أروع♡الأشعار
5.25K subscribers
31 photos
1 video
13 links
Download Telegram
سَلامٌ على ناءٍ عَنِ العَينِ، كُلَّما
تَنَاسَيتُهُ.. جَدَّدتُ شَوقِي، وبَينَهُ

سَلامٌ على مَن لو تَصَيَّدتُ غَفوةً
تَذَكَّرتُهُ، ذِكرى "جَميلٍ" "بُثَينَهُ"

وأَمسَيتُ كالمَطعونِ مِن كُلِّ جانِبٍ
أُدَارِي -بلا صَبرٍ- شجونًا يَرَينَهُ

على مُهجَتِي أَلقَى مُحَيَّاهُ واختَفَى
كَأَنْ لم يَكنْ ما كانَ بَيني وبَينَهُ

وما تُبتُ عَن ذِكراهُ إِلَّا تَحَايُلًا
كَمَا يَدفَعُ المُضطَرُّ بِالدَّينِ دَينَهُ

وَرَائِي وقُدَّامِي حَبيبٌ، يَلُوحُ لِي
سَرَابًا.. إِذا أَغمَضْتُ أَيقَظتُ عَينَهُ

لَهُ واحَةٌ في القَلبِ.. كَم مِن نَوَافِذٍ
عليها، وأَبوابٍ يُسَائِلْنَ: أَينَ هُوْ؟!

#يحيى_الحمادي
نَـحوَ حُلْمِي تَقَافَزُوا
ثُـمَّ باسْمِي تَنَابَـزُوا

ثُــمَّ لَـمَّـا تَـقَاسـَمُوا
لَحمَ وَجهِي تَغَامَزُوا

يــا لأحـلَامِ فِـــتيَةٍ
فَـسَّـرَتْـهَا الـعَـجَائِـزُ

#يحيى_الحمادي
هُـنـا..
وسَـمِعتُ فـي الأعـلى أنِـينَ قصيدةٍ سَـمْرَاءْ
خَلَعتُ الـرَّاءَ مِـن حِـبرِي
ومِـن حَـربي خَلَعتُ الرَّاءْ
بـقَـلـبٍ ظَــامِـئٍ حَـــافٍ عَــبَـرتُ..
ومُـهْـجَـةٍ بَـتْـرَاءْ..

طَـرَقـتُ الـبـابَ..
قِـيلَ اقـرَأْ..
قـرأتُ بـدايةَ (الإسـراءْ)..
بـ(سبحانَ الذي أسرَى ..)
دَخَلتُ الخَيْمَةَ الخضراءْ

وَجَــدتُ هُـنـالِكَ (الـصِّدِّيقَ) و(الـكَرَّارَ) و(الـزَّهْرَاءْ)
وَجَـــدتُ الـنَّـخْلَةَ الأولــى صَـلِيبًا
تَـحـتَهُ (الـعَـذْرَاءْ)
وَجَـدتُ (الـيَسعَ) لا يَـسْعَى عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءْ
وَجَدْتُ (الخِضْرَ) مَقتُولًا..
و(مُوسَى) يَذْبَحُ (الصَّفْرَاءْ)
وَجَـــدْتُ (الأعْـــوَرَ الــدَّجَّـالَ) يَـهْـمِزُ عَـيْـنَهُ الـعَـوْرَاءْ
و(قَــــارُونَ) -الـذي وَلَّـى ثَرِيًَا-
عَـــاوَدَ الإثـــرَاءْ

وَجَدتُ (زُلَـيْـخَةَ) الـكُبرَى عَـجُـوزًا تُـتـقِنُ الإغــراءْ..
وَجَـدتُ (الأسْـوَدَ الـعَنْسِيَّ) شَـيْخًا يَشْتَرِي الإطراءْ
وكُـــنــتُ كعادتي أُزْرِي بِـنَـفْـسِـي أيَّــمَــا إزْرَاءْ
أُحَـاوِلُ وَصْـلَ حَبلِ الشِّعرِ مِن (أروى) إلى (عَفراءْ)
وكـــانَ الـشِّـعـرُ مَـذبُـوحًا عَـلَـى سُـجَّـادَةٍ حَـمْـرَاءْ

.

وحِـيـنَ أَفَـقْـتُ مِــن مَـوتِي
قَـرَأتُ صَـحِيفَةً طُـغْرَاءْ
أَحَــلْــتُ الــصَّـبْـرَ مِـجْـدَافًا لِــكُـلِّ جَـرِيـمَـةٍ نَــكْـرَاءْ
وبِــعتُ الــهَـوْدَجَ الـنَّـائِـي بِـعِـرضِ الأُمَّــةِ الـغَـبْرَاءْ
وهــا أَنَــذَا بــلا وَطَــنٍ
أبِـيـعُ الـرَّمْلَ فِـي الـصَّحراءْ..

#يحيى_الحمادي
أَعِنْهَا بالمَحَـــــــبَّةِ كَي تَضُمَّكْ
وفُح يا عِطرَها بِكَ كَي تَشُمَّكْ

وفَكِّر فِي غَـــدٍ، إن شِئتَ حُبًّا
بِلا زَيفٍ.. وما لَاقَيتَ أُمَّــكْ!

#يحيى_الحمادي
وأُفِيقُ.. بَعدَ تَوَهُّجٍ، وخُفُوتِ
قَلِقًا، أَخافُ تَرَنُّحِي، وثُبُوتِي

والأَرضُ تَصرُخُ مِن عَلٍ، وكأنَّها
مَربُوطةٌ بِسَتَائِرِ المَلَكُوتِ

والبَابُ يَطرُقُ نَفسَهُ..
ويَقُولُ لِي:
مَن أَنتَ؟!
ثُمّ يَلُومُنِي لِسُكُوتِي!

وأَنا أُقَشِّرُ لِلجيَاعِ نُجَيمَةً
خَضراءَ، تَشهَقُ كالدَّمِ المَكبُوتِ

وكَمَا يُضِيءُ المَيِّتُونَ قُبُورَهُم
إنِّي أُضِيءُ شَوَارِعِي، وبُيُوتِي

وأَمُرُّ - كالبُهلُولِ - مُتَّكِئًا على
ظِلٍّ يُشِعُّ كَلُؤلؤٍ مَفتُوتِ

لا بُدَّ مِن وَطَنٍ أَقُولُ..
ومِن يَدٍ..
وفَمٍ..
لِأَسأَلَ قاتِلِي عن قُوتِي

وكَهَارِبٍ مِمَّا أُريدُ
أَشُدُّ نَافِذَتِي إِليَّ
وأَكتفِي بِقُنُوتِي

أَفَكُلَّمَا ظَمِئَ الغُبَارُ ثَأَرْتُ مِن
رُوحِي،
وقُلتُ لها: اهطُلِي
أَو مُوتِي!

.
.
.
.

لِلشِّعر يَومٌ واحِدٌ!
فَمَن الذي جُمَعِي، وآحادِي لهُ، وسُبُوتي!

ذَبُلَت عَصَا (مُوسَى)
و(يُونُسُ) لم يَزَل في اليَمِّ..
مُنتظرًا خُرُوجَ الحُوتِ

والحَربُ تَنحَتُ بِالدُّخَانِ وُجُوهَ مَن
رَحَلُوا..
وتُمعِنُ في الأَسَى المَنحُوتِ

لا شَيءَ جَدَّ..
سِوَى فَرَاغٍ زَاعِمٍ
أَنَّ السُّكُوتَ فَريضَةُ المَبهُوتِ

يا شِعرُ..
أَين الشِّعرُ مِنكَ؟!
وأَين مَن دَفَنُوا الرُّؤوسَ
مَخافةَ الجَبَرُوتِ؟!

لا (إِبُّ) شاعِرَةٌ بِجَارَتِها، ولا
(صَنعاءُ) ثائِرةٌ على الكَهَنُوتِ

كَتَبَ الخَرابُ قَصِيدةً نَثريَّةً
أَكَلَ السُّكُوتُ بها فَمَ المَسكُوتِ

وكَأَنَّ شِعرًا ما.. يَقُولُ لِشاعِرٍ:
أَين انفِجارُ رَبِيعِكَ المَوقوتِ؟!

