🌴 عطايا 🌴
2.07K subscribers
580 photos
154 videos
135 files
1.04K links
{ رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ }
Download Telegram
بين إنصاف شيخ الإسلام وذم الطاعنين في الأئمة: سئل شيخ الإسلام عن الشهادة للأعيان بالولاية والجنة، فكان من ضمن جوابه: (وأما من شاع له لسان صدق في الأمة بحيث اتفقت الأمة على الثناء عليه فهل يشهد له بذلك؟ هذا فيه نزاع بين أهل السنة والأشبه أن يشهد له بذلك
ثم في موضع آخر ذكر المسألة وعد أسماء أعلام فقال: (بل من استفشى من بين الناس إيمانه وتقواه واتفق المسلمون على الثناء عليه كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وعبد الله بن المبارك وغيرهم. شهدنا لهم بالجنة؛ لأن في الصحيح: {أن النبي ﷺ مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال: وجبت وجبت..). الجزء الحادي عشر من الفتاوى : (٦٥_٥١٨)
ثبات "ميافارقين" وأثره


سنة ٦٥٦هـ تمثل ذروة الاكتساح المغولي للعالم الإسلامي، حيث سقط المشرق كاملاً، والمغول يزحفون بسرعة مذهلة غرباً، وسقطت عاصمة الإسلام "بغداد" وأبيد أهلها وقتل الإمام الأعظم، ثم واصل المغول زحفهم، واستسلمت لهم المدن واحدة تلو الأخرى، ثم توقف الزحف.
لكن لماذا توقف؟

كانت المدن الإسلامية تسلم نفسها للمغول من شدة الخوف والرعب والانهزام قبل اقتحامه لها.
فلما زحف نحو بلدة "ميافارقين" عزم حاكمها الملك الكامل على عدم التسليم وعزم كذلك على مقاومة التتار حتى الموت، فحاصر المغول البلدة عاماً ونصف، وفي أثناء الحصار كان المغول يغيرون على أنحاء البلدة، فقتل الأكثرون، وجاع الناس وخافوا، وأسر عيال الملك الكامل، فصبر وصمد واستبسل أهل البلدة معه، حتى أسر، ثم قتله هولاكو بعد تعذيبه.
ولم يتحرك لنجدة البلدة أحد من خارجها.
لقد سقطت البلدة في يد المغول بعد أن فني أكثر أهلها قتلاً وجوعاً. وذلك بعد عام ونصف من الحصار.
وكانت فاجعة.

لكنه منذ ذلك الوقت بدأت حركات المقاومة في الولادة والنمو، وتشجع القادة والناس والعساكر لمقاومة الزحف المغولي.
لقد أضاءت "ميافارقين" وجدان الناس وعقولهم بإمكانية الصمود والثبات. حتى دخلت السنة الثالثة سنة ٦٥٨هـ، فكانت بداية قيام المارد الإسلامي، وكذلك كانت بداية التقهقر المغولي.

وقد كان المغول يدركون أبعاد هذا الصمود.. يدركون تأثير المجتمعات على بعضها، وتسرب الحالة النفسية من بلدة إلى أخرى، واختراق الإيمان للحدود الجغرافية.
لقد بدأ الناس العمل!

وتطور الحراك حتى أخرج الله للمسلمين قادة أقوياء من المماليك في مصر، وفقهم الله لإدارة الصراع، والذي توج بمعركة عين جالوت العظمى سنة ٦٥٨هـ بقيادة سيف الدين قطز، وقتل فيها القائد العسكري للمغول "كتبغا".
لقد كان غاية الانكسار المغولي بعد عامين فقط من بدء الحصار على البلدة الصغيرة "ميافارقين".

والناس تذكر "عين جالوت" ولا تذكر "ميافارقين". لكن شواهد التاريخ تدل على أن الانتصارات تراكمية تفاعلية.
لقد كان قرار الملك الكامل بالصمود واختياره للقتل والفناء على الاستسلام قراراً صحيحاً وشجاعاً، إذ لا بد من فتح الباب للآخرين، ولا بد من هدم جدار الخوف، ولا بد من كسر حاجز المواجهة، ولا بد إيقاف مد الهزيمة النفسية.

نعم. لقد فنيت "ميافارقين"، لقد أبيد أهلها، لقد أسر ملكها وقتل، لكن كل ذلك كان ثمناً للانتصار القادم، كان مقدمة لصناعة القوة في النفوس والجيوش.
فرحم الله الملك الكامل ورحم الله شهداء "ميافارقين" الذين فتحوا الباب أمام عين جالوت.
لو أن نسبة الطلاق صارت 100%..
لما استغنى الناس عن الزواج ولما قلت رغبة العقلاء والصالحين فيه!

======

فقدسية الزواج ليست في أنه مشروع مضمون النجاح (بالمفهوم الضيق للنجاح)..

وإنما لأنه الباب الوحيد للإعفاف و الذي يجعل واحدة من الكبائر من القربات والطاعات.

ولأنه الطريق الوحيد لبناء المجتمع (الأنساب والمصاهرات)

تلك الروابط التي تنشأ معه وبه ولا تنقطع ولو انقطع سببها!

تجعل الزواج حاجة أساسية لا يزهد فيها ، ويزهّد الناس فيه إلا عاجز لا شهوة له أو فاجر لا يبالي أين يضع شهوته.

محمود سامح
بتصرف
ومَن جَهِلَ قلبَه فهو بغيره أجهَل، وأكثرُ الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم، وقد حِيل بينهم وبين أنفسهم، فلا يفهمون أنفسهم ، وإن الله يحُول بين المرء وقلبه.

الإمام الغزالي
قال ابن عباس :

لا يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدًا معلومًا ثم عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر؛ فإن الله لم يجعل له حدًا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوبًا على عقله، فقال: {فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم} بالليل والنهار، في البر والبحر، وفى السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال.

تفسير الطبري
🌴 عطايا 🌴
لو أن نسبة الطلاق صارت 100%.. لما استغنى الناس عن الزواج ولما قلت رغبة العقلاء والصالحين فيه! ====== فقدسية الزواج ليست في أنه مشروع مضمون النجاح (بالمفهوم الضيق للنجاح).. وإنما لأنه الباب الوحيد للإعفاف و الذي يجعل واحدة من الكبائر من القربات والطاعات.…
.
الزعم بأن ترك الزواج حلًا للظلم الحاصل فيه وبسببه..

يشبه الزعم بأن القتل حلًا لأوجاع المرضى!

فلم يزل الناس يتزوجون ويبيعون ويشترون ويتعاملون والظلم متخلل لكل ذلك..

نعم.. نحارب الظلم على قدر الوسع وإن تيقنا أنه حاصل لا محالة.

لسنا مكلفين بضمان عدمه.. الله خلقنا وهو يعلم أننا سنفسد وسنسفك الدماء ومع ذلك خلقنا على أي حال لينظر كيف سيفعل الصالحون وسط كل ذلك؟

بل وماذا سيفعل الصالحون إذا وقعوا في شيء من ذلك؟


محمود سامح
وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا

مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى


المتنبي
--------
والمعنى أن اللين في موقف يتطلب الحزم قد يكون ضارا كاستخدام الحزم في موقف يتطلب اللين, والحكمة هي اختيار لكل موقف ما يناسبه من حزم أو لين ،لأن التصرف غير الملائم قد يؤدي إلى نتائج سلبية.
Forwarded from والآخرة خير
ولا يحل أن تكتم النصيحة للمسلمين، برهم وفاجرهم في أمر الدين، فمن كتم فقد غش المسلمين، ومن غش المسلمين فقد غش الدين، ومن غش الدين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.

(شرح السنة للبربهاري).
الأنوثة الآسرة

أفضل صفة في المرأة المؤمنة هي أن تكون حيية مطواعة سهلة لينة، وكلما نقصت هذه الصفات فيها نقصت أنوثتها بحسب درجة نقصان تلك الصفات.

نقص الأنوثة من هذا النوع لا يُجبر بكثرة الطبخ والتنظيف ووضع عشرة طبقات من المكياج وأحمر الشفاه، والاعتناء بأفضل ما يمكن بالأبناء والبيت في اليوم لا يجبر سخريتك من زوجك أو منتك عليه أو تلك النظرة -نظرة الاستصغار أو الاستحقار- التي أعطيتيها له وأنت في طريقك للقيام بواجب معين في الأمس، مهما كانت مكانتك العلمية والاجتماعية.

الزوج لا يُعاشر بالاستعلاء والاستنكاف من أن يقال له حلو الكلام مما يُحبه هو، ولا فرق في ذلك بأن يحب أن يقال له أبو فلان، أو حبيب قلبي، أو سيدي، مما هو على العادة أو على غير العادة، ولا يعاب في طلب ذلك من زوجته.

لكن أن تأبى الأنثى وتستنكف من الخضوع بالقول لزوجها هو على خلاف العادة السوية، وهو ما يعاب شرعًا وعرفًا في شخصيتها وهو ما يجب أن يُعالج.

هذا الأمر حتى النسويات يعرفنه جيدًا ويطبقنه في الحرام مع من تهوى قلوبهن، فشعاراتهن عن الكرامة وذم السلطة الذكورية تنهدم إذا تعلقت برجل ما، وانظري إلى كلام هذه المرأة السلفع الشاعرة لميعة عباس المحققة لذاتها في عرف النسويات، قالت في قصيدة تعاتب زوجها أو حبيبها:
سيدي، طفلي، ترى
أينَ قضيتَ الليلَ ليلَ الأحدِ؟!
إلى أن قالت:
عش كما شئت: فراشًا، بلبلًا،
نحلةً، أشرك معي، أو وحّدِ
أنا أهواك كما أنت استرح
لا تبادرني بعذرٍ في غد

هذه المرأة السلفع قالت: "سيدي" لتخبر بمكانته عندها ثم قالت: "طفلي" لتخبر كم أنها متفهمة للطيش الذي يقع من الإنسان البالغ كما يقع من الطفل، ثم أخبرته كم أنها تحبه سواء تزوج عليها أو لم يتزوج وأنه لا يحتاج أن يبرر لها، فهي تعذره من غير تبرير على كل حال.

هذه الأنوثة الآسرة واللين العتاب والكلام، وهذا الذكاء العاطفي؛ أنتِ أيتها المرأة المسلمة الحيية المطواعة لربها ثم زوجها أولى به بالحلال مع زوجك من هؤلاء السلافع، إذن فلتتركي الخلق السيء لأهله فهو لا يليق إلا بهم.

اعلمي أن الزوج لا يُعاشر إلا بحسن الخلق والليونة، والسهولة، والمرونة في التعامل مع طلباته.

وكلما كانت المرأة مطواعة من هذه النواحي كَمُلت أنوثتها، وحسنت عشرتها، وازداد زوجها حبًا وإكراما لها، وإن لم يقابلها بما تتوقع من حب وإكرام، فلن يضيع حسن خلقها وإحسانها عند الله تعالى.
#ربات_الخدور
Forwarded from كتيبة الأسرة
والأم مع كل هذا مسؤولة مسؤولية تامـة عــن تنـظـيـم بيتهـا وترتيبه، بحيث يكون جذاباً للإقامة فيه؛ فالبيت المتسخ والفوضوي، المملوء بالأشياء المبعثرة، يدفع ساكنيه دفعاً إلى مغادرته والخــروج منه؛ وإذا غادر الطفل المنزل تلقفه الشارع، وهناك يتعلم الكثير الكثير من الأمور السيئة.

لهذا كله فإن تجميل المنزل وتنظيفه، قد يصبح قربة إلى الله إذا قصدت الأم بذلك راحة أسرتها، وإبعاد أطفالها عن رفقاء السوء، الذين قد يتلقفونه إذا هو أكثر الخروج من البيت.

#هكذا_تكون_الأمهات صـ ٥٨
#فوائد_من_الكتب
#كتيبة_الأسرة
لا بأس أن يتثبَّت الرجل قبل عقد الزواج من وجود الصفة المحبوبة لديه في المرأة التي يختارها لنفسه،

ولا بأس أن تصنع المرأة صنيعه،

ولكن لا على معنى أن يكون الحب الشهَويُّ هو قاعدة الزواج؛ يحيا بحياته ويموت بموته، فالقلوب متقلِّبةٌ، والأهواء نزَّاعةٌ،

بل بمعنى أن يكون كلٌّ منهما لصاحبه صديقًا أكثر منه عشيقًا،

فالصداقة ينمو بالمودة غَرْسُها، ويمتد ظلها،

أما الحب فظلٌّ يتنقَّل، وحالٌ تتحوَّل
.

النظرات للمنفلوطي
لمن يقول: أدعو ولا أرى أثر دعائي.
أنت الملام حين تعتقد أن على الآخرين فهمك دائماً كما أردت؛ لاختلاف درجة العقول والأفهام واختلاف حال الأمزجة وقت التلقي، بيّن وأوضح المراد قدر المستطاع.
Forwarded from أَبِيَّة
شهادات الحقوق والاقتصاد واللغة والهندسة التي أخرجت النساء من أجل الحصول عليها ليست وجاهة وليست علمًا يفتخر به ولا حاجة للمجتمع بها، بل هو صرف للمرأة فيما لم تُخلق له وتعريضها للابتذال وتدمير للمجتمع ومزاحمة للرجل فيما خُلِق له، وخير منها امرأة تعلَّمت في بيتها قرآنًا وسُنَّة.

-لصاحبته
Forwarded from بَيَانْ
"أَعرِض عَنِ العَوراءِ إِن أُسمِعتَها
وَاِقعُد كَأَنَّكَ غافِلٌ لا تَسمَعُ

العوراء: الكلمة القبيحة التي تهوي في غير عقل ولا رشد، وقد جاءت كثيراً في كلامهم، قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عميلة وكان عميلة هذا قد جبره من فقر:

إذا قيلت العوراء أغضى كأنهُ
ذليل بلا ذل ولو شاء لانتصرْ

وقال حاتم طيىء:

وأغفر عوراء الكريم ادّخارهُ
وأعرض عن شتم الكريم تكرّما

وقال آخر:

وعوراء قد قيلت فلم أستمع لها
وما الكلم العوران لي بقتولِ"
مقدار حزنك على قدر نظرتك لمشكلتك
فإن تغيرت نظرتك تبدد حزنك

========
عليك أن تفكر في راكب طائرة من لوس أنجلوس إلى الرباط حين يقضي عدة ساعات نائمًا على كرسيه المريح، ثم ما إن يصل إلى محطته حتي يبدأ في التذمر، تخيل أني ثنيتُ ركبتي خمس عشرة ساعة في هذه الرحلة، ثم اضطررت إلى الوقوف ساعة أخرى في المطار حين وصلت..! فنبدأ نحن في الرثاء لحاله بحق، لقد تحمل الكثير بالفعل..! هذا قبل حتى أن نعلم أن الوجبة التي كان يأكلها كانت باردة والقهوة كانت رديئة ولم يكن الفستق طازجًا..! لقد كانت هذه الرحلة أسوأ رحلة قام بها على الإطلاق..!

برغم أن الرحلة التي قطعها في شطر اليوم اعتاد إنسان ما قبل القرن العشرين على أن يقطعها في ستة أشهر على متن قطعة خشب بلهاء تدّعي أنها سفينة مع عواصف ليلية دائمة ودوار بحر لا يمزح، ففقرات عظامه تئنّ من البرد ليلًا ومعدته تلعب الأكروبات صباحًا لتغرق ملابسه بالقيء، ومن آن لآخر ينزلق أحد أولاده إلى الماء، وربما ينجح بعدها في إنقاذه وربما لا، وفي النهاية وباحتمالية لا تتجاوز الخمسين بالمائة تصل سفينته آمنة إلى وجهتها..! لابد أنه سيكون وقتها قد نسي ما دفعه إلى القدوم إلى هنا أصلًا..! لقد كانت هذه الرحلة أيضًا أسوأ رحلة قام هو بها على الإطلاق..!

أحيانًا تأتينا فتيات إلى استقبال المستشفى الجامعي بهبوط نفسي حاد، جهازها العصبي الباراسمبثاوي لم يتحمل ألمها العاطفي فأعطى إشارة إلى قلبها أن يبدأ في التكاسل التدريجي المتعمد عن أداء وظيفته وينهي حياة هذه البائسة، هي لا تدّعي هي بالفعل ضغطها قد وصل إلى حافة الخمسين وهو أمر خطير بالفعل.. بسؤالها عن السبب تنظر لك بـ (صعبانيّة) وتقول: "أحمد سامي سابني"..! ولكن ماذا لو لم يكن أحمد سامي تركها..؟ ماذا لو كان تزوجها وقضت معه أحلى قصة حب لمدة سنتين ثم أخذها في رحلة، وتوقف بسيارته على جانب الطريق حتى يشتري لها بعض الفول السوداني الذي تحبه فصدمته سيارة توك توك وهو يقطع الطريق فتلقفته سيارة نقل كبيرة في اتجاه الطريق العكسي لتستقر رأسه المقطوعة في النهاية على حجرها وهي في السيارة..؟! ماذا ستفعل حينها..؟

جهازها العصبي لن يفعل شيئًا أكثر مما يفعله بها الآن..! هي استنفذت كل طاقتها ومقدرتها على الحزن في أمر أتفه بكثير من كل المصائب الأكبر والتي قد تصاب بها بعد ذلك..

الفكرة أن الإنسان لديه مقدرة معينة على الحزن لا تتعلق فقط بالحجم الحقيقي لمصائبه ولكن بالطريقة التي ينظر بها إليها..!

الطفل الصغير الذي يبكي بحرقة لأنه لم يخرج مع زملائه إلى رحلة دريم بارك يعيش نفس مقدار الحزن الذي تعيشه أنت حين تفشل في دراستك أو عملك..! هو فقط لا يعلم أنه يبالغ الآن..!

لم يتعلم بعد كيف يصنّف أحزانه إلى درجات وألوان معينة حسب شدتها لأنه لم يذق مقدارًا كافيًا من هذه الأحزان..!


مع الوقت يبدأ في التعلم، وبعد أن يكسر ساقه، ويفقد جدته، ويرسب في الاختبار، ويهاجر صديق عمره إلى ليبيا يبدأ في فهم متى يحزن ومتى يبكي ومتى يتضايق قليلًا ثم ينسى كل شيء..!

كثرة المصائب إذن هي ما تعلم الإنسان ألا يحزن..! تأتيه المصيبة فتتربع على عرش آلامه النفسية فلما يصاب بأعلى منها تنزل الأولى عن عرشها منهزمة وتصبح شيئًا عاديًا يتعايش معه بسهولة..!

هذه هي الطريقة التي نعتاد بها على الإسهال والزحام والأرق والحذاء الضيّق ورياح الخماسين وتمزق الرباط الصليبي وكرسي الطائرة المؤلم وخيانة أحمد سامي.. أننا جرّبنا ما هو أسوأ..!

إنها رحمة الله عزوجل القائل: "فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ"..!

د.مهاب السعيد
بتصرف
قال ابنُ تَيميَّةَ:


(لجَماعةٍ من الفُضَلاءِ كَلامٌ في قَولِه تعالى: يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ لَمِ ابتَدَأ بالأخِ، ومِن عادةِ العَربِ أن يُبدَأَ بالأهَمِّ؟ فلَمَّا سُئِلتُ عن هذا قُلتُ: إنَّ الِابتِداءَ يَكونُ في كُلِّ مَقامٍ بما يُناسِبُه؛ فتارةً يَقتَضي الِابتِداءَ بالأعلى، وتارةً بالأدنى، وهنا المُناسَبةُ تَقتَضي الِابتِداءَ بالأدنى؛ لأنَّ المَقصودَ بَيانُ فِرارِه عن أقارِبِه مُفَصَّلًا شَيئًا بَعدَ شَيءٍ، فلَو ذَكرَ الأقرَبَ أوَّلًا لَم يَكُن في ذِكرِ الأبعَدِ فائِدةٌ طائِلةٌ؛ فإنَّه يُعلَمُ أنَّه إذا فرَّ من الأقرَبِ فَرَّ من الأبعَدِ، ولَمَّا حَصَلَ للمُستَمعِ استِشعارُ الشِّدَّةِ مُفصَلةً، فابتُدِئَ بنَفيِ الأبعَدِ مُنتَقِلًا منه إلى الأقرَبِ، فقيلَ أوَّلًا: يَفِرُّ المَرءُ مِنْ أَخِيهِ فعُلِمَ أنَّ ثُمَّ شِدَّةً توجِبُ ذلك. وقد يَجوزُ أن يَفِرَّ من غَيرِه ويَجوزُ ألَّا يَفِرَّ. فقيلَ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ فعُلِمَ أنَّ الشِّدَّةَ أكبَرُ من ذلك بحَيثُ توجِبُ الفِرَارَ من الأبَوينِ، ثُمَّ قيلَ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ فعُلِمَ أنَّها طامةٌ بحَيثُ توجِبُ الفِرارُ مِمَّا لا يُفَرُّ منهم إلَّا في غايةِ الشِّدَّةِ، وهيَ الزَّوجةُ والبَنونَ، ولَفظُ صاحِبَتِه أحسَنُ من زوجَتِه)
﴿وكانوا لنا خاشعين﴾ [الأنبياء: ٩٠]

• قال سفيان في تفسير هذه الآية: هو الحزن الذائع في القلب.

الذائع: أي المنتشر أو المخنوق في القلب

• وكان من دعاء داود الطائي:

اللهم همك عطل علي الهموم، وحالف بيني وبين السهاد،

وشوقي إلى النظر إليك أشوق مني، وحال بيني وبين اللذات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب.


الهم والحزن لابن أبي الدنيا
من علَّقَ قلبه بالأسباب تركه الله إليها،

ومن علَّقَ قلبه بالله هيَّأ له الأسباب!


أدهم الشرقاوي.
‏[قصة عجيبة مؤثرة، يظهر فيها أثر الصدق مع الله في الشفاء من المرض]:
أرسلت لي امرأة ثقة صالحة قصتها العجيبة، فقالت:
"قدّر الله تبارك وتعالى أن وقع علي حادث، وكسرت عندي الترقوة وخلع الكتف, فأخذوني وأنا لا أشعر إلا بوجع طفيف، لكن سرعان ما تورمت يدي وانتفخت أضعاف أضعاف أضعاف ما كانت عليه، وجعلت أشعر بالألم بعدد الأنفاس التي في صدري، بل حتى النفس كان يؤلمني لأنه يحركها، فأخذوا عليّ أشعة ثم أخبروني بأنّ هناك كسر في الترقوة وخلع في الكتف، فاسترجعت، وقال الطبيب: لابد من عملية, ووضع مثبّتات لتثبيت الكسر والخلع الكبير, الذي لولا فضل الله وحده لقطعت يدي، فمضيت إلى المستشفى للفحوصات، وقد كنت أردد هذه الدعوة في كل حين: اللهم اجبرني من غير مشرط ولا طيب, يا جبار السموات والأرض، وفي اليوم الثالث جاؤوا لي بمريضة في نفس الجناح الذي أنام فيه, ورأيتها تصرخ وتبكي بشدة, وتتألم وتنادي, وكأنها تعرضت لشيء يفوق قدرتها على التحمل، فجئت أواسيها وأصبّرها حتى سكنت ونامت، فدعوت بعدها وكررت هذه الدعوة، ودخل في قلبي شيء من الخوف، فكلّ إنسان يخاف الألم, فكيف لو كان بهذه الصورة.
قالت: مضيت أواسي كل من الجناح النسائي، وأنا أردد: من كان في عون أخيه كان الله في عونه، وقدّر الله أنّ الأطباء أخبروني في اليوم الخامس أن غدًا سيجرون لي العملية.
فجهزوني صباحًا وأخذوني، فقلت في نفسي: اللهم رب الأولين والآخرين لا تجعل رجلًا يكشف ستري، فدخلت, فوضعوا الإبر في يدي, فغفوت غفوة أسمع فيها كل من هو حولي، ولا يسمعون إجابتي فقالوا: توقف عندها النبض، فأخرجوني للإنعاش، ورجعت لسريري دون عملية، وقالوا: لابد من فحص عند طبيب القلب لنرى ما الذي تعاني منه، تركوني ما يقارب سبعةَ أيام أخرى تحت الفحوصات وغير ذلك،
وكنت كل يوم أدْهن يدي بزيت زيتون قُرئ فيه, وما تركت الصلاة في عيني ولا قيام الليل، وفي ليلة اليوم الثالث عشر كنت أدعو الله تبارك وتعالى, فجرى في يدي ماء بارد من الكتف حتى أظفاري، فشعرت بحاجتي لرفع يدي وأنا منذ ثلاثة عشر يومًا ما رفعتها ولا حركتها أبدًا, حتى تحولت إلى اللون الأزرق بالكامل، فرفعتها وكانت بجانبي أختي نائمة، فقلت لها: قومي وانهضي، لقد رفعت يدي، فلم تجبني فهي متعبة جدًا بسبب خدمتي والوقوف على حاجتي، ثم جاءتني الممرضات فجرًا فقالوا: لابد من عمل أشعة جديدة غدًا, وسيأتي الطبيب الخبير ليقرّر العملية, لكنه يحتاج لأشعة جديدة، وفي صباح اليوم حضر الطبيب الخبير فرأى أشعتي القديمة، وهو يأخذ نفسًا عميقًا للمنظر الذي رآه، فأخبرته أن هناك أشعة جديدة، ورفعت يدي أمامه، فاندهش؛ كيف لي أن أرفع يدي، وزال الانتفاخ، ورجع لونها الطبيعي، فطلب من الممرضة أن تكشف علي، ليرى هل هناك من رابط قوي محكم بشدة، فلم يجد؛ لأني أزلته ليلًا، فسألني باللغة الإنجليزية: كيف حصل معك هذا؟ وهو يكرر كلمة: "مستحيل" بالإنجليزي، فأخبرته أني سألت الله الذي بيده كل شيء فأجابني ليلًا, مع أني أخذت بجميع الأسباب ومنها الرقية والدعاء وجبر الخواطر، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فقال لي: كنت أبحث عن حقيقة الإسلام منذ زمن بعيد واليوم: أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأسلم، وكتب لي الخروج، فقد جبر الله كسر الترقوة بلا مشرط ولا طبيب يداويني، ولم يكشف رجلٌ جسدي، وردّ الخلع لمكانه، ونجّاني بعد ثلاثة عشر يومًا مضت بسكينة وطمأنينة وصبر واحتساب ورضا".
فتأمل كيف أنّ ثقتها القوية بالله، وتوكلّها عليه، وإلحاحها بالدعاء والتضرع، وإحسانها إلى الناس بمواساتهم وتخفيف مصابهم: كان سببًا في شفائها من المرض، بل وأكرمها الله – لصدقها معه وثقتها به - بإسلام الطبيب، ويالها من كرامة وفضل أن تكون السبب في إسلامه وهدايته.
فكن مع الله في كلّ أمورك، وإذا أصابتك مصيبة فالجأ إليه بالدعاء والتضرع، وأحسن إلى الناس لوجه الله، ولا تسْتعظم على الله أيّ شيء، فالله أعظم وأكبر، وهو القادر على كل شيء.