ابتداء وبيان علة بطلانها في كونها لم تصدر من ذلك المصدر الوحيد الصحيح الذي يملك حق الحكم والتشريع، فهو يحكم ابتداء ببطلانها كلية بطلانا أصليا بما أنها صادرة من جهة لا تملك حق إصدار الشرائع والأحكام.
• هذه بعض أوجه التوافق بين الجاهليتين، قال ابن عباس في تفسير قوله جل وعلا {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}: "تكون جاهلية أخرى". ونحن نعيش في هذه الجاهلية الأخرى، ووالله إن الجاهلية الأولى أشرف من جاهلية اليوم، فجاهلية أمس اتبع العرب فيها الآباء والأجداد، وجاهلية اليوم قد اتبعوا فيها اليهود والنصارى من الأعداء والأنداد.
• فالمسلم لا يحقق الإسلام في هذه الجاهلية إلا بالانخلاع منها، والبراءة من أهلها، فتحديد ماهية الإسلام وحقيقة الإيمان إنما ينطلق من التصور الصحيح للواقع الذي أرسل فيه الرسل والبيئة التي دعي فيها للإسلام من أول الأمر وهي: الجاهلية، وتحديد القدر الذي دعا الرسل أقوامهم لتحقيقه للدخول إلى الإسلام، والصفة التي جاء بها أتباع الرسل حتى كانوا مسلمين، فيسعى المسلم في تحقيقها، فإذا علمنا أننا نعيش في هذا الزمان في جاهلية نكراء كجاهلية أمس بل هي أشد، استوجب علينا الانسلاخ منها والبراءة من أهلها، وتحقيق القدر الذي جاء به الأنبياء وأتباعهم.
• نسأل الله جل وعلا أن يقيمنا على الملة الغراء ويثبتنا عليها حتى نلقاه غير مفتونين ولا منقلبين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
📜 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب .
• هذه بعض أوجه التوافق بين الجاهليتين، قال ابن عباس في تفسير قوله جل وعلا {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}: "تكون جاهلية أخرى". ونحن نعيش في هذه الجاهلية الأخرى، ووالله إن الجاهلية الأولى أشرف من جاهلية اليوم، فجاهلية أمس اتبع العرب فيها الآباء والأجداد، وجاهلية اليوم قد اتبعوا فيها اليهود والنصارى من الأعداء والأنداد.
• فالمسلم لا يحقق الإسلام في هذه الجاهلية إلا بالانخلاع منها، والبراءة من أهلها، فتحديد ماهية الإسلام وحقيقة الإيمان إنما ينطلق من التصور الصحيح للواقع الذي أرسل فيه الرسل والبيئة التي دعي فيها للإسلام من أول الأمر وهي: الجاهلية، وتحديد القدر الذي دعا الرسل أقوامهم لتحقيقه للدخول إلى الإسلام، والصفة التي جاء بها أتباع الرسل حتى كانوا مسلمين، فيسعى المسلم في تحقيقها، فإذا علمنا أننا نعيش في هذا الزمان في جاهلية نكراء كجاهلية أمس بل هي أشد، استوجب علينا الانسلاخ منها والبراءة من أهلها، وتحقيق القدر الذي جاء به الأنبياء وأتباعهم.
• نسأل الله جل وعلا أن يقيمنا على الملة الغراء ويثبتنا عليها حتى نلقاه غير مفتونين ولا منقلبين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
📜 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب .
Forwarded from المحجة
تم بفضل الله افتتاح قناتنا الجديدة على يوتيوب {سبيل النجاة}، وتختص هذه القناة بنشر مقتطفات من دروسنا وفتاوى صوتية وغير ذلك مما يُنتفع به إن شاء الله .
فنتمنى من كل المسلمين مشاركة الرابط وغيره من روابط قنواتنا حتى تعم الفائدة، والدال على الخير كفاعله.
رابط القناة 👇🏿
https://www.youtube.com/@SABEL_ALNAGAT/About
فنتمنى من كل المسلمين مشاركة الرابط وغيره من روابط قنواتنا حتى تعم الفائدة، والدال على الخير كفاعله.
رابط القناة 👇🏿
https://www.youtube.com/@SABEL_ALNAGAT/About
🖋️ صوتية بعنوان: وصايا للمسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على المصطفى أما بعد:
فهذه وصايا لكل مسلم حقق البراءة من هذه الجاهلية النكراء، وكفر بأوضاعها وتطهر من أوضارها، وخرج عن طاعة طواغيتها وكسر قيود الرهبان، إلى من تحقق بالعبودية إلى الله الواحد القهار، من عرف طريق الحق فسار عليه ولو تكالبت عليه من في الديار، من يعض على دينه بالنواجذ مستمسكا، ولسان مقاله قد افترينا على كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها، أن يحملك الله الإسلام بين ظهراني قوم مشركين، أن يجعلك موحدا في دار غربة وفتنة، ويشرح صدرك للإسلام ويثبتك عليه، أن يصطفك الله من بين أقوام لا خلاق لها، إنه أمر عظيم وخطب جليل، موجب للشكر وإصلاح الحال وحمل هم الدين، كما قال الصحابة الكرام المصطفون: لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. وبهذا كانوا هداة مهتدين، خير القرون أجمعين، إلى هؤلاء الصفوات الأخيار الثابتين أقول هذه الكلمات، عسى الله أن يغير بها الحال، ونكون بها على أفضل مآل والله الهادي إلى سبيل الاستقامة والهداية والرشاد.
• أيها الإخوة الفضلاء أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن أفضل ما يرزقه المرء بعد منة الإسلام هي تقوى الله جل جلاله، وهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ويكون الله أعظم ما في قلبك من كل ما سواه، فتعظم أمره فتعمل به، ونهيه فتنتهي عنه، واعلم يا عبد الله أن من عرف عظمة الإله ازداد وجله، ومن خاف نقم ربه حسن عمله، فالخوف يقتل داء البطالة ويشفيه وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه، كتب محمد بن الحسين لسفيان: أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله، فإنها وصية الله خلقه، يقول الله -تبارك وتعالى-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}، إنك إن اتقيت الله كفاك الله ما همك، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا. انتهى كلامه -رحمه الله- تعالى.
• واعلم يا عبد الله أن لك بين يدي الله موقفا ومقاما، وأنك مسؤول فأعدد للسؤال جوابا وللمقام زادا، قال سلمان الفارسي ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملئ فيه ولا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راضٍ عنه، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني: فراق مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم- وحزبه والأحبة، وهول المطلع والوقوف بين يدي ربي لا أدري إلى الجنة يؤمر بي أو إلى النار فيا عبد الله تهيأ للرحيل قبل لقياه، واعلم أن كل إنسان بعمله لا بماله سيلقاه، وأن ليس للإنسان إلا ما جمعت يداه، قال الله جل جلاله : ﴿ وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ﴾ [ فصلت: ٢١].
واخجلتاه بيوم العرض رباه * إذا الصحائف تبدي ما نسيناه.
وتنطق الكف دون الثغر عن عمل * وتشهد الرجل أنا قد فعلناه.
ما لي سواك بيوم لا أمان به * إلا لمن كان في دنياه يخشاه.
• واعلم يا عبد الله أنه من لم يصبر على تكاليف الإسلام ويثبت على قنطرته، سيصبر لا محالة على طاعة الشيطان وسبيل الكفران، قال تعالى : {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (٦)} ص، ومن لم يصبر على الحق مع أهله سيصبر على الباطل في خندقه مع أهله، قال تعالى: { إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٠٤)} النساء، وكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته، قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} الزخرف.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على المصطفى أما بعد:
فهذه وصايا لكل مسلم حقق البراءة من هذه الجاهلية النكراء، وكفر بأوضاعها وتطهر من أوضارها، وخرج عن طاعة طواغيتها وكسر قيود الرهبان، إلى من تحقق بالعبودية إلى الله الواحد القهار، من عرف طريق الحق فسار عليه ولو تكالبت عليه من في الديار، من يعض على دينه بالنواجذ مستمسكا، ولسان مقاله قد افترينا على كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها، أن يحملك الله الإسلام بين ظهراني قوم مشركين، أن يجعلك موحدا في دار غربة وفتنة، ويشرح صدرك للإسلام ويثبتك عليه، أن يصطفك الله من بين أقوام لا خلاق لها، إنه أمر عظيم وخطب جليل، موجب للشكر وإصلاح الحال وحمل هم الدين، كما قال الصحابة الكرام المصطفون: لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. وبهذا كانوا هداة مهتدين، خير القرون أجمعين، إلى هؤلاء الصفوات الأخيار الثابتين أقول هذه الكلمات، عسى الله أن يغير بها الحال، ونكون بها على أفضل مآل والله الهادي إلى سبيل الاستقامة والهداية والرشاد.
