الطريق إلى ألله
445 subscribers
2.98K photos
733 videos
2.98K files
2.52K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قاسم
جيوش هواكم كل لمحة ناظر
على حصن قلبي بالغرام تغير
اعيروا عيوني نظرة من جمالكم
وما كل من يبغي الوصال يعير
فجودوا بوصل فالزمان مفرق
وأكثر عمر العاشقين قصير.
Forwarded from قاسم
مقتبسة من كتاب مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح للعارف بالله ابن عطاء الله السكندري قدس سره

"رزق الظاهر بحركات الأجسام ورزق الباطن بحركات القلوب . و ليس في الاغذية قوت للأرواح ، وإنما هي غذاء الأشباح . وقوت الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب . قال الله تعالى :{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ} .

" فاذا ذكرت الله ذكر معك كل مَن يسمعك لأنك تذكرَ بلسانك ثم بقلبك ثم بنفسك ثم بروحك ثم بعقلك ثم بسرّك ذلك في الذكر الواحد .

*"فإذا ذكرت الله تعالى بلسانك ذكر مع ذكر لسانك الجمادات كلها .

*"وإذا ذكرت بقلبك ذكر مع قلبك الكون ومَن فيه من عوالم الله .

*"وإذا ذكرت بنفسك ذكر معك السموات ومَن فيها .

*"وإذا ذكرت بروحك ذكر معك الكرسي ومَن فيه من عوالمه .

*" وإذا ذكرت بعقلك ذكر معك حملة العرش ومَن طاف به من الملائكة الكروبيين والأرواح المقربين .

*"وإذا ذكرت بسرك ذكر معك العرش بجميع عوالمه إلى أن يتصل الذكر بالذات ."


.
Forwarded from قاسم
ماهي الشروط التي ينبغي للمؤمن أن يستوفيها كي يمن الله عليه بنور البصيرة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الأول لتلقي هذا النور هو ما يقوله هذا الأثر

" من عمل بما علم اورثه الله علم ما لا يعلم "

هذا العِلمُ الباطن الخفيّ هو ثمرة من ثمرات العبودية لله عزّ وجل، وهو جزاء الصدق مع الله

فإذا عملت بما علمت عن دين الله، و إذا طبقّتَ كلَّ ما عرفته
هناكَ شيء ثمينٌ جداً سيتوارد إليك

وهذا الشيئ هو العلم الباطن او البصيرة

فإذا علمت ان الصلاة مثلا هي عماد الدين و ان الكذب و النميمة و الغيبة و الحسد هي اخلاق وسلوكيات محرمة تغضب الله و تحجبك عنه ، وان المال الذي يأتي عن طريق الربا هو مال حرام ، وان الصدقات و خدمة الناس و قيام الليل و النوافل تقربك الى الله اكثر ...

اذا عملت بكل ما علمت عندئذ سيعلمّكَ الله عِلمَ ما لم تعلم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الثاني هو القلب الطاهر

"إن الله لا ينظر الى صوركم ولا الى موالكم و لكن ينظر الى قلوبكم و اعمالكم"

فالبصيرة لا تشرق الا في القلوب الطاهرة

وهذا العلم الباطن لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ

جاء في الحديث القدسي قوله تعالى:

عبدي طهّرتَ منظرَ الخلق سنين، أفلا طهرّتَ منظري ساعة؟

و منظر الله عزّ وجل هو القلب

فقلبٌ فيه غِلّ، فيه حِقد، فيه حسد، فيه كِبر، فيه استعلاء
هذا القلب لن يقذف الله به نوراً أبداً، لن يتجلى عليه أبداً، لن يتحفَ صاحبه بمعرفةٍ إشراقية أبداً، طهّر قلبك ليكون بيتَ الرب، طهّر قلبك ليكون أهلاً أن يقذف الله به نوراً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الثالث هو البدن الزكي

اي ان يكون جسدك قد غُذيَّ بالحلال، و ما أكلَ مالاً حراماً قط

يقول رسول الله صلى الله عليه واله سلم:

يا سعدُ، أطب مطعمكَ تكن مستجاب الدعوة

فمن كان مأكله من حرام و ملبسه من حرام، فأنى يستجاب له!

