اليمن_تاريخ_وثقافة
10.4K subscribers
141K photos
348 videos
2.16K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن



وفي شعبانها مات القاضي محمد بن أحمد الشظبي، كان المذكور له معرفة في الفقه، وكان حاكماً في مدة المؤيد بالله بكوكبان، وأول دولة المتوكل، ثم عزله وانتقل إلى صنعاء وقل سمعه، ولم يخرج آخر مدته من بيته، وكان حافظاً لكتب أجداده وأهله، وهو من جملة من أخذ على السيد محمد بن عز الدين المفتي بصنعاء في زمان دولة جعفر باشا.
وفي هذا الشهر مات الفقيه عبد الله بن حسين بن يوسف بظفير حجة كان المذكور عارفاً بالنحو والتصريف، مدرساً فيهما، وأصله من حيز حجة، من بلد القذف ، ولكن والده دخل الظفير خوفاً من جانب عبد الرحيم أيام دولته بحجة، فخشي من فتنته وتسليطه، وأخرب بيته بعد دخوله الظفير.
وفي هذه الأيام بآخر شعبان طلع السيد حسن بن مطهر الجرموزي بحمولة من المخا إلى حضرة المهدي.
وفي رمضانها طلب أحمد بن الحسن جماعة من اليهود من صنعاء إلى الغراس، وأمرهم بالخروج من جزيرة العرب، وأنهم قد تراخوا بعد الأمر الأول، فطلبوا المهلة حتى يبيعوا من أموالهم، فأمهلهم خمسة أشهر.
وفي ليلة رابع عشر شهر رمضان خسفت القمر ببرج الثور، طمسها الخسوف جميعاً، وكان الخسوف بسواد ثم انقلب بحمرة، عكس الخسوف السابق، فإنه أوله كان بحمرة، فالحكمة لله تعالى.
[219/أ] وقد كان السرحي المنجم ذكر الكسوفين في هذه السنة عند تقويم أولها، كما وصف الواصف قبل حصول خسوفها، فاتفق كما ذكره فيها.
وفي آخر شهر رمضان وصل الخبر أنه وصل إلى جدة متسلم، وعزل الذي كان فيها، وأنه خرج صحبته قدر أربعة عشر مركباً فيها طعام من مصر، ولحق عقبها اثني عشر مركباً طعاماً أيضاً في شوال، وقووا جدة وزادوا في العسكر على العادة.
وفيها سرقت سرقة من بيت المتوكل بضوران، دراهم وسلاح وغيره، وفرحان اتَّهم جماعة، حبسهم وضرب بعضهم، فاعترف أحدهم، أرجع بعض شيء يسير من السلاح والباقي ذهب. وهم جماعة قد لهم أيام يستخرجون السرقة من طاقة مفتوحة ويردونها على حالها. وكان من جملة المتهمين من الملازمين في ضوران في جبل ضوران، فلما طلبه فرحان للضرب أمر الخادم بضربه، فحمل على الذين أرادوا قبضه، طعن أحدهم ومات من جنايته.
وطلع ثاني العيد علي بن المتوكل من اليمن الأسفل إلى صنعاء، ثم لم يلبث أن عاد إلى ضوران وتبعه صنوه محمد.
[219/ب] وفي آخر يوم من شهر شوال مات الأمير علي بن حسين الجوفي صاحب الزاهر، وكانت وفاته بصنعاء عقب طلوعه من الجوف، فقبر في حوطة جده المطهر ابن الشويع بخزيمة غربي صنعاء.
وفي شهر القعدة الحرام مات السيد العارف يحيى بن أحمد بن صلاح الشرفي في بيته بالشاهل من بلاد الشرف، كان المذكور له معرفة ومشاركة في بعض الفنون، وكان جارودياً على طريقة والده. وكان نظر أوقاف الشرف إليه. كان موته فجأة، وكان يحرم التتن، وفعل في تحريمه رسالة، وزعم أنه من الخبائث، واحتج بقوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ } ولا حجة له؛ لأن الخبائث دلالته مجملة، والمجمل لا يحتج به على شيء إلا بعد البيان، وقد بين النبي÷ الخبائث، وبعض البيان أيضاً في الكتاب العزيز مثل تحريم الميتة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وكل مسكر ونحو ذلك، وبين تعالى الطيبات، ثم إن التتن لا تستخبثه النفس.