• أيها الإخوة الفضلاء أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن أفضل ما يرزقه المرء بعد منة الإسلام هي تقوى الله جل جلاله، وهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ويكون الله أعظم ما في قلبك من كل ما سواه، فتعظم أمره فتعمل به، ونهيه فتنتهي عنه، واعلم يا عبد الله أن من عرف عظمة الإله ازداد وجله، ومن خاف نقم ربه حسن عمله، فالخوف يقتل داء البطالة ويشفيه وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه، كتب محمد بن الحسين لسفيان: أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله، فإنها وصية الله خلقه، يقول الله -تبارك وتعالى-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}، إنك إن اتقيت الله كفاك الله ما همك، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا. انتهى كلامه -رحمه الله- تعالى.
• واعلم يا عبد الله أن لك بين يدي الله موقفا ومقاما، وأنك مسؤول فأعدد للسؤال جوابا وللمقام زادا، قال سلمان الفارسي ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملئ فيه ولا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راضٍ عنه، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني: فراق مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم- وحزبه والأحبة، وهول المطلع والوقوف بين يدي ربي لا أدري إلى الجنة يؤمر بي أو إلى النار فيا عبد الله تهيأ للرحيل قبل لقياه، واعلم أن كل إنسان بعمله لا بماله سيلقاه، وأن ليس للإنسان إلا ما جمعت يداه، قال الله جل جلاله : ﴿ وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ﴾ [ فصلت: ٢١].
واخجلتاه بيوم العرض رباه * إذا الصحائف تبدي ما نسيناه.
وتنطق الكف دون الثغر عن عمل * وتشهد الرجل أنا قد فعلناه.
ما لي سواك بيوم لا أمان به * إلا لمن كان في دنياه يخشاه.
• واعلم يا عبد الله أنه من لم يصبر على تكاليف الإسلام ويثبت على قنطرته، سيصبر لا محالة على طاعة الشيطان وسبيل الكفران، قال تعالى : {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (٦)} ص، ومن لم يصبر على الحق مع أهله سيصبر على الباطل في خندقه مع أهله، قال تعالى: { إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٠٤)} النساء، وكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته، قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} الزخرف.
• أيها الإخوة الفضلاء كثيرا ما نحمل هم أنفسنا، وهم أبنائنا وأهلينا ودنيانا، ولكن من يحمل هم الدين هل حملنا هم تبليغه؟ هل نصرناه؟ ما مساحة خدمة الدين بحياتنا؟ وما مساحة الدنيا في قلوبنا؟ كم نقضي أوقاتا وأعمارا في جمع الدنيا وحطامها، ولا نقضي وقتا ولو يسيرا في نصرة ديننا كم من أوقات تمضي هدرا ننفقها على التفاهة في مواقع التواصل ونشح بوقت ولو يسير في خدمة دين الله -تبارك وتعالى-
إن لم تكن أنت للحق فمن يكون ؟ *
والناس في محراب الدنايا عاكفون.
إن لم تحمل أنت هم هذا الدين، فمن ذا يحمله في زمن شح فيه العطاء؟ فإن شح العطاء فنحن للدين الأضاحي.
• أيها الإخوان إننا في أمس الحاجة في هذا الزمان وبالخصوص في هذا الزمان أن نكون إخوانا متحابين في الله على قلب رجل واحد، فالأخوة في الله صفة ملازمة للإيمان، قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وفي الحديث: "وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ والمتباذلين فيّ"، فالحب في الله سبب لذوق حلاوة الإيمان، قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله -عز وجل-"، ولقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- حال الجماعة المسلمة فقال : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد والحمى"، أيها الأخ الحبيب هل مثلنا ومثل إخواننا كمثل الجسد الواحد ؟ إذا اشتكى المسلم فيه اشتكينا، وإذا توجع توجعنا، وإذا احتاج إلينا أسرعنا، كما كان حال سلفنا الصالح، قال محمد بن المنكدر : لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان، وقيل له: ما بقي مما يستلذ ؟ قال الإفضال على الإخوان. وقال علي بن الحسن لرجل: هل يدخل أحدكم يده في جيب أخيه فيأخذ ما يريد بغير إذنه ؟ قالوا لا. قال لستم بإخوان. يقول سفيان : سمعت مساور الورَّاق يحلف بالله عزَّ وجلَّ ما كنت أقول لرجل إني أحبك في الله عزَّ وجلَّ فأمنعه شيئًا من الدنيا. فكيف حالنا في هذا الزمان؟ إن غربة الدين تحتم علينا أن نكون إخوة متحابين في الله متعاضدين متناصرين، ينصر بعضنا بعضا، ويثبت بعضنا بعضا، ويرحم بعضنا بعضا ويحمل بعضنا بعضا، كما في الحديث كالجسد الواحد، فهذا التوصيف الذي يكون به النجاة، فكونوا كذلك أو لا تكونوا.
• واعلم يا أخي في الله أننا نقتفي آثار من سبقنا وعلى ضوء سراجهم نسير، ولا نبغي عنهم حولا ولا عن طريقتهم بدلا، فما نحن إلا بقل بين أصول نخل شامخات، أفضل أحوالنا أن نفهم كلامهم ومرادهم، ونقتفي آثارهم ولا نشد عن إجماعهم ووفاقهم، قال الأوزاعي: "اصْبر نفسك على السُّنَّة، وقفْ حيثُ وقفَ القوم، وقُلْ بما قالوا، وكفّ عمَّا كفّوا عنه، واسْلك سبيل سلفك الصَّالح، فإنَّهُ يسعك ما وسعهم".
واعلم أن الاشتغال بالجدال مذموم في دين الله وليس من طرق العلم أخذه من صفحات الجدال ومناظرات المجادلين، فمثله كمن كان غذاؤه من الدواء فلا يشبعه ولا يغنيه، بل يهلكه ويرضيه، قال علماء السلف : قال علماء السلف: ما وجدنا أحدًا من المتكلمين في ماضي الأزمان إلى يومنا هذا رجع إلى قول خصمه، ولا انتقل عن مذهبه إلى مذهب مُناظِرِه؛ فدلَّ أنهم اشتغلوا بما تَرْكه خيرٌ من الاشتغال به، وقد ذمَّ السلف الجدال في الدِّين، ورَووا في ذلك أحاديث، وهم لا يذمُّون ما هو الصواب.
• واعلم أخي المسلم أن الطريق طويل، يحتاج إلى صبر وثبات وعطاء وتجرد وإخلاص، طريق متعب شاق فالثبات الثبات، قال ابن القيم: طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء .. تزهو أنت باللهو واللعب فيه !
إن لم تكن أنت للحق فمن يكون ؟ *
والناس في محراب الدنايا عاكفون.
إن لم تحمل أنت هم هذا الدين، فمن ذا يحمله في زمن شح فيه العطاء؟ فإن شح العطاء فنحن للدين الأضاحي.
• أيها الإخوان إننا في أمس الحاجة في هذا الزمان وبالخصوص في هذا الزمان أن نكون إخوانا متحابين في الله على قلب رجل واحد، فالأخوة في الله صفة ملازمة للإيمان، قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وفي الحديث: "وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ والمتباذلين فيّ"، فالحب في الله سبب لذوق حلاوة الإيمان، قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله -عز وجل-"، ولقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- حال الجماعة المسلمة فقال : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد والحمى"، أيها الأخ الحبيب هل مثلنا ومثل إخواننا كمثل الجسد الواحد ؟ إذا اشتكى المسلم فيه اشتكينا، وإذا توجع توجعنا، وإذا احتاج إلينا أسرعنا، كما كان حال سلفنا الصالح، قال محمد بن المنكدر : لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان، وقيل له: ما بقي مما يستلذ ؟ قال الإفضال على الإخوان. وقال علي بن الحسن لرجل: هل يدخل أحدكم يده في جيب أخيه فيأخذ ما يريد بغير إذنه ؟ قالوا لا. قال لستم بإخوان. يقول سفيان : سمعت مساور الورَّاق يحلف بالله عزَّ وجلَّ ما كنت أقول لرجل إني أحبك في الله عزَّ وجلَّ فأمنعه شيئًا من الدنيا. فكيف حالنا في هذا الزمان؟ إن غربة الدين تحتم علينا أن نكون إخوة متحابين في الله متعاضدين متناصرين، ينصر بعضنا بعضا، ويثبت بعضنا بعضا، ويرحم بعضنا بعضا ويحمل بعضنا بعضا، كما في الحديث كالجسد الواحد، فهذا التوصيف الذي يكون به النجاة، فكونوا كذلك أو لا تكونوا.
• واعلم يا أخي في الله أننا نقتفي آثار من سبقنا وعلى ضوء سراجهم نسير، ولا نبغي عنهم حولا ولا عن طريقتهم بدلا، فما نحن إلا بقل بين أصول نخل شامخات، أفضل أحوالنا أن نفهم كلامهم ومرادهم، ونقتفي آثارهم ولا نشد عن إجماعهم ووفاقهم، قال الأوزاعي: "اصْبر نفسك على السُّنَّة، وقفْ حيثُ وقفَ القوم، وقُلْ بما قالوا، وكفّ عمَّا كفّوا عنه، واسْلك سبيل سلفك الصَّالح، فإنَّهُ يسعك ما وسعهم".
