قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
30K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثانية_والثلاثون
#قصة_موسى_الجزء_السابع
#بين_موسى_وبني_إسرائيل(٢)
#قارون

وقفنا المرة إللي فاتت عند السبعين رجل إللي قالوا لموسى عليه السلام مش هنؤمن غير لما نشوف ربنا بعنينا،
فربنا عاقبهم بإنه أرسل عليهم صاعقة يعني نار شديدة من السماء أو رجْفة على خلاف في التفاسير،
لكن إللي يهمنا إنها أمر من شدته صُعِقُوا وماتوا!
وبعدها ربنا أحياهم مرة تانية!
"فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُون ۩ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
لإنهم لما ماتوا موسى عليه السلام خاف.. هيرجع يقول إيه لبني إسرائيل😕
يقول لهم خرجت بسبعين واحد منهم وكلهم ماتوا ورجعت من غيرهم؟!
مش هيصدقوه طبعا لإنهم بعقول وقلوب زي ما انتم شوفتوا كده😬
وهتحصل فتنة جامدة ساعتها.. فموسى عليه السلام دعا ربنا إنه يُحييهم تاني:
"قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا"
يعني كإن موسى عليه السلام بيقول:
يا رب انت لم تهلكنا قبل كده في يوم المجزرة إللي حصلت، مع إن الهلاك ساعتها كان قريب مننا جدا،
لكن انت برحمتك عصمتنا منه، أفتهلكنا الآن بما فعل السفهاء منا😔
حاشاك يارب إنك تعمل فينا كده، فيارب زي ما عصمتنا من الهلاك يوم المقتلة، اعصمنا اليوم ولا تُهلكنا بما فعل السفهاء منا🤲
فربنا استجاب لموسى وأحياهم مرة تانية واحد ورا التاني ، وبقوا شايفين بعض إزاي ربنا بيُحيي الموتى،
ودي آية ومعجزة جديدة تُضاف للآيات المُبهرة إللي شافوها وبتدل على إن محدش فعلا يستحق العبادة غير ربنا الخالق عز وجل👌
ورجعوا كلهم مع موسى عليه السلام لبني إسرائيل،
بدأ موسى عليه السلام في تعليم بني إسرائيل التوراة من الألواح، فأول حاجة قال لهم إنهم لازم يقبلوا كل اللي في التوراة وينفذوا إللي فيها،
"وَكَتَبْنَا لَهُۥ فِى ٱلْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَىْءٍۢ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَىْءٍۢ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍۢ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا"

فقالوا: احنا هنشوف إللي فيها الأول، فلو لقينا الأوامر والنواهي سهلة نعملها هنعملها🙄
فموسى عليه السلام قال لهم: لأ طبعا، لازم تقبلوها كلها، ده دين😳

☆وده والله زي حال ناس كتير اليومين دول😞
نيجي نقول لهم الدين بيقول كذا وبيقول كذا..
يقوموا ياخدوا منه إللي يوافق مزاجهم وسهل إنهم يعملوه، ولو الموضوع صعب ومحتاج مجاهدة تلاقيهم يسيبوه، وياريتهم يسكتوا ويدعوا ربنا مثلا إنه في يوم من الأيام ربنا يهديهم ويعملوا الصح ويبعدوا عن الغلط🙄
لأ، ده تلاقيهم راضيين ومكتفيِين باللي خلاص نقّوه من الدين🤦‍♂️
وعشان يبقوا في السليم بيدوروا على كلام لشيوخ الله أعلم بيهم عشان ياخدوا فتوى منه باللي همّ عايزينه..
على منهج الشيخ فانوس إللي بيريّح النفوس🤓
والمثل بيقول حطها في رقبة عالم واطلع سالم😀
وللأسف مش قادرين يفهموا إن لو مسألة فيها خلاف بين العلماء،
ده مش معناه إننا نختار براحتنا و هَوَانا بين أقوال العلماء،
لأ طبعا الإنسان لازم ياخد بالأحوط،
والمطلوب من المسلم لما يلاقي في خلاف إنه يتتبع مراد الله ويدور معاه حيث دار،
يعني يشوف كده هو إيه إللي ربنا يحبه ويريده ويرضاه ويقوم منفذه👌
فصاحب القلب السليم بيخرج من الخلاف وياخد بالأحوط لدينه ويبعد عن الشبهة،
والدليل على كلامنا هو قول رسول الله ﷺ:
إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ،
فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ،
كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى،
أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ الْقَلْبُ"
ده غير إن لما حد يكون عايز فتوى شرعية لااازم يدور على العالم الثقة الأمين إللي بيتقي الله في الفتوى ومش بيتساهل فيها😑
هو احنا مش لما بنكون عايزين نكشف على المخ مثلا مش بندوّر على أحسن الأطباء المتخصصين في المخ عشان نعالج أجسادنا إللي هتفنى في يوم من الأيام؟!
طيب ماهو الدين أَوْلى وأهم إننا ندور على أفضل العلماء وأتقاهم لله عشان ناخد عنهم ديننا لأن هو ده إللي هنتسأل عنه في القبر 👌

بني إسرائيل لما قعدوا يراجعوا موسى عليه السلام ده آه هناخده، وده لأ مش هناخده..واحنا مش هنقدر و...و...
ربنا أمر الملائكة إنهم يرفعوا عليهم الجبل كأنه غمامة على رؤوسهم ...متخيلين الجبل العملاق🏔 اترفع لفوق وهمّ تحته😮
"وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَ
لَّكُمْ تَتَّقُونَ"

فموسى عليه السلام قال لهم لو مقبلتوش أوامر ربنا كلها على بعضها بدون تفريق في الطاعة، الجبل ده هيقع عليكم..
فقبلوا على مَضَض طبعا وسجدوا وقعدوا يبصوا بنص وشهم على الجبل وهم ساجدين😶
زي اللي بيضرب بعينه كده في الخفاء🤔
ودي كمان تُعتبر آية جديدة من الآيات إللي ربنا ورّاها لبني إسرائيل عشان يُظهر لهم ألوهيته سبحانه وإن هو المستحق للعبادة، بس ياريت بنو إسرائيل يعتبروا بالآيات 🤦‍♂️

طيب.. دلوقتي بقى عندنا المنهج لكن فين البلد إللي هيقعدوا ويستقروا فيها😕
فاكرين لما قلنا إن يعقوب عليه السلام بنى المسجد الأقصى في القدس وإنه كان ثاني بيت لله في الأرض،
وكان يعقوب عليه السلام بيسكن في منطقة القدس وبعدين يوسف عليه السلام جابهم مصر في نهاية قصة يوسف😅

خلال الزمن ده القدس ومحيط المسجد الأقصى سكن فيهم ناس تانيين وأخدوا الأرض لنفسهم من سكانها الأصليين، وهي أصلا بتاعة نسل يعقوب عليه السلام،
فربنا أمر موسى عليه السلام إنه ياخد بني إسرائيل ويرجع تاني للقدس أو الأرض المقدسة ويخرّجوا الناس الموجودين هناك عشان يستعيدوا أرضهم ويعيشوا هناك،
"يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ"

فلما وصلوا قريب من القدس، أرسل موسى عليه السلام اثنا عشر رجلا من بني إسرائيل عشان يدخلوا القدس ويشوفوا الأحوال هناك إيه، زي فرقة استطلاع كده،
دخل الاثنا عشر رجلا المدينة وشافوا أحوالها والناس إللي فيها ورجعوا لموسى عليه السلام، وقالوا له :
الأرض إللي احنا روحناها بتطلع لبن وعسل.. يعني مليانة بالخيرات،
لكن المدينة متحصنة جدا، والناس إللي ساكنين هناك أجسامهم ضخمة وعندهم قوة عظيمة😰
فبدأ كل واحد من الاثنا عشر رجل ينهى قومه عن القتال مع موسى عليه السلام ويخوّفهم،
ما عدا رجلين اثنين فقط، همّ بس إللي نصحوهم بإنهم يسمعوا كلام موسى عليه السلام ويقاتلوا معاه.

