اليمن_تاريخ_وثقافة
10.4K subscribers
141K photos
348 videos
2.16K files
24.5K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن

والمقاصد المباركة الرشيدة، وقال: مثل هذا السيد لا يجهل شرفه وقدره ولا ينكر فضله وفخره، وأمر الشيخ العلامة الأديب الألمعي والفقيه الفهامة المحقق الأريب، اللوذعي عبد الواحد الدوقي ، حفظ الله ذاته وأبقى حياته بالجواب على السيد فخر الدين، فقال ممتثلاً، وشرع وأنشد وأبدع شعراً:
جرد الصب من الحب حساما

وبه وفى من الفضل المقاما

وصريح الحق إذ لاح له

لم يخف رداً ولا يخشى ملاما

نصر الدين بقولٍ أبلجٍ

خذل الله به من قد تعاما

أظهر الله به حجته

وأزال الشك عنه والظلاما

حبه من عالم من فضله

قد أقام الوزن منه فاستقاما

ثم أمضى صارماً من قوله

قطع الخصم ولم يبق اختصاما

يا لقومي هل رأيتم فاضلاً

أنصف الحق من النفس وداما

ليس إلاَّ هاشمي بطلٌ
لوذعي خير من طال وقاما

إنه من فتية خالصة
وبها المجد تعالى وتساما

من بني عبد مناف قد نفى
شبهة الجهل لزوماً والتزاما

وأتاه بالنصح منه قيما

ليس فيه عوج شأن الكلاما

قد تولاه ألمعي بالتقى
زاد في تلك علواً واحتراما

لم يزل فينا شريفاً قدوة
يهدي الله به ثم إماما

مترض عن صحاب سبقوا
جعل الله لهم أبداً قداماً
صدقَّ القرآن في آياته

بالرضى عنهم وللأعداء أضاما [215/أ]

