نخترق المحيط الأطلسي بالعرض وصولا إلى أول ميناء وهو بيونس ايرس عاصمة الارجنتين.
في أغسطس وقبل يومين من الوصول إلى بيونوس ايرس دار جدل في السفينة هل سيسمح للانجليز بالنزول ام لا!.
كانت أثار حرب الفلكلاند مازالت طرية وعالقة بالاذهان، تلك الحرب التي اندلعت بسبب جزر الفلكلاند وجزر ساوث جورجيا وجزر ساوث ساندوتش البريطانية والواقعة قرب الارحنتين، كانت البداية في 2 ابريل 82م عندما اجتاحت الارجنتين الجزر وأعلنت بريطانيا الحرب عليها وانتهت الحرب في 14 يونيو عندما استسلمت الارجنتين.
كانت الاخبار في البداية السماح بنزول الانجليز مما جعلهم يطلبون من القبطان بعض من عملة الارجنتين ،ثم جاء الخبر بعدم السماح بالنزول مما جعلنا ناخذ منهم العملة مقابل شراء بعض حاجاتهم من السوق، وفي يوم الوصول وبعد أن ربطت السفينة وطلع الوكيل كان الخبر ان بإمكان الجميع النزول، وحاول الانجليز استعادة أموالهم منا دون جدوى وقد نفدت عملة الارجنتين من القبطان، واضطروا لسحب جنيهات استرلينية عوضا عن ذلك.
- بيونوس ايرس
مدينة بيونوس ايريس مدينة مزدحمةالسكان اما طبوغرافيتها فهي واسعة ومترامية الاطراف وشوارعها واسعة ولها ميادين عدة يتجمع الناس فيها حيث يكثر بائعي المركبات المتجولة،بيونوس ايريس تبدو مدينة شابة فاكثرية الناس هنا شباب ومن الجنسين بيد ان الاناث يبدو انهن الأكثرية، الناس هنا في غاية اللطف والجميع ممكن ان يقدم لك المساعدة كما ان الابتسامة شائعة بين الجميع.
شارع 5 مايو هو الاشهر وفيه الكثير من المغتربين اللبنانيين والسوريين، دلفنا ذات مساء إلى أحد المحلات المشهور بالشواء الشامي، كنت أنا وابو نضال وسامر، كنا في أشد الشوق لأكل الكفتة والكباب الشامي المصحوب بالمتبلات مثل التبولة والمخللات، وبعد أن اوشكنا على إكمال التهام عشائنا اللذيذ اذا بمجموعة من الفتيات والشباب يدخلون ويتجهون الى ركن داخلي حيث هناك موقع لفرقة موسيقية ودائرة صغيرة للرقص والركن الاخر تحول الى مشرب وبار صغير وتوالى توافد الشباب من الجنسين واكتض المكان بالموسيقى والرقص والمدهش أن الكثير من تلك الموسيقى كانت عربية أكثرها لبناني والقليل منها مصري وكانت من أفضل الليالي ولم تكلفنا تلك الليلة اكثر من 30 دولار لثلاثتنا الاسعار هنا رخيصة جدا وهذه ميزة أخرى تضاف لميزات هذا البلد الطيب
وغادرنا بيونوس ايرس وكانت الوجهة هي ريودي جانيرو
- ريودي جانيرو
العاصمة القديمة للبرازيل وفيها أشهر واجمل واطول ساحل عالمي هو ساحل كوبا كابانا، حيث تجد الشاطى مزدحم وفي الجزء العلوي منه مقسم إلى ملاعب صغيرة مئات الملاعب يلعب فيه الشباب الكرة من مشرق الشمس إلى مغربها ويستمر بعد ذلك لشباب اخرين على ضوء الكشافات الضوئية.
المدينة تخلب اللب والاسعار توازي الارجنتين ان لم تكن ارخص، والشعب يحب اللعب واللهو بكل انواعه
سبعة ايام كان أجمل يوم فيه يوم ان تحولت سفينتنا إلى فندق خمسة نجوم، كانت رحلة الشركة هي الأولى وكانت سفينتنا صاحبة الحظ، فقد تم تدشين هذا الخط على سفينتنا واكتضت السفينة بالتجار والوكلاء وشركات التصدير ويصاحب كل منهم طاقم من الفتياة الجميلات اللاتي اجبرننا على أن لا نغادر السفينة ونبقى لنتمتع بتلك الأمسية الجميلة الغنية بما لذ وطاب من الطعام.
ثم كانت الوجة التالية سانتوس، وهي مدينة لها جمالها الخاص ورائحتها الخاصة وتجذبك وتشدك شد لا تستطيع منه فكاكا ويقع في مقاطعة ساو بالو وهي كبيرة أكبر بكثير من ريودي جانيرو
وتوالى الابحار في موانيء البرازيل حيث كانت وجهتنا التالية ريو جراندي وهي مدينة أسرة وواسعة حتى إن إسمها جراندي أي الكبير وهي طبعا ليست أكبر من ريو او ساوبولو ولكن ضواحيها مترامية و متباعدة.
وتحل وتربط سفينتنا في الميناء الاخير قبل العودة للوطن انه ميناء سلفادور، هذا الميناء تاريخي ومرتبط بالاستكشافات الأولية للبرتغاليين ومن بعدهم الاسبان لذا تجد ان البرازيل هي الدولة الوحيدة في أمريكا الجنوبية التي تتحدث البرتغالية بينما كل أمريكا الجنوبية المتبقية تتحدث الاسبانية
هذه الرحلة من أجمل الرحلات رغم طول الابحار من ميناء المغادرة الخليجي إلى ميناء الوصول في الارجنتين استغرق 32 يوما لا نرى فيها غير سماء زرقاء وبحر ومحيط متلاطم شديد الزرقة.
عبد العظيم سلطان القرشي
31 يناير 2020
تعز
في أغسطس وقبل يومين من الوصول إلى بيونوس ايرس دار جدل في السفينة هل سيسمح للانجليز بالنزول ام لا!.
كانت أثار حرب الفلكلاند مازالت طرية وعالقة بالاذهان، تلك الحرب التي اندلعت بسبب جزر الفلكلاند وجزر ساوث جورجيا وجزر ساوث ساندوتش البريطانية والواقعة قرب الارحنتين، كانت البداية في 2 ابريل 82م عندما اجتاحت الارجنتين الجزر وأعلنت بريطانيا الحرب عليها وانتهت الحرب في 14 يونيو عندما استسلمت الارجنتين.
كانت الاخبار في البداية السماح بنزول الانجليز مما جعلهم يطلبون من القبطان بعض من عملة الارجنتين ،ثم جاء الخبر بعدم السماح بالنزول مما جعلنا ناخذ منهم العملة مقابل شراء بعض حاجاتهم من السوق، وفي يوم الوصول وبعد أن ربطت السفينة وطلع الوكيل كان الخبر ان بإمكان الجميع النزول، وحاول الانجليز استعادة أموالهم منا دون جدوى وقد نفدت عملة الارجنتين من القبطان، واضطروا لسحب جنيهات استرلينية عوضا عن ذلك.
- بيونوس ايرس
مدينة بيونوس ايريس مدينة مزدحمةالسكان اما طبوغرافيتها فهي واسعة ومترامية الاطراف وشوارعها واسعة ولها ميادين عدة يتجمع الناس فيها حيث يكثر بائعي المركبات المتجولة،بيونوس ايريس تبدو مدينة شابة فاكثرية الناس هنا شباب ومن الجنسين بيد ان الاناث يبدو انهن الأكثرية، الناس هنا في غاية اللطف والجميع ممكن ان يقدم لك المساعدة كما ان الابتسامة شائعة بين الجميع.
شارع 5 مايو هو الاشهر وفيه الكثير من المغتربين اللبنانيين والسوريين، دلفنا ذات مساء إلى أحد المحلات المشهور بالشواء الشامي، كنت أنا وابو نضال وسامر، كنا في أشد الشوق لأكل الكفتة والكباب الشامي المصحوب بالمتبلات مثل التبولة والمخللات، وبعد أن اوشكنا على إكمال التهام عشائنا اللذيذ اذا بمجموعة من الفتيات والشباب يدخلون ويتجهون الى ركن داخلي حيث هناك موقع لفرقة موسيقية ودائرة صغيرة للرقص والركن الاخر تحول الى مشرب وبار صغير وتوالى توافد الشباب من الجنسين واكتض المكان بالموسيقى والرقص والمدهش أن الكثير من تلك الموسيقى كانت عربية أكثرها لبناني والقليل منها مصري وكانت من أفضل الليالي ولم تكلفنا تلك الليلة اكثر من 30 دولار لثلاثتنا الاسعار هنا رخيصة جدا وهذه ميزة أخرى تضاف لميزات هذا البلد الطيب
وغادرنا بيونوس ايرس وكانت الوجهة هي ريودي جانيرو
- ريودي جانيرو
العاصمة القديمة للبرازيل وفيها أشهر واجمل واطول ساحل عالمي هو ساحل كوبا كابانا، حيث تجد الشاطى مزدحم وفي الجزء العلوي منه مقسم إلى ملاعب صغيرة مئات الملاعب يلعب فيه الشباب الكرة من مشرق الشمس إلى مغربها ويستمر بعد ذلك لشباب اخرين على ضوء الكشافات الضوئية.
المدينة تخلب اللب والاسعار توازي الارجنتين ان لم تكن ارخص، والشعب يحب اللعب واللهو بكل انواعه
سبعة ايام كان أجمل يوم فيه يوم ان تحولت سفينتنا إلى فندق خمسة نجوم، كانت رحلة الشركة هي الأولى وكانت سفينتنا صاحبة الحظ، فقد تم تدشين هذا الخط على سفينتنا واكتضت السفينة بالتجار والوكلاء وشركات التصدير ويصاحب كل منهم طاقم من الفتياة الجميلات اللاتي اجبرننا على أن لا نغادر السفينة ونبقى لنتمتع بتلك الأمسية الجميلة الغنية بما لذ وطاب من الطعام.
ثم كانت الوجة التالية سانتوس، وهي مدينة لها جمالها الخاص ورائحتها الخاصة وتجذبك وتشدك شد لا تستطيع منه فكاكا ويقع في مقاطعة ساو بالو وهي كبيرة أكبر بكثير من ريودي جانيرو
وتوالى الابحار في موانيء البرازيل حيث كانت وجهتنا التالية ريو جراندي وهي مدينة أسرة وواسعة حتى إن إسمها جراندي أي الكبير وهي طبعا ليست أكبر من ريو او ساوبولو ولكن ضواحيها مترامية و متباعدة.
وتحل وتربط سفينتنا في الميناء الاخير قبل العودة للوطن انه ميناء سلفادور، هذا الميناء تاريخي ومرتبط بالاستكشافات الأولية للبرتغاليين ومن بعدهم الاسبان لذا تجد ان البرازيل هي الدولة الوحيدة في أمريكا الجنوبية التي تتحدث البرتغالية بينما كل أمريكا الجنوبية المتبقية تتحدث الاسبانية
هذه الرحلة من أجمل الرحلات رغم طول الابحار من ميناء المغادرة الخليجي إلى ميناء الوصول في الارجنتين استغرق 32 يوما لا نرى فيها غير سماء زرقاء وبحر ومحيط متلاطم شديد الزرقة.