وكَأَنَّ رِيحًا ما.. تُحَاوِلُ شُربَهُ
فَيَقُولُ: يا سُحُبُ انزِلِي.. أَو فُوتِي

فَلَسَوفَ يَعتَصِرُ الجَفَافُ جُفُونَ مَن
شَرِبُوا بُحُورِيَ غِيلَةً وخُبُوتِي

ولَسَوفَ يَنقَشِعُ الغُبَار، وتَنْجَلِي
رُغمَ الدُّخَانِ غِشَاوَةُ المَمقُوتِ

فَالشِّعرُ أَكرَمُ مَن يَجِيءُ مُحَمَّلاً
بِاليَاسَمِينِ.. ومُثقَلاً بِالتُّوتِ

#يحيى_الحمادي
("حَجْر الله" الصحي)

قَبلَ موتى بِلَحظَتَينِ، ودَمــعَةْ
كان (الِاثنَينُ) قادِمًا بَعدَ (جُمعَةْ)

وأنا كُنــتُ ما أَزَالُ مُقِيـــمًـا
لِأَذَانٍ يُحَاوِلُ اللَّيلُ رَفعَـه

أَتَنَاسَى نَوَاقِضِي.. وأُصَلِّي
صَلَوَاتٍ يَقُلنَ لِي: أَنتَ بِدعَة

وبِخَوفٍ يَسأَلنَنِي، واحتِقَارٍ:
أَنتَ أَذكَى مِن أَن تَرَى المَوتَ خُدعَة!

لا تَنُح خَلفَ بَابِنَا.. نَم بِصَمتٍ..
نَم بِصَمتٍ وحِكمَةٍ.. نَم بِسُرعَة

واحمِلِ الدَّمعَ يابسًا، فالسُّكَارَى
لَم يُبَقُّــوا في جَرَّةِ اللهِ جَرعَة

وارفِسِ الأَرضَ يائِسًا أَو قَنُوعًا
لم يَعُد في سُجَّادَةِ العُمرِ رَكعَة

شَاخَ حَرفُ النِّداءِ فيكَ انتِطارًا
فَاحفَظِ الخَوفَ آمِنًا فيهِ، وارعَه

*

قَبلَ موتى بِلَيلَتَينِ احتِمالًا
قُلتُ: عِشنا؟ أم غَيَّرَ المَوتُ طَبعَه؟!

غَيرَ أَنِّي عَطَستُ.. شَوكًا وجَمرًا
وتَنَاصَلتُ قِطعَةً إِثرَ قِطعَة

ولِأَنِّي دَفَعتُ شَكِّي.. رَمَانِي
في يَقِينٍ أحتَاجُ لو قمتُ دَفعَه

ولِأَنِّي ادَّخَرتُ في البَحرِ غَيمِي
كُنتُ أَدنَى مِن دُودَةِ القـَزِّ صَنعَة

لا أُعَانِي مِن سَكرَةِ الخَوفِ وَحدِي
إِنَّ كُلَّ البِلادِ -إِن خِفتُ- بِضعَة

كُلُّها الأَرضُ بُقعَةٌ في فُؤادي
وفُؤادِي مَن ليس لي فيهِ بُقعَة

أَنا أَحرَى بِالأَمنِ، مِن كُلِّ طِفلٍ
يَتَبَاكَى لِضَمَّةٍ.. أَو لِرَضعَة

أَنا أَحرَى بِالأَمنِ.. لكنَّ قلبي
دُونَ سُورٍ، ورايَتِي دُونَ قَلعة

وحُرُوبي ما بَينَ كَرٍّ وفَرٍّ
قائِماتٌ، وهل مع الحَربِ مُتعَة!

كُلَّما قُلتُ للحَيَاةِ: امنَحِينِي
فُرصَةً، قالَ قاتِلٌ: تِلكَ قُرعَة

ليس يَنجُو مَن يَحمِلُ الخَصمَ دِرعًا
هل سَيَنجُو مَن يَمنَـحُ الخَصمَ دِرعَه!

يا شَقِيَّ الحَيَاةِ والمَوتِ إِنَّا
عِندَ "أَهلِ البُنُودِ" أَبناءُ "سَبعَة"

*

قَبلَ موتى بِدَهشَةٍ واصطِراعٍ
صَائِحٌ صَاحَ:
- حاصِرِوا كُلَّ رُقعة

- كُن بِخَيرٍ "يا دَاعِيَ الحَجرِ"
(حَجرُ اللهِ) أَقوَى..
قالت لهُ "أُمُّ بَرعَة"

ليس عِندِي ما يُقلِقُ النَّاسَ.. جَوِّي
دُونَ طَيرٍ، وغارَتِي دُونَ طَلعَة

ثُمَّ سارَت مَفتُولَةَ السَّاقِ تَتلُو
مَن تَلَاها، وتَشتَهِي مِنه "فَزعَة"

بَيعَةٌ تِلكَ، فاحذَرُوا مَن أَتَاها
واحذَرُوها، فالمَوتُ كَالحَربِ سِلعَة

ثم قولُوا إنْ أَقبَلَ النَّاسُ صَرعَى:
إِنَّ غَيرَ اكتِراثِهِم كان صَرعَة

.
.
.

يا صِحَابي لا خَوفَ بي مِن بَلاءٍ
كُلُّنا في البَلاءِ أَولادُ تِسعَة

بِي لَفِيفٌ مِن ذِكرياتٍ، وبِي ما
ليس يُنسَاهُ رَاجِعٌ دُونَ رَجعَة

بي غَريبٌ يَقُولُ لِي: لا تُفَكِّر
باحتِمالٍ، أَو احتَمِل مِنهُ صَفعَة

لا تُفَكِّر بِالمَوتِ "ما دُمتَ فيهِ"
فانتِصَارُ الظَّلامِ إِطفاءُ شَمعة

#يحيى_الحمادي
لِأَنَّـــــكَ كُـنْـتَـهُـنَّ.. ولَـــم يَــكُـنَّـكْ
غَــدَوتَ مَـلَاكَـهُنَّ، وصِــرنَ جِـنَّـكْ

لِأَنَّـــكَ مـــا خَـلَـفـتَ لَـهُـنَّ وَعــدًا
ظَـمِـئتَ.. ولِـلـغَريبِ صَـبَـبنَ بُـنَّكْ

لِأَنَّــــكَ لا تَــخُــونُ دَمًــــا ومــــاءً
فُـتِـنَّ بــذِي الـسَّرَابِ ولَـم يَـصُنَّكْ

رَمَـيـنَكَ بـِالـشَّكُوكِ وجِـئـنَ فَـجرًا
يُـقَـطِّـعـنَ الأَكُــفَّ، وقَــد طَـعَـنَّـكْ

لِأَنَّـــكَ مــا اجـتَـرَحتَ أَذًى ومَـنًّـا
رَبِحـــــتَ أَذَاكَ مـــائِــدَةً ومَــنَّـكْ

لِأَنَّـــكَ لَـــم تَـكُـن لِـتَـقُولَ كَــلَّا
أَكَلْـتُ أَنَـامِـلِي.. وقَـرَعـتَ سِـنَّـكْ

لِأَنَّــكَ... لَن أُطِـيــلَ، فَـكُـلُّ قَـلــبٍ
أَشَدُّ مِــن الـطُّــعُونِ بـــهِ (لِأَنَّـكْ)

*

نَـشِـيجُكَ يــا خَـرِيرُ صَـدَى كَـمَانٍ
تَــعَــوَّدَ إِن جُــرِحـتَ بـــأَن يَـئِـنَّـكْ

وصَـمـتُـكَ صَـــوتُ والِــدَةٍ تُـنـاغِي
رَضِـيعًا كَـي تَـقُولَ: سَبَقــتَ سِنَّـكْ