شهر الفضل بنص المصطفى

وبآيات لمن رام اعتصاما

حج خصماً بحجاج قاطع

وعلى ذلك برهاناً أقاما

فأدمه يا إلهي للورى

واعطه ذلك برهاناً أقاماً

وابقه فينا إماماً سننا

ثم زد ذاك وبلغه المراما

واغنه لهبات ليرى

ما بقى في مثلها عاماً فعاما

ليقم بالفضل فينا منصفا

وبعدلٍ مستوٍ يرعى الذماما
إن هذا فاطمي علم
عالم للفضل قد صار ختاما
وفي هذه الأيام وصل اعتراض في صورة سؤال بعث به العماني إلى ولي الأمر باليمن، يذكر فيه أن القهوة لا ينبغي استعمالها، وأنها حرام عنده، محتجاً أن فيها شبهة بالإدارة بأعمال الخمر، وأنها مسكرة، وأن بعض الشافعية حال خروجها أفتى بتحريمها، هذا محصول اعتراضه وسؤاله. وهو اعتراض باطل، وسؤال عاطل، خالف فيه إجماع العلماء وأهل السنة وغيرهم، ولم يكن فيها من أدلة التحريم شيء، لا إسكار ولا غيره، فإنها من جملة الطيبات التي تضمنها قوله تعالى:{لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ } وقوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى الله الْكَذِبَ} والأمر واضح فيها، لا ينبغي التطويل في دلالتها، وأما الإدارة فليس بمجرد حجة في التحريم فقد يدار الماء للشرب، وقد يدار شرب اللبن كما ثبت في شمائل النبي÷ أنه كان يديره على يمينه. وعلى الجملة: إن القول بالتحريم من الجهل الذي لا يخفى. مع أن العماني كان الأولى له نهي نفسه من قطع الطريق في سواحل بلاده إلى اليمن، وفي البحر بحيث أنه تعدى إلى سواحل اليمن وانتهب من أموال المسلمين[216/ب] ما لا يزال في هذه السنين، حتى كان سببه ذهاب أموال عظيمة على تجار من بلاد الحسا وبلاد العجم والهند وغيرها، بحيث أنه قطع مسيرة البن إلى تلك الجهات في هذه السنة والتي بعدها، ولم يخرج فيها من بلاد العجم والحسا أحد بسببه، وقطع الطريق أعظم شيء في التحريم فلو نهى نفسه أولاً عن ذلك لكان هو الأولى له، والله الهادي إلى سواء الطريق.
وقطع أيضاً طريق البصرة وتجارها إلى بلاد الهند واليمن، والله يسلط سلطان الإسلام ابن عثمان على زواله ودماره، فإنه صار من المفسدين في الأرض بغير الحق، مع بدعته التي هو فيها من اعتقاد مذهب الإباضية من الخوارج الردية.
وفي هذه الأيام اطلَّع علي بن أحمد بن القاسم صاحب صعدة على كتاب بلاغة بخط الفقيه حسن المتميز، الذي كان وكيلاً للمتوكل على الله إسماعيل على مخازين بيت المال بصعدة يذكر فيه إلى المتوكل أموراً كثيرة على علي بن أحمد، فطلب علي بن أحمد المتميز إلى حضرته وقال له: هذا خطك؟ فقال: نعم.، فقال له: ما حملك على هذا الذي نقلته إلى المتوكل وكشفته؟ فقال الفقيه: الغيرة عليكم يا أهل البيت، فأمر بحبسه في الحال ونهبه فنهبوه في الديوان، وخرج إلى الحبس، وهو عريان وكبله بالحديد، ثم أنه تشفع فيه من تشفع بإطلاقه، فأطلقه ولم يقر بالفقيه قرار، ووصل إلى صنعاء بقي فيها مدة من الزمان فوق السنة، ثم إنه عاد إلى بلاده، وكان المذكور من المشيرين على المتوكل بعزل علي عن صعدة وتولية ولده الحسن، فلم يُقدر الله ذلك، وحال بينه موت المتوكل.
[217/أ] وفي آخر شهر رجب منها رأيت حجارة مكتوباً فيها كتابة خلقة ما لفظه: محمد بن إبراهيم بهذا اللفظ، فقلت: لا يعلم أحد بهذا الإسم من المشهورين إلا السلطان محمد بن إبراهيم بن عثمان.
وفي هذه الأيام كتب القاسم بن محمد بن المؤيد صاحب شهارة إلى محمد بن المتوكل أنه يطلب له من صنوه أحمد بن المتوكل ولاية بلاد عذر، ما كفته بلاد الشرف، فذكر لصنوه أحمد ذلك، فلم يسعد.