عبد العظيم سلطان القرشي
31 يناير 2020
تعز
علاقة ال بن همام بالامارتين البريكية والكسادية :
كانت العلاقة بين الإمارتين الكسادية وال بن همام تقوم على أساس حسن الجوار منذ تأسيس الإمارة الكسادية في المكلا ،بحكم الانتماء القبلي للاسرتين الحاكمتين في الغيل والمكلا الى قبيلة الناخبي .
وعلى العكس منها كانت العلاقة بين ال بن همام والامارة البريكية غير حسنة وسيئة بسبب الأطماع البريكية التوسعية في عهد الأمير علي بن ناجي بن بريك الذي تولى السلطة خلفا لأبيه في ١١٩٥ على الرغم من الروابط الأسرية والقبلية التي تربط ال بن همام في الغيل وال بن بريك في الشحر وانتمائهم الى قبيلة الناخبي اليافعية .
ومع تطورات الأحداث السياسية ذخلت الامارتان في نزاعات مع بعضها البعض وتحولت إلى عداوة منذ سنة ١١٩٦ الى ١١٥٠
# عهد النقيب محسن بن جابر بن همام
بدأت بوادر الاختلاف والشقاق بين إمارة ال بن همام والامارة البريكية بعد تولي الحكم في الشحر الأمير علي بن ناجي حيث استطاع أن يخضع ابن معوظة الذي لم يذعن للإمارة البريكية في عهد الدولة ناجي بن عمر وكانت تربطه علاقة جيدة مع ال بن همام ،فأظهر النقيب محسن بن جابر المخالفة والعداوة وكان حاكما للغيل وهو من يافع الذين تغلبوا على الممالك وأستأصلوا على السلطان علي بن بدر الكثيري ،
فأنظم الى بن جابر المذكور القبائل أهل عمر باعمر فعظم أمره .
لكن علي بن ناجي أعد له عدة عظيمة وزودها بالمدافع فلم يجد النقيب ابن جابر غير الانسحاب من الغيل وتمركز في الحدبة جنوب غرب الغيل ، حيث كان ينتظر مساندة من النقيب عبدالرب بن صلاح الكسادي فباغتهم بن بريك في الحدبة قبل وصول المدد الكسادي ودارت بين الطرفين معركة كان النصر حليف علي ناجي بعد مقتل النقيب محسن بن جابر وشخص من ال بن بريك .
فلجأ ال بن همام الى الكسادي في المكلا ، ولجأ ابن عمر باعمر الى الريدة لدي أميرها الكلدي .
وقد خاضت امارة ال بن همام صراعا طويلا مع منافسيهم من الحاميات والامارات الأخرى خاصة إمارة ال بن بريك التي كانت لها مطامع توسعية في غيل باوزير . وقد اقدمت على الهجوم على غيل باوزير في عهد الأمير علي بن ناجي بن بريك ولم يتمكن النقيب محسن بن جابر بن همام اليافعي من مواجهة الهجوم البريكي نظرا لجاهزية ال بن بريك وامتلاكهم لعدد من المدافع .فإنسحب بن همام الذي كان ينتظر مساندة من النقيب الكسادي الى مكان يعرف بالحدبة
،جنوب غرب الغيل .
ويذكر سامي ناصر مرجان ناصر في كتابه " الإمارة الكسادية في حضرموت " (. )..
أن استعانة النقيب محسن بن جابر بن همام بالنقيب عبدالرب الكسادي جاءت نتيجة للروابط القبلية بينهما ، كما أن الإمارة الكسادية كانت قد ارتبطت بعلاقات حسن جوار مع إمارة ال بن همام في الغيل ،ولعل النقيب ابن همام كان يدرك أن النقيب الكسادي سوف يلبي طلبه لما يمثله الوجود البريكي في مدينة غيل باوزير من خطر على الإمارة الكسادية .
استجاب النقيب الكسادي لمطالب النقيب ابن همام ،يدفعه الخوف من توسع النفوذ البريكي في المناطق المحيطة بالمكلا ،ولذلك حرص على طرد ال بن بريك من مدينة غيل باوزير ، لكي تكون حاجزا بين الامارتين الكسادية والبريكية ولكي تشكل خط دفاع اول عن مدينة المكلا .
فسارع ابن همام والكسادي لاستعادة غيل باوزير وتكوين قوة عسكرية في منطقة الحدبة مكانا لإعداد وتجهيز هذه القوة العسكرية كما يفيد الجوهي في كتابه " إمارة ال بن بريك في الشحر ،
إلا أن علي بن ناجي بن بريك سارع في مهاجمة هذه القوة للقضاء عليها في مكان تجمعها قبل استكمال تجهيزها ،حيث تمكنوا من إلحاق الهزيمة بها بعد مقتل النقيب ابن جابر وشخص من ال بن بريك قتل في المعركة .
وقد كان لوقائع المعركة صدى في يافع حيث قدم من يافع الجبل قوة من ال بن همام بقيادة الشبيلي عمر العوضي بن همام قوامها 500مقاتل طلبا للثأر في مقتل ابن جابر حسب ماتشير إليه وثيقة اطلعت عليها من محفوظات الشيخ عبدالرب صالح العوضي .
كما استقدم النقيب الكسادي قوة بلغ عددها ١٢٠٠ جندي ،لغرض مهاجمة ال بن بريك في عقر دارهم ،حيث توجهت هذه القوة إلى قرية تبالة تمهيدا لمهاجمة الشحر ،ولكن الأمير علي بن بريك تمكن من بث الفرقة والشقاق بين أفرادها ،مما أدى إلى تفرقها ورجوعها إلى مدينة المكلا فاشلة في تحقيق أهدافها .
ظلت الحرب سجال بين التحالف الكسادي وبن همام من طرف وال بن بريك من الطرف الاخر، حتى توقيع اتفاقية الغيل في ١٢٢٧_١٨١٢م وكان من بنودها عودة القوات البريكية الى الشحر واستعادة ال بن همام الى حكم الغيل حسب ماتشير إليه وثيقة مؤرخة في ١٢٢٧.
انتهت امارة ال بن همام في سنة ١٢٨٣ بعد سيطرة السلطان غالب بن محسن الكثيري للغيل بعد تحالفه مع العولقي وال عمر ياعمر وولى عليها ال عمر ياعمر حكاما عليها بعد أن ازال ال بن همام منها .
لكن ال بن همام عادوا إلى الغيل مجددا ضمن المعسكر القعيطي الكسادي اليافعي واستعادوا حصن الرقيمي بقيادة همام مبارك بن همام ،ويذكر ابن عبيدالله في ادام القوت أن تمانين من عبيد القعيطي
كانت العلاقة بين الإمارتين الكسادية وال بن همام تقوم على أساس حسن الجوار منذ تأسيس الإمارة الكسادية في المكلا ،بحكم الانتماء القبلي للاسرتين الحاكمتين في الغيل والمكلا الى قبيلة الناخبي .
وعلى العكس منها كانت العلاقة بين ال بن همام والامارة البريكية غير حسنة وسيئة بسبب الأطماع البريكية التوسعية في عهد الأمير علي بن ناجي بن بريك الذي تولى السلطة خلفا لأبيه في ١١٩٥ على الرغم من الروابط الأسرية والقبلية التي تربط ال بن همام في الغيل وال بن بريك في الشحر وانتمائهم الى قبيلة الناخبي اليافعية .
ومع تطورات الأحداث السياسية ذخلت الامارتان في نزاعات مع بعضها البعض وتحولت إلى عداوة منذ سنة ١١٩٦ الى ١١٥٠
# عهد النقيب محسن بن جابر بن همام
بدأت بوادر الاختلاف والشقاق بين إمارة ال بن همام والامارة البريكية بعد تولي الحكم في الشحر الأمير علي بن ناجي حيث استطاع أن يخضع ابن معوظة الذي لم يذعن للإمارة البريكية في عهد الدولة ناجي بن عمر وكانت تربطه علاقة جيدة مع ال بن همام ،فأظهر النقيب محسن بن جابر المخالفة والعداوة وكان حاكما للغيل وهو من يافع الذين تغلبوا على الممالك وأستأصلوا على السلطان علي بن بدر الكثيري ،
فأنظم الى بن جابر المذكور القبائل أهل عمر باعمر فعظم أمره .
لكن علي بن ناجي أعد له عدة عظيمة وزودها بالمدافع فلم يجد النقيب ابن جابر غير الانسحاب من الغيل وتمركز في الحدبة جنوب غرب الغيل ، حيث كان ينتظر مساندة من النقيب عبدالرب بن صلاح الكسادي فباغتهم بن بريك في الحدبة قبل وصول المدد الكسادي ودارت بين الطرفين معركة كان النصر حليف علي ناجي بعد مقتل النقيب محسن بن جابر وشخص من ال بن بريك .
فلجأ ال بن همام الى الكسادي في المكلا ، ولجأ ابن عمر باعمر الى الريدة لدي أميرها الكلدي .
وقد خاضت امارة ال بن همام صراعا طويلا مع منافسيهم من الحاميات والامارات الأخرى خاصة إمارة ال بن بريك التي كانت لها مطامع توسعية في غيل باوزير . وقد اقدمت على الهجوم على غيل باوزير في عهد الأمير علي بن ناجي بن بريك ولم يتمكن النقيب محسن بن جابر بن همام اليافعي من مواجهة الهجوم البريكي نظرا لجاهزية ال بن بريك وامتلاكهم لعدد من المدافع .فإنسحب بن همام الذي كان ينتظر مساندة من النقيب الكسادي الى مكان يعرف بالحدبة
،جنوب غرب الغيل .
ويذكر سامي ناصر مرجان ناصر في كتابه " الإمارة الكسادية في حضرموت " (. )..
أن استعانة النقيب محسن بن جابر بن همام بالنقيب عبدالرب الكسادي جاءت نتيجة للروابط القبلية بينهما ، كما أن الإمارة الكسادية كانت قد ارتبطت بعلاقات حسن جوار مع إمارة ال بن همام في الغيل ،ولعل النقيب ابن همام كان يدرك أن النقيب الكسادي سوف يلبي طلبه لما يمثله الوجود البريكي في مدينة غيل باوزير من خطر على الإمارة الكسادية .
استجاب النقيب الكسادي لمطالب النقيب ابن همام ،يدفعه الخوف من توسع النفوذ البريكي في المناطق المحيطة بالمكلا ،ولذلك حرص على طرد ال بن بريك من مدينة غيل باوزير ، لكي تكون حاجزا بين الامارتين الكسادية والبريكية ولكي تشكل خط دفاع اول عن مدينة المكلا .
