق جنوب المدينة، وفي ( السياني) سكن اليهود في قرية خاصة بهم اسمها( الجدس).
وفي جبله -20 كيلومترا من مدينة إب- سكن اليهود حارة ( المكعدد)، وفي قضاء النادرة سكنوا قرية مجاورة اسمها( حجزان) وكان يشاركهم فيها بعض المواطنين المسلمين، وفي مدينة عدن كان معظمهم في حي كريتر، أما في حضرموت في منطقة ( حبان) وحدها يوجد ( 700) يهودي.
وقد كان يهود اليمن يعيشون حياتهم الآمنة ويتابعون أنشطتهم في مختلف المجالات، لم تغرهم الهجرة إلى الأرض المحتلة، على الرغم من أن مدينة عدن كانت مفتوحة ومشجعة للهجرة منها وإليها ومن جميع أجناس مجتمعات العالم دون رادع أو تحديد عدا المصالح الاستعمارية البريطانية، وفي مقدمتها أمن البريطانيين المستعمرين.وفي إحصاء قامت به السلطات البريطانية عام 1955م اتضح أن عدد اليهود الموجودين في عدن بلغ 5 آلاف يهوديا.
وتشير الوثائق البريطانية إلى أن يهود عدن كانوا يتمتعون بقدر كبير من الأمان أكثر مما تمتعوا به في أوساط أوروبية، وكانوا يعملون في الحرف اليدوية والصياغة. وكانت تتجمع منازلهم في المدن الصغيرة في أحياء خاصة ليست بعيدة عن الأحياء العربية وهم يعيشون بسلام مع جيرانهم العرب، ولا يتدخل أحد في أمورهم كما لا يتدخلون في المنازعات القبلية ويمكنهم أن يتملكوا الأراضي.

ويذكر المؤرخ مطهر الإرياني أن وفدا إسرائيليا زار صنعاء وعدد من المدن اليمنية قوبل باستياء شعبي كبير بلغ الحد ببعض المواطنين أن يتلفظوا عليهم بألفاظ قاسية، ووصل الحال ببعض السكان في قاع العلفي الذي كان يعرف بقاع اليهود قديما إلى طردهم من الحي بعد أن سألوا عن بعض الأسماء التي كانت تسكن هناك وأرادوا التعرف على منازلهم.
كما دعا عدد من العلماء ومشايخ القبائل إلى مقاومة ما أسموه إعادة توطين اليهود في اليمن وشنوا هجوماً لاذعاً على زيارة الوفد اليهودي لليمن محذرين من إعادة توطينهم في البلاد من خلال المساجد والاتصالات الخاصة بكبار المسؤولين.

ويبدو أن التعايش بين المسلمين واليهود في اليمن لم يخل من علاقات اجتماعية حميمة وصلت إلى حد الطرف المتبادلة حسب ما يشير تقرير صحفي نشره موقع "المؤتمر.نت" بقلم احمد الحسني، وفي هذا الخصوص يقول حسن المساوى إن أحد المسلمين كان يعمل في الحقل في حمارة القيظ حافياً، والحصى كالجمر تحرق قدميه، وإذا بيهودي يمر بجواره مرتدياً نعله الجلدي الجميل (صناعة يهودية) فاغتاظ من قرع نعل اليهودي، وقال له: أنا حاف، وأنت منتعل أيها اليهودي؟ فرد عليه اليهودي: القرآن يقول "يابني إسرائيل"، وليس "يابني مْجعيِل" و"مجعيل" كلمة عامية تطلق على طبقة العمال، وصغار الفلاحين على سبيل الانتقاص وتنسبهم إلى الغلظة والتقشف.
ويقسم محمد صالح -بائع قات يسكن منطقة بني هات-في تقرير أحمد الحسني أنه سمع في إذاعة لندن (BBC) حواراً مع إسحاق شامير ذكر فيه أن والده من "المقيبرة" بني هات- شمال شرق مدينة العدين، وأنه ولد هناك، وأن عددا من زملائه من أبناء المنطقة مازال بعضهم أحياء.‎
الذبح على الطريقة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اليهود في اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم

لمحة تاريخية:

تحدثت المراجع التاريخية العربية الرئيسة عن ظهور الديانة اليهودية في اليمن، وبعضها خلط بين بعض الحقائق وبعض الأساطير، وباعتمادنا على الكتابات اليمنية القديمة (نقوش المسند) التي كان يدونها اليمنيون قبل الإسلام وقبل ميلاد المسيح من الألف الأول قبل الميلاد قد يصبح لدينا معرفة بهذه القضية أكثر حتى مما كان لدى المؤرخين القدماء على اعتبار أن نقوش المسند لم تكن معروفة لديهم.