وفي هذه الأيام بشهر جمادى الثاني خرج أحمد بن المتوكل إلى عند المهدي يطلب منه ولاية حجة، وخرج معه صنوه محمد بن المتوكل فلم يسعد المهدي إلى ذلك، فجعل له محمد بن المتوكل من بلاده بلاد ثلا، وما اكتفى ببلاد عفار والسودة وعذر، ولذلك طلب أحمد بن محمد بن الحسن زيادة بلاد إلى بلاده، فلم يسعد المهدي إلى مطلبه لكنه زاد له دراهم من حضرته.
وفي هذا الشهر تم بناء مسجد النهرين بصنعاء، عمارة عظيمة، ومطاهر واسعة؛ لأجل ما ظهر من تسريجه كما مضى تاريخه، ظهر لأهل المدينة بركته، وكان مسجداً صغيراً وله مطاهر قليلة، والمعتني بذلك جيرانه، وأعانهم بالبعض ناظر الوقف. وهذا المسجد الذي في بطن وادي صنعاء قريب باب السبحة.
وفي هذا الشهر اشتجر حسن بن المتوكل، وقاسم بن المؤيد على سوق أحدثه قاسم بمساقط بلاد الشرف بتهامة، فأراد حسن خرابه، فأرسل المهدي من يطوفه، وأنه إذا كان قديماً بقي على حاله. وكذلك أحدث حسين بن حسن صنو المهدي سوقاً في الحرشة، فأمره صنوه المهدي بإزالته، فامتنع[217/ب] وقال: إنه لم يحصل منه تغيير في بلاده فيتركه على حاله، فتغير المذكور من ذلك ورد تحويل حول به عليه من المعتاد لأهل جبل ضوران ورتبته، وأهم بالتقدم عليه، فعند ذلك طلب المهدي من صنوه الحسين الاتفاق والوصول، فلم يسعد إلى ذلك، وما زال يواعده ويماطله، فأهم المهدي التقرب إلى جهته، فإن وصل وإلا تقدم عليه إلى حضرته، والكتب ما زالت بينهما وبين ولده محمد بن أحمد صاحب المنصورة، وهم يواعدونه ويماطلونه ويعتذرونه، وإنهم يخطبون له ويمضون سِّكَته، لكنه يترك لهم بلادهم وحالهم.
واتفق في شمسان بني عكاب أن جماعة ساقوا الدبا من وادي الصلبة، فطلعت إلى مال أخرى، فلقتهم حُرْمَة رجمت أحدهم فسقط ميتاً لوقوعها في رأسه ثم رجمت آخر كذلك، وبقي الثالث منهم حمل على الحرمة قتلها، فسقط القود بها.
وفي هذه الأيام ظهر سَبْعٌ أخاف الحميان للذرة بجوار جبل نقم وسعوان، وهو أكبر من الضبع في حجم الصعب ، وله عقيق كعقيق البعير الصغير، فقيل: إنه السمع وقيل: السبسب والله أعلم.
[218/أ] وفي هذه المدة حصلت نفضة في الناس، بحيث يعم المرض بعض البيوت، فلا يجدون من يصنع لهم الطعام، وقد يصنعه لهم رجالهم ثم يمرضون، ويقوم الأولون، ومنهم من يقضي عليه أجله، وكان هذا في فصل الخريف.
وفي نصف شعبان ظهرت الجراد من تهامة، وهي التي أثرت فيها الواصلة من عمان كما مضى ذكرها، فأخذت على طريقها مواضع، وحضر كثير من الناس في مثل جهة المغارب، وسلم عنها اليمن الأعلى والمشارق، وصلحت الثمار في أكثر اليمن لولا حصول النقص بالحضر بسبب الجراد، وخلف في أطراف المشرق كَنِهْم والجوف وبرط، فبلغ الشعير إلى ثلاثين بقشة وحرف، والبر إلى حرفين.
وفي هذا الشهر سار علي بن أحمد صاحب صعدة إلى نجران لاستخلاص المطالب، فتلقاه أهله بالحرب، فراح من أصحابه سبعة ومن أهل البلاد أربعة، ومنعوه عن دخول بلادهم، وأخذ وجه المحاصر منهم في التزام بعض شيء من المال، وجعلوا معه رهائن وعاد صعدة. وكان قد استجاش بجماعة من ذي محمد من برط، فلما عاد صعدة وهم معه قتل واحد منهم بباب صعدة، فطلبوا من علي بن أحمد أن يرسل معهم عسكر عينة لقتل واحد من سحار بصاحبهم، فأرسل وقتلوا واحداً لا يعلم أنه القاتل، فلا قوة إلا بالله، بل قتلوه في باب بلده من كبارهم، وكان هذه المعونة من علي بن أحمد من الأفعال العظيمة والموافقة للجاهلية، وإطراح الأحكام الشرعية، وإنما كان عليه أن يقول لبرط: لا أعينكم على الضلالة ومخالفة الشريعة، بل لكم ما تحكم به الشريعة من القسامة أو غيرها في صاحبكم، ولا[218/ب] يجوز أن أعينكم في باطلكم، وفتنة أخرى، بعدها شكوا جماعة إليه من قبائل بلاده بقتل حصل من قبيلة فقال لهم: اقتلوا واحداً منهم بصاحبكم، وهذا من الأحكام المخالفة للشريعة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#تاريخ_اليمن_المطاع

