سراخس🌿
6.58K subscribers
83 photos
95 videos
203 files
171 links
محتوى طبي علمي وثقافي هادف 🌿
فيديوهات طبية 🌿

بوت التواصل لمن أحب مشاركتنا برأي أو اقتراح @Sarakhesbot

صفحتنا على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Sarakhesmed/
Download Telegram
#وآثارهم
#مشاركة_5

منذ الصغر
علمني أبي معادلتين قرآنيتين لم أعي معناهما حتى خرجتُ وعاركتُ الحياة بنفسي
المعادلة الأولى
إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم
والثانية
إن الله لا يرضى أن يكون أحد عباده أكرم منه على عباده فيكرم الله من أكرم أحداً من عباده


في فترة غربتي ..مكثت في السكن الجامعي شهرين ..
في آخر أيامي في المدينة الجامعية .. ذهبت لأشتري غداءً فأضعت وصل سكني ولم أجده .. وأنا عائدة إلى غرفتي مررت لأشتري ربطة خبز من محل في السكن ..كان ثمنها ٣٧٥ كنت املك ٣٥٠ وبقي له علي ٢٥ ليرة قلت له أني سأمررها حين أنزل
ولأني أضعت الوصل فلم يعد بإمكاني الخروج والدخول إلى السكن ..أي أنني انحجزت داخلها
وعندما فرغت الأيام الثلاثة التي كانت عطلة اصلا .. شرعت بالانتقال إلى بيت جديد ولكن المشكلة كانت أني لن أستطيع إخراج أغراضي من السكن إلا بموافقة من المدير وهذه الموافقة تحتاج الوصل طبعا لأثبت أني من قاطنيه ..
طلبت من إحدى صديقاتي التي كنت سابقاً قد أسديت لها معروفاً لوجه الله ووالله لم يكن يومها معروفي لمصلحة أو لحاجة إنما كان لوجه الله فقط ولكن جميع البنات اللواتي أعرفهن قد سافروا ولم يبق إلا هذه البنت وأختها فكانتا أجرأ أن اطلب منهما .. لكن الصدمة أن صديقتي أبت والحجة أنها الآن قد وصلت من الخارج ولا مروؤة لها للنزول وأما أختها أبت أيضا لأن لديها امتحان بعد ١٥ يوماً والعشر دقائق التي ستنزلها معي إلى المدير ستقف في وجه نجاحها طبعا ! وقفت بخيبة صفعت وجهي على باب غرفتهما والنار تستعر داخلي ولم ألفظ ببنت شفة
خرجت منغاظة جدا من الموقف ليس لأجل رد المعروف فقط وإنما لأنهما من ذات مدينتي والمفروض أن تجريا في حاجتي أكثر من أي أحد ولأنني مضطرة ولم أطلب ذلك إلا اضطراراً لكنني لم أردد حينها سوى حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل ومشيتُ ودموعي تُذرف من قلة حيلتي وغربتي وإنكار الناس لي

وأنا حائرة أسير تذكرت أن عليَّ دينٌ لم أسديه من ثمن ربطة الخبز .. ٢٥ ليرة
فاتجهتُ فورا نحو المحل ..
في اللحظة التي وصلت فيها باب المحل

هل أحدٌ يتوقع ما وجدت ؟!
وصلي مُلصق على باب المحل باسم مفقود
رغم سنواتي الاثني عشر في المدرسة وثلاث سنين في الطب لكنني حينها عجزت عن القراءة لمدة دقيقتين كاملين
أذكري أني بكيتُ من جبر الله لي وفرحة عارمة حفّتني ليس لأجل الوصل .. وإنما لأجل جبر الله لي ..أحسستُ حينها أن الله يقول لي إن قدمت معروفاً وخذلك أصحابه فالله لا ينساكِ أبداً ..
المعروف الذي كان خالصاً لوجهي ..أرده بكرمي حين يكون الوقت مناسباً لكِ
شعرت بهذا الخطاب ينساب في كل قطرة من دمي ..

هل استوعبتم مقدار جمال القدر ..أن يجد المحل ذاته وصلي .. وأن يجعلني الله قبل ثلاثة أيام لا أحمل إلا ٣٥٠ ليرة ليبقى لصاحب المحل ٢٥ ليرة .. حتى أتذكرها في اللحظة ذاتها التي انكسر فيها خاطري ..ليجعل الله قضاء حاجتي بتيسير من عنده ..بقدر لطيف من جوده وكرمه وإحسانه .. لو أن المحل الذي بعده وجد الوصل لما ذهبت إليه لأنني لم أتقدم خطوة واحدة أبعد من هذا المحل


بعد سنتين من هذا الحدث أذكر تفاصيله بدقة شديدة ..
لا تغيب عن مخيلتي لحظة جبري رغم أن الموقف قد يراه أحدهم بسيطا جدا لكنه والله والله ترتيب الله وقدر الله ساقه إليّ جزاء قرضٍ أقرضته الله ..
لم يدفعني بعدها نكران الخير من أحد أن أتوقف عن الخير
أصبحت أفعل المعروف مع أهله وغير أهله .. لأن الله يكفي لأن يكون أهلٌ له ..
والسلام ...