فسارع ابن همام والكسادي لاستعادة غيل باوزير وتكوين قوة عسكرية في منطقة الحدبة مكانا لإعداد وتجهيز هذه القوة العسكرية كما يفيد الجوهي في كتابه " إمارة ال بن بريك في الشحر ،
إلا أن علي بن ناجي بن بريك سارع في مهاجمة هذه القوة للقضاء عليها في مكان تجمعها قبل استكمال تجهيزها ،حيث تمكنوا من إلحاق الهزيمة بها بعد مقتل النقيب ابن جابر وشخص من ال بن بريك قتل في المعركة .
وقد كان لوقائع المعركة صدى في يافع حيث قدم من يافع الجبل قوة من ال بن همام بقيادة الشبيلي عمر العوضي بن همام قوامها 500مقاتل طلبا للثأر في مقتل ابن جابر حسب ماتشير إليه وثيقة اطلعت عليها من محفوظات الشيخ عبدالرب صالح العوضي .
كما استقدم النقيب الكسادي قوة بلغ عددها ١٢٠٠ جندي ،لغرض مهاجمة ال بن بريك في عقر دارهم ،حيث توجهت هذه القوة إلى قرية تبالة تمهيدا لمهاجمة الشحر ،ولكن الأمير علي بن بريك تمكن من بث الفرقة والشقاق بين أفرادها ،مما أدى إلى تفرقها ورجوعها إلى مدينة المكلا فاشلة في تحقيق أهدافها .
ظلت الحرب سجال بين التحالف الكسادي وبن همام من طرف وال بن بريك من الطرف الاخر، حتى توقيع اتفاقية الغيل في ١٢٢٧_١٨١٢م وكان من بنودها عودة القوات البريكية الى الشحر واستعادة ال بن همام الى حكم الغيل حسب ماتشير إليه وثيقة مؤرخة في ١٢٢٧.
انتهت امارة ال بن همام في سنة ١٢٨٣ بعد سيطرة السلطان غالب بن محسن الكثيري للغيل بعد تحالفه مع العولقي وال عمر ياعمر وولى عليها ال عمر ياعمر حكاما عليها بعد أن ازال ال بن همام منها .
لكن ال بن همام عادوا إلى الغيل مجددا ضمن المعسكر القعيطي الكسادي اليافعي واستعادوا حصن الرقيمي بقيادة همام مبارك بن همام ،ويذكر ابن عبيدالله في ادام القوت أن تمانين من عبيد القعيطي
برئاسة عنبر بن عبيد حاصرهم العولقي وال عمر ياعمر وقبل أسرهم وهلاكهم استغاثوا بهمام مبارك بن همام وجماعته ال بن همام أصحاب حصن الرقيمي .
وفي عهد السلطنة القعيطية ، عاشوا ال بن همام في غيل باوزير وكانوا يحظون بمكانة إجتماعية بين أوساط المجتمع الغيلي ،وبرز العديد منهم في مجال التعليم والرياضة
وفي عهد السلطنة القعيطية ، عاشوا ال بن همام في غيل باوزير وكانوا يحظون بمكانة إجتماعية بين أوساط المجتمع الغيلي ،وبرز العديد منهم في مجال التعليم والرياضة
الدويلات والامارات اليافعية
كانت يافع السند القوي لكثير من الامراء والحكام الذين فقدوا ملكهم وكذلك في تأسيس دول جديدة ، وكذلك كان ليافع دور هام في تقرير المصير التاريخي في حيز المنطقة وأهمية يافع في التأثير الفعال الذي قد يغير مجرى تاريخ معين لمنطقة ما خارج حدود يافع المرسومة منذ أمد التاريخ وحتى عصرنا الحالي كما حدث في حضرموت . لذلك يتبادر الى الذهن سؤال وهو عن سبب ومسببات الاخفاق في تكوين دولة تحمل الصفة اليافعية ُ وفي منطقة يافع بالذات أو بمعنى آخر دولة ذات أسس سياسية واقتصادية وعسكرية شأنها في ذلك شأن الدويلات اليمنية آنذاك والتي وجدت وارتكزت على كيانات خاصة تحمل الصفة القبلية المحضة لكل دولة ؟ . ( الاسباب كثيرة منها طبيعية ومنها بيئية ).
ومع أن الظروف الطبيعية والبيئية لم تكن مساعدة على نشؤ الدولة على الارض اليافعية في أي زمن لذا فقد حاول أبناء يافع البحث عن بيئة خصبة يستطيعون في رباها إقامة دولة ذات اعمدة نظامية ، وما كانت لتوجد البيئة المنشودة بيافع لهذا فقد اتجهت انظار الطموحين إلى خارج المنطقة ، وكانت حضرموت أصلح بيئة وخاصة بعد اشتداد أواصر الروابط العقائدية بالشيخ الولي أبوبكر بن سالم مولى (عينات) الذي كان الموجه الروحي لأهل يافع . فبدأوا بتكوينات وتجمعات قبلية في مناطق حضرموت الداخل وحضرموت الساحل . وبدت بشكل جلي الإمارات ( البريكيةُ والكسادية ) والتي تطاحنت فيما بينها حتى قيام الدولة القعيطية . والتي استطاعت من خلال أنقاضهما أن تحقق نجاحا ملموسا في حكم حضرموت على الرغم من المواجهات العسكرية بينها وبين دولة آل ( كثير) . وقد استمرت الدولة القعيطية حتى عام 1967م .
ويمكننا أن نسلسل نشؤ تلك الدويلات والإمارات خارج منطقة يافع على النحو التالي :
1 - الدولة القرمطية في اليمن (علي بن فضل القرمطي) القرن الثالث الهجري .
2 - الدولة السليمانية ( عبدالقادر السليماني) لحج وابين وعدن في العقد الاول من القرن العاشر الهجري .
3 - إمارات آل بن غرامة تريم حضرموت سنة 1150هـ . 1163هـ .
4 - الإماراة الكسادية ( أحمد سالم صلاح الكسادي ) 1115هـ تأسيس .
5 - الإماراة البريكية نشأت عام1165هـ مؤسسها الأمير ناجي بن عمر بن بريك .
6 - الدولة القعيطية ـ مؤسسها عمر بن عوض عبدالله القعيطي. ( كانت نهايتها عام 1967م)
يافــع .... فــي .... حضـرمــوت
إن تاريخ يافع في حضرموت له جذور وعروق تاريخية قديمة كما توضحة بعض الوثائق والمصادر التاريخية فبعض من ابناء يافع كانوا قد ذهبوا إلى حضرموت أيام الفتوحات الحميرية وكذا الفتوحات الاسلامية وبداية حكم الطاهريين . ولا يسعنا ان نذكر كامل التفاصيل ولكن سنحاول ان نسلط بعض الأضواء على هجرة يافع إلى حضرموت وبالذات منذ عصر الأمير بدر بن عبدالله بن جعفر الكثيري الملقب بـ ( بن طويرق ) فبعد موت والده استقر بالشحر مع جده وأخيه الأكبر محمد وبناء على نصيحة عامر بن عبدالوهاب فقد ذهب الأمير بدر بن طويرق الأول في ما بين 919_ 920هـ إلى يافع وبعد ذبح العقاير وطلبه من أهل يافع النجدة والوقوف إلى جانبه وانقاذ حضرموت من محنتها والتمردات وقطع الطرق والتهديدات الخارجية على سواحل حضرموت . ولقد رحب ابناء يافع بالأمير ومستشاريه وأكدوا له استعدادهم لمساعدته على حفظ الأمن والاستقرار في كافة مناطق وربوع حضرموت ولكن بعد ان اخبروه بأن الموافقة ستترتب على أحد الشرطين المخوة أو العروة .
(العروة تعني وقوف القبيلة المنقذة إلى جانب القبيلة المظلومة واخراج الحق لها من القبيلة الظالمة مهما كلف الأمر من خسارة مادية وتضحيات ، حتى تنتهي القضية ، ويتم لها حل نهائي . وعند ذلك ، تكون القبيلة المظلومة ملزمة بدفع كافة النفقات والخسائر التي تكبدتها القبيلة المناصرة كتعويض لها سواء كان التعويض في شكل مبلغ من المال أو قطعة أرض زراعية . والعروة والتزاماتها تنتهي بانتهاء القضية وحلها .
المخوة معناها يختلف كثيرا عن العروة حيث تذهب القبيلة المظلومة الى اية قبيلة تريدها ، وتطلب منها الوقوف الى جانبها ضد القبيلة الظالمة ، وذلك على ضوء المخوة ، والتي لا تدخل شروطها ضمن عملية التعويض سواء بالمال او بالعين . إن شروط المخوة حسبا للعرف تلزم القبيلة المنقذة الوقوف الى جانب القبيلة المظلومة بكل ما هو ضروري لدحر القبيلة الظالمة مهما كلف الأمر من تضحيات وخسارات مادية وبشرية في سبيل مناصرة القبيلة المظلومة . إن العرف لا يلزم القبيلة المظلومة بدفع أي تعويض للقبيلة التي وقفت الى جانبها على ضؤ المخوة ، لأن المخوة تشترط فقط الوحدة المستديمة وربط المخوة والتآخي بين القبيلتين ، حيث تعتبران أخوة وشركاء في كل صغيرة وكبيرة ، خيرا أو شرا ، وتعتبران اراضيهما واحدة والحق واحد ، لذا ، فالشيء الذي يلزم الطرفين فقط هو استمراريتهما في تثبيت المخوة قولا وفعلا وإلى الابد . ولا يحق لأي طرف أن يتنصل في مخوته عن الطرف الآخر وخاصة الطرف الذي ابدى تضحية من اجله . لذا فإن المخوة ل
كانت يافع السند القوي لكثير من الامراء والحكام الذين فقدوا ملكهم وكذلك في تأسيس دول جديدة ، وكذلك كان ليافع دور هام في تقرير المصير التاريخي في حيز المنطقة وأهمية يافع في التأثير الفعال الذي قد يغير مجرى تاريخ معين لمنطقة ما خارج حدود يافع المرسومة منذ أمد التاريخ وحتى عصرنا الحالي كما حدث في حضرموت . لذلك يتبادر الى الذهن سؤال وهو عن سبب ومسببات الاخفاق في تكوين دولة تحمل الصفة اليافعية ُ وفي منطقة يافع بالذات أو بمعنى آخر دولة ذات أسس سياسية واقتصادية وعسكرية شأنها في ذلك شأن الدويلات اليمنية آنذاك والتي وجدت وارتكزت على كيانات خاصة تحمل الصفة القبلية المحضة لكل دولة ؟ . ( الاسباب كثيرة منها طبيعية ومنها بيئية ).