مولانا لئن فعلت ذلك ، لا نازعتك قحطان في ملك تهامة أبدا ، ولئن كرهت ذلك لتهيّجنّ (١) حفائظها ، ولتطلبنّ بثأرها ، فإنّهم أهل نفوس أبيّة ، وهمم عربية قال فأجابني بقول الشاعر :
لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها
ان كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا
ولم يبق ممن ظفر به من ملوك اليمن الذين كانوا مع الصليحي سوى ثلاثة رجال ، وهم وائل بن عيسى صاحب أحاظة (٢) ، وعلي بن معن صاحب عدن ، وابن الكرندي صاحب المعافر (٣).
أحوال صنعاء بعد قتل الصليحي
ذكرنا ان الصّليحي استخلف لما عزم للحّج ولده المكرم على صنعاء ، فلما قتل وطارت الأنباء بالحادثة لم يجد المكرّم بدّا من إدّراع الصّبر والتشمير للمحافظة على الملك ، وقد كانت أنباء هذه الحادثة مجريّة لكثير من القبائل على الانتقاض ، كما أنها كانت من البواعث لظهور دعوة الإمام حمزة بن أبي هاشم.
ظهور الإمام حمزة بن أبي هاشم عليه السلام
تقدّم رفع نسبه عند الكلام على الإمام أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن ، وإلى الإمام حمزة بن أبي هاشم ، ينتهي نسب الأشراف الحمزات باليمن.
قال في سيرة الأمير ذي الشرفين (٤) ما خلاصته انه لما قتل الصليحي في
______
(١) في ارصل لتهيجين.
(٢) ويقال لها ايضا وخاصة بلده في اعلا رأس جبل حبيش في عزلة شبع شمال إب.
(٣) المعافر ما يعرف الآن بالحجرية.
(٤) في الأصل ذي الشريفين
التاريخ المذكور ، اجتمعت القبائل من بكيل ووادعة وتهم وغيرهم ، وبايعوا الإمام حمزة بن أبي هاشم ، فأراد الإمام فتح صنعاء وقصدها في جيش عظيم فاستعد المكرم لمدافعته ، والتقى الفريقان بالمنوي من بلاد الحشب ، ودارت بينهما معركة شديدة ، ثبت فيها أصحاب الصّليحي ، وانهزم جند الإمام ، وتفرقوا عنه ، وثبت في سبعين من شيوخ همدان فقاتلوا حتى قتلوا جميعا آخر سنة ٤٥٩.
وفي اللآلىء المضيئة : وكانت لحمزة مع بني الصليحي ، وقعات مشهورة ، ولم يزل مجاهدا في سبيل الله فقصد صنعاء في جيش عرمرم ، فوصل إلى موضع في الخشب يقال له المنوي ، وكان المكرم احمد بن علي بن محمد الصليحي غائبا عنها ، فبلغ ذلك عامر بن سليمان الزّواحي ، وهو أمير جيوشه ، وكان عامر بيريم ، فسار حتى دخل صنعاء ، وخرج قاصدا للمنوي ، فكانت بينهم معركة عظيمة فانهزم عن حمزة جنده وثبت عنده تسعون من شيوخ همدان ، فقاتلوا حتى قتلوا رحمهم الله آخر سنة ٤٥٩ تسع وخمسين واربعمائة ، وفي انباء الزمن : ان قتل الإمام حمزة ووقعة المنوي كانت سنة ٤٥٨ ، قيل عزم علي بن محمد الصليحي للحج ، وانه هو الذي خرج لمحاربته كما تقدم ، وقد أشار الى هذه الوقعة صاحب البسامة بقوله :
وحمزة روت المنوى له بدم 
وفرّقت منه بين الرأس والقصر (١)
سر الزواحي والأصارح (٢) مصرعه 
وقد ثأرنا به منهم على الأثر
بعامر وبمنصور وأسرته 
فما التقى رايح منهم بمبتكر
والذي أخذ بثأر الإمام حمزة هو الأمير المحسّن الآتي ذكره قريبا قتل الزّواحي وولده منصورا ، وروى صاحب اللآلىء المضيئة من كرامات الإمام حمزة بن أبي هاشم عليه السلام ، انه لما دفن واراد أولاده نقله ، حين
______
(١) العنق.
(٢) هم بنو الصليحي.
أمكنتهم الفرصة حملوه وله نور ساطع ، وقبروه في بيت الجالد (١) ، وهو مشهور مزور وروى له كرامات كثيرة.
رجوع الشريف الفاضل إلى اليمن