مهما دعى الله، سيكون هناك حجاب بينه و بين الله، و لن يستجاب له،

ولن يقذف الله في قلبه نور البصيرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الرابع هو مجاهدة النفس و الهوى

العارف الغزالي يقول : "جاهد تشاهد"

المجاهدة هي غض بصر, وضبط لسان, وضبط جوارح , و تقرب الى الله و اتصال به.

تريد علماً يكون في قلبك نوراً، تريد علماً تشعر معه انك أسعد الناس؛ وقد تكون أقل مالاً، وقد تكون أقل جاهاً

تريد اتصالاً بالله؛ الاتصال ليس ثمنه المعلومات، الاتصال ثمنه الاستقامة والمجاهدة

"جاهد تشاهد"

من أراد الوصول إلى الله فليطعه

" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرط الخامس هو رياضةٍ خالصة لله عز و جل

الرياضة تعني تدريبات شاقة من ذكرٍ لله عزّ وجل، من صلاة النوافل، من قيام الليل، من تلاوة القرآن، و من خدمة الخلق، هذه سماها بعض علماء القلوب الرياضة

يقول الله عز و جل في الحديث القدسي:

وَ لا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ

فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ ؛ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ

وَ بَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ

وَ يَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا

وَ رِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا

وَ إِنْ سَأَلَنِي لأعْطِيَنَّهُ, وإن استعاذ بي أعذته

هل تعرف ماذا يعني ان يكون الله عز و جل هو بصرك الذي تبصر به، وسمعك الذي تسمع به

الثمن لذلك هو رياضةٌ خالصةٌ لله عزّ وجل، اي ان تصلي قيام الليل سرا، لا ليعرف الناسَ أنك صليتَ قيام الليل،
ان تتصدق الى الفقراء دون ان تعلم شمالك ما أنفقت يمنيك، لا ليعرف الناس أنكَ أحسنتَ إلى فلان

الرياضةٌ يجب ان تكون خالصةٌ للهِ عزّ وجل
و بعد ان تقوم بكل ذلك مع القلب الطاهر و البدن الزكي و المجاهدة و الهمة العالية ، عندئذ أصغ السمع جيدا

عندئذٍ سيسمعكَ الله عزّ وجل ما لا يسمع الآخرين ، و يريكَ ما لا يري الآخرين

ـــــــــــــ
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
محاضرة ١٤ شهر رمضان ١٤٤٠.docx
26.8 KB
محاضرة ١٤ شهر رمضان ١٤٤٠
لسماحة الشّيخ قاسم الطّهراني (حفظه الله تعالى)
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
🌿المحاضرة الحادية والتّسعون🌿
🌿محاضرة ١٤ شهر رمضان ١٤٤٠🌿

▪️العنوان الرّئيسيّ:


▫️ "تسليم الوجه" مساوق للقاء الله وبيان أسباب "وجوب" الاعتقاد بلقاء الله تعالى و"استحسان" تسليم الوجه له تعالى استنادًا على النّصّ القرآني.

▪️نقاط البحث:

▫️لقاء الله تعالى يشمل كلّ التّجلّيات الإلهيّة سواء الذّاتيّة أو الصّفاتيّة أو مرتبة القيامة الكبرى الآفاقيّة أو الأنفسيّة.

▫️وجود دلالة التزاميّة على ضرورة الاعتقاد بلقاء الله تعالى في الآيات المتحدّثة عن اللّقاء وذمّ من ينكرونه.

▫️عدم وجود دلالة التزاميّة على وجوب تسليم الوجه لله تعالى في الآيات واقتصار لسانها على استحسانه والحضّ عليه.

▫️عدم وجود دلالة التزامية في القرآن على وجوب تسليم الوجه لله تعالى راجع لتابعيّة أحكام التشريع لعالم التكوين خاصة لناحية اختلاف الشواكل وضعفها لدى الناس.

▫️ ضرورة الاعتقاد بأصل لقاء الله ولو "إجمالًا" وتجلّي الله القيامتيّ لأنّ إنكاره يسبّب عدم إمكانية السّير بعد الموت.

▫️ذكر مسألة تسليم الوجه فقط بالنسبة للنّبيّ محمّد (ص) والنّبيّ إبراهيم (ع) في القرآن باعتبار سيرهما كان بالسّلوك لا بالجذبة والقرآن كان في مورد بيان خصائصهما (ع) دون غيرهما من الأنبياء.

