#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثلاثين
#أحداث_السنة_العاشرة_من_الهجرة
#الأسود_العنسي
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الأحداث إللي حصلت بعد حجة الوداع في طريق العودة من مكة للمدينة،
من الأحداث إللي حصلت بعد حجة الوداع نزول آخر سورة في القرآن وهي سورة النصر،
العلماء اختلفوا في وقت نزولها، في إللي قالوا إنها نزلت بعد حجة الوداع، وفي إللي قالوا إنها نزلت قبل آية:
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" مباشرة،
وفي إللي قال إنها نزلت في وسط أيام التشريق لما كان رسول الله ﷺ في مِنَى،
وفي إللي قال إنها نزلت قبل كده خالص أيام خيبر 😅
فاحنا هناخد بالقول إنها نزلت بعد حجة الوداع؛ لأنه أقرب لواقع رسول الله ﷺ حاليا👌
☆إزاي يعني🤔
خلونا نشوف الآيات ونشوف تفسيرها،
ربنا بيقول:
" إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۩
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ۩ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا"
المعنى الإجمالي للآيات هو إن يا محمد إذا شوفت إن ربك خلاص أعانك على عدوك وقوّاك، وأيّدك، فانتصرت عليهم
وتم خلاص فتح مكة،
والناس دخلت في دين الإسلام جماعات؛ يبقى انت مهمتك خلاص انتهت، وهنا هتسبح بحمد ربك وتستغفره عشان تستعد للقاء الله👌
◇طيب سؤال، اشمعنى يعني فتح مكة بالذات إللي ربنا ذكره في الآية🤔
ده لأن أحياء العرب كانوا مستنيين إللي هيحصل بين رسول الله ﷺ وبين قريش،
يعني كانوا بيقولوا لو محمد ظهر وانتصر على قريش فهو كده خلاص نبي وساعتها هنتبعه،
لكن لو قريش هي إللي غلبته يبقى هو مكنش نبي وأدينا مع قريش زي ما احنا🤷♂️
فبعد ما رسول الله ﷺ انتصر على قريش وتم فتح مكة بقت الأمور واضحة للكل إن رسول الله ﷺ نبي وبدأوا يدخلوا في دين الله أفواجا زي ما شوفنا كده في عام الوفود.
◇سؤال تاني،
ليه ربنا أمر رسول الله ﷺ بالاستغفار🤔
لأن المشروع في ختام الأعمال هو الاستغفار والتسبيح،
يعني مش بعد ما نخلص صلاة مش أول حاجة بنقولها من أذكار الصلاة: استغفر الله ثلاث مرات💁♂️
وكذلك بعد الانتهاء من الحج ربنا أمر إن العبد يُكثر من ذكر الله، قال تعالى:
"فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"
وكذلك المجالس تُختم بالاستغفار، يعني لما يكون ناس قاعدين مع بعض في مجلس وبعد ما خلاص يخلصوا قاعدتهم يقولوا:
" سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" وهكذا،
فكده خلاص اكتملت الرسالة، وأجل رسول الله ﷺ اقترب، فبقى المشروع هنا الاستغفار وذكر الله،
فالمقصود إن السورة نَعَت إلى رسول الله ﷺ أجله، يعني يا محمد! استغفر؛ لأنك ستموت👌
والسيدة عائشة قالت إن بعد نزول السورة دي كان رسول الله ﷺ يُكثر في الركوع والسجود من قَول:
"سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"
¤وطبعا هنا لازم نقف وقفة👌
رسول الله ﷺ إللي هو سيد ولد آدم وهو الأفضل والأَوْرَع، ربنا أمره بالاستغفار، فما بالكم بغيره إللي هو احنا،
يعني هنا كأن ربنا بيقولنا:
إذا كان أفضلكم أُمِر أن يَستغفر، فأنتم أيها المذنبون الأكثر ذنوباً من باب أَوْلى أن تستغفروا.
وده الفرق بين المؤمن والفاجر، رسول الله ﷺ بيقول:
"إن المؤمنَ يرى ذنوبَه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقعَ عليه"
يعني المؤمن شايف ذنوبه الصغيرة كأنها جبل وهو قاعد تحته وخايف أحسن يقع عليه ويهلكه،
أما الفاجر المُنحرف عن شرع الله والمُستهين بتعاليم الدين قال عنه رسول الله ﷺ:
" وإن الفاجرَ يرى ذنوبَه كذُبابٍ مرَّ على أنفِه، فقال به هكذا"
يعني الفاجر ده شايف ذنوبه كأنها ذبابة جت وقفت على أنفه فهشها بإيده وطارت وخلاص وكأنها مكنتش موجودة🤷♂️
فالفاجر مش بيفرق معاه وقوعه في المعاصي ومُستهين بيها، أما المؤمن فبيشوف الذنب البسيط شيء عظيم جدا ويفضل خايف وقلقان منه ويفضل يستغفر ويتوب ويعمل الأعمال الصالحة عشان ربنا يكفّر عنه سيئاته👌
فزي مانتم شوفتم كل حاجة استقرت بعد حجة الوداع، فكان أقرب للواقع نزول سورة النصر بعد حجة الوداع،
طبعا الموضوع على خلاف بين العلماء زي ما قلنا😅
لكن أنا قلت لكم الرأي إللي أنا بميل له،
ولو عايزين تعرفوا تفصيل باقي الآراء التانية هتلاقوا الرابط في التعليقات👇 من كتاب:
《التحرير والتنوير لابن عاشور》
رجع رسول الله ﷺ للمدينة، وأول ما شافها كبّر ثلاث مرات وقال:
" لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.
آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ"
ودخل رسول الله ﷺ المدينة، وبكده بدأ العد التنازلي في حياة رسول الله ﷺ 😢
خِلص شهر ذي الحجة ودخلنا في شهر محرم من السنة الحادية عشرة للهجرة،
في الشهر ده ظهر الأسْود العَنْسِيُّ مُدّعي النبوة، وقيل ظهر في أواخر شهر ذي
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثلاثين
#أحداث_السنة_العاشرة_من_الهجرة
#الأسود_العنسي
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الأحداث إللي حصلت بعد حجة الوداع في طريق العودة من مكة للمدينة،
من الأحداث إللي حصلت بعد حجة الوداع نزول آخر سورة في القرآن وهي سورة النصر،
العلماء اختلفوا في وقت نزولها، في إللي قالوا إنها نزلت بعد حجة الوداع، وفي إللي قالوا إنها نزلت قبل آية:
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" مباشرة،
وفي إللي قال إنها نزلت في وسط أيام التشريق لما كان رسول الله ﷺ في مِنَى،
وفي إللي قال إنها نزلت قبل كده خالص أيام خيبر 😅
فاحنا هناخد بالقول إنها نزلت بعد حجة الوداع؛ لأنه أقرب لواقع رسول الله ﷺ حاليا👌
☆إزاي يعني🤔
خلونا نشوف الآيات ونشوف تفسيرها،
ربنا بيقول:
" إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۩
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ۩ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا"
المعنى الإجمالي للآيات هو إن يا محمد إذا شوفت إن ربك خلاص أعانك على عدوك وقوّاك، وأيّدك، فانتصرت عليهم
وتم خلاص فتح مكة،
والناس دخلت في دين الإسلام جماعات؛ يبقى انت مهمتك خلاص انتهت، وهنا هتسبح بحمد ربك وتستغفره عشان تستعد للقاء الله👌
◇طيب سؤال، اشمعنى يعني فتح مكة بالذات إللي ربنا ذكره في الآية🤔
ده لأن أحياء العرب كانوا مستنيين إللي هيحصل بين رسول الله ﷺ وبين قريش،
يعني كانوا بيقولوا لو محمد ظهر وانتصر على قريش فهو كده خلاص نبي وساعتها هنتبعه،
لكن لو قريش هي إللي غلبته يبقى هو مكنش نبي وأدينا مع قريش زي ما احنا🤷♂️
فبعد ما رسول الله ﷺ انتصر على قريش وتم فتح مكة بقت الأمور واضحة للكل إن رسول الله ﷺ نبي وبدأوا يدخلوا في دين الله أفواجا زي ما شوفنا كده في عام الوفود.
◇سؤال تاني،
ليه ربنا أمر رسول الله ﷺ بالاستغفار🤔
لأن المشروع في ختام الأعمال هو الاستغفار والتسبيح،
يعني مش بعد ما نخلص صلاة مش أول حاجة بنقولها من أذكار الصلاة: استغفر الله ثلاث مرات💁♂️
وكذلك بعد الانتهاء من الحج ربنا أمر إن العبد يُكثر من ذكر الله، قال تعالى:
"فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"
وكذلك المجالس تُختم بالاستغفار، يعني لما يكون ناس قاعدين مع بعض في مجلس وبعد ما خلاص يخلصوا قاعدتهم يقولوا:
" سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" وهكذا،
فكده خلاص اكتملت الرسالة، وأجل رسول الله ﷺ اقترب، فبقى المشروع هنا الاستغفار وذكر الله،
فالمقصود إن السورة نَعَت إلى رسول الله ﷺ أجله، يعني يا محمد! استغفر؛ لأنك ستموت👌
والسيدة عائشة قالت إن بعد نزول السورة دي كان رسول الله ﷺ يُكثر في الركوع والسجود من قَول:
"سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"
¤وطبعا هنا لازم نقف وقفة👌
رسول الله ﷺ إللي هو سيد ولد آدم وهو الأفضل والأَوْرَع، ربنا أمره بالاستغفار، فما بالكم بغيره إللي هو احنا،
يعني هنا كأن ربنا بيقولنا:
إذا كان أفضلكم أُمِر أن يَستغفر، فأنتم أيها المذنبون الأكثر ذنوباً من باب أَوْلى أن تستغفروا.
وده الفرق بين المؤمن والفاجر، رسول الله ﷺ بيقول:
"إن المؤمنَ يرى ذنوبَه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يقعَ عليه"
يعني المؤمن شايف ذنوبه الصغيرة كأنها جبل وهو قاعد تحته وخايف أحسن يقع عليه ويهلكه،
أما الفاجر المُنحرف عن شرع الله والمُستهين بتعاليم الدين قال عنه رسول الله ﷺ:
" وإن الفاجرَ يرى ذنوبَه كذُبابٍ مرَّ على أنفِه، فقال به هكذا"
يعني الفاجر ده شايف ذنوبه كأنها ذبابة جت وقفت على أنفه فهشها بإيده وطارت وخلاص وكأنها مكنتش موجودة🤷♂️
فالفاجر مش بيفرق معاه وقوعه في المعاصي ومُستهين بيها، أما المؤمن فبيشوف الذنب البسيط شيء عظيم جدا ويفضل خايف وقلقان منه ويفضل يستغفر ويتوب ويعمل الأعمال الصالحة عشان ربنا يكفّر عنه سيئاته👌
فزي مانتم شوفتم كل حاجة استقرت بعد حجة الوداع، فكان أقرب للواقع نزول سورة النصر بعد حجة الوداع،
طبعا الموضوع على خلاف بين العلماء زي ما قلنا😅
لكن أنا قلت لكم الرأي إللي أنا بميل له،
ولو عايزين تعرفوا تفصيل باقي الآراء التانية هتلاقوا الرابط في التعليقات👇 من كتاب:
《التحرير والتنوير لابن عاشور》
رجع رسول الله ﷺ للمدينة، وأول ما شافها كبّر ثلاث مرات وقال:
" لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.
آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ"
ودخل رسول الله ﷺ المدينة، وبكده بدأ العد التنازلي في حياة رسول الله ﷺ 😢
خِلص شهر ذي الحجة ودخلنا في شهر محرم من السنة الحادية عشرة للهجرة،
في الشهر ده ظهر الأسْود العَنْسِيُّ مُدّعي النبوة، وقيل ظهر في أواخر شهر ذي
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وواحد_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بَعْث_أسامة_ومرض_رسول_الله
هنبدأ النهاردة الكلام عن أحداث السنة الحادية عشرة من الهجرة في عهد رسول الله ﷺ،
استمرت الحياة في المدينة عادي جدا، رسول الله ﷺ يصلي الصلوات مع الصحابة، واستمرت نزول آخر آيات القرآن،
وكانت الأوضاع في المدينة مستقرة،
وعرفنا إن رسول الله ﷺ كان عارف من خلال الأحداث إن أجله خلاص قرب،
فكان رسول الله ﷺ بيفكر فيما بعد موته، فجهز جيش بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة وأمره إنه يتوجه إلى الشام لقتال الروم،
والكلام ده كان في شهر صفر من السنة الحادية عشرة من الهجرة.
☆طيب ليه رسول الله ﷺ جهّز الجيش ده لقتال الروم في الوقت ده🤔
العلماء بيقولوا إنه بسبب إن الرومان قتلوا واحد اسمه فَرْوَة بن عمرو الجُذامي، وهو كان والياً على مدينة مَعَان في الشام من قِبَلِ الروم،
فلما أسلم؛ الرومان قتلوه حقدا وغيظا، يعني إزاي واحد هم معينينه يروح يتبع الدين الجديد ده🙄
فلما وصل الخبر لرسول الله ﷺ كان لازم يكون في رد حاسم على إللي عملوه ده،
وخصوصا إن دولة الإسلام دلوقتي دولة قوية، يعني تقدر ترد على أي حد يعتدي عليها،
واحنا عارفين إن الاعتداء على فرد واحد من المسلمين ساعتها كان يُعتبر اعتداء على دولة الإسلام كلها،
فرسول الله ﷺ جهز جيش لقتال الروم👌
وطبعا هنا لينا وقفة مع القائد إللي رسول الله ﷺ عينه عشان يقود المعركة المهمة دي💁♂️
قائد الجيش هو أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه، وساعتها كان عمره سبعة عشرة سنة، يعني في ثانوية عامة عندنا😅
لأ، وإيه الجيش ده كان فيه كل كبار الصحابة، أبو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم،
فالمنافقين بدأوا يتكلموا عشان يوقعوا بين المسلمين، قعدوا يقولوا إزاي رسول الله ﷺ يجعل شاب لم يبلغ مبلع الرجال قائد لجيش فيه كبار الرجال؟!!