وقد بدأت آثار الرسالتين السماويتين اليهودية والمسيحية تظهر من القرن الرابع غير أنها لم تصبح ديانة رسمية للملوك إلا من سنة 370م، إذ كان في حكم اليمن ملك يكرب (يوهئمن) تظهر نقوشه الموحدة يقول: \" الرحمن الذي خلق نفسه الرحمن رب السموت والأرض\" وليس فيها ما يدل على أنه يهودي أو معتنق الديانة اليهودية أو المسيحية، أما بعض قادته ورجال حربه وبعض وزرائه فقد كان واضحاً في نقوشهم أنهم متأثرون بالديانة اليهودية، فهم يقولون مثلاً وشعبهم: \" يزرائيل \" أو يقولون: \" إله يهود \" كما أوضح ذلك الأستاذ مطهر الإرياني الذي عمل في الآثار وصاحب كتاب (نقوش مسندية وتعليقات)، وهو يشير إلى أن يهود اليمن هم السكان المحليين الأصليين بأغلبهم في هذه البلاد، وإن كان المؤرخون العرب يشيرون إلى هذه النقطة، ويقولون: إن أبا كريب أسعد الكامل قام بجولة في الجزيرة العربية، والتقى بالمدينة \"يثرب\" ببعض الأحبار من اليهود فاصطحبهم معه إلى اليمن وتأثر بالديانة اليهودية، وأتاح لهم فرصة التبشير بها..

تحدثت المراجع التاريخية العربية الرئيسة عن ظهور الديانة اليهودية في اليمن وبعضها خلط بين بعض الحقائق وبعض الأساطير

وفي المرحلة التي تلته جاء تدخل خارجي روماني حبشي ونصبو على اليمن ملكاً مسيحياً في عاصمة المملكة ظفار اسمه (معد يكرب يصغر) دعمه الرومان والأحباش وأمدوه بالقساوسة والرهبان.

ولما كان اليمنيون يأنفون التدخل الخارجي في شأنهم فقد جاؤوا بملك من الأسرة الحاكمة السابقة من أولاد أبي كريب أسعد وثاروا على (معد يكرب يصغر)، وهاجموا العاصمة \" ظفار\"، وقتلوا الجالية الحبشية، وأعلن الملك اعتناق الديانة اليهودية لمواجهة أيدلوجية سماوية بأيدلوجية سماوية أخرى، وكان اختيار اليهودية بمثابة حصن دفاعي لهم..

اليهودية ومجيء الإسلام لليمن:

عندما جاء الإسلام كانت اليهودية أكثر الديانات انتشاراً في اليمن، تليها المسيحية، وبقية من الوثنية، ولذلك حين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبعوثه إلى اليمن بين له أنه سيجد قوماً أهل كتاب، وبمجرد بدء الدعوة الإسلامية في اليمن أسلم أهل اليمن دون حرب، وأسلم أكثر يهود اليمن الذين كانوا منتشرين في اليمن من أقصاها إلى أقصاها وهم من أصل يمني، وليسوا يهوداً جاؤوا من الخارج، حيث إن الذين جاؤوا من الخارج مع أبي كريب أسعد أو بعده كانوا معروفين، ويسميهم اليهود أنفسهم \" الهارونيين \"، وهم الذين يتولون الطقوس والشعائر والذبح والزواج والختان وغير ذلك، وكانوا أقلية لا تتجاوز نسبتهم 10% أما الباقون فهم من اليمنيين الذين اعتنقوا الديانة اليهودية في أيام \" يوسف ذو نواس \" الذي ثار على الملك المسيحي وهدم الكنيسة كما تقول النقوش وقد كان تحول اليهود اليمنيين إلى الإسلام طواعية واقتناعاً دون إجبار أو إكراهº شأنهم شأن سائر اليمنيين اعتنقوه باختيارهم دون إرغام.

أما من بقي منهم ممن فضلوا الاحتفاظ بديانتهم اليهودية، فقد كفل لهم الإسلام حرياتهم كاملة يمارسون شعائرهم، وطقوسهم، ولا يتدخل أحد في شؤونهم متمتعين بحريتهم كاملة، وكانت الأعباء الملقاة عليهم أقل من الأعباء الملقاة على المواطنين المسلمين الآخرين، انطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية التي لم تجعل على الذمي من يعيش في ديار المسلمين إلا جزية واحدة في السنة تؤخذ على الذكور البالغين دون النساء أو الأطفال، وهي جزية رمزية يحدد مقدارها الحاكم، بينما يتحمل المسلمون أعباء الدفاع والجهاد، وعليهم فرائض الزكوات المختلفة..