ذكرنا موت الأمير جعفر بن القاسم والد الفاضل ، وعزم الفاضل إلى أهله بعد موت والده وبعد أن أقام فيهم مدة رحل إلى الحجاز ، فأقام ، وأقام في بلاد خثعم مدة فلم تطب له الاقامة ، وسار إلى الحجاز فمكث به نحو سبع سنين ، قتل في نهايتها الصّليحي ، واتصلت به أنباء قتله وكان قد ضاقت به الحال في الحجاز ، ولحقته حاجة حتى اضطر الى والي المدينة ، وكان غائبا عنها فانتظر أوبته فلم ينل منه ، ما يؤمل بعد أن أكثر ترداده إلى بابه ، ولما آيس منه كتب إليه :
إلى الله أشكو ما تردد قاسم 
إلى مخيط صبراتها فا (٢) غلائله
أقمنا زمانا نرتجي فضل مخيط
وهو غائب حتى اتتنا حمائله 
فيا ليتنا بنّا ولم نلق مخيطا
وغالته منّا دون مصر غوائله 
فصمم على العودة إلى اليمن ، ولما وصل وادعة الفرعين فرح به الشيعة ، وقصّوا عليه ما كان من أخيه محمد بن جعفر أثناء غيبته ، وانه ما زال يبثّ الدعاية سرّا بنشاط ، ورغوب إلى أن هلك الصّليحي فأعلن السّر المكتوم ونهض الإمام حمزة بن أبي هاشم ، لمناداة المكرّم ، ومعه الأمير محمد بن جعفر ، وكتب إلى أخيه إلى الحجاز يستحثّه الأوبة ، فلقيه الكتاب في أطراف اليمن ، وقد كان مآل الإمام حمزة بن ابي هاشم ثانيا له عن عزمه ، مطغيا لجذوة حماسته ، وقد جاء من الحجاز بحماسة تلتهب ، ولكنه أعاد الى ذاكرته الأيّام التي لقيها من القبائل ، وتخاذل النّاس عنه في كثير من المواطن ،
______
(١) بيت الجالد : قرية من عزلة الحميس من بلاد أرحب.
(٢) كذا في الأصل.
فأصبح يقدّم رجلا ويؤخر أخرى ، وواصل سيره إلى عيان في شهر ذو الحجة سنة ٤٦٠ ، وفيها ألقى عصا التّسيار.
استنجاد الحرّة أسماء ولدها المكرم ، وظهور الشّريف الفاضل
ودخلت سنة ٤٦١ فيها احتالت الحرة أسماء بنت شهاب بإرسال كتاب لولدها ، ذكرت فيه أنّها قد حملت من العبد الأسود ، وليس لذلك صحّة فلم يكن الأحول قد رآها قط ، وإنما أرادت استثارة حماسته وحماسة القبائل اليمنية بذلك ، هكذا نصّ عليه المؤرخون (١) وجعلت الكتاب في رغيف ، رمت به إلى رجل من أهل الشرق فسار بالكتاب حتى أوصله إلى المكرم ، فلما قرأه جمع قبائل العرب ، وقرأ عليهم الكتاب جهرا ، فدبّت الحميّة في رؤوسهم ، وأجمعوا على المسير إلى زبيد ، وكان الشريف الفاضل بعيان ، وعنده آل الدّعّام ، وطائفة من بينهم ، ومن وادعة والجميع يحضّونه على الخروج على بني الصّليحي ، فشرح لهم ما يخافه من انتقاضهم ، وما يعانيه من ضيق ذات اليد ، وما عليه حالة أعدائهم من المنعة والقوة ، وكثرة المعاقل والبلاد ، فلما أنس منهم إخلاصا ، انصاع إلى رأيهم ، وأخذ يستعد للنزّول على مقترحهم وانتقل إلى الجوف الاسفل وصار في جماعة وفيرة ، وكان أخوه ذو الشرفين محمد بن جعفر وصنوه الحسن بن جعفر ، قد اتّجها إلى بيت شعيب (٢) وعرّجا على صنعاء ، ونزلا على أميرها من قبل الصّليحي اسماعيل بن أبي جعفر الصليحي ، وتبادل الحديث في هدنة يضربان مدّتها ، وصلح يعتمد النّاس عليه ، وحملهما على التريث إلى أن يقدم المكرم ، فلما قدم المكرم ، قابل الشريفين بكل حفاوة وإكرام ، وحسن عند الفريقين السّعي في الصّلح والهدنة ، وجنح الصليحي إلى كل ما يرضي الأشراف ، مما هو فيه من مهمّة تخليص والدته من أسر الأمير
الحبشي أو الموت دونها ، فتساهل للأشراف ،
______
(١) راجع أنباء الزمن والخزرجي وقرة العيون (ص).
(٢) كذا في الأصل ولعلها بيت شهير قرية من جبل عيال يزيد.
248
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#نشر_المحاسن_اليمانية