فانتشر القيل والقال في موضوع أسامة و تأميره وتوليته أمر قيادة الجيش الإسلامي وإن رسول الله ﷺ خلاه هو القائد قال عشان بيحبه😬
☆طيب إيه وجهة نظر رسول الله ﷺ في إنه يجعل شاب صغير زي أسامة هو إللي يقود جيش مهم زي ده🤔
رسول الله ﷺ بيعرّفنا وبيعلمنا إن مش مهم مين يكون هو القائد، ولا نسبه إيه، ولا حتى عمره كم،
المهم هو كفاءة القائد، وإنه بيحتكم في كل أموره إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة نبيه ﷺ، وبيعلمنا نستغل طاقات الشباب الهائلة،
يعني مش عشان ده شاب وسنه صغير يبقى نلغيه من حسابتنا حتى لو كان عنده الكفاءة لمجرد إنه صغير في السن💁♂️
المهم، الكلام انتشر بين الناس ووصل لرسول الله ﷺ وساعتها كان رسول الله ﷺ كان مريض فخرج للناس وهو رابط رأسه من شدة الصداع، فخطب فيهم وقال:
"قدْ بَلَغَنِي أنَّكُمْ قُلتُمْ في أُسَامَةَ وإنَّه أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ،
أنْ تَطْعُنُوا في إمارَتِهِ، فقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ في إمارَةِ أبِيهِ مِن قَبْلُ،
وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمارَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ،
أَنْفِذُوا بَعَثَ أُسَامَةَ"
يعني رسول الله ﷺ بيقولهم إنه وصل له كلام إنهم بيطعنوا في أسامة وإنه لايستحق الإمارة وأنه بقى القائد عشان رسول الله ﷺ بيحبه،
زي ما كانوا اتكلموا قبل كده في زيد بن حارثة رضي الله عنه لما رسول الله ﷺ خلّاه قائد على على سرية مؤتة وهو كان مَوْلى،
فأقسم لهم بالله إن أسامة يستحق الإمارة وجدير بها زي بالضبط ما كان أبوه زيد مُستحق للقيادة👌
¤ماهو بالعقل كده يا جماعة رسول الله ﷺ مش هيضيّع جيشه، ولا يُخاطر بمصير أمته عشان واحد بيحبه بس وميكونش هو نفسه كُفء ويستحق القيادة دي🤷♂️
وخصوصا إن القتال هيكون مع أقوى قوة في الأرض في زمانهم،
ورسول الله ﷺ لو مكنش موقن تمام اليقين إن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أهل للمهمة دي مكنش ولّاه،
وخصوصا إن كان تحت قيادة أسامة مجموعة فذة من القادة العسكريين، ومن السابقين للإسلام وكفاية إن كان من جنود أسامة رضي الله عنه واحد زي عمر بن الخطاب💁♂️
وبرده رسول الله ﷺ لم يُنكر حبه لأسامة ولا حبه لأبيه زيد وإنهم من أحب الناس له، لكن مش ده المقياس للقيادة،
المقياس هو الكفاءة، هل يقدر على الأمر ده ولّا لأ👌
في الأول كان في تباطُؤ في الالتحاق بجيش أسامة، لكن بعد كلام رسول الله ﷺ الناس بدأت تتجمع وتجهزت وخرج الجيش من المدينة وخيم في منطفة اسمها 《الجُرْف》 على بُعد خمسة كيلو مترات ونصف من المدينة،
لكن الجيش لم يخرج للشام بسبب الأخبار المُقلِقة عن اشتداد مرض رسول الله ﷺ،
فكانوا مستنيين يطمنوا على رسول الله ﷺ قبل ما يخرجوا للمعركة وخصوصا إن دي أول مرة يمرض فيها رسول الله ﷺ المرض الشديد ده😥
☆إيه موضوع مرض رسول الله ﷺ 🤔
في آخر شهر صفر خرج رسول الله ﷺ وتوجّه إلى البَقِيع، فصلى صلاة الجنازة على شهداء أحد ودعا لهم،
وبعدها توجه للمنبر فخطب في الناس وقال:
إنِّي فَرَطُكُمْ، وأَنَا شَهِ
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وواحد_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بَعْث_أسامة_ومرض_رسول_الله
هنبدأ النهاردة الكلام عن أحداث السنة الحادية عشرة من الهجرة في عهد رسول الله ﷺ،
استمرت الحياة في المدينة عادي جدا، رسول الله ﷺ يصلي الصلوات مع الصحابة، واستمرت نزول آخر آيات القرآن،
وكانت الأوضاع في المدينة مستقرة،
وعرفنا إن رسول الله ﷺ كان عارف من خلال الأحداث إن أجله خلاص قرب،
فكان رسول الله ﷺ بيفكر فيما بعد موته، فجهز جيش بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة وأمره إنه يتوجه إلى الشام لقتال الروم،
والكلام ده كان في شهر صفر من السنة الحادية عشرة من الهجرة.
☆طيب ليه رسول الله ﷺ جهّز الجيش ده لقتال الروم في الوقت ده🤔
العلماء بيقولوا إنه بسبب إن الرومان قتلوا واحد اسمه فَرْوَة بن عمرو الجُذامي، وهو كان والياً على مدينة مَعَان في الشام من قِبَلِ الروم،
فلما أسلم؛ الرومان قتلوه حقدا وغيظا، يعني إزاي واحد هم معينينه يروح يتبع الدين الجديد ده🙄
فلما وصل الخبر لرسول الله ﷺ كان لازم يكون في رد حاسم على إللي عملوه ده،
وخصوصا إن دولة الإسلام دلوقتي دولة قوية، يعني تقدر ترد على أي حد يعتدي عليها،
واحنا عارفين إن الاعتداء على فرد واحد من المسلمين ساعتها كان يُعتبر اعتداء على دولة الإسلام كلها،
فرسول الله ﷺ جهز جيش لقتال الروم👌
وطبعا هنا لينا وقفة مع القائد إللي رسول الله ﷺ عينه عشان يقود المعركة المهمة دي💁♂️
قائد الجيش هو أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه، وساعتها كان عمره سبعة عشرة سنة، يعني في ثانوية عامة عندنا😅
لأ، وإيه الجيش ده كان فيه كل كبار الصحابة، أبو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم،
فالمنافقين بدأوا يتكلموا عشان يوقعوا بين المسلمين، قعدوا يقولوا إزاي رسول الله ﷺ يجعل شاب لم يبلغ مبلع الرجال قائد لجيش فيه كبار الرجال؟!!
فانتشر القيل والقال في موضوع أسامة و تأميره وتوليته أمر قيادة الجيش الإسلامي وإن رسول الله ﷺ خلاه هو القائد قال عشان بيحبه😬
☆طيب إيه وجهة نظر رسول الله ﷺ في إنه يجعل شاب صغير زي أسامة هو إللي يقود جيش مهم زي ده🤔
رسول الله ﷺ بيعرّفنا وبيعلمنا إن مش مهم مين يكون هو القائد، ولا نسبه إيه، ولا حتى عمره كم،
المهم هو كفاءة القائد، وإنه بيحتكم في كل أموره إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة نبيه ﷺ، وبيعلمنا نستغل طاقات الشباب الهائلة،
يعني مش عشان ده شاب وسنه صغير يبقى نلغيه من حسابتنا حتى لو كان عنده الكفاءة لمجرد إنه صغير في السن💁♂️
المهم، الكلام انتشر بين الناس ووصل لرسول الله ﷺ وساعتها كان رسول الله ﷺ كان مريض فخرج للناس وهو رابط رأسه من شدة الصداع، فخطب فيهم وقال:
"قدْ بَلَغَنِي أنَّكُمْ قُلتُمْ في أُسَامَةَ وإنَّه أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ،
أنْ تَطْعُنُوا في إمارَتِهِ، فقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ في إمارَةِ أبِيهِ مِن قَبْلُ،
وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمارَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ،
أَنْفِذُوا بَعَثَ أُسَامَةَ"
يعني رسول الله ﷺ بيقولهم إنه وصل له كلام إنهم بيطعنوا في أسامة وإنه لايستحق الإمارة وأنه بقى القائد عشان رسول الله ﷺ بيحبه،
زي ما كانوا اتكلموا قبل كده في زيد بن حارثة رضي الله عنه لما رسول الله ﷺ خلّاه قائد على على سرية مؤتة وهو كان مَوْلى،
فأقسم لهم بالله إن أسامة يستحق الإمارة وجدير بها زي بالضبط ما كان أبوه زيد مُستحق للقيادة👌
¤ماهو بالعقل كده يا جماعة رسول الله ﷺ مش هيضيّع جيشه، ولا يُخاطر بمصير أمته عشان واحد بيحبه بس وميكونش هو نفسه كُفء ويستحق القيادة دي🤷♂️
وخصوصا إن القتال هيكون مع أقوى قوة في الأرض في زمانهم،
ورسول الله ﷺ لو مكنش موقن تمام اليقين إن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أهل للمهمة دي مكنش ولّاه،
وخصوصا إن كان تحت قيادة أسامة مجموعة فذة من القادة العسكريين، ومن السابقين للإسلام وكفاية إن كان من جنود أسامة رضي الله عنه واحد زي عمر بن الخطاب💁♂️
وبرده رسول الله ﷺ لم يُنكر حبه لأسامة ولا حبه لأبيه زيد وإنهم من أحب الناس له، لكن مش ده المقياس للقيادة،
المقياس هو الكفاءة، هل يقدر على الأمر ده ولّا لأ👌
في الأول كان في تباطُؤ في الالتحاق بجيش أسامة، لكن بعد كلام رسول الله ﷺ الناس بدأت تتجمع وتجهزت وخرج الجيش من المدينة وخيم في منطفة اسمها 《الجُرْف》 على بُعد خمسة كيلو مترات ونصف من المدينة،
لكن الجيش لم يخرج للشام بسبب الأخبار المُقلِقة عن اشتداد مرض رسول الله ﷺ،
فكانوا مستنيين يطمنوا على رسول الله ﷺ قبل ما يخرجوا للمعركة وخصوصا إن دي أول مرة يمرض فيها رسول الله ﷺ المرض الشديد ده😥
☆إيه موضوع مرض رسول الله ﷺ 🤔
في آخر شهر صفر خرج رسول الله ﷺ وتوجّه إلى البَقِيع، فصلى صلاة الجنازة على شهداء أحد ودعا لهم،
وبعدها توجه للمنبر فخطب في الناس وقال:
إنِّي فَرَطُكُمْ، وأَنَا شَهِ
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_واثنين_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأحداث_الأخيرة_في_حياة_رسول_الله
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن بداية مرض رسول الله ﷺ وقلنا مرضه كان عبارة عن صداع وحُمّى شديدة، والمرض كان كل شوية بيشتد على رسول الله ﷺ،
في يوم الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول رسول الله ﷺ ارتفعت حرارة رسول الله ﷺ جدا لدرجة إنه بقى يفقد الوعي من شدة الحرارة،
فلما أفاق في مرة من المرات قال:
"هَرِيقُوا عَلَيَّ مِن سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ، أوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أعْهَدُ إلى النَّاسِ"
القِرْبة حاجة كده زي زجاجة الماء، وبتبقى من الجلد ولها رباط يقفلها،
فرسول الله ﷺ بيقولهم هاتوا سبع قِرب من الماء مقفولين محدش لسه فتحهم ولا استعمل المية إللي فيهم،
وفي رواية تانية بتقول إنه طلب منهم إن قِرَب الماء دي تكون من آبار مختلفة،
وقالهم لما يجيبوها يصبوا عليه المية إللي في القِرب دي،
وكان طلب رسول الله ﷺ صب الماء ده من باب التداوي عشان يخفض الحرارة،
فجاءوا بقرب الماء وزوجات رسول الله ﷺ أجلسوه في مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زوجة رسول الله ﷺ،
والمِخْضَبٍ عبارة عن وعاء من نحاس،
حاجة زي الطشت كده لو تعرفوه، أو مجازا يعني نقدر نقول بانيو،
المهم، أجلسوه فيه وقعدوا يصبوا عليه الماء من القِرَب السبعة،
وبعدين أشار رسول الله ﷺ لزوجاته وقال حَسْبُكم حَسْبُكم،
يعني خلاص كفاية كده انتم صبيتم عليّ من السبع قِرَب،
بعدها حس رسول الله ﷺ بنشاط فربط رأسه وخرج وصلى بالناس،
وخلال الأيام إللي فاتت دي كان رسول الله ﷺ مع شدة مرضه كان بيتحامل على نفسه وبيصلي بالناس جماعة وهو جالس،
بعد الصلاة قعد رسول الله ﷺ على المنبر وخطب في الصحابة آخر خطبة قبل موته،
والخطبة دي اسمها 《خطبة مرض الموت》،
قال رسول الله ﷺ بعد ما حمد الله وأثنى عليه:
"إنه ليس من الناسِ أحدٌ أمَنَّ عليَّ في نفسِه ومالِه من أبي بكرِ ابنِ أبي قحافةَ،
ولو كنتُ مُتخذًا من الناسِ خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا ، ولكن خُلَّةُ الإسلامِ أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خَوخَةٍ في هذا المسجدِ ، غيرَ خَوخَةِ أبي بكرٍ..."
يعني إن أكثر الناس جُودًا وسَمَاحةً لنا بنفسِه ومالِه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
ولو كان رسول الله ﷺ مُتخذ خليل من أصحابه لاتخذ أبا بكر خليلا، ولكن رسول الله ﷺ خليل الله،
ومعنى خليل الله: المُنقطِع إليه،
يعني درجة شديدة جدا من القرب والحب، ولكن علاقة رسول الله ﷺ بأبي بكر هي أخوة الإسلام واختصاصه بمحبة زيادة عن غيره،
وكان بعض الصحابة فتحوا أبواب من بيوتهم يخرجوا منها على المسجد مباشرة ومنهم أبو بكر،
فإكراما لأبي أبكر، أمر رسول الله ﷺ إن كل خَوخَةِ يعني الباب الصغير إللي بيطل على المسجد ده وبيخرج منه الناس للمسجد يتسد ما عدا باب أبي بكر.
أكمل رسول الله ﷺ كلامه وقال:
"إنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بيْنَ أنْ يُؤْتِيَهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاء وبيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَهُ..."
هنا رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا أعطى له اختيارين:
إنه يقعد في الدنيا ويعيش فيها زي ما هو عايز أو إنه يموت ويدخل الجنة،
فالصحابة فكروا إن دي من ضمن القصص إللي رسول الله ﷺ كان بيحكيها لهم قبل كده فاستقبلوا الكلام عادي،
وفجأة لقوا أبا بكر بيبكي بشدة وبيقول:
"فَدَيْناكَ بآبائِنا وأُمَّهاتِنا"
فالصحابة استغربوا منه، إيه في إيه، رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا بيخيره، تقوم انت تقول لرسول الله ﷺ فديناك بآبائنا وأمهاتنا!
الكلام مش راكب وملوش دعوة ببعضه خالص!
لكن أبو بكر رضي الله عنه كان هو أعلم الناس برسول الله ﷺ فعرف إنه هو العبد المُخيّر، وإن خلاص كده الرحلة انتهت وإن صاحبه رسول الله ﷺ هيموت.
