قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
30K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبو_بكر_وعمر
#الحلقة_الخامسة
#فضائل_ومكانة_أبي_بكر_وعمر_الجزء_الثاني

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن معظم الرؤى إللي جاءت في فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما،
وقلنا بعدها إن رسول الله ﷺ قال عن أبي بكر رضي الله عنه إنه أرحم الناس بالأمة،
أما عمر فقد قال عنه رسول الله ﷺ:
"أشدُّهم في دينِ اللَّهِ عُمرُ"《الصحيح المسند》
والشدة هنا معناها القوة، والمقصود بالقوة هو الثبات عند المواقف الصعبة إللي محتاجة قرار فاصل، وكذلك الحزم في المواقف والمسارعة في أخذ القرار الحاسم،
فيكون معنى أشدهم في دين الله عمر هو:
أن عمر رضي الله عنه لما كان يرى الحق في شيء؛ كان بيتمسك بيه وبيدافع عنه بكل قوته ويثبت عليه ولا يرضى بالذل ولا المهانة👌

ومش معنى كلامنا ده إن الصحابة رضي الله عنهم مكنوش أشداء في دين الله😅
لأ👌
الصحابة كلهم رضي الله عنهم كانوا بيجمعوا في أخلاقهم كل الصفات الحميدة، لكن رسول الله ﷺ كان يعطي ميزة لكل واحد من الصحابة،
زي مثلا لما قال عن أبي عبيدة بن الجراح أنه أمين الأمة، وقال عن الزبير بن العوام أنه حواري رسول الله ﷺ،
فأحيانا الواحد منهم يمتاز على غيره بصفة معينة يكون متفوق فيها💁

فعمر رضي الله عنه كانت ميزته الشدة والقوة في دين الله، فهو كان قويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء من ناحية القوة النفسية أو القوة البدنية،
والقوة النفسية تكون في التمسك بالدين والعبادة والتقوى، و القوة البدنية هي قوة الجسد من حيث الطول وبناء الجسد وقدرة التحمل وغيره،
ورسول الله ﷺ كان قال:
"الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ"
《رواه مسلم》
فالحديث ينطبق على عمر رضي الله عنه من ناحية القوة النفسية والقوة الجسدية👌

وهو كان رضي الله عنه يستخدم الشدة والقوة دي في نصرة دين الله عز وجل ونصرة الضعفاء👌
ويوضح ده قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما قال:
"مَا زِلْنَا أعِزَّةً مُنْذُ أسْلَمَ عُمَرُ"
《صحيح البخاري》

ومن مواقفه تظهر قوته ونصرته💁

¤عندنا مثلا موقفه في غزوة أُحد وبعدها،
يعني بعد ما حصلت الهزيمة و فرّ المسلمون من أرض المعركة وتعرض رسول الله ﷺ لإصابة شديدة ووقع في حفرة ومكنش قادر يتحرك؛ كان عمر من أقرب الثابتين حول رسول الله ﷺ ومعه أبو بكر،
وبعد انتهاء المعركة أمر رسول الله ﷺ الصحابة إنهم ينسحبوا من أرض المعركة ويصعدوا جبل أحد قبل ما يتعرضوا كلهم للهلاك،
فلما كان الصحابة بيصعدوا الجبل شافهم خالد بن الوليد وأبو سفيان،
فجمعوا المشركين عشان يمنعوا الصحابة من إنهم يصعدوا الجبل؛ لأنهم لو صعدوا الجبل خلاص مش هيقدروا يوصلوا لهم🤷‍♂️
وهم كانوا عايزين يتأكدوا إن رسول الله ﷺ خلاص قُتل زي ما كان واحد من المشركين قال،
فقال رسول الله ﷺ:
إنهم لا ينبغي لهم أن يعلونا، يعني مينفعش يطلعوا ورانا، لازم نمنعهم👌
فكلّف رسول الله ﷺ مجموعة من أصحابه إنهم يدفعوا المشركين ويمنعوهم من طلوع الجبل وراء المسلمين وكان على رأس المجموعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
فقاتل المشركين قتالا شديدا لحد ما استطاع هو والصحابة إللي كانوا معاه إنهم يمنعوا المشركين من صعود الجبل واستطاع رسول الله ﷺ وإللي كانوا معاه إنهم يختفوا في الجبل👌

أبو سفيان كان عايز يتأكد إن رسول الله ﷺ فعلا قُتل زي ما قيل في أرض المعركة، فوقف عند الجبل وقال للمسلمين:
أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟
يعني هل محمد ﷺ لسه عايش؟
فرسول الله ﷺ أشار للصحابة بإنهم ميردوش على أبي سفيان عشان ميتعرفش مكانه ﷺ فسكت الصحابة،
وأعاد أبو سفيان السؤال ثلاث مرات ومحدش من الصحابة بيرد،
وبعدها قال: أَفِي القَوْمِ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ؟
سأل ثلاث مرات ورسول الله ﷺ ينهى الصحابة إنهم يردوا عليه،
فسأل أبو سفيان ثلاث مرات كذلك: أَفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؟
ومحدش من الصحابة بيرد،
فهنا فرح أبو سفيان وقال لأصحابه:
"أَمَّا هَؤُلَاءِ فقَدْ قُتِلُوا"《صحيح البخاري》
يعني خلاص كده الثلاثة دول ماتوا وارتحنا منهم.
وأبو سفيان كان عارف مكانة هؤلاء الثلاثة وأهمية وجودهم، فلو الثلاثة مش موجودين يبقى كده انتهى أمر أمة الإسلام👌

فعمر بن الخطاب رضي الله عنه مقدرش يمسك نفسه😬
يعني قوته النفسية مش مخلياه يترك أبا سفيان يمشي مستريح من أرض المعركة،
هو كان حاسس بغيظ وشماتة من أبي سفيان فمقدرش يسكت، فقام رد عليه وقال له:
"كَذَبْتَ واللَّهِ يا عَدُوَّ اللَّهِ؛ إنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وقدْ بَقِيَ لكَ ما يَسُوؤُكَ"《صحيح البخاري》
يعني ربنا أبقى على حياة إللي يضايقك ويحرق دمك😅

وفعل عمر مكنش مخالف لأمر رسول الله ﷺ بعدم الرد على أبي سفيان، بدليل إن رسول الله ﷺ سكت ولم يعلق على فعل عمر رضي الله عنه،