كُنَّاْشَةُ الصَّاْدِقْ 🖤
841 subscribers
6.54K photos
2.36K videos
1.25K files
1.07K links
وَتَحْسَبُ أَنَّكَ جرْمٌ صَغِيْرٌ
وَفِيْكَ انْطَوَىٰ العَاْلَمُ الأَكْبَرُ

بوت تواصل: @Ya_Ali1916Bot

مدير القناة: Sadiq Lateef
آدمن القناة: مجتبى
Download Telegram
السلامُ عليكِ يا عزيزةَ آلِ مُحمَّد "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم" وناموسَ فخرِهم.
السلامُ عليكِ يا كريمةَ آلِ عليٍّ ورَبيبة فضْلِهِم.
السلامُ عليكِ يا حبيبةَ بابِ الحوائجِ مُوسى بن جعفر، وعَظيمة رُواقِ مَجدِهِ وشَرِفِهِ.

السلامُ عليكِ يا بابَ رَحْمةِ أنيسِ النُفُوسِ، وشمْسِ الشُموس: إمامِنا الثامِنِ، ووَليَّنا الضامِنِ، أبي الحَسَنِ عليِّ بن مُوسى الرضا.. وَمَنْ وَلايتُها وَلايتُهُ وعداوتُها عداوتُهُ..

السلامُ عليكِ يا بنتَ رسولِ اللهِ، السلامُ عليكِ يا بنتَ فاطِمةَ وخديجة،
السلامُ عليكِ يا بنتَ أميرِ المُؤمنين، السلامُ عليكِ يا بنتَ الحَسَنِ والحُسين،
السلامُ عليكِ يا بنتَ وليِّ اللهِ، السلامُ عليكِ يا أُختَ وليِّ اللهِ، السلامُ عليكِ يا عمَّةَ وليِّ اللهِ، السلامُ عليكِ يا بنتَ مُوسى بن جعفر ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ..

السلامُ عليكِ عرَّفَ اللهُ بيننا وبينكُم في الجنّةِ، وحَشَرَنا في زُمرتِكُم، وأوردنا حوضَ نبيِّكُم، وسقانا بكأسِ جدِّكُم مِن يدِ عليِّ بن أبي طالب.. صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليكم..
نسألُ اللهَ أن يُرِينا فيكُم السُرورَ والفَرَج، وأن يَجمَعَنا وإيّاكُم في زُمْرةِ جَدِّكُم مُحمّدٍ "صلّى اللهُ عليهِ وآله" وأن لا يسلُبَنا مَعرفتَكُم إنّهُ وليٌ قدير..

يا فاطِمةُ اشفعي لنا في الجنّةِ فإنَّ لكِ عند اللهِ شأناً مِن الشأن.
--------------------------
بوركتْ أيّامُكُم بمِيلاد مَولاتِنا سيّدةِ عُشِّ آلِ مُحمّدٍ وكريمةَ آلِ عليٍّ "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم أجمعين"،
سميّةِ الزهراءِ مولاتِنا فاطِمةَ المعصومةَ "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها" في الأوّلِ مِن شهْرِ ذِي القِعدة

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
وقفة عند مُعجزةٍ مِن مُعجزاتِ إمامِنا الجواد، تُحدّثُنا عن أثرِ نظرةِ الُّلطفِ مِن الإمامِ المعصومِ في بعثِ الحياةِ في الكائناتِ الميّتة
:
❂ يُحدّثُنا أبو هاشم الجعفري -أحدُ أصحابِ الأئمةِ- يقول:
(صلّيتُ مع أبي جعفر -الإمامِ الجوادِ عليه السلام- في مسجدِ المُسَيّب، وصلّى بنا في موضِع القِبلةِ سواء،
وذكر
-أبو هاشم الجعفري- أنّ السِدرةَ التي في المسجد كانت يابسةً ليس عليها ورق، فدعا الإمامُ الجوادُ بماءٍ وتهيّأ -بالوضوءِ كي يُصلّي- تحت السِدْرة، فعاشت السِدرةُ وأورقت وحملتْ مِن عامِها)
[الوسائل-ج4]

❂ أيضاً في روايةٍ أُخرى يُحدّثُنا محمّد بن عُمر يقول:
(رأيتُ محمّدَ بن عليٍّ -يعني الجواد صلواتُ اللهِ عليه- يضعُ يدهُ على مِنبرٍ فتُورِقُ كُلُّ شجرةٍ مِن نوعِها، وإنّي رأيتُهُ يُكلِّمُ شاةً فتُجيبُهُ)
[دلائل الامامة]

رِوايتان مِن رواياتِ المعاجزِ والفضائلِ لإمامِنا الجواد.. عميقتا الدلالةِ والمعنى بما فيهما مِن إشاراتٍ تُبيّنُ لنا أثرَ نظرةِ المعصومِ وألطافِهِ (الخفيّةِ والجليّةِ) في بَعْثِ الحياةِ في الكائناتِ الميّتةِ والقلوبِ الميّتة

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (رأيتُ محمّدَ بن عليٍّ يضعُ يدَهُ على مِنبرٍ فتُورِقُ كُلُّ شجرةٍ مِن نوعِها..) الذي يبدو مِن هذه العبارةِ أنَّ هذا المِنبر قد صُنِعَ مِن أوراقٍ مِن شَجَرٍ شتّى،
فالمِنبرُ يُصنَعُ مِن الخشب.. والخشب يُؤتى به مِن الشجَر،

فهذا المِنبرُ الذي كان الإمامُ قريباً مِنه صُنِعَ مِن أخشابٍ مِن شجَرٍ شتّى،
والروايةُ تقول: أنّ الإمامَ ما إن يَمدُّ يدَهُ الشريفةَ على مَوضِعٍ في المِنبر.. إلّا ونبتتْ كُلُّ خَشَبةٍ مِن أخشابِهِ وأورقت وخرجت فُرُوعُها..! حتّى لم يَبقَ ورقةٌ في المِنبرِ إلّا ونبتتْ بهيئةِ شجرتِها الأولى!

هاتانِ الروايتانِ تشتملانِ على مضمونِ بعْثِ الحياةِ في مَوتى الكائناتِ بنظرةِ لُطفٍ مِن الإمامِ المعصوم

• فالروايةُ الأولى تشتملُ على هذا المضمون: بَعْث الحياةِ في هذه الشجرةِ الهامدةِ الميّتة،

• والروايةُ الثانيةُ أيضاً تشتملُ على نفسِ هذا المضمون؛ وهو بَعْثُ الحياةِ في مِنبرٍ صُنِعَ مِن أخشابٍ يابسةٍ مِن شجَرٍ شتّى بلُطفِ الإمامِ المعصوم

ولذا.. ونحنُ في هذه الّليالي المُؤلمةِ (ليالي شهادةِ إمامِنا بابِ المُرادِ صلواتُ اللهِ عليه)
إنّنا نستشرِفُ معنى الحياة..
ونتوسّلُ إمامَ زمانِنا أن ينظُرَ إلى قُلوبِنا ليبعثَ فيها الحياةَ كما بعَثَ إمامُنا الجوادُ الحياةَ في تلكَ الشجرةِ الهامدةِ الميّتة، وكما بعَثَ الحياةَ في أخشابِ ذاك المِنبرِ الذي ماتت أخشابُهُ وتيبست،
فإنَّ بَعْثَ الحياةِ في قُلوبِنا القاسيةِ الميّتةِ لا يتحقّقُ إلّا بلُطفِ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه"
فها نحنُ نَمدُّ يدَ الضراعةِ والتوسّلِ ونمدُّ يدَ الاستجداءِ إلى إمامِ زمانِنا.. بأن ينظُرَ إلينا بنَظَرِ لُطفِهِ وعطفِهِ وكرامتِهِ كي يبعثَ الحياةَ في قلوبِنا القاسية التي أماتتها الذُنوبُ وأماتَتها سكْرةُ الغفلةِ والإعراضِ عنه "صلواتُ اللهِ عليه"

نتوسّلُ إمامَ زمانِنا أن يبعثَ الحياةَ في هذه القلوبِ التي ندّعي أنّها مليئةٌ بحُبّهِ وبالشوقِ إليه.. ولكنّ أفعالَنا تُناقِضُ ادّعاءتِنا!
فنحنُ ندّعي بألسنتِنا أنّنا نُحِبُّ الإمامَ "صلواتُ اللهِ عليه" ونشتاقُ إليه.. ولكن مَن قال أنّ إمامَ زمانِنا يقبلُ مِنّا هذه الولايةَ التي ندّعيها ونتظاهرُ بها.. ثمّ نأتي بأفعالٍ تُخالفُها؟!

ولذا نتوسّلُ إمامَ زمانِنا في ليالي رحيلِ جدّه الغريبِ المظلوم؛ "جوادِ الأئمةِ صلواتُ اللهِ عليه" أن ينظُرَ إلينا بنظرِ ألطافِهِ وبنظَرِ عفوهِ وكرامتِهِ وأن يبعثَ الحياةَ في قلوبِنا ويرويها بمَعينِ معرفتِهِ وبكوثرِ التسليمِ إليه والتوفيقِ لنصرتِهِ وخدمتِهِ وإحياءِ أمرِهِ الشريف في غيبتِهِ وحُضورِه - بالنحوِ الذي يُريد-
فالحياةُ الحقيقيّةُ هي هذه، كما يقولُ القرآن:
{يا أيُّها الّذين آمنوا استجيبوا للهِ وللرسولِ إذا دعاكُم لِما يُحييكُم}

فدعوةُ نبيّنا الأعظم هي دعوةُ الحياة.. وفي ثقافةِ أهلِ البيتِ الحياةُ الحقيقيّةُ هي في ولاءِ عليٍّ وآلِ عليٍّ والكونِ معهم "صلواتُ اللهِ عليهم"
وبعبارةٍ أدق:
الحياةُ الحقيقيّةُ بالنسبةِ لنا نحنُ أهلُ زمانِ الغَيبةِ هي الكونُ مع إمامِ زمانِنا، كما نُخاطِبُهُ في زيارتِهِ الشريفة: (السلامُ عليك يا عينَ الحياة)

وكما يقولُ إمامُنا الباقرُ في قولِهِ تعالى: {أو مَن كان مَيتاً فأحييناهُ وجعلْنا له نوراً يمشي به في الناس} قال:
الميّتُ الذي لا يعرفُ هذا الشأن - أي لا يعرفُ أمرَ الولاية- وقولُهُ:{فأحييناهُ وجعَلْنا له نوراً} يعني جعلنا له إماماً يأتمُّ به)
[تفسير العيّاشي]

ولايةُ أهلِ البيتِ هي التي تبعثُ الحياة في القلوب،
ومَظهرُ الولايةِ في زمانِنا: هو إمامُ زمانِنا،
لأنّنا نعيشُ في زمانِه.. وكلُّ شيعةٍ ستُسألُ يومَ القيامةِ عن إمامِ زمانِها

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
تحذيرُ إمامِنا الجوادِ مِن الوقوعِ في عبادةِ الشيطان!
وقفة عند حديثِ جوادِ الأئمة: (مَن استمع إلى ناطقٍ فقد عَبَده)!
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله، وإن كان الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس فقد عبَدَ إبليس!)
[الكافي: ج6]

[توضيحات]
الإمام يُبيّنُ أنّ هناك منطقان:
• منطقٌ إلهيّ
• ومنطقٌ إبليسيّ

فالناطقُ لا يخلو؛ إمّا أن يكونَ ناطِقاً عن اللهِ وذلك هو الحقّ،
وإمّا أن يكونَ ناطِقاً عن إبليس وذلك هو الباطل، ولا ثالثَ لهما
وأمّا الذي يخلِطُ في كلامِهِ بين الحقِّ والباطل لأجلِ إخفاءِ الباطلِ وتمريرِهِ على الناسِ بخفاء، فذلك إبليسُ الأبالسة!