وفي هذا الشهر عاد حسن بن المتوكل من أبي عريش إلى الضحي وبيت الفقيه الزيدية بتهامة واستقر هنالك، ووقع بين أصحابه فرقة على سبب بندق عرفه رجل من الأهنوم وقال: هو له من النهبة التي وقعت فيها أيام الحرب الواقع بها، فحصل خصام بينه وبين الذي هي معه، وعصب مع أصحابه من الأهنوم.
وفي هذه المدة أخبرني بعض السادة من الهدوية أن رجلاً سأل الله أن يريه من أهل الفضل والكرامة ومن عنده الحق والخلافة بمكة، فترأى له في المنام أن أول من يلقاه بكرة ذلك اليوم فهو المطلوب، فرآه فسأله عن حاله، والآخر كذلك والرجل الذي طلب ذلك، ورآه في المنام ممن اعتقاده اعتقاد المعتزلة والهدوية، وذلك الرجل الذي رءاه لما سأله فتحاقره وأعرض عنه والهدوي كذك أعرض عنه. وقال: هذا ليس الغرض لما ترسم من مذهبه أنه لا يكون من وافقه، ثم سأل المرة الأخرى فرأى في المنام كذلك، فأصبح الصباح بالرجل الأول أول من لقاه، فلم يعجبه ثم الليلة الثالثة، فحرم الفائدة ولم يعترف بأن الحق مع ذلك الرجل أصلاً، والرجل ذلك كان من أهل السنة والحنفية أعني الذي طلب رؤيته من الحق في الاعتقاد معه، فلم يمكن الرائي أن يعتقد فيه ذلك أصلاً لمحبة المذهب، هكذا أخبرني السيد المذكور مع تعصبه وغلظته في مذهب المعتزلة، فذكرت هذا هنا لما فيه من الغرابة، [120/ب]. وما نعلم به أن الإنصاف يجب على كل مسلم، وأن الرجوع إلى السواد الأعظم هو الأولى لكل مسلم، لا سيما مذهب الأنبياء جميعاً عليهم السلام والصحابة والتابعين من السلف الصالحين.
وفي شهر القعدة اختطفت دهمة من برط قافلة في العمشية في الطريق الغربية في حد العصيمات حولي الفقم وحصل بينهم وبين العصيمات قتال، فراح من العصيمات ثلاثة قتلى منهم وجنايات في أهل القافلة من عذر، وانتهبوا القافلة وشارك برط في الطغيان بنو رُهم من سفيان، وذكروا أن المهدي ما سلَّم لهم إلا دون ما يعتادونه، وأنه نقص عليهم نحو ثلاثين خرقة من الكسوة.
واتفق هذه السنة أو التي بعدها أن فرحان لما وصل بلاد الحرامية طريق الحج أعطى بعض المعتاد لأهل الطريق، ثم مطل آخرون، وقال: لم يبق شيء عنده مما يعتادون مقابل المجبا، فكان إلى الليل وسرقت الحرامية أطراف المحطة، وانسل بعض مشائخهم إلى خيمة فرحان في صورة كلب يستر على بدنه بشعر على ظهره حتى دخل طرف الخيمة، فانتبه الحراس لذلك وقبضوه، فوجدوه رجلاً، فربطوه وساروا به معهم إلى عند الشريف بركات، فأمر بشنقه، وقد كان تفادوه بمال من فرحان، فقبض ذلك فرحان ولم يتم تخليته.
ولما اتفق ما اتفق في العمشية وتعدي نهم وبرط فيها وغزوهم إلى البراغشة أطراف بلاد عذر، أمر أحمد بن الحسن بالتبريز إليهم والخروج عليهم[221/أ]، وكان هذا التبريز في آخر شهر الحجة، وأظهر أن المراد السير إلى بلاد برط والعمشية.