☆رسول الله ﷺ لحد آخر أيامه في الدنيا بيفكرنا إن الدنيا مهما كانت شكلها جميل ومُغرية وفيها من المُتع الكتيرة فهي زي الزهرة عمرها قليل،
الزهرة ممكن نستمتع بيها يوم أو اثنين وبعدها هتموت ومش هيكون لها قيمة، فكذلك الدنيا، مهما عاش الإنسان فيها مُنعّم فالنعيم ده هينتهي لا محالة👌
◇ممكن حد كان يتمنى ولو كفكرة بس، إن رسول الله ﷺ يفضل عايش ويختار الدنيا وأهه نشوفه وكمان طول ما هو موجود هيقيم شرع ربنا،
لكن يا جماعة لو فكرنا كده بعقلنا هنلاقي الأمنية دي فيها أنانية شوية،
تخيلوا كده إن واحد يعيش يتعرف على ناس ويشيل همهم وهم تعليمهم وهدايتهم ويحبهم ويحبوه وحياتهم ترتبط ببعض،
وبعد كده يشوفهم بيموتوا واحد ورا التاني، وده مش هيتكرر مرة أو اتنين ده هيفضل كده آلاف السنين،
رسول الله ﷺ مات من ألف وأربعمائة سنة، والله أعلم باقي كم سنة لحد نهاية الدنيا،
متخيلين كمية الألم والحزن إللي كان هيعيشها بسبب فقده لأصحابه وأحبابه على مدار السنين دي كلها،
ومتنسوش إنه في الأول وفي الآخر بشر، يعني بيشعر بالحزن والألم، فمين يستحمل كل ده😞
وطبعا لأن رسول الله ﷺ أحب إلينا حتى من نفسنا، فاحنا منتمناش لرسول الله ﷺ إنه يتعرض
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_واثنين_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأحداث_الأخيرة_في_حياة_رسول_الله
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن بداية مرض رسول الله ﷺ وقلنا مرضه كان عبارة عن صداع وحُمّى شديدة، والمرض كان كل شوية بيشتد على رسول الله ﷺ،
في يوم الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول رسول الله ﷺ ارتفعت حرارة رسول الله ﷺ جدا لدرجة إنه بقى يفقد الوعي من شدة الحرارة،
فلما أفاق في مرة من المرات قال:
"هَرِيقُوا عَلَيَّ مِن سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ، أوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أعْهَدُ إلى النَّاسِ"
القِرْبة حاجة كده زي زجاجة الماء، وبتبقى من الجلد ولها رباط يقفلها،
فرسول الله ﷺ بيقولهم هاتوا سبع قِرب من الماء مقفولين محدش لسه فتحهم ولا استعمل المية إللي فيهم،
وفي رواية تانية بتقول إنه طلب منهم إن قِرَب الماء دي تكون من آبار مختلفة،
وقالهم لما يجيبوها يصبوا عليه المية إللي في القِرب دي،
وكان طلب رسول الله ﷺ صب الماء ده من باب التداوي عشان يخفض الحرارة،
فجاءوا بقرب الماء وزوجات رسول الله ﷺ أجلسوه في مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زوجة رسول الله ﷺ،
والمِخْضَبٍ عبارة عن وعاء من نحاس،
حاجة زي الطشت كده لو تعرفوه، أو مجازا يعني نقدر نقول بانيو،
المهم، أجلسوه فيه وقعدوا يصبوا عليه الماء من القِرَب السبعة،
وبعدين أشار رسول الله ﷺ لزوجاته وقال حَسْبُكم حَسْبُكم،
يعني خلاص كفاية كده انتم صبيتم عليّ من السبع قِرَب،
بعدها حس رسول الله ﷺ بنشاط فربط رأسه وخرج وصلى بالناس،
وخلال الأيام إللي فاتت دي كان رسول الله ﷺ مع شدة مرضه كان بيتحامل على نفسه وبيصلي بالناس جماعة وهو جالس،
بعد الصلاة قعد رسول الله ﷺ على المنبر وخطب في الصحابة آخر خطبة قبل موته،
والخطبة دي اسمها 《خطبة مرض الموت》،
قال رسول الله ﷺ بعد ما حمد الله وأثنى عليه:
"إنه ليس من الناسِ أحدٌ أمَنَّ عليَّ في نفسِه ومالِه من أبي بكرِ ابنِ أبي قحافةَ،
ولو كنتُ مُتخذًا من الناسِ خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا ، ولكن خُلَّةُ الإسلامِ أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خَوخَةٍ في هذا المسجدِ ، غيرَ خَوخَةِ أبي بكرٍ..."
يعني إن أكثر الناس جُودًا وسَمَاحةً لنا بنفسِه ومالِه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
ولو كان رسول الله ﷺ مُتخذ خليل من أصحابه لاتخذ أبا بكر خليلا، ولكن رسول الله ﷺ خليل الله،
ومعنى خليل الله: المُنقطِع إليه،
يعني درجة شديدة جدا من القرب والحب، ولكن علاقة رسول الله ﷺ بأبي بكر هي أخوة الإسلام واختصاصه بمحبة زيادة عن غيره،
وكان بعض الصحابة فتحوا أبواب من بيوتهم يخرجوا منها على المسجد مباشرة ومنهم أبو بكر،
فإكراما لأبي أبكر، أمر رسول الله ﷺ إن كل خَوخَةِ يعني الباب الصغير إللي بيطل على المسجد ده وبيخرج منه الناس للمسجد يتسد ما عدا باب أبي بكر.
أكمل رسول الله ﷺ كلامه وقال:
"إنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بيْنَ أنْ يُؤْتِيَهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاء وبيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَهُ..."
هنا رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا أعطى له اختيارين:
إنه يقعد في الدنيا ويعيش فيها زي ما هو عايز أو إنه يموت ويدخل الجنة،
فالصحابة فكروا إن دي من ضمن القصص إللي رسول الله ﷺ كان بيحكيها لهم قبل كده فاستقبلوا الكلام عادي،
وفجأة لقوا أبا بكر بيبكي بشدة وبيقول:
"فَدَيْناكَ بآبائِنا وأُمَّهاتِنا"
فالصحابة استغربوا منه، إيه في إيه، رسول الله ﷺ بيحكي عن عبد ربنا بيخيره، تقوم انت تقول لرسول الله ﷺ فديناك بآبائنا وأمهاتنا!
الكلام مش راكب وملوش دعوة ببعضه خالص!
لكن أبو بكر رضي الله عنه كان هو أعلم الناس برسول الله ﷺ فعرف إنه هو العبد المُخيّر، وإن خلاص كده الرحلة انتهت وإن صاحبه رسول الله ﷺ هيموت.
☆رسول الله ﷺ لحد آخر أيامه في الدنيا بيفكرنا إن الدنيا مهما كانت شكلها جميل ومُغرية وفيها من المُتع الكتيرة فهي زي الزهرة عمرها قليل،
الزهرة ممكن نستمتع بيها يوم أو اثنين وبعدها هتموت ومش هيكون لها قيمة، فكذلك الدنيا، مهما عاش الإنسان فيها مُنعّم فالنعيم ده هينتهي لا محالة👌
◇ممكن حد كان يتمنى ولو كفكرة بس، إن رسول الله ﷺ يفضل عايش ويختار الدنيا وأهه نشوفه وكمان طول ما هو موجود هيقيم شرع ربنا،
لكن يا جماعة لو فكرنا كده بعقلنا هنلاقي الأمنية دي فيها أنانية شوية،
تخيلوا كده إن واحد يعيش يتعرف على ناس ويشيل همهم وهم تعليمهم وهدايتهم ويحبهم ويحبوه وحياتهم ترتبط ببعض،
وبعد كده يشوفهم بيموتوا واحد ورا التاني، وده مش هيتكرر مرة أو اتنين ده هيفضل كده آلاف السنين،
رسول الله ﷺ مات من ألف وأربعمائة سنة، والله أعلم باقي كم سنة لحد نهاية الدنيا،
متخيلين كمية الألم والحزن إللي كان هيعيشها بسبب فقده لأصحابه وأحبابه على مدار السنين دي كلها،
ومتنسوش إنه في الأول وفي الآخر بشر، يعني بيشعر بالحزن والألم، فمين يستحمل كل ده😞
وطبعا لأن رسول الله ﷺ أحب إلينا حتى من نفسنا، فاحنا منتمناش لرسول الله ﷺ إنه يتعرض
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثلاثة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#وفاة_رسول_الله_ﷺ
قبل القراءة:
حلقة النهاردة والحلقة الجاية أصعب حلقات السيرة، فاللي مش مستعد نفسيا ميقرأش، أنا شخصيا لولا إني مضطرة أكتب الجزء ده والله ولا كنت اتكلمت فيه أصلا من صعوبته وألمه على النفس.
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الكتاب إللي رسول الله ﷺ كان عايز يكتبه وبعدين رجع في كلامه بعد ما حصل الحوار إللي حكينا عنه،
وقلنا إن الكلام ده كان يوم الخميس الثامن من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة،
وكان رسول الله ﷺ بيصلي بالناس خلال الفترة دي كلها لحد صلاة مغرب يوم الخميس ده،
صلى رسول الله ﷺ بالناس المغرب وقرأ سورة المرسلات في الصلاة،
ودي كانت آخر صلاة صلاها رسول الله ﷺ بالناس وآخر آيات سمعوها منه ﷺ؛ لأن الوجع اشتد عليه بعدها ومبقاش يعرف يخرج للصلاة، ولما جاءت صلاة عشاء يوم الخميس كان أغمي عليه، فلما أفاق سأل:
"أصَلَّى النَّاسُ؟"
فقالوا:
"لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ"
يعني الناس مستنيينك تصلي بيهم، فقال:
"ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ"
يعني طلب منهم إنهم يضعوا له ماء في طبق كده كبير كانوا بيستعملوه في غسل الملابس،
فبعد ما وضعوا الماء قام رسول الله ﷺ واغتسل عشان يخفف شوية من الحرارة عشان يعرف يصلي،
فلما أراد إنه يقوم أغمي عليه مرة تانية، فلما أفاق سأل:
أصَلَّى النَّاسُ؟
قالوا له:
"لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ"
فطلب منهم تاني إنهم يضعوا الماء في المِخْضَبِ، فاغتسل رسول الله ﷺ ولما جه يقوم أغمي عليه مرة تانية، واتكرر الموضوع تلات مرات، والناس قاعدين مجتمعين في المسجد مستنيين رسول الله ﷺ،
بعد كل المحاولات دي من رسول الله ﷺ إنه يصلي صلاة الجماعة ومش عارف، عرف إنه مش هيقدر يخرج لصلاة الجماعة لأول مرة في حياته ﷺ،
ولكنه في نفس الوقت كان حريص على صلاة أصحابه وإنهم ميضيعوش الصلاة فكان كل شوية يسأل إذا كانوا صلوا أو لأ،
في الوقت ده قرر رسول الله ﷺ إنه يخلي واحد من الصحابة ينوب عنه لإمامة المسلمين في الصلاة، فقال لهم:
"مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ"
يعني قولوا لأبي بكر يصلي بالناس، فالسيدة عائشة خافت إن المسلمين يتشاءموا بأبي بكر لو وقف مكان رسول الله ﷺ،
فقالت السيدة عائشة:
"إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ"
يعني أبو بكر رضي الله عنه بيتأثر بالقرآن لدرجة إنه أول ما بيقرأ بيبكي، فالناس كده مش هتسمع هو بيقول إيه أصلا،
فقالت لرسول الله ﷺ:
"فلوْ أمَرْتَ عُمَرَ"
يعني خلي عمر هو إللي يصلي بيهم أحسن، فقال رسول الله ﷺ: " قَالَ: مُرُوهُ فليُصَلِّي"
فقالت السيدة عائشة للسيدة حفصة إنها تقول لرسول الله ﷺ إن أبا رجل رقيق وإنه يخلي عمر هو إللي يصلي بيهم،
فلما قالت حفصة لرسول الله ﷺ نفس كلام عائشة، فقال رسول الله ﷺ:
"مُرُوا أبَا بَكْرٍ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ"
فأعادت عليه السيدة عائشة نفس كلامها، فغضب رسول الله ﷺ وقال:
"مُرُوهُ فليُصَلِّي، إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ"
المقصود بصواحب يوسف إنهن بيظهرن خلاف ما يبطن، يعني بيقولوا كلام ظاهره صحيح لكن مش هو ده إللي المقصود من كلامهم وإللي عايزينه فعلا،
يعني أيوة فعلا أبو بكر رجل رقيق والناس ممكن متسمعش منه لكن مش هو ده السبب الحقيقي إللي خلاهم يعترضوا، في سبب تاني انتم مخبيينه وهو انكم مش عايزين الناس تتشائم من أبي بكر،
وانتم عمالين تلحوا وأنا أعرضت عن الكلام أكثر من مرة فخلاص بقى نفذوا كلامي من غير ما نعيد ونزيد،
وطبعا هنا في إشارة إن أبا بكر هو أفضل الناس عشان كده رسول الله ﷺ اختاره، وفيه إشارة كمان إنه أوْلَى الناس بالخلافة بعد رسول الله ﷺ،
فلما وصل الموضوع لأبي بكر إن رسول الله ﷺ طلب إنه يصلي بالناس قال لعمر:
"يا عُمَرُ صَلِّ بالنَّاسِ"
فَقَالَ له عُمَرُ: "أنْتَ أحَقُّ بذلكَ"
فصلى أبو بكر بالناس العشاء، فلما كان في الصلاة رسول الله ﷺ حس بخِفة فخرج للمسجد وهو مستند على العباس وعلي بن أبي طالب وكانت ورجله بتخط في الأرض،
فلما رآه أبو بكر أراد أن يتأخَّرَ،
يعني يرجع للوراء عشان رسول الله ﷺ يتقدم ويصلي هو بالناس،
فأشار له النَّبيُّ ﷺ ألَّا يتأخَّرَ، وجلَس رسول الله ﷺ بجانبِه، فاقتدى أبو بكرٍ رضي الله عنه بصلاةِ النَّبيِّ ﷺ، واقتدَى النَّاسُ بصلاة أبي بكرٍ رضي الله عنه؛
يعني رسول الله ﷺ كان إمام لأبي بكر، وأبو بكر كان إمام للناس، لأنهم مكنوش شايفين رسول الله ﷺ ولا سامعين صوته،
جاء يوم الجمعة وصلى أبو بكر بالناس كل الصلوات وخطب فيهم خطبة الجمعة، وكل ده ورسول الله ﷺ مريض،
واستمر أبو بكر يصلي بالناس طول فترة مرض رسول الله ﷺ في آخر أيامه لحد ما مات،
في يوم الجمعة ده قال رسول الله ﷺ:
"لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ"
☆شوفوا يا جماعة،
الإنسان لما بيتعرض لابتلاء شديد أو مرض شديد وكل شوية يشتد عليه المرض مع إن هو كويس وعلى طاعة، ساع
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثلاثة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#وفاة_رسول_الله_ﷺ
قبل القراءة:
حلقة النهاردة والحلقة الجاية أصعب حلقات السيرة، فاللي مش مستعد نفسيا ميقرأش، أنا شخصيا لولا إني مضطرة أكتب الجزء ده والله ولا كنت اتكلمت فيه أصلا من صعوبته وألمه على النفس.
