الطريق إلى ألله
442 subscribers
2.96K photos
724 videos
2.98K files
2.5K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
3⃣🌿🌿🌿

▪️وصول أيّ عينٍ إلى عالم الأحديّة لا يعني اتّحادها تفصيلًا مع كلِّ الشّؤون الأحديّة إنّما تنطبع بحسب المقدار المناسب لشاكلتها.



🖊 التّقرير الثّاني: تقرير العرفاء الواصلين. وحاصلهُ كما تقدّم أنّ الموجود دائماً، الموجود الّذي نلاحظهُ مثل هذا الإنسان، هذا الإنسان موجودٌ ممتدّ مِن #عالم_المادة إلى #عالم_الأحدية . وجودٌ واحدٌ مُمتدّ، فإذا كان ممتدًّا كما أثبتناهُ سابقًا في المباحث السّابقة، فهذه الأطوار والأحوال، هذه الأطوار والأحوال موجودةٌ في صميم هذا الموجود، لأنّ هذا الموجود وجودٌ ممتدٌّ، وجودٌ مادّيّ، مثاليّ، روحيّ، نفسيّ، جبروتيّ، لاهوتيّ، وأحديّ، شيءٌ واحدٌ، ليس هناك موجوداتٌ متعدّدة، فإذا كان وجودًا ممتدًّا واحدًا، إذن هذا الموجود الّذي نلاحظهُ هو مادّيٌّ، وفي نفس الوقت مثاليٌّ، وفي نفس الوقت ملكوتيٌّ، وفي نفس الوقت جبروتيٌّ، وفي نفس الوقت أمريٌّ. لأنّهُ موجودٌ ممتدّ، إلّا أن تنكروا هذا المعنى. لا تستطيعون أن تنكروا، أثبتناه سابقًا، فإذا كان شيئًا موجودًا ممتدًّا، يَتمُّ الكلام.
إذن كلُّ طورٍ مِن الأطوار الّذي نحسبهُ مرتبةً نازلةً، هذا متّحدٌ مع مرتبةٍ عُليا، لأنّهم شيءٌ واحد. هو نفس الوقت ماديٌّ، مثاليٌّ، نفسيٌّ، روحيٌّ، جبروتيٌّ، أمريٌّ، إذن المَظهَر والمُظهِر شيءٌ واحدٌ، شيءٌ واضحٌ، هذا المعنى عند أهل المعرفة.

🖊إذن ننتقل إلى #النبي_محمد (ص)، النّبيُّ حقيقةٌ ممتدّةٌ من عالم الأمر إلى عالم المادّة حقيقةٌ واحدةٌ. إذن النّبيُّ في #عالم_الجبروت هو نفس النّبيّ، هو نفس النّبيِّ في #عالم_الأمر . ولكن في عالم الأمر النّبيُّ متحقّق بلا حدوده، بلا رسومه، بلا ماهيّته، فقط وجودٌ، بسبب اشتداده، اشتداده الوجوديّ، تُسلب عنهُ أو فقل تختفي عنهُ كلّ المواصفات والحدود والرّسوم، ولكن هو نفس الشّيء، إذا كان هو نفس الشّيء، إذن النّبيُّ في عالم الجبروت مظهرٌ لتلك الحقيقة الموجودة في عالم الأمر. النّبيُّ في #عالم_الملكوت هو نفس النّبيِّ الموجود في عالم الجبروت، وهكذا... وبهذا نُثبت اتّحاد المَظهَر والمُظهِر.

وأساس الاستدلال قائمٌ على مسألة #الامتداد_الوجودي للموجودات، وأنّ هذه الأطوار موجودةٌ في صميم هذا الموجود، لأنّهُ هو نفس هذا الموجود، هذا الشّيء كأنّهُ يتجوّل، يظهر هنا، يظهر هنا، يختفي هنا، حقيقةٌ واحدة، فمثلًا الواصل إلى الاسم العالم، أو العليم هو حقيقةً عالِم وعلِيم، هو متّحدٌ مع هذا الاسم، لأنّنا قلنا أنّ #الأسماء و #الصفات تنبع مِن صميم #الذات وليست عارضةً بهذا المعنى على الذّات، نفس الذّات، طورٌ مِن أطوار هذا الذّات. إذا كان هذا العلم، أو الرحمة، أو أيّ شيء، أيّ واحد مِن الأسماء والصّفات طوراً مِن أطوار هذا الموجود، هذه #العين_الثابتة ، إذن متّحدٌ معهُ، إذن العالم مرتبةٌ نازلةٌ عن تلك الحقيقة الفوقانيّة، ومتّحدٌ مع تلك الحقيقة الفوقانيّة، بسبب الاستمرار الوجوديّ، والامتداد الوجوديّ.
- على هذا، كلُّ عينٍ تجاوزت عن حدودها ورسومها، هذه العين وصلت إلى أحديّتها، وعندما وصلت إلى عالم الأحديّة انطبعت هذه العين الثّابتة، أو أيّ اسم تُريد تطلق عليه، نحنُ ما عندنا مشكلة مع الأسماء. هذه الحقيقة، هذه الحقيقة انطبعت من طباع عالم الأمر، يعني آثار #عالم_الأمر تتجلّى عليها، على هذه العين، لأنّها صارت نفس الشّيء، فتتّسع باتّساع عالم الأمر، ولكن حسب شاكلتها، وحسب ظروفها، وحسب شؤونها فهيَ متّحدةٌ، متّحدةٌ مع عالم الأمر، ولكن الاتّحاد لا يعني أنّهُا صارت كلَّ عالمِ الأمر، لأنّها انطبعت بالمقدار المناسب لشاكلتها. ففي عالم الأمر شؤونٌ كثيرة، أعيانٌ كثيرة كُلُّها فقدتْ هويّتها، وفقدتْ ماهيّتها، وفقدتْ حدودها، وليست كلُّ عينٍ وصلت إلى عالم الأحديّة، أصبحتْ تفصيلًا متّحدةً مع كلِّ الشّؤون الأحديّة.

(يتبع) ٣