وتنوخ (٥٥) ومشجعة (٥٦) والقين وبهراء وعذرة (٥٧) وجرم (٥٨) وجهينة وبليّ أيضا ، وهم من قضاعة من ذرية حمير. وأما لخم وجذام وعاملة (٥٩) وغسان (٦٠) والأزد فهم من ذرية كهلان ، وخرج طوائف كثيرة من اليمن من آل ذي الكلاع الحميري ، وآل ذي أصبح (٦١) ، وآل ذي رعين (٦٢) ، وآل ذي ظليم (٦٣) ، ويحصب (٦٤)
______
(٥٥) تنوخ : قبيلة من اليمن ، لأنهم اجتمعو وتحالفوا فأقاموا في مواضعهم ، وقال ابن قتيبة في المعارف : تنوخ ونمر وكلب ثلاثتهم إخوة (تاج العروس : تنوخ).
(٥٦) مشجعة : في الأصل مشجحة ، وما أثبت من (اللباب في تهذيب الأنساب ٣ / ٢١٥) ، ومشجعة بطن من قضاعة وهو مشجعة بن التيم بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة (الجمهرة ٤٢٥) ، و (تاج العروس : شجع).
(٥٧) عذرة : هم ولد عذرة بن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة (الجمهرة ٤١٩).
(٥٨) جرم : هم ولد جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة (الجمهرة ٤٢١).
(٥٩) عاملة هم بنو عاملة : وهو الحارث بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ (الجمهرة ٣٩٤).
(٦٠) غسان : هم بنو الحارث وجفنة ومالك وكعب وبنو عمرو ومزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (الجمهرة ٣١١) ، ولا يسمى غسان إلا من شرب ماء غسان وهم من ذكرت سابقا.
(٦١) آل ذي أصبح ، هو ذو أصبح ، واسمه الحارث بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير (الجمهرة ٤٠٨).
(٦٢) آل ذي رعين : هو ذو رعين واسمه يريم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس ... بن الهميسع بن حمير (الجمهرة ٤٠٧).
(٦٣) آل ذي ظليم : هو حوشب ذو ظليم بن عمرو بن شرحبيل بن عبيد بن عمرو بن حوشب بن الأظلوم بن ألهان بن شرد بن زرعة بن قيس بن صنعاء بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن ... حمير بن سبأ (الجمهرة ٤٠٦).
(٦٤) يحصب : هو يحصب بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن ـ ـ قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ (الجمهرة ٤٠٨) ، و (معجم البلدان ٥ / ٤٣١) ، و (البلدان اليمانية ١٣٩ ، و٢٩٣)
وحضرموت ، وآل ذي الشعبين (٦٥) ، وكندة والسكاسك (٦٦) والسكون (٦٧) ومذحج وهمدان وبجيلة (٦٨) ، وطوائف الأزد من غسان ، وبارق (٦٩) وغيرهم ، / فهؤلاء هم الذين افتتحوا الشام ، وصارت إقامتهم فيه إلى الآن. وفي أقصى خراسان قبيلة عظيمة ينسبون إلى قحطان ، يقولون : إنهم من ذرية تبع ، وكذلك أرض التبت (٧٠) وخراسان وأذربيجان (٧١) بلد فارس والعراق ، كلها فيها بطون من كهلان خاصة.
______
(٦٥) آل ذي شعبين : ذو شعبين ، هو شعبان وهو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير (معجم البلدان ٣ / ٣٤٨) ، و (الجمهرة ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ، و (الأعلام ٢ / ١٧٦) ، وهناك قرية باسم ذي شعبين لبني شداد من خولان العالية (البلدان اليمانية ١٥٧).
(٦٦) السكاسك : لفظ في جمع سكسك ، وهو السكسك بن أشرس بن ثور ، وهو كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ (الجمهرة ٤٠٣ ـ ٤٠٥) ، و (معجم البلدان ٣ / ٢٢٩) ، و (البلدان اليمانية ١٤١).
(٦٧) السكون : وهو السكون بن أشرس بن كندة ، وهو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ (الجمهرة ٣٩٦ ـ ٤٠٣).
(٦٨) بجيلة : هي بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة وإليها ينسب أولادها من أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ (الجمهرة ٣٦٤ ـ ٣٦٥).
(٦٩) بارق : هو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (الجمهرة ٣٤٧).
(٧٠) التبت : مملكة متاخمة لمملكة الصين ، ومتاخمة من إحدى جهاتها لأرض الهند ، ومن جهة المشرق لبلاد الهياطلة ، ومن جهة المغرب لبلاد الترك ، ولها خواص في هوائها ومائها وسهلها وجبلها (معجم البلدان ٢ / ١٠) ، وفي (اللسان : تبع) ، و (التاج : تبت) ، إن تبت اشتق لهم هذا الاسم من اسم تبع ، ولكن فيه عجمة ، ويقال هم اليوم من وضائع تبع بتلك البلاد ، ينسب إليها المسك الأذفر.
(٧١) أذربيجان : مملكة عظيمة ، الغالب عليها الجبال وفيه قلاع كثيرة ، وخيرات واسعة ، وفواكه جمة ، وحد أذربيجان من برذعة مشرقا إلى أرزنجان مغربا ، ويتصل حدها من جهة الشمال ببلاد الديلم ، والجبل والطرم ، وهو إقليم واسع ، ومن مشهور مدائنها تبريز (معجم البلدان ١ / ١٢٨)