وكان في هذه الأيام اجتمع جماعة من مشائخ بلاد خولان صعدة يطلبون والياً عليهم غير علي بن أحمد في بلادهم خاصة، فوعدهم بالنظر في أمرهم وعلم أن علي بن أحمد لا يطابقه إخراجهم عن يده، وأنه يكون سبب ذلك ثائرة فتنة من قبله، فلما طال عليهم البقاء ساروا بلادهم، وصارت بلاد الشام غير منتظمة لصاحب صعدة.
وفي هذه الأيام بأول شهر الحجة دخل المهدي صنعاء، وأمر بتسمير كنيسة اليهود بصنعاء وقبض ما حولها من البيوت المحصولة من اليهود لها، وأخرج اليهود من حوانيت سوق صنعاء وشدد عليهم في بيع أموالهم وبيوتهم وخروجهم، فباع القليل منهم ما باع من المنقولات واليسير من غير المنقولات، وقبض الحمَّام الذي لهم وشراه منهم، وصنوه شرف الدين الحسين بن الحسن، قال لليهود الذين لديه: أنتم على عادتكم لا تبيعون شيئاً من أموالكم، وقال: لا وجه لإخراجهم.
وخرج جماعة يسيرة من صنعاء من اليهود إلى بلاد ضوران.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#تاريخ_اليمن_المطاع

ورضي بأن يقترن بعامله بصنعاء أحد الأشراف لحفظ البلاد ، فوصلها محمد بن القاسم ، ولد الشريف الفاضل ، وتم الشأن ، على أن يكون للأشراف وادعة وبكيل ، وان يكون الحد الفاصل نقيل عجيب ، وضم إلى الأشراف حمدة ، وحاز ، وبيت شعيب ، وبيت سور ، ورجع الشريفان إلى أخيهما الشّريف الفاضل ، ورضي بما فعلا ، وعرض على النّاس ذلك وارتضوه ، وانحدر المكرم إلى زبيد لمناجزة العبيد.
اندحار الأحباش ودخول المكرّم زبيد
هرع المكرم في ثلاثة آلاف فارس غير الرّجل ، ولما همّ بالحركة حرّض أصحابه وأخبرهم انهم سيقدمون على الموت ، فمن كانت له رغبة في الحياة فليرجع ، فرجع بعضهم ، وتقدم في عصابة من الشجعان الذين هم على شرطة ، وبالقرب من زبيد عبّى أصحابه وقصد بهم باب الشبارق ، وهو الباب الشرقي لمدينة زبيد ، فخرج إليهم سعيد الأحول في عشرين ألف حربة ، وصفّ أصحابه على باب المجرى ، في جهة الشّمال ، فتزاحف الجيشان ، واصطدم الفريقان ، ودارت بالحتوف الكؤوس ، وتسابقت الشوس (١) إلى منهل المنيّة ، وقطعت الرؤوس واصدقت العرب الاحباش الطعن والضرب ، فانهزمت الأحباش هزيمة منكرة ، وقتل منهم ما لا يحصى ، وكان الأحول قد أعدّ خيلا مضمرة على باب النخل ، فلمّا تحقق هزيمة أصحابه ركب الخيل في خواصه ، وأهل بيته إلى الساحل ، وقد أعدت له في البحر السفن فركبها إلى دهلك ، ودخلت العرب زبيد قهرا ، وكان أول فارس ، وقف تحت طاقة أسماء ولدها المكرّم ، فقال لها : أدام الله عزّك يا مولاتنا ، فلم تعرفه ، وسألته عن اسمه فقال انا أحمد بن علي فقالت احمد بن علي في العرب كثير ، فرفع المغفر عن وجهه ، فعرفته وقال مرحبا بالولد المكرّم ، من جاء كمجيئك فما أبطأ ولا أخطأ ، وضربت المكرّم الريح
______
(١) الشوس : عند المولّدين ابطال الحرب
عند ما رفع المغفر ، وهو يتصّبب عرقا ، فارتعش منها واختلجت بشرة وجهه ، وعاش بقيّة عمره كذلك ، ودخل رؤساء العرب مسلّمين على الحرّة أسماء فقابلتهم سافرة كعادتها أيّام زوجها علي بن محمد ، ثم أمر المكرم بإنزال الرأسين وعمر عليهما مشهدا (١) ، ورجع بأمّه إلى صنعاء وعمّل على زبيد خاله أسعد بن شهاب.
