This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا رب العالمين وبعد..
فإني أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدورنا وأن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته..
وها نحن نلتقي في لقائنا هذا وتدبر سورة الكهف..
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1))
🔖 (الحمد لله) من رحمة الله جل وعلا بالعباد أنه جعل قولنا (الحمد لله) كلمتان سهلتان خفيفتان يستطيع كل واحد منا أن يقول الحمد لله، فليس هناك فرق بين إنسان بليغ في قوله الحمد لله ولا بين إنسان عامي لم يتعلم، فالكل يستطيع أن يقول الحمد لله، وهذه من رحمة الله جل وعلا، لكن يبقى هناك فرق وهو الفرق في حضور القلب وإخلاص القلب في قولها. يعني أن يستحضر الإنسان الحمد لله على كل نعمة، والحمد لله على السراء والضراء، والحمد لله على كل حال. فالكل يستطيع أن يقول الحمد لله لكن حضور القلب والإخلاص لله في قوله ذلك يختلف بين إنسان وآخر. وهذا هو الفيصل.
الله تبارك وتعالى علمنا هنا أن نقول (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ) فنحمد الله جل وعلا أن أنزل على عبده الكتاب،وأتى الله بالاسم الموصول (الذي) ليُجري جملة الصلة التي بعده ليقول انتبهوا مضمون الصلة مهم جدا. ما مضمون الصلة؟
●أولا: جملة الصلة هي (أنزل على عبده الكتاب) أي الجملة التي بعد (الذي). فالله تبارك وتعالى يريد أن يعلمنا أن نحمده على أنه أنزل على عبده الكتاب، وليعلمنا أن الحمد لا يجب إلا لله جل وعلا على إنزاله الكتاب، لأن الله وحده هو الذي أنزل على عبده الكتاب.
● وأما ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية فمقام تشريف ومقام تقريب لمنزلته، تقريب لمنزلة النبي محمدا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك وُصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية في القرآن الكريم خمس مرات،
● ثلاث مرات منها ذُكر مع القرآن الكريم ذكرا صريحا:
■ المرة الأولى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) فهذا أيضا مقام تشريف وتقريب لمنزلته صلى الله عليه وسلم.
وهنا (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)
■ وفي قوله (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)
هذه هي المواضع الثلاث.
والموضع الرابع أيضا مرتبط بالقرآن الكريم لكن مفهوما في قوله (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا).
■ والموضع الخامس: في الأنفال في قوله تعالى:
(وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان)
إذا العبودية للنبي صلى الله عليه وسلم تشريف وتقريب لمنزلته.
■ (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)
الكتاب هو: القرآن الكريم.
وعندما يذكر الله الكتاب وحده ويأتي باسم الإشارة بالنسبة للكتاب مثل (ذلك الكتاب) ومثل (تلك آيات الكتاب) ومثل التي معنا (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) يكون المقصود الآيات التي تنزلت من القرآن حتى وقت نزول تلك الآية، يعني (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) أي آيات الكتاب التي تنزلت حتى وقت نزول أول سورة الكهف.
■ وإذا أراد الله جل وعلا أن يشير إلى الكتاب كاملا يذكر كلمة القرآن غالبا يعني:
(يس والقرآن الحكيم) هو القرآن كاملا من أول نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم من أول مبعثه إلا يوم وفاته.
ولذلك قوله تعالى: (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ) لم يقولوا ائت بكتاب.
● والله عندما قال (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) عبّر بالقرآن لأن هذا إنزال من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
إذا الكتاب قد يطلق ويُراد به بعضه، بعضه إلى وقت إنزال هذه الآية.
فالله تبارك وتعالى يعلم الأمة أن تحمد الله جل وعلا على أن أنزل على عبده الكتاب.
لكن بالنسبة لنا الكتاب المراد به القرآن كله، يعني كان وقت نزول هذه الآية المراد الآيات التي سبقت هذه الآية في النزول إلى أن أُنزلت، الآن وبما أن القرآن الكريم قد اكتمل إنزاله كله فكلمة الكتاب بالنسبة لنا هو القرآن كله.
● والقرآن هو الكتاب، القرآن: باعتباره مقروء، والكتاب باعتباره مكتوب.
وبالطبع أول ما أنزل القرآن لم يكن مكتوبا فقول الله جل وعلا (الكتاب) هذا دليل على أنه سيُكتب، وسيكتب في مصحف واحد.
والفرق بالنسبة لنا أن نكون على علم بهذا الذي قلته، أن المقصود من (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) نزول الآيات التي قبلها إلى وقت نزول هذه الآية. لكن بالنسبة لنا الآن فنحن نحمد الله جل وعلا أن أنزل على عبده الكتاب كاملا..
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا رب العالمين وبعد..
فإني أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدورنا وأن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته..
وها نحن نلتقي في لقائنا هذا وتدبر سورة الكهف..
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1))
🔖 (الحمد لله) من رحمة الله جل وعلا بالعباد أنه جعل قولنا (الحمد لله) كلمتان سهلتان خفيفتان يستطيع كل واحد منا أن يقول الحمد لله، فليس هناك فرق بين إنسان بليغ في قوله الحمد لله ولا بين إنسان عامي لم يتعلم، فالكل يستطيع أن يقول الحمد لله، وهذه من رحمة الله جل وعلا، لكن يبقى هناك فرق وهو الفرق في حضور القلب وإخلاص القلب في قولها. يعني أن يستحضر الإنسان الحمد لله على كل نعمة، والحمد لله على السراء والضراء، والحمد لله على كل حال. فالكل يستطيع أن يقول الحمد لله لكن حضور القلب والإخلاص لله في قوله ذلك يختلف بين إنسان وآخر. وهذا هو الفيصل.
الله تبارك وتعالى علمنا هنا أن نقول (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ) فنحمد الله جل وعلا أن أنزل على عبده الكتاب،وأتى الله بالاسم الموصول (الذي) ليُجري جملة الصلة التي بعده ليقول انتبهوا مضمون الصلة مهم جدا. ما مضمون الصلة؟
●أولا: جملة الصلة هي (أنزل على عبده الكتاب) أي الجملة التي بعد (الذي). فالله تبارك وتعالى يريد أن يعلمنا أن نحمده على أنه أنزل على عبده الكتاب، وليعلمنا أن الحمد لا يجب إلا لله جل وعلا على إنزاله الكتاب، لأن الله وحده هو الذي أنزل على عبده الكتاب.
● وأما ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية فمقام تشريف ومقام تقريب لمنزلته، تقريب لمنزلة النبي محمدا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك وُصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية في القرآن الكريم خمس مرات،
● ثلاث مرات منها ذُكر مع القرآن الكريم ذكرا صريحا:
■ المرة الأولى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) فهذا أيضا مقام تشريف وتقريب لمنزلته صلى الله عليه وسلم.
وهنا (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)
■ وفي قوله (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)
هذه هي المواضع الثلاث.
والموضع الرابع أيضا مرتبط بالقرآن الكريم لكن مفهوما في قوله (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا).
■ والموضع الخامس: في الأنفال في قوله تعالى:
(وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان)
إذا العبودية للنبي صلى الله عليه وسلم تشريف وتقريب لمنزلته.
■ (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)
الكتاب هو: القرآن الكريم.
وعندما يذكر الله الكتاب وحده ويأتي باسم الإشارة بالنسبة للكتاب مثل (ذلك الكتاب) ومثل (تلك آيات الكتاب) ومثل التي معنا (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) يكون المقصود الآيات التي تنزلت من القرآن حتى وقت نزول تلك الآية، يعني (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) أي آيات الكتاب التي تنزلت حتى وقت نزول أول سورة الكهف.
■ وإذا أراد الله جل وعلا أن يشير إلى الكتاب كاملا يذكر كلمة القرآن غالبا يعني:
(يس والقرآن الحكيم) هو القرآن كاملا من أول نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم من أول مبعثه إلا يوم وفاته.
ولذلك قوله تعالى: (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ) لم يقولوا ائت بكتاب.
● والله عندما قال (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) عبّر بالقرآن لأن هذا إنزال من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
إذا الكتاب قد يطلق ويُراد به بعضه، بعضه إلى وقت إنزال هذه الآية.
فالله تبارك وتعالى يعلم الأمة أن تحمد الله جل وعلا على أن أنزل على عبده الكتاب.
لكن بالنسبة لنا الكتاب المراد به القرآن كله، يعني كان وقت نزول هذه الآية المراد الآيات التي سبقت هذه الآية في النزول إلى أن أُنزلت، الآن وبما أن القرآن الكريم قد اكتمل إنزاله كله فكلمة الكتاب بالنسبة لنا هو القرآن كله.
● والقرآن هو الكتاب، القرآن: باعتباره مقروء، والكتاب باعتباره مكتوب.
وبالطبع أول ما أنزل القرآن لم يكن مكتوبا فقول الله جل وعلا (الكتاب) هذا دليل على أنه سيُكتب، وسيكتب في مصحف واحد.
والفرق بالنسبة لنا أن نكون على علم بهذا الذي قلته، أن المقصود من (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) نزول الآيات التي قبلها إلى وقت نزول هذه الآية. لكن بالنسبة لنا الآن فنحن نحمد الله جل وعلا أن أنزل على عبده الكتاب كاملا..
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
الله تبارك وتعالى عندما علمنا أن نحمده على أنه أنزل الكتاب قال: (ولم يجعل له عوجا قيما)
ينفي عن القرآن الكريم أن يكون فيه عوج.
● العوج في الأصل: انحراف جسم ما عن الشكل المستقيم، يعني انحراف شيء حسي عن الشكل المستقيم المعروف. ويطلق ويراد به الانحراف المعنوي عن الصواب. يعني هناك انحراف حسي وانحراف معنوي.
🔖كلمة (عوج) احتار أهل اللغة بالنسبة للاستعمال اللغوي هل بفتح العين (عَوج) يكون الانحراف المعنوي أم الانحراف الحسي؟
وهل بكسر العين (عِوج) هو الانحراف المعنوي أم الانحراف الحسي؟
فأهل اللغة حتى اليوم لم يستقروا على أي يكون العوج بفتح العين أم بكسرها.
🏷 الله تبارك وتعالى أضرب عن ذلك عندما أراد أن يشير إلى العوج المعنوي، أو العوج الحسي.
فإذا أراد الإشارة إلى العِوج الحسي يجعل الفعل قبله يتعدى بحرف الجر (في) الذي هو حرف الظرفية كما قال (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها، قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا) فالعِوج في الجبال عوج حسي وتعدى الفعل (لا ترى) إلى العوج الحسي بحرف الظرفية (في).
● أما إذا كان العوج معنويا فإنه يتعدى باللام كما قال الله هنا (ولم يجعل له عوجا).
🪧 ما معنى (ولم يجعل له عوجا) و (قيما)؟
● العوج: أن يكون في القرآن تناقض أو تضاد، فالله تبارك وتعالى يقول إن القرآن الكريم ليس فيه تناقض أو تضاد وإنما كل كلمة فيه لها دِلالة، ودلالة في المعنى، وكل حرف من حروف المعاني له دلالة ودلالة معنوية، يعني له أثر في المعنى.
🏷 وأما قوله (قيما) فكلمة (قيم) من الاستقامة، أي أن الله تبارك وتعالى جعل القرآن قيما ولم يجعل له عوجا.
ولذلك كلمة (قيما) حال من كلمة الكتاب، يعني الآية سياقها هكذا : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.
فكلمة (قيما) ليست نعت لكلمة (عوجا) وليست متعلقة بجملة (ولم يجعل له) حتى لا تدخل في النفي، ولذلك في قراءة حفص عندنا له سكت على الألف في كلمة (عوجا).
إذن الله تبارك وتعالى عندما قال (ولم يجعل له عوجا) هذه صفة كمال في ذات القرآن، يعني نفي العوج صفة كمال في القرآن الكريم.
وأما (قيما) فهي تدل على كمال الانتفاع بالقرآن الكريم.
فدلالة (ولم يجعل له عوجا) أن الكتاب كامل في ذاته.
ودلالة كلمة (قيما) تدل على أن القرآن كامل في الانتفاع به.
لأنه ليس كل كامل في ذاته يكون كاملا في الانتفاع به، هناك أشياء وأناس نجد في ذاتهم فيهم صفة الكمال لكنهم لا ينتفع بهم في شيء ولا يقدمون نفعا. فالقرآن الكريم كامل في ذاته وكامل في الانتفاع به.
🏷 ونفس معنى هاتين الجملتين موجود في قوله (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
فمعنى (لا ريب فيه) تدل على كمال القرآن في ذاته، أي لا تضاد ولا تناقض فيه،
و(هدى للمتقين) تدل على أنه كامل في الانتفاع به لأن المتقين قد انتفعوا بالقرآن، فليس الكل يتمكن من الانتفاع بالقرآن إلا من هداهم الله جل وعلا. إذا (ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين).
إذن القرآن الكريم أنزله الله على عبده وعلمنا أن نحمده على ذلك بأنه أنزل الكتاب على عبده، وأنه لم يجعل له عوجا بل جعله قيما.
فالقرآن كل من أراد الانتفاع به في الاهتداء يهديه الله تبارك وتعالى ويوفقه للاهتداء.
وأما من أعرض عن القرآن، أو من اتخذ القرآن للقراءة كحروف وكلمات فقط ولا يحاول أن يفهم معناه، أو يهتدي به فمعنى ذلك أن هذا الإنسان قد خسر الكثير.
🏷أما الفرق بين القرآن والفرقان:
●القرآن هو: الكتاب المقروء المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من أول مبعثه إلا يوم وفاته.
●أما الفرقان فهو الذي فرق الله به بين الحق والباطل، وبين الصالح المصلح وبين المُفسد لأنه ذكر صفات لهؤلاء وصفات لهؤلاء، وبيّن مصير هؤلاء ومصير هؤلاء.