وحُلمُكَ بين سَارِيَتَينِ, يَســــــرِي
سِوَاكَ عَلَيهما، وهــــــو المُحَنَّـــكْ

أُعِـيـذُكَ مِـن سِـوَاكَ، ومِـنكَ، إِنّـي
رَأَيــتُ عـلـى يَـدَيـكَ دَمِـي وفَـنَّكْ

مَـرَرتَ عـلى الـيَقِينِ مَـعي خَـيَالًا
كَــأَنِّـي كُــنـتُ ظِــلَّـكَ.. أَو كَـأَنَّـكْ

حَمَلْتُ فَجيعَتِي وحَمَلتَ جــسمِي
وخَـائِـفَـكَ احـتَـمَـلتُ ومُـطـمَـئِنَّكْ

لِــذلـكَ صـــارَ ظَــنُّـكَ لِــي يَـقِـينًا
وصِـرتَ عـلى الـيَقِينِ تَعِيشُ ظَنَّكْ

سَـنُـقـتَـلُ مَــرَّتَـيـنِ إِذَن... إِذا لَـم
نَــقُــل لِـلـمُـسـتَحِيلِ: لَـنَـقـتُــلَنَّكْ

#يحيى_الحمادي
ولِي شَوقٌ بهَجرِكِ ما تَأَسَّى
وشِعرٌ عَنكِ صَبَّحَنِي ومَسَّى

ولِي قَلبٌ يَعُودُ بلا دَوَاءٍ
إِذا جاسَ الطَّبيبُ بهِ وجَسَّا

وإِن دَسَّ الدَّوَاءَ لَهُ تَجَافَى
وتَمتَمَ: لَيتَهُ لِلدَّاءِ دَسَّا

تَلَبَّسَنِي هَوَاكِ, وأَسْكَرَتْنِي
هُمُومٌ كُنتُ أَحسَبُهُنَّ مَسَّا

ولكنْ.. مَن بِهِ مَسٌّ وجِنٌّ
يُنَسَّى، والمُتَيَّمُ لا يُنَسَّى

شَقِيٌّ مَن أَحَبَّ إِذا تَمَنَّى
حَبيبًا لا يُحِسُّ بما أَحَسَّا

#يحيى_الحمادي
الخَيلُ تُبصِرُ مُهرَها، وتَقُولُ:
ما لِلحَمِيرِ ضَمائِرٌ وعُقُولُ

هذا زَمَانُ الوَهمِ، يا ابنَ أَصِيلَةٍ
لا عَيشَ فيه لِمَن لَدَيهِ أُصُولُ

وإِذا الحَمِيرُ على الخُيُولِ تَطَاوَلَت
ماذا تُريدُ مِن البَقَاءِ خُيُولُ!

#يحيى_الحمادي
أَلَـــمْ يَـخـطُـر لِـجَـوَّالِـكْ
بـأَنّـي غِـبـتُ عَـن بَـالِكْ!

وأَنَّ الــفَـجـرَ لا يَــهـمِـي
سِوى مِن ضَوءِ إِرسالِكْ!

وأَنَّ الـلَّـيلَ فـي صَـدرِي
يُـنَـتِّفُ رِيـشَـهُ الـحـالِكْ!

*

أَلَـمْ يَـخطُر على بالِ الـ
ـنَّـدى الـمَنثُورِ في شَالِكْ

بـــأَنَّ الـشِّـعـرَ مَـضـفُـورٌ
عــلـى فَـيـرُوزِ شَـلَّالِـكْ!

وأَنَّ الــبَـحـرَ مَــصـلُـوبٌ
عـلـى مِـجـدافِهِ الـهَالِكْ!

*

أَلَـم يَـخطُر بـبالِ الـعِطرِ
أَنَّــــي بَــعــدَ تَــرحَـالِـكْ

أَصُـــفُّ الـــوَردَ أَشـكـالًا
وأَلــــوَانًـــا لِإِقـــبــالِــكْ!

ومــا مِــن نَـفـحَةٍ تَـبقَى
سِــوى أَنـفـاسِ أَقـوَالِـكْ

*

أَلَـم يَـخطُر ببالِ الشَّوقِ
أَن يَــسـعَـى لِإِيـصَـالِـكْ!

وأَن يَــرقَــى لِإِطـفـائِـي
بـدَمـعِـي, أَو بـإِشـعالِكْ!

وأَن أَرقَـــى ولَــو يَـومًـا
بـهِ, عَـن حَـظرِ تِجوَالِكْ!

*

صِـلِي مُضنَاكِ فالهجرانُ
لَــــم يُــخـلَـق لِأَمـثـالِـكْ

أَنــا مــا زِلــتُ مَـهـجُورًا
ومَــسـكـونًـا بــأَطـلالِـكْ

وقـلـبـي لَــم يَــزَل بـابًـا
عــلـى أَصـــدَاءِ مَـوَّالِـكْ

ومــا زالَ الـهَـوَى مِـثلِي
يُـعـانِي طُــولَ إِهـمـالِكْ

*

إِذا مـــا مَـــرَّ بـــي يَــومٌ
ولَــم أَسـأَلْـهُ عَـن حـالِكْ

ولَـم تَـطرُق يَـدِي قـلبي
ولَـــم يَـخـرُج لِإِدخـالِـكْ

فَـإِنّـي لَم أَعُـد "يَـحيـــا"
لِأَنَّ الــمَـوتَ فــي ذلــكْ

#يحيى_الحمادي
(بانتظار الصَّيحة)

أَنا مُنهَكٌ أَيُّها المُنهَكُونا
وَحِيدٌ.. كَما يَنبَغِي أَن أَكُونا

كَثيرٌ.. كأَسبابِ حُزنِي.. قَليلٌ
كَأَفراحِ مَن حُزنُهُ الآخَرُونا

مَلِيءٌ بِكُلِّ المُنَى.. غَيرَ أَنِّي
فَرَاغٌ.. كهذا الذي تَقرَؤُونا

على أَيِّ جَنبَيَّ أَغفُو.. وكُلِّي
عيونٌ.. تَرَى كُلَّ شَيءٍ عيونا!

ولِلَّيلِ قُدَّامَ شُبَّاكِ رُوحِي
عُبُوسٌ، كَمَن يَقتَضُونَ الدّيونا

ولِي بَينَ بَابٍ وبَابٍ صِغارٌ
يَصِيحُونَ: هل ماتَ حَقًّا أَبُونا؟!

ولِي مَوطِنٌ يَرقُبُ الفَجرَ مِثلِي
كَمَا يَرقُبُ الصَّيحَةَ المَيِّتُونا

على ذِكرِ "(لِي مَوطِنٌ)" ليس هذا
يَقِينًا.. ولا كانَ يَومًا ظُنُونا

فَمَا زَالَ مِن آخِرِ العُمرِ يَدنُو
ويَنأَى.. وما زِلتُ أُحصِي القُرُونا

*

بَعيدٌ -كما يَدَّعِي اللَّيلُ- رَأسِي
عن النَّومِ، مَهما قَفَلتُ الجُفُونا

فَمَا بَالُ هذي الكَوَابيسِ زادَت
رُؤوسًا بِرَأسِي، وطالت ذُقُونا؟

كَأَنِّي _إِذا ما دَنَا النَّومُ_ لِصٌّ
على ظَهرِهِ صِبيَةٌ يَضحَكُونا

ومِن أَينَ تَلقَى لِعَينَيكَ نَومًا
إِذا كانَ أَعدَاءَكَ الأَقرَبُونا؟!