ومع أن الظروف الطبيعية والبيئية لم تكن مساعدة على نشؤ الدولة على الارض اليافعية في أي زمن لذا فقد حاول أبناء يافع البحث عن بيئة خصبة يستطيعون في رباها إقامة دولة ذات اعمدة نظامية ، وما كانت لتوجد البيئة المنشودة بيافع لهذا فقد اتجهت انظار الطموحين إلى خارج المنطقة ، وكانت حضرموت أصلح بيئة وخاصة بعد اشتداد أواصر الروابط العقائدية بالشيخ الولي أبوبكر بن سالم مولى (عينات) الذي كان الموجه الروحي لأهل يافع . فبدأوا بتكوينات وتجمعات قبلية في مناطق حضرموت الداخل وحضرموت الساحل . وبدت بشكل جلي الإمارات ( البريكيةُ والكسادية ) والتي تطاحنت فيما بينها حتى قيام الدولة القعيطية . والتي استطاعت من خلال أنقاضهما أن تحقق نجاحا ملموسا في حكم حضرموت على الرغم من المواجهات العسكرية بينها وبين دولة آل ( كثير) . وقد استمرت الدولة القعيطية حتى عام 1967م .
ويمكننا أن نسلسل نشؤ تلك الدويلات والإمارات خارج منطقة يافع على النحو التالي :
1 - الدولة القرمطية في اليمن (علي بن فضل القرمطي) القرن الثالث الهجري .
2 - الدولة السليمانية ( عبدالقادر السليماني) لحج وابين وعدن في العقد الاول من القرن العاشر الهجري .
3 - إمارات آل بن غرامة تريم حضرموت سنة 1150هـ . 1163هـ .
4 - الإماراة الكسادية ( أحمد سالم صلاح الكسادي ) 1115هـ تأسيس .
5 - الإماراة البريكية نشأت عام1165هـ مؤسسها الأمير ناجي بن عمر بن بريك .
6 - الدولة القعيطية ـ مؤسسها عمر بن عوض عبدالله القعيطي. ( كانت نهايتها عام 1967م)
يافــع .... فــي .... حضـرمــوت
إن تاريخ يافع في حضرموت له جذور وعروق تاريخية قديمة كما توضحة بعض الوثائق والمصادر التاريخية فبعض من ابناء يافع كانوا قد ذهبوا إلى حضرموت أيام الفتوحات الحميرية وكذا الفتوحات الاسلامية وبداية حكم الطاهريين . ولا يسعنا ان نذكر كامل التفاصيل ولكن سنحاول ان نسلط بعض الأضواء على هجرة يافع إلى حضرموت وبالذات منذ عصر الأمير بدر بن عبدالله بن جعفر الكثيري الملقب بـ ( بن طويرق ) فبعد موت والده استقر بالشحر مع جده وأخيه الأكبر محمد وبناء على نصيحة عامر بن عبدالوهاب فقد ذهب الأمير بدر بن طويرق الأول في ما بين 919_ 920هـ إلى يافع وبعد ذبح العقاير وطلبه من أهل يافع النجدة والوقوف إلى جانبه وانقاذ حضرموت من محنتها والتمردات وقطع الطرق والتهديدات الخارجية على سواحل حضرموت . ولقد رحب ابناء يافع بالأمير ومستشاريه وأكدوا له استعدادهم لمساعدته على حفظ الأمن والاستقرار في كافة مناطق وربوع حضرموت ولكن بعد ان اخبروه بأن الموافقة ستترتب على أحد الشرطين المخوة أو العروة .
(العروة تعني وقوف القبيلة المنقذة إلى جانب القبيلة المظلومة واخراج الحق لها من القبيلة الظالمة مهما كلف الأمر من خسارة مادية وتضحيات ، حتى تنتهي القضية ، ويتم لها حل نهائي . وعند ذلك ، تكون القبيلة المظلومة ملزمة بدفع كافة النفقات والخسائر التي تكبدتها القبيلة المناصرة كتعويض لها سواء كان التعويض في شكل مبلغ من المال أو قطعة أرض زراعية . والعروة والتزاماتها تنتهي بانتهاء القضية وحلها .
المخوة معناها يختلف كثيرا عن العروة حيث تذهب القبيلة المظلومة الى اية قبيلة تريدها ، وتطلب منها الوقوف الى جانبها ضد القبيلة الظالمة ، وذلك على ضوء المخوة ، والتي لا تدخل شروطها ضمن عملية التعويض سواء بالمال او بالعين . إن شروط المخوة حسبا للعرف تلزم القبيلة المنقذة الوقوف الى جانب القبيلة المظلومة بكل ما هو ضروري لدحر القبيلة الظالمة مهما كلف الأمر من تضحيات وخسارات مادية وبشرية في سبيل مناصرة القبيلة المظلومة . إن العرف لا يلزم القبيلة المظلومة بدفع أي تعويض للقبيلة التي وقفت الى جانبها على ضؤ المخوة ، لأن المخوة تشترط فقط الوحدة المستديمة وربط المخوة والتآخي بين القبيلتين ، حيث تعتبران أخوة وشركاء في كل صغيرة وكبيرة ، خيرا أو شرا ، وتعتبران اراضيهما واحدة والحق واحد ، لذا ، فالشيء الذي يلزم الطرفين فقط هو استمراريتهما في تثبيت المخوة قولا وفعلا وإلى الابد . ولا يحق لأي طرف أن يتنصل في مخوته عن الطرف الآخر وخاصة الطرف الذي ابدى تضحية من اجله . لذا فإن المخوة ل
اتنتهي بانتهاء القضية ، بل تستمر . ويكون تثبيت المخوة رمزا بكتابة العبارة الآتية : تم الله سبحانه وتعالى المقصود فيما بيننا والاتفاق على تثبيت المخوة فيما بيننا نحن أبناء قبيلة ...... وقبيلة ....... مخصم ومقرم برضانا ومرتضانا وقناعتنا وقررناها وثبتناها فيما بيننا كالعظم الذي ليس له مفصل وحولنا البيت واحد والحق واحد والأرض واحدة والخير واحد والشر واحد وهذا وبالله التوفيق ).
وبعد ان أوضحوا للأمير معنى العروة والمخوة وبعد قناعة الأمير بدر بن طويرق ، اتفقا على الشرط الأسلم وهو المخوة ، وعلى أثر ذلك الاتفاق الأخوي ، فقد ذهب ابناء يافع مع الأمير بدر بنفس التاريخ اعلاه وعاد الأمير الى حضرموت مصطحبا معه الآلاف من ابناء يافع وبسط نفوذه على كافة مناطق حضرموت وقضي على التمرد وقطاع الطرق وأعاد الأمن والأمان إلى هذه الديار . والجدير بالذكر انه بحسب النظم والتقاليد اليافعية ( الهجومية والدفاعية ) القبلية ، قسمت مناطق حضرموت الى مناطق محددة أو محاور ، تتحمل كل قبيلة أو مكتب أو فخيذة مسؤولية منطقة معينة أو محور معين وتقوم بحملتها العسكرية عليها وبتصفيتها من كافة عناصر التمرد والارتزاق . لقد كان من الطبيعي على هذه القبيلة أو الفخيذة أو المكتب ان تقوم بمهمتها بقيادة شيخها أو عاقلها أو عارفها كما من الطبيعي على قائد هذه الحملة أن يعتبر فيما بعد المسؤول الأول عن المنطقة ، ولكن ذلك لايعني انه حاكم شرعي على هذه المنطقة أو مختص بأحكام الشريعة فيها . فان مثل هذا الحاكم يتم اختياره وتعيينه من قبل ممثل الشريعة الكبرى أو الزعامة الروحية الدينية الاسلامية . وبعد ان تم الانتصار وتحقيق الأمن والاستقرار على كافة مناطق حضرموت الساحل والداخل ، تمت الاحتفالات بالنصر وتم تجديد العهود والروابط الاخوية فيما بينهما وقاموا بتنصيب الأمير بدر بن طويرق كسلطان على حضرموت وسواحلها وكسلطان فخري على يافع فيها . ومن الطبيعي فإن غالبية أبناء يافع ممن ذهبوا يقاتلون من أجل أمن وأمان حضرموت ووحدتها فضل العيش والبقاء فيها . استنادا الى الاتفاق الاخوي والذي كان يحق بموجبه لأي مواطن من ابناء يافع في حضرموت ما يحق لأي مواطن حضرمي في يافع في العيش والعمل .
وبعد مرور سنوات عديدة حدثت بعض الخلافات فيما بين أفراد الدولة والأعيان والتي كانت لا تخضع للشروع الاسلامية والتي عكست نفسها على سائر القبائل الحضرمية واليافعية حيث بدأ ابن السلطان بدر بالتمرد على أهل يافع دون موافقة والده ومحاولته سحب السلطات المحلية من أهل يافع وتم طرد العديد منهم دون مراعاة الاتفاق ومثل هذا الاجراء الغير عقلاني اطر أبناء يافع الى مواجهته وقد وقفت إلى جانبهم بعض القبائل الحضرمية التي اصرت على مراعاة الاتفاق الاخوي ، وبما ان الشيخ ابوبكر بن سالم مولى عينات (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) الذي كان يحظى باحترام كبير بين اوساط القبائل اليافعية والحضرمية ، وذلك من الناحية الدينية والروحية ، فقد تم الاتفاق من جديد بين يافع والكثيري على يد الشيخ ابوبكر بن سالم كما تم بعد ذلك الاتفاق على ان يكون الشيخ ابوبكر بن سالم هو الشخصية التي يحتكم لها أي شخصية من بيت السلطنة والأعيان والقبائل واعتبر الجميع الشيخ ابوبكر بن سالم حاكما شرعيا عاما على كافة مناطق حضرموت ويافع وسواحلهما . وثانيا حيث وجد ان غالبية ابناء حضرموت وبالاخص العشائر التي تنتمى الى صف السادة الهاشميين هم الاكثر الماما بتعاليم الدين الاسلامي والمذهب السني الشافعي ، لذا تقرر عيهم تحمل المسؤةلية في نشر التعاليم الاسلامية وشروعها وأحكامها وتفسيراتها في كافة مناطق حضرموت ويافع عامة ، وتقرر على أهل يافع تحمل مسؤولية الأمن والدفاع في كافة مناطق حضرموت ويافع عامة . وبناء على هذا الاتفاق والاتفاقات العرفية ورسوخ السلطة الدينية والشرعية بيد الشيخ ابوبكر بن سالم ، اراد فضيلته ان يعين من ينوب عنه في يافع (نتيجة كبر السن ) وقام بتعيين الشيخ علي بن أحمد بن هرهره ممثلا له وحاكما شرعيا على كافة مناطق يافع لينوبه في أمور الشريعة الاسلامية وأحكامها بشكل عام ، وبعد ان قام فضيلته أيضا بايفاد العديد من الممثلين الفرعيين إلى كافة مناطق يافع ، ولقد استقر العديد من هذه الشخصيات التي تنتمي إلى صف السادة ومن مشايخ العلم والمعرفة أمثال أهل باعباد وأهل باعلوي وأهل السلف وأهل الهدار وغيرهم من السادة اتخذوا كثيرا من القرى مساكن لهم ومن هذه القرى رباط العبادي في يهر ورباط السنيدي ورباط العبادي في هجر لبعوس وغيره ، وقد خصص لهؤلاء السادة الموفدين مبلغ من المال أو الثمر وتسمى هذه النفقة بـ( حصية الحبيب) أو(نفقة الحبيب) وتحفظ على جنب حتى يأتي لها السيد المحق والمقرر له من قبل الشيخ ابوبكر في هذا المكتب أو ذاك . والجدير بذكره ان الشيخ ابوبكر بن سالم مولى عينات رحمه الله كان يحظى بل ويتمتع بروح ديني عظيم وايضا كان عقلية فائقة وشخصية فذة جعلت من كل احكامه العادلة والميالة إلى الحق دوما اكثر ق
وبعد ان أوضحوا للأمير معنى العروة والمخوة وبعد قناعة الأمير بدر بن طويرق ، اتفقا على الشرط الأسلم وهو المخوة ، وعلى أثر ذلك الاتفاق الأخوي ، فقد ذهب ابناء يافع مع الأمير بدر بنفس التاريخ اعلاه وعاد الأمير الى حضرموت مصطحبا معه الآلاف من ابناء يافع وبسط نفوذه على كافة مناطق حضرموت وقضي على التمرد وقطاع الطرق وأعاد الأمن والأمان إلى هذه الديار . والجدير بالذكر انه بحسب النظم والتقاليد اليافعية ( الهجومية والدفاعية ) القبلية ، قسمت مناطق حضرموت الى مناطق محددة أو محاور ، تتحمل كل قبيلة أو مكتب أو فخيذة مسؤولية منطقة معينة أو محور معين وتقوم بحملتها العسكرية عليها وبتصفيتها من كافة عناصر التمرد والارتزاق . لقد كان من الطبيعي على هذه القبيلة أو الفخيذة أو المكتب ان تقوم بمهمتها بقيادة شيخها أو عاقلها أو عارفها كما من الطبيعي على قائد هذه الحملة أن يعتبر فيما بعد المسؤول الأول عن المنطقة ، ولكن ذلك لايعني انه حاكم شرعي على هذه المنطقة أو مختص بأحكام الشريعة فيها . فان مثل هذا الحاكم يتم اختياره وتعيينه من قبل ممثل الشريعة الكبرى أو الزعامة الروحية الدينية الاسلامية . وبعد ان تم الانتصار وتحقيق الأمن والاستقرار على كافة مناطق حضرموت الساحل والداخل ، تمت الاحتفالات بالنصر وتم تجديد العهود والروابط الاخوية فيما بينهما وقاموا بتنصيب الأمير بدر بن طويرق كسلطان على حضرموت وسواحلها وكسلطان فخري على يافع فيها . ومن الطبيعي فإن غالبية أبناء يافع ممن ذهبوا يقاتلون من أجل أمن وأمان حضرموت ووحدتها فضل العيش والبقاء فيها . استنادا الى الاتفاق الاخوي والذي كان يحق بموجبه لأي مواطن من ابناء يافع في حضرموت ما يحق لأي مواطن حضرمي في يافع في العيش والعمل .