واعلم أن الاشتغال بالجدال مذموم في دين الله وليس من طرق العلم أخذه من صفحات الجدال ومناظرات المجادلين، فمثله كمن كان غذاؤه من الدواء فلا يشبعه ولا يغنيه، بل يهلكه ويرضيه، قال علماء السلف : قال علماء السلف: ما وجدنا أحدًا من المتكلمين في ماضي الأزمان إلى يومنا هذا رجع إلى قول خصمه، ولا انتقل عن مذهبه إلى مذهب مُناظِرِه؛ فدلَّ أنهم اشتغلوا بما تَرْكه خيرٌ من الاشتغال به، وقد ذمَّ السلف الجدال في الدِّين، ورَووا في ذلك أحاديث، وهم لا يذمُّون ما هو الصواب.
• واعلم أخي المسلم أن الطريق طويل، يحتاج إلى صبر وثبات وعطاء وتجرد وإخلاص، طريق متعب شاق فالثبات الثبات، قال ابن القيم: طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء .. تزهو أنت باللهو واللعب فيه !
• أوصيك أخي المسلم أن يكون لك حال مع الله جل جلاله من صلاة في السر، وصيام وعمل صالح، ودسيسة خير بينك وبين مولاك، فإنها المثبتات في زمن المهلكات، فإن وراءك أيام ثقال، أيام الصبر لا يثبت فيها إلا من دعا بدعاء الغريق، ومن كان له زاد من علم وتقوى ويقين، واستمسك بحبل الله المتين تحت ظل جماعة المسلمين. قال عمر بن عبد العزيز في بعض خطبه : « إن لكل سفر زادا لا محالة ، فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة بالتقوى ، وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه ، ترغبون وترهبون ، ولا يطولن عليكم الأمل فتقسو قلوبكم ، وتنقادوا لعدوكم ، فإنه والله ما بسط أمل من لا يدري لعله لا يصبح بعد مسائه ولا يمسي بعد صباحه ، وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا ، فكم رأيت ورأيتم من كان بالدنيا مغترا ، وإنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله ، وإنما يفرح من أمن أهوال القيامة ، فأما من لا يداوي كلما ، إلا أصابه جارح من ناحية أخرى ، فكيف يفرح !! أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي ، وتظهر عولتي ، وتبدو مسكنتي في يوم يبدو فيه الغنى والفقر ، والموازين فيه منصوبة ، لقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم انكدرت ، ولو عنيت به الجبال لزالت ، ولو عنيت به الأرض لتشققت، أما تعلمون أنه ليس بين الجنة والنار منزلة ؟ وأنكم صائرون إلى أحدهما ؟ ».
يــا من يرى مـا في الضمـــير ويســمع
أنت المُعـــدّ لكل مــا يُتــــــــــــــوقّــــــع
يا مـن يُـــرجّى للشّــــدائــد كُلّــــــــــــها
يـــا من إلـــــيه المُشــــتكى والمــفــزعُ
يــا من خــــزائن جوده في قــول كــن
أُمــنن فــإنّ الخــــير عندك أجمــــــــــــعُ
مالـــي سِــــوى قرعــي لـــبابـــك حيــــلة
ولإن طردت فـــأيَ بــــابٍ أقـــــــــــــــرعُ
ومــن الــذي أرجــــو فــأهتـــفُ باســــــمِهِ
إن كـــان فضــــلك عـــن فـقــــيرك يُمنـــعُ
حــــاشــــا لجودك أن تُــقنِّــط عــاصِيــــاً
ألفــضلُ أجــــزلُ والمـــــواهِــبُ أوســــــعُ
بالـــذُّلّ قــــد وافــيت بــــــابك عــــــالمـــــاً
إن التّــــذلُّل عند بـــــابــك ينفـــــــــــــــــــعُ
وجــعلـــــت معتمـــــدي عليــــك تــــــــوكّلا
وبســــطتُ كفّـــــي ســـــائِلا أتـــــــضـــرّغُ
فاجــــعـــل لنــا من كـــلّ ضـــيقٍ مخـــــرجاً
والطُــــف بنــــا يــامن إليـــــه المـــــــــرجِعُ
ثُــــمّ الصّــــلاةُ عــلى النّــــــبيًّ وآلـــــــــــهِ
وجــعلـــــت معتمـــــدي عليــــك تــــــــوكّلا
وبســــطتُ كفّـــــي ســـــائِلا أتـــــــضـــرّغُ
فاجــــعـــل لنــا من كـــلّ ضـــيقٍ مخـــــرجاً
والطُــــف بنــــا يــامن إليـــــه المـــــــــرجِعُ
ثُــــمّ الصّــــلاةُ عــلى النّــــــبيًّ وآلـــــــــــهِ
خــــيرُ الخلائـــــق شــافِعٌ ومُــشــــــفّـــعُ
اللهم رحمتك نرجو، وسخطك نخاف، اللهم أصلح أحوالنا وسرائرنا وعلانيتنا، اللهم ألف بين قلوبنا وهيئ لنا من أمرنا رشدا، أحيينا على الإسلام والسنة، وارض عنا وتوقنا مسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
يــا من يرى مـا في الضمـــير ويســمع
أنت المُعـــدّ لكل مــا يُتــــــــــــــوقّــــــع
يا مـن يُـــرجّى للشّــــدائــد كُلّــــــــــــها
يـــا من إلـــــيه المُشــــتكى والمــفــزعُ
يــا من خــــزائن جوده في قــول كــن
أُمــنن فــإنّ الخــــير عندك أجمــــــــــــعُ
مالـــي سِــــوى قرعــي لـــبابـــك حيــــلة
ولإن طردت فـــأيَ بــــابٍ أقـــــــــــــــرعُ
ومــن الــذي أرجــــو فــأهتـــفُ باســــــمِهِ
إن كـــان فضــــلك عـــن فـقــــيرك يُمنـــعُ
حــــاشــــا لجودك أن تُــقنِّــط عــاصِيــــاً
ألفــضلُ أجــــزلُ والمـــــواهِــبُ أوســــــعُ
بالـــذُّلّ قــــد وافــيت بــــــابك عــــــالمـــــاً
إن التّــــذلُّل عند بـــــابــك ينفـــــــــــــــــــعُ
وجــعلـــــت معتمـــــدي عليــــك تــــــــوكّلا
وبســــطتُ كفّـــــي ســـــائِلا أتـــــــضـــرّغُ
فاجــــعـــل لنــا من كـــلّ ضـــيقٍ مخـــــرجاً
والطُــــف بنــــا يــامن إليـــــه المـــــــــرجِعُ
ثُــــمّ الصّــــلاةُ عــلى النّــــــبيًّ وآلـــــــــــهِ
وجــعلـــــت معتمـــــدي عليــــك تــــــــوكّلا
وبســــطتُ كفّـــــي ســـــائِلا أتـــــــضـــرّغُ
فاجــــعـــل لنــا من كـــلّ ضـــيقٍ مخـــــرجاً
والطُــــف بنــــا يــامن إليـــــه المـــــــــرجِعُ
ثُــــمّ الصّــــلاةُ عــلى النّــــــبيًّ وآلـــــــــــهِ
خــــيرُ الخلائـــــق شــافِعٌ ومُــشــــــفّـــعُ
اللهم رحمتك نرجو، وسخطك نخاف، اللهم أصلح أحوالنا وسرائرنا وعلانيتنا، اللهم ألف بين قلوبنا وهيئ لنا من أمرنا رشدا، أحيينا على الإسلام والسنة، وارض عنا وتوقنا مسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
🖋️ صوتية بعنوان: هل كان الإمام البخاري لفظيا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
تكلم الإمام أحمد في هذه الأصول عن ثلاث فرق من فرق الجهمية، من قال: أن القرآن مخلوق، وتكلم كذلك عن الواقفة، وعن اللفظية، سبق الحديث عن القائلين أن القرآن مخلوق، أما الواقفة: فهم الذين قالوا في هذه المسألة بالتوقف، وقالوا لانقول مخلوق أو غير مخلوق، وهذا القول إنما هو قول باطل، وقد نص أئمة السنة قديما على أن الواقفة هم شر الطوائف وأضلهم، قال الامام أحمد رحمه الله تعالى: "الواقفة: هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ولا يقولون غير مخلوق"، ثم قال: "وهم من شر الأصناف وأخبثها" ، لماذا عدت الواقفة من أخبث أصناف الجهمية؟ نقول: جوابا على ذلك بأن مذهب الجهمية الباطل فيه صريح، ومعلوم لكثير من الناس بخلاف الواقفة فخطرهم على الناس كبير، لأن الباطل في قولهم ليس ظاهرا، بل فيه تلبيس وتدليس، وقد لبسوا فيه بثوب الورع، لذلك يظن الجهال أن مذهب الواقفة وسط عدل بين قول الجهمية وبين قول أهل السنة والجماعة.
• أما المقصود باللفظية الذين يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، أو: لفظي بالقرآن مخلوق، وقد كان موقف الإمام احمد رحمه الله وغيره من أئمة السنة ... لما ظهر قول اللفظية كان موقفهم واضح صريح حيث أنهم ألحقوهم بالجهمية، وجعلوا الجهمية ثلاث طوائف:
الأولى من قالت بأن القرآن مخلوق، واللفظية القائلين لفظي بالقرآن مخلوق، والواقفة الذين لا يقولون مخلوق ولا يقولون غير مخلوق.
