Forwarded from الثقافة الزهرائية
بين دمعةٍ حُسينيّةٍ ونُدبةٍ مهدويّة تُختصَرُ مشاعِرُ العِيدِ في زمانِ الغيبة!
(مِن آدابِ أهلِ البيتِ: استحبابُ استشعارِ الحُزنِ في الأعياد💔)
:
مِن العاداتِ الشائعةِ في ثقافةِ المسلمينَ عموماً وثقافتِنا الشيعيّةِ على وجهِ الخصوص: أنّنا نعيشُ البهجةَ والسرورَ في أيّامِ الأعياد
ولكن إذا رجعنا لثقافةِ أهلِ البيتِ نجد الأمرَ يختلِفُ تماماً،
فمِن آدابِ الأعياد (عيدي الفِطر والأضحى) ومِن مُستحبّاتِ الأعيادِ في ثقافةِ العترة: استحبابُ استشعارِ الحزنِ في الأعيادِ بخلافِ المشهورِ والمُتعارفِ بين الناسِ وهو إبداءُ البهجةِ والفَرَح، والسبب:
لأنّ حُزنَ آلِ محمّدٍ لم ينقضِ،
حُزنُهم مُستمِرٌّ "صلواتُ الله عليهم"
ويتجدّدُ هذا الحُزنُ عليهم في الأعياد! لأنَّ إمامَ زمانِنا مُغيّب، وحقُّ آلِ محمّدٍ ليس في أيديهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(ما مِن عيدٍ للمسلمينَ أضحى ولا فِطر إلّا وهو يتجدّدُ فيه لآلِ محمّدٍ حُزن،
قيل: ولِمَ ذلك؟ قال: لأنّهم يرونَ حَقّهم في يدِ غيرِهم)
[الكافي: ج٤]
فبحسَبِ هذا الحديثِ فإنّ هذه الأعياد حين تمرُّ على إمامِ زمانِنا.. فإنّ الأحزانَ تتجدّدُ على قلبِهِ الشريفِ الذي هو قلبُ اللهِ الواعي!
ويُؤكّدُ هذا المعنى إمامُنا السجّادُ في هذه الأبياتِ المُؤلمةِ التي قالها في أيّامِ العِيد، يقولُ فيها:
نحنُ بنو المصطفى ذَوو غُصَصٍ
يَجرَعُهــــــا في الأنـــامِ قائمُنــا
عظيمـــــةٌ في الأنــــامِ مِحْنتُنـا
أوّلُـنــــا مُبتلـــىً وآخِــرُنـــــــــا
يفـــــــرحُ هذا الـورى بعِيدِهُــمُ
ونحنُ أعيادُنـــــــا مآتِمُنــــــا..!
؛
فأحزانُ إمامِ زمانِنا مُستمرٌّةٌ وتتجدّدُ عليه هذه الأحزانُ في الأعياد، خُصوصاً بعد قتلِ الحسين!
لأنَّ الحسينَ هو العنوانُ المركزيُّ لظُلامةِ أهلِ البيتِ جميعاً.. ولم يُؤخَذ بثأرِهِ بعد، كما يقولُ إمامُنا الصادقُ:
(لمّا ضُرِبَ الحسينُ بن عليٍّ بالسيفِ فسَقَط، ثمّ ابتُدِرَ ليُقطعَ رأسُهُ، نادى مُنادٍ مِن بطنانِ العرش -أي مِن مركز العرش-:
ألا أيّتُها الأمّةُ المُتحيّرةُ الضالّةُ بعد نبيّها لا وفّقَكُم اللهُ لأضحى ولا فِطر،
ثمّ قال الإمام: فلا جرَمَ واللهِ ما وُفِّقُوا ولا يُوفَّقون حتّى يثورَ ثائرُ الحسين)
[الكافي: ج٤]
الإمامُ ذكَرَ الفِطرَ والأضحى باعتبارِ أنَّ الفِطرَ مُقترنٌ بالصومِ فهي إشارةٌ إلى بُطلانِ الصوم،
والأضحى مُقترنٌ بالحجِّ وهي إشارةٌ أيضاً إلى بُطلان الحجّ،
يعني لا تُقبَل أعمالُكم!
فالأضحى والفِطرُ عناوينُ لأهمِّ رُموزِ هذه الأمّةِ وعباداتِها،
فالفِطرُ عنوانٌ للصومِ والأضحى عنوانٌ للحجِّ، والصومُ والصلاةُ يلازمانِ بقيّةَ العبادات،
فالإمامُ يُشيرُ إلى أنّه لن يحصلَ توفيقٌ لهذه الأمّةِ التي قتلتْ الحسينَ بالأيدي والألسُن.. لن يحصلَ لها توفيقٌ في عباداتِها (في صومِها وصلاتِها وحجِّها وسائرِ عباداتِها)
وإنّما ستبقى هذه الأُمّةُ مخذولةً ومسلوبةَ التوفيقِ، وعباداتُها باطلةٌ حتّى يُثأرَ بثأرِ الحسينِ على يدِ إمامِ زمانِنا
إذ كيف تُقبَلُ العباداتُ (التي هي فُروع) وقد قتلوا الأصل!
قتلوا أصلَ الأصولِ في دِيننا وهو الإمامُ المعصومُ الذي هو وجهُ اللهِ ورفعوا رأسهُ الشريف على الرمح!
ما قيمةُ العباداتِ إذا ضيّعَ الناسُ أصلَ الأصولِ في دينهم؟
فالعيدُ بعد قتلِ آلِ الرسولِ لاسيّما بعد قتلِ الحسينِ صار مِيعاداً تتجدّدُ فيه الأحزانُ على آلِ محمّد!
ولذا نجد أنّ أهمَّ الأعمالِ المستحبّةِ في الأعياد (في عيدي الفِطر والأضحى، وعيدِ الغدير، وكذلك في يومِ الجمعة "فهو في ثقافةِ العترةِ عيدٌ أيضاً")
مِن أهمّ الأعمال المُستحبّة في هذه الأعياد الأعمال التالية:
✦ زيارةُ الحسين (مِن قريبٍ أو مِن بعيد) وزيارةُ الحسينِ تشتملُ على معنى الظُلامةِ ومعنى المُصاب ومعنى الحُزن، وهي قرينةٌ للدموع
✦ أيضاً مِن مُستحبّاتِ الأعيادِ دعاءُ الندبة،
وهذا الدعاء مِن اسمِهِ هو دعاءُ ندبةٍ ولوعةٍ وحُزنٍ على الحسينِ وآلِ الحسين، ودعاءُ شوقٍ وانتظارٍ للطالبِ بثأرِ الحسين،
فهو دعاءٌ يمزجُ بين هاتين الحقيقتين:
بين المشروعِ الحسينيّ والمشروع المهدوي،
لأنّ الحسين هو القضيّةُ المركزيّة في ثقافةِ أهلِ البيتِ، وهو عنوانٌ مركزي لظلامةِ العترة كما مرّ،
ولذا نجد الأئمة في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة يُوجّهونَنا نحو الحسين ويربِطونَنا بالحسين
فبرغم أنّها أعياد، وأجواءُ الأعيادِ أجواءُ فرحٍ وسرور.. إلّا أنّ أهل البيتِ يربطُوننا فيها بالدمعةِ على الحسينِ والندبةِ والجَزَع والبكاء بين يدي إمامِ زمانِنا
لأنّ معاني العِيد في مرحلةِ التأويلِ تختلفُ عن معاني العِيد في مرحلةِ التنزيل،
وتوضيحُ هذه المسألة تجدونهُ في الموضوع التالي في #الرابط
والذي يُحدّثنا بشكلٍ إجمالي عن المراد مِن مرحلةِ التنزيل ومرحلة التأويل، واختلافُ معاني العيد في هاتين المرحلتين
👇🏻
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2565516517019803/
#الثقافة_الزهرائية
(مِن آدابِ أهلِ البيتِ: استحبابُ استشعارِ الحُزنِ في الأعياد💔)
:
مِن العاداتِ الشائعةِ في ثقافةِ المسلمينَ عموماً وثقافتِنا الشيعيّةِ على وجهِ الخصوص: أنّنا نعيشُ البهجةَ والسرورَ في أيّامِ الأعياد
ولكن إذا رجعنا لثقافةِ أهلِ البيتِ نجد الأمرَ يختلِفُ تماماً،
فمِن آدابِ الأعياد (عيدي الفِطر والأضحى) ومِن مُستحبّاتِ الأعيادِ في ثقافةِ العترة: استحبابُ استشعارِ الحزنِ في الأعيادِ بخلافِ المشهورِ والمُتعارفِ بين الناسِ وهو إبداءُ البهجةِ والفَرَح، والسبب:
لأنّ حُزنَ آلِ محمّدٍ لم ينقضِ،
حُزنُهم مُستمِرٌّ "صلواتُ الله عليهم"
ويتجدّدُ هذا الحُزنُ عليهم في الأعياد! لأنَّ إمامَ زمانِنا مُغيّب، وحقُّ آلِ محمّدٍ ليس في أيديهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(ما مِن عيدٍ للمسلمينَ أضحى ولا فِطر إلّا وهو يتجدّدُ فيه لآلِ محمّدٍ حُزن،
قيل: ولِمَ ذلك؟ قال: لأنّهم يرونَ حَقّهم في يدِ غيرِهم)
[الكافي: ج٤]
فبحسَبِ هذا الحديثِ فإنّ هذه الأعياد حين تمرُّ على إمامِ زمانِنا.. فإنّ الأحزانَ تتجدّدُ على قلبِهِ الشريفِ الذي هو قلبُ اللهِ الواعي!
ويُؤكّدُ هذا المعنى إمامُنا السجّادُ في هذه الأبياتِ المُؤلمةِ التي قالها في أيّامِ العِيد، يقولُ فيها:
نحنُ بنو المصطفى ذَوو غُصَصٍ
يَجرَعُهــــــا في الأنـــامِ قائمُنــا
عظيمـــــةٌ في الأنــــامِ مِحْنتُنـا
أوّلُـنــــا مُبتلـــىً وآخِــرُنـــــــــا
يفـــــــرحُ هذا الـورى بعِيدِهُــمُ
ونحنُ أعيادُنـــــــا مآتِمُنــــــا..!
؛
فأحزانُ إمامِ زمانِنا مُستمرٌّةٌ وتتجدّدُ عليه هذه الأحزانُ في الأعياد، خُصوصاً بعد قتلِ الحسين!
لأنَّ الحسينَ هو العنوانُ المركزيُّ لظُلامةِ أهلِ البيتِ جميعاً.. ولم يُؤخَذ بثأرِهِ بعد، كما يقولُ إمامُنا الصادقُ:
(لمّا ضُرِبَ الحسينُ بن عليٍّ بالسيفِ فسَقَط، ثمّ ابتُدِرَ ليُقطعَ رأسُهُ، نادى مُنادٍ مِن بطنانِ العرش -أي مِن مركز العرش-:
ألا أيّتُها الأمّةُ المُتحيّرةُ الضالّةُ بعد نبيّها لا وفّقَكُم اللهُ لأضحى ولا فِطر،
ثمّ قال الإمام: فلا جرَمَ واللهِ ما وُفِّقُوا ولا يُوفَّقون حتّى يثورَ ثائرُ الحسين)
[الكافي: ج٤]
الإمامُ ذكَرَ الفِطرَ والأضحى باعتبارِ أنَّ الفِطرَ مُقترنٌ بالصومِ فهي إشارةٌ إلى بُطلانِ الصوم،
والأضحى مُقترنٌ بالحجِّ وهي إشارةٌ أيضاً إلى بُطلان الحجّ،
يعني لا تُقبَل أعمالُكم!
فالأضحى والفِطرُ عناوينُ لأهمِّ رُموزِ هذه الأمّةِ وعباداتِها،
فالفِطرُ عنوانٌ للصومِ والأضحى عنوانٌ للحجِّ، والصومُ والصلاةُ يلازمانِ بقيّةَ العبادات،
فالإمامُ يُشيرُ إلى أنّه لن يحصلَ توفيقٌ لهذه الأمّةِ التي قتلتْ الحسينَ بالأيدي والألسُن.. لن يحصلَ لها توفيقٌ في عباداتِها (في صومِها وصلاتِها وحجِّها وسائرِ عباداتِها)
وإنّما ستبقى هذه الأُمّةُ مخذولةً ومسلوبةَ التوفيقِ، وعباداتُها باطلةٌ حتّى يُثأرَ بثأرِ الحسينِ على يدِ إمامِ زمانِنا
إذ كيف تُقبَلُ العباداتُ (التي هي فُروع) وقد قتلوا الأصل!
قتلوا أصلَ الأصولِ في دِيننا وهو الإمامُ المعصومُ الذي هو وجهُ اللهِ ورفعوا رأسهُ الشريف على الرمح!
ما قيمةُ العباداتِ إذا ضيّعَ الناسُ أصلَ الأصولِ في دينهم؟
فالعيدُ بعد قتلِ آلِ الرسولِ لاسيّما بعد قتلِ الحسينِ صار مِيعاداً تتجدّدُ فيه الأحزانُ على آلِ محمّد!
ولذا نجد أنّ أهمَّ الأعمالِ المستحبّةِ في الأعياد (في عيدي الفِطر والأضحى، وعيدِ الغدير، وكذلك في يومِ الجمعة "فهو في ثقافةِ العترةِ عيدٌ أيضاً")
مِن أهمّ الأعمال المُستحبّة في هذه الأعياد الأعمال التالية:
✦ زيارةُ الحسين (مِن قريبٍ أو مِن بعيد) وزيارةُ الحسينِ تشتملُ على معنى الظُلامةِ ومعنى المُصاب ومعنى الحُزن، وهي قرينةٌ للدموع
✦ أيضاً مِن مُستحبّاتِ الأعيادِ دعاءُ الندبة،
وهذا الدعاء مِن اسمِهِ هو دعاءُ ندبةٍ ولوعةٍ وحُزنٍ على الحسينِ وآلِ الحسين، ودعاءُ شوقٍ وانتظارٍ للطالبِ بثأرِ الحسين،
فهو دعاءٌ يمزجُ بين هاتين الحقيقتين:
بين المشروعِ الحسينيّ والمشروع المهدوي،
لأنّ الحسين هو القضيّةُ المركزيّة في ثقافةِ أهلِ البيتِ، وهو عنوانٌ مركزي لظلامةِ العترة كما مرّ،
ولذا نجد الأئمة في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة يُوجّهونَنا نحو الحسين ويربِطونَنا بالحسين
فبرغم أنّها أعياد، وأجواءُ الأعيادِ أجواءُ فرحٍ وسرور.. إلّا أنّ أهل البيتِ يربطُوننا فيها بالدمعةِ على الحسينِ والندبةِ والجَزَع والبكاء بين يدي إمامِ زمانِنا
لأنّ معاني العِيد في مرحلةِ التأويلِ تختلفُ عن معاني العِيد في مرحلةِ التنزيل،
وتوضيحُ هذه المسألة تجدونهُ في الموضوع التالي في #الرابط
والذي يُحدّثنا بشكلٍ إجمالي عن المراد مِن مرحلةِ التنزيل ومرحلة التأويل، واختلافُ معاني العيد في هاتين المرحلتين
👇🏻
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2565516517019803/
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
بناءُ الأضرحةِ لأهلِ البيتِ وتعظيمُها.. جُذورُهُ موجودةٌ في القرآنِ وحديثِ العترة
:
لطالما تعالت الأصواتُ في الجوّ الناصبي ضِدَّ أشياعِ أهلِ البيتِ بأنّ البناءَ على القبورِ بدعةٌ، وأنّ البناءَ على القبورِ والتوسُّلَ بالأئمةِ شِركٌ صريح!
وللأسفِ الشديد مِثلُ هذا الإشكالِ الساذج بدأ يتعالى أيضاً في وسَطِنا الشيعي!
ومِن هذا الإشكالِ الساذجِ والفِكرِ الضالِّ الأعوج نُفِّذتْ الجريمةُ الكبرى بحقِّ قبورِ أئمتِنا الأطهار في جنّةِ البقيع.. فهُدمتْ قُبورُهم الشريفةُ على يدِ "الوهابيّـة" في العام 1344هـ
ومِن هذا الفِكرِ الضالِّ أيضاً تعالت الأصواتُ في جوّنا الشيعي بالدعوةِ إلى هدمِ أضرحةِ الأئمةِ الأطهار في كربلاءَ المُقدّسة والنجفِ الأشرف!
ولذا.. نحنُ نريدُ هنا أن نقِفَ عند هذا الإشكالِ الساذجِ ليس للردِّ على النواصب، فلا شأنَ لنا بهم ولا بضلالِهم.. وإنّما نقِفُ عندهُ كي نُبيّنَ لشبابِ الشيعةِ بأنّ ثقافةَ البناءِ على القبورِ هي ثقافةٌ قرآنيّةٌ عَلَويّة
• سنبدأ بذكرِ أمثلةٍ سريعة مِن القرآن على تعظيم أُممِ الأنبياءِ لآثارِ أنبيائهم،
والبدايةُ مِن قصّةِ بني إسرائيل وتوسُّلِهم بتابوتِ السكينة (وهو الصندوقُ الذي وضعت فيه أمُّ موسى النبيّ موسى حين ألقتهُ في اليم)
إذ يقولُ تعالى في سورة البقرة:
﴿ألم ترَ إلى الملإِ مِن بني إسرائيلَ مِن بعدِ موسى إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا مَلِكاً نُقاتل في سبيلِ الله﴾
باختصار.. بنو إسرائيل تعرّضوا لظُلمٍ عظيمٍ من طواغيتِ زمانِهم، وتحديداً من جالوت، فقالوا لنبيّهم شموئيل ابعث لنا مَلِكاً قائداً عسكريّاً يحكمُنا، والحكايةُ فيها تفصيل،
فاستجاب نبيُّهم لقومِهِ وقال لهم: ﴿إنّ اللهَ قد بعثَ لكم طالوتَ مَلِكاً﴾
فاعترض اليهودُ على نبيّهم شموئيل بأنّهم ليسوا مُقتنعينَ بطالوت مَلِكاً عليهم، فقالوا: ﴿أنّى يكونُ له المُلكُ علينا ونحنُ أحقُّ بالمُلكِ مِنه ولم يُؤتَ سَعَةً مِن المال﴾ هذا هو مِقياسُ استحقاقِ المُلكِ في نظرِهم!