أوضاع اليهود في اليمن:

وعلى مر العصور من تاريخ اعتناق اليمنيين للإسلام لم يحدث بين اليمنيين واليهود مشاكل تذكر أبداً في اليمن، إذ كان اليهود لا يشتركون في حرب ولا يشتركون في غرم ولا يدخلون في سخرة وتحميهم القبائل اليمنية التي إذا ما مس يهودي يعيش في كنفها من الممكن أن تقوم الحرب بسببه دفاعاً عنه، أما أعمال وأشغال اليهود فكانوا يميلون في المدن إلى الحرف والمهن اليدوية من تجارة وحدادة ومشغولات فضية وذهبية والأعمال والصناعات الجلدية، وفي الأرياف كانوا يعملون إضافة إلى ما سبق في الزراعة والفلاحة ويملكون الأراضي، ولكنهم عموماً يميلون إلى التجارة،

ولا يميز اليهود اليمنيون عن غيرهم من المسلمين في الشكل سوى خصال من الشعر تتدلى على جانبي الوجه، وعدم حملهم المجوهرات الذهبية والفضية و الخنجر اليمني الشهيرº مع أنهم أمهر من يصنعها جميعاً في اليمن.

وعلى الرغم من قدم قضية اليهود في اليمن
بلادهم وأهلهم وأموالهم!! ويذكر قولاً للحاخام اليمني يعيش بن يحيى \" قمت شخصياً بزيارة إسرائيل لكنني لم أتحمل العيش هناكº لأنني هنا في اليمن أشعر بأنني في بيتي\".

وعلى ضوء ما تقدم من المعلومات السابقة أمكننا الوقوف في هذا التقرير على التعرف عن كثب بيهود اليمن وتحليل ظروفهم وحياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإيجاز شديد، مع التعريج على قضيتهم وتاريخ نشأتهم في اليمن والمجتمع اليمني، ولكونهم جزءاً من هذا المجتمع كما كشف التقرير، وكيف بدأ نشطاء الحركة الصهيونية العمل والتوافد إلى اليمن وبث دعايتهم لإقناع يهود اليمن بالهجرة حتى نالوا ما أرادوا في موجة الهجرة الكبرى في 1948م التي نفذتها الجمعية اليهودية الأمريكية

ونستطيع أن نحدد من خلال كل ذلك:

• أنه كان لليهود وجود في اليمن قديم جداً غير أننا لا نستطيع أن نحدد وقته على وجه الدقة، وقد رجح الأساتذة أنه يرجع إلى سنة 70م، وذلك حينما نزح اليهود من فلسطين بعد أن دمرها الأمبراطور الروماني \" تيتوس \"، وتفرق اليهود في الأمصار، ووجد بعضهم في اليمن بلداً آمناً فالتجؤوا إليه.

• أن اليهود في اليمن عاشوا حياة حرة كريمة كما كفلها لهم الإسلام ولم يلاقوا أي اضطهاد اجتماعي أو مضايقات تذكر خلال مدة وجودهم في اليمن وحتى اليوم
كما مر معنا في السياق التاريخي كون اليهودية إحدى أقدم الديانات التي اعتنقها أهل البلاد قبل مجيء الإسلام إلا أن هذه القضية جديدة متجددةº لأن بعض يهود اليمن ممن تركوا البلاد عام 1948م ليستقروا فيما يصفونه بأرض الميعاد ما فتئوا منذ ذلك التاريخ يشيرون من حين إلى آخر وإلى هذا اليوم إلى ما يعدونه تراثاً وممتلكات لهم في هذه البلاد.

أما عن سر تركهم البلاد وجلائهم عنها عام 1948م، فيعود إلى بداية نشاط الحركة الصهيونية ومن حين حصولهم على وعد \" بلفور \" بمنحهم وطناً قومياً لهم في أرض فلسطين، إذ بدأت عناصر يهودية نشطة تأتي إلى اليمن خلسة وبشكل متخفي يدعون يهود اليمن إلى الصهيونية، وإلى قيام إسرائيل كدولة لهم في فلسطين، فيبثون الدعاية، ويرغبون يهود اليمن، و يعدونهم بأنهم سيهاجرون قريباً وسيعودون إلى أرض الآباء والأجدادº الأرض التي وهبها الله لهم حسب زعمهم، وقد كانت هذه الدعاية في ظل الاستعمار البريطاني في الجنوب والحكم الإمامي في شمال اليمن، وكل ذلك بشكل سريº إذ كانت تلك العناصر اليهودية تأتي سراً ومتنكرين بأشكال يمنية فينزلون في القرى والتجمعات اليهودية للاتصال بيهود اليمن، وكثيراً ما كانوا يقدمون أنفسهم بأنهم مسافرين ضلوا الطريق، فكانوا يطوفون في المدن لمدة طويلة، وهم يدعون أنهم ضلوا الطريق وإن كانت حريتهم أكبر في عدن بحكم النفوذ البريطاني، إذ كانوا يأتون بطريقة مكشوفة وواضحة.

