آمِين آمِين.

- " وإن تسألِ الرَّحمـٰن سُبحانَ جُمعةٍ ،
فَفيها رجاءُ العبدِ يُزهر بالدُّعـا! ".

إذا كانَ للدُّعـاءِ مواسِمُ تُورق فيه الأرواح، فإنَّ الجُمعة تاجُها؛ فيها الرَّجاء لا يَخيب، والنِّداء لا يُرد، فما أكرم سُبحانه حين يَجعل ساعة خفيَّة سرَّا بينهُ وبين عبده، يختبرُ به صدقُ الرَّغبـة، ويُجازي عليهِ بفيضِ الرَّحمـة.

لسنا ممّن يَحمل في قلبه حقدًا، ولا ممّن يَفرح بإيذاء غيره، لكنّنا نعلم أن هناك من أساء إلينا بغير حق، وتحدث عنا بسوء وظلم وبهتان. نؤمن أن لكل كلمة وقعًا ولكل فعل حسابًا، فما كان لنا نردّه بالحكمة، وما عجزنا عنه نوكّله إلى عدل الله الذي لا يغفل ولا يَنسى.
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}
اللهم اكفنا شرّ من أراد بنا شرًّا، وردّ عنا كيد الكائدين، وأبدلنا عن كل أذى سلامًا وسكينة.

غفر الله لمن أساء إلينا بغير حق، ولمن آذانا ظلمًا وبهتانًا، أو ذكرنا بسوء. فبعض الأمور نختار الرد عليها بالحكمة، وأخرى نفوّض أمرها إلى عدل الله الذي لا يَظلم أحدًا،
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
اللهم اكفنا شرّ من أراد بنا سوءًا، واجعلنا من عبادك الذين تحبهم وترضاهم.

الدنيا مهما طالت فهي ظلّ زائل، ومهما زُيِّنت فهي متاع فانٍ، والآخرة هي دار القرار التي لا ظلم فيها ولا فناء. هناك حيث تُجزى النفوس بما قدّمت، وتُوزن الأعمال بميزان العدل.
فالعاقل من جعل دنياه مزرعةً لآخرته، يزرع فيها الطاعة ويحصد هناك الرضا والنجاة.

قال الله تعالى:

﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۘ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾

فليكن قلبك معلقًا بتلك الدار، وأملك أن تُنادى يوم القيامة: "ادخلوها بسلام آمنين"، فلا خوفٌ بعدها ولا حزن.

﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العَالمِين﴾

‏«اعلم أنك إذا نشرت عيوب أخيك فإن الله سيسلط عليك من ينشر عيوبك 
﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾ »

• ابن عثيمين | لقاء الباب المفتوح (١٢٠/٥)

• قال ابْـنُ القَيِّـمُ رَحِمَـهُ الله : -

«هذا داود نبيّ الله لمّا كان تحته تسع وتسعون امرأة، ثم أحبّ تلك المرأة، فتزوّجها، وكمّل بها المائة!

وقال الزهري: أول حبّ كان في الإسلام حب النبي ﷺ عائشة وكان مسروق يسمّيها "حبيبة رسول رب العالمين".

وقال أبو قيس مولى عبد الله بن عمرو: أرسلني عبد الله بن عمرو أم سلمة أسألُها "أكان النبيّ ﷺ يقبِّل وهو صائم؟ فقالت: لا، فقال إن عائشة قالت: كان النبي ﷺ يقبلها وهو صائم، فقالت أم سلمة: إنّ النبي ﷺ كان إذا رأى عائشة لا يتمالك عنها".

وذكر سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: كان إبراهيم خليل الله ﷺ يزور هاجَرَ كلّ يوم من الشام على البُراق من شغفه بها وقلّة صبره عنها»..

- الداء و الدواء (ص - ٥٣٠).📚

يا حافظَ القرآنِ لستَ بحافظٍ حتى تَكون لِما حَفظت مُطبقا
ماذَا يُفيدك أن تُسمى حافظاً وكتابُ ربكَ في الفُؤاد تَمزقا.

‌‏

إنا لله وإنا إليه راجعون..

توفى سماحة المُفتي العام للمملكة الشيخ -عَبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ- غفر الله له ورحمه وأخلف الأمة كل خير

‏اللهم اجزه عنا خير الجزاء وارفع درجَته في عليّين برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم اخلف علينا فقده بخير خلف يا رب العالمين.

"هَاجِر بِقلبَك نَحو كَهفكَ إنَّهـا
نُورٌ عَلَى تِلكَ الحَيــاةِ وَمَنهجُ

‏وَاذكُر نَبيَّك بِالصَّـــلاةِ مُرَدِّدًا
‏وَاجعَل لِسَانكَ مِن دُعاءٍ يَلهجُ"

قال بعض السلف:

عليك بطريقِ الحقِّ ولا تستَوْحِشْ لقِلّة السالكين، وإياك وطريقَ الباطل، ولا تغتَرَّ بكثرةِ الهالكين.

- ابن القيم رحمه الله.

كانت أم كُلثوم بنتُ أبي بَكر رضي الله عنهما تقُول: “دعوتُ الله أن يرزُقني زوجًا يَصبُّ الحُبَّ عليّ صبًّا، وعابدًا لله”.

فرزقهَا الله “طلحة بنُ عُبيد الله” رضي الله عنه أحدُ العَشرة المبشّرين بالجنَّة..

نقلَ عنهَا أهلُ السَّلف أنَّها قَالت:

كَان إذا رآني تهلّل، وإذا سَمع صَوتي تَبسّم، وكُنت إذَا ‏بكيتُ بكَى، ولا ينَامُ حتى يطمئنّ علىٰ دِفئي في فِراشِي، ومَا تركَ صلاةً إلّا ودعَا لِي فيهَا قبلَ نَفسهِ، وكُنت إذا مرضتُ جَاوزنِي في الألَم، وكَأَّن العِلَّة في جَسدهِ، ولا يَهنأُ لهُ بالٌ حتى يُجلسنِي بِجانبِه..

وكَان إذا آكل يَسبقُني باللُّقمَة إلى فمي، ‏فيطعمُني بيدهِ، كُنت فَخارَهُ وعِزَّه في سِرِّه وَعَلنِه.

‏يا خيرَ رُسل اللّٰه قدرُك قد سمَا
‏فاشفع لمَن صلّى عليكَ وسلّما ﷺ.

"عوّد نفسك أنه حينما يتكلم الآخرون، ليس بالضرورة أن تشارك، أو تساهم برأيٍ، أو تحدّث بقول، عوّد نفسك على حُسن الاستماع؛
فكم مِن تفاعُل عاقبته ندامَة، وكم مِن سكوت عاقبته سلامَة!".

نبيٌّ تَهادَى النورُ مِن طَلَعاتِه
‏طوبَى لمَن صلىٰ عليهِ وسلّمَا.