✦ قولِهِ: (فإن كان الناطقُ عن الله فقد عبَدَ الله) لابُدّ أن نعرف أنّ الناطقين عن اللهِ هم أهلُ البيتِ فقط
ونحنُ بين أيدينا أحاديثُهم الشريفة،
فهذه الأحاديثُ ناطِقةٌ عن اللهِ تعالى لأنّ كلامَ الأئمةِ الأطهار هو بعينِهِ كلامُ الله.. فلا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم "صلواتُ اللهِ عليهم" كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الباقرُ حين يقول:
(أما إنّه ليس عند أحدٍ مِن الناسِ حقٌّ ولا صوابٌ إلّا شيءٌ أخذوهُ مِنّا أهلَ البيت، ولا أحدٌ مِن الناسِ يقضي بحقٍّ وعدلٍ وصوابٍ إلّا مِفتاحُ ذلك القضاءِ وبابُهُ وأوّلُهُ وسَبَبُهُ عليُّ بنُ أبي طالب،
فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأُ مِن قِبَلِهم إذا أخطأوا والصوابُ مِن قِبَلِ عليِّ بن أبي طالب)

[البحار: ج2]

وكما يقولُ أيضاً "عليه السلام": (كلُّ ما لَم يخرج مِن هذا البيت فهو باطل)

ولذا قال الإمام لِسَلَمةَ بن كُهيل والحكم بن عُيينة:
(شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدانِ عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عندنا أهلَ البيت)

ونفس هذا المضمون قالهُ إمامُنا الباقر أيضاً حين ذكروا عندهُ الحسنَ البصري، حيث قال:
(فليذهب الحسنُ -البصري- يميناً وشمالاً، لا يُوجدُ العِلْمُ إلّا عند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل)

كلُّ هذه الأحاديثُ وغيرُها تُؤكّدُ أنّ الذين ينطقونَ عن اللهِ هم أهلُ البيتِ فقط، ولا يُوجدُ ناطقٌ عن اللهِ سِواهم

بالنسبةِ إلينا.. نحنُ إذا كُنّا صادقين في نقلِ حديثِهم فإنّنا نَنقلُ عن الناطقينَ عن الله.. أمّا الناطقون عن اللهِ بشكلٍ حقيقيٍّ ومُطلق فهُم أهلُ البيتِ فقط

قد يسأل سائل:
لماذا عَدَّ إمامُنا الجوادُ الإصغاءَ لناطقٍ عبادةً له؟
الجواب: لأنّ الإمامَ لا يتحدّثُ عن مُجرّد سُماع عاديٍّ للكلام، وإنّما يتحدّثُ عن "إصغاء" وفارقٌ كبير بين السمع والإصغاء

المُراد مِن الإصغاء: يعني استماعٌ مع انتباه، يعني هناك نوعٌ مِن الرغبة في تلقّي الكلام، لذلك يكون الإصغاءُ للمُتحدّثِ مُساوٍ لِعبادته،
فإن كان الناطقُ هو الإمام المعصوم فإنّ المعصومين ناطقون عن الله، فيكونُ الاصغاءُ لحديثِهم عبادةٌ لله،
وإذا كان الناطِقُ ينطِقُ بكلامٍ يُخالفُ منطق الناطقين عن الله (أي يُخالفُ أهلَ البيت) فهذا الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس
وبعبارةٍ أخرى:
إبليس يُخفي نفسَهُ وراء لسانِ هذا الناطق،
فالذي يُصغي لهذا الناطق عن إبليس فإنّه يعبدُ إبليس وهو لا يشعر!

• والمُراد مِن قولِ الإمام (فقد عَبَده) يعني جعل ذلك الناطقَ إماماً له.. فإذا كان هذا الناطق ينطِقُ عن لسانِ إبليس فإنّ الذي يُصغي إليه قد دان بإمامةِ هذا الناطق الإبليسي!

ملاحظة مُهمّة:
إبليس حين يُريدُ إغواءَ المؤمنين.. إنّه لا يأتيهم بصورتِهِ البشعةِ الواضحة للجميع، لأنّهم سيُعرضونَ عنه.. ولكنّه يأتيهم وهو يرتدي عباءةَ الحقّ كي يخدعَ الناس!
فيُخفي إبليسُ نفسَهُ تحت ألسنةِ الناطقين بالكلام الحسن الذين لهم مقبوليّة ومنزلة عند الناس، ولكلامِهم تأثيرٌ في نفوسِ الناس.. لأنّ إبليس لا يجِدُ مخبأً يصعبُ اكتشافُهُ ويصعبُ معرفةُ وجودِ إبليس فيه أفضل مِن هؤلاء الناطقين الذين لهم مقبوليّةٌ وتأثيرٌ ومكانة بين الناس في الوسط الديني، كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادقُ في هذه الرواية الخطيرة حيث يقول:
(إنّا أهلُ بيتٍ لا يزالُ الشيطانُ يُدخِلُ فينا مَن ليس مِنّا ولا مِن أهلِ ديننا، فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس.. أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا، وكلّما ذهب واحد جاء آخر)!

• قوله: (فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس) أي رفع إبليسُ رجلَ الدينِ هذا وصار مشهوراً معروفاً والناس مُلتفّةٌ حولهُ (أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا)!
يعني أنّ ما ينطِقُ به هذا الناطقُ الدينيُّ وما يطرحُهُ مِن فِكرٍ هو بأمرِ الشيطانِ ويخدمُ مشروعَ الشيطان!

الروايةُ خطيرةٌ جدّاً فهي تُبيّنُ أنّ الشيطانَ يُدخِلُ في وسَطِنا الشيعيّ شخصيّاتٍ ترتدي الّلباس الديني (يعني رجال دين) ولكن في حقيقتِهم لا علاقةَ لهم بأهلِ البيت!

تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
حيثُ يُبيّنُ لنا كيف نعرف ونُشخّص الناطقين عن إبليس في واقعِنا الشيعي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2893995027505282/
#الثقافة_الزهرائية
إمامُنا الجواد يُحدّثنا عن إمامِ زمانِنا وعن "وجوب" انتظارِه
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ القائمَ مِنّا هو المهديُّ الّذي يجبُ أن يُنتظَرَ في غيبتِه، ويُطاعَ في ظُهورِه، وهو الثالثُ مِن وُلْدي،
والّذي بعث محمّداً بالنبوّةِ وخصّنا بالإمامة إنّه لو لم يبقَ مِن الدنيا إلّا يومٌ واحد لطوّل اللهُ ذلك اليوم حتّى يخرجَ فيه فيملأَ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً،
وإنّ اللهَ تبارك وتعالى ليُصلحُ له أمرَهُ في ليلة كما أصلح أمرَ كليمهِ موسى، إذ ذهب ليقتبس لأهلِهِ ناراً فرجع وهو رسولٌ نبي،
ثمّ قال:
أفضلُ أعمالِ شيعتِنا انتظارُ الفرج)

[كمال الدين]

[توضيحات]
✦ لاحظوا تعبير "يجب" في قولِهِ: (المهدي الّذي يجب أن يُنتظَر في غيبتِه)
الإمام يُخبرنا أنّ الانتظارَ لإمامِ زمانِنا واجب وليس مُستحب،
بل هو أوجبُ الواجباتِ في ديننا؛ لأنّه مُرتبطٌ بأصلِ الأصولِ وهو إمامُ زماننا،
وتعبير (يجب) فيه دلالةٌ على أنّ الانتظارَ المطلوبَ مِنّا هو عمل،
يعني أنّ الشيعيَّ يجب عليه أن يعمل ويعمل في ساحةِ التمهيدِ لإمامِ زمانِهِ ليُترجمَ انتظارَهُ بشكلٍ عملي،
هذا هو الانتظارُ الذي يُريدهُ مِنّا أهلُ البيت،
لا أنّ المُرادَ مِن الانتظارِ أن يقتلَ الإنسانُ الوقت

هناك فارقٌ بين مَن ينتظر بمعنى أنّه يقتل الوقت، فيبقى مِن دونِ عمل ومِن دون فِكرٍ سليم ومعرفةٍ صحيحةٍ بإمامِ زمانِه، وإنّما يبقى فقط هكذا جالساً يضربُ أخماساً في أسداس ويُسمّي ذلك انتظاراً

قد يسمّي الناسُ قتْلَ الوقتِ هذا انتظاراً (بالمعنى العُرفي) ولكنّ الحديثَ عن انتظارِ الفرج ليس حديثاً عن انتظارٍ عُرفي، وإنّما الحديثُ عن انتظارِ أمرٍ عقائديٍّ بالغِ الأهميّة،
حديثٌ عن مشروعِ عملٍ كبيرٍ جدّاً
هذا هو الانتظار

✸ الانتظارُ لإمامِ زماننا: يعني سعيٌ في طلبِ معرفة إمامِنا مِن المصادرِ الأصيلةِ للمعرفة السليمة (وهي القرآنُ المُفسَّرُ بحديثِ العترة، ومِن حديثِ العترةِ المُفهَّم بقواعدِ التفهيم التي ذكرها أهلُ البيت)
وبعد تحصيلِ المعرفة السليمةِ تأتي الخدمةُ القويمةُ بنشرِ هذه المعرفةِ والعقيدةِ السليمة بين الناس

وتعبير "الخدمة القويمة" مِن الاستقامة، يعني أن تكونَ الخدمةُ لإمامِ زمانِنا زاكيةً صادقةً يستحضرُ فيها الشيعيُّ رقابةَ إمامِ زمانِهِ لتكونَ خدمتُهُ لإمامِهِ قويمةً فعلاً ونقيّةَ النوايا والأهداف
وبعبارة مُختصرة:
الانتظارُ يعني: هو التمهيدُ لإمامِ زمانِنا، وهذا هو معنى الإكثارُ مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج
فالدعاءُ بتعجيل الفرج ليس المراد منه أن نقرأ أدعيةَ الفرجِ ليلاً ونهاراً،
قراءةُ أدعيةِ الفرجِ أمرٌ مهمٌّ قطعاً.. ولكنّ المراد مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج يعني الإكثارُ مِن العملِ الذي مِن شأنِهِ أن يكونَ سبباً في تسريعِ الفرجِ وتعجيلِه،
لأنّ الدعاءَ اللفظي من دون عمل هو كالقوسِ بلا وتر في ثقافةِ العترة،
فالقوسُ بلا وتر لن يُصيبَ هدفه لأنّه لن ينطلقَ أساساً،
كذلك قراءةُ أدعيةِ الفرجِ إذا لم تقترن بالعملِ والتمهيد لإمامِ زمانِنا.. فلن تتحقّقَ ثمرةُ الدعاء،
وليس المراد مِن الثمرةِ هنا: الأجر والثواب،
الأجرُ والثوابُ موجودٌ قطعاً، فربُّنا أكرمُ الأكرمين، وخزائنُ عطايا إمامِ زمانِنا لا تنقصُ بل تفيض،
وإنّما المرادُ مِن عدم تحقّقِ ثمرةِ الدعاء؛ أيّ أنّ دعاءنا الّلفظي مِن دون أن يقترن بالتمهيدِ لإمامِ زمانِنا لن يكونَ سبباً في تسريعِ الفرج وتقريبِ ميعادِهِ

فالانتظارُ يتحقّقُ بالمعرفةِ السليمة والخدمةِ القويمة وتوطينِ النفس على العملِ والاستعدادِ للتضحيةِ وبذل الغالي والنفيس لأجلِ هذا الذي ننتظِرُه، كما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارته:
(فلو تطاولت الدهورُ وتمادت الأعمارُ لم أزدد فيك إلّا يقيناً ولك إلّا حُبّاً وعليك إلّا توكُّلاً واعتماداً ولظُهورك إلّا توقُّعاً وانتظاراً ولجهادي بين يديك إلا ترقُّباً، فأبذلُ نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خوّلني ربّي بين يديك والتصرّف بين أمرك ونهيك)

هذا المقطع مِن الزيارة لا يتحدّثُ عن زمنِ الظهور، وإنّما يتحدّثُ عن زمنِ الغَيبة،
يعني أنّ هذا البذلَ للغالي والنفيس لنصرةِ الإمامِ وإحياءِ أمرِهِ يكونُ في زمانِ غيبةِ الإمامِ وليس في حضورِه،
هذا هو الانتظارُ الحقيقيُّ للإمامِ وهو تكليفٌ واجبٌ علينا وليس مُستحب

✦ أمّا المقطعُ الذي يتحدّثُ عن زمنِ الحضورِ فهو هذا:
(مولاي فإن أدركتُ أيامك الزاهرة وأعلامك الباهرة فها أنا ذا عبدُك المُتصرّفُ بين أمرك ونهيك أرجو به الشهادةَ بين يديك والفوز لديك)