▫️رجاء لقاء الله تعالى يستلزم العمل بالنّوافل إضافة إلى العمل بالأحكام الشّرعيّة.

▫️اختلاف التّوجّه إلى التّجلّيات الإلهيّة وبالأخصّ التّجلّي الذّاتيّ سببه الاختلاف في شواكل الأعيان.

▫️مسار آيات القرآن الكريم فيه بيان ودلالة على اللّقاء أي المعاينة والمشاهدة الحضوريّة.
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
 1⃣🌿🌿🌿

#المحاضرة_٩١

🖊 محاضرة ١٤ شهر رمضان ١٤٤٠هـ
🖊 لسماحة الشّيخ قاسم الطّهراني (أدام الله فيضه)

أعوذُ باللهِ من الشّيطان الرّجيم
بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّيّبين الطّاهرين.

▪️ العنوان الرّئيسيّ:

"تسليم الوجه" مساوق للقاء الله وبيان أسباب "وجوب" الاعتقاد بلقاء الله تعالى و"استحسان" تسليم الوجه له تعالى استنادًا على النّصّ القرآنيّ.





▪️ لقاء الله تعالى يشمل كلّ التّجلّيات الإلهيّة سواء الذّاتيّة أو الصّفاتيّة أو مرتبة القيامة الكبرى الآفاقيّة أو الأنفسيّة.



🖊 كان الكلام في #لقاء_الله وقلنا لا بدّ من الالتفات إلى عدّة نقاط:
- الأوّل: لماذا أحيانًا الله تبارك وتعالى يعبّر عن حالة #الفناء في الله بلقاء الله، وأخرى بالفناء، والهلاك. فقلنا أنّ الله تعالى عندما يعبّر عن تلك الحالة، يعني عن التّجلّيات الذّاتيّة للحقّ تبارك وتعالى، عندما يعبّر عنها بالفناء، هذا ناشئٌ من #مقام_المحو ، وعندما يعبّر عن ذلك باللّقاء هذا ناشئٌ من #مقام_الصحو .
- كلام أحد الحضور : الشّيخ الجواد يقول الفناء ليس بمعنى الاندكاك، بمعنى عدم الرّؤية.
- كلام الأستاذ: نعم. على كلّ تقدير، لماذا هنا يعبّر بالهلاك؛
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ (٨٨)) سورة القصص.
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ(٢٧)) سورة الرّحمن.
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )(١١١)) سورة طه.
- وأخرى يعبّر عن نفس الشّيء باللّقاء بعد أن اتّضح بالمباحث السّابقة أنّ لقاء الله هو نفس الفناء، وهو نفس الهلاك، وهو نفس خضوع الوجوه "لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ". هذا درسناه في المجلس السّابق.

هنا ندرس مسألة أخرى، وهي؛ هناك تعبيرٌ في القرآن عن الفناء ب #تسليم_الوجه، تسليم الوجه لله، وصار هذا -تسليم الوجه لله- من خصائص بعض الأنبياء عليهم السّلام، وحرّض عليه القرآن لبعض المؤمنين، وفي نطاقٍ خاصّ، يعني يمدح بعض المؤمنين لأنّهم يبتغون... لأنّهم بعملهم هذا يسلّمون في الحقيقة وجههم:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)) سورة النّساء.
- كلام أحد الحضور: هل الجبروت يعني؟
- جواب الأستاذ: الآن نأتي، لله لا!!! وجه الله هو الجبروت، وجهه لله، يسلّم وجهه لله يعني الفناء، الآن هذا ندرسه.
هنا بالمقارنة بين آيات اللّقاء، وبين آيات تسليم الوجه لله تبيّن لنا:
- أنّ اللقاء، لقاء الله تعالى، يشمل كلّ التجلّيات الإلهيّة، سواء الذّاتيّة أو الصّفاتيّة أو مراتب نازلة من التّجلّيات الصّفاتيّة؛ وهي مرتبة القيامة الكبرى الآفاقيّة أو الأنفسيّة.
#عالم_القيامة أيضًا تجلٍّ لله، ولكن لبعض مراتب الله، ليس التّجلّي هناك تجليًّا ذاتيًّا، وإنّما تجلٍّ دون عالم الصّفات، لأنّ عالم الصّفات عالم الجبروت، تجلٍّ ملكوتيٌّ. لأنّ عالم القيامة عالم التّجرّد عن الصّورة بالكامل، التّجرّد المحض، التّجرّد المحض للرّوح وللنّفس. على كلّ تقدير، آيات اللّقاء تشمل كلّ التّجلّيات.