وبعد مرور سنوات عديدة حدثت بعض الخلافات فيما بين أفراد الدولة والأعيان والتي كانت لا تخضع للشروع الاسلامية والتي عكست نفسها على سائر القبائل الحضرمية واليافعية حيث بدأ ابن السلطان بدر بالتمرد على أهل يافع دون موافقة والده ومحاولته سحب السلطات المحلية من أهل يافع وتم طرد العديد منهم دون مراعاة الاتفاق ومثل هذا الاجراء الغير عقلاني اطر أبناء يافع الى مواجهته وقد وقفت إلى جانبهم بعض القبائل الحضرمية التي اصرت على مراعاة الاتفاق الاخوي ، وبما ان الشيخ ابوبكر بن سالم مولى عينات (رحمه الله واسكنه فسيح جناته) الذي كان يحظى باحترام كبير بين اوساط القبائل اليافعية والحضرمية ، وذلك من الناحية الدينية والروحية ، فقد تم الاتفاق من جديد بين يافع والكثيري على يد الشيخ ابوبكر بن سالم كما تم بعد ذلك الاتفاق على ان يكون الشيخ ابوبكر بن سالم هو الشخصية التي يحتكم لها أي شخصية من بيت السلطنة والأعيان والقبائل واعتبر الجميع الشيخ ابوبكر بن سالم حاكما شرعيا عاما على كافة مناطق حضرموت ويافع وسواحلهما . وثانيا حيث وجد ان غالبية ابناء حضرموت وبالاخص العشائر التي تنتمى الى صف السادة الهاشميين هم الاكثر الماما بتعاليم الدين الاسلامي والمذهب السني الشافعي ، لذا تقرر عيهم تحمل المسؤةلية في نشر التعاليم الاسلامية وشروعها وأحكامها وتفسيراتها في كافة مناطق حضرموت ويافع عامة ، وتقرر على أهل يافع تحمل مسؤولية الأمن والدفاع في كافة مناطق حضرموت ويافع عامة . وبناء على هذا الاتفاق والاتفاقات العرفية ورسوخ السلطة الدينية والشرعية بيد الشيخ ابوبكر بن سالم ، اراد فضيلته ان يعين من ينوب عنه في يافع (نتيجة كبر السن ) وقام بتعيين الشيخ علي بن أحمد بن هرهره ممثلا له وحاكما شرعيا على كافة مناطق يافع لينوبه في أمور الشريعة الاسلامية وأحكامها بشكل عام ، وبعد ان قام فضيلته أيضا بايفاد العديد من الممثلين الفرعيين إلى كافة مناطق يافع ، ولقد استقر العديد من هذه الشخصيات التي تنتمي إلى صف السادة ومن مشايخ العلم والمعرفة أمثال أهل باعباد وأهل باعلوي وأهل السلف وأهل الهدار وغيرهم من السادة اتخذوا كثيرا من القرى مساكن لهم ومن هذه القرى رباط العبادي في يهر ورباط السنيدي ورباط العبادي في هجر لبعوس وغيره ، وقد خصص لهؤلاء السادة الموفدين مبلغ من المال أو الثمر وتسمى هذه النفقة بـ( حصية الحبيب) أو(نفقة الحبيب) وتحفظ على جنب حتى يأتي لها السيد المحق والمقرر له من قبل الشيخ ابوبكر في هذا المكتب أو ذاك . والجدير بذكره ان الشيخ ابوبكر بن سالم مولى عينات رحمه الله كان يحظى بل ويتمتع بروح ديني عظيم وايضا كان عقلية فائقة وشخصية فذة جعلت من كل احكامه العادلة والميالة إلى الحق دوما اكثر ق
يمة ومحبة لشخصه الكريم عند كل القبائل اليافعية منذ عصره حتى يومنا هذا .
وكان من اهم انجازات التلاحم والترابط الاخوي بين أبناء يافع وحضرموت هو تحصين حضرموت وتوابعها وسواحلها من القراصنة الأوروبيين ومنهم البرتغاليون ومن الاستعمار التركي ايضا .
وقد استمرت الأمور في حضرموت سياسيا فيما بين 925_ 1065 هـ تقريبا موحدة ويسودها الهدوء والأمن والاستقرار ما عدا بعض الاضطرابات الداخلية البسيطة أو بعض المشاكل التي كانت تحدث فيما بين أفراد أسرة الدولة الكثيرية وفيما بعد موت السلطان بدر بن طويرق ، وكل ذلك بفضل تعاون العنصر القيادي الذي رسمته وبدأته زعامة الأمير بدر ومستشاريه ومساعدة الشيخ ابوبكر بن سالم وأعيان يافع ورجال القبائل ، إلا انه وفيما بعد عام 1065هـ وبالذات بعد ان ظهرت الدولة القاسمية وتقوت عسكريا وسياسيا وجغرافيا في اليمن في عهد الإمام اسماعيل ، ولكن بعد ان غدر الأمير الصفي ( ابن أخ الإمام ) بصديقه أمير عدن اشتعلت نار الفتنة في كثير من مناطق اليمن ، وبدأ الخلاف المذهبي فقد كان الائمة دعاة للمذهب الزيدي وكان بيت الفقيه في زبيد دعاة المذهب الشافعي والعلويون من أهل السلف واتباعهم في حضرموت أيضا من دعاة المذهب الشافعي . وكان من نتيجة ذلك ان اعلن السلطان بدر بن عمر بن بدر انتحاله المذهب الزيدي وانتزاع السلطة من يد أخية عبدالله بن عمر بن بدر ، ولكن بعض الشخصيات الدينية كانت ترى في شخصية الأمير بدر بن عبدالله بن عمر الروح القيادية التي تؤهله لأن يكون على رأس السلطنة الكثيرية وكان ايضا العديد من أعيان يافع في حضرموت يسندون ذلك الرأي وخصوصا بعد انتحال السلطان بدر بن عمر المذهب الزيدي والذي كان هدفه من ذلك استمالة الإمامة ومستهدفا الحصول على مساعداتها العسكرية ضد ابن اخية ، ولكن الشخصيات الدينية واهل يافع وقفت مع الأمير بدر بن عبدالله بن عمر وبالفعل عزل عمه (بدر بن عمر) وسجنه وسجن معه ايضا ابنه محمد المردوف . وعندما سمع الإمام اسماعيل بذلك الإجراء اعتبره اهانة له ، فأرسل الرسل والتهديدات إلى السلطان بدر بن عبدالله بن عمر لكن السلطان اراد أن يفوت الفرصة فرد على الإمام الذي كان يرى بان الفرصة قد حانت لبسط نفوذه الفعلي على حضرموت بالآتي : (( ما قمنا به تجاه الوالد بدر بن عمر ما هو إلا سواء الحفاظ عنه وعلينا جميعا نحن أعضاء الاسرة ولكي نثبت حسن النية إلية ولأ صدقائه فقد عيناه واليا على ظفار )). وما ان لبثت فترة وجيزة إلا وحدث الخلاف من جديد حيث ذهب جعفر بن عبدالله بن عمر الى ظفار وطرد عمه منها والذي هرب الى عُمان ثم الى عند الامام وطلب المساعدة العسكرية ضد ابن اخيه . ومن ثم قام الامام بارسال قوة بزعامة ابن اخيه الصفي أحمد بن الحسن وانتهت بعد ذلك الى مفاوضات بين السلطان بدر والصفي وتم الاتفاق ان تعود السلطة الى بدر بن عمر وابنه المردوف . وبعد ان عاد السلطان بدر بن عمر وابنه الى السلطة ، حدثت هزة في المذهب الشافعي في حضرموت وضعف مركز العلويين ، وبالأخير قاموا يسعون إلى تأسيس دولة شافعية يكون على رأسها أحد أفراد العلويين إذ لم يجدوا الشخصية المطلوبة من أسرة السلطنة الكثيرية التي كثرت الخلافات فيما بينهم ولقد عكس ذلك على سائر شخصيات حضرموت.