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الكتاب إللي رسول الله ﷺ كان عايز يكتبه وبعدين رجع في كلامه بعد ما حصل الحوار إللي حكينا عنه،
وقلنا إن الكلام ده كان يوم الخميس الثامن من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة،
وكان رسول الله ﷺ بيصلي بالناس خلال الفترة دي كلها لحد صلاة مغرب يوم الخميس ده،
صلى رسول الله ﷺ بالناس المغرب وقرأ سورة المرسلات في الصلاة،
ودي كانت آخر صلاة صلاها رسول الله ﷺ بالناس وآخر آيات سمعوها منه ﷺ؛ لأن الوجع اشتد عليه بعدها ومبقاش يعرف يخرج للصلاة، ولما جاءت صلاة عشاء يوم الخميس كان أغمي عليه، فلما أفاق سأل:
"أصَلَّى النَّاسُ؟"
فقالوا:
"لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ"
يعني الناس مستنيينك تصلي بيهم، فقال:
"ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ"
يعني طلب منهم إنهم يضعوا له ماء في طبق كده كبير كانوا بيستعملوه في غسل الملابس،
فبعد ما وضعوا الماء قام رسول الله ﷺ واغتسل عشان يخفف شوية من الحرارة عشان يعرف يصلي،
فلما أراد إنه يقوم أغمي عليه مرة تانية، فلما أفاق سأل:
أصَلَّى النَّاسُ؟
قالوا له:
"لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ"
فطلب منهم تاني إنهم يضعوا الماء في المِخْضَبِ، فاغتسل رسول الله ﷺ ولما جه يقوم أغمي عليه مرة تانية، واتكرر الموضوع تلات مرات، والناس قاعدين مجتمعين في المسجد مستنيين رسول الله ﷺ،
بعد كل المحاولات دي من رسول الله ﷺ إنه يصلي صلاة الجماعة ومش عارف، عرف إنه مش هيقدر يخرج لصلاة الجماعة لأول مرة في حياته ﷺ،
ولكنه في نفس الوقت كان حريص على صلاة أصحابه وإنهم ميضيعوش الصلاة فكان كل شوية يسأل إذا كانوا صلوا أو لأ،
في الوقت ده قرر رسول الله ﷺ إنه يخلي واحد من الصحابة ينوب عنه لإمامة المسلمين في الصلاة، فقال لهم:
"مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ"
يعني قولوا لأبي بكر يصلي بالناس، فالسيدة عائشة خافت إن المسلمين يتشاءموا بأبي بكر لو وقف مكان رسول الله ﷺ،
فقالت السيدة عائشة:
"إنَّ أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكَاءُ"
يعني أبو بكر رضي الله عنه بيتأثر بالقرآن لدرجة إنه أول ما بيقرأ بيبكي، فالناس كده مش هتسمع هو بيقول إيه أصلا،
فقالت لرسول الله ﷺ:
"فلوْ أمَرْتَ عُمَرَ"
يعني خلي عمر هو إللي يصلي بيهم أحسن، فقال رسول الله ﷺ: " قَالَ: مُرُوهُ فليُصَلِّي"
فقالت السيدة عائشة للسيدة حفصة إنها تقول لرسول الله ﷺ إن أبا رجل رقيق وإنه يخلي عمر هو إللي يصلي بيهم،
فلما قالت حفصة لرسول الله ﷺ نفس كلام عائشة، فقال رسول الله ﷺ:
"مُرُوا أبَا بَكْرٍ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ"
فأعادت عليه السيدة عائشة نفس كلامها، فغضب رسول الله ﷺ وقال:
"مُرُوهُ فليُصَلِّي، إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ"
المقصود بصواحب يوسف إنهن بيظهرن خلاف ما يبطن، يعني بيقولوا كلام ظاهره صحيح لكن مش هو ده إللي المقصود من كلامهم وإللي عايزينه فعلا،
يعني أيوة فعلا أبو بكر رجل رقيق والناس ممكن متسمعش منه لكن مش هو ده السبب الحقيقي إللي خلاهم يعترضوا، في سبب تاني انتم مخبيينه وهو انكم مش عايزين الناس تتشائم من أبي بكر،
وانتم عمالين تلحوا وأنا أعرضت عن الكلام أكثر من مرة فخلاص بقى نفذوا كلامي من غير ما نعيد ونزيد،
وطبعا هنا في إشارة إن أبا بكر هو أفضل الناس عشان كده رسول الله ﷺ اختاره، وفيه إشارة كمان إنه أوْلَى الناس بالخلافة بعد رسول الله ﷺ،
فلما وصل الموضوع لأبي بكر إن رسول الله ﷺ طلب إنه يصلي بالناس قال لعمر:
"يا عُمَرُ صَلِّ بالنَّاسِ"
فَقَالَ له عُمَرُ: "أنْتَ أحَقُّ بذلكَ"
فصلى أبو بكر بالناس العشاء، فلما كان في الصلاة رسول الله ﷺ حس بخِفة فخرج للمسجد وهو مستند على العباس وعلي بن أبي طالب وكانت ورجله بتخط في الأرض،
فلما رآه أبو بكر أراد أن يتأخَّرَ،
يعني يرجع للوراء عشان رسول الله ﷺ يتقدم ويصلي هو بالناس،
فأشار له النَّبيُّ ﷺ ألَّا يتأخَّرَ، وجلَس رسول الله ﷺ بجانبِه، فاقتدى أبو بكرٍ رضي الله عنه بصلاةِ النَّبيِّ ﷺ، واقتدَى النَّاسُ بصلاة أبي بكرٍ رضي الله عنه؛
يعني رسول الله ﷺ كان إمام لأبي بكر، وأبو بكر كان إمام للناس، لأنهم مكنوش شايفين رسول الله ﷺ ولا سامعين صوته،
جاء يوم الجمعة وصلى أبو بكر بالناس كل الصلوات وخطب فيهم خطبة الجمعة، وكل ده ورسول الله ﷺ مريض،
واستمر أبو بكر يصلي بالناس طول فترة مرض رسول الله ﷺ في آخر أيامه لحد ما مات،
في يوم الجمعة ده قال رسول الله ﷺ:
"لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ"
☆شوفوا يا جماعة،
الإنسان لما بيتعرض لابتلاء شديد أو مرض شديد وكل شوية يشتد عليه المرض مع إن هو كويس وعلى طاعة، ساع
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وأربعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#رد_فعل_الصحابة_بعد_موت_رسول_الله
وقفنا المرة إللي فاتت عند موت رسول الله ﷺ، تقول السيدة عائشة:
"مات رسولُ الله ﷺ بينَ سَحْرِي ونَحْرِي وفي دَوْلَتِي لم أَظلمْ فيهِ أَحَدًا،
فمن سَفَهِي وحداثةِ سِنِّي أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قُبِضَ وهو في حِجْرِي، ثم وضعتُ رأسَهُ على وسادةٍ وقمتُ أندبُ مع النساءِ وأضربُ وجهي"
يعني بتقول إن رسول الله ﷺ مات وهو على صدرها وفي يومها وفي بيتها الذي لم تظلم فيه أحد،
وبعدين وضعت رأس رسول الله ﷺ على مخدة وقامت تندب وتبكي وتلطم وجهها مع بعض النساء كانوا عندها،
وطبعا الفعل ده محرم ولكن هي مكنتش تعرف إنه حرام ولا بعض الصحابيات إللي كانوا معاها يعرفوا بحرمانية إللي عملوه،
والدليل على كده إنها نَسبت فعلها للسّفه إللي هو الجهل، وكمان صغر السن،
لأن السيدة عائشة كان عمرها ثمانية عشرة عام لما مات رسول الله ﷺ، وكان عمر رسول الله ﷺ لما مات ثلاثة وستين عام،
وواضح من كلامها إنها تابت عن الفعل ده،
السيدة فاطمة لما مات رسول الله ﷺ قالت:
يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْرِيلَ نَنْعَاهُ!
☆ملحوظة:
الكلام إللي السيدة فاطمة قالته ده مش من النياحة؛ لأن النياحة هي رفع الصوت بالبكاء، والسيدة فاطمة معملتش كده،
ويجوز مخاطبة الميت إذا كان الكلام فيه، يعني مثلا نقول للميت:
نرجو لك الخير عند الله، نرجو أن تكون من عباد الله الصالحين، أو لطالما كنت واصلاً للرحم، عاطفاً على الفقراء، متقرباً إلى الله، قواماً لليل، صواماً للنهار، وهكذا،
أما إن الواحد يعرض مشاكله على الميت أو مشاكل الأمة مثلا فده غير جائز،
يعني يقول:
يا فلان نزلت بنا شدائد، ونزلت بنا كروب بعدك، ونزلت بنا مصائب، ونزلت بنا أمراض، ومات فلان، وتفرقت الأسرة و....و....كل ده لا يجوز.
بدأ انتشار الخبر إن رسول الله ﷺ مات، فحصل اضطراب شديد في المدينة،
وانقسم الصحابة بين مذهول وقف تفكيره، وبين إللي قعد في الأرض ومش قادر يقوم من شدة هَوْل الخبر،
وبين إللي أنكر الخبر أصلا ولم يصدقه،
فتنة وابتلاء عظيم، رسول الله ﷺ مات؟!
إزاي يعني هنقدر نعيش من غيره؟
هنصلي ورا مين؟
مين إللي هينصحنا؟
مين إللي هيعلمنا ويربينا؟
مين إللي هيتبسم في وجوهنا ويرفق بنا ويأخذ بأيدينا؟
الواحد فيهم مكنش بيصبر على فراقه، كان مجرد ما يروح بيته إلا ويُسرع بالرجوع للمسجد عشان يشوفه،
طيب دلوقتي هيشوفوه تاني إزاي؟
الجذع حن لرسول الله ﷺ لما فارقه عشان يخطب من فوق المنبر لدرجة إن الصحابة سمعوا أنين الجذع،
فإذا كان الجذع عمل كده ورسول الله ﷺ فارقه إلى منبر بعيد عنه خطوات معدودة فكيف بفراق لا رجعة فيه إلى يوم القيامة؟
الموضوع كان مؤلم جدا على الصحابة، مهما حاولنا نوصف ألمهم مش هنقدر نعبر عنه،
يعني احنا مجرد ما نسمع وفاة رسول الله ﷺ من غير ما نشوفه ونعيش معاه بنتأثر وبنتألم، فما بالكم بألمهم وهم إللي كانوا معاه على طول ولا يفارقوه😞
الناس اجتمعوا في المسجد بيتكلموا وفي اضطراب حاصل، فوقف عمر بن الخطاب وفي إيده السيف وهو بيقول:
"إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد مات واللَّهِ ما مَاتَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ،
لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات،
ولَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وأَرْجُلَهُمْ،
يزعمون أنه مات،
لَا يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا"
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بيقول الكلام ده وهو معتقده يقينا ومعندوش أدنى شك في كده،
يعني بيقول إن رسول الله ﷺ لم يمت فعلا،
وإنه ذهب للقاء الله زي موسى عليه السلام لما ذهب للقاء الله وغاب عن بني إسرائيل أربعين ليلة،
فأي حد هيقول إنه مات يبقى كده بيعمل فتنة بين المسلمين، وإنه مش هيسكت لأي حد يعمل الفتنة دي وهيضربه بسيفه،
ورسول الله ﷺ لما يرجع هيقطع أيدي وأرجل الناس إللي ادعت إنه مات وحاولت تعمل فتنة،
فالناس سكتوا لأنهم مكنوش عارفين يعملوا إيه لأن مكنش في نبي قبل رسول الله ﷺ،
رسول الله ﷺ لما كان بيوصف الصحابة كان بيقول عن عمر رضي الله عنه:
"وأشدهم في أمر الله عمر"
يعني كان هو أقواهُمْ في دِينِ اللهِ والحَقِّ، فتخيلوا إن ده أثر المصيبة على أشد الصحابة، فما بالكم باللي أقل منه،
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله ﷺ بيلخّص لنا حال المدينة لما مات رسول الله ﷺ في كلمتين بيقول:
"لمَّا كانَ اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ أضاءَ منْها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الَّذي ماتَ فيهِ أظلمَ منْها كلُّ شيءٍ"
وقال:
"شَهِدْتُهُ يومَ دخلَ المدينةَ فما رأيتُ يومًا قطُّ كانَ أحسَنَ ولا أضوَأَ من يومٍ دخلَ علينا فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ،
وشَهِدْتُهُ يومَ موتِهِ ، فما كانَ أقبحَ ، ول
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وأربعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#رد_فعل_الصحابة_بعد_موت_رسول_الله
وقفنا المرة إللي فاتت عند موت رسول الله ﷺ، تقول السيدة عائشة:
"مات رسولُ الله ﷺ بينَ سَحْرِي ونَحْرِي وفي دَوْلَتِي لم أَظلمْ فيهِ أَحَدًا،
فمن سَفَهِي وحداثةِ سِنِّي أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قُبِضَ وهو في حِجْرِي، ثم وضعتُ رأسَهُ على وسادةٍ وقمتُ أندبُ مع النساءِ وأضربُ وجهي"
يعني بتقول إن رسول الله ﷺ مات وهو على صدرها وفي يومها وفي بيتها الذي لم تظلم فيه أحد،
وبعدين وضعت رأس رسول الله ﷺ على مخدة وقامت تندب وتبكي وتلطم وجهها مع بعض النساء كانوا عندها،
وطبعا الفعل ده محرم ولكن هي مكنتش تعرف إنه حرام ولا بعض الصحابيات إللي كانوا معاها يعرفوا بحرمانية إللي عملوه،
والدليل على كده إنها نَسبت فعلها للسّفه إللي هو الجهل، وكمان صغر السن،
لأن السيدة عائشة كان عمرها ثمانية عشرة عام لما مات رسول الله ﷺ، وكان عمر رسول الله ﷺ لما مات ثلاثة وستين عام،
وواضح من كلامها إنها تابت عن الفعل ده،
السيدة فاطمة لما مات رسول الله ﷺ قالت:
يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْرِيلَ نَنْعَاهُ!
☆ملحوظة:
الكلام إللي السيدة فاطمة قالته ده مش من النياحة؛ لأن النياحة هي رفع الصوت بالبكاء، والسيدة فاطمة معملتش كده،
ويجوز مخاطبة الميت إذا كان الكلام فيه، يعني مثلا نقول للميت:
نرجو لك الخير عند الله، نرجو أن تكون من عباد الله الصالحين، أو لطالما كنت واصلاً للرحم، عاطفاً على الفقراء، متقرباً إلى الله، قواماً لليل، صواماً للنهار، وهكذا،
أما إن الواحد يعرض مشاكله على الميت أو مشاكل الأمة مثلا فده غير جائز،
يعني يقول:
يا فلان نزلت بنا شدائد، ونزلت بنا كروب بعدك، ونزلت بنا مصائب، ونزلت بنا أمراض، ومات فلان، وتفرقت الأسرة و....و....كل ده لا يجوز.
بدأ انتشار الخبر إن رسول الله ﷺ مات، فحصل اضطراب شديد في المدينة،
وانقسم الصحابة بين مذهول وقف تفكيره، وبين إللي قعد في الأرض ومش قادر يقوم من شدة هَوْل الخبر،
وبين إللي أنكر الخبر أصلا ولم يصدقه،
فتنة وابتلاء عظيم، رسول الله ﷺ مات؟!
إزاي يعني هنقدر نعيش من غيره؟
هنصلي ورا مين؟
مين إللي هينصحنا؟
مين إللي هيعلمنا ويربينا؟
مين إللي هيتبسم في وجوهنا ويرفق بنا ويأخذ بأيدينا؟
الواحد فيهم مكنش بيصبر على فراقه، كان مجرد ما يروح بيته إلا ويُسرع بالرجوع للمسجد عشان يشوفه،
طيب دلوقتي هيشوفوه تاني إزاي؟
الجذع حن لرسول الله ﷺ لما فارقه عشان يخطب من فوق المنبر لدرجة إن الصحابة سمعوا أنين الجذع،
فإذا كان الجذع عمل كده ورسول الله ﷺ فارقه إلى منبر بعيد عنه خطوات معدودة فكيف بفراق لا رجعة فيه إلى يوم القيامة؟
الموضوع كان مؤلم جدا على الصحابة، مهما حاولنا نوصف ألمهم مش هنقدر نعبر عنه،
يعني احنا مجرد ما نسمع وفاة رسول الله ﷺ من غير ما نشوفه ونعيش معاه بنتأثر وبنتألم، فما بالكم بألمهم وهم إللي كانوا معاه على طول ولا يفارقوه😞
الناس اجتمعوا في المسجد بيتكلموا وفي اضطراب حاصل، فوقف عمر بن الخطاب وفي إيده السيف وهو بيقول:
"إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد مات واللَّهِ ما مَاتَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ،
لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات،
ولَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وأَرْجُلَهُمْ،
يزعمون أنه مات،
لَا يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا"
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بيقول الكلام ده وهو معتقده يقينا ومعندوش أدنى شك في كده،
يعني بيقول إن رسول الله ﷺ لم يمت فعلا،
وإنه ذهب للقاء الله زي موسى عليه السلام لما ذهب للقاء الله وغاب عن بني إسرائيل أربعين ليلة،
فأي حد هيقول إنه مات يبقى كده بيعمل فتنة بين المسلمين، وإنه مش هيسكت لأي حد يعمل الفتنة دي وهيضربه بسيفه،
ورسول الله ﷺ لما يرجع هيقطع أيدي وأرجل الناس إللي ادعت إنه مات وحاولت تعمل فتنة،
فالناس سكتوا لأنهم مكنوش عارفين يعملوا إيه لأن مكنش في نبي قبل رسول الله ﷺ،
رسول الله ﷺ لما كان بيوصف الصحابة كان بيقول عن عمر رضي الله عنه:
"وأشدهم في أمر الله عمر"
يعني كان هو أقواهُمْ في دِينِ اللهِ والحَقِّ، فتخيلوا إن ده أثر المصيبة على أشد الصحابة، فما بالكم باللي أقل منه،
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله ﷺ بيلخّص لنا حال المدينة لما مات رسول الله ﷺ في كلمتين بيقول:
"لمَّا كانَ اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ أضاءَ منْها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الَّذي ماتَ فيهِ أظلمَ منْها كلُّ شيءٍ"
وقال:
"شَهِدْتُهُ يومَ دخلَ المدينةَ فما رأيتُ يومًا قطُّ كانَ أحسَنَ ولا أضوَأَ من يومٍ دخلَ علينا فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ،
وشَهِدْتُهُ يومَ موتِهِ ، فما كانَ أقبحَ ، ول
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وخمسة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الفتن_بعد_موت_رسول_الله
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن رد فعل الصحابة على موت رسول الله ﷺ وقلنا إن مش دي الفتنة الوحيدة إللي الصحابة تعرضوا لها،
رسول الله ﷺ كان بيقول لهم:
"النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي،
فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي ما يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ"
يعني النجوم، طول ما هي موجودة في السماء فده معناه استمرار وجود السماء،
أول ما النجوم تسقط من السماء يوم القيامة ستضعف السماء وتنشق وينتهي وجود السماء إللي احنا عارفينها؛
لأن ربنا قال:
"يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ"
فكأن النجوم زي الحرّاس كده بتحرس السماء، أول ما الحارس يمشي من مكان حراسته بتحصل الأمور إللي كان مانعها وجود الحارس،
سواء بقى سرقة أو هجوم على المكان أو ...أو...