وبدأ المواطن العربي المسلم في اليمن يشعر بأن هناك شيئاً ما سيحدث نظراً لتعاطفه مع الفلسطينين ومع القضية العربية، ومع ذلك فلم تجل أية حادثة ضد اليهود، اللهم إلا في عدن التي كانت مدينة مفتوحة أكثر من صنعاء، وأكثر من أي مدينة أخرى نظراً لانتشار الوعي السياسي ومتابعة المواطنين فيها للأحداث في فلسطين ومجازر وإرهاب الهاجانات وغيرها من عصابات الكتمان الصهيوني هناك، وقد تفاعل مواطنو عدن مع هذه الأحداث حتى أدى هذا التفاعل إلى قيام شبه انتفاضة شعبية ضد اليهود المقيمين في عدن كانت نتيجة لتطورات الأحداث الموجودة في فلسطين رافقها أعمال نهب وتدمير ولم تسجل حوادث قتل أو تعذيب وإيذاء، وفي الواقع لم يمس اليهود بأذى إلا في هذه الحدث الوحيد في عدن الذي لا يستبعد أن يكون مدبراً، إذ لا يقدر أحد أن يجزم بهذا الشأنº لعدم توافر الأدلة من جهة، ولعدم قيام الإدارة البريطانية بإجراء التحقيقات لإظهار الحقيقة التي يبدوا أنها كانت لا تهمهم، فظلت تصور على أنها انتفاضة من الناس اليمنيين ضد اليهود بينما لو أجرت تحقيقات دقيقة فقد يكون في الأمر مكر ومكيدة لصالح الدعاية الصهيونية لإخراج يهود اليمن وإجلائهم إلى أرض فلسطينº ليجعلوا من هذه الحادثة دافعاً وحافزاً لهم للهجرة والجلاء استجابة للدعاية الصهيونية التي كانت تشجعهم عليها آنذاك بكل الوسائل، بدليل أن اليهود حتى وهم يهاجرون من أرض اليمن كان الناس يحتشدون لتوديعهم بصدق ووفاء، بل إن في رسالة بعث بها الحاخام عوف ديا يوسف (الزعيم الروحي لحركة شاس الإسرائيلية) إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال بوضوح: إن اليمن استقبل اليهود بصدر رحب ومودة خلال ألفي سنة عاشوا بحرية وتمتعوا بكل الحقوق.

وقد كانت موجة هجرة كبيرة سنة 1948م، إذ هاجر فيها أربعون ألف يهودي يمني حملوا على سماه الإسرائيليون بساط الريح تولتها الجمعية اليهودية الأمريكية وقبلها كانت هناك هجرات فردية وجماعية صغيرة، إذ كان عدد اليهود اليمنيين في ذلك الوقت قرابة ستين ألف نسمه في اليمن في حين أن سكان اليمن آنذاك ثلاثة ملايين نسمة.

ومع أن مسامع عدة قد جرت في كل قرية ومدينة لمحاولة إبقائهم في اليمن على الرغم من كل الجهود لجعلهم يرحلون يذكرون برابطة الأرض وتوفير الحماية والدفاع عنهم، بل إن البعض (زعماء القبائل) كانوا يعرضون عليهم الدور والمال ليبقوا إلا أن هذه المحاولات باتت بالفشل بسبب الدعاية التي كانوا قد عبثوا بها من قبل الحركة الصهيونية، والتي لاقت هوى نفوسهم إلا القلة القليلة الذين فضلوا البقاء متعلقين بالأرض وليس لديهم الحافز الديني القوي، وهم بضع مئات لا يتجاوزن الألف يهودي الموجودون الآن في اليمن.

أما ما يشاع أن اليهود كانوا يتعرضون لنوع من الاضطهاد الاجتماعيº كأن يلزم اليهودي بالتخفي جانباً إذا مر بمسلم في الشارع حتى يمر المسلم أو يلزم بالنزول من حصانه إذا صادف مسلماً قادماً على رجليه، والحقيقة أنهم لم يتعرضوا له في أوروبا وفي أسبانيا وفي ألمانيا وفي غيرها من الدول، أما في اليمن فكان اليهودي في حماية المسلم وتحت ذمته، وأقل تحملاً منه لتكاليف الدولة والحرب والإنفاق على شؤون البلاد، وكانت الجزية فقط على الذكر البالغ الغني وليس على الفقير شيء، ولو جاء بشهادة من الحاخام نفسه بأنه فقير عاملوه بهذه الشهادة.

وكان يصرح لحاخامهم أن يدخل على الإمام في أي وقت يريد ويتظلم أو يشكو أو يحل مشكلة، بل كان اليمنيون المسلمون يستعينون به يتحمل لهم بعض المشاكل عند الإمام كما قال ذلك الأستاذ مطهر الإري
اني، وأوضح أنه كان في كل قرية يوجد فيها مجموعة من اليهود لا بد أن يوجد \" معبد \" تقام فيه شعائرهم ويتعبدون دون أن يتعرض لهم أحد.