حين اعترض اليهودُ على نبيّهم بأنّهم ليسوا مُقتنعينَ بطالوتَ مَلِكاً عليهم.. قال لهم:
﴿إنّ اللهَ اصطفاهُ عليكم وزادَهُ بسطةً في العِلمِ والجِسم﴾
وأخبرَهم أنّ الدليلَ على أنّ طالوتَ قد اصطفاهُ اللهُ فعلاً هو أنّ آيةَ مُلْكِهِ أن يعودَ تابوتُ السكينةِ إليهم بعد أن رفعَهُ اللهُ عنهم عقوبةً لهم، كما يقول القرآن:
﴿وقال لهم نبيُّهم إنّ آيةَ مُلكِهِ أن يأتيَكم التابوتُ فيه سكينةٌ مِن ربّكم وبقيّةٌ مِمّا ترك آلُ موسى وآلُ هارونَ تحمِلُهُ الملائكة﴾
✸ ما قِصّةُ التابوت؟ وما قصّةُ رفعِهِ عن بني إسرائيل؟
التابوت -كما مرّ- هو الصندوقُ الذي وُضِع فيه موسى النبيُّ حينما ألقتْهُ أُمّهُ في البحر،
هذا التابوتُ كان موجوداً عند بني إسرائيل، وكان مِن مقدّساتِهم، فهو يحتوي على ما ترَكَهُ نبيُّهم موسى
فقد وضع النبيُّ موسى في هذا التابوت دِرعَهُ وشيئاً مِن ثيابه ووضع فيه الألواحَ والتوراة، فهناك آثارٌ مُتبقيّاتٌ مِن آلِ موسى وآلِ هارون في هذا التابوت،
فكان الإسرائيليّون إذا تقدّموا للقتالِ يحملونَ هذا التابوتَ معهم ويضعونهُ أمامَهم في المعركة.. فإذا وضعوهُ أمامَهم نزلت عليهم السكينةُ فينتصرون،
فهذا التابوتُ صار مُقدّساً بتقديسٍ سماوي، وكان بنو إسرائيل يُقدّسونَه.. فقد بنوا له بناءً خاصّاً في المعبدِ اليهودي وبحجَرٍ خاصٍّ وزينةٍ خاصّة وأطلقوا على ذلك البناء "قدس الأقداس"
وجاءوا بأثمنِ الأشياءِ لتزيينِ مكانِ التابوتِ احتراماً وإجلالاً وتقديساً لهذا التابوت الّذي وُضع فيه موسى عند ولادتِهِ حين أُلقي في اليم
وكان هذا الصندوقُ عند آلِ فرعون، وانتقل بعد ذلك لموسى ووضع فيه ما وضع من آثارِه، وكذلك وضع فيه يوشعُ وصيُّ موسى آثارَهُ وآثارَ آلِ هارون، وصار رمزاً مُقدّساً عند اليهود إلى أن طغوا وحدثَ الفسادُ فيهم،
فدخل الأطفالُ يعبثونَ في المعبدِ اليهودي، وأخرجوا التابوتَ وأخذوا يجرّونه في الطرقات!
وبسببِ ذلك غضِب اللهُ عليهم وأمر الملائكةَ برفعِ التابوتَ مِن عندهم، فاختفى مِن بني إسرائيل.. فأصابتُهم المَذلةُ لأنّهم استهانوا بآثارِ نبيِّهم موسى وآثارِ وصيّه هارون.
وهذا بالضبط هو شأنُ الأُمّةِ التي استهانت بأهلِ البيتِ فصارت أُمّةً ذليلةً تخرجُ مِن مذلّةٍ إلى مذلّة، ومِن سوءِ توفيقٍ إلى سوءِ توفيق!
علماً أنّ هذا التابوت الذي رُفِع إلى السماء.. سيكونُ مع إمامِ زمانِنا عند ظهورِه.. وليس التابوتُ وحدهُ وإنّما جميعُ آثار الأنبياء والأوصياء ستكون عنده أيضاً
فكان اختفاءُ التابوتِ مِن بني إسرائيل عقوبةً لهم، وعلامةً على خذلانِهم.. ولذا قال لهم نبيُّهم: أنّ الدليلَ على أنّ طالوتَ مَلِكٌ اصطفاهُ اللهُ عليكم هو أنّ تابوتَ السكينةِ الذي رُفِعَ منكم فيما مضى سيعودُ إليكم
الزبدة مِن هذا المثال تجدونها في تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3136763956561720/
#الثقافة_الزهرائية
:
لطالما تعالت الأصواتُ في الجوّ الناصبي ضِدَّ أشياعِ أهلِ البيتِ بأنّ البناءَ على القبورِ بدعةٌ، وأنّ البناءَ على القبورِ والتوسُّلَ بالأئمةِ شِركٌ صريح!
وللأسفِ الشديد مِثلُ هذا الإشكالِ الساذج بدأ يتعالى أيضاً في وسَطِنا الشيعي!
ومِن هذا الإشكالِ الساذجِ والفِكرِ الضالِّ الأعوج نُفِّذتْ الجريمةُ الكبرى بحقِّ قبورِ أئمتِنا الأطهار في جنّةِ البقيع.. فهُدمتْ قُبورُهم الشريفةُ على يدِ "الوهابيّـة" في العام 1344هـ
ومِن هذا الفِكرِ الضالِّ أيضاً تعالت الأصواتُ في جوّنا الشيعي بالدعوةِ إلى هدمِ أضرحةِ الأئمةِ الأطهار في كربلاءَ المُقدّسة والنجفِ الأشرف!
ولذا.. نحنُ نريدُ هنا أن نقِفَ عند هذا الإشكالِ الساذجِ ليس للردِّ على النواصب، فلا شأنَ لنا بهم ولا بضلالِهم.. وإنّما نقِفُ عندهُ كي نُبيّنَ لشبابِ الشيعةِ بأنّ ثقافةَ البناءِ على القبورِ هي ثقافةٌ قرآنيّةٌ عَلَويّة
• سنبدأ بذكرِ أمثلةٍ سريعة مِن القرآن على تعظيم أُممِ الأنبياءِ لآثارِ أنبيائهم،
والبدايةُ مِن قصّةِ بني إسرائيل وتوسُّلِهم بتابوتِ السكينة (وهو الصندوقُ الذي وضعت فيه أمُّ موسى النبيّ موسى حين ألقتهُ في اليم)
إذ يقولُ تعالى في سورة البقرة:
﴿ألم ترَ إلى الملإِ مِن بني إسرائيلَ مِن بعدِ موسى إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا مَلِكاً نُقاتل في سبيلِ الله﴾
باختصار.. بنو إسرائيل تعرّضوا لظُلمٍ عظيمٍ من طواغيتِ زمانِهم، وتحديداً من جالوت، فقالوا لنبيّهم شموئيل ابعث لنا مَلِكاً قائداً عسكريّاً يحكمُنا، والحكايةُ فيها تفصيل،
فاستجاب نبيُّهم لقومِهِ وقال لهم: ﴿إنّ اللهَ قد بعثَ لكم طالوتَ مَلِكاً﴾
فاعترض اليهودُ على نبيّهم شموئيل بأنّهم ليسوا مُقتنعينَ بطالوت مَلِكاً عليهم، فقالوا: ﴿أنّى يكونُ له المُلكُ علينا ونحنُ أحقُّ بالمُلكِ مِنه ولم يُؤتَ سَعَةً مِن المال﴾ هذا هو مِقياسُ استحقاقِ المُلكِ في نظرِهم!
حين اعترض اليهودُ على نبيّهم بأنّهم ليسوا مُقتنعينَ بطالوتَ مَلِكاً عليهم.. قال لهم:
﴿إنّ اللهَ اصطفاهُ عليكم وزادَهُ بسطةً في العِلمِ والجِسم﴾
وأخبرَهم أنّ الدليلَ على أنّ طالوتَ قد اصطفاهُ اللهُ فعلاً هو أنّ آيةَ مُلْكِهِ أن يعودَ تابوتُ السكينةِ إليهم بعد أن رفعَهُ اللهُ عنهم عقوبةً لهم، كما يقول القرآن:
﴿وقال لهم نبيُّهم إنّ آيةَ مُلكِهِ أن يأتيَكم التابوتُ فيه سكينةٌ مِن ربّكم وبقيّةٌ مِمّا ترك آلُ موسى وآلُ هارونَ تحمِلُهُ الملائكة﴾
✸ ما قِصّةُ التابوت؟ وما قصّةُ رفعِهِ عن بني إسرائيل؟
التابوت -كما مرّ- هو الصندوقُ الذي وُضِع فيه موسى النبيُّ حينما ألقتْهُ أُمّهُ في البحر،
هذا التابوتُ كان موجوداً عند بني إسرائيل، وكان مِن مقدّساتِهم، فهو يحتوي على ما ترَكَهُ نبيُّهم موسى
فقد وضع النبيُّ موسى في هذا التابوت دِرعَهُ وشيئاً مِن ثيابه ووضع فيه الألواحَ والتوراة، فهناك آثارٌ مُتبقيّاتٌ مِن آلِ موسى وآلِ هارون في هذا التابوت،
فكان الإسرائيليّون إذا تقدّموا للقتالِ يحملونَ هذا التابوتَ معهم ويضعونهُ أمامَهم في المعركة.. فإذا وضعوهُ أمامَهم نزلت عليهم السكينةُ فينتصرون،
فهذا التابوتُ صار مُقدّساً بتقديسٍ سماوي، وكان بنو إسرائيل يُقدّسونَه.. فقد بنوا له بناءً خاصّاً في المعبدِ اليهودي وبحجَرٍ خاصٍّ وزينةٍ خاصّة وأطلقوا على ذلك البناء "قدس الأقداس"
وجاءوا بأثمنِ الأشياءِ لتزيينِ مكانِ التابوتِ احتراماً وإجلالاً وتقديساً لهذا التابوت الّذي وُضع فيه موسى عند ولادتِهِ حين أُلقي في اليم
وكان هذا الصندوقُ عند آلِ فرعون، وانتقل بعد ذلك لموسى ووضع فيه ما وضع من آثارِه، وكذلك وضع فيه يوشعُ وصيُّ موسى آثارَهُ وآثارَ آلِ هارون، وصار رمزاً مُقدّساً عند اليهود إلى أن طغوا وحدثَ الفسادُ فيهم،
فدخل الأطفالُ يعبثونَ في المعبدِ اليهودي، وأخرجوا التابوتَ وأخذوا يجرّونه في الطرقات!
وبسببِ ذلك غضِب اللهُ عليهم وأمر الملائكةَ برفعِ التابوتَ مِن عندهم، فاختفى مِن بني إسرائيل.. فأصابتُهم المَذلةُ لأنّهم استهانوا بآثارِ نبيِّهم موسى وآثارِ وصيّه هارون.
وهذا بالضبط هو شأنُ الأُمّةِ التي استهانت بأهلِ البيتِ فصارت أُمّةً ذليلةً تخرجُ مِن مذلّةٍ إلى مذلّة، ومِن سوءِ توفيقٍ إلى سوءِ توفيق!
علماً أنّ هذا التابوت الذي رُفِع إلى السماء.. سيكونُ مع إمامِ زمانِنا عند ظهورِه.. وليس التابوتُ وحدهُ وإنّما جميعُ آثار الأنبياء والأوصياء ستكون عنده أيضاً
فكان اختفاءُ التابوتِ مِن بني إسرائيل عقوبةً لهم، وعلامةً على خذلانِهم.. ولذا قال لهم نبيُّهم: أنّ الدليلَ على أنّ طالوتَ مَلِكٌ اصطفاهُ اللهُ عليكم هو أنّ تابوتَ السكينةِ الذي رُفِعَ منكم فيما مضى سيعودُ إليكم
الزبدة مِن هذا المثال تجدونها في تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3136763956561720/
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
إمامُنا السجّاد يُحدّثنا عن صِفاتِ أولياءِ أهلِ البيتِ الصادقين:
(يغضبونَ لِمحارمِ اللهِ إذا استُحلِّت مثل النمرِ إذا جُرِح)
:
❂ يقولُ إمامُنا السجّاد "صلواتُ اللهِ عليه":
(قال موسى بن عمران: يا ربِّ، مَن أهلُك الذين تُظِلُّهم في ظِلِّ عرشك يومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّك؟ فأوحى اللهُ إليه:
الطاهرةُ قلوبُهم، والبريّةُ أيديهم، الذين يذكرونَ جلالي ذِكْرَ آبائهم،
إلى أن قال: والذين يغضبونَ لمحارمي إذا استُحلِّت مِثل النمرِ إذا جُرِح)
[وسائل الشيعة]
〰〰〰〰〰
[توضيحات]
• قولِهِ: (والبريّةُ أيديهم) أي أنّ أياديهم بريئةٌ مِن السُحتِ والسرقةِ ومِن الحرام بكلّ أشكالِه
• قولِهِ: (الذين يذكرونَ جلالي ذِكْرَ آبائهم) جاء ذِكرُ الجلالِ هنا لأنّ الجلالَ يُلازمُهُ الخوفُ والهيبةُ والخشية، وليس كالجمال الذي تُلامسُهُ معانٍ أخرى،
فذِكْرُ الجلالِ فيه إشارةٌ للخوفِ والهيبةِ والخُضوعِ والانقيادِ والخشيةِ والعبوديّةِ في أوضح معانيها
• قولِهِ: (والذين يغضبونَ لمحارمي إذا استُحلِّت مِثل النمرِ إذا جُرِح)
سيتبادرُ لأذهان الكثيرين أنّ المُرادَ مِن المحارمِ هنا هي المُحرّماتُ الفقهيّة.. وهذا الفَهمُ ليس دقيقاً،
المُحرّماتُ الفقهيّةُ هي محارمٌ وأمورٌ مذمومةٌ قطعاً في دينِنا.. ولكنّها ليست أعلى درجات المحارم،
المعنى الأصلُ للمحارم وِفقاً لمنطقِ أهلِ البيتِ هي منازلُ أهلِ البيت.. هذه أعلى درجاتُ المحارم
فأهلُ البيتِ هم الدينُ الحرام، وتأتي أحكامُهم وآدابُهم في حاشيةِ الموضوع
أمّا كونُهم "صلواتُ الله عليهم" هم الدين الحرام؛ فهذا المضمون واضحٌ في رواياتِهم، مِنها على سبيل المِثال قولُ سيّدِ الأوصياء في إحدى خُطبِه:
(أنا البيتُ المعمور، أنا السقفُ المرفوع، أنا البحرُ المسجور، أنا باطِنُ الحَرَم)
البيتُ المعمور في رواياتِ العترةِ هو أصلُ البيتِ الحرام، وهو في السماء الرابعة،
إنّه تجلٍّ مِن تجليّات العرش
أمّا قولُ الإمام: (أنا باطنُ الحَرَم) يعني هو جوهرُ الكعبة، لأنّ الحَرَم أوسعُ مِن المسجدِ الحرام،
فالباطنُ الأوّل للحَرَم هو المسجدُ الحرام، وباطنُ المسجد الحرام هو الكعبة،
فالكعبةُ هي الباطنُ العميقُ للحَرَم
وباطنُ الكعبةِ نورٌ تجلّى مِن عليٍّ "عليه السلام"
فحين يقولُ أميرُ المؤمنين: (أنا باطِنُ الحَرَم) يعني هو جوهرُ الحَرَم
فالكعبةُ بمثابةِ الأصدافِ الثمينة، والّلؤلؤةُ فيها هي نورُ عليٍّ
✦ روايةٌ أخرى تُشير إلى أنّ أهلَ البيت هم محارمُ اللهِ تعالى
ما جاء في روايةِ إمامِنا الصادق التي تحدّثت عن مِعراجِ نبيّنا ووصولِهِ للسماءِ الرابعة التي فيها البيتُ المعمور (الذي هو أصلُ البيتِ الحرام ولكن في السماوات)
تقول الرواية:
أنّه لمّا نظر رسولُ اللهِ إلى البيتِ الحرام وإلى أصلِهِ في السماءِ الرابعةِ قال له اللهُ تعالى:
(يا محمّد، هذا الحَرَمُ وأنت الحرام، لكلِّ مَثَلٍ مثال)
• قولِهِ: "هذا الحَرَم" يعني ما تجلّى وما ظهر في تلك الطبقاتِ النوريّةِ التي مِن مظاهرِها في الأرض الحَرَمُ والبيتُ الحرام،
وأمّا أنت يا محمّد فأنت الحرام، يعني أنت الجوهرُ، أنت الأصل
فحين يقولُ اللهُ في وصفِ الذين يُظِلُّهم تحت عرشِهِ أنّهم (يغضبون لمحارمي إذا استُحلّت) يعني يغضبون لأهلِ البيتِ إذا انتُهكت حُرمَتُهم وأُسيئ إليهم وانتُقِص مِن شأنهم
هؤلاء الذين تتحدّث عنهم الرواية يغضبون لأهلِ البيتِ مِثل النمرِ إذا جُرِح!
وهي عبارةٌ جميلة، لأنّ النمرَ إذا جُرِح فإنّه يُخفي غضَبَه، ولكنّه يبقى مُترصّداً بعدّوه، وتلك هي التقيّةُ في أُسلوبِها الذي يكونُ ناصراً للحقِّ وخاذلاً للباطل،
أمّا التقيّةُ التي يترتّبُ عليها خذلانُ الحقِّ وتأييدُ للباطل فليست بتقيّة
✸ وهنا لفتة مُهمّة:
بعد أن قرأتُم هذه الرواية التي تتحدّث عن صفاتِ أولياءِ أهلِ البيتِ الصادقين
هل ستغضبون لمحارمِ الله (وهم أهلُ البيت) وتنصرونَهم حين ترون في الساحةِ الشيعيّة مَن ينتقِصُ مِن شأنِهم؟ أم ستخذلونهم؟
على سبيل المثال:
ونحن نقترب مِن شهادةِ إمامِنا السجّاد
لابدّ مِن الإشارةِ إلى هذه القضيّة المؤلمة في واقعِنا الشيعي بخصوص ما يُقال عن مرضِ إمامِنا السجّاد،
إنّها مِثال من أمثلةِ الإساءةِ لأهلِ البيت؛
وهي الفِرية التي تُطرَحُ على المنابر بخصوصِ مرضِ إمامنا السجّاد الذي أُصيب به في كربلاء
حيثُ يفترون على الإمام ويقولون أنّه كان (مَبطوناً) يوم الطف، ثمّ يُفسّرون معنى (المبطون) بأنّه كان مُصاباً بمرض "الذَرَب" وهو مرض الإسهال الشديد!!
فِريةٌ مُقزّزةٌ جدّاً في غايةِ القُبح تُلصَق بإمامِنا السجّاد وتنتهكُ عِصمتَهُ وطهارتَهُ ومقامَهُ الأقدس!