ما كان بين الأشراف والمكرم بعد عوده من زبيد
أشرنا إلى الصلح الذي كان الاتفاق عليه قبل نزول المكرّم لمناجزة العبيد فبينما كان المكرّم يستعد لقتال سعيد الأحول ، إذ فرغ الأحول إلى التّفكير فيما يدفع عنه عادية المكرم ، ويصد عنه غاشية أبناء قحطان ، فلم ير وسيلة أفضل من أن يرسل وفدا إلى الشّريف الفاضل يحرك من نشاطه ، ويحثه على مناجزة المكرّم ، والزّحف على صنعاء وأنبأه أنه على استعداد لمعاونته والطلوع إلى صنعاء لمضايقتها ، وطلب من الشّريف الفاضل أن يعيّن موعدا يهرع الفريقان فيه إلى عضد شوكة المكرّم ، وإحتلال صنعاء ، فغنم الفاضل هذه الفرصة فأكرم وفادة الوفد ، وأسرع إلى تحرير الجواب وفيه الموعد المعين لمهاجمة صنعاء ، وأرسل وفدا يحمل المخابرة ، ويوثّق الصّلات الودية ، وبينما هو يلقي دروسه على الوفد ، إذ بالأنباء تطير بأن الأحول ارغمت انفه وترك البلاد ولاذ بالفرار ، وأن المكرّم ربح المعركة ، وقضى على الطّائفة الحبشيّة المتغلّبة في أطراف البلاد ، وحينئذ عرف الشّريف الفاضل خطورة الموقف ، وشرع يفكر في عمارة شهارة ، واتخاذها معقلا ، ولما عاد المكرم إلى صنعاء اتّجه (٢) إلى نجران ، وفي أثناء سفره وافته الأنباء بقدوم (الإمام ابو الفتح الديلمي) من العراق وقصده لأول أمره بلد ضاعن (٣) ، ثم
______
(١) انظر هذه الحادثة في جل كتب التاريخ اليمني وهم ينقلون عن عمارة.
(٢) الضمر يعود إلى الشريف الفاضل.
(٣) ضاعن : بلد من جحور شمال جحة.
صعد إلى جبل البر من جبال (١) ، وانهالت عليه طوائف من قبائل الجبال فاستعد المكرّم لمقاومته ، ولما علم من معه من القبائل بزحف الصّليحي تفرّقوا عنه ، وتخلفوا وتركوه وحيدا فهرع الى الشريف الفاضل الى الجوف ، وكان من أخباره ما سيأتي ، وقد اعتمدنا هنا على ما في سيرة ذي الشرفين ، وذكرنا فيما تقدم انه ظهر الإمام ابو الفتح الديلمي سنة ٤٣٧ كما في أنباء الزّمن والخزرجي وقرة العيون
اتخاذ الأشراف لشهارة معقلا ، وأول اختطاطها
شهارة من أمنع الحصون اليمنية ، وأشهرها قال في سيرة ذي الشرفين : وكان جبل شهارة يسمّى معتقا وفيه يقول
وإذا إمرء أمّ النجاة فانما
سبب النجاة لمعتق في معتق 
ثبتت قواعد أسّه بمحمد
لصلاح دين محمد المستعرق 
وإنما سمي معتقا ، لأنه كان يلتوي به الطّريد ويأوي البعيد (٢) ، فإذا لحقهم مواليهم قال الأهنوم ، شاوروهم وشاروا معتقا.
عهد الشريف الفاضل إلى أخيه ذي الشرفين بالوثوب على شهارة وتدبير الحيلة لطلوع الجبل فلم يتمكن من ذلك ، ثم ان الفاضل ، أرسل الفقيه على بن محمد بن أبي الخيش في جماعة من الأهتوميين والظليميين ومعه صنوه احمد بن جعفر ، وأمرهم أن تكون إشارة تمكّنهم من قنّة الجبل إيقاد النّار في قمته ، فتيسّر لهم الصعود ، وعملوا بما أشار الشريف الفاضل وغرضه معرفة استيلائهم عليه.
فلما تيقّن ذلك عاد إلى الجوف وبقي يحثّ أنصاره وشيعته على الالتجاء بشهارة ، واتخاذها معقلا ومقاما ، فتقاطرت الشّيعة إلى الجبل ، وبنو
______
(١) كذا في الأصل.