ومن المشهور أنه كان لليهود تجمع في صنعاء في حي خاص باليهود يسمى \" قاع اليهود \" مقسم إلى 20حارة في كل حارة معبد أو اثنين إذا كانت الحارة كبيرة، فكان لديهم أكثر من 20 معبداً بتجمع يضم عشرة ألف فرد يمارسون فيها طقوسهم وأعيادهم تعيد الفصح، وعيد الغفران وعيد رأس السنة التي كانوا يقيمونها ويحتفلون بها، فلم يكن هنالك اضطهاد بالمعنى المفهوم، ربما بعض المضايقات الفردية التي لا يسلم منها المسلم من أخيه المسلم.

وحدث بعد أن هاجر اليهود وأجلو من اليمن في سنة 1948م، وفي تلك الظروف من قلة وعي الناس وعدم وجود مؤسسات حكومية ترعى دور العبادة والآثار وتحافظ عليها وترممها على الأقل لكونها أثرية حدث أن انتهت بعض دور العبادة والكنس اليهودية التي كانت في قاع اليهود في صنعاء وبعضها تاريخية تعود إلى ما قبل الإسلام، لكنه لم يكن هناك مصلحة آثار في عهد الإمام يحي مؤسسات أو حث وعي بهذه الجوانب.

والواقع أن هناك عدد من الوفود الإسرائيلية التي زارت اليمن ليهود من أصل يمني، والذين منحو تأشيرات دخول على بطاقات خاصة بناء على جوازات سفرهم الإسرائيلية عبر ممثل اليمن لدى الأمم المتحدة وإن لم يدخلوا اليمن بجوازاتهم الإسرائيلية كما وصف ذلك أبو بكر السقاف، حيث تأتي هذه الزيارات، ومنها مجموعة 133 يهودياً قدموا من تل أبيب عبر أديس أبابا في أواخر مارس2000م زاروا صنعاء، وتجولوا في الحي اليهودي هناك الذي لا يسكنه الآن أي يهودي، واستعانوا بكبار السن لمعرفة بيوت أقربائهم وعائلاتهم التي سكنوها حتى نهاية الأربعينيات، ولعل هذا يأتي في إطار محاولات جبارة لاستعادة بعضها أو ترميم مساكن عبادة على أنها جزء مما يعدونه تراثاً يهودياً لهم، كما أن لهم اهتماماً كبيراً بولي موجود في \" تعز \" اسمه \" الشلذي \" يطالبون بجثمانه بإلحاح على الرغم من أن القبر بسيط جداً يمكن أن يكون قد اندثر، وبقي منه قبة عليه إذا القبر لم يعد ظاهراً أو واضحاً.

ومن الطريف أن \" الشلذي \" هذا يعدونه من أولياء الله الصالحين، وهو مزار وكان حتى بعض الجهال من المسلمين يذهبون إليه، وكان عنده خبرة بشيء من الطب لكنها اقترنت بالولاية فيتردد عليه البسطاء والجهلاء ويأخذون من عنده تمائم وأحجبه، وبعضها مجرد طلاسم وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان.

وقد كانت لزيارات تلك الوفود ردات فعل رسمية وشعبية كبيرة، فأعلن (رئيس مجلس النواب) الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي يرأس أيضاً التجمع اليمني للإصلاح \" أن اليهود اليمنيين أكثر حقداً على العرب المسلمين من أية جنسية أخرى \"، وأضاف \" اليهود اليمنيون ذهبوا من اليمن إلى إسرائيل قبل أكثر من خمسين عاماً وحاربوا المسلمين والفلسطينين في الأراضي المقدسة، واستباحوا دمائهم، وهم أكثر حقداً وإرهاباً على الشعب الفلسطينيº لأنهم من الفصائل اليهودية المتشددة ضد الشعب الفلسطيني وضد العرب والمسلمين جميعاً، \" وتابع يقول: \" لا يجوز في هذه الحال مجيئهم إلى اليمن البتةº لأنهم إسرائيليون، ولم يعد لهم صلة باليمن أو اليمنيين فهم ليسوا مهاجرين حتى نسمح لهم بالعودة \"، أما ردة فعل مجلس تنسيق المعارضة اليمنية الذي يضم خمسة أحزاب بينها الحزب الاشتراكي، فقد أعرب عن احتجاجه على زيارة الإسرائيليين لليمن، وطالب مجلس النواب بسحب ثقته من الحكومة، وأعلنت تلك الأحزاب عن استيائها لما حدث، واتهمت الحكومة اليمنية بأنها تستهين بالرأي العام اليمني، وحذرت المواطنين من التهاون في هذه القضية، ومن ناحية أخرى دعا عدد من المشايخ إلى مقاومة ما أسموه إعادة توطين اليهود في اليمن كما شن الشيخ عبد المجيد الزنداني (رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح أقوى أحزاب المعارضة اليمنية الإسلامية) هجوماً لاذعاً على زيارة الوفد اليهودي لليمن محذراً من إعادة توطينهم في البلاد.