لكن بني إسرائيل رفضوا كلام الرجلين وعصوا كلام موسى وقعدوا يقولوا:
ده فيها قوم جبارين واحنا مش هندخلها غير لما القوم الجبارين دول يخرجوا منها😤
"قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ"

ربنا أوحى لموسى عليه السلام إنه يصمم عل قومه إنهم يجاهدوا معاه عشان يستعيدوا أرضهم ويقيموا دولتهم،
لكن بني إسرائيل ولا همّ هنا😑

☆وخدوا بالكم إن القتال أو الجهاد هنا فرض على بني إسرائيل لأن ده جهاد دفع👌
واحنا عندنا نوعين من الجهاد:
جهاد الدّفع وجهاد الطلب،
◇جهاد الدفع هو إني أدافع عن أي حد يعتدي عليَّ أو على أرضي، وده واجب على الجميع،
◇أما جهاد الطلب فده بيكون إن الجيش يروح يفتح بلد تانية غير مسلمة عشان ينشر الإسلام،
وجهاد الدفع كان أوله في عهد موسى عليه السلام،
وأمة الإسلام جمعت بين جهاد الدفع وجهاد الطلب، ودي خاصية لأمة الإسلام لم تكن لأي أمة من الأمم السابقة👌
ممكن يكون في ملوك أفراد يقوموا بجهاد الطلب لنشر الدين زي سليمان عليه السلام كده زي ما هنشوف،
لكن أول أمة من بدايتها لحد نهايتها مأمورة بجهاد الطلب هي أمة الإسلام👌
◇طيب مش ربنا قال لا إكراه في الدين؟ ليه بقى المسلمين يروحوا بلاد تانية عشان يفتحوها😕
شوفوا،
الإسلام هو الرسالة الخاتمة، وربنا خلق البشر عشان يعبدوه، فاحنا كمسلمين لازم نوصل رسالة الإسلام لكل إنسان على وجْه الأرض،
وطبعا الشعوب إللي متعرفش الإسلام ليها حُكّام بيستفيدوا من عبادة غير الله، وبيحكموا بالقوانين إللي فيها مصلحتهم الشخصية،
فلما ييجي دين هو إللي يحكم ويُقلل نفوذ الحكام دي طبعا هيحاربوه، زي ما حصل مع فرعون كده،
فلازم يكون في جيش يحمي الدعاة إلى الإسلام،
وخصوصا إن الجيوش الإسلامية مش بتحارب الشعوب، همّ بيروحوا البلد ويعرضوا عليهم الإسلام، لو قِبلوا يبقى خلاص ده إللي احنا عايزينه،
لكن لو مقبلوش بالإسلام يبقى يدفعوا الجزية في مُقابل إن المسلمين لا يقاتلوهم ويدافعوا عنهم ضد أي عدو بس هيُحكموهم بالشريعة الإسلامية مع بقاءهم على دينهم عادي، طب لو مرضيوش برده🤔
يبقى القتال، نتبارز ونشوف مين الأقوى والأقوى هو إللي كلمته هتمشي👌
وكل دي خطوات عشان رسالة الإسلام توصل لكل الناس بالذات إللي بيبقوا حُكَّامهم مانعين الإسلام بالقوة عن بلادهم، فالإسلام لازم يوصل لهم بالقوة لإن ده حقهم إللي حكامهم حارمينهم منه،
والناس نفسها بعد كده ليهم الإختيار...يؤمنوا أو يكفُروا💁‍♂️
يعني الغاية من جهاد الطلب مش القتل والتخريب والاستعباد زي ما التتار والحملات الصليبية عملت في بلاد المسلمين ولّا زي ما بيتهموا الإسلام بده ظلما وعدوانا 😒

فدلوقتي بنو إسرائيل مفروض عليهم جهاد الدفع، مطلوب منهم يستردوا أرضهم وحقهم وهمّ رافضين ينفذوا أوامر ربنا..
موسى عليه السلام حاول يقنعهم إنهم يقاتلوا، وهمّ أبدا مش راضيين😕
الرجلين الصالحين يقولوا لهم يا جماعة خدوا بالأسباب واتوكلو
ا على الله وأول ما هتدخلوا ربنا هينصركم ماهو سبحانه إللي بإيده كل حاجة، برده مفيش فايدة😑
وكرروا رفضهم التام لدخول الأرض المقدسة،
وقالوا لموسى وش كده: إحنا مش هندخلها أبدا مادام القوم الجبارين دول فيها، إحنا مش هنقدر نقاتلهم😤
وراحوا قايلين كلمة كارثية😬
قالوا:
يا موسى لو الموضوع مهم أوي كده بالنسبة لك روح إنت وربك قاتلوا الناس الجبارة دي وإحنا هنا مستنييكم🙄
"قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"

فلما موسى عليه السلام شاف عناد وفسق بني إسرائيل وتجرؤهم على جناب الله عز وجل، دعا ربنا:
"قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"
يعني يارب أنا مليش سلطان عليهم ولا أقدر على حد غير على نفسي أنا وأخويا،
فاحكم بيني وبين بني إسرائيل الفاسقين بحكمك، بالعقوبة إللي انت ترى إنهم يستحقوها😔

فربنا قال:
" قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ"
يعني العقوبة هتكون إن الأرض المقدسة تبقى مُحَرَّمة عليهم، مش هيدخلوها حتى لو ندموا وحبوا يدخلوها،
وكمان هيقعدوا تايهين في الصحراء أربعين سنة حيارى لا يهتدون👌
والسبب في إن المدة أربعين سنة بالذات عشان يكون الجيل إللي قلبه قاسي زي الحجر ده اختفى،
و يكون جه من بعده جيل جديد محضرش الذل والخضوع والاستبداد إللي عاشه آباؤهم عند فرعون فيكون أقرب للفطرة السليمة إللي ترفض الذل والعبودية لغير الله 👌

بدأ زمن التيه...وحصلت فيه أحداث كتير مهمة منها وآيات جديدة لعل منهم مَن يعتبر.. منها: إن ربنا نزل عليهم المّنَّ والسلوى..
عايشين في صحراء.. في الحر والشمس والتوهان مش عارفين طريق للخروج..
قالوا لموسى عليه السلام إنهم جعانين والدنيا حر وخلاص مش قادرين،
فدعا موسى ربنا فأرسل الله لهم السحاب يغطي عليهم من حر الشمس، وأنزل عليهم المنّ والسلوى..
والمنّ هو شيء يشبه الصّمغ في الملمس، وطعمه أحلى من العسل، بينزل من الأشجار يتم خلطه بالماء ويتشرب، والسلوى دة طائر زي طائر السمان كده،
فكان ربنا موفر لهم كل حاجة، يعني أكلين شاربين نايمين ومتظللين و مش تعبانين في أي حاجة، وكانوا قبل كده مُستعبدين ومقهورين ومكنوش بيتكلموا،
مش يشكروا النعمة والعافية بقى 😶
لااااأ ...ده قالوا لموسى: يا موسى احنا مش بناكل غير صنف واحد بس واحنا مش مستحملين بصراحة😤

☆أيوة يعني عايزين إيه🤨

اطلب من ربك إنه يطلع لنا من الأرض البصل والعدس والقمح😒
"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا"
فكإن لسان حال موسى عليه السلام بيقول:
يعني بتقولوا ادعوا لنا ربك ..أنا فكرت انكم هتطلبوا مائدة من السماء مثلا أو حاجة كده عظيمة بما إنكم طالبين إني أشفع لكم عند ربنا في استجابة الدعاء😑
بقى عاوزين تسيبوا المن والسلوى الأطعمة الشهية النادرة بالنسبة لكم دي عشان تاكلوا بصل وعدس إللي كل الناس بتاكله عادي😳
"أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ"

☆لو تلاحظوا كده معايا كل شوية بنو إسرائيل ينادوا موسى عليه السلام باسمه كده من غير ألقاب وتوقير،

مفيش يا رسول الله مثلا؟ أو يا نبي الله؟ أو يا سيدنا موسى؟
سوء أدب واضح مع موسى عليه السلام مع كل إللي عمله عشانهم،
وحتى مفيش في كلامهم أي اعتراف بالجميل إللي عمله معاهم وإنه جاء وأخرجهم من الاستعباد والظلم😑
لأ وكمان كل شوية "ربك" ربك"، ادع لنا ربك... اذهب أنت وربك..إيه ربك دي🤨
سوء أدب كمان مع ربنا عز وجل، وكأنهم كل شوية بيسجلوا مثلا إن احنا مش معترفين إنه ربنا احنا كمان ده ربك انت بس لحد ما نقرر 🙄
وشوية يؤمنوا وشوية يكفروا وينتكسوا، وحتى وهمّ مؤمنين بيكونوا مذبذبين ومتشككين،
وكل ده وربنا حليم عليهم وموسى عليه السلام صابر عليهم وعلى تأديبهم وتربيتهم على الإيمان والمكارم،
واستمر موسى عليه السلام في معاناته مع بني إسرائيل😞

كان في قوم موسى عليه السلام واحد اسمه قارون.. شخص مالوش أي مكانة ولا نسب ولا أي حاجة،
كل ما في الموضوع إن ربنا أغناه وعنده فلوس كتير...بكل بساطة عارفين اللئيم إللي بيغتني بعد فقر بيكون عامل إزاي؟!
أهه ده كان قارون😅
وربنا أغناه مش أي غنى ...ده كانت مفاتيح الخزائن بتاعته ميشيلهاش إلا مجموعة من الرجال الأقوياء وبالعافية كمان 😅
فتقدروا تقولوا إن أموال أغنياء العالم كلهم دلوقتي كانت تعتبر الفكة إللي كانت في جيب قارون ساعتها🙊
فلكم أن تتخيلوا كان غني أد إيه👌
"إنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ"

فالناصحين كانوا بينصحوه ب
إنه ميفرحش وميتغرِّش في نفسه يعني عشان معاه الأموال دي كلها،
"إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ"
وإنه يخلّي همته إنه يستعمل الأموال دي في رضا ربنا ويكون همه الآخرة،
فمهما عشت يا قارون فكل ده هيفنى ومش هيكون عندك في رصيدك في الآخرة غير إللي إنت بذلته في حياتك لله وفي مرضاته👌
"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"

وزي ما ربنا أحسن إليك وأكرمك بإنه أعطاك الأموال دي كلها فأحسِن للناس المحتاجة ولا تُهِنهم؛ فربنا يعاقبك وياخد منك النعم إللي انت فيها دي👌
"وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"
رد عليهم قال لهم:
الأموال إللي عندي دي أنا إللي جمعتها بعلمي وشطارتي وربنا أعطاني الأموال دي عشان هو يعلم إني أستحق الأموال دي، ولو هو ما كانش بيحبني مكنش إداني الأموال دي كلها 😤
"قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي"