▪️وجود دلالة التزاميّة على ضرورة الاعتقاد بلقاء الله تعالى في الآيات المتحدّثة عن اللّقاء وذمّ من ينكرونه.



وأمّا آيات تسليم الوجه لله هو خصوص الفناء في الله تعالى، لماذا تقولون هذا الكلام؟ لأنّ هناك آياتٌ كثيرةٌ تذمّ المنكرين للقاء الله، وتذمّ الّذين لا يرجون لقاءه، وهذه الآيات تصفهم بأنّهم من الظّالمين، وأنّهم كذا...وكذا. وأنّهم لا يؤمنون بالله.
ولكن بالنّسبة إلى تسليم الوجه لله، لم نجد آية تذمّ الذّين لم يسلّموا وجههم لله. وبالنّسبة إلى تسليم الوجه لله، الآيات لا تأمر بالتّسليم لوجه الله، بل تحضّ وترغّب وتحرّض.
إذن الآيات الّتي تدلّ...، الآيات الواردة بشأن لقاء الله، تلك الآيات في الحقيقة لها دلالة التزاميّة؛ بأنّه يجب عليكم التّوجه إلى لقاء الله أو فقل الاعتقاد بلقاء الله، وعدم إنكار لقاء الله، هناك أمرٌ. لأنّ الله تبارك وتعالى يذمّ الّذين ينكرون لقاءه، يذمّهم. إذن يذمّهم بشدّة يكون اللّسان لسان المعاقبة، قرأنا هذه الآيات سابقًا، مجموع هذه الآيات يوضّح بالالتزام، تدلّ بالالتزام على ضرورة الاعتقاد بلقاء الله، وقلنا أنّ لقاء الله عنوان عامّ يشمل كلّ التّجلّيات.

(يتبع)            ١
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
2⃣🌿🌿🌿

▪️عدم وجود دلالة التزاميّة على وجوب تسليم الوجه لله تعالى في الآيات واقتصار لسانها على استحسانه والحضّ عليه.



ومن هنا إنكار القيامة، إنكار للقاء الله:
( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥)) سورة العنكبوت.
- الآية تشير إلى يوم القيامة. يعني هناك أيضًا مرتبةٌ من مراتب اللّقاء. فاللّقاء -لقاء الله- عنوانٌ شاملٌ لأنواعٍ من التّجلّيات، ومنها #المعاد أيضًا، لأنّ المعاد أيضًا فيه:
( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)) سورة الفجر.
- لا تأتي الأحديّة، ولكن يأتي، يظهر، #مقام_الربوبية ، ومقام الرّبوبيّة من الأسماء الإلهيّة (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) إلى غير ذلك.
إذن هناك أمرٌ تشريعيٌّ بالتّوجّه...، بالاعتقاد بلقاء الله. ولكن هذا الأمر لم نجده في مسألة تسليم الوجه لله تعالى. لم ترِد آيةٌ تدلّ على أنّه يجب عليكم تسليم وجوهكم لله تعالى، بل لسان الآيات، لسان الاستحسان؛ جيّد، عملٌ جيّد، حسنًا.


▪️عدم وجود دلالة التزاميّة في القرآن على وجوب تسليم الوجه لله تعالى راجعٌ لتابعيّة أحكام التشريع لعالم التكوين خاصة لناحية اختلاف الشواكل وضعفها لدى الناس.



🖊 كيف نحن نوفّق بين هذين المطلبين:
أما قلتم أنّ لقاء الله هو نفس #الفناء ، أما قلتم أنّ تسليم الوجه لله هو نفس #اللقاء ، وهو نفس الفناء، فلماذا هناك يوجد أمرٌ بالالتزام على الاعتقاد بلقاء الله، وهنا لا يوجد أمر؟
والسّبب كامنٌ في مسألة هامّة؛ وهي أنّ الأحكام الشّرعيّة دائمًا في طول عالم التّكوين، #التشريع دائمًا في طول #التكوين ، لأنّ الموجودات...، الإنسان بشكلٍ عامٍّ، تختلف طبائعها وشاكلتها. شاكلة الموجودات بشكلٍ عامٍّ والإنسان بشكلٍ خاصٍّ، تختلف بينهم.
فبعض الأشخاص بسبب ضعف في شاكلتهم، هم لا يستطيعون أن يفهموا كلّ شيء في هذه الحياة الدّنيا، ولا يستطيعون أن يعملوا ويقوموا ببعض الأعمال، تكوينًا هم هكذا لماذا؟ لأنّ عينهم الثّابتة في #عالم_الأحدية ضعيفة، نازلة، محدودة، لها قيود، هم لا يستطيعون.