لِيَ الآنَ ما لَيسَ لِي، يا حُرُوفًا
بأَوجَاعِها يُفتَنُ المُعجَبُونا

فَتَحتُ الأَسَى مَتجَرًا لِلقَوَافِي
قَديمًا.. وما زِلتُ وَحدِي الزَّبُونا

فَمَا رُحتُ إِلَّا بِحُزنِي سَعيدًا
ولا عُدتُ إِلَّا بِفَقدِي مَصُونا

أَنا شاعرٌ يَابِسُ الرَّأسِ، أَهمِي
غَمامًا عليكم، وأُلقِي غُصُونا

أَنا شاعرٌ بِالأَسَى.. ذاك أَنِّي
أَعِي أَنكم بِالأَسَى تَشعُرُونا

وأَنِّي أَرَى البَحرَ يَزدادُ شَوقًا
إِليكُم.. أَرَى الرِّيحَ تَبنِي سُجُونا

ولِي بَينَ جَزرٍ ومَدٍّ شِراعٌ
قديمٌ.. وبَحَّارَةٌ يَسعلونا

ولِي بَين ماضٍ وآتٍ صِراعٌ
عَقِيمٌ، ولِي ما يُثِيرُ الشُّجُونا

إِذا قُلتُ: رُحماكِ يا نَفسُ، قالت
أَلِلبَحرِ أَن يَستَطِيعَ السُّكُونَا؟!

طَريقٌ قَصِيرٌ هُو العُمرُ، لكن
لِمَن قَبلَ إِتمامِهِ يَهلكُونا

*

سَرَى اللَّيلُ.. يا سَارِيَ اللَّيلِ دَعنِي
أُقَاسِمْكَ هذا الهَبَاءَ الحَرُونا

لَقَد خُضتَ بي كُلَّ صَعبٍ؛ أَلَمَّا
تَنَهَّدتُ أَبدَيتَ عَجزًا وهُونا!

مَتى يَشعُرُ الشِّعرُ أَنَّا خَرَجنا
عَنِ النَّصِّ، حتى نَسِينا البُطُونا؟!

إِذا خَانَ مَن صَانَهُ الشِّعرُ يَومًا
أَمِن حَقِّ مَن صَانَهُ أَن يَخُونا؟!

ويا قَلبُ لا تَعتَدِ الحُزنَ مِثلِي
عَبِيدٌ لَدَى العادَةِ المُدمِنُونا

جُنُونِي -وإِن زادَ بي- غَيرُ كافٍ
لِأَلقَى على الأَرضِ صَدرًا حَنُونا

إِذا لَم يَكُن عاشِقًا مَن يُغَنِّي
أَهَانَ اللُّغَى، واستَبَاحَ اللُّحُونا

يَزِيدُ الجُنُونُ الفُنُونَ اتِّقادًا
فَمَن لِي بِفَنٍّ يَزيدُ الجُنُونا؟!

#يحيى_الحمادي
(مَزاد سِري، لجداريّةٍ لم تكتمل.. )

الــشِّـعـرُ صَـومَـعَـتِـي ودُكَّــانِــي
ودُرُوبُـــهُ سَـكَـنِـي وسُـكَّـانِـي

وبُــحُـورُهُ عَــبَـرَاتُ مَـن سَـكِـرُوا
بـِدَمِي، ومـا اغـتَسَلُوا بـأَجـفانِي

وجِـهَـاتُـهُ: سَــهَـرِي، وأَخـيِـلَـتِي
ودَفـــاتِري، وهَشِـــــيمُ أَلـــواني

هُــوَ غُــربَتِي.. وأَنــا المُقِيـمُ بــهِ
مُــتَـرَامِـيًـا كَحُــدُودِ أَحــزانِــي

رَمَــتِ البطـــالةُ بــي إِلـيـهِ كَـمَا
يَــرمِـي الـقَـتِيلُ بـعُـمرِهِ الـفـانِي

فَـضَـرَبـتُ فــي كَبِدِي لَــهُ وَتَــدًا
وخَــصَـفـتُ خَيمَـتَهُ بِـشِـريـانِ

وحَــمَـلـتُـهُ بَـــصَــرًا لِأَجـنِـحَـتِـي
وبَــصِــيــرَةً لِـــجــرَاحِ إِخــوَانِــي

وأَضَعتُ -حِـيـنَ عَـشِـقتُ غُـربَتَهُ-
طُـرُقِـي، ومِـنـسَأَتِي، وعُـنـوانِي

ولَـقد هَـمَمْتُ بـهِ، وهِــمْتُ.. إِلــى
أَنْ صِــــرتُ أَهــجُــرُهُ فَـأَلـقـانِـي

أَنــا مــا مَــدَدتُ يَدًا إِلَـيهِ ولِـي
وَطَـــنٌ سِـــوَاهُ يَـخَـافُ فُـقـدَانِي

وَطَنِـي -الذي بـيَـدَيَّ- ليس سِوَى
حَطَبٍ، أَبِــيـعُ عَـلَـيـهِ قُـمـــصَانِي

وَطَــنٌ ضَـحِـكتُ لَــهُ.. فَأَخرَسَنِي
ومَـسَـحـتُ دَمـعَـتَـهُ.. فَـأَعمـانِي

وحَـمَـلتُ صَخـرَتَهُ الـكَـبيرَةَ مُحـ
ـتَـمِـيًا بـهـا.. فَـكَـسَرتُ إِنـسـانِي

هُوَ حَـلَّ في شَجَنِي، وفي بَدَنِـــي
وأَنــا انـتَـعَلْتُ دَمِــي وحِـرمـانِي!

ورَأَيـــتُ كيــــف يُـــعِزُّ قاتِـلَــــهُ
وعلى الجِنايَــــةِ يَرفَعُ الجـــانِي

ورَأَيــــتُ كَــيـفَ يُـــذِلُّ عـاشِـقَـهُ
ويَــــذُوبُ مِـــن وَلَـــهٍ بِأَوثـــــانِ

ورَأَيـــتُ كَــيـفَ إِذا رَفَعـتُ يَــدِي
رَفَــعُـوهُ لِـي كَـ(قَـمِيصِ عُـثـمانِ)

*

وَطَـنَانِ لِـي.. وأَنـا الـمُقِيمُ عـلى
رَهَـــقٍ.. أُطــارِدُ شُــؤمَ غِـربـانِي

بــيَـدَيَّ صِــرتُ أَرَى وأَسـمَـعُ مـا
جَمَعَ الــظَّـلامُ عَــلَـيَّ مِــن رَانِ

وأَرَى وأَســـمَعُ كُـــلَّ مَن عَبَــرُوا
عَبَـــثًا، على عثـــراتِ أَلحانــــي

أَنـا والضَّياعُ حَــدِيقَتـــانِ.. ومَـا
ئِـــدَتَــانِ.. لِـلـقَـاصِـي ولِــلـدَّانِـي

وبـــلادُنــا سَـــفَــرٌ يَحِـــــينُ بــلا
طُــــرُقٍ.. ووَاحِــدُنــا بــه اثــنـانِ

وجِــرَاحُـنـــــا مُقَـــلٌ تَجِــفُّ وما
قُـــرِئَـــت مَــوَاجـعُـهـا بــإِمــعـانِ

مُــتَــلازِمَـانِ.. بـــــلا مُــعــاهَـدَةٍ
لِـلـوَصـلِ نَــحـنُ، ودُونَ هــجـرانِ

مُــتَـنَـافِـرَانِ.. ولَــيــسَ يَـفـصِـلُـنا
جَــسـَــدٌ, ولا خطواتُ شَيــــطانِ

يَـــدُهُ عــلـى كَـتِـفِـي.. وخِـنـجَرُهُ
بــدَمِـي؛ يُـمَـزِّقُـنِي، ويَـخـــشانِي!