فلما انتشر بين أهل السنة مقالة الإمام أحمد في اللفظية، نشأ في مقابل اللفظية طائفة فقالوا: لفظنا بالقرآن غير مخلوق وتلاوتنا له غير مخلوقة فبدعهم الإمام أحمد وأمر بهجرهم، فالمنصوص عن الإمام أحمد أن من قال: إن اللفظ بالقرآن والتلاوة مخلوقة فهو جهمي، ومن قال: أنه غير مخلوق فهو مبتدع كما في مسألة أبي طالب المشهورة، لما أنكر عليه الإمام أحمد إنكارا شديدا، فما هو مناط كفر اللفظية؟ سبق معنا مناط كفر الجهمية ككل في مسألة القرآن وهو أنهم قالوا: بأن القرآن مخلوق، وزعموا بأن القرآن مخلوق، وأن صفات الله تبارك وتعالى مخلوقة، ومناط كفر اللفظية أن اللفظ والتلاوة يراد به الملفوظ المتلو، وذلك هو كلام الله تبارك وتعالى، فمن جعل كلام الله تبارك وتعالى الذي أنزله على نبيه مخلوقا فهو جهمي كافر، انتبه رحمك الله، فمناط كفر اللفظية هو في جعلهم أن اللفظ والتلاوة مخلوق، والملفوظ والمتلو إنما هو كلام الله تبارك وتعالى، فمن جعل كلام الله تبارك وتعالى مخلوقا فهو جهمي كافر، قال عبد الله في السنة: " سمعت أبي يقول: مَنْ قَالَ شَيْءٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقٌ عِلْمُهُ أَوْ كَلَامُهُ فَهُوَ زِنْدِيقٌ كَافِرٌ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَيُجْعَلُ مَالُهُ كَمَالِ الْمُرْتَدِّ وَيُذْهَبُ فِي مَالِ الْمُرْتَدِّ إِلَى مَذْهِبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ"، قال: "سألت أبي رحمه الله قلت أن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف، هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا. وقال هذا كلام جهم. وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل:
{وإن أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ}، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حتى أبلغ كلام ربي"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ هذِه الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاس" ، وقال كذلك في السنة : "سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي"، وقال: "سمعت أبي رحمه الله، وسئل عن: اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوهم، وقال: سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به: مخلوق. فهو جهمي"، وهذا النص نص عزيز عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، فهذا النص يفهم به المسلم قول أحمد في اللفظية، ومناط تكفير أحمد للفظية، وعليه تحمل كذلك إطلاقات الإمام أحمد في مسألة اللفظية، وفيه بيان أن اللفظي الجهمي هو: الذي يقصد إلى القرآن أنه مخلوق، فقولهم: لفظي بالقرآن مخلوق، إنما هو حيلة إلى القول بخلق القرآن، أو هو وسيلة إلى القول بخلق القرآن، قال أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ لَهُ: "إِنَّ اللَّفْظِيَّةَ إِنَّمَا يَدُورُونَ عَلَى كَلَامِ جَهْمٍ، يَزْعُمُونَ أَنَّ جِبْرِيلَ إِنَّمَا جَاءَ بِشَيْءٍ مَخْلُوقٍ إِلَى مَخْلُوقٍ"، فمدار قول اللفظية على أن كلام الله تبارك وتعالى مخلوق، فكلامهم مقصده هو أن كلام الله تبارك وتعالى مخلوق، فهو حيلة إلى ذلك كما قال أبو مسعود أحمد بن الفرات: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد أن يحتال في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
تكلم الإمام أحمد في هذه الأصول عن ثلاث فرق من فرق الجهمية، من قال: أن القرآن مخلوق، وتكلم كذلك عن الواقفة، وعن اللفظية، سبق الحديث عن القائلين أن القرآن مخلوق، أما الواقفة: فهم الذين قالوا في هذه المسألة بالتوقف، وقالوا لانقول مخلوق أو غير مخلوق، وهذا القول إنما هو قول باطل، وقد نص أئمة السنة قديما على أن الواقفة هم شر الطوائف وأضلهم، قال الامام أحمد رحمه الله تعالى: "الواقفة: هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ولا يقولون غير مخلوق"، ثم قال: "وهم من شر الأصناف وأخبثها" ، لماذا عدت الواقفة من أخبث أصناف الجهمية؟ نقول: جوابا على ذلك بأن مذهب الجهمية الباطل فيه صريح، ومعلوم لكثير من الناس بخلاف الواقفة فخطرهم على الناس كبير، لأن الباطل في قولهم ليس ظاهرا، بل فيه تلبيس وتدليس، وقد لبسوا فيه بثوب الورع، لذلك يظن الجهال أن مذهب الواقفة وسط عدل بين قول الجهمية وبين قول أهل السنة والجماعة.
• أما المقصود باللفظية الذين يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، أو: لفظي بالقرآن مخلوق، وقد كان موقف الإمام احمد رحمه الله وغيره من أئمة السنة ... لما ظهر قول اللفظية كان موقفهم واضح صريح حيث أنهم ألحقوهم بالجهمية، وجعلوا الجهمية ثلاث طوائف:
الأولى من قالت بأن القرآن مخلوق، واللفظية القائلين لفظي بالقرآن مخلوق، والواقفة الذين لا يقولون مخلوق ولا يقولون غير مخلوق.
فلما انتشر بين أهل السنة مقالة الإمام أحمد في اللفظية، نشأ في مقابل اللفظية طائفة فقالوا: لفظنا بالقرآن غير مخلوق وتلاوتنا له غير مخلوقة فبدعهم الإمام أحمد وأمر بهجرهم، فالمنصوص عن الإمام أحمد أن من قال: إن اللفظ بالقرآن والتلاوة مخلوقة فهو جهمي، ومن قال: أنه غير مخلوق فهو مبتدع كما في مسألة أبي طالب المشهورة، لما أنكر عليه الإمام أحمد إنكارا شديدا، فما هو مناط كفر اللفظية؟ سبق معنا مناط كفر الجهمية ككل في مسألة القرآن وهو أنهم قالوا: بأن القرآن مخلوق، وزعموا بأن القرآن مخلوق، وأن صفات الله تبارك وتعالى مخلوقة، ومناط كفر اللفظية أن اللفظ والتلاوة يراد به الملفوظ المتلو، وذلك هو كلام الله تبارك وتعالى، فمن جعل كلام الله تبارك وتعالى الذي أنزله على نبيه مخلوقا فهو جهمي كافر، انتبه رحمك الله، فمناط كفر اللفظية هو في جعلهم أن اللفظ والتلاوة مخلوق، والملفوظ والمتلو إنما هو كلام الله تبارك وتعالى، فمن جعل كلام الله تبارك وتعالى مخلوقا فهو جهمي كافر، قال عبد الله في السنة: " سمعت أبي يقول: مَنْ قَالَ شَيْءٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقٌ عِلْمُهُ أَوْ كَلَامُهُ فَهُوَ زِنْدِيقٌ كَافِرٌ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَيُجْعَلُ مَالُهُ كَمَالِ الْمُرْتَدِّ وَيُذْهَبُ فِي مَالِ الْمُرْتَدِّ إِلَى مَذْهِبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ"، قال: "سألت أبي رحمه الله قلت أن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف، هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا. وقال هذا كلام جهم. وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل:
{وإن أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ}، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حتى أبلغ كلام ربي"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ هذِه الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاس" ، وقال كذلك في السنة : "سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي"، وقال: "سمعت أبي رحمه الله، وسئل عن: اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوهم، وقال: سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به: مخلوق. فهو جهمي"، وهذا النص نص عزيز عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، فهذا النص يفهم به المسلم قول أحمد في اللفظية، ومناط تكفير أحمد للفظية، وعليه تحمل كذلك إطلاقات الإمام أحمد في مسألة اللفظية، وفيه بيان أن اللفظي الجهمي هو: الذي يقصد إلى القرآن أنه مخلوق، فقولهم: لفظي بالقرآن مخلوق، إنما هو حيلة إلى القول بخلق القرآن، أو هو وسيلة إلى القول بخلق القرآن، قال أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ لَهُ: "إِنَّ اللَّفْظِيَّةَ إِنَّمَا يَدُورُونَ عَلَى كَلَامِ جَهْمٍ، يَزْعُمُونَ أَنَّ جِبْرِيلَ إِنَّمَا جَاءَ بِشَيْءٍ مَخْلُوقٍ إِلَى مَخْلُوقٍ"، فمدار قول اللفظية على أن كلام الله تبارك وتعالى مخلوق، فكلامهم مقصده هو أن كلام الله تبارك وتعالى مخلوق، فهو حيلة إلى ذلك كما قال أبو مسعود أحمد بن الفرات: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد أن يحتال في القرآن
بشيء من الأشياء أو بوجه من الوجوه، مما يدعو ذلك إلى أن يقول القرآن مخلوق، فهو جهمي خبيث"، فمن تحايل إلى القرآن بأي لفظ من الألفاظ يريد أنه مخلوق فهو جهمي كافر، طبعا نحن نعتقد ما قاله الإمام أحمد رحمه الله تعالى، ونقف عن التفصيل بين اللفظ، والملفوظ، والتلاوة، والمتلو كما سبق معنا في مقالة الإمام أحمد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، على كل جهة وعلى كل وجه وعلى أي حال، فهذا يغنينا إن شاء الله تعالى عن الخوض في التفصيل بين اللفظ، والملفوظ، والتلاوة، والمتلو ولا نتشعب في ذلك، وكما قال الامام محمد بن يحيى الذهلي: "القُرْآنُ كَلَامُ اللـهِ غَيرُ مَخْلُوقٍ مِنْ جَمِيعِ جهَاتِهِ، وَحَيثُ تُصُرِّفَ، فَمَنْ لزِمَ هَذَا اسْتغنَى عَنِ اللَّفْظِ وَعمَّا سِوَاهُ مِنَ الكَلَامِ فِي القُرْآنِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ القُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ".