▪️ ضرورة الاعتقاد بأصل لقاء الله ولو "إجمالًا" وتجلّي الله القيامتيّ لأنّ إنكاره يسبّب عدم إمكانية السّير بعد الموت.



- إذن الأمر، وتشريع أحكام شاقّة بالنّسبة إليهم، وتحميل ما لا يتحمّلونه هذا غير صحيحٍ، لأنّ التّشريع دائمًا في طول التّكوين، هم تكوينًا لا يستطيعون أن يصلوا إلى لقاء الله في هذه الدّنيا. إذن الأمر بهؤلاء، الله يأمرهم حتمًا، حتمًا، أنتم يجب أن تسعوا نحو لقاء الله، هذا لا يمكن! صحّ! شيءٌ واحدٌ يمكن يأمرهم بالاعتقاد بلقاء الله، يأمرهم بأن يقبلوا، أن يرجوا لقاء الله. ولكن الاعتقاد شيء والعمل شيء آخر، الاعتقاد أمرٌ سهل، أي أحد يستطيع أن يعتقد إمّا إجمالًا أو تفصيلًا، حتّى الذين لا يعرفون ما هي حقيقة اللّقاء، بالإمكان أن يعتقدوا به إجمالًا. ولكن لا يستطيع كلّ أحدٍ يمشي ويسلك الطّريق الّذي...، هذا الطّريق يوصله في هذه الدّنيا إلى اللّقاء، لقاء الله والفناء في الله. لأنّ الناس كلّهم ليسوا مجبولين على هذا الأمر في هذه الدّنيا. نعم، كلّ النّاس، كلّ الموجودات بعد خمسين ألف سنة يصلون إلى الله تعالى:
(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)) سورة المعارج.
- الملائكة ، عالم #الملائكة ، من الأسفل احسب أنت هذا، ألف سنة...
(وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (٤٧)) سورة الحجّ.
- ألف سنة، وخمسين ألف سنة، يصير ستّين ألف سنة. بعد ستّين ألف سنة هذا الموجود -الإنسان- يصل إلى مقام الفناء ومقام الأحديّة. ولكن في هذه الدّنيا، هذا الإنسان الّذي لا يستطيع ولم يكتب له، بسبب ضيق شاكلته وعينه الثّابتة لا معنى لتوجّه الأمر إليه بالنّسبة إلى.. "عليك كذا...وكذا".
- ومن هنا المقدار الّذي نريده منك الاعتقاد بلقاء الله، أصل لقاء الله إجمالًا. لأنّك لو أنكرت هذا، فهذا يسبّب أن لا تستطيع أن تمشي بعد الموت:
( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٧٢)) سورة الإسراء.
- ولكن عليك أن تعتقد بالتّجلّي الآخر لله، التّجلّي القيامتيّ لله، ممكن يستطيع هذا الإنسان يصل إلى التّجلّيات الصّفاتيّة، فالله يأمره بهذا. ولكن.. ومن هنا لم نرَ أمرًا بهذا الأمر بشأن ضرورة التّوجّه عمليًّا نحو لقاء الله، ولكن نرى استحسان #تسليم_الوجه .


(يتبع)                 ٢
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
3⃣🌿🌿🌿

▪️ذكر مسألة تسليم الوجه فقط بالنّسبة للنّبيّ محمّد (ص) والنّبيّ إبراهيم (ع) في القرآن باعتبار سيرهما كان بالسّلوك لا بالجذبة والقرآن كان في مورد بيان خصائصهما (ع) دون غيرهما من الأنبياء.



