#فقرة_يوم_السبت..
ثرثرةٌ تمتمَها أَحدهم على إِثرِ هفواتٍ متعاقبة:
أكانوا يَشعرون!!.. آهٍ لو يُدركون..لتلافينا الكثير من الأمور و لمْ يحدثْ ما حدث..
لعلّ كلامي يكونُ غريبَ الوقعِ..مرهقاً للذّات..و لربما بعد ختامه سترميه في بحر النّسيان.. ولكنّني أستأذن من بستانِ صبرك بعضاً من الأزهار راجياً من عطرها أن يوقِظَك قبل الانحدار في هاويةِ النّدم..
دائماً ما كنتُ أتساءل..
أَفكّرَ أحدهم بالمجهودِ الذي تبذُلُه أرواحنا حتى نعبِّر عما نشعر به..
من المعروفِ طبعاً عبءُ اعتقالِ الأحاديثِ والزّج بها في غياهب الروح فبمجرد أن يُطلقَ سراحُها يتدفقُ في الفؤاد نبعٌ من الراحةِ والسكينة..
ولكن ما يغفلُ عنه جلُّ البشر تلكَ البقعةُ المهملة من الخريطة، التي عُرفَ سكَّانُها بالسّجان القاس العنيد فبالنسبةِ لهم إخراجُ بعضٍ من الأحاسيس أشبهُ بحربٍ داخلية، صراعاتٌ كثيرة حتى يأذن العقلُ للفمِ بأن يخرجها، و صراعاتٌ أخرى حتى يُسمحَ للسانِ بالنّهوض والعمل بواجباته..
لعل السكوت بالنسبة لبعضنا أمرٌ ثقيل.. ولكنّ الكلام لهؤلاء لا يُشَكِلُ فارقاً فهو ثقيلٌ أيضاً، بل ربما يكون أكثر عبئاً... خاصةً في تلك اللحظات التي تخوننا فيها ألسنتنا لتتحدثُ فجأةً بدون إذنٍ منّا، فتختار أنْ تفاجئنا محررةً الكلمات من قسوةِ السكوت، وكأنها سجينٌ مظلومٌ وَجَد باباً للحرية ليَفِرَّ منه و تنعمَ عيناه بنورِ الشّمس بعد أن اعتادت على الظّلام ، أو غريقاً وَجَد قشّةً يمكن أن يتعلق بها أملاً بأخذِ أنفاسٍ أخرى ليُكمِل صراعَه مع الغرق..
جلّ ما يتمنوه أن يجدوا من يجعلَ الحروفَ تخرجُ منهم بسلاسةِ الزّفير..، كتنهيدة في آخر اليوم يخرجُ معها كل ما يحمِلَهُ مُنذُ الصباح من قلقٍ وتوترٍ ومجهودٍ ليَنعم بنومٍ هادئ و روحٍ خفيفة تغشَاها السكينة..
أو أن يجد من يستقرأ آلامه دون الحاجةِ لشرحٍ أو كلام، أن يجد من يشعر به..
أنْ يجدَ من يدركُ قيمةَ إهدائِه مفاتيحَ خباياه و أحاسيسهِ دون أن يُشعِرَهُ بالنّدم على ذلك..
يبحثون عن بذورٍ طّيبةٍ.. تدرك جهدهم المبذول في هذا الفعل البسيط .. عن أبطالٍ مجهولين.. آمنوا أنّ زّلاتِ الحياة ماهي إلا فُطرَةٌ مزجاةٌ بالنّفس البشريّة فلم يكترثوا لوقعها في قلوبهم فيبهِروك في كلّ وقعةٍ بشدةِ مراعاتهم و عمقِ معرفتهم بنا ، موقنين أنَّ ما يَجمعُنا بِهم أقوى من رصاصة كلامية طائشة.. ليكونوا ملاذَ لطفٍ و خيرَ سندٍ وقتَ شدائد ..
#برعم_يشق_طريقه_بين_الصخور
ثرثرةٌ تمتمَها أَحدهم على إِثرِ هفواتٍ متعاقبة:
أكانوا يَشعرون!!.. آهٍ لو يُدركون..لتلافينا الكثير من الأمور و لمْ يحدثْ ما حدث..
لعلّ كلامي يكونُ غريبَ الوقعِ..مرهقاً للذّات..و لربما بعد ختامه سترميه في بحر النّسيان.. ولكنّني أستأذن من بستانِ صبرك بعضاً من الأزهار راجياً من عطرها أن يوقِظَك قبل الانحدار في هاويةِ النّدم..
دائماً ما كنتُ أتساءل..
