قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
29.6K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_السابعة
#فضائل_ومكانة_أبي_بكر_وعمر_الجزء_الرابع

قلنا المرة إللي فاتت إن أبا بكر تعرض لابتلاء هو من أشد الابتلاءات على النفس،
والابتلاء ده هو إنه اتُّهِم في عرضه رضي الله عنه في ابنته عائشة رضي الله عنها في الحادثة المعروفة بحادثة الإفك😶
إيه إللي حصل🤔
في قصة طويلة شرحناها في السيرة ملخصها إن المنافقين اتهموا السيدة عائشة بنت أبي بكر بأنها فعلت فاحشة الزنا مع واحد من الصحابة،
وانتشر الأمر بين الناس حتى تكلم في الموضوع بعض المؤمنين وقالوا إنها فعلت الفاحشة والعياذ بالله،
وطبعا انتم عارفين إن أشد حاجة على الإنسان إنه يُتهم في عرضه وخصوصا لو كان في مجتمع زي مجتمع الجاهلية إللي كان منتشر فيه فكرة وأد البنات خوفا من العار، وإللي كان عندهم غيرة شديدة على نسائهم، والصحابة كانوا نشأوا قبل الإسلام في المجتمع ده،
فقضية الشرف عندهم قضية عظيمة جدا👌
فتخيلوا موقف أبي بكر رضي الله عنه لما يُتهم في عرضه وهو العفيف إللي كان عنده خبرة بالأنساب ومع ذلك لم يتكلم في عرض أحد لا في جاهلية ولا في إسلام👌

لأ ومش بس كده، ده كان من الناس إللي اتكلمت في عرضه رضي الله عنه واحد من أقاربه اسمه مِسطَح كان فقير وكان أبو بكر بينفق عليه، يعني كان بيعطيه زي مرتب ثابت كده،
فالمفروض والطبيعي إن مِسطَح يكون هو أول المدافعين عن عرض أبي بكر من باب القرابة أو من باب رد الإحسان، أو على الأقل خالص يسكت وميتكلمش🤷
لكن إنه يتكلم في عرض أبي بكر ويتهم ابنته أنها فعلت جريمة الزنا وهي متزوجة، ومتزوجة من مين؛ من رسول الله ﷺ وهو عارف كمان عفة أبي بكر وعفة ابنته وطهارتها؟!! 😳
حقيقي موقف صعب جدا لأبي بكر رضي الله عنه😓

☆هنا هنلاحظ إن ربنا ابتلى أبا بكر في صميم الحاجة إللي هو معملهاش،
يعني زي كده لما يكون واحد عفيف اللسان وعمره ما شتم أحد ومعروف بحُسن الخلق، فربنا يبتليه باللي يشتمه ويؤذيه،
فهنا الواحد ممكن يتساءل ليه يحصل معايا كده وأنا عمري ما أذيت أحد، أو ممكن إيمانه بالله يهتز؛ إزاي ربنا يبتليه بحاجة زي كده وهو لم يؤذِ أحدا أبدا؟!!
هو مش المفروض يعني إن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان؟!!
لكن أبو بكر رضي الله عنه لم يفكر أبدا بالطريقة ولا عمره تساءل عن السبب،
هو كان مؤمن كمال الإيمان بحكمة ربنا وعارف إن مفيش حاجة بتحصل في الكون إلا بعلمه وتقديره سبحانه، وإن ده بلاء من ضمن ابتلاءات الدنيا بغض النظر عن هو عمل إيه أو معملش إيه👌

تعتقدوا بقى إيه رد الفعل الطبيعي المتوقع مع مِسطح من رجل طُعن في شرف ابنته، ويشعر بالظلم الشديد؟!!
رد فعل أبي بكر كان أقل رد فعل طبيعي ممكن الواحد يعمله،
حلف الصديق ألا ينفع مسطح بنافعة أبداً، يعني مش هينفق عليه ولا يعطيه أي شيء ينتفع به تاني أبدا👌
وهو هنا مش بيمنع حق لمسطح رضي الله عنه، لأ، ده بيمنعه فضل كان يتفضل به عليه، يعني هو أصلا مش مُلزم بيه،
ودي حاجة طبيعية في النفس البشرية،
يعني أنا أُحسن إليك وانت في النهاية تتكلم في عرضي؟!!

بعد شهر من المعاناة والابتلاء الشديد نزل القرآن يبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها من التهمة إللي اتهُمَت بها زورا،
أما الناس إللي اتكلمت في عرض السيدة عائشة؛ فأُقيم عليهم حد القذف ثمانين جلدة، وكان منهم مسطح رضي الله عنه،
وبالنسبة لأبي بكر فنزلت آية خاصة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه فيها خطاب رقيق من رب العالمين للصديق يوضح أن المعاملة قبل ما تكون مع البشر فهي معاملة مع الله عز وجل👌
قال الله عز وجل:
"وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُو"
《سورة النور آية(22)》
وَلا يَأْتَلِ يعني ولا يحلف أهل الفضل في الدين والسَّعَة في المال على ترك صلة أقربائهم الفقراء والمحتاجين والمهاجرين ومنعهم النفقة بسبب ذنب فعلوه ولْيتجاوزوا عن إساءتهم ولا يعاقبوهم.

متخيلين إن ربنا شهد لأبي بكر الصديق بأنه من أصحاب الفضل، والفضل هنا على إطلاقه، يعني هو صاحب كل أنواع الفضل👌

طيب ليه بقى نعفو ونصفح يارب؟!
"أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ"《سورة النور آية(22)》
يعني مش انتم بتحبوا إني أغفر لكم وأتجاوز عنكم رغم ذنوبكم وإساءتكم؟
فتجاوزوا واعفوا انتم كمان عن إللي يسيء لكم👌

وهنا يظهر استسلام أبي بكر لكلام الله عز وجل وعدم انتقامه لنفسه،
فهو لما سمع الآية قال: بلى والله! إنا نحب أن تغفر لنا يا ربنا!
وأعاد النفقة مرة أخرى على قريبه مِسطح بن أبي مسطح، وعزم على ألا يعود إلى قطعها أبداً،
وده رد فعله رضي الله عنه في طاعة تركها غير مفروضة عليه مش في ذنب عمله👌
فمنستغربش لما نسمع قول رسول الله ﷺ له:
"أنتَ عتيقُ اللَّهِ منَ النَّارِ"《صحيح الترمذي》
يعني أنتَ من الناس إللي ربنا لن يُدخِلَهُمُ النَّارَ، وحرَّمَهم عليها👌