ولكي تتم المحافظة على الأمن والأمان من جديد ، ذهب مرة اخرى رسول من حضرموت الى يافع من السادة العلويين وأرسل معه رسلآ آخرين علما بانها كانت متزامنة مع الخلافات الحاصلة بين الامامة وأهل يافع وفي وقت كان ابناء يافع قد شددوا ازرهم وتحولت قواهم من الدفاع الى الهجوم . وبدأت المعارك في كثير من النواحي ومنها عدن وغيرها وهذا يصادف عام 1117 هـ (تقريبا) ، ولم يكن العلويين هم التواقون إلى ارسال رسل الى يافع بل كان إلى جانبهم ايضا أهل العمودي لأنهم كانوا يشعرون ان الخطر والفوضى ستعم الجميع ولن تخص أهل يافع القاطنين والصامدين في حضرموت وبالذات في المناطق الساحلية . وأخيرا ، اجتمعت كلمة السادة ومن إليهم وأرسلوا إلى جبل يافع الحبيب السيد علي بن أحمد بن سالم بن أبوبكر وأرسلوا معه رسالة موجهة إلى ابن الشيخ علي هرهره والسلطان قحطان العفيفي وكافة مشايخ يافع يطلبون منهم النجدة لانقاذ إخوانهم من ابناء حضرموت ويافع وحثهم على الاسراع في نجدتهم إلى حضرموت الداخل التي سقطت فعلآ من يد العلويين حينها ، أما بالنسبة لحضرموت الساحل ، فقد تجمع الكثير من ابناء يافع بزعامة مقادمة مكاتبهم . وفي زمن متقارب أسس الكسادي اليافعي أمارة الكسادي في المكلا وبن بريك اليافعي أمارة بن بريك في الشحر .
وعند وصول الرسول في عام 1117هـ وتلبية النداء اجتمعت القبائل من مكاتب يافع الموسطة والضبي والبعسي والمفلحي والحضرمي بزعامة عمر بن صالح بن أحمد بن الشيخ علي بن هرهره ، ذهبوا الى حضرموت الداخل على شكل دفعات . أما السلطان قحطان بن معوضة العفيفي والمعيين إليه من مكاتب السعدي واليهري واليزيدي والكلدي والناخبي فقد اجتمعوا على قرار اضعاف القوة الإمامية لكي لات
وكان من اهم انجازات التلاحم والترابط الاخوي بين أبناء يافع وحضرموت هو تحصين حضرموت وتوابعها وسواحلها من القراصنة الأوروبيين ومنهم البرتغاليون ومن الاستعمار التركي ايضا .
وقد استمرت الأمور في حضرموت سياسيا فيما بين 925_ 1065 هـ تقريبا موحدة ويسودها الهدوء والأمن والاستقرار ما عدا بعض الاضطرابات الداخلية البسيطة أو بعض المشاكل التي كانت تحدث فيما بين أفراد أسرة الدولة الكثيرية وفيما بعد موت السلطان بدر بن طويرق ، وكل ذلك بفضل تعاون العنصر القيادي الذي رسمته وبدأته زعامة الأمير بدر ومستشاريه ومساعدة الشيخ ابوبكر بن سالم وأعيان يافع ورجال القبائل ، إلا انه وفيما بعد عام 1065هـ وبالذات بعد ان ظهرت الدولة القاسمية وتقوت عسكريا وسياسيا وجغرافيا في اليمن في عهد الإمام اسماعيل ، ولكن بعد ان غدر الأمير الصفي ( ابن أخ الإمام ) بصديقه أمير عدن اشتعلت نار الفتنة في كثير من مناطق اليمن ، وبدأ الخلاف المذهبي فقد كان الائمة دعاة للمذهب الزيدي وكان بيت الفقيه في زبيد دعاة المذهب الشافعي والعلويون من أهل السلف واتباعهم في حضرموت أيضا من دعاة المذهب الشافعي . وكان من نتيجة ذلك ان اعلن السلطان بدر بن عمر بن بدر انتحاله المذهب الزيدي وانتزاع السلطة من يد أخية عبدالله بن عمر بن بدر ، ولكن بعض الشخصيات الدينية كانت ترى في شخصية الأمير بدر بن عبدالله بن عمر الروح القيادية التي تؤهله لأن يكون على رأس السلطنة الكثيرية وكان ايضا العديد من أعيان يافع في حضرموت يسندون ذلك الرأي وخصوصا بعد انتحال السلطان بدر بن عمر المذهب الزيدي والذي كان هدفه من ذلك استمالة الإمامة ومستهدفا الحصول على مساعداتها العسكرية ضد ابن اخية ، ولكن الشخصيات الدينية واهل يافع وقفت مع الأمير بدر بن عبدالله بن عمر وبالفعل عزل عمه (بدر بن عمر) وسجنه وسجن معه ايضا ابنه محمد المردوف . وعندما سمع الإمام اسماعيل بذلك الإجراء اعتبره اهانة له ، فأرسل الرسل والتهديدات إلى السلطان بدر بن عبدالله بن عمر لكن السلطان اراد أن يفوت الفرصة فرد على الإمام الذي كان يرى بان الفرصة قد حانت لبسط نفوذه الفعلي على حضرموت بالآتي : (( ما قمنا به تجاه الوالد بدر بن عمر ما هو إلا سواء الحفاظ عنه وعلينا جميعا نحن أعضاء الاسرة ولكي نثبت حسن النية إلية ولأ صدقائه فقد عيناه واليا على ظفار )). وما ان لبثت فترة وجيزة إلا وحدث الخلاف من جديد حيث ذهب جعفر بن عبدالله بن عمر الى ظفار وطرد عمه منها والذي هرب الى عُمان ثم الى عند الامام وطلب المساعدة العسكرية ضد ابن اخيه . ومن ثم قام الامام بارسال قوة بزعامة ابن اخيه الصفي أحمد بن الحسن وانتهت بعد ذلك الى مفاوضات بين السلطان بدر والصفي وتم الاتفاق ان تعود السلطة الى بدر بن عمر وابنه المردوف . وبعد ان عاد السلطان بدر بن عمر وابنه الى السلطة ، حدثت هزة في المذهب الشافعي في حضرموت وضعف مركز العلويين ، وبالأخير قاموا يسعون إلى تأسيس دولة شافعية يكون على رأسها أحد أفراد العلويين إذ لم يجدوا الشخصية المطلوبة من أسرة السلطنة الكثيرية التي كثرت الخلافات فيما بينهم ولقد عكس ذلك على سائر شخصيات حضرموت.
ولكي تتم المحافظة على الأمن والأمان من جديد ، ذهب مرة اخرى رسول من حضرموت الى يافع من السادة العلويين وأرسل معه رسلآ آخرين علما بانها كانت متزامنة مع الخلافات الحاصلة بين الامامة وأهل يافع وفي وقت كان ابناء يافع قد شددوا ازرهم وتحولت قواهم من الدفاع الى الهجوم . وبدأت المعارك في كثير من النواحي ومنها عدن وغيرها وهذا يصادف عام 1117 هـ (تقريبا) ، ولم يكن العلويين هم التواقون إلى ارسال رسل الى يافع بل كان إلى جانبهم ايضا أهل العمودي لأنهم كانوا يشعرون ان الخطر والفوضى ستعم الجميع ولن تخص أهل يافع القاطنين والصامدين في حضرموت وبالذات في المناطق الساحلية . وأخيرا ، اجتمعت كلمة السادة ومن إليهم وأرسلوا إلى جبل يافع الحبيب السيد علي بن أحمد بن سالم بن أبوبكر وأرسلوا معه رسالة موجهة إلى ابن الشيخ علي هرهره والسلطان قحطان العفيفي وكافة مشايخ يافع يطلبون منهم النجدة لانقاذ إخوانهم من ابناء حضرموت ويافع وحثهم على الاسراع في نجدتهم إلى حضرموت الداخل التي سقطت فعلآ من يد العلويين حينها ، أما بالنسبة لحضرموت الساحل ، فقد تجمع الكثير من ابناء يافع بزعامة مقادمة مكاتبهم . وفي زمن متقارب أسس الكسادي اليافعي أمارة الكسادي في المكلا وبن بريك اليافعي أمارة بن بريك في الشحر .
وعند وصول الرسول في عام 1117هـ وتلبية النداء اجتمعت القبائل من مكاتب يافع الموسطة والضبي والبعسي والمفلحي والحضرمي بزعامة عمر بن صالح بن أحمد بن الشيخ علي بن هرهره ، ذهبوا الى حضرموت الداخل على شكل دفعات . أما السلطان قحطان بن معوضة العفيفي والمعيين إليه من مكاتب السعدي واليهري واليزيدي والكلدي والناخبي فقد اجتمعوا على قرار اضعاف القوة الإمامية لكي لات
لح والصلاح ، بقرار عزومة الأمير القعيطي والعديد من أعيان يافع وطلب منهم ان يشرفوه بالحظور ليتناولوا معه طعام الغداء حيث كان مخططا لهم مكيدة في هذه المأدبة وقتل القعيطي ومن معه ، إلا ان عوض بن عمر القعيطي كان قد كشف سر هذه المكيدة حيث قام برسم خطة معاكسة ، وحدث العكس بهذه المأدبة حيث قام القعيطي بوضع حد لهذا الأمير الظالم ، وتم قتل الامير (أبو المكايد) ومن معه . وكان غالب بن محسن الكثيري قد تظاهر للقعيطي بالتصالح وانه يعتبر قتل منصور ومن معه جزاء لأعماله ومكايده التي لن يسلم منها أقاربه . وهذا في الوقت الذي يُعد فيه الكثيري وأهل عبدالله العدة للهجوم على الشحر سرا . ولقد قام الكثيري في عام 1283 هـ بهجوم كاسح على مدينة الشحر وفعلا تيسر له احتلالها وطرد بن بريك منها لكن القعيطي سرعان ما قام بانتزاع الشحر من يدي الكثيري وطرده منها . وتدخل السادة وغيرهم من أهل الخير وعملوا صلحا بين القعيطي والكثيري على ان يستمر الكثيري كحاكم ذاتي في مناطق معينة بالوادي ولكن تحت اطار الدولة القعيطية الهادفة الى بسط نفوذها على حضرموت وتوحيدها . إلا ان مثل ذلك الهدف جعل القعيطي يختلف مع الكسادي وبدأ القعيطي يطالب الكسادي بتسديد الديون التي عليه وعُقد اتفاق بين القعيطي والكسادي على ان يسلم الكسادي مدينة المكلا مقابل مديونيته للقعيطي حيث كان في موقف ضعف على الرغم من استقلاله عن كل الجهات . ولقد اضطر بعد ذلك الى التسليم للقعيطي ورغم الخلاف الا ان القعيطي كان قد ابدى استعداده لاشراك الكسادي معه في السلطه الا ان الكسادي هو نفسه كان قد رفض ذلك العرض وطلب العيش في أمان وربما غادر حضرموت بمرتضاه .
هذا وقد استمرت الدولة القعيطية في بسط نفوذها بالتدريج على كافة مناطق حضرموت الساحل والداخل بأستثناء رقعة في الوادي تسمى بمنطقة الشنافر ويحكمها الكثيري كحكم ذاتي.