أَفكّرَ أحدهم بالمجهودِ الذي تبذُلُه أرواحنا حتى نعبِّر عما نشعر به..
من المعروفِ طبعاً عبءُ اعتقالِ الأحاديثِ والزّج بها في غياهب الروح فبمجرد أن يُطلقَ سراحُها يتدفقُ في الفؤاد نبعٌ من الراحةِ والسكينة..
ولكن ما يغفلُ عنه جلُّ البشر تلكَ البقعةُ المهملة من الخريطة، التي عُرفَ سكَّانُها بالسّجان القاس العنيد فبالنسبةِ لهم إخراجُ بعضٍ من الأحاسيس أشبهُ بحربٍ داخلية، صراعاتٌ كثيرة حتى يأذن العقلُ للفمِ بأن يخرجها، و صراعاتٌ أخرى حتى يُسمحَ للسانِ بالنّهوض والعمل بواجباته..
لعل السكوت بالنسبة لبعضنا أمرٌ ثقيل.. ولكنّ الكلام لهؤلاء لا يُشَكِلُ فارقاً فهو ثقيلٌ أيضاً، بل ربما يكون أكثر عبئاً... خاصةً في تلك اللحظات التي تخوننا فيها ألسنتنا لتتحدثُ فجأةً بدون إذنٍ منّا، فتختار أنْ تفاجئنا محررةً الكلمات من قسوةِ السكوت، وكأنها سجينٌ مظلومٌ وَجَد باباً للحرية ليَفِرَّ منه و تنعمَ عيناه بنورِ الشّمس بعد أن اعتادت على الظّلام ، أو غريقاً وَجَد قشّةً يمكن أن يتعلق بها أملاً بأخذِ أنفاسٍ أخرى ليُكمِل صراعَه مع الغرق..
جلّ ما يتمنوه أن يجدوا من يجعلَ الحروفَ تخرجُ منهم بسلاسةِ الزّفير..، كتنهيدة في آخر اليوم يخرجُ معها كل ما يحمِلَهُ مُنذُ الصباح من قلقٍ وتوترٍ ومجهودٍ ليَنعم بنومٍ هادئ و روحٍ خفيفة تغشَاها السكينة..
أو أن يجد من يستقرأ آلامه دون الحاجةِ لشرحٍ أو كلام، أن يجد من يشعر به..
أنْ يجدَ من يدركُ قيمةَ إهدائِه مفاتيحَ خباياه و أحاسيسهِ دون أن يُشعِرَهُ بالنّدم على ذلك..
يبحثون عن بذورٍ طّيبةٍ.. تدرك جهدهم المبذول في هذا الفعل البسيط .. عن أبطالٍ مجهولين.. آمنوا أنّ زّلاتِ الحياة ماهي إلا فُطرَةٌ مزجاةٌ بالنّفس البشريّة فلم يكترثوا لوقعها في قلوبهم فيبهِروك في كلّ وقعةٍ بشدةِ مراعاتهم و عمقِ معرفتهم بنا ، موقنين أنَّ ما يَجمعُنا بِهم أقوى من رصاصة كلامية طائشة.. ليكونوا ملاذَ لطفٍ و خيرَ سندٍ وقتَ شدائد ..
#برعم_يشق_طريقه_بين_الصخور
حتّى الرَّمَقِ الأَخير ..
لا أدري يا أبتي أنّه شعورٌ غريب .. ليس مجردَ صقيعٍ في الأنامل يمنعُ الحركة.. فقد اعتاد جسدي عليه.. ولا أنفاً متجمداً يرعف من البرد.. فما عدت أُحسُ به منذُ زمن .. ولا حسرةً على ضوءٍ لم نعد نراه ..فقد واسيتُ نفسي -أو أنّي خدعتها- بأنّ نور قلبي ما زال يضيءُ و يشتعل..
بل كانت فقط... هبّةُ نسيم ...أتَتْ لتداعبَ القلبَ في هذا الظلامِ ..هامسةً له كلاماً أضحى منه يرتجف .. و صاحَ العقل من هولِه باكياً يرتعد .. آمراً العينين أن ترقب تلك السماء.. و تزين الخدين بلآلئ تلمعُ في سواد الليل..
أتُرى أيُّ همسةٍ بَل طعنةِ غدرتِ بها القلبَ أيتها الخبيثة .. أَأتيتي مداعبةً أم قاتلةً لئيمة؟؟..