فهل ستلتزمون الصمتَ وهذه حُرمةُ الكتابِ الناطق (وهو الإمام المعصوم) تُنتَهكُ أمامَكم؟
أم ستغضبون لمحارم الله كالنمرِ إذا جُرح؟!
راجعوا تفاصيل هذه الفريةِ القبيحة في #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2359906664247457/?type=3&theater
#الثقافة_الزهرائية
(يغضبونَ لِمحارمِ اللهِ إذا استُحلِّت مثل النمرِ إذا جُرِح)
:
❂ يقولُ إمامُنا السجّاد "صلواتُ اللهِ عليه":
(قال موسى بن عمران: يا ربِّ، مَن أهلُك الذين تُظِلُّهم في ظِلِّ عرشك يومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّك؟ فأوحى اللهُ إليه:
الطاهرةُ قلوبُهم، والبريّةُ أيديهم، الذين يذكرونَ جلالي ذِكْرَ آبائهم،
إلى أن قال: والذين يغضبونَ لمحارمي إذا استُحلِّت مِثل النمرِ إذا جُرِح)
[وسائل الشيعة]
〰〰〰〰〰
[توضيحات]
• قولِهِ: (والبريّةُ أيديهم) أي أنّ أياديهم بريئةٌ مِن السُحتِ والسرقةِ ومِن الحرام بكلّ أشكالِه
• قولِهِ: (الذين يذكرونَ جلالي ذِكْرَ آبائهم) جاء ذِكرُ الجلالِ هنا لأنّ الجلالَ يُلازمُهُ الخوفُ والهيبةُ والخشية، وليس كالجمال الذي تُلامسُهُ معانٍ أخرى،
فذِكْرُ الجلالِ فيه إشارةٌ للخوفِ والهيبةِ والخُضوعِ والانقيادِ والخشيةِ والعبوديّةِ في أوضح معانيها
• قولِهِ: (والذين يغضبونَ لمحارمي إذا استُحلِّت مِثل النمرِ إذا جُرِح)
سيتبادرُ لأذهان الكثيرين أنّ المُرادَ مِن المحارمِ هنا هي المُحرّماتُ الفقهيّة.. وهذا الفَهمُ ليس دقيقاً،
المُحرّماتُ الفقهيّةُ هي محارمٌ وأمورٌ مذمومةٌ قطعاً في دينِنا.. ولكنّها ليست أعلى درجات المحارم،
المعنى الأصلُ للمحارم وِفقاً لمنطقِ أهلِ البيتِ هي منازلُ أهلِ البيت.. هذه أعلى درجاتُ المحارم
فأهلُ البيتِ هم الدينُ الحرام، وتأتي أحكامُهم وآدابُهم في حاشيةِ الموضوع
أمّا كونُهم "صلواتُ الله عليهم" هم الدين الحرام؛ فهذا المضمون واضحٌ في رواياتِهم، مِنها على سبيل المِثال قولُ سيّدِ الأوصياء في إحدى خُطبِه:
(أنا البيتُ المعمور، أنا السقفُ المرفوع، أنا البحرُ المسجور، أنا باطِنُ الحَرَم)
البيتُ المعمور في رواياتِ العترةِ هو أصلُ البيتِ الحرام، وهو في السماء الرابعة،
إنّه تجلٍّ مِن تجليّات العرش
أمّا قولُ الإمام: (أنا باطنُ الحَرَم) يعني هو جوهرُ الكعبة، لأنّ الحَرَم أوسعُ مِن المسجدِ الحرام،
فالباطنُ الأوّل للحَرَم هو المسجدُ الحرام، وباطنُ المسجد الحرام هو الكعبة،
فالكعبةُ هي الباطنُ العميقُ للحَرَم
وباطنُ الكعبةِ نورٌ تجلّى مِن عليٍّ "عليه السلام"
فحين يقولُ أميرُ المؤمنين: (أنا باطِنُ الحَرَم) يعني هو جوهرُ الحَرَم
فالكعبةُ بمثابةِ الأصدافِ الثمينة، والّلؤلؤةُ فيها هي نورُ عليٍّ
✦ روايةٌ أخرى تُشير إلى أنّ أهلَ البيت هم محارمُ اللهِ تعالى
ما جاء في روايةِ إمامِنا الصادق التي تحدّثت عن مِعراجِ نبيّنا ووصولِهِ للسماءِ الرابعة التي فيها البيتُ المعمور (الذي هو أصلُ البيتِ الحرام ولكن في السماوات)
تقول الرواية:
أنّه لمّا نظر رسولُ اللهِ إلى البيتِ الحرام وإلى أصلِهِ في السماءِ الرابعةِ قال له اللهُ تعالى:
(يا محمّد، هذا الحَرَمُ وأنت الحرام، لكلِّ مَثَلٍ مثال)
• قولِهِ: "هذا الحَرَم" يعني ما تجلّى وما ظهر في تلك الطبقاتِ النوريّةِ التي مِن مظاهرِها في الأرض الحَرَمُ والبيتُ الحرام،
وأمّا أنت يا محمّد فأنت الحرام، يعني أنت الجوهرُ، أنت الأصل
فحين يقولُ اللهُ في وصفِ الذين يُظِلُّهم تحت عرشِهِ أنّهم (يغضبون لمحارمي إذا استُحلّت) يعني يغضبون لأهلِ البيتِ إذا انتُهكت حُرمَتُهم وأُسيئ إليهم وانتُقِص مِن شأنهم
هؤلاء الذين تتحدّث عنهم الرواية يغضبون لأهلِ البيتِ مِثل النمرِ إذا جُرِح!
وهي عبارةٌ جميلة، لأنّ النمرَ إذا جُرِح فإنّه يُخفي غضَبَه، ولكنّه يبقى مُترصّداً بعدّوه، وتلك هي التقيّةُ في أُسلوبِها الذي يكونُ ناصراً للحقِّ وخاذلاً للباطل،
أمّا التقيّةُ التي يترتّبُ عليها خذلانُ الحقِّ وتأييدُ للباطل فليست بتقيّة
✸ وهنا لفتة مُهمّة:
بعد أن قرأتُم هذه الرواية التي تتحدّث عن صفاتِ أولياءِ أهلِ البيتِ الصادقين
هل ستغضبون لمحارمِ الله (وهم أهلُ البيت) وتنصرونَهم حين ترون في الساحةِ الشيعيّة مَن ينتقِصُ مِن شأنِهم؟ أم ستخذلونهم؟
على سبيل المثال:
ونحن نقترب مِن شهادةِ إمامِنا السجّاد
لابدّ مِن الإشارةِ إلى هذه القضيّة المؤلمة في واقعِنا الشيعي بخصوص ما يُقال عن مرضِ إمامِنا السجّاد،
إنّها مِثال من أمثلةِ الإساءةِ لأهلِ البيت؛
وهي الفِرية التي تُطرَحُ على المنابر بخصوصِ مرضِ إمامنا السجّاد الذي أُصيب به في كربلاء
حيثُ يفترون على الإمام ويقولون أنّه كان (مَبطوناً) يوم الطف، ثمّ يُفسّرون معنى (المبطون) بأنّه كان مُصاباً بمرض "الذَرَب" وهو مرض الإسهال الشديد!!
فِريةٌ مُقزّزةٌ جدّاً في غايةِ القُبح تُلصَق بإمامِنا السجّاد وتنتهكُ عِصمتَهُ وطهارتَهُ ومقامَهُ الأقدس!
فهل ستلتزمون الصمتَ وهذه حُرمةُ الكتابِ الناطق (وهو الإمام المعصوم) تُنتَهكُ أمامَكم؟
أم ستغضبون لمحارم الله كالنمرِ إذا جُرح؟!
راجعوا تفاصيل هذه الفريةِ القبيحة في #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2359906664247457/?type=3&theater
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
وقفة عند حديثٍ لسيّدِ الشُهداءِ عن جمالِ عليٍّ الأكبر.. يُذكّرُنا بحديثِ رسولِ اللهِ عن أوصافِ إمامِ زمانِنا
:
❂ ورَدَ في كُتبِ السِيَرِ أنّه دخل رجلٌ نصرانيٌّ مسجدَ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله"، فقال له الناس:
(أنتَ رجلٌ نصراني، أُخرج مِن المسجد، فقال لهم: إنّي رأيتُ البارحةَ في منامي رسولَ اللهِ ومعهُ عيسى ابنُ مريم، فقال عيسى ابنُ مريم:
أسْلِم على يدِ خاتمِ الأنبياءِ مُحمّدِ ابنِ عبدِ الله، فإنّه نبيُّ هذه الأُمّةِ حقّاً،
وأنا أسلمتُ على يدِهِ وأتيتُ الآن لأُجدِّدَ إسلامي على رجُلٍ مِن أهلِ بيتِهِ،
فجاؤوا به إلى الحُسينِ "صلواتُ اللهِ عليه"، فوقع على قدميهِ يُقبِّلُهُما،
فلمّا استقرَّ به المجلسُ قصَّ له الرُؤيا التي رآها في المنام،
فقال له سيّدُ الشُهداء:
أتحبُّ أن آتيكَ بشبيهِهِ -أي آتيكَ بشبيهِ رسولِ الله-؟
فقال الرجل: بلى سيّدي،
فدعى الحُسينُ بولدِهِ عليِّ الأكبر، وكان إذ ذاك طِفلٌ صغيرٌ وقد وُضِعَ على وجهِهِ البرقع، - أي وُضِعَ غطاءٌ أو لثام على وجهِهِ لشدّةِ جمالِهِ-
فجِيءَ به إلى أبيه.. فلمّا رفع الحسينُ البُرقعَ مِن على وجهِهِ ورآهُ ذلك الرجلُ وقع مُغمىً عليه!
فقال الحُسينُ "صلواتُ اللهِ عليه":
صُبّوا الماءَ على وجهِهِ.. ففعلوا،
فلمّا أفاق، إلتفتَ إليه الحسينُ -فسألَهُ- وقال:
يا هذا.. إنَّ ولدي هذا شبيهٌ بجدّي رسولِ الله؟
فقال الرجل: إي والله،
فقال له الحُسين:
يا هذا إذا كان عندك ولدٌ مِثلُ هذا وتُصِيبُهُ شوكة، ما كنت تصنع؟ قال: سيّدي أموت!
فقال سيّدُ الشهداء:
أُخبِرُك أنّي أرى ولدي هذا بعيني مُقطّعاً بالسيوفِ إرباً إرباً)
[ثمرات الأعواد]
〰〰〰〰〰〰
ومضاتٌ للتفكّر 💭
✦ هذه الأيّامُ الشريفةُ مِن شعبان المُعظّم هي أيّامُ ميلادِ مُهجةِ قلبِ الحسين؛ شبيهِ المُصطفى خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقا:
"عليِّ بن الحسين" المعروفِ بالأكبر
ونحنُ مأمورونَ أن نفرحَ لِفَرَحِ أهلِ البيتِ وأن نحزنَ لأحزانِهم،
ولكنَّ فرَحَنا بهم فَرَحٌ مشوبٌ بالّلواعجِ الأحزان،
فَرَحُنا بعد الزهراءِ وما جرى بين البابِ والجدارِ فَرَحٌ مشوبٌ بالأحزان!
وحينما تمرُّ أفراحُنا على الغاضريّاتِ وعلى أبطالِ الطفوفِ وشموسِ كربلاءَ الطالعة.. فإنَّ هذا الفرَحَ يكونُ مَشوباً بالحُزنِ والألمِ ومرارةِ الرزيّة،
وهذا الحديثُ الشريفُ مِصداقٌ واضحٌ مِن مصاديقِ الفرحةِ المَشوبةِ بالحُزن
فهو يُفرِحُنا بالحديثِ عن عليِّ الأكبرِ وعن جمالِهِ الأخّآذ.. وشدّةِ الشَبَهِ بينهُ وبين رسولِ الله "صلّى اللهُ عليه وآله"،
ولكنّهُ في خاتمتِهِ حين يمرُّ على الغاضريّاتِ يتحوّلُ إلى مأتمِ"عزاءٍ حُسيني!
✦ ومضةٌ أُخرى
حين برز عليُّ الأكبر يومَ عاشوراء.. رفع سيّدُ الشهداءِ طَرْفهُ نحو السماءِ وقال:
(الّلهُمَّ اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ الناسِ خَلْقَاً وخُلُقاً ومَنطِقاً برسولك، وكُنّا إذا اشتقنا إلى رُؤيةِ نبيّكَ نظرنا إليه)
[عوالم العلوم]
هذا تصريحٌ بشِدّةِ الشَبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وجدّهِ المُصطفى "صلّى اللهُ عليه وآله"
وهذا التصريحُ ليس مِن شخصٍ عادي،
بل مِن سيّدِ الشُهداء،
وما إغماءُ الرجلِ النصرانيِّ حين نظر لعليٍّ الأكبر إلّا تأكيدٌ لهذه الحقيقة،
لأنّه رأى عليَّ الأكبرِ نُسخةً مِن الصورةِ التي رآها لرسولِ اللهِ في منامِهِ، فأُغميَ عليه،
لذلك قال سيّدُ الشهداءِ حين برَزَ عليٌّ الأكبر:
(الّلهُمَّ اشهد على هؤلاءِ القوم..)
فقد أشهدَ اللهَ تعالى عليهم لأنَّ الحُجّةَ البالغةَ قد أُقيمتْ عليهم،
فالذي برَزَ لِقِتالِهم شخصيّةٌ هي نُسخةٌ مِن رسولِ اللهِ في الخَلْقِ والخُلُقِ وفي المَنطقِ أيضاً،
فكيف يتجرّؤونَ على قتلِهِ؟!
هذا الحديثُ لسيّدِ الشهداءِ عن الشَبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وبين رسولِ اللهِ يُذكّرُنا بأحاديثِ العِترةِ الطاهرةِ عن الشَبَهِ الكبيرِ بين نبيِّنا الأعظمِ وبين إمامِ زمانِنا في خِلْقتِهِ وفي أخلاقِهِ أيضاً،
فأحاديثُ أهلِ البيتِ كثيرةٌ وواضحةٌ تلك التي تُصرِّحُ بأنَّ إمامَ زمانِنا هو كرسولِ اللهِ في الخَلْق والخُلُق.. لا أنّه ينزلُ عن رسولِ اللهِ في الخُلُقِ كما يدّعي قِسْمٌ مِن علماءِ الشيعةِ الذين يقولونَ بقولِ النواصبِ والذين لا عِلمَ لهم بحديثِ أهلِ البيت،
إذ يقولُ أَحَدُهم:
أنَّ إمامَ زمانِنا يُشبِهُ رسولَ اللهِ في خِلْقَتِهِ فقط.. أمّا في أخلاقِهِ فهو أقلُّ رُتبةً مِن رسولِ الله، فهو ينزلُ عن رسولِ اللهِ في الخُلُق!
ويأتي هذا المُعمّمُ بهذا التبريرِ والاستدلالِ الغارقِ في الجهلِ والجهالةِ فيقول:
لأنَّ القرآنَ يقولُ عن نبيّنا الأعظم: {وإنّكَ لعلى خُلْقٍ عظيم}
فلا أحدَ يُداني خاتمَ الأنبياءِ في أخلاقِهِ حتّى أهلُ بيتِهِ المعصومين!
هذا الكلامُ فيه جهلٌ كبيرٌ واضحٌ بأحاديثِ العِترةِ الطاهرة،
راجعوا الموضوعَ التالي في #الرابط ففيهِ رَدٌّ على هذا الكلام
https://www.facebook.com/share/p/ESzs6EgU2Zszxvhq/?mibextid=xfxF2i
#الثقافة_الزهرائية
:
❂ ورَدَ في كُتبِ السِيَرِ أنّه دخل رجلٌ نصرانيٌّ مسجدَ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله"، فقال له الناس:
(أنتَ رجلٌ نصراني، أُخرج مِن المسجد، فقال لهم: إنّي رأيتُ البارحةَ في منامي رسولَ اللهِ ومعهُ عيسى ابنُ مريم، فقال عيسى ابنُ مريم:
أسْلِم على يدِ خاتمِ الأنبياءِ مُحمّدِ ابنِ عبدِ الله، فإنّه نبيُّ هذه الأُمّةِ حقّاً،
وأنا أسلمتُ على يدِهِ وأتيتُ الآن لأُجدِّدَ إسلامي على رجُلٍ مِن أهلِ بيتِهِ،
فجاؤوا به إلى الحُسينِ "صلواتُ اللهِ عليه"، فوقع على قدميهِ يُقبِّلُهُما،
فلمّا استقرَّ به المجلسُ قصَّ له الرُؤيا التي رآها في المنام،
فقال له سيّدُ الشُهداء:
أتحبُّ أن آتيكَ بشبيهِهِ -أي آتيكَ بشبيهِ رسولِ الله-؟
فقال الرجل: بلى سيّدي،
فدعى الحُسينُ بولدِهِ عليِّ الأكبر، وكان إذ ذاك طِفلٌ صغيرٌ وقد وُضِعَ على وجهِهِ البرقع، - أي وُضِعَ غطاءٌ أو لثام على وجهِهِ لشدّةِ جمالِهِ-
فجِيءَ به إلى أبيه.. فلمّا رفع الحسينُ البُرقعَ مِن على وجهِهِ ورآهُ ذلك الرجلُ وقع مُغمىً عليه!
فقال الحُسينُ "صلواتُ اللهِ عليه":
صُبّوا الماءَ على وجهِهِ.. ففعلوا،
فلمّا أفاق، إلتفتَ إليه الحسينُ -فسألَهُ- وقال:
يا هذا.. إنَّ ولدي هذا شبيهٌ بجدّي رسولِ الله؟
فقال الرجل: إي والله،
فقال له الحُسين:
يا هذا إذا كان عندك ولدٌ مِثلُ هذا وتُصِيبُهُ شوكة، ما كنت تصنع؟ قال: سيّدي أموت!
فقال سيّدُ الشهداء:
أُخبِرُك أنّي أرى ولدي هذا بعيني مُقطّعاً بالسيوفِ إرباً إرباً)
[ثمرات الأعواد]
〰〰〰〰〰〰
ومضاتٌ للتفكّر 💭
✦ هذه الأيّامُ الشريفةُ مِن شعبان المُعظّم هي أيّامُ ميلادِ مُهجةِ قلبِ الحسين؛ شبيهِ المُصطفى خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقا:
"عليِّ بن الحسين" المعروفِ بالأكبر
ونحنُ مأمورونَ أن نفرحَ لِفَرَحِ أهلِ البيتِ وأن نحزنَ لأحزانِهم،
ولكنَّ فرَحَنا بهم فَرَحٌ مشوبٌ بالّلواعجِ الأحزان،
فَرَحُنا بعد الزهراءِ وما جرى بين البابِ والجدارِ فَرَحٌ مشوبٌ بالأحزان!