سلالة سلاطين الدولة القعيطية
المؤسس الجمعدار عمر بن عوض بن عبدالله القعيطي اليافعي
هذا وقد استمرت الدولة القعيطية في بسط نفوذها بالتدريج على كافة مناطق حضرموت الساحل والداخل بأستثناء رقعة في الوادي تسمى بمنطقة الشنافر ويحكمها الكثيري كحكم ذاتي.
سلالة سلاطين الدولة القعيطية
المؤسس الجمعدار عمر بن عوض بن عبدالله القعيطي اليافعي
ستطيع الوصول سالمة الى حضرموت . وضمن هذه الخطة ، كانت مهمة العفيفي ورجاله الهجوم على عدن وإذا استدعى الأمر السير إلى ابناء يافع في حضرموت الساحل . وفعلا تم الاستيلا على عدن وملحقاتها بزعامة السلطان قحطان بن معوضة العفيفي . أما عمر بن صالح وأخوه ناصر بن صالح بن هرهره ومن معهم من ابناء يافع ، فوصلوا إلى وادي المشاجر بحضرموت وفي منطقة يقال لها الضليق . وفي نفس الموقع استقبلهم الشيخ حسين بن مطهر العمودي وأخوه محمد ومعهما ثلاثمائة من رجالهم ومائة حمل من المؤن . وذهبوا معا لتمشيط حضرموت الداخل . ونتيجة لكثرة الخلافات التي تحصل بين افراد السلطنة الكثيرية ، وكان ذلك الصراع على السلطة يجر القبائل اليافعية والحضرمية وطالت مدته وكثرت خطورته على البشر مما جعل الغالبية من شخصيات وأعيان حضرموت يعلنون سحب الثقة وعدم الولاء لأي من أمراء الدولة الكثيرية وعليه فقد سقطت الدولة الكثيرية وانتهت سلطتها نهائيا من حضرموت وقد آلت بعد ذلك السلطة في كثير من المدن في حضرموت الداخل إلى كبرائها وشخصياتها من أبناء حضرموت ويافع كسلطة سياسية وعسكرية ،اما السلطة الشرعية والدينية فقد استمرت بين الشخصيات الدينية من أهل السلف وأهل باعلوي .اما المناطق الساحلية وكما سبقت الاشارة اليها فقد تأسست امارة الكسادي اليافعي ويعود تأسيس امارة الكسادي الى عام 1115هـ بزعامة النقيب سالم بن صلاح الكسادي ، حيث كان أهل الكسادي مولعين بالملاحة البحرية وملاك خبرة كبيرة في هذا المجال والاصطياد البحري ، وبفضل خبراتهم والبذل والعطاء الذي قدموه ، استطاعوا ان يحولوا قرية المكلا إلى مدينة ساحلية وميناء رئيسي على ساحل حضرموت ينافس ميناء الشحر والذي كان يعتبر الميناء الرئيسي في ساحل حضرموت آنذاك. أما نفوذ الامارة الكسادية فقد امتد إلى نواحي وادي دوعن بحضرموت الداخل وصارت مدينة المكلا ميناء عام . وبعد ان تأسست امارة الكسادي بالمكلا بفترة وجيزة تأسست امارة بن بريك اليافعي في مدينة الشحر وامتد نفوذها إلى النواحي الشرقية لساحل حضرموت والنواحي الشمالية المتاخمة للساحل التي تحت نفوذها . وأول من قاد هذه الامارة عند التأسيس هم أهل بن ناجي بن بريك ، ورغم ان هاتين الامارتين الكسادية والبريكية والذي يقود كلا منهما حاكمان ينتميان الى أسرة وعشائر يافعية إلا انها كانت تحدث بينهما خلافات ونزاعات مسلحة قوية.
ظهور الدولة القعيطية
إن العوامل الطبيعية والظروف القاسية التي كان يعانيها أبناء حضرموت ونواحيها دفعت بالكثير من ابناء حضرموت للهجرة إلى العديد من بلدان العالم كالهند واندونسيا وسنغافورة وغيرها وكانت منطقة الدكن وبالتحديد حيدر آباد وهي احدى المقاطعات الهندية التي استقبلت العديد من أبناء حضرموت ويافع . ومن المهاجرين الذين بنوا تجارتهم ووصلوا الى مستوى رفيع الجمعدار عمر بن عوض القعيطي اليافعي وهو من مواليد 1198هـ والجمعدار غالب بن محسن الكثيري والجمعدار عبدالله بن علي العولقي .
وبحكم الاتفاق الذي تم بين العولقي والكثيري على عودة الكثيري الى حضرموت وإحياء الدولة الكثيرية ( الثالثة) من جديد حيث ابدى العولقي الاستعداد لان يقدم له المساعدة المادية ، فقام الكثيري برسم خططه السياسية والعسكرية لانشاء دولته المقترحة . وبعد أن أكمل خطته وأصبحت جاهزة للتنفيذ . اشترى الكثيري قرية الغرفة في وادي حضرموت وأعلن تأسيس الدولة الكثيرية الثالثة عام 1261هـ ، ورغم ان الجمعدار غالب بن محسن الكثيري كان يدرك كل الإدراك بأن إحياء السلطنة الكثيرية التي انتهت منذ فترة طويلة من الزمن معناه مواجهة كثير من المخاطر وسفك الدماء وبذل الأموال الكبيرة إلا ان حب السلطة من قبل صاحب المال الكبير وحب الذات عقلية من العقليات العمياء التي تفضل الوصول إلى هدفها حتى لو كان على بحر من الدماء . وعلى هذا وبعد اعلانه قيام الدولة الكثيرية الثالثة وكما اوضحنا سنة 1261هـ في الغرفة ، قام أولا بتقليص النفوذ اليافعي على الفور وبطريقة التآمر والقتل المتعمد وغير المتعمد حيث نجح في تصفية الحكام اليافعيين في كل من تريم وسيؤون ونواحيها ولجأ في تثبيت حكمه إلى العنف الدامي وإثارة النعرة القبلية وقتل الأبرياء من أبناء حضرموت سرا وينسب قتلهم إلى أبناء يافع ثم يقوم بالقتل والتشريد بأبناء يافع بحجة الأخذ بالثأر لأبناء حضرموت إلا انه كشف على حقيقته بالأخير الهادفة الى تصفية أبناء يافع في حضرموت وبصورة لا إنسانية ، وذلك كما فعل أيضا أحد أمراء الدولة الكثيرية بأبناء وأعيان يافع في شبام ، حيث قام بتصرفات لا يرضى فيها لا الله ولا رسوله وتعتبر من أبشع الجرائم وهو الامير منصور بن عمر الكثيري حيث كانت هناك بعض الخلافات فيما بين أعيان يافع في شبام وكان منصور بن عمر الكثيري يتظاهر لكل الأطراف بالطيبة ويبدي استعداده لحل الخلافات فيما بين المواطنين في شبام بما فيهم أبناء يافع فأولوه الثقة . وفي أحد أيام شهر رمضان كانت هناك قضية في شبام يراد حلها ، فأبدى الأمير منصور ان
ظهور الدولة القعيطية
إن العوامل الطبيعية والظروف القاسية التي كان يعانيها أبناء حضرموت ونواحيها دفعت بالكثير من ابناء حضرموت للهجرة إلى العديد من بلدان العالم كالهند واندونسيا وسنغافورة وغيرها وكانت منطقة الدكن وبالتحديد حيدر آباد وهي احدى المقاطعات الهندية التي استقبلت العديد من أبناء حضرموت ويافع . ومن المهاجرين الذين بنوا تجارتهم ووصلوا الى مستوى رفيع الجمعدار عمر بن عوض القعيطي اليافعي وهو من مواليد 1198هـ والجمعدار غالب بن محسن الكثيري والجمعدار عبدالله بن علي العولقي .
وبحكم الاتفاق الذي تم بين العولقي والكثيري على عودة الكثيري الى حضرموت وإحياء الدولة الكثيرية ( الثالثة) من جديد حيث ابدى العولقي الاستعداد لان يقدم له المساعدة المادية ، فقام الكثيري برسم خططه السياسية والعسكرية لانشاء دولته المقترحة . وبعد أن أكمل خطته وأصبحت جاهزة للتنفيذ . اشترى الكثيري قرية الغرفة في وادي حضرموت وأعلن تأسيس الدولة الكثيرية الثالثة عام 1261هـ ، ورغم ان الجمعدار غالب بن محسن الكثيري كان يدرك كل الإدراك بأن إحياء السلطنة الكثيرية التي انتهت منذ فترة طويلة من الزمن معناه مواجهة كثير من المخاطر وسفك الدماء وبذل الأموال الكبيرة إلا ان حب السلطة من قبل صاحب المال الكبير وحب الذات عقلية من العقليات العمياء التي تفضل الوصول إلى هدفها حتى لو كان على بحر من الدماء . وعلى هذا وبعد اعلانه قيام الدولة الكثيرية الثالثة وكما اوضحنا سنة 1261هـ في الغرفة ، قام أولا بتقليص النفوذ اليافعي على الفور وبطريقة التآمر والقتل المتعمد وغير المتعمد حيث نجح في تصفية الحكام اليافعيين في كل من تريم وسيؤون ونواحيها ولجأ في تثبيت حكمه إلى العنف الدامي وإثارة النعرة القبلية وقتل الأبرياء من أبناء حضرموت سرا وينسب قتلهم إلى أبناء يافع ثم يقوم بالقتل والتشريد بأبناء يافع بحجة الأخذ بالثأر لأبناء حضرموت إلا انه كشف على حقيقته بالأخير الهادفة الى تصفية أبناء يافع في حضرموت وبصورة لا إنسانية ، وذلك كما فعل أيضا أحد أمراء الدولة الكثيرية بأبناء وأعيان يافع في شبام ، حيث قام بتصرفات لا يرضى فيها لا الله ولا رسوله وتعتبر من أبشع الجرائم وهو الامير منصور بن عمر الكثيري حيث كانت هناك بعض الخلافات فيما بين أعيان يافع في شبام وكان منصور بن عمر الكثيري يتظاهر لكل الأطراف بالطيبة ويبدي استعداده لحل الخلافات فيما بين المواطنين في شبام بما فيهم أبناء يافع فأولوه الثقة . وفي أحد أيام شهر رمضان كانت هناك قضية في شبام يراد حلها ، فأبدى الأمير منصور ان
يشترك معه أعيان شبام من أبناء يافع وبعض من نواحيها ، وعندما جمع الكثير من أبناء يافع ( وجميعهم كانوا قد خرجوا من مساكنهم إلى أحد الجوامع في شبام لأداء صلاة المغرب) أعد الأمير منصور مجموعة من العبيد وبعض المأجورين وأوكل إليهم مهمة الهجوم على كافة المصلين من أبناء يافع وان يقوموا على الفور بقتلهم وهم في غفلة صلاة المغرب وكان ذلك في ليلة عيد الفطر من عام 1260هـ . وفعلا نفذت هذه العملية بنجاح حيث قتل من أبناء يافع مالا يقل عن خمسة وثلاثين شخصا غالبيتهم من الأعيان . ولم يكتف الأمير منصور بذلك بل قام بطرد من تبقى من أبناء يافع في شبام من النساء والاطفال والشيوخ وسلب اموالهم . وفي نفس العام ايضا قام بتفجير حصن معمر وهو أحد ديور أهل الخلاقي اليافعي وكان يوجد بالغرب من شبام وعلى اثر ذلك الانفجار سقط حصن الخلاقي على من فيه من الرجال والنساء والاطفال .