☆هو مش فاهم إن ربنا بيعطي الدنيا لمن يحب ومن يكره، لكن الآخرة بس هي إللي ربنا بيعطيها لمن يحب من عباده المؤمنين..
مش فاهم إن الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة مكنش ربنا سقى الكافر فيها شربة مية،
فما بالنا والكفار عندهم الأموال والسلطان؟
فالعبرة بالآخرة مش بالدنيا أبدا👌
مش فاهم إن الأعمال الصالحة هي إللي بتقرب العبد من ربه مش الأموال ولا الأولاد😑
وفي يوم من الأيام اتزين بأبهى زينة، وخرج على قومه في موكب عظيم وحواليه الخدم،
"فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ"
فشافه الناس إللي حب الدنيا متمكن في قلوبهم؛ فتمنوا إنهم يكون عندهم زي اللي عنده وقالوا:
يا ريت عندنا إللي عند قارون.. ده محظوظ حظ😶
"قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"

☆مش بنسمع الكلمة دي من ناس حوالينا لما يشوفوا حد عنده أموال أو مكانة اجتماعية أو شهرة في الباطل ..مش بيقولوا: يا سلام لو كنا مكانهم أو عندنا زيهم👌

فهنا أهل العلم العقلاء من بني إسرائيل قالوا لهم يا جماعة دي دنيا وكل ده هيفنى ..الثواب في الآخرة أعظم وأبقى..
"وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ"
وقارون بقى ماشي في زينته متكبر بالمنظر ده، ربنا خسف بيه الأرض😳
الأرض انشقت وبلعته هو وكنوزه وأمواله🙊
"فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ "
فلما شاف الناس إللي اتمنوا إنهم يكون عندهم زيه، ندموا وشكروا ربنا إنهم مكنوش في مكانه..
"وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"
وآدي كمان آية جديدة لبني إسرائيل على قدرة الله واستحقاقه للعبودية وعدم عصيانه، وكل شوية ربنا بيوريهم آيات ورا آيات لعلهم يهتدون أو يتقون👌

إن شاء الله المرة الجاية نكمل الأحداث إللي حصلت زمن التيه😊

☆ملحوظة:
حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثالثة_والثلاثون
#قصة_موسى_الجزء_الثامن
#بقرة_بني_إسرائيل

عرفنا المرة إللي فاتت إن بني إسرائيل دخلوا في التيه، وفي التيه ده حصلت أحداث كثيرة..كان منها قصة قارون إللي قلناها المرة إللي فاتت،
والنهاردة هنتكلم عن قصة البقرة😁
كان في بني إسرائيل رجل غني مكنش عنده أبناء، لكن كان له قريب، لو الرجل الغني ده مات كان القريب ده هيورثه، فمقدرش يصبر لحد ما الراجل يموت لوحده، فراح قاتله ورماه على الطريق،
الناس صحيوا الصبح لقوا واحد مقتول على الطريق😳
وجه قريبه القاتل ده وقعد يصوّت ويندب عليه قال يعني كإنه اتفاجيء،
وعلى رأي المثل: يقتل القتيل ويمشي في جنازته 🤓
فبدأ الناس كل واحد فيهم ينفي التهمة عن نفسه ويرمي بيها غيره وحصل نزاع في الأمر..
"وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ"
فالقاتل قال لموسى عليه السلام: مفيش حد هيقول لنا مين إللي قتله غيرك يا نبي الله😭

☆يعني مش بس قتل، ومش بس بيقتل القتيل ويمشي في جنازته ويمثل على الناس البراءة،
لأ، ده كمان بكل بجاحة رايح لموسى عليه السلام إللي بيجيله الوحي من ربنا عالم الغيب والشهادة يسأله مين إللي قتل قريبه😶
يعني بيحاول يُسبُك الحكاية أكتر على طريقة قال يعني هو بريء لدرجة إنه مصمم ياخد بكل الأسباب لكشف القاتل،
وده معناه إنهم فعلا عارفين إن موسى عليه السلام نبي لكنهم مستهزئين بيه وقلوبهم فيها شك في الإيمان دايما ومليانة ريبة ومرض😐

فبنو إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: صح! مش انت نبي؟! ادعي ربك واسأله مين قتل قتيلنا🤔
فدعا موسى عليه السلام ربنا عز وجل يكشف القاتل، فربنا أوحى له إنه يؤمر بني إسرائيل إنهم يذبحوا بقرة، فاستهزأوا بيه وبطلبه..
"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا"
يعني بيقولوا له بقى إحنا بنقولك مين قتل القتيل؟ تقوم إنت تقول لنا اذبحوا بقرة🤨
انت بتهزر 😐
فموسى عليه السلام قال لهم:
"قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"
يعني هو انتم جربتم عليّ قبل كده كذب على الله عزو وجل أو استهزاء بيكم أو بأي حد من الناس؟
أنا بقالي كم سنة عايش معاكم.. هل حصل مني أي حاجة من دي قبل كده😑
فقعدوا يجادلوه ويصعّبوا الموضوع أكتر:
طيب ما تقول مين قتل قتيلنا ؟
فموسى عليه السلام مزودش معاهم في الكلام أكتر من إنه كرر عليهم الأمر الإلهي "اذبحوا بقرة"..

☆طيب هنا سؤال: اشمعنى بقرة🤔... ليه مش خروف ولا شاة ولا أي حيوان تاني🤨
السبب في كده لأنهم عبدوا العجل.. فربنا طول الوقت بيربيهم على ترك عبادة العجل وبيعلمهم إنهم ينزعوا تقديسه تماما من قلوبهم،
قلوبهم كان متشربة حب عبادة العجل بدرجة كبيرة جدا،
فلما مرة يحرقوا الإله المزعوم إللي عبدوه وقدسوه قبل كده وكان على شكل عجل ونثروا الرماد بتاعه في الهواء،
وبعدين مرة تانية يذبحوا بقرة إللي هي برده من نفس الفصيلة فالمفروض إنه يقع في قلوبهم:
إزاي إله ويُذبح ويهلك🤨
ويقتنعوا بقى إن صفات الإله مختلفة عن إللي بيعبدوه ده👌
المفروض يعني، لكن هنقول إيه🤦‍♂️

المهم.. كملوا جدال وعناد مع موسى وأسئلة فارغة :
"قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ"
اسأل ربك البقرة دي عاملة إزاي🤔
" قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ"
يعني ابحثوا عن بقرة متوسطة لا هي كبيرة ولا هي صغيرة، وانجزوا واعملوا إللي ربنا أمركم بيه بسرعة من غير تأجيل👌

☆وهنا فيه قاعدة مهمة😊
وهي إن لما الأمر يجيلنا من ربنا، يجب التفيذ فورا👌
يعني مش لسه هشوف ظروفي تسمح ولاّ لأ!
ولّا هينفع وسهل معايا ولّا لأ، ولّا هيكون معايا حد ولّا هبقى لوحدي،
الموسيقى حرام يبقى أوقف فورا، الصلاة فرض ربنا أمر بيها؛ يبقى أصلّي حالا،
الحجاب ميكونش زينة ويكون ساتر للزينة؛ يبقى أقول سمعا وطاعة فورا يارب،
مش أقعد أدرّج لنفسي الحجاب كل سنة أغطي حتة😀
أنفذ أوامر ربنا فورا ، مش أقول لما ربنا يهديني وأقعد أسوّف في الطاعة وأقول "سوف.. سوف.. سوف..." 😒
دول بقى جدال وتضييع وقت مع إن الطلب واضح وربنا سهّل عليهم من البداية بدون شروط!

فقالوا له تاني : طيب اسأله كده لونها إيه😅
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا"!
فقال لهم:
لونها أصفر.. بس مش أصفر عادي سهل تلاقوه،
لأ أصفر فاقع، ويكون شكله حلو مش أصفر يوجع العين ويبقى شكله وحش😒
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ"

بقت العملية أصعب! شدّدوا على أنفسهم فشُدِّدَ عليهم!
طيب هل سمعوا الكلام بقى وفهموا واعتبروا؟
إطلاقا🤦‍♂️

قالوا لموسى خلّي ربك يا موسى يوضح لنا صفاتها أكثر لإن البقر إللي بالصفات دي كتير برده ومش هنقدر نميز البقرة المطلوبة من بي
نهم😯
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ"

فقال لهم: دي بقرة مُدللة.. متدلعة يعني... لا بتروح حقل تحرث، ولا حتى بتسقي الزرع، ومش بس كده لأ ميكونش فيها أي عيب،
إللي هو شوفوا بقى هتلاقوها إزاي دي😒
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا "

☆وطبعا كل ده نتيجة التشدد زي ما قلنا 😑
ربنا كان ميسرها عليهم لكن همّ قعدوا يشددوا على نفسهم،
عارفين زي إيه🤔
زي الشخص إللي بيسأل سؤال والشيخ يقول له:
"افعل ولا حرج" زي ما قال النبي ﷺ في الحج والعمرة مثلا،
فيقوم يلِح على الشيخ:
طب أنا حطيت مرهم دوا له ريحة نفّاذة بس مهياش الريحة الحلوة بتاعة العطور، هل كده ده عِطر وبلاش أحط الدوا؟ طب أنا الخروف إللي جبته للأُضحية عنده خربوش قُطة صغير في طرف القرون بتاعته مش باين إلا بالعدسة المكبرة، هل ينفع أضحي بيه؟
طب أنا ينفع أتيمم بسبب الجرح المفتوح ده بس أنا هتوضى بالمية بردو ومش مهم تحذير الدكتور! .. وهكذا..
وكان في موقف زي كده حصل في زمن رسول الله ﷺ ، ناس قعدت تسأله عن حاجات هو سكت عنها في الشرع عشان التخفيف على المسلمين،
ولو جاوب عنها هتبقى فرض يُعاقَب تاركه!
زي ما واحد سأله عن الحج، هل لازم نحج كل عام، فقال لهم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم،
فحذرهم من ده ونزلت الآية:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ۩ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ"

بنو إسرائيل بعد ما سمعوا الوصف الأخير قالوا بااااس انت كده جبت الوصف المطلوب زي ما احنا عاوزين😅
"قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"

☆سوء أدب متواصل مع موسى عليه السلام ومع طريقة استقبالهم لأوامر ربنا🤦‍♂️
واخدين بالكم من الفرق بين موسى عليه السلام وبينهم؟
لما ربنا أمر موسى عليه السلام إنه يُلقي عصاه العزيزة عليه وإللي ملوش غنى عنها، عمل إيه؟
نفّذ وأطاع فورا👌
مع إن الطلب يُعتبر ضد المنطق العقلي البشري القاصر،
يعني لسان حالنا بيقول إيه إللي يخليني أرمي عصايتي إللي بحبها كده من غير استفهام بسيط عن السبب حتى🤔
ضد المنطق النفسي والعقلي بالنسبة لأي حد زي ما ذبح البقرة هنا بالنسبة لبني إسرائل كان شيء ضد المنطق في إللي طلبوه من موسى..
ومع ذلك بني إسرائيل لما جالهم الأمر حكّموا العقل والمنطق فكانت النتيجة إنهم اعترضوا على أمر الله واتهموا نبي مُرسل بالاستهزاء بيهم وكإنه جاي يهزر مش جاي برسالة عظيمة وهي الحق من رب العاملين 🙄
ولو إنهم سمعوا الكلام على طول بدون نقاش كان الموضوع خلص على طول و انتهى،
وخصوصا مادام وضَح لهم إن رسالة موسى عليه السلام هي الحق من رب العالمين😑
فبدأوا يصعّبوا الأمور على نفسهم، ويسألوا في الأمور الواضحة، فربنا ضيّق عليهم ...
وكانوا كل ما يسألوا أكثر ربنا يضيق عليهم أكثر، وده يعلمنا إن السؤال فيما لا يفيد مفهوش أي خير، بل ممكن يسوؤنا في النهاية زي ما قلنا.

المهم بقى قعدوا يدوّروا على بقرة بالمواصفات دي مش لاقيين نهائي،
لحااااد ما لقوها عند امرأة عجوز عندها يتامى، فلما عرفت إن بني إسرائيل محتاجين البقرة بشدة، مرضيتش تبيعها إلا بوزنها ذهب👌
فرجعوا لموسى عليه السلام وقالوا له الخبر، فقال لهم فضلتوا تشددوا على نفسكم وربنا كان مخفف عنكم،
خلاص، قُضيَ الأمر، ادوها إللي تطلبه😤
ففعلا اشتروا البقرة بوزنها ذهب وذبحوا البقرة أخيرا، وأخدوا جزء من البقرة وضربوا بيه القتيل،
فقام القتيل من موته وقال عن اسم الشخض إللي قتله..إللي هو قريبه ، وبنو إسرائيل مندهشين إزاي الرجل طلع لئيم ومخادع بالشكل ده😳
ومذهولين من معجزة إحياء الموتى إللي شافوها قدام عنيهم وحصلت بمجرد ضرب القتيل بجزء من حيوان مذبوح😮 آيات ورا آيات لبني إسرائيل تدل على صدق ما جاء به موسى وضرورة طاعته.. لكم مين يفهم😐
وفي النهاية، أخدوا القاتل وقتلوه قَصاصا للقتيل.

☆طيب هو ليه ربنا بيحكي لنا القصة دي🤔
قصة البقرة في الجزء الأول من سورة البقرة، والجزء ده بيحكي عن بني إسرائيل ومشاكلهم مع موسى عليه السلام لما كانوا لسه دولة ناشئة بعد ما خرجوا من مصر..
وسورة البقرة من أوائل السور المدنية، يعني نزلت في بداية نشأة الدولة الإسلامية في المدينة وفيها عشرات من التشريعات للمسلمين هتلاقوها من بداية الجزء التاني.. تشريعات في الصلاة ،تشريعات في الحج، تشريعات في الجهاد، تشريعات في الزواج،
تشريعات في الصيام.. فربنا بيقول للمسلمين ماتعملوش زي بني إسرائيل وتقعدوا تسألوا وتعاندوا وتتباطؤوا في الطاعة..
مادام انتم خلاص تيقنتم إن ده
رسول من عند الله يبقى لما يجيلكم الأمر منه تنفذوه بدون تردد أو شك أو عناد أو جدال،
قال لكم صوموا ثلاثين يوم تصوموا ...
قال لكم تصلوا خمس صلوات في اليوم والليلة تصلوا....
قال لك متبصش على النساء ، متبصش..
قال لكِ تلبسي حجاب سابغ ساتر غير ملفت وغير متعطر ومفيهوش زينة ، تلبسي..
تخيلوا لو المسلمين أخذوا كل تشريع بطريقة بني إسرائيل في الأسئلة؟ يبقى مفيش دولة هتقوم😶
هنفضل متكعبلين في الجدالات والتباطؤ والتشدد.. ومش هنفوق للمهام العظيمة إللي محتاجة كل وقتنا وجهدنا وطاقتنا وتفكيرنا،
ده غير إن الجدال والتباطؤ في تنفيذ أوامر الله بيبقى علامة لمرض القلوب والشك في الإيمان،
وده بيبقى من أكبر أسباب تخلف الأمم المسلمة وتأخر وقوفها على رجليها👌
وطبعا كلنا عارفين إن في الوقت الحاضر للأسف ده حاصل، نيجي نقول لحد حكم شرعي صحيح وثابت، يقول إزاي يعني !
ماهو بالعقل كده المفروض نعمل كذا كذا بدل كذا... مجرد إن عقلهم مش مستوعب الحكمة من الحكم الشرعي الفلاني ، يقوموا يرُدوا حكم ربنا ويتركوا تنفيذه،
لأ وكمان يقولوا لك : ربنا عرفوه بالعقل! ولا يمكن يرضيه إننا نعمل كذا إللي انت بتقول عليه إنه حكم شرعي ثابت بالقرآن والسنة ده😤
انت أكيد فاهم النص غلط.. لازم نعيد فهم النصوص حسب المعطيات العصرية المناسبة لزماننا إلى آخر الحجج والأباطيل إللي من خلالها بيتم هدر نصوص الشريعة حتة حتة،
مش مثلا يتهموا العقول القاصرة وعلمها محدود وإنها مش فاهمة ويحاولوا يفهموا ويقولوا رب زدني علما🙄
لأ .. طالما الكلام مش داخل الدماغ يبقى خلاص نرده ونقعد نجادل ونسأل ونتتبع زلات العلماء وناخد إللي على هوانا😑

المهم،
في يوم من الأيام كان موسى مجتمع مع بني إسرائيل بيكلمهم عن ربنا ويوعظهم،
لحد ما الناس قلوبها اتأثرت وعيطوا من شدة التأثر بكلامه عليه السلام،
زي ما بنسمع محاضرة ونتأثر بكلام الشيخ وساعات من شدة التأثر كده عينينا تدمع😅
فده كان الحال مع بني إسرائيل في اليوم ده،
فواحد من بني إسرائيل سأل موسى عليه السلام :
هل في أحد في الأرض من هو أعلم منك🤔
فموسى عليه السلام على حسب علمه رد وقال: لأ مفيش.. فربنا عتب عليه إنه لم يُرجِع العلم لله في السؤال الغيبي ده إللي ميعرفش إجابته غير ربنا ويقول الله أعلم،
وقال له الله عز وجل إن فعلا في عبد صالح مؤمن هو أعلم منك👌
فموسى عليه السلام مع إنه نبي مرسل ومن أُولي العزم من الرسل ، إلا إنه قال لربنا إنه عايز يروح يقابل العبد ده وإللي عنده علم مش عنده عليه السلام؛عشان يتعمل منه ويزداد حكمة وبصيرة.