✦ وأمّا المقطعُ الذي بعده فيتحدّثُ عن زمنِ (الرجعة) حين نُخاطبُ إمامَ زمانِنا فنقول:
(مولاي فإن أدركني الموتُ قبل ظُهورك فإنّي أتوسّلُ بك وبآبائك الطاهرين إلى اللهِ تعالى وأسألُهُ أن يصلّيَ على محمّدٍ وآلِ محمّد وأن يجعل لي كرّةً في ظهورك ورجعةً في أيّامك لأبلُغَ مِن طاعتِك مُرادي)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
مِن أوصافِ إمامِ زمانِنا في كلماتِ إمامِنا الجواد "صلواتُ اللهِ عليه"
:
❂ يُحدّثنا عبدُ العظيمِ الحسنيّ "مِن خُلّصِ أصحابِ الأئمة عليهم السلام"، يقول:
قلتُ لمحمّد بن عليِّ بن موسى "الإمام الجواد صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّي لأرجو أن تكونَ القائم مِن أهلِ بيتِ محمّدٍ الّذي يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً. فقال الإمام:
يا أبا القاسم
-وهي كُنيةُ عبدِالعظيم-:
ما مِنّا إلّا وهو قائمٌ بأمرِ اللهِ عزّ وجلّ وهادٍ إلى دِينِ الله، ولكنّ القائمَ الّذي يُطهِّرُ اللهُ عزّ وجلّ به الأرضَ مِن أهلِ الكُفْرِ والجُحُودِ ويملؤها عدلاً وقِسطاً هو الذي تَخفى على الناس ولادتُهُ ويَغيبُ عنهم شَخْصُهُ ويَحْرُمُ عليهم تسميتُهُ، وهو سَميُّ رسول اللهِ وكَنيُّهُ،
وهو الذي تُطوى له الأرض، ويَذِلُّ له كُلَّ صَعب،
ويجتمعُ إليه مِن أصحابهِ عِدّةُ أهلِ بدر؛ ثلاثمائة وثلاثةَ عشرَ رَجُلاً مِن أقاصي الأرض،
-أي الأماكن المُختلفة البعيدة - وذلك قولُ اللهِ عزّ وجلّ: {أين ما تكونوا يأتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً إنّ اللهَ على‌ كُلِّ شيءٍ قدير}
فإذا اجتمعت له هذه العِدّةُ مِن أهلِ الإخلاص أظهرَ اللهُ أمرَه، فإذا كمُلَ له العَقد وهو عشرةُ آلافِ رجل خرَجَ بإذنِ اللهِ عزّ وجلّ،
فلا يزالُ يقتلُ أعداءَ اللهِ حتّى يرضى اللهُ عزّ وجلّ.
قال عبد العظيم:
يا سيّدي وكيف يعلم أنّ اللهَ عزّ وجلّ قد رضي؟
قال الإمام: يُلقي في قلبِهِ الرحمة، فإذا دخل المدينةَ أخرج اللّاتَ والعزّى فأحرقهُما)

[كمال الدين]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
✦ قوله: (ما مِنّا إلّا وهو قائمٌ بأمرِ الله) الأئمةُ "عليهم السلام" كُلّهم قائمون، كُلّهم باقرون، كُلّهم صادقون، كُلّهم كاظمون، وكُلّهم هادون، كما تُحدّثنا الروايات بأنّ ما كان لأوّلِهم فهو لآخرِهم، وما كان لآخرِهم فهو لأوّلِهم، ولكن تسميةُ (القائم) هنا لها خصوصيّةٌ بإمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه"

✦ قولهِ: (يُطهِّرُ اللهُ عزّ وجلّ بهِ الأرض مِن أهلِ الكفرِ والجُحود) الجُحود أكثرُ مِن الكُفر، فالجُحودُ هو كُفْرٌ وعِناد، يعني كُفْرٌ بإضافة العِناد

✦ قوله: (هو الذي تخفى على الناسِ ولادتُهُ ويَغيبُ عنهم شَخْصُهُ ويَحْرُمُ عليهم تسميتُهُ) هذه الأمورُ مِن الأحكامِ الخاصّةِ بإمامِ زمانِنا.. فالرواياتُ عندنا واضحةٌ في أنّه يَحرُمُ تسميةُ الإمام "صلوات الله عليه"
ولذا فإنّ أشياعَ أهلِ البيتِ لا يذكرون اسمَ الإمامِ بالإسمِ الصريح وإنّما يقولون: صاحبُ الأمر، صاحبُ الزمان، صاحبُ العَصر،
وفي بعضِ الأحيان يُعبِّرونَ عنه بالناحيةِ المُقدسة، فيُقال: جاء هذا التوقيع مِن الناحيةِ المُقدّسة، أو يُقال الحجّة بن الحسن.. أو الإمامُ الغائب، أو الإمامُ المُنتظر.. وهكذا..
فنحنُ لا نُصرِّح باسمهِ الشريف لِوُرودِ نُصوصٍ عن الأئمةِ في تحريمِ ذِكْرِ اسمِهِ "صلواتُ اللهِ عليه" إلى يومِ ظُهورِهِ الشريف

✦ قوله: (وهو سَميُّ رسولِ اللهِ وكَنِيُّه) يعني أنّ اسمَ إمامِ زمانِنا هو بِعينهِ اسمُ رسولِ الله، وكُنيتُهُ كُنيةُ رسول الله،
أي أنّ كُنيةَ إمامِ زمانِنا الواردة عن أهلِ البيتِ هي: (أبا القاسم) وليس (أبا صالح)

✦ قوله: (وهو الذي تُطوى له الأرضُ ويَذِلُّ له كُلُّ صَعب)
مسألةُ طَيِّ الأرضِ ليست مسألةً خاصّةً بشخصِ إمامِ زمانِنا فقط، فهذا الأمرُ ثابتٌ لكلِّ الأئمة،
ولكنّ الروايةَ ذكرتْ هذه الصِفة (مسألةُ طيِّ الأرضِ) لأنّها علامةٌ فارقةٌ في إمامِ زمانِنا أنّ الأرض تُطوى له ولِجيشِهِ

وإلا فَطَيُّ الأرضِ ثابتٌ لكُلِّ الأئمة،
وهناك حوادثُ عديدةٌ وكثيرةٌ مذكورة في رِواياتِنا عن أحداثٍ طُويتْ فيها الأرضُ للأئمة "عليهم السلام" ولبعضِ أصحابِهم أيضاً،
ولكن هذه مِن جُملةِ العلاماتِ الفارقةِ أنّ طيَّ الأرضِ إنّما يكونُ لإمامِ زمانِنا ولقواتِهِ في بعضِ الأحيان.

✦ قوله: (فإذا اجتمعتْ له هذه العِدّةُ مِن أهلِ الإخلاصِ أظهرَ أمرَهُ)
أهلُ الإخلاصِ هم الرُتبةُ العاليةً مِن أنصارِهِ ومِن أصحابِهِ، لأنَّ الذي يبدو في الروايات أنَّ الإمامَ يتحرّكُ في البدايةِ بثلاثِ مئةٍ وثلاثةَ عَشَر وهم خواصُّ أصحابِهِ،
وهناك عشرةُ آلاف.. وهناك أيضاً قُوّةٌ أكثرُ مِن عشرةِ آلاف.. قد تكونُ أربعةَ آلافٍ تُضافُ إلى قواتِهِ،
وهناك قُوّةٌ أُخرى بتعدادِ مِئةِ ألف،
هذه فِرَقٌ ومجموعاتٌ.. كُلُّ مجموعةٍ لها مِيزاتُها ولها اختصاصاتُها،
لكنَّ الفِرقةَ الأُولى هم هؤلاءِ الثلاثمائةِ وثلاثةَ عشر

علماً أنّ الرواياتِ تُحدّثُنا أنّ حتّى هؤلاء الثلامائة وثلاثةَ عَشَر على عُلوِّ مَرتبتِهم، فهُم أيضاً يسقطونَ في بعضِ فِتنِ عصرِ الظُهور! فيتفرّقونَ عن إمامِ زمانِنا في بعضِ مِن المواقف!
صحيح أنّهم سيَعودونَ للإمامِ بعد ذلك.. ولكنّهم بالنتيجةِ يسقطونَ في فخِّ الفِتنةِ ويتفرّقونَ عن إمامِ زمانِنا.. وهذا مِن مظلوميّةِ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه" بين شيعتِهِ!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
الإمام الجواد يُحدّثنا عن انقسام الناس في زمان الغَيبة: إلى مُرتابين في دِينهم وإلى غُرباء!
فَمن هم المُرتابين؟ ومَن هم الغُرباء؟ ولِمَن تكون العاقبة المحمودة؟
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ الله عليه":
(إذا مات ابني عليّ بدا سراجٌ بعدَهُ ثمّ خَفِيّ، فويلٌ للمُرتاب، وطُوبى للغريب الفارِّ بدينِه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداثٌ تشيبُ فيها النواصي ويسيرُ الصُمُّ الصلاب)
[غيبة النعماني]

[توضيحات]
✦ قوله: (إذا مات ابني علي) الإمام يُشير إلى قتلِ إمامِنا الهادي وما سيقعُ بعد قتلهِ مِن وقائع،
ويُمكن أن يُستكشَف من الرواية أيضاً أنّ المُراد هو أنّ الإمام بعد إمامِنا الجواد هو الإمام الهادي؛ لأنّ الأئمة دائماً حينما يتحدّثون عن أبنائهم، فهم يتحدّثون عن أبنائهم المعصومين، أي الأئمة مِن بعدهم

✦ قوله: (بدا سراجٌ بعدهُ ثمّ خَفِيّ) السراج في الّلغة: هو المصباحُ المتوهّج الذي يسطعُ ضِياؤه، فالإمام يقول:
إذا رحل ابني (الإمام الهادي) بدا سراج بعدَهُ، أي: بدا نُور الإمام الذي يأتي بعده وهو الإمام العسكري
وعبّر عنه بالسِراج باعتبار أنّ إمامتَهُ بين شيعتِهِ واضحة، وأنّ الإمامَ كان ظاهراً ولم يكن خفيّاً عن الشيعة، وإنّما كان بإمكان الشيعةِ أن يصلوا إليه وإن كان بنحوٍ فيه صعوبة في زمن العباسيّين

لكن في بعضِ مقاطع عُمرهِ الشريف.. كان الشيعة بإمكانهم أن يصلوا للإمام، وكان يُشارُ إليه أنّ هذا هو إمامُ الشيعة

✦ قوله: (ثمّ خفِيّ) يعني ثمّ يأتي إمامٌ خفيٌ بعدهُ وهو إمام زماننا
فإمامُ زمانِنا مُنذ أوّلِ يومٍ مِن أيّام إمامتِهِ بعد شهادة أبيه اختفى في التاسع مِن ربيع الأوّل، فابتدأت إمامتُهُ مع غَيبته "صلواتُ الله عليه"
وقد يكون المُراد: ثمّ خفيَ سراجُ الإمامة بغَيبة الإمام الحُجّة بحيث لا يكونُ ظاهراً وجليّاً بين الناس،

✦ قوله: (فويلٌ للمُرتاب) المُرتاب هو الذي دخل الشكُّ في قلبِهِ تجاه إمامِهِ
عِلماً أنّ الشكّ فيه مراتب مُختلفة؛ فتارةً يكونُ الشكُّ في أصلِ الإمامة، أي في أصلِ وجود الإمام،
وتارةً يكون الشكّ في مراتب الاعتقاد بالإمام

أمّا كلمة (ويل) في لغة العرب فتُقال للذي ينتظرُ العاقبة السيّئة
وأمّا في رواياتنا فالمُراد مِن كلمة (ويل) هو وادٍ في جهنّم من أشدّ الأوديةِ عذاباً على الناس.. فيه جبلٌ من نُحاس ذائب، وفيه رصاصٌ ذائب، وفيه أنواع العذاب المُختلفة، وبعض الروايات تَصِفُه بأنّه وادٍ في جهنّم لو تنفّس لأحرقَ جهنّم!
هذا لا يعني أنّ جهنّم ليست مُحرقة.. لكن جهنّم بالقياس إلى حرارةِ هذا الوادي تكون باردة إذا قِيست بِحرارته
بالنتيجة معنى قوله: (ويلٌ للمُرتاب) هو ما يلقاهُ الانسان من سُوء العاقبة

✦ قوله: (وطُوبى للغريب الفارِّ بدينِه) طُوبى في لغة العرب تُستعمل للعاقبة الحسنة، فحين يُقال: "طُوبى لفلان" أي: هنيئاً له، فإنّ له العاقبة الحسنة
أمّا في ثقافة العترة فالمُراد مِن "طوبى" شجرة في الجنّة منبَتُها في دار أمير المؤمنين وتَصِل أغصانُها إلى كلّ بيوت شيعتِهِ في الجنّة
وهناك دلالات ومعاني أخرى لهذه الشجرة، منها:
أنّ (شجرة طوبى) تُطلق على الزهراء أو تُطلق على الشجرة المُباركة لأهل البيت

• علماً أنّ قول الإمام (طُوبى للغريب الفارِّ بدينه) الحديثُ هنا عن الناس وليس الإمام المعصوم
مع أنّه ورد في بعض الروايات أنّ الغريب وأنّ الفارّ مِن أوصاف إمامِ زمانِنا،
لكن الحديث هنا عن الناس وليس عن الإمام
فالإمام يقول أنّه إذا ما بدا السراج ثمّ خَفِي، فإنّ الناس سينقسمون إلى: مُرتابين في دينهم، وإلى غرباء

والمُراد مِن الغريب في روايات العترة هو المؤمن الموالي لأهل البيت والمُسلِّمُ إليهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر في قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون} قال:
(قد أفلح المُسلِّمون، إنّ المُسلِّمين هم النُجباء، والمُؤمن غريب. ثمّ قال: طُوبى للغرباء)
[المحاسن]

• وفي بعض الروايات ورد هذا المعنى: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطُوبى للغُرباء)
قطعاً ليس المراد مِن عنوان (الغريب) في الروايات هو الغريب في لباسه أو في شكله.. وإنّما المُراد هو الغريب في عقيدتِهِ بأهل البيت، وغريبٌ في عُلقتِهِ بأهل البيت، بحيث أنّ الناس في زمان الغَيبة يكونون في وادٍ، والذي يكون مع أهل البيت يكون في وادٍ آخر!