(٢) كذا ولعله «العبيد».
فيه الدّور ، وعملوا على تحصينه بما يحتاج إليه علاوة على حصانته الطبيعية فأفلق (١) بني الصليحي ما دبّره الأشراف ، وصنعوه من اختطاط شهارة واعتصامهم بها ، وأخذ المكرّم يفكر فيما يقضي به على هذه التدابير والحركات المتواصلة ، فحشد عساكره ، وجمع قرابته ، وخرج على رأسهم إلى وادعة ليضايق الأشراف ، ويشدد الوطأة على اتباعهم ، ولما أناخ بجنوده في موضع من وادعة يقال له المدحك ، تحرك الشّريف الفاضل ، وحاول أن يباغت المكرّم إلى وادعة فأبى بعض رؤساء أصحابه ذلك وعلّل بأن قوتهم ليست بالمعتمد عليها ، إلى مثل هذه الآراء ، فجنح الفاضل ، إلى قوله : وتقهقر من شؤابه الى ورور ، وتحرّك المكرم إلى أثافت ، وجرّد عصابة من جنده إلى المنقل (٢) فعاثوا في الدّرب ، وسلبوا ما فيه ، فباغتهم جماعة من ذبيان (٣) ، ردتهم على أعقابهم ، ولما رأى المكرّم أن القوة التي معه لا غنى فيها ، رجع أدراجه إلى صنعاء ، وقد اتّقدت نار الحماسة في الشريف الفاضل ، بعد رجوع المكرم فنهد إلى اثافت ، وهدم الدار التي سكنها الصّليحي ، وأقام بها ، وبعث من يستنفر أخاه الأمير ذا الشرفين من شهارة ، فهرع إليه واتجها معا إلى سرّ بكيل ، وفي هذه الغزاة هدم الأشراف الكولة من بلاد خولان ودرب السنتين (٤) ، ودرب الثابتي ، ثم رجع ذو الشرفين إلى شهارة ، وسار الفاضل الى الجوف الأسفل سالكا طريق شوابة ، ثم ان الصليحي جهّز عصابة إلى ذبيان ، فاعترضهم قبائل ذبيان ، ومن هم على ولاء الأشراف من نهم وبني بحير (٥) ، وبني الدّعام ، وتبادلوا القتال ، وقدر رجال الصّليحي على استمالة بني الدعام ، ووصل إليهم رؤساء هذه القبيلة وبعد
______
(١) أي أعجب (من التعجب)
(٢) في الصفة للهمداني : منقل سفران وعده من مواضع حاشد.
(٣) قبيلة معروفة في بلاد أرحب وسيأتي للمؤلف بتقديم الباء وهي قبيلة من بكيل.
(٤) من قرى خمر.
(٥) ورد ذكرهم في بعض المخطوطات ببني البحتر بالتاء المثناة من فوق.
252
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#نشر_المحاسن_اليمانية

قال أهل التاريخ : وهذه القبائل المذكورة ، وهم آل الكلاع ، لأن بلدهم تسمى بلد الكلاع ، وأوطانهم منسوبة إليهم وتسمى بأسمائهم.
قالوا : هذا هو المعروف الذي عليه اصطلاح النسّابة في جميع البلدان ، أن الأوطان منسوبة إلى السكان وليس السكان منسوبين إلى الأوطان.
فصل [في القبائل المتوطنة تهامة اليمن الغربية وما قاربها]
وأما الذين خرجوا إلى تهامة اليمن الغربية وما قرب إليها من الجبال والسواحل فأكثرهم أشاعر ، ونعني بالأشاعر من كان من ذرية الأشعر وهو الجبار بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الأكبر ويسمى النّبت أيضا وأما تسميته / الأشعر فسببها أنه ولد وعلى يديه الشعر ، وله من الإخوة مذحج وطيئ ومرة ، فهؤلاء أولاد أدد بن زيد المذكور.
قال أهل التاريخ : فولد للأشعر جماعة من البنين وهم الجماهر وجدّة والأنعم والأدغم وكاهل وعبد شمس وزيد ومرة ، ومن أولاد هؤلاء المذكورين تفرعت بطون الأشاعر.