----------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
ينفي عن القرآن الكريم أن يكون فيه عوج.
● العوج في الأصل: انحراف جسم ما عن الشكل المستقيم، يعني انحراف شيء حسي عن الشكل المستقيم المعروف. ويطلق ويراد به الانحراف المعنوي عن الصواب. يعني هناك انحراف حسي وانحراف معنوي.
🔖كلمة (عوج) احتار أهل اللغة بالنسبة للاستعمال اللغوي هل بفتح العين (عَوج) يكون الانحراف المعنوي أم الانحراف الحسي؟
وهل بكسر العين (عِوج) هو الانحراف المعنوي أم الانحراف الحسي؟
فأهل اللغة حتى اليوم لم يستقروا على أي يكون العوج بفتح العين أم بكسرها.
🏷 الله تبارك وتعالى أضرب عن ذلك عندما أراد أن يشير إلى العوج المعنوي، أو العوج الحسي.
فإذا أراد الإشارة إلى العِوج الحسي يجعل الفعل قبله يتعدى بحرف الجر (في) الذي هو حرف الظرفية كما قال (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها، قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا) فالعِوج في الجبال عوج حسي وتعدى الفعل (لا ترى) إلى العوج الحسي بحرف الظرفية (في).
● أما إذا كان العوج معنويا فإنه يتعدى باللام كما قال الله هنا (ولم يجعل له عوجا).
🪧 ما معنى (ولم يجعل له عوجا) و (قيما)؟
● العوج: أن يكون في القرآن تناقض أو تضاد، فالله تبارك وتعالى يقول إن القرآن الكريم ليس فيه تناقض أو تضاد وإنما كل كلمة فيه لها دِلالة، ودلالة في المعنى، وكل حرف من حروف المعاني له دلالة ودلالة معنوية، يعني له أثر في المعنى.
🏷 وأما قوله (قيما) فكلمة (قيم) من الاستقامة، أي أن الله تبارك وتعالى جعل القرآن قيما ولم يجعل له عوجا.
ولذلك كلمة (قيما) حال من كلمة الكتاب، يعني الآية سياقها هكذا : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.
فكلمة (قيما) ليست نعت لكلمة (عوجا) وليست متعلقة بجملة (ولم يجعل له) حتى لا تدخل في النفي، ولذلك في قراءة حفص عندنا له سكت على الألف في كلمة (عوجا).
إذن الله تبارك وتعالى عندما قال (ولم يجعل له عوجا) هذه صفة كمال في ذات القرآن، يعني نفي العوج صفة كمال في القرآن الكريم.
وأما (قيما) فهي تدل على كمال الانتفاع بالقرآن الكريم.
فدلالة (ولم يجعل له عوجا) أن الكتاب كامل في ذاته.
ودلالة كلمة (قيما) تدل على أن القرآن كامل في الانتفاع به.
لأنه ليس كل كامل في ذاته يكون كاملا في الانتفاع به، هناك أشياء وأناس نجد في ذاتهم فيهم صفة الكمال لكنهم لا ينتفع بهم في شيء ولا يقدمون نفعا. فالقرآن الكريم كامل في ذاته وكامل في الانتفاع به.
🏷 ونفس معنى هاتين الجملتين موجود في قوله (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
فمعنى (لا ريب فيه) تدل على كمال القرآن في ذاته، أي لا تضاد ولا تناقض فيه،
و(هدى للمتقين) تدل على أنه كامل في الانتفاع به لأن المتقين قد انتفعوا بالقرآن، فليس الكل يتمكن من الانتفاع بالقرآن إلا من هداهم الله جل وعلا. إذا (ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين).
إذن القرآن الكريم أنزله الله على عبده وعلمنا أن نحمده على ذلك بأنه أنزل الكتاب على عبده، وأنه لم يجعل له عوجا بل جعله قيما.
فالقرآن كل من أراد الانتفاع به في الاهتداء يهديه الله تبارك وتعالى ويوفقه للاهتداء.
وأما من أعرض عن القرآن، أو من اتخذ القرآن للقراءة كحروف وكلمات فقط ولا يحاول أن يفهم معناه، أو يهتدي به فمعنى ذلك أن هذا الإنسان قد خسر الكثير.
🏷أما الفرق بين القرآن والفرقان:
●القرآن هو: الكتاب المقروء المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من أول مبعثه إلا يوم وفاته.
●أما الفرقان فهو الذي فرق الله به بين الحق والباطل، وبين الصالح المصلح وبين المُفسد لأنه ذكر صفات لهؤلاء وصفات لهؤلاء، وبيّن مصير هؤلاء ومصير هؤلاء.
----------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
🏷 في قوله (لينذر بأسا شديدا) كأن ذلك علة لإنزال القرآن، لكن إنزال القرآن لا يقتصر في الحكمة من إنزاله أنه إنذار فقط، فهو إنذار وتبشير للمؤمنين، لأن الشيء يكون له أكثر من حكمة منها ما ظهر لنا، ومنها ما لم يظهر لنا.
■ (لينذر بأسا شديدا من لدنه)
عندما نقرأ (لينذر بأسا شديدا) الفاعل هو الله جل وعلا، أين المفعول به؟
🔖 المفعول به تركه الله تبارك وتعالى، لم يذكره لوجود دليل عليه، ما الدليل؟ أنه قال (ويبشر المؤمنين) إذا الإنذار للكافرين.أي يُفهم على أن الإنذار للكافر بدليل أنه قال (ويبشر المؤمنين).
س: لماذا لم يذكره الله تبارك وتعالى؟
● أولا: لوجود دليل عليه أنه يبشر المؤمن فيفهم من هذا أن الإنذار للكافر، وليُعمل الإنسان عقله وفهمه في ذلك. يعني القرآن الكريم يريد منا أن نتدبره ونحن نقرأه.
● ثانيا: أن الأهم هو المُنذَر به وليس الأهم من هو المُنذَر، لأن المُنذَر عُرف أنه الكافر وعليه دليل، فالأهم ألا تنشغل بالمُنذِر، ولا تنشغل بالمُنذَر، بل انتبه للمُنذَر به.
أين المُنذَر به؟
(بأسا شديدا من لدنه) المُنذَر به البأس الشديد.
🔖 البأس في أصل معناه: الشدة في الألم. ويطلق على القوة في الحرب.
لكن المراد به هنا قيل: هو شدة الحال في الدنيا، وقيل شدة الحال في الآخرة لأنه من لدن رب العالمين.
🪧 الفرق بين (عندنا) و (لدنا):
●أولا: أن كليهما ظرف يعني عندي ولدني.
لكن (لدني) أقرب في الظرفية من (عندي)
فإذا قلت: "الكتاب عندي" فمعنى (عندي) يعني قد يكون في بيتي، وقد يكون في مكان آخر وهو قريب مني لكنه ليس بين يدي، أما الكتاب لدني يعني تحت يدي. هذا في تعبيرنا نحن.
فقول الله (من لدنه) أي منه جل وعلا. ولذلك ربنا عندما أراد أن يعلمنا طلب الرحمة علمنا أن نطلبها من لدنه (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة) وأصحاب الكهف حين أووا إلى الكهف قالوا (ربنا آتنا من لدنك). فالله سبحانه وتعالى يعلمنا أن نطلب من الله قمة أنواع الرحمة وهي الرحمة التي تكون من لدنه.
فهنا البأس الشديد وُصف بالشدة نظرا لقوته ونظرا لصعوبته على الإنسان فما بالنا إذا كان من لدن رب العالمين!!
● يعني البأس الشديد (من لدنه) أي من لدن رب العالمين جل وعلا.
---------------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
■ (لينذر بأسا شديدا من لدنه)
عندما نقرأ (لينذر بأسا شديدا) الفاعل هو الله جل وعلا، أين المفعول به؟
🔖 المفعول به تركه الله تبارك وتعالى، لم يذكره لوجود دليل عليه، ما الدليل؟ أنه قال (ويبشر المؤمنين) إذا الإنذار للكافرين.أي يُفهم على أن الإنذار للكافر بدليل أنه قال (ويبشر المؤمنين).
س: لماذا لم يذكره الله تبارك وتعالى؟
● أولا: لوجود دليل عليه أنه يبشر المؤمن فيفهم من هذا أن الإنذار للكافر، وليُعمل الإنسان عقله وفهمه في ذلك. يعني القرآن الكريم يريد منا أن نتدبره ونحن نقرأه.
● ثانيا: أن الأهم هو المُنذَر به وليس الأهم من هو المُنذَر، لأن المُنذَر عُرف أنه الكافر وعليه دليل، فالأهم ألا تنشغل بالمُنذِر، ولا تنشغل بالمُنذَر، بل انتبه للمُنذَر به.
أين المُنذَر به؟
(بأسا شديدا من لدنه) المُنذَر به البأس الشديد.
🔖 البأس في أصل معناه: الشدة في الألم. ويطلق على القوة في الحرب.
لكن المراد به هنا قيل: هو شدة الحال في الدنيا، وقيل شدة الحال في الآخرة لأنه من لدن رب العالمين.
🪧 الفرق بين (عندنا) و (لدنا):
●أولا: أن كليهما ظرف يعني عندي ولدني.
لكن (لدني) أقرب في الظرفية من (عندي)
فإذا قلت: "الكتاب عندي" فمعنى (عندي) يعني قد يكون في بيتي، وقد يكون في مكان آخر وهو قريب مني لكنه ليس بين يدي، أما الكتاب لدني يعني تحت يدي. هذا في تعبيرنا نحن.
فقول الله (من لدنه) أي منه جل وعلا. ولذلك ربنا عندما أراد أن يعلمنا طلب الرحمة علمنا أن نطلبها من لدنه (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة) وأصحاب الكهف حين أووا إلى الكهف قالوا (ربنا آتنا من لدنك). فالله سبحانه وتعالى يعلمنا أن نطلب من الله قمة أنواع الرحمة وهي الرحمة التي تكون من لدنه.
فهنا البأس الشديد وُصف بالشدة نظرا لقوته ونظرا لصعوبته على الإنسان فما بالنا إذا كان من لدن رب العالمين!!
● يعني البأس الشديد (من لدنه) أي من لدن رب العالمين جل وعلا.
---------------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
■(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)) الكهف
في قوله (ويبشّر) قراءتان:
(ويبَشِّر) وهي من البشارة
و (يبْشُر) وهي مأخوذة من بشرة الوجه.
وبشرة الوجه هي التي يظهر عليها السعادة والسرور بالبشارة. فمعنى ذلك أن البشارة للمؤمنين سيظهر أثر تلك البشارة على ملامح وجوههم عندما يرونها ويرون الأجر الكريم الذي أعده الله يوم القيامة كما قال الله تعالى (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) إذا:
(يبْشُر) ظهور أثر البشارة على الوجه
(ويبَشِّر) هي البشارة
هناك موضع في القرآن الكريم لم ترد فيه القراءتان وهو في قوله تعالى(قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون) لأن هنا خليل الرحمن يستنكر (أبشرتموني على أن مسني الكبر) فهو يستنكر هذه البشارة لذلك لم تقرأ بالتخفيف عند أحد من القراء.
إذا (ويبَشِّر المؤمنين) (ويبْشُر المؤمنين) لأن القرآن الكريم منهج حياة ينبغي أن يطبق في حياتنا في كل شيء. ولذلك لعل هذا -والله أعلم- هو السر في تقديم تعليم القرآن على خلق الإنسان في سورة الرحمن.
يعني عندما قال الله (الرحمن علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان) هل تعليم القرآن قبل خلق الإنسان أم أن خلق الإنسان كان قبل تعليم القرآن؟
معنى (علِم القرآن ) أي أن الله تبارك وتعالى وضع المنهج المنظم لحياة العباد قبل أن يخلقهم لأنه يعلم طبيعة خلقه ويعلم ما يصلحهم فجعل تعليم القرآن يسبق خلق الإنسان. كما -ولله المثل الأعلى- المهندس عندما يصنع جهازا ألا يضع لهذا الجهاز النظام الذي يصلحه وكيف يصلحه من يريد كما يسمى الكتالوج. فالصانع يضع ما يصلح صنعته قبل أن يوجد المصنوع، وكما قال تعالى(صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون).
🏷 طبعا هناك فرق بين الصبغة وبين الصنعة. فالصبغة هو تنفيذ المصنوع منهج الله جل وعلا فكأنه صبغ بهذا المنهج ولذلك قال الله فيها (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) يعني أن الله وضع للعباد المنهج ووفقهم لهذا المنهج ووفق من أراد النجاح في هذا المنهج، وفقه الله تبارك وتعالى فكأنه مصبوغ بتلك الصبغة.
س: ماذا عن الأنبياء السابقين؟
الأنبياء السابقين لم يخرجوا عما في القرآن من أسس (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
أيضا جعل الله القرآن مهيمنا على ما قبله من الكتب (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) حتى من معاني القيوم المهيمن، أي أنه جعل القرآن قيما أي مهيمنا على الكتب السابقة. (****)
🔖(ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات) اشترط هنا شرطين اثنين في استحقاق الأجر: الإيمان والعمل الصالح. فالإيمان بلا عمل صالح هو الإيمان اللغوي ولا يعطي صاحبه الحق في استحقاق الأجر إلا بالعمل الصالح.
ولذلك قلت سابقا إن الله تبارك وتعالى جعل النفس المؤمنة التي لم تعمل الصالحات قط مع النفس الكافرة في حكم واحد عندما قال الله تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها) ذكر أن نفسا لن ينفعها الإيمان، طيب أي نفس يا رب؟
ذكر نفسين بعد ذلك قال:
●(لم تكن آمنت من قبل) هذه هي النفس الكافرة، فعندما تأتي بعض آيات ربك ويؤمن ويعلن إيمانه الذي لم يؤمن قبل ذلك لا يقبل منه إيمان في هذا الوقت.
وعبر بـ (بعض آيات ربك) إشارة إلى أن منها حالة الموت والاحتضار وقت خروج الروح. فإن وقت خروج الروح هي بعض آيات الله جل وعلا ومقدمات اليوم الآخر، فمن أتى في هذا الوقت وأعلن ايمانه لا يقبل منه.
● النفس الثانية: (أو كسبت في إيمانها خيرا) إذن هذه مؤمنة؟! نعم، نفس مؤمنة لكنها لم تكسب الخير قط، نفس مؤمنة لم تكسب الخير في عمومه. وكلمة (خيرا) هنا نكرة يعني لم يصلِ لله قط ولم يكن يعيش في الدنيا إلا ليأكل ويشرب فقط.
هناك أناس في المجتمعات على هذه الصفة، وناس كُثر -والعياذ بالله جل وعلا- ولا يدركون أن لهم ربا، يعيشون في الدنيا عيشة الحيوانات، مؤمنون إيمان لغوي، الإيمان بالبطاقة فقط، ولدت في مجتمع مؤمن فكانت مؤمنة إنما لم تفعل الخير قط.
(أو كسبت فيه إيمانها خيرا) لم يكسب الخير قط في حياته.
لكن هؤلاء مسؤولون منا مسؤولية كاملة.
كيف؟
القرآن الكريم أشركهم مع النفس الكافرة فهؤلاء يحتاجون إلى التوجيه بأسلوب جميل، بالأسلوب الذي ينفع مع هؤلاء، يعني كل واحد له أسلوبه، والآخر له أسلوبه، وكل واحد يصلح معه أسلوب لا يصلح مع الآخر.
وأنا قلت لكم سابقا في إحدى المحاضرات قريبا. أن هناك من وفقه الله جل وعلا وأخذ بأيدي هؤلاء بأسلوب جميل. لأن الأهم أن تأخذه إلى المسجد، أو أن تجعليها تصلي، بعد ذلك رب العباد هو الذي سيهدي قلبه أو قلبها لأنك لا تملك القلوب. ولأنك لا تملك قلبك، يعني قلبك أنت لا تملكه.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
في قوله (ويبشّر) قراءتان:
(ويبَشِّر) وهي من البشارة
و (يبْشُر) وهي مأخوذة من بشرة الوجه.
وبشرة الوجه هي التي يظهر عليها السعادة والسرور بالبشارة. فمعنى ذلك أن البشارة للمؤمنين سيظهر أثر تلك البشارة على ملامح وجوههم عندما يرونها ويرون الأجر الكريم الذي أعده الله يوم القيامة كما قال الله تعالى (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) إذا:
(يبْشُر) ظهور أثر البشارة على الوجه
(ويبَشِّر) هي البشارة
هناك موضع في القرآن الكريم لم ترد فيه القراءتان وهو في قوله تعالى(قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون) لأن هنا خليل الرحمن يستنكر (أبشرتموني على أن مسني الكبر) فهو يستنكر هذه البشارة لذلك لم تقرأ بالتخفيف عند أحد من القراء.
إذا (ويبَشِّر المؤمنين) (ويبْشُر المؤمنين) لأن القرآن الكريم منهج حياة ينبغي أن يطبق في حياتنا في كل شيء. ولذلك لعل هذا -والله أعلم- هو السر في تقديم تعليم القرآن على خلق الإنسان في سورة الرحمن.
يعني عندما قال الله (الرحمن علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان) هل تعليم القرآن قبل خلق الإنسان أم أن خلق الإنسان كان قبل تعليم القرآن؟
معنى (علِم القرآن ) أي أن الله تبارك وتعالى وضع المنهج المنظم لحياة العباد قبل أن يخلقهم لأنه يعلم طبيعة خلقه ويعلم ما يصلحهم فجعل تعليم القرآن يسبق خلق الإنسان. كما -ولله المثل الأعلى- المهندس عندما يصنع جهازا ألا يضع لهذا الجهاز النظام الذي يصلحه وكيف يصلحه من يريد كما يسمى الكتالوج. فالصانع يضع ما يصلح صنعته قبل أن يوجد المصنوع، وكما قال تعالى(صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون).
🏷 طبعا هناك فرق بين الصبغة وبين الصنعة. فالصبغة هو تنفيذ المصنوع منهج الله جل وعلا فكأنه صبغ بهذا المنهج ولذلك قال الله فيها (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) يعني أن الله وضع للعباد المنهج ووفقهم لهذا المنهج ووفق من أراد النجاح في هذا المنهج، وفقه الله تبارك وتعالى فكأنه مصبوغ بتلك الصبغة.
س: ماذا عن الأنبياء السابقين؟
الأنبياء السابقين لم يخرجوا عما في القرآن من أسس (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
أيضا جعل الله القرآن مهيمنا على ما قبله من الكتب (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) حتى من معاني القيوم المهيمن، أي أنه جعل القرآن قيما أي مهيمنا على الكتب السابقة. (****)
🔖(ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات) اشترط هنا شرطين اثنين في استحقاق الأجر: الإيمان والعمل الصالح. فالإيمان بلا عمل صالح هو الإيمان اللغوي ولا يعطي صاحبه الحق في استحقاق الأجر إلا بالعمل الصالح.
ولذلك قلت سابقا إن الله تبارك وتعالى جعل النفس المؤمنة التي لم تعمل الصالحات قط مع النفس الكافرة في حكم واحد عندما قال الله تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها) ذكر أن نفسا لن ينفعها الإيمان، طيب أي نفس يا رب؟
ذكر نفسين بعد ذلك قال:
●(لم تكن آمنت من قبل) هذه هي النفس الكافرة، فعندما تأتي بعض آيات ربك ويؤمن ويعلن إيمانه الذي لم يؤمن قبل ذلك لا يقبل منه إيمان في هذا الوقت.
وعبر بـ (بعض آيات ربك) إشارة إلى أن منها حالة الموت والاحتضار وقت خروج الروح. فإن وقت خروج الروح هي بعض آيات الله جل وعلا ومقدمات اليوم الآخر، فمن أتى في هذا الوقت وأعلن ايمانه لا يقبل منه.
● النفس الثانية: (أو كسبت في إيمانها خيرا) إذن هذه مؤمنة؟! نعم، نفس مؤمنة لكنها لم تكسب الخير قط، نفس مؤمنة لم تكسب الخير في عمومه. وكلمة (خيرا) هنا نكرة يعني لم يصلِ لله قط ولم يكن يعيش في الدنيا إلا ليأكل ويشرب فقط.
هناك أناس في المجتمعات على هذه الصفة، وناس كُثر -والعياذ بالله جل وعلا- ولا يدركون أن لهم ربا، يعيشون في الدنيا عيشة الحيوانات، مؤمنون إيمان لغوي، الإيمان بالبطاقة فقط، ولدت في مجتمع مؤمن فكانت مؤمنة إنما لم تفعل الخير قط.
(أو كسبت فيه إيمانها خيرا) لم يكسب الخير قط في حياته.
لكن هؤلاء مسؤولون منا مسؤولية كاملة.
كيف؟
القرآن الكريم أشركهم مع النفس الكافرة فهؤلاء يحتاجون إلى التوجيه بأسلوب جميل، بالأسلوب الذي ينفع مع هؤلاء، يعني كل واحد له أسلوبه، والآخر له أسلوبه، وكل واحد يصلح معه أسلوب لا يصلح مع الآخر.
وأنا قلت لكم سابقا في إحدى المحاضرات قريبا. أن هناك من وفقه الله جل وعلا وأخذ بأيدي هؤلاء بأسلوب جميل. لأن الأهم أن تأخذه إلى المسجد، أو أن تجعليها تصلي، بعد ذلك رب العباد هو الذي سيهدي قلبه أو قلبها لأنك لا تملك القلوب. ولأنك لا تملك قلبك، يعني قلبك أنت لا تملكه.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#المحاضرة_الثالثة (١)
(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)) الكهف
●المبشر به هنا قوله: (أن لهم أجرا حسنا) هذا هو المبشر به لهؤلاء المؤمنين.
المبشر به في سورة الإسراء في قوله تعالى (أن هذا يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )
■فلماذا في سورة الإسراء (أجرا كبيرا) وهنا في الكهف (أجرا حسنا)؟ وهل هناك فرق بين الأجر الحسن والأجر الكبير؟
ج: كل بشارة بأجر في الآخرة تكون الجنة، يعني الأجر الحسن المراد به الجنة، والأجر الكبير أيضا الجنة، والأجر الكريم أيضا الجنة. والله تبارك وتعالى يسميه أجرا كأنه عقد مقابل عمل مع أنه ليس كذلك.
● مع أن العباد سيدخلون الجنة برحمة الله جل وعلا فلماذا يسميه أجرا؟
ج: ليجعل العباد يُقبلون على العمل لأن الأجر يكون مُستَحقا عن عمل، والأجير يعلم أنه في نهاية العمل سيحصل على أجره لا محالة، فلكي يؤكد الله تبارك وتعالى أن هذا الأجر سيكون لكم ولهؤلاء المؤمنين يسميه الله تبارك وتعالى أجرا، ولأن الأجر في الدنيا يأخذه الإنسان.
بيّن الله أن الأجر الذي يأخذه في الآخرة هو توفيت أجره، يعني أنتم تأخذون أجرا في الدنيا لكنه أقل من حقكم لكن في الآخرة (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فالتوفية للأجر ستكون في الآخرة ترغيبا في هذا الأجر.
🏷 لماذا قال في الإسراء (أجرا كبيرا) وهنا في الكهف (أجرا حسنا)؟
الجنة درجات وكل هذه الأجور يستحقها المؤمن في الآخرة في الجنة إن شاء الله، لكن كما نعلم أن الفردوس الأعلى هو أعلى درجات الجنة ولذلك الأجر الكريم هو أعلى الدرجات وهو قمة الأجور ولذلك تقرأونه دائما في إقراض الله قرضا حسنا، والمتصدق الذي يتصدق ويقرض الله قرضا حسنا (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) (إن المصَدقين والمصَدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم) الأجر الكريم يأتي مع إقراض الله جل وعلا، أي الإخلاص في الصدقة، المؤمن الذي يتصدق ويخلص في صدقته ولذلك في سورة الحديد قال الله (فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير) هؤلاء آمنوا وأنفقوا فقط، لم يقرضوا الله فأجرهم كبير، بينما الذين أقرضوا الله قرضا حسنا أجرهم كريم. إذن الأجر الكريم هو القمة لأن كلمة كريم دائما تستعمل للقمة. حتى في القول لم يأمرنا الله بالقول الكريم إلا مع الوالدين (وقل لهما قولا كريما)، مع العباد المسلم وغير المسلم (وقولوا للناس حسنا)، مع المؤمن (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) والقول المعروف أيضا بين العباد، والقول الميسور بينك وبين الأقارب، والقول السديد هو في عموم القول أن يقول الإنسان القول السديد في كلامه وفي حكمه وفي إبداء رأيه، في كل هذا يكون قوله قولا سديدا.
لكن القول الكريم لم يستعمل إلا مع الوالدين.
إذا الأجر الكريم رقم واحد، رقم إثنين الأجر الكبير، لأن الكبير من الكِبَر، الكبر في الحجم. لكن الكريم في مكانة أعلى، والأجر العظيم بعد الأجر الكبير، ثم بعد ذلك الأجر الحسن. هذه الأجور كلها في الجنة ومن أهل الجنة.
إذا الأجر الكبير أعظم من الأجر الحسن، يعني هو في مرتبة أعلى، لماذا؟
نجد أن في الإسراء وصف الله القرآن بأنه يهدي للتي هي أقوم، وطالما أنه يهدي للتي هي أقوم يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات، ويبشره ببشريين:
البشرى الأولى: أن لهم أجرا كبيرا
والبشرى الثانية: أن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما.
هذه من بشريات المؤمن، أنه يعلم أنه فاز بالأجر الكبير. بينما الذي لم يؤمن وترك الإيمان وترك هداية القرآن التي يهدي بها للتي هي أقوم هذا الذي أعد الله لهم عذابا أليما.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)) الكهف
●المبشر به هنا قوله: (أن لهم أجرا حسنا) هذا هو المبشر به لهؤلاء المؤمنين.
المبشر به في سورة الإسراء في قوله تعالى (أن هذا يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )
■فلماذا في سورة الإسراء (أجرا كبيرا) وهنا في الكهف (أجرا حسنا)؟ وهل هناك فرق بين الأجر الحسن والأجر الكبير؟
ج: كل بشارة بأجر في الآخرة تكون الجنة، يعني الأجر الحسن المراد به الجنة، والأجر الكبير أيضا الجنة، والأجر الكريم أيضا الجنة. والله تبارك وتعالى يسميه أجرا كأنه عقد مقابل عمل مع أنه ليس كذلك.
● مع أن العباد سيدخلون الجنة برحمة الله جل وعلا فلماذا يسميه أجرا؟
ج: ليجعل العباد يُقبلون على العمل لأن الأجر يكون مُستَحقا عن عمل، والأجير يعلم أنه في نهاية العمل سيحصل على أجره لا محالة، فلكي يؤكد الله تبارك وتعالى أن هذا الأجر سيكون لكم ولهؤلاء المؤمنين يسميه الله تبارك وتعالى أجرا، ولأن الأجر في الدنيا يأخذه الإنسان.
بيّن الله أن الأجر الذي يأخذه في الآخرة هو توفيت أجره، يعني أنتم تأخذون أجرا في الدنيا لكنه أقل من حقكم لكن في الآخرة (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فالتوفية للأجر ستكون في الآخرة ترغيبا في هذا الأجر.
🏷 لماذا قال في الإسراء (أجرا كبيرا) وهنا في الكهف (أجرا حسنا)؟
الجنة درجات وكل هذه الأجور يستحقها المؤمن في الآخرة في الجنة إن شاء الله، لكن كما نعلم أن الفردوس الأعلى هو أعلى درجات الجنة ولذلك الأجر الكريم هو أعلى الدرجات وهو قمة الأجور ولذلك تقرأونه دائما في إقراض الله قرضا حسنا، والمتصدق الذي يتصدق ويقرض الله قرضا حسنا (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) (إن المصَدقين والمصَدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم) الأجر الكريم يأتي مع إقراض الله جل وعلا، أي الإخلاص في الصدقة، المؤمن الذي يتصدق ويخلص في صدقته ولذلك في سورة الحديد قال الله (فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير) هؤلاء آمنوا وأنفقوا فقط، لم يقرضوا الله فأجرهم كبير، بينما الذين أقرضوا الله قرضا حسنا أجرهم كريم. إذن الأجر الكريم هو القمة لأن كلمة كريم دائما تستعمل للقمة. حتى في القول لم يأمرنا الله بالقول الكريم إلا مع الوالدين (وقل لهما قولا كريما)، مع العباد المسلم وغير المسلم (وقولوا للناس حسنا)، مع المؤمن (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) والقول المعروف أيضا بين العباد، والقول الميسور بينك وبين الأقارب، والقول السديد هو في عموم القول أن يقول الإنسان القول السديد في كلامه وفي حكمه وفي إبداء رأيه، في كل هذا يكون قوله قولا سديدا.
لكن القول الكريم لم يستعمل إلا مع الوالدين.
إذا الأجر الكريم رقم واحد، رقم إثنين الأجر الكبير، لأن الكبير من الكِبَر، الكبر في الحجم. لكن الكريم في مكانة أعلى، والأجر العظيم بعد الأجر الكبير، ثم بعد ذلك الأجر الحسن. هذه الأجور كلها في الجنة ومن أهل الجنة.
إذا الأجر الكبير أعظم من الأجر الحسن، يعني هو في مرتبة أعلى، لماذا؟
نجد أن في الإسراء وصف الله القرآن بأنه يهدي للتي هي أقوم، وطالما أنه يهدي للتي هي أقوم يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات، ويبشره ببشريين:
البشرى الأولى: أن لهم أجرا كبيرا
والبشرى الثانية: أن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما.
هذه من بشريات المؤمن، أنه يعلم أنه فاز بالأجر الكبير. بينما الذي لم يؤمن وترك الإيمان وترك هداية القرآن التي يهدي بها للتي هي أقوم هذا الذي أعد الله لهم عذابا أليما.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الثالثة (٢)
إذا في الإسراء ذكر أن القرآن يهدي للتي هي أقوم فمن يتبع هداية القرآن للتي هي أقوم يفوز بالبشريين، يفوز بأنه له أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما فكان هنا الأجر الكبير.
إنما معنا في سورة الكهف لم يذكر الله أن القرآن يهدي للتي هي أقوم. بشرى للمؤمن عندما يعلم أن الذي لم يسر في طريق الإيمان معه أعد الله له عذابا أليما فهي بشرى للمؤمن. كما يقول الإنسان لابنه إذا اجتهدت وبذلت مجهودا فأنت تتفوق في الاختبار، بينما الذي لم يفعل ذلك سيرسب ويتعثر في الاختبار، فهو يعلم أنه فاز وأنه ابتعد عن طريق الرسوب والتعثر ، كما قال الله تعالى: (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة) يعني دخول الجنة نعمتان وليس نعمة واحدة، فليست القضية في دخول الجنة فقط، إنما الفوز الأكبر في النجاة من النار. إذن الذي يحقق الفوز هو الذي يتحقق معه البشريين أنه يدخل الجنة وأنه ينجو من النار، لأن هناك أصحاب معاصي سيدخلون النار أولا حتى يؤدوا ما عليهم ثم يخرجون من النار إلى الجنة، وهناك من سيكون على الأعراف من أهل الأعراف، فيكون الفائز هو الذي يدخل الجنة وينجو من النار. إذن الذي يدخل الجنة حصل على النعمتين (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز).
فهنا عندما بشر الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا، لماذا أجر كبير؟
لأن سياق الآية أن القرآن يهدي للتي هي أقوم فمن اتبع هداية القرآن واهتدى للتي هي أقوم يبشره القرآن بهاتين البشريين:
● البشرى الأولى: أن لهم أجرا كبيرا.
● البشرى الثانية: أن الله أعد للذين لا يؤمنون عذابا أليما.
يعني أن الأصل اتباع هداية القرآن، وهداية القرآن يهدي للتي هي أقوم.
🔖(أقوم) أفعل تفضيل، وأفعل التفضيل يحتاج مفضلا عليه، يعني جار ومجرور بعد أفعل التفضيل، فالقرآن يهدي للتي هي أقوم من ماذا؟ حُذف المفضل عليه هنا حتى يكون القرآن هاديا للتي هي أقوم من كل طرق يدعي أصحابها الهداية، برامج، طرق، محاور، ....الخ، فهو يهدي للتي هي أقوم. كلما أتوا بطريق وادعوا أن فيه هداية نقول لهم القرآن يهدي للتي هي أقوم، أقوم من كل شيء، لا يوجد هناك هداية في الكون كله أقوم، ولا أبلغ، ولا أعظم من هداية القرآن. فهنا أتى الأجر الكبير.
🏷 إنما عندنا في سورة الكهف (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) لماذا أجرا حسنا وليس كبيرا؟
لأن رب العباد لم يذكر هاهنا هداية القرآن للتي هي أقوم.
🔖ستقولون هو ذكر أن القرآن قيم في قوله (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا* قيما)
أقول لكم القرآن قيم بمعنى أنه صالح للانتفاع به لمن أراد الانتفاع لأن القرآن هنا وصف بوصفين:
● الوصف الأول: (ولم يجعل له عوجاء) هذا يدل على كمال القرآن في ذاته. بمعنى أن القرآن لا تناقض فيه، ولا تضاد فيه، لا نجد تناقضا بين آية وآية أخرى إطلاقا.
● وكلمة (قيما) أي أنه صالح للانتفاع به لمن أراد الانتفاع.
وهذا وصف للقرآن في إنزاله (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) فمن انتفع بالقرآن واهتدى بالقرآن هو الذي اهتدى بطرق هداية القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم، فإذا (يهدي للتي هي أقوم) التنفيذ الفعلي لمفهوم قيما. يعني القرآن قيم قبل أن ينتفع به العباد، انتفعوا به فهم بذلك اتبعوا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم. فهل (قيما) تكون هي (يهدي للتي هي أقوم)؟
هنا لم يذكر الله أن القرآن يهدي للتي هي أقوم، ولم يذكر على البشارة بأن لهم أجرا حسنا إلا أن جعل المقابل إنذار آخر للذين قالوا اتخذ الله ولدا، لكنه لم يذكر أن الله أعدّ عذابا أليما لمن لا يؤمن بالآخرة كما هناك. فإذا هنا أجرا حسنا.
🏷 بعد ذلك قال الله (مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا)
🔖( ماكثين) المكث هو: الاستقرار في مكان، يعني فلان ماكث في المكان الفلاني يعني مستقر فيه.
● كلمة (أبدا) جاءت تأكيد لـ(ماكثين) يعني ماكثين أبدا فيه. فمعنى ذلك مجموع (ماكثين) مع (أبدا) أعطتني دلالة الإحاطة والدوام، يعني هؤلاء الذين بشّرهم الله بأن لهم الأجر الحسن سيكونون مستقرين في هذا المكان وهو الجنة، الأجر الحسن هو الجنة، والأجر الحسن محيط بهم لا يفارقهم، يعني كلمة (أبدا) أكدت المكث والإحاطة والدوام هذا معنى (ماكثين فيه أبدا).
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
إذا في الإسراء ذكر أن القرآن يهدي للتي هي أقوم فمن يتبع هداية القرآن للتي هي أقوم يفوز بالبشريين، يفوز بأنه له أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما فكان هنا الأجر الكبير.
إنما معنا في سورة الكهف لم يذكر الله أن القرآن يهدي للتي هي أقوم. بشرى للمؤمن عندما يعلم أن الذي لم يسر في طريق الإيمان معه أعد الله له عذابا أليما فهي بشرى للمؤمن. كما يقول الإنسان لابنه إذا اجتهدت وبذلت مجهودا فأنت تتفوق في الاختبار، بينما الذي لم يفعل ذلك سيرسب ويتعثر في الاختبار، فهو يعلم أنه فاز وأنه ابتعد عن طريق الرسوب والتعثر ، كما قال الله تعالى: (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة) يعني دخول الجنة نعمتان وليس نعمة واحدة، فليست القضية في دخول الجنة فقط، إنما الفوز الأكبر في النجاة من النار. إذن الذي يحقق الفوز هو الذي يتحقق معه البشريين أنه يدخل الجنة وأنه ينجو من النار، لأن هناك أصحاب معاصي سيدخلون النار أولا حتى يؤدوا ما عليهم ثم يخرجون من النار إلى الجنة، وهناك من سيكون على الأعراف من أهل الأعراف، فيكون الفائز هو الذي يدخل الجنة وينجو من النار. إذن الذي يدخل الجنة حصل على النعمتين (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز).
فهنا عندما بشر الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا، لماذا أجر كبير؟
لأن سياق الآية أن القرآن يهدي للتي هي أقوم فمن اتبع هداية القرآن واهتدى للتي هي أقوم يبشره القرآن بهاتين البشريين:
● البشرى الأولى: أن لهم أجرا كبيرا.
● البشرى الثانية: أن الله أعد للذين لا يؤمنون عذابا أليما.
يعني أن الأصل اتباع هداية القرآن، وهداية القرآن يهدي للتي هي أقوم.
🔖(أقوم) أفعل تفضيل، وأفعل التفضيل يحتاج مفضلا عليه، يعني جار ومجرور بعد أفعل التفضيل، فالقرآن يهدي للتي هي أقوم من ماذا؟ حُذف المفضل عليه هنا حتى يكون القرآن هاديا للتي هي أقوم من كل طرق يدعي أصحابها الهداية، برامج، طرق، محاور، ....الخ، فهو يهدي للتي هي أقوم. كلما أتوا بطريق وادعوا أن فيه هداية نقول لهم القرآن يهدي للتي هي أقوم، أقوم من كل شيء، لا يوجد هناك هداية في الكون كله أقوم، ولا أبلغ، ولا أعظم من هداية القرآن. فهنا أتى الأجر الكبير.
🏷 إنما عندنا في سورة الكهف (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) لماذا أجرا حسنا وليس كبيرا؟
لأن رب العباد لم يذكر هاهنا هداية القرآن للتي هي أقوم.
🔖ستقولون هو ذكر أن القرآن قيم في قوله (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا* قيما)
أقول لكم القرآن قيم بمعنى أنه صالح للانتفاع به لمن أراد الانتفاع لأن القرآن هنا وصف بوصفين:
● الوصف الأول: (ولم يجعل له عوجاء) هذا يدل على كمال القرآن في ذاته. بمعنى أن القرآن لا تناقض فيه، ولا تضاد فيه، لا نجد تناقضا بين آية وآية أخرى إطلاقا.
● وكلمة (قيما) أي أنه صالح للانتفاع به لمن أراد الانتفاع.
وهذا وصف للقرآن في إنزاله (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) فمن انتفع بالقرآن واهتدى بالقرآن هو الذي اهتدى بطرق هداية القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم، فإذا (يهدي للتي هي أقوم) التنفيذ الفعلي لمفهوم قيما. يعني القرآن قيم قبل أن ينتفع به العباد، انتفعوا به فهم بذلك اتبعوا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم. فهل (قيما) تكون هي (يهدي للتي هي أقوم)؟
هنا لم يذكر الله أن القرآن يهدي للتي هي أقوم، ولم يذكر على البشارة بأن لهم أجرا حسنا إلا أن جعل المقابل إنذار آخر للذين قالوا اتخذ الله ولدا، لكنه لم يذكر أن الله أعدّ عذابا أليما لمن لا يؤمن بالآخرة كما هناك. فإذا هنا أجرا حسنا.
🏷 بعد ذلك قال الله (مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا)
🔖( ماكثين) المكث هو: الاستقرار في مكان، يعني فلان ماكث في المكان الفلاني يعني مستقر فيه.
● كلمة (أبدا) جاءت تأكيد لـ(ماكثين) يعني ماكثين أبدا فيه. فمعنى ذلك مجموع (ماكثين) مع (أبدا) أعطتني دلالة الإحاطة والدوام، يعني هؤلاء الذين بشّرهم الله بأن لهم الأجر الحسن سيكونون مستقرين في هذا المكان وهو الجنة، الأجر الحسن هو الجنة، والأجر الحسن محيط بهم لا يفارقهم، يعني كلمة (أبدا) أكدت المكث والإحاطة والدوام هذا معنى (ماكثين فيه أبدا).
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الثالثة (٣)
● وهنا يُشبّه الله تبارك وتعالى ما لأهل الجنة من اللذة والنعيم بالظرف الذي يُستقر فيه حال الإنسان، فالظرف الذي يُستقر فيه حال الإنسان ويكون محيطا بالإنسان ودائما ومستمرا وهو الأجر الحسن الذي أعده الله لأهل الجنة.
نفس معنى (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) ورد في أول سورة يونس (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) القدم الصدق هو: الأجر الحسن في الجنة.
● قدم الصدق بمعنى أنهم كانوا صادقين في إيمانهم، صادقين في أقوالهم، صادقين في أفعالهم، فهم صادقون في كل شيء. وهذا هو الذي يقال له قدم صدق، يعني كأنهم في كل تصرفاتهم وفي كل أفعالهم وفي كل أقوالهم هم صادقون فاستحقوا الأجر الحسن في الجنة والمكث فيه أبدأ. هذا معنى (ماكثين فيه أبدأ) وإفادتها الإحاطة والدوام.
🏷 (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))
س: ألم يذكر الله الإنذار في أول الآية؟
ذكر الله الإنذار في أول الآية لكن هناك المُنذر به البأس الشديد من لدنه، البأس الشديد من لدنه كان علة لمن لم يتبع القرآن، لمن لم يهتدِ بالقرآن. فالذي لم يهتد بالقرآن جعل الله القرآن وتبليغ القرآن له إنذار من الله جل وعلا ببأس شديد يعيشه ويحياه.
● البأس الشديد قد يكون في الدنيا والبعض قصره على الدنيا فقط وجعل السبب في ذلك أن الله قال بعد ذلك في الآخرة (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) فهناك إنذار آخر، وإنذار معطوف على التبشير (ويبشر المؤمنين).
طيب الإنذار بالبأس الشديد في الدنيا قد يقال: كيف ينذرهم الله بالبأس الشديد في الدنيا وهم أصحاب الأموال وأصحاب الممتلكات، وأصحاب الاختراعات و..و..الخ؟
البأس الشديد هو البأس المعنوي، يعني أنهم ليس لهم رب يلجأون إليه، فهم يعيشون حياة كحياة الأموات، وعندهم القلق الدائم والخوف الدائم، والتخوف من كل شيء. أما المؤمن فهو متوكل على ربه جل وعلا.
وهذا يماثله قول الله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) ، كيف (معيشة ضنكا) وهم يعيشون معيشة المترفين،أو معيشة الترف؟
ج: أيضا هنا الضنك المعنوي، الضيق المعنوي الضيق الداخلي.
ولذلك (لقد خلقنا الإنسان في كبد) الكبد هو المشقة، وقالوا الإنسان هنا جنس الانسان يعني يشمل الكافر والمؤمن، لكن الكبد الذي يعانيه المؤمن كبد جسدي، مشقة في العمل، سعي واجتهاد في الحصول على رزقه، هذا هو الكبد الذي يعيشه المؤمن.
أما الكبد الذي يعيشه الكافر فهو الكبد المعنوي وهو أشد من الكبد الجسدي، الكبد الجسدي لو نام الإنسان بضع ساعات يرتاح، لكن الكبد المعنوي -وأنتم بالتأكيد- جربتم القلق والتوتر عندما تصابون بشيء ما. هل الذي يصاب بالكَبَد المعنوي يستطيع النوم مرتاحا؟ إطلاقا.
يعني إذا أصاب المؤمن الكبد المعنوي، ولم يُحسن التوكل على الله جل وعلا، وحتى لو أحسن التوكل على الله فعنده النسبة البشرية التي أحيانا، أو في بعض الأحيان يصور له الشيطان هذه الأمور بما يجعله يعيش في قلق لكن عندما يتذكر أن له ربا وأن الله قادر على كل شيء يرتاح.
● إذا البأس الشديد إن كان في الدنيا سيكون الإنذار بقوله (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) في الآخرة ليكون مقابلا لبشرى المؤمنين الذين يعملون الصالحات (أن لهم أجرا حسنا).
◀️ وهناك من المفسرين من قال: الإنذار الأول هو إنذار في الدنيا وفي الآخرة لأن الإنذار بالبأس الشديد في الدنيا ناشئ عن إعراضه عن القرآن، وطالما كذلك فإذا مات فسيستمر معه البأس الشديد وهو العذاب. فلو قلنا بأن البأس الشديد في الدنيا وفي الآخرة تكون (وينذر) الثانية تأكيد ل (لينذر) الأولى.
(وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))
🔖(اتخذ) تستعمل لعلتين أو لأمرين:
●الذي يتخذ الشيء فإنه يجعله لفائدة عاجلة يحتاج لها، يعني الإنسان إذا اتخذ بيتا، اتخذ بيتا لماذا؟ للسُكنى فيه، ليؤجره ويكون مثلا مصدر دخل له، المهم أنه اتخذ الشيء لفائدة ما.
● والمعنى الثاني: أنه يريد الاستئثار بهذا الشيء ليكون هو المنتفع به الوحيد.
يعني إما أن يتخذه لفائدة، وإما أن يستأثر به ليكون هو وحده المستفيد منه.
فهذان المعنيان هنا:
هل رب العباد يحتاج لفائدة حتى يتخذ ولدا؟
هل يحتاج أن يستأثر بالشيء؟
هل هو في حاجة لأن يكون له ولد؟
● إذا هم زعموا هذا القول أن الله جل وعلا اتخذ ولدا.
هل الإنذار هنا للمشركين الذين قالو اتخذ الله ولدا ولمن قال اتخذ الله ولدا؟
● نقول: لا. هنا لكل كافرا بالله جل وعلا، والله ذكر قمة الكفر وهم الذين قالو اتخذ الله ولدا، فهؤلاء يريدون إبراز النقص في حق الله جل وعلا، والله يريد أن يُبين مساوءهم ويبين شناعة قولهم وفظاعته، فهم بقولهم اتخذ الله ولدا ارتكبوا جُرما شنيعا.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
● وهنا يُشبّه الله تبارك وتعالى ما لأهل الجنة من اللذة والنعيم بالظرف الذي يُستقر فيه حال الإنسان، فالظرف الذي يُستقر فيه حال الإنسان ويكون محيطا بالإنسان ودائما ومستمرا وهو الأجر الحسن الذي أعده الله لأهل الجنة.
نفس معنى (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) ورد في أول سورة يونس (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) القدم الصدق هو: الأجر الحسن في الجنة.
● قدم الصدق بمعنى أنهم كانوا صادقين في إيمانهم، صادقين في أقوالهم، صادقين في أفعالهم، فهم صادقون في كل شيء. وهذا هو الذي يقال له قدم صدق، يعني كأنهم في كل تصرفاتهم وفي كل أفعالهم وفي كل أقوالهم هم صادقون فاستحقوا الأجر الحسن في الجنة والمكث فيه أبدأ. هذا معنى (ماكثين فيه أبدأ) وإفادتها الإحاطة والدوام.
🏷 (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))
س: ألم يذكر الله الإنذار في أول الآية؟
ذكر الله الإنذار في أول الآية لكن هناك المُنذر به البأس الشديد من لدنه، البأس الشديد من لدنه كان علة لمن لم يتبع القرآن، لمن لم يهتدِ بالقرآن. فالذي لم يهتد بالقرآن جعل الله القرآن وتبليغ القرآن له إنذار من الله جل وعلا ببأس شديد يعيشه ويحياه.
● البأس الشديد قد يكون في الدنيا والبعض قصره على الدنيا فقط وجعل السبب في ذلك أن الله قال بعد ذلك في الآخرة (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) فهناك إنذار آخر، وإنذار معطوف على التبشير (ويبشر المؤمنين).
طيب الإنذار بالبأس الشديد في الدنيا قد يقال: كيف ينذرهم الله بالبأس الشديد في الدنيا وهم أصحاب الأموال وأصحاب الممتلكات، وأصحاب الاختراعات و..و..الخ؟
البأس الشديد هو البأس المعنوي، يعني أنهم ليس لهم رب يلجأون إليه، فهم يعيشون حياة كحياة الأموات، وعندهم القلق الدائم والخوف الدائم، والتخوف من كل شيء. أما المؤمن فهو متوكل على ربه جل وعلا.
وهذا يماثله قول الله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) ، كيف (معيشة ضنكا) وهم يعيشون معيشة المترفين،أو معيشة الترف؟
ج: أيضا هنا الضنك المعنوي، الضيق المعنوي الضيق الداخلي.
ولذلك (لقد خلقنا الإنسان في كبد) الكبد هو المشقة، وقالوا الإنسان هنا جنس الانسان يعني يشمل الكافر والمؤمن، لكن الكبد الذي يعانيه المؤمن كبد جسدي، مشقة في العمل، سعي واجتهاد في الحصول على رزقه، هذا هو الكبد الذي يعيشه المؤمن.
أما الكبد الذي يعيشه الكافر فهو الكبد المعنوي وهو أشد من الكبد الجسدي، الكبد الجسدي لو نام الإنسان بضع ساعات يرتاح، لكن الكبد المعنوي -وأنتم بالتأكيد- جربتم القلق والتوتر عندما تصابون بشيء ما. هل الذي يصاب بالكَبَد المعنوي يستطيع النوم مرتاحا؟ إطلاقا.
يعني إذا أصاب المؤمن الكبد المعنوي، ولم يُحسن التوكل على الله جل وعلا، وحتى لو أحسن التوكل على الله فعنده النسبة البشرية التي أحيانا، أو في بعض الأحيان يصور له الشيطان هذه الأمور بما يجعله يعيش في قلق لكن عندما يتذكر أن له ربا وأن الله قادر على كل شيء يرتاح.
● إذا البأس الشديد إن كان في الدنيا سيكون الإنذار بقوله (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) في الآخرة ليكون مقابلا لبشرى المؤمنين الذين يعملون الصالحات (أن لهم أجرا حسنا).
◀️ وهناك من المفسرين من قال: الإنذار الأول هو إنذار في الدنيا وفي الآخرة لأن الإنذار بالبأس الشديد في الدنيا ناشئ عن إعراضه عن القرآن، وطالما كذلك فإذا مات فسيستمر معه البأس الشديد وهو العذاب. فلو قلنا بأن البأس الشديد في الدنيا وفي الآخرة تكون (وينذر) الثانية تأكيد ل (لينذر) الأولى.
(وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))
🔖(اتخذ) تستعمل لعلتين أو لأمرين:
●الذي يتخذ الشيء فإنه يجعله لفائدة عاجلة يحتاج لها، يعني الإنسان إذا اتخذ بيتا، اتخذ بيتا لماذا؟ للسُكنى فيه، ليؤجره ويكون مثلا مصدر دخل له، المهم أنه اتخذ الشيء لفائدة ما.
● والمعنى الثاني: أنه يريد الاستئثار بهذا الشيء ليكون هو المنتفع به الوحيد.
يعني إما أن يتخذه لفائدة، وإما أن يستأثر به ليكون هو وحده المستفيد منه.
فهذان المعنيان هنا:
هل رب العباد يحتاج لفائدة حتى يتخذ ولدا؟
هل يحتاج أن يستأثر بالشيء؟
هل هو في حاجة لأن يكون له ولد؟
● إذا هم زعموا هذا القول أن الله جل وعلا اتخذ ولدا.
هل الإنذار هنا للمشركين الذين قالو اتخذ الله ولدا ولمن قال اتخذ الله ولدا؟
● نقول: لا. هنا لكل كافرا بالله جل وعلا، والله ذكر قمة الكفر وهم الذين قالو اتخذ الله ولدا، فهؤلاء يريدون إبراز النقص في حق الله جل وعلا، والله يريد أن يُبين مساوءهم ويبين شناعة قولهم وفظاعته، فهم بقولهم اتخذ الله ولدا ارتكبوا جُرما شنيعا.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الثالثة (٤)
لكن الإنذار هنا يشمل كل كافرا بدليل مقابلة المؤمن، يعني هناك (ويبشر المؤمنين) يقابلها (وينذر الكافرين) يعني هنا دلالة على أن المراد بهؤلاء هم الكافرون. وذكر الله جل وعلا قمة هذا الكفر وهم الذين قالوا اتخذ الله ولدا لأن الكفر فُهم من مقابلة المؤمنين. انظروا إلى المقابلة: القرآن يبشر المؤمنين، وينذر الكافرين. فبتلك المقابلة نعلم أن المراد من هذا الإنذار هم الكافرون، وذكر الله قمة هذا الكفر تحذيرا من الشرك وأهله. أيضا وتقابل (ويبشر المؤمنين) أي مع (لينذر بأسا شديدا) أي: لينذر الكافر بأسا شديدا ويبشر المؤمنين، بقرينة المؤمنين. لكن سيكون الإنذار بالبأس الشديد إما في الدنيا فقط وإما في الدنيا والآخرة. فإذا كان في الدنيا يكون الإنذار الثاني للآخرة قولا واحدا. وإذا كان الإنذار الأول في الدنيا والآخرة سيكون تكرار (وينذر) من باب التأكيد.
الآية التي ستأتي بعد ذلك ستبين السر في ذكر قولهم (اتخذ الله ولدا) بينما المراد هم الكافرون بدليل المقابلة.
●أول دليل على شناعة كلامهم (ما لهم به) علام يعود الضمير (به)؟
يعود على قولهم الشنيع الذي زعموه وهو قولهم (اتخذ الله ولدا). هذا أول دليل على شناعة قولهم أنهم يقولون كلاما لا يجاوز ألسنتهم ولذلك قال بعدها(كبرت كلمة تخرج من أفواههم) هذه الكلمة التي قالوها وهي زعمهم أن الله اتخذ ولدا، هذا قول شنيع. و(كبُر) في قوله (كبرت كلمة) للدلالة على هذا القول الشنيع وضخامة هذا القول. فهو استعمال في التعجيب من كِبر هذه الكلمة في الشناعة، يعني ربنا هنا يتعجب من كِبر هذه الكلمة في القبح والشناعة، يعني كيف قالوها!!
كما -مثلا- تخطئ فيكِ أخت فاضلة كانت بالنسبة لكِ صديقة وكذا، وقالت كلمة كبيرة، ماذا تقولين لها؟ نقول لها: كيف نطقتي هذه الكلمة؟! كيف خرجت هذه الكلمة من لسانك؟!
فالله يقول (كبرت كلمة تخرج من أفواههم) يعني هذه الكلمة الشنيعة هي خرجت من أفواههم فقط لكنها تدل على اعتقاد في قلوبهم لكن في الواقع ليس لها واقع، يعني هي خرجت من أفواههم وليس لها واقع في الوجود.
ثم قال بعد ذلك(إن يقولون إلا كذبا) هؤلاء الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما يقولون إلا الكذب. إذا الزعم الكاذب لأن هناك أناسا يتخذون من هذا الزعم دليلا على مزاحهم وكلامهم فهؤلاء نعلم أنهم كاذبون في كل أقوالهم وأفعالهم، يعني من كذب مرة فهو كاذب (إن يقولون إلا كذبا)
المعنى الإجمالي للآية..
لكن التقط (كبرت كلمة) هم قالوا كلمة واحدة؟
ولماذا عطف عليهم (ولا لآبائهم)؟
●الكلمة في اللغة تطلق ويراد بها الكلام الكثير
وتطلق ويراد بها الكلمة المفردة المعروفة.
نحن نقول ألقى فلان كلمة، هل ألقى كلمة واحدة أم خطابا وجملة من الكلام؟ ألقى جملة من الكلام.
بل جاءت في القرآن في قوله تعالى(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها) هو لم يقل كلمة واحدة والقرآن قال عنها كلمة واحدة.
وقوله تعالى (وألزمهم كلمة التقوى) كلمة التقوى هي: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
إذا هنا من باب إطلاق الكلمة على القول وهذا شيء مستعمل. وإن شاء الله أُبين لكم الدلالة أكثر.
أما ذكر (ولا لآبائهم) -على سبيل الإجمال- ليقطع عليهم الحجة وذلك أنهم سيقولون: وجدنا آباءنا ومن حقنا أن نقلد آباءنا، فقال الله لهم: ليس لكم حجة في ذلك، أنتم تقولونها وليس لكم علم بها، وآباؤكم لو كانوا قالوها فإنهم يقولونها وليس لهم علم بها.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
لكن الإنذار هنا يشمل كل كافرا بدليل مقابلة المؤمن، يعني هناك (ويبشر المؤمنين) يقابلها (وينذر الكافرين) يعني هنا دلالة على أن المراد بهؤلاء هم الكافرون. وذكر الله جل وعلا قمة هذا الكفر وهم الذين قالوا اتخذ الله ولدا لأن الكفر فُهم من مقابلة المؤمنين. انظروا إلى المقابلة: القرآن يبشر المؤمنين، وينذر الكافرين. فبتلك المقابلة نعلم أن المراد من هذا الإنذار هم الكافرون، وذكر الله قمة هذا الكفر تحذيرا من الشرك وأهله. أيضا وتقابل (ويبشر المؤمنين) أي مع (لينذر بأسا شديدا) أي: لينذر الكافر بأسا شديدا ويبشر المؤمنين، بقرينة المؤمنين. لكن سيكون الإنذار بالبأس الشديد إما في الدنيا فقط وإما في الدنيا والآخرة. فإذا كان في الدنيا يكون الإنذار الثاني للآخرة قولا واحدا. وإذا كان الإنذار الأول في الدنيا والآخرة سيكون تكرار (وينذر) من باب التأكيد.
الآية التي ستأتي بعد ذلك ستبين السر في ذكر قولهم (اتخذ الله ولدا) بينما المراد هم الكافرون بدليل المقابلة.
●أول دليل على شناعة كلامهم (ما لهم به) علام يعود الضمير (به)؟
يعود على قولهم الشنيع الذي زعموه وهو قولهم (اتخذ الله ولدا). هذا أول دليل على شناعة قولهم أنهم يقولون كلاما لا يجاوز ألسنتهم ولذلك قال بعدها(كبرت كلمة تخرج من أفواههم) هذه الكلمة التي قالوها وهي زعمهم أن الله اتخذ ولدا، هذا قول شنيع. و(كبُر) في قوله (كبرت كلمة) للدلالة على هذا القول الشنيع وضخامة هذا القول. فهو استعمال في التعجيب من كِبر هذه الكلمة في الشناعة، يعني ربنا هنا يتعجب من كِبر هذه الكلمة في القبح والشناعة، يعني كيف قالوها!!
كما -مثلا- تخطئ فيكِ أخت فاضلة كانت بالنسبة لكِ صديقة وكذا، وقالت كلمة كبيرة، ماذا تقولين لها؟ نقول لها: كيف نطقتي هذه الكلمة؟! كيف خرجت هذه الكلمة من لسانك؟!
فالله يقول (كبرت كلمة تخرج من أفواههم) يعني هذه الكلمة الشنيعة هي خرجت من أفواههم فقط لكنها تدل على اعتقاد في قلوبهم لكن في الواقع ليس لها واقع، يعني هي خرجت من أفواههم وليس لها واقع في الوجود.
ثم قال بعد ذلك(إن يقولون إلا كذبا) هؤلاء الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما يقولون إلا الكذب. إذا الزعم الكاذب لأن هناك أناسا يتخذون من هذا الزعم دليلا على مزاحهم وكلامهم فهؤلاء نعلم أنهم كاذبون في كل أقوالهم وأفعالهم، يعني من كذب مرة فهو كاذب (إن يقولون إلا كذبا)
المعنى الإجمالي للآية..
لكن التقط (كبرت كلمة) هم قالوا كلمة واحدة؟
ولماذا عطف عليهم (ولا لآبائهم)؟
●الكلمة في اللغة تطلق ويراد بها الكلام الكثير
وتطلق ويراد بها الكلمة المفردة المعروفة.
نحن نقول ألقى فلان كلمة، هل ألقى كلمة واحدة أم خطابا وجملة من الكلام؟ ألقى جملة من الكلام.
بل جاءت في القرآن في قوله تعالى(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها) هو لم يقل كلمة واحدة والقرآن قال عنها كلمة واحدة.
وقوله تعالى (وألزمهم كلمة التقوى) كلمة التقوى هي: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
إذا هنا من باب إطلاق الكلمة على القول وهذا شيء مستعمل. وإن شاء الله أُبين لكم الدلالة أكثر.
أما ذكر (ولا لآبائهم) -على سبيل الإجمال- ليقطع عليهم الحجة وذلك أنهم سيقولون: وجدنا آباءنا ومن حقنا أن نقلد آباءنا، فقال الله لهم: ليس لكم حجة في ذلك، أنتم تقولونها وليس لكم علم بها، وآباؤكم لو كانوا قالوها فإنهم يقولونها وليس لهم علم بها.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#المحاضرة_الرابعة (١)
● قوله تعالى : (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5))
(مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ)
● قوله: (من عِلم) (من) هذه إذا دخلت على اسم (ما) النافية، لأن الجملة أصلها (ما لهم به علم) فـ(من علم) أي مالهم به من بداية ما يُطلق عليه علم. فهي هنا تدل على الابتداء، يعني من بداية ما يطلق عليه علم وهو الحد الأدنى للعلم، مثلما مثلا أقول: "ما عندي من مال"، "ما عندي مال"،
●(ما عندي مال) تعني يعني ما عندي مال كثير، لكن لا تنفي أن يكون عندي بعض المال.
لكن لو قلت (ما عندي من مال) يعني من بداية ما يطلق عليه مال.
فالله تبارك وتعالى في قوله (مالهم به) الضمير يعود على قولهم (اتخذ الله ولدا) مالهم بهذا من علم، وفي نفس الوقت ولا لآبائهم، لأنهم دائما يتمسحون في الآباء، يعني يقولون إنا وجدنا آباءنا، فالله ينفي أن يكون لديهم علم بأن الله قد اتخذ ولدا ولا عند آبائهم من علم.
🏷 ثم وبخهم بقوله: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يقولون إلا كذبا)
● (كَبُرَتْ كَلِمَةً) هذا يُخبر به عن شيء ضخم وشيء كبير عظيم ولذلك هو يستعمل في الشدة وفي القوة دائما (كبر مقتا عند الله) ، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم).
هذه الكلمة التي خرجت من أفواههم وهي قولهم (اتخذ الله ولدا).
● قوله (من أفواههم) يريد بها أنهم كيف تجرؤا على نطق هذه الكلمة يعني كيف تجرؤ على هذا؟ وذلك يدل على وقاحتهم، ففيهم وقاحة أن يزعموا أن الله قد اتخذ ولدا (وما لهم به من علم ولا لآبائهم) من قبلهم فمن أين أتوا بهذا القول؟!
(إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
ختم الله الآية الكريمة بقوله (إن يقولون إلا كذبا) بأسلوب الحصر والقصر، (إن) هنا نافية، فهنا حصر وقصر بطريق النفي والإثبات، الإثبات في (إلا).
● ويأتي بقوله (يقولون) مضارع دال على التجدد والحدوث، يعني لم يقل (إن قالوا إلا كذبا) حتى يحصر الكذب في قولهم (اتخذ الله ولدا) فقط، لا. هم في طبيعتهم لا يقولون إلا كذبا أي قول يصدر منهم، يعني ليس هذا القول فقط إنما هم لا يقولون إلا كذبا.
ولفظاعة هذا القول أتى الله بالمضارع أي أنهم لا يقولون أبدا إلا كذبا. والكذب هو: الإخبار بغير الواقع.
🏷 ثم يفرع الله على ذلك (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6))
●(لعل) حرف رجاء، والمراد به هنا: تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، يعني كما نقول: لعلك تفعل، فكأني أحذر الذي أخاطبه بأن يفعل، فقال الله (فلعلك باخع نفسك).
●(باخع) البخع قيل: إنه عِرق في قفا الحيوان وهو يدل على تمام ذبحه لكنه يتطلب غلظة وقوة في الذبح، فالله يقول لنبيه: فلعللك قاتل نفسك أو مُهلك نفسك على أثر هؤلاء، لماذا؟ إن لم يؤمنوا.
وأتى بقوله (يؤمنوا) بالمضارع للدلالة على وقوع الإيمان في المستقبل، يعني هم إن لم يؤمنوا الآن، أو إن لم يؤمنوا في المستقبل أنت تهلك نفسك لأجلهم وهم لا يستحقون هذا.
●إذن: فلعلك مُهلك نفسك لأجل إعراضهم عنك إن استمروا على عدم إيمانهم.
الآثار جمع أثر والأثر هو: ما يؤثره الإنسان، أو ما يكون أثرا له، يعني هم أعرضوا فإعراضهم له أثر في الأرض، فأنت تُهلك نفسك على هذه الآثار لأنهم أعرضوا عنك؟ لا ينبغي أن تهلك نفسك.
إذن: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) أي آثار خطواتهم في إعراضهم عنك.
أثر الإنسان هو أثره في الأرض وهو ماشي في الأرض الرمل، يعني الإنسان وهو ماشي على الأرض الرمل رجله تؤثر في الأرض، ولذلك كان زمان هناك عِلم اسمه علم الاقتفاء، اقتفاء الأثر، يعني كان فيه ناس تعرف هذا القدم قدم مَن، قدم فلان وإلا فلان، يعني عندما يرون قدمه في الحقيقة ويرون أثرها في الأرض يستطيعون أن يجمعوا بين الأمرين أن هذا الأثر أثر قدمه وإلا ليس أثرا لقدمه.
● آثار ما قدموا من أعمال أعم من الأثر بالنسبة للخطوات، إنما الله تبارك وتعالى يكتب ما قدمنا من عمل وأثر هذا العمل.
● يعني مثلا: واحد قال كلمة طيبة فكان أثر تلك الكلمة على من سمعها أنه اهتدى بها، وأنه أقبل على الله بسبب هذه الكلمة الطيبة، فهذا أثر للكلمة التي قالها فلان، ومثلها الكلمة الخبيثة، قال كلمة خبيثة فرددها الناس واتبعوه فيها.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
● قوله تعالى : (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5))
(مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ)
● قوله: (من عِلم) (من) هذه إذا دخلت على اسم (ما) النافية، لأن الجملة أصلها (ما لهم به علم) فـ(من علم) أي مالهم به من بداية ما يُطلق عليه علم. فهي هنا تدل على الابتداء، يعني من بداية ما يطلق عليه علم وهو الحد الأدنى للعلم، مثلما مثلا أقول: "ما عندي من مال"، "ما عندي مال"،
●(ما عندي مال) تعني يعني ما عندي مال كثير، لكن لا تنفي أن يكون عندي بعض المال.
لكن لو قلت (ما عندي من مال) يعني من بداية ما يطلق عليه مال.
فالله تبارك وتعالى في قوله (مالهم به) الضمير يعود على قولهم (اتخذ الله ولدا) مالهم بهذا من علم، وفي نفس الوقت ولا لآبائهم، لأنهم دائما يتمسحون في الآباء، يعني يقولون إنا وجدنا آباءنا، فالله ينفي أن يكون لديهم علم بأن الله قد اتخذ ولدا ولا عند آبائهم من علم.
🏷 ثم وبخهم بقوله: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يقولون إلا كذبا)
● (كَبُرَتْ كَلِمَةً) هذا يُخبر به عن شيء ضخم وشيء كبير عظيم ولذلك هو يستعمل في الشدة وفي القوة دائما (كبر مقتا عند الله) ، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم).
هذه الكلمة التي خرجت من أفواههم وهي قولهم (اتخذ الله ولدا).
● قوله (من أفواههم) يريد بها أنهم كيف تجرؤا على نطق هذه الكلمة يعني كيف تجرؤ على هذا؟ وذلك يدل على وقاحتهم، ففيهم وقاحة أن يزعموا أن الله قد اتخذ ولدا (وما لهم به من علم ولا لآبائهم) من قبلهم فمن أين أتوا بهذا القول؟!
(إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
ختم الله الآية الكريمة بقوله (إن يقولون إلا كذبا) بأسلوب الحصر والقصر، (إن) هنا نافية، فهنا حصر وقصر بطريق النفي والإثبات، الإثبات في (إلا).
● ويأتي بقوله (يقولون) مضارع دال على التجدد والحدوث، يعني لم يقل (إن قالوا إلا كذبا) حتى يحصر الكذب في قولهم (اتخذ الله ولدا) فقط، لا. هم في طبيعتهم لا يقولون إلا كذبا أي قول يصدر منهم، يعني ليس هذا القول فقط إنما هم لا يقولون إلا كذبا.
ولفظاعة هذا القول أتى الله بالمضارع أي أنهم لا يقولون أبدا إلا كذبا. والكذب هو: الإخبار بغير الواقع.
🏷 ثم يفرع الله على ذلك (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6))
●(لعل) حرف رجاء، والمراد به هنا: تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، يعني كما نقول: لعلك تفعل، فكأني أحذر الذي أخاطبه بأن يفعل، فقال الله (فلعلك باخع نفسك).
●(باخع) البخع قيل: إنه عِرق في قفا الحيوان وهو يدل على تمام ذبحه لكنه يتطلب غلظة وقوة في الذبح، فالله يقول لنبيه: فلعللك قاتل نفسك أو مُهلك نفسك على أثر هؤلاء، لماذا؟ إن لم يؤمنوا.
وأتى بقوله (يؤمنوا) بالمضارع للدلالة على وقوع الإيمان في المستقبل، يعني هم إن لم يؤمنوا الآن، أو إن لم يؤمنوا في المستقبل أنت تهلك نفسك لأجلهم وهم لا يستحقون هذا.
●إذن: فلعلك مُهلك نفسك لأجل إعراضهم عنك إن استمروا على عدم إيمانهم.
الآثار جمع أثر والأثر هو: ما يؤثره الإنسان، أو ما يكون أثرا له، يعني هم أعرضوا فإعراضهم له أثر في الأرض، فأنت تُهلك نفسك على هذه الآثار لأنهم أعرضوا عنك؟ لا ينبغي أن تهلك نفسك.
إذن: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) أي آثار خطواتهم في إعراضهم عنك.
أثر الإنسان هو أثره في الأرض وهو ماشي في الأرض الرمل، يعني الإنسان وهو ماشي على الأرض الرمل رجله تؤثر في الأرض، ولذلك كان زمان هناك عِلم اسمه علم الاقتفاء، اقتفاء الأثر، يعني كان فيه ناس تعرف هذا القدم قدم مَن، قدم فلان وإلا فلان، يعني عندما يرون قدمه في الحقيقة ويرون أثرها في الأرض يستطيعون أن يجمعوا بين الأمرين أن هذا الأثر أثر قدمه وإلا ليس أثرا لقدمه.
● آثار ما قدموا من أعمال أعم من الأثر بالنسبة للخطوات، إنما الله تبارك وتعالى يكتب ما قدمنا من عمل وأثر هذا العمل.
● يعني مثلا: واحد قال كلمة طيبة فكان أثر تلك الكلمة على من سمعها أنه اهتدى بها، وأنه أقبل على الله بسبب هذه الكلمة الطيبة، فهذا أثر للكلمة التي قالها فلان، ومثلها الكلمة الخبيثة، قال كلمة خبيثة فرددها الناس واتبعوه فيها.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الرابعة (٢)
🔖 ومن آثار الإنسان: تربيته لأبنائه، فأبناؤك أثر لك لأنهم يدلون على حسن تربيتك لهم. فيحرص الإنسان على أن يكون له أثر، طلابك أثر من آثارك. يعني أنتم الآن وأنتم تستمعون لتلك المحاضرة أثر من آثاري أسأل الله أن يجعلكم أثرا صالحا لي وأن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والفعل والعمل.
🏷 إذا يعني أنت تقتل نفسك لأجل هؤلاء وعلى أثر هؤلاء، ولأجل أنهم لم يؤمنوا، طيب وإذا لم يؤمنوا في المستقبل، هل ستظل على ذلك؟
هذا معنى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)
🔖(أسفا) مفعول لأجله لـ (باخع) يعني باخع نفسك لأجل شدة الحزن الذي هو الأسف.
🔖الأسف هو: شدة الحزن، يعني لعلك تهلك نفسك حزنا على هؤلاء.فالله تبارك وتعالى يحذر رسوله صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل.
🏷 ثم ينتقل الله تبارك وتعالى بنا إلى قضية أخرى:
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة تحير المفسرون في مناسبة ورودها هنا.
■ ما مناسبة ورود هذه الآية هنا بعد قوله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)؟ والله أعلم إما لأن
● بعض المفسرين إما أنه توقف عن الكلام في هذه المناسبة، وإما أنه يعني أراد أن يجد مناسبة فلم يجد ...الخ
لكن -والله أعلم- أن هؤلاء الكافرين كانوا أكثر الناس مالا وملِكا في الدنيا وهم إلى اليوم كذلك، فأراد الله أن يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم لا تنظر إلى ما لديهم من متاع الدنيا، ولا تنظر إلى أن الله تبارك وتعالى أعطاهم من نِعم الدنيا لأنا جعلنا ما على الأرض زينة لها، فكل ما على الأرض زينة، والزينة منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
🔖 ومن آثار الإنسان: تربيته لأبنائه، فأبناؤك أثر لك لأنهم يدلون على حسن تربيتك لهم. فيحرص الإنسان على أن يكون له أثر، طلابك أثر من آثارك. يعني أنتم الآن وأنتم تستمعون لتلك المحاضرة أثر من آثاري أسأل الله أن يجعلكم أثرا صالحا لي وأن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والفعل والعمل.
🏷 إذا يعني أنت تقتل نفسك لأجل هؤلاء وعلى أثر هؤلاء، ولأجل أنهم لم يؤمنوا، طيب وإذا لم يؤمنوا في المستقبل، هل ستظل على ذلك؟
هذا معنى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)
🔖(أسفا) مفعول لأجله لـ (باخع) يعني باخع نفسك لأجل شدة الحزن الذي هو الأسف.
🔖الأسف هو: شدة الحزن، يعني لعلك تهلك نفسك حزنا على هؤلاء.فالله تبارك وتعالى يحذر رسوله صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل.
🏷 ثم ينتقل الله تبارك وتعالى بنا إلى قضية أخرى:
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة تحير المفسرون في مناسبة ورودها هنا.
■ ما مناسبة ورود هذه الآية هنا بعد قوله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)؟ والله أعلم إما لأن
● بعض المفسرين إما أنه توقف عن الكلام في هذه المناسبة، وإما أنه يعني أراد أن يجد مناسبة فلم يجد ...الخ
لكن -والله أعلم- أن هؤلاء الكافرين كانوا أكثر الناس مالا وملِكا في الدنيا وهم إلى اليوم كذلك، فأراد الله أن يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم لا تنظر إلى ما لديهم من متاع الدنيا، ولا تنظر إلى أن الله تبارك وتعالى أعطاهم من نِعم الدنيا لأنا جعلنا ما على الأرض زينة لها، فكل ما على الأرض زينة، والزينة منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkah
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#المحاضرة_الخامسة (١)
توقفنا في المحاضرة السابقة عند قوله تعالى
(فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) وقلت إن هذا أسلوب تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، فالله تبارك وتعالى يحذره قائلًا له: فلعلك قاتل نفسك أو مجهد نفسك على آثارهم. الآثار جمع أثر والأثر هو ما يتركه الإنسان بسبب مشيته على الأرض من آثار مشيته. فالله يقول له: فلعلك مُهلك نفسك على هؤلاء وهم أهل مكة كما نعلم.
وهذا يدل على أن الوطن عزيز ، ونعلم كيف كانت مكة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يتمنى أن يؤمن أهلها ولذلك ذكر الله تعالى ذلك في صدر سورة يس ثم ضرب مثلا لأصحاب القرية دلالة على أن هناك من سيؤمن بك ولم يروك ولم يقابلوك ولم تعش بينهم، وفيه إشارة إلى أهل المدينة المنورة.
إذا (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث )
(إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ) هذا أسلوب شرط لكنه وقع هنا في مكان الاعتراض، يعني جملة اعتراضية، ولم يُذكر جوابه نظرا للاكتفاء بما تقدم في صدر الآية. ولذلك يرى البعض أن (الفاء) في قوله (فلعلك باخع نفسك) واقعة في جواب الشرط ، فبذلك يكون أصل الآية هكذا "إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فلعلك باخع نفسك على آثارهم أسفا" فهذا تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم.
🏷بعد ذلك قال الله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة سكت عن مناسبتها الكثير من أهل التفسير لأنهم يرون ما مناسبة هذه الآية؟
ولكن المتدبر يدرك مناسبة هذه الآية:
أن الله عندما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (فلعلك باخع نفسك) أي: مهلك نفسك ( على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) فأراد الله أن يبين أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بك إذا نظرت لإنعام الله عليهم وإعطائهم الكثير من النعم، ووجدت أن الذين قد آمنوا بك هم من ضعاف المسلمين فاعلم أننا جعلنا ما على الأرض زينة لها، يعني كل ما على الأرض زينة، وزينة للأرض، يعني الأموال والأولاد زينة كما أخبر الله في آية ستأتي في نفس السورة، وكل ما على الأرض من متاع يحبه الإنسان الله تبارك وتعالى جعله زينة، وتلك الزينة التي جعلها الله على الأرض لها هدف وغاية، لأن هذه الزينة كما أخبر الله جل وعلا في سورة آل عمران قال الله تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث) كل هذا زينة، وقال الله في النهاية(ذلك متاع الحياة الدنيا).
لكن هذه الزينة وما زينه الله في تلك الآية هل يحرُم على الإنسان أن يأخذ من هذه الأشياء التي جعلها الله زينة؟ أم يجوز للإنسان أن يأخذ من هذه الأمور التي جعلها الله زينة؟
لاحظوا : الله تبارك وتعالى عندما ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لنبلوهم أيهم أحسن عملا).
منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
■ الله تبارك وتعالى ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) لأن الناس ستنظر إلى الدنيا من زاويتين:
● هناك من ينظر إلى ظاهر الدنيا فيغتر بمظاهرها ويغتر بزينتها وهؤلاء هم الكافرون الذين لم يؤمنوا بالله جل وعلا، ولا برسله.
● ومن الناس من ينظر إلى حقيقة الدنيا وباطنها وأنها زينة يتزين بها في تلك الحياة فيأخذ من هذه الأشياء بالقدر الحلال الذي أحله الله له، لأن طبعا(زين للناس حب الشهوات من النساء) فبالطبع المؤمن زُين له من النساء والبنين أيضا لكن المؤمن يأخذ منها في حدود ما أحل الله له ولا ينظر إلى غير ما أحل الله له. أما غير المؤمن فهو لا يعنيه ما أحله الله ولا ما حرمه الله.
فالمؤمن يأخذ من هذه الأشياء التي هي زينة الأرض بقدر ما أحل الله له فقط. فإذا أخذ هذا القدر فله أجره لأنه يكون ممن أحسن العمل، لأنه آمن وأخلص لله في إيمانه واتبع رسوله، واتبع النبي ولم يبتدع في أمور الدين من عنده، وأخذ من هذه الأمور -التي هي زينة الدنيا وزينة الأرض- أخذ منها بالقدر الحلال فهو ممن أحسن العمل.
لكن الفريق الآخر أساء العمل لأنه لم يؤمن، ولم ينظر إلى الدنيا وإلى حقيقة الدنيا، فهو نظر إلى الظاهر فجعل الدنيا زينة له.
إذا (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) قلت لكم سابقا أن الزينة تنتهي، كل أمر يُتزين به ينتهي ومصيره إلى زوال وفناء، ولذلك رب العباد سيذكر ذلك في الآية التي تلي هذه الآية.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
توقفنا في المحاضرة السابقة عند قوله تعالى
(فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) وقلت إن هذا أسلوب تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم، فالله تبارك وتعالى يحذره قائلًا له: فلعلك قاتل نفسك أو مجهد نفسك على آثارهم. الآثار جمع أثر والأثر هو ما يتركه الإنسان بسبب مشيته على الأرض من آثار مشيته. فالله يقول له: فلعلك مُهلك نفسك على هؤلاء وهم أهل مكة كما نعلم.
وهذا يدل على أن الوطن عزيز ، ونعلم كيف كانت مكة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يتمنى أن يؤمن أهلها ولذلك ذكر الله تعالى ذلك في صدر سورة يس ثم ضرب مثلا لأصحاب القرية دلالة على أن هناك من سيؤمن بك ولم يروك ولم يقابلوك ولم تعش بينهم، وفيه إشارة إلى أهل المدينة المنورة.
إذا (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث )
(إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ) هذا أسلوب شرط لكنه وقع هنا في مكان الاعتراض، يعني جملة اعتراضية، ولم يُذكر جوابه نظرا للاكتفاء بما تقدم في صدر الآية. ولذلك يرى البعض أن (الفاء) في قوله (فلعلك باخع نفسك) واقعة في جواب الشرط ، فبذلك يكون أصل الآية هكذا "إن لم يؤمنوا بهذا الحديث فلعلك باخع نفسك على آثارهم أسفا" فهذا تحذير للنبي صلى الله عليه وسلم.
🏷بعد ذلك قال الله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7))
هذه الآية الكريمة سكت عن مناسبتها الكثير من أهل التفسير لأنهم يرون ما مناسبة هذه الآية؟
ولكن المتدبر يدرك مناسبة هذه الآية:
أن الله عندما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (فلعلك باخع نفسك) أي: مهلك نفسك ( على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) فأراد الله أن يبين أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا بك إذا نظرت لإنعام الله عليهم وإعطائهم الكثير من النعم، ووجدت أن الذين قد آمنوا بك هم من ضعاف المسلمين فاعلم أننا جعلنا ما على الأرض زينة لها، يعني كل ما على الأرض زينة، وزينة للأرض، يعني الأموال والأولاد زينة كما أخبر الله في آية ستأتي في نفس السورة، وكل ما على الأرض من متاع يحبه الإنسان الله تبارك وتعالى جعله زينة، وتلك الزينة التي جعلها الله على الأرض لها هدف وغاية، لأن هذه الزينة كما أخبر الله جل وعلا في سورة آل عمران قال الله تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث) كل هذا زينة، وقال الله في النهاية(ذلك متاع الحياة الدنيا).
لكن هذه الزينة وما زينه الله في تلك الآية هل يحرُم على الإنسان أن يأخذ من هذه الأشياء التي جعلها الله زينة؟ أم يجوز للإنسان أن يأخذ من هذه الأمور التي جعلها الله زينة؟
لاحظوا : الله تبارك وتعالى عندما ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لنبلوهم أيهم أحسن عملا).
منتهية، فأي زينة لا تبقى لأن الزينة وقت معين وتنتهي. فبالطبع كل ما على الأرض زينة للأرض، وإنما كانت بين أيديهم لأنه ابتلاء لهم، والله تبارك وتعالى من ابتلائه الفتنة، أن يفتنك الله تبارك وتعالى فيعطيك من نِعم الدنيا الكثير والكثير.
■ الله تبارك وتعالى ذكر العلة من هذه الزينة التي جعلها الله على الأرض قال (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) لأن الناس ستنظر إلى الدنيا من زاويتين:
● هناك من ينظر إلى ظاهر الدنيا فيغتر بمظاهرها ويغتر بزينتها وهؤلاء هم الكافرون الذين لم يؤمنوا بالله جل وعلا، ولا برسله.
● ومن الناس من ينظر إلى حقيقة الدنيا وباطنها وأنها زينة يتزين بها في تلك الحياة فيأخذ من هذه الأشياء بالقدر الحلال الذي أحله الله له، لأن طبعا(زين للناس حب الشهوات من النساء) فبالطبع المؤمن زُين له من النساء والبنين أيضا لكن المؤمن يأخذ منها في حدود ما أحل الله له ولا ينظر إلى غير ما أحل الله له. أما غير المؤمن فهو لا يعنيه ما أحله الله ولا ما حرمه الله.
فالمؤمن يأخذ من هذه الأشياء التي هي زينة الأرض بقدر ما أحل الله له فقط. فإذا أخذ هذا القدر فله أجره لأنه يكون ممن أحسن العمل، لأنه آمن وأخلص لله في إيمانه واتبع رسوله، واتبع النبي ولم يبتدع في أمور الدين من عنده، وأخذ من هذه الأمور -التي هي زينة الدنيا وزينة الأرض- أخذ منها بالقدر الحلال فهو ممن أحسن العمل.
لكن الفريق الآخر أساء العمل لأنه لم يؤمن، ولم ينظر إلى الدنيا وإلى حقيقة الدنيا، فهو نظر إلى الظاهر فجعل الدنيا زينة له.
إذا (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) قلت لكم سابقا أن الزينة تنتهي، كل أمر يُتزين به ينتهي ومصيره إلى زوال وفناء، ولذلك رب العباد سيذكر ذلك في الآية التي تلي هذه الآية.
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
#المحاضرة_الخامسة (٢)
إذا نظرة الإنسان إلى الدنيا:
الناس نظروا إلى الدنيا من زاويتين:
● زاوية ظاهر الدنيا وزينة الدنيا فاعتبروها هي الغاية فأخذوها على أنها هي الغاية وهي النهاية.
● وفريق أحسن العمل وفهم أن هذا ابتلاء من الله له فهو أخذ من زينة الدنيا بالقدر الذي أحله الله له فقط، لم ينظر إلى حرام من زينة الدنيا.
وإن شاء الله ستقابلنا آية(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وأنا ذكرتها مرارا الناس يرددونها على أن رب العباد هو الذي جعل المال والبنين زينة الدنيا.
نعم، فمعنى زينة أنها إلى فناء وإلى هلاك فلماذا تغتروا بهذه الزينة!! والله تبارك وتعالى ذكر قوله(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ليس للإخبار بذلك فقط..لا، مقدمة ليقول لنا(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) يعني (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) هذه مقدمة توصلنا إلى الأهم وهو : الباقيات الصالحات هي خير عند ربك ثوابا وخير أملا، وأنا قلت أن جملة (والباقيات الصالحات) فيها حذف وفيها تقديم وتأخير. المحذوف كلمة الأعمال لأن الصالحات صفة للأعمال، فحذف الله الموصوف وأبقى الصفة دالة على الموصوف. وكلمة (الباقيات) المفروض أنها صفة للأعمال الصالحات فتكون في النهاية أي يكون ترتيب الجملة هكذا: "والأعمال الصالحات الباقيات" لأن (الباقيات) صفة للأعمال الصالحات.
■ حسنا : حذف الموصوف لدلالة الصفة عليه وهي الصالحات فحذفت الأعمال، فلم قُدمت (الباقيات) مع أن موضعها بعد (الصالحات)؟
لتقابل زينة الحياة الدنيا، (الباقيات) تقابل (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فالله يقول: الباقيات الصالحات إذا أردتم أن تقارنوا وأن تميزوا فهي خير عند ربك ثوابا وخير أملا.
إذا(إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) يعني كل ما على الأرض هو زينة وستنتهي هذه الزينة يوما ما، وكل واحد فينا ينظر إلى نفسه وينظر إلى التطورات التي يتعرض لها بعد كِبر سنه.
يعني مثلا مرحلة الشباب كان يأكل ويشرب و...الخ ثم بدأ فيما بعد يُنهى عن طعام ويُنهى عن شراب إلى أن يصل إلى مرحلة انتهت فيها مرحلة الزينة ومرحلة المرح ، كل المراحل التي كانت في الشباب تنتهي مع الدخول في السن والظروف التي يتعرض لها الإنسان.
فأنت كن ممن نجحوا في الاختبار، لأن (لنبلوهم أيهم) (أيهم) تدل على أنهم فريقان:
● فريق أحسن العمل وهم الذين آمنوا بالله وأخلصوا لله في إيمانهم واتبعوا الرسل واتبعو محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه.
● والفريق الآخر أساء العمل. لأن ضد الحسن الإساءة.
ثم يخبر الله بعد ذلك بقوله:
(وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا)
(وإنا لجاعلون) يعبر هنا بـ (إن) الدالة على التوكيد والنصب، ويعبر بـ (جاعلون) وهو اسم فاعل يدل على الثبوت والدوام، يعني الجملة إسمية وليست فعلية مثل (إنا جعلنا) إنما هنا (وإنا لجاعلون ) دليل على أن هذا واقع لا محالة، و لام التوكيد أيضا (وإنا لجاعلون ما عليها) الضمير يعود على الأرض (لجاعلون ما عليها) أي ما على الأرض (صعيدا جرزا).
🔖 ماهو الصعيد الجرز وما الغرض من ذكر الصعيد الجرز؟
● الصعيد: هو سطح الأرض المترب أو غير المترب، ولذلك ربنا لما ذكر الصعيد في التيمم قال (فتيمموا صعيدا طيبا) يعني لا بد أن يكون التراب الذي تتيمم به طيب، فهو ليس صعيدا ليس سطح أرض سطح أرض مُترب يعني فيه تراب.
● الجُرز: هي الأرض القاحلة الأجردة ، الأرض التي انقطع عنها الماء منذ فترة طويلة فحصل فيها يُبس وتشققت وأصبحت هذه الأرض لا زرع فيها ولا ماء يأتي إليها، فالله تبارك وتعالى يخبر بأن هذه الأرض الزينة التي عليها ستفنى وتهلك يوما ما وتتحول الأرض إلى صحراء قاحلة عندما تراها تدرك أنها لم تُنبت يوما.
إذن يشير الله إلى هلاك ما على الأرض من زينة، إلى فناء على الأرض من زينة، أن هذه الأرض بكل ما عليها، وبكل ما فيها ومن فيها هي زينة، والزينة ستفنى وتهلك وتتحول الأرض إلى أرض صعيد يعني سطح أرض، وجُرز يعني أرض يابسة لم يأتها الماء منذ فترة، ولم تنبت منذ فترة طويلة، كأنها أرض تُركت ولم يكن فيها زرع قبل ذلك.
ولذلك رب العباد يوضح لنا الأرض الجرز في قوله تعالى في سورة السجدة (أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجرز) الأرض القاحلة، الأرض اليابسة، الأرض التي كانت أو كادت تموت من قلة الماء، فالله يقول نسوق الماء وهو ماء المطر، أو الماء الذي يأتي من مكان ما إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم. هذا أمر مشاهد، والناس جميعا يرون ذلك.
🔖لكن لماذا قدم (أنعامهم) على (أنفسهم)
يعني لماذا قال (تأكل منه أنعامهم وأنفسهم)؟ أليس تقديم النفس هو الأولى من الأنعام؟
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf
إذا نظرة الإنسان إلى الدنيا:
الناس نظروا إلى الدنيا من زاويتين:
● زاوية ظاهر الدنيا وزينة الدنيا فاعتبروها هي الغاية فأخذوها على أنها هي الغاية وهي النهاية.
● وفريق أحسن العمل وفهم أن هذا ابتلاء من الله له فهو أخذ من زينة الدنيا بالقدر الذي أحله الله له فقط، لم ينظر إلى حرام من زينة الدنيا.
وإن شاء الله ستقابلنا آية(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وأنا ذكرتها مرارا الناس يرددونها على أن رب العباد هو الذي جعل المال والبنين زينة الدنيا.
نعم، فمعنى زينة أنها إلى فناء وإلى هلاك فلماذا تغتروا بهذه الزينة!! والله تبارك وتعالى ذكر قوله(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ليس للإخبار بذلك فقط..لا، مقدمة ليقول لنا(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) يعني (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) هذه مقدمة توصلنا إلى الأهم وهو : الباقيات الصالحات هي خير عند ربك ثوابا وخير أملا، وأنا قلت أن جملة (والباقيات الصالحات) فيها حذف وفيها تقديم وتأخير. المحذوف كلمة الأعمال لأن الصالحات صفة للأعمال، فحذف الله الموصوف وأبقى الصفة دالة على الموصوف. وكلمة (الباقيات) المفروض أنها صفة للأعمال الصالحات فتكون في النهاية أي يكون ترتيب الجملة هكذا: "والأعمال الصالحات الباقيات" لأن (الباقيات) صفة للأعمال الصالحات.
■ حسنا : حذف الموصوف لدلالة الصفة عليه وهي الصالحات فحذفت الأعمال، فلم قُدمت (الباقيات) مع أن موضعها بعد (الصالحات)؟
لتقابل زينة الحياة الدنيا، (الباقيات) تقابل (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فالله يقول: الباقيات الصالحات إذا أردتم أن تقارنوا وأن تميزوا فهي خير عند ربك ثوابا وخير أملا.
إذا(إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) يعني كل ما على الأرض هو زينة وستنتهي هذه الزينة يوما ما، وكل واحد فينا ينظر إلى نفسه وينظر إلى التطورات التي يتعرض لها بعد كِبر سنه.
يعني مثلا مرحلة الشباب كان يأكل ويشرب و...الخ ثم بدأ فيما بعد يُنهى عن طعام ويُنهى عن شراب إلى أن يصل إلى مرحلة انتهت فيها مرحلة الزينة ومرحلة المرح ، كل المراحل التي كانت في الشباب تنتهي مع الدخول في السن والظروف التي يتعرض لها الإنسان.
فأنت كن ممن نجحوا في الاختبار، لأن (لنبلوهم أيهم) (أيهم) تدل على أنهم فريقان:
● فريق أحسن العمل وهم الذين آمنوا بالله وأخلصوا لله في إيمانهم واتبعوا الرسل واتبعو محمدا صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه.
● والفريق الآخر أساء العمل. لأن ضد الحسن الإساءة.
ثم يخبر الله بعد ذلك بقوله:
(وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا)
(وإنا لجاعلون) يعبر هنا بـ (إن) الدالة على التوكيد والنصب، ويعبر بـ (جاعلون) وهو اسم فاعل يدل على الثبوت والدوام، يعني الجملة إسمية وليست فعلية مثل (إنا جعلنا) إنما هنا (وإنا لجاعلون ) دليل على أن هذا واقع لا محالة، و لام التوكيد أيضا (وإنا لجاعلون ما عليها) الضمير يعود على الأرض (لجاعلون ما عليها) أي ما على الأرض (صعيدا جرزا).
🔖 ماهو الصعيد الجرز وما الغرض من ذكر الصعيد الجرز؟
● الصعيد: هو سطح الأرض المترب أو غير المترب، ولذلك ربنا لما ذكر الصعيد في التيمم قال (فتيمموا صعيدا طيبا) يعني لا بد أن يكون التراب الذي تتيمم به طيب، فهو ليس صعيدا ليس سطح أرض سطح أرض مُترب يعني فيه تراب.
● الجُرز: هي الأرض القاحلة الأجردة ، الأرض التي انقطع عنها الماء منذ فترة طويلة فحصل فيها يُبس وتشققت وأصبحت هذه الأرض لا زرع فيها ولا ماء يأتي إليها، فالله تبارك وتعالى يخبر بأن هذه الأرض الزينة التي عليها ستفنى وتهلك يوما ما وتتحول الأرض إلى صحراء قاحلة عندما تراها تدرك أنها لم تُنبت يوما.
إذن يشير الله إلى هلاك ما على الأرض من زينة، إلى فناء على الأرض من زينة، أن هذه الأرض بكل ما عليها، وبكل ما فيها ومن فيها هي زينة، والزينة ستفنى وتهلك وتتحول الأرض إلى أرض صعيد يعني سطح أرض، وجُرز يعني أرض يابسة لم يأتها الماء منذ فترة، ولم تنبت منذ فترة طويلة، كأنها أرض تُركت ولم يكن فيها زرع قبل ذلك.
ولذلك رب العباد يوضح لنا الأرض الجرز في قوله تعالى في سورة السجدة (أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجرز) الأرض القاحلة، الأرض اليابسة، الأرض التي كانت أو كادت تموت من قلة الماء، فالله يقول نسوق الماء وهو ماء المطر، أو الماء الذي يأتي من مكان ما إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم. هذا أمر مشاهد، والناس جميعا يرون ذلك.
🔖لكن لماذا قدم (أنعامهم) على (أنفسهم)
يعني لماذا قال (تأكل منه أنعامهم وأنفسهم)؟ أليس تقديم النفس هو الأولى من الأنعام؟
--------------------
https://t.me/tadaborsoratalkahf