علماً أن بعض المئات من اليهود الموجودين الآن في اليمن أكثرهم في المناطق الجبلية، في \" صعده \"، في \" ناعوط \"، في \" ريده \"، وهي مناطق قبلية لقبيلة \" حاشد \" أو \" خولان صاده \"، وهم لا يتعرضون لأي أذى، رغم مرارة الأحداث التي تمر بالقضية الفلسطينية من هزيمة 67 ومختلف المجازر البشعة التي ترتكبها الصهيونية في حق إخواننا حتى اليوم، وذلك لاعتقاد اليمني أن لا يد لهم ولا ذنب في جرائمهم الصهيونية من جهةº لأنهم في حماية هذه القبائل، ويضمنون لهم السلامة ويدافعون عنهم، فلم يسمع أن هاجر أحدهم من بعد هزيمة 1967م، وبالتالي لا يتعرض لهم أحد بالأذى ولا يحملهم مسؤولية ما يجري، كما أنهم قد مكثوا في اليمن بحريتهم وقناعتهم وارتباطهم بالأرض والناس فيها، بل يتحدث الأستاذ مطهر الإرياني عن حالات عديدة كان يأتي اليهود الأمريكان إلى مناطق اليهود اليمنيين في \" ريده \" أو \" ناعوط \" وغيرها فيطردونهم ويدخلون إلى صنعاء ليشتكوهم بأنهم يحرضونهم على ترك
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اليمن ..المهد الأصلي للساميين اليهود

•تؤكد الحقائق التاريخية والواقع الاجتماعي أن يهود اليمن جزء من الشعب العربي في اليمن، وأنهم اعتنقوا اليهودية في بلادهم اليمنية- التي لم يكن فيها قبل الإسلام ما لم يوجد بعد الإسلام.. وتنص التوراة على أن اليهود هم أحد فروع " الشعوب السامية" التي تلتقي في رابطة اللغة فقط. أما يهود اليمن فهم جزء لا تتجزأ من الشعب اليمني في كل الأوصاف، سواء من ناحية التشابه العرقي أو من ناحية اتفاق الملامح أو اللغة العربية بلهجاتها اليمنية المتعددة.