🖊  #النبي_إبراهيم (عليه السلام) يقول:
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ (٧٩) ) سورة الأنعام.
- نبيّنا #النبي_محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول:
(فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ واللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٢٠)) سورة آل عمران.
- ينقل عن هؤلاء، ولكن بالنّسبة للأنبياء نحن نرى هذا التّسليم، هذا تسليم الوجه خاصٌّ بالنّبيّ إبراهيم (ع) وبنبيّنا. باقي الأنبياء ورد بشأن بعضهم أنّهم صاروا مخلَصين، وبالتّالي وصلوا إلى الفناء الإلهيّ. ولكن مسألة #تسليم_الوجه ، لم يذكر؟ والسّبب في ذلك، أحد الأسباب، أن هذين النّبيّين، النّبيّ إبراهيم  والنّبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان تسليمهم للوجه معناه أنّهم سلكوا طريقة السّلوك، لا طريقة الجذبة، "إنّي أسلمت وجهي"، "أسلمتُ" يعني بالسّلوك، أنا حاولتُ، أنا جاهدتُ، أنا عملتُ، أنا فعلتُ هذا.... وهذا..
ولكن #النبي_عيسى (عليه السّلام) لم يكن هكذا:
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) سورة مريم.
- ولادته كانت ولادة أمريّة، وبالتّبع كانت طريقته طريقة الجذبة، لا السّلوك. ومن هنا لا معنى لأن يقول النّبيّ عيسى (عليه السّلام) "أسلمت وجهي لله" متى أسلمت أنت؟...
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) سورة مريم.
- أنا ولد، صبي، متولّد، يوم.. يومين... " إِنِّي عَبْدُ اللهِ" أنا واصل إلى هذه المرتبة، إذن لا يوجد مجال للسّلوك، طريقته طريقة الجذبة.
- كلام أحد الحضور: عفوًا كلمة "آتَانِيَ" يدلّ على أنّه ما كان عنده سلوك "آتَانِيَ" هو المجيء السّهل، الله أعطاه هو لم يجتهد، لم يحاول حتّى يصل.
- كلام الأستاذ: "آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" كيف يعني يمكن هذا الصّبيّ ،صبيّ، يصل إلى هذا المستوى؟!! بالسّلوك لا يمكن، لأنّه لازم هذا الشّخص يفهم ويدرك ويجاهد، هذا بخلاف نبيّنا وبخلاف النّبيّ إبراهيم. "أسلمت وجهي" إذن هذا أحد الأسباب لهذا الأمر.
فالنّاس، قلنا النّاس مختلفون في هذا المعنى. فالله تبارك وتعالى هنا ذكر بعض خصائص هذين النّبيّين. ثمّ يأتي إلى باقي الأشخاص يعني غير الأنبياء، فيتكلّم عنهم بهذا الشّكل يقول:
(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (١١٢)) سورة البقرة.
- هنا لا توجد دلالة للآية على لزوم أن يكون الإنسان... يجب على الإنسان أن يسلم وجهه، بدأ بالمدح...
(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
- هذا أيضًا، وضّحنا سابقًا تسليم الوجه لله عبارة أخرى عن تسليم حقيقته، تقديم حقيقته التّجاوز عن كلّ ماهيّاته، وهو مساوق للفناء هذا درسناه سابقًا.
وكذلك:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)) سورة النّساء.
- هنا الله تبارك وتعالى يقول في مقام المدح لمنْ أسلم وجهه لله، "ومن أحسن دينًا"، يعني دين هذا الشّخص دين جيّد لماذا؟ لأنّ الهدف الأساس لكلّ الأديان هو الوصول إلى الأحديّة، والّذي أسلم وجهه لله هو من أحسن دينًا.
- كلام أحد الحضور: الدّين هو البرنامج؟
- كلام الأستاذ: البرنامج، حسنًا.

(يتبع)                ٣
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
4⃣🌿🌿🌿

▪️رجاء لقاء الله تعالى يستلزم العمل بالنّوافل إضافة إلى العمل بالأحكام الشّرعيّة.