وحينما تمرُّ أفراحُنا على الغاضريّاتِ وعلى أبطالِ الطفوفِ وشموسِ كربلاءَ الطالعة.. فإنَّ هذا الفرَحَ يكونُ مَشوباً بالحُزنِ والألمِ ومرارةِ الرزيّة،
وهذا الحديثُ الشريفُ مِصداقٌ واضحٌ مِن مصاديقِ الفرحةِ المَشوبةِ بالحُزن
فهو يُفرِحُنا بالحديثِ عن عليِّ الأكبرِ وعن جمالِهِ الأخّآذ.. وشدّةِ الشَبَهِ بينهُ وبين رسولِ الله "صلّى اللهُ عليه وآله"،
ولكنّهُ في خاتمتِهِ حين يمرُّ على الغاضريّاتِ يتحوّلُ إلى مأتمِ"عزاءٍ حُسيني!
✦ ومضةٌ أُخرى
حين برز عليُّ الأكبر يومَ عاشوراء.. رفع سيّدُ الشهداءِ طَرْفهُ نحو السماءِ وقال:
(الّلهُمَّ اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ الناسِ خَلْقَاً وخُلُقاً ومَنطِقاً برسولك، وكُنّا إذا اشتقنا إلى رُؤيةِ نبيّكَ نظرنا إليه)
[عوالم العلوم]
هذا تصريحٌ بشِدّةِ الشَبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وجدّهِ المُصطفى "صلّى اللهُ عليه وآله"
وهذا التصريحُ ليس مِن شخصٍ عادي،
بل مِن سيّدِ الشُهداء،
وما إغماءُ الرجلِ النصرانيِّ حين نظر لعليٍّ الأكبر إلّا تأكيدٌ لهذه الحقيقة،
لأنّه رأى عليَّ الأكبرِ نُسخةً مِن الصورةِ التي رآها لرسولِ اللهِ في منامِهِ، فأُغميَ عليه،
لذلك قال سيّدُ الشهداءِ حين برَزَ عليٌّ الأكبر:
(الّلهُمَّ اشهد على هؤلاءِ القوم..)
فقد أشهدَ اللهَ تعالى عليهم لأنَّ الحُجّةَ البالغةَ قد أُقيمتْ عليهم،
فالذي برَزَ لِقِتالِهم شخصيّةٌ هي نُسخةٌ مِن رسولِ اللهِ في الخَلْقِ والخُلُقِ وفي المَنطقِ أيضاً،
فكيف يتجرّؤونَ على قتلِهِ؟!
هذا الحديثُ لسيّدِ الشهداءِ عن الشَبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وبين رسولِ اللهِ يُذكّرُنا بأحاديثِ العِترةِ الطاهرةِ عن الشَبَهِ الكبيرِ بين نبيِّنا الأعظمِ وبين إمامِ زمانِنا في خِلْقتِهِ وفي أخلاقِهِ أيضاً،
فأحاديثُ أهلِ البيتِ كثيرةٌ وواضحةٌ تلك التي تُصرِّحُ بأنَّ إمامَ زمانِنا هو كرسولِ اللهِ في الخَلْق والخُلُق.. لا أنّه ينزلُ عن رسولِ اللهِ في الخُلُقِ كما يدّعي قِسْمٌ مِن علماءِ الشيعةِ الذين يقولونَ بقولِ النواصبِ والذين لا عِلمَ لهم بحديثِ أهلِ البيت،
إذ يقولُ أَحَدُهم:
أنَّ إمامَ زمانِنا يُشبِهُ رسولَ اللهِ في خِلْقَتِهِ فقط.. أمّا في أخلاقِهِ فهو أقلُّ رُتبةً مِن رسولِ الله، فهو ينزلُ عن رسولِ اللهِ في الخُلُق!
ويأتي هذا المُعمّمُ بهذا التبريرِ والاستدلالِ الغارقِ في الجهلِ والجهالةِ فيقول:
لأنَّ القرآنَ يقولُ عن نبيّنا الأعظم: {وإنّكَ لعلى خُلْقٍ عظيم}
فلا أحدَ يُداني خاتمَ الأنبياءِ في أخلاقِهِ حتّى أهلُ بيتِهِ المعصومين!
هذا الكلامُ فيه جهلٌ كبيرٌ واضحٌ بأحاديثِ العِترةِ الطاهرة،
راجعوا الموضوعَ التالي في #الرابط ففيهِ رَدٌّ على هذا الكلام
https://www.facebook.com/share/p/ESzs6EgU2Zszxvhq/?mibextid=xfxF2i
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
وقفةُ تأمُّل في سببِ خفاءِ الهلالِ على الناسِ مِن غيرِ عِلّةٍ في حديثِ العِترة
:
❂ يقولُ إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(كانت فاطمة "صلواتُ اللهِ عليها" إذا طلع هلالُ شهرِ رمضان يغلبُ نورُها الهلالَ ويخفى، فإذا غابت عنه ظهر)
[البحار: ج43]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ الذي يُفهَم مِن كلامِ الإمام؛ أنّ هذا المضمونُ لا ينطبقُ فقط على الزمنِ الذي عاشت فيه الصدّيقةُ الكبرى.. وإنّما ينطبقُ على كلِّ زمانٍ يخفى فيه هلالُ شهرِ رمضان،
يعني حين يتحرّى الناسُ هلالَ شهرِ رمضان في زمانِنا هذا مثلاً ويخفى عليهم دون وجودِ مانعٍ طبيعيٍّ للخفاءِ كالغُبارِ أو الغيومِ وما شابه.. فهذا يعني أنّ هناك حضوراً حقيقيّاً للزهراء في بدايةِ شهرِ رمضان في ذلك العامِ الذي يخفى هِلالُهُ، ولذا يختفي الهلالُ عن أعينِ الناظرين لغلَبةِ نورِ الصدّيقةِ الكبرى عليه،
فالزهراء لها حضورٌ بين الخلائقِ في كلِّ زمانٍ وحتّى في زمانِنا هذا،
وحضورُها فيه إشارةٌ على قيمومتِها "صلواتُ الله عليها"
• أمّا كيف يكونُ هذا الحضورُ الفاطمي؟!
فيُمكن أن نفهمَهُ مِن أحاديثِ العترةِ التي تحدّثت عن حضورِ الزهراء بيننا، كحديثِ إمامِنا الصادق الذي يقولُ فيه:
(إنّ فاطِمةَ بنت محمّدٍ تحضرُ لزوّارِ قبرِ ابنِها الحسين فتستغفرُ لهم ذُنوبَهم)
فالإمامُ هنا يتحدّثُ عن حضورٍ حقيقيٍّ للزهراء لزوّارِ قبرِ الحسين،
هذا الحضورُ نحنُ لا نرآهُ بأبصارِنا الحِسيّة.. ولكنّنا نرآهُ بأبصارِ قلوبِنا ونتحسّسُهُ بوجدانِنا حين نشعرُ بتلك الهَيبةِ الخاصّة والخُشوعِ المُختلف في مَحضرِ الحسين
• أيضاً حين يقولُ إمامُنا الصادقُ وهو يُحدّثنا عن سيّدِ الشهداء:
(وما مِن باكٍ يبكيه إِلّا وقد وصَل فاطمةَ وأسعدها عليه ووصل رسُولَ اللهِ وأدّى حقّنا)
فهذا التعبير: (وأسعدها) فيه إشارةٌ إلى حضورِ الزهراءِ لِمجالسِ مُصيبةِ الحسين، فهي الحاضرةُ بحسبِ وظيفتِها وبحسبِ موقعِها في منظومةِ العقيدةِ الشيعيّة
مِن هذه الرواياتِ وغيرِها نفهمُ أنّ الحضورَ الفاطميَّ في بدايةِ شهرِ رمضان (والذي علامتُهُ خفاءُ الهلالِ مِن غيرِ عِلّة) هذا الحضور مُشابهٌ لحضورِ الزهراءِ لزوّارِ قبرِ الحسين، ولحضورِها أيضاً في مجالسِ الحسين،
إنّه حضورٌ يُتَحسَّسُ بالوجدانِ وليس بالبصر.. مع إمكانيّةِ أن يُرى بالبصرِ أيضاً، كما يحصلُ لبعضِ المؤمنين في مجالسِ الحسين لغايةٍ مُعيّنة،
فالبعضُ منهم قد يرى الزهراء في ظروفٍ مُعيّنةٍ ولحكمةٍ وغايةٍ مُعيّنة
هذا الحضورُ الفاطميُّ فيه إشارةٌ إلى قيمومةِ الزهراء.. بقرينةِ تركيزِ أهلِ البيتِ على الزهراءِ دون سائرِ الأئمةِ بأنّها تحضرُ لزوّار قبرِ الحسين،
وكذلك تخصيصِهم لها بالذِكرِ حين يأمرُ الأئمةُ شيعتَهم بالبكاءِ على الحسين وبإسعادِ الزهراءِ على الحسين،
فإمامُ زمانِنا موجودٌ حاضرٌ أيضاً في مجالسِ الحسين.. ولكنّ الرواياتِ خصّصت الزهراءَ بالحضورِ لمجالسِ الحسين ولزوّارِ قبرِ الحسين كي تُشيرَ إلى قيمومتِها وحُجّيّتِها وتُشيرَ إلى مقامِها العالي في منظومةِ الأئمة
فشهرُ رمضان (الذي هو شهرُ الضيافةِ المهدويّةِ) على عظمتِهِ وجلالِهِ.. فإنّ هلالَهُ يخفى حين تحضرُ فاطمةُ مع بزوغِ هلالِهِ.. فيطغى نورُها الإلهيُّ الذي أشرقت به السماوات، وانكشفت به الظُلمةُ عن الملائكة في مراحلِ تكاملِ الخِلقة
وقرينةُ حضورِ الزهراء في العام الذي يخفى فيه هلالُ الصوم هو أنّنا بوجدانِنا أحياناً نتلمّسُ هيبةَ شهرِ رمضان وعِطرَ نفحاتِهِ وتُخيّمُ علينا السكينةُ قبل أن يُرى هلالُهُ بالبصر!
ولا نجدُ تفسيراً لهذه السكينةِ التي تعمُّ الأجواء إلّا بأنّه الحضورُ الفاطميُّ المَهيبُ بيننا.. والذي ذلَّ له كلُّ شيء!
ولذا يخفى الهلالُ هيبةً لفاطمةَ وتعظيماً لشأنِها
ولا عجبَ في حضورِ الزهراء في بدايةِ شهرِ رمضان.. فشهرُ رمضان هو سيّدُ الشهور، وقلبُ شهرِ رمضان هو ليلةُ القدر، وحقيقةُ ليلةِ القدرِ في ثقافةِ العترة: هي فاطِمة "صلواتُ اللهِ عليها"
فليلةُ القدرِ الزمانيّة هي صورةٌ للحقيقةِ الفاطميّة تتناسبُ مع هذا العالمِ الترابي،
ولذا نحنُ في دعاءِ وداعِ شهرِ رمضان لإمامِنا السجّاد حين نقرأُ هذه العبارة: (السلامُ عليك وعلى ليلةِ القدرِ التي هي خيرٌ مِن ألفِ شهر) إنّنا في الحقيقةِ نُسلّمُ على إمامِ زمانِنا وعلى أُمّهِ الزهراء هنا،
فشهرِ رمضان رمزٌ لإمامُ زمانِنا، وليلةُ القدرِ الزمانيّةِ رمزٌ لفاطمة،
لاحظوا ضميرَ الخِطابِ في عبارة: (السلامُ عليك وعلى ليلةِ القدر)
تجدونَ أنّ ضميرَ الخِطابِ مُوجّهٌ لشهرِ رمضان، ثمّ يأتي السلامُ على ليلةِ القدر معطوفاً بالواوِ فقط وليس فيه خطاب،
فكأنّنا حين نقرأُ هذه العبارةَ في الدعاء نقولُ لإمامِ زماننا: (السلامُ عليك وعلى أُمّك الزهراء)
وهذا الأسلوبُ في السلامِ موجودٌ بعينِهِ في زياراتِ أهلِ البيت
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/photo/?fbid=610380731134086&set=a.571438275028332&locale=ar_AR
#الثقافة_الزهرائية
:
❂ يقولُ إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(كانت فاطمة "صلواتُ اللهِ عليها" إذا طلع هلالُ شهرِ رمضان يغلبُ نورُها الهلالَ ويخفى، فإذا غابت عنه ظهر)
[البحار: ج43]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ الذي يُفهَم مِن كلامِ الإمام؛ أنّ هذا المضمونُ لا ينطبقُ فقط على الزمنِ الذي عاشت فيه الصدّيقةُ الكبرى.. وإنّما ينطبقُ على كلِّ زمانٍ يخفى فيه هلالُ شهرِ رمضان،
يعني حين يتحرّى الناسُ هلالَ شهرِ رمضان في زمانِنا هذا مثلاً ويخفى عليهم دون وجودِ مانعٍ طبيعيٍّ للخفاءِ كالغُبارِ أو الغيومِ وما شابه.. فهذا يعني أنّ هناك حضوراً حقيقيّاً للزهراء في بدايةِ شهرِ رمضان في ذلك العامِ الذي يخفى هِلالُهُ، ولذا يختفي الهلالُ عن أعينِ الناظرين لغلَبةِ نورِ الصدّيقةِ الكبرى عليه،
فالزهراء لها حضورٌ بين الخلائقِ في كلِّ زمانٍ وحتّى في زمانِنا هذا،
وحضورُها فيه إشارةٌ على قيمومتِها "صلواتُ الله عليها"
• أمّا كيف يكونُ هذا الحضورُ الفاطمي؟!
فيُمكن أن نفهمَهُ مِن أحاديثِ العترةِ التي تحدّثت عن حضورِ الزهراء بيننا، كحديثِ إمامِنا الصادق الذي يقولُ فيه:
(إنّ فاطِمةَ بنت محمّدٍ تحضرُ لزوّارِ قبرِ ابنِها الحسين فتستغفرُ لهم ذُنوبَهم)
فالإمامُ هنا يتحدّثُ عن حضورٍ حقيقيٍّ للزهراء لزوّارِ قبرِ الحسين،
هذا الحضورُ نحنُ لا نرآهُ بأبصارِنا الحِسيّة.. ولكنّنا نرآهُ بأبصارِ قلوبِنا ونتحسّسُهُ بوجدانِنا حين نشعرُ بتلك الهَيبةِ الخاصّة والخُشوعِ المُختلف في مَحضرِ الحسين
• أيضاً حين يقولُ إمامُنا الصادقُ وهو يُحدّثنا عن سيّدِ الشهداء:
(وما مِن باكٍ يبكيه إِلّا وقد وصَل فاطمةَ وأسعدها عليه ووصل رسُولَ اللهِ وأدّى حقّنا)
فهذا التعبير: (وأسعدها) فيه إشارةٌ إلى حضورِ الزهراءِ لِمجالسِ مُصيبةِ الحسين، فهي الحاضرةُ بحسبِ وظيفتِها وبحسبِ موقعِها في منظومةِ العقيدةِ الشيعيّة
مِن هذه الرواياتِ وغيرِها نفهمُ أنّ الحضورَ الفاطميَّ في بدايةِ شهرِ رمضان (والذي علامتُهُ خفاءُ الهلالِ مِن غيرِ عِلّة) هذا الحضور مُشابهٌ لحضورِ الزهراءِ لزوّارِ قبرِ الحسين، ولحضورِها أيضاً في مجالسِ الحسين،
إنّه حضورٌ يُتَحسَّسُ بالوجدانِ وليس بالبصر.. مع إمكانيّةِ أن يُرى بالبصرِ أيضاً، كما يحصلُ لبعضِ المؤمنين في مجالسِ الحسين لغايةٍ مُعيّنة،
فالبعضُ منهم قد يرى الزهراء في ظروفٍ مُعيّنةٍ ولحكمةٍ وغايةٍ مُعيّنة
هذا الحضورُ الفاطميُّ فيه إشارةٌ إلى قيمومةِ الزهراء.. بقرينةِ تركيزِ أهلِ البيتِ على الزهراءِ دون سائرِ الأئمةِ بأنّها تحضرُ لزوّار قبرِ الحسين،
وكذلك تخصيصِهم لها بالذِكرِ حين يأمرُ الأئمةُ شيعتَهم بالبكاءِ على الحسين وبإسعادِ الزهراءِ على الحسين،
فإمامُ زمانِنا موجودٌ حاضرٌ أيضاً في مجالسِ الحسين.. ولكنّ الرواياتِ خصّصت الزهراءَ بالحضورِ لمجالسِ الحسين ولزوّارِ قبرِ الحسين كي تُشيرَ إلى قيمومتِها وحُجّيّتِها وتُشيرَ إلى مقامِها العالي في منظومةِ الأئمة
فشهرُ رمضان (الذي هو شهرُ الضيافةِ المهدويّةِ) على عظمتِهِ وجلالِهِ.. فإنّ هلالَهُ يخفى حين تحضرُ فاطمةُ مع بزوغِ هلالِهِ.. فيطغى نورُها الإلهيُّ الذي أشرقت به السماوات، وانكشفت به الظُلمةُ عن الملائكة في مراحلِ تكاملِ الخِلقة
وقرينةُ حضورِ الزهراء في العام الذي يخفى فيه هلالُ الصوم هو أنّنا بوجدانِنا أحياناً نتلمّسُ هيبةَ شهرِ رمضان وعِطرَ نفحاتِهِ وتُخيّمُ علينا السكينةُ قبل أن يُرى هلالُهُ بالبصر!
ولا نجدُ تفسيراً لهذه السكينةِ التي تعمُّ الأجواء إلّا بأنّه الحضورُ الفاطميُّ المَهيبُ بيننا.. والذي ذلَّ له كلُّ شيء!
ولذا يخفى الهلالُ هيبةً لفاطمةَ وتعظيماً لشأنِها
ولا عجبَ في حضورِ الزهراء في بدايةِ شهرِ رمضان.. فشهرُ رمضان هو سيّدُ الشهور، وقلبُ شهرِ رمضان هو ليلةُ القدر، وحقيقةُ ليلةِ القدرِ في ثقافةِ العترة: هي فاطِمة "صلواتُ اللهِ عليها"
فليلةُ القدرِ الزمانيّة هي صورةٌ للحقيقةِ الفاطميّة تتناسبُ مع هذا العالمِ الترابي،
ولذا نحنُ في دعاءِ وداعِ شهرِ رمضان لإمامِنا السجّاد حين نقرأُ هذه العبارة: (السلامُ عليك وعلى ليلةِ القدرِ التي هي خيرٌ مِن ألفِ شهر) إنّنا في الحقيقةِ نُسلّمُ على إمامِ زمانِنا وعلى أُمّهِ الزهراء هنا،
فشهرِ رمضان رمزٌ لإمامُ زمانِنا، وليلةُ القدرِ الزمانيّةِ رمزٌ لفاطمة،
لاحظوا ضميرَ الخِطابِ في عبارة: (السلامُ عليك وعلى ليلةِ القدر)
تجدونَ أنّ ضميرَ الخِطابِ مُوجّهٌ لشهرِ رمضان، ثمّ يأتي السلامُ على ليلةِ القدر معطوفاً بالواوِ فقط وليس فيه خطاب،
فكأنّنا حين نقرأُ هذه العبارةَ في الدعاء نقولُ لإمامِ زماننا: (السلامُ عليك وعلى أُمّك الزهراء)
وهذا الأسلوبُ في السلامِ موجودٌ بعينِهِ في زياراتِ أهلِ البيت
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/photo/?fbid=610380731134086&set=a.571438275028332&locale=ar_AR
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
الحمزةُ بن عبدِ المُطّلب (عمُّ النبيّ) شخصيّةٌ يُحبُّها رسولُ اللهِ وأميرُ المؤمنين وفاطمةُ وآلُ فاطمة "صلواتُ اللهِ عليهم"
شخصيّةٌ لها منزلةٌ رفيعةٌ ومقامٌ عالٍ بين أولياءِ أهلِ البيت
كان الحمزةُ مُسلِماً على دينِ الحنيفيّةِ مِثلما كان الهاشميّون على دينِ الحنيفيّة، وكان والدِهُ عبدُ المطّلب وصيّاً مِن أوصياءِ إبراهيم كأبي طالب،
وأهلُ البيتِ أخبرونا بأنّ أوصياءَ إبراهيم كلُّهم أنبياء،
فعبدُ المُطّلبِ وأبو طالبٍ كانا نبيّين لأنّهما مِن أوصياءِ إبراهيم
سنقِفُ هنا عند لقطاتٍ مُختارةٍ مِن حديثِ العترةِ تُحدّثُنا عن المقامِ الرفيعِ للحمزةِ "صلواتُ اللهِ عليه"
❂ الّلقطةُ الأولى:
يُحدّثُنا عنها إمامُنا السجّاد فيقول:
(ما مِن يومٍ أشدُّ رسولِ اللهِ مِن يومِ أُحُد، قُتِل فيه عمّهُ حمزةُ بن عبدِ المطّلبِ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِهِ)
[البحار: ج22]
قطعاً حين يقولُ الإمام: (ما مِن يومٍ أشدُّ على رسولِ الله) هو لا يتحدّثُ هنا بشكلٍ مُطلق، وإنّما يتحدّثُ عن أيّامِ حياةِ رسولِ الله،
يعني؛ ما مِن يومٍ مِن أيّامِ حياةِ النبيّ التي عاشها في الدنيا.. أشدُّ عليه مِن يومِ أُحُد، لأنّه اليوم الذي قُتِلَ فيه عمُّهُ الحمزة،
وإلّا فإنّ يومَ الحسين لا يُقاسُ به يومٌ أبداً،
ولكن الحديثَ هنا عن زمانِ النبي وعن مقتلِ الحمزة
وأحاديثُ العترةِ تُخبِرنا أنّ الحمزةَ قد قُتِلَ بطريقةٍ بشعةٍ جدّاً.. حيثُ غدر به وحشيُّ ذلك العبدُ الّلعين.. ثمّ جاءت هندُ أمُّ معاويةَ ومثّلت بجسدِهِ الشريفِ تمثيلاً فظيعاً..!
وقد حزِنَ رسولُ اللهِ حُزناً شديداً على عمِّهِ الحمزة.. وهذا الحزنُ الشديدُ يُنبئُنا عن الفراغِ الّذي تركَهُ الحمزةُ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِهِ!
ولخُصوصيّةِ الحمزةِ فإنّ رسولَ اللهِ حين صلّى عليه صلاةَ الجنازةِ صلّى عليه صلاةً على غيرِ المتعارف،
فقد صلّى عليه بسبعينَ تكبيرة، كما يقولُ سيّدُ الأوصياء في إحدى رسائلِهِ لمعاوية وهو يتحدّثُ فيها عن مناقبِ آلِ محمّد، يقول:
(حتّى إذا استُشهد شهيدُنا - يشيرُ إلى الحمزة- قيل؛ سيّدُ الشهداء، وخصَّهُ رسولُ اللهِ بسبعينَ تكبيرة عند صلاتِهِ عليه)
فهذه خصوصيّةٌ للحمزة عمِّ النبيّ،
فإنّ المتعارفَ عليه في الشريعةِ هو أنّ الصلاةَ على الأمواتِ تكونُ بخمسِ تكبيرات.. لكنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزةِ بسبعينَ تكبيرة!
بل إنّ أحاديثَ العترةِ تُخبرنا أنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزة سبعينَ صلاةً بسبعينَ تكبيرة، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(دَفن رسولُ اللهِ عمّهُ حمزةَ في ثيابِهِ بدمائه التي أُصيبَ فيها، وردَّاهُ النبيُّ برداء، فقَصُرَ عن رجليه، فدعا له بإذخِر -أي حشيش أخضر- فطَرَحهُ عليه، فصلّى عليه سبعينَ صلاة، وكبّر عليه سبعينَ تكبيرة)
[الكافي: ج3]
✦ قد يقولُ قائل:
لعلّ المرادَ مِن السبعين صلاة أي سبعينَ تكبيرة.
ونقول: أنّ هذا المعنى يحتاجُ إلى دليل، ولا دليل على ذلك،
وروايةُ إمامِنا الباقر واضحة في أنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزةِ سبعينَ صلاة، والأمرُ ليس غريباً،
فهذا الأمرُ فعلَهُ أميرُ المؤمنين مع رسولِ اللهِ بعد استشهادِهِ،
وفعلَهُ سيّدُ الأوصياء أيضاً مع بعضِ أصحابِه.. كما فعل مع سهلِ بن حُنيف (وهو مِن خواصِّ أصحابِ النبي وأميرِ المؤمنين) حيثُ صلّى عليه الأميرُ عدّةَ مرّات
ولكن هناك خصوصيّةٌ لصلاةِ النبيِّ على الحمزةِ سبعينَ صلاة.. وهذا الأمرُ كان معروفاً عند الجميع، إذ لو لم يكن هذا الأمرُ معروفاً عند الصديقِ والعدوّ لَما احتجَّ به أميرُ المؤمنين وذكرَهُ في كتابٍ لمعاوية
فهذه الصورة (وهي صلاةُ رسولِ اللهِ على الحمزةِ سبعين مرّة بسبعينَ تكبيرة) لها ما لها مِن الدلالات،
ولكن أقلُّ ما يُمكِنُنا أن نقولَهُ هو أنّ رسولَ اللهِ أراد أن يُلفِتَ أنظارَ الأُمّةِ إلى منزلةِ الحمزة،
فهذه القضيّةُ تكشِفُ عن شِدّةِ حُبِّ رسولِ اللهِ للحمزة، وتكشِفُ عن شِدّةِ حُزنِ رسولِ اللهِ وأسفِهِ وحسرتِهِ على عمِّهِ الحمزة
وحين نتحدّثُ عن حُبِّ رسولِ اللهِ وعن حُزنِهِ.. إنّنا لا نتحدّثُ عن حُزنِ شخصٍ عادي مِن أمثالنا.. وإنّما نتحدّثُ عن محمّدٍ الذي هو قلبُ اللهِ الواعي!
فرسولُ اللهِ هو نفسُ أميرِ المؤمنين،
وأميرُ المؤمنين يقول: (أنا قلبُ اللهِ الواعي)
فحين يُحِبُّ قلبُ رسولِ اللهِ شخصاً ويحزنُ عليه لهذه الدرجة..فذلك يكشِفُ عن منزلةٍ عاليةٍ لذلك الشخصِ عند اللهِ لا نستطيعُ تصوّرها
✸ ملاحظة:
مِن ألقابِ الحمزة: أنّه سيّدُ الشهداء وخيرُ الشهداء كما وصفُهُ سيّدُ الأوصياء،
ولكنّه سيّدٌ للشهداء في حدٍّ مُعيّن إلى وقتِهِ،
أمّا سيّدُ الشهداء على الإطلاق فهو الحسينُ "صلواتُ اللهِ عليه"
تتمةُ الموضوع على #الرابط التالي
والذي يُحدّثنا عن صورةٍ مِن صُوَر تعظيم الزهراء للحمزة،
ويُخبرنا أنّ الاعتقادَ بمنزلةِ الحمزة مِن العقائد التي سنُسأل عنها في القبر!
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3142352279336221
#الثقافة_الزهرائية
شخصيّةٌ لها منزلةٌ رفيعةٌ ومقامٌ عالٍ بين أولياءِ أهلِ البيت
كان الحمزةُ مُسلِماً على دينِ الحنيفيّةِ مِثلما كان الهاشميّون على دينِ الحنيفيّة، وكان والدِهُ عبدُ المطّلب وصيّاً مِن أوصياءِ إبراهيم كأبي طالب،
وأهلُ البيتِ أخبرونا بأنّ أوصياءَ إبراهيم كلُّهم أنبياء،
فعبدُ المُطّلبِ وأبو طالبٍ كانا نبيّين لأنّهما مِن أوصياءِ إبراهيم
سنقِفُ هنا عند لقطاتٍ مُختارةٍ مِن حديثِ العترةِ تُحدّثُنا عن المقامِ الرفيعِ للحمزةِ "صلواتُ اللهِ عليه"
❂ الّلقطةُ الأولى:
يُحدّثُنا عنها إمامُنا السجّاد فيقول:
(ما مِن يومٍ أشدُّ رسولِ اللهِ مِن يومِ أُحُد، قُتِل فيه عمّهُ حمزةُ بن عبدِ المطّلبِ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِهِ)
[البحار: ج22]
قطعاً حين يقولُ الإمام: (ما مِن يومٍ أشدُّ على رسولِ الله) هو لا يتحدّثُ هنا بشكلٍ مُطلق، وإنّما يتحدّثُ عن أيّامِ حياةِ رسولِ الله،
يعني؛ ما مِن يومٍ مِن أيّامِ حياةِ النبيّ التي عاشها في الدنيا.. أشدُّ عليه مِن يومِ أُحُد، لأنّه اليوم الذي قُتِلَ فيه عمُّهُ الحمزة،
وإلّا فإنّ يومَ الحسين لا يُقاسُ به يومٌ أبداً،
ولكن الحديثَ هنا عن زمانِ النبي وعن مقتلِ الحمزة
وأحاديثُ العترةِ تُخبِرنا أنّ الحمزةَ قد قُتِلَ بطريقةٍ بشعةٍ جدّاً.. حيثُ غدر به وحشيُّ ذلك العبدُ الّلعين.. ثمّ جاءت هندُ أمُّ معاويةَ ومثّلت بجسدِهِ الشريفِ تمثيلاً فظيعاً..!
وقد حزِنَ رسولُ اللهِ حُزناً شديداً على عمِّهِ الحمزة.. وهذا الحزنُ الشديدُ يُنبئُنا عن الفراغِ الّذي تركَهُ الحمزةُ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِهِ!
ولخُصوصيّةِ الحمزةِ فإنّ رسولَ اللهِ حين صلّى عليه صلاةَ الجنازةِ صلّى عليه صلاةً على غيرِ المتعارف،
فقد صلّى عليه بسبعينَ تكبيرة، كما يقولُ سيّدُ الأوصياء في إحدى رسائلِهِ لمعاوية وهو يتحدّثُ فيها عن مناقبِ آلِ محمّد، يقول:
(حتّى إذا استُشهد شهيدُنا - يشيرُ إلى الحمزة- قيل؛ سيّدُ الشهداء، وخصَّهُ رسولُ اللهِ بسبعينَ تكبيرة عند صلاتِهِ عليه)
فهذه خصوصيّةٌ للحمزة عمِّ النبيّ،
فإنّ المتعارفَ عليه في الشريعةِ هو أنّ الصلاةَ على الأمواتِ تكونُ بخمسِ تكبيرات.. لكنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزةِ بسبعينَ تكبيرة!
بل إنّ أحاديثَ العترةِ تُخبرنا أنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزة سبعينَ صلاةً بسبعينَ تكبيرة، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(دَفن رسولُ اللهِ عمّهُ حمزةَ في ثيابِهِ بدمائه التي أُصيبَ فيها، وردَّاهُ النبيُّ برداء، فقَصُرَ عن رجليه، فدعا له بإذخِر -أي حشيش أخضر- فطَرَحهُ عليه، فصلّى عليه سبعينَ صلاة، وكبّر عليه سبعينَ تكبيرة)
[الكافي: ج3]
✦ قد يقولُ قائل:
لعلّ المرادَ مِن السبعين صلاة أي سبعينَ تكبيرة.
ونقول: أنّ هذا المعنى يحتاجُ إلى دليل، ولا دليل على ذلك،
وروايةُ إمامِنا الباقر واضحة في أنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزةِ سبعينَ صلاة، والأمرُ ليس غريباً،
فهذا الأمرُ فعلَهُ أميرُ المؤمنين مع رسولِ اللهِ بعد استشهادِهِ،
وفعلَهُ سيّدُ الأوصياء أيضاً مع بعضِ أصحابِه.. كما فعل مع سهلِ بن حُنيف (وهو مِن خواصِّ أصحابِ النبي وأميرِ المؤمنين) حيثُ صلّى عليه الأميرُ عدّةَ مرّات
ولكن هناك خصوصيّةٌ لصلاةِ النبيِّ على الحمزةِ سبعينَ صلاة.. وهذا الأمرُ كان معروفاً عند الجميع، إذ لو لم يكن هذا الأمرُ معروفاً عند الصديقِ والعدوّ لَما احتجَّ به أميرُ المؤمنين وذكرَهُ في كتابٍ لمعاوية
فهذه الصورة (وهي صلاةُ رسولِ اللهِ على الحمزةِ سبعين مرّة بسبعينَ تكبيرة) لها ما لها مِن الدلالات،
ولكن أقلُّ ما يُمكِنُنا أن نقولَهُ هو أنّ رسولَ اللهِ أراد أن يُلفِتَ أنظارَ الأُمّةِ إلى منزلةِ الحمزة،
فهذه القضيّةُ تكشِفُ عن شِدّةِ حُبِّ رسولِ اللهِ للحمزة، وتكشِفُ عن شِدّةِ حُزنِ رسولِ اللهِ وأسفِهِ وحسرتِهِ على عمِّهِ الحمزة
وحين نتحدّثُ عن حُبِّ رسولِ اللهِ وعن حُزنِهِ.. إنّنا لا نتحدّثُ عن حُزنِ شخصٍ عادي مِن أمثالنا.. وإنّما نتحدّثُ عن محمّدٍ الذي هو قلبُ اللهِ الواعي!
فرسولُ اللهِ هو نفسُ أميرِ المؤمنين،
وأميرُ المؤمنين يقول: (أنا قلبُ اللهِ الواعي)
فحين يُحِبُّ قلبُ رسولِ اللهِ شخصاً ويحزنُ عليه لهذه الدرجة..فذلك يكشِفُ عن منزلةٍ عاليةٍ لذلك الشخصِ عند اللهِ لا نستطيعُ تصوّرها
✸ ملاحظة:
مِن ألقابِ الحمزة: أنّه سيّدُ الشهداء وخيرُ الشهداء كما وصفُهُ سيّدُ الأوصياء،
ولكنّه سيّدٌ للشهداء في حدٍّ مُعيّن إلى وقتِهِ،
أمّا سيّدُ الشهداء على الإطلاق فهو الحسينُ "صلواتُ اللهِ عليه"
تتمةُ الموضوع على #الرابط التالي
والذي يُحدّثنا عن صورةٍ مِن صُوَر تعظيم الزهراء للحمزة،
ويُخبرنا أنّ الاعتقادَ بمنزلةِ الحمزة مِن العقائد التي سنُسأل عنها في القبر!
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3142352279336221
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
وقفة عند إحدى المراتبِ العاليةِ للحمزةِ عمِّ النبيِّ وهي مرتبةُ الشهادةِ للأنبياءِ بما بلّغوا
:
❂ نقرأ في زيارةِ الحمزةِ هذه العبارة:
(السلامُ عليك يا عمَّ رسولِ الله، السلامُ عليك يا خيرَ الشُهداء)
• ما المُراد مِن عُنوان "الشُهداء" هنا؟
كلمةُ "الشُهداء" تُطلَقُ تارةً على شُهداءِ المعارك، وتُطلَقُ أيضاً على الذين يشهدون على الخلْقِ يومَ القيامة،
وكلا المعنيين ينطبِقُ على الحمزةَ عمِّ النبي،
فهو مِن خِيرةِ شُهداءِ المعارك في زمانِهِ، وهو مِن الشُهداءِ على الخلقِ يومَ القيامة
وهذا العنوان (الشُهداء) في الأعمِّ الأغلبِ حين يُذكَرُ في القرآن فإنّه يُستعمَلُ في: "مرتبةُ الشهادةِ على الخَلق"
كما نقرأ في سورةِ النساء:
{ومَن يُطِع اللهَ والرسولَ فأولئك مع الّذين أنعم اللهُ عليهم مِن النبيّينَ والصِدّيقين والشُهداءِ والصالحين}
لاحظوا أنّ الآيةَ هنا ذكرت عِدّةَ عناوين؛
ذكرت بعد النبيّين (الصِدّيقين، والشهداء والصالحين)
وهناك مِن الصدّيقين مَن قُتِل في المعارك، وهناك مِن الصالحين مَن قُتِل في المعارك أيضاً،
فالحديثُ هنا في الآية ليس عن الشهداءِ الذين قُتلوا في المعارك.. وإنّما الحديثُ عن مراتب ومنازل لأشياعِ أهلِ البيت، منها "مرتبةُ الشهداء"
والمراد مِنها: الشهادةُ على الخَلْق
وهؤلاء (أي الشهداءُ على الخَلْق) قد يكونون مِن الّذين قُتلوا في المعركة وقد لا يكونون
فحين نقرأ في زيارةِ الحمزة: (السلامُ عليك يا خيرَ الشهداء)
فأحدُ معاني الشُهداءِ هنا: أي الذين يشهدون على الخَلْقِ يومَ القيامة
فأحاديثُ العترةِ تُخبِرنا أنّ الحمزةَ وجعفرَ الطيّار أعلى رُتبةً مِن الأنبياء، فهما الشاهدان لأفضلِ الأنبياءِ يومَ القيامةِ وهو نوح،
يعني أنّ حمزةَ وجعفر هما الّلذان يُوثِّقانِ نوح ويشهدان له بتبليغِ الرسالة، كما يقولُ إمامُنا الصادق وهو يتحدّثُ عن مقامِ الشهادةِ لجعفرَ وحمزةَ يومَ القيامة، يقول:
(إذا كان يومُ القيامةِ وجمع اللهُ تبارك وتعالى الخلائق، كان نوحٌ أوّلَ مَن يُدعى به، فيُقالُ له: هل بلَّغتَ؟ فيقول: نعم، فيُقال له: مَن يشهدُ لك؟ فيقول: محمّدُ بن عبداللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله"
فيخرجُ نوحٌ فيتخطّى الناسَ حتّى يجيئَ إلى محمّدٍ وهو على كثيبِ المِسك ومعه عليٌّ وهو قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فلمّا رأوهُ زُلفةً سِيئت وجوهُ الذين كفروا} - كثيب المسك: هو منزلةٌ من منازلِ أهلِ البيتِ في ساحةِ الحساب-
فيقول نوحٌ لمحمّدٍ "صلّى اللهُ عليه وآله":
يا محمّد، إنّ اللهَ تبارك وتعالى سألني: هل بلّغتَ؟ فقلتُ: نعم، فقال: مَن يشهدُ لك؟ فقلتُ: محمّدٌ، فيقولُ رسولُ الله:
يا جعفرُ ويا حمزةُ اذهبا واشهدا لَه أنّه قد بلّغ،
يقول الإمام: فجعفرُ وحمزةُ هما الشاهدان للأنبياء بما بلّغوا،
فقال له أحد أصحابهِ: جعلتُ فداك فعليٌ أين هو؟ فقال: هو أعظمُ منزلةً مِن ذلك)
[البحار: ج7]
الأنبياء هم أشرفُ الخلائقِ بعد محمّدٍ وآلِ محمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم"
والروايةُ هنا تُبيّنُ لنا أنّ حمزةَ وجعفر هما الشاهدان للأنبياءِ طُرّاً يومَ القيامةِ بما بلّغوا،
والذي يشهدُ للأنبياءِ قطعاً هو شاهدٌ على مَن هم دون الأنبياءِ في المنزلةِ والشرافةِ إلى بقيّةِ الخلائقِ وجميعِ ما في الوجود
فهذا هو مقامُ (جعفر الطيّار وحمزة) عليهما السلام يومَ القيامة،
إنّه مقامٌ رفيعٌ جدّاً لا نستطيعُ أن نتصوّرَهُ!
لأنّ هذه الشهادةَ هي شهادةٌ على النبوّةِ وليست شهادةً على التصرُّفاتِ الشخصيّةِ أو المعاملاتِ التجاريّة.. وإنّما شهادةٌ على النبوّة، وشهادةٌ على الوحي، وشهادةٌ على الكُتُبِ النازلة، وشهادةٌ على ملائكةِ الوحيّ وعلى العلاقةِ المعنويّة فيما بين الأنبياءِ وبين الوحي،
فهي شهادةٌ واسعةٌ جدّاً لا نستطيعُ أن نتصوّرَ سِعتَها وأبعادَها!
والشاهدُ للأنبياءِ على كلِّ ذلك هما حمزةُ وجعفر،
فهل نستطيعُ أن نتصوّرَ عظمةَ مقامِ الحمزة وجعفر "صلواتُ اللهِ عليهما"؟!
إنّه مقامٌ عظيمٌ جدّاً..ولكنّه ليس أعلى الرُتبِ في درجاتِ أولياءِ أهلِ البيت،
فإنّ منزلةَ أبي الفضلِ العبّاس أعلى رُتبةً مِن منزلةِ حمزةَ وجعفرَ الطيّار،
راجعوا الموضوع التالي في #الرابط ففيه توضيحٌ لذلك
https://t.me/zahraa_culture/3484
أمّا سيّدُ الأوصياء وسائرُ أئمتِنا فمنزلتُهم أعلى شأناً مِن كلّ ذلك،
فأهلُ البيتِ لا يُقاسُ بهم أحدٌ أبداً، والقرآنُ يؤكّدُ ذلك في سورةِ الرعد حين يقول:
{ويقولُ الّذين كفروا لستَ مُرسَلاً قُل كفى باللهِ شهيداً بيني وبينكُم ومَن عندَهُ عِلمُ الكتاب}
الذي عنده عِلمُ الكتاب: هو عليٌّ "صلواتُ الله عليه"
فشهادةُ عليٍّ لا تُقرَنُ إلى شهادةِ جعفر أو الحمزة، وإنّما شهادتُهُ مع شهادةِ الله،
ولذا قال صادقُ العترةِ عن عليٍّ إنّه أعظمُ منزلةً مِن ذلك
مِن هنا كانت معرفتُنا بمقامِ أولياءِ أهلِ البيتِ الذين هم في المراتب العالية تُعَدُّ مُقدّمةً لمعرفةِ إمامِ زمانِنا
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
:
❂ نقرأ في زيارةِ الحمزةِ هذه العبارة:
(السلامُ عليك يا عمَّ رسولِ الله، السلامُ عليك يا خيرَ الشُهداء)
• ما المُراد مِن عُنوان "الشُهداء" هنا؟
كلمةُ "الشُهداء" تُطلَقُ تارةً على شُهداءِ المعارك، وتُطلَقُ أيضاً على الذين يشهدون على الخلْقِ يومَ القيامة،
وكلا المعنيين ينطبِقُ على الحمزةَ عمِّ النبي،
فهو مِن خِيرةِ شُهداءِ المعارك في زمانِهِ، وهو مِن الشُهداءِ على الخلقِ يومَ القيامة
وهذا العنوان (الشُهداء) في الأعمِّ الأغلبِ حين يُذكَرُ في القرآن فإنّه يُستعمَلُ في: "مرتبةُ الشهادةِ على الخَلق"
كما نقرأ في سورةِ النساء:
{ومَن يُطِع اللهَ والرسولَ فأولئك مع الّذين أنعم اللهُ عليهم مِن النبيّينَ والصِدّيقين والشُهداءِ والصالحين}
لاحظوا أنّ الآيةَ هنا ذكرت عِدّةَ عناوين؛
ذكرت بعد النبيّين (الصِدّيقين، والشهداء والصالحين)
وهناك مِن الصدّيقين مَن قُتِل في المعارك، وهناك مِن الصالحين مَن قُتِل في المعارك أيضاً،
فالحديثُ هنا في الآية ليس عن الشهداءِ الذين قُتلوا في المعارك.. وإنّما الحديثُ عن مراتب ومنازل لأشياعِ أهلِ البيت، منها "مرتبةُ الشهداء"
والمراد مِنها: الشهادةُ على الخَلْق
وهؤلاء (أي الشهداءُ على الخَلْق) قد يكونون مِن الّذين قُتلوا في المعركة وقد لا يكونون
فحين نقرأ في زيارةِ الحمزة: (السلامُ عليك يا خيرَ الشهداء)
فأحدُ معاني الشُهداءِ هنا: أي الذين يشهدون على الخَلْقِ يومَ القيامة
فأحاديثُ العترةِ تُخبِرنا أنّ الحمزةَ وجعفرَ الطيّار أعلى رُتبةً مِن الأنبياء، فهما الشاهدان لأفضلِ الأنبياءِ يومَ القيامةِ وهو نوح،
يعني أنّ حمزةَ وجعفر هما الّلذان يُوثِّقانِ نوح ويشهدان له بتبليغِ الرسالة، كما يقولُ إمامُنا الصادق وهو يتحدّثُ عن مقامِ الشهادةِ لجعفرَ وحمزةَ يومَ القيامة، يقول:
(إذا كان يومُ القيامةِ وجمع اللهُ تبارك وتعالى الخلائق، كان نوحٌ أوّلَ مَن يُدعى به، فيُقالُ له: هل بلَّغتَ؟ فيقول: نعم، فيُقال له: مَن يشهدُ لك؟ فيقول: محمّدُ بن عبداللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله"
فيخرجُ نوحٌ فيتخطّى الناسَ حتّى يجيئَ إلى محمّدٍ وهو على كثيبِ المِسك ومعه عليٌّ وهو قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فلمّا رأوهُ زُلفةً سِيئت وجوهُ الذين كفروا} - كثيب المسك: هو منزلةٌ من منازلِ أهلِ البيتِ في ساحةِ الحساب-
فيقول نوحٌ لمحمّدٍ "صلّى اللهُ عليه وآله":
يا محمّد، إنّ اللهَ تبارك وتعالى سألني: هل بلّغتَ؟ فقلتُ: نعم، فقال: مَن يشهدُ لك؟ فقلتُ: محمّدٌ، فيقولُ رسولُ الله:
يا جعفرُ ويا حمزةُ اذهبا واشهدا لَه أنّه قد بلّغ،
يقول الإمام: فجعفرُ وحمزةُ هما الشاهدان للأنبياء بما بلّغوا،
فقال له أحد أصحابهِ: جعلتُ فداك فعليٌ أين هو؟ فقال: هو أعظمُ منزلةً مِن ذلك)
[البحار: ج7]
الأنبياء هم أشرفُ الخلائقِ بعد محمّدٍ وآلِ محمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم"
والروايةُ هنا تُبيّنُ لنا أنّ حمزةَ وجعفر هما الشاهدان للأنبياءِ طُرّاً يومَ القيامةِ بما بلّغوا،
والذي يشهدُ للأنبياءِ قطعاً هو شاهدٌ على مَن هم دون الأنبياءِ في المنزلةِ والشرافةِ إلى بقيّةِ الخلائقِ وجميعِ ما في الوجود
فهذا هو مقامُ (جعفر الطيّار وحمزة) عليهما السلام يومَ القيامة،
إنّه مقامٌ رفيعٌ جدّاً لا نستطيعُ أن نتصوّرَهُ!
لأنّ هذه الشهادةَ هي شهادةٌ على النبوّةِ وليست شهادةً على التصرُّفاتِ الشخصيّةِ أو المعاملاتِ التجاريّة.. وإنّما شهادةٌ على النبوّة، وشهادةٌ على الوحي، وشهادةٌ على الكُتُبِ النازلة، وشهادةٌ على ملائكةِ الوحيّ وعلى العلاقةِ المعنويّة فيما بين الأنبياءِ وبين الوحي،
فهي شهادةٌ واسعةٌ جدّاً لا نستطيعُ أن نتصوّرَ سِعتَها وأبعادَها!
والشاهدُ للأنبياءِ على كلِّ ذلك هما حمزةُ وجعفر،
فهل نستطيعُ أن نتصوّرَ عظمةَ مقامِ الحمزة وجعفر "صلواتُ اللهِ عليهما"؟!
إنّه مقامٌ عظيمٌ جدّاً..ولكنّه ليس أعلى الرُتبِ في درجاتِ أولياءِ أهلِ البيت،
فإنّ منزلةَ أبي الفضلِ العبّاس أعلى رُتبةً مِن منزلةِ حمزةَ وجعفرَ الطيّار،
راجعوا الموضوع التالي في #الرابط ففيه توضيحٌ لذلك
https://t.me/zahraa_culture/3484
أمّا سيّدُ الأوصياء وسائرُ أئمتِنا فمنزلتُهم أعلى شأناً مِن كلّ ذلك،
فأهلُ البيتِ لا يُقاسُ بهم أحدٌ أبداً، والقرآنُ يؤكّدُ ذلك في سورةِ الرعد حين يقول:
{ويقولُ الّذين كفروا لستَ مُرسَلاً قُل كفى باللهِ شهيداً بيني وبينكُم ومَن عندَهُ عِلمُ الكتاب}
الذي عنده عِلمُ الكتاب: هو عليٌّ "صلواتُ الله عليه"
فشهادةُ عليٍّ لا تُقرَنُ إلى شهادةِ جعفر أو الحمزة، وإنّما شهادتُهُ مع شهادةِ الله،
ولذا قال صادقُ العترةِ عن عليٍّ إنّه أعظمُ منزلةً مِن ذلك
مِن هنا كانت معرفتُنا بمقامِ أولياءِ أهلِ البيتِ الذين هم في المراتب العالية تُعَدُّ مُقدّمةً لمعرفةِ إمامِ زمانِنا
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
Forwarded from الثقافة الزهرائية
تحذيرُ إمامِنا الجوادِ مِن الوقوعِ في عبادةِ الشيطان!
وقفة عند حديثِ جوادِ الأئمة: (مَن استمع إلى ناطقٍ فقد عَبَده)!
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله، وإن كان الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس فقد عبَدَ إبليس!)
[الكافي: ج6]
〰〰〰〰〰
[توضيحات]
الإمام يُبيّنُ أنّ هناك منطقان:
• منطقٌ إلهيّ
• ومنطقٌ إبليسيّ
فالناطقُ لا يخلو؛ إمّا أن يكونَ ناطِقاً عن اللهِ وذلك هو الحقّ،
وإمّا أن يكونَ ناطِقاً عن إبليس وذلك هو الباطل، ولا ثالثَ لهما
وأمّا الذي يخلِطُ في كلامِهِ بين الحقِّ والباطل لأجلِ إخفاءِ الباطلِ وتمريرِهِ على الناسِ بخفاء، فذلك إبليسُ الأبالسة!
✦ قولِهِ: (فإن كان الناطقُ عن الله فقد عبَدَ الله) لابُدّ أن نعرف أنّ الناطقين عن اللهِ هم أهلُ البيتِ فقط
ونحنُ بين أيدينا أحاديثُهم الشريفة،
فهذه الأحاديثُ ناطِقةٌ عن اللهِ تعالى لأنّ كلامَ الأئمةِ الأطهار هو بعينِهِ كلامُ الله.. فلا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم "صلواتُ اللهِ عليهم" كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الباقرُ حين يقول:
(أما إنّه ليس عند أحدٍ مِن الناسِ حقٌّ ولا صوابٌ إلّا شيءٌ أخذوهُ مِنّا أهلَ البيت، ولا أحدٌ مِن الناسِ يقضي بحقٍّ وعدلٍ وصوابٍ إلّا مِفتاحُ ذلك القضاءِ وبابُهُ وأوّلُهُ وسَبَبُهُ عليُّ بنُ أبي طالب،
فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأُ مِن قِبَلِهم إذا أخطأوا والصوابُ مِن قِبَلِ عليِّ بن أبي طالب)
[البحار: ج2]
وكما يقولُ أيضاً "عليه السلام": (كلُّ ما لَم يخرج مِن هذا البيت فهو باطل)
ولذا قال الإمام لِسَلَمةَ بن كُهيل والحكم بن عُيينة:
(شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدانِ عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عندنا أهلَ البيت)
ونفس هذا المضمون قالهُ إمامُنا الباقر أيضاً حين ذكروا عندهُ الحسنَ البصري، حيث قال:
(فليذهب الحسنُ -البصري- يميناً وشمالاً، لا يُوجدُ العِلْمُ إلّا عند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل)
كلُّ هذه الأحاديثُ وغيرُها تُؤكّدُ أنّ الذين ينطقونَ عن اللهِ هم أهلُ البيتِ فقط، ولا يُوجدُ ناطقٌ عن اللهِ سِواهم
بالنسبةِ إلينا.. نحنُ إذا كُنّا صادقين في نقلِ حديثِهم فإنّنا نَنقلُ عن الناطقينَ عن الله.. أمّا الناطقون عن اللهِ بشكلٍ حقيقيٍّ ومُطلق فهُم أهلُ البيتِ فقط
✸ قد يسأل سائل:
لماذا عَدَّ إمامُنا الجوادُ الإصغاءَ لناطقٍ عبادةً له؟
الجواب: لأنّ الإمامَ لا يتحدّثُ عن مُجرّد سُماع عاديٍّ للكلام، وإنّما يتحدّثُ عن "إصغاء" وفارقٌ كبير بين السمع والإصغاء
المُراد مِن الإصغاء: يعني استماعٌ مع انتباه، يعني هناك نوعٌ مِن الرغبة في تلقّي الكلام، لذلك يكون الإصغاءُ للمُتحدّثِ مُساوٍ لِعبادته،
فإن كان الناطقُ هو الإمام المعصوم فإنّ المعصومين ناطقون عن الله، فيكونُ الاصغاءُ لحديثِهم عبادةٌ لله،
وإذا كان الناطِقُ ينطِقُ بكلامٍ يُخالفُ منطق الناطقين عن الله (أي يُخالفُ أهلَ البيت) فهذا الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس
وبعبارةٍ أخرى:
إبليس يُخفي نفسَهُ وراء لسانِ هذا الناطق،
فالذي يُصغي لهذا الناطق عن إبليس فإنّه يعبدُ إبليس وهو لا يشعر!
• والمُراد مِن قولِ الإمام (فقد عَبَده) يعني جعل ذلك الناطقَ إماماً له.. فإذا كان هذا الناطق ينطِقُ عن لسانِ إبليس فإنّ الذي يُصغي إليه قد دان بإمامةِ هذا الناطق الإبليسي!
✱ ملاحظة مُهمّة:
إبليس حين يُريدُ إغواءَ المؤمنين.. إنّه لا يأتيهم بصورتِهِ البشعةِ الواضحة للجميع، لأنّهم سيُعرضونَ عنه.. ولكنّه يأتيهم وهو يرتدي عباءةَ الحقّ كي يخدعَ الناس!
فيُخفي إبليسُ نفسَهُ تحت ألسنةِ الناطقين بالكلام الحسن الذين لهم مقبوليّة ومنزلة عند الناس، ولكلامِهم تأثيرٌ في نفوسِ الناس.. لأنّ إبليس لا يجِدُ مخبأً يصعبُ اكتشافُهُ ويصعبُ معرفةُ وجودِ إبليس فيه أفضل مِن هؤلاء الناطقين الذين لهم مقبوليّةٌ وتأثيرٌ ومكانة بين الناس في الوسط الديني، كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادقُ في هذه الرواية الخطيرة حيث يقول:
(إنّا أهلُ بيتٍ لا يزالُ الشيطانُ يُدخِلُ فينا مَن ليس مِنّا ولا مِن أهلِ ديننا، فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس.. أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا، وكلّما ذهب واحد جاء آخر)!
• قوله: (فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس) أي رفع إبليسُ رجلَ الدينِ هذا وصار مشهوراً معروفاً والناس مُلتفّةٌ حولهُ (أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا)!
يعني أنّ ما ينطِقُ به هذا الناطقُ الدينيُّ وما يطرحُهُ مِن فِكرٍ هو بأمرِ الشيطانِ ويخدمُ مشروعَ الشيطان!
الروايةُ خطيرةٌ جدّاً فهي تُبيّنُ أنّ الشيطانَ يُدخِلُ في وسَطِنا الشيعيّ شخصيّاتٍ ترتدي الّلباس الديني (يعني رجال دين) ولكن في حقيقتِهم لا علاقةَ لهم بأهلِ البيت!
تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
حيثُ يُبيّنُ لنا كيف نعرف ونُشخّص الناطقين عن إبليس في واقعِنا الشيعي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2893995027505282/
#الثقافة_الزهرائية
وقفة عند حديثِ جوادِ الأئمة: (مَن استمع إلى ناطقٍ فقد عَبَده)!
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله، وإن كان الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس فقد عبَدَ إبليس!)
[الكافي: ج6]
〰〰〰〰〰
[توضيحات]
الإمام يُبيّنُ أنّ هناك منطقان:
• منطقٌ إلهيّ
• ومنطقٌ إبليسيّ
فالناطقُ لا يخلو؛ إمّا أن يكونَ ناطِقاً عن اللهِ وذلك هو الحقّ،
وإمّا أن يكونَ ناطِقاً عن إبليس وذلك هو الباطل، ولا ثالثَ لهما
وأمّا الذي يخلِطُ في كلامِهِ بين الحقِّ والباطل لأجلِ إخفاءِ الباطلِ وتمريرِهِ على الناسِ بخفاء، فذلك إبليسُ الأبالسة!
✦ قولِهِ: (فإن كان الناطقُ عن الله فقد عبَدَ الله) لابُدّ أن نعرف أنّ الناطقين عن اللهِ هم أهلُ البيتِ فقط
ونحنُ بين أيدينا أحاديثُهم الشريفة،
فهذه الأحاديثُ ناطِقةٌ عن اللهِ تعالى لأنّ كلامَ الأئمةِ الأطهار هو بعينِهِ كلامُ الله.. فلا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم "صلواتُ اللهِ عليهم" كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الباقرُ حين يقول:
(أما إنّه ليس عند أحدٍ مِن الناسِ حقٌّ ولا صوابٌ إلّا شيءٌ أخذوهُ مِنّا أهلَ البيت، ولا أحدٌ مِن الناسِ يقضي بحقٍّ وعدلٍ وصوابٍ إلّا مِفتاحُ ذلك القضاءِ وبابُهُ وأوّلُهُ وسَبَبُهُ عليُّ بنُ أبي طالب،
فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأُ مِن قِبَلِهم إذا أخطأوا والصوابُ مِن قِبَلِ عليِّ بن أبي طالب)
[البحار: ج2]
وكما يقولُ أيضاً "عليه السلام": (كلُّ ما لَم يخرج مِن هذا البيت فهو باطل)
ولذا قال الإمام لِسَلَمةَ بن كُهيل والحكم بن عُيينة:
(شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدانِ عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عندنا أهلَ البيت)
ونفس هذا المضمون قالهُ إمامُنا الباقر أيضاً حين ذكروا عندهُ الحسنَ البصري، حيث قال:
(فليذهب الحسنُ -البصري- يميناً وشمالاً، لا يُوجدُ العِلْمُ إلّا عند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل)
كلُّ هذه الأحاديثُ وغيرُها تُؤكّدُ أنّ الذين ينطقونَ عن اللهِ هم أهلُ البيتِ فقط، ولا يُوجدُ ناطقٌ عن اللهِ سِواهم
بالنسبةِ إلينا.. نحنُ إذا كُنّا صادقين في نقلِ حديثِهم فإنّنا نَنقلُ عن الناطقينَ عن الله.. أمّا الناطقون عن اللهِ بشكلٍ حقيقيٍّ ومُطلق فهُم أهلُ البيتِ فقط
✸ قد يسأل سائل:
لماذا عَدَّ إمامُنا الجوادُ الإصغاءَ لناطقٍ عبادةً له؟
الجواب: لأنّ الإمامَ لا يتحدّثُ عن مُجرّد سُماع عاديٍّ للكلام، وإنّما يتحدّثُ عن "إصغاء" وفارقٌ كبير بين السمع والإصغاء
المُراد مِن الإصغاء: يعني استماعٌ مع انتباه، يعني هناك نوعٌ مِن الرغبة في تلقّي الكلام، لذلك يكون الإصغاءُ للمُتحدّثِ مُساوٍ لِعبادته،
فإن كان الناطقُ هو الإمام المعصوم فإنّ المعصومين ناطقون عن الله، فيكونُ الاصغاءُ لحديثِهم عبادةٌ لله،
وإذا كان الناطِقُ ينطِقُ بكلامٍ يُخالفُ منطق الناطقين عن الله (أي يُخالفُ أهلَ البيت) فهذا الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس
وبعبارةٍ أخرى:
إبليس يُخفي نفسَهُ وراء لسانِ هذا الناطق،
فالذي يُصغي لهذا الناطق عن إبليس فإنّه يعبدُ إبليس وهو لا يشعر!
• والمُراد مِن قولِ الإمام (فقد عَبَده) يعني جعل ذلك الناطقَ إماماً له.. فإذا كان هذا الناطق ينطِقُ عن لسانِ إبليس فإنّ الذي يُصغي إليه قد دان بإمامةِ هذا الناطق الإبليسي!
✱ ملاحظة مُهمّة:
إبليس حين يُريدُ إغواءَ المؤمنين.. إنّه لا يأتيهم بصورتِهِ البشعةِ الواضحة للجميع، لأنّهم سيُعرضونَ عنه.. ولكنّه يأتيهم وهو يرتدي عباءةَ الحقّ كي يخدعَ الناس!
فيُخفي إبليسُ نفسَهُ تحت ألسنةِ الناطقين بالكلام الحسن الذين لهم مقبوليّة ومنزلة عند الناس، ولكلامِهم تأثيرٌ في نفوسِ الناس.. لأنّ إبليس لا يجِدُ مخبأً يصعبُ اكتشافُهُ ويصعبُ معرفةُ وجودِ إبليس فيه أفضل مِن هؤلاء الناطقين الذين لهم مقبوليّةٌ وتأثيرٌ ومكانة بين الناس في الوسط الديني، كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادقُ في هذه الرواية الخطيرة حيث يقول:
(إنّا أهلُ بيتٍ لا يزالُ الشيطانُ يُدخِلُ فينا مَن ليس مِنّا ولا مِن أهلِ ديننا، فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس.. أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا، وكلّما ذهب واحد جاء آخر)!
• قوله: (فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس) أي رفع إبليسُ رجلَ الدينِ هذا وصار مشهوراً معروفاً والناس مُلتفّةٌ حولهُ (أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا)!
يعني أنّ ما ينطِقُ به هذا الناطقُ الدينيُّ وما يطرحُهُ مِن فِكرٍ هو بأمرِ الشيطانِ ويخدمُ مشروعَ الشيطان!
الروايةُ خطيرةٌ جدّاً فهي تُبيّنُ أنّ الشيطانَ يُدخِلُ في وسَطِنا الشيعيّ شخصيّاتٍ ترتدي الّلباس الديني (يعني رجال دين) ولكن في حقيقتِهم لا علاقةَ لهم بأهلِ البيت!
تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
حيثُ يُبيّنُ لنا كيف نعرف ونُشخّص الناطقين عن إبليس في واقعِنا الشيعي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2893995027505282/
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
الإمام الجواد يُحدّثنا عن انقسام الناس في زمان الغَيبة: إلى مُرتابين في دِينهم وإلى غُرباء!
فَمن هم المُرتابين؟ ومَن هم الغُرباء؟ ولِمَن تكون العاقبة المحمودة؟
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ الله عليه":
(إذا مات ابني عليّ بدا سراجٌ بعدَهُ ثمّ خَفِيّ، فويلٌ للمُرتاب، وطُوبى للغريب الفارِّ بدينِه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداثٌ تشيبُ فيها النواصي ويسيرُ الصُمُّ الصلاب)
[غيبة النعماني]
〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قوله: (إذا مات ابني علي) الإمام يُشير إلى قتلِ إمامِنا الهادي وما سيقعُ بعد قتلهِ مِن وقائع،
ويُمكن أن يُستكشَف من الرواية أيضاً أنّ المُراد هو أنّ الإمام بعد إمامِنا الجواد هو الإمام الهادي؛ لأنّ الأئمة دائماً حينما يتحدّثون عن أبنائهم، فهم يتحدّثون عن أبنائهم المعصومين، أي الأئمة مِن بعدهم
✦ قوله: (بدا سراجٌ بعدهُ ثمّ خَفِيّ) السراج في الّلغة: هو المصباحُ المتوهّج الذي يسطعُ ضِياؤه، فالإمام يقول:
إذا رحل ابني (الإمام الهادي) بدا سراج بعدَهُ، أي: بدا نُور الإمام الذي يأتي بعده وهو الإمام العسكري
وعبّر عنه بالسِراج باعتبار أنّ إمامتَهُ بين شيعتِهِ واضحة، وأنّ الإمامَ كان ظاهراً ولم يكن خفيّاً عن الشيعة، وإنّما كان بإمكان الشيعةِ أن يصلوا إليه وإن كان بنحوٍ فيه صعوبة في زمن العباسيّين
لكن في بعضِ مقاطع عُمرهِ الشريف.. كان الشيعة بإمكانهم أن يصلوا للإمام، وكان يُشارُ إليه أنّ هذا هو إمامُ الشيعة
✦ قوله: (ثمّ خفِيّ) يعني ثمّ يأتي إمامٌ خفيٌ بعدهُ وهو إمام زماننا
فإمامُ زمانِنا مُنذ أوّلِ يومٍ مِن أيّام إمامتِهِ بعد شهادة أبيه اختفى في التاسع مِن ربيع الأوّل، فابتدأت إمامتُهُ مع غَيبته "صلواتُ الله عليه"
وقد يكون المُراد: ثمّ خفيَ سراجُ الإمامة بغَيبة الإمام الحُجّة بحيث لا يكونُ ظاهراً وجليّاً بين الناس،
✦ قوله: (فويلٌ للمُرتاب) المُرتاب هو الذي دخل الشكُّ في قلبِهِ تجاه إمامِهِ
عِلماً أنّ الشكّ فيه مراتب مُختلفة؛ فتارةً يكونُ الشكُّ في أصلِ الإمامة، أي في أصلِ وجود الإمام،
وتارةً يكون الشكّ في مراتب الاعتقاد بالإمام
أمّا كلمة (ويل) في لغة العرب فتُقال للذي ينتظرُ العاقبة السيّئة
وأمّا في رواياتنا فالمُراد مِن كلمة (ويل) هو وادٍ في جهنّم من أشدّ الأوديةِ عذاباً على الناس.. فيه جبلٌ من نُحاس ذائب، وفيه رصاصٌ ذائب، وفيه أنواع العذاب المُختلفة، وبعض الروايات تَصِفُه بأنّه وادٍ في جهنّم لو تنفّس لأحرقَ جهنّم!
هذا لا يعني أنّ جهنّم ليست مُحرقة.. لكن جهنّم بالقياس إلى حرارةِ هذا الوادي تكون باردة إذا قِيست بِحرارته
بالنتيجة معنى قوله: (ويلٌ للمُرتاب) هو ما يلقاهُ الانسان من سُوء العاقبة
✦ قوله: (وطُوبى للغريب الفارِّ بدينِه) طُوبى في لغة العرب تُستعمل للعاقبة الحسنة، فحين يُقال: "طُوبى لفلان" أي: هنيئاً له، فإنّ له العاقبة الحسنة
أمّا في ثقافة العترة فالمُراد مِن "طوبى" شجرة في الجنّة منبَتُها في دار أمير المؤمنين وتَصِل أغصانُها إلى كلّ بيوت شيعتِهِ في الجنّة
وهناك دلالات ومعاني أخرى لهذه الشجرة، منها:
أنّ (شجرة طوبى) تُطلق على الزهراء أو تُطلق على الشجرة المُباركة لأهل البيت
• علماً أنّ قول الإمام (طُوبى للغريب الفارِّ بدينه) الحديثُ هنا عن الناس وليس الإمام المعصوم
مع أنّه ورد في بعض الروايات أنّ الغريب وأنّ الفارّ مِن أوصاف إمامِ زمانِنا،
لكن الحديث هنا عن الناس وليس عن الإمام
فالإمام يقول أنّه إذا ما بدا السراج ثمّ خَفِي، فإنّ الناس سينقسمون إلى: مُرتابين في دينهم، وإلى غرباء
والمُراد مِن الغريب في روايات العترة هو المؤمن الموالي لأهل البيت والمُسلِّمُ إليهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر في قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون} قال:
(قد أفلح المُسلِّمون، إنّ المُسلِّمين هم النُجباء، والمُؤمن غريب. ثمّ قال: طُوبى للغرباء)
[المحاسن]
• وفي بعض الروايات ورد هذا المعنى: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطُوبى للغُرباء)
قطعاً ليس المراد مِن عنوان (الغريب) في الروايات هو الغريب في لباسه أو في شكله.. وإنّما المُراد هو الغريب في عقيدتِهِ بأهل البيت، وغريبٌ في عُلقتِهِ بأهل البيت، بحيث أنّ الناس في زمان الغَيبة يكونون في وادٍ، والذي يكون مع أهل البيت يكون في وادٍ آخر!
لأنّ الغريب هو الذي ليس له مِن قريب، فالناس في زمن الغَيبة تكون لهم القرابةُ مع كلّ شيء؛
تكون لهم قرابة مع الدنيا، وقرابةٌ مع الأموال، وقرابةٌ مع النساء، وقرابةٌ مع كلّ شيء.. إلاّ القرابةُ مع الإمام الحجّة..! فإنّه لا تكون لهم قرابةٌ وتعلّقٌ وارتباطٌ وثيقٌ بإمامِ زمانهم!
فقطعاً حينما يُوجد في مِثل هذا الجوّ (البعيد عن الإمام) حينما يُوجد فيه إنسان له عُلقةٌ وارتباطٌ وثيقٌ بإمامِ زمانِه، وله عُلقة شديدة بأهل البيت.. فقطعاً سيكونُ غريباً حينئذٍ!
تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2005762089661918/
#الثقافة_الزهرائية
فَمن هم المُرتابين؟ ومَن هم الغُرباء؟ ولِمَن تكون العاقبة المحمودة؟
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد "صلواتُ الله عليه":
(إذا مات ابني عليّ بدا سراجٌ بعدَهُ ثمّ خَفِيّ، فويلٌ للمُرتاب، وطُوبى للغريب الفارِّ بدينِه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداثٌ تشيبُ فيها النواصي ويسيرُ الصُمُّ الصلاب)
[غيبة النعماني]
〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قوله: (إذا مات ابني علي) الإمام يُشير إلى قتلِ إمامِنا الهادي وما سيقعُ بعد قتلهِ مِن وقائع،
ويُمكن أن يُستكشَف من الرواية أيضاً أنّ المُراد هو أنّ الإمام بعد إمامِنا الجواد هو الإمام الهادي؛ لأنّ الأئمة دائماً حينما يتحدّثون عن أبنائهم، فهم يتحدّثون عن أبنائهم المعصومين، أي الأئمة مِن بعدهم
✦ قوله: (بدا سراجٌ بعدهُ ثمّ خَفِيّ) السراج في الّلغة: هو المصباحُ المتوهّج الذي يسطعُ ضِياؤه، فالإمام يقول:
إذا رحل ابني (الإمام الهادي) بدا سراج بعدَهُ، أي: بدا نُور الإمام الذي يأتي بعده وهو الإمام العسكري
وعبّر عنه بالسِراج باعتبار أنّ إمامتَهُ بين شيعتِهِ واضحة، وأنّ الإمامَ كان ظاهراً ولم يكن خفيّاً عن الشيعة، وإنّما كان بإمكان الشيعةِ أن يصلوا إليه وإن كان بنحوٍ فيه صعوبة في زمن العباسيّين
لكن في بعضِ مقاطع عُمرهِ الشريف.. كان الشيعة بإمكانهم أن يصلوا للإمام، وكان يُشارُ إليه أنّ هذا هو إمامُ الشيعة
✦ قوله: (ثمّ خفِيّ) يعني ثمّ يأتي إمامٌ خفيٌ بعدهُ وهو إمام زماننا
فإمامُ زمانِنا مُنذ أوّلِ يومٍ مِن أيّام إمامتِهِ بعد شهادة أبيه اختفى في التاسع مِن ربيع الأوّل، فابتدأت إمامتُهُ مع غَيبته "صلواتُ الله عليه"
وقد يكون المُراد: ثمّ خفيَ سراجُ الإمامة بغَيبة الإمام الحُجّة بحيث لا يكونُ ظاهراً وجليّاً بين الناس،
✦ قوله: (فويلٌ للمُرتاب) المُرتاب هو الذي دخل الشكُّ في قلبِهِ تجاه إمامِهِ
عِلماً أنّ الشكّ فيه مراتب مُختلفة؛ فتارةً يكونُ الشكُّ في أصلِ الإمامة، أي في أصلِ وجود الإمام،
وتارةً يكون الشكّ في مراتب الاعتقاد بالإمام
أمّا كلمة (ويل) في لغة العرب فتُقال للذي ينتظرُ العاقبة السيّئة
وأمّا في رواياتنا فالمُراد مِن كلمة (ويل) هو وادٍ في جهنّم من أشدّ الأوديةِ عذاباً على الناس.. فيه جبلٌ من نُحاس ذائب، وفيه رصاصٌ ذائب، وفيه أنواع العذاب المُختلفة، وبعض الروايات تَصِفُه بأنّه وادٍ في جهنّم لو تنفّس لأحرقَ جهنّم!