ويَـقُـولُ لِـي: (دَعنِي)، أَقُـولُ لَـهُ:
(دَعــنِي).. فَيَضحَـكُ بُعـدُنا الآنِي

ويَـقُـولُ: (لِـي رَأيٌ..) أَقُـولُ: (ولِـي
رَأيٌ).. ونَصـمُـتُ صَـمـتَ غِـيـلانِ

*

أَنــا والضَّيــاعُ قَصـــيدةٌ كُتِبـَت
في الحَربِ، عَن صُوَرٍ، وجـُدرانِ

وعـن استِراحةِ رَاحِلِــــينَ، وعن
خَجَلِ المَعَــــاوِلِ مِن دَمِ البَــانِي

وعَـــن استِباحةِ خائِنِـــينَ لِمـــا
عَبَـــدُوا، وعَن صَـرخاتِ نِســوانِ

وعَن استِفـــاقَةٍ بَلـــــدَةٍ بُهِــتَت
فَجـــرَ الخَميسِ بِلَونِها القَــــانِي

وعَن المَجاعةِ، والجَــــرَادِ، وعَن
زَمِنِ الغُبَــــارِ، غُبَــــارِ أَزمــــانِ

أَنا بِالضَّـيَــاعِ بَنَيــــتُ مِــن وَرَقٍ
أَمَـــــلًا.. فَـلَــوَّحَ دُونَ إِمـــكــانِ

تَــقِــفُ الحَـيَـاةُ معي وُقُوفَ دَمٍ
قَــلِــقٍ، يُــحَــاذِرُ مَـوتَـهُ الـثَّـانِـي

ولِــكَـي أَمُـــرَّ بــهـا فَـــأَوَّلُ مَــن
سَـيَـمُرُّ: خَـيطُ دَمِـي، وجُـثمانِي

وإِذا حَــيَــاتُـكَ زِيْـجَــةٌ فَــشِـلَـت
فــالـمَـوتُ تَــسـرِيـحٌ بــإِحـسـَـانِ

#يحيى_الحمادي
ما زِلـــتُ أَبدَأُ يَومِي بِالسَّـلامِ على
أَمـــسِي؛ وأَفتَحُ رَأسِي، ثـــم أُغلِقُهُ

عَصرُ الصَّـــوَاريخِ هـذا كان يُقلِقُنِي
لكنــــني بِالتَّـــغَابي صِرتُ أُقـــلِقُـهُ

لم يَبقَ لِي غَيـرُ رَأسِي كي أَثُورَ به
رَأسِي الذي بِاتِّجاهِي سوف أُطلِقُهُ

#يحيى_الحمادي
لِأَنَّكَ لا تُبَــــاعُ.. ولا تَبِيــــعُ
سَتُفـرَدُ كُلَّما ازدَحَمَ القَطِيعُ

وتَندَفِعُ الشَّوَارِعُ جائِعاتٍ
إليكَ، وأَنتَ وَحدَكَ يا جَمِيعُ

ويَطحَنُكَ الأَسَى جَسدًا ورُوحًا
لِيَأكُلَكَ المُعَمَّرُ والرّضِيعُ

وتُقنِعُكَ الحَيَاةُ وأنتَ فيها
بِأَنّكَ لَمْسَها لا تَستَطيعُ

وتَنتَظِرُ القِيامَةَ، دُون قَبرٍ
يُقَرِّبُها، ولا خَبَرٍ يَشِيعُ

ويُوشِكُ أَن يُطِلُّ عليكَ بابٌ
ولكنْ.. حِين ساقُكَ لا تُطِيعُ

إِذا غَزَتِ المُيُوعةُ كُلَّ نَفسٍ
فَظَالِمُ نَفسِهِ مَن لا يَمِيعُ

وما شَظَفُ الحَياةِ سِوى عِقَابٍ
لِمَن هُو في الأَذى حَمَلٌ وَدِيعُ!

*

لِأَنّكَ لا تُصـَانِعُ أَو تُدَاجِـــي
عَدُوّكَ؛ لم تَقُل: ساءَ الصَّنِــيعُ

ولم تَقُل انكَسَرتُ، فَما لِحُرٌّ
إِذا انكَسَرَت مَقَالَتُهُ سَمِيــعُ

وحُزنُكَ لم تُهِــنهُ، فَكُلُّ حُزنٍ
كَريـمٌ، لا يُراعُ، ولا يُرِيعُ

هو الحَجَرُ الأَخِيرُ إِذا تَهاوَت
حُصُونُكُ، وهو حائِطُكَ المَنِيعُ

ومهما ضاقَ عَيشُكَ، فهو إِمَّا
عِقابٌ لِاتِّساعِكَ، أَو شَفِيعُ

فَقُل لِلسّاقِطِينَ: أَنا سَمَاءٌ
إِلَيَّ وبي سَمَا الشَّرفُ الرَّفيعُ

فَلا بِقَصِيدتي اختَنَقَ المُغَــنّي
ولا بِحَرائِقي انطَفَأ المُذِيعُ

وإِنْ يَتَجاهَلُوكَ.. فَلستَ إِلَّا
نَفِيسًا حَازَهُ زَمَنٌ وَضِيعُ

وحَسبُكَ أَنَّ عُمرَكَ ضَاعَ خَوفًا
عليهم.. وهو أَثمَنُ ما يَضِيعُ

وأَنَّ سَحَابَكَ انهَمَرَت ثِمارًا
فَمَا شَعَرَ الخَريفُ ولا الرَّبيعُ

كذاك الحُزنُ.. يُصبِحُ أُغنِيَاتٍ
إِذا مــا خَــطَّهُ قَلَمٌ بـَدِيــــعُ

#يحيى_الحمادي
مُخالَفــــة..

قَـــوَامُ الــتـي مَـــرَّت صَـبَـاحًـا بِـحَـارَتِي
يَــقِـيـنٌ.. وإِنــكَــارِي صَــلَاةُ اسـتِـخَـارَةِ

بَـــدَت كـالـتي غـابَـت، قَـوَامًـا ونَـظـرَةً
وبـي مِـن خَـيَالِ الـشَّوقِ أَلـفُ اسـتِعَارَةِ

وكَــم تَـكـذِبُ الأَشـبَـاهُ إِن غَــابَ أَصـلُها
وكَــم يُـخـطِئُ الـمُشتَاقُ رُغـــمَ الـمَهَارَةِ

لَـقَد أَرجَـعَت شَـوقِي وحُزنِـي علـى التي
سَـرَت فـي عُـرُوقِ الـرِّيحِ يَـومًا، وسَارَتِ

وقَـــد أَبهَرَت مَــن لَـيـسَ يَـخـبُو لَـهِـيبُهُ
ومـــــا خَــلَّــفَـت إِلَّا رَمَـــــادَ انــبِــهَـارَةِ

ولَــمَّــا نَــــأَت عــنـي، وأَيـقَـنـتُ أَنَّــنِـي
تَـوَهَّـمتُ.. لَـم أَشـعُر بـطُولِ اسـتِدَارَتِي

ولَـــم أَسـتَـفِق إِلَّا وقَــد هَــزَّ سَـاعِـدِي
غَـــرِيــبٌ.. ووَازانِــــي عَــمُــودُ الإِنَــارَةِ

ومـــا كُــنـتُ قَــطَّـاعَ الإِشَـــارَاتِ.. إِنَّـمَـا
قَـلِـيلٌ عـلـى الـمُـشتاقِ قَـطعُ الإِشَـــارَةِ

يَـقُـولُونَ لِـي: (خَـالَفتَ)! يـا لَـيتَ أَنَّـهُم
رَأَوا غَــيـمَـةً سَـــودَاءَ غَــطَّـت قَــرَارَتِـي

ولَـــو أَنَّــهُـم ذاقُـــوا عَــذَابـي بـذِكـرِهـا
لَـمَـا اسـتَغرَبُوا قَـولِي.. وقَـاسُوا حَـرَارَتِي

*

كَـمَـا يَـسـتَعِيدُ الـكَـهْلُ ذِكــرَى طُـفُـولَةٍ
وتَـسـتَـرجِعُ الأَطـلالُ عِــطـرَ الـحَـضَارَةِ

كَـمَا يُـبصِرُ الأَعـمَى عـلى الـمَاءِ وَجـهَهُ
ويَـسـتَنشِقُ الـبَــــاكِي قَـمِـيصَ الـبِشَارَةِ

كَــمَـا يَـلـمَـحُ الـمَـهـجُورُ طَـيـفًا لِـوَصـلِهِ
تَــذَكَّـرتُ.. والــذِّكـرَى عَــذَابُ الـخَـسَارَةِ

عـلى زَهـرَةٍ فـي الـقَلبِ حَـطَّت فَرَاشَةٌ
وطَـــارَت.. ولا أَدري إِلـى أَيــنَ طارَتِ!