قال الخزرجي (٨١) في كتاب اللباب في معرفة الأنساب : ومن بطون الأشاعر
______
(٨١) الخزرجي : هو علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن بن وهاس الخزرجي الزبيدي : (... ـ ٨١٢ ه‍) ـ (... ـ ١٤١٠ م) ، مؤرخ بحاثة من أهل زبيد في اليمن ، عاش نيفا وسبعين سنة ، من كتبه (الكفاية والإعلام فيمن ولي اليمن وسكنها من الإسلام) ، و (طراز أعلام الزمن في طبقات أعيان اليمن) ، و (العسجد المسبوك في تاريخ الإسلام وطبقات الملوك) ، و (العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية) ، و (العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر اليمن) ، و (مرآة الزمن في تاريخ زبيد وعدن) ، و (ديوان شعره) [الأعلام ٤ / ٢٧٤].
ولم تذكر المصادر التي رجعت إليها أن له (كتاب اللباب إلى معرفة الأنساب) بل ثمة كتاب بهذا الاسم لأبي الحسن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشعري ذكره صاحب كشف الظنون في (٢ / ١٥٤٠) منه
عامر وعارض وثابت وناعم وسائب وسدوس وشعدف (٨٢) وناج (٨٣) ويقرم وجماد وشهلة (٨٤).
فمنهم من أولاد عارض أربع بطون (٨٥) : وهم ثابت (٨٦) وناعم وعسامة والمحنى.
ومنهم من أولاد الحنيك بن الجماهر خمس بطون : وهم سدوس وسائب وياسر (٨٧) ومجيد (٨٨) وبجيلة.
ومنهم من أولاد المحنّى عامر وأملس وحسا وعبدل.
قال : والركب قبيلة من أولاد أنعم بن الأشعر ، وأما بطون الركب فمنهم السلاطين وهم الرمالة والرّجافة وبنو نمر والمساور (٨٩) وبنو حكيم.
هذا معنى كلام الخزرجي في ترتيب هذه البطون ، وإن لم يكن لفظه بعينه.
قلت : ولم أجد بعد كلامه هذا ما يدل على حقيقة تناسل هذه البطون جميعا ، ومواضع إقامتهم وترتيب إقامتهم ، وتنزيل درجاتهم بطنا بعد بطن حتى
______
(٨٢) في الأصل : وسعدف ، والمثبت (وشعدف) من (طرفة الأصحاب ١٠ ، ٣٨).
(٨٣) في الأصل : (وتاج) ، والمثبت من (طرفة الأصحاب ١٠ ، ٣٨).
(٨٤) في الأصل : (وسهلة) ، والمثبت من (طرفة الأصحاب ١٠ ، ٣٨).
(٨٥) أربع بطون : أنثه على معنى القبيلة أي أربع قبائل.
(٨٦) في الأصل : ثاب ، والمثبت من (طرفة الأصحاب ١٠ ، ٣٨).
(٨٧) في الأصل : (وباسه) ، والمثبت من (طرفة الأصحاب ١٠ ، ٣٨).
(٨٨) في الأصل : نجيد ، وما أثبت من (التاج : مجد ٩ / ١٥٢) ، و (الأعلام : ٥ / ٢٨١) ، و (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي تحقيق القاضي إسماعل بن علي الأكوع ٤٣) ، و (طرفة الأصحاب ١٠ ، ٣٨).
(٨٩) الرمالة والرجافة وبنو نمر المساور : في (طرفة الأصحاب ١١ / ٣٩) : الزمالة والزحافة وبنو نمر والشاور.
يتقرر في القلب أن هذه القبائل الموجودة الآن متصلة النسب بالبطون المذكورة ، فتلحق كل قبيلة منها بالبطن التي اتصل به نسبها ، وما ذاك إلا لقلة الاعتناء بهذا الفن في قطر اليمن ، بل الذي انتشر صيتهم واشتهر أمرهم أنهم أشاعر ، هم أصحاب الحجوف (٩٠) قرية من قرى وادي زبيد (٩١) في أسفل الحلّ (٩٢) أقرب القرى إلى ساحل البحر ، ومنهم أصحاب المخيريف (٩٣) في الجهة الشامية ، وربما كان منهم أناس متفرقون في قرى وادي زبيد ، ومنهم فرقة في حد بطحوات في قرية تسمى عسيق (٩٤) / يعرفون ببني حذيفة ، فهؤلاء الذين أطلق الناس عليهم اسم الأشاعرة خاصة ، ولم أعلم من أي بطن من هذه البطون تفرعوا فنلحقهم بها.