لا شك ان أخبار هاتين الجريمتين سرعان ما انتشر حتى وصلت إلى الهند وبالذات إلى حيدر آباد حيث يعيش كل من القعيطي والكثيري والعولقي وحينها كان الثلاثة أصدقاء ، والجميع من العرب في الداكن يعتبرون عمر بن عوض القعيطي كالأب لأنه أولا أكبرهم سنا وعلى يديه وبواسطته تمت تدريباتهم العسكرية وجميعهم وصلوا إلى رتبة الجمعدار أي نفس المرتبة التي وصل اليها قبلهم عمر بن عوض القعيطي ، وحينها استدعى عمر بن عوض القعيطي الكثير من أبناء يافع وحضرموت القاطنين في حيدر آباد الدكن من عسكريين وتجار وأخبرهم انها وصلت كتب من حضرموت إليه توضح كل ما فعله الأمير منصور من جرائم بشعة فتدبر الجميع الأمر حيث أكد غالب بن محسن الكثيري انه على استعداد لردع ابن عمه فأوكل الجميع إليه المهمة وابدوا له المساعدة أيضا ، إلا انه فوجىء أبناء يافع بعكس ما كانوا يظنون . حيث قام غالب بن محسن وكما سلف ذكره بتأسيس الدولة الكثيرية وقام ببعض الاعمال غير الشرعية وغير المتوقعة ضد أبناء يافع وهذا ما أساء إلى أبناء يافع في حيدر آباد كثيرا حيث شعروا بانه ربما كان منصور وغالب متفقين وما جرى وما قام به منصور ضد أبناء يافع إلا البداية ، وغالب قد أظهر عبر اعماله بأنها امتداد لأعمال منصور . وعليه أقسم اليمين المرحوم الجمعدار عمر بن عوض القعيطي لكافة أبناء يافع في حيدر آباد بأنه سوف يضع حدا لهذه الأعمال والجرائم التي ترتكب بحق أبناء يافع في حضرموت مهما كلف الأمر من التضحيات المادية والبشرية .
وعليه ، فقد خرج أولاد عمر بن عوض القعيطي الأول إلى القطن مسكنهم الأساسي لتنفيذ مهمتهم التي أوكلت إليهم من قبل أبيهم وفيما بين 1263هـ و 1265هـ أعنلوا تأسيس الدولة القعيطية وأكدوا بأن هدفها الأساسي هو توحيد الصف الحضرمي واليافعي وانهم قرروا وضع حد لأعمال الكثيري وبالذات أعمال منصور الأكثر بشاعة . وكما يبدو ان غالب بن محسن الكثيري وجماعته شعروا بخطورة عودة القعيطي ودخوله المسرح السياسي والعسكري ولكي يقضوا على خططه في المهد قرروا غزوهم لحضرموت الساحل و الاستيلاء على ميناء الشحر وميناء المكلا كي يحققوا الهدفين الآتين: الأول القضاء على النفوذ اليافعي في سواحل حضرموت خوفا من تضامنهم مع القعيطي . والثاني بنجاح استيلائهم على الموانىء البحرية ، يستطيعون قطع أي امدادات من البحر التي قد تأتي لأبناء يافع في حضرموت الداخل . لذلك ارسلوا الأمير عبود بن سالم الكثيري وآخر معه إلى الحجاز حيث يتمركز الأتراك وعرضوا عليهم صك تحالف مقابل مساعدة الأتراك للدولة الكثيرية في ضرب امارة بن بريك في الشحر . فوافق الأتراك على الطلب وكانت خطة الأتراك الهجوم من البحر وعلى الكثيري الهجوم من البر ، لذلك جهز الكثيري حملة كبيرة من البر على مدينة الشحر متزامنا مع وصول الأسطول التركي إلى سواحل المدينة وبدأت القوات التركية تشدد من ضرباتها المدفعية على مدينة الشحر والكثيري وقواته البريه تهاجم المدينه من البر . وعندما لاحظ الكسادي تحالف الأتراك والكثيري ضد امارة بن بريك في الشحر ، شعر بخطورة ذلك التحالف وابعاده الخطيرة ذات المد والامداد الأجنبي ، وعليه ، تدخل الكسادي الى جانب بن بريك رغم ما كان يدور بين هاتين الامارتين من حروب طاحنة ، وكان هذا في عام 1266هـ ونتيجة هذا التحالف انتصر أبناء يافع انتصارا ساحقا حيث استطاعوا انزال هزيمة شنعاء بالقوات التركية والكثيرية وتم الاستيلاء على سفن الاسطول التركي وقتل معظم قواتها واحراق بعضها ، اما بالنسبة للقوات الكثيرية فقد انسحبت على أثر الهزيمة ثم طلب الكثيري الصلح والتسامح فوافق أبناء يافع على هذا الصلح وتم حل النزاعات فيما بينهم بالطرق السلمية ، بالرغم من ان بن بريك والكسادي كانا مصرين على ملاحقة الكثيري حتى آخر معاقله في وادي حضرموت لأنهما كانا يشككان فيه وخصوصا بعد تحالفه مع دولة اجنبية إلا ان تدخل القعيطي في الامر وطلبه من بن بريك والكسادي الموافقة على الصلح وحثهما على ذلك . وبعدها بفترة ، قام الأمير منصور (أبو المكايد) ونظرا للدور الذي أبداه القعيطي في الص
لا شك ان أخبار هاتين الجريمتين سرعان ما انتشر حتى وصلت إلى الهند وبالذات إلى حيدر آباد حيث يعيش كل من القعيطي والكثيري والعولقي وحينها كان الثلاثة أصدقاء ، والجميع من العرب في الداكن يعتبرون عمر بن عوض القعيطي كالأب لأنه أولا أكبرهم سنا وعلى يديه وبواسطته تمت تدريباتهم العسكرية وجميعهم وصلوا إلى رتبة الجمعدار أي نفس المرتبة التي وصل اليها قبلهم عمر بن عوض القعيطي ، وحينها استدعى عمر بن عوض القعيطي الكثير من أبناء يافع وحضرموت القاطنين في حيدر آباد الدكن من عسكريين وتجار وأخبرهم انها وصلت كتب من حضرموت إليه توضح كل ما فعله الأمير منصور من جرائم بشعة فتدبر الجميع الأمر حيث أكد غالب بن محسن الكثيري انه على استعداد لردع ابن عمه فأوكل الجميع إليه المهمة وابدوا له المساعدة أيضا ، إلا انه فوجىء أبناء يافع بعكس ما كانوا يظنون . حيث قام غالب بن محسن وكما سلف ذكره بتأسيس الدولة الكثيرية وقام ببعض الاعمال غير الشرعية وغير المتوقعة ضد أبناء يافع وهذا ما أساء إلى أبناء يافع في حيدر آباد كثيرا حيث شعروا بانه ربما كان منصور وغالب متفقين وما جرى وما قام به منصور ضد أبناء يافع إلا البداية ، وغالب قد أظهر عبر اعماله بأنها امتداد لأعمال منصور . وعليه أقسم اليمين المرحوم الجمعدار عمر بن عوض القعيطي لكافة أبناء يافع في حيدر آباد بأنه سوف يضع حدا لهذه الأعمال والجرائم التي ترتكب بحق أبناء يافع في حضرموت مهما كلف الأمر من التضحيات المادية والبشرية .
وعليه ، فقد خرج أولاد عمر بن عوض القعيطي الأول إلى القطن مسكنهم الأساسي لتنفيذ مهمتهم التي أوكلت إليهم من قبل أبيهم وفيما بين 1263هـ و 1265هـ أعنلوا تأسيس الدولة القعيطية وأكدوا بأن هدفها الأساسي هو توحيد الصف الحضرمي واليافعي وانهم قرروا وضع حد لأعمال الكثيري وبالذات أعمال منصور الأكثر بشاعة . وكما يبدو ان غالب بن محسن الكثيري وجماعته شعروا بخطورة عودة القعيطي ودخوله المسرح السياسي والعسكري ولكي يقضوا على خططه في المهد قرروا غزوهم لحضرموت الساحل و الاستيلاء على ميناء الشحر وميناء المكلا كي يحققوا الهدفين الآتين: الأول القضاء على النفوذ اليافعي في سواحل حضرموت خوفا من تضامنهم مع القعيطي . والثاني بنجاح استيلائهم على الموانىء البحرية ، يستطيعون قطع أي امدادات من البحر التي قد تأتي لأبناء يافع في حضرموت الداخل . لذلك ارسلوا الأمير عبود بن سالم الكثيري وآخر معه إلى الحجاز حيث يتمركز الأتراك وعرضوا عليهم صك تحالف مقابل مساعدة الأتراك للدولة الكثيرية في ضرب امارة بن بريك في الشحر . فوافق الأتراك على الطلب وكانت خطة الأتراك الهجوم من البحر وعلى الكثيري الهجوم من البر ، لذلك جهز الكثيري حملة كبيرة من البر على مدينة الشحر متزامنا مع وصول الأسطول التركي إلى سواحل المدينة وبدأت القوات التركية تشدد من ضرباتها المدفعية على مدينة الشحر والكثيري وقواته البريه تهاجم المدينه من البر . وعندما لاحظ الكسادي تحالف الأتراك والكثيري ضد امارة بن بريك في الشحر ، شعر بخطورة ذلك التحالف وابعاده الخطيرة ذات المد والامداد الأجنبي ، وعليه ، تدخل الكسادي الى جانب بن بريك رغم ما كان يدور بين هاتين الامارتين من حروب طاحنة ، وكان هذا في عام 1266هـ ونتيجة هذا التحالف انتصر أبناء يافع انتصارا ساحقا حيث استطاعوا انزال هزيمة شنعاء بالقوات التركية والكثيرية وتم الاستيلاء على سفن الاسطول التركي وقتل معظم قواتها واحراق بعضها ، اما بالنسبة للقوات الكثيرية فقد انسحبت على أثر الهزيمة ثم طلب الكثيري الصلح والتسامح فوافق أبناء يافع على هذا الصلح وتم حل النزاعات فيما بينهم بالطرق السلمية ، بالرغم من ان بن بريك والكسادي كانا مصرين على ملاحقة الكثيري حتى آخر معاقله في وادي حضرموت لأنهما كانا يشككان فيه وخصوصا بعد تحالفه مع دولة اجنبية إلا ان تدخل القعيطي في الامر وطلبه من بن بريك والكسادي الموافقة على الصلح وحثهما على ذلك . وبعدها بفترة ، قام الأمير منصور (أبو المكايد) ونظرا للدور الذي أبداه القعيطي في الص