هذا لا يعني أنّ جهنّم ليست مُحرقة.. لكن جهنّم بالقياس إلى حرارةِ هذا الوادي تكون باردة إذا قِيست بِحرارته
بالنتيجة معنى قوله: (ويلٌ للمُرتاب) هو ما يلقاهُ الانسان من سُوء العاقبة
✦ قوله: (وطُوبى للغريب الفارِّ بدينِه) طُوبى في لغة العرب تُستعمل للعاقبة الحسنة، فحين يُقال: "طُوبى لفلان" أي: هنيئاً له، فإنّ له العاقبة الحسنة
أمّا في ثقافة العترة فالمُراد مِن "طوبى" شجرة في الجنّة منبَتُها في دار أمير المؤمنين وتَصِل أغصانُها إلى كلّ بيوت شيعتِهِ في الجنّة
وهناك دلالات ومعاني أخرى لهذه الشجرة، منها:
أنّ (شجرة طوبى) تُطلق على الزهراء أو تُطلق على الشجرة المُباركة لأهل البيت
• علماً أنّ قول الإمام (طُوبى للغريب الفارِّ بدينه) الحديثُ هنا عن الناس وليس الإمام المعصوم
مع أنّه ورد في بعض الروايات أنّ الغريب وأنّ الفارّ مِن أوصاف إمامِ زمانِنا،
لكن الحديث هنا عن الناس وليس عن الإمام
فالإمام يقول أنّه إذا ما بدا السراج ثمّ خَفِي، فإنّ الناس سينقسمون إلى: مُرتابين في دينهم، وإلى غرباء
والمُراد مِن الغريب في روايات العترة هو المؤمن الموالي لأهل البيت والمُسلِّمُ إليهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر في قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون} قال:
(قد أفلح المُسلِّمون، إنّ المُسلِّمين هم النُجباء، والمُؤمن غريب. ثمّ قال: طُوبى للغرباء)
[المحاسن]
• وفي بعض الروايات ورد هذا المعنى: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطُوبى للغُرباء)
قطعاً ليس المراد مِن عنوان (الغريب) في الروايات هو الغريب في لباسه أو في شكله.. وإنّما المُراد هو الغريب في عقيدتِهِ بأهل البيت، وغريبٌ في عُلقتِهِ بأهل البيت، بحيث أنّ الناس في زمان الغَيبة يكونون في وادٍ، والذي يكون مع أهل البيت يكون في وادٍ آخر!
لأنّ الغريب هو الذي ليس له مِن قريب، فالناس في زمن الغَيبة تكون لهم القرابةُ مع كلّ شيء؛
تكون لهم قرابة مع الدنيا، وقرابةٌ مع الأموال، وقرابةٌ مع النساء، وقرابةٌ مع كلّ شيء.. إلاّ القرابةُ مع الإمام الحجّة..! فإنّه لا تكون لهم قرابةٌ وتعلّقٌ وارتباطٌ وثيقٌ بإمامِ زمانهم!
فقطعاً حينما يُوجد في مِثل هذا الجوّ (البعيد عن الإمام) حينما يُوجد فيه إنسان له عُلقةٌ وارتباطٌ وثيقٌ بإمامِ زمانِه، وله عُلقة شديدة بأهل البيت.. فقطعاً سيكونُ غريباً حينئذٍ!
تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2005762089661918/
#الثقافة_الزهرائية
Forwarded from الثقافة الزهرائية
وقفة عند معنى حديثِ إمامِنا الجواد:
(المُؤمنُ يحتاجُ إلى ثلاثِ خِصال:
توفيقٍ مِن الله، وواعظٍ مِن نفسهِ، وقبولٍ مِمّن ينصحُهُ)
:
هذهِ الكلمةُ المُوجزةُ لإمامِنا الجواد بيّنَ فيها الإمامُ أركاناً مُهمةً في حياةِ أولياءِ أهلِ البيتِ في الجنبةِ الدينيّةِ والجنبةِ الدنيويّة
سنبدأُ الحديثَ أوّلاً عن النقطتين الثانية والثالثة.. ثُمّ نُعرِّجُ على النقطةِ الأولى التي ذَكَرَها الإمامُ وهي "التوفيق"
إمامُنا الجوادُ جعل حاجةَ المؤمنين في هذهِ الأمور:
• الأوّل: أن يكونَ للمؤمنِ واعظٌ مِن نفسِهِ
• والثاني: أن يكونَ لديهِ قبولٌ مِمّن ينصحُهُ
وهذانِ الأمرانِ يتفرّعان عن التوفيق فالأصلُ في حاجةِ المؤمن لسلامةِ دِينهِ ولكمال إيمانهِ هو "التوفيق"
يعني أنَّ الذي يُريد أن يمشي في الطريقِ السليمِ الذي يقودُهُ للفوزِ في الدُنيا والآخرة.. فإنّهُ يحتاجُ أوّلاً إلى التوفيق الإلهي
هذهِ هي النقطةُ الأهم..
لأنّهُ إذا ما نزل التوفيقُ الإلهيُّ على المؤمنِ فسيكونُ لهُ حيئنذٍ واعظٌ مِن نفسه، وقبولٌ مِمّن ينصحُهُ ببركةِ هذا التوفيق
فهذانِ الأمرانِ هما ثمرةٌ مِن ثمار التوفيق
فالتوفيقُ يُرافقُ الإنسانَ في كُلِّ عملٍ صالح، ويُرافقُهُ أيضاً في كُلِّ امتناعٍ عن عملٍ قبيح
أمّا غيرُ هاتينِ الحالتينِ فيأتي الخذلان وهو ضِدٌ للتوفيق
✦ معنى (أن يكونَ لهُ واعظٌ مِن نفسه) يعني أنَّ الإنسانَ يتّعظُ بما يجري عليهِ مِن الأحداثِ في أُمورِهِ الدنيويّةِ وفي أمورِ دينهِ أيضاً
سواء كانت تلك الأحداثُ حصلت لهُ في الرخاءِ أم في الشدّة، في صحّتِهِ حدثت أو في مرضِهِ، في غناهُ أو في فقرِهِ، في أمنِهِ أو في خوفِهِ
في مُختلفِ الحالاتِ التي يمرُّ بها لابُدَّ لهُ أن يتفّكرَ كثيراً ويتدبَّرَ ويتأمَّل فيما يجري عليه حتّى يتّعظ..
وكذلك لابُدَّ لهُ أن يتّعِظَ بما يصدرُ مِنهُ مِن أفعالٍ حسنةٍ ومِن أفعالٍ قبيحةٍ ويُطيلَ التفكّر فيها
فهذا معنى أن يكونَ للإنسانِ واعظٌ مِن نفسه
وهذا الأمرُ (أعني قضيّةَ اتّعاظِ الإنسانِ بما يجري عليه) هذا الأمرُ يتحّققُ للإنسان حينما تكونُ نيّتُهُ سليمة
• والمرادُ مِن النيّة السليمة:
هو أن لا يكونَ للإنسانِ هدفٌ في حياتِهِ سِوى أن يكونَ مقبولاً عند إمامِ زمانِهِ ويكونَ قريباً من إمامِ زمانِهِ
لأنّهُ إذا كان همّهُ الأوّلُ والأخيرً هو أن يتقرَّبَ مِن إمامِ زمانِهِ.. فإنّهُ سيراقبُ أفعالَهُ دائماً ويُحاسِبُ نفسَهُ دائماً ويتفكّر فيما يجري عليهِ وفيما يَصدرُ مِنه.. ويسعى لِتصحيحِ أخطائهِ حتّى يكون مقبولاً عند إمامِهِ ويكونَ قريباً من إمامِهِ، لأنَّ إمامَ زمانِنا هو الذي يُوصينا ويقول:
(فليعمل كُلُّ امرئٍ منكم بما يَقرُبُ بهِ مِن مَحبَّتِنا ويَتجنَّبُ ما يُدنيهِ مِن كراهتِنا وسَخَطِنا)
فصاحبُ النيّةِ السليمةِ هو الذي يُراقبُ أفعالَهُ دائماً ويتأمّل في أحوالِهِ وتصرّفاتِهِ؛ هل أنَّ عمَلَهُ هذا يُقرِّبُهُ مِن مَحبّةِ إمامِهِ أم يُقرّبُهُ مِن سَخَطِ إمامِه!
✦ أمّا قولِهِ: (وقبولٍ مِمّن ينصحًهُ) فهذهِ الصِفة (أعني توفيقَ الإنسان لِقبولِ النصيحةِ مِن الناصح الصادق) هذهِ الصِفةُ هي أيضاً مِِن ثمارِ التوفيق.. يُمكنُ للإنسانِ أن ينالَها إذا كانتْ عندهُ نيّةٌ سليمةٌ وصادقةٌ في التقرُّبِ من إمامِ زمانِهِ
وكذلك إذا كان عندهُ هدفٌ واضحٌ مُشخّص في حياتهِ يُقرّبُهُ مِن إمامهِ
والأمرُ الثالثُ الذي يحتاجُهُ الإنسان كي يكونَ مُوفّقاً للقبولِ مِمّن ينصحُهُ هو: التواضعُ للحقِّ ولأهلِ الحقِّ والتواضعُ في طَلَبِ الحق
تواضعٌ بكلِّ أبعادهِ وبكلِّ معانيه، بحيث إذا نَصَحهُ شخصٌ خبيرٌ ومُخلصٌ نصيحةً صادقةً تنفعُهُ في أمرِ دينهِ.. فلابُدَّ أن يتواضعَ ويقبلَها منهُ حتّى لو كانت هذه النصيحةُ الصادقةُ مُرّةً ومؤلمةً وتُخالفُ مِزاجَ هذا الإنسان وهواه، وحتّى لو صدرت هذه النصيحة مِمّن هو أصغرُ مِنه
فحينما يَقبلُ الإنسانُ نصيحةَ الناصحِ الخبيرِ الصادق.. فإنَّ هذهِ النصيحةَ سيكونُ لها أثرٌ في ترشيدِ طريقِ الإنسان، فيعرفَ بهذه النصيحةِ أين يضعُ أقدامَهُ لتكونَ في الموضعِ الصحيح
فإنَّ مدارَ كُلِّ هذهِ الأمور التي ذُكِرت في الحديث بما فيها التوفيق.. مدارُها هو سلامةُ الطريق
فكُلّها تدورُ في مدارِ ساحل النجاة الذي يُوصِلُ الإنسانَ إلى العاقبة الحسنة
✸ أمّا بخصوصِ المُفردة الأولى وهي "التوفيق"
فالمراد مِن التوفيق في الّلغة: هو الوصول إلى المُراد
وأمّا في رواياتِ أهلِ البيت فالمرادُ مِن التوفيق: هو المعونة، كما نقرأ في سُورة الحمد {إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين}
فالعبادةُ مِن دُون المعونة الإلهيّة لا يمكن أن تتحقّق
تتمّةُ الموضوع على #الرابط التالي الذي يشتملُ على نماذج مِن أحاديثِ العترة تُبيّنُ معنى التوفيق وآثارِهِ في حياةِ المؤمن
وتُبيّنُ أيضاً كيف يُمكنُ أن ينالَ المؤمنُ التوفيقَ في حياتِهِ
👇🏻
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2893170674254384
#الثقافة_الزهرائية
(المُؤمنُ يحتاجُ إلى ثلاثِ خِصال:
توفيقٍ مِن الله، وواعظٍ مِن نفسهِ، وقبولٍ مِمّن ينصحُهُ)
:
هذهِ الكلمةُ المُوجزةُ لإمامِنا الجواد بيّنَ فيها الإمامُ أركاناً مُهمةً في حياةِ أولياءِ أهلِ البيتِ في الجنبةِ الدينيّةِ والجنبةِ الدنيويّة
سنبدأُ الحديثَ أوّلاً عن النقطتين الثانية والثالثة.. ثُمّ نُعرِّجُ على النقطةِ الأولى التي ذَكَرَها الإمامُ وهي "التوفيق"
إمامُنا الجوادُ جعل حاجةَ المؤمنين في هذهِ الأمور:
• الأوّل: أن يكونَ للمؤمنِ واعظٌ مِن نفسِهِ
• والثاني: أن يكونَ لديهِ قبولٌ مِمّن ينصحُهُ
وهذانِ الأمرانِ يتفرّعان عن التوفيق فالأصلُ في حاجةِ المؤمن لسلامةِ دِينهِ ولكمال إيمانهِ هو "التوفيق"
يعني أنَّ الذي يُريد أن يمشي في الطريقِ السليمِ الذي يقودُهُ للفوزِ في الدُنيا والآخرة.. فإنّهُ يحتاجُ أوّلاً إلى التوفيق الإلهي
هذهِ هي النقطةُ الأهم..
لأنّهُ إذا ما نزل التوفيقُ الإلهيُّ على المؤمنِ فسيكونُ لهُ حيئنذٍ واعظٌ مِن نفسه، وقبولٌ مِمّن ينصحُهُ ببركةِ هذا التوفيق
فهذانِ الأمرانِ هما ثمرةٌ مِن ثمار التوفيق
فالتوفيقُ يُرافقُ الإنسانَ في كُلِّ عملٍ صالح، ويُرافقُهُ أيضاً في كُلِّ امتناعٍ عن عملٍ قبيح
أمّا غيرُ هاتينِ الحالتينِ فيأتي الخذلان وهو ضِدٌ للتوفيق
✦ معنى (أن يكونَ لهُ واعظٌ مِن نفسه) يعني أنَّ الإنسانَ يتّعظُ بما يجري عليهِ مِن الأحداثِ في أُمورِهِ الدنيويّةِ وفي أمورِ دينهِ أيضاً
سواء كانت تلك الأحداثُ حصلت لهُ في الرخاءِ أم في الشدّة، في صحّتِهِ حدثت أو في مرضِهِ، في غناهُ أو في فقرِهِ، في أمنِهِ أو في خوفِهِ
في مُختلفِ الحالاتِ التي يمرُّ بها لابُدَّ لهُ أن يتفّكرَ كثيراً ويتدبَّرَ ويتأمَّل فيما يجري عليه حتّى يتّعظ..
وكذلك لابُدَّ لهُ أن يتّعِظَ بما يصدرُ مِنهُ مِن أفعالٍ حسنةٍ ومِن أفعالٍ قبيحةٍ ويُطيلَ التفكّر فيها
فهذا معنى أن يكونَ للإنسانِ واعظٌ مِن نفسه
وهذا الأمرُ (أعني قضيّةَ اتّعاظِ الإنسانِ بما يجري عليه) هذا الأمرُ يتحّققُ للإنسان حينما تكونُ نيّتُهُ سليمة
• والمرادُ مِن النيّة السليمة:
هو أن لا يكونَ للإنسانِ هدفٌ في حياتِهِ سِوى أن يكونَ مقبولاً عند إمامِ زمانِهِ ويكونَ قريباً من إمامِ زمانِهِ
لأنّهُ إذا كان همّهُ الأوّلُ والأخيرً هو أن يتقرَّبَ مِن إمامِ زمانِهِ.. فإنّهُ سيراقبُ أفعالَهُ دائماً ويُحاسِبُ نفسَهُ دائماً ويتفكّر فيما يجري عليهِ وفيما يَصدرُ مِنه.. ويسعى لِتصحيحِ أخطائهِ حتّى يكون مقبولاً عند إمامِهِ ويكونَ قريباً من إمامِهِ، لأنَّ إمامَ زمانِنا هو الذي يُوصينا ويقول:
(فليعمل كُلُّ امرئٍ منكم بما يَقرُبُ بهِ مِن مَحبَّتِنا ويَتجنَّبُ ما يُدنيهِ مِن كراهتِنا وسَخَطِنا)
فصاحبُ النيّةِ السليمةِ هو الذي يُراقبُ أفعالَهُ دائماً ويتأمّل في أحوالِهِ وتصرّفاتِهِ؛ هل أنَّ عمَلَهُ هذا يُقرِّبُهُ مِن مَحبّةِ إمامِهِ أم يُقرّبُهُ مِن سَخَطِ إمامِه!
✦ أمّا قولِهِ: (وقبولٍ مِمّن ينصحًهُ) فهذهِ الصِفة (أعني توفيقَ الإنسان لِقبولِ النصيحةِ مِن الناصح الصادق) هذهِ الصِفةُ هي أيضاً مِِن ثمارِ التوفيق.. يُمكنُ للإنسانِ أن ينالَها إذا كانتْ عندهُ نيّةٌ سليمةٌ وصادقةٌ في التقرُّبِ من إمامِ زمانِهِ
وكذلك إذا كان عندهُ هدفٌ واضحٌ مُشخّص في حياتهِ يُقرّبُهُ مِن إمامهِ
والأمرُ الثالثُ الذي يحتاجُهُ الإنسان كي يكونَ مُوفّقاً للقبولِ مِمّن ينصحُهُ هو: التواضعُ للحقِّ ولأهلِ الحقِّ والتواضعُ في طَلَبِ الحق
تواضعٌ بكلِّ أبعادهِ وبكلِّ معانيه، بحيث إذا نَصَحهُ شخصٌ خبيرٌ ومُخلصٌ نصيحةً صادقةً تنفعُهُ في أمرِ دينهِ.. فلابُدَّ أن يتواضعَ ويقبلَها منهُ حتّى لو كانت هذه النصيحةُ الصادقةُ مُرّةً ومؤلمةً وتُخالفُ مِزاجَ هذا الإنسان وهواه، وحتّى لو صدرت هذه النصيحة مِمّن هو أصغرُ مِنه
فحينما يَقبلُ الإنسانُ نصيحةَ الناصحِ الخبيرِ الصادق.. فإنَّ هذهِ النصيحةَ سيكونُ لها أثرٌ في ترشيدِ طريقِ الإنسان، فيعرفَ بهذه النصيحةِ أين يضعُ أقدامَهُ لتكونَ في الموضعِ الصحيح
فإنَّ مدارَ كُلِّ هذهِ الأمور التي ذُكِرت في الحديث بما فيها التوفيق.. مدارُها هو سلامةُ الطريق
فكُلّها تدورُ في مدارِ ساحل النجاة الذي يُوصِلُ الإنسانَ إلى العاقبة الحسنة
✸ أمّا بخصوصِ المُفردة الأولى وهي "التوفيق"
فالمراد مِن التوفيق في الّلغة: هو الوصول إلى المُراد
وأمّا في رواياتِ أهلِ البيت فالمرادُ مِن التوفيق: هو المعونة، كما نقرأ في سُورة الحمد {إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين}
فالعبادةُ مِن دُون المعونة الإلهيّة لا يمكن أن تتحقّق
تتمّةُ الموضوع على #الرابط التالي الذي يشتملُ على نماذج مِن أحاديثِ العترة تُبيّنُ معنى التوفيق وآثارِهِ في حياةِ المؤمن
وتُبيّنُ أيضاً كيف يُمكنُ أن ينالَ المؤمنُ التوفيقَ في حياتِهِ
👇🏻
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2893170674254384
#الثقافة_الزهرائية