فربنا استجاب طلبه، وقال له إن في مكان اسمه "مجمع البحرين" هتلاقي العبد الصالح ده موجود هناك عنده..
ولإن موسى عليه السلام ميعرفش المكان ده، فربنا أمره ياخد معاه سمكة ميتة مملحة عشان متعفنش وأمره إنه ويحطها في جراب《زي شنطة كده》،
ولما يوصل للمكان المحدد هيلاقي السمكة دي رجعت فيها الروح تاني ونزلت المية، وساعتها لما يشوف العلامة دي يبقى هو ده مكان اللقاء.
أخذ موسى عليه السلام في الرحلة دي غلام من غلمانه اسمه يوشع بن نون، وفهّمه السبب في الرحلة دي:
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا"
يعني همشي لحد ما ألاقي مجمع البحرين يا إما هفضل ماشي زمن طويل لحد ما ألاقي العبد الصالح،
وخرجوا في الرحلة دي، فضلوا ماشيين لحد ما وصلوا عند مجمع البحرين، وهو في وقتنا الحاضر نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء👌
لما وصلوا، موسى عليه السلام نام، في حين إن يوشع بن نون كان صاحي،
فشاف الجراب بيتحرك ولقى السمكة طلعت منه ونزلت في المية وفضلت واقفة ما بتتحركش!
"فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا"
سمكة ميتة مملحة فجأة تنط من الجِراب وتتحرك وتسبح في المية كده😮
يوشع كان ناوي يحكي لموسى أول ما يصحى، لكن لما صحي موسى عليه السلام، نسي يوشع إنه يقول له إللي حصل، ومشيوا هم الإتنين وكملوا الطريق،
"فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا"
يعني فجأة موسى عليه السلام وهو ماشي مع فتاه، حس بالتعب والجوع، وهو مكانش حاسس بتعب طول الطريق إللي قبل النوم لكن حس بتعب فجأة،
فقال لغلامه يوشع هات الغدا بتاعنا احنا تعبنا في السفر الأخير ده ومحتاجين نتقوّى على باقي الطريق،
هنا افتكر يوشع إللي حصل مع السمكة وحكى لموسى عليه السلام،
"قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا"
يعني أنا افتكرت دلوقتي،
انت لما نمت عند الصخرة حصل كذا كذا ، والشيطان نساني أقولك إزاي السمكة دي فعلا صحيت رغم موتها ونطت في البحر بشكل عجيب!
فقال له موسى عليه السلام:
"قَالَ ذَٰلِكَ مَا ك
ُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا"
يعني هو ده المكان إللي احنا عايزينه إللي ربنا عز وجل قال لي إن دي علامته، ورجعوا تاني من نفس الطريق متتبعين آثار رجلهم لنفس النقطة👌

☆هنا نستفيد نقطة مهمة أوي ، وهي إن طول ما الإنسان بيعمل حاجة لله صح وبصدق ربنا بيهوّن عليه الصعوبات إللي ممكن يواجهها،
موسى عليه السلام خرج عشان يطلب العلم، فمكنش حاسس بتعب لإن ربنا مخفف عنه لإنه عنده هم أكبر من مجرد الأكل والشرب،
وهو هم طلب العلم وطلب الحكمة والبصيرة أينما كانت،
والعلم بيزود الإيمان واليقين،
فكل ما كان هم الإنسان عالي وصادق فيه كانت معية ربنا له أكبر وتيسيره لأموره أعظم،
لكن لما مشي في الطريق الخطأ وبِعِد عن المطلوب منه تِعِب،
يعني كإن ربنا بيديله له علامة عشان ينتبه👌
◇مش بتحصل معانا ساعات؟
بنبقى ماشيين في طريق الإلتزام وطلب العلم وفجأة نلاقي الدنيا وقفت😶
ممكن يكون من الأسباب إن احنا ماشين في الطريق الغلط، ويكون ده من لطف ربنا👌
يعني مثلا تكون مش عارف تقرأ قرآن وبتغلط في نطق حروفه جدا ومبتعرفش تتوضى صح ولا بتستنجى من النجاسات صح،
وتقوم رايح شادد حيلك في تعلم مصطلح الحديث وأصول الفقه وتاريخ البلاغة العربية🙃
هو جميل وعلم نافع جدا وتأسيسي وكل حاجة، لكن انت كده أكيد ماشي غلط من حيث الأولويات والمطلوبات العاجلة الأول،
لإن الأَولى إنك تتعلم قراءة القرآن الأول نطقا وفهما وفقه العبادات وعلى رأسها الصلاة، عشان هو ده إللي هيصلّح لك صلاتك إللي هتتسأل عنها بين يدي الله عز وجل ولو فرطت في تمام أداءها هتبقى كارثة لأنها أول حاجة العبد بيتسأل عنها يوم القيامة 👌
فلما تلاقي الدنيا اتسدت في وشك ، فكر كده:
هل أنا ماشي صح طيب؟ هل ده الطريق إللي هيوصلني لنهاية الطريق إللي أنا عايزه ومخططله؟
ولا أنا عديت المكان الصحيح ومحتاج أعيد حساباتي وألِف وأرجع ، زي ما حصل مع موسى عليه السلام💁‍♂️

موسى عليه السلام لف ورجع للمكان إللي كانوا فيه لقوا واحد قاعد في الأرض، لما قام الرجل ده الأرض اهتزت، وتحوّل المكان إللي كان واقف فيه لأرض خضراء😮
فكان ده العبد الصالح إللي ربنا قال لموسى عليه،
"فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا"
العبد ده كان اسمه: الخِضْر.. موسى عليه السلام سلم عليه.. فالخضر استغرب من السلام لأن مفيش حد في المنطقة دي بيقول السلام.
فسأله: انت مين؟ :قال له موسى، فالخضر قال له : موسى بني إسرائيل😯
فموسى عليه السلام قال له : نعم، فالخضر استغرب ، موسى بني إسرائيل عايز مني إيه😅
فموسى عليه السلام قال له:
أنا عرفت من ربي إن عندك علم مش عندي، فأنا عايز أتعلم العلم إللي عندك ده، لكن أنا عايز العلم إللي ينفعني ويكون من أسباب الحكمة والرشد 👌
"قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا "
فالخضر قال له إن ربنا أعطاك علم مش عندي وأعطاني علم مش عندك، والعلم إللي عندي انت مش هتصبر عليه ولا هتقدر تستحمله،
"قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ۩ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا"
فموسى عليه السلام قال له: إن شاء الله هكون صابر وهسمع كلامك،
"قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا"
فلما الخضر شاف إصرار موسى عليه السلام وافق إنه يتّبعه لكن بشرط👌
قال له: لو هتتبعني متسألنيش عن أي حاجة نهائي إلا لو أنا إللي قلتلك شرحها وتفسيرها 😤
"قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا"
فموسى عليه السلام وافق، وبدأت رحلة موسى عليه السلام والخضر.
كان الخضر عايز يعدي الناحية التانية من البحر، فكان فيه سفينة لمساكين بيشتغلوا عليها فلما شافوا الخضر وكانوا عارفينه، مرضيوش ياخدوا منه أي أجرة، وركّبوه هو وموسى عليه السلام في السفينة ببلاش.

¤ملحوظة:
المسكين هو إللي يملك شيء ولكن لسه محتاج تاني، عنده أموال مثلا لكن مش مكفياه،
أما الفقير فهو إللي معندهوش أي شيء إطلاقا.

لما ركبوا السفينة نزل الخِضر أسفل السفينة وأخد فأس وخرق لوح من السفينة!، وموسى عليه السلام شايف ومذهول ومستنكر!
"فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا"
فقال له: انت خرقت السفينة عشان تغرق الناس😲
يعني هو ده جزاؤهم عشان ركبونا معاهم بدون أجرة ...هو ده رد الجميل😳
"قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا"

☆ده موسى يا جماعة😅...ميقدرش يشوف الغلط ولا الظلم ويسكت😅
فغلبته عادته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفضه للسكوت عن الظلم ،وانتم أكيد فاكرين لما قتل المصري عشان ظن إنه ظالم للرجل إللي كان من بني إسرائيل،
وفاكرين لما سقى للمرأتين وهو ميعرفهمش...فإزاي طبعا هيسكت على رجل يعتبر في وجهة نظر موسى إنه عايز يغرق الناس ومش أي ناس كمان دو
ل الناس إللي ساعدوهم🙊
فالخِضر بص له وقال له:
مش قلت لك إنك مش هتقدر تستحمل الصبر على عدم تفسير الحكمة😊
"قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا "
فتذكر موسى عليه السلام الشرط إللي كان بينهم وقال له : معلش المرة دي نسيت، متآخذنيش.. فسامحه الخِضر..
"قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا"

نزلوا من السفينة وكملوا الطريق.. ومشيوا لحد ما وهمّ ماشيين شافوا أطفال بيلعبوا... ، فراح الخِضر واخد منهم وراح قتله، يُقال إنه ضرب راسه بالجدار فقتله، ويقال إنه ضرب راسه بحجر😑
موسى عليه السلام اتصدم😳...قال له:
انت قتلت نفس بريئة بدون أي ذنب ولا حتى قصاص ؟!ده انت عملت منكر عظيم جدا 😲
"فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا"
فهنا الخضر أكد عليه تاني وقال له: مش أنا قلتلك إنك مش هتقدر تصبر 👌
"قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا"؟
موسى عليه السلام هيقول إيه المرة دي😅
مش هيقدر يقول له عدِّيها دي كمان، حياؤه عالي ومروءته وأخلاقه أعظم من حبه الشديد لطلب العلم،
وفعلا الأخلاق أهم في الأولوية من العلم،
فموسى قال له عشان ينصفه من نفسه:
لو سألتك عن حاجة تانية خلاص متصاحبنيش وكل واحد هيروح لطريقه..
"قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا"
هل ياترى موسى عليه السلام التزم بوعده للخضر؟
ولاّ مقدرش يستحمل وخلَف الشرط مرة ثالثة؟