🖊 هنا نريد أن نقول في الآية المباركة:
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)) سورة الكهف.
- هنا لا يقول يجب عليكم أن تعملوا هكذا.. هكذا، لا!!!، يقول إذا تشاؤون، إذا تريدون أن تصلوا إلى لقاء الله:
( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
- يعني يوضّح لك الطّريق، لا يأمرك، كلّ هذا ناشئٌ من أنّه ليس هناك أمرٌ للكلّ، لماذا؟ لأنّ النّاس مختلفون في درجاتهم، في طبائعهم، البعض يكفيهم الجنّة، والبعض يكفيهم التّجلّيات الصّفاتيّة، وقليل من النّاس يتركون كلّ هذه الأمور ويتوجّهون إلى ربّهم، وهؤلاء عندما يتوجّهون إلى ربّهم لا يحتاجون إلى الأمر والنّهي وهذه الأمور، لأنّهم بطبيعتهم، أرواحهم، تتّجه نحو هذا الأمر، تتّجه، لا يحتاج إلى دفعٍ تشريعيّ، لأنّ أرواحهم متعلّقة بالمحلّ الأعلى.
- كلام أحد الحضور: التّشريعيّ يأتي لدعم التّكوين، أم التّشريع يدعم التّكوين؟
- كلام الأستاذ: لا، مرتبة، ظهورٌ، ظهور للتّكوين.
- كلام أحد الحضور:  هل يقوّي التّكوين؟
- كلام الأستاذ: لا، التّشريع ينبغي أن لا يكون مغايرًا للتّكوين، بل يجب أن يكون متناغمًا، متناغمًا مع التّكوين، وإلّا هذا تكليفٌ بما لا يطاق.
- كلام أحد الحضور:  متناغم مع التّكوين ولا يقوّي التّكوين، يدعم التّكوين؟
- كلام الأستاذ: الشّخص الّذي دخل في هذا الطّريق، حتّى لو لم يرد بالنّسبة إليه تشريعٌ هو يمشي، لأنّه جاوز #الشريعة دخل في #الطريقة .
- كلام أحد الحضور: مثل قبل النّبيّ نوح (ع)؟
- كلام الأستاذ: دخل في الطّريقة، وفي الطّريقة توجّه نحو #الحقيقة .
نعم حسنًا. هذه الآية الأخيرة
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)) سورة الكهف .
- بحسب الظّاهر يختلف عن الآيتين السّابقتين:
( بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢) سورة البقرة.
- ويختلف عن:
( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)) سورة النّساء.
- يختلف بماذا؟ يختلف أنّ هنا في الحقيقة، الآية تتكلّم عن اللّقاء، ليس الكلام هنا عن تسليم الوجه، التّسليم، التّجاوز، هنا ولكن حسب الظّاهر، ولكن إذا دقّقنا فيها نلتفت إلى أنّ الآية لا تأمرنا بالتّوجه بهذا الأمر، بل جعلنا مختارين، أنت على اختيارك:
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
- فهي وإن اختلف في التّعبير، هناك تعبير: (بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ)، وهنا التّعبير: رجاء لقاء الله (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ) إلّا أنّ كلاهما شيءٌ واحدٌ، في مساقٍ واحدٍ، وهو أنّ الشّخص المستعدّ للتّوجه إلى لقاء الله لا يتوجّه إليه أمرٌ، بل هو ذاتيًّا يتحرّك، إنّما على الله أن يوضّح طرقه؛ إذا تريد هذا:
- (فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) لا تترك الأعمال الصّالحة.
- (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) لا بدّ وأن يكون كلّ هدفه فقط الله، يتجاوز عن الثّواب والعقاب والعذاب، هذه الأمور يتجاوز لا يتفكّر فيها وإلّا ينزل.
وفي الآية المباركة:
(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)  (١١٢))  سورة البقرة
- "مُحْسِنٌ" ذكرنا سابقًا هذا #مقام_الإحسان ، يقال مقام الإحسان يعني مقام العمل بالنّوافل، قرأنا الرّواية المذكورة...، فأنت إذا تريد أن تذهب وتصل إلى الله، لا بدّ أن تعمل إضافةً إلى الأحكام الشّرعيّة تقوم بأمور أخرى بعنوان النّوافل. يعني مثلًا الله يقول أريد هذا منك، إذا عملت ذاك أيضًا جيّد، فيجب أن تعمل هذا، وإلّا لن تصل إليه، الله تبارك وتعالى يوضّح.

(يتبع)                    ٤
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
5⃣🌿🌿🌿

▪️ اختلاف التّوجّه إلى التّجلّيات الإلهيّة وبالأخصّ التّجلّي الذّاتيّ سببه الاختلاف في شواكل الأعيان.