وأما اليمن فلهم بأسره وليس فيه من غيرهم إلا دخيل أو حليف أو غريب وجميع أمراء العرب كلها قحطانية.
فصل [في القبائل المتوطنة في جبال اليمن الشرقية]
وأما الذين خرجوا إلى جبال اليمن الشرقية فهم ثماني (٧٢) عشرة قبيلة من ذرية حمير ؛ فمنهم وحاظة وميتم (٧٣) ابنا سعد بن عوف ومنهم السّحول والخبائر ابنا سودة (٧٤) بن عمرو ، ومنهم ريمان وعروان وبعدان (٧٥) بنو جشم بن
______
(٧٢) في الأصل : ثمانية.
(٧٣) في الأصل : وحاضة وميتم ، والصواب من (معجم البلدان ٥ / ٣٦٣) ، و (اللباب ٣ / ٣٥٤) ، وهما وحاظة وميتم ابنا سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطر بن عريب ، وهو ذو الكلاع ، وثمة قرية باليمن يقال لها وحاظة.
(٧٤) في الأصل : الشجول والحنابر ابنا سوار ، وفي (طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب لعمر بن يوسف بن رسول ٥٤): (والحنابر) ، وما أثبته من الاشتقاق لابن دريد ٥٢٧ والعصبية القبلية للنص ، وجمهرة الأنساب ٤٠٨ وفيها : (والخبائر والسحول ابنا سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير.
(٧٥) ريمان وعروان وبعدان : والكتابة غير واضحة في الأصل وقد تقرأ : ريحان وعروان ومعدان ، وهم جميعا بنو جشم بن عبد شمس ، وفي (العقد الفريد ٣ / ٣٦٩) : فمن بطون حمير معدان بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير ، وكذلك في (جمهرة الأنساب ٤٠٦) ، ولكل منهم مخلاف في اليمن باسمه ، ويراجع معجم البلدان : (بعدان ١ / ٤٥٢) ، (ريحان ٣ / ١١١) ، (ريحان ٣ / ١١٤) ، (عروان ٤ / ١١١ ـ ١١٢) ، وفي (اللباب في تهذيب الأنساب ٢ / ٣٣٦) : عروان بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث.
عبد شمس ، ومنهم الثجة ونخلان وعرنة وعنّة والأشروع بنو مثوب (٧٦) بن عريب ، ومنهم زنجع (٧٧) وتكاليم وبكيل وبهيل وزنباع (٧٨) بنو عريب بن زهير ، ومنهم القفاعة (٧٩) بن عبد شمس ، فهذه ثماني عشرة قبيلة انتقلت إلى جبال اليمن ، وسكنت فيها في زمان تبع الأقرن وهو أول التبابعة واسمه حسان بن شمر يرعش (٨٠).
______
(٧٦) الثجة ونحلان وعرنة وعنة والأشروع : أثبت من (الاشتقاق ٥٣٣) ، و (طرفة الأصحاب ٣٤): (نخلان) وهي في الأصل (نحلان). وفي (تاج العروس : شرع) : الأشروع : من قبائل ذي الكلاع ، ولكل من هؤلاء موطن في اليمن باسمه ، كما في معجم البلدان : (الثجة ٢ / ٧٤ ـ ٧٥) ، (نخلان ٥ / ٢٧٦) ، (عرنة ٤ / ١١١) ، (عنة ٤ / ١٦٢) ، (مثوب ٥ / ٥٥) ، وهؤلاء كلهم بنو مثوب بن ذي حرث بن الحارث بن مالك بن غيدان بن حجر بن ذي رعين بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب. ويراجع في ذلك أيضا (جمهرة أنساب العرب ٤٠٦ ـ ٤٠٧).
(٧٧) زنجع : في الأصل؟؟؟ ، والصواب من القاموس والتاج ، وفي (التاج : زنجع) كقنفذ ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان ، وقال ابن الكلبي : قبيلة من قبائل ذي الكلاع نقله الصاغاني في العباب ، وأهمله في التكملة ، وفي الاشتقاق لابن دريد ٥٣٤ : زنجع بالراء.
(٧٨) في الأصل : وبكالبم وبكمل وبهيل ورباع ، وفي (طرفة الأصحاب ٥٤) : وتكالم ، و (في الاشتقاق ٥٣٤) : ويكالم. وفيهما معا : وبكيل. و (في الطرفة) : ونهيك ، وليس بصواب ، لأن نهيكا من العدنانية في معجم القبائل ٣ / ١١٩٩ ، وبهيل في (الاشتقاق ٥٣٤) ، وزنباع (في الطرفة ٥٤) ، وكل هؤلاء بنو عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير.
(٧٩) القفاعة : من قبائل ذي الكلاع. (الاشتقاق لابن دريد ٥٣٤) ، وهناك بهذا الاسم ناحية باليمن يسكنها بنو معمر بن زيارة بن خولان كما في (معجم البلدان ٤ / ٣٨٠).
(٨٠) كان الملك الأكبر من ملوك الدولة الحميرية الثانية في بلاد اليمن ، يلقب بتبع ، وفي (مروج الذهب ١ / ٢٣٢) : كان في بلاد اليمن ملوك لا يدعون بالتبابعة حتى ينقاد إلى ملكهم أهل الشحر وحضرموت ، ومن تخلف عن ملكه بعض هؤلاء يسمى ملكا (الأعلام ٢ / ١٧٥) ، وتبع الأقرن هذا : هو ابن شمر يرعش بن ناشر النعم مالك بن عمرو بن يعفر الحميري القحطاني ، ويعرف بتبع الأكبر ، وهو كما في (الأعلام ٣ / ١٧٦) آخر تبابعة اليمن في الجاهلية ، لا أولهم ، كما في المتن.
151
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#صفة_جزيرة_العرب_الهمداني