فرسول الله ﷺ هو حارس لأصحابه مِنَ الفِتَنِ والحروبِ وارتدادِ مَنِ ارْتَدَّ مِنَ الأعرابِ واختلافِ القلوبِ وغيرها من الأمور إللي رسول الله ﷺ حذرهم منها،
فلما يموت رسول الله ﷺ هتبدأ الفتن والحروب،
والصحابة هم حراس الأمة،
إذا ذهبوا يعني ماتوا دخلت البِدعِ والحوادثِ والفِتَنِ في الدِّينِ على الأمة، وده حصل فعلا في الأجيال إللي كانت بعد الصحابة، واحنا شايفين ده حاصل فعلا في زمننا احنا على الأقل😞
فوجود رسول الله ﷺ كان أمان للصحابة، لكن رسول الله ﷺ مات دلوقتي فبدأت أول فتنة وهي:
◇فتنة انقطاع الوحي:
جبريل عليه السلام لن ينزل على بشر إلى يوم القيامة؛ رسول الله ﷺ هو خاتم الأنبياء،
ولا شك أن البشر هيقعوا كثيرا في الخطأ وهيحتاجوا إلى تقويم وإصلاح، فمين إللي هيعمل التقويم ده؟
لازم هم إللي يصلحوا الأخطاء بتاعتهم، فلاشك إن الفترة دي بعد موت رسول الله ﷺ كانت عِبئ ثقيل على نفوس الصحابة، وعندهم قلق شديد من إنهم يفشلوا في حل أمورهم دون وحي،
مع إن المنهج الإسلامي المتكامل جعل لهم أساسيات يمشوا عليها عشان يكملوا مسيرة الحياة إلى يوم القيامة بدون رسل ولا أنبياء ولا وحي،
وأكيد طبعا هيختلفوا، لكن المشكلة هتكون مين إللي هيكون على صواب؟ ومين إللي هيكون على خطأ؟
مين إللي اجتهاده صح؟
طبيعي إن طوائف من المؤمنين تُخطئ وهي تظن أنها على صواب كطبيعة البشر،
ده لسه كانوا مختلفين قبل موت رسول الله ﷺ بأيام لما طلب منهم إنهم يأتوه بكتاب يكتبه لهم،
والوحي كان بيفصِل في الأمور دي وينهيها، لكن الآن انقطع الوحي،
هيعملوا إيه بقى في الأحداث الجاية المُستجدة وإللي لم يواجهوا زيها قبل كده؟
والرجل في زمن رسول الله ﷺ كان يسير على الأرض، وهو يعلم أنه من أهل الجنة،
وبيبقى عنده يقين بكده إذا بشره رسول الله ﷺ،
زي ما رسول الله ﷺ أخبر بلال وأبو بكر وعمر وغيرهم إنهم من أهل الجنة،
لكن دلوقتي بعد ما انقطع الوحي فلا أحد يدري أهو من أهل الجنة أم من أهل النار،
رسول الله ﷺ كان يُخبرهم عن كثير من أمور الغيب بالوحي، فبشرهم بنصر بدر، وبشرهم بالفتح، وبشرهم بفتح الشام وفارس واليمن،
وكان يُخبرهم عن إللي هيحصل في المستقبل إلى يوم القيامة، لكن دلوقتي بعد انقطاع الوحي أغلب باب المستقبل لا نعرف منه إلا ما أنبأنا به رسول الله ﷺ قبل ما يموت،
لكن كم من الأمور ستحدث كنا نتمنى أن نعرف عاقبتها،
هل يا ترى سنفوز أم سنخسر، وأحداث العالم نتيجتها هتكون إيه في النهاية،
أيوة رسول الله ﷺ ترك لنا منهج واضح من قرآن وسنة نستقرئ به سنن الله في الأرض، ونستنبط به النتائج قبل ما تحصل،
لكن منعرفش الأمور على وجه اليقين زي ما كان رسول الله ﷺ موجود،
يعني مثلا ربنا كان أنزل:
"غُلِبَتِ الرُّومُ ۩ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ۩ فِي بِضْعِ سِنِينَ"
فالوحي كان حدد بالضبط بعد كم سنة الروم هتغلب الفرس، فاحنا مثلا في عصرنا دلوقتي المسلمين مستضعفين في كل مكان،
حد يقدر يقول خلال مثلا كذا سنة المسلمين هينتصروا ويسودوا الدنيا؟
لأ محدش يقدر، أيوة المسلمين فعلا هيحكموا الأرض في زمن من الأزمنة لكن منعرفش امتى بالضبط،
فالشاهد من الكلام إن احنا نقدر نعرف الكثير من الأمور على وجه الظن لا على وجه اليقين،
ويقين الوحي غير موجود حتى تنتهي حياة الأرض وتقوم القيامة👌
والكلام ده هياخدنا للفتنة الثانية إللي واجهت الصحابة بعد موت رسول الله ﷺ وهي:
◇مين إللي هيحكم المسلمين بعد رسول الله ﷺ؟
الوحي منقطع دلوقتي، هنختار خليفة وحاكم للمسلمين إزاي ومفيش وحي يوجهنا؟
طيب نفرض إن اختيارنا كان غلط هنعرف إزاي؟
فهم هنا لازم يجتهدوا ويجمعوا نصوص الوحي جنب بعضها عشان يقدروا يطلعوا بقرار سليم،
والفتنة دي خطيرة عليهم مش بس لأن في احتمال التنازع على السلطة زي ما بيحصل في بلدان العالم المختلفة إذ
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وخمسة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الفتن_بعد_موت_رسول_الله
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن رد فعل الصحابة على موت رسول الله ﷺ وقلنا إن مش دي الفتنة الوحيدة إللي الصحابة تعرضوا لها،
رسول الله ﷺ كان بيقول لهم:
"النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي،
فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي ما يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ"
يعني النجوم، طول ما هي موجودة في السماء فده معناه استمرار وجود السماء،
أول ما النجوم تسقط من السماء يوم القيامة ستضعف السماء وتنشق وينتهي وجود السماء إللي احنا عارفينها؛
لأن ربنا قال:
"يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ"
فكأن النجوم زي الحرّاس كده بتحرس السماء، أول ما الحارس يمشي من مكان حراسته بتحصل الأمور إللي كان مانعها وجود الحارس،
سواء بقى سرقة أو هجوم على المكان أو ...أو...
فرسول الله ﷺ هو حارس لأصحابه مِنَ الفِتَنِ والحروبِ وارتدادِ مَنِ ارْتَدَّ مِنَ الأعرابِ واختلافِ القلوبِ وغيرها من الأمور إللي رسول الله ﷺ حذرهم منها،
فلما يموت رسول الله ﷺ هتبدأ الفتن والحروب،
والصحابة هم حراس الأمة،
إذا ذهبوا يعني ماتوا دخلت البِدعِ والحوادثِ والفِتَنِ في الدِّينِ على الأمة، وده حصل فعلا في الأجيال إللي كانت بعد الصحابة، واحنا شايفين ده حاصل فعلا في زمننا احنا على الأقل😞
فوجود رسول الله ﷺ كان أمان للصحابة، لكن رسول الله ﷺ مات دلوقتي فبدأت أول فتنة وهي:
◇فتنة انقطاع الوحي:
جبريل عليه السلام لن ينزل على بشر إلى يوم القيامة؛ رسول الله ﷺ هو خاتم الأنبياء،
ولا شك أن البشر هيقعوا كثيرا في الخطأ وهيحتاجوا إلى تقويم وإصلاح، فمين إللي هيعمل التقويم ده؟
لازم هم إللي يصلحوا الأخطاء بتاعتهم، فلاشك إن الفترة دي بعد موت رسول الله ﷺ كانت عِبئ ثقيل على نفوس الصحابة، وعندهم قلق شديد من إنهم يفشلوا في حل أمورهم دون وحي،
مع إن المنهج الإسلامي المتكامل جعل لهم أساسيات يمشوا عليها عشان يكملوا مسيرة الحياة إلى يوم القيامة بدون رسل ولا أنبياء ولا وحي،
وأكيد طبعا هيختلفوا، لكن المشكلة هتكون مين إللي هيكون على صواب؟ ومين إللي هيكون على خطأ؟
مين إللي اجتهاده صح؟
طبيعي إن طوائف من المؤمنين تُخطئ وهي تظن أنها على صواب كطبيعة البشر،
ده لسه كانوا مختلفين قبل موت رسول الله ﷺ بأيام لما طلب منهم إنهم يأتوه بكتاب يكتبه لهم،
والوحي كان بيفصِل في الأمور دي وينهيها، لكن الآن انقطع الوحي،
هيعملوا إيه بقى في الأحداث الجاية المُستجدة وإللي لم يواجهوا زيها قبل كده؟
والرجل في زمن رسول الله ﷺ كان يسير على الأرض، وهو يعلم أنه من أهل الجنة،
وبيبقى عنده يقين بكده إذا بشره رسول الله ﷺ،
زي ما رسول الله ﷺ أخبر بلال وأبو بكر وعمر وغيرهم إنهم من أهل الجنة،
لكن دلوقتي بعد ما انقطع الوحي فلا أحد يدري أهو من أهل الجنة أم من أهل النار،
رسول الله ﷺ كان يُخبرهم عن كثير من أمور الغيب بالوحي، فبشرهم بنصر بدر، وبشرهم بالفتح، وبشرهم بفتح الشام وفارس واليمن،
وكان يُخبرهم عن إللي هيحصل في المستقبل إلى يوم القيامة، لكن دلوقتي بعد انقطاع الوحي أغلب باب المستقبل لا نعرف منه إلا ما أنبأنا به رسول الله ﷺ قبل ما يموت،
لكن كم من الأمور ستحدث كنا نتمنى أن نعرف عاقبتها،
هل يا ترى سنفوز أم سنخسر، وأحداث العالم نتيجتها هتكون إيه في النهاية،
أيوة رسول الله ﷺ ترك لنا منهج واضح من قرآن وسنة نستقرئ به سنن الله في الأرض، ونستنبط به النتائج قبل ما تحصل،
لكن منعرفش الأمور على وجه اليقين زي ما كان رسول الله ﷺ موجود،
يعني مثلا ربنا كان أنزل:
"غُلِبَتِ الرُّومُ ۩ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ۩ فِي بِضْعِ سِنِينَ"
فالوحي كان حدد بالضبط بعد كم سنة الروم هتغلب الفرس، فاحنا مثلا في عصرنا دلوقتي المسلمين مستضعفين في كل مكان،
حد يقدر يقول خلال مثلا كذا سنة المسلمين هينتصروا ويسودوا الدنيا؟
لأ محدش يقدر، أيوة المسلمين فعلا هيحكموا الأرض في زمن من الأزمنة لكن منعرفش امتى بالضبط،
فالشاهد من الكلام إن احنا نقدر نعرف الكثير من الأمور على وجه الظن لا على وجه اليقين،
ويقين الوحي غير موجود حتى تنتهي حياة الأرض وتقوم القيامة👌
والكلام ده هياخدنا للفتنة الثانية إللي واجهت الصحابة بعد موت رسول الله ﷺ وهي:
◇مين إللي هيحكم المسلمين بعد رسول الله ﷺ؟
الوحي منقطع دلوقتي، هنختار خليفة وحاكم للمسلمين إزاي ومفيش وحي يوجهنا؟
طيب نفرض إن اختيارنا كان غلط هنعرف إزاي؟
فهم هنا لازم يجتهدوا ويجمعوا نصوص الوحي جنب بعضها عشان يقدروا يطلعوا بقرار سليم،
والفتنة دي خطيرة عليهم مش بس لأن في احتمال التنازع على السلطة زي ما بيحصل في بلدان العالم المختلفة إذ
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وستة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#اجتماع_الأنصار_في_سقيفة_بني_ساعدة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الفتن إللي واجهت الصحابة بعد موت رسول الله ﷺ،
والمدينة كانت في حالة حزن شديد وقلق واضطراب، زي كده لما يكون في سفينة ماشية في بحر عاصف والأمواج تقذفها من هنا لهنا وفجأة يموت قبطان السفينة،
في الموقف الرهيب ده الناس إللي على السفينة هتنجوا إزاي؟
فالحل الوحيد والسريع للنجاة إننا نشوف قبطان تاني عشان يقدر يقود السفينة عشان السفينة متغرقش،
فكذلك الوضع بالنسبة للمدينة، عايزين نختار قائد بسرعة عشان يقدر يجمع كلمة المسلمين ويقدر ياخد قرارات عشان نواجه بيها الفتن المختلفة،
وخصوصا إن رسول الله ﷺ كان قال لهم قبل كده:
"إذا خرجَ ثلاثةٌ في سفَرٍ فليؤمِّروا أحدَهُم"
يعني لو خرج مجموعة مع بعض مسافرين سواء كانوا ثلاثة أشخاص أو أكثر فلازم يكون للمجموعة دي قائد هو إللي ياخد القرارات بعد ما يشاور أصحابه،
زي اختيار وَقْتِ الذَّهابِ والبَياتِ وغيرها من أحوالِ السَّفَرِ،
فتخيلوا إن ده في أمر سفر فما بالكم بحاجة أعظم وهي اختيار قائد للأمة،
فرسول الله ﷺ هنا بيشجع المسلمين على تقليل الخلاف بينهم وتوحيد كلمتهم بقدر الإمكان👌
☆وده أمر عام في كل حياة المسلمين؛ لأنهم إذا اجتمعوا على رجل كانت البركة والقوة، وإذا تفرقوا كان الفشل والضعف،
وانتم شايفين حال المسلمين دلوقتي وضياعهم بسبب إن مفيش خليفة يجمعهم كلهم😞
فالصحابة أفضل أهل الأرض بعد الأنبياء وخير قرون أمة الإسلام كانوا عارفين خطورة الموضوع وإن مينفعش يكون في أي تأخير في اختيار الخليفة مهما كان اسمه،
فعلى الرغم من كل الأحزان والهموم والآلام إللي هم فيها إلا إن الحياة لازم تمشي،
وهو ده إللي رسول الله ﷺ علمه للصحابة خلال السنين إللي فاتت دي كلها،
علمهم معنى الصبر الجميل، الصبر الذي لا شكوى فيه، الصبر عند الصدمة الأولى،
وده لما مرّ بامرأة تبكي عند قبر فقال لها:
اتقي الله واصبري.
فقالت له وهي متعرفش إنه رسول الله ﷺ:
إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي.