لأنّ الغريب هو الذي ليس له مِن قريب، فالناس في زمن الغَيبة تكون لهم القرابةُ مع كلّ شيء؛
تكون لهم قرابة مع الدنيا، وقرابةٌ مع الأموال، وقرابةٌ مع النساء، وقرابةٌ مع كلّ شيء.. إلاّ القرابةُ مع الإمام الحجّة..! فإنّه لا تكون لهم قرابةٌ وتعلّقٌ وارتباطٌ وثيقٌ بإمامِ زمانهم!

فقطعاً حينما يُوجد في مِثل هذا الجوّ (البعيد عن الإمام) حينما يُوجد فيه إنسان له عُلقةٌ وارتباطٌ وثيقٌ بإمامِ زمانِه، وله عُلقة شديدة بأهل البيت.. فقطعاً سيكونُ غريباً حينئذٍ!

تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2005762089661918/
#الثقافة_الزهرائية
وقفة عند معنى حديثِ إمامِنا الجواد:
(المُؤمنُ يحتاجُ إلى ثلاثِ خِصال:
توفيقٍ مِن الله، وواعظٍ مِن نفسهِ، وقبولٍ مِمّن ينصحُهُ)

:
هذهِ الكلمةُ المُوجزةُ لإمامِنا الجواد بيّنَ فيها الإمامُ أركاناً مُهمةً في حياةِ أولياءِ أهلِ البيتِ في الجنبةِ الدينيّةِ والجنبةِ الدنيويّة
سنبدأُ الحديثَ أوّلاً عن النقطتين الثانية والثالثة.. ثُمّ نُعرِّجُ على النقطةِ الأولى التي ذَكَرَها الإمامُ وهي "التوفيق"

إمامُنا الجوادُ جعل حاجةَ المؤمنين في هذهِ الأمور:
• الأوّل: أن يكونَ للمؤمنِ واعظٌ مِن نفسِهِ
• والثاني: أن يكونَ لديهِ قبولٌ مِمّن ينصحُهُ
وهذانِ الأمرانِ يتفرّعان عن التوفيق فالأصلُ في حاجةِ المؤمن لسلامةِ دِينهِ ولكمال إيمانهِ هو "التوفيق"
يعني أنَّ الذي يُريد أن يمشي في الطريقِ السليمِ الذي يقودُهُ للفوزِ في الدُنيا والآخرة.. فإنّهُ يحتاجُ أوّلاً إلى التوفيق الإلهي
هذهِ هي النقطةُ الأهم..
لأنّهُ إذا ما نزل التوفيقُ الإلهيُّ على المؤمنِ فسيكونُ لهُ حيئنذٍ واعظٌ مِن نفسه، وقبولٌ مِمّن ينصحُهُ ببركةِ هذا التوفيق
فهذانِ الأمرانِ هما ثمرةٌ مِن ثمار التوفيق

فالتوفيقُ يُرافقُ الإنسانَ في كُلِّ عملٍ صالح، ويُرافقُهُ أيضاً في كُلِّ امتناعٍ عن عملٍ قبيح
أمّا غيرُ هاتينِ الحالتينِ فيأتي الخذلان وهو ضِدٌ للتوفيق

✦ معنى (أن يكونَ لهُ واعظٌ مِن نفسه) يعني أنَّ الإنسانَ يتّعظُ بما يجري عليهِ مِن الأحداثِ في أُمورِهِ الدنيويّةِ وفي أمورِ دينهِ أيضاً
سواء كانت تلك الأحداثُ حصلت لهُ في الرخاءِ أم في الشدّة، في صحّتِهِ حدثت أو في مرضِهِ، في غناهُ أو في فقرِهِ، في أمنِهِ أو في خوفِهِ
في مُختلفِ الحالاتِ التي يمرُّ بها لابُدَّ لهُ أن يتفّكرَ كثيراً ويتدبَّرَ ويتأمَّل فيما يجري عليه حتّى يتّعظ..
وكذلك لابُدَّ لهُ أن يتّعِظَ بما يصدرُ مِنهُ مِن أفعالٍ حسنةٍ ومِن أفعالٍ قبيحةٍ ويُطيلَ التفكّر فيها
فهذا معنى أن يكونَ للإنسانِ واعظٌ مِن نفسه

وهذا الأمرُ (أعني قضيّةَ اتّعاظِ الإنسانِ بما يجري عليه) هذا الأمرُ يتحّققُ للإنسان حينما تكونُ نيّتُهُ سليمة

والمرادُ مِن النيّة السليمة:
هو أن لا يكونَ للإنسانِ هدفٌ في حياتِهِ سِوى أن يكونَ مقبولاً عند إمامِ زمانِهِ ويكونَ قريباً من إمامِ زمانِهِ
لأنّهُ إذا كان همّهُ الأوّلُ والأخيرً هو أن يتقرَّبَ مِن إمامِ زمانِهِ.. فإنّهُ سيراقبُ أفعالَهُ دائماً ويُحاسِبُ نفسَهُ دائماً ويتفكّر فيما يجري عليهِ وفيما يَصدرُ مِنه.. ويسعى لِتصحيحِ أخطائهِ حتّى يكون مقبولاً عند إمامِهِ ويكونَ قريباً من إمامِهِ، لأنَّ إمامَ زمانِنا هو الذي يُوصينا ويقول:
(فليعمل كُلُّ امرئٍ منكم بما يَقرُبُ بهِ مِن مَحبَّتِنا ويَتجنَّبُ ما يُدنيهِ مِن كراهتِنا وسَخَطِنا)
فصاحبُ النيّةِ السليمةِ هو الذي يُراقبُ أفعالَهُ دائماً ويتأمّل في أحوالِهِ وتصرّفاتِهِ؛ هل أنَّ عمَلَهُ هذا يُقرِّبُهُ مِن مَحبّةِ إمامِهِ أم يُقرّبُهُ مِن سَخَطِ إمامِه!

✦ أمّا قولِهِ: (وقبولٍ مِمّن ينصحًهُ) فهذهِ الصِفة (أعني توفيقَ الإنسان لِقبولِ النصيحةِ مِن الناصح الصادق) هذهِ الصِفةُ هي أيضاً مِِن ثمارِ التوفيق.. يُمكنُ للإنسانِ أن ينالَها إذا كانتْ عندهُ نيّةٌ سليمةٌ وصادقةٌ في التقرُّبِ من إمامِ زمانِهِ
وكذلك إذا كان عندهُ هدفٌ واضحٌ مُشخّص في حياتهِ يُقرّبُهُ مِن إمامهِ

والأمرُ الثالثُ الذي يحتاجُهُ الإنسان كي يكونَ مُوفّقاً للقبولِ مِمّن ينصحُهُ هو: التواضعُ للحقِّ ولأهلِ الحقِّ والتواضعُ في طَلَبِ الحق
تواضعٌ بكلِّ أبعادهِ وبكلِّ معانيه، بحيث إذا نَصَحهُ شخصٌ خبيرٌ ومُخلصٌ نصيحةً صادقةً تنفعُهُ في أمرِ دينهِ.. فلابُدَّ أن يتواضعَ ويقبلَها منهُ حتّى لو كانت هذه النصيحةُ الصادقةُ مُرّةً ومؤلمةً وتُخالفُ مِزاجَ هذا الإنسان وهواه، وحتّى لو صدرت هذه النصيحة مِمّن هو أصغرُ مِنه

فحينما يَقبلُ الإنسانُ نصيحةَ الناصحِ الخبيرِ الصادق.. فإنَّ هذهِ النصيحةَ سيكونُ لها أثرٌ في ترشيدِ طريقِ الإنسان، فيعرفَ بهذه النصيحةِ أين يضعُ أقدامَهُ لتكونَ في الموضعِ الصحيح

فإنَّ مدارَ كُلِّ هذهِ الأمور التي ذُكِرت في الحديث بما فيها التوفيق.. مدارُها هو سلامةُ الطريق
فكُلّها تدورُ في مدارِ ساحل النجاة الذي يُوصِلُ الإنسانَ إلى العاقبة الحسنة

✸ أمّا بخصوصِ المُفردة الأولى وهي "التوفيق"
فالمراد مِن التوفيق في الّلغة: هو الوصول إلى المُراد
وأمّا في رواياتِ أهلِ البيت فالمرادُ مِن التوفيق: هو المعونة، كما نقرأ في سُورة الحمد {إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين}
فالعبادةُ مِن دُون المعونة الإلهيّة لا يمكن أن تتحقّق

تتمّةُ الموضوع على #الرابط التالي الذي يشتملُ على نماذج مِن أحاديثِ العترة تُبيّنُ معنى التوفيق وآثارِهِ في حياةِ المؤمن
وتُبيّنُ أيضاً كيف يُمكنُ أن ينالَ المؤمنُ التوفيقَ في حياتِهِ
👇🏻
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2893170674254384
#الثقافة_الزهرائية
إمامُنا الجواد يُحدِّثُنا عن نفسِهِ وعن جانب مِن ظُلامتِهِ 💔
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ اللهِ عليه":
(الحمدُ للهِ الذي خَلَقَنا مِن نُوره بيده، واصْطَفانا مِن برّيته، وجَعَلَنا أُمَناءَهُ على خَلْقِهِ ووحيه،
معاشر الناس: أنا مُحمّد ابن عليِّ الرضا ابن مُوسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابنُ مُحمّد الباقر ابنُ عليٍّ سيِّد العابدين ابنِ الحسين الشهيد ابنِ أميرِ المُؤمنين عليِّ بن أبي طالب، وابنُ فاطمة الزهراء، وابنُ محمّدٍ المُصطفى "صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين"
ففي مِثلي يُشَكُّ! وعليَّ وعلى أبويَّ يُفتَرى! وأُعْرَض على القَافة؟!
واللهِ إنّني لأعلمُ بأنسابهم مِن آبائهم،
إنّي واللهِ لأعلمُ بواطنهم وظواهِرَهم، وإنّي لأعلمُ بِهِم أجمعين، وما هُم إليهِ صائرون،
أقولُهُ حقّاً، وأُظهِرهُ صِدْقاً، عِلماً ورثناهُ الله قبل الخلقِ أجمعين، وبَعد بناءِ السماوات والأرضين.
وأيمُ الله.. لولا تظاهُرُ الباطلِ علينا، وغَلَبَةُ دولةِ الكُفْر، وتَوثُّبُ أهل الشُكوك والشرك والشِقاق علينا، لقُلتُ قولاً يتعجّبُ منهُ الأوّلونَ والآخرون.
ثُمّ وضعَ يدهُ على فيه، ثمّ قال:
يا مُحمّد.. اصمتْ، كما صمتَ آباؤك
{فاصبر كما صبرَ أُولُو العَزمِ مِن الرُسُلِ ولا تَستعجل لهُم كأَنَهُم يومَ يَرَون ما يُوعدُون لم يلبثُوا إلّا ساعةً مِن نهارٍ بلاغٌ فَهَل يُهلَكُ إِلا القومُ الفاسقون})