ده إللي هنعرفه المرة الجاية إن شاء الله 😁

☆ملحوظة:
حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الرابعة_والثلاثين
#قصة_موسى_الجزء_التاسع
#موسى_والخضر

كنا واقفين المرة إللي فاتت عند موسى عليه السلام لما قابل الخِضر وشاف منه حاجات من وجهة نظر موسى عليه السلام كانت منكرة وعظيمة،
وبعد ما موسى عليه السلام اعترض على أفعال الخضر مرتين قال موسى عليه السلام للخضر إنه مش هيسأله عن حاجة تاني،
كملوا بقى رحلتهم لحد ماوصلوا لقرية، وكانوا محتاجين ياكلوا، فطلبوا الضيافة من أهل القرية فمحدش منهم رضي إنه يضيّفهم،
ودي قاعدة في جميع الشرائع حتى الإسلام، إن أي حد يدخل المدينة غريب وعابر سبيل، واجب على أهل المدينة دي إنهم يضيفوا الزائر ده يوم وليلة.
فهمّ لما دخلوا المدينة وطلبوا الضيافة كانوا بيطلبوا حق من حقوقهم مش بيطلبوا صدقة يعني، وأصلا الأنبياء لا تأكل الصدقة،
فحتى من غير ما كانوا يطلبوا كان من المروءة إن أي حد من أهل المدينة لما يشوف حد سافر عابر سبيل داخل القرية هيعرضوا عليه الطعام والمبيت.. لكن دول محدش فيهم ضايفهم أو أعطاهم أي حاجة،
"فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا "

فموسى عليه السلام ومعاه الخضر سابوهم وراحوا يتمشوا في القرية،
وهم ماشيين شافوا جدار فاضل له حاجة بسيطة وهيقع خلاص،
فالخضر عَدَله عشان ميقعش، سواء بقى جاب مواد بناء ورمم بيها الجدار، أو إنه مَرّر عليه إيده فاتعدل بقدرة الله ومعجزة ، الله أعلم..
"فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ"

فموسى عليه السلام معجبوش إللي حصل وقال للخِضر: انت كده عملت معروف للناس إللي رفضوا يضيّفونا بأقل شيء، طيب على الأقل اطلب منهم أجر، أو حتى اطلب الضيافة مقابل إصلاح الجدار ده😑
"قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا"

فهنا الخِضر رد على موسى وقال له:
خلاص كده... احنا هنفترق.. ومش هنكمل مع بعض الرحلة 😊
لإنك للمرة التالتة مقدرتش تصبر زي ما قلتلك من الأول..
لكن قبل ما أسيبك هقولك تفسير الحاجات إللي أنا عملتها كلها👌
"قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا"
وبدأ الخضر يحكي لموسى عليه السلام أعاجيب الأقدار والحكمة...
قال الخضر لموسى:
"أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا"

يعني بيقوله فاكر السفينة إللي ركبنا فيها...دي كانت بتاعة ناس مساكين بيشتغلوا عليها ومعندهمش غيرها،
ففي طريق رحلتهم هيعدّوا على أرض بتاعة ملك ظالم،
والملك الظالم ده كل ما بيشوف سفينة كويسة مفيهاش عيوب بياخذها بالغصب من أصحابها،
فأنا عملت فيها عيب عشان لما جنود الملك يشوفوها يسيبوها للمساكين... لإن سفينة معيوبة بالنسبة لهم أحسن من لو مفيش سفينة خالص يسترزقوا منها😅

☆وده يعلمنا إيه😁
يعلمنا إن ما لا يُدرك كله لا يُترك جُله👌
مش لازم كل حاجة تبقى تمام التمام.. مش لازم أستنى لما الأمور تبقى 100% عشان أشتغل، وإلا مش هشتغل لحد ما الظروف تبقى زي مانا عايز🤷‍♂️
يعني لو مثلا مبقدرش أصلي قيام الليل ١٢ ركعة بـألف آية إللي بيهم أُكتب عند الله من المُقنطرين،
ولا حتى بقدر أقوم الليل بـمائة آية إللي بيهم أُكتب عند الله القانتين، على الأقل هصلي ركعتين بـعشر آيات قبل ما أنام،
آخذ بيهم وعد من ربنا إن اسمي متشال في الليلة دي من الغافلين،
زي ما رسول الله ﷺ قال في الحديث:
"من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كُتب من المقنطرين"

أنا مثلا بكسل أصلي سنن الصلاة يبقى أسيبها خالص 😑
لأ طبعا ...هصلي السنن وأنا قاعدة😁
آخذ نص الأجر ولا إني أسيب الأجر كله💁‍♂️
هصلي إللي أقدر عليه من السنن ومش هسيبها كلها لعل ربنا يقويني بعزيمتي وأكمل.
طيب واحدة مش بتعرف تقرأ قرآن بالترتيل... تسيب قراءة القرآن..؟ برده لأ .. تقرأ زي ما بتعرف وفي نفس الوقت تتعلم واحدة واحدة تقرأ بترتيل👌

◇بس استنوا 😅
مش معنى كده إننا بنتكلم عن فِعل المستطاع من الفرائض😱
لأ، احنا بنتكلم عن السنن والنوافل وفضائل الأعمال،
لكن الفرائض لازم تكون تامة مافيهاش حتة آه وحتة بعدين، والمنكرات المحرمات هي كمان لازم نسيبها كلها مرة واحدة هي كمان👌

الخضر كمّل تفسيره للأحداث وقال:
""وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا "
فاكر يا موسى الطفل إللي أنا قتلته؟
الطفل ده لما كان هيكبر كان هيكون كافر ورجل طاغية، وأمه وأبوه أصلا من المؤمنين،
فكان هيتعبهم جامد لما يكبر ويكسر قلبهم أكتر من دلوقتي وكان ممكن يفتنهم عن الإيمان وتبقى الطامة الأكبر على الإطلاق،
فرحمة من ربنا بيهم إنه أمر بقتل ابنهم وهو صغير لسه، وربنا هيعوضهم بواحد أحسن منه في الدنيا 👌

☆وطبعا هنا هييجي سؤال:
هو ينفع ط
فل يُقتل عشان هيكون كافر في المستقبل😳

بدايةً كده، الخِضر على أرجح أقوال العلماء إنه كان نبي مش مجرد رجل صالح، فلو أخدنا بالقول ده هيبان الجواب،
لإن نبي تاني يعني عنده شريعة مختلفة بأحكام مختلفة لقومه،
فشريعته تختلف عن شريعة الإسلام وتختلف عن شريعة موسى عليه السلام،
فاحنا في شريعتنا وشريعة موسى عليه السلام كون إن الأبوين صالحين والابن فاسد فهذا ليس سبب لقتل الولد طبعا،
لكن ده كان موجود في شريعة الخِضر... ومش بس كده،
ده كان قتل الغلام ده بأمر مباشر من ربنا👌
وربنا أمر بقتله لأن الأباء بيحبوا أبناؤهم حب فطري شديد، فعشان في المستقبل حبهم ده ميكونش سبب إنهم يتّبعوا ابنهم في الضلال،
وفي أوقات كتير الفتنة بتيجي من زوجة لزوجها، أو العكس، أو من الولد لأبوه وأمه.. ربنا بيقول:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ"
وده بيحصل في زماننا دلوقتي،وأكيد كلكم تعرفوا قصص واقعية عن ده👌
مش شرط يكون اتباع الأبناء في الكفر فقط...لكن بيكون كمان في المعاصي..
تلاقي البنت طالعة من البيت لابسة هدوم غير ساترة ، ومتبرجة بزينة ومتعطرة و...و...
ولما نكلم الأم ولّا الأب يقول: أصلها مش راضية، أصلها بتزعل لما بفتح الموضوع ده معاها😑
طيب وهي أصلا جابت الفلوس إللي اشترت بيها اللبس ده منين😱
ماهو الأب والأم همّ إللي دفعوا الفلوس دي😳
على الأقل امنع الفلوس إللي هي تشتري بيها الحاجات دي،
وممكن يقول: أصل احنا مش عايزين نغصب عليها وعايزينها تعمل كده عن اقتناع😥
يعني أيها الأب العزيز ويا أيتها الأم الغالية:
لو بنتك جابت إزازة بنزين وجت تولع في الشقة هنسيبها لحد ما نقنعها إنها ماتولعش في البيت 🤓
أكيد الأم ولّا الأب هيوقفوها بكل الطرق الممكنة حتى لو بالغصب، ويمكن يلمّوا الشارع كمان بالمرة يساعد معاهم😅
طيب دي نار الآخرة مش هزار😊
لبس البنات إللي ميرضيش ربنا ده، والمعاصي إللي البنات والولاد بيعملوها دي وأهلهم راضيين عنها أو حتى مش بياخدوا خطوات عملية عشان يمنعوا أبناؤهم عنها و فاتحين لهم نت وألعاب فيها منكرات وأجهزة يشوفوا عليها كل الخبائث بدون أي رقيب، كل ده وغيره، في ميزان سيئاتهم يوم القيامة،
والحجة إيه لكل ده؟ عشان ميبقاش أقل من صحابه😐
لو أنا كأم أو أب شوفت بنتي ولا ابني هيرمي نفسه من البلكونة عشان عاوزة تطير زي العصافير، هسيبهم ولّا هشدهم جااامد عشان أنقذهم من الموت؟
طيب شدوا أبناؤكم جااااامد أوي ولو غصب عنهم عشان تنجوهم وتنجوا نفسكم من النار 👌
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ "

¤عدنا كمان سؤال تاني،
هل معنى كده إن أي أم وأب لهم طفل بيموت صغير أو يُقتل إنه كان هيبقى كافر في المستقبل😬

مش شرط لإن العلم عند ربنا...ممكن يكون إنه لو بلغ خلاص هيبقى عذاب على أمه وأبوه،
وممكن العكس... يعني كان ممكن يعيش في شقاء وعذاب بسبب فساد أمه وأبوه،
أو ربنا أراد إنه يأجر الأم والأب بوفاة ابنهم ويكون سبب لدخولهم الجنة، حِكَم إلهية كتير ملهاش حدود👌
لكن الأصل بصفة عامة إن أي حد من أبناء المسلمين يموت في سن صغير قبل سن التكليف فهو من أهل الجنة في كفالة إبراهيم عليه السلام حتى يدخلوا الجنة مع أباؤهم،
لاااااكن مينفعش نقول على طفل بعيينه "فلان بن فلان" ده إنه من أهل الجنة👌
يعني لو ابني مات صغير ماينفعش أقول ابني ده من أهل الجنة خَبط لزق كده ، أقول أتمنى إنه يكون من أهل الجنة
زي ما رسول الله ﷺ بشّرنا،
وأدعيله طبعا بكده.. والدليل على كلامنا ده
إن الأنصار جاءوا بصبيٍّ لهم إلَى النَّبيِّ ﷺ عشان يصلوا عليه فقيل لرسول الله ﷺ:
"هَنيئًا لَهُ يا رسولَ اللَّهِ ، لم يَعمَل سوءًا قطُّ ، ولم يُدرِكْهُ ، عُصفورٌ من عصافيرِ الجنَّةِ"

فرد رسول الله ﷺ:
"أو غيرُ ذلِكَ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لمَّا خلقَ الجنَّةَ ، خلقَ لَها أَهْلًا وَهُم في أصلابِ آبائِهِم وخلقَ النَّارَ ، وخلقَ لَها أَهْلًا وَهُم في أصلابِ آبائِهِم"
يعني محدش يعرف مين مصيره إلى الجنة ولا مين مصيره إلى النار،
فمينفعش أبدا نشهد لشخص بعينه إنه من أهل الجنة ولا من أهل النار إطلاقا، لكن بصفة عامة زي ما قلنا كل مَن يموت من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة👌

¤طيب وأطفال غير المسلمين🙊
دول حُكمهم إن ربنا هيمتحنهم يوم القيامة،
زي كده الناس إللي لم تصلهم رسالة الإسلام هيكونوا لهم وضع مختلف،
فلسه لهم امتحان في الآخرة همّ كمان فمينفعش نشهد لهم بالنار ولا بالجنة برده، لا بصفة عامة ولا بصفة معينة👌

والاختبار بتاع يوم القيامة ده هيكون شبه ابتلاءنا في الدنيا طبعا، فيه صعوبة واختبار حقيقي للإيمان، لكنه بصورة تانية.. ربنا عز وجل سيأتي بجزء من النار،
وبعدين هيقول للشخص إللي هيُمتَحَن عشان يتحدد مصيره :
"إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه"
يعني انتم موصلكوش رس
ول برسالتي وشريعتي، فالنهاردة أنا رسول نفسي إليكم، وبَأْمُركم إنكم تدخلوا في النار دي،
فلو سمعوا كلام ربنا وأطاعوه هيبقوا مؤمنين وهيدخلوا الجنة،
ولو رفضوا وعصوه سبحانه، ربنا هيقولهم :
"أنتم لرسلي أشد تكذيباً ومعصية "
يعني في وسط الأهوال دي كلها والآيات الواضحة على استحقاق رب العالمين للعبودية والسمع والطاعة الكاملة،
وظهور عدل ربنا ورحمته وصفاته الكاملة سبحانه، ومع ذلك بيقول لهم ادخلوا النار وميسمعوش كلامه!
أومّال في الدنيا كانوا هيعملوا إيه😑
وطبعا هيبقى مصيرهم النار 👌

نرجع لتفسير آخر نقطة في رحلة موسى مع الخضر، وكانت عن الجدار إللي في المدينة قال:

"وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا "
يعني أما بقى الجدار إللي أنا رممته ده ، فكان في طفلين من الأيتام في المدينة الخبيثة دي، والجدار ده كان ملكهم وتحت منه كان فيه كنز بتاعهم،
فلو كان الجدار وقع، أهل القرية كانوا هياخدوا كنز الأيتام ده،
لكن ربنا أراد إنه يحفظ حق الأبناء دول لحد ما يكبروا ويطلعوا همّ الكنز بتاعهم بلطفه وتدبيره المعتاد عز وجل.. والمعروف ده كان إكرام ليهم من ربنا لإن أبوهم كان رجل صالح😊
"وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ "

☆ودي رسالة للناس إللي بتخاف على عيالها من المستقبل، وتضيع عمرها عشان تِأمّن مستقبلهم ولو بالحرام زي أخذ رشاوي أو شراء شقق وعربيات ليهم بأقساط ربوية مثلا، وناسيين إن الحفظ ده رزق من الله هو الحافظ سبحانه،
والرزق إللي عنده مينفعش نستَجلِبه بمعصية،
وكمان يعلمنا إننا مهما عملنا –حتى لو مكنش في معصية- فمش هنقدر نمنع قدر ربنا من إنه يحصل👌
يبقى احنا نصلح نفسنا ونتقي الله في أقوالنا وأفعالنا وناخد بالأسباب الحلال المباحة إللي مرتبطة بحفظهم وأمانهم، ويكون أخذنا للأسباب دي من باب طاعة الله إللي أمرنا بكده، ثم بعدها نخلي عندنا يقين إن مش الأسباب هي إللي هتحفظهم لكن ربنا هو إللي هيحفظهم حتى لو إحنا مش موجودين عشان نحميهم..
ربنا بيقول:" وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"
خايفين على عيالنا من المستقبل ، يبقى نصلح نفسنا وعلاقتنا مع ربنا وناخد بالأسباب زي ما قلنا، وهو عز وجل مش هيضيعهم👌
ربنا أرسل رسول من أولي العزم من الرسل ومعاه نبي تاني عشان يرمموا جدار لطفلين يتيمين عشان بس أبوهم كان صالح وفي رواية:
المقصود بالأب ده هو جدهم السابع كمان مش مجرد أبوهم! ...يعني لما نصلح نفسنا، مش بس ربنا هيحفظ لنا عيالنا، ده كمان هيحفظ لنا أحفادنا وأحفاد أحفادنا إلى ما شاء الله بحول الله وقوته.

ختم الخضر كلامه مع موسى بإن كووول إللي هو عمله ده كان بوحي وأمر من ربنا له، وإنه معملوش من تلقاء نفسه
"وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا "

وبكده خلصت الرحلة العجيبة مع الخضر، إللي لو كان موسى عليه السلام صبر شوية زيادة كان اتعلم منها أكتر وأكتر،
زي ما رسول الله ﷺ قال:
"رحمةُ الله علينا وعلى موسى، لو صَبَر على صاحبه لرأى العجب، لكن أخذتْه مِن صاحبه ذمامةٌ"
يعني موسى عليه السلام خاف إنه يقع في الذم والحرج من الخِضر بسبب تكرار نسيانه فقال:
"إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا"

☆الكلام إللي قلناه ده يعلمنا حاجة مهمة أوي:
وهي إننا منحكمش على أي حد من وجهة نظرنا احنا بس...لازم نفهم من الطرف التاني وجهة نظره،
يمكن هو شايف حاجة احنا مش شايفينها، ويمكن وجهة نظره هي إللي صح واحنا إللي غلطانين..
فقبل ما نحكم وناخد قرار أو نحط حُكم، لازم نشوف الصورة كاملة الأول ومن كل الزوايا👌
فكل إللي موسى عليه السلام شافه من الأحداث إللي تعتبر ضد المنطق والعقل والمروءة بالنسبة له اتضح إن ليها حكمة،
وكل الحاجات إللي بنشوفها ممكن نفهم حكمتها وممكن منفهمش،
لكن أهم حاجة إننا نسلم أمرنا لله لأن كل حاجة في الكون بتحصل بأمر من الله وبعلمه وحكمته وتدبيره سبحانه، وإللي عمرنا ما هنعرف مقدارهم بعقلنا القاصر ده👌