والمشكان لبني شدّاد (١) ، المديد لبني سليم من صداء (٢) ، خورة والحجر والجرباء لبني ذي معاهر من حمير (٣) ولقوم من صداء وبني ماوية (٤) فهذه مرخة. وعبدان (٥) لبني عيذ الله من صداء وحصنهم فيه معروف وبني عيذ الله بن سعد العشيرة ، جردان (٦) ، واد عظيم فيه قرى كثيرة لجعف (٧) ، يشبم (٨) واد عظيم للايزون من حمير ، وحجر بني وهب لبني عامر من كندة (٩) تمّ (١٠) هذا الحيّز الأيسر من السّرو.
رجع الى السّرو ويريد إلى دثينة : شرجان (١١) من السرو لبني مالك من الوذ ، نعمان للاصبحيين من حمير ، عدو واد كثير الابصال والأعناب به حصن يعرف بالقمر
______
(١) المشكان : بكسر الميم وسكون الشين المعجمة آخره نون : وهو جبل مستطيل فيه أودية وقرى ، كذا صححناه من أهل مرخة إذ كان في الأصول المتكا بالميم والتاء المثناة من فوق ثم كاف وألف فقط ، وفي ياقوت بحذف التاء وباقي الحروف كالأصل ، وقد جاء مؤيدا لما صححناه ما ورد في كتاب «أبي علي الهجري» وعليه أنشد قول الشاعر من قصيدة :
جعلن عرادا باليمين عواديا
وعن يسر مشكان ذات الفدافد
ص ٣٣٨.
(٢) المديد : بفتح وكسر : يحتفظ باسمه ورسمه. والمديد ايضا : بلد من نهم.
(٣) خورة : بفتح الخاء المعجمة والراء آخره هاء ، ورسمه في «ل» و «ب» بالزاي وهو وهم وكذا في ياقوت ، وتحتفظ باسمها لهذه الغاية. والحجر : بكسر الحاء : لا يزال عامرا. والجربا : بالجيم والراء الموحدة والألف.
ومعاهر : سلف ضبطه وفي «ب» وياقوت خلط في هذين الحرفين.
(٤) بنو ماوية : لهم بقية.
(٥) عبدان : بالتحريك : واد مشهور من أكرم الأودية وعداده اليوم من العوالق العليا.
(٦) جردان : سبق ضبطه والكلام عليه ووهم هنا في «ل» و «ب» فرسم بالذال المعجمة بدلا عن الدال المهملة.
ومن قرى جردان : عمد وعمقين.
(٧) جعف : بضم الجيم وسكون العين المهملة آخره فاء : وهو بطن كبير من مذحج ولهم بقية ومنهم كثير من المشاهير.
(٨) يشبم : بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الشين المعجمة ثم باء موحدة وميم : وهو واد عظيم كما نوه به المؤلف يقع بين سلسلتين من الجبال وفي شطيه مساحات من الأرض الزراعية التي تسقى من ينابيعه ويسكنه اليوم آل علي من الايزون ، ويظهر من كلام المؤلف في «الإكليل» ج ٢ ـ ٢٦٣ ان يشبم من حضرموت ، وعداده اليوم من العوالق.
(٩) حجر وهب : بضم الحاء المهملة وقد يفتحها البعض : لا يزال يحمل اسمه بدون إضافة وهب اليه ويسكنه الكنديون وعداده من بلد الواحدي التي كانت من حضرموت.
(١٠) في أصلنا : «تم» بالتاء المثناة من فوق وفي «ب» و «ل» بالثاء المثلثة ، ولعله خطأ مطبعي.
(١١) شرجان : بضم الشين المعجمة وسكون الراء ثم جيم آخره نون : كذا صححناه من البحث وفي الأصول كلها بالسين والحاء المهملتين ، وهو بلد عامر يسكنه الدهابل
للاصبحيّين واكثره اليوم للدّعام بن رزام الكتيفي سيّد اود وفي بني معشر من الاصابح اجداده من امه وهم اشرافهم جده محمد بن عبيد بن سالم الاصبحي وهو الذي ناوى محمد بن ابي العلا وانزل مذحجا السرو ودثينة ، صحب واد للنّخع وبني اود فهذا آخر السّرو من الطريق اليمنى ـ ثم الكور إلى دثينة له طرق كثيرة منها الرقب ودمامة ووساحة والبحير وتاران وثرة وعرفان (١) وملعة وبرع وحسرة.
ونعيد الصّفة في دثينة : فأول دثينة اثرة لبني حباب من اود ، ودثينة غائط كغائط مأرب فيه بنو أود لكل بني أب منهم قرية حولها مزارعهم ، فيها قرية بني شبيب وبني قيس وهي الظاهرة ، والموشح وهي اكبر قرية بدثينة وهي مدينة لبني كتيف ، والمعوران لبني مزاحم ولهم الخضراء (٢) ، والقرن لبني كليب ، العارضة لسبأ ، السّوداء وأوديتها للأصبحيين ، ذو الخنينة لبني سويق ، الجبل الاسود (٣) منقطع دثينة وهو للعدويّين والخمسيّين من حمير ، هذه دثينة من هذا الحيز الايسر.
ونعيد الصّفة في احور : أحور اوّلها الجثوة قرية لبني عيذ الله بن سعد (٤) القويع لبني عامر من كندة ، الشرّيرة (٥) لبني عامر ايضا ، المحدث (٦) قريب من البحر لبني عامر من ساحل ، عرقة (٧) لبني عامر ، ثم انتهيت الى حجر وهب من هذه الطريق أيضا فلقيت الطريق الاول هنالك.
ثم رجع إلى الكور يريد الطريق اليمنى الى ابين : اذا انحدرت من برع فهنالك وادي برع به مسلية ، ثم صناع (٨) واد به بنو صريم من أود وقد انتسبوا في
______
(١) عرفان : بضم العين المهملة وتشديد الراء آخره نون : يحمل اسمه الى هذه الغاية ، وأما دمامة فبالتحريك وهي قرية آهلة بالسكان ، ووساحة أيضا كذلك وملعة : بكسر الميم آخره هاء :
(٢) الخضراء : لا تزال تحمل اسمها لهذه الغاية.
(٣) الجبل الأسود : لا يزال يحمل اسمه إلى هذه الغاية. راجع نسب العذريين والخمسيين «الإكليل» ج ٢ ـ ٣٦٩.
(٤) أحور : مخلاف مشهور في منتهى اليمن وشرقي أبين بينهما مسافة مائة وثمانية عشر كيلا ، والجثوة : بكسر الجيم وفتح الواو : بلدة صغيرة ، وعيذ الله : سلف الكلام عليهما ، وقد وهم في الأصول كما سلف.
(٥) الشريرة : بفتح الشين المعجمة المشددة وكسر الراء ثم ياء مثناة من تحت ثم راء وهاء : بلدة عامرة.
(٦) المحدث : بفتح الميم آخره ثاء مثلثة : كذا في الأصول ولم نعثر عليه وإنما يوجد قرية تسمى المحفد بالفاء بعد الميم والحاء وآخره دال مهملة.
(٧) عرقة : بكسر العين المهملة وسكون الراء ثم قاف وهاء : بلدة عامرة تقع على ساحل البحر كما ذكر المؤلف.
(٨) صناع : معروف ولا أتحقق ضبطه ، وصناع قلعة في يافع فيها تحنث ابن الفضل.