فقرة يوم السبت:
صديقي الذي ما زلت - رغم كل شيء - أحب أن أكتب من أجله:
بدأت بكتابة معايدة لك في أول ليلة من رمضان، لكنها كانت رسالة باكية اغرقتني بالالم وشعرت أن ذبابا أسود قد خرج من فمي كالذي يخرج من فم (جون كوفي) في فيلم (الميل الأخضر) ،وانا الذي أخبرك كل عام أن رمضان شهر الفرح، كيف أعكر قلبك وهذه الليالي بهذا الحزن..
ثم أدركت أن رمضان هو فرصة العام الوحيدة التي سأحول بها كل هذا البكاء إلى طمأنينة، وأن أرواحنا التي هدها التعب والمرض والعجز لن تتعافى إلا بجرعة عالية من أنوار إلهية تنسكب من السماء سكبا..
بجنون العطشان الذي يبحث عن شربة ماء، ولوعة الابن الذي يجوب الشوارع ليجد دواء ابيه بعد الثانية فجرا تبحث أرواحنا عن السكينة والرضا، وتبحث الدعوات في صدرنا عن مخرج، ونحن الذين نرى القيامة كل يوم ونرى كيف يرحل من يرحل بسلام وكيف يعاني أحدهم سكرات الموت النهار بطوله لا نملك إلا قلوبا مثقلة بدعوات وٱحلام ودموع، ولحظات نسرقها من النهار استرقا كي نبثّ دعوة أو نصلي ركعة...

ثم يمر (المسحراتي) قرب نافذتي ويغني لحناً شجيّاً لا أعرفه، ينادي الحزين والمريض وذا الحاجة أن قوموا فالله وحده من يسمع الدعاء...
#صديقك_الذي_يحب_ان_يكتب_من_أجلك