رأى نفر من المؤرخين أن المهد الإصلي إنما هو أرض بابل في شمال العراق. ورأى آخرون أن شرق إفريقيا" الحبشة" وطن الساميين وذهب آخرون إلى حقيقة أن الجزيرة العربية هي المهد أول للسامية وآخرون, إلى غير ذلك.. فإذا قلنا إن اليهود اليمنيين إنما هم عبريون ولا فرق في أن يكونوا قد عبروا باب المندب إلى اليمن قادمين من فلسطين أو أنهم عبروا الفرات قادمين إلى فلسطين أو أنهم غادروا فلسطين عام 70 بعد الميلاد إثر الهجوم الروماني عليها. فكيف نوفق بين هذه الادعاءات وبين تطور حياة اليهود في اليمن وبقية مناطق الجزيرة العربية وبين أصالة وقدم أرض الجزيرة العربية؟
ينبغي الانتباه إلى الخطأ القائل أن يهود اليمن قدموا من خارج الجزيرة العربية لعوامل كان مجملها هجمات الرومان على بلاد الكنعانيين عام 70م لأنهم قدموا أصلاً من الجزيرة العربية إلى فلسطين فوجود اليهود في شمالها وجنوبها حقيقة ثابتة.
ويقول عبدالحكيم النعيمي- أستاذ التاريخ اليمني المعاصر ( جامعة صنعاء)
- يمكن أن نتبين الحقيقة ناصعة إذا ما قارنا بين يهود ومسلمين حضرموت أو بين يهود ومسلمي صنعاء, حيث إننا لن نجد أي فرق في الملامح بين هذا وذالك- خصوصا وأن اليمن عاشت عزلة رهيبة دامت مئات السنين.. لهذا لا يوجد أي فارق بين مواطنين اثنين من صنعاء أو من حضرموت- مثلا أحدهما مسلم والآخر يهودي، بينما يمكن التمييز بين الحضرمي والصنعاني بسهولة .. ومن الثابت- أيضاً – أن يهود اليمن من أقدم يهود العالم على الإطلاق وأنهم كانوا موجودين في اليمن قبل تحطيم الهيكل الأول في القدس عام 586 قبل الميلاد. كما كانت اليمن ملاذهم حين هاجروا إليها بعد غزوة الإمبراطور الروماني "تيتوس" إلى فلسطين عام 63 قبل الميلاد وتدمير معبد القدس ( أورشليم ) للمرة الثانية عام 70 قبل الميلاد وطرد اليهود منها.
- ويتابع النعيمي قائلا: وعندما هاجر العبريون الأوائل إلى أرض كنعان( فلسطين) من "آور) جنوب العراق وتنقلوا في مناطق مختلفة في أرض فلسطين كما جاء في " سفر التكوين- 12،34,26, 6. طلبوا من يهود اليمن القدوم إلى فلسطين للمساهمة في بناء وتعمير أرض " الأجداد" إلا أن يهود اليمن رفضوا الانصياع للخدمة وفضلوا البقاء في بلادهم " أرض اليمن السعيدة. " لذلك دعا عليهم الإسرائيليون باللعنة وتمنوا لهم أن يبتلوا بالبؤس، وأن يبقوا يعانون منه!!. وقد استعملوا معهم كل وسائل الترغيب والترهيب التي بدأت بالوسائل والأدوات والعظات الدينية، خاصة تلك التي جاءت في أسفار التوراة من بنات أفكار غلاة اليهود والحاخامات المتعصبين.
- يهود عدن
وإذا انتقلنا إلى جنوب اليمن ( عدن) تقول سهام خان-أستاذة مادة الأجتماع السياسي ( جامعة عدن)
ما يقال عن يهود الشمال اليمني يقال عن يهود جنوبه، فيهود عدن لم يكونوا غرباء عن اليمن فقد كانوا في المدينة منذ مئات السنين وجلهم تجمع من مناطق مختلفة من شطري اليمن- شمالا وجنوبا- حيث تأثروا كغيرهم من المواطنين اليمنيين بالحالة الاقتصادية وهاجروا من مناطق داخلية إلى أخرى طلبا للعمل، وعلى الأخص بعد الاحتلال البريطاني لعدن عام 1839 م وازدهار التجارة فيها بعد إعلانها منطقة دولية حرة.. وهكذا فإن من يعود من أولئك الذين جاؤوا إلى عدن طلبا للرزق إلى مناطقهم الأصلية ثريا، كان بدوره يشجع على هجرة أبناء المنطقة من أجل العمل والثروة وتحسين المعيشة ، ويمكن القياس على هذا حتى بالنسبة للمواطنين اليمنيين الذين هاجروا إلى خارج اليمن واستقروا في العديد من بلدان العالم التي تحتاج إلى أيادٍ عاملة مثل استراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغير هذه الدول. خصوصا بعد الحربين العالميتين. . ولقد كانت عدن نافذة اليمن على العالم الخارجي، وكان الانتقال إليها يخفف أعباء الراغبين في السفر إلى خارج البلاد سواء للتهرب من روتين حكومة الإمام أو من الرشوات الباهظة التي كان يدفعها المواطن للحصول على مأذونية السفر إلى الخارج، أو من حيث توافر فرص تحصيل تكاليف السفر من خلال ممارسة أي عمل مناسب أو غير مناسب في عدن إن لم يكن قد باع بعض أو كل ما يمتلكه من مال في قريته ليلحق بابن عمة أو قريبه أو صديقه الذي استمر يواصله ويستنصحه ويشاوره في الحل الوحيد آنذاك لمواجهة مشكلاته: نعني السفر والاغتراب.
تجمعات اليهود
الاستاذ عبدالحميد الشرعبي- باحث اجتماعي
كان اليهود ينتشرون في ربوع اليمن كغيرهم من المواطنين دون خصوصية معينة. فمنهم من س