يعني بالبلدي كده: انت مش حاسس بي وبمعاناتي فمتنصحنيش بالصبر، إللي إيده في المية مش زي إللي إيده في النار،
فقيل لها:
إن إللي انتِ كلمتيه ده رسول الله ﷺ فأتت باب النبي ﷺ فلم تجد عنده بوابين، يعني مكنش في حد يمنعها من مقابلة رسول الله ﷺ وده من تواضعه ﷺ بعكس عامة الحكام والملوك، فقالت له:
لم أعرفك. يعني معلش إني رديت عليك كده ومأخذتش بنصيحتك أنا مكنتش أعرفك،
فقال لها رسول الله ﷺ: إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
يعني أول ما يجيلك الخبر بحاجة تحزنك أو بمصيبة لازم تصبر ولو مصبرتش يبقى انت لا تدخل في الصابرين ولا تاخد أجر الصبر على المصيبة👌
وعلمهم كمان بطريقة عملية بإنه كان قدوة في الصبر لما قُتل عمه حمزة وباقي شهداء أحد،
الحياة استمرت على الرغم من كل الآلام إللي اتعرضوا لها،
ولما أبناؤه وبناته ماتوا ﷺ الواحد ورا التاني الدنيا موقفتش واستمرت الحياة وحادثة بئر معونة وماء الرجيع وغيرها وغيرها من المواقف المؤلمة،
فكان رسول الله ﷺ مثال قصادهم إن مهما كانت الآلام والأحزان مينفعش حياتنا ودعوتنا تقف،
فاحنا لما نفهم الكلام ده كويس هنفهم ليه الأنصار رضي الله عنهم سارعوا للاجتماع في مكان اسمه ثَقِيفة بني ساعدة عشان يختاروا خليفة في نفس يوم موت رسول الله ﷺ حتى قبل ما يدفنوه👌
¤وأنا بقولكم الكلام ده عشان في ناس بتطعن في الأنصار وبتتهمهم إنهم مكنوش زعلانين على موت رسول الله ﷺ وكان همهم الحكم وكلام كتير كده😑
فعشان لو سمعتوا الكلام ده في أي مكان ومعرفتوش تردوا على الأقل تبقى قلوبكم مطمئنة إن الأنصار رضي الله عنهم كانوا غير كده تماما،
وإنهم كانوا على الرغم من حزنهم إلا إن كان همهم الأكبر هو مصلحة الأمة، وكانوا وماشيين على نفس منهج رسول الله ﷺ بالضبط👌
☆إيه بقى إللي حصل في سَقِيفة بني ساعدة؟
أولا كده سَقِيفة بني ساعدة هي الدار إللي كانوا متعودين يجتمعوا فيها عشان يعقدوا فيها اجتماعاتهم المهمة،
زي ما بنسميها في عصرنا كده قاعة اجتماعات، وزيها دار الندوة إللي قريش كانوا بيجتمعوا فيها في مكة واتكلمنا عليها قبل كده،
فاجتمع الأنصار إللي هم الأوس والخزرج في السقِيفة عشان يختاروا خليفة 《منهم》 عشان يقدر يقود الأمة وسط الفتن إللي هيواجهوها👌
◇طيب ليه الأنصار رضي الله عنهم كانوا شايفين إن الخليفة لازم يكون 《منهم》 بالذات؟
وكمان ليه أسرعوا في اختيار الخليفة منهم من غير ما يرجعوا للمهاجرين، هل ده معناه إنهم كانوا عايزين ياخدوا الخلافة لنفسهم فقط؟
خلونا كده نفكر مع الأنصار،
◇أولا:
همّ الأنصار دول مين أصلا؟
مش الأنصار دول هم الأوس والخزرج أهل البلد الأصليين؟ يعني خلونا نتكلم بمصطلحات زماننا دلوقتي،
المدينة دي كانت في الأصل دولة مستقلة اسمها يثرب فيها سكانها الأصليين إللي عايشين فيها،
فتعرّض رسول الله ﷺ وأصحابه للاضطهاد في بلدهم إل
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وستة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#اجتماع_الأنصار_في_سقيفة_بني_ساعدة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الفتن إللي واجهت الصحابة بعد موت رسول الله ﷺ،
والمدينة كانت في حالة حزن شديد وقلق واضطراب، زي كده لما يكون في سفينة ماشية في بحر عاصف والأمواج تقذفها من هنا لهنا وفجأة يموت قبطان السفينة،
في الموقف الرهيب ده الناس إللي على السفينة هتنجوا إزاي؟
فالحل الوحيد والسريع للنجاة إننا نشوف قبطان تاني عشان يقدر يقود السفينة عشان السفينة متغرقش،
فكذلك الوضع بالنسبة للمدينة، عايزين نختار قائد بسرعة عشان يقدر يجمع كلمة المسلمين ويقدر ياخد قرارات عشان نواجه بيها الفتن المختلفة،
وخصوصا إن رسول الله ﷺ كان قال لهم قبل كده:
"إذا خرجَ ثلاثةٌ في سفَرٍ فليؤمِّروا أحدَهُم"
يعني لو خرج مجموعة مع بعض مسافرين سواء كانوا ثلاثة أشخاص أو أكثر فلازم يكون للمجموعة دي قائد هو إللي ياخد القرارات بعد ما يشاور أصحابه،
زي اختيار وَقْتِ الذَّهابِ والبَياتِ وغيرها من أحوالِ السَّفَرِ،
فتخيلوا إن ده في أمر سفر فما بالكم بحاجة أعظم وهي اختيار قائد للأمة،
فرسول الله ﷺ هنا بيشجع المسلمين على تقليل الخلاف بينهم وتوحيد كلمتهم بقدر الإمكان👌
☆وده أمر عام في كل حياة المسلمين؛ لأنهم إذا اجتمعوا على رجل كانت البركة والقوة، وإذا تفرقوا كان الفشل والضعف،
وانتم شايفين حال المسلمين دلوقتي وضياعهم بسبب إن مفيش خليفة يجمعهم كلهم😞
فالصحابة أفضل أهل الأرض بعد الأنبياء وخير قرون أمة الإسلام كانوا عارفين خطورة الموضوع وإن مينفعش يكون في أي تأخير في اختيار الخليفة مهما كان اسمه،
فعلى الرغم من كل الأحزان والهموم والآلام إللي هم فيها إلا إن الحياة لازم تمشي،
وهو ده إللي رسول الله ﷺ علمه للصحابة خلال السنين إللي فاتت دي كلها،
علمهم معنى الصبر الجميل، الصبر الذي لا شكوى فيه، الصبر عند الصدمة الأولى،
وده لما مرّ بامرأة تبكي عند قبر فقال لها:
اتقي الله واصبري.
فقالت له وهي متعرفش إنه رسول الله ﷺ:
إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي.
يعني بالبلدي كده: انت مش حاسس بي وبمعاناتي فمتنصحنيش بالصبر، إللي إيده في المية مش زي إللي إيده في النار،
فقيل لها:
إن إللي انتِ كلمتيه ده رسول الله ﷺ فأتت باب النبي ﷺ فلم تجد عنده بوابين، يعني مكنش في حد يمنعها من مقابلة رسول الله ﷺ وده من تواضعه ﷺ بعكس عامة الحكام والملوك، فقالت له:
لم أعرفك. يعني معلش إني رديت عليك كده ومأخذتش بنصيحتك أنا مكنتش أعرفك،
فقال لها رسول الله ﷺ: إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
يعني أول ما يجيلك الخبر بحاجة تحزنك أو بمصيبة لازم تصبر ولو مصبرتش يبقى انت لا تدخل في الصابرين ولا تاخد أجر الصبر على المصيبة👌
وعلمهم كمان بطريقة عملية بإنه كان قدوة في الصبر لما قُتل عمه حمزة وباقي شهداء أحد،
الحياة استمرت على الرغم من كل الآلام إللي اتعرضوا لها،
ولما أبناؤه وبناته ماتوا ﷺ الواحد ورا التاني الدنيا موقفتش واستمرت الحياة وحادثة بئر معونة وماء الرجيع وغيرها وغيرها من المواقف المؤلمة،
فكان رسول الله ﷺ مثال قصادهم إن مهما كانت الآلام والأحزان مينفعش حياتنا ودعوتنا تقف،
فاحنا لما نفهم الكلام ده كويس هنفهم ليه الأنصار رضي الله عنهم سارعوا للاجتماع في مكان اسمه ثَقِيفة بني ساعدة عشان يختاروا خليفة في نفس يوم موت رسول الله ﷺ حتى قبل ما يدفنوه👌
¤وأنا بقولكم الكلام ده عشان في ناس بتطعن في الأنصار وبتتهمهم إنهم مكنوش زعلانين على موت رسول الله ﷺ وكان همهم الحكم وكلام كتير كده😑
فعشان لو سمعتوا الكلام ده في أي مكان ومعرفتوش تردوا على الأقل تبقى قلوبكم مطمئنة إن الأنصار رضي الله عنهم كانوا غير كده تماما،
وإنهم كانوا على الرغم من حزنهم إلا إن كان همهم الأكبر هو مصلحة الأمة، وكانوا وماشيين على نفس منهج رسول الله ﷺ بالضبط👌
☆إيه بقى إللي حصل في سَقِيفة بني ساعدة؟
أولا كده سَقِيفة بني ساعدة هي الدار إللي كانوا متعودين يجتمعوا فيها عشان يعقدوا فيها اجتماعاتهم المهمة،
زي ما بنسميها في عصرنا كده قاعة اجتماعات، وزيها دار الندوة إللي قريش كانوا بيجتمعوا فيها في مكة واتكلمنا عليها قبل كده،
فاجتمع الأنصار إللي هم الأوس والخزرج في السقِيفة عشان يختاروا خليفة 《منهم》 عشان يقدر يقود الأمة وسط الفتن إللي هيواجهوها👌
◇طيب ليه الأنصار رضي الله عنهم كانوا شايفين إن الخليفة لازم يكون 《منهم》 بالذات؟
وكمان ليه أسرعوا في اختيار الخليفة منهم من غير ما يرجعوا للمهاجرين، هل ده معناه إنهم كانوا عايزين ياخدوا الخلافة لنفسهم فقط؟
خلونا كده نفكر مع الأنصار،
◇أولا:
همّ الأنصار دول مين أصلا؟
مش الأنصار دول هم الأوس والخزرج أهل البلد الأصليين؟ يعني خلونا نتكلم بمصطلحات زماننا دلوقتي،
المدينة دي كانت في الأصل دولة مستقلة اسمها يثرب فيها سكانها الأصليين إللي عايشين فيها،
فتعرّض رسول الله ﷺ وأصحابه للاضطهاد في بلدهم إل
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وسبعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#أبو_بكر_وعمر_وأبو_عبيدة_في_السقيفة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة عشان يختاروا خليفة منهم،
وقلنا إن اجتماعهم كان بدون وجود المهاجرين، وإن الخبر وصل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ أبا بكر وتوجهوا للسقيفة وهمّ ماشيين قابلوا أبو عبيدة بن الجراح فأخذوه معاهم وراحوا للسقيفة مع بعض،
في الوقت ده كان الأنصار اجتمعوا في الرأي على إن خليفة المسلمين يكون سعد بن عبادة رضي الله عنه،
هنا دخل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة سقيفة بني ساعدة👌
لما دخلوا لقوا الأنصار مجتمعين على رجل قاعد متغطي بغطاء، فسأل عمر عنه قالوا إن ده سعد بن عبادة،
فسأل ماله متغطي ليه كده، فقالوا له إنه عنده حمى ومريض.
☆طيب سؤال،
لماذا اختار الأنصار سعد بن عبادة بالذات🤔
سعد بن عبادة هو زعيم قبيلة الخزرج، وله فضائل إيمانية عالية،
منها إن رسول الله ﷺ كان جعله واحد من النُّقباء الاثنا عشر في بيعة العقبة الثانية،
وكان من إللي شهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وله مواقف مشهورة في الغزوات وخصوصا في غزوة الخندق لما رفض إعطاء غطفان ثمار المدينة واتكلمنا عن الموضوع بالتفصيل ساعتها ونزل رسول الله ﷺ على رأيه في كده،
وكان رسول الله بيقدّره ويُكثر من زيارته، ودعا له رسول الله ﷺ وقال:
"اللهُمَّ اجعَلْ صلَواتِكَ ورَحمتِكَ علَى آلِ سعدِ بنِ عُبادَةَ "
وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه كريم جدا،
فكان لوحده بياخد ثمانين رجل من أهل الصُّفّة عشان يُطعمهم في بيته،
يعني الرجل من الأنصار كان يأخذ رجل أو رجلين أو حتى خمسة رجال من أهل الصفة فيطعمهم على حسب إمكانيات كل واحد،
لكن سعد رضي الله عنه بياخد بالثمانين رجل👌
☆واحنا شرحنا معنى أهل الصُّفَّة في الجزء المائة وواحد وأربعين، ومعناه سريعا كده:
الصُّفَّة أو الظُّلَّة مكان في آخر المسجد النبوي أمر به رسول الله ﷺ إنه يُظلل بجريد النخل، وأُطلق عليه اسم "الصُّفَّة" أو "الظُّلَّة
ورسول الله ﷺ جهز المكان ده عشان يكون مأوى للغرباء أو العُزاب من المهاجرين والوافدين إللي ملهمش مأوى ومكان يسكنوا فيه، وبقى اسمهم أهل الصُّفة،
وساعات أعدادهم تكون قليلة وساعات تكون كبيرة.
فالشاهد من الكلام إن سعد رضي الله عنه كان سَخي وواسع العطاء،
وكان برده كان وقّاف عند كتاب الله وعند كلام رسول الله ﷺ، يعني كان لما تأتيه آية أو حديث يتبعها ويسلم لها حتى وإن كان الأمر مخالف لما يريده رضي الله عنه 👌
فكل الصفات دي وغيرها جعلت الأنصار من الأوس والخزرج يجتمعوا على اختياره خليفة للمسلمين، لكن لسه لم يبايعوه،
قبل ما يبايعوه كان جاء الثلاثة ودخلوا،
والأنصار مكنوش متوقعين أن يأتي أحد من المهاجرين،
لكن دلوقتي مش بس جاء ناس من المهاجرين؛ ده إللي جاءوا ثلاثة من أصحاب الرأي والمشورة من الصحابة،
وزير رسول الله ﷺ الأول أبو بكر والوزير الثاني عمر،
وأبو عبيدة الأمين إللي رسول الله ﷺ كان كثيرا ما يستشيره فنقدر نقول إنه الوزير الثالث،
فلا شك أنهم يمثّلون الآن رأي المهاجرين👌
وكده ممكن تحصل مواجهة😕
الأنصار عايزين سعد بن عبادة رضي الله عنه، والمهاجرون لسه مقلوش رأيهم،
لكن ممكن يكون لهم رأي آخر، وهنا حصلت لحظة هدوء والكل مترقب الأحداث🙊
يا ترى المهاجرين هيقولوا إيه؟
هل هيوافقوا على خلافة سعد بن عبادة الأنصاري أم سيرشحون خليفة غيره؟
دخل الثلاثة وجلسوا، مفيش وقت بسيط إلا وقام خطيب الأنصار وبدأ يتكلم،
اسم إللي تكلم ده غير معروف، لم يذكره المؤرخون، وممكن يكون الخطيب ده هو ثابت بن قيس رضي الله عنه؛ لأن هو إللي كان يُطلق عليه خطيب الأنصار، فالله أعلم🤷♂️
المهم الخطيب قام وتكلم، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:
" أَمَّا بَعْدُ ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلاَمِ ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ..."
يعني بيقول إن الأنصار هم كتيبة الإسلام وأنصار الله بينما المهاجرون رهط، يعني عدد قليل.
وفي رواية: رهط منا، يعني عدد قليل بالنسبة لنا،
وكأنه توقع أن المهاجرين هيكونوا عايزين الخلافة، فسبّق بالكلام عشان يُبطل أي حجة للمهاجرين بأنهم أعداد قليلة بالنسبة للأنصار،
وطبعا الأنصاري يقصد المهاجرين قبل فتح مكة الذين هاجروا إلى المدينة وإللي عايشين حاليا في المدينة،
وإلا فلو اعتبر أعداد القرشيين في مكة مع إللي أسلموا بعد الفتح فهيكونوا أضعاف أضعاف الأنصار💁♂️
المهم هو قال الكلام ده كتلميح إلى أن الخلافة يجب أن تكون في العدد الأكبر الذي نصر الإسلام في كل المشاهد والمواقع بنسبة دائماً ما تكون أكبر من المهاجرين.
☆فالكلام ده كده فيه بوادر أزمة ومشكلة😬
كلامه في البداية كان مجرد تلميح، لكنه بعدها قالها صريحة كده:
"وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا ، وَأَنْ يَحْضُن
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وسبعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#أبو_بكر_وعمر_وأبو_عبيدة_في_السقيفة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة عشان يختاروا خليفة منهم،
وقلنا إن اجتماعهم كان بدون وجود المهاجرين، وإن الخبر وصل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ أبا بكر وتوجهوا للسقيفة وهمّ ماشيين قابلوا أبو عبيدة بن الجراح فأخذوه معاهم وراحوا للسقيفة مع بعض،
في الوقت ده كان الأنصار اجتمعوا في الرأي على إن خليفة المسلمين يكون سعد بن عبادة رضي الله عنه،
هنا دخل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة سقيفة بني ساعدة👌
لما دخلوا لقوا الأنصار مجتمعين على رجل قاعد متغطي بغطاء، فسأل عمر عنه قالوا إن ده سعد بن عبادة،
فسأل ماله متغطي ليه كده، فقالوا له إنه عنده حمى ومريض.
☆طيب سؤال،
لماذا اختار الأنصار سعد بن عبادة بالذات🤔
سعد بن عبادة هو زعيم قبيلة الخزرج، وله فضائل إيمانية عالية،
منها إن رسول الله ﷺ كان جعله واحد من النُّقباء الاثنا عشر في بيعة العقبة الثانية،
وكان من إللي شهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وله مواقف مشهورة في الغزوات وخصوصا في غزوة الخندق لما رفض إعطاء غطفان ثمار المدينة واتكلمنا عن الموضوع بالتفصيل ساعتها ونزل رسول الله ﷺ على رأيه في كده،
وكان رسول الله بيقدّره ويُكثر من زيارته، ودعا له رسول الله ﷺ وقال:
"اللهُمَّ اجعَلْ صلَواتِكَ ورَحمتِكَ علَى آلِ سعدِ بنِ عُبادَةَ "
وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه كريم جدا،
فكان لوحده بياخد ثمانين رجل من أهل الصُّفّة عشان يُطعمهم في بيته،
يعني الرجل من الأنصار كان يأخذ رجل أو رجلين أو حتى خمسة رجال من أهل الصفة فيطعمهم على حسب إمكانيات كل واحد،
لكن سعد رضي الله عنه بياخد بالثمانين رجل👌
☆واحنا شرحنا معنى أهل الصُّفَّة في الجزء المائة وواحد وأربعين، ومعناه سريعا كده:
الصُّفَّة أو الظُّلَّة مكان في آخر المسجد النبوي أمر به رسول الله ﷺ إنه يُظلل بجريد النخل، وأُطلق عليه اسم "الصُّفَّة" أو "الظُّلَّة
ورسول الله ﷺ جهز المكان ده عشان يكون مأوى للغرباء أو العُزاب من المهاجرين والوافدين إللي ملهمش مأوى ومكان يسكنوا فيه، وبقى اسمهم أهل الصُّفة،
وساعات أعدادهم تكون قليلة وساعات تكون كبيرة.
فالشاهد من الكلام إن سعد رضي الله عنه كان سَخي وواسع العطاء،
وكان برده كان وقّاف عند كتاب الله وعند كلام رسول الله ﷺ، يعني كان لما تأتيه آية أو حديث يتبعها ويسلم لها حتى وإن كان الأمر مخالف لما يريده رضي الله عنه 👌
فكل الصفات دي وغيرها جعلت الأنصار من الأوس والخزرج يجتمعوا على اختياره خليفة للمسلمين، لكن لسه لم يبايعوه،
قبل ما يبايعوه كان جاء الثلاثة ودخلوا،
والأنصار مكنوش متوقعين أن يأتي أحد من المهاجرين،
لكن دلوقتي مش بس جاء ناس من المهاجرين؛ ده إللي جاءوا ثلاثة من أصحاب الرأي والمشورة من الصحابة،
وزير رسول الله ﷺ الأول أبو بكر والوزير الثاني عمر،
وأبو عبيدة الأمين إللي رسول الله ﷺ كان كثيرا ما يستشيره فنقدر نقول إنه الوزير الثالث،
فلا شك أنهم يمثّلون الآن رأي المهاجرين👌
وكده ممكن تحصل مواجهة😕
الأنصار عايزين سعد بن عبادة رضي الله عنه، والمهاجرون لسه مقلوش رأيهم،
لكن ممكن يكون لهم رأي آخر، وهنا حصلت لحظة هدوء والكل مترقب الأحداث🙊
يا ترى المهاجرين هيقولوا إيه؟
هل هيوافقوا على خلافة سعد بن عبادة الأنصاري أم سيرشحون خليفة غيره؟
دخل الثلاثة وجلسوا، مفيش وقت بسيط إلا وقام خطيب الأنصار وبدأ يتكلم،
اسم إللي تكلم ده غير معروف، لم يذكره المؤرخون، وممكن يكون الخطيب ده هو ثابت بن قيس رضي الله عنه؛ لأن هو إللي كان يُطلق عليه خطيب الأنصار، فالله أعلم🤷♂️
المهم الخطيب قام وتكلم، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:
" أَمَّا بَعْدُ ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلاَمِ ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ..."
يعني بيقول إن الأنصار هم كتيبة الإسلام وأنصار الله بينما المهاجرون رهط، يعني عدد قليل.
وفي رواية: رهط منا، يعني عدد قليل بالنسبة لنا،
وكأنه توقع أن المهاجرين هيكونوا عايزين الخلافة، فسبّق بالكلام عشان يُبطل أي حجة للمهاجرين بأنهم أعداد قليلة بالنسبة للأنصار،
وطبعا الأنصاري يقصد المهاجرين قبل فتح مكة الذين هاجروا إلى المدينة وإللي عايشين حاليا في المدينة،
وإلا فلو اعتبر أعداد القرشيين في مكة مع إللي أسلموا بعد الفتح فهيكونوا أضعاف أضعاف الأنصار💁♂️
المهم هو قال الكلام ده كتلميح إلى أن الخلافة يجب أن تكون في العدد الأكبر الذي نصر الإسلام في كل المشاهد والمواقع بنسبة دائماً ما تكون أكبر من المهاجرين.
☆فالكلام ده كده فيه بوادر أزمة ومشكلة😬
كلامه في البداية كان مجرد تلميح، لكنه بعدها قالها صريحة كده:
"وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا ، وَأَنْ يَحْضُن
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثمانية_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما تكلم أمام الأنصار وقدّم لهم عمر وأبا عبيدة عشان يختاروا واحد منهم يكون خليفة للمسلمين،
وقلنا إن كده بقى عندنا رأيين:
رأي بيؤيّد مُرشح من الأنصار ويقف وراءه معظم رؤوس الأنصار في المدينة،
ورأي تاني بيؤيد مرشح من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين وكل واحد له حجته ومنطقه،
هنا قام واحد من الأنصار هو الحُبَاب بن المنذر وقال:
"مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ"
يعني بيقترح اختيار أميرين، أمير من الأنصار على الأنصار وأمير من المهاجرين على المهاجرين أو يختار أميرين تكون لهما القيادة على دولة الإسلام هم الاتنين مع بعض،
هو شاف إن ده حل يرضي جميع الأطراف😅
وأكمل كلامه وقال:
فإنا والله! ما نَنْفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يَلِيَها أقوام قتلنا آباءهم"
يعني احنا مفيش في نفوسنا شيء عليكم، لكن هم خايفين؛ لأن الأنصار قتلوا عدد كبير من أهل مكة من القرشيين في الغزوات،
والموضوع ده سيترك ثأر في قلوب قريش، فإذا تولى القرشيون الخلافة ممكن ينتقموا من الأنصار.
وهنا هنلاحظ ثلاثة أمور في كلام الحُباب بن المنذر رضي الله عنه:
◇أولا:
إن في تنازل سريع من الأنصار عن موقفهم من اختيار الخليفة منهم، يعني همّ لسه من شوية كانوا مجتمعين على سعد بن عبادة كخليفة لكل الدولة الإسلامية،
لكن بعد كلام أبي بكر تنازلوا عن نصف الخلافة، فدي كده محاولة صادقة منهم لتقريب وجهات النظر والالتقاء في منتصف الطريق👌
◇ثانيا:
إللي خلّى الحُباب يقول الكلام ليس الحقد على المهاجرين، ولكن خوفهم من نظام جديد ممكن يكون فيه خطورة على حياتهم جميعاً🤷♂️
☆وهو إيه النظام الجديد ده🤔
شوفوا،
العرب بصفة عامة لم تكن تُقر وترضى بالسيادة لأحد على قوم إلا لمن يكون منهم،
يعني مهما صَغُرت القبيلة فإن رئيسها يكون منها،
زي حالنا دلوقتي كده،
هو في دولة مثلا حتى ولو كانت مسلمة ترضى إن يكون رئيسها من دولة تانية؟ لا طبعا مفيش🤷♂️
شوفتم إزاي إننا رجعنا لأيام الجاهلية😀
المهم يعني كان طبيعي إن الأنصار يستغربوا كعامة العرب إن إزاي يكون عليهم أمير من غيرهم،
وهم كانوا تقبلوا برسول الله ﷺ كحاكم عليهم من بلد تانية؛ لأنه كان نبي زي ما قلنا قبل كده،
والقبلية كانت من الموانع الرئيسية لكثير من الناس في دخول الإسلام، فجاء الإسلام وألغى القبلية،
لكن دي قواعد إدارة البلاد لمدة سنوات كثيرة جدا،
ولم يبتعدوا عن هذه القواعد إلا منذ سنوات معدودات، حوالي احدى عشر سنة تقريبا من ساعة الهجرة،
فكلام الحُباب إن يكون في أمير منهم وأمير من المهاجرين كان طبيعي وخصوصا إن ده أول حاكم هيحكم بعد رسول الله ﷺ👌
◇ثالثا:
بصرف النظر عن الظروف إللي خلت الحُباب رضي الله عنه يقترح الاقتراح ده؛ هل من الحكمة أن يتولى الخلافة رجلان🤷♂️
يعني عندنا مَثَل بيقول: المَركب إللي فيها ريِّسِين تغرق،
فإزاي بقى يكون في بلد يدير شؤونها خليفتين؟
مستحيل طبعا،
ده غير كده كمان الموضوع مَنهِي عنه في الشرع، وفي منتهى الوضوح وفي منتهى الصرامة👌
قال رسول الله ﷺ:
"مَن بايع إمامًا فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فلْيُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء أحدٌ يُنازِعُه فاضربوا رقبةَ الآخرِ"
يعني إذا الناس بايعوا إمام ورضوا به، فليطيعوه مادامت طاعته في غير معصية الله،
فإذا جاء واحد تاني يُنازعه في الحكم وعايز ياخده منه، فالمطلوب من المسلمين إنهم يدفعوا الشخص التاني ده لأنه خارج على الإمام،
فإنْ لم يندفِعْ إلَّا بحرْبٍ وقتالٍ، فقاتِلُوه، فإنْ دعَتِ المُقاتَلةُ إلى قتْلِه، جاز قتْلُه، ولا ضمانَ فيه؛ لأنَّه ظالمٌ مُعتدٍ في قتالِه👌
طبعا يا جماعة الحُباب بن المنذر رضي الله عنه إما إنه لم يصله الحكم ولا يعرفه،
أو إنه كان عايز الأنصار ينسحبوا من الخلافة ولكن بأسلوب متدرج؛ عشان ميكونش في إحراج لكبيرهم سعد بن عبادة رضي الله عنه،
و اقتراحه ده مكنش هيعدي على الصحابة يعني، فلو كان في ناس مش عارفين ففي غيرهم عارفين الحكم💁♂️
☆وأنا عايزة أوضح لكم نقطة مهمة👌
مش كل الصحابة كان عندهم كل العلم عن رسول الله ﷺ والقرآن،
العلم إللي رسول الله ﷺ قاله متفرق ومتوزّع بين الصحابة، يعني ممكن واحد بس من الصحابة يكون سمع حديث معين من رسول الله ﷺ محدش سمعه غيره،
وممكن يكون مجموعة سمعوا حديث لرسول الله ﷺ وواحد تاني مسمعش الحديث،
فالعلم متفرق بين الصحابة وهم بينقلوه لغيرهم،
عشان كده متستغربوش لما تعرفوا إن واحد من الصحابة مثلا مكنش يعرف حكم معين أو ميعرفش حديث معين،
احنا يا جماعة لسه في البداية خالص، متخيلين إن القرآن نفسه مكنش لسه اتجمع وكان متفرق بين الصحابة،
يعني احنا دلوقتي بسهولة ممكن نعمل بحث على أي حديث ونعرف مين الرواي وهل الحديث ده صحيح أو لأ،
لكن في عهد الصحابة م
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثمانية_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما تكلم أمام الأنصار وقدّم لهم عمر وأبا عبيدة عشان يختاروا واحد منهم يكون خليفة للمسلمين،
وقلنا إن كده بقى عندنا رأيين:
رأي بيؤيّد مُرشح من الأنصار ويقف وراءه معظم رؤوس الأنصار في المدينة،
ورأي تاني بيؤيد مرشح من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين وكل واحد له حجته ومنطقه،
هنا قام واحد من الأنصار هو الحُبَاب بن المنذر وقال:
"مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ"
يعني بيقترح اختيار أميرين، أمير من الأنصار على الأنصار وأمير من المهاجرين على المهاجرين أو يختار أميرين تكون لهما القيادة على دولة الإسلام هم الاتنين مع بعض،
هو شاف إن ده حل يرضي جميع الأطراف😅
وأكمل كلامه وقال:
فإنا والله! ما نَنْفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يَلِيَها أقوام قتلنا آباءهم"
يعني احنا مفيش في نفوسنا شيء عليكم، لكن هم خايفين؛ لأن الأنصار قتلوا عدد كبير من أهل مكة من القرشيين في الغزوات،
والموضوع ده سيترك ثأر في قلوب قريش، فإذا تولى القرشيون الخلافة ممكن ينتقموا من الأنصار.