يَـمَـانِـيَّةٌ.. يُـغـنِـي عَـنِ الـوَصـفِ ذِكـرُهـا
ويُـغـنِي سِـوَاهـا عَــن هُـمُـومِ الـصَّدَارَةِ

إِذا مـــا بَـــدَت حَـسـنَـاءُ شَـبَّـهتُها بـهـا
وإِن لَـــم تَــكُـن أَهـــلًا لِـــذَاتِ الـجَـدَارَةِ

ولَـــو أَنَّــهـا لَـــم تَــرقَ حـتـى لِـشَـامَةٍ
عـلـى خَـدِّهـا.. أَو وَردَةٍ فـي (الـسِّتَارَةِ)

وفـي الأَرضِ مـا فِـيها مِن الحُسنِ دُونَها
ولــكــنَّـهـا كـــالــدُّرِّ بَـــيــنَ الــحِــجَـارَةِ

تَــذَكَّــرتُ مَـــن لِـلَّـيـلِ ظِــــلٌّ بِجَــــفنِها
ولِـلـصُّـبـحِ دُرٌّ خَــلــفَ جُــنــحِ الـمَـحَـارَةِ

تَـذَكَّـرتُ مَـن لَـم أَنْـسَ يَـومًا.. ولَـم أَكُـن
لِأَنـسَى الـتي في القَلبِ كانت، وصَارَتِ..

تَـذَكَّـرتُـهـا حــتــى تَــلَاقَــت خَــوَاطِـرِي
وسَـالَـت عـلى رُوحــِـي دُمُـوعًا، وفَـارَتِ

وقَـد حِـرتُ.. لا أَدرِي إِلـى أَيـنَ وِجـهَتِي
ولا أَيـــنَ تَـمـضِـي بــي دُرُوبُ الـمَـرَارَةِ

*

أَتَـــدرِي الــتـي مَــرَّت بـقُـربي هُـنَـيهَةً
-وإِنْ لَـم تَـكُن مَـرَّت بـِقَصـدِ اسـتِثَارَتِي-

بـأَنـي قَـضَـيتُ الـيَومَ لَـيلًا مِـن الـضُّحَى
وأَدمَــيـتُ أَقــدَامِـي وضَـيَّـعـتُ حـارَتِـي

وأَنِّــي دَخَلتُ الـحَـيَّ "مِـن غَـيرِ حـاجَةٍ"
وأَنـــي ظَـنَـنـتُ الــسُّـورَ بــابَ الـعِـمَارَةِ

وأَنــي وفي كَفِّـــيْ مَفَاتِـــــيحُ غُرفَـــتِي
بَدَا البـــابُ مِن خَلفِي.. فَأَفزَعتُ جَارَتِي!

ولَاقَــيــتُ مـــا لَاقَـيـتُـهُ مِـــن صُـرَاخِـهَـا
وكُـــذِّبــتُ إِثــبَــاتًـا لِـــسُــوءِ الـــزِّيَــارَةِ!

وضَـاعَت عـلى قَـدرِ انـكِسَارِي مَـــدَارِكِي
وضَـاقَـت عـلـى قَـدرِ اتِّـسَاعِي عِــــبَارَتِي
__________________

#يحيى_الحمادي
(قفزة على ظهر الصمت)

كيف اقدِر اْوْصَلْ لَكْ وحَولي حَرَسْ!
مِــن بَـيـنهُم خَوفِي, وطـاقَه, وبـابْ

مــا مِـنَّـهُم واحِــد بـشَـوقِي أَحَـسْ
أو شـــافْ عـنـوانَك بـعَـينِي وغــابْ

شَوقك فَتَح قلبي, وخَوفي حَـبَـسْ
والــخَـوفْ بـالأُنـثـى عَـنَـا واغـتـرابْ

هل شِي لِحالِي حَـل يا مَن غَرَسْ
وردُهْ بـأعـمـاقِي، وأَمــطَـر سَــرَابْ!

جـاهِـلْ عَــدوَّ الـحُـب.. مَـهما دَرَسْ
مـذنِـب.. ولــو يـغرَق ببحر الـثوابْ
.
.
.
.
أَين الـدُّمـوع اللِّي حنانَك غَـطَـسْ
فـيـهـا, وفي خدي تِـفَــــتَّتْ وذابْ!

مِــن يَـومْ وَدَّعـتَكْ بـوجهي عَـبَسْ
عُــمري, وخَـلَّانِـي أَسِـيـرَةْ جوابْ

الآح لا داخِـــــلْ تــسـافِـر غَــلَــسْ
لا مَـن سِـمِع صَـوتِي, ولا مَن أَجابْ

كَـم قـامْ لَـكْ شوقي, وكَم لَك جَلَسْ!
مِـثـلِي مُـراعِـي لَـك وشـابِع غِـيابْ

واللهْ مـــا مَـــرَّهْ سِـمِـعت الـجَـرَسْ
إِلَّا سَقَط قلبي, وطــارَ الـصَّـوابْ
.
.
.

يا مَن عـلى قـلبي وعَـقلي طَمَسْ
لا عـاد لَـكْ حِـيلهْ, ولا لِـي عِـتابْ

أَشـتِي ولَـو لَـحظَهْ أَشُـوفَكْ.. وبَسْ
لَـحـظَهْ بـهـا نفتَح ونـقطَع حِـسابْ

أَسـهَـرتَنِي بَـعـدَكْ وطَـرفَـك نَـعَـسْ
واظَـمَـيـتَنِي مِـنّي وكُلِّي شــرَاب

أَتْـخَـيَّلَكْ فــي الصبح راكِـبْ فَـرَسْ
واتْـخَـيَّـلَكْ وردَه بــداخِـل كِــتـابْ

واتـخَـيَّلَكْ فـي الـلَّيلْ مِـثلَ الـقَبَسْ
تــزهِـر بــأَنـوارَكْ غُـصُـوني الـرِّطـابْ

واتْـخَـيَّلَكْ والصَّدر "طــابَ الـبَلَسْ"
واتْـخَـيَّلَكْ "شَـيَّـبْ وعــادُهْ شَـبابْ"

أَتـخَـيَّلَكْ.. لَــوْمــا يِـضِـيقَ الـنَّـفَسْ
وامُــوتْ.. لـكـنْ مَــوتْ ناقص تُرابْ

#يحيى_الحمادي
هــذا الـسَّـرَابُ الـقـائِمُ الـقاعِدُ
ثَــلاثَـةٌ يـا لَــيـلُ؟
أَم واحِــدُ؟!

وهــذهِ الأَصــواتُ..
ما هـذهِ الأَصواتُ؟
ما هذا الصَّدَى الفَاسِدُ!

وما لِـهذا البَابِ يَـسطُو على مَلامِـحِـي
إِنــكـارُهُ الـجَـاحِـدُ!

تَـخَـشَّبَت كَـفَّـايَ طَـرقًـا.. ومَـا
أَجَـــــابَ إِنـــسِــيٌّ ولا مــــارِدُ

فَـقَدتُ شَـيئًا مـا..
وأَخشَى إِذا وَجَــدتُــهُ
أَن يُــفـقَـدَ الـوَاجِـدُ

وفي الزِّحَـامِ الآنَ أَخشَى على
مَخَـــافَةٍ غَـــيرِي لهـــا قَــــائِدُ

أَخَـافُ فُـقدَانَ اغـتِرَابي.. كما
يَخافُ فُــقـدَانَ ابـنِـهِ الـوَالِـدُ

*

أَضَـعـتَنِي يا لَـيـلُ، حـتى بَـدَا
عَـلَـيَّ مِـن نَـفسِي هَوًى طـارِدُ

أَهـــذِهِ دَارِي؟!
أَلَا تَـعـرِفِ الحِـجَـارَةُ القُربَـى مَـنِ العائِـدُ؟

مَنِ الـغَرِيـبُ الآنَ؟!
بُح لِي بما تَـقُـولُـهُ فــي الـسِّـرِّ
يــا حـاقِـدُ

أَخَـذتَ مـا لِـلشَّوقِ مـني، إِلـى
أَنِ اسـتَـوَى الـمَـفقُودُ والـفـاقِدُ

وعُـدتَ تَـذرُونِـي رَمَادًا، وفِـي
يَــدَيـكَ مِـن قـلـبي نَدًى بــارِدُ

أَلَــم تَـكُـن هــذي سَـبيــلِي إِذا
تَـعِبتُ، أَو خـافَ الـيَدَ الـسَّاعِدُ!

