#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبي_بكر_وعمر
#الحلقة_الثانية_والثلاثون
#مواقف_من_حياة_أبي_بكر_بعد_الخلافة
اتكلمنا في الحلقات إللي فاتت عن حروب الردة والأحداث إللي ترتبت عليها من جمع القرآن ورجوع الناس إلى الإسلام حتى لم يبقَ في الجزيرة مرتد واحد،
خلال حروب الردة كان أبو بكر رضي الله عنه في المدينة يدير شؤونها الداخلية زي ما شرحنا قبل كده في الحلقة السابعة عشرة والثامنة عشرة وحكينا إزاي كان بينظم شؤون المدينة،
وقلنا إنه كان عايش بين المسلمين يطبق منهج رسول الله ﷺ، فكان لا يترك فرصةً تمرُّ إلا علَّم الناس وأمرهم بالمعروف، ونهاهم عن المنكر، وكانت مواقفه تُشعُّ على مَنْ حوله من الرَّعيَّة بالهدى والإيمان والأخلاق والرحمة👌
خلونا نشوف بعض المواقف دي لأبي بكر رضي الله عنه في المدينة💁
¤ الموقف الأول:
دَخَلَ أبو بَكْرٍ علَى امْرَأَةٍ مِن أحْمَسَ يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ، فَرَآهَا لا تَكَلَّمُ، فَقالَ: ما لَهَا لا تَكَلَّمُ؟
قالوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً،
قالَ لَهَا: تَكَلَّمِي؛ فإنَّ هذا لا يَحِلُّ، هذا مِن عَمَلِ الجَاهِلِيَّةِ،
فَتَكَلَّمَتْ، فَقالَتْ: مَن أنْتَ؟
قالَ: امْرُؤٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ، قالَتْ: أيُّ المُهَاجِرِينَ؟
قالَ: مِن قُرَيْشٍ، قالَتْ: مِن أيِّ قُرَيْشٍ أنْتَ؟
قالَ: إنَّكِ لَسَؤُولٌ، أنَا أبو بَكْرٍ،
قالَتْ: ما بَقَاؤُنَا علَى هذا الأمْرِ الصَّالِحِ الذي جَاءَ اللَّهُ به بَعْدَ الجَاهِلِيَّةِ؟
قالَ: بَقَاؤُكُمْ عليه ما اسْتَقَامَتْ بكُمْ أئِمَّتُكُمْ،
قالَتْ: وما الأئِمَّةُ؟
قالَ: أَمَا كانَ لِقَوْمِكِ رُؤُوسٌ وأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فيُطِيعُونَهُمْ؟
قالَتْ: بَلَى، قالَ: فَهُمْ أُولَئِكِ علَى النَّاسِ."
《صحيح البخاري》
يعني أبو بكر رضي الله عنه رأى امرأة من قَبيلةٌ مِن بَجِيلةَ ساكتة لا تتَكلَّمُ، فسَأَلَ إللي حولها هي ليه صامتة ولا تتكلم فأجابوه إنها نذَرَت أنْ تحُجَّ وهي تارِكةٌ للكَلامِ، وده كان من طريقة التعبد في الجاهلية،
فأمَرَها أبو بكر بأنْ تتَكلَّمَ؛ لإنَّ تَرْكَ الكَلامِ لا يحِلُّ؛ لأنَّه مِن عَملِ الجاهِليَّةِ، والإسْلامُ هدم كُلَّ أُمورِ الجاهِليَّةِ ودَعَواتِها وعاداتِها الفاسِدةَ،
فتكلَّمَتِ المَرأةُ، وبعدها سَألَتِ أبا بكر مَن هو؟ ومِن أين؟
فأجابَها إنه رجل مِنَ المُهاجِرينَ، فسَألَتْه: مِن أيِّ المهاجرينَ؟
فأجابَها بأنَّه مِن قُرَيشٍ،
فسَألَتْه تاني منين من قريش😅
فقال لها أبو بكر: «إنَّكِ لَسَؤولٌ»، يعني بتسألي كتير، بس هو عارف هي بتسأل أسئلة كتير ليه، هي عايزة تطمئن إن إللي أفتاها بعدم الحج وهي صامتة على علم فعلا وإنه مش بيقول أي كلام،
فجاوبها وقال لها إنه أبو بكر،
فلمَّا علِمَتْ أنَّه أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه صاحِبُ رَسولِ اللهِ ﷺ قنَعَت بفَتْواه ورضيت بكلامه،
وبعد كده سألته سؤال تاني في أمْرِ الدِّينِ بقى، وقالت له: ما بَقاؤُنا على هذا الأمرِ الصَّالحِ؟
يعني الناس هتستمر على دِينِ الإسْلامِ وما اشتَمَلَ عليه مِن العَدْلِ، واجْتِماعِ الكَلمةِ ونَصْرِ المَظْلومِ لحد امتى؟
وهي هنا تقصد تَقصِدُ صُورَة الإسلام وأحْوالَه الَّتي كان عليها في عَهدِ النَّبيِّ ﷺ،