[دلائل الإمامة]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
✦ قوله: (ففي مِثلي يُشَكُّ! وعليَّ وعلى أبويَّ يُفترى! وأُعْرَض على القَافة؟!)
الإمام هُنا يتحدّثُ عن الفِرية والتُهمة الباطلة التي رَموهُ بها حينما قالوا عنه بأنّهُ ليسَ ابناً للإمام الرضا.. والقضيّةُ معروفةٌ في كُتُب الحديثِ عندنا وحتّى عند المؤرخين، وهي ظُلامةٌ مُؤلمةٌ جدّاً مِن ظُلاماتِ إمامِنا الجواد..
فقد صدَّقَ بهذا الإفتراءَ بعضُ الهاشميّين! وجاءُوا بالقافة - وهُم الذين يُميّزونَ الأنساب والأنسال- جاءوا بهم ليتأكّدوا هل أنّ الجوادَ هو فعلاً ابنٌ للإمامِ الرضا أم لا.. لأنّ الإمامَ الرضا رُزِقَ بالإمامِ الجوادِ في أُخرياتِ أيّامِهِ،
رُزِقَ بهِ على كِبَرٍ في السِن، فكانوا يقولون بأنّ الإمامَ الرضا عقيم ولا يكونُ لهُ ولد!
فلمّا وُلد جوادُ الأئمة "صلواتُ اللهِ عليه" (وهُو وحيدُ الإمامِ الرضا) قالوا بأنّ هذا ليس ابناً للإمامِ الرضا، والقضيّةُ مَعروفة (وهي فتنة الواقفة) هذهِ الفِتنة مذكورةٌ ومبسوطة في كُتُب ِالأحاديثِ والسِيَرِ عندنا

علماً أنّ هذهِ القضيّة (قضيّةَ الافتراءِ والقذفِ والتكذيبِ لأهلِ البيت) قضيّةٌ موجودةٌ على طُولِ الخط،
فالقضيّةُ بدأت مِن تكذيبِ الزهراءِ "صلواتُ اللهِ عليها".. حِينما كُذّبتْ الزهراءُ في ادّعائها بأنَّ أرضَ فدك لها..!
كان هذا أقوى قذفٍ لأهلِ البيت.. والسبب:
لأنّ نبيّنا الأعظم حين سُئِل: هل المُؤمن يزني؟ قال: قد يكونُ ذلك - باعتبار أنّهُ قد تدفعُهُ الشهوةُ والرغبةُ فيقعُ في في هذا المحذور- فحِين سُئِل: هل المُؤمنُ يسرق؟ قال: قد يكونُ ذلك، أمّا حينما قِيل له: يا رسولَ الله المُؤمن يكذب؟ قال: لا.. ثُمَّ تلا قولَهُ تعالى: {إنّما يفتري الكذِبَ الذين لا يُؤمنون..)
[بحار الأنوار-ج72]
:
مِن هُنا كان تكذيبُ الصدّيقةِ الكبرى "صلواتُ اللهِ عليها" أقوى معاني القذف! فقد جرّدوا الزهراءَ مِن الإيمانِ بتكذيبِهِم إيّاها..

❂ روايةٌ أُخرى في فناءِ معرفةِ إمامِنا بابِ المرادِ "صلواتُ اللهِ عليه".. تقول الرواية:
أنّهُ جيء بأبي جعفر -الجواد "عليه السلام"- إلى مسجدِ رسولِ اللهِ "صلَّى اللهُ عليه وآله" بعد موتِ أبيهِ الرضا وهو صغيرُ السِنِّ،
فجاءَ إلى المِنبر ورَقا -أي صَعد- مِنهُ درجةً ثمّ نطق فقال:
(أنا مُحمّدُ بن عليِّ الرضا، أنا الجوادُ أنا العالمُ بأنسابِ الناسِ في الأصلاب،
أنا أعلمُ بسرائركم وظاهركم، وما أنتم صائرون إليه.. عِلمٌ مُنحنا بهِ مِن قبل خَلق الخلق أجمعين، وبعد فناءِ السماواتِ والأرضين، ولولا تظاهرُ أهل الباطلِ ودَولةُ أهلِ الضلالِ ووثوبُ أهلِ الشكّ، لقُلتُ قولاً تَعجّبَ مِنهُ الأوّلونَ والآخرون.
ثمّ وضعَ يدَهُ الشريفةَ على فيهِ، وقال:
يا محمّد.. اصمت كما صمتَ آباؤكَ مِن قبل)

[مشارق أنوار اليقين]

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلكرام
🆔 t.me/zahraa_culture
يقولُ تعالى في كتابِهِ الكريم: {لا تُدركهُ الأبصار وهُو يُدرك الأبصار}
هل المُراد أنّ أبصار العيون لا تُدركُهُ تعالى؟!
سُؤالٌ يُجيبنا عنه إمامُنا شهيدُ هذهِ الّليال: جوادُ الأئمة "صلواتُ الله عليه"

❂ يُحدّثنا أبو هاشم الجعفريّ، يقول:
قلت لأبي جعفر بن الرضا جواد الأئمة "صلواتُ الله عليه":
{لا تُدركهُ الأبصار و هو يُدرك الأبصار}؟ فقال:
(يا أبا هاشم أوهامُ القلوبِ أدقُّ مِن أبصارِ العيون، أنتَ قد تُدركُ بوهمكَ السِنْد والهنْد والبلدان الّتي لم تدخلها، ولا تُدرِكُها ببصركَ، فأوهامُ القلوبِ لا تُدركُهُ فكيف أبصار العيون؟!)
[التوحيد للشيخ الصدوق]

❂ أيضاً عن أبي هاشم الجعفري، يقول: سألتهُ - أي الإمام الجواد "صلواتُ الله عليه" عن اللهِ هل يوصف؟ فقال "عليه السلام":
(أما تقرأ القُرآن؟ قلتُ: بلى. قال: أما تقرأ قولَهُ تعالى: {لا تُدركُهُ الأبصارُ وهُو يُدركُ الأبصار}؟ قلتُ: بلى، قال: فتعرفون الأبصار؟ قلتُ: بلى، قال: ما هي؟ قلتُ: أبصارُ العيون، فقال "عليه السلام": إنّ أوهامَ القلوب أكبرُ مِن أبصار العيون - أي أنّها أوسعُ إحاطة - فهو لا تُدركُهُ الأوهام وهو يُدركُ الأوهام)
[الكافي الشريف: ج1]

❂ أيضاً ورَدَ عن إمامِنا صادق العِترة "صلواتُ اللهِ عليه" في معنى قولِهِ عزَّ وجلَّ: {لا تُدركُهُ الأبصار} قال:
(إحاطةُ الوهم، ألا تَرى إلى قولِهِ: {قد جاءكم بصائرُ مِن ربِّكم} ليس يعني بصَرَ العُيون،
{فمَن أبصرَ فلنفسهِ} ليس يعني مِن البصر بعينه، {ومن عمي فعليها} ليس يعني عمى العيون، إنَّما عنى إحاطةُ الوهم، كما يقال: فلانٌ بصيرٌ بالشِعْر، وفلانٌ بصيرٌ بالفِقْه، وفلانٌ بصيرٌ بالدراهم، وفلانٌ بصيرٌ بالثياب، اللهُ أعظم مِن أن يرى بالعين)

[الكافي الشريف: ج1]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
لفتة..
الخيال هو المساحة الأوسع عند الإنسان التي يُمكن أن ترتسِمَ فيها الصُوَر فيها في الذهن البشري.. والأبعدُ مِن الخيال هُو الوهم (الأوهام)..
يعني أنَّ إحاطةَ الأوهامِ أوسعُ مِن الخيال.. ورُغم ذلك فالأوهامُ تَنحَسِرُ دُونَ إدراكِ عظمتِهِ سُبحانَهُ وتعالى،
وهذا المضمون مُنتشرٌ في كلماتِ أهلِ البيت وفي أدعيتِهِم صلواتُ اللهِ عليهم.. كما نقرأ في أحد أدعية شهر رجب هذهِ العبارات:
(يا مَن حارتْ في كبرياءِ هيبتِهِ دقائقُ لَطائفِ الأوهام، وانحسرتْ دُونَ إدراكِ عظمَتِهِ خطائفُ أبصارِ الأنام)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلكرام
🆔 t.me/zahraa_culture
موضوع ظاهرهُ فِقهي.. ولكنّ مَغزاهُ عقائدي:
وقفة عند علّة الغائط ونَتَنهِ في كلمات إمامِنا الجواد وفي أحاديثِ العترة الطاهرة

❂ يُحدّثنا عبد العظيم الحسني، يقول:
كتبتُ إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ بن مُوسى "عليهم السلام" أسأله عن علّة الغائط ونَتَنِه؟
فقال "عليه السلام":
(إنَّ الله خلق آدم وكان جسدهُ طيّباً، وبقي أربعينَ سنةً مُلقىً تمرُّ به الملائكة، فتقول: لأمرٍ ما خلقت..!
وكان إبليسُ يدخلُ من فيهِ
- أي يدخل مِن فم بدن آدم - ويَخرجُ مِن دُبره.
فلذلك صار ما في جوف آدم مُنتناً خبيثاً غير طيّب).

[الكافي: ج ٣]

❂ ويُحدّثنا السكوني يقول:
سألتُ جعفر بن مُحمّد الصادق "صلواتُ الله عليه" عن الغائط فقال:
(تصغيراً لابن آدم.. لكيلا يتكبّر وهو يحملُ غائطه معه).
[علل الشرائع: ج١]

❂ ويقول أمير المؤمنين "صلواتُ الله وسلامهُ عليه":
(عجبت لابن آدم.. أوّلهُ نطفةٌ، وآخرهُ جيفة، وهو قائم بينهما وعاءٌ للغائط.. ثمّ يتكبّر..)
[علل الشرائع: ج١]

❂ ويقول إمامنا صادق العترة "صلواتُ الله عليه":
(وقع بين سلمان - الفارسي - وبين رجلٍ كلام.. فقال الرجل لسلمان: من أنت وما أنت؟
فقال سلمان: أمّا أولايَ وأولاك فنطفةٌ قذرة، وأمّا أخرايَ وأُخراك فجيفةٌ مُنتنة.. فإذا كان يوم القيامة ونُصبتْ الموازين فمن خفّ ميزانهُ فهو الليئم، ومَن ثقُلَ ميزانهُ فهو الكريم).

[علل الشرائع: ج١]

❂ وسأل رجلٌ الإمام الصادق "صلواتُ الله عليه" عن الإنسان يكون - في بيت الخلاء يقضي حاجته - وهُو على تلكَ الحال ولا يصبر حتّى ينظر إلى ما يخرج منهُ - مِن الفضلات -
فقال الإمام "عليه السلام":
(إنّهُ ليس في الأرض آدميٌّ إلّا ومعهُ ملكان مُوكلان به.. فإذا كان على تلكَ الحال ثنيا رقبتهُ ثمَّ قالا:
يا بن آدم انظر إلى ما كُنتَ تكدحُ لهُ في الدُنيا إلى ما هو صائر..)

[علل الشرائع: ج١]

ومضة تفكّر :
إذا كانتْ الفضلاتُ القذرةُ النجسةُ التي تَخرجُ مِن الإنسان لها رمزيّةٌ مُرتبطةٌ بالشيطان وبتسلُّطِ الشيطانِ على وُلْد آدم وجريانِهِ فيهم مَجرى الدم في العروق..
وإذا كان أحدُ أسباب خُروج الفضلات النجسةِ مِن الإنسان هو تذكيرُ الإنسانِ بأصْلِهِ الحقير الضعيف البائس حتّى لا يتكبّرَ ولا يغترَّ بنفسِهِ وما عندَهُ مِن حطام الدنيا الفانية..
فهل يليقُ وهل يصحُّ بعد كُلِّ هذهِ المعاني أن نتصوّرَ للحظةٍ أنَّ سببَ وُضوء المعصومِ هُو لأجلِ التطهّرِ مِن نواقضِ الوضوء (كالمُخرجات النجسة) حاله كحالنا..؟!!
أيُّ هراءٍ مِن القولِ هذا..؟!!

الإمامُ المعصوم هو معدنُ الطُهْرِ والطهارة.. وكُلّ نجاسةٍ ورجاسةٍ تُحاول أن تقتربَ مِن مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ تتحوّلُ إلى طهارة.. كما نُخاطبُ سيّدَ الشُهداءِ في زيارتِهِ الشريفة:
(أشهدُ أنّكَ طُهْرٌ طاهرٌ مُطهَّر مِن طُهْرٍ طاهرٍ مُطهَّر، طهُرتَ وطهُرتْ بكَ البلاد، وطَهُرَ حرمُك، وطَهُرتْ أرضٌ أنتَ بها)

فمِن الخطأ الفادح جدّاً أن نُقايسَ بيننا وبين مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ونقيسَ أحوالهم على أحوالنا..
لا وجْه للمُقايسة بمِقدار ذرّة..