¤ السؤال هنا هل تحايل الإمام البخاري رحمه الله تعالى على القول بأن القرآن مخلوق؟ هل قال الإمام البخاري أن القرآن مخلوق؟ أو قال لفظي بالقرآن مخلوق؟ هل وقع الإمام رحمه الله تعالى في مناط كفر اللفظية؟ أو لم يقع؟ الجواب نتركه للإمام البخاري يجيب عنه، يقول البخاري في صحيحه "باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [ سبأ :٢٣ ]، ولم يقل {ماذا خلق ربكم}" وهذا من أوجه الاستدلال في الصحيح على أن كلام الله تعالى ليس بمخلوق، قال الفِرَبْرِيُّ سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: "القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ قَالَ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ"، وجاء في شرح السنة: قال محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري: "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس، فما رأيت قوما أضل في كفرهم من الجهمية، وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم"، كذلك روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بسنده لأبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل قال: "سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْن نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيَّ الْمَعْرُوف بِالْخَفَّافِ بِبُخَارَى يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ وَمَعَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ, فَجَرَى ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ, فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ زَعَمَ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ, فَهُوَ كَذَّابٌ, فَإِنَّى لَمْ أَقُلْهُ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَدْ خَاضَ النَّاسُ فِي هَذَا وَأَكْثَرُوا فِيهِ. فَقَالَ: لَيْسَ إِلَّا مَا أَقُولُ وَأَحْكِي لَكَ عَنْهُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْخَفَّافُ: فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ فَنَاظَرْتُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ حَتَّى طَابَتْ نَفْسُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَاهُنَا رَجُلٌ يَحْكِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَمْرٍو احْفَظْ مَا أَقُولُ: مَنْ زَعَمَ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ وَقُومَسَ وَالرَّيِ وَهَمَذَانَ وَحُلْوَانَ وَبَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ وَالْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ, فَهُوَ كَذَّابٌ, فَإِنَّى لَمْ أَقُلْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ, إِلَّا أَنِّي قُلْتُ: أَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ" شرح أصول اعتقاد أهل السنة، انتبه في هذا اللفظ فسوف يتكرر معنا في هذه الآثار.
قال: "فإني لم أقل هذه المقالة إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة"، وسوف يأتي معنا ذكر بعض الآثار في محنته في نيسابور أنه قال: أفعال العباد مخلوقة، كذلك روى اللالكائي بسنده إلى أَبي الْعَبَّاسِ الْفَضْل بْن بَسَّامٍ قَالَ: "سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَنَا تَوَلَّيْتُ دَفْنَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيِّ لَمَّا مَاتَ بِخَرْتَنْكَ, فَأَرَدْتُ حَمْلَهُ إِلَى سَمَرْقَنْدَ أَنْ أَدْفِنَهُ بِهَا, فَلَمْ يَتْرُكْنِي صَاحِبٌ لَنَا مِنْ أَهْلِ سَكَجْكَث فَدَفَنَّاهُ بِهَا, فَلَمَّا أَنْ فَرَغْنَا وَرَجَعْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ قَالَ لِي صَاحِبُ الْقَصْرِ: سَأَلْتُهُ أَمْسِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَقُولُ لَيْسَ فِي الْمُصْحَفِ قُرْآنٌ وَلَا فِي صُدُورِ النَّاسِ.
¤ السؤال هنا هل تحايل الإمام البخاري رحمه الله تعالى على القول بأن القرآن مخلوق؟ هل قال الإمام البخاري أن القرآن مخلوق؟ أو قال لفظي بالقرآن مخلوق؟ هل وقع الإمام رحمه الله تعالى في مناط كفر اللفظية؟ أو لم يقع؟ الجواب نتركه للإمام البخاري يجيب عنه، يقول البخاري في صحيحه "باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [ سبأ :٢٣ ]، ولم يقل {ماذا خلق ربكم}" وهذا من أوجه الاستدلال في الصحيح على أن كلام الله تعالى ليس بمخلوق، قال الفِرَبْرِيُّ سَمِعْتُ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: "القُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَمَنْ قَالَ مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ"، وجاء في شرح السنة: قال محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري: "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس، فما رأيت قوما أضل في كفرهم من الجهمية، وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم"، كذلك روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بسنده لأبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل قال: "سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْن نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيَّ الْمَعْرُوف بِالْخَفَّافِ بِبُخَارَى يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ وَمَعَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ, فَجَرَى ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ, فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ زَعَمَ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ, فَهُوَ كَذَّابٌ, فَإِنَّى لَمْ أَقُلْهُ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَدْ خَاضَ النَّاسُ فِي هَذَا وَأَكْثَرُوا فِيهِ. فَقَالَ: لَيْسَ إِلَّا مَا أَقُولُ وَأَحْكِي لَكَ عَنْهُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْخَفَّافُ: فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ فَنَاظَرْتُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ حَتَّى طَابَتْ نَفْسُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَاهُنَا رَجُلٌ يَحْكِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَمْرٍو احْفَظْ مَا أَقُولُ: مَنْ زَعَمَ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ وَقُومَسَ وَالرَّيِ وَهَمَذَانَ وَحُلْوَانَ وَبَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ وَالْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ, فَهُوَ كَذَّابٌ, فَإِنَّى لَمْ أَقُلْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ, إِلَّا أَنِّي قُلْتُ: أَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ" شرح أصول اعتقاد أهل السنة، انتبه في هذا اللفظ فسوف يتكرر معنا في هذه الآثار.
قال: "فإني لم أقل هذه المقالة إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة"، وسوف يأتي معنا ذكر بعض الآثار في محنته في نيسابور أنه قال: أفعال العباد مخلوقة، كذلك روى اللالكائي بسنده إلى أَبي الْعَبَّاسِ الْفَضْل بْن بَسَّامٍ قَالَ: "سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَنَا تَوَلَّيْتُ دَفْنَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيِّ لَمَّا مَاتَ بِخَرْتَنْكَ, فَأَرَدْتُ حَمْلَهُ إِلَى سَمَرْقَنْدَ أَنْ أَدْفِنَهُ بِهَا, فَلَمْ يَتْرُكْنِي صَاحِبٌ لَنَا مِنْ أَهْلِ سَكَجْكَث فَدَفَنَّاهُ بِهَا, فَلَمَّا أَنْ فَرَغْنَا وَرَجَعْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ قَالَ لِي صَاحِبُ الْقَصْرِ: سَأَلْتُهُ أَمْسِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَقُولُ لَيْسَ فِي الْمُصْحَفِ قُرْآنٌ وَلَا فِي صُدُورِ النَّاسِ.
فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيَّ بِمَا لَمْ تَسْمَعْهُ مِنِّي, إِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ اللهُ: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: ٢]، أَقُولُ: فِي الْمَصَاحِفِ قُرْآنٌ , وَفِي صُدُورِ الرِّجَالِ قُرْآنٌ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ هَذَا يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا سَبِيلُهُ سَبِيلُ الْكُفْرِ" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
كذلك ما نقله صاحب الطبقات بسنده قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري: "قلت: لأبي عبد الله أَحْمَد بن حنبل أنا رجل مبتلى قد ابتليت أن لا أقول لك ولكن أقول فإن أنكرت شيئا فردني عنه، القرآن من أوله إلى آخره كلام الله ليس شيء منه مخلوق ومن قَالَ: إنه مخلوق أو شيء منه مخلوق فهو كافر ومن زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي كافر قَالَ: نعم" أقره الإمام أحمد على معتقده، هذا الذي سبق معنا من أوضح ما يكون في براءة الإمام البخاري من هذا القول الشنيع، وإن كان قد افترى بعض الناس على الإمام البخاري أنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، حتى أوحش مابينه وبين الإمام محمد بن يحيى الذهلي شيخه، وكذلك أبي زرعة وأبي حاتم بسبب ما نقل عنه خلاف ما يعتقده الإمام البخاري رحمه الله تعالى، ومن صحيح الآثار فيما وقع للإمام البخاري في محنته في نيسابور مارواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده إلى أبي أحمد بن عدي قال: "ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه وعقد له المجلس حسده من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأى إقبال الناس إليه واجتماعهم فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه به في المجلس، فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل: يا أبا عبد الله وأعاد عليه القول فأعرض عنه ولم يجبه، ثم قال في الثالثة، فالتفت إليه محمد بن إسماعيل قال القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة" تاريخ دمشق لابن عساكر، هذه التي قالها الإمام هنا التي سبقت معنا في أثر اللالكائي الذي سقناه قبل قليل، فهي مقالة الإمام أحمد أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، سبق معنا أنه رحمه الله ساق الإجماع الذي ذكره القطان في أن أفعال العباد مخلوقة، فقال: "القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله"، هنا في هذه المقالة قال: "القرآن كلام الله غير مخلوق" فتأمل أنه لم يطلق باللفظ لا نفيا ولا إثباتا، إنما تكلم عن القرآن أنه كلام الله تبارك وتعالى، وتكلم عن أفعال العباد أنها مخلوقة، ولا شك أن هذا حق صريح، ولكن الناس الذين كانوا حوله شغبوا، ونقلوا المقالة إلى محمد بن يحيى الذهلي بأنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، وكذلك كتب له من بغداد أنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، كذلك روى الخطيب في تاريخه بسنده، عن محمد بن خشنام وسمعته يقول: "سئل محمد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ فقال: حدثني عبيد الله بن سعيد - يعني أبا قدامة- عن يحيى بن سعيد قال: أعمال العباد كلها مخلوقة فمرقوا عليه قال: فقالوا له بعد ذلك: ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قال: لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي. وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته". فمقالة الإمام البخاري هي أن أفعال العباد مخلوقة، أما قوله: "لفظي بالقرآن مخلوق" إنما هذا لا يثبت عنه ولم يقله وسبق معنا الروايات التي تفيد إنكار هذا القول من الإمام نفسه، ففي الأخبار التي سبقناها في محنته في نيسابور الخبر الصريح في أن البخاري لم يقل في نيسابور لفظي بالقرآن مخلوق، بل قال: القرآن كلام الله ليس مخلوق وأفعال العباد مخلوقة.
أما من يكفر الإمام البخاري رحمه الله تعالى ويكفر كذلك الإمام مسلم بهذه الشبهة، ولم يسبق في تكفيره بإمام من أئمة السنة، حتى أن ابن أبي حاتم الرازي قد ترحم عليه في كتابه، فمن يكفر الإمام البخاري والإمام مسلم ولم يسبق إلى ذلك بإمام فهو متهم على السنة، ولا ينقضي العجب ممن يسمي نفسه بالأثري وهو يطعن في أصح كتابين جمعت فيها الآثار الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس مستمسك بالآثار كما يزعم، بل هذا معول من معاول هدم الآثار، فرخ من أفراح منكري السنة النبوية.
🖋 نقف عند هذا سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كذلك ما نقله صاحب الطبقات بسنده قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري: "قلت: لأبي عبد الله أَحْمَد بن حنبل أنا رجل مبتلى قد ابتليت أن لا أقول لك ولكن أقول فإن أنكرت شيئا فردني عنه، القرآن من أوله إلى آخره كلام الله ليس شيء منه مخلوق ومن قَالَ: إنه مخلوق أو شيء منه مخلوق فهو كافر ومن زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي كافر قَالَ: نعم" أقره الإمام أحمد على معتقده، هذا الذي سبق معنا من أوضح ما يكون في براءة الإمام البخاري من هذا القول الشنيع، وإن كان قد افترى بعض الناس على الإمام البخاري أنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، حتى أوحش مابينه وبين الإمام محمد بن يحيى الذهلي شيخه، وكذلك أبي زرعة وأبي حاتم بسبب ما نقل عنه خلاف ما يعتقده الإمام البخاري رحمه الله تعالى، ومن صحيح الآثار فيما وقع للإمام البخاري في محنته في نيسابور مارواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده إلى أبي أحمد بن عدي قال: "ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه وعقد له المجلس حسده من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأى إقبال الناس إليه واجتماعهم فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه به في المجلس، فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل: يا أبا عبد الله وأعاد عليه القول فأعرض عنه ولم يجبه، ثم قال في الثالثة، فالتفت إليه محمد بن إسماعيل قال القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة" تاريخ دمشق لابن عساكر، هذه التي قالها الإمام هنا التي سبقت معنا في أثر اللالكائي الذي سقناه قبل قليل، فهي مقالة الإمام أحمد أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، سبق معنا أنه رحمه الله ساق الإجماع الذي ذكره القطان في أن أفعال العباد مخلوقة، فقال: "القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله"، هنا في هذه المقالة قال: "القرآن كلام الله غير مخلوق" فتأمل أنه لم يطلق باللفظ لا نفيا ولا إثباتا، إنما تكلم عن القرآن أنه كلام الله تبارك وتعالى، وتكلم عن أفعال العباد أنها مخلوقة، ولا شك أن هذا حق صريح، ولكن الناس الذين كانوا حوله شغبوا، ونقلوا المقالة إلى محمد بن يحيى الذهلي بأنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، وكذلك كتب له من بغداد أنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، كذلك روى الخطيب في تاريخه بسنده، عن محمد بن خشنام وسمعته يقول: "سئل محمد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ فقال: حدثني عبيد الله بن سعيد - يعني أبا قدامة- عن يحيى بن سعيد قال: أعمال العباد كلها مخلوقة فمرقوا عليه قال: فقالوا له بعد ذلك: ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قال: لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي. وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته". فمقالة الإمام البخاري هي أن أفعال العباد مخلوقة، أما قوله: "لفظي بالقرآن مخلوق" إنما هذا لا يثبت عنه ولم يقله وسبق معنا الروايات التي تفيد إنكار هذا القول من الإمام نفسه، ففي الأخبار التي سبقناها في محنته في نيسابور الخبر الصريح في أن البخاري لم يقل في نيسابور لفظي بالقرآن مخلوق، بل قال: القرآن كلام الله ليس مخلوق وأفعال العباد مخلوقة.
أما من يكفر الإمام البخاري رحمه الله تعالى ويكفر كذلك الإمام مسلم بهذه الشبهة، ولم يسبق في تكفيره بإمام من أئمة السنة، حتى أن ابن أبي حاتم الرازي قد ترحم عليه في كتابه، فمن يكفر الإمام البخاري والإمام مسلم ولم يسبق إلى ذلك بإمام فهو متهم على السنة، ولا ينقضي العجب ممن يسمي نفسه بالأثري وهو يطعن في أصح كتابين جمعت فيها الآثار الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس مستمسك بالآثار كما يزعم، بل هذا معول من معاول هدم الآثار، فرخ من أفراح منكري السنة النبوية.
🖋 نقف عند هذا سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
Forwarded from سِرَاجُ الطَّرِيق
التقويم الهجري (محرم ١٤٤٥ هـ).png
1.3 MB
• صوتية بعنوان : [ رسالة عاجلة لكل أخت مسلمة | للشيخ أبي همام الإدريسي حفظه الله تعالى] .
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:
• فإن أعظم النعم على الإطلاق هي نعمة الإسلام وخاصة في مثل هذا الزمان❁ هذا الزمان الذي عظمت فيه الفتنة وتشعبت فيه أودية المحنة❁ نعم لقد حق على كل مسلم ومسلمة أن يشكر الله تبارك وتعالى على هذه النعمة العظيمة ويتضرع إلى الله بالدعاء أن يفرغ عليه صبرا ويتوفاه مسلما❁ وأن يثبته على ملة إبراهيم وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، لقد عمل الطواغيت بكل السبل على تيسير سبل الانحلال والغواية❁ وغلق أبواب العفاف والهداية❁ حتى صارت الرذيلة في متناول الجميع❁ فصار الفساد منتشرا ... والعهر غير مستتر، بل صار غير جالب للعار عند الكثير من المتشبعين بثقافة الحداثة العصرية❁ للأسف الوضع يسير للأسوء وفي هبوط مريب ويزداد تدهورا ومرارة يوما بعد يوم❁ حتى أصبح المسلم يخاف على نفسه وأهله وبنيه من الانحراف والضياع في مستنقعات الرذيلة والله المستعان.
إن فتنة مساكنة المشركين تحت هذه الأنظمة الجاهلية التي تجرف الناس في سيلها النجس العرم ... فتنة عظيمة على دين المسلم ... وأخلاقه، وأهله ... وذراريه والنجاة منها أمر عزيز يبذل فيه الغالي والنفيس ... وإن من أعظم الفتن في هذا الزمان فتنة الأنترنت والتي كسرت حواجز كثيرة❁ ودخلت بيوت العفيفات❁ وفتحت أبوابا للخير والشر على مصراعيها❁ فقربت البعيد ... ويسرت العسير حتى صار الكون كالقرية الواحدة في مواقع أوصلت الأجناس بعضها ببعض❁ ففتحت آفاقا للخير لمن أجاد استعمالها واتقى الله تبارك وتعالى في خلواته وجلواته❁ وإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه سبحانه❁ وفي المقابل فتحت أبواب الشر والمعاصي على ذوي القلوب الضعيفة فكانت معول هدم للأخلاق ومزالق للشيطان❁ ومراتع لقضاء النزوات والشهوات المحرمة❁ نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.
