«والكلام الرقيق مصايد القلوب، وإنَّ منه لما يستعطف المستشيط غيظًا، والمُندمِل حقدًا، حتى يطفئ جمرة غيظه، ويسلّ دفائن حقده، وإنَّ منه لما يستميل قلب اللئيم، ويأخذ بسمع الكريم وبصره، وقد جعله الله تعالى بينه وبين خلقه وسيلة نافعة وشافعاً مقبولاً».

العقد الفريد لابن عبد ربه.

«أيها السامع، ليس كلُّ مَن رقَد حلَم بما يُريد، ولا كُلّ مَن مَدَّ يدَه نال ما يَطلُب، ولا كُلّ مَن ادَّعى سُلِّم له دعواه، ولا كل مَن دعا أُجِيب، ولا كل مَن قرَع البابَ دخَل، ولا كل مَن سألَ حُرِم، ولا كل مَن رجا أَدرَك، ولا كل مَن مُنع خاب، ولا كل مَن قُدِّم فقد أُكرِم، ولا كل من أُخِّر فقد أُهِين، ولا كل مَن توسَّل قُبِل، ولا كُل مَن التمَسَ نُوِّل.

في الغَيب عجائب، وفي العجائب أيضا عجائب، ورُبّما نِيلَ بالخَبْط، وربما فات بالتأنِّي، وربما بَعُد الداني، وربما قرُب النائي، فليس لشيءٍ مما تراه عينُك منهاج.

وهذا كله لقدرةٍ صادرةٍ عن غَيبِ مشيئة، ولمشيئةٍ نافذة واردةٍ على شهادةِ قُدرة، ولحكمةٍ خافيةٍ في آفاق المملكة، وأحكامٍ جاريةٍ على أصناف الخليقة، وأسرارٍ مجهولةٍ عند البحث والحقيقةِ: العقولُ في خَفِيَّاتها أَسرى مُقيَّدة، والأحساسُ في جَلِيّاتها فوضى مُبدَّدة، والعقائد في التنقير عنها مُنحَلّة، والأقوال في وصفِ تشاكُلها وتبايُنها مُختلّة».

أبو حيان التوحيدي

«لا يليق بالشخص أن يقطع رجاءه من مطلوبه، فقد قيل: من طلب شيئا ناله، أو كاد، بل ربما كان غير المرجو أقرب إلى الحصول من المرجو، قال الحسين بن علي كرم الله وجهه: كن لما لا ترجوه أرجى منك لما ترجوه؛ فإن موسى عليه السلام خرج يقتبس نارا فلم يظفر بها، ورجع نبيا مرسلا»

السيوطي، كنه المراد في بيان بانت سعاد

يا لله ما أعز النجاة من تَخَطُّف كلاليب الهوى!
ويا لله ما أشق الإخلاص الخالص من كُدُور الحظوظ في القصد، وشوائب الزلّات في السَيْر!
اللهم اغسلنا بالماء والثلج والبَرَد ..
من الغفلة والهوى والزلل!
ومن إرادة غيرك!
ومن إرادة غيرك في صورة إرادتك!
لا حول ولا قوة إلا بالله!

انتهيت للتو من قراءة كتاب: «البلاء الشديد والميلاد الجديد» للأسير المحرر من غوانتنامو الشيخ فايز الكندري..
ولا تحضرني الكلمات لأكتب عنه، إلا أنه قد صدق من قال أنها ملحمة أُمة بين دفتي كتاب.

لكل من أراد الانتفاع بالقرآن وهداياته:
أطل الصحبة، وأصلح التربة.
فإنك إذا أطلت صحبة مصحفك أُعطيتَ الأسرار، وإذا أصلحت تربة قلبك انتفعت بالأمطار.

إذا وُجد من هو أعلم منك فهذا لا يُلغي دورك كمُصلح، معنى مهم يُستلهم من سيرة الصحابة رضي الله عنهم مع وجود النبي ﷺ بين ظهرانيهم.

{ألا لله الدِّينُ الخالِص}

فاحفظ كتاب الله تُحفظ دائمًا
ما أسعد الحُفاظ في الأزمان 💕

من لزم الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يخلُ وجهه من نور، ولا مجلسه من أُنس، ولا حديثه من راحة، ولا قلبه من سكينة.

«عِلمًا بأن اصطباري مُعقبٌ فرجًا .. فأضيقُ الأمر إن فكّرت أوسعُهُ»

أودع الله في فطرة النفوس القدرة على الإحساس بالكلمة النبيلة.
- محمد أبو موسى

(قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا).

عادة الصالحين إذا وقعوا في بلاء أن يقولوا ذلك.
وروي عن سيدنا أبي بكر رضي الله عنه أنه نظر إلى طائر على شجرة فقال:
"طوبى لك يا طائر تقع على الشجرة وتأكل من الثمر! وددت أني ثمرة ينقرها الطائر!"

وعن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه أخذ تبنة من الأرض وقال:
"ليتني هذه التبنة يا ليتني لم أك شيئا!"

وقال سيدنا علي رضي الله عنه يوم الجمل:
"يا ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة".

وعن سيدنا بلال رضي الله عنه:
"ليت بلال لم تلده أمه".

فثبت أن هذا الكلام يذكره الصالحون عند اشتداد الأمر عليهم.

بتصرف من مفاتيح الغيب للإمام الفخر الرازي.

إذا تكاسلت عن علم تذكر أن الشيطان حسود؛ ولن يتركك تأخذ ميراث نبي حتى يحاول صرفك بكل طريق.

دعاء نبويٌّ شريف:
«سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي، هذه يدي وما جنيت بها على نفسي، يا عظيم يرجى لكل عظيم، اغفر الذنب العظيم».

الحقُّ أن ذكر سيدنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شفاءٌ للصدور.

فكلما اعتراني ضيق أو ثقل في صدري، بادرت إلى نشر بيت في مدحه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو الإكثار من الصلاة والسلام عليه، أو التعلق بأي معنى يتصل به، فداه روحي.

فما هي إلا لحظات، حتى أشعر كأن الدنيا -بما فيها من هموم وأثقال- قد غدت أخفَّ من ريشة على صدري، وكأن الله سبحانه وتعالى يعجِّل لي بالراحة، ويغمرني بسكينة عاجلة، ثم يدَّخر الجزاء الحسن.

إنه أثرُ المحبة، وبركةُ الذكر، ونفحة من رحمة الله، يفيضها على القلوب إذا تعلقت بحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

بأبي وأمي ﷺ 🤍