أهل البيت "صلواتُ اللهِ عليهم" بدءاً مِن رسول الله وحتّى إمامِ زمانِنا طِينتُهُم مُختلفةٌ وليستْ مِثل طِينتنا نَحنُ البشر العاديّون الناقصون الخطّاؤون حتّى نُقايس فيما بيننا وبينهم.. 
فنحنُ نُخاطبهم في الزيارة الجامعة الكبيرة:
(وأنَّ أرواحَكم ونُوركم وطِينتكم واحدة طابتْ وطَهُرتْ بعضُها مِن بعض..)

طينتهم صلواتُ اللهِ عليهم طيّنةٌ سماويّة مِن أعلى عليّين
طينةٌ طيّبة طاهرة ومُطهَّرة.. وليستْ كطينتنا نحنُ البشر الناقصون حتّى نُقايس بيننا وبينهم "صلواتُ اللهِ عليهم"..
وجسدُ أهل البيت جسدٌ سماويٌّ، وليس كأجسادنا التُرابيّة.. كما يقول أميرُ المؤمنين "صلواتُ الله عليه" في حديثهِ مع طارق بن شهاب.. يقول:
(والإمامُ يا طارقُ بشرٌ مَلَكيٌّ، وجسدٌ سماويٌّ، ﻭﺃﻣﺮٌ ﺇﻟﻬﻲٌّ وﺭُﻭﺡٌ ﻗﺪﺳﻲٌّ، ﻭﻣﻘﺎﻡٌ ﻋﻠﻲٌّ، ﻭﻧﻮﺭٌ ﺟﻠﻲٌّ ﻭﺳﺮٌّ ﺧﻔﻲٌّ.. ﻓﻬﻮ ﻣَﻠَﻚُ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺇﻟﻬﻲُّ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ..)

وإنّما كانوا "صلواتُ الله عليهم" يُجرون حُكْم الوضوء والتغسيل على أنفسهم لأنّهم في مقامِ الأُسوةِ والقدوة، حتّى تقتدي الناسُ بهم..
يعني أسلوب تربية وتعليم إجراءً للسُنن والأحكام.. وليس لأنّهم بحاجة إلى الغُسْل والتغسيل والضوء.. فهم طاهرون مُطهَّرون ومُطهِّرون..
ولكنّهم في ذاتِ الوقتِ يتعاملونَ معَ الناسِ بأسلوبِ المُداراة.. فيُجرون هذه الأحكام على أنفسهم للتعليم والتفهيم

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
وقفة عند مُعجزةٍ مِن مُعجزاتِ إمامِنا الجواد، تُحدّثُنا عن أثرِ نظرةِ الُّلطفِ مِن الإمامِ المعصومِ في بعثِ الحياةِ في الكائناتِ الميّتة
:
❂ يُحدّثُنا أبو هاشم الجعفري -أحدُ أصحابِ الأئمةِ- يقول:
(صلّيتُ مع أبي جعفر -الإمامِ الجوادِ عليه السلام- في مسجدِ المُسَيّب، وصلّى بنا في موضِع القِبلةِ سواء،
وذكر
-أبو هاشم الجعفري- أنّ السِدرةَ التي في المسجد كانت يابسةً ليس عليها ورق، فدعا الإمامُ الجوادُ بماءٍ وتهيّأ -بالوضوءِ كي يُصلّي- تحت السِدْرة، فعاشت السِدرةُ وأورقت وحملتْ مِن عامِها)
[الوسائل-ج4]

❂ أيضاً في روايةٍ أُخرى يُحدّثُنا محمّد بن عُمر يقول:
(رأيتُ محمّدَ بن عليٍّ -يعني الجواد صلواتُ اللهِ عليه- يضعُ يدهُ على مِنبرٍ فتُورِقُ كُلُّ شجرةٍ مِن نوعِها، وإنّي رأيتُهُ يُكلِّمُ شاةً فتُجيبُهُ)
[دلائل الامامة]

رِوايتان مِن رواياتِ المعاجزِ والفضائلِ لإمامِنا الجواد.. عميقتا الدلالةِ والمعنى بما فيهما مِن إشاراتٍ تُبيّنُ لنا أثرَ نظرةِ المعصومِ وألطافِهِ (الخفيّةِ والجليّةِ) في بَعْثِ الحياةِ في الكائناتِ الميّتةِ والقلوبِ الميّتة

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (رأيتُ محمّدَ بن عليٍّ يضعُ يدَهُ على مِنبرٍ فتُورِقُ كُلُّ شجرةٍ مِن نوعِها..) الذي يبدو مِن هذه العبارةِ أنَّ هذا المِنبر قد صُنِعَ مِن أوراقٍ مِن شَجَرٍ شتّى،
فالمِنبرُ يُصنَعُ مِن الخشب.. والخشب يُؤتى به مِن الشجَر،

فهذا المِنبرُ الذي كان الإمامُ قريباً مِنه صُنِعَ مِن أخشابٍ مِن شجَرٍ شتّى،
والروايةُ تقول: أنّ الإمامَ ما إن يَمدُّ يدَهُ الشريفةَ على مَوضِعٍ في المِنبر.. إلّا ونبتتْ كُلُّ خَشَبةٍ مِن أخشابِهِ وأورقت وخرجت فُرُوعُها..! حتّى لم يَبقَ ورقةٌ في المِنبرِ إلّا ونبتتْ بهيئةِ شجرتِها الأولى!

هاتانِ الروايتانِ تشتملانِ على مضمونِ بعْثِ الحياةِ في مَوتى الكائناتِ بنظرةِ لُطفٍ مِن الإمامِ المعصوم

• فالروايةُ الأولى تشتملُ على هذا المضمون: بَعْث الحياةِ في هذه الشجرةِ الهامدةِ الميّتة،

• والروايةُ الثانيةُ أيضاً تشتملُ على نفسِ هذا المضمون؛ وهو بَعْثُ الحياةِ في مِنبرٍ صُنِعَ مِن أخشابٍ يابسةٍ مِن شجَرٍ شتّى بلُطفِ الإمامِ المعصوم

ولذا.. ونحنُ في هذه الّليالي المُؤلمةِ (ليالي شهادةِ إمامِنا بابِ المُرادِ صلواتُ اللهِ عليه)
إنّنا نستشرِفُ معنى الحياة..
ونتوسّلُ إمامَ زمانِنا أن ينظُرَ إلى قُلوبِنا ليبعثَ فيها الحياةَ كما بعَثَ إمامُنا الجوادُ الحياةَ في تلكَ الشجرةِ الهامدةِ الميّتة، وكما بعَثَ الحياةَ في أخشابِ ذاك المِنبرِ الذي ماتت أخشابُهُ وتيبست،
فإنَّ بَعْثَ الحياةِ في قُلوبِنا القاسيةِ الميّتةِ لا يتحقّقُ إلّا بلُطفِ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه"
فها نحنُ نَمدُّ يدَ الضراعةِ والتوسّلِ ونمدُّ يدَ الاستجداءِ إلى إمامِ زمانِنا.. بأن ينظُرَ إلينا بنَظَرِ لُطفِهِ وعطفِهِ وكرامتِهِ كي يبعثَ الحياةَ في قلوبِنا القاسية التي أماتتها الذُنوبُ وأماتَتها سكْرةُ الغفلةِ والإعراضِ عنه "صلواتُ اللهِ عليه"

نتوسّلُ إمامَ زمانِنا أن يبعثَ الحياةَ في هذه القلوبِ التي ندّعي أنّها مليئةٌ بحُبّهِ وبالشوقِ إليه.. ولكنّ أفعالَنا تُناقِضُ ادّعاءتِنا!
فنحنُ ندّعي بألسنتِنا أنّنا نُحِبُّ الإمامَ "صلواتُ اللهِ عليه" ونشتاقُ إليه.. ولكن مَن قال أنّ إمامَ زمانِنا يقبلُ مِنّا هذه الولايةَ التي ندّعيها ونتظاهرُ بها.. ثمّ نأتي بأفعالٍ تُخالفُها؟!

ولذا نتوسّلُ إمامَ زمانِنا في ليالي رحيلِ جدّه الغريبِ المظلوم؛ "جوادِ الأئمةِ صلواتُ اللهِ عليه" أن ينظُرَ إلينا بنظرِ ألطافِهِ وبنظَرِ عفوهِ وكرامتِهِ وأن يبعثَ الحياةَ في قلوبِنا ويرويها بمَعينِ معرفتِهِ وبكوثرِ التسليمِ إليه والتوفيقِ لنصرتِهِ وخدمتِهِ وإحياءِ أمرِهِ الشريف في غيبتِهِ وحُضورِه - بالنحوِ الذي يُريد-
فالحياةُ الحقيقيّةُ هي هذه، كما يقولُ القرآن:
{يا أيُّها الّذين آمنوا استجيبوا للهِ وللرسولِ إذا دعاكُم لِما يُحييكُم}

فدعوةُ نبيّنا الأعظم هي دعوةُ الحياة.. وفي ثقافةِ أهلِ البيتِ الحياةُ الحقيقيّةُ هي في ولاءِ عليٍّ وآلِ عليٍّ والكونِ معهم "صلواتُ اللهِ عليهم"
وبعبارةٍ أدق:
الحياةُ الحقيقيّةُ بالنسبةِ لنا نحنُ أهلُ زمانِ الغَيبةِ هي الكونُ مع إمامِ زمانِنا، كما نُخاطِبُهُ في زيارتِهِ الشريفة: (السلامُ عليك يا عينَ الحياة)

وكما يقولُ إمامُنا الباقرُ في قولِهِ تعالى: {أو مَن كان مَيتاً فأحييناهُ وجعلْنا له نوراً يمشي به في الناس} قال:
الميّتُ الذي لا يعرفُ هذا الشأن - أي لا يعرفُ أمرَ الولاية- وقولُهُ:{فأحييناهُ وجعَلْنا له نوراً} يعني جعلنا له إماماً يأتمُّ به)
[تفسير العيّاشي]

ولايةُ أهلِ البيتِ هي التي تبعثُ الحياة في القلوب،
ومَظهرُ الولايةِ في زمانِنا: هو إمامُ زمانِنا،
لأنّنا نعيشُ في زمانِه.. وكلُّ شيعةٍ ستُسألُ يومَ القيامةِ عن إمامِ زمانِها

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
في ثقافةِ العترة: إنّ اللهَ تعالى ينظرُ لزوّارِ قبرِ الحسينِ يومَ عرفة قبلَ نظرِهِ لأهلِ عرفات!
ما السِرُّ في ذلك؟
(إمامُنا الصادق يُجيبُ.. ويُبيّنُ لنا جانباً مِن السبب)

:
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ اللهَ تبارك وتعالى يبدأُ بالنظرِ إلى زُوّارِ قبرِ الحسينِ عشيّةَ عَرَفة -أي ليلة عرفة-
قِيل له: قبل نَظَرهِ لأهلِ المَوقف؟ قال: نعم. قِيلَ له: كيف ذلك؟
فقال: لأنّ في أولئكَ أولادُ زنا، وليس في هؤلاءِ
-أي زوّارُ الحسينِ- أولادُ زنا)

❂ ويقولُ أيضاً إمامُنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يتجلّى لِزُوّارِ قبرِ الحسينِ قبل أهلِ عرفات ويقضي حوائجَهم ويغفر ذُنوبَهم ويُشَفِّعُهُم في مسائلِهم، ثُمَّ يأتي أهلَ عرَفَةَ فيفعلُ ذلك بهم)

❂ أيضاً يقولُ إمامُنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن فاتتهُ عرفةُ بعرفات فأدركَها بقَبرِ الحسينِ لم يفتْهُ، وإنَّ اللهَ تبارك وتعالى ليبدأُ بأهلِ قبرِ الحسين "صلواتُ اللهِ عليه" قبل أهلِ عرفات، ثمّ قال: يُخالِطُهم بنفسِهِ)

❂ ويقولُ أيضاً "صلواتُ اللهِ عليه":
(إذا كان يومُ عرفةَ اطّلعَ اللهُ تعالى على زُوّارِ قَبرِ أبي عبداللهِ الحسينِ فقال لهم: استأنفوا، فقد غفرتُ لكم، ثُمَّ يجعلُ إقامَتَهُ على أهلِ عرفات)

❂ ويقولُ أيضاً "صلواتُ اللهِ عليه":
(إذا كان يومُ عرفة نظَرَ اللهُ إلى زُوّارِ قبرِ الحسينِ فيقول: ارجعوا مَغفوراً لكم ما مَضى، ولا يُكتَبُ على أحدٍ مِنهم ذنبٌ سبعينَ يوماً مِن يومِ ينصرف)
[كامل الزيارات]

لفتــة:
الباري تعالى حين ينظرُ إلى عبادِهِ.. فإنّهُ ينظرُ إليهم بعينِهِ الناظرة.. وعينُ اللهِ الناظرةُ هي الإمامُ المعصوم، كما نُخاطِبُ سيّدَ الأوصياءِ في زيارتِهِ:
(السلامُ عليكَ يا عينَ اللهِ الناظرةَ ويَدَهُ الباسطةَ وأُذنَهُ الواعية..)