وهنا هنلاحظ ثلاثة أمور في كلام الحُباب بن المنذر رضي الله عنه:
◇أولا:
إن في تنازل سريع من الأنصار عن موقفهم من اختيار الخليفة منهم، يعني همّ لسه من شوية كانوا مجتمعين على سعد بن عبادة كخليفة لكل الدولة الإسلامية،
لكن بعد كلام أبي بكر تنازلوا عن نصف الخلافة، فدي كده محاولة صادقة منهم لتقريب وجهات النظر والالتقاء في منتصف الطريق👌
◇ثانيا:
إللي خلّى الحُباب يقول الكلام ليس الحقد على المهاجرين، ولكن خوفهم من نظام جديد ممكن يكون فيه خطورة على حياتهم جميعاً🤷♂️
☆وهو إيه النظام الجديد ده🤔
شوفوا،
العرب بصفة عامة لم تكن تُقر وترضى بالسيادة لأحد على قوم إلا لمن يكون منهم،
يعني مهما صَغُرت القبيلة فإن رئيسها يكون منها،
زي حالنا دلوقتي كده،
هو في دولة مثلا حتى ولو كانت مسلمة ترضى إن يكون رئيسها من دولة تانية؟ لا طبعا مفيش🤷♂️
شوفتم إزاي إننا رجعنا لأيام الجاهلية😀
المهم يعني كان طبيعي إن الأنصار يستغربوا كعامة العرب إن إزاي يكون عليهم أمير من غيرهم،
وهم كانوا تقبلوا برسول الله ﷺ كحاكم عليهم من بلد تانية؛ لأنه كان نبي زي ما قلنا قبل كده،
والقبلية كانت من الموانع الرئيسية لكثير من الناس في دخول الإسلام، فجاء الإسلام وألغى القبلية،
لكن دي قواعد إدارة البلاد لمدة سنوات كثيرة جدا،
ولم يبتعدوا عن هذه القواعد إلا منذ سنوات معدودات، حوالي احدى عشر سنة تقريبا من ساعة الهجرة،
فكلام الحُباب إن يكون في أمير منهم وأمير من المهاجرين كان طبيعي وخصوصا إن ده أول حاكم هيحكم بعد رسول الله ﷺ👌
◇ثالثا:
بصرف النظر عن الظروف إللي خلت الحُباب رضي الله عنه يقترح الاقتراح ده؛ هل من الحكمة أن يتولى الخلافة رجلان🤷♂️
يعني عندنا مَثَل بيقول: المَركب إللي فيها ريِّسِين تغرق،
فإزاي بقى يكون في بلد يدير شؤونها خليفتين؟
مستحيل طبعا،
ده غير كده كمان الموضوع مَنهِي عنه في الشرع، وفي منتهى الوضوح وفي منتهى الصرامة👌
قال رسول الله ﷺ:
"مَن بايع إمامًا فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فلْيُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء أحدٌ يُنازِعُه فاضربوا رقبةَ الآخرِ"
يعني إذا الناس بايعوا إمام ورضوا به، فليطيعوه مادامت طاعته في غير معصية الله،
فإذا جاء واحد تاني يُنازعه في الحكم وعايز ياخده منه، فالمطلوب من المسلمين إنهم يدفعوا الشخص التاني ده لأنه خارج على الإمام،
فإنْ لم يندفِعْ إلَّا بحرْبٍ وقتالٍ، فقاتِلُوه، فإنْ دعَتِ المُقاتَلةُ إلى قتْلِه، جاز قتْلُه، ولا ضمانَ فيه؛ لأنَّه ظالمٌ مُعتدٍ في قتالِه👌
طبعا يا جماعة الحُباب بن المنذر رضي الله عنه إما إنه لم يصله الحكم ولا يعرفه،
أو إنه كان عايز الأنصار ينسحبوا من الخلافة ولكن بأسلوب متدرج؛ عشان ميكونش في إحراج لكبيرهم سعد بن عبادة رضي الله عنه،
و اقتراحه ده مكنش هيعدي على الصحابة يعني، فلو كان في ناس مش عارفين ففي غيرهم عارفين الحكم💁♂️
☆وأنا عايزة أوضح لكم نقطة مهمة👌
مش كل الصحابة كان عندهم كل العلم عن رسول الله ﷺ والقرآن،
العلم إللي رسول الله ﷺ قاله متفرق ومتوزّع بين الصحابة، يعني ممكن واحد بس من الصحابة يكون سمع حديث معين من رسول الله ﷺ محدش سمعه غيره،
وممكن يكون مجموعة سمعوا حديث لرسول الله ﷺ وواحد تاني مسمعش الحديث،
فالعلم متفرق بين الصحابة وهم بينقلوه لغيرهم،
عشان كده متستغربوش لما تعرفوا إن واحد من الصحابة مثلا مكنش يعرف حكم معين أو ميعرفش حديث معين،
احنا يا جماعة لسه في البداية خالص، متخيلين إن القرآن نفسه مكنش لسه اتجمع وكان متفرق بين الصحابة،
يعني احنا دلوقتي بسهولة ممكن نعمل بحث على أي حديث ونعرف مين الرواي وهل الحديث ده صحيح أو لأ،
لكن في عهد الصحابة م
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وتسعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأئمة_من_قريش
وقفنا المرة إللي فاتت عند مقولة أبو عبيدة بن الجراح للأنصار:
"يا معشر الأنصار! إنكم أول من نَصَر وآزَر فلا تكونوا أول من بَدّل وغيَّر"
فهنا بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي إللي كان حضر بيعة العقبة الثانية، وهو أبو النعمان بن بشير أول مولود يُولد للأنصار في المدينة بعد الهجرة؛ قام فقال:
"يا معشر الأنصار!
إنا والله لئِن كنا أولِي فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين؛ ما أردنا به إلا رضاء ربنا، وطاعة نبينا، والكَدْح لأنفسنا،
فما ينبغي أن نستطيل بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضًا، فإن الله وليّ النعمة، ووليّ المنة علينا بذلك،
ألا إن محمدًا ﷺ من قريش، وقومُه أحقُّ به وأوْلَى، ولا يراني الله أُنازعهم في هذا الأمر أبدًا، فاتقوا الله، ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم"
يعني بيقول للأنصار إنهم وإن كانوا أصحاب الفضل في جهاد المشركين بكثرة عددهم زي ما خطيب الأنصار قال من شوية،
لكن بيفكرهم إنهم معملوش كده إلا لأنهم كانوا عايزين رضا الله وطاعة رسوله، وإنهم بيعمَلوا لأنفسهم عشان ربنا ينجيهم في الآخرة ويدخلهم الجنة،
فعلى الأساس ده بيقولهم إن مينفعش بقى إننا نستغل الفضل ده عشان ناخد به مصلحة في الدنيا؛ لأن الموضوع كله فضل من الله وهو إللي هدانا لهذا فله الفضل والمنة،
ومحمد ﷺ من قريش وقومه أحق بخلافته وأوْلى،
وبعدين وضع من نفسه قدوة وقال لهم إنه معندوش استعداد إن ربنا يراه وهو يُنازع قوم رسول الله ﷺ في الخلافة،
وذكّرهم بالله وقال لهم لا يخالفوهم ويسمعوا كلامهم،
وكده نلاحظ تغير خط الحوار في السقيفة، وكده بدأت نفوس الجميع تهدأ،
وهنا قام سيد الأوس أُسَيْد بن حُضَيْر ودعا الأنصار إنهم يتركوا الأمر ويبايعوا المهاجرين وقال إنه خايف إن يحصل خلاف في المستقبل بين الأوس والخزرج إذا أحد الفريقين تولّى الخلافة، عشان كده هو بيُؤيّد المهاجرين👌
فلما رأى أبو بكر رضي الله عنه إن النفوس بدأت تطيب باختيار الخليفة من المهاجرين أراد إنه يضيف حجة تقوّي من هذا الاختيار،
فقال الصديق رضي الله عنه:
"إن الله سمّانا الصادقين وسمّاكم المفلحين...."
أبو بكر رضي الله عنه بيُشير إلى قول الله عز وجل في سورة الحشر:
" لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ 《الصَّادِقُونَ》"
فده كده وصف المهاجرين، أما وصف الأنصار فجاء في الآية إللي بعدها، قال الله تعالى:
" وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ《الْمُفْلِحُونَ》"
فكلامه رضي الله عنه بيدل على ذكاءه وسعة اطلاعه على القرآن،
وبعدين أبو بكر رضي الله عنه قال للأنصار:
وقد أمركم الله أن تكونوا معنا حيثما كُنا، فقال في سورة التوبة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"
يعني هو استنبط حكم إن الخلافة تكون من المهاجرين من خلال الآية،
ومش بس كده، ده قال لهم حديث رسول الله ﷺ إللي بيقول:
"فمَن ولِيَ مِنكُم شيئًا يَضُرُّ فيه قَوْمًا ويَنْفَعُ فيه آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ"
احنا شرحنا الحديث كامل في الجزء المائة واثنان وثلاثين،
فرسول الله ﷺ هنا كان بيوصي بالأنصار، وكلامه فيه إشارة واضحة إن الخليفة ليس من الأنصار؛
يعني إزاي هيوصي الخليفة عليهم إذا كان هو منهم أصلا🤷♂️
وبكده هدأت النفوس أكثر وأكثر، وازداد توحد المسلمين في رأي واحد👌
كل الأحداث إللي بتحصل دي وسعد بن عبادة رضي الله عنه كان ساكت ومتكلمش خالص،
وموقفه يُعتبر موقف محرج😅
يعني من ساعة أو ساعتين كان مُرشح للخلافة وكان تقريبا شبه مؤكد إنه خلاص هيبقى فعلا الخليفة، وفجأة كده الوضع يتغير تماما،
ولعله أصلا كان في حيرة من كل إللي بيحصل، والأفكار تزاحمت في رأسه بجانب إرهاقه بسبب مرضه،
وأكيد دي حاجة مش هتعدي على أبي بكر رضي الله عنه، هو كان مراقب للموقف كله وبيتصرف بحكمة عشان يخرجوا من الموضوع بأفضل نتيجة بدون أي مشاكل،
ومن خلال الموقف كان واضح إن الأنصار رضي الله عنهم خلاص اقتنعوا عقلياً وقلبياً بأن المصلحة العليا للأمة تستلزم أن يكون الخليفة من المهاجرين وبالذات من قريش💁♂️
في اللحظة دي بقى أبو بكر رضي الله عنه أظهر بالدليل الدّامغ والحجة الظاهرة البيّنة التي لم تترك أي شك في قلب أحد، سواء من المهاجرين أو الأنصار👌
☆إيه هو الدليل ده بقى🤔
قال أبو بكر رضي الله عنه وهو يوجه الكلام لسعد بن عبادة نفسه:
لقد علمت يا سعد! أن رسول الله ﷺ قال
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وتسعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأئمة_من_قريش
وقفنا المرة إللي فاتت عند مقولة أبو عبيدة بن الجراح للأنصار:
"يا معشر الأنصار! إنكم أول من نَصَر وآزَر فلا تكونوا أول من بَدّل وغيَّر"
فهنا بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي إللي كان حضر بيعة العقبة الثانية، وهو أبو النعمان بن بشير أول مولود يُولد للأنصار في المدينة بعد الهجرة؛ قام فقال:
"يا معشر الأنصار!
إنا والله لئِن كنا أولِي فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين؛ ما أردنا به إلا رضاء ربنا، وطاعة نبينا، والكَدْح لأنفسنا،
فما ينبغي أن نستطيل بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضًا، فإن الله وليّ النعمة، ووليّ المنة علينا بذلك،
ألا إن محمدًا ﷺ من قريش، وقومُه أحقُّ به وأوْلَى، ولا يراني الله أُنازعهم في هذا الأمر أبدًا، فاتقوا الله، ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم"
يعني بيقول للأنصار إنهم وإن كانوا أصحاب الفضل في جهاد المشركين بكثرة عددهم زي ما خطيب الأنصار قال من شوية،
لكن بيفكرهم إنهم معملوش كده إلا لأنهم كانوا عايزين رضا الله وطاعة رسوله، وإنهم بيعمَلوا لأنفسهم عشان ربنا ينجيهم في الآخرة ويدخلهم الجنة،
فعلى الأساس ده بيقولهم إن مينفعش بقى إننا نستغل الفضل ده عشان ناخد به مصلحة في الدنيا؛ لأن الموضوع كله فضل من الله وهو إللي هدانا لهذا فله الفضل والمنة،
ومحمد ﷺ من قريش وقومه أحق بخلافته وأوْلى،
وبعدين وضع من نفسه قدوة وقال لهم إنه معندوش استعداد إن ربنا يراه وهو يُنازع قوم رسول الله ﷺ في الخلافة،
وذكّرهم بالله وقال لهم لا يخالفوهم ويسمعوا كلامهم،
وكده نلاحظ تغير خط الحوار في السقيفة، وكده بدأت نفوس الجميع تهدأ،
وهنا قام سيد الأوس أُسَيْد بن حُضَيْر ودعا الأنصار إنهم يتركوا الأمر ويبايعوا المهاجرين وقال إنه خايف إن يحصل خلاف في المستقبل بين الأوس والخزرج إذا أحد الفريقين تولّى الخلافة، عشان كده هو بيُؤيّد المهاجرين👌
فلما رأى أبو بكر رضي الله عنه إن النفوس بدأت تطيب باختيار الخليفة من المهاجرين أراد إنه يضيف حجة تقوّي من هذا الاختيار،
فقال الصديق رضي الله عنه:
"إن الله سمّانا الصادقين وسمّاكم المفلحين...."
أبو بكر رضي الله عنه بيُشير إلى قول الله عز وجل في سورة الحشر:
" لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ 《الصَّادِقُونَ》"
فده كده وصف المهاجرين، أما وصف الأنصار فجاء في الآية إللي بعدها، قال الله تعالى:
" وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ《الْمُفْلِحُونَ》"
فكلامه رضي الله عنه بيدل على ذكاءه وسعة اطلاعه على القرآن،
وبعدين أبو بكر رضي الله عنه قال للأنصار:
وقد أمركم الله أن تكونوا معنا حيثما كُنا، فقال في سورة التوبة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"
يعني هو استنبط حكم إن الخلافة تكون من المهاجرين من خلال الآية،
ومش بس كده، ده قال لهم حديث رسول الله ﷺ إللي بيقول:
"فمَن ولِيَ مِنكُم شيئًا يَضُرُّ فيه قَوْمًا ويَنْفَعُ فيه آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ"
احنا شرحنا الحديث كامل في الجزء المائة واثنان وثلاثين،
فرسول الله ﷺ هنا كان بيوصي بالأنصار، وكلامه فيه إشارة واضحة إن الخليفة ليس من الأنصار؛
يعني إزاي هيوصي الخليفة عليهم إذا كان هو منهم أصلا🤷♂️
وبكده هدأت النفوس أكثر وأكثر، وازداد توحد المسلمين في رأي واحد👌
كل الأحداث إللي بتحصل دي وسعد بن عبادة رضي الله عنه كان ساكت ومتكلمش خالص،
وموقفه يُعتبر موقف محرج😅
يعني من ساعة أو ساعتين كان مُرشح للخلافة وكان تقريبا شبه مؤكد إنه خلاص هيبقى فعلا الخليفة، وفجأة كده الوضع يتغير تماما،
ولعله أصلا كان في حيرة من كل إللي بيحصل، والأفكار تزاحمت في رأسه بجانب إرهاقه بسبب مرضه،
وأكيد دي حاجة مش هتعدي على أبي بكر رضي الله عنه، هو كان مراقب للموقف كله وبيتصرف بحكمة عشان يخرجوا من الموضوع بأفضل نتيجة بدون أي مشاكل،
ومن خلال الموقف كان واضح إن الأنصار رضي الله عنهم خلاص اقتنعوا عقلياً وقلبياً بأن المصلحة العليا للأمة تستلزم أن يكون الخليفة من المهاجرين وبالذات من قريش💁♂️
في اللحظة دي بقى أبو بكر رضي الله عنه أظهر بالدليل الدّامغ والحجة الظاهرة البيّنة التي لم تترك أي شك في قلب أحد، سواء من المهاجرين أو الأنصار👌
☆إيه هو الدليل ده بقى🤔
قال أبو بكر رضي الله عنه وهو يوجه الكلام لسعد بن عبادة نفسه:
لقد علمت يا سعد! أن رسول الله ﷺ قال