"ثم تكتشف أنك قلقت أكثر من اللازم،
وخفت أكثر من اللازم،
وظننت به الظنون،
وأهلكت نفسك في التدبير معتقدًا أن الأمر بيديك،
وتمر العاصفة فترى تدبيره، وحكمته في الأمر فتستحي من نفسك وتطلب عفوه...
يظل هو (هو) ذو العطاء اللطيف الخفي،
وتظل أنت (أنت) في متاهات خوفك وجهلك.. (الله لطيف بعباده)."

.
- لقيط بن يعمر الإيادي، محذرًا قومَه كِسرى..

.
مَرَّ عامٌ يا أمي، لعل الله أبدلك دارًا خيرًا وأهلًا خيرًا :)
مر عام لم تزوريني فيه ولو مرة..
مر عام ليقربني من لقائك..
العالم هنا يزداد جنونًا..
ما كنتِ تخشينه الآن يحدث..
رحمكِ الله، وجزا صبركِ خيرًا، هو الكريم رب المحامد كلها.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها، أنت خير من زكّاها، أنت وليُّها ومولاها.

للحسن البصريّ كلمات نورانية عليها وشي النبوّة، منها ما رواه أبو نعيم في الحلية بإسناده، قال حين رأى جدلًا فارغًا:
"هؤلاء قوم ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم فتكلموا"
وهذا تحليل عبقري منه، فالملل من الأعمال ذات التكاليف الثقيلة يورث الرغبة في الفرار إلى ما هو أخف، ولأن حظهم من الورع لا يكفي للعودة للعبادة؛ استروحوا للكلام والثرثرة.
الذي يخيفني في هذا المعنى هو الاستخفاف بالقول، ولست أعني الجانب الوعظي الذي يحمل القول على خوف الوقوع في السيئات -وإن كان مهمًا- لكني أعني فكرة الاستخفاف بما هو ثقيل في ميزان الله، وجعل المباحث العلمية العميقة مجرد أحاديث مجالس للتأنّس وقضاء الأوقات.
إذا مللتَ طلب العلم على وجهه فانصرف للتعبد على وجهه؛ لا يكن انصرافك من صلب العلمِ إلى هوامشه من موجات وماجريات وتقييمات عاطفية وقيل وقال وغيبة مشرعنة والتعليق على كل حدث.
ومذهبي في هذا أن أنكر على من أحب ممن ولغ في "سواليف المجالس العلمية" مرة، فإن أبى فلا أعود لنصحه، فقد اختار الفاتورة الأخف لعجزه أو بخله عن دفع فاتورة الأمور العظيمة التي تحتاج مجهودًا وتضحية.
أما إن توهم في حديثه ما يفوق تزجية الأوقات من إلباسها جبة الوعي وفقه الواقع والموقف الشرعي فأنتقل من الشعور بالحسرة إلى الشعور بالشفقة عليه.
وأما إن زاد وزاد؛ فحمل ثرثرته على الوعي وحمل صمت غيره على الخوف من الصدع بما يقوله ويظنه الحق فقد صار أهلًا لأن يُسلب وصف الشفقة ويُمنح شعور الاشمئزاز والقرف حقًا وصدقًا.

اللهم أحينا كما تحب لما تحب كيف تحب.

مرَّ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ونحن نُعالجُ خُصًّا لنا وَهَى، فقال: ما هذا؟ فقُلْنَا: خُصٌّ لنا وَهَى فنحن نُصْلِحُه. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ما أَرى الأمرَ إلا أَعْجَلَ مِن ذلك.

حديث صحيح عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-.

الحمد لله وحده.

إنما نحن الآن في الامتحان، ويوشك أن ينفض.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: القصدَ القصدَ؛ تبلغوا.
فيه أن المواظبة مع الأناة تبلِّغ الآمال.

يقولُ اللَّهُ تَعالَى: ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ.

- حديث قدسي.

ظننتُ أن بموتكِ قد أغلق دوني بابٌ للجنة، لكن يبدو أن وقتها قد فتح الله به بابًا آخر غفلتُ عنه.
اللهم ارزقنا صدق الاحتساب والصبر.
الحمد لله مُنزِل الكتاب مُرسِل النبي. 💙

من أدب الفيس بوك والسوشال ميديا الي حابب أكتب عنه منذ مدة.. أدب النُصرة:

هذه المواقع يا رفاق يسهل فيها جدا إن الواحد بين يوم وليلة يكتب بوست لا يلقي له بالا، ويصحى يلاقي نفسه طالع مسرح.
ويلاقي أمة لا إله إلا الله بتخوض فيه ويسب ويشتم وينتقد نقد حاد ونقد مؤدب وكل حاجة تتخيلها.

دي طبيعة المنصات دي.. مش مصممة عشان تبقى مجامع فقهية ولا مراكز بحثية يجلس الناس فيها بهدوء ويتساءلوا ويتناقشوا بأدب.

إنت هنا مش إنسان ودم ولحم وحُرمة ومشاعر وبيت وأسرة وسُمعة.. إنت "أكاونت" له اسم وصورة!

فلو لاقيت صاحبك لا قدر الله طلع مسرح.. سواء كان صح ولا غلط.. فده مش الوقت المناسب لترتدي ثوب الحكيم الواعظ ولا المعلم المؤدِب لتنقد وتحلل.

لما أشوف صاحبي بيتضرب في خناقة بروح أضرب معاه الأول وأنقذه مما هو فيه من بغي عليه.. ونتعاتب في البيت وأقوله رأيي.

العرب كانوا بيشنعوا بشدة على هذا الذي "يتساءل" وقت الشدة فيقول الشاعر مادحا قبيلة نصرته لما استنصرها:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا.

ما دام ده وقت نُصرة ودفع بغي؟.. يبقي أخلي أغلب جهدي وكلامي وتركيزي في دفع هذا المنكر والإنكار عليه

الدنيا هديت؟.. المشاعر استقرت؟.. أضواء المسرح اتطفت والجمهور راح يدور على تريند جديد؟

نتكلم بقى ونوضح لو السياق يسمح بذلك ورأينا في الكلام إفادة.

للزمان دلالات..
وتوقيت إرسال الرسالة جزء أساس من الرسالة.
.
مقدرتش تعمل كده لأي سبب؟.. السكوت بيبقى أفضل في رأيي.
.
آداب قد نغفل عنها في غمرة التريند، ولا أبرئ نفسي... لكن تذكير أنفسنا بها وتجديد الدم فيها مطلوب.

إذا رأيت يومك يذهب دون إنجاز أو نفع فابحث في علاقتك مع القرآن؛ فالله تعالى يقول: "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"
الذكر: القرآن -كما قال مقاتل-
والفرُط: الضياع.

رحم الله أنس الشريف ورفع درجته ..
أرجو أن يكون ممن صدقوا الله فصدقهم الله سبحانه!
لا كرب على أنسٍ وإخوانه بعد اليوم ..
كرب الخوف، على النفس والأحباب ..
أو كرب الفقد ..
أو كرب مرارة الخذلان عندما يصرخ كل ليلة فلا يكاد يسمع إلا رجيع صوته، ولا يكاد يرى أكثر من يستصرخهم إلا في ملاهيهم!
وإنا لله وإنا إليه راجعون!

وُدّ النسوة متقلب، عالم النساء مرعب عمومًا.

في هذا الزمن، كل العوائق بتجتمع؛ من ظروف اقتصادية عصيبة، وفتن منتشرة، وظلم بَيّن، وكآبة متفشية في جزيئات الهوا، وفَتّ في الصخر عشان الإنسان يستوفي أبسط مقومات الحياة.. لا يطيب العيش في هذا الحال أبدًا ولا تستقيم لك حياة إلا بجرعات مكثّفة من القرآن، وجرعات مكثّفة من فَهم سنن الحياة والإيمان بالقضاء والقدر، وجرعات مكثّفة من التذكير بحقيقة الدنيا، وأنها عند ربك لا تساوي جناح بعوضة، وجرعات مكثفة من إن كل ما تمر به الآن وكل ما سيأتي حتى تقوم الساعة ما هو إلّا "يومًا أو بعض يوم"، ثم حتى هذا القليل سيُنسىٰ بغمسة.