كن القرية، ومنهم من سكن الحي أو حارة من مدينة. ففي صنعاء العاصمة التاريخية لليمن- مثلا – كان معظمهم يقطن في ( قاع اليهود) ضمن ساحة غرب العاصمة وتعرف اليوم بقاع العلفي.. وفي ( حاشد ) سكن اليهود في عدة مناطق. خاصة في ناحية ظليمة وفي جانب من ( المداير) وجانب من مدينة ( حبور). كذلك سكنوا في مدينة إب في حارة ( الجاءه) شرق جنوب المدينة..و في ( السياني) سكن اليهود في قرية خاصة بهم اسمها( الجدس) . وفي جبله على بعد ( 20) كيلو مترا من مدينة إب سكن اليهود حارة ( المكعدد) .. وفي قضاء النادرة سكنوا قرية مجاورة اسمها( حجزان). وكان يشاركهم فيها بعض المواطنين المسلمين. وفي عدن كان معظمهم في حي كريتر.. وفي حضرموت في منطقة ( حبان) وحدها يوجد ( 700) يهودي. وقد كان يهود اليمن يعيشون حياتهم الامنه ويتابعون أنشطتهم في مختلف المجالات، لم تغرهم الهجرة إلى الأرض المحتلة، رغم أن مدينة عدن كانت مفتوحة ومشجعة للهجرة منها وإليها ومن جميع أجناس مجتمعات العالم دون رادع أو تحديد عدا المصالح الاستعمارية البريطانية، وفي مقدمتها أمن البريطانيين المستعمرين.
وفي إحصاء قامت به السلطات البريطانية عام 1955م اتضح أن عدد اليهود الموجودين في عدن بلغ خمسة آلاف يهودي- حسب إحصاء عام 1959م كما يلي:
- يمنيون من أبناء عدن ( 36.910) نسمة
- يمنيون من أبناء اليمن الشمالي ( 48.88) نسمة
- يمنيون من ريف الجنوب ( 18.000) نسمة
- صوماليون( 10.6111) نسمة
- هنديون وباكستانيون ( 15.818) نسمة
- بريطانيون ( 9.762) نسمة
وتشير الوثائق البريطانية إلى أن يهود عدن كانوا يتمتعون بقدر كبير من الأمان أكثر مما تمتعوا به في أوساط أوروبية، وكانوا يعملون في الحرف اليدوية والصياغة. وكانت تتجمع منازلهم في المدن الصغيرة في أحياء خاصة ليست بعيدة عن الأحياء العربية وهم يعيشون بسلام مع جيرانهم العرب، ولا يتدخل أحد في أمورهم كما لا يتدخلون في المنازعات القبلية ويمكنهم أن يتملكوا الأراضي.
وقال أحد اليهود من بيحان في شرق جنوب اليمن:
إن معظم اليهود كان يمتلك أراضي وبعضهم يعمل في التجارة والصياغة والحياكة وصنع الأحذية وأن علاقاتهم مع جيرانهم وديٌّ.
ويقول المواطن عامر هزاع- من سكان حي قاع العلفي ( حي قاع اليهود سابقا:
لقد كان يهود اليمن عموما يمارسون طقوسهم الدينية العادية وأفراح الزواج بشكل عادي، وكان المواطنون يشاركونهم أفراحهم، وكانوا يصنعون الخمور ويتقاسمونها بحرية كاملة في كل قرية ومدينة يتجمع فيها اليهود في كافة أنحاء البلاد وكانوا يتعاملون مع المواطنين بالتجارة والبيع المقسط بانتظار المحصول الزراعي في الغالب، وكانوا يمارسون مختلف المهن الحرة وفي مقدمتها:
- صناعة المنسوجات القطنية والحريرية والصوفية
- صناعة الأحذية ودباغة الجلود
- صناعة الحلي الذهبية والفضية وكل أعمال الصياغة، وتمتعوا بشهرة فائقة في هذا المجال.
- صناعة الأسلحة الخفيفة مثل الجنبية والخنجر والسكاكين الحادة.
- التجارة الداخلية والخارجية عن طريق عدن المستعمرة.
طقوس دينية.
• تحدث مندعي ديان- رئيس مؤسسة المهاجر للأبحاث والدراسات اليمنية – قائلا:
في الجانب الديني حافظ يهود اليمن على تقاليدهم وتعالمهم الدينية ومارسوا طقوسهم الدينية بحرية كاملة، وتعلموا الأصول الدينية التلمودية على أيدي القادة الدينيين من الحاخامية في "الكنس" والمدارس الخاصة بما توافر لديهم من الكتب الدينية القليلة التي كانوا يتناقلونها من فئة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر بواسطة رجال "الكنس". وفي هذه مثلهم مثل المجتمع اليمني المحروم في ظل الحكم الإمامي من وسائل العلم المتطورة وعدم الاتصال بالمستجدات العلمية الحديثة. وقد كان يهود اليمن يتلقون مبادئ الديانة اليهودية شفاهة ويتخاطبون باللغة العربية التي كان يعرفها جميعهم. وكان كبارهم يرددون الآيات القرآنية بإعجاب واحترام.. كما حافظ يهود اليمن- كغيرهم من المسلمين على تراثهم الثقافي وأساليبهم في الحياة ولغتهم ونطقهم وفنونهم عامة وأغانيهم ورقصاتهم، وذلك بسبب التصاق اليهود اليمنيين بالثقافة اليهودية التي تلاشت بين الطوائف الأخرى وبقيت لديهم بسبب عزلتهم الكاملة عن الطوائف اليهودية الأخرى في الدول الأجنبية. وكان جل اهتمامهم يختص بالاختلاط اليسير مع يهود الجزيرة العربية. أما في الغالب فقد كان المجتمع يؤثر ببعضه سلبا وإيجابا في مختلف العصور حتى التهجير وظهور الفنون اليمنية على اختلافها من خلال أنشطة يهود اليمن في دول المهجر
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM