كل عام وكلّ مُجَا_هدٍ بسِنَانِه أو بلِسانِه أو مِاله بألف خير، فأنتم طليعة الأمة الغافلة، وسبيل يقظتها!
كل عامٍ وأهل اليمن العزيزة بألف خير.

في ثاني ليالي العيد يستكمل المحتلّ إبادته الهمجية قصفًا للمنازل وزلزلةً للأفئدة، يتهاوى الركام فوق رؤوس البشر، وتُقصف الخيام في أبهج الليالي التي غطَّتها الدماء ورُعب القدْائف!

‏تعاقبت علينا الفصول، وتغير التوقيت أكثر من مرة، أتى رمضان مرتين والعيد وانقضيا، انتهى وبدأ وانتهى عام دراسي كامل، مرت ذكرى ميلادنا كلنا مرتين، تساقطت أيام كثيرة من حياتنا.. تجرعنا كل ألوان النكال، توالت علينا وتكاملت كل نكبات الدهر وعادياته ووقعاته ونحن تحت القصف والإبادة.. فاللهم اخذل من خذلنا!

اللهم بحجم هذا التعب وهذا الحزن وهذا القهر أن تملأ قلوبنا عِوضًا وسعادةً وأمنًا، وأن تغفر لنا بصبرنا ما قدمنا وما أخرنا، ما أسررنا وما أعلنا.. يا جبار السماوات والأرض، اللهُمَّ لا شكوى إلا إليك، ولا نداء ولا دُعاء إلا إليك، اللهُمَّ إنتقم مِمَّن ظلمنا وقهرنا، اللهُمَّ أرِنا ما يشفي صدورنا ويُذهب غيظ قلوبنا.. اللهُمَّ انتقم لنا من حكام العرب والشعوب المتخاذلة والأنظمة الفاسدة المشاركة في إبادتنا.. اللهُمَّ عجل بهلاكهم وأرنا بهم عجائب قدرتك.

‏لم يعد الأمر يتعلق بالنجاة في غزّة، فالآن أنت حَيٌ ميت، في كل مرة تسعى للعيش وسط رحم المعاناة، تشعر بالأسف على نفسك لأنك نجوت من الموت مراراً وتكراراً.. لقد أصبحت المعاناة أمراً حتمياً وكأننا لا نستحق الحياة.. هنا تسأل نفسك كل يوم: لماذا يا رب؟ لماذا نجوت من الموت!.. خذنا يا رب من وحشة وغربة وقسوة الحياة إلى لقاء الأحبة عندك والراحة الأبدية هناك حيث لا فراق ولا تعب.

‏يارب لا تجعلنا باليأس الذي نتساءل به كيف تشرقُ الأرض والسماوات ونحن عاجزين على الإشراق يوماً واحداً!

يارب آتنا القوة لنكن جديرين بالأيام التي كتبت لنا أن نعيشها وآتنا الحكمة كي لا نُضيعها في هباء الحزن وإجعل لنا من لدنّك سلطاناً نصيراً.

‏أصدقُ الدعَاء، دعاءُ الشُّهداء
أصدقُ الدعَاء، دعاءُ شيخُنا إسماعيل .

لا أكتب هذا من أجل بث الفتنة إنما أسئلة نحتاج جميعًا إلى إجابات عليها، ومن حقنا كمواطنين غزيين ذقنا كافة أنواع العذابات أن نضع الأسئلة ونحصل على على الإجابات.

إذا كان ســلاح المــقاومـة خط أحمر، ولا تريد وضعه، ونحن كشعبٍ من يدفع ثمن بقائه معنا ولا نعرف إن كان موجودًا أو لا!؟، ولا نعرف ماهية هذا الســلاح الذي بين أيدينا ونعاقب عليه بأعتى وأقسى وأقوى الأســلـحة المحـرمة دوليًا..السؤال الذي وددت أن اسأله؛ أين هذا الســلاح الذي ندفع ثمن وجوده من مـجازر رفح وجباليا وبيت حانون!؟.

أذكر ذات مرَّةٍ قال أبوعبــيـدة أن الثمن الذي سجنيه أسيـر واحد نفس الثمن الذي سيجنيه المئة مجتمعين..لماذا لا يتم إخراج بعض الأسـرى كبادرة حُسن نية لإنـهاء الحـرب والشروع في مفاوضاتٍ تُعيد الكرامة المستباحة للمواطن الغزي مع البقاء في بعض الأسـرى بين يد المــقاومـة!؟.

لست ضد المــقاومـة، ولكنني ضد كُل عملٍ غير عقلاني يسحب بساط فلسطينيتنا من تحت أقدامنا دون اكتراثٍ من أحد.

من أعظم ما قدّمته معركة طوفان الأقصى= كسر الهيبة وإحياء الأمل، وهذا هو أشد ما يخشاه العدو؛ فهو بداية الهزيمة ولو تأخرت.

‏بحق هذه الأشلاء والدماء المتناثرة..
فليتحسس الاحتلال وكل الطغاة رقابهم!

هذه صباحات وليالي الدم سترد إليهم، يعلم الاحتلال كثيراً أننا مجانين لا نعرف إلا لغة الثأر والصمود، ولا نفهم الا لغة الصعود إلى السماء أو فوق رقابهم.

اللهم عليك بمن تآمر على قتلنا، وسعى في إبادتنا، وقطع سبل الحياة عنا، اللهم اقطع عنهم رجاءك، واسلبهم إمهالك، وأهلكهم شر مهلك، واجعلهم للناس عبرة، وللمسلمين غنيمة، يا قوي يا عزيز.

اللهمَّ أيقظ شباب المسلمين من غفلتهم وشُدَّ بهم الهِمم والعزائم وخذ بيدهم لنصرة الدين والدفاع عن مقدساته وعن المسلمين المستضعفين الذين جادوا بدمائهم وأرواحهم دفاعًا عنها يا رب العالمين.

اللهم احرق أمريكا والاحتلال وحكام العرب ومن والاهم، اللهم احرقهم بنار وجحيم الدنيا إلى سعير الآخرة.. يا قاصم رقاب الطغاة المجرمين المتجبرين انتقم لنا من حكام العرب وممن حاصرنا وجوعنا وخذلنا ودمر بلاد المسلمين يا حي يا قيوم.. اللهم اجعل جهنم مستقرهم ودارهم الخالدة ولا تريهم في الدنيا لا راحة ولا طمأنينة ولا سكينة ولا خير ولا استقرار.

إنّا إلى الله لِما نابنا وفي سبيلِ اللهِ خيرُ السّبيل.

اليوم هو الأكثر دموية منذ عودة الحرب عل غزة حيث يقترب عدد الشهداء من 100 شهيد، ولم تغرب شمس اليوم بعد.

حسبنا الله ونعم الوكيل ..

نيران مشتعلة، جثامين متفحمة، ونازحون يفرّون مجدداً من الموت إلى الموت!

كم "عاجل" نُحصي في اليوم؟
كم "عاجل" تُزَفُّ فيه أرواحُ أطفالِنا للسماء؟
كم "عاجل" يمرُّ بلا أن يُحرِّكَ ساكنًا في هذا العالمِ الأخرس؟.. يا ربّ، أنتَ تعلَمُ أنَّ أطفالَنا ليسوا أخبارًا عاجلةً تُقرأ وتُنسى! يا رب، هذا الكابوسُ طااااااااال، والذُّعرُ نَخَر قلوبَنا، يا ربّ فرَجَك.. قد ضاقت بنا السُّبل!

يا ربُّ هَذا جَحيمٌ لَيس يُحتَمل
وليس إلاكّ في غَوثهِ أملَ
فَأْذن لِرُحماكَ أن تَغشى مواجِعَنا
وخُذْ لنا حَقَّنا مِنْ كُلّ مَنْ خَذَلُوا..

العِناق الأخير، الحضن الأخير، الخوف الأخير..
لم تَعُد أحضانُنا تُطفئُ فزعَ الصِّغارِ حينَ يَهوي الصاروخ، لم تَعُد كلماتُنا تَحجِزُ الموتَ عن عيونِهم.. استَنفذنا كلّ ألفاظ الوجَع، استهلَكنا مخزونَ الدّموع، جفّ الحلق وتصحّرت الأعماق وأجدبَ القلب!

‏نعم، قامت القيامة في غزة! 💔

‏لأول مرة لا يمكن وصف ما يجري من مذابح وتجويع ونزوح، ولأول مرة لا يمكن إحصاء المجازر لكثرتها وتزامنها في مختلف مناطق القطاع!.. ‏والمؤلم حقيقة، أن التصعيد هذه المرة يأتي ونصف المستشفيات مدمرة أصلاً، فلما كانت هناك احتمالية لنجاة الإصابة الخطرة سابقاً، لا يوجد احتمال الآن لنجاة الإصابات المتوسطة وحتى بعض الطفيفة!

‏يجب أن تخرج الجماهير للشوارع من جديد، ولتكن جمعة الغد جمعة غضب ونفير لأجل غزة، فالحرب تحولت إلى أقسى من ذي قبل بكثير، والمؤامرة باتت واضحة ومكشوفة والنار طالت غزة والضفة وسوريا وجنوب لبنان واليمن!

- علي أبو رزق

"مدينةٌ كاملة يتمنى شعبها الموت من هول ما يرى، شعب كامل يرى في الموت راحةً ورحمة من هذا الذي نعيشه اليوم من قهرٍ وعذابٍ ووجع."

‏لوين رايحين!
الله يهدك يا اسرائيل
الله يهدك يا أمريكا
الله يستبدل أمة غثاء السيل!
يا ويلكم من الله يا مُتفرّجين
يا ويلكم من الله يا غُثاء.

يطلقون على الصواريخ التي تمطرها إسرائيل فوق رؤوسنا بأنها "دقيقة" كيف يمكن لصواريخ تُزهِق أرواح مئات الأشخاص في لحظات أن تُوصَف بالدقة؟ كيف يمكن لآلة قتلٍ جماعية، تزرع الموت والخراب في كل زاوية، أن توصف بالدقة؟ صواريخ تُبيد عائلات بأكملها وتحوّل الأحياء إلى مقابر جماعية!!

ليس لنا أجنحة...
لكننا من شدة القصف نطير، فالتقطنا يا الله.