""أنا هبّة النّسيم الأخيرة.. أنا هبّة اليوم 364..دعني قبل أن أعانقك عناقي الأخير أرقب معك عتمة هذا الليل فلعلي أُونس وحشتَك.. أتَرى هذه سماء العاتمة!! ألا تُوقِد ذكراك بشيء ..
والغيوم المتزاحمة ما بالُها! أتُرى هي الأخطاء الحمقاء و العثرات التّافهة التي هدمت طريق بستان الورود أم الأهداف النّبيلة والأحلام الجميلة التي غيّم على بريقها كثرة المماطلة و التّسويف..
أَرقبتَ ذاك الضّوء البعيد أليس هو ما تسمونه بالنّجوم .. أهي الأمال التي ستروي قصصها لمن سيأتي من بعدي .. لكن.. أتُرى ستشرقُ شمسُ هذه النجومِ يوماً أم أنها ستغرد في بحر النسيان كما غرّدت سابقتُها و غطى عليها كثرةُ الغيوم..
لا أدري ولكن يحيرني جدا كيف كنت تَشعر -بل تموت- على أيّ فاقد مادي مهما بلغ من الصغر ولم تكترث بأن كأس عُمرِك قد خدش و تسرب الماء منه قطرة قطرة..""
أَي بني ... دَعك من يأسك و استمع لقولي فقد سمعتُ منك قولا ثقيلا ..
أَي بني..
لعلك ندمتَ على أيامٍ نقص فيها الأجل و لم يزدد بها العمل ..
ولعلك حزِنت عن العمر قد مضى .. و دنا به الميعاد و قل بذلك الأمل..
لكن لعل نسمتك هذه قد غَفِلَت -او أنّها تغافلت عمداً- عن معركتك الأخيرة .. و وقعتك الحاسمة.. فما زلت أمامك نسمة متخفّية -نسمة ٣٦٥- ترقبُ ضعفك لتفتِك بك و تُهدي إليك رصاصة الرّحمة الأخيرة..
فاستنفر جنود همّتك جميعاً وأيقظ نار شعلتك كلّها.. و سطّر آخر أسطر كتابك بالنصر.. لتبدأ بعدها بحربٍ جديدة ..
فنحن أقوى من رصاصة الرحمة ..ونفوسنا أغلى من الموت الرحيم .. وهممنا فرسان تحارب حتى الرمق الأخير.. وتذكّر دائماً أن الوقت كفيلٌ بصناعة المستحيل..
فاختم حربك هذه بالنصر .. و بدأ من جديد..
ولا تقمع عبرةَ الأيام بطول الأمل ..
ولا تعش غفلةً بطول الأجل..
فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء و إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح و إياك أن تسوّل لك نفسك لتسوّف.. فلعلك لا تصل..
وعش يومك كأنك مودّع ... و توكل على مولاك و سارع.. فقد فاتتك مواطن صالحة..
أي بني.. أتركُ أمامَ عينيك سؤالاً أخيراً .. لأضع ميزان العدل في نصابه.. راجياً من الله بأن جوابه يشعل فيك نار العزيمة..
أكان كل ذلك غدراً من تلك الخبيثة ؟؟..أم كان عيباً مما اقترفت يداك؟؟..
فاستعن بالله ولا تعجز ..
#سراخس🌿🤍
#برعم_يشق_طريقه_بين_الصخور
لا أدري يا أبتي أنّه شعورٌ غريب .. ليس مجردَ صقيعٍ في الأنامل يمنعُ الحركة.. فقد اعتاد جسدي عليه.. ولا أنفاً متجمداً يرعف من البرد.. فما عدت أُحسُ به منذُ زمن .. ولا حسرةً على ضوءٍ لم نعد نراه ..فقد واسيتُ نفسي -أو أنّي خدعتها- بأنّ نور قلبي ما زال يضيءُ و يشتعل..
بل كانت فقط... هبّةُ نسيم ...أتَتْ لتداعبَ القلبَ في هذا الظلامِ ..هامسةً له كلاماً أضحى منه يرتجف .. و صاحَ العقل من هولِه باكياً يرتعد .. آمراً العينين أن ترقب تلك السماء.. و تزين الخدين بلآلئ تلمعُ في سواد الليل..
أتُرى أيُّ همسةٍ بَل طعنةِ غدرتِ بها القلبَ أيتها الخبيثة .. أَأتيتي مداعبةً أم قاتلةً لئيمة؟؟..
""أنا هبّة النّسيم الأخيرة.. أنا هبّة اليوم 364..دعني قبل أن أعانقك عناقي الأخير أرقب معك عتمة هذا الليل فلعلي أُونس وحشتَك.. أتَرى هذه سماء العاتمة!! ألا تُوقِد ذكراك بشيء ..