وأما سائر البطون المتقدم ذكرها المنسوبة (٩٥) إلى الأشعري فأكثرها مفقودة في هذه الجهات لم يذكر منها إلا عدد يسير ، وسيأتي ذكرهم في الباب السابع عند ذكر قبائل وصاب إن شاء الله تعالى.
______
(٩٠) أصحاب الحجوف : أي أصحاب قرية الحجوف المنسوبة إلى الأشاعر.
(٩١) وادي زبيد : اسم واد به مدينة يقال لها الحصيب ثم غلب عليها اسم الوادي فلا تعرف إلا به (معجم البلدان ٢ / ٢٦٦ ، و٣ / ١٣١) ، و (البلدان اليمانية ٨٩ ، و١٢٩).
(٩٢) أسفل الحل : الحل : في (السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٩٩) ، و (السيرة النبوية لابن هشام ١ / ١٢٧) أن الحل اسم موضع ، وقد يكون لغة في الحلي أو الحلية ، وهو موضع باليمن على ساحل بحر بينه وبين السرين يوم واحد ، وبينه وبين مكة ثمانية أيام.
(٩٣) المخيريف : قرية للأشاعر في وادي رمع (العسجد المسبوك ٨ ، ٣٩٤ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، ٥١٩).
(٩٤) في الأصل : عشيق ، وما أثبته من (المدارس الإسلامية في اليمن ٢٥٢) ، و (العسجد المسبوك ٢١٥).
(٩٥) في الأصل : المنسوب.
فصل [في بطون حمير وكهلان]
قد ذكرنا أولاد سبأ الأكبر وهما حمير وكهلان ، أنهما أصلان ، ومنهما تفرعت بطون قحطان ، فإن قال قائل : بطونها قد تلتبس ويعسر الفرق بينهما ، فبأي شيء يحصل التمييز ، ويدرك الفرق ، وهل يوجد لذلك ضابط نرجع إليه عند الاختلاف أم لا؟ فأقول وبالله تعالى التوفيق :
اعلم وفقك الله تعالى أن هذين الأصلين لا ينحصر عدد بطونها ، ولا يعرف الخلق إلا الخالق ، ولكن نذكر من ذلك ما انتهى إلينا علمه إما بسماع القول أو بمطالعة الكتب ونبدأ ببطون حمير لكونه الأكبر ، فنقول : منها وحاظة وقضاعة وحضرموت وبلي وجهينة ومهرة وكتامة وصنهاجة ولواتة وزناتة (٩٦) وكلب وسليح (٩٧) وتنوخ ومشجعة (٩٨) والقين وبهراء وعذرة وجرم وغبشان (٩٩) وشرعب وخولان وحي وربيعة بن سعد ، فكل من انتسب إلى بطن من هذه البطون فهو من حمير.
ثم لنذكر بعد ذلك بطون كهلان فنقول منها : طي ومذحج والأشعر ومرة والأزد وكندة وعاملة وبجيلة ونعلس (١٠٠) والأصهب والركب وبني مجيد. فكل من انتسب أيضا إلى بطن من هذه البطون فهو من كهلان.
______
(٩٦) في الأصل : ودبابة.
(٩٧) في الأصل : وسليخ.
(٩٨) في الأصل : مشخصة ، وفي العقد الفريد ٣ / ٣٧٣ : مشجعة بن الغوث من بني أكثم بن النمر ، وانظر التعليق ٥٦ في هذا الباب.
(٩٩) في الأصل : غبسان ، وفي (الأعلام ٥ / ١٢٣) غيان بن قيس بن جهينة ، من قضاعة ، وما أثبته من (سيرة ابن هشام ١ / ١١٧).
(١٠٠) ونعلس : هكذا في الأصل ، ولم أعثر على تعريفه.
155