🖊وكذلك:
( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(٢٥٦)) سورة البقرة.
- يعني بالتّأكيد (مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ) يصل إلى الله، لأنّه يأخذ بالعروة، "بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ"، هذه العروة توصله إلى الله تبارك وتعالى يعني بالفناء.
- كلام أحد الحضور: يعني نتمسّك "بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ"؟
- كلام الأستاذ: هو وصل "فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ"، نعم، "فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ"
- كلام أحد الحضور: الآية السّابقة (فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) "فَلْيَعْمَلْ" هذا فعل مضارع أيضًا يدلّ على استمراريّة العمل الصّالح.
- كلام الأستاذ: العمل الصّالح مستمرّ.
- كلام أحد الحضور: (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) "وَلَا يُشْرِكْ" هذا أيضًا فعل مضارع، يعني لا يشرك بشكلٍ استمراريّ؟
- كلام الأستاذ: نعم. حسنًا، هذا وصلنا إليه.

🖊إذن التّوجه إلى التّجلّيات الذّاتيّة لا يستطيع أيّ أحد يتوجّه إليه بسبب شاكلته، الشّواكل مختلفة، ولكن التّوجّه إلى باقي المراتب، مثل ماذا؟ مثل التّجلّيات الأسمائيّة والصّفاتيّة، والتّجلّيات القيامتيّة، والتّجلّيات البرزخيّة، كلّ هذه الأمور من لقاء الله:
(مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥)) سورة العنكبوت.
- يعني جعل الموت من لقاء الله. هذا ليس التّجلّي الذّاتيّ، مرتبةٌ أخرى. هنا الله يأمر النّاس، لا بدّ وأن على الأقلّ إذا لا تصلون إلى الله تبارك وتعالى، لا بدّ أن تدخلوا الجنّة، تجلسون جنب الماء..
- كلام أحد الحضور: الله يعطينا حظيرة في الجنة يكفينا.
- كلام الأستاذ: نعم...، الله يأمرنا لازم أنت في هذا المسير، لازم تأخذ شيء على كلّ تقدير ، لا تبقَ هكذا حسنًا.
- كلام أحد الحضور: هذا ما يعبّر عنه #الشيخ_الأكبر بالكرامات، يقول على السّالك أن يحصّل بعض الكرامات. بعض العلماء يقول لا، عليك أن تبتعد عن الكرامات.
- كلام الأستاذ: يختلف معنى الكرامات يختلف عند أحد عن الآخر. هذا الأمر الثّاني .



▪️مسار آيات القرآن الكريم فيه بيان ودلالة على اللّقاء أي المعاينة والمشاهدة الحضوريّة.



🖊 والأمر الثّالث: قلنا سابقًا أنّ اللّقاء على ما فسّره شيخنا الأستاذ #الشيخ_المصطفوي (قدّس سرّه): اللّقاء هو المقابلة، عندما راجعنا إلى المقابلة، رأينا أنّه فسّر #المقابلة بالمواجهة، وجهًا لوجه. إذن اللّقاء عبارة أخرى عن المعاينة، لأنّ في المواجهة لا بدّ من المعاينة، والمعاينة هي نفس الشهود، المشاهدة، يعني يشهد، يعني لا يكون يتكلّ على فكره، هذا الأمر مشهودٌ عنده بالمقابلة، بالمواجهة وجهًا لوجه، يعني كلّ وجودك تشهده. #اللقاء هو الشّهود، مشاهدة، آخر شيء نصل إلى هذا، إذا وصلنا إلى هذا، نرجع إلى الآيات:
( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)) سورة آل عمران. 
- إذن اللّقاء.. الآيات المتّصلة باللّقاء هي نفس.. يعني في مساقٍ واحدٍ {شَهِدَ اللهُ} {لقيَ الله} {لقاء الله} كلّ هذه عبارات مختلفة عن حقيقة واحدة.
إذن هناك آياتٌ كثيرة لا تنظروا فقط، لا تفحصوا عن كلمة الفناء والبقاء، كلّ آيات القرآن مسارها، سياقها نحو بيان اللّقاء، والمشاهدة الحضوريّة، وتسليم الوجه لله، أيضًا هذا قرأنا لحدّ الآن كثير من هذه الآيات المباركات.


       🌿والحمد لله ربّ العالمين🌿

                                           ٥