أختي المسلمة إني لكي ناصح❁ وعليك مشفق❁ وإني عليك أغَار❁ فالله الله في دينك وعرضك❁ لا تجعلي الله عز وجل أهون الناظرين إليك❁ ولا تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ... لا تخوني الله ورسوله وتخوني الأمانة وتحيدي عن الصيانة❁ فإن العفاف لكِ حلة فلا تخلعي جلبابه❁ وإن الحشمة لك خصلة فلا تخلعي رداءه قال تعالى: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ».
اعلمي يارعاكِ الله أن لشياطين الإنس والجن خطوات من الأدنى إلى الأعلى إن استرسل معها قادته نحو مصرعه وهلاكه قال تعالى: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (٢٠٨)» البقرة❁ لذلك ينبغي عليكِ قطع ذرائع الشر والفتنة ... وإغلاق جميع أبوابها ثم ترمي بالمفاتيح في بئر عميق وقعر مضيق❁ إن من أعظم أبواب الفساد والفتنة فتح المجال أمام الرجال دون ضوابط شرعية وهذا الذي نريد الكلام فيه في هذه الصوتية نقول:
أن حديث المرأة مع الرجال له صور متعددة:
إما أن يكون لمصلحة دينية أو دنيوية❁ أي: أن المرأة قد تحتاج إلى الكلام مع الرجال لمصلحة تقويم دينها من استفتاء ... أو استقضاء ... أو تحصيل علم شرعي ونحو ذلك...
أو لمصلحة دنيوية كالحديث مع الباعة في الأسواق ... أو مع الأقارب ونحو ذلك...❁ وهذا الحديث إن كان بضوابط شرعية دون خضوع بالقول أو تكلف من المرأة فلا حرج في ذلك ولا بأس به قال تعالى: «فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا(٣٢)» الأحزاب❁ أما إذا كان الحديث مع الرجال في فضول الكلام وما يسترسل فيه من القصص والحكايات والأنس بذلك فلا شك ولا ريب أن هذا باب شر عظيم على المرأة❁ ويزداد الأمر شناعة إن كان في خلوة في مثل هذه المواقع كالواتس أب والماسنجر وغيرها من أوكار الشياطين ... فهو خلوة محرمة ... وزلة مؤكدة ... ولن تخرج المرأة منه بقلب سليم❁ بل هو سبيل إلى الردى❁ ومدعاة إلى الوقوع في حبائل الشيطان وشباكه وشراكه❁ ولا شك في ذلك ولا ريب❁ والواقع خير شاهد على ذلك.
الصورة الأخرى هي: التي يجر إليها فتح باب فضول الكلام على مصراعيه❁ فغالبا يجر إلى الإعجاب من الطرفين ثم التعلق وينتهي بزنا العين ... والسمع ... أو حتى زنا الفرج .. والله المستعان❁ هذا إن لم تستيقظ المرأة من غفوتها وسكرتها قبل فوات الأوان.
الواجب على الأخت المسلمة أن تحفظ دينها وعرضها وهذه وصايا أوصيها بها:
أول شيء: لابد أن تعلم المرأة أن قوتها في غلق أبواب الفتنة وسد ذرائعها❁ لأن الله تبارك وتعالى نهى عن قرب الزنا فيقول الله تبارك وتعالى ناهيا عباده عن الزنا وعن مقاربته وهو مخالطة أسبابه بقوله: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (٣٢)» الإسراء❁ فنهى عن مقاربته وسلوك خطوات
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:
• فإن أعظم النعم على الإطلاق هي نعمة الإسلام وخاصة في مثل هذا الزمان❁ هذا الزمان الذي عظمت فيه الفتنة وتشعبت فيه أودية المحنة❁ نعم لقد حق على كل مسلم ومسلمة أن يشكر الله تبارك وتعالى على هذه النعمة العظيمة ويتضرع إلى الله بالدعاء أن يفرغ عليه صبرا ويتوفاه مسلما❁ وأن يثبته على ملة إبراهيم وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، لقد عمل الطواغيت بكل السبل على تيسير سبل الانحلال والغواية❁ وغلق أبواب العفاف والهداية❁ حتى صارت الرذيلة في متناول الجميع❁ فصار الفساد منتشرا ... والعهر غير مستتر، بل صار غير جالب للعار عند الكثير من المتشبعين بثقافة الحداثة العصرية❁ للأسف الوضع يسير للأسوء وفي هبوط مريب ويزداد تدهورا ومرارة يوما بعد يوم❁ حتى أصبح المسلم يخاف على نفسه وأهله وبنيه من الانحراف والضياع في مستنقعات الرذيلة والله المستعان.
إن فتنة مساكنة المشركين تحت هذه الأنظمة الجاهلية التي تجرف الناس في سيلها النجس العرم ... فتنة عظيمة على دين المسلم ... وأخلاقه، وأهله ... وذراريه والنجاة منها أمر عزيز يبذل فيه الغالي والنفيس ... وإن من أعظم الفتن في هذا الزمان فتنة الأنترنت والتي كسرت حواجز كثيرة❁ ودخلت بيوت العفيفات❁ وفتحت أبوابا للخير والشر على مصراعيها❁ فقربت البعيد ... ويسرت العسير حتى صار الكون كالقرية الواحدة في مواقع أوصلت الأجناس بعضها ببعض❁ ففتحت آفاقا للخير لمن أجاد استعمالها واتقى الله تبارك وتعالى في خلواته وجلواته❁ وإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه سبحانه❁ وفي المقابل فتحت أبواب الشر والمعاصي على ذوي القلوب الضعيفة فكانت معول هدم للأخلاق ومزالق للشيطان❁ ومراتع لقضاء النزوات والشهوات المحرمة❁ نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.
أختي المسلمة إني لكي ناصح❁ وعليك مشفق❁ وإني عليك أغَار❁ فالله الله في دينك وعرضك❁ لا تجعلي الله عز وجل أهون الناظرين إليك❁ ولا تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ... لا تخوني الله ورسوله وتخوني الأمانة وتحيدي عن الصيانة❁ فإن العفاف لكِ حلة فلا تخلعي جلبابه❁ وإن الحشمة لك خصلة فلا تخلعي رداءه قال تعالى: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ».
اعلمي يارعاكِ الله أن لشياطين الإنس والجن خطوات من الأدنى إلى الأعلى إن استرسل معها قادته نحو مصرعه وهلاكه قال تعالى: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (٢٠٨)» البقرة❁ لذلك ينبغي عليكِ قطع ذرائع الشر والفتنة ... وإغلاق جميع أبوابها ثم ترمي بالمفاتيح في بئر عميق وقعر مضيق❁ إن من أعظم أبواب الفساد والفتنة فتح المجال أمام الرجال دون ضوابط شرعية وهذا الذي نريد الكلام فيه في هذه الصوتية نقول:
أن حديث المرأة مع الرجال له صور متعددة:
إما أن يكون لمصلحة دينية أو دنيوية❁ أي: أن المرأة قد تحتاج إلى الكلام مع الرجال لمصلحة تقويم دينها من استفتاء ... أو استقضاء ... أو تحصيل علم شرعي ونحو ذلك...
أو لمصلحة دنيوية كالحديث مع الباعة في الأسواق ... أو مع الأقارب ونحو ذلك...❁ وهذا الحديث إن كان بضوابط شرعية دون خضوع بالقول أو تكلف من المرأة فلا حرج في ذلك ولا بأس به قال تعالى: «فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا(٣٢)» الأحزاب❁ أما إذا كان الحديث مع الرجال في فضول الكلام وما يسترسل فيه من القصص والحكايات والأنس بذلك فلا شك ولا ريب أن هذا باب شر عظيم على المرأة❁ ويزداد الأمر شناعة إن كان في خلوة في مثل هذه المواقع كالواتس أب والماسنجر وغيرها من أوكار الشياطين ... فهو خلوة محرمة ... وزلة مؤكدة ... ولن تخرج المرأة منه بقلب سليم❁ بل هو سبيل إلى الردى❁ ومدعاة إلى الوقوع في حبائل الشيطان وشباكه وشراكه❁ ولا شك في ذلك ولا ريب❁ والواقع خير شاهد على ذلك.
الصورة الأخرى هي: التي يجر إليها فتح باب فضول الكلام على مصراعيه❁ فغالبا يجر إلى الإعجاب من الطرفين ثم التعلق وينتهي بزنا العين ... والسمع ... أو حتى زنا الفرج .. والله المستعان❁ هذا إن لم تستيقظ المرأة من غفوتها وسكرتها قبل فوات الأوان.
