تهيّا لليالي صدرٍ صريره من صرير الباب
تلاعبّه الهبايب مثل ما موتك لعب فينا

فتق صدري تنهاتي ولحقه من الحنين اتعاب
وغدت كل حاجةٍ بعدك تضحكنا تبكينا .

تعبت أركض ورا ظلّي أخبّي وجهي المقهور
‏تميل الشمس عن متني ولا لي بميلها فيّه .

لو بالحزن يرجع من الموت مفقود
‏والله إن يقضي العمر وأنا حزينه .

كانوا يقولون الغلابا فالأوطان
‏أكثر كثير من السّهارى ورى الليل .

بعيد من الرضا ومن الزعل ومن القسا واللين
‏أنا ما أحب يحزنّي أمورٍ كنت أسرّ بها

أعرف الليلة اللي تقسم أيام العمر نصفين
‏وأنا ساعة بكت عيني عرفت أني أمرّ بها .

لو ازف الصبح لعيون العمى
مايشوف من السواد الا سواد

ربما اني مصيب وربما
اني اخطيت وتجاوزت المراد .

اللي جرحه الحضور وحنّ لـ غيابه
‏ودّع عيونٍ بـ دمع الخوف ذارفته

‏من زود ما هوب متأذي من احبابه
شوك الحذر صار ينبت حول عاطفته .

الحزن لو هو يعلّك عادي اللي يعل
‏ضحكٍ يمرّك على حلّه ولا تضحكه

‏لوامة النفس واخطائي كثيرة جعل
‏ربّي يسامحني فـ شيٍ ماعاد أملكه

‏جرّبت كل المشاعر من رضا لا زعل
‏وانمسحت خطوط كفي من كثر ما افركه .

‏ياما حضنت المتعبين بـ هالحياة
‏حتى غدى صدري مخيّم لاجئين

وياما رميت أمالي بكلّ أتجاه
حتى عرفت أن الحياة أخطر كمين .

بدا اليأس يثعى في عزومي شويّ شويّ
‏وبديت أتظاهر بـ المكابر وأنا والله

‏لو أفضفض أخلّي فياض الكلام مليّ
‏مثل مستجيرٍ قالوا إسلم وجاب أقصاه .

‏﴿وَلَقَدْ نَعْلمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ ﴾

وأسألك بكل اسمٍ سمّيت به نفسك أن تعيدني إليك برفق، كلما ضيعتني السبل وأن تحفظ قلبي من كل فجيعة .

أخاف الموت خوفًا حقيقيًا، ولن أكابر بزخارف القول وأتشاجع في موطن أعقل مواقفك فيه أن تكون مشفقًا، أرجو من الله أن يقبضني وأنا واسع الخطو في السير إليه ..
وأن يعفو عن خطاياي، ويجبر نقصي، ويسامح غفلتي، ويعينني على خجلتي منه سبحانه .

يارب لاينكشف للناس ستر الشعور
أسترني بدنيتي وأستر علي الممات

حتى لو إنّي مخلد لين يوم النشور
بعيش خايف أموت وفايتتني صلاة .

يارب وأنت أقرب من الواحّد لقلبه
‏وأنا اللي في خاطري ماهوب في يديني

‏يسّر لي العسره وليّن لي الصلبه
‏وأغفرلي ذنوبي اللي بينك وبيني .

﴿ إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ  ﴾

یارب ابي منك العزيمة والصلابة والثبات
في قلبي بوجه الذنوب كبيرها وصغيرها

يارب عبدك هزّته سود الليال العابسات
ولا لقى له واحدٍ غيرك يعدل سيرها

انا الغريق اللي رماه الموج بين المغريات
أغفرلي ذنوبي وساعدني على تغييرها

تعبت اكون الغصن قدام الهبوب الذاريات
لا ضاعت الخطوه وضاع الدرب من تقصيرها

خايف من المجهول بوجيه السنين المقبلات
ولا قدرت ألمح من الدنيا سوی تکشیرها

ومدري متى بـ اوادع اللي فات و ألمّ الشتات
وانا لا جيت افارق جروحي تجيني غيرها

مکسور خاطر و اطلبك طول الرضا والأمنيات
اللي بدونك بـ انتهي قبل ارتوي من بيرها .

لا زلت اعاني من الوحده وكثر الملام
وأرواح داخل ضلوعي تستلذّ تعبي

‏اخاف لا طال صمتي يستبيح الكلام
‏الدمعه اللي تراود عزّتي وهدبي .

مابين إني أعيش ومابين اموت اشوفني مفقود
مراكب عمري بـ ليل الأسى ياصعب مرساها .