هُـنـا صِـبَايَ انـدَاحَ يَومًـا، هُـنا
غَـفَـا عـلى جَـمرٍ دَمِـي الجَامدُ

هُـنـا غِـوَايَـاتُ الـمَـرَاعِي نَـمَت
ولِـلـمَـجَانِينِ انـتَـمَـى الـشَّـارِدُ

هُـناكَ -حَيثُ الـغَيمُ- كـانت لَـنا
بَـيَـادِرٌ تَــدعُـو: مَـنِ الـحَـاصِدُ؟

ونَـحـنُ لا نَـسعَى لِـغَيرِ الـرَّدَى
جَـمِـيـعُـنا هَــــاوٍ بــــهِ صَـاعِـدُ

وهـا قَـد انزَاحَت.. ولَم يَبقَ مِن
رُعُـــــــــودِهـــــا وِردٌ ولا وَارِدُ

وهــا أَنـا إِنْ قُـلتُ: دارِي هُـــنا
يُقالُ: صَـاحٍ أَنــتَ، أَو راقِــــدُ!

#يحيى_الحمادي
(أنشودة المساكين)

نحنُ المَسَاكِينُ.. أَبنـــاءُ المَسَاكِينِ
لا نَشــــرَبُ المَاءَ إِلَّا بِالسَّـــكَاكِينِ

أَو نَأكُـــلُ الخُبزَ إِلَّا وهو يَعرقُ مِن
وُقُوفِنا لِلـــتَّقَاضِي في الدَّكَــاكِينِ

أَو نُضمِرُ الجُوعَ إِلَّا مُظهِرِينَ به
خَلفَ التَّناهِيدِ شَيبًا في الثَّلاثِينِ

أَعمارُنا رُغم طُولِ البُؤسِ ناقِصَةٌ
نَحبُو صَبَاحًا.. ونُمسِي كالعَرَاجِينِ

وأَرضُنا -وهي أَرضُ الجَنَّتَينِ كما
قالُوا لنا- لا نَرَاها في المَوَاعِينِ

ماذا نَرَى وهي مُنذُ الفَتحِ مَزرَعةٌ
كُلُّ المَحَاصِيلِ فيها لِلطَّوَاحِينِ!

مِن حَولِها حِين تُؤتِي أُكْلَها نَفَـرٌ
مُــردُ التَّقاسِيمِ.. صُلعٌ كالشَّياطِينِ

لا نَشتَكِي الجُوعَ إِلَّا زَخرَفُوهُ لنا
أَو حَوَّلُوا الصَّمتَ مِن عارٍ إلى دِينِ

ونَحنُ في الدِّينِ قَومٌ لا اعتِرَاضَ لنا
لَسنا مِن اللهِ أَدرَى بِالقَوانِينِ

*

نحن المَساكِينُ.. نحن الزَّاحِفُونَ على
أَعصَابِنا، في البَرَارِي والمَيَادِينِ

نحن المُدَانُـونَ حتى في مَرَاضِعِـنا
نحن المُهَانُـونَ حتى في الجَثَامِينِ

نحن الحُفاةُ الذين البُؤسُ في دَمِهِم
يَسعَى مع النَّسلِ مِن جِينٍ إلى جِينِ

لا نُبصِرُ الفقرَ عَيبًا.. فهو أَفقَرُ مِن
عَيبٍ، وأَضعَفُ قَلبًــــا لِلمَوَازِينِ

ما جارَ في الحُكمِ إِلَّا قال قائِلُنا:
مِن ظُلمِ نَفسِي لِنَفسِي مَن يُدَاوِينِي!

حتى على الحِقدِ تَبدُو غيرَ قادِرَةٍ
أَروَاحُنا، فهو نارٌ، والأَسَى طِينِي

حتى مع النَّومِ.. نُمسِي ظَامِئِينَ على
أَبوابِهِ.. وهو يَرمِــي بِالفَناجِينِ

حتى مع الحُبِّ -وهو الحُبُّ- تَغلِبُنا
قِــلادَةٌ، مِن نُحاسٍ أَو بِلاتِينِ

لا يَسأَلُ الحَظُّ عنّا.. فهو مُنشَغِلٌ
بِأَهلِهِ في السَّرايا والدَّوَاوِينِ

وَيلٌ لنا إِن رَغِبــنا في زِيَارتِهِ
أَو ذِكــرِهِ، فهو وَقفٌ لِلمَلاعِينِ

والوَيلُ -إِن زَارَ- أَقسَى، فهو أَوَّلُ مَن
يَحثُو تُرابًا علينا بَعدَ (ياسِينِ)

*

نحن المَسَاكِينُ.. نحن الكَادِحُونَ على
أَوطانِنا، بالضَّحايا، والمَسَاجِينِ

وهي التي حين تُشـــفَى لا تُبَادِلُنا
حَمـــدًا بِحَــــمدٍ، وآمِينًا بِآمِينِ

لكنَّها حين تَكوِي الحَربُ جَبْهَتَها
تَقتَادُنا مِن قَفَــــانا كالقَرابِينِ

والجُوعُ في الحَربِ أو في السِّلمِ لادِغُنا
ما أَشبَهَ الجُوعَ لَـدغًا بِالثَّعــــابينِ

لكنَّنا اليَومَ أَوْلَى بالنَّفِيــــرِ إلى
جَعلِ القَوانينِ ظِـلًّا لِلمَضَامِينِ

لن نَمنَحَ العَبدَ شِبرًا فوقَ رُتبَتِهِ
أَو نَخفِضَ الرَّأسَ حتى لِلنَّياشِينِ

أَو نَقبَلَ التَّوبَ إِلَّا بِاستِعادةِ ما
في كَفِّهِ، بعد سَلـــخٍ لِلشَّرايينِ

أو نَكتُبَ الشِّعرَ إِلَّا ضَارِبِينَ به
بين اليَرَابِيعِ سَــدًّا والشَّيَاهِينِ

ما الشِّعرُ إِلَّا رَصِيفُ التَّائِهِينَ، وما
أَصحابُهُ غَيرُ سِربٍ مِن عَناوِينِ

*

كن عاقِلًا ما استَطَعتَ الآنَ يا قَلَقِي
إِنَّ المَجَانِينَ أَدرَى بِالمَجَانِينِ

لن نُعلِنَ اليَأسَ.. إِلَّا وَاثِقِينَ بـــهِ
لا شَيءَ كَاليَأسِ يَأتِي بِالبَرَاهِينِ

ولن نَرَى أَنَّ فَردًا بِاستِطاعَتِهِ
قَهـــرَ المَلايينِ إِلَّا بِالمَلايينِ

لا بُدَّ لِلقَهرِ مهما طالَ مِن أَمَدٍ
سُلطانُهُ لِلضَّحايا، لا السَّلاطِينِ

نحن المَسَاكِينُ.. نَعفُو دون مَقدِرَةٍ
ونَكظِمُ الغَيظَ.. لكن كالبَرَاكينِ

#يحيى_الحمادي
قــــصــــيـــدةٌ مُــــخـــادِعـــةْ
عَــــصِــــيَّــــةٌ وطــــائِــــعـــةْ