والغيوم المتزاحمة ما بالُها! أتُرى هي الأخطاء الحمقاء و العثرات التّافهة التي هدمت طريق بستان الورود أم الأهداف النّبيلة والأحلام الجميلة التي غيّم على بريقها كثرة المماطلة و التّسويف..
أَرقبتَ ذاك الضّوء البعيد أليس هو ما تسمونه بالنّجوم .. أهي الأمال التي ستروي قصصها لمن سيأتي من بعدي .. لكن.. أتُرى ستشرقُ شمسُ هذه النجومِ يوماً أم أنها ستغرد في بحر النسيان كما غرّدت سابقتُها و غطى عليها كثرةُ الغيوم..
لا أدري ولكن يحيرني جدا كيف كنت تَشعر -بل تموت- على أيّ فاقد مادي مهما بلغ من الصغر ولم تكترث بأن كأس عُمرِك قد خدش و تسرب الماء منه قطرة قطرة..""
أَي بني ... دَعك من يأسك و استمع لقولي فقد سمعتُ منك قولا ثقيلا ..
أَي بني..
لعلك ندمتَ على أيامٍ نقص فيها الأجل و لم يزدد بها العمل ..
ولعلك حزِنت عن العمر قد مضى .. و دنا به الميعاد و قل بذلك الأمل..
لكن لعل نسمتك هذه قد غَفِلَت -او أنّها تغافلت عمداً- عن معركتك الأخيرة .. و وقعتك الحاسمة.. فما زلت أمامك نسمة متخفّية -نسمة ٣٦٥- ترقبُ ضعفك لتفتِك بك و تُهدي إليك رصاصة الرّحمة الأخيرة..
فاستنفر جنود همّتك جميعاً وأيقظ نار شعلتك كلّها.. و سطّر آخر أسطر كتابك بالنصر.. لتبدأ بعدها بحربٍ جديدة ..
فنحن أقوى من رصاصة الرحمة ..ونفوسنا أغلى من الموت الرحيم .. وهممنا فرسان تحارب حتى الرمق الأخير.. وتذكّر دائماً أن الوقت كفيلٌ بصناعة المستحيل..
فاختم حربك هذه بالنصر .. و بدأ من جديد..
ولا تقمع عبرةَ الأيام بطول الأمل ..
ولا تعش غفلةً بطول الأجل..
فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء و إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح و إياك أن تسوّل لك نفسك لتسوّف.. فلعلك لا تصل..
وعش يومك كأنك مودّع ... و توكل على مولاك و سارع.. فقد فاتتك مواطن صالحة..
أي بني.. أتركُ أمامَ عينيك سؤالاً أخيراً .. لأضع ميزان العدل في نصابه.. راجياً من الله بأن جوابه يشعل فيك نار العزيمة..
أكان كل ذلك غدراً من تلك الخبيثة ؟؟..أم كان عيباً مما اقترفت يداك؟؟..
فاستعن بالله ولا تعجز ..
#سراخس🌿🤍
#برعم_يشق_طريقه_بين_الصخور
جزء من الزبدة🌿
#فقرة_يوم_السبت
كل #هاشتاغ لكاتب مختلف جداً كما هو واضح (أو غير واضح لا أدري ولكن بالنسبة لي واضح)
#سرخس_صغير ....عاجز عن الاختصار🌨🌿
#صديقك_الذي_يحب_أن_يكتب_من_أجلك
#سرخسة_تحاول_أن_تصنع_أثرا
#لا_تحزن
#برعم_يشق_طريقه_بين_الصخور
#مقتطف_من_رحلة_طالب_طب_عابر_للقارات
(الترتيب ليس عشوائي بل بحكم الواسطة ...وشكراً 🌱)
شاركونا في التعليقات: عن خاطرة مميزة بالنسبة لكم
#فقرة_يوم_السبت
كل #هاشتاغ لكاتب مختلف جداً كما هو واضح (أو غير واضح لا أدري ولكن بالنسبة لي واضح)
#سرخس_صغير ....عاجز عن الاختصار🌨🌿
#صديقك_الذي_يحب_أن_يكتب_من_أجلك
#سرخسة_تحاول_أن_تصنع_أثرا
#لا_تحزن
#برعم_يشق_طريقه_بين_الصخور
#مقتطف_من_رحلة_طالب_طب_عابر_للقارات
(الترتيب ليس عشوائي بل بحكم الواسطة ...وشكراً 🌱)
شاركونا في التعليقات: عن خاطرة مميزة بالنسبة لكم