وفي زمانِنا هذا عينُ اللهِ الناظرةِ هي إمامُ زمانِنا، كما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ الشريفة:
(السلامُ عليكَ يا عينَ اللهِ في خَلْقِهِ)

فإمامُ زمانِنا هو عينُ اللهِ الناظرةُ إلى زوّارِ قبرِ الحُسينِ في يومِ عرفةَ قبل نَظَرهِا لأهلِ الموقف،
ولذا.. إن لم تُوفَّقوا أيُّها الشيعةُ أن تكونوا ضِمنَ حُجّاجِ بيتِ اللهِ في هذا العام، وتُوفَّقوا أن تفوزوا بنظرةٍ مِن إمامِ زمانِكم يومَ الموقِف في عرفات..
فاعلموا أنَّ الفوزَ الحقيقيَّ عند الحسينِ في كربلاء♡

ولذا.. يا شيعةَ أهلِ البيتِ في شرقِ الأرضِ وغربِها.. اجعلوا قلوبَكم في ليلةِ عرفة وفي يومِ عرفة مُتوجِّهةً نحوَ الحسينِ ومع الحسين،
كونوا في مُعسكرِ الحسينِ في ليلةِ ويومِ عرفة،
فما دعاءُ الحسينِ في عرفات إلّا علامةٌ وإشارةٌ إلى أنَّ أجواءَ "عرفة" لابُدَّ أن تكونَ حُسينيّةً بامتياز..

فهذا الدُعاءُ (دعاءُ الحسينِ في يومَ عرفة) وإن كان مِن أهمِّ طُقوسُ يومِ عَرَفة العباديّةَ.. ولكنّه يُعَدُّ إشارةً وعلامة،
فالقضيّةُ في يومِ عرفة ليست في هذا الطقسِ الدُعائيِّ العِبادي -مع عظمتِهِ البالغة-
وإنّما دعاءُ عرفة يُريدُ أن يُشيرَ إلى أنَّ يومَ عرفة هو يومُ الحسين.. فلابُدَّ أن تكونَ القلوبُ عند الحسينِ سواء كنّا في مكّةَ أو في أيِّ بُقعةٍ مِن بقاعِ الأرض،
لأنَّ الحسينَ هو القضيّةُ المركزيّةُ الأهمّ عند إمامِ زمانِنا،
ولذا يكونُ نظرُ الإمامِ في يومِ عرفة مُتوجّهٌ لزوّارِ الحسينِ قبل الحُجّاجِ في عرفات..
:
(قلّدناكم الزيارةَ والدُعاءَ يا زوّارَ الحسينِ مِن قريبٍ أو بعيد..🕊)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
في ثقافةِ أهل البيت: مِن تمامِ الحجِّ زيارةُ قبورِ العترةِ الأطهار
:
❂ يقول أميرُ المؤمنين "صلوات الله عليه":
(أتّموا برسولِ اللهِ حجَّكم إذا خرجتُم إلى بيتِ الله.. فإنَّ ترْكَه جفاءٌ وبذلك أُمرتم، وأتمّوا بالقُبورِ التي ألزمَكُمُ اللهُ زيارتَها وحقّها)
[آمالي الصدوق]

في ثقافةِ العترة أحاديثُ أهل البيتِ تُخبرنا بأنّ كمالَ الحجِّ وتمامَ الحجِّ إنّما يكونُ بِلقاءِ الإمام المعصوم في كُلِّ زمان، ومِن دُونِ ذلك فإنّ الحجَّ لا معنى له،
كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق وهو يُبيّنُ معنى قولِهِ تعالى: {ثُم ليقضُوا تَفَثَهُم ولِيوفوا نذورَهم ولِيطّوفوا بالبيتِ العتيق} قال: التفثُ: لقاءُ الإمام)

فالحجُّ في زمانِنا هذا لا يتمُّ إلّا بِلقاء إمامِ زمانِنا
عِلْماً أنّهُ ليس المرادُ مِن لقاءِ الإمام في زمانِنا يعني الّلقاء الماديّ الحسّي بالإمامِ الحُجّة.. وإنّما المُرادُ هو أن نعرفَ أنّ حقيقةَ الحجِّ هي تجديدُ العهدِ والمِيثاقِ مع إمامُ زمانِنا
كما جاءَ في حديثِ الفُضيل بن يسار عن إمامنا الباقر.. يقول الفُضيل:
(نظر - الباقرُ "صلواتُ اللهِ عليه" - إلى الناس يطوفونَ حول الكعبة، فقال:
هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية.. إنّما أُمِروا أن يطوفوا بها ثُمَّ يَنفِروا إلينا فيُعْلمُونا ولايتهم ومَودّتهم ويعرضوا علينا نُصرتَهم، ثُمّ قرأ هذهِ الآية {فاجعلْ أفئدةً مِن الناس تهوي إِليهم} فقال الإمام: آلُ مُحمّد آلُ مُحمَّد، ثمّ قال: إلينا إلينا)

[الكافي الشريف: ج8]

• هذه العبارة: (آلُ مُحمّد آلُ مُحمّد، إلينا إلينا) تُمثّلُ جوهرُ الحجّ
هذا هو مضمونُ الطواف الذي يُريدهُ مِنّا أهل البيت، وهذهِ هي نيّةُ الحجِّ الصحيحة يُبيّنُها لنا باقر العلوم.. وهي أن تكونَ التلبيّةُ في الحجِّ تلبيةً لإمامِ زمانِنا.. ويكونَ الطوافُ طوافاً حول الإمامِ المعصوم وليس طوافاً حول أحجار كما هو حالُ النواصب
فإنّ الطوافَ حول الأحجار كان أهلُ الجاهليّةِ يطوفونَ به.. ولكنّ الطوافَ الحقيقيَّ يكونُ حول الإمامِ المعصوم.. حول إمامِ زماننا.. لِماذا؟
لأنَّ هذا المكان وهو (الكعبة) فيهِ عَبَقُ عليٍّ.. وعَبَقُ عليٍّ هُو بعينِهِ عَبَقُ الحجّةِ بن الحَسَن
ولهذا سيكونُ خُروجُ إمامِ زمانِنا مِن تلكَ البقعةِ المُباركة بين الرُكن والمقام

أساساً حقيقةُ الكعبةِ في ثقافةِ العترة تُشيرُ إلى الإمام المعصوم، كما يُبيّنُ ذلك إمامُنا الصادق حين سألهُ أحدُ أصحابِهِ:
(أنتم الصلاةُ في كتاب اللهِ عزَّ وجلَّ؟ وأنتم الزكاة؟ وأنتم الحج؟
فقال الإمام: يا داود، نحنُ الصلاةُ في كتاب اللهِ عزَّ وجلَّ ونحنُ الزكاةُ ونحنُ الصيامُ ونحنُ الحجُّ ونَحنُ الشهرُ الحرام ونَحنُ البلدُ الحرام ونحنُ كعبةُ الله ونحنُ قِبلةُ الله ونحنُ وجهُ الله، قال الله تعالى: {فأينما تُولّوا فثمَّ وجْهُ الله}..)

[بحار الأنوار: ج24]

فرمزيّةُ طوافِنا حول الكعبة إنّما تُشيرُ إلى طوافِنا حول مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم"
كما يُشيرُ إلى  ذلك أمير المؤمنين في حديثٍ طويلٍ له يُحدِّثُنا فيه عن المقام الأسمى لرسولِ الله "صلّى اللهُ عليه وآله" فيقول:
(إنّ الله تعالى خَلَق مِن نُور مُحمّد عشرين بحراً من نُور..)
ثُمّ يُفصّل الأمير في حديثهِ عن هذهِ البُحور..
إلى أن يقول وهُو يتحدّثُ عن نُور نبيّنا "صلّى الله عليه وآله".. يقول:
(حتّى تقلّب في عشرين بحراً، فلمّا خرجَ مِن آخر الأبحُر قال اللهُ تعالى: يا حبيبي ويا سيّد رُسُلي ويا أوّل مخلوقاتي ويا آخرَ رُسُلي: أنت الشفيعُ يومَ المَحشر
فخَرَّ النور ساجداً، ثُمّ قام فقطرت منه قطرات، كان عددُها مائة ألف وأربعة وعشرين ألف قطرة
- بعدد الأنبياء - فخَلَق الله تعالى مِن كلّ قَطرةٍ مِن نُورهِ نبيّاً مِن الأنبياء، فلمّا تكاملت الأنوار صارت تطوفُ حول نُور مُحمّد "صلّى الله عليه وآله" كما تطوفُ الحُجّاج حول بيتِ الله الحرام..)
[بحار الأنوار: ج15]
:
هذا هو سِرُّ الطوافِ حول البيت
فإنّ سِرّ الطوافِ حول البيت فيه إشارةٌ إلى طوافِ الأنبياء حول الكعبة الحقيقيّة وهي مُحمّدٌ "صلَّى اللهُ عليه وآله"
ولذا هناك صُورةٌ لهذا الطواف في العرش الذي هو مخلوقٌ أيضاً مِن نُور نبيّنا الأعظم كما جاء في الروايات
وطوافُ الملائكةِ حول العرش هو صورةٌ مُصغّرةٌ لطوافِ الأنبياء حول النور النبوي الأوّل..
تتمّة الموضوع تجدونها في الرابط التالي:
👇🏻
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2856877197883732/

#الثقافة_الزهرائية
في ثقافةِ العترة: حقيقةُ قميصِ يوسف وسِرُّ الرائحةِ التي شمّها يعقوب مِن القميص فارتدَّ بصيراً هو "ولايةُ عليٍّ"
:
❂ يقول إمامُنا الصادق للمفضّل:
(أتدري ما كان قميص يوسف؟ قال: لا،
قال الإمام: إنّ إبراهيم لمّا أُوقدت له النار أتاهُ جبرئيل بثوبٍ مِن ثياب الجنّةِ فألبسهُ إيّاه، فلم يضرّهُ معها حرٌّ ولا برد،
فلمّا حضر إبراهيمَ الموتُ جعلهُ
-أي الثوب- في تميمة وعلّقهُ على إسحاق، وعلّقهُ إسحاقُ على يعقوب،
فلمّا وُلد يوسف علّقهُ عليه وكان في عضُدهِ حتّى كان من أمرِه ما كان،
فلمّا أخرجهُ يوسفُ بمصرَ مِن التميمة وجد يعقوبُ ريحَهُ، وهو قوله تعالى حكايةً عنه: {إنّي لأجدُ ريحَ يوسف لولا أن تُفنّدون}
فهو ذلك القميص الذي أُنزل مِن الجنّة،
قال المُفضّل:
جُعلت فداك، فإلى مَن صار هذا القميص؟
قال الإمام: إلى أهله، وهو مع قائمنا إذا خرج،
ثمّ قال:
كلُّ نبيٍّ ورث عِلماً أو غيره فقد انتهى إلى محمّدٍ صلّى الله عليه وآله)

[الكافي: ج١]

[توضيحات]
هذا الثوب الذي جيئ به لإبراهيم ثوبٌ مادّتهُ "ولايةُ عليٍّ"
ثوبٌ فيه عطرُ ولاية عليٍّ،
وسيّدُ الأوصياء يؤكّد هذا المعنى إذ يقول في حديثِ المعرفةِ بالنَورانية:
(أنا الّذي حملتُ نوحاً في السفينةِ بأمرِ ربّي)
إلى أن يقول:
(وأنا الّذي أخرجتُ إِبراهيمَ مِن النار بإذن ربّي)
الروايات كالقرآن فيها رموز..فهي عباراتٌ وإشاراتٌ ولطائفُ وحقائق،
فإذا كان سيّدُ الأوصياء هو الذي أخرج إبراهيم مِن النار، فهذا يعني أنّ حقيقةَ القميص الذي ألبسَهُ إيّاه جبرئيل هو ولايةُ عليٍّ،
ويؤكّد هذا المعنى قولُهُ: (أتاهُ جبرئيل بثوبٍ مِن ثياب الجنّة)
فالجنّةُ في أحاديثِ العترةِ خُلِقت من نورِ الحسين
وما نورُ الحسين إلّا ولايةُ عليٍّ،
وجبرئيل هو عبدٌ وخادمٌ عند عليٍّ، كما جاء في الروايات: (الملائكةُ خُدّامُنا وخُدّامُ شيعتِنا)