الواجب على الأخت المسلمة أن تحفظ دينها وعرضها وهذه وصايا أوصيها بها:
أول شيء: لابد أن تعلم المرأة أن قوتها في غلق أبواب الفتنة وسد ذرائعها❁ لأن الله تبارك وتعالى نهى عن قرب الزنا فيقول الله تبارك وتعالى ناهيا عباده عن الزنا وعن مقاربته وهو مخالطة أسبابه بقوله: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (٣٢)» الإسراء❁ فنهى عن مقاربته وسلوك خطوات
الشيطان والاسترسال بذلك وهو مخالطة أسبابه❁ فالمرأة التي تخوض في غمار هذه الفتن سوف تجرجر إلى الرذيلة والعياذ بالله❁ لأن المرأة ضعيفة بطبعها قد يقودها قلبها إلى نهايتها❁ وفي المقابل قوتها في تقوى الله تبارك وتعالى وسد ذرائع المعاصي❁ وغلق أبوابها.
الأمر الآخر: إن شعرت المرأة في تعاملها المشروع مع أحد الرجال أنه يريد أن يسوقها إلى ما يريد❁ ولا شك أن النساء يعلمن ما يريده الرجال غالبا❁ فلا بد هنا من القوة والحزم معه ووضعه عند حده في أسرع وقت ودون تردد لأن الإبقاء على مثل هذه العلاقة هو إبقاء للفتنة خامدة قد تستيقظ في حال ضعف في الدين ونحو ذلك...
الأمر الآخر لابد للمسلمة أن تكون ذكية فطنة وتعلم أن لا أحد يستطيع أن يأخذ منها شيئا إلا برضاها❁ وأن الباب هي من تفتحه بيدها وهي كذلك من تغلقه بنفسها فلتتقي الله تبارك وتعالى ولا تكن لعبة بين أيدي السفهاء فإن الله تبارك وتعالى قد يسترها ويسترها ويمهلها فإن تمادت في غيها فلتحذر من هتك سترها وفضحها ولتعلم أن لها مقامٌ عظيمٌ يوم تبلى السرائر .. وتكشف السواتر.
الأمر الآخر: المرأة المسلمة إن كانت أرملة أو زوجة أسير أو لا رجل يذود عن حماها فلابد أن تتعامل مع أصناف الرجال بقوة الرجال وأن تترك الأنوثة حتى يعود صاحبها❁ لا تظن أن الرزق قد يساق إليها مع من منقصة في دينها فحاشا لله ذلك❁ فإن التقية النقية إن سدت بابا في وجه باغٍ فإن الله تبارك وتعالى يفتح لها أبواب رزق أضعاف ما تركت «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» الطلاق❁ الأمر الآخر يجب على المرأة المسلمة أن تعلم أن الذي يريد الحلال يأتيه من أبواب الحلال❁ أما من يطرق باب الحلال بالحرام فهذا غالبا ما يريد إلا نزوة عابرة أو شهوة حاضرة❁ ولو فرضنا أنه يريد حلالا وأخطأ طريقه وبدأه بالحرام فستكون هذه العلاقة علاقة فاشلة على الغالب الأعم لأن ما بني على باطل فهو باطل❁ وعلى فرض استمرارها .. فسيؤثر ذلك الحرام على الثقة بين الطرفين فينغص العيش بينهما.
الأمر الآخر: أختي المسلمة المستضعفة لو جاءك من يريد الزواج فلابد أن تستخيري الله المرة بعد المرة❁ وأن تطلبي من يزكي هذا الرجل وأن تكون ولايتك عند من ترضين من عدول المسلمين الثقات❁ فإن ذلك أدعى لحفظ أمرك أتم حفظ❁ فإن وقع القبول بعد ذلك فيا حبذا لو يكون العقد بين يدي الدخول❁ فإن لم يكن فلا تعطيه ما يريد حتى يجمع الله بينكما.
الأمر الآخر: أختي المسلمة لا تتسرعي في اتخاذ القرار❁ فالصبر والانتظار أهون بكثير من زواج فاشل تبقى تبعاته إلى آخر العمر❁ فلا بد أن تختاري من ترضين دينه وخلقه ولا تنظري إلى عدد زوجاته فإن أكمل الرجال أكثرهم نساء❁ ولا تتسرعي في أمر لكِ فيه أناة❁ فخذي الوقت في الاستخارة والسؤال❁ وإن جاءك من ترضين به دينا وخلقا وعدالة فإياك أن ترفضيه لعلل واهية أو نظرة قاصرة فتندمي بعد ذلك فهو رزق ساقه الله لكِ فاغتنميه.
• أختي المسلمة المتزوجة احفظي زوجك في كل شيء في سمعك .. وبصرك .. وحجابك .. وخمارك .. في خلوتك .. وجلوتك .. في ليلك ونهارك واصبري معه في السراء والضراء❁ كوني له إذا نظر سر❁ وإذا أمر أطيع وإذا غاب حفظ في عرضه وماله❁ راعي أمر بيته❁ وربي ولده❁ وكوني له كما يحب أن تكوني.
هذه كلمات للأخوات الكريمات عسى الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأسأل الله عز وجل أن يحفظ كل مسلمة من شر الأشرار وكيد الكفار❁ والله غالب على أمره.
• وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
الأمر الآخر: إن شعرت المرأة في تعاملها المشروع مع أحد الرجال أنه يريد أن يسوقها إلى ما يريد❁ ولا شك أن النساء يعلمن ما يريده الرجال غالبا❁ فلا بد هنا من القوة والحزم معه ووضعه عند حده في أسرع وقت ودون تردد لأن الإبقاء على مثل هذه العلاقة هو إبقاء للفتنة خامدة قد تستيقظ في حال ضعف في الدين ونحو ذلك...
الأمر الآخر لابد للمسلمة أن تكون ذكية فطنة وتعلم أن لا أحد يستطيع أن يأخذ منها شيئا إلا برضاها❁ وأن الباب هي من تفتحه بيدها وهي كذلك من تغلقه بنفسها فلتتقي الله تبارك وتعالى ولا تكن لعبة بين أيدي السفهاء فإن الله تبارك وتعالى قد يسترها ويسترها ويمهلها فإن تمادت في غيها فلتحذر من هتك سترها وفضحها ولتعلم أن لها مقامٌ عظيمٌ يوم تبلى السرائر .. وتكشف السواتر.
الأمر الآخر: المرأة المسلمة إن كانت أرملة أو زوجة أسير أو لا رجل يذود عن حماها فلابد أن تتعامل مع أصناف الرجال بقوة الرجال وأن تترك الأنوثة حتى يعود صاحبها❁ لا تظن أن الرزق قد يساق إليها مع من منقصة في دينها فحاشا لله ذلك❁ فإن التقية النقية إن سدت بابا في وجه باغٍ فإن الله تبارك وتعالى يفتح لها أبواب رزق أضعاف ما تركت «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» الطلاق❁ الأمر الآخر يجب على المرأة المسلمة أن تعلم أن الذي يريد الحلال يأتيه من أبواب الحلال❁ أما من يطرق باب الحلال بالحرام فهذا غالبا ما يريد إلا نزوة عابرة أو شهوة حاضرة❁ ولو فرضنا أنه يريد حلالا وأخطأ طريقه وبدأه بالحرام فستكون هذه العلاقة علاقة فاشلة على الغالب الأعم لأن ما بني على باطل فهو باطل❁ وعلى فرض استمرارها .. فسيؤثر ذلك الحرام على الثقة بين الطرفين فينغص العيش بينهما.
الأمر الآخر: أختي المسلمة المستضعفة لو جاءك من يريد الزواج فلابد أن تستخيري الله المرة بعد المرة❁ وأن تطلبي من يزكي هذا الرجل وأن تكون ولايتك عند من ترضين من عدول المسلمين الثقات❁ فإن ذلك أدعى لحفظ أمرك أتم حفظ❁ فإن وقع القبول بعد ذلك فيا حبذا لو يكون العقد بين يدي الدخول❁ فإن لم يكن فلا تعطيه ما يريد حتى يجمع الله بينكما.
الأمر الآخر: أختي المسلمة لا تتسرعي في اتخاذ القرار❁ فالصبر والانتظار أهون بكثير من زواج فاشل تبقى تبعاته إلى آخر العمر❁ فلا بد أن تختاري من ترضين دينه وخلقه ولا تنظري إلى عدد زوجاته فإن أكمل الرجال أكثرهم نساء❁ ولا تتسرعي في أمر لكِ فيه أناة❁ فخذي الوقت في الاستخارة والسؤال❁ وإن جاءك من ترضين به دينا وخلقا وعدالة فإياك أن ترفضيه لعلل واهية أو نظرة قاصرة فتندمي بعد ذلك فهو رزق ساقه الله لكِ فاغتنميه.
• أختي المسلمة المتزوجة احفظي زوجك في كل شيء في سمعك .. وبصرك .. وحجابك .. وخمارك .. في خلوتك .. وجلوتك .. في ليلك ونهارك واصبري معه في السراء والضراء❁ كوني له إذا نظر سر❁ وإذا أمر أطيع وإذا غاب حفظ في عرضه وماله❁ راعي أمر بيته❁ وربي ولده❁ وكوني له كما يحب أن تكوني.
هذه كلمات للأخوات الكريمات عسى الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأسأل الله عز وجل أن يحفظ كل مسلمة من شر الأشرار وكيد الكفار❁ والله غالب على أمره.
• وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .