تأمل دقائقك/ ساعاتك التي تقضيها يوميًا مع القرآن
هل تدرك ما أنت فيه من الاصطفاء؟
هل تدرك أن الله أختارك أنت من بين كثير من الناس لتكون أهلًا لكلامه وتقضي فيه وقتك وتُعمل فيه عقلك لحفظه ومراجعته؟
بينما غيرك قد حُرم القرآن وصُرف عنه وتمر عليه الأيام والشهور لم يفتح المصحف!

قل الحمدلله، واستشعر ما أنت فيه من النعيم
واصبر، وصابر، ولا تبرح مكانك أبدًا..
والله إنك في اصطفاء!
ٰ

يقول الرّافعي في نصٍّ بليغ:
‏"يا بني، إذا أراد الله أمرًا هيَّأ أسبابه، فربما سعى المرء بكل سبب فلم يفلح، ثم يقع له سبب لم يمتهِد له وسيلة قطُّ فإذا هو عند بُغيته، وإذا هو قد ملأ يديه مما كان قد يئس منه، فلا يكون عجبه كيف خاب في الأولى بأشدّ من عجبه كيف نجح في الثانية!"

تمسّك بنقائك، بطُهر قلبك وإن تجرّعت الصدمات؛ نعم لأن تكون نبيهًا وحكيمًا وفطِنًا في تعاملاتك مع الناس ولكن يجدر بك ألّا تسمح لتلك المضغة التي تسكنك بأن تتلوّن بغير البياض؛ حافظ على سماحة قلبك أن تبقى غضّة ونضِرة.

السبيل الوحيد للتخلُّص من أعباء كل شيء، أن تعرف أن الإيمان لا يختص بالعبادات وحدها، بل حتى بالوثوق برحمةِ ربّك، والوثوق برعايته، والوثوق بإحاطته، والوثوق بكل شيء قادم منه، ثُمّ الوثوق بأنّك ما بدأت إلّا لتصِل، وإن لم تصِل بأقدامك، فلعلّ قلبك يعفيك الباقي..

هناء الماضي رحمها الله.

وسائل معينة على غض البصر ، نسأل الله أن يعينك على تحقيقها :
1 - استحضار اطلاع الله عليك.
2- الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه-
-3 أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى ، وهي تحتاج منك إلى شكر ، فنعمة البصر من شكرها حفظها عما حرم الله-
-4 مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك
5-اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر
6- الإكثار من نوافل العبادات ،.
-7تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية وتذكر الملائكة الذين يحصون عليك أعمالك
. 8- استحضار بعض النصوص الناهية عن إطلاق البصر ، مثل قوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) *فكرة خلفية الجوال بهذه النصوص.

. 9– البعد عن فضول النظر ، فلا تنظر إلا إلى ما تحتاج إليه ولا تطلق بصرك يميناً وشمالاً
10– الزواج ، وهو من أنفع العلاج
-11 الصوم
-12 أداء المأمورات كما أمر الله ، ومنها : الصلاةقال تعالى : (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. ) –
13- تذكر الحور العين ، ليكون حادياً لك على الصبر عن ما حرم الله طلباً لوصال الحور
14- استحضار ما في المنظور إليه من النقص وما يعرض له من الأذى.
15- تذكر الألم والحسرة التي تعقب هذه النظرة .
16- معرفة ما لغض البصر من فوائد.
17- دفع الخواطر والوساوس قبل أن تصير عزماً
18 -استحضار أن الصبر على الغض أهون على النفس من معاناة نتائج النظر المحرم.
. -19الخوف من سوء الخاتمة .
20- صحبة الأخيار ، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين ، والمرء على دين خليله ، والصاحب ساحب.
21- العلم بأن زنا العين النظر ، وكفى بذلك قبحاً.

﴿ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزيزٌ ﴾

عزيز في معناه .
عزيز في لفظه .
عزيز في حفظ الله له .
عزيز في حفظه لأهله .
عزيز في قدره فهو أعظم كتاب .
عزيز في نفعه لمن تمسّك به .
عزيز لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ، بل ولا بسورة من مثله !
عزيز يعز أمته وأهله .
عزيز لا يعطي حلاوته لمن يخالفه علانية .
عزيز يتفلت من قلب لا يحافظ عليه ويتعاهده .
عزيز لا يجتمع مع عدوه "الغناء" في قلب واحد .
عزيز في أجره .. فليس شيء يُقرأ له كأجره .
عزيز .. بلغت عزته أن كل ما على الأرض مخلوق إلا هو "لأنه كلام الخالق تعالى".

ألم تسأل نفسك .. ماذا لو دخل ذلك العزيز إلى قلبي ؟

﴿.. ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا ..﴾

خوفك ورجاؤك، وثقتك وقلقك وكُل مشاعرك مرتبطة بإيمانك، فكلما زاد الإيمان زاد الأمان، وتراجع الشعور السلبي، وتقدم مكانه الشعور الإيجابي، فجاهد واجتهد برفع مستوى الإيمان، فإنما يؤتى الإنسان من جهة ضعف إيمانه وتقصيره لا سيّما معاصيه في خلواته !