فأجابَها رَضيَ اللهُ عنه:
بَقاؤُكم عليه ما استَقامَتْ بكم أئمَّتُكم،
يعني طول ما الناس إللي بيحكموكم أو إللي بيتولوا أُمورَ النَّاسِ ومَصالِحَهم مستقيمين على دين الله؛ هيستقيم الدين؛ لأنَّ باسْتِقامَة هؤلاء الحكام تُقامُ الحُدودُ، وتُؤخَذُ الحُقوقُ، ويُوضَعُ كلُّ شَيءٍ مَوضِعَه، والنَّاسُ على دِينِ مُلوكِهم💁
فهي مكنتش تعرف معنى الأئمة، فسألته:وما الأئمَّةُ؟
فقرَّبَ لها الإجابةَ رَضيَ اللهُ عنه تَلطُّفًا منه بها، فقال: هو مش كان في قومك رُؤوسٌ وأشْرافٌ يَأمُرونَ الناس فيُطيعونَهم؟
قالت: بَلى،
فقال لها إن الأئمة زي زعماء القبائل وأشرافهم بالضبط، يعني أكَّد لها أن المُرادَ بالأئمَّةِ هم الزُّعماءُ والحُكَّامُ👌
وطبعا احنا لو أسقطنا كلام أبي بكر رضي الله عنه على الواقع بتاعنا هنلاقيه بينطبق عليه بالحرف🙂
فلما الأئمة أصبحوا غير مستقيمين على الدين بقى موجود الظلم وضياع حقوق الناس وضاعت إقامة الحدود👌
من الحديث إللي قلناه ده نقدر نستفيد منه بخمس أمور:
1️⃣ أفْعالِ الجاهِليَّةِ التي تخالف تَعاليمِ الإسْلامِ منَّهيُ عن فِعلها
2️⃣ إنْكارُ البِدْعةِ حتَّى على مَن يظُنُّ أنَّ فِعلَه سُنَّةٌ.
3️⃣ أهمِّيَّةُ اسْتِقامةِ الحُكَّامِ والرُّؤساءِ؛ لِما فيه منَ اسْتِقامةِ الرَّعيَّةِ، وأداءِ الحُقوقِ، ووَضعِ كلِّ شَيءٍ في مَوضِعِه.
4️⃣ لا نَذْرَ في مَعْصيةٍ، يعني مينفعش حد يقول أنا نذرت أعمل المعصية الفلانية.
5️⃣ الرِّفقُ بالسَّائلِ إذا كانت مَسائلُه فيما تَنفَعُ نفْسَه وغيرَه منَ المُسلِمينَ.
#سيرة_أبي_بكر_وعمر
#الحلقة_الثانية_والثلاثون
#مواقف_من_حياة_أبي_بكر_بعد_الخلافة
اتكلمنا في الحلقات إللي فاتت عن حروب الردة والأحداث إللي ترتبت عليها من جمع القرآن ورجوع الناس إلى الإسلام حتى لم يبقَ في الجزيرة مرتد واحد،
خلال حروب الردة كان أبو بكر رضي الله عنه في المدينة يدير شؤونها الداخلية زي ما شرحنا قبل كده في الحلقة السابعة عشرة والثامنة عشرة وحكينا إزاي كان بينظم شؤون المدينة،
وقلنا إنه كان عايش بين المسلمين يطبق منهج رسول الله ﷺ، فكان لا يترك فرصةً تمرُّ إلا علَّم الناس وأمرهم بالمعروف، ونهاهم عن المنكر، وكانت مواقفه تُشعُّ على مَنْ حوله من الرَّعيَّة بالهدى والإيمان والأخلاق والرحمة👌
خلونا نشوف بعض المواقف دي لأبي بكر رضي الله عنه في المدينة💁
¤ الموقف الأول:
دَخَلَ أبو بَكْرٍ علَى امْرَأَةٍ مِن أحْمَسَ يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ، فَرَآهَا لا تَكَلَّمُ، فَقالَ: ما لَهَا لا تَكَلَّمُ؟
قالوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً،
قالَ لَهَا: تَكَلَّمِي؛ فإنَّ هذا لا يَحِلُّ، هذا مِن عَمَلِ الجَاهِلِيَّةِ،
فَتَكَلَّمَتْ، فَقالَتْ: مَن أنْتَ؟
قالَ: امْرُؤٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ، قالَتْ: أيُّ المُهَاجِرِينَ؟
قالَ: مِن قُرَيْشٍ، قالَتْ: مِن أيِّ قُرَيْشٍ أنْتَ؟
قالَ: إنَّكِ لَسَؤُولٌ، أنَا أبو بَكْرٍ،
قالَتْ: ما بَقَاؤُنَا علَى هذا الأمْرِ الصَّالِحِ الذي جَاءَ اللَّهُ به بَعْدَ الجَاهِلِيَّةِ؟
قالَ: بَقَاؤُكُمْ عليه ما اسْتَقَامَتْ بكُمْ أئِمَّتُكُمْ،
قالَتْ: وما الأئِمَّةُ؟
قالَ: أَمَا كانَ لِقَوْمِكِ رُؤُوسٌ وأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فيُطِيعُونَهُمْ؟
قالَتْ: بَلَى، قالَ: فَهُمْ أُولَئِكِ علَى النَّاسِ."