فهذا الثوب الذي جيئ به لإبراهيم وكان سببَ نجاتِهِ مِن النارِ ثوبٌ مادّتُهُ: الولاية، وليس ثوباً عاديّاً كالثياب التي تُلبَسُ بهذا السُمك الذي نعرفه
وسيتّضح هذا المعنى مِن بقيّة الرواية

◈ أمّا قولُهُ: (فلمّا حضر إبراهيم الموت جعَلهُ في تميمة)
التميمة؛ هي كالكيس الّذي يُصنعُ من الجلد أو القماش ويُحفَظُ فيها الحرز أو الحِجاب أو الدعاء
(كأدعية الحفظ والتعويذات الّتي يلبسها الناس على صدروهم أو تُشد على أيديهم)

فالرواية تقول أنّ هذا القميص وُضِع في تميمة!
فلو كان هذا القميصُ مِن قماشٍ عاديٍّ لاحتاج إلى تميمةٍ كبيرة جدّاً،
بينما الرواية تقول أنّ التميمةَ قد رُبِطت على عضُدِ يوسف!
فهل يُعقل أنّ هذا القميص كالثياب الدنيويّة؟!
قطعاً لا، إنّما هو رمز،
وما يؤكّد ذلك أنّ نفس الرواية تقول: 
(فلمّا وُلِد يوسف علّقهُ عليه وكان في عضُدهِ)
تصوّروا طفل رضيع وتُعلّق تميمةٌ في عضده،
ما هو حجم هذه التميمة؟
إذا كان هذا القميص كحجمِ قُمصاننا الاعتياديّة..فكم يكون حجمُ التميمة وهي مُعلّقة على عَضُدِ رضيعٍ صغير؟!
إنّها رموزٌ ورموز

◈ قوله: (فلمّا أخرجهُ يوسف بمصر مِن التميمة وجد يعقوب ريحَه)
حين قال يعقوب لأهلهِ بأنّه يجدُ ريحَ يوسف.. هذا العِطر شمّهُ يعقوب حين أخرج يوسفُ القميصَ مِن التميمة،
مع أنّ يُوسف أخرجهُ بمِصر ويعقوب كان في فلسطين
كما جاء في سورة يوسف:
{ولمّا فصلت العِير قال أبوهم إِنّي لأجِدُ رِيحَ يُوسف لولا أن تُفنِّدون}
معنى "فصلت العير": أي بمجرّد أن تحرّكت قافلة العِير من مِصر، شمَّ يعقوب هذه الرائحة وهو في فلسطين
هذا الشمُّ هو شمٌّ لرائحةِ النبوّةِ وليس شمّاً للعِطر العادي الّذي يشمّهُ الناس، ولذا قال لهم يعقوب: {لولا أن تُفنِّدون} أي لولا أن تُكذّبوا قولي، لأنّكم لا تستطيعون أن تشمّوا ما أشم
فكان جوابهم أن قالوا ليعقوب: {تاللهِ إنّك لفي ضلالك القديم}
وهذا المثال يُقرّبُ لنا ما كان يواجههُ أهلُ البيتِ على طولِ الخط، ويُقرّب لنا أيضاً ما يُواجهُ حديثَ العترة مِن الإنكارِ والتشكيك،
القضيّة هي هي،
لأنّ الذين يُشكّكون في حديثِ أهلِ البيتِ لا يشمّون ذلك العِطرَ مِن أحاديثِهم، ولا يتلمّسون ذلك النورَ الذي يُشرِقُ مِن حديثِهم،
هم لا يتلمّسون هذه النُوريّة..ولذا يُبادرون للتشكيك والإنكار
:
الخلاصة:
أنّ العِطرَ الذي وجد يعقوب ريحَهُ حين فتح يوسفُ التميمة هو عطرُ الولايةِ المحمّديةِ العلويّة،
وهذا العِطرُ هو الذي شمّه حسنٌ وحسينٌ وأميرُ المؤمنين في بيتِ فاطمة في حديث الكساء حين كانوا يقولون للزهراء: (إنّي أشمّ عندكِ رائحةً طيّبة)
فهذه الرائحة التي كانوا يشمّونها هي رائحة النبوّة، وليس رائحةَ عطرِ النبيّ التي كان يشمُّها سائرُ الناس إذا مرَّ النبيُّ في طريقٍ وبقي أثرُ عِطره في الطريق،
حديثُ الكساء يتحدّثُ عن رائحةِ النبّوة التي أشار لها سيّد الأوصياء في خُطبتِهِ وهو يتحدّث عن جوانبٍ من علاقتِهِ برسولِ الله فيقول:
(أرى نورَ الوحي والرسالة، وأشمُّ رِيحَ النبوّة)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
(حتّى لا يبقى مَلَكٌ مُقرّبٌ ولا نبيٌّ مُرسلٌ ولا صِدّيقٌ ولا شهيدٌ ولا عالمٌ ولا جاهلٌ ولا دنيٌّ ولا فاضلٌ ولا مُؤمنٌ صالحٌ ولا فاجرٌ طالحٌ ولا جبّارٌ عنيدٌ ولا شيطانٌ مَريدٌ ولا خلقٌ فيما بين ذلك شهيدٌ إلّا عرّفهُم جلالةَ أمرِكُم وعِظَمَ خطَرِكُم وكِبَرَ شأنِكُم وتمامَ نُوركُم وصِدقَ مقاعدكم وثباتَ مقامِكم وشرفَ مَحلّكُم ومنزلتِكم عندهُ وكرامتِكم عليه وخاصّتِكم لديه وقُرْبَ منزلتِكم منه..)

فأيّامُ اللهِ هي أيّامُ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ.. والّذين لا يرجونَ هذه الأيّامَ هم الشيعةُ الّذين لا يعرفونَ العقيدةَ السليمة، لأنّهم لا يعرفونَ شيئاً عن هذه الأيّامِ الهامّةِ في ديننا وعن ارتباطِها المِفصلي بأهلِ البيتِ وبإقامةِ مشروعِ اللهِ في الأرض، ولذا لا يرجونَ هذه الأيّام لجهلِهِم بها إجمالاً وتفصيلاً،
غايةُ ما يعرفونه هو أنّ المعادَ يعني يومَ القيامة.. وهذا الاعتقادُ مُخالفٌ لثقافةِ العترة

فالاعتقادُ بالمعادُ في ثقافةِ أهلِ البيتِ هو اعتقادٌ بأيّامٍ ثلاثة وليس اعتقادٌ بيومٍ واحد فقط وهو يومُ القيامة،
الأشاعرةُ والمُعتزلةُ هم الّذين يعتقدونَ بأنّ المعادَ يومٌ واحدٌ وهو يومُ القيامة.. وكذلك عُلماءُ الشيعةِ الّذين يغترفون مِن كُتُبِ المُخالفين فهم أيضاً يعتقدون بأنّ المعادَ يومٌ واحدٌ وهو القيامةُ الكُبرى،
أمّا في ثقافةِ أهلِ البيتِ الأصيلةِ فعقيدةُ المعادِ هي العقيدةُ بأيّامٍ ثلاثة وهي (يومُ القائمِ ويومُ الرجعةِ ويومُ القيامة الكبرى)
والجهلُ بهذه الحقيقةِ في واقعِنا الشيعي يعودُ إلى الجهلِ بحديثِ أهلِ البيتِ مِن جهة.. وكذلك يعودُ لعدمِ التفريقِ بين مرحلةِ التنزيل ومرحلةِ التأويل

ففي مرحلةِ التنزيل (وهي المرحلة التمهيديّةُ للإسلام) كان الاهتمامُ فيها مُنصبّاً على تربيةِ الأُمّةِ وتعليمِها على الاعتقادِ بالمعادِ فقط وهو يومُ القيامةُ الكبرى.. ولكنّ مرحلةَ التأويل والّتي بدأت يومَ بيعةِ الغدير.. هذه المرحلةُ نسخت مرحلةَ التنزيل،
يعني أصبح للمعادِ معنىً آخر في مرحلةِ التأويل

ففي مرحلةِ التأويلِ الاعتقادُ بالمَعادِ لابُدّ أن يكونَ اعتقاداً بأيّامٍ ثلاثة وليس بيومٍ واحد حتّى تكونَ عقيدتُنا بالمَعادِ عقيدةً سليمة.. وهذه الأيّام هي (يومُ القائم، ويومُ الرجعة، ويوم القيامة الكبرى) كما مر

ولِذا فإنّنا إذا ما دقّقنا النظرَ في نُصوصِ أهلِ البيتِ وفي أدعيتِهم وفي زياراتِهِم الشريفة.. نجد أنَّ ذِكرَ يومِ القيامةِ يأتي دائماً في حاشيةِ الأدعيةِ والزيارات.. ويكونُ التركيزُ دائماً على يومِ القائمِ ويومِ الكرّةِ وهي رجعةُ أهلِ البيتِ وإيابِهِم،
هذا لا يعني أنَّ يومَ القيامةِ الكُبرى ليس مُهمّاً عند أهلِ البيت.. قطعاً هو مُهمٌّ، ولكنَّ التركيزَ على يومِ القائمِ ويومِ الرجعةِ العظيمةِ هو لأنّها أيّامُ اللهِ العُظمى في الدُنيا التي يظهرُ فيها دِينُهُ على الدينِ كُلّه.. فهي أيّامٌ تسبِقُ يومَ القيامة، ولها ارتباطٌ مِفصلي بيومِ القيامة،

فهذه الأيّامُ الثلاثةُ الإلهيّةُ تُمثّلُ سلسلةً مُترابطةً فيما بينها لتطبيقِ برنامجِ النبوّةِ الخاتمة،

فالنبوّةُ الخاتمةُ يبدأُ برنامجُها الفِعليُّ مِن يومِ الخَلاص؛ وهو يومُ قيامِ القائم.. فيومُ القائمِ هو بعينِهِ يومُ محمّد.. بل إنّ القائمَ لن يتحرّكَ حتّى يأخذَ الأوامرَ مِن محمّدٍ وعليٍّ في يومِ ظُهورهِ كما جاء في الروايات.. فيومُ القائمِ أوّلُ الأيّامِ المُحمّديّة،
وبعد عصرِ القائمِ تبدأُ الرجعةُ العظيمةُ الّتي تُقامُ فيها الدولةُ المُحمّديّةُ العُظمى -كما مر - والّتي تُمثِّلُ التطبيقَ الأتمَّ والأكملَ لبعثةِ نبيّنا الأعظم،
وأمّا القيامةُ الكُبرى فهي يومُ حاكميّةِ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ويومُ ظُهورُ شأنِهِم الرفيع لكُلِّ الخلائق،
هذه أيّامُ محمّدٍ.. فكيف نتجاوزها اعتقاداً ونذهبُ للاعتقادِ بيومِ القيامةِ فقط!

أساساً الاعتقادُ بالمَعاد هو فرعٌ مِن القرآن.. والقرآنُ شأنٌ من شُؤونِ بيعةِ الغدير المُحمّديّة، وكُلُّ ذلك هو من شؤونِ النُبوّةِ الخاتمة.. فيومُ القيامةِ شأنٌ مِن شُؤونِ النُبوّةِ المُحمّديّة، وليس أصلاً قائماً برأسِهِ كما هي عقيدةُ النواصب وعقيدةُ علماءِ الشيعةِ الذين يأخذون دِينهم مِن كُتُبِ المُخالفين وهم لا يشعرون،
فالّذين لا يرجونَ أيّامَ اللهِ هم الّذين لا يعرفونَ أنّ عقيدةَ المعادِ عند أهلِ البيتِ تُبنى على منظومةِ الأيّامِ الثلاثة، وإنّما يعتقدون بأنّ المعادَ هو الاعتقاد بيومٍ واحدٍ فقط وهو القيامةُ الكُبرى.. ولذا لا يرجون أيّامَ الله
:
#الثقافة_الزهرائية
الرابع: وقد ورد معنى آخر، وهو النسبة إلى العلماء وقد أختص به سلمان رضوان الله عليه

📚 كما جاء في الكافي

عن الصادق عليه السلام من قوله :

[[ وإنما صار سلمان من العلماء 💥 لانه أمرؤ منا أهل البيت،💥 فلذلك نسبته إلى العلماء 💥 ]] .


#منا_أهل_البيت
#الثقافة_الزهرائية