تَـــــجـــــيءُ بــابــتــســامــةٍ
وتَـــنـــتَـــهــي بـــفـــاجِــعــة

وتُــــعــــلِـــنُ انـــتِـــصــارَهــا
وتَـــســـتـــديــرُ راجِـــــعـــــة

وفَــــجـــأَةً تَــــعـــودُ مِـــــــن
سَــــرابِـــهـــا مُـــســـارِعـــة

رَقـــــيــــقــــةً عَـــنـــيـــفـــةً
عَــــنــــيـــدةً وطــــامــــعـــة

إذا لَـــمَــســـتُ صَــــــدرَهــــا
تَــــحَــــوَّلَـــت مُــصـــارِعـــة

وبَـــــــــــرَّرَت نُــــفُــــورَهــــا
وعَـــــــــدَّدَت دَوَافِــــــعـــــه

وإِن عَـــــزَمــــتُ صَـــــدَّهــــا
دَنَـــــــت إِلــــــيَّ خــاضِــعــة

وأَشــــعَـــلَـــت حَــنِــيــنَــهــا
وقَــــطَّــــعَـــت أَصــــابِـــعَــه

فــــــــلا قَـــنِــعــتُ طـــالِــبًــا
ولا طَــــلَـــبـــتُ قــــانِـــعـــة!

.
.
.

أَمَــــــــامَ كُـــــــلِّ حـــــــادِثٍ
وخَــــلـــفَ كُـــــــلِّ واقِـــعـــة

تَــــلُـــوحُ لِـــــــي كَــطِــفـلَـةٍ
عـــلــى الــرَّصِــيـفِ دامِــعــة

تَــــقُـــولُ: إِنــــنـــي هُــــنـــا
وَحــــــيــــــدةٌ وضــــائــــعـة

مَـــتــى يَــمِــيـلُ قَــلــبُـكَ الــ
كَــبــيــرُ صَـــــوبَ جــائِــعـة!

وكُـــلَّــمــا دَنَـــــــوتُ مِـــــــن
دُمُــــوعِـــهـــا الـــمُــرافِــعــة

أَدَارَتِ الــــمَـــكَـــانَ بـــــــــي
وضِـــعــتُ.. وهْــــيَ قــابِــعـة

وهَـــشَّــتِ الــحَـنِـيـنَ عَـــــن
ثِــــمـــارِهـــا الــمُــمــانِــعــة

كَــــمَـــا تَــــهُـــشُّ طــــائِـــرًا
عَـــــن حَــقـلِـهـا مُــزارِعَـــــة

.
.
.

قــــصــــيـــدةٌ وُجُــــوهُـــهـــا
كــــثـــيـــرةٌ وشــــاسِـــعـــة

ولا تُــــــــــــرَى، كــــأَنَّــــهـــا
عـــلــى الـــسَّــرابِ لامِــعــة

لــــقـــد مَــلَــلــتُ وَعـــدَهـــا
وَدِيــــــعَــــــةً ورَادِعــــــــــة

وعُــــــدتُ مِــــــن مِــطــالِـهـا
كَــــمَـــن يَـــبــيــعُ بـــائِــعَــه

مُـــعـــانِـــقًــا لِـــــهـــــذهِ الـــ
ــخَـــفـــيــفــةِ الــمُــقــارِعــة

أَنــــا أُجِــيــبُ، وهْـــيَ فـــي
صَــــدَى الــســؤالِ سـامـعـة

تَـــقُـــولُ: أَنـــــتَ شـــاعِــرٌ؟!
أُجـــيـــبُ: تِـــلــكَ شــائِــعـة

فَــــلَـــو نَـــصَــبــتُ فـــاعِـــلًا
بِــــــجُــمــلـةٍ مُــضــارِعـــــــة

لَأُعلِــــــنَ الـــحِــدَادُ فـــــــي
"نــــقـــابـــةِ الـــمَـــوَالِــعــة"

: وهَــــل لَـــدَيـــكَ نَـــزعَـــةٌ؟
لَــــــــدَيَّ كُـــــــلُّ نــــازِعـــة

فــــــلا هَـــدَمـــتُ جــامِــعًــا
ولا غَــــــــــزَوتُ جـــامِـــعـــة

وكـــــــان لــــــي صَــديــقــةٌ
فـــأَصـــبَــحَــت مُـــتـــابِـعــة

:ومَـــوطــنٌ؟! أَقُــــولُ: بَــــل
لَـــــــدَيَّ أَلـــــــفُ قــــارِعـــة

تَـــنَـــاهَـــشَــت زيــــــــــودَهُ
ومَـــــزَّقَـــــت شَــــوَافِـــعـه

وضَــــاعَـــفَـــت شَـــــقــــاءَهُ
لِأَنَّـــــــهــــا "مُــــدافِــــعــــة"

ومَـــزَّقّــــــت نَسِــــــيجَـــــــهُ
ودَمَّــــــــــرَت شَـــــوَارِعَـــــه

وقَـــــبـــــلَ أَن يَـــــقُــــولَ: لا..
تَـــضَــاحَــكَــت مُـــقــاطِــعــة

وأَدخَــــلَــــتـــهُ جُــــحـــرَهـــا
لِـــتَــقــهَــرَ "الــمَــطَــاوِعـــــة"

ومَـــا جَــنَــتْــهُ "صَـــعــدةٌ"؟
أَصَــــابَ فــــي "الــمَـرَاوِعـة"

#يحيى_الحمادي
لا شَأنَ لِي بِتَزَايُدِ التَّطبِيعِ في
زَمَنٍ مَلِيكُ مُلُوكِهِ صِهيونِي

لا شَأنَ لِي بِدَمٍ تَحَوَّلَ مِن أَبِي
لَهَبٍ، إِلى تُونِي، إِلى شَمعُونِ

لا شَأنَ لِي بِتَهَوُّدٍ وتَنَصُّرٍ
مُتَوَارَثٍ بِالجِينِ والهُرمُونِ

إِنِّي كَفَرتُ بِكُلِّ رَبِّ قَضِيَّةٍ
كَفَرَت بِهِ، وبِرَأسِهِ المَأفُونِ

وبِمَن يُسَلِّمُ لِلغُزاةِ بِلادَهُ
ويَسِيرُ كالإِسكَندَرِ المَقدُونِي

وبِكُلِّ مُنخَدِعٍ يُقَدِّمُ رَأسَهُ
عَن رَأسِ كُلِّ مُتَاجِرٍ مَلعُونِ

وبِكُلِّ مُمتَشِقٍ سِلاحَ عَدُوِّهِ
مُتَنَاقِضٍ كالسَّيفِ والسِّيفُونِ

وبِكُلِّ طاغِيَةٍ يَبِيعُ بِلادَهُ
ويَبِيتُ في الشّيرتُونِ والهِيلتُونِ

وبِكُلِّ دَاعِيَةٍ يُطِلُّ بِرَأسِهِ
لِيَبِيعَ بِالمَفرُوضِ والمَسنُونِ

وبِكُلِّ مَن يَتَسَوَّرُونَ بيوتَهُم
ويُحَارِبُونَ بِخِنجَرٍ نَيلُونِي

يَتَكَالَبُونَ على جِرَاحِ شُعُوبِهِم
كَتَكَالُبِ الحُمَّى على المَطعُونِ

لا شَأنَ لِي بِالجَائِعِينَ، ولا بِمَن
قَنِعُوا بِمَاءِ الوَعدِ كَالكَمُّونِ

وبِثَائِرِينَ على الفَسَادِ وكُلُّهُم
سَنَدٌ لَهُ بِالوَهْنِ أَو بِالهُوْنِ

ومُدَافِعِينَ عَن العُرُوبَةِ كُلُّهُم
لِصٌّ يَبِيعُ العُرْبَ بِالعُربُونِ

ووُجُوهُهُم عَرَبِيَّةٌ؛ لكنَّها
عِبرِيَّةٌ في الشَّكلِ والمَضمُونِ

#يحيى_الحمادي