《صحيح البخاري》
يعني أبو بكر رضي الله عنه رأى امرأة من قَبيلةٌ مِن بَجِيلةَ ساكتة لا تتَكلَّمُ، فسَأَلَ إللي حولها هي ليه صامتة ولا تتكلم فأجابوه إنها نذَرَت أنْ تحُجَّ وهي تارِكةٌ للكَلامِ، وده كان من طريقة التعبد في الجاهلية،
فأمَرَها أبو بكر بأنْ تتَكلَّمَ؛ لإنَّ تَرْكَ الكَلامِ لا يحِلُّ؛ لأنَّه مِن عَملِ الجاهِليَّةِ، والإسْلامُ هدم كُلَّ أُمورِ الجاهِليَّةِ ودَعَواتِها وعاداتِها الفاسِدةَ،
فتكلَّمَتِ المَرأةُ، وبعدها سَألَتِ أبا بكر مَن هو؟ ومِن أين؟
فأجابَها إنه رجل مِنَ المُهاجِرينَ، فسَألَتْه: مِن أيِّ المهاجرينَ؟
فأجابَها بأنَّه مِن قُرَيشٍ،
فسَألَتْه تاني منين من قريش😅
فقال لها أبو بكر: «إنَّكِ لَسَؤولٌ»، يعني بتسألي كتير، بس هو عارف هي بتسأل أسئلة كتير ليه، هي عايزة تطمئن إن إللي أفتاها بعدم الحج وهي صامتة على علم فعلا وإنه مش بيقول أي كلام،
فجاوبها وقال لها إنه أبو بكر،
فلمَّا علِمَتْ أنَّه أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه صاحِبُ رَسولِ اللهِ ﷺ قنَعَت بفَتْواه ورضيت بكلامه،
وبعد كده سألته سؤال تاني في أمْرِ الدِّينِ بقى، وقالت له: ما بَقاؤُنا على هذا الأمرِ الصَّالحِ؟
يعني الناس هتستمر على دِينِ الإسْلامِ وما اشتَمَلَ عليه مِن العَدْلِ، واجْتِماعِ الكَلمةِ ونَصْرِ المَظْلومِ لحد امتى؟
وهي هنا تقصد تَقصِدُ صُورَة الإسلام وأحْوالَه الَّتي كان عليها في عَهدِ النَّبيِّ ﷺ،
فأجابَها رَضيَ اللهُ عنه:
بَقاؤُكم عليه ما استَقامَتْ بكم أئمَّتُكم،
يعني طول ما الناس إللي بيحكموكم أو إللي بيتولوا أُمورَ النَّاسِ ومَصالِحَهم مستقيمين على دين الله؛ هيستقيم الدين؛ لأنَّ باسْتِقامَة هؤلاء الحكام تُقامُ الحُدودُ، وتُؤخَذُ الحُقوقُ، ويُوضَعُ كلُّ شَيءٍ مَوضِعَه، والنَّاسُ على دِينِ مُلوكِهم💁
فهي مكنتش تعرف معنى الأئمة، فسألته:وما الأئمَّةُ؟
فقرَّبَ لها الإجابةَ رَضيَ اللهُ عنه تَلطُّفًا منه بها، فقال: هو مش كان في قومك رُؤوسٌ وأشْرافٌ يَأمُرونَ الناس فيُطيعونَهم؟
قالت: بَلى،
فقال لها إن الأئمة زي زعماء القبائل وأشرافهم بالضبط، يعني أكَّد لها أن المُرادَ بالأئمَّةِ هم الزُّعماءُ والحُكَّامُ👌
وطبعا احنا لو أسقطنا كلام أبي بكر رضي الله عنه على الواقع بتاعنا هنلاقيه بينطبق عليه بالحرف🙂
فلما الأئمة أصبحوا غير مستقيمين على الدين بقى موجود الظلم وضياع حقوق الناس وضاعت إقامة الحدود👌
من الحديث إللي قلناه ده نقدر نستفيد منه بخمس أمور:
1️⃣ أفْعالِ الجاهِليَّةِ التي تخالف تَعاليمِ الإسْلامِ منَّهيُ عن فِعلها
2️⃣ إنْكارُ البِدْعةِ حتَّى على مَن يظُنُّ أنَّ فِعلَه سُنَّةٌ.
3️⃣ أهمِّيَّةُ اسْتِقامةِ الحُكَّامِ والرُّؤساءِ؛ لِما فيه منَ اسْتِقامةِ الرَّعيَّةِ، وأداءِ الحُقوقِ، ووَضعِ كلِّ شَيءٍ في مَوضِعِه.
4️⃣ لا نَذْرَ في مَعْصيةٍ، يعني مينفعش حد يقول أنا نذرت أعمل المعصية الفلانية.
5️⃣ الرِّفقُ بالسَّائلِ إذا كانت مَسائلُه فيما تَنفَعُ نفْسَه وغيرَه منَ المُسلِمينَ.