انتهت رحلة موسى مع الخِضر، ورجع موسى عليه السلام لقومه وفضل معاهم تاني يعلمهم دينهم ويأدبهم..
شوية يجتمعوا ويتعظوا، وشوية يُعرضوا وينتكسوا، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..
واستمر الحال كده لحد قبل نهاية زمن التيه بست سنين، ساعتها هارون عليه السلام مات وهو عمره ١١٧ سنة..
وعاش موسى عليه السلام بعده ثلاث سنوات، ثم في يوم من الأيام ،دخل فجأة على موسى عليه السلام رجل، وقاله :
"أجِب ربك"
يعني سلمني روحك😳
فموسى عليه السلام اتخض ، وافتكره واحد جاي يقتله! فضربه موسى عليه السلام ففقع له عينه😅
من حقه طبعا يدافع عن نفسه لإن
ده واحد داخل عليه البيت فجأة بدون إذن وبيقول له سلمني روحك 😶
فكان الرجل ده هو ملك الموت وكان ربنا أرسله عشان يقبض روح موسى عليه السلام وكان جايله في صورة رجل بشري مش في صورة الملك المعروفة عشان كده فقع عينه،
وكمان موسى عليه السلام مكنش لسه خُيّر، لأن الأنبياء لا تُقبض أرواحهم إلا لما ربنا يخيرهم هل عايزين يعيشوا في الدنيا ولا يموتوا ويدخلوا الجنة، فموسى عليه السلام متوقعش أبدا إن الرجل ده هو ملك الموت،
فملك الموت رجع لربنا وقاله :
بعثتني لرجل لا يريد الموت!
هو بيقول كده لإنه فاكر إن موسى عليه السلام عارف إنه ملك الموت فضربه عشان رافض الموت،
فربنا رد عليه عينه في الهيئة البشرية وقاله ارجع تاني لموسى وقوله:
حط إيدك على ظهر ثور وكل شعرة هتمسّها إيدك ليك بكل واحدة منها عُمر سنة،
فرجع ملك الموت في نفس الهيئة لموسى عليه السلام ، فلما موسى شاف إن عينه رجعت زي ماكانت عرف إن ده مش شخص عادي، فبلغه ملك الموت رسالة ربنا،
فقال موسى عليه السلام:
طيب وبعدين...يعني بعد ما أعيش السنين دي كلها إيه النهاية؟
فقال له : الموت...فقال موسى عليه السلام : فالآن.
يعني خلاص أختار ان تُقبَض روحي دلوقتي،
ودعا ربنا إنه يقربه من الأرض المقدسة مقدار رمية حجر،
فمات موسى عليه السلام واندفن بالقرب من الأرض المقدسة إللي رفض بني إسرائيل يدخلوها فقبره خارج فلسطين وليس داخلها زي ما بيتقال.

إيه إللي حصل لبني إسرائيل بعد موت موسى عليه السلام ؟
ومين هو النبي إللي استلم النبوة بعد موسى عليه السلام؟

ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله😊

☆ملحوظة:
حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الخامسة_والثلاثون
#يوشع_بن_نون

وقفنا المرة إللي فاتت عند موت موسى عليه السلام، وكان موته قبل نهاية فترة التيه بحوالي ثلاث سنوات،
موسى عليه السلام كان يعلم يقينًا إنه هيموت في يوم من الأيام، فكان لازم يشوف حد يقود بني إسرائيل من بعده،
وطبعا الشخص ده لازم يكون له صفات معينة عشان يقدر يتحمّل بني إسرائيل وإللي بيعملوه😑
فكان في فتى ظاهر عليه دلائل النباهة والصبر والطاعة لله، فاهتم بيه موسى وهارون عليهما السلام، وكان بيصاحب موسى عليه السلام على طول عشان يتعلم منه.

☆ودي هي التربية بالقدوة هو ممكن يعلمه تعليم نظري لكن لازم يتعلم إزاي يطبّق...وهيطبق إزاي من غير ما يكون شايف حد قصاده بيطبق الكلام إللي بيتعلمه وبيتابع تطبيقه للكلام النظري🤷‍♂️
يعني مثلا موسى عليه السلام بيعلمه الصبر... فالدرس العملي بتاعه إنه يشوف صبر موسى على بني إسرائيل،
فالتربية بالقدوة هي أصل التربية، وهي دي الطريقة إللي رسول الله ﷺ ربّى بيها الصحابة،
عايزين تربوا عيالكم على حب القرآن وحفظه وقراءته، يبقى لازم يشوفوا ده فيكم انتم الأول👌
عايزين تربوهم على احترام المواعيد والوعد، وعلى التقوى وحب الله والصدق وعدم الكذب... لازم يشوفوا ده فيكم الأول برده......
الأبناء كاميرا مُسَجِّلة ، بتسجل كووول حاجة بيشوفوها من الكبار، والأباء والأمهات بالذات وعلى الأساس ده بيتصرفوا.

فكان الفتى أو الشاب ده بيتبع موسى عليه السلام وكان موسى بيثق فيه لدرجة إنه لما راح قابل الخِضر أخده معاه،
والفتى ده كان اسمه يوشع بن نون وهو من ذرية يعقوب عليه السلام،
فبعد ما موسى عليه السلام مات هو إللي تولّى أعباء النبوة،
فبقى هو إللي بيوجّه بني إسرائيل وبيعلمهم، واستمر يبلّغ شريعة موسى عليه السلام بكل حرص وإخلاص،
بعد ما عدت الأربعين سنة كان الجيل خلاص اتغير.. فالجيل إللي قال قبل كده لموسى عليه السلام "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" اختفى أثره نوعًا ما،
فمنهم إللي مات ومنهم إللي خلاص كِبِر في السن، ده غير إن منهم إللي اتغيرت واتأثرت عقلياتهم بشكل إيجابي بكلام موسى بسبب الأحداث إللي شافوها خلال السنين إللي فاتت بالفعل،
فدلوقتي بقى فيه جيل جديد موجود غير الجيل الأول،
هو أه الجيل ده نتاج تربية الجيل القديم لكن على الأقل مش زيهم😅
يعني مشافوش الذل والقهر والاستعباد واتعوّدوا عليه زي الأجيال السابقة،
فكان يوشع عليه السلام بيعلم الجيل الجديد ده القتال وبيعلمهم طاعة الله،
عشان لما ينتهي زمن التيه يروح يقاتل الجبّارين إللي في بيت المقدس ويسترجعوا الأرض منهم.
فبعد ما انتهى زمن التيه... أمر بني إسرائيل إنهم يخرجوا معاه للجهاد،
لكن يوشع عليه السلام حط شروط للناس إللي هيخرجوا معاه للجهاد،

◇أول شرط:
مش عايز في الجيش واحد عَقَد على امرأة عقد نكاح ولم يبنِ بها بعد.. يعني مش عاوز من ضمن الجنود إللي هتروح حد يكون كاتب كتابه فقط بدون إتمام زواجه بزوجته لسه.
◇ثاني شرط:
مش عايز واحد بنى بيت ولسه مكملش بناء السقف.
◇ الشرط الثالث:
مش عايز واحد اشترى غنم وهو مستني الغنم ده يولد.

☆طيب ليه الشروط دي🤔
ما ياخدهم معاه كلهم وخلاص هو لاقي حد يروح بطيب نفس أصلا عشان يجازف بتقليل العدد أكتر🤨
طبعا ده تفكيرنا المنطقي، يعني الواحد في الوقت ده بيكون محتاج أي حد معاه🤷‍♂️

بس التفكير ده غلط.. لإن الجيش إللي مفروض يكون جيش النصر، مش الممفروض يكون فيه 《أي حد》 و نكَتّر العدد وخلاص،
لأن بكل بساطة المؤمنين على مر العصور مش بينتصروا بعدد أبدا لكن بينتصروا بالإيمان وبطاعة الله وتقواه👌
أيوة بياخدوا بالأسباب العددية الدنيوية طاعةً لله ، لكن النصر كده كده من عند ربنا،
يعني مثلا الرجل العاقد على المرأة ده هيبقى قلبه متعلّق بيها،
هيبقى عايز يرجع لها بسرعة عشان يكمل إجراءات الزواج ويروح بيته بقى ويخلف ويعيش حياته،
فنتخيل لو مكنش قال الشرط ده وبقى في الجيش آلاف من الشباب دي إيه إللي هيحصل؟
كان أول ما هيشوف السيف وإنه خلاص ممكن يموت هتلاقيه انسحب فورا أو على الأقل اشتغل في تثبيط إخوانه ونشر روح الهزيمة،
فلو انسحب الآلاف دول إللي القائد عامل حسابه عليهم كقوة مهمة من ضمن قوات الجيش بتاعه من باب الأخذ بالأسباب، إيه إللي ممكن يحصل؟
هيحصل خلل رهيب في الجيش😬
نضيف عليهم بقى الصنف التاني والثالث،
الناس إللي بنوا بيت ولسه مكملوهوش، و إللي اشترى أغنام ومستني إنها تولد،
كل دول أول ما هيشوفوا هول المعركة هينسحبوا غالبا ويسيبوا الجيش هزيل المنظر قليل العدد يواجه الجبارين دول لوحدهم😐
ومش كده وبس ده ممكن الجيش الرئيسي يتأثر بالانسحاب ده وينسحب معاهم المؤمنين 😑

☆زي مثلا في الواقع بتاعنا لما تيجي تنصح واحد ويقول لك ماالناس كلهم كده🙄
هو همته ومقاومته وثباته وعزيمته ضعفوا لما لقى من إللي حواليه ناس تراجعوا عن الحق وتركوه،
فده بيبقى زي العدوى إللي بتنتقل للباقيين وتأثر عليهم.. عشان كده ديننا شرع الحدود مثلا، عشان اللي عا